Professional Documents
Culture Documents
Hooked First Part
Hooked First Part
ُ
يعمل يف جمال تطوير املنتجات الرقم َّية ،ويسعى إىل ‘‘قراءة هذا الكتاب رضور ٌة ِّ
لكل َمن
أسهم ْت يف تغيري طرق بناء ِ
واملستخدمني .أحد الكتب التي توليد تفا ُع ٍل مع العمالء
َ
املنتجات الرقم َّية وحتسينها ،وبناء الرشكات الرياد َّية .ببساطة كتاب عظيم’’.
حاتم الكاميل -السعود َّية
اإللكرتوين،
ّ متخصص يف التسويق
ِّ
االجتامعي’’
ّ التواصل ات مؤ ِّلف كتاب ‘‘ 360درجة -التسويق عىل َّ
منص
حب هذا الكتاب .النسخ ُة العرب َّية منه سلس ٌة ومثري ٌة
وقعت يف ِّ
ُ أن َ
أقول بداي ًة ِّإن ‘‘أو ُّد ْ
األسايس ،وهو
ّ الكتاب هو مرج ُعكمَ إن هذا أيضا ِّ
لكل مديري املنتَجات َّ لإلعجاب .وأقول ً
أيضا ِّ
لكل أعضاء الفريق ،ال س َّيام يف الرشكات التي يعتمد عملها عىل منتجات رضوري ً
ٌّ
مهمة .وأعتقد أنَّه سيكون
تفتح قراء ُة هذا الكتاب العيون عىل أفكار َّ
وخدمات إلكرتون َّيةُ .
ِ ٍ ِ مرجعي َّ
مؤسس َة َّ
منصة إلكرتون َّية تعتمدُ عىل تفا ُعل املستخدمني’’. كل بضعة أشهر بوصفي ِّ
إيامن حيلوز ،األردن
املؤسسة والرئيسة التنفيذ َّية،
ِّ
أبجد
األهم الذي
ُّ ُ
السؤال التعليمي «ألف ستارت أب» ،كان
ِّ ‘‘عندما خ َّط ْطنا إلطالق موقعنا
املستخدمني ي ِ
دمنون عىل استخدام موقعنا لي ِ
طلقوا ِ طر ْحناه هو« :كيف سنتمكَّن من َج ْعل
ُ ُ َ
احلل هي باستخدام نموذج كتاب مشاريعهم؟» كانت الطريق ُة ال ُفضىل للتفكري يف ِّ
ُ
أفضل نموذج الكتاب هو
َ «اسرتاتيج َّية التع ُّلق» بنسخته اإلنكليز َّية )(Hooked؛ حيث َّ
إن
نموذج يساعد عىل َف ْهم الكيف َّية التي جت َع ُلنا هبا املواقع ندم ُن عىل استخدامها ،كام أنَّه يساعد
ٍ
لت مع النارش قبل مدَّ ة ألقرتح عليه أنتواص ُ
َ عىل تطبيق الطريقة عىل مواقعنا ومنتجاتنا.
ئت َّ
بأن الكتاب يف املراحل النهائ َّية ِ
ففوج ُ مه َّيته للمكتبة العرب َّية،
نظرا إىل أ ِّ
رتجم الكتاب ًُي َ
من الرتمجة’’.
د .أجمد اجلنباز -سوريا
مدرب يف ريادة األعامل،
ِّ
مؤ ِّلف كتاب ‘‘ثاين لفة يمني’’
َشها عىل مدى أكثر من مخس َة َ
عرش عا ًما. ‘‘متتدُّ خربيت يف جمال إنتاج األلعاب اإللكرتون َّية ون ْ ِ
األسايس لنجاح ٍ
صحيحة هو املعيار ٍ
بصورة أن التفكري يف أساليب التع ُّلق
وجدت فيها َّ ُ وقد
ُّ
بكل تأكيد عىل َف ْهم عامل األلعاب اإللكرتون َّية وغريها منأ َّية لعبة .س ُيساعدُ ك هذا الكتاب ِّ
املنتَجات الرقم َّية’’.
محو ،األردن حسام ُّ
التنفيذي ،رشكة طامطم لأللعاب اإللكرتون َّية
ّ املدير
All rights reserved. No part of this book may be reproduced, stored in a retrieval system or
transmitted, in any form or by any means, without the prior written consent of the author, except in
the case of brief quotations, embodied in reviews and articles.
All Rights reserved. No portion of this book may be reproduced, stored in a retrieval system or
transmitted in any form or by any means – electronic, mechanical, photocopy, recording or any
other– except for brief quotations in printed reviews, without prior permission of the publisher.
عادات في المستهلِ ك
ٍ جات تولِّ د
استراتيجية التعلُّ ق :كيف تبني منتَ ٍ
َّ
الطبعة العرب َّية األوىل 202٢م
حقوق الطبع حمفوظة
مجيع احلقوق حمفوظة ،ال يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب ،أو أي جزء منه ،أو ختزينه يف نطاق استعادة
املعلومات أو نقلها ،أو استنساخه بأي شكل من األشكال ،دون إذن خطي مسبق من النارش.
للمرة األوىل (باإلنكليز َّية) ،أذه َلتْني القصص الرائعة التي سمعتُها
منذ ن َْش هذا الكتاب َّ
ُغي حياة الناس. ٍ ٍ
القراء الذين استخدموا هذه التقنيات لتطوير منتَجات وخدمات ت ِّ من َّ
وال أخفي عليكم تأ ُّثري ال س َّيام باألساليب التي ُط ِّبقت هبا الدروس املستمدَّ ة من
أيضا. ِ
مستخدمي املنتَجات وصانعيها ً الكتاب ،والتي هتدف إىل حتسني ِ
حياة
مثل ،هناك برنامج ‘‘كاهوت!’’ )! (Kahootالذي أعدَّ تْه رشك ٌة نروجي َّية ناشئة إلضفاء ً
ت الرشك ُةملسات املرح واملشاركة عىل أساليب التع ُّلم يف الصفوف الدراسية .وقد تقدَّ م ِ
َ َّ
لطرح َّأو ٍّيل عا ّم .أ َّما تطبيق ‘‘فِتبود’’ ) ،(Fitbodالذي يساعدُ
ٍ ٍ
بطلب يف اآلونة األخرية
مطوريه ٍ ٍ ِ
صح َّية يف الصاالت الرياض َّية ،فيعو ُد عىل ِّاملستخدمني يف بناء عادات رياض َّية ِّ
منصة ‘‘پاغا’’ ) (Pagaالتي استفاد منها ماليني األفارقة بماليني الدوالرات .وكذلك َّ
ٍ
جديدة لتوفري املال ٍ
عادات حسابات مرصف َّية؛ إذ تساعدهم عىل تنمية ٍ ممَّن ال يملكون
املنصة ‘‘أكرب شبكة من املنافذ املال َّية’’ يف
َت هذه َّ
مؤسس الرشكة ،بات ْ
وإدارته .وبحسب ِّ
البالد .وما زالت قائمة الرشكات التي تستخدم ‘‘اسرتاتيج َّية التع ُّلق’’ )،(Hooked Model
نموا حول العامل يف خمت َلف القطاعات والصناعات.
تزدا ُد ًّ
أمثلة هذا الكتاب تتمحور حول الرشكات الكربى ،مثل ِ معظم صحيح َّ
أن
َ ٌ
‘‘غوغل’’ ) (Googleو‘‘فيسبوك’’ ) ،(Facebookلكنِّي مل أكتب هذا الكتاب من أجلهم،
بل من أجلكم أنتم.
9
استراتيجية التعلُّ ق
َّ 10
%79من مالكي اهلواتف الذك َّية يتف َّقدون هوات َفهم َّ
كل صباح يف غضون 15دقيق ًة عىل
يفضلون
األكثر من استيقاظهم 1.وما يثري الدهشة هو اعرتاف ثلث األمريك ِّيني َّأنم ِّ
2
التخل عن اجلنس عىل ضياع هواتفهم الن َّقالة.
ِّ
11
استراتيجية التعلُّ ق
َّ 12
الخ َّطافات؟
كيف أعلَ ُق بتلك ُ
ب ماجستري إدارة األعامل ،يف ‘‘جامعة ستانفورد’’ طل ِ كنت ضمن ِ
فريق َّ عام 2008مُ ،
ٍ
مدعومة من أبرز املستثمرين يف ٍ
رشكة ) ،(Stanford Universityوكنَّا نعمل عىل بناء
ٍ
إعالنات يف منصة َلو ْضع ‘‘سيليكون ڤايل’’ ) .(Silicon Valleyومت َّث ْ
همتُنا يف إنشاء َّ
لت ُم َّ
ِ
املزدهر لأللعاب االجتامع َّية عىل اإلنرتنت. العامل
بواسطة مراحل التع ُّلق املتتالية ) ،(Hook Cyclesحت ِّق ُق املنتَجات الناجح ُة
ِ
املستخدمني ،والتي النهائي املتم ِّثل يف املشاركة التلقائ َّية من هد َفها
َّ
َكرارا دون االعتامد عىل اإلعالنات املكلِفة أو رارا وت ً
ِ
تُعيدهم إىل املنتَج م ً
الرسائل ا ُمللِ َّحة.
استراتيجية التعلُّ ق
َّ
المﺤفﺰات
ِّ .1
امليكانيكي .وتأيت
ّ املحرك
ِّ ُسهم يف تشغيل املح ِّفز هو ِّ
حمرك السلوك ،كالرشارة التي ت ُ
املح ِّفزات يف صورتَني :اخلارج َّية والداخل َّية 8.تبدأ مرحلة ُّ
تعود املنتَجات بتَنبيه
اإللكرتوين ،أو رابط للموقع ،أو أيقونة ِ
املستخدم بواسطة حم ِّفزات خارج َّية كالربيد
ّ
التطبيق عىل اهلاتف.
صفحة أخبار فيسبوك ،التق َطها أحدُ أفراد عائلتها ِ مثال ،ترى الشا َّبة سارة صور ًة يف ً
أن الصورة التي شاهدَ ْهتا مجيلة .وما دا َم ْت خت ِّط ُط لرحلة إىل شك َّ ٍ
منطقة ريف َّية .ال َّ يف
فتنقر
العميلُ ،
ّ التجاوب
ُ اخلارجي (بلغة التسويق) إىل
ُّ هناك برفقة أخيها ،يدف ُعها املح ِّفز
17 المقدمة
ِّ
العملي
ّ التجاوب
ُ .2
العميل .حيث يؤ ِّدي املر ُء سلوكًا ما تر ُّق ًبا
ّ التجاوب
ُ بعد مرحلة املح ِّفزات ،يأيت دور
فالتجاو ُب البسيط من سارة ،واملتم ِّثل يف النَّقر عىل تلك الصورة اجلميلة،
ُ للمكافأة.
‘‘منص ٌة اجتامع َّية ِحل ْفظ
َّ سيأخذها إىل موقع ُيدعى ‘‘پينرتست’’ ) ،(Pinterestوهو
9
افرتايض يف حساب املشرتك’’.
ٍّ االهتاممات عىل ٍ
لوح
‘‘خ َّطاف التع ُّلق’’َ ،وف ًقا للرشح يف الفصل ،3عىل ف ٍّن وعل ٍم
تعتمد هذه املرحلة من ُ
ِ
املستخدم تدفع هبا املنتَجات للتَّصميم ِ
سهل االستخدام ،وذلك ملعرفة الكيف َّية التي يمكن أن َ
البرشي ُيسهامن
ِّ التجاو ِب بأفعال حمدَّ دة .تستفيد الرشكات من عام َلني أساس َّيني للسلوك
ُ إىل
10
النفيس ألدائه.
ِّ التجاوب ،والدافع
ُ العميل :سهولة عمل َّية
ّ التجاوب
ُ يف زيادة احتامل َّية
فحينام ُ
تكمل سارة الفعل البسيط املتم ِّثل يف النقر عىل الصورة ،ستنبهر بام تراه بعد ذلك.
المتغيرة
ِّ .3المكافأة
ما يم ِّيز ‘‘اسرتاتيج َّية التع ُّلق’’ عن احللقات البسيطة لآلراء الواردة هو القدرة عىل تكوين
الرغبة الشديدة؛ فحلقات اآلراء الواردة موجودة حولنا ،لك َّن ما يمكن تو ُّقعه ال يو ِّلد
َكرارا؛ ِ فالضوء الذي يظهر حني تفتح باب َّ
رارا وت ًالثلجة ال يدفعك إىل فتحه م ً الرغبة؛ َّ
املتغيات إىل هذه العمل َّية .خت َّي ْل أنَّك ك َّلام بعض
ف َ ِ فأنت تتو َّق ُعه ً
أصل .واآلن فلنُض ْ
ِّ
رأيت أما َمك حلوى خمتلفة .من هنا تنشأ املص َيدة. باب َّ
الثلجةَ ، فتح َت َ
ْ
استراتيجية التعلُّ ق
َّ 18
املتغية من أقوى األساليب التي تستخدمها الرشكات لتع ُّلق ِّ تُعدُّ املكافآت
شح تفاصيل هذا املوضوع؛ حيث ِ
ويستفيض الفصل 4يف َ ْ ُ املستخدمني باملنتَجات.
ٍ
ملكافأة ِ
حالة تو ُّق ٍع مستويات الدوپامني تزيدُ حينام يكون الدماغ يف ُظه ُر البحوث َّ
أن ت ِ
َ
بالرىض ،لك َّن إدخال عنرص ُشعرنا ِّ ما 11.وغال ًبا ما ُيصنَّف الدوپامني ً
خطأ عىل أنَّه ما َّد ٌة ت ُ
مناطق الدماغ املرتبطة باملنطق ،يف حني ت ِّ
ُنشط األجزا َء َ كو ُن حال ًة من الرتكيز تث ِّب ُط
التنوع ُي ِّ
ُّ
ُ
تشمل أجهز َة البيع أن األمثلة الكالسيك َّية عىل ذلكاملرتبطة بالرغبة واحلاجة 12.صحيح َّ
تعود
املتغية تسو ُد يف كثري من املنتَجات التي ِّ
التلقائي واليانصيب ،لك َّن فكر َة املكافآت ِّ
ِّ
ِ
املستخدم أن تستعم َلها.
مثل ،حني تدخل سارة تطبيق پينرتست ،سرتى ليس فقط الصور َة املقصودة ،بل ً
نظرها .والصور التي سرتاها تتع َّل ُق عمو ًما باهتامماهتا،تلفت َُ أمورا كثري ًة ُأخرى
أيضا ً ً
نظرها؛ ِ
أمورا أخرى ستلفت َ كاألمور التي تُرى لدى زيارة مناطق ريف َّية .لك َّن هناك ً
متجاور ،برصف النظر عن عالقتها باملوضوع، ِ فالطريقة املذهلة لعرض الصور عىل ٍ
نحو
كل ذلك نظا َم الدوپامني يف دماغها يضع ُّ ٍ ِ
مثل َع ْرضها بصورة واضحة ومجيلة ومألوفةُ -
ب للمكافأة .وهكذاُ ،تيض املزيدَ من الوقت يف تص ُّفح هذا املوقع ،بح ًثا عن يف حالة تر ُّق ٍ
متر مخسة وأربعني دقيقة.
املزيد من األمور الرائعة .ودون أن تدريُّ ،
بعض الناس اهتاممهم بمنت ٍ
َجات ِ ِ
فقدان يبحث الفصل 4يف ِ
سبب ُ عالو ًة عىل ذلك،
مع َّينة ،والطريقة التي يؤ ِّثر هبا مبدأ التغيري والتنويع يف احلفاظ عليه.
.4االستثمار
بعض العمل .تزيدُ ِ
املستخدم َ يف املرحلة األخرية من ‘‘اسرتاتيج َّية التع ُّلق’’ ،يؤ ِّدي
ٍ
خطوات ُأخرى يف املستقبل .ويبدأ هذا ِ
املستخدم عىل مرحلة االستثامر احتامل َّي َة أن ُي ْق ِدم
املستخدم شي ًئا للمنتَج ،كالوقت أو البيانات أو اجلهد أو رأس املال ِ االستثامر حني يمنح
االجتامعي أو املال.
ِّ
19 المقدمة
ِّ
ِ
املستخدمون املال و ُيتابعوا يو َمهم؛ إذ يدفع لك َّن مرحل َة االستثامر ال تعني أن
َ
حيسن اخلدمات لالنتقال إىل اجلولة الثانيةَّ .
إن دعوة فعل ِّيتضم ُن االستثامر هنا ًَّ
األصدقاء ،وحتديد التفضيالت ،وتع ُّلم استخدام امل ِّيزات اجلديدة -مجيعها استثامرات
جتربتهم .ويمكن االستفادة من ِّ
كل ذلك لتحسني املح ِّفز، ِ
املستخدمون لتَحسني ِ يؤ ِّدهيا
كل متريرة يف أثناء ‘‘اسرتاتيج َّية التع ُّلق’’.
التجاوب ،وزيادة رونق املكافأة مع ِّ ُ وتسهيل
ِ
املستخدمني عىل ُسهم هبا االستثامرات يف تشجيع ويرشح الفصل 5الكيف َّية التي ت ُ
التن ُّقل ما بني اخلُ َّطافات املتتالية.
ُنمي رغب ًة يف
الكم اهلائل من حمتوى پينرتست ،ت ِّ ِّ تستمتع سارة بتص ُّفحُ وبينام
ٍ مجع ْت حمتوى أكرب ،أع َط ِ ِ
بيانات عن تفضيالهتا. املوقع
َ ت االحتفاظ بام ُيسعدُ ها .وك َّلام َّ َ
وتكرر ذلك ،عالو ًة
ِّ ُتابع األلواح االفرتاض َّية التي تعجبها ،وتث ِّبتها يف حساهبا،
فهي ست ُ
عىل غريه من االستثامرات التي تساعد يف زيادة تع ُّلقها باملوقع ،وحتضريها للحلقات
املستقبل َّية من ُخ َّطافات پينرتست.
أنصح َك بمراجعتها،
ُ جتد يف هناية ِّ
كل قسم عد ًدا من النقاط املوجزة.
االجتامعي .فهذا
ّ أو تدوينها يف دفرت ،أو مشاركتها عىل مواقع التواصل
يساعدك أن تتأ َّمل يف ما قرأته لتستفيدَ منه إىل أقىص حدّ .
هل تريدُ أن تصمم منت ٍ
َجات سهل َة االعتياد؟ يف هذه احلال، ِّ َ
عميل’’ يف هناية الفصول الالحقة يف
ّ تساعدُ ك األجزاء بعنوان ‘‘تطبيق
توجيه خطواتك املقبلة.
للتذكير والمشاركة
ٍ
تفكري تقري ًبا’’. ف العادات عىل أنا ‘‘ترص ٍ
فات نؤ ِّدهيا دون ُعر ُ
ُّ َّ •ت َّ
ُ
ثالوث الوصول والبيانات والرسعة يف تنمية العادات لدى سهم
• ُي ُ
الناس.
استراتيجية التعلُّ ق
َّ 22
َ
يعتادون ِ
املستهلكني ِ
جعل الرشكات التي تعمل عىلُ تكتسب •
ُ
منتَجاهتا م ِّيز ًة تنافس َّي ًة كبرية.
متكررة ما بني ٍ
بصورة مصممة للمالءمة يرشح هذا الكتاب ِ
جترب ًة
ِّ َّ • ُ
وحل الرشكة ،حتَّى يصبح هذا ُّ
احلل عاد ًة لديه. ِ
املستخدم ِّ مشكلة
والتجاوب
ُ •تشمل ‘‘اسرتاتيج َّية التع ُّلق’’ أربع مراحل :املح ِّفزات،
املتغية ،واالستثامر.
العميل ،واملكافأة ِّ
ّ
الفصل 1
التعود
ُّ ُ
حالة
تسبح
ُ حيدث حويل ،وال يف ما يفع ُله جسدي ،بل ُ عندما أركض ال أعود أفكِّر يف ما
ثالث مر ٍ
ات يف َ َّ صباحا
ً أمارس رياضة الركضُ أفكاري يف أماكن أخرى .عاد ًة ما
ررت يف اآلونة األخرية األسبوع ،ويشعرين ذلك بالراحة واالنتعاش .لكنِّي اض ُط ُ
َّرت‘‘ :ال
الصباحي .ففك ُ بدل ِ
وقت الركض إىل إجراء اتِّصال مع عميل خارج البالد َ
ّ
ترصفات غريبة يف ِ مشكلة ،سأركض يف املساء’’ .غري َّ
تغيري الوقت أ َّدى إىل حدوث َُّ أن
ذلك املساء.
ٍ
رج النُّفايات من منزهلا. وكنت قري ًبا من امرأة ُت ُ
ُ تركت منزيل عند حلول الظالم، ُ
حت ما قلتُه: صح ُ َّ ثم
قائل‘‘ :صباح اخلري’’َّ ، ٍ
بأدب ً وابتسم ْت .فح َّييتُها
َ نظر ْت إ َّيل
َ
ِ
مرت عرش ساعات عىل الصبح .عقدَ ت املرأ ُة حاج َبيها أدركت أنَّه َّ
ُ ‘‘أعني مساء اخلري’’.
ابتسم ْت.
َ مستغرب ًة ،وبالكاد
وعزمت
ُ أن عقيل كان ً
غافل عن الوقت. والحظت َّ
ُ شعرت بالقليل من اإلحراج،
ُ
قلت دون تفكري‘‘ :صباح اخلري’’.
التقيت عدَّ اء آخرُ ،
ُ َّأل ُأعيد الك ََّرة .وبعد دقائق قليلة،
ما الذي كان حيدث معي يا تُرى؟
23
استراتيجية التعلُّ ق
َّ 24
تقضم
ُ وعي تقري ًبا .يف البداية ،قد حيدث َ
دون ٍ ُ شائع
ٌ ٌ
سلوك مثلَ ،ق ْض ُم األظفار هو
ً
الترصف دون وعي، حيدث هذاُ فتا ٌة أظفارها للتخ ُّلص من ٍ
جلد مزعج .لكن ،حني
ُّ
بوصفه ر َّد ٍ
فعل تلقائ ًّيا عىل َو ْض ٍع ما ،فهو ُي َّ
سمى العادة .ويرى كثريون ممَّن لدهيم عادة
ث عندما يشعرون بالتوتُّر .وك َّلام َر َب َط
أن هذا السلوك غري الواعي حيدُ ُ
َق ْضم األظفارَّ ،
املر ُء َق ْضم األظفار بالشعور بالراحة الوقت َّية ،يصعب تغيري االستجابة املرشوطة.
ٍ
حلول ٍ
قرارات عدَّ ة يف حياتنا اليوم َّية بنا ًء عىل عىل ِغرار ِ
عادة َق ْضم األظفار ،نت ُ
َّخذ
القرار الذي كان ناف ًعا أمس ،ال بدَّ أن
َ مواقف ماضية .فيستنتج الدماغ َّ
أن َ مار ْسناها يف
َ
الروتيني.
ّ ف
الترص ُ
ُّ أيضا .ومن هنا ،ينشأ
ينفع اليوم ً
َ
25 التعود
ُّ ُ
حالة
البرصي مع اآلخرين
َّ التواص َل
ُ أن دماغي َ
ربط َّضح َّ
بالعودة إىل جولة الركض ،يت ُ
هت تلقائ ًّيا هبذه الكلامت رغم أنَّه مل
تفو ُ
يف أثناء الركض بتح َّية‘‘ :صباح اخلري’’ .وهكذا َّ
الوقت املناسب هلا.
َ يك ِ
ُن
تأثري ٌ
بالغ يف توجيه ٌ إذا كان لسلوكنا املرب َمج ،أو عاداتنا األساس َّية،
تسخري القدرة ذاهتا عىل االعتياد ،يف جمال
َ ترصفاتنا اليوم َّية ،فاملؤكَّد َّ
أن ُّ
خاص َّية االعتياد تنعكس ِّ
ُ مجة .يف الواقع،جيلب فوائدَ َُّ التجاري،
ّ النشاط
ٍ
بطريقة ف َّعالة. باإلجياب عىل األرباح ملصلحة َمن ُيسن استخدا َمها
ِ
املستخدم َ
سلوك تغي َّ
إن املنتَجات التي تقوم عىل مبدأ االعتياد ِّ
فاهلدف هنا هو َد ْفع العمالء إىل استخدام ُ بحيث يتع َّل ُق هبا تلقائ ًّيا.
منتَجك من تلقاء أنفسهم ،دون احلاجة إىل َح ِّثهم عىل ذلك رصاح ًة
ِ
املستخدم باستخدام اإلعالنات أو العروض الرتوجي َّية .فحني يعتاد
سيندفع تلقائ ًّيا إىل استخدامه يف أثناء األحداث ُ استخدا َم منت ٍَج ما،
صف طويل. ومه ،مثل انتظار َدوره يف ٍّ الروتينية لي ِ
َّ َ
أن األُ ُطر واملامر ِ
سات التي يبح ُثها هذا جتدر اإلشارة هنا إىل َّ
َ َ لك ْن ُ
كل أنواع األعامل التجار َّية أو مجيع القطاعات. تناسب َّ
ُ الكتاب قد ال
ِ
املستخدم يف أهدافهم ِ
عادات تقييم كيف َّي ِة تأثري لذا يتحت َُّم عىل الرياد ِّيني
ُ
نجاح بعض املنتَجات واستمرار َّيتها ُ ونامذج َع َم ِلهم .ففي حني يعتمدُ
ٍ
حاالت أخرى. ينطبق عىل ُ عىل مبدأ االعتياد ،فهذا ال
ٍ
خدمات ال تُشرتى الرشكات التي تبيع منتَجات أو
ُ ً
مثل ،ال حتتاج
نمون عادةً ،عىل ِ ٍ
متكررة ،إىل وجود مستخدمني ُي ُّ ِّ بصورة أو تُستخدَ م
مثل ،تعتمد رشكات التأمني عىل اليوميً .
ّ ِّ
األقل ليس إىل درجة االلتزام
استراتيجية التعلُّ ق
َّ 26
ِ
مستخدمو ُ
حيتفظ تتم َّي ُز بعض املنتَجات بقيمتها الدائمة املرتفعة جدًّ اً .
مثل،
زنم ذه ًبا .لذا ،تكون رشكات ُ
تعادل َو َ بطاقات االئتامن بوالء هلذا املنتَج مدَّ ة طويل ًة
ويفس هذا
ِّ بالغ مال َّي ًة ضخم ًة لك َْسب عمالء ُجدُ د.بطاقات االئتامن مستعدَّ ًة إلنفاق َم َ
ٍ
بطاقة ُأخرى، الكثري من العروض الرتوجي َّية التي هتدف إىل إغرائنا برشاء سبب تل ِّقينا
َ َ
ِ
أو حتديث بطاقاتنا ،وذلك يف صورة هدايا جمَّان َّية أو ِر ْبح أميال َّ
السفر .فالقيم ُة الدائمة
ِ
االستثامرات التسويق َّية التي تؤ ِّدهيا رشكات بطاقات االئتامن. تسو ُغ
للعميل ِّ
المرونة في األسعار
التنفيذي لرشكة
ُّ والرئيس
ُ الشهري
ُ املستثمر
ُ ذكر وارن بافيت )،(Warren Buffett
مرةَ ،
ذات َّ
َ
ٍ
عمل ما قوة
‘‘بريكشاير هاثاوي’’ ) ،(Berkshire Hathawayاآليت‘‘ :يمكنك حتديد مدى َّ
َ
أدرك بافيت ورشيكه بنا ًء عىل مدى معاناة الرشكة عند َر ْفع أسعار منتَجاهتا’’ 4.فقد
حني يعتاد العمالء استخدا َم منت ٍَج ما ويتع َّلقون به،
تشاريل َمنغر ) (Charlie Mungerأنَّه ُ
ِ
املستهلك الثنائي إىل ِعلم نفس
ُّ السعر .كام أشار
كثريا عىل مسألة ِّ
ال يعودون يركِّزون ً
املنطقي ورا َء استثامراهتم الشهرية يف رشكات مثل ‘‘سيز كانديز’’ َّ األساس
َ حاسبني إ َّياه
يمنح ِ دريان َّفهام َي ِ
تعود املستهلك ُ أن ُّ ) (See’s Candyiesو‘‘كوكا كوال’’ )ُ 5.(Coca-Cola
كبريا من املرونة لزيادة األسعار.
مقدارا ً
ً الرشكة
طلب
َ مطورو اللعبة
يؤخر ِّاملجان َّية ،من الشائع أن ِّ مثل ،يف أعامل ألعاب الڤيديو َّ ً
الشخص اللعبة .وبينام تزيدُ الرغب ُة يف متابعة اللعبة والتقدُّ م
ُ املال مقابل اللعب حتَّى يعتا َد
أسهل بكثري؛ ُ
فاملال َ اين إىل املدفوع ِ
املج ِّ
فيها ،يصبح حتويل املستخدم من مرحلة اللعب َّ
خاصة. ٍ
عنارص افرتاض َّية -حياة إضاف َّية ،أو قوى َّ َ احلقيقي يكم ُن يف َب ْيع
ُّ
ٍ
شخص عىل تنزيل األول/ديسمرب 2013مَ ،
عمل أكثر من 500مليون ابتدا ًء من كانون َّ
كرش ساغا’’ ) (Candy Crush Sagaالتي تُل َع ُب غال ًبا عىل األجهزة الن َّقالة .ومنلعبة ‘‘كاندي َ
املجان َّية جزئ ًّيا ) (Freemiumإىل ِ
بعض املستخدمني من النسخة َّ حتول َخصائص هذه اللعبة أن ِّ
6
النسخة املدفوعة ،ما يعود عىل صانع اللعبة بأرباح تقارب مليون دوالر يوم ًّيا.
استراتيجية التعلُّ ق
َّ 28
النمو
ّ تعزيزُ
ِ
املستخد ُم باستمرار مدى ف َّعال َّية منت ٍَج ما ،يبدأ بإخبار اآلخرين عنه .من حني يلمس
فرصا إضاف َّية لرتويج منت ٍَج ما بواسطة التحدُّ ث بشأنه
املتكرر ً
ِّ هنا ،يو ِّلدُ االستخدام
االجتامعي.
ّ إىل األصدقاء ،وتشجيعهم عىل استعامله ومشاركته عىل مواقع التواصل
ِ
مستخدمني جد ًدا دون ِ
املستخدمون الدعاية والرتويج ،وجيلبون ِ
هؤالء يامرس وهكذا
ُ
ٍ
بكلفة قليلة. ٍ
كلفة إضاف َّية ،أو
ٍ
بكثري أرسع النمو ِ
َ تتمت َُّع املنتَجات التي حتظى باالهتامم الدائم للمستخدمني بإمكان َّية ِّ
جتاوز منافسيه ،بام يف ذلك ‘‘مايسپيس’’مثل ،متكَّن فيسبوك من ُ من املنتَجات املنافسةً .
وقت ِّ
متأخر نسب ًّيا يف جمال ) ،(MySpaceو‘‘فريندسرت’’ ) ،(Friendsterرغم انطالقه يف ٍ
ِ
املستخدمني اليوم ِّيني الفاعلني يعني املزيدَ من ٍ
صورة عىل فيسبوك) ،ثان ًياَّ ،
إن املزيدَ من
ُسهم ليس فقط يف استمرار َّية العمل َّية، مقابل ِّ
كل دعوة؛ فالدورة ت ُ َ التجاوب والتفا ُعل
ُ
أيضا.
ترس ُعها ً
بل ِّ
التنافسي
ّ َش ْح ُذ الجانب
ِ
املستخدم م ِّيز ًة تنا ُفس َّية؛ فاملنتَجات القادرة عىل تغيري روتني العمالء ،هي تُعدُّ عادات
ُّ
أقل عرض ًة للهجامت من الرشكات األخرى.
ٍ
بصورة هامش َّية من فخ صناعة منتَجات هي أفضل قع الكثري من الرياد ِّيني يف ِّ
َي ُ
حب العمالء من لس ِ
ابتكاراتم ج ِّيد ًة بام يكفي َ ُ َ
تكون احللول املتاحة ،عىل أمل أن
ِ
للمستهلك ،غال ًبا املتأصلة ِ
العادات األمر َبز ْع َزعة املنتَجات القائمة .لك ْن عندما يتع َّلق
ِّ ُ
دائم ،ال س َّيام
تفوز ًأن املنتَجات األفضل ال ُ ما يكتشف رياد ُّيو األعامل قليلو اخلربة حقيق َة َّ
أصل منت ًَجا ُمنافِ ًسا.
املستخدمني يعتمدون ً ِ كبري من
إذا كان عد ٌد ٌ
مهم ٌة جلون غورڤيل ) ،(John Gourvilleأستاذ التسويق يف ‘‘ك ِّل َّية هارڤرد
تذكر مقال ٌة َّ
ُ
ِ
أن املستهلكني السبب يف ِ
فشل ابتكارات عدَّ ة هو َّ لألعامل’’ )َّ :(Harvard Business School
‘‘إن
َ
يبالِغون يف تقدير ِ
قيمة املنتَج القديم ،يف حني ُ
تبالغ الرشكات يف تقدير قيمة املنتَج اجلديد’’.
8
ُ
َ
يأخذ أفضل من غريه كي َ املطروح
ُ َ
يكون املنتَج وينوه غورڤيل بأنَّه ال يكفي أن ِّ
مرات .وملاذا هذا ِ َ َ
أفضل من غريه بتسع َّ يكون املنافسون اجلد ُد فرصتَهم ،بل جيب أن
املتأصلة ،ويلز ُم أن تقدِّ م
ِّ التخل عن العادات ِّ يصعب
ُ املستوى املرتفع الز ٌم؟ ألنَّه
ِ
للمستهلك. الروتني القديم
َ تزعزع ٍ
حتسينات ُم ِبهرة كي املنتَجات واخلدمات اجلديدة
َ
ِ
ب درج ًة كبري ًة من تغيري مصري املنتَجات اجلديد َة التي تتط َّل َُ كام يشري غورڤيل إىل َّ
أن
وضوح الشمس. َ َت فوائدُ ها جوهر َّي ًة وواضح ًة السلوك هو الفشل ،حتَّى لو كان ْ
مثل ،تُعدُّ التكنولوجيا التي أستخد ُمها يف تأليف هذا الكتاب َّ
أقل شأنًا من البدائل ً
نواح عدَّ ة .أحتدَّ ُ
ث هنا بشأن لوحة املفاتيح التقليد َّية التي جرى املوجودة حال ًّيا من ٍ
تطويرها َّأول مرة يف سبعين َّيات القرن التاسع عرش العتامدها يف اآللة الكاتبة .جرى
استراتيجية التعلُّ ق
َّ 30
الصف األوسط يف تصميمه ل َلوحة املفاتيح هبدف زيادة الد َّقة ورسعة الطباعة .ومع أنَّه ِّ
ِ َ
ب هذا التصميم امل َّبسط للوحة املفاتيح. حصل عىل براءة اخرتاع عام 1932م ،فقد ُشط َ
ِ
املستخدم .حني التقليدي بسبب الكلفة الباهظة لتغيري سلوك نجح التصميم
ُّ َ
ننظر إىل لوحة املفاتيح ونستخدم إصب َعي الس َّبابة بدأنا باستعامل هذا التصميم ،كنَّا ُ
كل أصابعنا ٍ
شهور من املامرسة ،تع َّل ْمنا تلقائ ًّيا تشغيل ِّ للضغط عىل املفاتيح .وبعد
الكلامت تتد َّف ُق من عقلنا إىل
ُ تاستجاب ًة ألفكارنا دون جهد وا ٍع تقريبا .وصار ِ
َ ً َ ْ
ربنالكن الطباعة باستخدام تصميم آخر للوحة املفاتيح ،س ُيج ُ الشاشة دون جهدَّ .
التصميم
ُ املستحب ،حتَّى لو كان
ِّ عىل تع ُّلم الطباعة من جديد ،وهذا ليس باألمر
أسهل وأكثر ف َّعال َّية. َ اجلديدُ
كثريا عىل املنتَجات التي ِ وسوف نتع َّلم يف الفصل اخلامس َّ
أن املستخدمني يعتمدون ً
مثل ،حيتفظ ‘‘جيميل’’ التحول إىل منتَج بديلً .ُّ خيزِّنون فيها قيم ًة .و ُيق ِّل ُل هذا احتامل َّي َة
إلكرتوين جيري إرساله أو استقباله بواسطته إىل بكل ٍ
بريد ) ،(Gmailمن منتَجات غوغلِّ ،
ٍّ
ِ
سهم املتابعوندائم للمحا َدثات السابقة .و ُي ُسمى ،ما يو ِّفر للمستخدمني خمزنًا ً أجل غري ُم َّ
املستخدمني وقدرهتم عىل َن ْقل الرسائل إىل جمتمعاهتم. ِ اجلد ُد عىل تويرت يف زيادة نفوذ
الرقمي للصور
ِّ ِّ
السجل والتجار ُب التي تُلت َقط بواسطة إنستغرام إىل ِ الذكريات
ُ ُضاف
ُ وت
باملستخدم .من هنا ،يصبح االنتقال إىل خدمات أو منتَجات أخرى من الربيد ِ اخلاص
ِّ
أصعب ك َّلام
َ أمرا
االجتامعي أو تطبيق مشاركة الصورً ، ِّ اإللكرتوين أو شبكة التواصل ِّ
املخزنة وغري القابلة للنقل التي جرى إنشاؤها داخل هذه زا َد عدد ُمستَخدميها؛ فالقيمة َِّ
ِ
املستخدمني عىل ت َْركها. ِ تشج ُع
اخلدمات ال ِّ
31 التعود
ُّ ُ
حالة
الفكري
ّ االحتكار
ِ
املستخدم نعم ًة للرشكات املحظوظة التي أنشأهتاَّ ،
فإن ُوجو َدها عادات
ُ يف حني تُعدُّ
فرص النجاح قليل ًة أمام االبتكارات اجلديدة والرشكات الناشئة التي بطبيعته ُ
جيعل َ
ِ
املستخدم ِ
املستخدم .لك َّن النجاح يف تغيري عادات جديدة عىلٍ ٍ
عادات ِ
حتاو ُل َط ْر َح
نادر جدًّ ا ،وق َّلام يتح َّقق.
أمر ٌاملتأصلة هو ٌ ِّ
عميل
ٍّ ببتجاو ٍ
ُ جمرد َف ْهم كيف َّية إقناع الناس
ب تغيري السلوك ما هو أبعد من َّ يتط َّل ُ
ب ِ
يستوج ُ للمرة األوىل؛ فهو مثل عند ُدخوهلم صفح ًة مع َّين ًة عىل موقعما ،ر َّبام ً
إلكرتوين َّ
ٍّ
التجاوب مدَّ ًة طويلة ،ل َبق َّية حياهتم قدر املستطاع.
ُ د ْف َعهم إىل تَكرار هذا
املستخدم بقدرة االبتكار اجلديدِ يرتبط نجاح الرشكات يف صناعة عاداتُ غال ًبا ما
يتضم ُن تصميم ص آخر، ختص ٍ ِ
َّ أي ُّ
واسع النطاق .لك ْن عىل غرار ِّ
َ تغيريا
عىل تغيري اللعبة ً
جيعل منت ٍ
َجات مع َّين ًة قادر ًة عىل تغيري ترشح السبب الذي ُ ٍ
وحتذيرات العادات قواعدَ
ُ
َجات ُأخرى يف ذلك.
حياة الناس ،يف حني تفشل منت ٌ
ألن عق َلنا يميل إىل العودة إىل الطريقةويل؛ َّ ُ
السلوك اجلديدُ َط ً يف الواقع ،ال يدوم
أن حيوانات املخترب التي ِ
التجار ُب َّ القديمة التي نفكِّر فيها ونعمل بحسبها .وت ِ
ُظه ُر
ً 10
سلوك جديد ،تعود بمرور الوقت إىل السلوك الذي تع َّل َمتْه َّأول. ٍ ِّباع ِ
تعودت ات ََّ
خيرج
أخريا ُإن ‘‘الداخل ً سأستعري مجل ًة من ميدان املحاسبة تقول َّ
ُ ولوصف هذه احلالة،
بكلامت أخرى ،العادات التي تكتس ُبها حدي ًثا هي ٍ َّأو ًل’’ ).([LIFO] Last In, First Out
للزوال يف أقرب فرصة.األكثر ُعرض ًة َّ
زمن ٍ
عادات اتَّبعوها عىل مدى ٍ الناس يغي ِ وهذا ٌ
ُ سبب نُدرة أن ِّ َ
يفس َ
واضح ِّ
ٌ دليل
مثل ،يعو ُد ُثلثا مدمني الكحول ،الذين أهنَوا مرحل َة إعادة التأهيل ،إىل عادات
طويلً .
استراتيجية التعلُّ ق
َّ 32
االنطباع ِ
مستخدمي غوغل املنت َظمني إىل بينغ ،ويعطي يؤخر مسأل َة انتقال
بينغ هي ما ِّ
َ
األمر إ ًذا مرتب ًطا بجودة بينغ. أنَّه ُّ
أقل شأنًا ،فليس ُ
متكررة ،حتَّى َّإنا أتاحت لغوغل ٍ
بصورة حتدث عمل َّيات البحث عىل اإلنرتنت ُ
ِّ
ِ
املستخدم الذي اعتا َده. احلل الوحيدَ يف عقلأن يرت َّب َع عىل عرش مواقع البحث بوصفه َّ
فهم ِ ِ
فلم َي ُعد املستخدمون حيتاجون إىل التفكري ما إذا كانوا سيستخدمون غوغل أم ال؛ ُ
ِ
املستخدم بواسطة تقنية التت ُّبع، يفعلون ذلك تلقائيا .وك َّلام متك ِ
َّنت الرشك ُة من حتديد ًّ
أكثر د َّقة ٍ
نتائج البحث بنا ًء عىل سلوك سابق ،فتقدِّ م ِ
جترب ًة َ َ حتسن
صار يف ُوسعها أن ِّ َ
بمحرك البحث .وك َّلام زا َد استخدا ُم املنتَج، ِ
عز ُز اتِّصال املستخدم وختصيصا ،ما ُي ِّ
ِّ ً
َت اخلوارزم َّية ،ومن َث َّم زا َد استخدامه .والنتيجة هي دورة ف َّعالة من السلوك حتسن ِ
َّ
16
تنجم عنها َهيمنة غوغل عىل السوق.
ُ املدفوع بالعادة
االستراتيجية
َّ العادة في قالب
ُ
التعود
ُّ دخول مرحلة
ُ
الناس منت ََجها بتحديد عام َلني :التَّكرار ِ
قدرة أن يعتا َد تعرف مدى
َ يف ُوسع الرشكة أن
ُ
يتكرر السلوك؟) والقيمة امللموسة (كم كان هذا السلوك ناف ًعا ومفيدً ا بحسب
مرة َّ (كم َّ
ِ
املستخدم مقارن ًة باحللول البديلة؟).
35 التعود
ُّ ُ
حالة
ٍ
بحث قد نُجر َيه عىل أي املهم َّ ٍ ُ
أن َّ مرات عدَّ ة يف اليوم ،لك َّن َّ
نبحث عىل غوغل َّ ر َّبام
غوغل هو أفضل ،ولو بقليل ،من اخلدمات التي يقدِّ مها املنافسون مثل بينغ .يف املقابل،
ِ
املستخدمني َينالون قيم ًة كبرية؛ يتكرر بالقدر َعينه ،لك َّن صحيح َّ
أن استخدا َم أمازون ال َّ ٌ
20
كل يشء’’ الوحيد والفريد.يعرفون َّأنم س َي ِجدون ما حيتاجون إليه يف ‘‘متجر ِّ
َ ألنم
َّ
الشكل 1
عدد ٍ
واف من التَّكرار ،وعىل كام نالحظ يف الشكل ،1السلوك الذي يشتمل عىل ٍ
ِ
املستخدم عن وعي كثريا يبقى ً
أعامل يفع ُلها املتكرر ً
ِّ حدُّ القيمة املقدَّ مة ،فالسلوك غري
التلقائي التي يم ِّيز العادات .أ َّما عىل املحور الثاين ،فحتَّى
َّ ودراية ،وال يو ِّلدُ ر َّد الفعل
يصري عادةً؛ ألنَّه حيدُ ُ
ث بتَكرار. ُ مقدارا زهيدً ا من الفائدة امللموسة قد
ً السلوك الذي يقدِّ م
فعل ال يرغبون فيه .ففي النهاية، تدفع الناس إىل ٍ ُ أن اسرتاتيج َّي َة التع ُّلق ال
تذك َّْر َّ
التعود سوى نظر َّي ٍة لالسرتشاد هبا ،لذا ُّ يكون منتَجك مفيدً ا .وليست حالة َ جيب أن
َ
البحوث مل واملؤسف َّ
أن ُ والصادي فارغ ًة عمدً ا. السيني املحورين َت الق َيم عىلت ُِرك ِ
ِّ ِّ َ
ُ
السلوك عادةً .وجدَ ْت يصري
ُ رتف هبا عامل ًّيا حتَّى
تكتشف حتَّى اآلن املدَّ ة الزمن َّية املع َ
ْ
تتكو ُن يف غضون أسابيع ،يف حني
َّ بعض العادات أن َ دراس ٌة ُأجر َيت عام 2010م َّ
أن التعقيدَ يف السلوك تستغرق ُأخرى أكثر من مخسة أشهر 21.كام وجد الباحثون ً
أيضا َّ ُ
ٍ ِ ِ
معي.
روتني َّ تكوين رسعة مه َّية العادة للشخص مها عامالن يؤ ِّثران ً
كثريا يف وأ ِّ
مر ًة جيب أن
هناك بعض القواعد التي جيب اتِّباعها حني ُيطرح السؤال‘‘ :كم َّ
نعرف َّ
أن ُ وترصف .لكنَّنا
ُّ بكل منتَج يتكرر السلوك؟’’ ،واجلواب عىل األرجح يتع َّل ُق ِّ
َّ
ِ
الدرجات املك َّثفة من التَّكرار هي األفضل حسبام كش َفتْه الدراس ُة التي تناولناها آن ًفا عن
تنظيف األسنان باخلَيط.
فك ِّْر يف املنتَجات واخلدمات التي يمكن أن حتس َبها سهل َة االعتياد؛ فمعظمها
لنر اآلن سبب استخدامنا هذه املنتَجات مرات عدَّ ة يف اليومَ .
نستخد ُمه يوم ًّيا ،ور َّبام َّ
َكرارا. ِ
رارا وت ًم ً
َ
إدراك نوع املشكلة االبتكارات الناجحةَّ :أنا ُّ
حتل املشكالت .قد يبدو ذلك بدهي ًّيا ،لك َّن
ٍ
جدل واسع. التي حي ُّلها املنتَج اجلديد هو ُ
مثار
بعض اليشء يطرحه مستثمرون
شائع َ
ٌ ٌ
سؤال ‘‘أتصم ُم ڤيتامينات أم مسكِّنات؟’’،
ِّ
حيصلوا َّأول مبلغ من رأس املال اجلريء.
توق ألن ِّ املصممني ،ويف داخلهم ٌ
ِّ كثريون عىل
نظر غالب َّية املستثمرين هو :املسكِّنات .عىل ٍ
نحو مشابه، ِ
وجهة ِ الصحيح من واجلواب
ُ ُ
دائم من املبتكرين يف الرشكات الكبرية والصغرية عىل حدٍّ سواء أن ُيثبتوا َّ
أن ُيطلب ً
البوابات،
فحراس َّ تستحق الوقت واملال الالز َمني لتصميمهاَّ . ُّ فكرتم عظيم ٌة بحيث َ
ٍ
حل مشكالت حقيق َّية ،أو إشباع أي املستثمرون واملديرون ،يريدون أن يستثمروا يف ِّ
حاجات فور َّي ٍة بدَ ْعمهم ‘‘املسكِّنات’’ .تسدُّ املسكِّنات حاج ًة بدهي َّي ًة بتخفيف أملٍ ما،
ٍ
فهل املديرون واملستثمرون هم أفضل َمن يفهمون يف هذا املجال؟ ر َّبام تقول مثلهم َّ
إن
ِ
تستعج ِل االستنتاج. دائم ُّ
احلل املالئم .لكن متهل! ال تصميم املسكِّنات ،ال الڤيتامينات ،هو ً
رواجا اليوم: فيسبوك وتويرت إنستغرام ِ
رشكات التكنولوجيا األكثر لنتأ َّم ْل يف بعض
ً
جييب غالب َّي ُة الناس
ُ تبيع هذه الرشكات الڤيتامينات أم املسكِّنات؟ قد وپينرتست .هل ُ
املستخدمون هو ر َّبام البحث عن القليل منِ أن َّ
كل ما يفعله بالڤيتامينات ،ظنًّا منهم َّ
املهم .وليس هذا مستغر ًبا .عدْ بالزمن إىل وأن ذلك ليس باألمر ّ االجتامعيَّ ،
ّ الدعم
ُ
يستيقظ يف سبق استخدامك هلذه اخلدمات .يف ذلك الزمن ،مل ي ُك ْن أحدٌ
الوقت الذي َ
ٍ
‘‘عيل برسعة أن أحدِّ ث حالتي عىل التطبيق’’. منتصف الليل ويرصخ ً
قائل: َّ
َت جز ًءا
أن بات ْ لكنَّنا مل نع َل ُم بحاجتنا إليهاُ ،
حالا حال الكثري من االبتكارات ،إىل ْ
أمرك يف جدل الڤيتامينات مقابل املسكِّنات املرتبط
حتسم َ
َ من حياتنا اليوم َّية .وقبل أن
التعود هو أن
ُّ نجاحا يف العامل ،إليك هذه الفكرة :
ً ببعض رشكات التكنولوجيا األكثر
قليل إذا مل نف َع ْل ً
أمرا ما. ننزعج ً
َ
نشعر بالرىض؛
َ يتطو ُر يف ِّ
الذهن إىل أن شعور َّ ٌ ُيشبِ ُه هذا اإلحساس احلكَّة ،وهي
نشعر بنَو ٍع من الراحة. ٍ
ببساطة كي َجات سهل ُة االعتياد التي نستخد ُمها موجود ٌة
فاملنت ُ
َ
الشعور
َ جتاه ِلنا
أكثر من ُ حينا َ نحك جلدَ نا ير ُ َّ واستخدام تكنولوجيا أو منتَج ما كي
ٍ باحلكَّة .وحاملا نتعود استخدام ٍ
االنتقال إىل أداة ُأخرى ً
أمرا جمهدً ا. ُ أداة ما ،يصري َ َّ ُ
أ َّما جوايب عن سؤال الڤيتامينات مقابل املسكِّنات فهو اآليت: التكنولوجيا التي
األمرين .وتبدو هذه اخلدمات يف البداية كام لو َّأنا فيتامينات
جتم ُع كال َ
التعود َ
تعتمد عىل ُّ
مستمرا ألملنا.
ًّ تصري مس ِّكنًا
ُ تكون لدينا .وحا َلا تتشك َُّل لدينا العادة،
َ من اجل ِّيد أن
نشعر باألمل،
ُ أسايس لدى مجيع الكائنات احل َّية ،أ ًّيا كانت .فحني
ٌّ دافع
ُّب الوجع ٌ
جتن ُ
نسعى إىل الفرار من اإلحساس باالنزعاج .لذا ،سنكتشف يف الفصل املقبل الكيف َّية التي
املهم ً ِ
املستخدمني ليب ُلغوا
حلول .أ َّما يف الوقت احلارض ،فمن ِّ حتفز هبا املشاعر السلب َّية
وأن َّ
احلل ِ ٍ
أن املنتَجات سهل َة االعتياد تو ِّلدُ ارتباطات يف أذهان املستخدمنيَّ ، َّأل تنسى َّ
ألملهم قد يكون يف منتَجك.
39 التعود
ُّ ُ
حالة
للتذكير والمشاركة
رضوري للنَّجاح لبعض الرشكات ،لك ْن ال ٌّ إن تنمي َة العادات ٌ
عامل • َّ
ِ
املستخدم يو ِّلدُ عادةً. ب ُّ
كل الرشكات التزا ًما من تتط َّل ُ
ِ
املستخدم أن يستخد َم منتَجاهتا، رشكات خمتلف ٌة أن ِّ
تعود ٌ تنجح
ُ •عندما
ِ
للمستهلك ،واملرونة حتصدُ فوائدَ كبري ًة منها :القيمة الدائمة املرتفعة
التنافيس املشحوذ.
ُّ واجلانب
ُ والنمو الكبري،
ُّ الفائقة يف األسعار،
التعود حيث يلتقي ِ •ال يمكن أن تتشك ََّل العادات
خارج إطار مرحلة ُّ
َ
املرات مع القيمة امللموسة.
املتكرر عد ًدا كاف ًيا من َّ
ِّ ُ
السلوك
َجات سهلة االعتياد يف صورة منتَجات من اجل ِّيد أن •غال ًبا ما تبدأ املنت ُ
ِ
املستخدم، تكون لدينا (الڤيتامينات) ،لك ْن حينام تتشك َُّل العاد ُة لدى
َ
تكون لدَ ينا (مسكِّنات). الرضوري أن تصبح منت ٍ
َجات من
ِّ
ِ
املستخدمني بتَلطيف االنزعاج لدى •املنتَجات سهل ُة االعتياد خت ِّف ُ
ف
َ
احلكَّة التي يعانوهنا (جماز ًّيا).
41 التعود
ُّ ُ
حالة
عملي
ّ تطبيق
ٌ