المنازعات الإدارية بوطريكي الميلود

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 120

‫الميلود بوطريكي ي‬

‫أستاذيالقانونياإلداري‬
‫بجامعةيمحمدياألول ي‬
‫كليةيالعلوميالقانونيةيواالقتصاديةيواالجتماعية ي‬
‫وجدة ي‬

‫المنازعات اإلدارية‬

‫السنة الجامعية‪2020 -2019 :‬‬


‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫بالمعنى الضيق النزاعات التي يمكن أن تنشأ عن مزاولة اإلدارة‬ ‫يقصد بالمنازعات اإلدارية‬
‫ألنشطتها سواء أكانت هذه األنشطة ذات طبيعة قانونية مثل تصرف انفرادي ﴿الق اررات اإلدارية﴾ أو متعدد‬
‫األطراف ﴿ العقود اإلدارية﴾ أو كانت أفعاال مادية﴿ مثل األشغال العمومية﴾ ‪.‬غير أن المقصود بالمنازعات‬
‫اإلدارية بالمعنى الواسع هو كل اإلجراءات القانونية التي تمكن من الوصول إلى الحلول القضائية للخالفات‬
‫‪.1‬‬
‫الناجمة عن األنشطة اإلدارية‬

‫عرفت المنازعات اإلدارية تطورات متالحقة ‪،‬ففي فترة ما قبل الحماية ساد تطبيق مبادئ الشريعة‬
‫اإلسالمية في مختلف مناحي الحياة‪ ،‬حيث كانت (اإلدارة) في تلك المرحلة تقوم بوظائف تشريعية وتنفيذية‬
‫وقضائية معا‪ ،‬في غياب تام لمبدأ فصل السلط‪ ،‬ولم يكن ألحد أن يطعن في تصرفاتها أو أن يتناولها بالنقد‬
‫نظ ار الرتباطها بشخص السلطان وكل انتقاد لها يعد بمثابة انتقادا له‪ ،‬إال أنه ومن الناحية العملية كانت هناك‬
‫مجموعة من الوسائل يلجأ إليها كل من ألحقه ضرر من االدارة ‪ ،‬وفي هذه الحالة فإذا ما أصاب شخص‬
‫حيف من اإلدارة يجوز له أن يرفع تظلما إلى وزير الشكايات الذي يتولى بدوره تقديمها إلى السلطان قصد‬
‫إرجاع الحق إلى صاحبه‪.2‬‬

‫لم يسمح التاريخ باستمرار هذه المؤسسات إذ سرعان ما عملت السلطات الفرنسية في إطار معاهدة‬
‫الحماية على وضع مؤسسات قضائية جديدة مستوحاة من القانون األوروبي و بالخصوص من القانون‬
‫الفرنسي ويتعلق األمر بالمحاكم المنبثقة عن الظهير المتعلق بالتنظيم القضائي و الظهير المتعلق بالمسطرة‬
‫المدنية لسنة‪ 1913‬اللذان يشكالن أساس نظام الرقابة القضائية على اإلدارة و النواة األولى لنشأة القضاء‬
‫اإلداري في المغرب‪.3‬‬

‫وطبيعي أن تصاحب االستقالل إصالحات كثيرة ‪ ،‬حيث تم إنشاء المجلس األعلى سنة ‪1957‬‬
‫وقضاء اإللغاء ليلي ذلك عدة إصالحات أفضت إلى صدور القانون المحدث بموجبه محاكم إدارية ‪1993‬‬
‫وهو قانون ستعرف بسببه المنازعات اإلدارية تحوال هاما‪ .‬وبعد ذلك و في سنة ‪ 2006‬تم إصدار القانون‬
‫رقم ‪ 80-03‬المحدث لمحاكم االستئناف اإلدارية االستئناف اإلدارية والتي تنظر في استئناف األحكام‬
‫الصادرة عن المحاكم اإلدارية وبذلك سيصبح المجلس األعلى ﴿محكمة النقض حاليا ﴾يقوم بدوره األصيل‬
‫كمحكمة قانون بعدما كان ولمدة ‪ 13‬سنة ينظر كمحكمة موضوع في استئناف األحكام الصادرة عن المحاكم‬
‫اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -1‬ميشال روسي‪ ،‬المنازعات االدارية بالمغرب‪ ،‬ترجمة محمد هيري و الجياللي أمزيد‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة ‪،‬الرباط ‪ ،2002‬ص‪7.‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪-3‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫وتنقسم المنازعات اإلدارية إلى صنفين كبيرين من النزاعات‪ ،‬وذلك حسبما إذا كان النشاط اإلداري قد‬
‫خرق قاعدة قانونية أو ألحق ضر ار بأحد األفراد ‪.‬ففي الحالة األولى‪ ،‬يمكن رفع دعوى رامية إلى استصدار‬
‫حكم يقضي بإلغاء القرار غير المشروع ‪ :‬تلك هي منازعات دعوى اإللغاء‪ .‬أما في الحالة الثانية‪ ،‬فإن األمر‬
‫يتعلق بالحصول على جبر الضرر‪ ،‬وهذه هي دعوى التعويض التي تتيح إثارة مسؤولية الدولة‪( .‬الفصل‬
‫األول‪ :‬دعاوى المنازعات االدارية)‪.‬‬
‫ولرفع هذه الدعاوى يجب مراعاة مجموعة من المراحل و االجراءات والقواعد بدءا من ايداع المقال‬
‫بكتابة ضبط المحكمة مرو ار بتحضير الدعوى والتحقيق فيها إلى غاية صدور حكم بشأنها وصيرورته نهائيا‬
‫و تنفيذه ‪ ( .‬الفصل الثاني‪ :‬مسطرة المنازعات اإلدارية)‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫الفصل األول‪:‬‬
‫دعاوى المنازعات االدارية‬

‫‪3‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫تنقسم المنازعات اإلدارية إلى صنفين كبيرين من النزاعات‪ ،‬وذلك حسبما إذا كان النشاط اإلداري‬
‫قد خرق قاعدة قانونية أو ألحق ضر ار بأحد األفراد‪.‬‬

‫ففي الحالة األولى‪ ،‬يمكن رفع دعوى رامية إلى استصدار حكم يقضي بإلغاء القرار الغير‬
‫مشروع‪ :‬تلك هي منازعات دعوى اإللغاء ( المبحث األول)‪ .‬وتنحصر فيها سلطة القاضي اإلداري سلطته إما‬
‫في إلغاء القرار اإلداري المطعون فيه‪ ،‬إذا قدر أنه مخالف للقانون‪ ،‬وإما برفض الدعوى استنادا إلى أن القرار‬
‫المطعون فيه يعد ق ار ار مشروعا وذلك تطبيقا للقاعدة المشهورة "قاضي اإللغاء يقضي ولكنه ال يدير"‪ .‬وتكون‬
‫حجية األحكام الصادرة بإلغاء الق اررات اإلدارية حجية مطلقة إذ يمكن التمسك بها من قبل الصادرة في حقه‬
‫ومن قبل الكافة‪ ،‬أي بمعنى أن هذه الحجية تتعدى أطراف الخصومة إلى الغير لما لها من أثر في تقويم‬
‫تصرفات اإلدارة تحقيقا للمصلحة العامة‪.‬‬

‫أما في الحالة الثانية‪ ،‬فإن األمر يتعلق بالحصول على جبر الضرر‪ ،‬وهذه هي دعوى التعويض‬
‫التي تتيح إثارة مسؤولية الدولة( المبحث الثاني)‪.‬حيث يتمتع فيها القاضي بسلطة أوسع حيث يملك فحص‬
‫النزاع المعروف عليه من جميع جوانبه القانونية والواقعية‪ ،‬وله أن يحكم بعدم قانونية العمل اإلداري المعروض‬
‫عليه‪ ،‬بل وتقرير مسؤولية اإلدارة الحكم عليها بالتعويض وله أيضا تعديل القرار لموضوع النزاع واستبداله‬
‫بغيره‪ .‬و تكون حجية االحكام الصادرة في إطار دعاوى القضاء الشامل نسبية في بوصفها من قضاء الحقوق‬
‫أي أنها تكون قاصرة على أطراف الدعوى دون غيرها ‪.4‬‬
‫المبحث األول‪ :‬دعوى اإللغاء‬

‫تعتبر دعوى اإللغاء بسبب تجاوز السلطة دعوى قضائية ترمي إلى المطالبة بإلغاء وإعدام‬
‫القرار االداري لكونه معيبا أو مشوبا بعيب من عيوب عدم الشرعية المعروفة‪.‬‬

‫ويمكن تعريف دعوى اإللغاء بأنها "الوسيلة القضائية التي تمكن القاضي من مراقبه عمل اإلدارة‬
‫وإلغاء ق ارراتها غير المشروعة " وتعد من أهم الدعاوى القضائية وأكثرها قيمة من الناحية النظرية والعملية ‪،‬‬
‫كما تمثل حماية هامة لألفراد وحرياتهم وتمنع خروج اإلدارة عن أحكام القانون‪.‬‬

‫لم تكن هذه الدعوى موجودة في فترة الحماية بل تم إنشائها بموجب ظهير ‪ 27‬شتنبر‪1957‬‬
‫المحدث بموجبه المجلس االعلى وسيعاد تضمين مقتضيات هذا الظهير بالفصل ‪ 353‬الفقرة الثانية من قانون‬
‫المسطرة المدنية لسنة‪ ، 1974‬وقد ترك ظهير ‪ 1957‬مثل قانون ‪ 1974‬حرية واسعة جدا للقاضي من أجل‬
‫تحديد التنظيم واإلطار القانوني الخاص بهذا الدعوى‪ ،‬فاالجتهاد القضائي هو الذي كان له النصيب األوفر‬
‫في صياغة نظامها القانوني مع االستئناس في ذلك بالنموذج الفرنسي‪.5‬‬

‫فماهي شروطه قبول دعوى اإللغاء ؟ وما هي أوجه قبولها (أي اسباب قبولها)؟‬

‫‪-5‬ميشال روسي ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.118.‬‬


‫‪4‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬
‫المطلب األول‪ :‬شروط قبول دعوى اإللغاء‬

‫للحديث عن شروط قبول دعوى اإللغاء يجب التمييز بين الشروط المتعلقة بالطاعن والشروط‬
‫المتعلقة بالقرار المطعون فيه‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الشروط المتعلق برافع الدعوى‬

‫يجب أن تكون لرافع الدعوى األهلية القانونية وأن تتوفر لديه الصفة و المصلحة في رفع‬
‫الدعوى‪ .‬وان ال يتوفر على دعوى موازية‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬يجب ان تكون لرافع الدعوى االهلية والصفة والمصلحة‬

‫لرفع عوى االلغاء يجب ان تكون لدى الطاعن االهلية والصفة والمصلحة ‪،‬وتجدر اإلشارة انه‬
‫بالنسبة لشرط الصفة ‪،‬فإن الفقهاء قد درجوا على إدماجه ضمن شرط المصلحة على أساس ان صاحب‬
‫الصفة في رفع الدعوى هو نفسه صاحب المصلحة ‪.‬‬

‫أوال‪-‬شرط األهلية‪:‬‬

‫ويتعلق األمر باألهلية المدنية‪ ،‬ونميز فيها بين أهلية الشخص الطبيعي وأهلية الشخص المعنوي‪.‬‬

‫أ‪-‬أهلية الشخص الطبيعي‪:‬‬

‫بالنسبة للشخص الطبيعي‪ ،‬تبدأ أهليته المدنية ببلوغه سن ‪ 18‬سنة شمسية كاملة مع التمتع بكامل‬
‫قواه العقلية‪.‬‬

‫وفي الواقع فإنه ال يتصور إقامة الدعوى ممن ال أهلية له‪ ،‬أو ناقص األهلية كالمجنون أو‬
‫الصغير أو غيرهم النعدام اإلدراك لديه‪ ،‬وهنا وجب أن ينوب عنه نائبه الشرعي في رفع الدعوى‪ .6‬ونستنتج‬
‫مما سبق أن األهلية ركن أساسي لصحة الدعوى وبانعدامها ال تستقيم هذه األخيرة‪.‬‬

‫ب‪-‬أهلية الشخص المعنوي‪:‬‬

‫إذا كانت األهلية بالنسبة لألشخاص الطبيعيين أو الذاتيين تتعلق باألهلية القانونية المرتبطة‬
‫بالسن والتمتع بالحقوق الوطنية‪ ،‬فإنه بالنسبة لألشخاص االعتباريين أو المعنويين‪ ،‬تستمد األهلية من القواعد‬
‫‪7‬‬
‫النظامية التي تحدد األعضاء المؤهلين لتمثيل المؤسسة أمام القضاء بشكل صحيح‪.‬‬

‫بالنسبة للدولة ترفع الدعوى ضدها في شخص رئيس الحكومة وله أن يكلف بتمثيله الوزير‬
‫‪8‬‬
‫المختص عند االقتضاء‪.‬‬

‫‪ -6‬توفيق عبد العزيز‪ ،‬موسوعة قانون المسطرة المدنية والتنظيم القضائي‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬مطبعة مزيدة ومنقحة‪ ،‬بدون ذكر دار النشر‪،‬‬
‫الطبعة الثالثة‪ ،‬سنة‪ ،2011‬ص‪..17‬‬
‫‪ -7‬مشيل روسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.65 .‬‬
‫‪5‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪ -‬المؤسسات العمومية في شخص ممثلها القانوني‪.‬‬


‫‪ -‬الخزينة‪ ،‬في شخص الخازن العام‪.‬‬
‫‪ -‬مدير إدارة المياه والغابات يختص إزاء النزاعات المتعلقة بالملك الغابوي‪.‬‬
‫‪ -‬مدير المكتب الوطني للنقل بالنسبة للنزاعات المتعلقة بالحوادث المترتبة عن استعمال المركبات‬
‫ذات محرك‪.‬‬
‫‪ -‬مديرية الضرائب‪ ،‬في شخص مدير الضرائب فيما يخص النزاعات المتعلقة بالقضايا الجبائية التي‬
‫تدخل ضمن اختصاصاتها‪.‬‬
‫‪ -‬الجماعات الترابية‪ ،‬ترفع الدعوى ضد رئيس المجلس (مجلس الجهة‪ -‬مجلس العمالة أو االقليم‪-‬‬
‫مجلس الجماعة)‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬شرط المصلحة‪:‬‬

‫من القواعد المسلم بها أنه ال يسوغ ألحد رفع دعوى إذا لم تكن له مصلحة "ال دعوى بدون‬
‫مصلحة ""‪ – "Pas d’intérêt pas d’action‬فيتعين إذن على رافع الدعوى أن يثبت أنه معني مباشرة‬
‫بالقرار المطلوب إلغاؤه‪ ،‬وأن الدعوى ستمكنه من الدفاع عن وضعيته المتضررة‪.‬‬

‫ويتم تقدير مصلحة رافع الدعوى من تاريخ إيداع المقال‪ ،‬فإذا انتفت المصلحة بفعل سحب‬
‫المقرر المطعون فيه في وقت الحق على تاريخ تقييد الدعوى‪ ،‬سيقرر القاضي أنه لم يعد هناك داع للبت‪.‬‬

‫وللمصلحة في رفع الدعوى عدد من المواصفات‪ ،‬فقد تكون مصلحة مادية أو معنوية فردية أو‬
‫جماعية‪.‬‬

‫أ‪-‬المصلحة المادية و المعنوية‪:‬‬

‫استقر القضاء االداري على انه يكفي لقبول دعوى االلغاء ان يكون للطاعن مصلحة مادية او‬
‫معنوية‪.‬‬

‫ويقصد بالمصلحة المادية تلك المصلحة التي تمس المركز المالي للطاعن‪ ،‬ومن االمثلة على‬
‫المصلحة المادية‪:‬‬

‫‪ -1‬إغالق محل بسبب الضجيج الذي يتسبب فيه‪.‬‬

‫‪ -2‬العقوبة اإلدارية القاضية بغرامة بسبب الزيادة غير المشروعة في األثمان‪.‬‬

‫‪ -3‬العزل أو القهقرة من الرتبة لموظف‪.‬‬

‫‪ -8‬راجع الفصل ‪ 515‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪ -4‬رفض رخصة البناء أو األمر بإيقاف األشغال‪ ....‬إلخ‪.‬‬

‫اما المصلحة المعنوية فهي التي ال تمس المركز المالي للطاعن وانما تؤثر في حقوقه المعنوية ‪ .‬ومن‬
‫االمثلة على المصلحة المعنوية‪:‬‬

‫‪ -1‬الق اررات االدارية التي تمس سمعة الموظف واعتباره (عندما يطلب الغاء قرار تأديبه المقنع على‬
‫الرغم من انه احيل على المعاش بناء على رغبته) ‪.‬‬

‫‪ -2‬قرار غلق مكان للعبادة او منع ممارسة الشعائر الدينية فيه ‪.‬‬
‫ب‪ -‬المصلحة الفردية والجماعية‪:‬‬

‫يوجب القاضي على طالب اإللغاء أن يثبت توفره على مصلحة فردية‪ ،‬لكن هذا ال يعني أن قيام‬
‫المصلحة في رفع الدعوى قاصر على المصلحة الفردية‪ ،‬بل يمكن ان تكون مصلحة جماعية‪ .‬وهكذا يظهر‬
‫التمييز بين المصلحة الجماعية والمصلحة الفردية‪.‬‬

‫‪ ‬المصلحة الفردية‪:‬‬
‫يجب على رافع الدعوى أن يكون منتميا إلى فئة متميزة بشكل كاف عن غيرها‪ ،‬وأن ترتبط مصلحته‬
‫"بدائرة مصالح" يمكن تحديدها بشكل واضح‪.‬‬
‫ومن االمثلة على ذلك ‪:‬‬
‫‪ -1‬الملزم بالرسوم المحلية بالنسبة للمنازعات الضريبية المحلية‪ ،‬فهو ينتمي إلى فئة ذات مصالح‬
‫محددة بشكل واضح إزاء الق اررات الجبائية المحلية‪.‬‬
‫‪- -2‬مقيم بأحد األحياء بالنسبة لمنازعة رخصة البناء المسلمة الحد األشخاص إلنجاز مشروع‬
‫بناء بالحي‪.‬‬
‫‪- -3‬المنتفع من المرفق العام بالنسبة لمنازعة الق اررات المتعلقة بتسيير المرفق‪( ،‬مثل إغالق خط‬
‫أو تحويل اتجاه النقل)‬
‫‪- -4‬أحد أساتذة التعليم العالي بالنسبة لمنازعة الق اررات المنظمة للجامعة (مجلس الجامعة) أو‬
‫لالنتخابات الجامعية‪ ،‬إلخ‪...‬‬
‫‪ ‬المصلحة الجماعية‪:‬‬
‫إذا كان يمكن لألفراد بشكل واسع الدفاع عن مصلحة جماعية‪ ،‬أي مصلحة فئة‪ ،‬فإن السؤال‬
‫المطروح يتعلق بمعرفة ما إذا كانت لهيئة ما مصلحة في رفع الدعوى؟‬

‫تستطيع الهيئات ( الجمعيات أو النقابات أو الهيئات المهنية (مثل هيئة األطباء أو هيئة المهندسين‬
‫المعماريين إلخ) رفع الدعوى دون صعوبة للدفاع عن المصالح المعنوية أو المادية‪ ،‬التي تكون مشتركة بين‬
‫جميع أعضائها‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫لكن إذا كان بوسع الهيئات أن ترفع الدعاوى للدفاع عن مصلحة جماعية‪ ،‬فإنه ال يمكن في المقابل‬
‫أن تقوم بذلك للدفاع عن مصالح فردية‪ ،‬ألن ذلك أمر خاضع لمبادرة كل شخص على حدة‪ ،‬تجسده على‬
‫‪Nul ne peut plaider par‬‬ ‫صعيد المسطرة المقولة المأثورة‪" :‬ال يجوز ألحد أن يتقاضى بوكيل‬
‫‪."procureur‬فالقاضي يعتبر فعال أن للمستهدف بقرار الرفض أو العقوبة أو السحب مصلحة راجحة على‬
‫مصلحة الهيئة من جهة ‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬سيرفع المستهدف غالبا دعواه‪ ،‬وإن لم يفعل‪ ،‬فليس هناك مسوغ‬
‫ألن تحل الهيئة محله‪.9‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فإنه ال يتم إبعاد الهيئة نهائيا عن الخصومة في هذه الحالة‪ ،‬إذ يجوز في حالة رفع‬
‫الدعوى من طرف المعني بالقرار‪ ،‬اللجوء إلى إعمال مسطرة التدخل لتدعيم دفوعات الطاعن‪ ،‬وفقا لمقتضيات‬
‫الفصل ‪ 377‬من قانون المسطرة المدنية‪ .‬و يجب التذكير بأن للهيئة دائما الحق في أن تقوم نائبة‪ :‬غير أنه‬
‫في هذه الحالة‪ ،‬يجب عليها اإلدالء بنيابة خاصة لرفع الدعوى لحساب المعني باألمر‪.10‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬يجب ان ال يتوفر الطاعن على دعوى موازية‬

‫تعني الدعوى الموازية‪" :‬أن ال يكون في وسع الطاعن اللجوء إلى طريق قضائي آخر يحقق له‬
‫نفس النتائج التي يريد الوصول إليها عن طريق دعوى اإللغاء"‪.11‬‬

‫اوال‪-‬شروط الدعوى الموازية‪:‬‬

‫أ‪-‬أخذ الطعن المقابل لصورة الدعوى‪:‬‬

‫لكي تطبق نظرية الدعوى الموازية وال تقبل دعوى اإللغاء يجب أن يكون الطريق اآلخر الذي‬
‫نظمه القانون لصاحب الشأن دعوى ال مجرد دفع أي عدم أخذ الطعن القضائي الذي وفره القانون للمعني‬
‫باألمر لصورة دفع بعدم الشرعية‪ ،‬أو تظلم إلزامي‪ ،‬باعتبار أن الدفع ليس في مرتبة دعوى اإللغاء للتجاوز في‬
‫استعمال السلطة‪.12‬‬

‫ب‪-‬تقديم الدعوى الموازية لنفس مزايا دعوى اإللغاء‪:‬‬

‫‪ -9‬ميشال روسي‪ ،‬مراجع سابق‪ ،‬ص‪.139.‬‬


‫‪-10‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -11‬ثورية لعيوني‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬قضاء اإللغاء‪ ،‬دار النشر الجسور‪ ،‬وجدة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1997 ،‬ص‪.132 .‬‬
‫‪Rousset (M.) et Garagnon (J.), Droit administratif marocain, 6ème édition, édition La porte, 2003, p.724.‬‬
‫هذا الشرط نصت عليه الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 14‬من ظهير ‪ 1957‬المحدث للمجلس األعلى‪ …":‬ال تقبل دعوى اإللغاء الموجهة ضد‬
‫المقررات اإلدارية‪ ،‬إذا كان في استطاعة من يعنيهم األمر المطالبة بحقوقهم لدى المحاكم العادية"‪ ،‬وجاءت الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 360‬من‬
‫قانون المسطرة المدنية لتؤكد نفس الصياغة‪" ،‬ال يقبل طلب اإللغاء ضد المقررات اإلدارية إذا كان في استطاعة من يعنيهم األمر المطالبة‬
‫بحقوقهم لدى المحاكم العادية"‪.‬‬
‫وهذه المقتضيات نفسها أوردتها المادة ‪ 23‬الفقرة األخيرة من القانون ‪ 41-90‬المحدث للمحاكم اإلدارية‪ ،‬حيث نصت‪ ":‬ال يقبل الطلب الهادف‬
‫إلى إلغاء قرارات إدارية إذا كان في وسع المعنيين باألمر أن يطالبوا بما يدلونه من حقوق بطريق الطعن العادي أمام القضاء الشامل"‪.‬‬
‫‪ -12‬محمد صقلي حسيني‪" ،‬الدعوى الموازية بين القانون والممارسة"‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،28‬يونيو‪-‬‬
‫شتنبر ‪،1999‬ص‪.46.‬‬
‫‪8‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫ويعني أن الدعوى الموازية يجب أن تؤدي إلى حصول المدعي على مركز معادل للمركز الذي‬
‫يمكنه الحصول عليه بواسطة دعوى اإللغاء‪ ،‬فدعوى اإللغاء تعد غير مقبولة إذا كان الطاعن يتوفر على‬
‫دعوى قضائية أخرى تخضع الختصاص محكمة أخرى عادية أو إدارية غير تلك المختصة للنظر في دعوى‬
‫اإللغاء‪ ،‬وتقدم له نفس نتائج دعوى اإللغاء‪ ،‬وال يكفي في هذا الصدد أن تكون الدعوى الموازية مؤدية إلى‬
‫مجرد الحكم بالتعويض عن النتائج الضارة المترتبة على القرار اإلداري غير المشروع‪ ،‬بل يجب أن يترتب‬
‫عليها إزالة أو محو نتائج هذا القرار‪ ،‬فدعوى التعويض إذن ال تعد دعوى موازية من شأنها أن تمنع صاحب‬
‫الشأن من رفع دعوى اإللغاء‪ .‬إذ أن الحكم بالتعويض عن األضرار المترتبة عن القرار اإلداري غير المشروع‬
‫ال يعني إلغاء هذا القرار‪.13‬‬
‫ثانيا‪-‬حدود الدعوى الموازية ‪:‬‬
‫يمكن القول أن نظرية الدعوى الموازية قد ولدت وهي تحمل في ثناياها عناصر هدمها‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب انعدام التوازي بين دعوى اإللغاء ودعوى القضاء الشامل وبسبب استحالة تعادل النتائج بين الدعويين‪.‬‬
‫أ‪-‬مشكل وجود الدعوى الموازية‪:‬‬
‫يستدعي تطبيق الدعوى الموازية وجود دعويين‪ :‬دعوى اإللغاء ودعوى القضاء الشامل‪ ،‬لذلك فإن‬
‫إعمال فكرة الدعوى الموازية يفترض حتما انعقاد اختصاص المحكمة اإلدارية للنظر في دعوى االلغاء في‬
‫الوقت الذي يوجد فيه دعوى موازية أمام المحكمة اإلدارية(دعوى القضاء الشامل) أو محكمة عادية وتكون‬
‫هذه األخيرة سببا لعدم قبول الدعوى األولى‪ ،‬لكن من الناحية العملية ال يتصور تحقق هذا الشرط‪:‬‬
‫‪ -‬ففي وحالة وجود الدعوى الموازية أمام محكمة إدارية ‪ ،‬فإن انفراد القاضي اإلداري بالبت في‬
‫المادة اإلدارية بجميع صورها يجعل من الصعب فهم الجدوى من التنصيص على هذه القاعدة ومدى قابليتها‬
‫للتطبيق؟ فبمجرد ما أصبح في الوقت الراهن نفس القاضي مختصا في أغلب األحوال بالبث في دعاوى‬
‫اإللغاء ودعاوى القضاء الشامل‪ ،‬فإن شرط الدعوى الموازية لم يعد يخص سوى التمييز بين صنفي‬
‫فليس هناك أي‬ ‫المنازعات‪ ،‬أي تمييز غير ذي أثر يذكر مادام نفس القاضي مختصا إزاء الصنفين معا‪.14‬‬
‫نزاع ينتمي في آن واحد إلى القضاء الشامل وإلى قضاء اإللغاء‪ ،‬فحيث تتحقق دعوى اإللغاء للتجاوز في‬
‫استعمال السلطة تستبعد عمليا دعوى القضاء الشامل‪.‬‬
‫إن "تكفل القانون المحدث للمحاكم اإلدارية بتحديد المواضيع المختصة المحكمة اإلدارية بالنظر‬
‫فيها حمل في طياته معالم االستغناء عن قاعدة الدعوى الموازية‪ ،‬لذلك فإن إشارته إليها مسألة زائدة‪ ،‬لذلك فإن‬

‫‪ -13‬وكثي ار ما استعمل القضاء الفرنسي هذه الصيغة‪:‬‬


‫‪« Il ne suffit pas d’obtenir réparation des effets de l'acte, il faut encore pouvoir détourner ces mêmes‬‬
‫‪effets ».‬‬
‫المالحظ أن القضاء المغربي يعطي للدعوى الموازية تعريفا غير صحيح باعتبارها مساوية لدعوى التعويض‪ ،‬كما أنه يعتبر التعويض‬
‫الذي يمكن أن يحصل عليه المعني باألمر موازيا لإللغاء‪.‬‬
‫‪ -14‬ميشال روسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.151.‬‬
‫‪9‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫الدعوى الموازية دعوى غير صالحة للتطبيق‪ ،‬ويجب االكتفاء بالشروط األخرى المقررة لقبول دعوى اإللغاء‬
‫للتجاوز في استعمال السلطة التي هي دعوى موجودة بقوة القانون"‪.15‬‬
‫‪ -‬وفي حالة وجود الدعوى الموازية أمام محكمة عادية‪ ،‬فإن قاضي اإللغاء يكون في هذه الحالة‬
‫مقيدا بقواعد توزيع االختصاص بين القضاء اإلداري والقضاء العادي‪ ،‬أكثر مما يكون مقيدا بشرط انتفاء‬
‫الدعوى الموازية‪ ،‬بل إن إعمال هذا الشرط يكون في غالب األحيان من قبيل تحصيل الحاصل‪.16‬‬
‫فما دام أن القانون المحدث للمحاكم اإلدارية قد عمل على تحديد وتوزيع االختصاص بين‬
‫الجهازين القضائيين اإلداري والعادي‪ ،‬فإن النص القانوني المحدد لهذا االختصاص ال يترك أية إمكانية لتقدير‬
‫التوازي بين طرق الطعن‪ ،‬فإذا كان يمكن استعمال دعوى أخرى بدل دعوى اإللغاء فذلك يعني أن المشرع‬
‫يهدف إلى تعويض هذه األخيرة‪ ،‬فليس هناك تواز بين الطعنين ولكن حلول طعن خاص محل طعن عام‪.17‬‬
‫في كل الحاالت‪ ،‬فإنه يتم إبعاد هذا المفهوم الذي يستند على فكرة التوازي في االختصاصات‪،‬‬
‫ألنه ال يتطابق إطالقا مع مبادئ توزيع االختصاصات المحددة من طرف القانون‪ ،‬فقبول االختصاص المتآني‬
‫أو المتوازي لمحكمتين طبقا لنظرية الدعوى الموازية يسري على عكس إرادة القانون ويؤدي إلى نتيجة ال يمكن‬
‫الدفاع عنها‪ ،‬إن استثناء الدعوى الموازية ليس إال استثناء لعدم االختصاص الذي يجب أن يطبقه قاضي‬
‫اإللغاء ألنه يتم اللجوء إليه عن خطأ‪.‬‬
‫ب‪-‬مشكل التعادل العملي لنتائج الدعوى الموازية‪:‬‬
‫اليوم مفهوم الدعوى الموازية وينكرون أية قيمة لها مستندين في ذلك‬ ‫‪18‬‬
‫يرفض أغلبية الفقهاء‬
‫على استحالة توفر تعادل النتائج التي يمكن الحصول عليها عن طريق دعوى اإللغاء والطعن الذي يقال أنه‬
‫موازي له‪.‬‬
‫فدعوى اإللغاء يمكن أن تؤدي إلى إلغاء القرار اإلداري المطعون فيه في مواجهة الكافة أي‬
‫زواله بأثر رجعي من النظام القانوني‪ ،‬باإلضافة إلى تمتعه بقوة الشيء المقضي به‪ ،‬باإلضافة إلى ما لدعوى‬
‫اإللغاء من مزايا خاصة تتمثل في سهولة اإلجراءات وقلة النفقات‪ ،‬في حين أن دعوى القاضي الشامل التي‬
‫تطعن غالبا بصفة غير مباشرة أو عن طريق االستثناء في شرعية مثل هذا القرار ال يمكن أن تؤدي إال إلى‬
‫إلغاء بين األطراف للقرار أي زوال مؤقت وقت نزاع القضاء الشامل ومحدود بين أطراف النزاع‪.‬‬

‫‪ -15‬وهذا ما يؤكد من خالل بعض أحكام المحاكم اإلدارية حيث جاءت تارة مؤكدة على قاعدة الدعوى الموازية ومرتبة آلثارها‪،‬‬
‫وتارة أخرى مستغنية عنها بالمرة ومطبقة محلها قواعد توزيع االختصاص (بخصوص هذه األحكام أنظر محمد صقلي حسيني‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪.)60.‬‬
‫‪ -16‬الجياللي أمزيد‪" ،‬شرط انتفاء الدعوى الموازية في المنازعات اإلدارية "‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة‪،‬‬
‫العدد ‪ ،1996 ،6‬ص‪.8.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪(H Charles (H.), Actes rattachables et actes détachables en droit administratif français, -‬‬
‫‪-Charles‬‬
‫‪thèse, Paris,L.G.D.J., 1968,, p.152.‬‬
‫‪ - 18‬سليمان الطماوي‪ ،‬القضاء اإلداري ورقابته ألعمال اإلدارة‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،1958 ،‬ص‪.30.‬‬
‫‪10‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط الخاصة بطبيعة القرار المطعون فيه‬

‫من المعلوم أن دعوى اإللغاء ال توجه إال ضد الق اررات الصادرة عن السلطات اإلدارية‪ ،‬وهذا الشرط هو‬
‫الذي أشارت إليه المادة ‪ 08‬من أن المحاكم اإلدارية تختص بالبت ابتدائيا في طلبات إلغاء ق اررات السلطات‬
‫اإلدارية بسبب تجاوز السلطة‪.19‬ومعنى ذلك أن المشرع يستبعد ضمنيا األعمال التشريعية واألحكام القضائية‬
‫واألعمال الملكية وأعمال السيادة‪ .‬وإلى جانب هذا الشرط‪ ،‬فإنه يوجد شرط أخرى يتجلى في ضرورة أن يكون‬
‫هذا القرار نافذا يؤثر في المركز القانوني للطاعن وأن يصدر من جانب واحد(استبعاد العقود االدارية )‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬وجوب صدور القرار عن سلطة إدارية‬

‫هذا الشرط يؤدي إلى استبعاد األعمال التشريعية والق اررات الملكية واألحكام القضائية وأعمال‬
‫السيادة أو الحكومة‪.‬‬
‫استبعاد األعمال التشريعية‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ال يتعلق األمر طبعا بالقوانين التي يسهل التحقق منها‪ ،‬و التي ال يمكن الخلط بينها وبين ق اررات‬
‫إدارية‪ ،‬لكن المشكل يكون أكثر صعوبة في الفترات التي ال يعمل فيها البرلمان‪:‬‬
‫‪ -1‬ينص الفصل ‪ 70‬من دستور‪ ": 2011‬للقانون أن يأذن للحكومة أن تتخذ في ظرف‬
‫من الزمن محدود‪ ،‬ولغاية معينة‪ ،‬بمقتضى مراسيم تدابير يختص القانون عادة باتخاذها‪ ،‬ويجري‬
‫العمل بهذه المراسيم بمجرد نشرها‪ .‬غير أنه يجب عرضها على البرلمان بقصد المصادقة‪." ...‬‬
‫‪ -2‬وينص الفصل ‪ 81‬من دستور ‪" :2011‬يمكن للحكومة أن تصدر‪ ،‬خالل الفترة‬
‫الفاصلة بين الدورات‪ ،‬وباتفاق مع اللجان التي يعنيها األمر في كال المجلسين‪ ،‬مراسيم قوانين‪،‬‬
‫يجب عرضها بقصد المصادقة عليها من طرف البرلمان‪ ،‬خالل دورته العادية الموالية"‪.‬‬
‫ففي هاتين الحالتين‪ ،‬تأت المصادقة الحقا‪ ،‬لكن يمكن طرح السؤال حول طبيعة هذه التدابير قبل‬
‫أن تتم المصادقة عليها من طرف البرلمان‪ ،‬ليس هناك أي قرار قضائي بخصوص هذه المسألة‪ ،‬وسنكتفي‬
‫باإلشارة فقط إلى أن مجلس الدولة الفرنسي قد أقر في مثل هذه الحاالت بأن األمر يتعلق بق اررات إدارية إلى‬
‫حين المصادقة‪.20‬‬
‫ب‪-‬استبعاد الق اررات الملكية‪:‬‬

‫‪ -19‬القانون رقم ‪ 41.90‬المحدث بموجبه محاكم إدارية الجريدة الرسمية عدد ‪ 4227‬بتاريخ ‪ 18‬جمادى األولى ‪ 3 ( 1414‬نوفمبر ‪،)1993‬‬
‫ص‪.2168 .‬‬

‫‪ -20‬ميشال روسي ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.255.‬‬


‫‪11‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫تعتبر مشكلة الق اررات الملكية من أهم القضايا األولى التي طرحت على المجلس األعلى وقد‬
‫‪ ،‬هذا‬ ‫‪21‬‬
‫أتيحت له الفرصة األولى في هذا المجال في قضية عبد الحميد الرونضة بتاريخ ‪ 18‬يونيو ‪1960‬‬
‫األخير الذي تم عزله كقاضي عن طريق ظهير ملكي‪ ،‬فقدم طعنه تمام المجلس األعلى طالبا إلغاء القرار‬
‫بسبب الشطط في استعمال السلطة ‪ .‬إال أن المجلس األعلى لم يقبل هذا الطعن مستبعدا بذلك الظهائر‬
‫الملكية من دعوى اإللغاء بالرغم مما تتضمنه من تدابير فردية ‪ .‬وقد أسس رفضه ذلك باالعتماد على صفة‬
‫صاحب القرار وليس على مضمون القرار‪.‬‬
‫وقد تم ترسيخ هذا التوجه بقرار مؤرخ في ‪ 15‬يونيو ‪ ،1963‬بنسودة عبد هللا (ق اررات المجلس‬
‫األعلى‪ ،‬ص‪ :)173 :‬حيث أكد المجلس األعلى على أنه ال يقبل الطعن باإللغاء ضد الق اررات الفردية‬
‫"الصادرة عن الملك في شكل ظهير"‪.‬‬
‫وفيما بعد‪ ،‬صاغ المجلس األعلى موقفه بشكل جذري مرة أخرى في قضية الشركة الفالحية‬
‫لمالكها عبد العزيز بتاريخ ‪ 20‬مارس ‪( 1970‬ق اررات المجلس األعلى‪ ،‬ص‪ :)225 :‬فقد أقر المجلس بأن‬
‫عدم قبول الدعوى أمر عام‪ ،‬بصرف النظر عن الشكل الذي يمكن أن يتخذ القرار‪ :‬مرسوم ملكي‪ ،‬أو مرسوم‬
‫أو قرار أو باألحرى ظهير بعلة أن صاحب الجاللة الذي يمارس اختصاصاته الدستورية بصفته أمير‬
‫المؤمنين طبقا للفصل ‪ 19‬من الدستور ال يمكن اعتباره سلطة إدارية لتطبيق الفصل األول من ظهير ‪27‬‬
‫شتنبر ‪.1957‬‬
‫لقد تعلق هذا القرار بمرسوم ملكي تم اتخاذه عن طريق تفويض التوقيع للوزير األول‪ ،‬ومعلوم أن‬
‫الق اررات الموقعة من طرف المفوض اليه تعد صادرة عن السلطة المفوضة نفسها‪.‬‬
‫ولم يتغير موقف المجلس األعلى من الق اررات الملكية إذ ظل متمسكا باجتهاده السابق وبعد ذلك‬
‫سارت المحاكم اإلدارية في نفس االتجاه باعتبار" أن جاللة الملك يمارس اختصاصاته الدستورية بصفته‬
‫أمير المؤمنين و القضاء من وظائف اإلمامة و مندرج في عمومها و أن ليس للقاضي النيابة عن اإلمام‬
‫أن الق اررات الملكية ال تعتبر ق اررات صادرة عن سلطة إدارية و غير قابلة للطعن باإللغاء ‪".22‬‬
‫وظل االجتهاد القضائي المغربي متمسكا بموقفه بعد دستور ‪ 2011‬بعلة " عدم اعتبار جاللة‬
‫الملك جهة إدارية ونفي الصفة اإلدارية عن المقررات الصادرة عنه وعدم إخضاعها للرقابة القضائية و ال‬
‫ينال من ذلك ما نص عليه الفصل ‪ 118‬من نفس الدستور بخصوص قابلية كل الق اررات التنظيمية و‬
‫الفردية المتخذة في المجال اإلداري للطعن أمام الجهات القضائية المختصة"‪.23‬‬

‫‪-21‬قرار المجلس األعلى صادر بتاريخ ‪ 18‬يونيو‪ ،1960‬قضية عبد الحميد الرونضة‪ ،‬قرارات المجلس األعلى‪،‬ص‪.136.‬‬
‫‪-22‬حكم المحكمة اإلدارية بفاس ‪،‬أمر استعجالي عبد الرزاق ضد إدارة الدفاع الوطني عدد ‪483‬بتاريخ ‪ .2000./07/04‬وتتلخص وقائع هذه‬
‫القضية في ان يلي‪ :‬المدعي عبد الرزاق كان يعمل في صفوف القوات المسلحة الملكية تم التشطيب عليه نتيجة متابعته جنائيا وبعد صدور‬
‫الحكم النهائي ببراءته رفع دعوى إللغاء القرار الصادر ضده ‪.‬‬
‫‪ -23‬حكم المحكمة االدارية بالرباط حكم رقم ‪ 3233 :‬بتاريخ ‪ 2016/9/16:‬ملف رقم ‪ 2016-7110-543:‬منشور على الموقع االلكتروني لمجلة‬
‫القانون واالعمال‪https://www.droitetentreprise.com‬‬
‫وتتلخص وقائع هذه القضية في أن موظف(‪ )...‬بمجلس المستشارين تقدم بدوى إللغاء قرار تمديد سن تقاعد أحد الموظفين بقرار صادر عن‬
‫جاللة الملك باقتراح من رئيس مجلس المستشارين ‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫أ‪-‬األحكام القضائية‪:‬‬
‫إن استبعاد االحكام القضائية من دائرة الطعن بدعوى االلغاء أمر بديهي ألن هذه الق اررات تكون‬
‫موضوع طعون خاصة عن طريق االستئناف أو النقض‪ ،‬وهذه الطعون موجودة بقوة ما عدا إذا استبعدها‬
‫صراحة نص تشريعي‪.24‬‬
‫لكن قد تثار هناك صعوبة عندما ال نوجد أمام هيئة قضائية مندرجة في الهرم العادي للمحاكم‪،‬‬
‫إذ توجد هيئات ذات طبيعة غير واضحة‪ .‬وهو الحال مثال بالنسبة‪:‬‬
‫‪ -1‬اللجنة المكلفة بإبداء رأي استشاري ‪.‬‬
‫‪ -2‬الهيئات المهنية فيما يخص الق اررات التي تصدرها في المادة التأديبية‪.‬‬
‫‪ -3‬اللجان الضريبية المحلية والوطنية ‪.25‬‬
‫ولتحديد طبيعة هذه الهيئات‪ ،‬اعتمد المجلس األعلى الطريقة المعروفة بباقة المؤشرات ( ‪Faiseau‬‬
‫‪ )d’indices‬المتمثلة في‪:‬‬
‫‪ -1‬طبيعة النص القانوني المحدث للهيئة‪ :‬إذ يتعين إحداث المحاكم على اختالف‬
‫درجاتها بموجب القانون (الفصل ‪ 71‬من دستور‪.)2011‬‬
‫‪ -2‬تأليف الهيئة‪ :‬أي معرفة ما إذا كانت تتركب من قضاة‪ ،‬وما هو عددهم ودورهم‪.‬‬
‫‪ -3‬استقاللية الهيئة؟‬
‫‪ -4‬اختصاصات الهيئة‪ :‬أي معرفة ما إذا كانت تملك التقرير‪.‬‬
‫‪ -5‬معرفة ما إذا كانت المسطرة المتبعة أمامها حضورية‪.‬‬
‫‪ -6‬معرفة ما إذا كانت توجد طعون ضد ق ارراتها‪ ،‬وما هو نوع هذه الطعون؟‬
‫فعلى ضوء األجوبة التي تتوفر لمختلف هذه التساؤالت سيمكن للقاضي الحسم على هذا النحو‬
‫أو ذاك في مسألة الصبغة القضائية أو اإلدارية للهيئة‪.‬‬
‫فقد تواتر العمل القضائي على اعتبار اللجان الضريبية ذات‬ ‫فبخصوص اللجان الضريبية مثال‬
‫طبيعة إدارية وليس قضائية وأن الق اررات الصادرة عنها للنظر في الطعون الضريبية تعتبر ق اررات إدارية ‪."26‬‬
‫د‪ -‬أعمال السيادة أو الحكومة‪:‬‬
‫أعمال السيادة هي طائفة من اعمال السلطة التنفيذية التي تخرج عن رقابة القضاء بجميع صورها‬
‫او مظاهرها‪ ،‬اذ ال يمكن الطعن بها امام اية جهة قضائية سواء كان ذلك باإللغاء ام بالتعويض‪.27‬‬
‫ومن االمثلة على ذلك ‪:‬‬

‫‪ -24‬قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى عدد ‪ 62‬الصادر في ‪ 18‬مارس ‪ ،1977‬في قضية قادري عبد الحفيظ‪.‬‬

‫‪-25‬راجع المدونة العامة للضرائب لسنة‪.2020‬‬


‫‪ -26‬حكم المحكمة اإلدارية بوجدة عدد ‪ 2000-126‬بتاريخ ‪ 2000/07/06‬أورده عبد الصمد التامري في رقابة القضاء على مسطرة تصحيح‬
‫الوعاء الضريبي في ميدان رسوم التسجيل" ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.103 .‬‬
‫‪ -27‬محمود محمد حافظ‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬ط‪ ،5‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ، ،1972 ،‬ص‪.50‬‬
‫‪13‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪ -1‬الق اررات الصادرة عن الحكومة في إطار عالقتها مع البرلمان‪ :‬مثال قرار تقديم أو رفض‬
‫تقديم مشروع قانون أو تعديل هذا المشروع‪ ،‬أو مثال قبول الحكومة أو رفضها لمقترح تعديل صادر عن‬
‫الفرق البرلمانية‪ ،‬قرار (مرسوم) اختتام دورة عادية للبرلمان‪ ،‬أو استدعاءه لدورة استثنائية‪.‬‬
‫‪ -2‬التدابير الخاصة باألمن الداخلي والخارجي للدولة‪.‬‬
‫‪ -3‬الق اررات الصادرة عن الحكومة في مجال العالقات الدولية والدبلوماسية ‪ ،‬مثال ذلك الق اررات‬
‫المتعلقة بإرساء العالقات الدبلوماسية أو بقطعها‪ ،‬والمسائل الخاصة باألعمال الحربية‪.‬‬
‫فهذه الق اررات ترتبط بالقانون الدستوري وبالعالقات الدولية‪ ،‬مما يفسر عدم اختصاص القاضي‬
‫اإلداري‪ ،‬الذي ينحصر دوره في تطبيق القانون اإلداري إزاء سلطات إدارية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬يجب أن يكون القرار نافذا‬

‫يعتبر شرط الطابع التنفيذي شرطا مزدوجا‪ :‬إذ يجب أن تؤثر الق اررات في المركز القانوني لرفع‬
‫الدعوى‪ ،‬وأن يكون ق ار ار صاد ار من جانب واحد‪.‬‬
‫أوال‪ -‬وجوب تأثير القرار في المركز القانوني لرافع الدعوى‪:‬‬
‫مفاد هذا الشرط أن تكون للقرار قيمة قانونية مؤثرة في الوضع القانوني للطاعن‪ ،‬مما ينجم عنه‬
‫إذن استبعاد االعمال التي تكون مجرد تصرفات تحضيرية للقرار‪ :‬كاالستشارات واالقتراحات والمشاريع‪،‬‬
‫إلخ‪ .‬و من األمثلة على ذلك نذكر ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬اقتراح عقوبة تأديبية‪.‬‬
‫‪ -2‬إنذار تمهيدي بسحب ترخيص‪.‬‬
‫‪ -3‬تذكير بالقوانين التنظيمية المعمول بها‬
‫‪ -4‬تدابير النظام الداخلي‪ :‬مثل المذكرات المصلحية والمناشير والتعليمات والدوريات‪ .‬فهذه‬
‫التصرفات ال تؤثر عادة في المراكز القانونية‪ ،‬ألنها ال تغير شيئا في القواعد القانونية وال تضيف لها‬
‫اي شيء بل تكتفي بالتفسير والتوضيح‪.‬‬
‫ويجب دائما التحقق من النظام القانوني لهذه التصرفات التحضيرية‪ ،‬فأحيانا تكون في حد‬
‫ذاتها منتجة آلثار قانونية ‪ ،‬وهذا هو الحال بالنسبة لمشروع قرار اإلعالن عن المنفعة العامة في القانون‬
‫المتعلق بنزع الملكية‪ ، 28‬وهو الحال ايضا بالنسبة لتدابير النظام الداخلي عندما ال تقتصر على التفسير ‪،‬‬
‫فإذا أضافت التزاما إلى االلتزامات المترتبة عن النظام القانوني القائم‪ ،‬فإن قبول دعوى اإللغاء يصبح أم ار‬
‫ممكنا‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬وجوب صدور الق اررات من جانب واحد‪:‬‬
‫هذا الشرط يستبعد دعوى اإللغاء ضد العقود‪ ،‬التي تعد تصرفات ناجمة عن اتفاق إرادتين‪.‬‬
‫وتدخل عادة المنازعات التعاقدية في نطاق منازعات القضاء الشامل لكن قد يلجأ القاضي إلى نظرية‬

‫‪ -28‬قرار الغرفة لإلدارة بالمجلس األعلى‪ ،‬عدد ‪ ،212‬الصادر في ‪ 29‬يونيو ‪ 1989‬في قضية أمجاد محمد بن حسن‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫العقد ومن األمثلة على ذلك نذكر‪:‬‬ ‫الق اررات المنفصلة لقبول دعوى اإللغاء ضد الق اررات المنفصلة عن‬
‫‪29‬‬
‫أو قرار لجان طلب العروض‪ ،‬أو قرار‬ ‫الق اررات التمهيدية إلبرام العقد كق اررات اإلقصاء من المنافسة‬
‫المصادقة على العقد‪ 30‬أو ق اررات فسخ العقد‪.31‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أوجه قبول دعوى اإللغاء‬

‫تكون دعوى اإللغاء مقبولة ضد القرار االداري اذا كان مشوبا بعيب من عيوب الشرعية‪ ،‬وهي‬
‫عيوب تنقسم إلى صنفين‪:‬‬
‫‪ -‬العيوب الخارجية‪ :‬وتتمثل في‪ :‬عيب االختصاص والشكل ‪ ،‬أي صدور القرار من جهة غير‬
‫مختصة زمنيا وموضوعيا ومكانيا وصدوره مع عدم مراعاة القواعد واإلجراءات الشكلية التي يتعين مراعاتها‪.‬‬
‫‪-‬العيوب الداخلية‪ :‬وهي العيوب الموضوعية وتتمثل في العيوب التي تشوب القرار سواء في‬
‫المحل( عيب مخالفة القانون) أو في السبب أو الغاية (عيب االنحراف بالسلطة)‪.‬‬
‫وهو ما نصت المادة ‪ 20‬من القانون المحدث للمحاكم االدارية عليه ان "كل قرار اداري صدر‬
‫من جهة غير مختصة او لعيب في شكله او النحراف في السلطة او النعدام التعليل او لمخالفة القانون ‪،‬‬
‫يشكل تجاو از في استعمال السلطة –ويحق للمتضرر الطعن فيه امام الجهة القضائية االدارية المختصة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬العيوب الخارجية‬

‫وتتمثل في عيب عدم االختصاص وعيب الشكل واالجراء‪.‬‬


‫الفقرة األولى‪ :‬عيب عدم االختصاص‬

‫هو عيب يتعلق بمتخذ القرار ‪.‬ويتميز عيب عدم االختصاص بأنه العيب الوحيد الذي يتعلق‬
‫بالنظام العام‪ .‬ويترتب على ذلك أن الدفع بعدم االختصاص ال يسقط بالدخول في موضوع الدعوى ويجوز‬
‫إبداؤه في أي مرحلة من مراحلها وأن على القاضي أن يحكم بعدم االختصاص تلقائياً ولو لم يثره طالب‬
‫اإللغاء‪.‬‬
‫فضالً عن أن قواعد االختصاص من عمل المشرع وعلى الموظف أن يحترم حدود‬
‫اختصاصه ألنها لم تكن قد وضعت لمصلحة اإلدارة وإنما شرعت لتحقيق الصالح العام‪ ،‬لذلك ال يجوز لإلدارة‬

‫‪ -29‬حكم المحكمة اإلدارية بوجدة ‪ ،‬حكم عدد ‪ ،2000/284‬بتاريخ ‪ ، 2000/11/15‬ملف رقم ‪ ،00/122‬لوكيلي مصطفى ضد رئيس‬
‫المجلس البلدي بمدينة زايو غير منشور ‪ ،‬حكم المحكمة اإلدارية بأكادير‪ ،‬حكم عدد ‪. 97/25‬بتاريخ ‪ ،1997/01/5‬ملف رقم ‪ 96/13‬غ‪،‬‬
‫الوكالة الصناعية والتجارية باكادير ضد وزير التجهيز واألشغال العمومية‪ ،‬غير منشور ‪.‬‬
‫‪ -30‬حكم المحكمة اإلدارية بوجدة عدد ‪ 99/24‬بتاريخ ‪ 99/02/10‬بين المجلس القروي لجماعة سيدي بلقاسم دائرة دبدو عمالة إقليم‬
‫تاوريرت‪ ،‬وزير الفالحة‪ ،‬الوزير المنتدب المكلف بالمياه والغابات‪ ،‬وبين جمعية الفالح‪ ،‬منشور في المجلة المحلية لإلدارة المحلية والتنمية‪،‬‬
‫عدد ‪ 19‬أبريل –يونيو ‪ ،1997‬ص‪.62.‬‬
‫‪ -31‬قرار عدد ‪ ،50‬مؤرخ في ‪ 28‬يناير ‪ ،1999‬الوكيل القضائي للملكة ضد شركة أنكوسا‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية‬
‫والتنمية‪ ،‬سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية‪ ،‬العدد ‪ ،2003 ،50‬ص‪ ، 266.‬حكم المحكمة اإلدارية بمكناس‪ ،‬عدد ‪ 95–44‬بتاريخ ‪1995/11/19‬‬
‫في الملف عدد ‪ 94/26‬غ‪ ،‬منشور في المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة‪ ،‬عدد ‪ ،9‬ص‪.229.‬‬

‫‪15‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫أن تتفق مع األفراد على تعديل قواعد االختصاص وال يجوز لإلدارة أن تتنازل عن اختصاص منحه لها‬
‫القانون أو تضيف الختصاصاتها اختصاص آخر‪.‬‬
‫كما استقر القضاء اإلداري على أنه ال يجوز تصحيح عيب عدم االختصاص أو تغطيته بقرار‬
‫الحق من اإلدارة التي تملك االختصاص وإن جاز أن تصدر ق ار اًر جديداً على الوجه الصحيح ال ينتج أثره إال‬
‫من يوم صدوره‪.‬‬
‫وعيب عدم االختصاص يمكن أن يكون جسيما أو بسيطا‪.‬‬
‫أوال‪-‬عيب عدم االختصاص الجسيم‪:‬‬

‫يطلق الفقه و القضاء على عيب عدم االختصاص الجسيم اصطالح " اغتصاب السلطة "‬
‫ويكون من أثره فقدان القرار لصفته وطبيعته اإلدارية فال يعد باطالً وقابالً لإللغاء فحسب وإنما يعد القرار‬
‫معدوماً و ال يتحصن من اإللغاء بمرور الستين يوماً المحددة للطعن فيه ‪ .‬إذ يمكن الطعن فيه وسحبه وإلغاءه‬
‫بعد انتهاء ميعاد الستين يوماً المحددة للطعن‪.‬‬
‫وقد حدد القضاء اإلداري المقارن الحاالت التي يمكن اعتبار القرار مشوباً فيها بعيب عدم‬
‫االختصاص الجسيم أو اغتصاب السلطة ونتناول فيما يأتي هذه الحاالت‪:‬‬
‫أ‪-‬صدور القرار اإلداري من فرد عادي ليست له أية صفة إدارية‪:‬‬
‫في هذه الحالة يتدخل فرد عادي ال يتمتع بصفة الموظف في أعمال اإلدارة أو تتدخل‬
‫هيئة خاصة في ذلك وهي ال تملك حق مباشرة االختصاصات اإلدارية‪ ،‬فيعد القرار الصادر في هذه الحالة‬
‫منعدماً وال تترتب عليه أية آثار قانونية‪.‬‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬فإنه توجد حاالت استثنائية من هذه القاعدة ويتعلق األمر بنظرية الموظف‬
‫‪ . Le Fonctionnaire de Fait‬والموظف الفعلي هو ذلك الشخص الذي يباشر‬ ‫الفعلي أو الواقعي‬
‫اتخاذ ق اررات إدارية تحت ضغط ظروف استثنائية كالحروب او الثورات وغياب السلطات العامة او انحسارها‬
‫وذلك بهدف تجنب توقف المرافق العامة‪ .32‬واستنادا الى القاعدة العامة فان ق اررات الموظف الفعلي التي‬
‫يتخذها تعد منعدمة وباطلة قانونا ألنها صادرة من غير متخصص‪ ،‬إال أن الفقه والقضاء والعتبارات تتعلق‬
‫باستقرار المراكز القانونية وضمان استم اررية سير المرافق العامة بصفة منتظمة اعترف بصحة هذه‬
‫الق اررات‪.33‬‬
‫هذه النظرية لم يكتب لها قط أن تطبق على يد القاضي اإلداري المغربي تم استعمالها من‬
‫لدن المشرع في مادة المحاسبة العمومية‪ ،‬في إطار الفصل ‪ 16‬من المرسوم الملكي المؤرخ في ‪21‬أبريل‬
‫‪1967‬بشان المحاسبة العمومية‪ :‬يعتبر محاسبا بحكم الواقع كل شخص يقوم دون موجب قانوني بعمليات‬
‫المداخيل والنفقات ‪ ،‬وتجري على الشخص المعتبر محاسبا بحكم الواقع نفس االلتزامات والمراقبات الجارية‬

‫‪ - 32‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1994 ،‬ص‪.518.‬‬
‫‪- 33‬عبد القادر‪ ،‬باينة ‪ ،‬تطبيقات القضاء االداري‪ ،‬دار توبقال ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1988‬ص‪. 70 .‬‬
‫‪16‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬
‫‪34‬‬
‫‪ .‬و هذا ال يتم إعماله إال إذا كانت هناك ظروف‬ ‫على محاسب عمومي‪ ،‬ويتحمل نفس المسؤوليات‬
‫استثنائية‪.‬‬
‫وتطبق نفس النظرية في الظروف العادية في حالة ما اذا كان قرار التعيين صدر باطال‬
‫الحتوائه على عيب من عيوب المشروعية كعيب االختصاص او عيب الشكل ‪ ،‬ففي هذه الحالة يتم سحب‬
‫القرار الباطل من قبل السلطة االدارية التي اصدرته لكن االعمال التي قام بها الموظف خالل فترة تعيينه تعد‬
‫مشروعة‪ ،‬وذلك من أجل ضمان استم اررية المرافق العامة ‪.35‬‬
‫ومن االمثلة على ذلك نذكر‪:‬‬
‫‪ -1‬تعيين موظف بقرار رسمي‪ ،‬ولكن بعد أن يزاول أعمال الوظيفة يصدر حكم من القصاء‬
‫اإلداري بإلغاء قرار التعيين لعيب قانوني شابه ‪.‬‬
‫‪- -2‬انتخاب عضو المجلس الجهة ويبدأ في ممارسة اختصاصه‪ ،‬ثم يصدر حكم من القضاء‬
‫بإبطال انتخابه وأنه لم يكن له الحق في العضوية‪.‬‬
‫لممارسة بعض صالحياته‪ ،‬وبعد أن يمارس‬ ‫‪ -3‬تفويض الرئيس اإلداري أحد مرؤوسيه‬
‫المرؤوس المفوض إليه هذه األعمال يصدر حكم قضائي بعدم قانونية هذا التفويض‪.‬‬
‫ب‪-‬اعتداء السلطة اإلدارية على اختصاص السلطة التشريعية‪:‬‬
‫يتحقق اعتداء السلطة اإلدارية على اختصاص السلطة التشريعية عندما تقوم السلطة اإلدارية‬
‫بتنظيم مسألة يعود أمر تنظيمها إلى السلطة التشريعية وفقا ألحكام الدستور أو أي قاعدة قانونية أخرى ‪،‬‬
‫ويكون عيب االختصاص في هذه الحالة جسيما بحيث ينزل بالقرار إلى درجة االنعدام ‪.‬‬
‫ج‪-‬اعتداء السلطة اإلدارية على اختصاص السلطة القضائية‪:‬‬
‫أما بالنسبة العتداء السلطة اإلدارية على اختصاص السلطة القضائية‪ ،‬فإنه يتحقق عندما تقوم‬
‫اإلدارة عن طريق ق اررات إدارية ممارسة اختصاص يدخل ضمن اختصاصات السلطة القضائية‪ ،‬ففي هذه‬
‫الحالة تكون اإلدارة مغتصبة للسلطة ويكون بالتالي قرارها معدوما‪ ،‬ال أثر قانوني له‪.‬‬
‫يوجد في القضاء المغربي أمثلة لهذا النوع من االغتصاب‪ ،‬نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬اصدار قائد لقرار بإغالق المقهى فاصال في النزاع الذي قام بين احد المالك وأرملة شريكه‬
‫المتوفى حول ملكية المقهى‪ ،‬مع أن هذه المهمة تدخل من الناحية القانونية في اختصاص‬
‫القضاء‪.‬‬
‫‪ -2‬قرار وزير الفالحة بحل جمعية السباق و التباري المغربية‪ ،‬فهذا القرار مشوب بالشطط في‬
‫استعمال السلطة ألن وزير الفالحة غير مختص إلصدار مثل هذا القرار الذي يدخل ضمن‬
‫اختصاصات السلطة القضائية‪.36‬‬

‫‪ -34‬ميشال روسي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.154.‬‬


‫‪ - 35‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬النظرية العامة للقانون اإلداري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬االسكندرية‪ ،2012 ،‬ص‪.292.‬‬
‫‪ -36‬قرار المجلس األعلى عدد‪ 255‬بتاريخ‪ 14‬يناير‪ 1963‬في قضية الجمعية المغربية للسباق والتباري ضد وزير الفالحة‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪ -3‬قرار العامل بسحب قرار الترخيص الممنوح للطاعن من قبل المجلس البلدي باستغالل مضخة‬
‫للوقود اعتمادا على شكاية جار للطاعن يمارس نفس التجارة بنفس الرصيف ‪ ،‬فهذا القرار قرار‬
‫غير مشروع باعتبار ان العامل فصل في منازعة تخرج عن دائرة اختصاصه وتدخل في‬
‫اختصاص القضاء‪.37‬‬
‫ثانيا‪ -‬عيب عدم االختصاص البسيط‪:‬‬
‫عيب عدم االختصاص البسيط يختلف عن اغتصاب السلطة أو عيب عدم االختصاص الجسيم‬
‫في أنه ال يؤدي إلى انعدام القرار اإلداري وإنما يجعله قابالً لإللغاء فقط‪ ،‬فالقرار اإلداري يبقى محتفظاً‬
‫بمقوماته كقرار إداري ويبقى نافذاً حتى يصدر القضاء حكمه بإلغائه‪.‬‬
‫وهذا العيب أقل خطورة من عيب عدم االختصاص الجسيم لذلك فإن القرار المشوب به يتحصن‬
‫من الطعن بفوات مدة الستين يوماً المحددة للطعن باإللغاء‪.‬‬
‫ومن األمور المستقرة في القضاء اإلداري أن هناك ثالث حاالت مختلفة لعدم االختصاص البسيط‬
‫وهي عدم االختصاص من حيث المكان وعدم االختصاص من حيث الزمان وعيب عدم االختصاص من‬
‫حيث الموضوع‪.‬‬
‫أ‪-‬يجب عدم االختصاص من حيث المكان‪:‬‬
‫يتحقق هذا العيب في حالة تجاوز اإلدارة للنطاق اإلقليمي أو الجغرافي المحدد قانوناً لممارسة‬
‫اختصاصها‪ ،‬فال يجوز للوالي أو العامل أن يتخذ قرار خارج النطاق الجغرافي للوالية أو العمالة أو اإلقليم فإذا‬
‫يكون مشوباً بعيب عدم االختصاص‬ ‫اتخذ قرار يدخل ضمن حدود والية أو عمالة أو إقليم آخر فإنه‬
‫لصدوره خارج النطاق اإلقليمي المحدد له‪.‬‬
‫وهذا العيب قليل الحدوث في العمل ألن المشرع كثي اَر ما يحدد وبدقة النطاق المكاني الذي يجوز‬
‫لرجل اإلدارة أن يمارس اختصاصه فيه وغالباً ما يتقيد رجل اإلدارة بحدود هذا االختصاص وال يتعداه‪.‬‬
‫ب‪-‬عيب عدم االختصاص من حيث الزمان‪:‬‬
‫ويقصد بعيب عدم االختصاص من حيث الزمان أن يصدر الموظف أو جهة اإلدارة ق ار اًر خارج‬
‫النطاق الزمني المقرر لممارسته‪ ،‬كما أو أصدر رجل اإلدارة ق ار اًر إدارياً قبل صدور قرار تعيينه أو بعد قبول‬
‫استقالته أو فصله من الوظيفة أو إحالته على التقاعد‪.‬‬
‫كذلك إذا حدد المشرع مدة معينة لممارسة اختصاص معين أو إلصدار قرار محدد فإن القرار‬
‫الصادر بعد انتهاء المدة الزمنية المعينة إلصداره يعد باطالً ومعيباً بعيب عدم االختصاص الزمني‪.‬‬
‫ج‪ -‬عيب عدم االختصاص من حيث الموضوع‪:‬‬

‫‪ - 37‬حكم المحكمة اإلدارية بمراكش بتاريخ ‪1999-4-7‬منشور بمجلة المحامي العدد ‪ ،6‬ص‪. 99,‬‬
‫‪18‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫ويتحقق عدم االختصاص من الناحية الموضوعية عندما يصدر قرار إداري في مسألة أو موضوع‬
‫هو من اختصاص موظف أو جهة إدارية غير التي قامت بإصداره فتعتدي بذلك على اختصاص تلك الجهة‪.‬‬
‫ويكون هذا االعتداء إما من جهة إدارية على اختصاص جهة إدارية موازية أو مساوية لها‪ ،‬أو من‬
‫جهة إدارية دنيا على اختصاص جهة إدارية عليا أو من جهة إدارية عليا على اختصاص جهة أدنى منها‪ ،‬أو‬
‫اعتداء السلطة المركزية على اختصاص الهيئات الالمركزية‪.‬‬
‫‪-1‬االعتداء على اختصاص جهة إدارية موازية‪:‬‬
‫ومضمون هذا العيب أن تقوم جهة إدارية باالعتداء على اختصاص جهة إدارية أخرى هي‬
‫مساوية أو موازية لها وليس هناك تبعية رئاسية أو رقابية بين هاتين الجهتين‪ ،‬كما لو أصدر وزير العدل ق ار ًار‬
‫هو من اختصاص وزير الداخلية‪.‬‬
‫‪-2‬اعتداء جهة إدارية دنيا على اختصاص جهة أعلى منها‪:‬‬
‫هذه الحالة من أكثر حاالت عدم االختصاص وقوعاً في العمل اإلداري‪ ،‬وتحدث عندما يصدر‬
‫المرؤوس ق ار اًر من اختصاص رئيسه دون تفويض منه‪ ،‬فإذا حصل ذلك فإن القرار يكون معيباً بعدم‬
‫االختصاص البسيط‪ ،‬كالحالة التي يقرر فيها مدير الديوان بدل الوزير دون تلقي تفويض ‪.‬او الحالة التي‬
‫يصدر فيها الكاتب العام للعمالة قرار بدل العامل او توقيع قرار عزل موظف من قبل رئيس قسم الموارد‬
‫‪38‬‬
‫‪.‬‬ ‫البشرية دون اإلشارة إلى توفره على تفويض من طرف السلطة التي لها حق التسمية والتي هي الوزير‬
‫‪-3‬اعتداء السلطة المركزية علي اختصاص الهيئات الالمركزية‪:‬‬
‫ومثال ذلك تدخل الوالي او العامل في مسألة هي من اختصاص رئيس مجلس جماعي أو رئيس‬
‫مجلس جهوي خارج الحاالت التي نص عليها القانون بشكل صريح وفي الحدود التي رسمها‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬عيب الشكل واإلجراءات‬

‫يقصد بعيب الشكل في القرار اإلداري أن تهمل اإلدارة القواعد واإلجراءات الشكلية الواجب إتباعها‬
‫في القرار اإلداري‪.‬‬
‫وإذا كان ال يمكن أن نحصر األشكال واإلجراءات التي يترتب على مخالفتها بطالن القرار اإلداري‪،‬‬
‫إال أن المستقر في الفقه والقضاء اإلداري أن أهم هذه الشكليات يتم التنصيص عليها إما إلصدار القرار وإما‬
‫لتحريره‪.‬‬
‫أوال‪ -‬اإلجراءات المتعلقة باتخاذ القرار‪:‬‬
‫يشترط القانون في بعض األحيان على جهة اإلدارة سلوك إجراءات قبل إصدار قرارها و ويترتب‬
‫على إغفال إتباع هذه اإلجراءات بطالن ق ارراها‪ .‬لذلك يجب على اإلدارة احترام مختلف المراحل المنصوص‬
‫عليها لصياغة القرار‪:‬‬

‫‪ - 38‬حكم المحكمة اإلدارية بالرباط بتاريخ ‪ 1999-5-19‬منشور بالمجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬العدد ‪ ،32‬ص‪.165 .‬‬
‫‪19‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪ -‬مسطرة نزع الملكية‪ :‬لمباشرة نزع الملكية يجب على اإلدارة القيام ببحث يتم اإلعالن عنه قبل‬
‫الوصول إلى التصريح بالمنفعة العامة ‪ ،‬كما يجب أن يتم بنفس الطريقة إشهار مشروع قرار اإلعالن عن‬
‫المنفعة العامة‪( .‬القانون رقم‪ 81/07‬المتعلق بنزع الملكية من أجل المنفعة العامة)‪.‬‬

‫‪-‬ترك الوظيفة‪ :‬في حالة االنقطاع المتعمد عن الوظيفة يجب على رئيس اإلدارة قبل اتخاذ أي‬
‫عقوبة إدارية ان يوجه إلى الموظف المؤاخذ بترك الوظيفة إنذا ار لمطالبته باستئناف عمله‪ ...‬يوجه هذا اإلنذار‬
‫إلى الموظف بآخر عنوان شخصي له مصرح به لإلدارة وذلك بواسطة رسالة مضمونة الوصول بإشعار‬
‫التسلم‪ .39‬وال يجب فقط ان يتم إرساله ولكن أن يتم التوصل به‪.40‬‬

‫‪-‬احترام حقوق الدفاع(المسطرة المتعارضة) ‪ :‬وهو مبدأ من المبادئ العامة للقانون ال يمكن لإلدارة‬
‫توقيع عقوبة إال إذا تم إخبار المعني باألمر بالتهم المنسوبة إليه وسماع دفاعه ومالحظاته وان يترك له وقت‬
‫كاف إلعداد دفاعه‪ .‬وفي حالة مخالفة اإلدارة لمبدأ حق الدفاع في ق ارراتها التأديبية فإن القاضي اإلداري‬
‫المغربي يلغي القرار‪.41‬‬
‫‪ -‬خرق مبدأ توازي الشكليات واالختصاصات‪ :‬طبقا للمبادئ العامة ال يمكن أن يط أر على‬
‫النصوص التنظيمية تعديل أو نسخ إال بموجب نص من نفس الدرجة وصادر عن نفس السلطة‪ .‬ومن ثم ال‬
‫يجوز تعديل قرار إال بسلوك نفس اإلجراءات التي تم إتباعها إلصداره فعزل موظف معين بظهير يكون غير‬
‫مشروع إذا تم اتخاذه بواسطة قرار وزاري‪ .‬هذا القرار يتعلق بعدم االختصاص أكثر مما يتعلق بعيب الشكل‪.42‬‬
‫‪ -‬االستشارة‪ :‬قد يشترط القانون استشارة جهة معينة قبل إصدار اإلدارة قرارها‪ ،‬وقد تكون هذه‬
‫الجهة فرداً أو هيئة أو لجنة ما‪ ،‬وقد تكون اإلدارة ملزمة برأي تلك الجهة أو غير ملزمة به وفقاً لما ينص عليه‬
‫القانون‪ ،‬وهنا ال بد من اإلشارة إلى أن اإلدارة في هذه الحاالت جميعاً ملزمة باحترام الشكلية التي فرضها‬
‫القانون وأخذ رأي تلك الجهة وإال كان قرارها معيباً ومعرضا لإللغاء‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬الشكليات المتعلقة بالقرار ذاته‪:‬‬

‫‪ -39‬الفصلللل ‪ 75‬مكلللرر ملللن ظهيلللر ‪ 24‬فبرايلللر ‪ 1958‬بمثابلللة النظلللام األساسلللي العلللام للوظيفلللة العموميلللة المغيلللر والملللتمم بالقلللانون‬
‫رقلللللم ‪ 05-05‬الصلللللادر فلللللي ‪ 18‬فبرايلللللر‪2011‬ظهيلللللر شلللللريف رقلللللم ‪ 1-58-008‬بتلللللاريخ ‪ 4‬شلللللعبان ‪ 24( 1377‬فبرايلللللر ‪) 1958‬‬
‫بشللللأن النظللللام األساسللللي العللللام للوظيفللللة العموميللللة ‪. ،‬ر عللللدد ‪ 2372‬بتللللاريخ ‪ 21‬رمضللللان ‪ 11( 1377‬أبريللللل ‪ )1958‬ص‪914 .‬‬
‫والمغيللللر و المللللتمم بالقللللانون رقللللم ‪ 05-05‬الصللللادر فللللي ‪ 14‬ربيللللع األول‪18(1432‬فبرايللللر ‪ ،)2011‬الجريللللدة الرسللللمية عللللدد‪5944‬‬
‫بتاريخ ‪ 19‬ماي ‪،2011‬ص‪.2630.‬‬
‫‪ -40‬قرار المجلس األعلى بتاريخ‪ 26‬يوليوز ‪ 1984‬عبد المالك‪ ،‬المجلة المغربية للقانون عدد‪،13،1987‬ص‪.141.‬‬
‫‪-41‬قلللرار محكمللة االسلللتاناف االداريللة علللدد‪ 351‬بتللاريخ ‪ 04‬ملللارس‪ 2009‬فللي قضلللية رئلليس المجللللس الجمللاعي لجماعلللة‪ ...‬سلللطات‬
‫ضللللد الس‪....‬عللللون ممتللللاز والللللذي جللللاء فيلللله‪ ":‬أن رفللللأل اإلدارة اختيللللار الموظللللف أحللللد األشللللخاص للللللدفاع عنلللله أمللللام المجلللللس‬
‫التلللأديبي بلللدعوى أنللله ينتملللي إللللى هيالللة نقابيلللة يجعلللل القلللرار ا إلداري المتخلللذ فلللي حلللق الموظلللف الملللذكور متسلللما بتجلللاوز السللللطة‬
‫لخلللرق حقلللوق اللللدفاع اللللذي يشلللكل ضلللمانة ملللن الضلللمانات المنصلللوص عليهلللا فلللي الفصلللل ‪ 67‬ملللن النظلللام األساسلللي العلللام للوظيفلللة‬
‫العموميلللة اللللذي ال يسلللتثني المنتملللي إللللى هيالللة نقابيلللة ملللن أن يكلللون ملللدافعا علللن الموظلللف‪ "...‬منشلللور عللللى الموقلللع االلكترونلللي‬
‫لوزارة العدل‪.‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/production/jurisprudence/ar/tribunaux_administratifs/rabat/.pdf‬‬
‫‪ -42‬قلللرار محكملللة االسلللتاناف اإلداريلللة بالربلللاط علللدد علللدد ‪ 144‬بتلللاريخ ‪ 2007/03/28‬فلللي المللللف رقلللم ‪ 5/06/26‬اللللذي جلللاء‬
‫فيه‪..":.‬عميلللد شلللرطة ‪ ..‬تنفيلللذ مقتلللرح العلللز ل دون انتظلللار الظهيلللر‪ ..‬قلللرار غيلللر مشلللروع ‪ "...‬منشلللور فلللي الموقلللع االلكترونلللي‪:‬‬
‫‪https://www.mahkamaty.com‬‬
‫‪20‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫أ‪-‬التوقيع‪:‬‬
‫التوقيع هو اسم السلطة اإلدارية مكتوب بخط اليد في أسفل القرار يهدف إلى تحديد هوية مصدره‪،‬‬
‫‪43‬‬
‫وتأكيد محتواه ‪ ،‬و بالتوقيع على القرار يوافق مبدئيا صاحبه على المحتوى الذي يتضمنه و يتحمل‬
‫مسؤوليته‪ ،‬و التوقيع هو شرط للشرعية الشكلية للقرار‪ ،‬إذ أن غياب التوقيع يترتب عليه غياب القرار اإلداري‪.‬‬
‫وهناك نصوص قليلة في التشريع المغربي تنص بشكل صريح على إلزامية توقيع الق اررات اإلدارية‪،‬‬
‫من ذلك نذكر المادة ‪ 47‬من القانون التنظيمي رقم ‪113-14‬المتعلق بالجماعات والتي تنص‪" :‬على أن‬
‫توقع المقررات من قبل الرئيس والكاتب وتضمن بالترتيب في سجل المقررات حسب تواريخها"‪ .‬ومرد ذلك في‬
‫اغلب الحاالت الى اصدار االدارة ق اررات ادارية شفوية او ضمنية ومن هنا ترتبط هذه الشكلية فقط بالق اررات‬
‫االدارية المكتوبة‪.‬‬
‫غير أن عدم التنصيص في نصوص على إلزامية أو ضرورة التوقيع على الق اررات اإلدارية ال‬
‫يعفي مصدر القرار من هذه الشكلية‪ ،‬فقد ذهب القضاء في العديد من المرات إلى اعتبار التصرفات غير‬
‫‪44‬‬
‫الموقعة غير محدثة ألي أثر قانوني ‪.‬‬
‫كما أن القاضي اإلداري يأخذ بالتوقيع الكافي بمعنى أنه يكفي أن يجد في صلب القرار توقيع‬
‫مصدره فيقضي بشرعيته ولو تضمن هذا األخير توقيعات أخرى ‪ ،‬وهو ما أكده المجلس األعلى في قضية‬
‫راشدي مصطفى بقوله‪ ..." :‬لما كان المقرر المطعون فيه يتضمن توقيع وزير التعليم الذي يعتبر قانونا هو‬
‫السلطة التي لها حق اتخاذ قرار التأديب‪ ،‬فإن تذييله بتوقيعات أخرى ألغراض إدارية ال يشكل عيبا في المقرر‬
‫المذكور "‪.45‬‬
‫ب ‪ -‬تعليل القرار اإلداري‪:‬‬
‫ألزم المشرع المغربي بمقتضى القانون رقم ‪ 03.01‬الصادر بتاريخ ‪ 23‬يونيو‪ 2012‬اإلدارات‬
‫العمومية والجماعات المحلية و هيئاتها والمؤسسات العمومية و المصالح التي عهد إليها بتسيير مرفق عام‬
‫بتعليل ق ارراتها اإلدارية الفردية السلبية الصادرة لغير فائدة المعني باألمر‪ ...‬تحت طائلة عدم الشرعية وذلك‬

‫‪43‬‬
‫‪-Houstiou (R.), Procédure et formes de l'acte administratif en droit français, Paris, L.G.D.J., 1975,‬‬
‫‪p.199.‬‬

‫‪ -44‬من ذلك ما جاء في حكم للمحكمة اإلدارية بالرباط والذي جاء فيه‪..." :‬بعد إطالع المحكمة على القرار اإلداري المطعون فيه تبين لها‬
‫أنه فعال ال يحمل توقيع مصدره ‪،‬مما يجعله غير منتج ألي آثر ‪ ...‬وحيث أن القرار اإلداري ال يحمل توقيع مصدره يعتبر قرارا متسما‬
‫بتجاوز السلطة لعيب في الشكل وموجبا بالتالي للتصريح بإلغائه‪(."...‬حكم لمحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬عدد‪140‬بتاريخ‪6‬يناير‪ ،2001‬قضية‬
‫أشار إليها محمد األعر ‪ ،‬النظام القانوني للقرارات اإلدارية في العمل القضائي للمحاكم اإلدارية ‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية‬
‫والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ، 64‬شتنبر– أكتوبر ‪ ،2005‬ص‪.).28 .‬‬

‫‪ -45‬قرار المجلس األعلى‪ ،‬الغرفة اإلدارية عدد‪25‬بتاريخ ‪18‬مارس ‪،1977‬راشدي مصطفى‪ ،‬مجموعة قرارات المجلس األعلى‪،‬‬
‫‪،1980‬ص‪.33.‬‬

‫‪21‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫باإلفصاح كتابة في صلب هذه الق اررات عن األسباب القانونية والواقعية الداعية إلى اتخاذها‪ .46‬وحينئذ يصبح‬
‫هذا اإلجراء شكال أساسيا في القرار و شرطا من شروط صحته وإال كان معيبا بعيب شكلي‪ .‬فكل قرار إداري‬
‫يجب أن يكون له تعليالته و القرار غير المعلل هو قرار تعسفي و غير قانوني‪.‬‬

‫‪-1‬مجال التعليل واالستثناءات الواردة عليه ‪:‬‬

‫‪ ‬مجال التعليل‪:‬‬
‫يفرض القانون رقم ‪ 3-01‬في مادته ‪ 2‬تعليل بعض الق اررات اإلدارية الفردية وذلك على سبيل‬
‫التحديد وهي‪:‬‬
‫‪ -‬الق اررات المرتبطة بمجال ممارسة الحريات العامة أو التي تكتسي طابع إجراء ضبطي‪ :‬كحرية‬
‫التجول وتأسيس الجمعيات و التعليم واألمن العام و الصحة العامة و السكينة العامة‪.)...‬‬
‫‪ -‬الق اررات اإلدارية القاضية بإنزال عقوبة إدارية أو تأديبية ‪ :‬كما هو الشأن بالنسبة للق اررات التي‬
‫تمس الموظف‪.‬‬
‫‪ -‬الق اررات اإلدارية التي تقيد تسليم رخصة أو شهادة أو أي وثيقة إدارية أخرى بشروط أو‬
‫تفرض أعباء غير منصوص عليها في القوانين واألنظمة الجاري بها العمل‪ :‬كأن تقيد اإلدارة تسليم رخصة‬
‫البناء بضرورة تعبيد طريق عمومي أو تفرض على مقاولة إنجاز تجهيزات لحماية البيئة‪ .‬ففي كل هذه‬
‫الحاالت تكون اإلدارة مجبرة على تعليل ق ارراتها‪.‬‬
‫‪ -‬الق اررات القاضية بسحب أو إلغاء قرار منشئ لحقوق‪ :‬ومثالها قرار سحب رخصة استغالل الملك‬
‫العمومي أو سحب رخصة النقل العمومي‪.‬‬
‫‪ -‬الق اررات اإلدارية التي تستند على تقادم أو فوات أجل أو سقوط حق‪ :‬ومثالها قرار رفض تمديد‬
‫رخصة استغالل مقلع على أساس احد هذه األسباب إما تقادم أو فوات اجل أو سقوط حق‪.‬‬
‫‪ -‬الق اررات التي ترفض منح امتياز يعتبر حقا لألشخاص الذين تتوافر فيهم الشروط القانونية‪ :‬وهو‬
‫الحال بالنسبة للق اررات الصادرة عن اإلدارة و القاضية برفض منح جواز السفر أو الق اررات التي ترفض منح‬
‫امتيازات نص عليها القانون لشريحة معينة من المواطنين كرفض تخصيص الحصص القانونية في مجال‬
‫التوظيف لألشخاص المعاقين‪.‬‬
‫وفي جميع هذه الحاالت‪ ،‬فإن غياب التعليل يجعل القرار غير مشروع و مشوبا بعيب في الشكل مما‬
‫يستوجب إلغاؤه‪.‬‬
‫‪ ‬االستثناءات الواردة على إلزامية التعليل‪:‬‬

‫‪ -46‬ظهير شريف رقم ‪ 1.02.202‬صادر في ‪ 12‬من جمادى األولى ‪ 23( 1423‬يوليو ‪ )2002‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 03.01‬بشأن إلزام‬
‫اإلدارات العمومية والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية بتعليل قراراتها اإلدارية‪ ،‬ا لجريدة الرسمية عدد ‪ 5029‬بتاريخ ‪ 3‬جمادى‬
‫اآلخرة ‪ 12( 1423‬أغسطس ‪ )2002‬ص ‪.2282‬‬
‫‪22‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫إذا كان المشرع في قانون ‪ 03-01‬قد ألزم اإلدارة بتعليل ق ارراتها الواردة حص ار أعاله‪ ،‬فإن هناك‬
‫حاالت معينة أعفاها من التعليل‪.‬‬
‫‪-‬الحاالت المتعلقة باألمن الداخلي و الخارجي للدولة‪ :‬وسبب اإلعفاء من التعليل هنا‬
‫تقتضيه المصالح العليا للدولة لكن هذا اإلعفاء ليس مطلقا‪ ،‬فهو إعفاء مؤقت الن القاضي يمكنه مراقبة‬
‫شروط تحقق هذه الحالة ‪ ،‬فباستطاعته أن يطلب من اإلدارة جميع التوضيحات خالل المسطرة القضائية‪.‬‬
‫وللقاضي اإلداري صالحية مراقبة مدى مادية وصحة ارتباط عدم التعليل باألمن الداخلي والخارجي للدولة‬
‫شكال ومضمونا ‪ .‬كما أن هذا اإلعفاء ينحصر على عدم وجوب تضمين التعليل في صلب القرار اإلداري‬
‫وقت إصداره فقط و ال يفيد اإلعفاء التام والنهائي‪.‬‬
‫‪ -‬حالة الضرورة أو الظروف االستثنائية‪ :‬تنص المادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪3-01‬على أن‪":‬‬
‫الق اررات اإلدارية التي تتخذها اإلدارة في حالة الضرورة أو الظروف االستثنائية و التي يتعذر تعليلها ال تكون‬
‫مشوبة بعيب عدم الشرعية بسبب عدم تعليلها وقت اتخاذها‪ ،‬غير أنه يحق للمعني باألمر تقديم طلب إلى‬
‫الجهة المصدرة للقرار داخل أجل ثالثين يوما من تاريخ التبليغ الطالعه على األسباب الداعية إلى اتخاذ‬
‫القرار اإلداري السلبي الصادر لغير فائدته‪ .‬ويجب على اإلدارة حينئذ أن تجيب على طلب المعني داخل أجل‬
‫ويمكن أن يحدث ذلك في حالة وقوع فيضانات كبرى أو‬ ‫خمسة عشر يوما من تاريخ توصلها بالطلب‪.‬‬
‫زالزل أو اضطرابات داخلية عارمة‪...‬‬
‫وتجب اإلشارة إلى أن الق اررات الواردة في المادة ‪ 2‬ال تندرج ضمن حالة الضرورة‪.‬‬
‫‪-‬حالة القرار الضممني‪ :‬إذا التزمتت اإلدارة الصتمت بشتأن طلتب يقتدم إليهتا‪ ،‬و اعتبتر ستكوتها هتذا‬
‫بمثابة قرار إداري ضمني سلبي غير معلل‪ ،‬في هذه الحالة وحستب المتادة ‪ 5‬متن القتانون رقتم ‪" :03-01‬يحتق‬
‫للمعنتتي بتتاألمر تقتتديم طلتتب داختتل أجتتل الثالثتتين يومتتا المواليتتة النصترام األجتتل القتتانوني للطعتتن لالطتتالع علتتى‬
‫أستتباب الق ترار الضتتمني‪ ...‬وتكتتون اإلدارة حينئتتذ ملزمتتة بتتالرد علتتى الطلتتب داختتل خمستتة عشتتر يومتتا متتن تتتاريخ‬
‫التوصل بالطلب"‪.‬‬
‫غير أنه إذا كان المشرع قد ألزم اإلدارة بالجواب على طلب االطالع علتى استباب القترار ستواء فتي حالتة‬
‫الضرورة أو الظروف االستثنائية أو في حالة القترار الضتمني داختل أجتل ‪ 15‬يومتا متن تتاريخ التوصتل فإنته لتم‬
‫يحدد الجزاء المترتب عن عدم جوابها‪.‬‬
‫‪ -2‬شمروط التعليمل‪:‬‬
‫يجب على اإلدارة التقيد بثالث شروط حتى يكون تعليلها تعليال صحيحا‪:‬‬

‫‪ -‬صياغة األسباب كتابة في صلب القرار‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون التعليل كامال وكافيا‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون التعليل مرتك از على وقائع محددة‪.‬‬


‫‪23‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪ ‬صياغة األسباب كتابة في صلب القرار‪:‬‬


‫تطرق الفصل األول من قانون‪ 03-01‬لمضمون هذا الشرط وذلك بالتنصيص صراحة على أن‬
‫يكون التعليل" باإلفصاح كتابة في صلب هذه الق اررات عن األسباب القانونية و الواقعية الداعية إلى اتخاذها "‪،‬‬
‫و المقصود بذلك أن التعليل يجب أن يرد ضمن حيثيات القرار اإلداري‪ .‬لذلك فال مجال هنا لالعتداد بالقرار‬
‫الشفوي أو للتعليل عن طريق اإلحالة على محضر المجلس التأديبي ‪.47‬‬

‫‪ ‬أن يكون التعليل كامال وكافيا‪:‬‬


‫ويقصد به تضمين القرار اإلداري األسباب القانونية و الواقعية على الوجه الكافي بحيث تكون هذه‬
‫األخيرة بارزة بشكل واضح و بالتالي كافية ومنتجة قانونا في إصدار مثل هذا القرار‪ ،‬فالقرار الواجب التعليل‬
‫يعتبر معيبا إذا لم يعلل أصال أو إذا علل ولكن على وجه غير كاف ألن عدم كفاية التعليل توازي عدم‬
‫التعليل‪ .‬فاإلدارة ال يمكن أن تحتمي وراء تعليل مقتضب أو جامد أو مختصر‪.‬‬

‫ومثال ذلك توقيع عقوبة على موظف عمومي بناء على رسالة مجهولة المصدر‪ ،‬فهذا ال يصلح‬
‫سببا كافيا لتوقيع العقوبة‪.48"...‬‬

‫‪ ‬أن يكون التعليل مرتك از على وقائع محددة‪:‬‬


‫ويقصد به أن اإلدارة ملزمة عند اتخاذها لقرار إداري باالستناد إلى وقائع صحيحة و ثابتة‬
‫ومحددة في الزمان وبالتالي ال يمكنها االرتكاز على عموميات بهدف الهروب من توضيح األسباب الحقيقية‬
‫الكامنة وراء اتخاذ القرار اإلداري‪ ،‬ولذلك يرفض القاضي اإلداري التعليل الذي تستند عليه اإلدارة عندما يكون‬
‫مبهما أو نمطيا أو فضفاضا ال يفي بالغرض‪.‬‬

‫ومثال ذلك معاقبة موظف عمومي( بمنحه نقطة إدارية سيئة ) على أساس انه يقوم بأعمال ال‬
‫تبعث على االرتياح حسب إشاعة تروج حوله‪ ،‬فهذه العبارة عمومية وغير محددة‪ .‬وبذلك ال يجوز اعتبارها‬
‫كأساس إلدانة المعني باألمر‪.49 ...‬او اتخاذ قرار تأديبي في حق حكم رياضي بعلة أنه صدرت عنه تصرفات‬

‫‪ -47‬حكم المحكمة اإلدارية بمكناس قضية البقالي منشور بالمجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية عدد ‪ 13‬مرجع سابق‪،‬ص‪145.‬‬
‫حيث جاء فيه‪ ":‬لما كان قرار اإلنذار المطعون فيه جاء خاليا من التعليل مكتفيا باإلحالة على محضر المجلس التأديبي يكون صدر‬
‫معيبا في شكله وبالتالي يتعين إلغاؤه ‪.‬‬
‫‪ - 48‬قرار المجلس األعلى ‪،‬غ‪.‬إ‪ ،.‬قرار رقم ‪ 161‬بتاريخ‪ 08‬يوليوز‪ ، 1983‬بوشعيب الغزواني ضد وزير العدل‪ ،‬قضاء المجلس‬
‫األعلى عدد‪ ،34-33‬ماي ‪، 1984‬ص‪.144 .‬‬
‫‪-49‬قرار المجلس األعلى ‪،‬غ‪.‬إ‪ ،.‬قرار رقم ‪ 410‬بتاريخ ‪ 30‬غشت‪ 1984‬إبراهيم المكيس ضد وزير العدل‪ ،‬قضاء المجلس‬
‫عدد‪،37،38‬يونيو‪،1986‬ص‪.186.‬‬
‫‪24‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫غير الئقة‪ .50‬أو نقل موظف في إدارة السجون واعادة االدماج من أجل خلق نوع من التوازن في الموارد‬
‫البشرية بين كافة المؤسسات السجنية‪.51‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬العيوب الداخلية‬

‫وتتجلى في عيب مخالفة القانون وعيب السبب وعيب االنحراف في استعمال السلطة‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬عيب مخالفة القانون و عيب السبب‬


‫أوال‪-‬عيب مخالفة القانون‪:‬‬
‫بمعناه الضيق عيب المحل‪ ،‬ويقصد بعيب المحل أن يكون‬ ‫‪52‬‬
‫يطلق على عيب مخالفة القانون‬
‫القرار اإلداري معيباً في فحواه أو مضمونه وبمعنى آخر أن يكون األثر القانوني المترتب على القرار اإلداري‬
‫غير جائز أو مخالف للقانون‪ .‬ويعتبر هذا العيب أهم أوجه اإللغاء وأكثرها تطبيقا في العمل‪ .‬ورقابة القضاء‬
‫فيما يتعلق بمخالفة القانون رقابة موضوعية تستهدف التحقق من مدى مطابقة محل القرار اإلداري ألحكام‬
‫القانون أو عدم مطابقته له‪.‬‬
‫ويتحقق عيب مخالفة القانون عندما تتجاهل اإلدارة القاعدة القانونية وتتصرف كأنها غير موجودة‪،‬‬
‫ومن األمثلة على ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اصدار اإلدارة ق ار اًر بتعيين موظف من دون االلتزام بشروط التعيين‬
‫‪ -2‬امتناع اإلدارة عن منح أحد األفراد ترخيصاً استوفي شروط منحه ‪.‬‬
‫‪ -3‬قيام اإلدارة بتوقيع عقوبة تأديبية غير واردة في الئحة العقوبات‪.‬‬
‫‪ -4‬إحالة الموظف على التقاعد قبل بلوغه السن القانونية المحددة قانونا‪.‬‬
‫‪ -5‬امتناع رئيس غرفة الصيد البحري من عقد دورة استثنائية بطلب من ثلث األعضاء‪.‬‬
‫‪ -6‬رفض عامل االقليم االستجابة لدعوة انعقاد دورة استثنائية لغرفة الصناعة التقليدية بطلب من‬
‫ثلثي االعضاء‪.53‬‬
‫‪ -7‬منح المجلس البلدي لرخص البناء دون مراعاة مدى مطابقة التصاميم للضوابط القانونية‬
‫والتقنية المعمول بها طبقا لقانون التعمير‪.54‬‬

‫‪ -50‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ ,310‬بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر ‪ ,1991‬سعد بن الحا الصايغ ضد الجامعة الملكية المغربية لكرة‬
‫القدم‪ ,‬مجلة القانون والسياسة واالقتصاد‪ ,‬عدد ‪،25،1991‬ص‪26.‬‬
‫‪ -51‬حكم المحكمة االدارية بالرباط بتاريخ‪ 2013-02-28‬ملف عدد‪ 375-05-2012‬بين الموظف(‪ )...‬بإدارة السجون‬
‫واعادة االدما والمندوب العام إلدارة السجون واعادة االدما ‪ .‬منشور في الموقع االلكتروني ‪www.marocdroit.com :‬‬
‫تاريخ الولو ‪.2020-01-20‬‬
‫‪ -52‬ينتقد البعأل – وعن صواب‪ -‬عبارة مخالفة القانون ويعتبرها تسمية غير موفقة ألنها تدل على معنى عام بحيث لو أخذ‬
‫على إطالقه لشمل جميع أوجه اإللغاء وتضمن جميع الصور المخالفة القانون وسوف يصدق على جميع أنواع العيوب التي‬
‫تشوب القرار اإلداري‪ .‬فعيب عدم االختصاص يعتبر مخالفة للقواعد القانونية المتصلة باالختصاص‪ .‬وعيب الشكل هو مخالفة‬
‫لقواعد القانون المتعلقة بالشكل و اإلجراءات‪.‬‬
‫‪ -53‬حكم المحكمة االدارية بالرباط بتاريخ‪ 2013-03-21‬ملف عدد‪ 587-05-2012‬بين اعضاء غرفة الصناعة التقليدية –الرمل سال‬
‫وعامل عمالة سال‪.‬منشور في الموقع االلكتروني ‪www.marocdroit.com :‬تاريخ الولو ‪.2020-01-20‬‬
‫‪ - 54‬مجلة القصر العدد ‪ ،10‬يناير ‪ ،2005‬ص‪. 265 .‬‬
‫‪25‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪ -8‬توقيف رجل السلطة من طرف عامل العمالة أو اإلقليم دون إخبار وزير الداخلية بقرار التوقيف‬
‫وباستدعاء المجلس التأديبي لالنعقاد في اجل أقصاه أربعة أشهر على صدور القرار‪.55‬‬
‫ثانيا‪ -‬عيب السبب‪:‬‬
‫سبب القرار اإلداري هو الحالة الواقعية أو القانونية التي تسبق القرار وتدفع إلصداره‪ .‬وتتحدد رقابة‬
‫القاضي اإلداري على سبب القرار في ثالث درجات رقابية‪ :‬رقابة صحة الوقائع من الناحية المادية‪ .‬ورقابة‬
‫الوصف القانوني للوقائع وأخي ار في بعض الحاالت االستثنائية رقابة المالئمة وهو ما نعرضه على التوالي‪:‬‬
‫أ‪-‬الرقابة على وجود الوقائع‪﴿ :‬الخطأ في الواقعة﴾‬
‫أي أن يتأكد القاضي من وجود الوقائع التي دفعت اإلدارة إلى إصدار القرار فإذا أسست اإلدارة‬
‫قرارها على سبب معين ثبت للقاضي عدم وجوده كان قرارها غير مشروع نتيجة انتفاء أو عدم صحة السبب‪.‬‬
‫ومن االمثلة على ذلك نذكر‪:‬‬
‫‪ -1‬إصدار السلطة االدارية عقوبة تأديبية في حق موظف على أساس أنه تغيب عن مقر عمله‬
‫في حين أنه كان موجودا ‪.‬‬
‫‪ -2‬اصدار السلطة اإلدارية المختصة ق ار ار إداريا بهدم منزل أحد المواطنين زعما منها أنه آيل‬
‫للسقوط‪ ،‬ويثبت في الحقيقة أن المنزل سليم من التهديد بالسقوط‪.‬‬
‫‪ -3‬اصدار السلطة اإلدارية ق ار ار بإيقاف أشغال البناء على أساس وجود مخالفة لقواعد التعمير‪ .‬في‬
‫حين أن هذه المخالفة لم تكن موجودة في الواقع‪.‬‬
‫‪ -4‬رفض الترخيص بالبناء على أساس أنه سيتم في منطقة أثرية وأن هذا البناء سيشوه جمال‬
‫المنظر األثري في حين أن األمر ال يتعلق بمنطقة أثرية‪.‬‬
‫‪ -5‬رفض الترخيص بالبناء على أساس أنه سيتم في ساحة عمومية حسب ماهو وارد في تصميم‬
‫التهيئة في حين أن األمر ال يتعلق بساحة عمومية‪.‬‬
‫أما إذا كان القرار يرتكز على عدة أسباب‪ ،‬وكان أحد هذه األسباب وحده مخالفا للقانون‪ ،‬فإن القرار‬
‫لن يتعرض حتما لإللغاء‪ ،‬ذلك ألن القاضي يميز بين السبب الحاسم والسبب الزائد عن الحاجة‪ ،‬فصحة األول‬
‫كافية اإلبقاء على القرار‪ :‬قرار صادر في ‪9‬مارس ‪ ،1964‬كنوي إدريس( مجموعة ق اررات المجلس األعلى‪،‬‬
‫ص ‪()196‬وقع التمسك بسببين التخاذ القرار ‪ ،‬احدهما غير موجود في الواقع‪ ،‬لكن الثاني‪ ،‬موجود فعال‪،‬‬
‫وكاف لتبرير العقوبة)‪.‬‬
‫ب‪ -‬الرقابة على تكييف الوقائع‪﴿ :‬الخطأ في القاعدة القانونية﴾‬
‫لو ثبت للقاضي اإلداري صحة الوقائع ماديا ولكن اتضح له أن اإلدارة لم تعط للوقائع الوصف أو‬
‫التكييف القانوني الصحيح فإن القاضي يعتبر سبب القرار معيباً ويقوم باإللغاء‪.‬‬

‫‪ - 55‬الفصل ‪ 6‬من ظهير ‪ 15‬فبراير ‪ 1977‬بتحديد اختصاصات العمال والفصل ‪ 73‬من ظهير ‪ 24‬فبراير ‪ 1958‬المتعلق بالنظام‬
‫األساسي العام للوظيفة العمومية‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫ومن االمثلة على ذلك نذكر‪:‬‬


‫‪ -1‬فصل موظف عمومي من الوظيفة على أساس تركه لها‪ ،‬في حين أن غيابه كان مبر ار إما‬
‫‪56‬‬
‫‪.‬‬ ‫برخصة مرضية أو سنوية او سلوك مسطرة ترك الوظيفة على واقعة المرض المبرر قانونا‬
‫‪ -2‬إغالق االدارة إحدى المكتبات تعرض أسفار اإلنجيل للبيع على أساس ان ذلك يشكل مساسا‬
‫بالنظام العام واألخالق الحميدة ‪ ،‬في حين أن هذه النصوص تدرس في رحاب كليات اآلداب‬
‫والشريعة‪.57‬‬
‫ج‪-‬الرقابة على المالئمة‪:‬‬
‫أي أن يبحث القاضي االداري مدى تناسب الوقائع مع القرار الصادر بناء عليها ‪ ،‬ففي مجال‬
‫تأديب الموظفين يجب أن تتناسب درجة العقوبة الموقعة على الموظف مع المخالفة التي يرتكبها بحيث ال‬
‫تكون هذه العقوبة مفرطة في القسوة أو في اللين ‪.‬‬
‫ومثال ذلك‪ :‬ارتكاب موظف مخالفة بسيطة مثل التغيب عن العمل ليومين وأصدرت اإلدارة ق ار ار‬
‫بفصله أو بتأديبه بقهقرة رتبته‪ ،‬فهذا القرار يكون ق ار ار غير مشروع ألنه غير مالئم للواقعة ‪.58‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مراقبة الغاية‪ :‬عيب االنحراف في استعمل السلطة‬

‫يكون القرار اإلداري معيبا بعيب إساءة استعمال السلطة إذا استعمل رجل اإلدارة صالحياته‬
‫لتحقيق غاية غير تلك التي حددها القانون‪ .‬و يتصل هذا العيب بنية مصدر القرار وبواعثه النفسية الخفية‬
‫التي تتمثل في الفكرة المتأثر بها والتي تولد لديه رغبة وتصرفا معينا‪.‬‬
‫يتمثل االنحراف في استعمال السلطة إذن في تسخير سلطة لتحقيق غاية تختلف عن الغاية التي‬
‫منحت من أجلها هذه السلطة للمسؤول اإلداري ‪ .‬وقد حظي هذا العيب بأهمية كبيرة في القضاء اإلداري إال‬
‫أن أهميته تضاءلت ألنه يتصل بالبواعث النفسية الخفية لجهة اإلدارة‪ ،‬وإثباته يتطلب أن يبحث القضاء في‬
‫وجود هذه البواعث وهو غاية بعيدة المنال‪ .‬لذلك أضفى القضاء على هذا العيب الصفة االحتياطية فال‬
‫يبحث في وجوده طالما أن هناك عيبا آخر شاب القرار اإلداري مثل عيب السبب أو عيب مخالفة القانون‬
‫أوعيب عدم االختصاص أو عيب عدم التعليل‪.‬‬
‫أوال ‪ -‬حاالت االنحراف في استعمال السلطة‪:‬‬

‫‪ - 56‬قرار محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط ‪ ،‬صادر بتاريخ ‪"2013-1-3‬ملف عدد ‪،2012-5-98‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ -57‬قرار المجلس األعلى ‪ ،‬الغرفة اإلدارية بتاريخ ‪ 17‬أكتوبر ‪ 1985‬في قضية كاف ميم ضد عامل مدينة فاس( المجلة المغربية للقانون‬
‫‪،1986‬عدد ‪ ،1‬ص‪.42 .‬‬
‫‪ - 58‬قرار محكمة االستئناف االدارية بالرباط ‪ ،‬عدد ‪ 552‬بتاريخ ‪ 2007/07/25‬في الملف رقم ‪ ،5/07/14‬والذي جاء فيه‪ "..:‬لئن كان‬
‫المستأنف عليه قد نسب إليه كون تصرفاته مشينة باعتباره يعاشر رفقاء السوء‪ ،‬وهذا له مساس بالمرفق العام الذي ينتمي غليه كرجل‬
‫أمن‪ ،‬إال أن معاقبته عن هذا التصرف غير الالئق بعقوبة العزل‪ ،‬ينم عن غلو في التقدير‪ ،‬إذ ال تتناسب هذه العقوبة بتاتا مع خطورة الفعل‬
‫المرتكب من قبل الطاعن‪ ،‬مما يكون معه القرار المطعون فيه مشوبا بتجاوز السلطة وحري باإللغاء‪"...‬‬

‫‪27‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫يمكن تحديد حاالت االنحراف في استعمال السلطة في ثالثة صور‪:‬‬


‫أ‪-‬االنحراف في استعمال السلطة عن المصلحة العامة‪:‬‬
‫تعد المصلحة العامة غاية كل نشاط إداري‪ ،‬بل هي أساس السلطة في المفهوم الحديث للدولة‬
‫لذلك يعد الخروج بالقرار اإلداري عن هذه الغاية أخطر خلل يمكن أن يصيب عمل اإلدارة‪ ،‬لكونه يناقض‬
‫تماما سبب وجودها‪ ،‬ويؤدي إلى زعزعة الثقة الواجب قيامها بينها وبين المواطنين‪.‬‬
‫يتخذ االنحراف في استعمال السلطة عن المصلحة العامة عدة مظاهر‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬
‫‪-1‬اتخاذ القرار بغرض تحقيق مصلحة شخصية لمصدر القرار أو لغيره‪:‬‬
‫يحدث كثي ار في الحياة العملية لإلدارة أن يقوم بعض الموظفين اإلداريين باستغالل سلطتهم‬
‫لتحقيق مصلحة شخصية‪ ،‬أو نفع شخصي‪ ،‬و قد يستغل بعضهم سلطته من أجل محاباة الغير ومثال ذلك‬
‫سحب رخصة احتالل الملك العمومي ليس بسبب متطلبات الضبط و المحافظة على الملك العام البحري‬
‫ولكن بسبب الوعد المقدم لألغيار قصد الترخيص لهم باحتالل نفس الموضع من الملك العمومي البحري ال‬
‫بسبب متطلبات الضبط والمحافظة على الملك العام‪ .59‬أو عزل موظف عمومي ليس ألجل المصلحة العامة‬
‫وإنما إلفراغ المنصب لتعيين احد األقارب واألصدقاء‪.60‬‬
‫‪-2‬اتخاذ القرار بهدف االنتقام من الغير ‪:‬‬
‫يستعمل رجل اإلدارة في هذه الحالة سلطته لإليقاع بأعدائه‪ ،‬واالنتقام منهم‪ .‬و هذه و ال شك‬
‫أخطر صور االنحراف على اإلطالق ‪ ،‬وتظهر هذه الحالة أكثر ما في مجال الوظيفة العمومية حيث درج‬
‫بأنها صدرت بباعث الكيد أو االنتقام‪.‬‬ ‫القاضي اإلداري على إلغاء الق اررات التأديبية التي ّ‬
‫يتبين له ّ‬
‫ومن األمثلة على ذلك نذكر‪:‬‬
‫‪61‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -1‬نقل موظف للحيلولة بينه وبين ممارسة نشاطه النقابي‬
‫‪ -2‬إصدار عقوبة تأديبية في حق موظف ثم إردافها بعد مضي يوم واحد من تاريخ استئنافه لعمله‬
‫‪62‬‬
‫‪.‬‬ ‫بقرار نقله ألجل المصلحة العامة‬
‫‪-3‬اتخاذ القرار بدافع حزبي أو سياسي‪:‬‬
‫قد يستخدم رجل اإلدارة سلطته لتحقيق غرض سياسي بعيد عن المصلحة العامة وهنا تصدر‬
‫‪63‬‬
‫‪.‬‬ ‫السلطة اإلدارية قرارها ليس لتحقيق المصلحة العامة وإنما لتحقيق أغراض سياسية أو حزبية‬

‫مجموعة قرارات المجلس‬ ‫‪-59‬قرار المجلس األعلى صادر بتاريخ ‪ 23‬فبراير‪ ،1961‬في قضية شركة محطات االستحمام‪،‬‬
‫األعلى‪،‬ص‪38.‬‬
‫‪ -60‬قرار المجلس األعلى )محكمة النقأل حاليا)عدد‪ 8‬الصادر في‪ 30‬يناير ‪ 1970‬في قضية محمد فر ‪ ،‬اوردته منية بنلمليح‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪،‬ص‪.85.‬‬
‫‪ - 61‬حكم حكم المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء ملف رقم ‪2008/388‬غ بتاريخ ‪ 2007/01/15‬بين شكري عبد الجبار ضد وزير التربية الوطنية ‪،‬‬
‫منشور في الموقع االلكتروني‪http://www.jurisprudencemaroc.com/index.php :‬تاريخ الولوج ‪.2019/02/28‬‬
‫‪ - 62‬حكم لمحكمة اإلدارية بمراكش بتاريخ ‪ 22‬شتنبر‪ 2002‬منشور في مجلة المحامي‪ ،‬العدد ‪ ،41‬يوليوز ‪ ،2002‬ص‪.219 .‬‬
‫‪ -63‬عبد الغني بسيوني عبد اهلل‪ ,‬القضاء اإلداري‪ ,‬منشأة المعارف للنشر‪ ,‬اإلسكندرية‪،1989 ,‬ص‪.66.‬‬
‫‪28‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫ويتحقق هذا النوع من االنحراف في نطاق الوظيفة العمومية ‪ ،‬كأن يصدر أحد رؤساء المجالس‬
‫الجماعية ق ار ار بفصل أو نقل موظف ألنه ينتمي إلى حزب سياسي مخالف أو يعتنق مذهبا مغاي ار لمذهب‬
‫الرئيس‪ .64‬فإذا صدر القرار االداري بقصد تحقيق هدف أو غرض سياسي أو حزبي ال يمت بصلة للمصلحة‬
‫العامة فإنه يكون غير مشروع ومشوبا باالنحراف في استعمال السلطة جدي ار باإللغاء‪.65‬‬
‫يالحظ بعض فقهاء القانون اإلداري ‪ ،‬أن القرار الصادر بناءا على دوافع سياسية‪ ،‬ال يراقب في‬
‫حاالت عديدة على أساس االنحتراف في استعمال السلطة‪ ،‬وإنما على أساس مخالفة القانون‪ ،‬وعليه فإن‬
‫معين بسبب أرائه السياسية‪ ،‬يعد إخالال بمبدأ المساواة‪ ،‬ومبدأ حرية الرأي‪ ،‬دون التعرض‬
‫رفض اإلدارة لمرشح ّ‬
‫لمسألة الدافع الباعث على إصدار قرار الرفض‪.‬‬
‫ب‪ -‬االنحراف في استعمال السلطة عن قاعدة تخصيص األهداف‪:‬‬
‫تتحقق هذه الصورة من صور عيب االنحراف في استعمال السلطة عندما يخرج رجل اإلدارة بق ارره‬
‫عن الهدف الذي يحدده القانون حتى ولو كان الهدف الذي قصده متعلقا بالمصلحة العامة ويندرج في إطارها‪.‬‬
‫فسلطات الضبط اإلداري مثال حدد القانون هدفها في المحافظة على النظام العام بمدلوالته‬
‫المختلفة﴿ الصحة العامة و السكينة العامة و األخالق العامة و األمن العام﴾‪ ،‬لذا فإن تسخيرها لغاية فض‬
‫‪66‬‬
‫نزاع عائلي يشكل انحرافا في استعمال السلطة‪.‬‬
‫ج‪-‬االنحراف بالمسطرة‪:‬‬
‫قد يسعى رجل اإلدارة إلى تحقيق المصلحة العامة أو الهدف المخصص من المشرع‪ ،‬ولكنه‬
‫يستعمل مسطرة غير تلك التي حددها القانون‪ ،‬لتحقيق تلك الغاية‪ ،‬وهو ما يعرف باالنحراف بالمسطرة‪.‬‬
‫تحدث هذه الصورة عندما تستخدم اإلدارة إجراء أو إجراءات معينة بصدد قرار معين‪ ،‬في حين‬
‫تكون هذه اإلجراءات مقررة لكي تستخدم بخصوص ق اررات أخرى‪ ،‬فاإلدارة هنا تحل اإلجراءات محل بعضها‪،‬‬
‫و تستخدمها في غير ما وضعت من أجله‪ ،‬واإلدارة تلجأ إلى هذه الطريقة إما من أجل ‪:‬‬
‫‪ -‬التهرب من مسطرة معقدة ‪ :‬ومثال ذلك أن تلجأ اإلدارة إلى االستيالء المؤقت على العقارات‬
‫بدال من سيرها في طريق إجراءات نزع الملكية للمنفعة العامة تفادياً لطول إجراءات نزع الملكية‪ ،‬أو تتفادى‬
‫اإلدارة القيام بسحب الترخيص‪ ،‬وهي إجراءات معقدة‪ ،‬و تفضل تغريم المخالف ليسر وسرعة المسطرة ‪.‬‬
‫‪-‬أو حرمان األفراد من ضمانات مقررة في المسطرة التي يقررها المشرع و التي تجاهلتها اإلدارة‪:‬‬
‫ومثال ذلك أن تقرر اإلدارة نقل موظف من أجل مصلحة المرفق لتجريده من ضمانات التأديب‪ .‬وهي‬
‫تستهدف في الحقيقة معاقبته ﴿عقوبة تأديبية مقنعة﴾‪.‬‬

‫‪ -64‬ثورية لعيوني‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.175 .‬‬


‫‪ -65‬محمود عاطف البنا‪ ,‬الوسيط في القضاء اإلداري‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.212.‬‬
‫‪ -66‬قرار المجلس األعلى‪ ،‬الغرفة اإلدارية (محكمة النقأل حاليا) ‪ ،‬بتاريخ‪ 21‬ماي ‪ 1960‬في قضية لحسن عبد المالك السوسي ضد قائد‬
‫الخميسات الذي أمر بإغالق مقهى لوضع حد لخالف نشب بين أرملة صاحب مقهى وبين شريكه‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪-‬أو لتحقيق مصلحة مالية للدولة ‪ :‬وفي هذا الصدد ألغى مجلس الدولة الفرنسي ق ار ار صاد ار عن‬
‫أحد رؤساء البلديات يقضي بتحريم خلع المستحمين لمالبسهم على الشواطئ‪ ،‬إال داخل وحدات خلع المالبس‬
‫التابعة للبلدية‪ ،‬مقابل دفع مبلغ معين‪ ،‬وذلك ألن الهدف الرئيسي لرئيس البلدية لم يكن المحافظة على اآلداب‬
‫العامة‪ ،‬وإنما تحقيق مصلحة مالية للبلدية‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬طرق إثبات االنحراف في استعمال السلطة‪:‬‬
‫يعتبر إثبات عيب االنحراف في استعمال السلطة عملية صعبة و عسيرة على خالف العيوب‬
‫األخرى التي يمكن أن تصيب القرار اإلداري‪ .‬وذلك لعدة أسباب‪:‬‬
‫‪-‬ارتباط االنحراف في استعمال السلطة بالنوايا الداخلية لمصدر القرار و بالهدف الخفي الذي‬
‫يسعى إلى تحقيقه من وراء إصداره للقرار‪.‬‬
‫‪-‬إن المدعي الذي يتهم اإلدارة باالنحراف في استعمال السلطة ال يملك عادة في يده من الوثائق و‬
‫المستندات ما يستطيع أن يثبت به للقاضي وجود ذلك االنحراف بصورة حاسمة‪ .‬لذا فهو مضطر إلى االستناد‬
‫إلى حد كبير إلى مجرد استنتاجات شخصية أو إلى وقائع ال تمت بصلة إلى الواقعة المشوبة بعيب االنحراف‬
‫أو إلى خالفات مع اإلدارة ال ترقى إلى مستوى األدلة القاطعة‪ .‬بينما تملك اإلدارة من المستندات والوثائق ما‬
‫يثبت براءتها من تهمة االنحراف‪ ،‬بل وقد تعمد إلى إخفاء بعضها لتثبت عكس ما يدعيه‪ ،‬وال يستطيع هذا‬
‫األخير إثبات وجودها لديها أو انتزاعها منها‪.‬‬
‫إال انه رغم هذه الصعوبات‪ ،‬فإن القاضي اإلداري يعتمد على مجموعة من وسائل اإلثبات‬
‫التي ال يمكن حصرها عمليا‪ .‬وهذه بعضها‪:‬‬
‫أ‪-‬اإلثبات من نص القرار‪:‬‬
‫غالبا ما يستعمل القاضي اإلداري القرار نفسه إلثبات عيب االنحراف ويحدث هذا عندما تعلن‬
‫اإلدارة عن أسباب قرارها في القرار نفسه‪ ،‬بحيث مجرد قراءة القرار تكفي لتحديد مدى خروج اإلدارة عن‬
‫‪67‬‬
‫‪ ،‬وبالتالي يمكن للقاضي أن يكتشف وجود عيب‬ ‫المصلحة العامة أو األهداف التي حددها المشرع‬
‫االنحراف في استعمال السلطة من القرار ذاته‪.‬‬
‫هذه الوسيلة غير مجدية ألن مصدر القرار غالبا ما يتخذ الحيطة والحذر في إطار حرصه‬
‫على إظهار ق ارره في كامل المشروعية ‪.68‬‬
‫ب‪-‬اإلثبات من ملف الدعوى‪:‬‬
‫قد يكون انحراف اإلدارة بسلطتها متقنا‪ ،‬فال يستطيع القاضي التوصل إليه من مجرد االطالع‬
‫على عبارات القرار المطعون فيه ‪69.‬وحينئذ ال يجد القاضي‪ -‬وهو بصدد الكشف عن االنحراف ‪-‬من سبيل‬

‫‪ -67‬سليمان الطماوي ‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 909.‬‬


‫‪ -68‬ثورية لعيوني ‪ ،‬القضاء اإلداري ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.177.‬‬
‫‪ -69‬مصطفى أبو زيد فهمي‪ ،‬القضاء اإلداري ومجلس الدولة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.221.‬‬
‫‪30‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫سوى اللجوء لملف الدعوى‪ :‬كالمراسالت التي سبقت أو أعقبت صدور القرار المطعون فيه‪ ،‬التفسيرات‬
‫واإليضاحات التي تقدمها اإلدارة ‪.70‬‬
‫إال أن هذا الطريق لإلثبات رغم أهميته فهو محفوف بالمخاطر حيث أن اإلدارة قد تغاير الحقيقة‬
‫فيما تقدمه من تفسيرات لق ارراتها بحيث تخلصها من وصمة االنحراف‪.71‬‬
‫ج‪-‬اإلثبات من القرائن المحيطة بالنزاع‪:‬‬
‫قد يستعين القاضي إلثبات االنحراف في استعمال السلطة بمجموعة من القرائن المحيطة بظروف‬
‫النزاع إذا لم يجد في نص القرار و أوراق الدعوى ما يعينه على اكتشاف االنحراف ومن هذه القرائن نذكر‪:‬‬
‫‪-‬قرينة التفرقة في المعاملة بين الحاالت المتماثلة‪ :‬تتوفر قرائن االنحراف في استعمال السلطة‬
‫إذا ما تساوت المراكز القانونية لألفراد المتعاملين مع اإلدارة و قامت هذه األخيرة بالتمييز بينهم‪.72‬‬
‫‪-‬قرينة الموقف السلبي من االدعاء‪ :‬ويحدث ذلك إذا اظهر المدعي ضد اإلدارة وقائع تدل‬
‫عن انحرافها بسلطاتها‪ ،‬فإذا لم تنكر اإلدارة تلك الوقائع أو لم تقدم ما ينفها عد ذلك قرينة عن توفر االنحراف‬
‫‪. 73‬‬
‫في استعمال السلطة‬
‫‪-‬قرينة عدم التناسب بين المخالفة و الجزاء التأديبي‪ :‬يعتبر عدم التناسب بين العقوبة‬
‫التأديبية والخطأ التأديبي قرينة على وجود عيب االنحراف في استعمال السلطة ودليال يستند عليه القاضي في‬
‫إثبات خروج اإلدارة عن المصلحة العامة في توقيع العقوبة التأديبية‪ ،‬وانصرافها إلى تحقيق أغراض أخرى ال‬
‫عالقة لها بالصالح العام‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دعوى التعويض (دعوى القضاء الشامل)‬

‫تعد دعوى التعويض (دعوى المسؤولية ‪-‬دعوى القضاء الشامل – دعوى القضاء الكامل)‬
‫‪74‬‬
‫‪،‬‬ ‫دعوى يلتمس فيها رافع الدعوى من القاضي جبر األضرار التي أصابت حقوقه بفعل النشاط اإلداري‬
‫فهذه الدعوى تختلف إذن عن دعوى اإللغاء بسبب تجاوز السلطة التي يلتمس رافعها من القاضي إلغاء قرار‬
‫مخالف للقانون‪.‬‬

‫‪-70‬محمد الوزاني‪ ،‬مرجع سابق‪.‬ص‪.157 .‬‬


‫‪ -71‬حمدي ياسين عكاشة‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ . 570.‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ -72‬فإذا ميزت اإلدارة بين طائفتين من األفراد‪ ،‬تتقدم للحصول على مطالب معينة فأجابت طلب إحداهما ورفضت اآلخر‪ ،‬دون فحص لكل‬
‫حالة على حدى‪ ،‬فذلك يكشف عن أن اإلدارة قد حابت طائفة دون أخرى‪.‬وينقلب عبء اإلثبات بالنسبة لعيب االنحراف بالسلطة على عاتق‬
‫اإلدارة‪ ،‬حيث يطلب منها بيان غرضها من القرار الذي ميزت فيه بين الطائفتين اللتين تماثلت ظروفهما‪.‬‬
‫‪ -73‬قد يبدي المدعي وقائع يستشف منها انحراف اإلدارة بسلطتها‪ ،‬فإذا لم تنكرها اإلدارة أو يتوافر في األوراق ما ينفيها‪ ،‬عد ذلك قرينة‬
‫على توافر االنحراف بالسلطة ‪.‬واإلدارة تستطيع بعد أن يطالبها القضاء بتقديم ملفها وأوراقها‪ ،‬إما أن تقدمها فتسمح لخصمها أن يستخلص‬
‫منها عناصر إثبات لصالحه ‪ .‬أو أن تمتنع عن ذلك فتتحمل نتيجة القرينة التي يمكن استخالصها لصالح المدعي من هذا االمتناع‪.‬‬

‫‪ -74‬حسن صحيب ‪ ،‬تطور دعوى التعويأل االدارية في القضاء االداري المغربي‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ‪،‬ص‪.‬‬
‫‪.15‬‬
‫‪31‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫يمكن تحريك المسؤولية اإلدارية إذا ما أثبت الضحية وجود خطأ إداري ( المسؤولية اإلدارية على‬
‫أساس الخطأ) كما يمكن أن يتم ذلك في غياب أي خطأ في الحاالت التي تحدث فيها اإلدارة بشكل‬
‫موضوعي مخاط ار للفرد ‪ ،‬عن طريق نشاطها‪ ،‬حيث ابتكر القاضي اللجوء إلى نظام اخر للمسؤولية‪ ،‬يمسح‬
‫بتعويض الضحايا‪ :‬هذا النظام هو نظام المسؤولية بدون خطأ‪( .‬المسؤولية اإلدارية على أساس المخاطر)‪.‬‬
‫باإلضافة إلى الخطأ فلكي تنعقد مسؤولية اإلدارة ‪ ،‬البد من إثبات وجود ضرر أصاب مدعي المسؤولية ‪،‬‬
‫فالضرر هو المحور األساسي الذي تدور حوله المسؤولية ‪ ،‬بحيث إذا انتفى الضرر أنتفت المسؤولية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬حاالت دعوى التعويض‬

‫يمكن تحريك المسؤولية اإلدارية إذا ما أثبت الضحية وجود خطأ إداري‪ ،‬لكن يمكن أيضا أن‬
‫يتم ذلك في غياب أي خطأ في الحاالت التي تحدث فيها اإلدارة بشكل موضوعي مخاط ار للفرد‪ ،‬عن طريق‬
‫نشاطها‪ .‬وهو ما يسمى نظرية المخاطر أو المسؤولية بدون خطأ‪. .‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المسؤولية االدارية على أساس الخطأ‬

‫يمكن تحريك دعوى المسؤولية اإلدارية إذا ما أثبت الضحية وجود خطأ ‪ ،‬ومفهوم الخطأ هو‪،‬‬
‫بشكل عام ‪ ،‬مفهوم غامض ‪ ،‬غير انه يمكن تعريفه على انه‪ ":‬كل إخالل بالتزام سابق "‪ .75‬تظهر‬
‫خصوصية الخطأ في المسؤولية اإلدارية في التمييز بين الخطأ الشخصي‪ ،‬والمرفقي حيث يرتبط األول‬
‫بشخص الموظف الذي كان وراء حدوث الخطأ ‪ ،‬في حين يرتبط الخطأ المرفقي أساسا بالمرفق الذي ارتكب‬
‫فيه الخطأ أو بسببه‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬الخطأ المرفقي‬

‫يعرف الخطأ المرفقي بأنه‪" :‬بأنه الخطأ الذي ينسب إلى المرفق العام حتى و لو كان الذي قام به‬
‫أحد موظفي اإلدارة‪ "76‬فالخطأ المرفقي هو الخطأ الذي تتحمل الدولة أو الشخص العام بشأنه‬ ‫ماديا هو‬
‫مسؤولية التعويض عن األضرار الناجمة عنه‪.77‬‬
‫فما هي صوره الخطأ المرفقي؟ وماهي طرق تقديره؟‬
‫أوال‪ -‬صور الخطا المرفقي‪:‬‬
‫إذا كان الخطأ المرفقي يتمثل في إخالل اإلدارة بالتزاماتها ‪ ،‬فإن أمثلة هذا الخطأ تتعدد وتتنوع‬
‫بتنوع التزامات اإلدارة و بتنوع صور اإلخالل بها و يمكن أن ترد مظاهر إخالل اإلدارة بالتزاماتها إلى الصور‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪75 - Jean-Pierre Dubois, La responsabilité administrative, Collection Approches, CASBAH Editions, Alger,‬‬
‫‪1998- Editions La découverte, Paris 1996 , p.51.‬‬
‫‪-76‬سليمان محمد الطماوي‪ ،‬القضاء اإلداؤي‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪،1986،‬ص‪139.‬‬
‫‪ -77‬محسن خليل‪ ،‬القضاء اإلداري اللبناني‪ ،‬دراسة مقارنة‪،‬دار النهضة العربية‪،‬بيروت‪،1982،‬ص‪.569.‬‬
‫‪32‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪-‬سوء أداء المرفق العام للخدمة‪.‬‬

‫‪-‬بطء أداء لمرفق العام للخدمة‪.‬‬

‫‪-‬عدم أداء لمرفق العام للخدمة‪.‬‬


‫أ‪-‬سوء أداء المرفق العام للخدمة‪:‬‬
‫تتمثل هذه الصورة في األعمال االيجابية التي تقوم بها اإلدارة على نحو سيء وغير صحيح مما‬
‫يترتب عليه أضرار للغير‪ ،‬واألمثلة هنا متعددة يمكن ان نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬الحوادث المدرسية‪:‬‬
‫‪.78‬‬
‫‪ ‬سقوط تلميذة داخل المدرسة نتج عنه فصل عظمة الورك‬

‫‪ ‬إصممممممممابة تليمممممممممذة فممممممممي حممممممممادث بسممممممممبب سممممممممقوطها مممممممممن شممممممممرفة فممممممممي المؤسسممممممممة‬
‫التعليميممممممة التممممممي تممممممدرس بهمممممما‪ ،‬وهممممممي تحممممممت رقابممممممة األسممممممتاذ الممممممذي كممممممان يتممممممولى إلقمممممماء‬
‫المممممدرس فمممممي الحجمممممرة التمممممي خرجمممممت منهممممما لشمممممعورها بضممممميق فمممممي التمممممنفس بعمممممدما طلبمممممت‬
‫منه اإلذن لها بذلك‪".79‬‬

‫‪ ‬إصابة تلميذ في رأسه بمسطرة حديدية رمى بها األستاذ‪.80‬‬

‫‪-2‬األخطاء الطبية‪:‬‬
‫‪ ‬تعممممممرض مولممممممود أثنمممممماء المممممموالدة إلممممممى كسممممممر فممممممي كتفممممممه األيمممممممن وذلممممممك لعممممممدم أخممممممد‬
‫االحتياطات الالزمة من طرف الفريق الطبي‪.81‬‬

‫‪ ‬إحالممممممممة مريضممممممممة تعمممممممماني مممممممممن ارتفمممممممماع السممممممممكر علممممممممى ممممممممممرض لمعالجتهمممممممما دون‬
‫اتخممممممماذ االحتياطمممممممات الالزممممممممة المتمثلمممممممة فمممممممي التحاليمممممممل الطبيمممممممة والكشمممممممف عمممممممن حالتهممممممما‬
‫الصممممممحية بدقممممممة لتحديممممممد التممممممدخل الطبممممممي المناسممممممب مممممممن طممممممرف الطبيممممممب المعممممممالج مممممممما‬
‫أدى إلى بتر سبابتها ورجلها اليسرى‪.82‬‬
‫ب‪ -‬بطء وعدم أداء المرفق العام للخدمة ‪:‬‬
‫‪-1‬بطء المرفق العام في أداء الخدمة أكثر من الالزم‪:‬‬

‫‪ .78‬قـــرار محكمة االستانـاف اإلداريـــــة بالربـاط عــدد ‪ ، 3375:‬في مـلــــف عـدد ‪ ،6 /11/22 :‬بتاريخ ‪، 2012/9/06‬‬
‫‪ 79‬قرار محكمة النقأل عدد ‪20‬الصادر بتاريخ ‪ 13‬يناير ‪ 2015‬في الملف المدني عدد ‪1524/1/3/2013‬ورد في التقرير السنوي لمحكمة‬
‫النقأل ‪،‬القضاء رأسمال ال مادي وطني ‪،2015،‬ص‪.70 .‬‬
‫‪ .80‬حكم المحكمة اإلدارية بمكناس بتاريخ ‪23‬شتنبر‪( 2004‬قضية السيد الراجي منير) ‪ ،‬منشور في الموقع االلكتروني‪:‬‬
‫‪https://www.maroclaw.com‬تاريخ الزيارة‪.2018/7/03 :‬‬
‫‪ .81‬حكم المحكمة اإلدارية بفاس عدد‪ 331 :‬بتاريخ ‪12‬مارس‪ 2014‬اودته وفاء رزوق‪ ،‬مسؤولية الدولة عن األخطاء الطبية تعليق على حكم‬
‫المحكمة اإلدارية بفاس حكم عدد‪ 331 :‬بتاريخ ‪ ،2014/03/12‬الموقع االلكتروني‪ ، www.marocdroit.com:‬تاريخ الزيارة‬
‫‪.2019/02/3‬‬
‫‪ -82‬حكم المحكمة اإلدارية بوجدة عدد ‪ 97‬ملف رقم ‪ 6/11/161‬بتاريخ ‪ ،2014/02/18‬غير منشور‪ ،‬في قضية فاطمة حداد ضد وزارة‬
‫الصحة‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫تتحقت ت ت ت ت تتق هت ت ت ت ت تتذه الصت ت ت ت ت تتورة فت ت ت ت ت تتي الحالت ت ت ت ت تتة التت ت ت ت ت تتي تتباطت ت ت ت ت تتأ فيهت ت ت ت ت تتا اإلدارة فت ت ت ت ت تتي أداء الخدمت ت ت ت ت تتة‬
‫متجاوزة في ذلك المدة المعقولة ألدائها دون مبرر وترتب على ذلك ضرر ‪.‬‬

‫وهت ت ت ت تتذه الصت ت ت ت تتورة ال يقصت ت ت ت تتد منهت ت ت ت تتا أن القت ت ت ت تتانون قت ت ت ت تتد حت ت ت ت تتدد لت ت ت ت تتإلدارة أجت ت ت ت تتال معينت ت ت ت تتا يجت ت ت ت تتب‬
‫عليه ت ت ت ت تتا أن ت ت ت ت ت تتؤدي الخدم ت ت ت ت تتة خالل ت ت ت ت تته ول ت ت ت ت تتم تق ت ت ت ت تتم اإلدارة بالعم ت ت ت ت تتل خ ت ت ت ت تتالل ه ت ت ت ت تتذا األج ت ت ت ت تتل ‪ ،‬ألن مج ت ت ت ت تترد‬
‫مت ت ت ت تترور المت ت ت ت تتدة المحت ت ت ت تتددة قانونت ت ت ت تتا دون قيت ت ت ت تتام اإلدارة بت ت ت ت تتأداء الخدمت ت ت ت تتة يعت ت ت ت تتد مت ت ت ت تتن جانبهت ت ت ت تتا امتناعت ت ت ت تتا عت ت ت ت تتن‬
‫أدائه ت ت ت تتا ‪ ،‬وإنم ت ت ت تتا المقص ت ت ت تتود أن ال تك ت ت ت تتون اإلدارة مقي ت ت ت تتدة بم ت ت ت تتدة معين ت ت ت تتة وم ت ت ت تتع ذل ت ت ت تتك تت ت ت ت تتأخر أكث ت ت ت تتر م ت ت ت تتن‬
‫المعقول بدون مبرر في أداء الخدمة‪.‬‬
‫ومن االمثلة على ذلك نذكر‪:‬‬

‫‪ ‬بممممممممطء كتابممممممممة ضممممممممبط المحكمممممممممة فممممممممي القيممممممممام بممممممممإجراءات تحويممممممممل المبلمممممممم المممممممممالي‬
‫المودع بصندوق المحكمة تنفيذا لحكم قضائي ‪.83‬‬

‫‪ ‬إجممممممراء عمليممممممة المممممموالدة متممممممأخرة بعشممممممرة أيممممممام عممممممن الموعممممممد الطبيعممممممي الممممممذي كممممممان‬
‫يتعين أن تضع فيه المتضررة مولودها‪.84‬‬
‫‪ ‬عمممممممممممدم اكتشممممممممممماف النزيمممممممممممف المممممممممممدموي فمممممممممممي البدايمممممممممممة ممممممممممممن طمممممممممممرف االطبممممممممممماء‬
‫المعالجين‪. 85‬‬
‫‪ ‬تمممممممممأخر وزارة األوقممممممممماف والشمممممممممؤون اإلسمممممممممالمية‪ ،‬المنممممممممماط إليهممممممممما بنممممممممماء المسممممممممماجد‬
‫وصيانتها‪ ،‬في التدخل لترميم المسجد الذي انهارت صومعته "‪.86‬‬
‫‪ ‬تأخر اإلدارة في تنفيذ القوانين و اللوائح‪.‬‬

‫‪ ‬تأخر اإلدارة في تنفيذ األحكام القضائية ‪.‬‬

‫‪ ‬تمممممممممأخر اإلدارة فمممممممممي التمممممممممدخل لمنمممممممممع وقممممممممموع اضمممممممممطرابات تخمممممممممل بالنظمممممممممام العمممممممممام أو‬
‫األمن العام‪.‬‬
‫‪-2‬عدم أداء المرفق للخدمة المطلوبة منه‪:‬‬

‫‪ -83‬حكم المحكمة االدارية بالرباط ‪ ،‬حكم رقم ‪ 3058:‬مكرر بتاريخ ‪ 3‬غشت ‪ 2016‬بتاريخ رقم ملف ‪.441/7112/2016:‬منشور في‬
‫الموقع االلكتروني‪ https://www.maroclaw.com:‬تاريخ الزيارة‪.2020/02/13 :‬‬

‫‪ .84‬قرار محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط عدد ‪ 5695‬الصادر بتاريخ ‪ 2014/12/02‬في الملف رقم ‪ 14/7206/453‬على الموقع‬
‫االلكتروني‪ www.mahakim.ma :‬تاريخ الزيارة ‪2018/7/04‬‬
‫‪ 85‬حكم المحكمة االدارية بمكناس بتاريخ ‪ 2001/5/31‬أشارت اليه نجاة خلدون مرجع سابق ‪،‬ص‪.86 .‬‬
‫‪ .86‬قرار محكمة االستئناف االدارية بالرباط رقم‪ 40‬بتاريخ ‪ 2014/1/7‬في الملف اإلداري رقم‪ www.mahakim.ma ،1047/13/6‬تاريخ‬
‫الزيارة ‪.2019/12/04‬‬
‫‪34‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫تتحق ت ت ت ت تتق ه ت ت ت ت تتذه الص ت ت ت ت تتورة ف ت ت ت ت تتي حال ت ت ت ت تتة امتن ت ت ت ت تتاع اإلدارة ع ت ت ت ت تتن القي ت ت ت ت تتام بواج ت ت ت ت تتب ه ت ت ت ت تتي ملزم ت ت ت ت تتة‬
‫بأدائت ت ت تته‪ ،‬إذا كت ت ت تتان مت ت ت تتن شت ت ت تتأن هت ت ت تتذا االمتنت ت ت تتاع أن يصت ت ت تتيب األف ت ت ت تراد بضت ت ت تترر‪ ،‬فالمست ت ت تتؤولية هنت ت ت تتا ال تق ت ت ت تتوم‬
‫علت ت ت ت تتى أست ت ت ت تتاس فعتت ت ت تتل إيجت ت ت ت تتابي وإنمتت ت ت تتا علت ت ت ت تتى أست ت ت ت تتاس امتنت ت ت ت تتاع اإلدارة ع ت ت ت تتن اإلتيت ت ت ت تتان بتصت ت ت ت تترف معت ت ت ت تتين‪،‬‬
‫ويتحقق هذا الصنف من األخطاء حاالت عديدة نذكر منها‪:‬‬

‫‪ ‬مسمممممممؤولية المجلمممممممس الجمممممممماعي عمممممممن وفممممممماة طفمممممممل ( ‪ 5‬سمممممممنوات ) نتيجمممممممة غرقمممممممه‬


‫فمممممي بركمممممة ممممممن الميممممماه العادممممممة بعممممممق متمممممرين نظممممم ار لعمممممدم اتخممممماذه أي احتيممممماط بشمممممأنها كوضمممممع‬
‫إشارات تحمل عالمات الخطر لتنبيه المارة ومستعملي الطريق‪.87‬‬

‫‪ ‬منع الهالك من االستفادة من االيواء داخل المستشفى الجامعي‪.88‬‬

‫‪ ‬عممممممممدم القيممممممممام بأشممممممممغال عموميممممممممة مممممممممثال بالوعممممممممة الممممممممواد الحممممممممار مغلقممممممممة بشممممممممكل‬
‫سيء تسبب حادثة لراكب سيارة‪.‬‬

‫‪ ‬سقوط شجرة ‪.‬‬

‫‪ ‬إشارة محورية مخصصة للتنبيه في ملتقى الطرق غير مضاءة‪.‬‬

‫‪ ‬إتالف ملف ‪.‬‬

‫‪ ‬االمتناع عن تنفيذ القوانين واللوائح‪.89‬‬

‫‪ ‬إهمممممممممال اإلدارة فممممممممي رقابممممممممة األشممممممممخاص الممممممممذي يجممممممممب عليهمممممممما رقممممممممابتهم كممممممممما لممممممممو‬
‫أهملمممممممت إدارة مستشمممممممفى األممممممممراض العقليمممممممة فمممممممي رقابمممممممة المجمممممممانين فمممممممتمكن أحمممممممدهم ممممممممن الهمممممممرب‬
‫فقتل أحد األشخاص أو أشعل حريقا‪.‬‬

‫‪ ‬إهممممممممال رقابمممممممة ممممممممريض عقلمممممممي داخمممممممل مستشمممممممفى األممممممممراض العقليمممممممة قمممممممام بأعممممممممال‬
‫عنف أدت إلى وفاة شخص آخر وضع في نفس الغرفة التي كان يتواجد بها‪.‬‬
‫‪ ‬امتنممممممممماع االدارة عمممممممممن وضمممممممممع عالممممممممممة تنبيمممممممممه بمممممممممالقرب ممممممممممن الحفمممممممممرة الموجمممممممممودة‬
‫بالطريق العام الى حين سدها "‪. 90‬‬

‫‪ -87‬قرار الغرفة اإلدارية محكمة النقض عدد ‪ 78‬بتاريخ ‪ 2013/01/31‬ملف عدد ‪ . 2012/2/4/131‬منشور في الموقع االلكتروني‪:‬‬
‫‪https://www.maroclaw.com‬تاريخ الزيارة‪.2020/02/13 :‬‬
‫‪ -88‬حكم المحكمة اإلدارية بمراكش عدد ‪ 879‬الصادر بتاريخ ‪ 30/12/2019‬في الملف رقم ‪. 180/7112/2019‬حيث أكدت المحكمة‬
‫على" تتجسد المسؤولية االدارية المركز االستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش الموجبة للتعويض عن عدم ادائه للخدمة المطلوبة حينما‬
‫منع الهالك من االستفادة من االيواء داخل المستشفى الجامعي‪ ..‬المسؤولية اإلدارية للمستشفى الجامعي عن وفاة مريض في حالة حرجة لم‬
‫يتم التكفل به وتوجيهه للعناية المركزة فور التحاقه ولو في حالة عدم التوفر على أسرة شاغرة "‬
‫‪89‬‬
‫‪C.E. 10/05/1907, Dep de la Dordogne- C.E, 08/11/1934, Dep. De LOIRET C.E. 06/06/1934, Société Van‬‬
‫سليمان محمد الطماوي‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص‪ 146 .‬وما بعدها‪outryve .‬‬
‫‪35‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪ ‬عممممممممممدم اتخمممممممممماذ اإلدارة االحتياطممممممممممات الالزمممممممممممة لممممممممممدرء خطممممممممممر ال ياضممممممممممانات عممممممممممن‬


‫اراضي المواطنين الفالحين‪.91‬‬

‫ثانيا‪ -‬تقدير الخطأ المرفقي‪:‬‬


‫يميز الفقه والقضاء بين مجموعة من األخطاء التي تختلف باختالف العمل المنسوب إلى اإلدارة وما‬
‫إذا كان الخطأ يتعلق بالق اررات اإلدارية أم يرتبط بعمل مادي‪.‬‬
‫أ‪ -‬تقدير الخطأ في حالة القرارات اإلدارية‪:‬‬
‫إذا كان القضاء اإلداري يحرص على إلغاء الق اررات اإلدارية غير المشروعة فان هذا القضاء ال‬
‫يعمل في كل الحاالت المؤدية إلى إلغاء تلك الق اررات على الحكم بمسؤولية اإلدارة إال إذا كان وجه عدم‬
‫الشرعية جسيما ويلحق ضر ار بالغير‪.‬‬

‫‪ -90‬حكلللللللم المحكملللللللة االداريلللللللة بالربلللللللاط رقلللللللم‪ 3663‬بتلللللللاريخ ‪ 2010/12/08‬منشلللللللور بالمجللللللللة المغربيلللللللة للللللللإلدارة المحليلللللللة‬
‫والتنمية عدد ‪ 98-97‬مارس يونيو ‪ 2011‬ص‪.343.‬‬

‫‪ -91‬حكللللللللم المحكمللللللللة اإلداريللللللللة بالربللللللللاط تحللللللللت عللللللللدد ‪ 251‬بتللللللللاريخ ‪ 2014/01/23‬فللللللللي الملللللللللف اإلداري عت ت ت تتدد‬
‫‪.2010/12/807‬و تلللللللتلخص وقلللللللائع هلللللللذه القضلللللللية أن الملللللللدعون يحلللللللوزون ويتصلللللللرفون بموجلللللللب عقلللللللد كلللللللراء طويلللللللل‬
‫األمللللللد مللللللن الدولللللللة المغربيللللللة الملللللللك الخللللللاص ضلللللليعة فالحيللللللة بسللللللبب تقصللللللير وعللللللدم قيللللللام المكتللللللب الجهللللللوي لالسللللللتثمار‬
‫الفالحللللللي بوضللللللع بوابللللللات القنللللللاة ‪...‬لتفللللللادي دخللللللول ميللللللاه واد سللللللبو لضلللللليعة المللللللدعين‪...‬مما ترتللللللب عنلللللله غمللللللر الميللللللاه‬
‫هكتللللارا مللللن القمللللح ‪.‬‬ ‫للضلللليعة وهللللو مللللا نللللتج عنلللله اإلتللللالف الكلللللي لمسللللاحة ‪ 60‬هكتللللارا مللللن القمللللح وإتللللالف غلللللة‪90,22‬‬
‫‪ . ...‬وعليللللللله يلتمسلللللللون الحكلللللللم عللللللللى الملللللللدعى علللللللليهم متضلللللللامنين فيملللللللا ب يلللللللنهم بلللللللأدائهم لهلللللللم تعويضلللللللا مسلللللللبقا قلللللللدره‬
‫‪.... 2000000,00‬‬

‫وبنلللللاء عللللللى الملللللذكرة الجوابيلللللة الملللللدالة ملللللن طلللللرف نائلللللب الملللللدعى علللللليهم واللللللذي أكلللللد أنللللله األضلللللرار البسللللليطة‬
‫التللللللي لحقللللللت بضلللللليعة المللللللدعين بالمقارنللللللة مللللللع بقيللللللة الضلللللليعات مردهللللللا للفيضللللللانات التللللللي وقعللللللت ‪ ...‬ألن دور ووظيفللللللة ‪-‬‬
‫المكتللللللب الجهللللللوي لالسللللللتثمار الفالحللللللي تبقللللللى محصللللللورة فللللللي األحللللللوال العاديللللللة لحمايللللللة أنابيللللللب التجفيللللللف الموضللللللوعة‬
‫علللللللى قنللللللاة الصللللللرف ‪ .‬أن الللللللدعوى ال سللللللند لهللللللا وأن الفيضللللللانات المعروفللللللة لللللللدى الخللللللاص والعللللللام أتلفللللللت ليسللللللت ضلللللليعة‬
‫الملللللدعين ولكللللللن منطقلللللة الغللللللرب بنللللللي حسلللللن بكاملهللللللا بملللللا فيهللللللا الطللللللرق الوطنيلللللة واإلقليميلللللل ة والثانويلللللة ‪ .‬وعليلللللله يلللللللتمس‬
‫الحكم برفأل الطلب‪.‬‬

‫فقضت المحكمة بما يلي‪:‬‬

‫" ‪... :‬وحيلللللث إن األمطلللللار الغزيلللللرة واالسللللللتثنائية المسلللللببة للفيضلللللان ال تشللللللكل قلللللوة قلللللاهرة وإنمللللللا قرينلللللة عللللللى ترتللللللب‬ ‫‪-‬‬
‫المسلللللؤولية‪ ،‬لكلللللون وقوعهلللللا فلللللي فصلللللل الشلللللتاء ملللللن األملللللور المتوقعلللللة وليسلللللت قلللللوة قلللللاهرة أو سلللللببا أجنبيلللللا لإلعفلللللاء‬
‫من المسؤولية ‪." ...‬‬

‫وحيللللللث المكتللللللب الجهللللللوي لالسللللللتثمار الفالحللللللي مسللللللؤول بحكللللللم مهاملللللله عللللللن تللللللأمين مرفللللللق تصللللللريف الميللللللاه‬
‫للللللدرء الخطلللللر علللللن أراضلللللي الملللللواطنين الفالحلللللين ومسلللللؤول عملللللا تحدثللللله ملللللن أضلللللرار للغيلللللر‪ ،‬وهلللللذه المسلللللؤولية موضلللللوعية‬
‫مبناها الضرر طبقا لقواعد العدالة واإلنصاف والموجبات اإلنسانية المبنية على التضامن الوطني ‪.‬‬

‫بلللللللللللللأداء الدوللللللللللللللة – وزارة الفالحلللللللللللللة(المكتب الجهلللللللللللللوي لالسلللللللللللللتثمار الفالحلللللللللللللي للغلللللللللللللرب) فلللللللللللللي شلللللللللللللخص‬
‫ممثلهلللللللا القلللللللانوني لفائلللللللدة الملللللللدعين تعويضلللللللا علللللللن األضلللللللرار المترتبلللللللة علللللللن الفيضلللللللانات وقلللللللدره ‪ 1.000.0000.00‬درهلللللللم‬
‫هكذا مليون درهم مع الصائر ‪"...‬‬

‫‪36‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫ولهذا نجد أن القضاء اإلداري يجعل من بعض أوجه عدم الشرعية باستمرار مصد ار للمسؤولية‪ .‬في‬
‫حين يمتنع عن تقرير هذه المسؤولية في األوجه األخرى ‪ ،‬وذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ –1‬عيب عدم االختصاص‪:‬‬
‫يميز القضاء في عيب عدم االختصاص بين عيب االختصاص البسيط وعيب االختصاص‬
‫الجسيم‪ ،‬فعيب االختصاص البسيط ال يؤدي بالضرورة إلى التعويض الذي يتوقف على ظروف كل حالة على‬
‫حدة‪ ،‬اما عيب االختصاص الجسيم فهو يرتب التعويض‪.‬‬
‫‪92‬‬

‫‪-2‬عيب الشكل‪:‬‬
‫يقع التمييز بخصوص عيب الشكل بين القواعد الجوهرية والقواعد الثانوية‪ ،‬فالقواعد األولى فقط هي‬
‫التي ترتب التعويض في حالة اإلخالل بها‪ ،‬ومناط التمييز بينهما يقوم على أساس التأثير على موضوع القرار‬
‫ومضمونه‪ ،‬فالقواعد الجوهرية هي التي تؤثر على هذا الموضوع والمضمون‪ .‬ومثال ذلك إصدار اإلدارة لقرار‬
‫الهدم دون مراعاة شكليات التبليغ ال يكون مصد ار لمسؤولية اإلدارة والتعويض النه لم يكن مؤث ار في موضوع‬
‫القرار وجوهره ‪.93‬‬
‫‪ -3‬عيب مخالفة القانون‪:‬‬
‫يكون دائما وفي جميع الحاالت سببا لقيام مسؤولية اإلدارة أيا كان مصدر القاعدة القانونية التي‬
‫خالفتها جهة اإلدارة وسواء كانت المخالفة جسيمة أو بسيطة‪.‬‬

‫ومن صوره ‪:‬‬

‫‪ ‬تعويض سيدة تم توقيفها من طرف رجال الشرطة لمجرد تشابه اسمه مع اسم شخص‬
‫‪94‬‬
‫‪.‬‬ ‫مبحوث عنه ومنعها من السفر رفقة مجموعة سياحية واحتجازها بالمطار لمدة ‪ 24‬ساعة‬

‫‪ -‬وفلللللي هلللللذا الصلللللدد قضلللللت الغرفلللللة اإلداريلللللة بمحكملللللة اللللللنقأل "لملللللا قضلللللت المحكملللللة بلللللأداء الدوللللللة لفائلللللدة الطلللللاعن‬ ‫‪92‬‬
‫تعويضللللا عللللن الضللللرر الللللذي لحقلللله مللللن جللللراء النشللللاط غيللللر المشللللروع لللللإلدارة‪ ،‬تكللللون قللللد عللللللت قرارهللللا تعللللليال قانونيللللا مللللادام‬
‫ان الخطلللللأ اللللللذي ارتكبللللله القائلللللد باتخلللللاذه قلللللرارا إداريلللللا بلللللإغالق محلللللل مقهلللللى ومطعلللللم فلللللي الوقلللللت اللللللذي كلللللان يجلللللب عليللللله ان‬
‫يمتنلللللع علللللن التلللللدخل فلللللي نلللللزاع لللللليس ملللللن اختصاصللللله وهلللللو قلللللرار ‪ ....‬يتسلللللم بالجسلللللامة الكافيلللللة لمسلللللاءلة السللللللطة العاملللللة"‪(.‬‬
‫قت ت ت ت ت ترار الغرف ت ت ت ت تتة اإلداري ت ت ت ت تتة ع ت ت ت ت تتدد ‪ 535‬بت ت ت ت ت تتاريخ ‪ 21‬م ت ت ت ت تتاي ‪ 1960‬مل ت ت ت ت تتف إداري ع ت ت ت ت تتدد ‪ 18/004‬أوردت ت ت ت ت تته نج ت ت ت ت تتاة خل ت ت ت ت تتدون‪،‬‬
‫ص‪.)57 .‬‬

‫‪ - 93‬حكلللللللم المحكمللللللللة اإلداريلللللللة بمللللللللراكش علللللللدد ‪ 83‬بتللللللللاريخ ‪ ،2003/4/9‬عمللللللللار بوليلللللللل ضللللللللد وزيلللللللر الداخليللللللللة‪ ،‬منشللللللللور‬
‫بالمجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،53‬صادر بتاريخ ‪ ،2003‬ص‪.240 .‬‬

‫‪- 94‬حكم المحكمة االدارية بالرباط رقم ‪ 707‬ملف عدد ‪ 1366/031‬ش ت منشور في الموقع االلكتروني ‪:‬‬

‫‪pdf‬القضاء الشامل‪adala.justice.gov.ma/production/.../ar/.../‬‬

‫‪37‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪ ‬تعويض سائق تم تغريم عن مخالفة قانون السير لم يرتكبها‪ ،‬وسحب رخصة سياقته دون‬
‫وجه حق ‪.‬‬
‫‪95‬‬

‫‪ ‬تعويض شخص تم حجز دراجته النارية وإيداعها بالمحجز البلدي النعدام الخوذة رغم أن‬
‫مدونة السير‪ ،‬حددت‪ ،‬على سبيل الحصر‪ ،‬حاالت إيداع المركبات في المحجز البلدي‪ ،‬التي ليس‬
‫من بينها مخالفة انعدام الخوذة‪.96‬‬

‫‪ ‬مسؤولية مرفق األمن عن اإليقاف المفاجئ لمواطن و اقتياده إلى مصلحة الشرطة لتشابه‬
‫اسمه مع اسم مبحوث عنه وطنيا من أجل جنحة عدم توفير مؤونة شيك عند تقديمه لألداء‪.97‬‬
‫(مسؤولية مرفق االمن عن المساس بالحرية الشخصية دون سند مشروع)‪.‬‬

‫‪-4‬عيب السبب‪:‬‬
‫يعرف السبب بأنه الحالة الواقعية او القانونية التي تسبق القرار وتدفع اإلدارة إلى إصداره‪ .‬وقد ألزم‬
‫القانون رقم ‪ 03.01‬الدولة والجماعات الترابية والمؤسسات العمومية والمصالح التابعة لها‪ ،‬بتعليل ق ارراتها‬
‫اإلدارية الفردية السلبية باإلفصاح عن األسباب القانونية والواقعية الداعية إلى اتخاذها‪ ،‬ألن عدم ذكر هذه‬
‫األسباب من شأنه أن يؤدي إلى إلغاء القرار اإلداري من جهة وتقرير مسؤولية اإلدارة من جهة أخرى‪.‬‬

‫ومن األمثلة على ذاك‪:‬‬

‫‪ ‬تعويض أستاذ جامعي رفض عميد الكلية ملفه التأهيل الجامعي رغم أنه يستجمع الشروط‬
‫المتطلبة قانونا‪.98‬‬
‫‪ -5‬عيب االنحراف في استعمال السلطة‪:‬‬

‫‪ -95‬قللللللرار محكمللللللة الللللللنقأل عللللللدد ‪ 65‬الصللللللادر بتللللللاريخ ‪ 13‬أكتللللللوبر ‪ ، 2011‬فللللللي الملللللللف اإلداري عللللللدد ‪986/4/2/2011‬‬
‫قرار منشور بالموقع االلكتروني ‪ www.alkanounia.com‬تاريخ الولو ‪. 2020/01/5‬‬

‫‪-96‬حكللللللم المحكمللللللة اإلداريللللللة بالربللللللاط عللللللدد‪ 2385‬بتللللللاريخ ‪ 2018-05-30‬بللللللين عبللللللد اللطيللللللف صللللللابي والدولللللللة المغربيللللللة‪،‬‬
‫منشور في الموقع اإللكتروني‪ ، www.marocdroit.com :‬تاريخ الولو ‪. 2020/02/ 15‬‬

‫‪ -97‬حكلللللم المحكملللللة اإلداريلللللة بفلللللاس ‪،‬علللللدد‪ 531‬بتلللللاريخ‪ . 2019/05/31‬وتتتتتتتلخئ وقتتتتتاضع هتتتتتذم القضتتتتتية فتتتتتي قيتتتتتام رجتتتتتال‬
‫االمتتتتتن باإليقتتتتتاف المفتتتتتاج لمتتتتتواطن و اقتيتتتتتادم إلتتتتتى مصتتتتتلحة الشتتتتترطة بتتتتتدعوى ونتتتتته مبحتتتتتو عنتتتتته وطنيتتتتتا متتتتتن أجتتتتتل جنحتتتتتة‬
‫عتتتتدم تتتتتوفير مؤونتتتتة شتتتتيا عنتتتتد تقديمتتتته لتتتترداء و بعتتتتد أداضتتتته بواستتتتطة الغيتتتتر مبلتتتت الشتتتتيا مو تتتتوع متتتتذ رة البحتتتتث تتتتتم إطتتتت‬
‫سراحه مساء نفس اليوم و تحقق إدارة األمن الحقا من وجود خطأ في هوية المشتكى به الحقيقي‪.‬‬

‫‪ 07‬ش ت ‪ -‬مللللف رقلللم ‪ 78‬منشلللور فلللي‬ ‫بتلللاريخ ‪ 12‬ابريلللل ‪2007‬‬ ‫‪ - 98‬حكلللم المحكملللة اإلداريلللة بالربلللاط رقلللم ‪699‬‬
‫الموقع االلكتروني‪:‬‬

‫‪adala.justice.gov.ma/production/.../ar/.../‬القضاء الشامل‬

‫‪38‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫ونفس القاعدة تنطبق على عيب االنحراف في استعمال السلطة حين تكون اإلدارة مسؤولة عن‬
‫الخطأ الذي يشوب القرار اإلداري نتيجة لهذا االنحراف بالسلطة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقدير الخطأ في حالة األعمال المادية‪:‬‬
‫العمل المادي الذي تسأل عنه اإلدارة نتيجة الخطأ المرفقي المرتبط بها هو كل عمل ال يندرج‬
‫تحت مدلول الق اررات اإلدارية ومثال ذلك أن تجري اإلدارة أشغاال في الطريق العام وتغفل إضاءتها ليال مما‬
‫يؤدي إلى إصابة المارة من جراء سقوطهم فيها‪.‬‬

‫وبصفة عامة فإن الخطأ في حالة األعمال المادية يتخذ صو ار متعددة كاإلهمال أو الترك أو‬
‫التأخير أو عدم التبصر‪...‬الخ‪.‬‬

‫وفي هذه الحاالت ال يتقيد القضاء اإلداري بقاعدة عامة في تقدير الخطأ المرفقي بل يفحص‬
‫كل حالة على حدة وال يقرر مسؤولية اإلدارة إال إذا كان الخطأ على درجة معينة من الجسامة يحددها وفق‬
‫اعتبارات مختلفة كمراعاة ظروف الزمان والمكان الذي وقع فيه الخطأ واألعباء الملقاة على عاتق المرفق‬
‫وطبيعة المرفق وذلك كله وفق التفصيل اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬مراعاة ظروف الزمان والمكان الذي يؤدي فيه المرفق عمله‪:‬‬
‫لزمن وقوع الفعل تأثير كبير على مسؤولية االدارة ‪ ،‬لدى يميز القضاء االداري بين الخطأ‬
‫المرفقي الذي يقع في الظروف العادية و بين الخطأ المرفقي الذي يقع في الظروف االستثنائية‪ ،99‬فالخطأ‬
‫المرتكب في الظروف االستثنائية أو الطارئة يستلزم التخفيف أو اعفاء اإلدارة من المسؤولية على ‪ ،‬وخاصة‬
‫في ظروف الحرب والكوارث وانتشار األوبئة وحدوث ثورات أو اضطرابات تجعل اإلشراف على المرفق صعبا‬
‫أو مستحيال كما قد يراعي القاضي اإلداري في تقديره للخطأ المرفقي ظروف أخرى أخف من الحاالت السابقة‬
‫كالساعة التي وقع فيها الخطأ هل كان ذلك في الليل أو بالنهار وإذا كان بالليل فهل هو في أوله أو في ساعة‬
‫متأخرة‪.100‬‬

‫كما يراعي القضاء االداري كذلك ظروف المكان الذي يؤدي فيه المرفق خدماته ‪ ،‬فالعمل في‬
‫األماكن و المناطق البعيدة كالجبال واألرياف ‪ ،‬يتشدد فيها القضاء اإلداري ويتطلب الخطأ الجسيم ألن‬
‫األخطار التي يواجهها المرفق في هذه األماكن تكون أشد عكس األماكن القريبة الواقعة في المناطق‬
‫الحضرية‪.101‬‬

‫‪ -99‬علي خطار شنطاوي‪ ،‬مسؤولية االدارة العامة عن أعمالها الضارة ‪ ،‬الطبعة االولى ‪،‬دار وائل للنشر ص ‪. 229‬‬
‫‪ -100‬سليمان محمد الطماوي‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.164 - 163 .‬‬
‫سليمان محمد الطماوي‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬قضاء التعويض وطرق الطعن في األحكام (دراسة مقارنة)‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬‬ ‫‪101‬‬

‫‪.170‬‬
‫‪39‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫ومثال ذلك أيضا قرار شق طريق جبلية للسير خالل فصل الشتاء‪ ،‬فهو قرار قد يكون محاطا‬
‫بشتى االحتماالت إذا ما تم اتخاذه في ظروف مناخية صعبة (مثل تساقط ثلوج أو أمطار غزيرة أو خطر‬
‫الشالالت واالنجراف)‪ ،‬في هذه الحاالت‪ ،‬يوجب القضاء إثبات الخطأ الجسيم‪.‬‬
‫‪ -3‬مراعاة أعباء المرفق‪:‬‬
‫تعتبر بعض المرافق بشكل تقليدي ذات مهمة أكثر صعوبة من غيرها‪ :‬وهذا هو الحال بالنسبة‬
‫لمصالح الشرطة في إطار عمليات الحفاظ على النظام العام‪ ،‬وللمرافق العمومية لالستشفاء‪.‬‬
‫‪-‬فيما يتعلق بمرفق الشرطة‪:‬‬
‫يجب التمييز بين عمليات الحفاظ على النظام العام والعمليات الخارجة عن النظام العام ‪،‬‬
‫بالنسبة للعمليات األولى ال يمكن تحريك المسؤولية اإلدارية ما عدا في حالة الخطأ الجسيم‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬إذا‬
‫استعملت أسلحة نارية‪ ،‬فإن األغيار الضحايا يتم تعويضهم على أساس المخاطر التي يعرضهم إليها استعمال‬
‫أسلحة خطيرة‪ .‬أما بالنسبة "للمستهدفين" بعملية الحفاظ على النظام‪ ،‬ستقوم المسؤولية على أساس الخطأ‬
‫الجسيم‪. 102‬‬

‫أما خارج عمليات الحفاظ على النظام‪ ،‬فإن مسؤولية مصالح الشرطة يتم تحريكها في إطار‬
‫الخطأ البسيط‪ ،‬ذلك أن تنظيم السير أو اتخاذ إجراءات ضبطية في مادة الصيد البري أو البحري أو المحافظة‬
‫على الصحة والوقاية العمومية‪ ،‬عمليات ال تشكل نشاطا ذا صعوبات متميزة‪.‬‬
‫‪ ‬المرافق العمومية لالستشفاء‪:‬‬
‫يتعين هنا أيضا التمييز بين األنشطة الطبية والجراحية ‪ ،‬واألنشطة اإلدارية التدبيرية ‪.‬‬
‫‪ ‬حالة األنشطة اإلدارية التدبيرية‪:‬‬
‫هنا يكفي الخطأ البسيط لتحريك مسؤولية المستشفى ‪ ،‬ومثال ذلك‪:‬‬

‫‪ ‬خلل في تشغيل المصعد الكهربائي‪.‬‬

‫‪ ‬الحراسة غير الكافية في مصلحة األمراض العقلية مما نتج انتحار مريض بمرض عقلي على‬
‫إثر تقصير في المراقبة‪.‬‬

‫‪ ‬عدم توفر الطاقم الطبي على أي طبيب مختص في التخدير‪.‬‬

‫‪ ‬استعمال أدوات غير صالحة‪.‬‬

‫‪ ‬اإلهمال مثل معالجة ضحية حادثة سير في قاعة مخصصة لمصابين بأمراض معدية أو‬
‫جرثومية‪.‬‬

‫‪ -102‬عبد هللا حداد‪ ،‬تطبيقات الدعوى اإلدارية في القانون المغربي‪ ،‬الطبعة ‪ ،2002‬ص‪.182 .‬‬
‫‪40‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪ ‬األنشطة الطبية والجراحية‪:‬‬


‫هنا البد من خطأ جسيم لتحريك مسؤولية المرفق الصحي‪ .‬وهو الحال مثال بالنسبة‪:‬‬

‫‪ ‬ترك معدات جراحية سهوا داخل جسم الضحية ‪.‬‬

‫‪ ‬بتر ثدي مريضة تم بناء على تحليل طبي معيب أبان عن خطأ وجود إصابة بالسرطان‪.‬‬

‫‪ ‬حرمان الهالكة من تص ية دمها اصطناعيا نظ ار لعوزها‪.103‬‬

‫‪ ‬وصف دواء معين بكمية كبيرة ولمدة طويلة دون مراعاة الحالة الصحية للمعني باألمر وإجراء‬
‫الفحوص الضرورية التي تفرضها قواعد المهنة الطبية‪.104‬‬

‫‪- ‬عدم بذل العناية الواجبة أثناء تشخيص اإلصابة و عدم التوفر على األجهزة و التقنيات‬
‫الضرورية و كذا عدم إحالة الضحية إلى الجهة الطبية األكثر تخصصا في الوقت‬
‫المناسب‪.105‬‬

‫هذا وتجب اإلشارة إلى أن القضاء االداري المغربي قد تخلى في بعض االحكام عن شرط الخطأ‬
‫مفس ار ذلك بأن مقتضيات الفصل ‪ 79‬من قانون االلتزامات والعقود تقضي باالكتفاء فقط بتوافر‬ ‫الجسيم‬
‫‪.‬‬ ‫عنصر الخطأ المصلحي دون اإلشارة إلى درجة هذا الخطأ ومدى جسامته إذ ال اجتهاد مع وجود النص‬
‫‪106‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن القاضي هو الذي يقرر متى يكون الخطأ بسيطا ومتى يكون جسيما‪،‬‬
‫فبوسعه إذن أن يعمل بشكل تام على مالءمة تقديره‪ ،‬ليس حسب الظروف فقط ‪ ،‬ولكن أيضا حسب ما‬
‫يقتضيه اإلنصاف‪.‬‬

‫‪103‬ـ حكم المحكمة اإلدارية بأكادير عدد ‪ ،2004/763‬بتاريخ ‪ .2004/10/21‬أورده عمرو بومزوغ‪ ،‬الخبرة الطبية القضائية‪ :‬أي أثر على القاضي المغربي‪،‬‬
‫منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ 101‬نونبرـ دجنبر ‪ ،2011‬ص‪.217 .‬‬
‫‪104‬ـ حكم المحكمة اإلدارية بمكناس‪ ،‬ملف رقم ‪ ،12/94/5‬عدد ‪ ،12/95/8‬بتاريخ ‪ ،1995/07/27‬أورده‪ :‬محمد األعر ‪ ،‬مسؤولية الدولة‬
‫والجماعات الترابية في تطبيقات القضاء اإلداري المغربي‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪ ،2013‬عدد ‪ ،99‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص‪.153 .‬‬

‫‪ -105‬حكم المحكمة اإلدارية بوجدة يحي سليماني ضد مستشفى الفارابي بوجدة عدد ‪ 36‬بتاريخ ‪ .2005/03/02‬وتتلخص وقائع هذه القضية‬
‫في ان‪ ":‬المدعي أصيب ابنه بقضيب خشبي في عينه اليمنى قام بنقله فورا إلى قسم المستعجالت بمستشفى الفارابي بوجدة فقام الطبيب المتواجد‬
‫بالديمومة بفحصه على الساعة الحادية عشر و النصف صباحا ثم أحاله مباشرة على قسم طب العيون بالمستشفى غير أن الطبيب المشرف على‬
‫هذا القسم الدكتور أقشيش‪ ،‬لم يكن متواجدا به و لم يقم ب فحصه إال على الساعة الثانية و خمسة و أربعين بعد الزوال و بعد فحصه صرح له أن‬
‫اإلصابة غير خطيرة و تستوجب استعمال األدوية فقط و أنه سيقوم بإجراء التحاليل في اليوم الموالي قبل إفطار الطفل ‪،‬غير أنه لن يحضر إلى‬
‫المستشفى في هذا اليوم و قد مكث الطفل في المستشفى لمدة ‪ 12‬يوم دون أن تجرى له أية عملية أو تشخيص و قد صرح له الطبيب المذكور أن‬
‫عين ابنه سليمة بعدما سلم له وصفة دواء‪ ،‬غير أن مباشرة بعد خروجه من المستشفى عرضه على طبيب في القطاع الخاص فأكد له أن ابنه قد‬
‫أصبح أعمى في عينه اليمنى مما اضطر معه إلى نقله إلى مستشفى االختصاصات بالرباط حيث أجريت له عملية جراحية مستعجلة غير أن‬
‫األطباء المشرفين على العملية أكدوا له مباشرة بعد االنتهاء من العملية أن هذه العملية قد جاءت متأخرة و أن الطفل قد أصيب فعال بالعمى‪....‬‬

‫‪106‬ت حكم المحكمة اإلدارية بمكناس‪ ،‬عدد ‪ ،12/95/02‬بتاريخ ‪ ،1995/07/27‬أوره محمد األعرج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.154 .‬‬
‫‪41‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الخطأ الشخصي‬

‫الخطأ الشخصي "هو الخطأ الذي ينسب إلى الموظف الذي يكون قد قام بأعمال ال تمت‬
‫بمصلحة المرفق بأي صلة‪ ،‬ونتجت عنها أضرار للغير فيكون ملزما يجبر الضرر من ماله الخاص لكونه هو‬
‫‪107‬‬
‫"‪ .‬فماهي معايير تحديد الخطأ الشخصي؟ وكيف عالج المشرع المغربي الخطأ الشخصي؟‬ ‫الفاعل‬

‫اوال‪ -‬معايير تحديد الخطأ الشخصي ‪:‬‬


‫أ‪ -‬المعايير الفقهية‪:‬‬
‫اختلف الفقهاء في معايير تحديد الخطأ الشخصي وأهم هذه المعايير‪:‬‬
‫‪ -1‬معيار النزوات أو األهواء الشخصية‪﴿:‬معيار الفيريير﴾‬
‫يقوم هذا المعيار على أساس النزوات الشخصية للموظف الذي نسب إليه الخطأ‪ ،‬فكلما قصد‬
‫النكاية و اإلضرار أو توخى منفعة ذاتية كان خطأه شخصيا يتحمل هو نتائجه‪.‬‬

‫وهذا المعيار وإن اتسم بالوضوح و التحديد إال أن أهم ما لوحظ عليه اهتمامه بالجانب الشخصي‪،‬‬
‫فسوء النية وحس نها تعد من األمور التي يصعب الكشف عنها لتعلقها بمسائل داخل اإلنسان ال يملك الكشف‬
‫عنها إال هو ذاته‪ ،‬كما أن هذا المعيار ال يتناول حاالت الخطأ الجسيم الذي يقع من الموظف بحسن نية‬
‫والذي ذهب القضاء إلى إدراجه في بعض الحاالت في نطاق الخطأ الشخصي‪.‬‬
‫‪ -2‬معيار انفصال الخطأ عن الوظيفة ‪﴿:‬معيار هوريو﴾‬
‫حسب هذا المعيار الخطأ الشخصي هو الخطأ الذي يمكن فصله عن أعمال الوظيفة – والخطأ‬
‫المرفقي هو الذي يدخل في أعمال الوظيفة ويكون متصال بها فال يمكن فصله عنها‪.‬‬

‫والخطأ الشخصي الذي يمكن فصله عن أعمال الوظيفة قد ينفصل عنها انفصاال ماديا أو معنويا‪.‬‬
‫فاالنفصال المادي يكون في حالة إتيان الموظف لعمل ليس له ماديا أية عالقة بواجبات وظيفته أو إذا كانت‬
‫الوظيفة ال تتطلب القيام به أصال‪ .108‬مثال التشهير من طرف مسؤول إداري بشخص تم حذف اسمه من‬
‫اللوائح االنتخابية لصدور حكم ضده‪.‬‬

‫ويعتبر الخطأ منفصالً انفصاالً معنوياً عن أعمال الوظيفة في حالة إتيان الموظف عمال يدخل‬
‫مادياً ضمن واجبات الوظيفة‪ ،‬ولكن ألغراض محددة غير تلك التي استخدم لتحقيقها ومثال ذلك كأن يقوم‬
‫العمدة بقرع أجراس الكنائس في جنازة مدنية ال تقرع لها األجراس‪.‬‬

‫‪-107‬عبد هللا حداد‪ ،‬تطبيقات الدعوى اإلدارية في القانون المغربي‪ ،‬الطبعة ‪ ،2002‬ص‪.182 .‬‬
‫‪ - 108‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬القضاء االداري – قضاء اإللغاء أو اإلبطال قضاء التعويأل وأصول وإجراءات ‪ ،‬ص ‪.240‬‬
‫‪42‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫وانتقد هذا المعيار على أساس أنه أوسع من الالزم في بعض األحيان ألنه يجعل كل خطأ مهما‬
‫كان تافهاً شخصياً لمجرد انفصاله عن واجبات الوظيفة ومن ناحية أخرى فإنه ال يشمل األخطاء الشخصية‬
‫المتصلة بواجبات الوظيفة إذا ما كانت على درجة كبيرة من الجسامة‪.109‬‬
‫‪ -3‬معيار الغاية من التصرف‪﴿ :‬معيار دوجى﴾‬
‫يقوم هذا المعيار على أساس الغاية من العمل اإلداري الخاطئ‪.‬فإذا كان الموظف قصد بعمله‬
‫تحقيق أغراض شخصية ال عالقة لها بالوظيفة أو االستفادة من سلطات وظيفته فإن الخطأ يعتبر شخصيا ‪،‬‬
‫وإذا قصد بعمله تحقيق أغراض الوظيفة فإن الخطأ يعد مرفقيا‪.110‬‬
‫ورغم بساطة هذا المعيار‪ ،‬إال أنه وجهت له انتقادات تتمثل في اقتصار الخطأ الشخصي على‬
‫حاالت تصرف الموظف بسوء النية فقط هذا في حين أن القضاء اإلداري يتجه في بعض الحاالت إلى اعتبار‬
‫خطأ الموظف خطأ شخصيا برغم حسن نيته وهي حاالت الخطأ الجسيم‪.111‬‬

‫‪ -4‬معيار جسامة الخطأ ‪﴿:‬معيار جيز﴾‬

‫يعتبر هذا المعيار الموظف مرتكبا خطأ شخصيا كلما كان الخطأ جسيما يصل إلى حد ارتكاب‬
‫جريمة تقع تحت طائلة قانون العقوبات‪ ،‬ويعتبر الخطأ مرفقيا إذا كان الخطأ من األخطاء العادية التي‬
‫يتعرض لها الموظف في أداء عمله‪.112‬‬

‫وهذا المعيار غير جامع وال مانع ‪ ،‬فهو يعاب عليه عدم استيعابه حاالت القضاء‪.113‬‬

‫‪ -5‬معيار االلتزام الذي أخل به ‪﴿:‬معيار دوك راسي﴾‬

‫يقوم هذا المعيار على طبيعة االلتزام الذي أخل به فإذا كان هذا االلتزام من االلتزامات العامة‬
‫التي يقع عبئها على الجميع يعد اإلخالل بها خطأ شخصيا أما إذا كان االلتزام من االلتزامات التي ترتبط‬
‫بالعمل الوظيفي فإن اإلخالل بها يعد خطأ مرفقياً ‪.‬‬

‫غير أن هذا المعيار تعرض للعديد من االنتقادات ألن العديد من األحكام القضائية اعتبرت الخطأ‬
‫شخصياً رغم أن طبيعة االلتزام الذي أخل به مرتبط بالعمل الوظيفي‪ ،‬كما أن هذا المعيار ال يوضح متى‬
‫يكون االلتزام عاماً ومتى يكون وظيفياً ‪.114‬‬

‫يمكن المالحظة بسهولة أن جميع هذه المعايير لها مدلوالت متقاربة بل هي مجرد أوصاف أو‬
‫مدلوالت للخطأ ومتشابهة ‪ ،‬ال يمكن أن ترقى ألن تكون معيا ار ‪ ،‬قد تصيب وقد تخيب أحيانا‪ ،‬كما أنها في‬

‫‪ - 109‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬مرجع أعاله ‪ ،‬ص‪.242 .‬‬


‫‪ - 110‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬مرجع أعاله ‪ ،‬ص ‪.241‬‬
‫‪ - 111‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬مرجع أعاله ‪ ،‬ص‪.240 .‬‬
‫‪ - 112‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬مرجع أعاله ‪ ،‬ص ‪.241.‬‬
‫‪ - 113‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.241.‬‬
‫‪ - 114‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬مرجع أعاله ‪ ،‬ص‪-‬ص‪.47-46. .‬‬
‫‪43‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫طرحها للمعايير تبدو بسيطة ولكنها معقدة في تطبيقها‪ ،‬ولهذا كان القضاء يتطور على هامش الفقه لكنه كان‬
‫أكثر تدرجا وتفرقة‪.‬‬
‫ب‪-‬المعايير القضائية‪:‬‬
‫لم يتقيد القضاء بمعيار معين‪ ،‬وإنما يفحص كل حالة على حدى حسب الظروف‪.‬‬
‫‪ -1‬معيار الخطأ المنفصل تماما عن واجبات الوظيفة‪:‬‬
‫حسب هذا المعيار الخطأ الشخصي هو الخطأ الذي يرتكبه الموظف في حياته الخاصة بعيدا عن‬
‫عمله اإلداري أو الوظيفي كقتل شرطي لزوجته أو ارتكبه الموظف أثناء قيامه بوظيفته ولكنه ليس له أي صلة‬
‫‪ .‬ومثال ذلك حالة القبض على أحد األفراد واقتياده لمركز الشرطة أين يخضع‬ ‫بواجبات و تقاليد الوظيفة‬
‫‪115‬‬

‫العتداء جسدي عنيف دون مبرر وبدون أية مقاومة من جانبه‪.‬‬


‫أو إذا كان الخطأ ارتكب خارج المهنة ولكنه حدث بمساعدة وسائل وضعها المرفق تحت تصرف‬
‫الموظف أو أعطيت له بحكم الوظيفة‪ ،‬كأن يعبث أحد رجال األمن بسالحه الوظيفي الذي سلم له بطريقة‬
‫نظامية في بيته برفقة زميله فخرجت رصاصة من السالح أردت زميله قتيال‪.‬‬
‫‪-2‬المعيار الخطأ العمدي ‪:‬‬
‫في هذا النوع من الخطأ يبحث القاضي سوء نية صاحب الخطأ ‪ ،‬والتمييز على أساس النية يعد‬
‫تطبيقا لفكرة ( الفيريير) عن ( األهواء الشخصية) ولمعيار الغاية الذي قال به (دوجي﴾‪.‬‬

‫فهذا المعيار يدفع بنا إلى البحث عن النية أو الدافع الذي حفز الموظف على إتيان الفعل الضار‪.‬‬
‫فإذا استغل الموظف منصبه ووظيفته لالنتقام من شخص معين‪ ،‬كالشرطي الذي يلجأ إلى استعمال العنف‬
‫أثناء أدائه لمهمة ما أو الذي يقتل بدافع االنتقام ‪ .‬أو إذا ما استغل الموظف وظيفته لتحقيق مصلحة شخصية‬
‫كاالختالسات وتحويل األموال‪ ،‬أو السرقة المنظمة فإن الخطأ في هذه الحاالت يعتبر خطأ شخصيا‪.‬‬
‫‪ -3‬معيار جسامة الخطأ‪:‬‬
‫يعتبر الخطأ شخصيا حسب هذا المعيار لمجرد بلوغه درجة معينة من الجسامة حتى لوكان ال‬
‫يشوبه نية سيئة ‪ ،‬ولهذا الخطأ ثالثة تطبيقات‪:‬‬

‫‪-‬أن يخطئ الموظف خطأ ماديا جسيما كما لو تهور أحد الرؤساء واتهم أحد مرؤوسيه بالسرقة دون‬
‫مبرر‪ ،‬وكذا إخالل طبيب جراح بالتزاماته وهذا لعدم استجابته للنداءات الصادرة من غرفة مريضة أجريت لها‬
‫عملية جراحية وكانت بحالة سيئة فأدى ذلك لموتها ‪ ،‬أو قيام أحد األطباء بتطعيم عدد من األطفال ضد‬
‫الدفتيريا بدون اتخاذ اإلجراءات الوقائية الالزمة فأدى إلى تسمم األطفال‪.‬‬

‫‪ - 115‬علي خطاري شنطاوي ‪ ،‬مسؤولية اإلدارة العامة عن أعمالها الضارة‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن ‪ ،2008‬ص‪.170 .‬‬
‫‪44‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪-‬أن يخطئ الموظف خطأ قانونيا جسيما ‪ ،‬و ذلك بتجاوزه سلطاته بصورة بارزة ‪ ،‬كما لو أمر أحد‬
‫الموظفين مواطنا ما بهدم حائط يملكه دون وجه حق‪.‬‬

‫‪-‬أن يكون الفعل الضار المرتكب من الموظف جريمة تخضع لقانون سواء كانت هذه الجريمة‬
‫متعلقة بصفته كموظف كإفشاء السر المهني والخيانة أو كانت من جرائم القانون العام كالسلب والقتل الخطأ‪.‬‬

‫ولكن ما يجب مالحظته أن درجة الجسامة ال تخضع لمعيار محدد بل يعود للقضاء تحديد درجة‬
‫خطورة الخطأ‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬الخطأ الشخصي في القانون المغربي‬
‫ما هو موقف المشرع المغربي للخطأ الشخصي ؟ وما هي العالقة بين المسؤولية الشخصية‬
‫والمسؤولية اإلدارية؟‬
‫ي ت ت ت ت ت ت تتنص الفص ت ت ت ت ت ت تتل ‪ 80‬م ت ت ت ت ت ت تتن ظهي ت ت ت ت ت ت تتر االلت ازم ت ت ت ت ت ت تتات و العق ت ت ت ت ت ت تتود ‪116‬عل ت ت ت ت ت ت تتى أن‪" :‬مس ت ت ت ت ت ت تتتخدمي‬
‫الدول ت ت ت تتة و البل ت ت ت تتديات مس ت ت ت تتؤولون شخص ت ت ت تتيا ع ت ت ت تتن األضت ت ت ت ترار الناتج ت ت ت تتة ع ت ت ت تتن تدليس ت ت ت تتهم أو ع ت ت ت تتن األخط ت ت ت تتاء‬
‫الجس ت ت ت تتيمة الواقع ت ت ت تتة م ت ت ت تتنهم ف ت ت ت تتي أداء وظ ت ت ت تتائفهم وال يج ت ت ت تتوز مس ت ت ت تتاءلة الدول ت ت ت تتة ف ت ت ت تتي ه ت ت ت تتذه الحال ت ت ت تتة إال ف ت ت ت تتي‬
‫حالة إعسار الموظفين المسؤولين عنها"‪.‬‬
‫انطالق ت ت ت ت ت تتا م ت ت ت ت ت تتن ه ت ت ت ت ت تتذا الفص ت ت ت ت ت تتل ‪ ،‬ف ت ت ت ت ت تتإن المس ت ت ت ت ت تتؤولية الشخص ت ت ت ت ت تتية للموظ ت ت ت ت ت تتف تتحق ت ت ت ت ت تتق ف ت ت ت ت ت تتي‬
‫الحاالت التالية‪:‬‬
‫أ‪-‬الخطأ الشخصي هو الخطأ المقترف خارج العمل‪:‬‬
‫يتحق ت ت ت ت ت ت تتق الخط ت ت ت ت ت ت تتأ الشخص ت ت ت ت ت ت تتي خ ت ت ت ت ت ت تتارج المرف ت ت ت ت ت ت تتق إذا ق ت ت ت ت ت ت تتام الموظ ت ت ت ت ت ت تتف بالعم ت ت ت ت ت ت تتل الموج ت ت ت ت ت ت تتب‬
‫لمس ت ت ت تتؤوليته الشخص ت ت ت تتية خ ت ت ت تتارج نط ت ت ت تتاق وظيفت ت ت ت تته وخ ت ت ت تتارج أوق ت ت ت تتات العم ت ت ت تتل‪ .‬فبمج ت ت ت تترد مغ ت ت ت تتادرة العم ت ت ت تتل ال‬
‫يمك ت ت ت تتن للموظ ت ت ت تتف طبع ت ت ت تتا أن ي ت ت ت تتزج بمس ت ت ت تتؤولية المرف ت ت ت تتق م ت ت ت تتن خ ت ت ت تتالل س ت ت ت تتلوكه فاألخط ت ت ت تتاء الت ت ت ت تتي يقترفه ت ت ت تتا‬
‫هتتذا‬ ‫و‬ ‫ستتالحه‬ ‫بواستتطة‬ ‫شخصتتا‬ ‫يغتتتال‬ ‫التتذي‬ ‫يستتأل عنهتتا شخصتتيا كتتأي فتترد‪ .‬كالشتترطي‬
‫خارج وظيفته أو الحريق العمدي الذي يقبل عليه رجل المطافئ خارج إطار وظيفته ‪.‬‬
‫‪ -1‬الخطأ الناتج عن التدليس‪:‬‬
‫اعتب ت ت ت تتر المش ت ت ت تترع قي ت ت ت تتام الموظ ت ت ت تتف بأعم ت ت ت تتال تدليس ت ت ت تتية م ت ت ت تتن ب ت ت ت تتين ح ت ت ت تتاالت الخط ت ت ت تتأ الشخص ت ت ت تتي‬
‫الت ت ت ت تتذي يعت ت ت ت تتوض الضت ت ت ت تترر النت ت ت ت تتاتج عنت ت ت ت تته مت ت ت ت تتن مت ت ت ت تتال الموظت ت ت ت تتف الخت ت ت ت تتاص﴿ الفصت ت ت ت تتل ‪ 80‬مت ت ت ت تتن ظهيت ت ت ت تتر‬
‫االلتزامات و العقود ﴾‪.‬‬

‫‪ -116‬ظهيلللللللر ‪ 12‬غشلللللللت ‪ 1913‬المكلللللللون لقلللللللانون االلتزاملللللللات والعقلللللللود المغربلللللللي المنشلللللللور بالجريلللللللدة الرسلللللللمية فلللللللي نسلللللللختها‬
‫الفرنسللللللللية عللللللللدد ‪ 46‬ص ‪ ، 76‬كمللللللللا غيللللللللر وتمللللللللم ظهيللللللللر الشللللللللريف رقللللللللم ‪ 1.07.129‬الصللللللللادر بتللللللللاريخ ‪. – 2007/11/30‬ر‬
‫عدد ‪ 5584‬المنشور بالجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 06‬دجنبر ‪ ،2007‬ص‪.3379 .‬‬
‫‪45‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫وطبقت ت ت ت ت ت تتا للفصت ت ت ت ت ت تتلين ‪ 52‬و‪ 53‬مت ت ت ت ت ت تتن الظهيت ت ت ت ت ت تتر المت ت ت ت ت ت تتذكور فت ت ت ت ت ت تتإن التت ت ت ت ت ت تتدليس يتحقت ت ت ت ت ت تتق بت ت ت ت ت ت ت توافر‬
‫الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬استعمال الموظف لوسائل إحتيالية لتضليل الغير‪.‬‬

‫‪ -‬اعتبمممممممار همممممممذه الوسمممممممائل اإلحتياليمممممممة همممممممي المممممممدافع الرئيسمممممممي إلمممممممى قيمممممممام الممممممممدلس‬
‫عليه بتصرف معين‪.‬‬

‫‪ -‬صممممممدور الوسممممممائل االحتياليممممممة مممممممن الطممممممرف اآلخممممممر أو أن هممممممذا الطممممممرف علممممممى علممممممم‬
‫بها‪.‬‬

‫فالتدليس يتكون من كل تصرف يفيد نية األضرار ويضمر سوء المسعى لدى صاحبه‪.‬‬
‫‪ -3‬الخطأ الجسيم أثناء مزاولة المهام‪:‬‬
‫أقر المشرع المغربي فكرة الخطأ الجسيم في الفصل‪ 80‬من ظهير االلتزامات و العقود واعتبره من‬
‫صور الخطأ الشخصي‪.‬‬
‫وهكذا فكل خطأ جسيم يقع من الموظف أثناء قيامه بواجبات وظيفته يشكل خطأ شخصيا يسأل‬
‫عنه الموظف في ماله الخاص‪.‬‬
‫غير أن التمييز بين الخطأ المصلحي‪ -‬الخطأ اليسير‪ -‬والخطأ الشخصي – الخطأ الجسيم‪ -‬مسألة‬
‫واقع رهينة بشكل واسع جدا بالظروف المحيطة بكل قضية على حدة‪ .‬وهو ما يجعل مفهوم الجسامة مفهوم‬
‫نسبي رهين بتقدير معين يتسم حتما بنوع من الذاتية‪.‬‬
‫فالقاضي يميل أحيانا إلى تكييف بعض األخطاء على أنها أخطاء مرفقية حتى عندما يقترف‬
‫الموظف أخطاء يمكن أن تظهر رغم كل شيء أنه ال غبار على جسامتها‪.‬‬
‫قبل إنشاء المحاكم اإلدارية كان التمييز ال يكتسي أهمية بالغة مادام نفس القاضي كان يبث في‬
‫جميع الحاالت‪ .‬لكن بعد إنشاء المحاكم اإلدارية سيصبح الوضع مختلفا ألنه يتعين متابعة الموظف‬
‫المسؤول شخصيا أمام القاضي العادي بينما يستوجب في حالة الخطأ المصلحي مقاضاة الجماعة العمومية‬
‫أمام المحكمة اإلدارية‪.‬‬
‫ب ‪-‬العالقة بين المسؤولية الشخصية والمسؤولية اإلدارية ‪:‬‬
‫أقر المشرع المغربي مبدأ التنافي بين المسؤوليتين اإلدارية والشخصية‪ ،‬حيث ميز بين الخطأ‬
‫المرفقي والخطأ الشخصي‪ .‬وهو ما يظهر من الفصيل ‪ 79‬و‪ 80‬من قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫ينص الفصل ‪ 79‬منه على أن" الدولة و البلديات مسؤولة عن األضرار الناتجة مباشرة عن تسيير‬
‫إدارتها وعن األخطاء المصلحية لمستخدميها"‪ ،‬بينما نص الفصل ‪ 80‬على أن "مستخدمو الدولة والبلديات‬

‫‪46‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫مسؤولون شخصيا عن األضرار الناتجة عن تدليسهم أو عن األخطاء الجسيمة الواقعة منهم في أداء وظائفهم‬
‫وال تجوز مطالبة الدولة و البلديات بسبب هذه األضرار إال عند إعسار الموظفين المسؤولين عنها "‪.‬‬
‫من خالل منطوق الفصلين‪ ،‬يتبين أن المشرع المغربي حمل للدولة المسؤولية عن األخطاء المرفقية‪،‬‬
‫فيما حمل الموظفين واالعوان العموميين المسؤولية عن أخطائهم الشخصية والتي لكي تكون كذلك‪ ،‬قرنها‬
‫بالتدليس‪ ،‬أو أن تكون جسيمة‪.‬‬
‫ففي حالة اقتران الخطأ الشخصي للموظف بأعمال التدليس‪ ،‬أو كان الخطأ المرتكب جسيما فإن‬
‫االمر يستوجب رفع دعوى التعويض ضد الموظف المرتكب الخطأ الشخصي‪ ،‬وفي حالة ثبوت اعساره تتدخل‬
‫االدارة ألداء التعويض‪.‬‬
‫وفي هذا االطار ينبغي التنبيه الى أن دعوى التعويض التي يمكن رفعها على االدارة للحصول على‬
‫تعويض هي من قبيل الدعاوي االحتياطية التي ال يمكن قبولها إال بعد أن توجه الدعوى ضد الموظف ويثبت‬
‫اعساره بتقديم محضر عدم وجود ما يحجز‪ .‬كما ينبغي االشارة إلى أن حلول الدولة محل الموظف في أداء‬
‫التعويض هو حلول مؤقت إذ يمكن لإلدارة أن ترجع على الموظف الستعادة ما دفعته من تعويض عن خطئه‬
‫الشخصي‪.117‬‬
‫هكذا ‪ ،‬أقر المشرع المغربي نظام عدم الجمع بين المسؤوليتين‪ ،‬فالمسؤولية إما أن تكون هناك‬
‫مسؤولية إدارية وإما أن تكون مسؤولية شخصية وفي هذه الحالة األخيرة ال يمكن مطالبة الجماعات العمومية‬
‫إال في حالة إعسار الموظف المسؤول‪.118‬‬
‫ومن إيجابيات هذا النظام هو أن الضحية يمتلك دائما ضمانا في أن يتم تعويضه حيث يجب عليه‬
‫رفع دعوى التعويض ضد الموظف الذي ارتكب الخطأ الشخصي وفي حالة ثبوت اعساره يجب عليه ان يرفع‬
‫دعوى الحلول ضد االدارة لتحل محل الموظف ألداء التعويض ‪ .‬غير أن الجماعة العمومية ال تفعل أكثر‬
‫من أن تحل محل أعوانها في إجبارية األداء وليس في المسؤولية ‪ .‬وهو ما يشكل نوعا من الضمانة‬
‫التشريعية القائمة لفائدة الضحايا ولكنها ال تعني مسؤولية الجماعة العمومية‪.‬‬
‫كما أن مبدأ المسؤولية الشخصية للموظفين العموميين أمر ضروري لتفادي تفشي نوع من اإلحساس‬
‫باإلفالت من العقوبة داخل اإلدارة من طرف أعوان قد ينساقوا‪-‬ألنهم على علم بالحماية التي ينعمون بها في‬
‫كل األحوال‪ -‬إلى عدم االكتراث بتبعات تصرفهم والى عدم ايالء الحرص الكافي للوجبات المهنية التي تكون‬
‫على عاتقهم‪.‬‬

‫‪ 117‬ـ ميشال روسي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.422.‬‬


‫‪118‬ـ في نفس المعنى جاء في حكم ابتدائية القنيطرة بتاريخ ‪ 1977/05/23‬ما يلي‪" :‬حيث إن األضرار التي أصابت الضحية‪ ،‬نتيجة الخطأ‬
‫الجسيم المرتكب من طرف الدكتور‪...‬والذي أدى إلى بتر يد الضحية اليسرى من الكتف‪ ،‬تعتبر أضرارا بالغة‪ ،‬تتمثل في حرمانه من ممارسة‬
‫شؤونه بصفة عادية‪...‬فيصير مبلغ الصافي الذي يستحقه الضحية عن كل األضرار هو ‪ 132.000‬درهم‪ ،‬وهو المبلغ الذي يصبح المدعى عليه‬
‫الدكتور‪...‬ملزما بأدائه‪ ،‬تحل محله الدولة المغربية بوصفها مسؤولة مدنيا عن األخطاء المصلحية الجسيمة المرتكبة ضد الغير من طرف‬
‫موظفيها‪ ،‬بما هو في معنى الفصل ‪ 79‬من ق‪.‬ل‪.‬ع"‪ .‬أورده عمرو بومزوغ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.211 .‬‬
‫‪47‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫غير أنه من سلبياته هو أن الضحية سيجد نفسه أمام صعوبة تكييف الخطأ ‪ ،‬وبالتالي ستساهم‬
‫خاصية عدم الجمع بين المسؤوليتين في تعقيد وضعية الضحية الذي يتوجب عليه وقبل كل شيء االهتداء‬
‫للقاضي المختص ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المسؤولية االدارية بدون خطأ‬

‫تعني المسؤولية اإلدارية بدون خطأ أن اإلدارة تكون مسؤولية عن الضرر الذي أصاب المضرور‬
‫نتيجة قيام اإلدارة بأعمالها‪ ،‬حتى ولو لم يصدر منها أي خطأ وعلى المضرور أن يقو م بإثبات العالقة‬
‫السببية بين نشاط اإلدارة والضرر الذي أصابه دون حاجة إلى إثبات خطأ اإلدارة‪.119‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬المسؤولية عن األ رار الناجمة عن األشغال العمومية‬

‫األشغال العمومية في القانون اإلداري هي كل إعداد مادي لعقار سواء كان هذا اإلعداد المادي بناءا‬
‫أو صيانة أو ترميما يستهدف تحقيق منفعة عامة ‪ ،‬ويتم لحساب شخص من أشخاص القانون العام أو لتسيير‬
‫مرفق عام‪ .‬وهذه الصورة هي أقدم الصور التي طبق فيها القضاء اإلداري الفرنسي المسؤولية اإلدارية على‬
‫أساس المخاطر ‪ ،‬وقد عرفت قواعد المسؤولية اإلدارية عن األشغال العمومية تطو ار مهما فقد كان االجتهاد‬
‫القضائي يستند على معيار الضرر وميز فيه بين الضرر الدائم والضرر العرضي‪ .‬إال أن القضاء هجر هذا‬
‫المعيار واستند على معيار الضحية‪.‬‬
‫أوال‪ -‬معيار الضرر‪:‬‬

‫يقوم هذا المعيار على اساس التمييز بين الضرر الدائم والضرر العرضي‪.‬‬

‫أ‪-‬الضرر الدائم لألشغال العمومية‪:‬‬

‫ينجم بشكل موضوعي عن إنجاز شغل عمومي أو عن وجود منشأة عمومية‪ ،‬فالضرر الدائم هو‬
‫الضرر الذي يستمر زمنا طويال ويعيب األمالك نتيجة األشغال العمومية‪ ،‬ومثال ذلك‪:‬‬

‫‪ -1‬االرتجاجات المترتبة عن ممرات السكك الحديدية‪.‬‬

‫‪ -2‬الهزيم الذي يتسبب فيه إقالع الطائرات‪.‬‬

‫‪ -3‬ال يضانات الناجمة عن التغيرات المحدثة نتيجة إحدى عمليات الشغل العمومي‪.120‬‬

‫‪ -4‬مد أسالك كهربائية وسط ملك احد االشخاص‪.121‬‬

‫‪ -5‬مد خطوط هات ية‪.‬‬

‫‪ --119‬ميشيل روسي‪ ،‬المنازعات اإلدارية بالمغرب‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد هيري الجياللي أمزيد‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص‪.194.‬‬
‫‪ -120‬قرار محكمة االستاناف بالرباط‪ ،‬ورثة مارك ‪ ،marc‬صادر في ‪ 28‬أكتوبر ‪ ،1941‬مجموعة قرارات محكمة االستاناف بالرباط‪،‬‬
‫‪ ،1942‬ص‪.)Racar( 305 .‬‬
‫‪ - 121‬قرار المجلس األعلى بتاريخ في ‪ 9‬يناير ‪ ،1960‬قضية مازويي ومن معه (مجموعة قرارات المجلس األعلى‪ ،‬ص‪.) 203 .‬‬
‫في هذه القضية قبل المجلس األعلى في قرار صادر في ‪ 9‬يناير ‪ ،1960‬بتعويأل صاحب احد األمالك نتيجة مرور خط كهربائي وسط ملكه‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪ -6‬بناء سد‪.‬‬

‫‪ -7‬تحويل طريق‪.122‬‬
‫ب‪-‬الضرر العر ي‪:‬‬

‫الضرر العرضي هو نتيجة فجائية لتنفيذ الشغل العمومي‪ ،‬هذه النتيجة ليست عادية‪ ،‬فربما كان‬
‫من الالزم تفاديها‪ ،‬األمر يتعلق إذن بحادث طارئ‪ ،‬و من األمثلة على ذلك‪:‬‬

‫‪ -1‬سقوط حائط في طور البناء‪.‬‬

‫‪ -2‬عدم وجود إشارات متعلقة بوجود حفرة أو ورش او أشغال عمومية او غياب عالمات‬
‫التنبيه بمعبر خطير او عدم اإلشارة لوجود الخطر على طريق عمومي (مبنى عمومي)‪.‬‬

‫‪ -3‬انجراف ناتج عن استعمال المتفجرات‪.‬‬

‫‪ -4‬سقوط أحد األسالك الكهربائية‪.‬‬

‫‪ -5‬تدفق مياه ملوثة أو رائحة كريهة يعود مصدرها إلى شغل عمومي أو مبنى عمومي‪.‬‬

‫واألضرار الواردة في هذه القائمة هي على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬ألن مسألة تحديد األضرار‬
‫الناجمة عن األشغال العمومية تعود إلى السلطة التقديرية للقاضي اإلداري حسب ظروف ومالبسات وطبيعة‬
‫الضرر وعالقته بالشغل العمومي‪ .‬إذ يمكن ارجاع صور الضرر الناجم عن األشغال العمومية بشكل عام‬
‫إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬ضرر ناجم عن إنجاز أشغال عمومية‪.‬‬

‫‪ -2‬ضرر ناجم عن عدم تنفيذ شغل عمومي‪.‬‬

‫‪ -3‬ضرر ناجم عن سوء سير مبنى عمومي أو عدم صيانته‪.‬‬

‫إال أن تجب اإلشارة إلى ان القضاء االداري قد هجر هذا المعيار واستند إلى معيار الضحية‪،‬‬
‫وميز بين ما إذا كانت الضحية من الغير أو المشارك أو المرتفق‪ .‬وذلك بعدما كان يؤسس المسؤولية‬
‫االدارية عن االشغال العمومية على أساس المخاطر أي دون خطأ باعتبار الضرر نتيجة حتمية ومحسوبة‬
‫ضمن مخاطر تنفيذ األشغال العمومية‪.‬‬

‫‪-122‬قرار محكمة االستاناف بالرباط في حكم لها بتاريخ‪ ،1953/07/01‬أورده ميشال روسي ن مرجع سابق ‪،‬ص‪.155.‬‬
‫قضت محكمة االستاناف بالرباط في هذه القضية بتقديم التعويأل لصاحب المصنع الذي تضرر من جراء قيام اإلدارة بحذف طريق كان يمكنه من الوصول‬
‫إلى المصنع بسهولة‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬
‫ثانيا‪ -‬معيار الضحية‪:‬‬

‫كما سبق اإلشارة إليه سالفا فإن القضاء يعتمد معيار الضحية‪ ،‬وعليه فقواعد المسؤولية تختلف‬
‫باختالف ما إذا كان الضحية من المشاركين أو من المرتفقين او من الغير‪.‬‬
‫أ‪-‬األ رار الواقعة على المشار ين ‪:‬‬
‫المشارك هو الشخص الذي ينفذ بطريقة أو بأخرى الشغل العمومي (أي يشارك في إنشاء المبنى‬
‫العمومي) ويندرج تحت هذا التعريف المقاول وعماله ‪ ،‬وقد يكون المشارك شخصا اعتباريا‪.‬‬

‫إن تعويض األضرار التي يتحملها هؤالء يؤسس على الخطأ وليس على المخاطر باعتبار أن‬
‫المشارك ليس غريبا عن مخاطر العملية كونه يشارك في إنجاز المبنى‪.‬‬
‫ب‪-‬األ رار الواقعة على المرتفقين‪:‬‬
‫المرتفق هو الشخص الذي يستعمل فعال المبنى العمومي المتسبب في الضرر‪ ،‬كوقوع شجرة على‬
‫أشخاص في حديقة عمومية‪ .‬ويعتبر مرتفقا كذلك المستفيد بمرافق الماء و الكهرباء‪ ،‬بحيث يكون الشخص‬
‫مرتفقا عندما يصيبه ضرر من القناة التي يستفيد منها‪ ،‬ويعتبر من الغير إن كان مصدر الضرر القناة‬
‫الرئيسية‪ .‬وهنا ال تعفى اإلدارة عن مسؤوليتها إال إذا أثبتت أنها قامت بالصيانة العادية في حالة ما إذا كان‬
‫الشخص مرتفقا ‪.‬‬

‫تعتبر قرينة العيب في الصيانة العادية قرينة قوية تجعل المسؤولية تقترب في العمل من المسؤولية‬
‫على أساس المخاطر‪ .‬وعلى اإلدارة لن في هذه القرينة أن تثبت قيامها بإجراءات الصيانة العادية أي إثبات أنها‬
‫فعلت كل ما كان عليها أن تفعل لتفادي الضرر ‪.‬كما يمكن للدولة أن تعفى من المسؤولية إذا أثبتت أن‬
‫الضرر الذي أصاب الضحية كان نتيجة خطئه الشخصي أو نتيجة القوة القاهرة‪.‬‬
‫ج‪-‬األ رار الواقعة على الغير‪:‬‬
‫الغير هو ذلك الشخص الذي ال يستعمل المبنى العمومي وال يستفيد من األشغال العمومية‪ .‬في هذه‬
‫الحالة تؤسس المسؤولية االدارية على أساس المخاطر‪ ،‬وهو أمر منطقي مادام أن الغير ال يجني أي نفع من‬
‫المنشأة أو العملية‪ ،‬ولن يكون من اإلنصاف أن يلزم من جهته بإثبات الخطأ اإلداري‪ .‬كتعرض معمل‬
‫لفياضانات من جراء حذف حاجز مجرى واد خالل عملية شغل عمومي‪.‬‬
‫الفقرررررررررررة الثانيررررررررررة ‪ :‬المسررررررررررؤولية اإلداريررررررررررة عررررررررررن األشررررررررررياء و األنشررررررررررطة‬
‫الخطيرة‬

‫وتندرج تحتها الحاالت اآلتية‪ :‬المسؤولية اإلدارية عن مخاطر الجوار غير العادية و المسؤولية‬
‫االدارية بسبب المتفجرات والذخيرة واستعمال األسلحة النارية من طرف قوات األمن والمسؤولية االدارية بسبب‬
‫العالجات الطبية والجراحية الخطيرة‪....‬‬

‫‪50‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫أوال‪ -‬المسررررررؤولية اإلداريررررررة عررررررن مخرررررراطر الجرررررروار يررررررر العاديررررررة وعررررررن‬


‫المتفجرات والذخيرة‪:‬‬

‫أ‪-‬المسؤولية االدارية عن مخاطر الجوار ير العادية‪:‬‬

‫تتحقق مسؤولية الدولة في هذه الحالة كلما زاولت اإلدارة أعماال خطيرة وعرضت من يجاورها من‬
‫السكان لهذا الخطر ‪ ،‬فتلتزم بالتعويض بصرف النظر عن قيام ركن الخطأ‪ .‬ومن األمثلة على ذلك نذكر‪:‬‬

‫‪ -1‬تعويض مالكة بقع أرضية تضررت مزروعاتها المجاورة لمعامل المكتب الشريف للفوسفاط‬
‫من النفايات الكيماوية التي تلقيها هذه األخيرة والدخان المتساقط من المداخن والذي تسبب في قتل‬
‫جميع أنواع الزرع وكذا العديد من المواشي‪.123‬‬

‫‪ -2‬األضرار الناشئة عن المصانع والمنشآت التي تتوفر على متفجرات أو أسلحة أو مواد‬
‫صناعية أو كيماوية خطيرة أو غازات سامة‪.‬‬

‫‪ -3‬إتالف الخنازير البرية المحمية من طرف الدولة المغربية لمحصول القمح الطري‪.124‬‬

‫‪ -4‬خروج الخنازير البرية من الغابة العائدة للملك العمومي و إلحاقها أضرار بالضيعات و‬
‫المزارع المجاورة لها‪.125‬‬

‫نتيجة تعرضه العتداء من طرف خنزير بري إثر عودته من‬ ‫‪ -5‬وفاة تلميذ‬
‫المدرسة‪(.126‬المسؤولية اإلدارية عن الحيوانات المتوحشة)‪.‬‬
‫ب‪-‬المسؤولية اإلدارية بسبب أنشطة المتفجرات والذخيرة‪:‬‬

‫تقوم مسؤولية الدولة في هذه الحالة على أساس المخاطر وال يكون بالتالي المتضرر ملزما بإثبات‬
‫الخطأ من جانبه الشيء الذي تتحمل معه الدولة كامل مسؤوليتها عن هذه االنشطة ومثال ذلك نذكر ما يلي‪:‬‬

‫‪ -123‬قرار المجلس األعلى الغرفة اإلدارية كهياة استانافية عدد‪ ،779 :‬بتاريخ ‪ 2007/09/12‬بين السيدة حبيبة بنجار‪،‬‬
‫والمكتب الشريف للفوسفاط ‪.‬منشور على الموقع االلكتروني ‪ ،‬تاريخ الولو ‪ 2020-01-02https://www.mahkamaty.com‬وتلخص‬
‫وقائع هذه القضية في أن المدعية تملك بقعا أرضية كائنة بدوار آيت باعمران بآسفي وأنها تضررت من النفايات التي تلقيها معامل المكتب‬
‫الشريف للفوسفاط والدخان المتساقط من المداخن والذي تسبب في قتل جميع أنواع الزرع وكذا العديد من المواشي حيث أصبح استغاللها‬
‫مستحيال ‪ ،‬فاعتبر المجلس األعلى أن‪ ":‬المعامل التابعة للمكتب الوطني الشريف للفوسفاط تنفث دخانا وتلقي بنفايات كيماوية ‪ ....‬وبالتالي فإن‬
‫مسؤولية هذا األخير عن تلك األضرار قائمة على أساس المخاطر "‪.‬‬
‫‪ -.124‬قرار حمكمة النقض عدد ‪ 132 :‬الصادر بتاريخ ‪ 07‬فرباير ‪2013‬يف المف ادإدار عدد ‪، 516/04/01/2011‬منشور بمجلة محكمة‬
‫النقض‪ ،‬ملفات عقارية ‪ ،‬قضايا المياه و الغابات‪ ،‬العدد ‪ ، 04‬ص ‪.1.‬‬
‫‪ -125‬قرار يف ‪ 29‬دجنرب ‪( 1943‬جمموعة قرارات حمكمة االستئناف ابلرابط ‪ ،1944‬ص ‪.)Racar 337.‬‬
‫‪ -126‬حكم احملكمة ادإدارية أبكادير بتاريخ ‪ 30‬يناير ‪ ، 2003‬في الملف رقم ‪37/2002‬‬
‫‪51‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪ -1‬تعممممممممممويض أصممممممممممحاب المبمممممممممماني المجمممممممممماورة عممممممممممن كسممممممممممر الواجهممممممممممات الزجاجيممممممممممة‬


‫لمنممممممازلهم نتيجممممممة إطممممممالق المممممممدافع طلقممممممات ل عممممممالن عممممممن موعممممممد اإلفطممممممار خممممممالل شممممممهر‬
‫رمضان‪.127‬‬

‫‪ -2‬تعممممممويض راعممممممي للغممممممنم تعممممممرض لحممممممادث انفجممممممار لغممممممم أصمممممميب علممممممى إثممممممره بإصممممممابات‬
‫‪128‬‬
‫‪.‬‬ ‫خطيرة في مختلف أطراف جسمه وبعجز كلي ودائم وبتشويه وألم‬

‫‪ -3‬تعويض ورثة شخص توفي نتيجة انفجار لغم ‪.129‬‬

‫ثانيرررررررا‪-‬المسرررررررؤولية االداريرررررررة عرررررررن العالجرررررررات الخطيررررررررة وعرررررررن اسرررررررتعمال‬


‫مرفق االمن لألسلحة‪:‬‬

‫أ‪ -‬المسؤولية االدارية عن العالجات الطبية والجراحية الخطيرة‪.‬‬

‫لقيت أيضا فكرة المسؤولية على أساس المخاطر مجالها في الميدان الطبي وتتجلى في حاالت‬
‫العديد نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -1‬إصابة طفل بالشلل في أطرافه السفلى‪ ،‬نتيجة استخدام الطبيب طريقة عالجية جديدة تسمى‬
‫طريقة ‪.130 (luqué‬‬

‫‪ -2‬إتالف شبكية عين مريض بالسكري وإصابته بالعمى نتيجة عالجه بتقنية عالجية حديثة‬
‫‪ photocoagulation panretinal‬ال تتناسب مع عينيه التي كانت تعاني من حساسية مفرطة‬
‫"‪.131‬‬

‫‪ -3‬حقن المريض بدم ملوث باعتبار أن صاحبه كان مريضا بمرض معد هو االيدز‪.132‬‬

‫‪ -4‬اصابة طفل بالعمى نتيجة عملية للتلقيح اإلجباري في إحدى المدارس العمومية‪.133‬‬

‫‪ --127‬قرار صادر يف ‪ 21‬يناير ‪ 1928‬قضية مدافع األوداية ( جمموعة قرارات حمكمة االستئناف ابلرابط ‪ ،1928‬ص ‪.)Racar 330‬‬
‫‪ -128‬قرار حمكمة االستئناف ادإدارية مبراكش بتاريخ ‪17‬مـ ـ ــارس‪2011‬قرار رقم‪ 201‬بتاريخ ‪ :‬مف رقم‪1-2010-6- 66‬‬
‫‪-129‬حكم احملكمة ادإدارية ابلرابط حكم رقم ‪798 :‬بتاريخ ‪2012 /03/06 :‬مف رقم ‪. 2011/12/ 357:‬‬

‫‪ .-130‬قرار محكمة االستاناف اإلدارية لمدينة ليون الفرنسية بتاريخ ‪ 21‬دجنبر ‪ 1990‬في قضية عائلة ‪ Gomez‬وتتلخص وقائع هذا القرار‪،‬‬
‫بأن ولد يدعي ‪ serge‬يبلغ من العمر خمسة عشر عاما‪ ،‬دخل إلى المستشفى إلجراء عملية جراحية في العمود الفقري‪ ،‬ظهرت إثر العملية‬
‫مضاعفات جسيمة‪ ،‬إنتهت بعد ستة و ثالثون ساعة بإصابة الطفل بالشلل في أطرافه السفلى‪ ،‬نتيجة استخدام طريقة عالجية جديدة تسمى‬
‫طريقة )‪،.(luqué‬أورده علي عصام غصن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.133.‬‬
‫‪ -131‬حكم المحكمة اإلدارية بالرباط رقم ‪ 12‬بتاريخ ‪ 2013/03/02‬في الملف عدد ‪ 2013/7206/943‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ -132‬قرار محكمة النقض عدد‪ 113‬بتاريخ ‪ 25/02/2014‬في الملف المدني عدد ‪ ،2014/3/1/4256‬مجلة قضاء المجلس‬
‫األعلى‪ ،‬عدد خاص بالقضاء اإلداري‪ ،‬عدد ‪ ،51‬السنة ‪ ،20‬ص‪ 68 :‬وبعدها‪.‬‬
‫‪ -133‬قرار للغرفة اإلدارية بمحكمة النقض تحت عدد ‪ ،346‬بتاريخ ‪ 16‬نونبر ‪ 1979‬ملف رقم ‪.58186‬‬
‫‪52‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫ب ‪ -‬المسؤولية اإلدارية عن استعمال مرفق االمن لألسلحة النارية‪:‬‬

‫تعتبر الدولة مسؤولية على أساس نظرية المخاطر في حالة تضرر األفراد من استخدام رجال‬
‫الشرطة لألسلحة واآلالت الخطيرة وذلك دون حاجة إلثبات ارتكابها لخطأ مرفقي‪.‬‬

‫ومن االمثلة على ذلك نذكر‪:‬‬

‫تعمممممممممويض أحمممممممممد الممممممممممارة اصممممممممميب إصمممممممممابة خطيمممممممممرة برصاصمممممممممة طائشمممممممممة‬ ‫‪-1‬‬


‫نتيجممممممة إطممممممالق قمممممموات الشممممممرطة النيممممممران اتجمممممماه عجممممممالت احممممممدى السمممممميارات المشممممممتبه‬
‫فيها من أجل إيقافها ‪.‬‬

‫مسممممممممممؤولية االدارة عممممممممممن وفمممممممممماة شممممممممممخص اثممممممممممر تعرضممممممممممه لضممممممممممربة علممممممممممى‬ ‫‪-2‬‬
‫مسممممممتوى الممممممرأس مممممممن طممممممرف رجممممممل أمممممممن أثنمممممماء تممممممدخل رجممممممال األمممممممن إلنهمممممماء أعمممممممال‬
‫الشمممممغب التمممممي عرفتهممممما إحمممممدى مباريممممما كمممممرة القمممممدم ‪(.134‬مسمممممؤولية مرفمممممق األممممممن عمممممن‬
‫األضرار الناتجة عن التدخل لمواجهة شغب المالعب الرياضية)‪.‬‬

‫تعمممممممويض شمممممممخص اصممممممميب برصاصمممممممة أطلقهممممممما شمممممممرطي أثنممممممماء مالحقمممممممة‬ ‫‪-3‬‬


‫الضممممممممممابطة القضممممممممممائية ألحممممممممممد تجممممممممممار المخممممممممممدرات فارتطمممممممممممت بمممممممممماألرض وانعكسممممممممممت‬
‫لتصممممممممميبه‪( .135‬مسمممممممممؤولة مرفمممممممممق األممممممممممن عمممممممممن الضمممممممممرر الالحمممممممممق بالضمممممممممحية إثمممممممممر‬
‫مطاردة رجال الشرطة ألحد الجناة)‪.‬‬

‫‪ -134‬حكم المحكمة اإلدارية بالرباط بتاريخ ‪ 25/ 7 / 2013‬في ملف رقم ‪ 2010/575/ 12‬حول مسؤولية ا‬
‫وزرتي الداخلية و الصحة عن وفاة مشجع في إحداث شغب‬
‫بمركب الدار البيضاء‬
‫وتتلخص وقائع هذه القضية أنه بتاريخ ‪ 26/02/2012‬تقدمت المدعية بمقال افتتاحي للدعوى المسجل بكتابة ضبط تعرض فيه أن‬
‫ابنها ذو العشرين ربيعا قد تعرض لضربة على مستوى الرأس من طرف رجل أمن فقد على إثرها الوعي‪ ،‬وذلك نتيجة تدخل رجال األمن‬
‫إلنهاء أعمال الشغب التي عرفتها مبارة كرة القدم بين فريقي الوداد و الجيش الملكي بالمجمع الرياضي محمد الخامس بتاريخ‬
‫‪ ،14/04/2012‬وأنه على إثر ذلك تم نقل المرحوم بواسطة سيارة اإلسعاف باتجاه المركز االستشفائي الجامعي ابن رشد بقسم‬
‫المستعجالت من نفس اليوم‪ ،‬وبعد المعاينة تأكد أن حالته تستدعي إجراء بعأل الفحوصات الطبية المستعجلة‪ ،‬إال أن إدارة المستشفى‬
‫امتنعت ورفضت القيام بالفحوصات المستعجلة‪ ،‬إال بعد أدائه للمصاريف وهو متعذر على المرحوم القيام به‪ ،‬وأضافت انه بعد ذلك توجه‬
‫بالقطار وبدعم من صديقه إلى الذهاب إلى مكناس‪ ،‬إلى أن حالته الصحية تدهورت وهو في الطريق مما استدعى إدارة المكتب الوطني‬
‫للسكك الحديدية إلى مهاتفة سيارة اإلسعاف التي نقلته إلى المستشفي اإلقليمي بسيدي قاسم‪ ،‬غير أن المنية وافته بمجرد الوصول إلى‬
‫المستشفى حسب ما يؤكده المحضر المنجز من طرف الشرطة بتاريخ ‪ ، 14/04/2012‬ومن أجل ذلك التمست العارضة ‪ ...‬الحكم لفائدتها‬
‫بمبلغ ‪ 100.000‬درهم على كل من وزارة الداخلية ووزارة الصحة وكذا مبلغ ‪ 400.000‬درهم يؤديه المركز اإلستشفائي الجامعي ابن‬
‫رشد و الحكم لفائدة ابنيها بمبلغ ‪ 400.000‬درهم و ‪ 100.000‬درهم مناصفة كل من الجهات المذكورة تحت غرامة تهديدية قدرها‬
‫‪ 10.000‬لكل واحدة من اإلدارات المنفذ عليها عن كل يوم تأخير عن التنفيذ مع النفاذ المعجل و لصائر ‪.‬‬

‫‪-135‬حكم المحكمة االدارية بالرباط ‪ ،‬الحكم رقم ‪ 1290‬بتاريخ ‪2009./10/14‬‬


‫‪53‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التعويض عن الضرر‬

‫لكي تنعقد مسؤولية اإلدارة ‪ ،‬البد من إثبات وجود ضرر أصاب مدعي المسؤولية ‪ ،‬فالضرر‬
‫هو المحور األساسي الذي تدور حوله المسؤولية ‪ ،‬بحيث إذا انتفى الضرر أنتفت المسؤولية‪.‬‬

‫والضرر كشرط من شروط انعقاد مسؤولية اإلدارة ‪ ،‬يجب توافره سواء كانت تلك المسؤولية‬
‫قائمة على أساس الخطأ أو قائمة بدون خطأ على أساس المخاطر‪.‬‬

‫يثير التعويض مسألة إسناد الضرر‪ ،‬ويفترض أيضا أن يكتسي الضرر الخصائص التي تجعل‬
‫منه ضر ار قابال للتعويض كما أن القاضي يأمر بالتعويض وفق إجراءات متنوعة لتصفيته‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الضرر الذي تسأل عنه اإلدارة‬

‫الضرر ركن الزم لقيام المسؤولية اإلدارية سواء في حالة الخطأ أم في حالة المخاطر ‪ ،‬فإذا‬
‫‪136‬‬
‫‪ .‬وللضرر صورتان هما ‪ :‬الضرر المادي والضرر المعنوي‪ .‬وسواء كان‬ ‫انتفى الضرر انتفت المسؤولية‬
‫الضرر ماديا أو معنويا فإنه ال يكون قابال للتعويض عنه إال توافرت فيه شروط معينة بأن يكون ضرر مباش ار‬
‫ومحققا وخاصا ناشئا عن اإلخالل بمصلحة مشروعة‬
‫الفقرة األولى‪ :‬شروط الضرر القابل للتعويض‬

‫يشترط في الضرر الذي يستتبع مسؤولية اإلدارة أن يستجمع عدة شروط نوجزها فيما يلي ‪:‬‬
‫أوال‪ -‬يجب أن يكون الضرر مباشرا‪:‬‬

‫ومعنتتى هتتذا الشتترط أن توجتتد عالقتتة ستتببية مباشترة بتتين فعتتل اإلدارة والضتترر المتتدعى بوجتتوده‪ ،‬أي‬
‫أن يكون عمل اإلدارة هو السبب المباشر للضرر المطلوب التعويض عنه‪ .137‬أما إذا لم يكن عمل اإلدارة هتو‬
‫السبب المباشر للضرر المطلوب التعويض عنه‪ ،‬فتإن عالقتة تنتفتي الستببية بتين عمتل اإلدارة وبتين الضترر وال‬
‫‪ .‬كأن يكون الضرر المطلوب التعويض عنه كان بسب قوة قاهرة أو حادث فجتائي أو‬ ‫‪138‬‬
‫تسأل عنه اإلدارة‬
‫خطأ المضرور أو خطأ الغير‪.‬‬
‫ويترتب على اشتراط أن يكون الضرر هتو النتيجتة الطبيعيتة والمباشترة لعمتل اإلدارة حتتى يمكتن أن‬
‫تسأل عنه ‪ ،‬أن مسؤولية اإلدارة تنتفي إذا ثبت أن الضرر المطلوب التعويض عنه كان بسب قوة قاهرة أو‬
‫حادث فجائي أو خطأ المضرور أو خطأ الغير‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬يجب أن يكون الضرر محققا‪:‬‬

‫‪ -136‬فتحي فكري‪ ،‬مسؤولية الدولة عن أعمالها التعاقدي‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬القاهرة ‪،1995‬ص‪.327.‬‬
‫‪- Nicolas Chifflot, La causalité dans le droit de la responsabilité administrative Passé d'une notion en‬‬
‫‪137‬‬

‫‪quête d'avenir, Droit Administratif n° 11, étude 20, LexisNexis SA, France, Novembre 2011, p. 02.‬‬
‫‪ -138‬محمد محمد عبد اللطيف‪ ،‬قانون القضاء اإلداري‪-‬مسؤولية السلطة العامة‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪،‬دار النهضة العربية ‪،‬القاهرة‪،1991 ،‬ص‪.‬‬
‫‪.411-410‬‬
‫‪54‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫أي أن يكون مؤكد الوقوع و يقصد بالضرر المؤكد أو األكيد ذلك الذي يكون وجوده ثابتا‪ ،‬و يكتون‬
‫واقعا و حاال فعال ‪139‬حتى و إن لم يكن بصورة كاملة و فورية ‪ .‬كمتا لتو أصتيب الشتخص بجتروح فتي جستمه‬
‫أو خسارته لمحصوله الزراعي نتيجة تماس في خطوط كهرباء الضغط العالي‪.‬‬

‫ولكن أن يكون الضرر أكيدا‪ ،‬ال يعني أن يكون بالضرورة حاليا و آنيا ‪Présent et actuel‬‬
‫‪ .‬أمتا إذا كتان الضترر‬ ‫‪140‬‬
‫فالتعويض عن الضرر المستقبلي ‪ Préjudice future‬جائز إذا كان حدوثه أكيدا‬
‫‪ .‬إذ يميتز القاضتي بتين متا هتو مستتقبلي متن‬ ‫‪141‬‬
‫محتمال ‪ Eventuel‬غير أكيتد ‪ ،‬فتال مجتال للتعتويض عنته‬
‫جهة و من جهة أخرى بين ما هو محتمل كإصابة طفل نتيجة خطأ طبي المستشتفى متن شتأنه أن يحتول دون‬
‫إمكانية ممارسته للعمل في المستقبل‪.‬‬
‫أم تتا إذا ك تتان الض تترر إحتمالي تتا ف تتال يحك تتم القض تتاء ب تتالتعويض عن تته ‪ .‬فت تال يعت تتد م تتثال ف تتي تق تتدير‬
‫التعويض بقول المدعي بأنه لو بقي في الخدمة لوصل إلى درجة كاتب عام في غضون عتامين ‪ ،‬ألن العبترة‬
‫فتتي تقتتديره ( أي التعتتويض ) إنمتتا يكتتون بمقتتدار الضتترر الواقتتع فعتتال علتتى أستتاس الواقتتع الثابتتت ال علتتى أستتاس‬
‫إفتراض أمور محتملة قد ال تحصل ‪.‬‬
‫فالضرر المحقق قد يكون ضرر " حتال" أي وقتع فعتالً‬
‫‪142‬‬
‫أو ضترر مستتقبل ولكنته مؤكتد الوقتوع‪.‬‬
‫ومتن أمثلتتة الضترر المستتتقبل المؤكتد الوقتتوع ‪ ،‬إصتابة طفتتل بعجتتز يحتول بينتته وبتين القتتدرة علتى ممارستتة مهنتتته‬
‫مستقبال‪ ،‬فهذا ضرر مؤكد الوق تتوع ‪ ،‬حيث أن الضرر هذا مؤكد الوقوع ومن ثتم يعوض عنه‪.‬‬
‫أمتتا الضتترر االحتمتتالي ‪ ،‬فإنتته قتتد يقتتع وقتتد ال يقتتع وبالتتتالي ال يجتتوز التعتتويض عنتته إال إذا وقتتع‬
‫فعتال‪ .‬ومثتتال ذلتتك رفتتض تعتتويض المصتتاب فتتي حتتادث أشتتغال عموميتتة ترتتتب عليتته منعتته ‪ -‬كمتتا أدعتتى‪ -‬متتن‬
‫تحقيق مشروعات كان من المحتمل أن تدر عليه بعض األرباح ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ -‬يجب أن يكون الضرر خاصا‪:‬‬

‫بمعن تتى أن تته يج تتب أن يص تتيب ف تترداً معينت تاً أو أفت تراد مح تتددين عل تتى وج تته الخص تتوص‪ .‬أم تتا إذا ك تتان‬
‫الضرر عاماً يصيب عدد غير محدود من األفراد فإنه يعتبر متن األعبتاء أو التكتاليف العامتة التتي يجتب علتى‬
‫عم تتوم األفت تراد تحمله تتا دون تع تتويض ‪ .‬فالض تترر يج تتب أن يتص تتف إذن بالخصوص تتية بالنس تتبة لف تترد أو أفت تراد‬
‫محددين بالذات‪.‬‬
‫رابعا ‪ -‬يجب أن يقع الضرر على حق مشروع‪:‬‬

‫‪ -139‬محند بوكوطيس‪" ،‬مسؤولية الدولة في المجال الطبي"‪ ،‬منشورات مجلة المنارة ‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬دار السالم للطباعة النشر و التوزيع‬
‫الرباط‪ ،‬سنة ‪،2014‬ص‪.163.‬‬
‫‪140- RENÈ CHAPUS, Droit administratif général, T1, 15e édition, Montchrestien, Paris, 2001, p.235‬‬
‫‪ -141‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬قضاء اإللغاء (أو اإلبطال) قضاء التعويأل وأصول اإلجراءات"‪ ،‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬حلب‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬سنة ‪ ،2002‬ص‪.276.‬‬
‫‪ -142‬جهاد حميدي‪" ،‬التعويأل عن الضرر في ميدان المسؤولية اإلدارية"‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬ع ‪ 14‬لسنة‬
‫‪،1998‬ص‪.225.‬‬
‫‪55‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫ال يمكن المطالبة بتعويض عن األضرار الناتجة عن وضعية أو أعمال غير مشروعة ال يسمح‬
‫بهتتا وال يقرهتتا القتتانون‪ ،143‬فالستتارق التتذي تحجتتز منتته المستتروقات أو تتتاجر المختتدرات التتذي تحجتتز منتته ه تتذه‬
‫المختتدرات ال يمكتتن لهمتتا أن يطالبتتا بتتالتعويض عتتن األض ترار التتتي أصتتابتهما متتن حرمانهمتتا متتن منتتافع تلتتك‬
‫األشياء التي ال يحق لهمتا امتالكهتا أو اإلتجتار فيهتا‪ ،‬والخليلة ال يجوز لها أن تطالب بتعويتض عن ضرر قد‬
‫أصابها نتيجتتة فقد خليلها‪ ،‬ألن العالقتتة بينهمتتا كانتتت غيتتر مشتتروعة وشاغلو ملك عام بدون ستتند لي تس لهم‬
‫الحق في التعوي تض عن قرار طتتردهم حتى ولو أن طتتردهم تتتم بناء على قرار مشوب بعيتتب ‪ ،‬أو كتتان التنفيذ‬
‫غير قانوني‪ ، .‬فال تعويض إذا كان المضرور في وضعية غير قانونية خالل وقوع الضرر‪.144‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أنواع الضرر الذي يمكن التعويض عنه‬
‫الضرر نوعان‪ :‬فهناك الضرر المادي الذي يمكن أن يصيب الشخص في جسمه أو في ماله نتيجة‬
‫خط تتأ اإلدارة‪ .‬ولك تتن الض تترر ق تتد يكت تون أيض تتا ض تتر ار أدبي تتا او معنوي تتا غي تتر م تتادي ك تتاآلالم النفس تتية والمس تتاس‬
‫بالسمعة أو الكرامة أو مركز الشخص األدبي ‪.‬‬
‫أوالـ التعويض عن الضرر المادي‪:‬‬

‫يتفتتق الفقتته والقضتتاء علتتى ضتترورة التعتتويض عتتن األض ترار الماديتتة ‪ ،‬ويشتتمل التعتتويض متتا لحتتق‬
‫المضتترور متتن خستتارة ومتتا فاتتته متتن كستتب‪ .‬و الضتترر المتتادي قتتد يكتتون ضتتر ار يلحتتق األم توال أو ضت ا‬
‫ترر يلحتتق‬
‫باألفراد‪:‬‬
‫أ‪-‬الضرر الشخصي الذي يلحق األموال‪:‬‬

‫إن هذا النوع من الضترر قتد يمتس ذاتيتة المتال أو االنتفتاع بته ‪ ،‬و يتحقتق الضترر المتالي باالعتتداء‬
‫الكلي أو الجزئي على الملكية مثل ‪ :‬هدم منزل أو تخريب أرض أو ضياع السيارة من المحجز‪.‬‬
‫ب‪-‬الضرر الشخصي الذي يلحق باألفراد ‪:‬‬

‫ويتجلتى فتي األضترار الجستمانية التتي تصتيب الفترد نتيجتة األخطتاء الطبيتة فتي المستشتتفيات و‬
‫األخطاء المرفقية التي تؤدي لحوادث لتالميذ المدارس ‪ ،‬فيحصل لشخص ما عجز دائم كلي أو جزئي يتستبب‬
‫في اختالل في الظروف الحياتية و المعاشية للمضرور ‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬التعويض عن الضرر المعنوي ‪:‬‬

‫الضتترر المعنتتوي هتتو الضتترر التتذي يمتتس مصتتلحة غيتتر ماليتتة فهتتو ال يصتتيب الذمتتة الماليتتة وانمتتا‬
‫يصيب المشاعر والوجدان او السمعة او الشرف او االعتبار‪.145‬‬

‫‪ -143‬عبد الغني بسيوني عبد هللا ‪،‬القضاء اإلداري ومجلس شورى الدولة اللبناني‪ ،‬الدار الجامعة‪ ،‬بيروت‪،1999 ،‬ص‪.721.‬‬
‫‪- Gilles Darcy, La responsabilité de l’administration, DALLOZ, Paris, 1996, p .121.‬‬
‫‪144‬‬

‫‪ -145‬سعيد السيد علي ‪ ،‬نطاق وأحكام مسؤولية الدولة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الكتاب الحديث ‪ ،2013،‬ص‪333 .‬‬
‫‪56‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫والضرر المعنتوي إمتا أن يكتون مقترنتا بضترر متادي كمتا فتي حالتة جتروح فتي الجستم تستبب تشتوها‬
‫وألم في النفس وتورث عج از في القدرة على الكسب‪ .‬وإما أن يقع دون أن يكون مقترنا بضرر مادي‪.‬‬
‫وقد أقر القضاء اإلداري المغربي بمبدأ التعويض عن الضرر المعنوي ومثال ذلك‪:‬‬

‫‪ -1‬التعويض عن الضرر المعنوي الناتج عن رفض السلطات المحلية تسليم وصل إيداع‬
‫وثممائق جمعيممة و المتمثممل فممي حرمممان هممذه الجمعيممة مممن ممارسممة حقهمما الدسممتوري فممي عقممد‬
‫التجمعات و التعبير‪.146‬‬

‫‪ -2‬تعممممممممويض الجمعيممممممممة المغربيممممممممة لحقمممممممموق اإلنسممممممممان عممممممممن الضممممممممرر المعنمممممممموي‬


‫الالحق بها نتيجة منعها من القيام بنشاط يرتبط بصميم أهدافها‪.147‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أحكام تعويض الضرر‬

‫يعتبتتر تقتتدير قيمتتة التعتتويض المستتتحق للمتضتترر‪ ،‬متتن أصتتعب األمتتور التتتي تواجتته القضتتاء عنتتد‬
‫البت في المستؤولية عتن الضترر أو األضترار التتي لحقتت بته‪،‬إذ تعتبتر أختر متا يبحتث فيته القاضتي قبتل البتت‬
‫في القضية و إصدار الحكم‪.‬‬
‫ومعلوم أن القضاء و أثناء البت في التعويض المستحق يملك السلطة التقديرية ‪،‬وذلتك بنتاء علتى‬
‫المعطيات و الجوانب المختلفة للقضتية ‪.‬إال أن األمتر لتيس علتى إطالقته‪ ،‬حيتث أن القاضتي يخضتع لمجموعتة‬
‫من المبادئ و القواعد عند تقديره لقيمة التعويض الذي سيحكم به‪.‬‬
‫وللوصول الى فكرة واضتحة بالمقصتود بأحكتام التعتويض عتن الضترر النتاتج عتن المستؤولية اإلدارة‬
‫ينبغي التعرض لقواعد تقدير هذا التعويض على أن يتم التطرق لكل من تاريخ تقتويم التعتويض و الكيفيتة التتي‬
‫سيتم بها‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مبادئ وعناصر تقدير التعويض‬

‫ي ارع ت ت ت ت تتي القاض ت ت ت ت تتي اإلداري عن ت ت ت ت تتد تق ت ت ت ت تتديره لقيم ت ت ت ت تتة تع ت ت ت ت تتويض الض ت ت ت ت تترر ال ت ت ت ت تتذي تس ت ت ت ت تتأل عن ت ت ت ت تته‬
‫اإلدارة ‪ ،‬بعت ت ت ت تتض المبت ت ت ت تتادئ والعناص ت ت ت ت تتر التت ت ت ت تتي تض ت ت ت ت تتمن أن يكت ت ت ت تتون التعت ت ت ت تتويض ع ت ت ت ت تتادال ‪ .‬فمت ت ت ت تتاهي ه ت ت ت ت تتذه‬
‫المبادئ ؟ وما هي هذه العناصر؟‬
‫أوال‪-‬مبادئ تقدير التعويض‪:‬‬

‫يخض ت ت ت ت تتع تق ت ت ت ت تتدير التع ت ت ت ت تتويض لمبت ت ت ت ت تدأين ه ت ت ت ت تتامين وهم ت ت ت ت تتا‪ :‬مب ت ت ت ت تتدا التع ت ت ت ت تتويض الكل ت ت ت ت تتي للض ت ت ت ت تترر‬
‫ومبدأ عدم جواز الحكم بأكثر مما طلب‪.‬‬

‫‪ -146‬قرار المجلس األعلى (محكمة النقأل حاليا) الغرفة اإلدارية بتاريخ ‪ 2007/01/10‬بين الجمعية المهنية األمل للسوق اليومي بالفقيه‬
‫بنصالح ضد الدولة المغربية‬
‫‪ - 147‬حكم المحكمة اإلدارية بالرباط بتاريخ ‪ 2015/01/16‬قضية الجمعية المغربية لحقوق اإلنسان ضد الدولة المغربية‪.‬منشور في الموقع‬
‫االلكتروني‪www.marocdroit.ma:‬‬
‫‪57‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫أ‪-‬مبدأ التعويض الكلي للضرر‪:‬‬

‫أي ان التعت ت ت ت ت ت تتويض يجت ت ت ت ت ت تتب أن يكت ت ت ت ت ت تتون ك ت ت ت ت ت ت تامال‪ ،‬ويشت ت ت ت ت ت تتترك القت ت ت ت ت ت تتانونين اإلداري والمت ت ت ت ت ت تتدني‬
‫ف ت ت ت ت ت تتي االعتم ت ت ت ت ت تتاد عل ت ت ت ت ت تتى ه ت ت ت ت ت تتذا المب ت ت ت ت ت تتدأ ‪ ،148‬فيج ت ت ت ت ت تتب أن يش ت ت ت ت ت تتمل التع ت ت ت ت ت تتويض ك ت ت ت ت ت تتامل األضﺮار الت ت ت ت ت ت تتي‬
‫لحقت ت ت ت ت تتت بالمضت ت ت ت ت تترور س ت ت ت ت ت تواء كانتت ت ت ت تتت مادية ( النفقت ت ت ت ت تتات والمصت ت ت ت ت تتاريف الت ت ت ت ت تتي تحملتهت ت ت ت ت تتا الضت ت ت ت ت تتحية) او‬
‫معنوية وما فاته من كسب ‪ .‬وهو ما عبر عنه الفقه بالتعويض الشامل ‪.149‬‬

‫كمتت ت ت تتا يجتت ت ت تتب م ارعتت ت ت تتاة الفائت ت ت ت تتدة التتت ت ت تتي قتت ت ت تتد يحصت ت ت ت تتل عليهت ت ت ت تتا المضت ت ت ت تترور م ت ت ت تتن ج ت ت ت ت تراء الضت ت ت ت تترر‬
‫كحصتت ت تتوله علت ت ت تتى مبلتت ت تتغ مت ت ت تتن المت ت ت تتال مت ت ت تتثال‪ .‬فت ت ت تتي هتت ت تتذه الحالت ت ت تتة يج ت ت تتب علت ت ت تتى القاضت ت ت تتي ان يت ت ت تتنقص هت ت ت تتذه‬
‫الفائت ت ت تتدة مت ت ت تتن المبلت ت ت تتغ المحكت ت ت تتوم بت ت ت تته فت ت ت تتال ينبغت ت ت تتي أن يكت ت ت تتون التعت ت ت تتويض مصت ت ت تتد ار لإلث ت ت ت تراء بت ت ت تتال ست ت ت تتبب ‪،‬‬
‫كما ال يمكن أيض الجمع بين تعويضين‪.‬‬
‫ب‪ -‬مبدأ عدم جواز الحكم بأكثر مما طلب‪:‬‬

‫ال يحك ت ت ت ت تتم القاض ت ت ت ت تتي إال ف ت ت ت ت تتي ح ت ت ت ت تتدود طلب ت ت ت ت تتات الم ت ت ت ت تتدعي‪ ،‬فه ت ت ت ت تتو ال يس ت ت ت ت تتتطيع أن يحك ت ت ت ت تتم ل ت ت ت ت تته‬
‫ب ت ت ت تتأكثر مم ت ت ت تتا طلب ت ت ت تته ‪ ،‬و ال يمك ت ت ت تتن مخالف ت ت ت تتة ه ت ت ت تتذه القاع ت ت ت تتدة إطالق ت ت ت تتا‪ .150‬و م ت ت ت تتن ذل ت ت ت تتك أيض ت ت ت تتا إذا ل ت ت ت تتم‬
‫يطال ت ت ت ت تتب الم ت ت ت ت تتدعي ب ت ت ت ت تتالتعويض ع ت ت ت ت تتن الض ت ت ت ت تترر المعن ت ت ت ت تتوي أم ت ت ت ت تتام محكم ت ت ت ت تتة الدرج ت ت ت ت تتة األول ت ت ت ت تتى فإن ت ت ت ت تته ال‬
‫يجوز له أن يطلب التعويض عنه أمام محكمة الدرجة الثانية‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬عناصر تقييم التعويض‪:‬‬

‫أ‪-‬الوضعية الصحية للضحية‪:‬‬

‫ويت ت ت ت تتم التحقت ت ت ت تق م ت ت ت تتن حال ت ت ت تتة الض ت ت ت تتحية الص ت ت ت تتحية عل ت ت ت تتى أس ت ت ت تتاس تقريت ت ت ت تر الخبت ت ت ت ترة المقدم ت ت ت تتة م ت ت ت تتن‬
‫ط ت ت ت ت تترف الخبيت ت ت ت ت تتر بخصتت ت ت ت تتوص الض ت ت ت ت تترر الجستت ت ت ت تتماني‪ ،‬التت ت ت ت تتذي حت ت ت ت ت تتدد نست ت ت ت ت تبة العج ت ت ت ت تتز ال ت ت ت ت تتذي أصتت ت ت ت تتابها‪،‬‬
‫وبناءا عليها يقوم القاضي بتقويم التعويض المناسب‪.‬‬
‫ب‪-‬الموارد المالية للضحية‪:‬‬
‫وهي مداخيل الضحية عن أي نشاط تمارسه‪ ،‬فإذا أدى الضرر الجسماني إلى انخفاضها بسبب‬
‫العجز عن العمل‪ ،‬يتم الحساب في هذه الحالة بضرب قيمة المداخيل في نسبة العجز الذي أصاب الضحية‪.‬‬
‫ج‪-‬الظروف الشخصية للضحية‪:‬‬

‫‪148‬‬
‫‪- Yve Gaudemet , Traité du droit administratif général, Tom 1, 16e édition, L.G.D.J, Paris, 2002, p.845.‬‬
‫‪ -149‬محمد عبد الوهاب الجميلي ‪،‬قضاء التعويأل‪-‬مسؤولية الدولة عن أعمالها غير التعاقدية‪ ،‬دار النهضة العربية ‪1996،‬ن ‪ ،‬ص‪.151.‬‬
‫‪ -150‬محمد عبد الوهاب الجميلي‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫حي ت ت ت ت تتث تختل ت ت ت ت تتف نست ت ت ت ت تبة الض ت ت ت ت تترر وجس ت ت ت ت تتامته حس ت ت ت ت تتب وض ت ت ت ت تتعية الض ت ت ت ت تتحية بص ت ت ت ت تتفة شخصت ت ت ت ت تية‪،‬‬
‫كم ت ت ت تتا ه ت ت ت تتو الوض ت ت ت تتع بالنست ت ت ت تبة لش ت ت ت تتخص أص ت ت ت تتيب بض ت ت ت تترر س ت ت ت تتبب ل ت ت ت تته عج ت ت ت ت از دائ ت ت ت تتم وه ت ت ت تتو ال يت ت ت ت تزال ف ت ت ت تتي‬
‫ريعان شبابه ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تاريخ تقويم التعويض وكيفية أدائه‬
‫حت ت ت ت ت تتى ي ت ت ت ت تتتم تق ت ت ت ت تتدير التع ت ت ت ت تتويض بكيفي ت ت ت ت تتة عادل ت ت ت ت تتة ينبغ ت ت ت ت تتي تحدي ت ت ت ت تتد الت ت ت ت ت تتاريخ ال ت ت ت ت تتذي س ت ت ت ت تتيتم‬
‫خاللت ت ت ت تته تقيت ت ت ت تتيم هت ت ت ت تتذا التعت ت ت ت تتويض‪ ،‬إذ أن تت ت ت ت تتاريخ تقت ت ت ت تتويم التعت ت ت ت تتويض يكتست ت ت ت تتي أهميت ت ت ت تتة كبت ت ت ت تترى كت ت ت ت تتي يت ت ت ت تتتم‬
‫تقت ت ت تتدير التعت ت ت تتويض الكامت ت ت تتل عت ت ت تتن الضت ت ت تترر‪ ،‬حتت ت ت تتى يأخت ت ت تتذ كت ت ت تتل ذي حت ت ت تتق حقت ت ت تته بت ت ت تتال زيت ت ت تتادة وال نقصت ت ت تتان‬
‫غير أن ذلك ال يكتمل إال بتحديد الكيفية التي سيتم بها أداء هذا التعويض‪.‬‬
‫أوال‪ -‬تاريخ تقويم التعويض على الضرر‪:‬‬

‫فت ت ت ت تتي البدايت ت ت ت تتة‪ ،‬كت ت ت ت تتان يت ت ت ت تتتم تقيت ت ت ت تتيم مبلت ت ت ت تتغ التعت ت ت ت تتويض ابتت ت ت ت تتداء مت ت ت ت تتن اليت ت ت ت تتوم الت ت ت ت تتذي يظهت ت ت ت تتر فيت ت ت ت تته‬
‫الضت ت ت تترر وقت ت ت تتد كت ت ت تتان مرجت ت ت تتع هت ت ت تتذا االعتبت ت ت تتار هت ت ت تتو المحافظت ت ت تتة علت ت ت تتى ماليت ت ت تتة الدولت ت ت تتة‪ ،‬لكت ت ت تتن عيت ت ت تتب هت ت ت تتذه‬
‫الطريق ت ت ت ت تتة يتجل ت ت ت ت تتى ف ت ت ت ت تتي ض ت ت ت ت تتياع حق ت ت ت ت تتوق األفت ت ت ت ت تراد ألن كثيت ت ت ت ت ت ار م ت ت ت ت تتن القض ت ت ت ت تتايا يت ت ت ت ت تتأخر فيه ت ت ت ت تتا الحك ت ت ت ت تتم‬
‫لس ت ت ت تتنوات طويل ت ت ت تتة ﴿بت ت ت ت تتطء القض ت ت ت تتاء﴾ ‪ ،‬وكثي ت ت ت ت ت ار م ت ت ت تتا كان ت ت ت تتت تت ت ت ت تتدخل الدول ت ت ت تتة لتخف ت ت ت تتيض قيم ت ت ت تتة العملتت ت ت تتة‬
‫‪151‬كمت ت ت ت تتا أن ارتفتت ت ت تتاع كلفت ت ت ت تتة المعيش ت ت ت ت تة يتت ت ت تتؤدي إلت ت ت ت تتى انخفتت ت ت تتاض مه ت ت ت تتم فت ت ت ت تتي الق ت ت ت تتدرة الش ت ت ت ت ترائية للتعت ت ت ت تتويض‬
‫الت ت ت تتذي يت ت ت تتتم تحديت ت ت تتده بهت ت ت تتذه الطريقت ت ت تتة‪ .‬فيت ت ت تتأتي التعت ت ت تتويض فت ت ت تتي النهايت ت ت تتة غيت ت ت تتر كامت ت ت تتل وغيت ت ت تتر عت ت ت تتادل‪.152‬‬
‫فأصت ت ت تتبح القاضت ت ت تتي يقت ت ت تتدر التعت ت ت تتويض وقت ت ت تتت الحكت ت ت تتم بت ت ت تته ال وقت ت ت تتت وقوعت ت ت تته‪ .‬وفت ت ت تتي حالت ت ت تتة تفت ت ت تتاقم الضت ت ت تترر‬
‫‪ ،‬فللمتضرر الحق في المطالبة امام الجهة القضائية المختصة بتعويض هذا التفاقم‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬كيفية أداء التعويض‪:‬‬

‫يكت ت ت ت ت تتون التعت ت ت ت ت تتويض فت ت ت ت ت تتي مجت ت ت ت ت تتال مست ت ت ت ت تتؤولية اإلدارة عت ت ت ت ت تتن األض ت ت ت ت ت ترار التت ت ت ت ت تتي تست ت ت ت ت تتببت فيهت ت ت ت ت تتا‬
‫للغير وذلك حسب طبيعة وظروف الضرر إما تعويضا نقديا او تعويضا عينيا‪.153‬‬

‫‪-‬التعمممممممممممويض النقمممممممممممدي‪ :‬التع ت ت ت ت تتويض النقت ت ت ت تتدي ه ت ت ت ت تتو مبلت ت ت ت تتغ م ت ت ت ت تتن النقت ت ت ت تتود يت ت ت ت ت تتولى القاض ت ت ت ت تتي‬
‫تقت ت ت تتديره ويت ت ت تتدفع للمضت ت ت تترور لجبت ت ت تتر الضت ت ت تترر الت ت ت تتذي أصت ت ت تتابه‪ .‬وهت ت ت تتو الصت ت ت تتورة الغالبت ت ت تتة فت ت ت تتي الحكت ت ت تتم علت ت ت تتى‬
‫‪ .‬ويتختت ت ت تتذ عتت ت ت تتدة صتت ت ت تتور‪ ،‬فقت ت ت ت تتد يكت ت ت ت تتون عب ت ت ت تتارة عت ت ت ت تتن مبلت ت ت ت تتغ مت ت ت ت تتن المت ت ت ت تتال يعطت ت ت ت تتى‬ ‫‪154‬‬
‫اإلدارة ب ت ت ت تتالتعويض‬
‫للمض ت ت ت تترور دفع ت ت ت تتة واح ت ت ت تتدة ‪ ،‬أو عل ت ت ت تتى أقس ت ت ت تتاط ‪ ،‬كم ت ت ت تتا يكم ت ت ت تتن أن يتخ ت ت ت تتذ تع ت ت ت تتويض عل ت ت ت تتى ش ت ت ت تتكل إيت ت ت ت تراد‬
‫عمري‪.‬‬
‫‪151‬‬
‫‪- Jean-François Lachaum, Hélène Pauliat, Droit administratif (Les grandes décisions de la jurisprudence),‬‬
‫‪14e édition, Thémis, paris, 2007, p. 813.‬‬
‫‪- 152‬عبد الغني بسيوني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.739.‬‬
‫‪-153‬جور فيدال‪ ،‬بيار دلفوفي‪ ،‬القانون اإلداري ‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ترجمة منصور القاضي‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫بيروت ‪،‬لبنان‪،2001،‬ص‪.521.‬‬
‫‪154 - Yves Gaudemet , Op.cit., p. 845.‬‬
‫‪59‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪ -‬التعمممممممممممويض العينمممممممممممي‪ :‬التع ت ت ت ت تتويض العين ت ت ت ت تتي ه ت ت ت ت تتو اع ت ت ت ت تتادة الحال ت ت ت ت تتة إل ت ت ت ت تتى م ت ت ت ت تتا كان ت ت ت ت تتت‬
‫‪156‬‬
‫عليت ت ت تته قبت ت ت تتل وقت ت ت تتوع الضت ت ت تترر مت ت ت تتن خت ت ت تتالل ازالتت ت ت تته ومحت ت ت تتو كت ت ت تتل آثت ت ت تتاره‪ .‬وي ت ت ت ترفض الفقت ت ت تته ‪155‬و القضت ت ت تتاء‬
‫فكرة التعويض العيني في مجال المسؤولية اإلدارية‪ ،‬لألسباب التالية‪:‬‬

‫‪ -‬السمممممممممممممممبب االول‪ :‬التع ت ت ت ت ت ت تتويض العين ت ت ت ت ت ت تتي يم ت ت ت ت ت ت تتس بالمص ت ت ت ت ت ت تتلحة العام ت ت ت ت ت ت تتة الت ت ت ت ت ت ت تتي تس ت ت ت ت ت ت تتعى‬
‫اإلدارة إلت ت ت تتى تحقيقهت ت ت تتا ‪.‬وهت ت ت تتذا يعنت ت ت تتي اإلض ت ت ت ترار بالمنفعت ت ت تتة العامت ت ت تتة ومحوهت ت ت تتا وهت ت ت تتو مت ت ت تتا يت ت ت تتؤدي إلت ت ت تتى شت ت ت تتل‬
‫اإلدارة‪.‬‬

‫‪ -‬السمممممممممممبب الثممممممممممماني‪ :‬ويتمثت ت ت ت تتل فت ت ت ت تتي أن مت ت ت ت تتنح القاضت ت ت ت تتي صت ت ت ت تتالحية الحكت ت ت ت تتم بت ت ت ت تتالتعويض‬
‫العينت ت ت ت ت تتي يعتبت ت ت ت ت تتر تت ت ت ت ت تتدخال فت ت ت ت ت تتي أعمت ت ت ت ت تتال اإلدارة وبالتت ت ت ت ت تتالي المست ت ت ت ت تتاس وانتهت ت ت ت ت تتاك مبت ت ت ت ت تتدأ الفصت ت ت ت ت تتل بت ت ت ت ت تتين‬
‫السلطات‪.‬‬

‫وم ت ت ت ت تتع ذل ت ت ت ت تتك فإن ت ت ت ت تته يمك ت ت ت ت تتن ل ت ت ت ت تتإلدارة اللج ت ت ت ت تتوء إل ت ت ت ت تتى التع ت ت ت ت تتويض العين ت ت ت ت تتي بمح ت ت ت ت تتض إرادته ت ت ت ت تتا كلم ت ت ت ت تتا‬
‫س ت ت ت ت تتمحت لهتت ت ت ت تتا الظت ت ت ت ت تتروف المحيطتت ت ت ت تتة بتت ت ت ت تتذلك‪ ،‬وذل ت ت ت ت تتك تحقيقتت ت ت ت تتا للمصت ت ت ت ت تتلحة العام ت ت ت ت تتة‪ .157‬ومتت ت ت ت تتن أمثلتت ت ت ت تتة‬
‫التع ت ت ت تتويض العين ت ت ت تتي قي ت ت ت تتام االدارة بتنفي ت ت ت تتذ الحك ت ت ت تتم الص ت ت ت تتادر بإلغ ت ت ت تتاء قراره ت ت ت تتا غي ت ت ت تتر المش ت ت ت تتروع ف ت ت ت تتي مج ت ت ت تتال‬
‫الوظيفة العمومية‪.‬‬

‫‪ -155‬ماجد راغب الحلو ا‪ ،‬الدعاوى اإلدارية ‪ ،‬منشأة المعارف االسكندرية ‪،2004‬ص‪.303‬‬


‫‪ -156‬حكم المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬عدد ‪،240‬ملف عدد ‪ ،94/53‬منشور بمجلة المنارة للدراسات القانونية و اإلدارية ‪،‬ص‪ 156‬جاء فيه‬
‫‪":‬وحيث إن الدعوى مقدمة في إطار المسؤولية اإلدارية‪ ،‬في حين أن المدعي تقدم بطلب في إطار التعويأل العيني‪ .‬وحيث أن القضاء اإلداري‬
‫ال يمكن له إصدار أمر لإلدارة تطبيقا لمبدأ فصل السلط" ‪.‬‬
‫‪ -157‬عبد الغني سيوني‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪. 738 .‬‬
‫‪60‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫مسطرة المنازعات اإلدارية‬

‫‪61‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫يقصد بمسطرة المنازعات اإلدارية‪ ":‬القواعد الشكلية واإلجرائية التي يتعين على المتقاضين إتباعها‬
‫في رفع خصوماتهم إلى القضاء ‪ ،‬والتي يلتزم بها هذا األخير أثناء سير الخصومة والحكم فيها "‪.158‬‬

‫ويجب أن ال تؤدي عبارة مسطرة المنازعات اإلدارية إلى أي لبس ألنه ال توجد مسطرة إدارية‬
‫خاصة بمعالجة الطعون المرفوعة في القضايا اإلدارية تختلف تماما عن المسطرة المتبعة من طرف القاضي‬
‫‪ ،‬ذلك ان القانون المحدث للمحاكم اإلدارية قد أحال على‬ ‫‪159‬‬
‫الذي ترفع إليه الطعون في القضايا العادية‬
‫قواعد المسطرة المدنية بمقتضى المادة ‪ 7‬من القانون المحدث للمحاكم اإلدارية والتي تنص على أنه‪ " :‬تطبق‬
‫أمام المحاكم اإلدارية القواعد المقررة في قانون المسطرة المدنية ما لم ينص قانون على خالف ذلك‪ ".‬ولما‬
‫كانت للقضايا اإلدارية خصوصيات تميزها عن غيرها التصالها بالقانون اإلداري الذي يهدف باألساس إلى‬
‫تحقيق المصلحة العامة وضمان حسن سير اإلدارة فإن قانون إحداث المحاكم اإلدارية وقانون محاكم‬
‫االستئناف اإلدارية نصا على مجموعة من اإلجراءات الشكلية التي يلزم احترامها في الدعاوى اإلدارية‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مسطرة التحضير والتحقيق والبت في الدعوى‬

‫تخضع الدعوى اإلدارية أمام المحاكم اإلدارية لمجموعة من اإلجراءات والشكليات والشروط ‪ ،‬بدءا‬
‫من تحضيرها وإعدادها ‪ ،‬وتسجيلها ‪ ،‬وسريانها ‪ ،‬والتحقيق فيها و صدور حكم نهائي بشأنها ‪ ،‬إلى حين‬
‫تنفيذه‪.‬‬
‫المطلب االول‪ :‬تحديد االختصاص القضاضي وشروط الدعوى االدارية‬

‫معلوم أن القضاء اإلداري هو الجهة المختصة بالبت في المنازعات اإلدارية و أنه ال يمكن‬
‫ممارستها الدعوى أمامه وإثارتها إال إذا استوفت مجموعة من الشروط الضرورية واألساسية‪ .‬وبالتالي فإن‬
‫المحكمة اإلدارية فيما يخص هذه الدعوى‪ ،‬ال تنظر في الموضوع وال تبت فيه إال إذا تأكدت من توفر شروط‬
‫معينة‪ .‬فما هي االختصاصات المسندة لهاته الجهة القضائية؟ و ما هي الجهة المختصة للنظر في المنازعات‬
‫االدارية؟ وما هو االختصاص النوعي وما هو االختصاص المحلي؟ وما هي شروط تقديم الدعوى و‬
‫إجراءات إيداعها؟‬

‫لإلجابة على هذه اإلشكالية سنتناول في الفرع األول لتحديد االختصاص القضائي ‪ ،‬بينما‬
‫سنتطرق في الفرع الثاني لشروط تقديم الدعوى و إلجراءات إيداع مقال الدعوى‪.‬‬

‫‪ -158‬فؤاد العطار‪ ،‬رقابة القضاء ألعمال اإلدارة – دراسة ألصول هذه الرقابة ومدى تطبيقاتها في القانون الوضعي ‪ ،‬دار النهضة العربية‬
‫‪ ،‬طبعة ‪ ،1964 -1963‬ص ‪.577.‬‬
‫‪ -159‬ميشال روسي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.55.‬‬
‫‪62‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬
‫الفرع األول‪ :‬تحديد االختصاص القضاضي‪.‬‬

‫ترمي دراسة االختصاص إلى معرفة الجهة القضائية و المحكمة المؤهلة للنظر في النزاعات‬
‫على اختالفها ‪ .‬و بعبارة أوضح فاالختصاص هو سلطة المحكمة للحكم في قضية معينة ‪ .160‬ويكتسي‬
‫اختصاص المحاكم بصفة عامة أهمية قصوى‪ ،‬ألنه يعتبر من النظام العام ال يمكن مخالفته‪ ،‬وهو نوعان‬
‫اختصاص نوعي(الفقرة األولى)‪ ،‬واختصاص محلي(الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬االختصاص النوعي للمحا م اإلدارية‬

‫وجوب تقديم الدعوى إلى المحكمة المختصة ‪ ،‬و يتميز‬ ‫يقصد باالختصاص النوعي‬
‫االختصاص النوعي للمحكمة اإلدارية من قانون إحداث المحاكم اإلدارية بكونه من النظام العام إذ يمكن‬
‫للمحكمة أن تثيره من تلقاء نفسها و لألطراف أن يتمسكوا به‪ ،‬و ال يمكن التنازل عنه ويمكن إثارته في أي‬
‫مرحلة من مراحل الدعوى ‪.161‬‬

‫واستنادا إلى المادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ 41-90‬المحدث بموجبه المحاكم اإلدارية فان الدفع بعدم‬
‫االختصاص النوعي يقتضي إصدار حكم مستقل و رفع االستئناف الصادر عنها أمام محكمة النقض الني‬
‫يجب عليها أن تبت في الحكم داخل اجل ثالثين يوما‪.‬‬

‫أوال‪ -‬االختصاص النوعي للمحاكم اإلدارية‪:‬‬

‫تختص المحاكم اإلدارية بالفصل في كل النزاعات ذات الطابع اإلداري حيث تكون اإلدارة طرفا‬
‫رئيسا في النزاع‪ .‬واستنادا إلى قانون المحاكم اإلدارية ‪ .162‬فإنها تختص بالبت في النزاعات المتعلقة بالقضايا‬
‫التالية ‪:‬‬

‫‪ –1‬طلبات إلغاء الق اررات اإلدارية بسبب الشطط في استعمال السلطة‪ :‬حسب المادة ‪ 20‬من‬
‫القانون ‪ 41.90‬فان القرار اإلداري يكون واجب اإللغاء إذا صدر عن جهة غير مختصة أو لعيب في شكله‬
‫أو النحراف في السلطة أو انعدام التعليل أو لمخالفة القانون‪.‬‬

‫‪–2‬فحص شرعية الق اررات اإلدارية‪ :‬و ذلك وفق الشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 44‬من‬
‫قانون المحاكم اإلدارية‪.‬‬

‫‪–3‬النزاعات المتعلقة بالعقود اإلدارية‪ :‬إذا كان العقد إداريا أي إذا كانت السلطة اإلدارية طرفا و‬
‫يتضمن شروط استثنائية غير مألوفة في القانون الخاص و يتصل موضوعه بتسيير مرفق عام‪ ،‬فان النزاع‬
‫المتعلق بهذا العقد يكون من اختصاص المحاكم اإلدارية‪.‬‬

‫‪-160‬محمد محجوبي ‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري المغربي بعد إحداث المحاكم اإلدارية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دجنبر ‪ ، 2002‬ص‪.60 .‬‬
‫‪-161‬وزارة العدل‪ ،‬دليل محاكم االستاناف اإلدارية و المحاكم اإلدارية‪ ،‬العدد ‪ 11‬فبراير ‪.2009‬‬
‫‪-162‬ظهير شريف رقم ‪ 1.91.225‬صادر في ‪ 22‬من ربيع األول ‪ 10( 1414‬شنبر ‪ )1993‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 41.90‬المحدث بموجبه‬
‫المحاكم اإلدارية ‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪–4‬النزاعات الفردية المتعلقة بوضعية موظفي الدولة و الجماعات المحلية والمؤسسات‬


‫العمومية ‪:‬‬

‫وهي نزاعات ترتبط بعالقات اإلدارة بموظفيها‪ ،‬تلك العالقة النظامية المقننة‪ ،‬الخاضعة إما للنظام‬
‫األساسي للوظيفة العمومية ( ظهير ‪ 24‬فبراير ‪ ) 1958‬أو لألنظمة الخاصة بفئات محددة من الموظفين‪.‬‬

‫ويشترط لدخول النزاع في اختصاص المحاكم اإلدارية أن يتعلق بوضعية فردية للموظف و أن ال‬
‫يكون الموظف من الفئات المعينة بظهير أو مرسوم‪.‬‬

‫‪ – 5‬النزاعات المتعلقة بالمعاشات و منح الوفاة الخاصة بموظفي الدولة و الجماعات‬


‫المحلية و المؤسسات العمومية ومجلسي البرلمان‪:‬‬

‫وهي من اختصاص المحاكم اإلدارية بصريح المادة الثامنة و هي النزاعات الناشئة عن تطبيق‬
‫النصوص التشريعية و التنظيمية المتعلقة بالمعاشات و منح الوفاة المستحقة للعاملين في مرافق الدولة و‬
‫الجماعات الترابية و المؤسسات العامة و موظفي إدارة مجلس النواب و المستشارين‪.‬‬

‫‪ – 6‬دعاوى التعويض عن أعمال اإلدارة ‪:‬‬

‫تختص المحاكم اإلدارية بمقتضى المادة الثامنة من القانون ‪ 41.90‬بالنظر في دعاوى‬


‫التعويض عن األضرار التي تسببها أعمال و نشاطات أشخاص القانون العام‪ ،‬غير انه يستثنى من ذلك‬
‫األضرار التي يتسبب فيها في الطريق العام مركبات أيا كان نوعها يملكها شخص من أشخاص القانون العام‪،‬‬
‫حيث تبقى المحاكم العادية هي المختصة بالنظر في النزاعات الناشئة عنها‪.‬‬

‫‪ – 7‬المنازعات الجبائية ‪ :‬و هي المنازعات الناشئة على وجود خالف بين إدارة الضرائب و‬
‫الملزمين بدفعها و قد يثار هذا الخالف إما حول تحديد وعاء الضريبة أو تحصيلها‪.163‬‬

‫‪ –8‬المنازعات االنتخابية‪ :‬أوردت المادة الثامنة االختصاص في المادة االنتخابية بشكل عام‪،‬‬
‫غير أن هذه الطعون ترد في الواقع العملي إما على القيد في اللوائح االنتخابية أو الترشيح لالنتخابات أو‬
‫نتائج التصويت‪ .‬وهنا يثار التساؤل بشأن بعض الطعون التي ال تعطي نصوصها التشريعية المتعلقة به‬
‫اال ختصاص ألية جهة قضائية كاالنتخابات المتعلقة بأساتذة التعليم العالي وانتخابات هيئة المهندسين و‬
‫العصب الرياضية و وهيئة الصيادلة و كذا انتخابات ممثلي القضاة أمام المجلس األعلى للسلطة القضائية و‬
‫غيرها من االنتخابات‪ .164‬و أمام هذا الفراغ التشريعي يستلزم على المشرع إسناد هذا االختصاص للمحاكم‬
‫اإلدارية بنص صريح ‪.‬‬

‫‪ - 163‬مجمد مرزاق و عبد الرحمان ابيال ‪ ،‬النظام القانوني للمنازعات الجبائية بالمغرب‪ ،‬مطبعة األمينة‪ ،‬الرباط ‪ ،1996‬ص‪5 .‬‬
‫‪ - 164‬عزيز بودالي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.206 .‬‬
‫‪64‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪ –9‬النزاعات المتعلقة بنزع الملكية للمنفعة العامة ‪ :‬تهدف دعوى نزع الملكية من اجل المنفعة‬
‫العامة إلى نقل ملكية العقار إلى الدولة و تقدير تعويض األشخاص المنزوع ملكيتهم‪.165‬‬

‫كما تجب اإلشارة أيضا إلى أهمية القضاء االستعجالي في المنازعات اإلدارية حيث يمارس‬
‫رئيس المحكمة االدارية مهام قاضي المستعجالت‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االختصاص النوعي لمحاكم االستئناف االدارية و الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض‬

‫‪-1‬االختصاص النوعي لمحاكم االستئناف اإلدارية‪:‬‬


‫أي بعد مرور‬ ‫‪166‬‬
‫أحدثت محاكم االستئناف اإلدارية بمقتضى القانون رقم ‪ 08-03‬سنة ‪2006‬‬
‫أزيد من عشر سنوات على إنشاء المحاكم اإلدارية‪ ،‬واسند إليها اختصاص النظر في استئناف أحكام المحاكم‬
‫اإلدارية الذي كانت تمارسه الغرفة اإلدارية لمحكمة النقض‪ .‬و بهذا يكون المشرع قد وضع حدا لمشكلة عدم‬
‫توفر درجات التقاضي أو مبدأ التقاضي على درجتين‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن الرئيس األول لمحكمة االستئناف يمارس مهام قاضي المستعجالت عندما‬
‫يكون النزاع معروضا على هذه المحكمة ‪.‬‬

‫‪ -2‬اختصاص الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض‪:‬‬


‫حسب المادة ‪ 9‬فان محكمة النقض مازالت تشكل استثناءا حيت تظل مختصة بالبت ابتدائيا و‬
‫انتهائيا في دعاوى اإللغاء المتعلقة بالق اررات التنظيمية و الفردية الصادرة عن رئيس الحكومة و الق اررات‬
‫الصادرة عن السلطات اإلدارية التي يتعدى نطاق تنفيذها دائرة االختصاص المحلي لمحكمة إدارية ‪ .‬و هو ما‬
‫يتعارض مع مبدأ التقاضي على درجتين ‪.‬‬

‫و قد استعادت الغرفة اإلدارية لمحكمة النقض بموجب المادة ‪ 16‬من القانون المحدث لمحاكم‬
‫االستئناف اإلدارية دورها و اختصاصها األصيل كمحكمة النقض ‪ ،‬إذ أصبحت الق اررات الصادرة عن محاكم‬
‫االستئناف اإلدارية قابلة للطعن بالنقض أمام محكمة النقض باستثناء الق اررات الصادرة في تقدير شرعية‬
‫‪167‬‬
‫‪.‬‬ ‫الق اررات اإلدارية و التي تبقى غير قابلة للطعن بالنقض‬

‫وطبقا لمقتضيات المادة ‪ 12‬من القانون المحدث لمحاكم االستئناف اإلدارية‪ ،‬فان محكمة النقض‬
‫أصبحت مختصة بالنظر في استئناف األحكام الصادرة في موضوع االختصاص النوعي‪.‬‬

‫‪ - 165‬و قد نص في هذا الصدد الفصل ‪ 49‬من قانون نزع الملكية على انه ( يطبق في قضايا نزع الملكية ‪ ،‬جميع قواعد االختصاص و‬
‫المسطرة المقرر في ق م م ما عدا في حالة االستثناءات المنصوص عليها في هذا القانون ‪.‬‬
‫‪ -166‬ظهير شريف رقم ‪ 1- 06-07‬صادر في ‪ 14‬فبراير ‪ 2006‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 08 – 03‬المحدثة بموجبه محاكم االستاناف اإلدارية‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 5398‬بتاريخ ‪ 23‬فبراير ‪ 2006‬ص ‪.490‬‬
‫‪ -167‬وزارة العدل‪ ،‬دليل محاكم االستاناف اإلدارية و المحاكم العادية مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.76.‬‬
‫‪65‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬االختصاص المحلي‬

‫يقصد به نطاق والية محكمة معينة للبت في نزاعات تقع داخل نطاق ترابي معين‪ ،‬وال تتعداه‬
‫إلى غيره‪ ،‬وقد حدد المشرع هذا االختصاص بحدود إقليمية معينة‪.168‬‬

‫القاعدة العامة في االختصاص المحلي هي ضرورة رفع الدعوى أمام المحكمة التي يقع في‬
‫دائرتها موطن المدعى عليه ‪ ،‬وتطبق أمام المحاكم اإلدارية قواعد االختصاص المنصوص عليها في‬
‫الفصل‪ 27‬وما يليه إلى الفصل ‪ 30‬من قانون المسطرة المدنية ‪ ،‬ما لم ينص على خالف ذلك في هذا‬
‫القانون أو في نصوص خاصة"‪.‬‬

‫ولذلك يرد على فإن هذه القاعدة يرد عليها العديد من االستثناءات سواء بموجب قانون‬
‫المحاكم االدارية أو بموجب نصوص خاصة‪:‬‬

‫‪-1‬دعوى االلغاء‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 10‬على أنه‪ ":‬تطبق أمام المحاكم اإلدارية قواعد االختصاص المحلي‬
‫المنصوص عليها في الفصل‪ 27‬وما يليه إلى الفصل ‪ 30‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬ما لم ينص على‬
‫خالف ذلك في هذا القانون أو في نصوص أخرى خاصة ‪ .‬و استثناء من ذلك‪ ،‬ترفع طلبات اإللغاء بسبب‬
‫تجاوز السلطة إلى المحكمة اإلدارية التي يوجد موطن طالب اإللغاء داخل دائرة اختصاصها أو التي صدر‬
‫القرار بدائرة اختصاصها"‪.‬‬
‫‪-2‬االختصاص االستثنائي لمحكمة الرباط اإلدارية‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 11‬من نفس القانون على أن محكمة الرباط اإلدارية تبقى مختصة بالنظر في‬
‫النزاعات المتعلقة بالوضعية الفردية لألشخاص المعينين بظهير شريف أو مرسوم وبالنزاعات الراجعة إلى‬
‫اختصاص المحاكم اإلدارية التي تنشأ خارج دوائر اختصاص جميع هذه المحاكم‪ .‬مثل الحاالت التي يحصل‬
‫فيها النزاع خارج التراب الوطني‪.‬‬

‫هكذا فإن محكمة الرباط اإلدارية لها اختصاص إضافي‪ ،‬مما قد يمس بالمساواة سواء بين‬
‫المتقاضين أو بين المحاكم نفسها ‪ ،‬غير أن هذا يجد تبري ار في كون هذا االستثناء يخص أشخاصا ليسوا من‬
‫الذين يعينون بطرق عادية بل بطريقة خاصة و متميزة‪ ،‬زيادة على أن أكثر المعينين بظهائرهم يستقرون‬
‫بالرباط ومن الموظفين السامية‪.‬‬
‫‪-3‬الطعون االنتخابية‪ :‬محكمة الموطن الذي جرى فيه االنتخاب‪.‬‬

‫‪ -4‬المنازعات المتعلقة بالضرائب وتحصيل الديون المستحقة للخزينة العامة والديون التي في‬
‫حكمها‪ :‬وفي هذا الصدد تنص المادة ‪ 30‬من قانون‪ 41-90‬على أنه‪ ":‬تختص بالنظر في النزاعات الناشئة‬

‫‪ -168‬حكم المحكمة اإلدارية بالرباط عدد ‪ 267‬بتاريخ ‪ 95.9.28‬في الملف عدد ‪94.197‬غ‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫عن تطبيق ظهيرنا الشريف هذا المحكمة اإلدارية الواقع في دائرة اختصاصها المكان المستحقة الضريبة أو‬
‫الديون فيه‪"...‬بمعنى أن المحكمة المختصة بالبت في المنازعات الجبائية هي المحكمة الموجودة بالمكان الذي‬
‫يجب تحصيل الضريبة فيه‪.169‬‬

‫‪-5‬المنازعات المتعلقة بنزع الملكية من أجل المنفعة العامة أو االحتالل المؤقت‪ :‬تكون‬
‫محكمة موطن العقار هي المختصة للبت في دعوى اإلذن بالحيازة أو دعوى نقل الملكية‪.‬‬

‫‪ -6‬منازعات العقود اإلدارية‪ :‬محكمة محل توقيع العقد‪.170‬‬

‫‪-7‬في مجال المسؤولية (دعوى التعويض)‪ :‬أسند المشرع االختصاص لمحكمة المحل الذي‬
‫‪171‬‬
‫‪ ،‬حيث نص صراحة في الفقرة‬ ‫وقع فيه الضرر أو محكمة موطن اإلدارة التي تسببت في الضرر‬
‫الخامسة من الفصل ‪ 28‬من قانون المسطرة المدنية على ما يلي " في دعاوي التعويض‪ ،‬أمام محكمة‬
‫المحل الذي وقع فيه الفعل المسبب للضرر أو أمام موطن المدعى عليه باختيار المدعي"‪.‬‬

‫‪-8‬في دعاوى األشغال العمومية ‪:‬أمام محكمة المكان الذي نفذت فيه تلك األشغال‪.172‬‬

‫وال تعتبر أحكام االختصاص المحلي من النظام العام وبالتالي ال يمكن للمحكمة أن تثيره تلقائيا‬
‫إال بطلب من أحد األطراف‪ .‬إال أنه ال يمكن االستجابة إلى الطلب‪ ،‬إال إذا حدد من أثار الدفع بعدم‬
‫االختصاص المحلي المحكمة المختصة‪ ،‬وكانت هي كذلك‪.173‬‬

‫وينبغي أن يثار عدم االختصاص قبل كل دفع أو دفاع و تبت فيه المحكمة إما بحكم مستقل أو‬
‫‪174‬‬
‫‪ .‬وإذا قبل الدفع المذكور فإن المحكمة التي أثير أمامها تقضي بعدم االختصاص‬ ‫بإضافته إلى الجوهر"‬
‫المحلي وتحيل الملف برمته وبدون صائر إلى المحكمة المختصة‪ ،175‬علما بأن هذا الحكم يقبل االستئناف‬
‫أمام الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض ما دام حكما باتا وليس حكما تمهيديا‪.176‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه قد تم تحديد عدد المحاكم اإلدارية بمرسوم ‪ 3‬نوفمبر ‪ 1993‬وذلك في‬
‫سبعة (‪ ) 7‬محاكم عين مقرها في المدن التالية‪ :‬الرباط‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬فاس‪ ،‬ومراكش‪ ،‬ومكناس‪ ،‬وأكادير ‪ ،‬و‬
‫وجدة‪ .‬كما تم تحديد مكان نفوذها ‪.‬ونتساءل هنا عما إذا كان هذا العدد كافيا بالنظر إلى مساحة المغرب‬
‫خاصة إذا علمنا أن عدد الجهات بالمغرب هو ‪ 12‬جهة وعدد المحاكم محصور في ‪ 7‬محاكم إدارية ال‬
‫يغطي حتى اإلطار الجهوي للتقسيم الترابي للمملكة‪.‬‬

‫‪-169‬الفقرة العاشرة من الفصل ‪ 28‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬


‫‪ -170‬الفقرة الثامنة من الفصل ‪ 28‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫‪ -171‬الفقرة الخامسة من الفصل ‪ 28‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫‪ -172‬الفقرة السابعة من الفصل ‪ 28‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫‪-173‬الفصل ‪ 16‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫‪ -174‬المادة ‪ 14‬من القانون رقم ‪ 41-90‬تحيل على الفصول ‪ 16‬و ‪ 17‬من قانون المسطرة المدنية ‪.‬‬
‫‪ -175‬وذلك بمقتضى المرسوم رقم ‪ 2.92.59‬جمادى األولى ‪ ،93/11/1414‬الجريدة الرسمية عدد ‪.4229‬‬
‫‪ -176‬ألن األحكام التمهيدية وحدها التي ال تقبل االستاناف ما دامت تتعلق بتحقيق الدعوى فقط كالحكم باالستماع إلى شاهد أو الحكم بإجراء‬
‫خبرة مثال‪ ،‬كما نص عليه المشرع في الفصل ‪ 140‬من ق م م‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫ويزداد األمر صعوبة إذا علمنا أن محاكم االستئناف اإلدارية ال تتجاوز محكمتين إذ تنص المادة‬
‫األولى من المرسوم الصادر بتاريخ ‪ 25‬يوليو ‪2006‬والمتعلق بتحديد عدد محاكم االستئناف اإلدارية ومقارها‬
‫ودوائر اختصاصها ‪177‬على أنه ‪" :‬يحدد عدد محاكم االستئناف اإلدارية في اثنين(‪ )2‬يعين مقرهما ودوائر‬
‫اختصاصهما في الجدول الملحق بهذا المرسوم"‪ ،‬وذلك على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪-1‬محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط ‪ :‬المحاكم اإلدارية بكل من الرباط ‪ ،‬الدار البيضاء ‪،‬‬
‫فاس ‪ ،‬مكناس و وجدة‪.‬‬

‫‪-2‬محكمة االستئناف اإلدارية بمراكش ‪:‬المحاكم اإلدارية بكل من مراكش و أكادير‪.‬‬

‫إن قلة المحاكم اإلدارية والتي ال تتجاوز سبعة محاكم بالنسبة للمحاكم االدارية ومحكمتين‬
‫بالنسبة لمحاكم االستئناف اإلدارية وتواجدها بالمدن الكبرى بالمغرب تجعل العديد من المتقاضين غير قادرين‬
‫على التقدم بالطعن أمام المحاكم اإلدارية بالنظر لبعدها عنهم‪ ،‬فكيف يتصور أن يطعن متقاضي أمام‬
‫محكمة تبعد عنه بما ال يقل عن ‪ 400‬كلم ‪ ،‬بل تصل إلى ‪ 1500‬كلم بالنسبة لمدن الجنوب‪.‬‬

‫كما أن أتعاب الخبراء والمحامين وتكاليف السفر والتنقل وإعداد الملف القضائي تساهم في ارتفاع‬
‫تكلفة التقاضي وتمنع بعض المتقاضين من اللجوء إلى القضاء ويفضلون بسبب ذلك تسوية خالفاتهم مع‬
‫اإلدارة عن طريق الصلح أو بطرق غير مشروعة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬شروط واجراءات تقديم الدعوى‬

‫نص المشرع المغربي على مجموعة من االجراءات المسطرية المتعلقة بمقال الدعوى االدارية‬
‫المتمثلة اساسا في وجوب تقديمها بمقال مكتوب يتضمن مجموعة من البيانات الخاصة وموقع من طرف‬
‫محام مسجل في هيئة المحامين مع مراعاة مجموعة من اإلجراءات الشكلية كأجل اإليداع و أداء الرسوم‬
‫القضائية و مسك سجالت خاصة ‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬شروط تقديم الدعوى‬

‫ينص الفصل ‪ 3‬من قانون المحاكم اإلدارية على أن القضايا ترفع بمقال مكتوب يوقعه محام‬
‫مسجل بجدول هيئة من هيئات المحامين بالمغرب و يتضمن مالم ينص على خالف ذلك البيانات و‬
‫المعلومات المنصوص عليها في الفصل ‪ 32‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫أوال‪ -‬الطابع الكتابي للمسطرة و مؤازرة محام‪:‬‬

‫نص القانون المتعلق بإحداث المحاكم اإلدارية في المادة ‪ 3‬على أن القضايا ترفع إلى المحكمة‬
‫اإلدارية بمقال مكتوب بواسطة محام مسجل بجدول هيئة من هيئات المحامين بالمغرب‪ .‬ويمثل شرط الكتابة‬

‫‪ -177‬مرسوم رقم‪ 2.06.187‬صادر في‪ 29‬من جمادى اآلخرة ‪ 25( 1427‬يوليو ‪ )2006‬بتحد يد عدد محاكم االستاناف اإلدارية ومقارها‬
‫ودوائر اختصاصها‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫ضمانة أساسية للمتقاضين‪ ،178‬إذ سيمكن هيئة المحكمة من دراسة ملف الدعوى بشكل جدي وبعمق كبير‪،‬‬
‫كما سيمكن الطرفان من طرح وجهة نظرهم بكل تفصيل وتركيز‪.‬‬

‫وقد اعتبرت الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض أن عدم تقديم عريضة كتابية ينتج عنه إسقاط حق‬
‫طلب اإللغاء‪ .179‬ولهذا يتعين على كل من المدعي و المدعى عليه أن يعزز ادعاءاته كتابة حتى و لو سمح‬
‫له بتقديم مالحظات شفوية في الجلسة‪.180‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك وحسب المادة ‪ 3‬من قانون المحاكم اإلدارية يجب أن يقدم هذا المقال و‬
‫يوقع من قبل محام‪ ،‬و عدم تقديمه من طرف محام‪ ،‬أو عدم التوقيع عليه من قبل هذا األخير يعرضه لعدم‬
‫القبول‪.‬‬

‫فمسألة توقيع المحامي على المقال يعتبر شرطا جوهريا وأساسيا‪ ،‬من خالل التمعن في هذا‬
‫الشرط نجد أن المشرع المغربي نص عليه بموجب قاعدة آمرة وملزمة ال يمكن مخالفتها‪ ،181‬ويترتب عن‬
‫مخالفة هذا الشرط عدم قبول الدعوى لخرقها للشكليات القانونية‪.‬‬

‫وإلزامية المحامي يطرح مجموعة من التساؤالت‪ ،‬هل أن المحامي إلزامي فقط بوضع مقال‬
‫افتتاحي موقع عليه فقط‪ ،‬أم له دور في اإلجابة والتعقيب أيضا؟ ثم ما األمر إذا تنازل المحامي عن نيابته‬
‫عن الطرف بعد وضع المقال االفتتاحي‪ ،‬هل يحق لهذا الطرف متابعة الدعوى بنفسه‪ ،‬ثم ما هو األمر بالنسبة‬
‫للمدعى عليه الذي ليس هو صاحب المقال؟‬

‫وكان على المشرع المغربي أن ينص صراحة على كون مسطرة التقاضي أمام المحاكم اإلدارية‬
‫تكون بواسطة محامي في جميع مراحل الدعوى بدال من النص فقط على وضع المقال االفتتاحي للدعوى‬
‫موقع عليه من طرف محامي‪ ،‬وان كان الرأي السائد في االتجاه هو كون هذه اإللزامية تمتد طوال مراحل‬
‫الدعوى اإلدارية‪.182‬‬

‫وإذا كان الفصل ‪ 3‬يشير إلى أن المحامي يجب أن يكون مسجل بجدول هيئة من هيئات‬
‫المحامين بالمغرب‪ ،‬فإن ذلك ال يمنع المحامي األجنبي الذي تربط بالده بالمغرب اتفاقية دولية تسمح له‬

‫‪ -178‬عبد الكريم المساوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.93 .‬‬


‫‪ -179‬قرار محكمة النقأل عدد ‪ 6‬بتاريخ ‪ ،1971 /11/26‬أورده عبد هللا حداد بمؤلفه تطبيقات الدعوى اإلدارية في القانون المغربي‪ ،‬مطابع‬
‫منشورات عكاظ‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،2002‬ص‪.64.‬‬
‫‪ -180‬موالي إدريس الحالبي الكتاني‪ ،‬إجراءات الدعوى اإلدارية ‪ ،‬مطبعة دار السالم‪ ، 2002-2001،‬ص‪.25 .‬‬
‫‪ -181‬تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 14.90‬على" ترفع القضايا إلى المحكمة اإلدارية بمقال مكتوب يوقعه محام مسجل في جدول‬
‫هياة من هياات المحامين بالمغرب ويتضمن‪ ،‬ما لم ينص على خالف ذلك‪ ،‬البيانات والمعلومات المنصوص عليها في الفصل ‪ 32‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية "‪.‬‬
‫‪-182‬الصد يق حيدة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.05.‬‬
‫‪69‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫بممارسة مهنته بالمغرب من أن يتقدم بدعاوى بعد حصوله على إذن من وزير العدل لكل دعوى‪ ،‬و تعيين‬
‫محل المخابرة معه بمكتب محام مقيد بجدول إحدى هيئات المحامين بالمملكة‪.183‬‬

‫إذا كان كل ما سلف ذكره يتعلق بمدى إلزامية المحامي بالنسبة لألشخاص الطبيعية‪ ،‬فما مدى‬
‫إلزامية المحامي بالنسبة لألشخاص المعنوية العامة؟‬

‫بالرجوع إلى المادة ‪ 31‬من القانون المنظم لمهنة المحاماة نجدها تنص على أنه " ال يسوغ أن‬
‫يمثل األشخاص الذاتيون والمعنويون والمؤسسات العمومية وشبه العمومية والشركات‪ ،‬أو يؤازرها أمام‬
‫القضاء إال بواسطة محام ماعدا إذا تعلق األمر بالدولة واإلدارات العمومية تكون نيابة المحامي أم ار‬
‫اختياريا"‪ ،‬وهو ما يفيد أن الدولة واإلدارات العمومية معفاة من إلزامية تنصيب المحامي أمام المحاكم اإلدارية‬
‫بخصوص القضايا التي تستوجب ذلك‪.‬‬

‫ومعفاة ايضا من هذا االلتزام في مرحلة االستئناف إذ تنص المادة ‪ 10‬على أن ‪...":‬يقدم‬
‫االستئناف إلى كتابة ضبط المحكمة اإلدارية التي أصدرت الحكم المستأنف بواسطة مقال مكتوب يوقعه‬
‫محام‪ ،‬ما عدا استئناف الدولة و اإلدارات العمومية حيث تكون نيابة محام أم ار اختياريا"‪.‬‬

‫كما تعفى الدولة طبقا للفصل ‪ 354‬من قانون المسطرة المدنية في طلبات النقض من مؤازرة‬
‫المحامي طالبة كانت أو مطلوبا ضدها ويوقع في هذه الحالة على مقاالتها ومذكراتها الوزير المعني باألمر أو‬
‫موظف منتدب لهذا الغرض ويمكن أن يكون هذا االنتداب عاما يشمل نوعا من القضايا‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬البيانات المتطلبة في مقال الدعوى‪:‬‬

‫يخضع مقال الدعوى لمجموعة من الشكليات‪ ،‬ويشترط فيه أن يكون مستوفيا البيانات والمعلومات‬
‫نص عليها الفصالن ‪ 32‬و‪ 355‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫ينص الفصل ‪ 32‬من قانون المسطرة المدنية على أنه ‪":‬يجب أن يتضمن المقال أو المحضر‬
‫تحت طائلة عدم القبول األسماء العائلية و الشخصية و صفة أو مهنة و موطن أو محل إقامة المدعى عليه‬
‫و المدعين و كذا عند االقتضاء أسماء و صفة و موطن وكيل المدعي وإذا كان أحد األطراف شركة وجب‬
‫أن يتضمن المقال أو المحضر اسمها ونوعها ومركزها"‪.‬‬

‫وتنص الفقرة األولى من الفصل ‪ 355‬في الفقرة األولى منه على أنه‪ ...":‬يجب أن تتوفر في المقال‬
‫تحت طائلة عدم القبول‪ :‬بيان أسماء األطراف العائلية‪."...‬‬

‫كما يجب أن يتضمن مقال الدعوى موضوع النزاع بإيجاز و الوسائل و األدلة التي يستند إليها فال‬
‫يكفي أن يبدي الملزم رغبته في أن يعرض النزاع أمام القضاء أو يكتفي بالقول بأنه لم يقبل قرار اإلدارة ‪ .‬وهو‬

‫‪ -183‬المادة ‪ 32‬من القانون ‪ 28.08‬المتعلق بتعديل القانون المنظم لمهنة المحاماة‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.08.101‬الصادر في ‪20‬‬
‫شوال ‪ 1429‬الموافق ل ‪ 20‬أكتوبر ‪ ،2008‬الصادر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5680‬الصادرة بتاريخ ‪ 7‬ذوالقعدة ‪ 1429‬الموافق ل ‪ 6‬نوفمبر ‪،2008‬‬
‫ص‪.4044.‬‬
‫‪70‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫ما نص عليه الفصل ‪ 355‬من قانون المسطرة المدنية في فقرته الثانية بقوله‪ ":‬على انه يجب أن تتوفر في‬
‫المقال تحت طائلة عدم القبول‪ :‬ملخص الوقائع و الوسائل وكذا المستنتجات‪"....‬‬

‫وترفق عريضة الدعوى بالوثائق الالزمة كنسخة من القرار اإلداري‪ ...‬إال أن بعض العيوب‬
‫الشكلية يمكن تصحيحها الحقا‪ ،‬إذ يجوز للقاضي المقرر طلب تحديد البيانات غير التامة أو التي تم إغفالها‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إجراءات إيداع مقال الدعوى‬

‫يتطلب إيداع المقال احترام مجموعة من اإلجراءات القانونية الشكلية كأجل اإليداع و أداء‬
‫الرسوم القضائية و مسك سجالت خاصة ‪.‬‬

‫أوال‪-‬اآلجال‪:‬‬

‫يجد شرط األجل لرفع الدعوى أمام القاضي مبرره في فكرة مفادها أنه ليس من الالئق ترك‬
‫األوضاع الخصامية تخلد في الزمن‪ ،‬وهذه الفكرة موجودة أيضا في القانون الخاص حيث تتقادم الدعاوى بعد‬
‫آجال معينة‪.184‬‬

‫إذا كان أجل تقديم الدعوى‪ ،‬في القضايا المتعلقة بالشرعية مقيد داخل آجال قصيرة جدا ‪ 60‬يوما‬
‫ابتداء من يوم نشر أو تبليغ القرار أو من التاريخ الذي أصبح فيه القرار الضمني برفض الطلب التمهيدي‬
‫معلوما‪ ،‬أو من تاريخ رفض الطعن اإلداري‪ ،‬في المقابل ال تكون الدعوى في القضاء الشامل مقيدة بأي‬
‫‪185‬‬
‫أجل‪.‬‬

‫غير أنه إذا كان ممارسة دعوى القضاء الشامل غير مقيدة بأجل‪ ،‬يجب أال يغفل أجل تقادمها‬
‫حتى ال يسقط حق ممارستها‪:‬‬

‫‪-‬تقادم الدعوى المنصوص عليه الفصل ‪ 106‬من قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬نجد أن دعوى‬
‫التعويض تتقادم بمضي خمس سنوات من تاريخ العلم بحدوث الضرر ومن هو المسؤول عنه‪ ،‬وتتقادم في‬
‫جميع الحاالت بمضي عشرين سنة تبتدئ من وقت حدوث الضرر‪.‬‬

‫‪ -‬التقادم الرباعي لديون الدولة المنصوص عليه في الفصل فقرة ‪ 143‬فقرة ‪ 3‬من المرسوم‬
‫الملكي المؤرخ في ‪ 21‬أبريل ‪ 1967‬المتعلق بالمحاسبة العمومية‪.‬‬

‫‪ -184‬ميشال روسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.64.‬‬


‫‪ -185‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫ولكن يجب االنتباه إلى بعض االستثناءات الواردة في النصوص الخاصة كالفصل ‪ 220‬من‬
‫‪186‬‬
‫المتعلق بالنقل الجوي والذي يحدد أجل تقادم التعويض عن األضرار الحاصلة‬ ‫مرسوم ‪ 10‬يوليوز‪1962‬‬
‫عن النقل الجوي في سنتين‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬أداء الرسوم القضائية ومسك سجالت خاصة‪:‬‬

‫‪ -1‬أداء الرسوم القضائية‪:‬‬

‫إذا كان المشرع المغربي قد تبنى مبدأ إلزامية أداء الرسم القضائي بالنسبة لدعوى القضاء‬
‫الشامل التي تتطلب دفع رسوم قضائية تختلف قيمتها حسب قيمة الطلب ‪ ،‬فإنه أورد بعض االستثناءات على‬
‫هذه القاعدة بتمتيع بعض الطلبات المرفوعة إلى القضاء اإلداري بالمجانية وهو الحال بالنسبة‪:‬‬

‫‪ -‬دعاوى اإللغاء‪ :‬تنص المادة ‪ 22‬من القانون المحدث للمحاكم اإلدارية على ما يلي‪ ":‬يعفى‬
‫طلب اإللغاء بسبب تجاوز السلطة من أداء الرسم القضائي")‪.‬‬

‫‪ -‬المقاالت االستئنافية ‪ :‬تنص المادة ‪10‬من القانون رقم ‪ 80.03‬المحدثة بموجبه محاكم‬
‫استئناف إدارية‪ 187‬على أن ‪..." :‬يعفى طلب االستئناف من أداء الرسوم القضائية‪."188...‬‬

‫‪ -‬الطعون في الق اررات الصادرة عن السيد رئيس الحكومة أمام الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض‪.‬‬

‫‪ -‬المساعدة القضائية‪ :‬تشكل الرسوم القضائية أحيانا عقبة كبرى تحول دون اللجوء للقضاء‪،‬‬
‫ولذلك فقد أوجد المشرع "المساعدة القضائية" قصد تمكين المعوزين من التقاضي مع إعفائهم من تعيين محام‬
‫‪189‬‬
‫وأداء الرسوم القضائية بعد استيفاء بعض اإلجراءات في هذا الشأن‪.‬‬

‫فمن الناحية المسطرية وطبقا لمقتضيات المادة ‪ 7‬من القانون ‪ 80.03‬المحدث لمحاكم‬
‫االستئناف اإلدارية‪ ،‬والفقرة األخيرة من المادة ‪ 3‬من القانون ‪ 41.90‬المحدث للمحاكم اإلدارية فإن رئيس‬
‫المحكمة اإلدارية هو الذي له صالحية منح المساعدة القضائية‪ ،‬ذلك وفق القواعد القانونية المنصوص عليها‬
‫الذي هو بمثابة قانون يتعلق بالمساعدة القضائية‪ ،‬وعليه فإن رئيس‬ ‫‪190‬‬
‫في المرسوم الملكي لسنة ‪،1966‬‬
‫المحكمة يتوجب عليه البحث في كافة المعلومات الضرورية لمعرفة حالة عسر الطالب‪ ،‬ذلك وفق ما هو‬
‫منصوص عليه في الفصل ‪ 7‬و‪ 8‬من المرسوم الملكي لسنة ‪ ،1916‬مثل حصوله على شهادة عدم العمل‬
‫وشهادة عدم الخضوع للضريبة أو بيان مفصل عن األجرة ‪.‬‬

‫‪ -186‬مرسوم رقم ‪ 2.61.161‬الصادر في ‪ 7‬صفر ‪ 1382‬الموافق ل ‪ 10‬يوليوز ‪ ،1962‬المتعلق بتنظيم المالحة الجوية المدنية وإحداث لجنة‬
‫للسالمة الجوية‪ ،‬المتمم بموجب الظهير الشريف رقم ‪ 537.66‬الصادر بتاريخ ‪ 23‬ذي القعدة ‪ 1389‬الموافق ل ‪ 31‬يناير ‪ ،1970‬الصادر في‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 2989‬الصادرة بتاريخ ‪ ،1970/02/11‬ص ‪.422.‬‬
‫‪ -187‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5398‬بتاريخ ‪ 24‬محرم ‪ 23(1427‬فبراير ‪،) 2006‬ص ‪.490 .‬‬
‫‪ -188‬محمد السماحي وموسى عبود‪ ،‬المختصر في المسطرة المدنية و التنظيم القضائي‪ ،‬طبعة سنة ‪ 1993‬ص‪.61.‬‬
‫‪ -189‬عبد الكريم المساوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.105.‬‬
‫‪ -190‬المرسوم الملكي رقم ‪ 514.65‬الصادر بتاريخ ‪ 17‬رجب‪( 1386‬فاتح نونبر‪ )1966‬بمثابة قانون يتعلق بالمساعدة القضائية الصادر‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2880‬الصادرة بتاريخ ‪ 3‬شعبان ‪ 16( 1386‬نونبر‪ ،)1966‬ص‪.2379 .‬‬
‫‪72‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫هذا وقد حدد قانون‪ 03.80‬بدقة الجهة التي يستأنف لديها القرار الصادر عن رئيس المحكمة‬
‫اإلدارية برفض منح المساعدة القضائية‪ ،‬وهي محكمة االستئناف اإلدارية‪ ،‬التي تبت في االستئناف بغرفة‬
‫المشورة وذلك طبقا للمادة ‪ 8‬من القانون المذكور‪ ،‬كما حسم في طبيعة هذا القرار وهي الطبيعة القضائية‪.‬‬

‫كما ينص الفصل ‪ 11‬من المرسوم الملكي المذكور في فقرته ما قبل األخيرة أنه إذا لم يبت‬
‫المكتب المحدث لدى محكمة االستئناف في األمر باعتباره محكمة استئنافية‪ ،‬أمكن للطالب والوكيل العام‬
‫للملك لدى محكمة االستئناف الطعن في مقرره بمكتب المساعدة القضائية المحدث لدى محكمة النقض‪،‬‬
‫والحديث هنا عن مؤسسة الوكيل العام للملك باعتبارها الجهة المستقبلة للطلب يتصادم مع هيكلة المحاكم‬
‫اإلدارية‪.191‬‬

‫‪-‬مسك سجالت خاصة‪:‬‬

‫بموجب الفقرة الثانية من الفصل ‪ 31‬من قانون المسطرة المدنية"‪...‬تقيد القضايا في سجل معد‬
‫لذلك حسب الترتيب التسلسلي لتلقيها و تاريخها مع بيان أسماء األطراف و كذا تاريخ االستدعاء‪."...‬‬

‫وجاءت الفقرة الثانية من الفصل ‪ 365‬من نفس القانون مؤكدة بدورها "‪...‬يسجل المقال في سجل‬
‫خاص‪ .‬و يتضمن هذا السجل فضال عن الرقم الترتيبي أو المتسلسل مجموع من األضلع يسجل فيها الموظف‬
‫المختص تاريخ تقديم الطلب وأسماء المدعي و المدعى عليه و موضوع الدعوى و اسم القاضي المقرر‪ ،‬و‬
‫أضلع أخرى مخصصة لتاريخ أول جلسة و صدور الحكم و منطوق الحكم ‪.‬و بمجرد ماتتم عملية تسجيل‬
‫مقال الدعوى يعين رئيس المحكمة اإلدارية القاضي المقرر‪.‬‬

‫وبعد ذلك يسلم كاتب ضبط المحكمة اإلدارية وصال بإيداع المقال يتكون من نسخة منه ‪،‬‬
‫يوضع عليها خاتم كتابة الضبط وتاريخ اإليداع مع بيان الوثائق المرفقة‪".192‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات الفصل في الدعوى‪.‬‬

‫بمجرد تقييد الدعوى اإلدارية لدى كتابة الضبط‪ ،‬تحال القضية على القاضي المقرر والمفوض‬
‫الملكي للدفع عن الحق والقانون لتحضير الدعوى وبعد ما يطلع على مختلف وجهات نظر األطراف‪ ،‬فقد‬
‫يأمر القاضي المقرر باستعمال بعض الوسائل التقنية تساعده في بلورة بعض الجوانب الغامضة في النزاع ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إجراءات تحضير الدعوى والتحقيق فيها‬

‫بمجرد تقييد الدعوى اإلدارية لدى كتابة الضبط ‪ ،‬تحال على القاضي المقرر والمفوض‬
‫الملكي بل أن القاضي المقرر قد يذهب أبعد من ذلك‪ ،‬في حالة انعدام القرائن و اإلثباتات الضرورية إلى‬
‫استعمال بعض الطرق التقنية كإجراء الخبرة والمعاينة واالستجواب الستجالء الجوانب الغامضة في النزاع‪.‬‬

‫‪- 191‬الصديق حيدة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.07.‬‬


‫‪ -192‬المادة الثالثة من القانون ‪ 90-41‬المحدث للمحاكم اإلدارية ‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬
‫الفقرة األولى‪ :‬إجراءات تحضير الدعوى‬

‫يتم تحضير الدعوى بإحالة مقال الدعوى على القاضي المقرر والمفوض الملكي‪.‬‬
‫أوال‪ -‬احالة القضية على القاضي المقرر‪:‬‬

‫بمجرد تقييد الدعوى اإلدارية لدى كتابة الضبط‪ ،‬يعين الرئيس على صعيد محكمة المحكمة‬
‫اإلدارية قاضيا مقر ار يكلفه بالقضية‪ .‬فيقوم القاضي المقرر و عند االقتضاء رئيس المحكمة الذي يخول له‬
‫القانون الجمع بين مهمة الرئيس و المقرر بتحضير الدعوى ‪ ،‬فهو ينظر إذا ما كان المقال أحيل على‬
‫القضاء المختص أم ال ويقترح حسب الحاالت الحكم بعدم االختصاص أو اإلحالة على القضاء المختص ‪،‬‬
‫بل إذا ظهر له من جراء اطالعه على المقال االفتتاحي أن حل القضية معروفا مقدما بصفة يقينية أمكنه أن‬
‫يقرر عدم إجراء البحث‪.‬‬

‫ويقوم بتبليغ المقال لإلدارة المدعى عليها باإلضافة إلى الوثائق والمستندات المرفقة به‪، 193‬‬
‫ويطلب من المدعى عليه تقديم مذكرة جوابية داخل األجل الذي يحدده‪ ،‬كما يمكنه أن يقوم تلقائيا أو بطلب‬
‫من األطراف‪ ،‬بكل إجراءات التحقيق التي يراها ضرورية‪ .194‬وبعبارة أوضح فإن ذلك يتجسد في تبادل‬
‫المذكرات بأمر من القاضي المقرر عن طريق كتابة الضبط‪.195‬‬

‫وتجسد عملية تبادل المذكرات هاته بين المتقاضين ما يسمى بالمسطرة الحضورية وهي‬
‫مسطرة ترتبط بمبدأ حق الدفاع الذي يمكن الشخص من إبداء دفوعاته و الجواب على جميع الوسائل القانونية‬
‫المثارة في المقال االفتتاحي أو المذكرات الجوابية‪ .‬وهو ما يشكل ضمانة إضافية للطاعن الذي يوجد في‬
‫وضعية غير متساوية مع اإلدارة ‪ ،‬والتي تستأثر بقوة القانون بامتيازات متعددة أمام القضاء‪ ،‬فهي مناسبة‬
‫بالنسبة له للدفاع عن طلباته أو دفوعاته وللرد على مالحظات خصمه‪.‬‬

‫وعندما يرى القاضي المقرر أن القضية أصبحت جاهزة للحكم وأن اآلجال لإلدالء باألجوبة‬
‫قد انتهت‪ ،‬يصدر أمره بالتخلي عن الملف ويحدد تاريخ الجلسة التي تدرج فيها القضية‪.196‬‬

‫مبدئيا‪ ،‬ال يمكن لألطراف أن يدلوا بعد ذلك بأية وثيقة أو مذكرة‪ ،‬غير أنه يجوز للمحكمة أن‬
‫تعيد الملف إلى القاضي المقرر في حالتين‪:‬‬

‫‪ -‬إذا كانت هناك واقعة جديدة من شأنها أن تؤثر على الحكم قد طرأت بعد إصدار األمر‬
‫بالتخلي‪.‬‬

‫‪-‬إذا رأت المحكمة أن هناك واقعة طرأت قبل التخلي غير أنه لم يكن ممكنا التمسك بها من‬
‫‪197‬‬
‫‪.‬‬ ‫طرف الخصوم ألسباب خارجة عن إرادتهم‬

‫‪ -193‬الفصول من ‪ 329‬إلى ‪ 333‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬


‫‪-194‬ميشيل روسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪59 .‬‬
‫‪ -195‬ميشيل روسي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪62 .‬‬
‫‪-196‬الفقرة األولى من الفصل ‪ 335‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫ثانيا‪ -‬إحالة القضية على المفوض الملكي‪:‬‬

‫بمجرد تسجيل مقال الدعوى يجب على رئيس المحكمة اإلدارية أن يحيل الملف حاال إلى‬
‫المفوض الملكي للدفاع عن القانون والحق‪.198‬‬

‫يعين المفوض الملكي من طرف رئيس المحكمة اإلدارية بناء على اقتراح من الجمعية‬
‫العمومية للقضاة‪ ،‬وذلك بموجب المادة الثانية من القانون رقم ‪ 40.91‬المحدث بموجبه المحاكم اإلدارية حيث‬
‫جاء في الفقرة الثانية من المادة السالفة الذكر " ويعين رئيس المحكمة اإلدارية من بين قضاة المحكمة مفوضا‬
‫ملكيا أو مفوضين ملكيين للدفاع عن القانون والحق باقتراح من الجمعية العمومية لمدة سنتين"‪.‬‬

‫نفس الشيء سار عليه قانون إحداث محاكم االستئناف اإلدارية رقم ‪ ”: 03.08‬يعين الرئيس‬
‫األول لمحكمة االستئناف اإلدارية من بين المستشارين مفوضا ملكيا أو أكثر للدفاع عن القانون والحق‬
‫باقتراح من الجمعية العمومية لمدة سنتين قابلة للتجديد ‪".‬‬

‫غير أن مؤسسة المفوض الملكي المتواجدة على مستوى المحاكم االدارية ومحاكم االستئناف‬
‫االدارية غائبة على مستوى محكمة النقض‪ ،‬ليثار التساؤل حول حلول النيابة العامة لدى محكمة النقض محل‬
‫مؤسة المفوض الملكي في القضايا االدارية؟ لقد كان من الراجح والصواب خلق مؤسسة المفوض الملكي على‬
‫‪199‬‬
‫‪.‬‬ ‫مستوى الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض‬

‫وتتجلى مهام المفوض الملكي أوال في الوسائل التي منحها إياه المشرع لمباشرة اختصاصاته والتي‬
‫تتجلى في حضور المفوض الملكي في جلسات المحكمة وعرضه لمستنتجات وآرائه المكتوبة والشفهية على‬
‫هيئة الحكم‪:‬‬

‫‪-‬حضور المفوض الملكي لجلسات المحكمة‪:‬‬

‫أكد المشرع على إلزامية حضور المفوض الملكي للدفاع عن الحق والقانون جلسات المحكمة‬
‫اإلدارية ‪ ،‬إذ نصت الفقرة الثانية من المادة الخامسة من قانون ‪ 41.90‬والمتعلق بالمحاكم اإلدارية على ما‬
‫يلي “… ويجب أن يحضر الجلسة المفوض الملكي للدفاع عن القانون والحق‪ .‬و بالتالي فإن اإلخالل بهذه‬
‫القاعدة‪ ،‬يجعل تشكيلة الهيئة الحاكمة باطلة والق اررات الصادرة عنها باطلة أيضا‪ .‬وهكذا لم يدخل المشرع‬
‫المغربي مؤسسة المفوض الملكي في التأليف الهيكلي للمحكمة وإنما أدخلها في تشكيلة هيئة الحكم‪.‬‬

‫‪-‬عرض المفوض الملكي لمستنتجاته المكتوبة والشفهية‪:‬‬

‫‪ -197‬ميشيل روسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.62.‬‬


‫‪ -198‬راجع المادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ 41.90‬المحدث بموجبه المحاكم اإلدارية‪ .‬ظهير شريف رقم ‪ 1.91.225‬صادر في ‪ 22‬من ربيع األول‬
‫‪ 10( 1414‬سبتمبر ‪ )1993‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 41.90‬المحدث بموجبه محاكم إدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4227‬بتاريخ ‪ 18‬جمادى‬
‫األولى ‪ 3 ( 1414‬نوفمبر ‪ ،)1993‬ص‪.2168 .‬‬
‫‪ -199‬رشدي الصبايطي‪ ،‬المفوض الملكي للدفاع عن القانون والحق في المحاكم اإلدارية‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية‬
‫والتنمية ‪ ،‬سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية‪ ،‬مطبعة دار النشر عدد ‪ ، 2012 ،90‬ص‪.244 .‬‬
‫‪75‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫يقدم المفوض الملكي مقترحاته مكتوبة أو شفوية إلى هيئة المحكمة بالجلسة العلنية‪ ،‬فقد نصت‬
‫الفقرة الثالثة من المادة الخامسة من قانون ‪ 41.90‬أنه “يعرض المفوض الملكي للدفاع عن الحق والقانون‬
‫آراءه المكتوبة والشفهية على هيئة الحكم بكامل االستقالل…”‪.‬‬

‫فهذه الصيغة تفيد اإللزام على اعتبار أن الفقرة المذكورة تبتدئ بفعل مضارع " يعرض " الذي‬
‫يفيد الوجوب‪ -‬في المجال التشريعي ‪ .‬فتطبيق هذا النص في بداية عمل المحاكم اإلدارية‪ ،‬كان يجد فيه‬
‫المفوضون الملكيون صعوبة كبيرة جدا في تقديم وعرض آرائهم الشفهية في كل قضية‪ ،‬بحيث أن كثرة القضايا‬
‫المعروضة بالجلسة‪ ،‬تجعل من الصعب على المفوض الملكي‪ ،‬تقديم مرافعة شفهية في كل قضية على حدة‬
‫يبدي فيها آراءه التي غالبا ما تكون مطابقة لمستنتجاته الواردة في تقريره الكتابي‪.200‬‬

‫وامام ذلك تراجع قانون ‪ 03-80‬المتعلق بإحداث محاكم االستئناف اإلدارية عن هذه الصيغة‬
‫فنص في مادتة الثالثة على أن‪ ":‬يدلي المفوض الملكي للدفاع عن القانون والحق بآرائه مكتوبة ويمكن له‬
‫توضيحها شفهيا لهيئة الحكم ‪ ، "...‬فأصبحت هذه اإللزامية تنصب أساسا على اآلراء المكتوبة‪ ،‬أما اآلراء‬
‫الشفهية فتبقى مسألة اختيارية بالنسبة إليه‪.‬‬

‫وطبقا الفقرة األخيرة من المادة الخامسة ‪ 90-41‬المحدث للمحاكم اإلدارية منه فإن‪ ":‬المفوض‬
‫الملكي للدفاع عن القانون والحق ال يشارك في إصدار الحكم" ولم يكن يعرف المقصود بهذا المنع هل يتعلق‬
‫بحضور المداولة أم بحضور الجلسة التي يتم فيها النطق باألحكام؟‬

‫وهو ما تداركه المشرع في قانون‪ 03-80‬حيث اوضح في الفقرة األخيرة من المادة ‪ 3‬منه على‬
‫أن ‪":‬المفوض الملكي للدفاع عن القانون والحق ال يشارك في المداوالت" ‪ ،‬فجاءت هذه العبارة واضحة‬
‫وصريحة وال تثير أي التباس أو غموض‪ .‬وبالتالي فإن المفوض الملكي محظور عليه المشاركة في المداولة‬
‫أما حضوره في الجلسة ضمن تشكيلة هيئة الحكم‪ ،‬فهو إلزامي سواء كانت هذه الجلسة مخصصة لمناقشة‬
‫القضايا المدرجة أو للنطق باألحكام الصادرة فيها‪.‬‬

‫إال أنه بالنسبة للمحاكم اإلدارية ليس هناك مقتضى قانوني يمنع المفوض الملكي من حضور‬
‫أطوار جلسة المداولة إلى جانب أعضاء هيئة الحكم‪ ،‬شريطة أال يشارك في عملية التصويت لصالح أو ضد‬
‫حكم معين‪ .201‬غير ان حضوره في جلسة للنطق باألحكام يبدو غير مجد انطالقا من اعتباره مجرد‬
‫مستمع‪ .202‬ذلك أن المفوض الملكي ال يعتبر طرفا في الدعوى وليس من حقه الطعن في األحكام بأي‬
‫طريق من طرق الطعن ‪ ، 203‬و ما يبديه من آراء مجرد دفاعات عن الحق والقانون‪ ،‬ال يقصد من ورائها ال‬

‫‪ -200‬مصطفى التراب‪" ،‬القواعد اإلجرائية أمام محاكم االستاناف اإلدارية"‪ ،‬الموقع االلكتروني لهياة المحامين بالرباط‪،‬‬
‫‪ www.barreaurabat.ma‬تاريخ الولوج ‪ 27‬يناير‪.2020‬‬

‫‪ -201‬حميدو اكري ومحمد محجوبي‪ ،‬المفوض الملكي ومهامه لدى المحكمة اإلدارية‪ ،‬مطبعة دار السالم‪ ،‬الرباط‪،2002،‬ص‪. 69.‬‬
‫‪ -202‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -203‬رشدي الصبايطي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 250 .‬‬
‫‪76‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫حيث ال‬ ‫‪204‬‬


‫مساندة اإلدارة وال مساندة الطرف اآلخر‪ ،‬ومن تم ال يكون لألطراف الحق في التعقيب عليها‪،‬‬
‫يلزم القانون بتبليغها لألطراف وإن خولهم فقط إمكانية االطالع عليها وأخذ نسخة منها‪ ،‬فرأيه يظل استشاريا‬
‫وال يؤخذ به إال على سبيل االستئناس وال يمكن بأي حال أن يلزم الهيئة‪.205‬‬

‫من خالل ما سبق يتضح ان المشرع المغربي منح للمفوض الملكي اختصاصات محدودة وهو ما‬
‫يدفع لالعتقاد أن المفوض الملكي مجرد آلة لعرض المستنتجات ليس إال‪ ،‬وأن حذفها أو إلغاؤها لن يؤثر على‬
‫الدور الذي يلعبه قضاة الحكم والذين غالبا ما يصدرون أحكاما ال تتماشى مع مضمون المستنتجات‪.206‬‬

‫بمجرد ما يطلع على مختلف وجهات نظر األطراف‪ ،‬فقد يأمر القاضي ‪ -‬المقرر أو المستشار‬
‫المقرر‪-‬باستعمال بعض الوسائل التقنية التي تساعده في بلورة بعض الجوانب الغامضة في النزاع‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التحقيق في الدعوى‬

‫يستتتخدم القاضتتي اإلداري في التحقيتتق وستتائل معينتتة يمكتتن إجمتتال أبرزهتتا فيما يلي‪- :‬‬
‫الخبرة ‪-‬المعاينتة – الكتابة‪ -‬سماع الشهود ‪ -‬االستتجواب ‪ -‬القترائن ‪.‬‬

‫أ‪-‬الخبرة‪:‬‬

‫‪-1‬تعريف الخبرة‪:‬‬

‫الخبرة هي ﺍلعملية ﺍلمسنﺩﺓ مﻥ ﻁﺭﻑ ﺍلقاضي ﺇما تلقائيا ﻭﺇما بناء على طلب ﺍألﻁﺭﺍﻑ ﺇلى‬
‫شخص ذي كفاءة علمية أو حرفية أو فنية ليتﻭصل بﻭﺍسﻁته ﺇلى ﺍستخالﺹ معلﻭماﺕ يﺭﺍها ضﺭﻭﺭية لحسﻡ‬
‫ﺍلنﺯﺍﻉ ﻭﺍلتي يصعب عليه ﺍإلتياﻥ بها بنفسه‪.207‬‬

‫لقضاء ﺍإلﺩﺍﺭﻱ بتعييﻥ ﺍلخبﺭﺍء في عﺩﺩ مﻥ ﺍلمجاالﺕ منها نﺯﻉ ﺍلملﻜية مﻥ‬
‫ﺀ‬ ‫وكثي ار ما يقﻭﻡ ﺍ‬
‫ﺃجل ﺍلمنفعة ﺍلعامة ‪،‬ﺍلمناﺯعاﺕ ﺍلمتعلقة بالصفقاﺕ ﺍلعمﻭمية ‪ ،‬والمنازعات المتعلقة بالضرائب و ﺍلمناﺯعاﺕ‬
‫ﺍلمتعلقة باألمالﻙ الخاصة او العامة للدولة‪.‬‬

‫‪-2‬اجراءات الخبرة‪:‬‬

‫يمكن للمحكمة أن تأمر تلقائيا أو بناء على طلب األطراف أو أحدهم و قبل البت في جوهر‬
‫الدعوى بإجراء خبرة ‪ .‬ﻭيمﻜﻥ ﺃﻥ تسنﺩ مهمة ﺍلخبﺭﺓ ﺇلى خبيﺭ ﻭﺍحﺩ ﺃﻭ عﺩﺓ خبراء‪ ،‬فالقاضي ﺍإلﺩﺍﺭﻱ له‬
‫سلﻁة تقﺩيﺭية في تحﺩيﺩ عﺩﺩ ﺍلخبراء حسﺏ ﻁبيعة ﺍلخبﺭﺓ و ظروف القضية‪ ،‬كما يمﻜﻥ ﺍستبﺩﺍل ﺍلخبيﺭ‬

‫‪ -204‬حكم المحكمة اإلدارية بمراكش عدد ‪ 120‬بتاريخ ‪ ،1995/11/28‬منشور بالمجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية عدد ‪ ،16‬ص ‪.118.‬‬
‫‪-205‬محمد محجوبي‪ ،‬الوجيز في القضاء االداري المغربي بعد احداث المحاكم اإلدارية‪ ،‬دار القلم‪ ،‬طبعة اولى ‪،2002‬ص‪.95.‬‬
‫‪ -206‬رشيد صبايطي‪ ،‬مرجع أعاله‪ ،‬ص‪.244.‬‬
‫‪ -207‬محمد برحيلي‪ " ،‬اشكالية الخبرة القضائية في المادة المدنية بين هدف تحقيق العدالة ومشكلة إطالة التقاضي‪ :‬قراءة تحليلية للنصوص‬
‫المنظمة للخبرة"‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬العدد ‪ ،60‬يناير‪-‬فبراير ‪ ،2005‬ص‪.31.‬‬
‫‪77‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫ﺍلمعيﻥ ﺃﻭ ﺭﺩه ﺇﺫﺍ ﻭجﺩ سبﺏ لﺫلﻙ كأن يﺭفﺽ ﺍلخبيﺭ ﺁﺩﺍء مهمته ﺃﻭ يتعﺫﺭ عليه ﺫلﻙ ﺃﻭ ﺃﻥ يتماﻁل في‬
‫ﺁﺩﺍءها‪.‬‬

‫تتم اعمال الخبرة في تاريخ يبلغ به الخبير األطراف ‪ ،‬ويتعيﻥ على ﺍلخبيﺭ استدعاء ﺍألﻁﺭﺍﻑ‬
‫لحضور انجاز ﺍلخبﺭﺓ‪ ،‬ﻭتقﺩيﻡ مالحﻅاتهﻡ ﻭتﺩﻭينها في تقﺭيﺭ ﻭيتﺭتﺏ على مخالفة هﺫﺍ ﺍإلجﺭاء بﻁالﻥ‬
‫الخبرة بﻁالنا مﻁلقا‪.208‬‬

‫ﻭﺍلخبﺭﺓ تﻜﻭﻥ في ﺍلمسائل ﺍلفنية سﻭﺍﺀ ﻜانﺕ ﻁبية ﺃﻭ هنﺩسية ﺃﻭ حسابية ﻭنحﻭ ﺫلﻙ‪ ،‬ﻭال تﻜﻭﻥ‬
‫في ﺍلمسائل ﺍلقانﻭنية‪ ،‬ﻭعليه ال يجﻭﺯ تعيين خبيﺭ إلبﺩﺍء ﺍلﺭﺃﻱ في مسألة قانﻭنية ‪ ،209‬ﻭﺍلمحﻜمة غيﺭ‬
‫ملﺯمة بتعيين خبيﺭ في ﺍلﺩعﻭﻯ‪ ،‬بل ﺇﻥ هﺫﺍ ﺍألمﺭ يﺭجع ﺇلى سلﻁتها ﺍلتقﺩيﺭية‪ ،‬فلها ﺃﻥ تلجأ ﺇلى ﺍلخبﺭﺓ ‪،‬‬
‫ﻭلها ﺃال تلجأ ﺇليها بﺩﻭﻥ معقﺏ عليها في ﺫلﻙ ‪.‬‬

‫ﺇﺫﺍ ﺍنتهى ﺍلخبيﺭ مﻥ أداء مهمته ﻭجﺏ عليه ﺃﻥ يقﺩﻡ تقﺭيرﺍ لﺩﻯ ﺍلجهة ﺍلقضائية ﺍلتي عينته‬
‫في ﺍألجل ﺍلﺫﻱ حﺩﺩته‪ ،‬يتضمنه نتيجة ﺃعماله ‪ ،‬ﻭيﻭضح فيه ﺭﺃيه ﺍلخاﺹ‪ ،‬وفي حالة تعدد الخبراء يقومون‬
‫بأعمالهم مجتمعين ويحررون تقري ار واحدا‪ ،‬فإذا كانت آراؤهم مختلفة بينوا رأي كل واحد واألسباب المساندة له‬
‫مع توقيعه من طرف الجميع‪.210‬‬

‫ال يلزم القاضي باألخذ برأي الخبير ويبقى له الحق في تعيين أي خبير آخر من استيضاح‬
‫الجوانب التقنية في النزاع‪".‬‬

‫ب‪ -‬المعاينة ‪:‬‬


‫‪ -1‬تعريف المعاينة‪:‬‬

‫المعاينة هي انتقال هيئة المحكمة أو أحد أعضائها لمشاهدة محل النزاع‪ ،‬سواء تعلق األمر بعقار‬
‫أم منقول او تعلق االمر باالطالع على أوراق إدارية معينة‪ .‬ويمكن ان تأمر بها المحكمة تلقائيا أو بناء على‬
‫طلب األطراف‪ .‬وقد أصبح هذا اإلجراء أكثر شيوعا عما كان عليه في الماضي‪ ،‬وهذا بسبب تطور منازعات‬
‫التعمير والبيئة ‪ ،‬وكذا نزع الملكية للمنفعة العامة‪.211‬‬

‫‪208‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 63‬من قانون المسطرة المدنية صيغة محينة بتاريخ‪ 26‬غشت‪ ،2019‬ظهير شريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.74.447‬بتاريخ‬
‫‪ 11‬رمضان ‪ 28( 1394‬شتنبر ‪ )1974‬بالمصادقة على نص قانون المسطرة المدنية كما تم تعديله‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪3230‬‬
‫مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪ 13‬رمضان ‪ 30( 1394‬شتنبر ‪ ،)1974‬ص ‪.2741.‬‬
‫‪209‬‬
‫‪ -‬هذا ماجاء في الفصل ‪ 59‬من قانون المسطرة المدنية ‪ ،‬صيغة محينة بتاريخ‪ 26‬غشت‪ ،2019‬ظهير شريف بمثابة قانون رقم‬
‫‪ 1.74.447‬بتاريخ ‪ 11‬رمضان ‪ 28( 1394‬شتنبر ‪ )1974‬بالمصادقة على نص قانون المسطرة المدنية كما تم تعديله‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 3230‬مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪ 13‬رمضان ‪ 30( 1394‬شتنبر ‪ ،)1974‬ص‪.2741 .‬‬
‫‪-210‬الفصل ‪ 63‬و ‪66‬الفصل من قانون المسطرة المدنية‬
‫‪211 - René Chapus , Droit du contentieux administratif, 8 ème édition, Montchrestien, Paris,1999 , pp773-774.‬‬
‫‪78‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫تتناسب المعاينة مع إثبات منازعات القضاء الشامل الن االثبات فيها يتعلق بوقائع مادية‬
‫كدعاوى التعويض والعقود اإلدارية ‪ ،‬في حين من النادر جدا اللجوء إليها في دعاوى اإللغاء كانتقال القاضي‬
‫للتحقق من المعلومات التي ترد في أصل الق اررات اإلدارية في حالة تعذر إيداع األصل في الدعوى‪.212‬‬

‫وتختلف المعاينة عن الخبرة في أن األولى يقصد بها الحصول على دليل مادي مستنبط من‬
‫الطبيعة‪ ،‬أما الثانية فهي وسيلة التقدير الفني لألدلة المادية والمعنوية‪ ،‬والفرق الجوهري بينهما هو أن المعاينة‬
‫تتم بواسطة القاضي اإلداري‪ ،‬أما أعمال الخبرة‪ ،‬فتتم بواسطة شخص له خبرة فنية‪ ،‬وال عالقة له بالمحكمة‬
‫التي تنظر في المنازع‪.213‬‬

‫‪-2‬إجراءات المعاينة‪:‬‬

‫تبدأ إجراءات المعاينة بأن تحدد المحكمة في حكمها اليوم والساعة والمكان الذي ستجري فيه‬
‫إال‬ ‫المعاينة مع وجوب استدعاء االطراف بصفة قانونية لحضور هذه العملية وال يمكن ان تتم المعاينة‬
‫بحضور األطراف ‪ ،‬فإذا كان األطراف حاضرين وقت النطق بالحكم أمكن للقاضي أن يقرر حاال االنتقال‬
‫إلى عين المكان‪ .214‬و يمكن للمحكمة أن تؤخر أو أن تستأنف الوقوف على عين المكان إذا لم يستطع أو‬
‫لم يحضر أحد األطراف في اليوم المحدد بسبب اعتبر وجيها‪.‬‬

‫وتتم المعاينة كأصل عام بدون االستعانة بخبراء فنيين غير أن المشرع المغربي أجاز للقاضي‬
‫إذا كان موضوع االنتقال يتطلب معلومات ال يتوفر عليها ان يأمر في نفس الحكم بتعيين خبير لمصاحبته‬
‫‪215‬‬
‫او االستماع إلى شهادة بعض األشخاص على سبيل االستئناس بمعلوماتهم‬ ‫أثناء المعاينة وإبداء رأيه‪.‬‬
‫التي قد تكون مفيدة بالنسبة للنزاع‪.216‬‬

‫ج‪-‬الكتابة‪:‬‬

‫تعتبر الكتابة من اهم انواع األدلة المعتمدة في المنازعات اإلدارية ذلك ان االدارة منظمة‬
‫تنظيما يعتمد كليا على األوراق و ال يعتمد على ذاكرة الموظفين أو الشهود ‪ ،‬لهذا كان الدليل الكتابي من اهم‬
‫‪217‬‬
‫األدلة التي يعتد بها القاضي االداري‪.‬‬

‫ويبرز دور الكتابة في اإلثبات امام القضاء اإلداري في أنها تعتمد على األوراق اإلدارية التي‬
‫تنطوي على وقائع تتصل بنشاط اإلدارة كالق اررات و العقود اإلدارية أو بالعاملين بها ‪ ،‬مثل األوراق المرفقة‬

‫‪ -212‬احمد كمال الدين موسى‪ ،‬نظرية اإلثبات في القانون اإلداري ‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر ‪.2012،‬ص‪.358.‬‬
‫‪ -213‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪-214‬الفصل ‪ 67‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫‪ -215‬الفصل ‪ 68‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫‪ -216‬الفصل قانون المسطرة المدنية ‪.‬‬
‫‪–217‬عبد العزيزعبد المنعم خليفة‪ ،‬اإلثبات أمام القضاء اإلداري ‪- ،‬اإلثبات غير المباشر– اإلثبات المباشر ‪ ،‬اإلثبات أمام القضاء اإلداري ‪ ،‬دار‬
‫الفكر الجامعي‪ ،‬مصر‪،2008،‬ص‪.12.‬‬
‫‪79‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫بملف الموظف‪ ،‬و كذا المراسالت و التقارير اإلدارية ‪ ،‬باإلضافة إلى األحﻜاﻡ ﻭﺍلقﺭﺍﺭﺍﺕ والمحاضر والشواهد‬
‫االدارية و ﺍلمحﺭﺭﺍﺕ ﺍإللﻜتﺭﻭنية كالعقود ﺍإللﻜتﺭﻭنية ﻭﺍلبﻁاقاﺕ ﺍإللﻜتﺭﻭنية‪.‬‬

‫ح‪-‬شهمممممممممممادة الشهود‪:‬‬

‫تستخدم الشهادة لتوضيح بعض البيانات الغامضة‪ ،‬أو تكملة بعض عناصر الملف وإثبات‬
‫وقائع ليس من طبيعتها أن تدون في الملفات والسجالت االدارية‪ ،‬حيث يجوز لهيئة المحكمة أو للقاضي‬
‫المقرر الذي يقوم بسماع الشهود‪ ،‬أن يستدعي أو يستمع تلقائيا إلى أي شخص يرى سماعه مفيدا‪ ،‬كما يجوز‬
‫أيضا سماع موظفي االدارة‪ ،‬أو طلب حضورهم لتقديم االيضاحات‪.‬‬

‫تعد الشهادة أهميتها في اإلثبات محدودة وقليلة في المنازعات االدارية و يرجع ذلك إلى أن‬
‫الحقوق والواجبات في القانون االداري تنظم عادة بق اررات وأوراق مكتوبة‪ ،‬ولذلك تعتبر االوراق هي الوسيلة‬
‫الرئيسية لإلثبات ‪ ،‬ومن ثم فليست للشهادة االهمية العملية الكبيرة أمام القضاء االداري‪ .‬غير أن ذلك ال‬
‫يعني أن القضاء اإلداري ال يلجأ إليها ‪ .‬حيث تكون الشهادة مفيدة أمام القضاء االداري في حالة ضياع‬
‫بعض المستندات والتحقق من صحة الوقائع المادية البحتة‪.‬‬

‫ومجال تطبيق شهادة الشهود في اإلثبات في المواد اإلدارية هو االمنازعات المتعلقة بالوظيفة‬
‫العامة وقضايا التأديب‪ ،‬فالقاضي اإلداري يستعين بإجراء الشهادة لتوضيح بعض البيانات أو األوراق لتكملة‬
‫بعض عناصر الملف‪ ،‬أو إلثبات وقائع ليس من طبيعتها أن تدون في الملفات والسجالت اإلدارية كما هو‬
‫الحال بالنسبة للوقائع التي قد يستخلص منها االنحراف استعمال السلطة التي تكون بقصد االنتقام‪ ،‬كتصريح‬
‫‪218‬‬
‫‪.‬‬ ‫الرئيس اإلداري علنا بذلك أمام بعض الموظفين الذين يمكن االستعانة بهم كشهود أمام القضاء اإلداري‬

‫خ‪ -‬االستجواب‪:‬‬

‫االستجواب إجراء من اإلجراءات التحقيقة يلجأ إليه القاضي اإلداري قصد الوصول إلى الحقيقة‪،‬‬
‫وهذا اإلجراء يتمثل في األسئلة التي يطرحها القاضي على الخصوم بالجلسة أو أثناء التحقيق في الدعوى‬
‫بغية تقديم إيضاحات للمحكمة حول وقائع القضية المطروحة أمامها ‪ .‬ومثال ذلك اس تتتجواب الموظ تتف الم تتتهم‬
‫أي ست تؤاله و مواجهت تته بأدل تتة ال تتدعوى ومناقشتتته في كافتتة الوقتتائع واألدلتتة تفصتيليا‪.‬‬

‫د‪ -‬القرائن ‪:‬‬

‫القرائن بوجته عتام هتي النتيجتة التتي يستخلصتها القتانون أو القاضتي متن واقعتة معلومة لمعرفة‬
‫‪219‬‬
‫‪.‬‬ ‫واقعة مجهولة ‪ ،‬أو هي استنباط المشرع أو القاضي ألمر مجهتول متن أمتر معلوم‬

‫‪ -218‬تجب االشارة الى انه ال تقبل اليمين في اإلثبات في المنازعات اإلدارية سواء كانت حامسة أو متممة‪،‬‬
‫‪ -219‬إدريس العالوي العبدالوي‪ ،‬وسائل اإلثبات في التشريع المدني المغربي‪ ،‬الطبعة األولى‪، 1977 ،‬ص‪.61 .‬‬
‫‪80‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫وهي نوعان ‪:‬‬

‫‪-1‬القرائن القانونية ‪ :‬وهتي التتي تستتمد مصتدرها متن نتص قتانوني صتريح بتأن يفتترض التنص‬
‫القتانوني تحقق أمر مجهول من أمر معلوم‪.‬ومن األمثلة على ذلك ‪:‬‬

‫‪-‬قرينمة العلمم بالقرار االداري عن طريق النشمر او التبلي ‪ :‬فنشر القرار بالجريدة الرسمية او‬
‫تبليغ صاحب الشأن بالطريقة التي حددها القانون يعتبر قرينة على العلم به ومن ثم يبدأ احتساب ميعاد‬
‫الطعن باإللغاء من تاريخهما ‪.‬‬

‫نص المشرع المغربي على أنه‪" :‬إذا التزمت اإلدارة‬ ‫‪-‬قرينة القرار الضمني بالرفض‪:‬‬
‫الصمت طوال ستين يوما في شأن طلب قدم إليها اعتبر سكوتها عنه‪ ،‬ما لم ينص قانون على خالف ذلك‪،‬‬
‫بمثابة رفض له"‪ .220‬ولقيام هذه القرينة يتعين اثبات تقديم طلب لإلدارة ‪ ،‬بحيث ان فوات المدة المذكورة دون‬
‫صدور قرار بشأنه يعتبر قرينة قانونية على قيام القرار الضمني بالرفض‪.‬‬

‫‪-2‬القرائن القضائية ‪ :‬وتستمى أيضتا القترائن الموضتوعية وهتي التتي تتترك لتقتدير القاضتي‬
‫يستخلصتها من ظرف القضية ومالبساتها‪ .‬و من االمثلة على ذلك‪:‬‬

‫‪-‬قرينة الموقف السلبي من االدعاء ‪ :‬حيث يعتبر القاضي ان ما يدعيتته الخصتتم يعتبر‬
‫صحيحا إذا لم تجب اإلدارة أو امتنعتتت عتتن تقتتديم متتا لتتديها متتن أوراق أو مستندات أو وثائق‪.‬‬

‫‪-‬قرينة العلم اليقيني بالقرار‪ :‬ومثال ذلك االشارة إلى القرار ومحتواه في رسالة موجهة لالدارة‬
‫او تقديم تظلم او طعن ضد القرار االداري او حضور المدعي في الجلسة التي يتخذ فيها القرار االداري‪.‬‬

‫‪-‬قرائن االنحراف في استعمال السلطة‪:‬‬

‫إلثبات عيب االنحراف في استعمل السلطة يلجأ القاضي االداري لقرائن عديدة نذكر منها‪:‬‬

‫‪-‬قرينة الغلو في العقوبة‪ :‬فال يكون هناك تناسب بين خطا الموظف والعقوبة التأديبية الصادرة‬
‫ضده‪.‬‬

‫‪-‬قرينة انعدام الدافع المعقول إلصدار القرار‪ :‬يتم استخالص عيب االنحراف في استعمال‬
‫السلطة من قرينة انعدام الدافع المعقول إلصدار القرار كان تكون دوافع اصدار القرار بعيدة عن المصلحة‬
‫العامة مثل نقل الموظف بقصد العقاب او االنتقام‪.‬‬

‫‪-‬قرينة عدم المساواة بين المراكز القانونية المتساوية‪ :‬فتقوم االدارة بمحاباة فئة دون اخرى لها‬
‫نفس المراكز القانونية ومثالها منح ترخيص لحزب معين ورفض الترخيص لحزب آخر رغم توافر الشروط‬
‫القانونية للترخيص في كال الحزبين‪.‬‬

‫‪ -220‬الفقرة ‪ 5‬من المادة ‪ 23‬من القانون رقم‪ 41-90‬المحدث للمحاكم اإلدارية‬


‫‪81‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إصدار الحكم‬

‫بمجرد ما تصبح القضية جاهزة للحكم يحدد تاريخ الجلسة التي تنتهي عادة بالمداولة و إصدار‬
‫الحكم‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬جلسة الحكم والمداولة‬

‫عندما تصبح القضية جاهزة تحال على الجلسة امام الهيئة المختصة للفصل فيها ‪ ،‬وقد اشترط‬
‫‪221‬‬
‫‪،‬غير أنه يمكن في‬ ‫المشرع المغربي في جلسات المحاكم اإلدارية أن تنعقد و تصدر أحكامها بصفة علنية‬
‫حاالت خاصة إما بنص قانوني‪ ،‬أو بأمر من المحكمة جعلها سرية‪.‬‬

‫وتبدأ المحكمة المشكلة من ثالثة قضاة يساعدهم كاتب الضبط بقراءة المقرر لتقريره الذي‬
‫يتضمن ملخص موضوعي الستنتاجات وحجج االطراف ‪ ،‬و تعطى الكلمة للمحامين‪ ،‬وممثلي اإلدارات‬
‫لعرض مالحظاتهم الشفوية إذا طلبوا ذلك حيث تبقى قاعدة تبادل المذكرات بين األطراف هي السائدة‪.‬‬

‫وبسماع أقوال األطراف تعطى الكلمة للمدافع عن الحق و القانون ليعرض أرائه المكتوبة و‬
‫الشفوية على هيئة القضاء‪ ،‬بكل تجرد و استقالل سواء فيما يخص ظروف الوقائع أو القواعد القانونية حيث‬
‫ألزم القانون حضوره في الجلسة ولكنه مع ذلك ال يشارك في إصدار الحكم‪.‬‬

‫بعد الجلسة تأتي المداولة‪ ،‬ويقصد بمرحلة المداولة " التشاور في منطوق الحكم وأسبابه بين‬
‫أعضاء المحكمة إذا تعددوا‪ ،‬و ذلك بعد انتهاء المرافعة وقبل النطق بالحكم ‪ ،"222‬وتعرف كذلك " بأنها ذلك‬
‫‪223‬‬
‫"‪.‬‬ ‫التفكير في الحكم وتكوين الرأي فيه إذا كان القاضي منفردا‬

‫لم يفرض المشرع على المحكمة قواعد خاصة لتنظيم المداولة‪ ،‬وترك المجال للسلطة التقديرية‬
‫‪.‬وبالرجوع إلى الفقرة الثانية من المادة ‪ 343‬من قانون المسطرة المدنية ‪ ،‬نجد أنها تنص على أنه‬ ‫‪224‬‬
‫للقضاة‬
‫تتم المداولة في اجتماع غير عمومي أي سري حتى يتمكن القضاة من إبداء و جهة نظرهم بكل حرية و‬
‫استقاللية في تحرير الحكم‪ .‬وال يجوز أن يحضر األطراف و المفوض الملكي للدفاع عن الحق و القانون‬
‫المداولة‪ ،‬ألنها تقتصر على القضاة الذين استمعوا ألطراف النزاع و الذين منحهم القانون تكوين قناعتهم في‬
‫كل قضية و التعبير عنها في المداولة ‪.‬‬

‫وتستطيع اإلدارة أثناء الدعوى أن تقدم طلبات ترمي إلى إلغاء أو إصالح القرار االداري‪ ،‬ويتم تبليغ‬
‫هذه الطلبات إلى المعني باألمر‪ .‬وفي المقابل فإن المدعي قد يتنازل عن دعواه إذا عبر عن ذلك كتابة وقام‬

‫‪ -221‬المادة ‪ 05‬من القانون رقم ‪ 41.90‬المحدث بموجبه المحاكم اإلدارية‪.‬‬


‫المادة ‪ 03‬القانون رقم ‪ 80.03‬المحدثة بموجبه محاكم استاناف إدارية ظهـير شريف رقم ‪ 1.06.07‬صادر في ‪ 15‬من محـرم ‪14( 1427‬‬
‫فبراير ‪ )2006‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 80.03‬المحدثة بموجبه محاكم استاناف إدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5398‬بتاريخ ‪ 24‬محرم ‪23(1427‬‬
‫فبراير ‪ ،) 2006‬ص ‪.490‬‬
‫‪ -222‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،2008 ،‬ص‪.40-36‬‬
‫‪-223‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -224‬عبد الكريم الطالب ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.40.‬‬
‫‪82‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫هو أو وكيله بالتوقيع على هذا التنازل بعدما يخبر بذلك اإلدارة المدعى عليها التي يجب أن تعبر عن‬
‫موافقتها الصريحة على ذلك‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الحكم‬

‫أوال‪ -‬تعريف الحكم القضائي‪:‬‬

‫لم يعرف قانون المسطرة المدنية الحكم القضائي بشكل صريح‪ ،‬ولذلك يتعين الرجوع إلى كتابات‬
‫الفقه المهتم بالموضوع‪ ،‬وهكذا نجد أن البعض قد عرفه بأنه‪ ":‬كل ما يصدر عن المحكمة للبت نهائيا في‬
‫النزاع ‪ ،‬أو األمر باتخاذ إجراء يرمي إلى تهيئة البت النهائي"‪ .225‬في حين عرفه جانب آخر من الفقه بأنه‪:‬‬
‫"القرار الصادر من محكمة مشكلة تشكيال صحيحا في خصومة رفعت إليها وفق قواعد المرافعات‪. "226‬‬

‫وتجب اإلشارة إلى ان الفقه يفرق من الناحية النظرية بين األحكام والق اررات و األوامر التي تصدر‬
‫عن الهيئات القضائية‪ ،‬حيث يطلق عبارة حكم على تلك التي تصدر عن قضاة المحاكم االبتدائية والمحاكم‬
‫التجارية والمحاكم اإلدارية في الدعاوى المرفوعة أمام تلك المحاكم‪ ،‬ويطلق عبارة قرار على تلك التي تصدر‬
‫عن قضاة محاكم االستئناف ومحاكم االستئناف التجارية ومحاكم االستئناف اإلدارية ومحكمة النقض‪ ،‬أما‬
‫األوامر فهي التي تصدر عن رؤساء المحاكم في إطار والئي أو في إطار استعجالي‪.227‬‬

‫وعليه ينبغي توافر ثالثة شروط أساسية ليتمتع القرار القضائي بصفة الحكم‪ ،‬وهذه الشروط هي‪:‬‬

‫‪-‬أن يكون القرار قد صدر في خصومة قضائية رفعت عنها دعوى بين خصمين أو أكثر‪.‬‬
‫‪-‬أن يصدر هذا القرار عن محكمة مختصة ومشكلة تشكيال صحيحا وفقا لقواعد المسطرة‪.‬‬
‫فالقرار الصادر عن هيئة غير قضائية ال يعد حكما ‪ ،‬ولو كان من بين أعضاء هذه الهيئة قضاة إال إذا‬
‫كان صاد ار في إطار مؤسسة التحكيم التي أقرها المشرع المغربي طبقا للفصول من ‪ 306‬إلى ‪ 327‬من‬
‫‪228‬‬
‫قانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫‪-‬أن يصدر القرار مكتوبا‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬عناصر الحكم القضائي‪:‬‬

‫يتكون الحكم من الوقائع و التعليل و المنطوق‪.‬‬


‫أ‪-‬الوقاضع‪:‬‬

‫‪ -225‬موسى عبود‪ ،‬محمد السماحي‪ ،‬المختصر في قانون المسطرة المدنية‪ ،‬ص‪.167.‬‬


‫‪ -226‬أحمد أبو الوفا ‪ ،‬المرافعات المدنية والتجارية‪ ،‬مصر ‪:‬دار المعارف‪ ،‬الطبعة العاشرة‪.1970 ،‬ص‪.701.‬‬
‫‪ - 227‬المملكة المغربية ‪ ،‬المعهد العالي للقضاء ‪ ،‬مديرية تكوين الملحقين القضائيين والقضاة‪ ،‬دليل تقنيات تحرير االحكام المدنية‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫مارس ‪،2017‬ص‪5.‬‬
‫‪ -228‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.40-36.‬‬
‫‪83‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫تعددت التعريفات الفقهية التي تناولت مفهوم الوقائع‪ ،‬حيث يعتبر بعض الفقه أن الوقائع ‪":‬هي‬
‫‪229‬‬
‫‪ ،‬في حين يعتبرها البعض‬ ‫األحداث‪ ،‬أي ما حصل وكان له كيان ذاتي‪ ،‬وصار بذلك منتميا إلى الماضي"‬
‫اآلخر على انها ‪" :‬سرد تاريخي للنزاع المعروض على المحكمة مع ذكر األدلة الواقعية والحجج القانونية‬
‫وما حصل فيها من إجراءات في جلسة المناقشات والمرافعات‪ ،‬وتكون هذه الوقائع متماشية مع أسباب‬
‫‪230‬‬
‫الحكم ومنطوقه وتؤثر على نتيجة الدعوى‪".‬‬
‫وتكمن أهمية الوقائع في أنها تبين المراحل التي مرت منها المنازعة‪ ،‬وتعطي فكرة عن مدى التزام‬
‫القاضي في حكمه بحدود طلبات األطراف وبالحياد في توجيه اإلجراءات وباحترام قواعد اإلثبات‪.231‬‬

‫حدد الفصل ‪ 50‬من قانون المسطرة المدنية البيانات الواجب تضمينها في الوقائع وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪" -1‬تتضمن االحكام أسماء األطراف الشخصية والعائلية وصفتهم أو مهنتهم وموطنهم أو محل‬
‫إقامتهم وكذا عند االقتضاء أسماء وصفات وموطن الوكالء‪.‬‬

‫‪ -2‬توضح حضور األطراف أو تخلفهم مع اإلشارة إلى شهادات التسليم‪.‬‬

‫‪ -3‬تتضمن أيضا االستماع إلى األطراف الحاضرين أو إلى وكالئهم وكذا مستنتجات النيابة‬
‫العامة عند االقتضاء‪.‬‬

‫‪ -4‬يشار فيها إلى مستنتجات األطراف مع تحليل موجز لوسائل دفاعهم والتنصيص على‬
‫المستندات المدلى بها والمقتضيات القانونية المطبقة‪.‬‬

‫‪ -5‬تنص األحكام على أن المناقشات قد وقعت في جلسة علنية أو سرية وأن الحكم قد‬
‫صدرفي جلسة علنية"‪.232‬‬

‫وحسب الفصل ‪ 50‬قانون المسطرة المدنية فإن القاضي ال يكون ملزما ياستعراض كل الجزئيات‬
‫التي تتكون منها وقائع الدعوى وانما يقتصر دوره على عرض موجز لبعض الوقائع الهامة‪ .‬فإن لم يشتمل‬
‫الحكم على هذه الوقائع الضرورية‪ ،‬فإنه يتعرض للنقض‪.‬‬
‫ب‪-‬التعليل ‪:‬‬
‫التعليل هو بيان األسباب الواقعية القانونية التي بني عليها الحكم أو القرار"‪ .‬و هو ضمانة‬
‫هامة لحماية حقوق الدفاع و وسيلة لإلقناع وكسب ثقة المتقاضين‪ .‬والقاعدة العامة أن جميع األحكام‬
‫والق اررات القضائية يجب أن تكون معللة‪ ،233‬إذ يعتبر انعدام التعليل أو نقصه أو غموضه أو عدم دقته من‬

‫‪ -229‬محمد نجيب حسني‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ص ‪-1180‬أشار إليه الطيب برادة‪ .‬إصدار الحكم المدني وصياغته الفنية في ضوء‬
‫الفقه والقضاء‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،1996 ،‬ص‪.230 .‬‬
‫‪ -230‬فتحي والي‪ ،‬مبادئ القانون المدني‪ ،‬ص ‪542.‬‬
‫‪ -231‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.237.‬‬
‫‪ -232‬راجع الفصول ‪ 375-345-50‬من قانون المسكرة المدنية‪.‬‬
‫‪ -233‬الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 345‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫العيوب التي يترتب عنها إبطال األحكام أو تكون سببا إللغائها أو نقضها‪ .‬ويترتب على انعدام التعليل او‬
‫نقصانه نقض الحكم أو القرار وابطاله‪.234‬‬

‫ويجب ان يجيب التعليل على كل الوسائل المثارة من طرف االطراف‪ .‬ولكن يجب على القاضي‬
‫تأسيس ق ارره على وسيلة حتى ولو تم تجاهلها من طرفهم عندما تكون هذه الوسيلة تتعلق بالنظام العام‬
‫واساسية لدرجة ان تركها بمكن ان يجعل الحكم باطال برمته مثال عدم اختصاص المحكمة المحال عليها‬
‫القضية‪.‬‬
‫ج‪-‬المنطو ‪:‬‬
‫‪-‬تعريف المنطوق‪:‬‬

‫هو الحل او النتيجة التي خلصت إليها المحكمة ‪ .‬وهو الخالصة الموجزة التي تلي عبارة "‪...‬بناء‬
‫عليه" الواردة في ختام كل حكم‪.235"...‬‬

‫‪-‬مضامين المنطوق‪:‬‬

‫يبدأ المنطوق عادة بذكر الفصول التي يتعامل معها القاضي سواء من حيث المسطرة أو من‬
‫حيث الموضوع ويجب ذكر فصول المسطرة المدنية أوال ‪ .‬وعادة بعض الفصول تعتبر عامة وتردد في كل‬
‫القضايا كتلك التي تتعلق بالصفة والمصلحة واألهلية‪ (236‬الفص‪ 1‬قانون المسطرة المدنية)‪.‬‬

‫وبعد ذلك تدون فصول الموضوع وتكون عادة الفصول التي تعامل معها القاضي ووصل من خاللها‬
‫إلى الفصل في القضية ثم تأتي عبارة "لهذه األسباب" ثم عبارة "حكمت المحكمة"‪ .‬ويلي ذلك توضيح ما إذا‬
‫كانت الجلسة علنية أو سرية وما إذا كان الحكم ابتدائيا – أم انتهائيا حضوريا أو غيابيا أو بمثابة حضوري‪.‬‬

‫بعد الوصف يجب الفصل في الشكل أوال بالقبول أو عدم القبول‪ ،‬إذا تم قبول الدعوى شكال فيجب‬
‫االنتقال إلى الموضوع يستحسن أن يرد المنطوق في عناوين‪ .‬على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪-‬في الشكل‪........‬‬

‫‪-‬في الموضوع‪.........‬‬

‫تم يجب ذكر هيئة الحكم مع بيان صفة كل عضو من أعضاء هذه الهيئة واإلشارة إلى اسم كاتب‬
‫الجلسة ثم يوقع الحكم من طرف الرئيس والمقرر والكاتب ‪ .‬والتوقيع هو الذي يمنح الحكم وجودا قانونيا وهو‬
‫من النظام العام‪.237‬‬

‫‪ -234‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.248.‬‬


‫‪ -235‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.237.‬‬
‫‪-236‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -237‬راجع الفصل ‪ 50‬من قانون المسطرة المدنية‬
‫‪85‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪-‬مبادئ المنطوق‪:‬‬

‫يتضمن المنطوق دائما المبادئ التالية‪:‬‬

‫‪ -‬يتعين على المحكمة ان تبت في حدود طلبات األطراف وال يسوغ لها ان تغير تلقائيا موضوع‬
‫أو سبب هذه الطلبات‪ ،‬وتبت دائما طبقا للقوانين المطبقة على النازلة ولو لم يطلب االطراف ذلك بصفة‬
‫صريحة‪.238‬‬

‫‪-‬يتخذ الحكم لفائدة المدعي ضد المدعى عليها اي االدارة شكلين رئيسيين‪ :‬الغاء القرار االداري‬
‫غير المشروع ‪ ،‬الحكم على االدارة بأداء تعويضات‪ .‬كما يبت الحكم في مسالة الصوائر القضائية‪.‬‬

‫يتلى الحكم شفويا في جلسة علنية الحقة و يتم تبليغه لألطراف ‪ .‬و يشار فيه إلى أجل‬
‫االستئناف الذي ال يتعدى ثالثون يوما‪ .239‬و بانقضاء هذا األجل يصبح للحكم قوة الشيء المقضي به و‬
‫ينفذ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬طر الطعن في االحكام القضاضية واجراءات تنفيذها‬

‫بعد صدور الحكم يمكن للمحكوم عليه االعتراض على الحكم الصادر ضده بقصد إلغائه أو‬
‫تعديله وذلك عن طريق الطعن فيه بطرق الطعن المحددة قانونا ‪ ،‬وعندما تستنفذ كل طرق الطعن او تنتهي‬
‫اآلجال المخصصة لذلك يصبح الحكم نهائيا أي حائز لقوة الشيء المقضي به و بالتالي واجب التنفيذ‪ .‬لكن‬
‫اإلدارة تبدي في كثير من األحيان سوء نيتها في تنفيذ الشيء المقضي به ‪ .240‬للعديد من األسباب ﻜالنﻅاﻡ‬
‫ﺍلعاﻡ ﺃﻭ نقﺹ ﺍالعتماﺩﺍﺕ ﺃﻭ غياﺏ ﻭسائل ﺍلتنفيﺫ ﺍلخاصة ضﺩ ﺃشخاﺹ ﺍلقانﻭﻥ ﺍلعاﻡ و غياب مسطرة‬
‫إكراهية لتنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضد اإلدارة مما أثار مجموعة من الصعوبات على مستوى التنفيذ‪،‬‬
‫وإلجبار اإلدارة على التنفيذ ابتكر القاضي االداري العديد من الحلول مﻥ قبيل فﺭﺽ ﺍلغﺭﺍمة ﺍلتهﺩيﺩية و‬
‫ﺍلحجﺯ على ﺃمﻭﺍل ﺍإلﺩﺍﺭﺓ ﺍلممتنعة عﻥ ﺍلتنفيذ‪.‬‬
‫الطعن في االحكام‬ ‫المطلب االول‪ :‬طر‬

‫تعرف طرق الطعن بأنها الوسائل القضائية االختيارية التي ينظمها القانون لمصلحة المحكوم‬
‫عليه‪ ،‬إذا أراد االعتراض على الحكم الصادر ضده بقصد إلغائه أو تعديله‪ ،‬وتقسم طرق الطعن إلى طعن‬
‫عادية‪ ،‬وطرق طعن استثنائية‪ ،‬ويشمل النوع األول التعرض واالستئناف ويتضمن النوع الثاني‪ :‬إعادة النظر‪،‬‬
‫تعرض الغير الخارج عن النزاع‪ ،‬والطعن بالنقض‪.‬‬

‫‪-238‬راجع الفصل ‪ 3‬من قانون المسطرة المدنية‬


‫‪ -239‬راجع الفصل ‪ 50‬من قانون المسطرة المدنية‬
‫‪240‬بلغت قيمة األحكام التي لم تؤدى بعد خالل ثالث سنوات ‪ 30‬مليار درهم ويأخذ األمر أبعاد أكثر خطوة على المستوى الترابي حيث انتقل‬
‫مجموع المبالغ المحكومة بها ضد الجماعات الترابية من ‪ 385‬سنة ‪ 2011‬إلى ‪ 857‬مليون درهم سنة ‪240.‬وخاصة في المدن الكبرى بسبب‬
‫العدد الكبير من األحكام والغرامات التهديدية الناجمة عن التأخر في التنفيذ والتي ترجع الى عقود خلت في بعأل الحاالت ‪.‬راجع‪:‬‬
‫‪Rapport annuel de la Cour des comptes au titre des années 2016 et 2017, volume 1, p . 212.‬‬

‫‪86‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬
‫الفرع االول‪ :‬طر الطعن العادية‪.‬‬

‫وتضم التعرض واالستئناف‪.‬‬


‫الفقرة األولى‪ :‬التعرض‬

‫يعتبر التعرض من بين طرق الطعن العادية التي منحها المشرع للمحكوم عليه غيابيا‪ ،‬قصد‬
‫إتاحة الفرصة أمامه إلبداء دفوعاته وشرح وجهة نظره في النزاع‪.‬‬

‫أوال‪ -‬شروط التعرض‪:‬‬

‫لقبول التعرض يلزم توفر شرطين‪:‬‬

‫أ‪-‬أن يكون الحكم غيابيا‪:‬‬

‫وفي هذا الصدد تنص المادة ‪ 14‬من قانون رقم ‪ 80 -03‬المتعلق بإحداث محاكم االستئناف‬
‫وحسب الفصل ‪ 47‬من قانون‬ ‫على أن‪ ":‬الق اررات الغيابية الصادرة عن محاكم االستئناف تقبل التعرض‪".‬‬
‫المسطرة المدنية يحكم غيابيا إذا لم يحضر المدعى عليه أو وكيله رغم استدعائه طبقا للقانون‪ ،‬ولذلك فيلزم‬
‫قبل كل شيء التأكد من أن المدعى عليه قد وقع استدعاؤه بكيفية قانونية‪ ،‬األمر الذي يستدعي تفحص شهادة‬
‫التسليم والنظر فيما إذا جاءت مطابقة للمقتضيات المنصوص عليها في الفصول ‪ 39 ،38‬و‪ 40‬من قانون‬
‫المسطرة المدنية‪.‬‬

‫ينبغي التمييز في الحكم الغيابي بين الذي ارتكز على عدم حضور المدعى عليه أمام المحكمة‪،‬‬
‫وبين عدم تقديمه لمذكرات دفاعه للمحكمة‪ ،‬فبالنسبة للحالة األولى يتحقق الغياب بتخلف المدعى عليه‬
‫شخصيا ألن المسطرة شفوية‪ ،‬أما بالنسبة للحالة الثانية‪ ،‬فال يتحقق الغياب أو الحضور بغياب الشخص أو‬
‫حضوره‪ ،‬وإنما بتقديم المذكرات التي تعبر عن حضوره‪ ،‬وهذا بالنسبة للمسطرة الكتابية‪.‬‬

‫ب‪-‬أن يكون الحكم غير قابل لالستئناف‪:‬‬

‫لتحديد قابلية الحكم للتعرض البد من أن يكون الحكم غير قابل لالستئناف‪ .‬وبالرجوع إلى القانون‬
‫رقم ‪ 80. 03‬المتعلق بإحداث محاكم االستئناف اإلدارية نجد ان المادة ‪ 9‬تنص على أنه‪" :‬تستأنف األحكام‬
‫الصادرة عن المحاكم اإلدارية داخل أجل ثالثين يوما من تاريخ تبليغ الحكم ‪ " ...‬يتبين أن األحكام الصادرة‬
‫عن المحاكم االدارية االبتدائية تكون دائما قابلة لالستئناف أمام محاكم االستئناف االدارية وبالتالي فهذا يؤكد‬
‫أن الطعن بالتعرض ال يمكن ممارسته أمام المحاكم اإلدارية‪.‬‬

‫بالرغم من وجود قاعدة خضوع األحكام الغيابية للتعرض إذا لم تكن قابلة لالستئناف‪ ،‬فإن المشرع‬
‫أوجد بعض االستثناءات منها‪:‬‬

‫‪ -‬الحكم الذي صدر على المتعرض غيابيا للمرة الثانية‪ ،‬إذ ال يجوز تعرض على تعرض‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪ -‬األحكام الصادرة عن القضاء االستعجالي‪.‬‬

‫‪ -‬الق اررات الغيابية الصادرة عن محكمة النقض ‪.241‬‬

‫ثانيا‪ -‬مسطرة التعرض‪:‬‬

‫وتشمل هذه القواعد أجل الطعن بالتعرض‪ ،‬وإجراءات ممارسته‪.‬‬

‫أ‪-‬أجل الطعن بالتعرض‪:‬‬

‫يحدد أجل التعرض في المسطرة المدنية داخل أجل عشرة أيام من التبليغ القانوني‪ ،‬وهذا ما‬
‫ينص عليه الفصل ‪ 130‬من قانون المسطرة المدنية و الذي جاء فيه‪ ":‬و ذلك في أجل عشرة أيام من تاريخ‬
‫التبليغ ويجب تنبيه الطرف في وثيقة التبليغ إلى أنه بانقضاء األجل المذكور يسقط حقه في التعرض‪".‬‬

‫ب‪-‬إجراءات الطعن بالتعرض‪.‬‬

‫يتم تقديم التعرض وفق الطرق المعتادة التي ترفع بها الدعوى إلى المحكمة عن طريق مقال‬
‫مكتوب موقع عليه من طرف المتعرض أو وكيله (الفصالن ‪ 31‬و‪ .)130‬ويجب باإلضافة إلى ذلك أداء‬
‫الرسوم القضائية عن التعرض‪ ،‬وإذا تعدد المدعى عليهم‪ ،‬وجب إرفاق المقال بعدد النسخ المعادل لعدد‬
‫المدعى عليهم‪ ،‬ويترتب عن عدم االلتزام بهذا اإلجراء عدم قبول الطلب وإن كان المشرع ال ينص صراحة‬
‫على ذلك‪.242‬‬

‫ج‪ -‬آثار التعرض‪.‬‬

‫للتعرض الواقع بصفة صحيحة أثران هما‪:‬‬

‫‪-1‬األثر الموقف‪ :‬وهو وقف تنفيذ الحكم الصادر غيابيا إال إذا كان الحكم المطعون فيه مشفوعا‬
‫بالنفاذ المعجل‪ .‬إذ ينص الفصل ‪ 132‬ق م م على أن ‪ ":‬التعرض يوقف التنفيذ مالم يؤمر بغير ذلك في‬
‫الحكم الغيابي"‪ .‬وفي هذه الحالة فإذا كان الحكم مشموال بالنفاذ المعجل قدم المحكوم عليه طلب بإيقاف التنفيذ‬
‫تبت فيه غرفة المشورة طبقا للمقتضيات الفصل‪.243 147‬‬

‫ومعلوم أن األحكام الغيابية إما أن يكون مصدرها المحكمة االبتدائية أو محكمة االستئناف وأن‬
‫طلب إيقاف التنفيذ المعجل يوجه في الحالتين إلى ذات المحكمة مصدرة الحكم الغيابي‪ ،‬فان كان الحكم‬

‫‪ - 241‬الفصول على التوالي ‪153-133‬و‪ 378‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬


‫‪ -242‬وزارة العدل‪ ،‬طرق الطعن‪ ،‬سلسلة الدالئل والشروح القانونية رقم ‪ ،1‬نشر وطبع جمعية تنمية البحوث والدراسات القضائية بالمعهد الوطني‬
‫للدراسات القضائية الرباط (ع‪.‬و‪.‬ت‪.‬ط‪.‬غ‪.‬م) ص‪.31-30.‬‬
‫‪ - 243‬ينص الفصل ‪..":147‬غير أنه يمكن تقديم طلبات إيقاف التنفيذ المعجل بمقال مستقل عن الدعوى األصلية أمام المحكمة التي تنظر في‬
‫التعرض أو االستاناف‪ .‬تستدعي المحكمة بمجرد ما يحال عليها هذا المقال الذي يجب إن اليضاف إلى األصل األطراف للمناقشة والحكم في غرفة‬
‫المشورة حيث يمكن لهم أن يقدموا مالحظتهم شفويا أو كتابية ويجب إن تبت المحكمة داخل ثالثين يوما‪ .‬يمكن رفأل الطلب أو إقرار التنفيذ المعجل‬
‫إلى إن يقع البت في الجوهر ‪,‬أو األمر بإيقاف التنفيذ المعجل لمدة معينة أو تعليق متابعة التنفيذ كليا أو جزئيا على تقديم كفالة من طالبه"‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫الغيابي ابتدائيا بت فيه القاضي مسبقا‪ ،‬قبل النظر في ملف التعرض‪ ،‬وان كان استئنافيا أحيلت النازلة على‬
‫غرفة المشورة لمحكمة االستئناف للقول باإليقاف أو عدمه (الفصول ‪ 352-147-134‬ق م م)‪.‬‬

‫‪ -2‬األثر الناشر‪ :‬وهو فتح باب المناقشات بنقل النزاع من جديد إلى نفس المحكمة التي قضت‬
‫فيه غيابيا‪ ،‬وكثي ار ما تعاد القضية إلى نفس القاضي‪ ،‬ألن الطعن بالتعرض موجه ضد الحكم‬
‫وليس ضد شخص الحاكم‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬االستئناف‬

‫االستئناف هو طريق من طرق الطعن‪ ،‬تختص به هيئة أعلى درجة للنظر في األحكام‬
‫الصادرة عن المحاكم االبتدائية‪ ،‬وهو حسب الفصل ‪ 134‬من قانون المسطرة المدنية حق في جميع األحوال‬
‫عدا إذا قرر القانون خالف ذلك‪.‬‬

‫أوال‪ -‬االحكام القابلة للطعن باالستئناف‪:‬‬

‫أوردت المادة الخامسة من القانون رقم ‪ 03-80‬قاعدة عامة تتعلق باختصاص محاكم‬
‫اإلستئناف اإلدارية‪ ،‬وهي أن هذه المحاكم" تختص بالنظر في استئناف أحكام المحاكم اإلدارية وأوامر‬
‫رؤسائها " وجاء في نهاية صياغة هذه المادة العبارة التالية ‪ " :‬ماعدا إذا كانت هناك مقتضيات قانونية‬
‫مخالفة" مما يدل على أن القاعدة المذكورة ليست مطلقة وإنما ترد عليها بعض االستثناءات سواء في القانون‬
‫المذكور نفسه‪ ،‬أو في قوانين أخرى متفرقة‪.‬‬

‫‪-1‬القاعدة العامة ‪:‬‬

‫إن األصل حسب المادة المذكورة‪ ،‬هو أن جميع األحكام الصادرة عن المحاكم اإلدارية وكذا‬
‫األوامر الصادرة عن رؤسائها قابلة للطعن باالستئناف امام محاكم االستئناف اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -2‬االستثناءات‪:‬‬

‫ليست كل أحكام المحاكم اإلدارية واألوامر الصادرة عن رؤسائها قابلة لالستئناف أمام‬
‫محاكم االستئناف اإلدارية‪ ،‬بل هناك استثناءات واردة على هذه القاعدة نجملها فيما يلي‪:‬‬

‫‪-‬األحكام الصادرة في موضوع االختصاص النوعي‪:‬‬

‫حينما يتم الدفع بعدم االختصاص النوعي أمام محكمة إدارية او عادية ويتم البت في هذا‬
‫الدفع بحكم مستقل‪ ،‬فإن هذا األخير يقبل االستئناف امام محكمة النقض وليس أمام محكمة االستئناف‬
‫اإلدارية‪.244‬‬

‫‪ - 244‬وذلك عمال بمقتضيات المادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ 03-80‬التي نصت على أنه‪ " :‬إذا أثير دفع بعد االختصاص النوعي أمام جهة قضائية‬
‫عادية أو إدارية وجب عليها أن تبت فيه بحكم مستقل وال يجوز لها ان تضمه على الموضوع ‪ .‬ولألطراف أن يستأنفوا الحكم المتعلق باالختصاص‬
‫‪89‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪-‬األوامر الصادرة عن رئيس المحكمة اإلدارية بصفته قاضيا للمستعجالت باإلذن في الحيازة ‪:‬‬

‫طبقا للمادة ‪ 32‬من القانون رقم ‪ 7 . 81‬المتعلق بنزع الملكية من أجل المنفعة العامة واالحتالل‬
‫المؤقت‪ ،‬فإن هذه األوامر ال تكون قابلة للطعن فيها باالستئناف‪. 245‬‬

‫ثانيا‪-‬مسطرة الطعن باالستئناف‪:‬‬


‫‪246‬‬
‫تستأنف األحكام الصادرة عن المحاكم اإلدارية داخل أجل ثالثين يوما من تاريخ تبليغ الحكم‬
‫ويقدم االستئناف إلى كتابة ضبط المحكمة اإلدارية التي أصدرت الحكم المستأنف بواسطة مقال مكتوب يوقعه‬
‫محام‪ ،‬ما عدا استئناف الدولة و اإلدارات العمومية حيث تكون نيابة محام أم ار اختياريا ‪ .‬و يعفى طلب‬
‫االستئناف من أداء الرسوم القضائية‪ .247‬ويجب أن يرفع مقال االستئناف مع المستندات إلى كتابة الضبط‬
‫بمحكمة االستئناف اإلدارية المختصة داخل أجل أقصاه ‪ 15‬يوما من تاريخ إيداعه بكتابة الضبط بالمحكمة‬
‫اإلدارية‪.‬‬

‫هذا و تطبق أمام محاكم االستئناف اإلدارية القواعد المقررة في قانون المسطرة المدنية ‪ ،‬والقانون‬
‫رقم ‪ 03.80‬المحدثة بموجبه محاكم االستئناف اإلدارية ما لم ينص قانون على خالف ذلك‪.‬‬

‫يجب أن يتضمن المقال األسماء‬ ‫وعليه وطبقا للفصل ‪ 141‬من قانون المسطرة المدنية‬
‫الشخصية والعائلية وصفة أو مهنة وموطن أو محل إقامة كل من المستأنف والمستأنف عليه وكذا اسم وصفة‬
‫وموطن الوكيل عند االقتضاء وأن يبين إذا تعلق األمر بشركة اسمها الكامل ونوعها ومركزها وأن يتضمن‬
‫كذلك موضوع الطلب والوقائع والوسائل المثارة وترفق المستندات التي يريد الطالب استعمالها بالمقال‪.248‬‬

‫ويجب أن يرفق هذا المقال بنسخ مصادق على مطابقتها لألصل من لدن المستأنف بعدد‬
‫األطراف المستأنف عليهم‪ .‬إذا لم تقدم أية نسخة أو كان عدد النسخ غير مساو لألطراف تطلب كتابة الضبط‬
‫من المستأنف أن يدلي بهذه النسخ داخل عشرة أيام ويدرج رئيس المحكمة االبتدائية أو الرئيس األول لمحكمة‬
‫االستئناف القضية بعد مرور األجل في الجلسة التي يعينها وتصدر المحكمة المرفوع إليها االستئناف حكما‬
‫أو ق ار ار بالتشطيب‪.249‬‬

‫يجب على المستأنف أيضا أن يدلي تأييدا لمقاله بنسخة من الحكم المطعون فيه وإال طلبها‬
‫كاتب الضبط من المحكمة التي أصدرته‪.‬‬

‫النوعي أيا كانت الجهة القضائية الصادر عنها أمام المجلس األعلى الذي يجب عليه أن يبت في األمر داخل أجل ‪ 30‬يوما يبتدئ من تسلم كتابة‬
‫الضبط به لملف االستاناف"‬
‫‪ - 245‬ينص الفصل ‪ 32‬من القانون رقم‪ 7-81‬المتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة واالحتالل المؤقت على مايلي ‪......" :‬وال يمكن‬
‫استاناف األمر الصادر باإلذن في الحيازة‪".......‬‬
‫‪ - 246‬المادة‪ 09‬من القانون رقم‪ 80.03‬المحدثة بموجبه محاكم استاناف إدارية الجريدة الرسمية عدد ‪ 5398‬بتاريخ ‪ 24‬محرم ‪ 23(1427‬فبراير‬
‫‪ -.)2006‬ص‪.490 .‬‬
‫‪ -247‬المادة‪ 10‬من القانون رقم‪ 80.03‬المحدثة بموجبه محاكم استاناف إدارية الجريدة الرسمية عدد ‪ 5398‬بتاريخ ‪ 24‬محرم ‪ 23(1427‬فبراير‬
‫‪ .)2006‬ص‪.490 .‬‬
‫‪-248‬الفصل ‪ 143‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫‪ -249‬تم تغيير وتتميم الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 142‬أعاله بموجب القانون رقم ‪ ،35.10‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫واستنادا إلى الفصل ‪ 143‬من قانون المسطرة المدنية ال يمكن تقديم أي طلب جديد أثناء النظر‬
‫في االستئناف باستثناء طلب المقاصة أو كون الطلب الجديد ال يعدو أن يكون دفاعا عن الطلب األصلي‪.‬‬

‫ويقصد بالطلب الجديد كل طلب يؤدي إلى تحوير موضوع النزاع أو الزيادة فيه أو إحداث تغيير‬
‫في صفة الخصوم‪ .‬و ال يعد طلبا جديدا الطلب المترتب مباشرة عن الطلب األصلي والذي يرمي إلى نفس‬
‫الغايات رغم أنه أسس على أسباب أو علل مختلفة‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬آثار االستئناف‪:‬‬

‫يترتب عن تقديم الطعن باالستئناف أثران هامان‪ ،‬األثر الناشر واألثر الواقف‪.‬‬

‫أ‪-‬األثر الموقف‪ :‬ينص الفصل ‪ 134‬على أنه‪ ":‬يوقف االستئناف داخل األجل القانوني‬
‫التنفيذ عدا إذا أمر بالتنفيذ المعجل ضمن الشروط المنصوص عليها في الفصل‪."147‬‬

‫ب‪-‬األثر الناشر‪ :‬يترتب األثر الناشر عن تقديم الطعن باالستئناف نقل الدعوى بجميع ما‬
‫تتضمنه من عناصر قانونية وموضوعية إلى محكمة االستئناف‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬طر الطعن االستثناضية‬

‫وتتضمن الطعن بالنقض والطعن بإعادة النظر‪ ،‬تعرض الغير الخارج عن النزاع‪.‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬الطعن بالنقض‬

‫النقض طريقا للطعن غير عادي يهدف عرض الحكم المطعون فيه على محكمة النقض‬
‫(المجلس األعلى سابقا) قصد نقضه لمخالفته أحكام القانون‪.‬‬

‫أوال‪-‬االحكام التي تقبل الطعن بالنقض‪:‬‬

‫لقد أتى القانون رقم ‪ 03-80‬بقاعدة عامة تتعلق بالطعن بالنقض ضد الق اررات الصادرة عن‬
‫محاكم االستئناف اإلدارية‪ ،‬كما أتى بمقتضيات استثنائية تنص على عدم قابلية بعض تلك الق اررات لهذا‬
‫الطعن‪:‬‬

‫أ‪-‬القاعدة العامة‪:‬‬

‫طبقا للمادة ‪ 16‬من القانون رقم ‪ 03-80‬تكون الق اررات الصادرة عن محاكم االستئناف‬
‫اإلدارية قابلة للطعن بالنقض أمام محكمة النقض‪ ،‬ما عدا الق اررات الصادرة في تقدير شرعية الق اررات‬
‫اإلدارية‪ .250‬ويمكن إبداء المالحظات التالية على صياغة هذه المادة وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ - 250‬تم تغيير أحكام المادة ‪ 16‬أعاله بموجب المادة الفريدة من القانون رقم ‪ 46.08‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.09.23‬بتاريخ ‪ 22‬من‬
‫صفر ‪ 18(1430‬فبراير ‪ ،)2009‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5711‬بتاريخ ‪ 27‬صفر ‪ 23 (1430‬فبراير ‪ ،)2009‬ص‪.564 .‬‬
‫‪91‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪-‬لقد نصت المادة المذكورة على أن الق اررات الصادرة عن محاكم االستئناف اإلدارية هي التي‬
‫تكون قابلة للطعن بالنقض أمام محكمة النقض‪ ،‬إال أن هذه المادة أغفلت األوامر اإلستعجالية التي يصدرها‬
‫الرؤساء األولون لهذه المحاكم حينما يكون النزاع معروضا أمامها وذلك طبقا للمادة ‪ 6‬من القانون المذكور‪،‬‬
‫فهذه األوامر قابلة للطعن بالنقض مادامت قد صدرت بصفة انتهائية ومع ذلك لم ترد في صياغة المادة‬
‫المذكورة‪.‬‬

‫‪-‬بالنسبة لألمر الذي يصدره رئيس المحكمة اإلدارية بصفته قاضيا للمستعجالت القاضي باإلذن‬
‫في الحيازة فهو يصدر بصفة انتهائية وال يقبل الطعن فيه باالستئناف بصريح الفصل ‪ 32‬من القانون‬
‫رقم‪ 7-81‬إال أنه يقبل الطعن بالنقض مادام ال يوجد أي نص يستثنيه من هذا الطعن‪ ،‬وبالتالي فإنه ليست‬
‫الق اررات الصادرة عن محاكم االستئناف اإلدارية وحدها هي القابلة للطعن بالنقض‪ ،‬وإنما األحكام االنتهائية‬
‫بصفة عامة سواء صدرت عن المحاكم اإلدارية أو عن محاكم االستئناف اإلدارية‪. 251‬‬

‫‪-2‬االستثناءات‪:‬‬

‫أوردت المادة ‪ 16‬بعض االستثناءات على القاعدة العامة المذكورة‪ ،‬وهي عدم قابلية الق اررات‬
‫الصادرة في تقدير شرعية الق اررات اإلدارية للطعن بالنقض‪ ،‬وهي استثناء له ما يبرره ألن القضية المعروضة‬
‫على محكمة عادية (غير زجرية) والتي يتوقف البت فيها على الحسم في النزاع الجدي العارض المتعلق‬
‫بتقدير شرعية قرار إداري ‪ ،‬يتطلب من المحكمة المذكورة‪ ،‬تأجيل النظر في هذه القضية مع إحالة تقدير‬
‫شرعية القرار اإلداري إلى المحكمة اإلدارية أو محكمة النقض حسب االختصاص الموكول إلى إحدى هاتين‬
‫‪ ،‬وأن القضية المذكورة ال يمكن تأجيلها أكثر من الالزم حفاظا على حقوق األطراف‪.‬‬ ‫‪252‬‬
‫الجهتين القضائيتين‬

‫ثانيا‪-‬اسباب النقض‪:‬‬

‫يجب أن تكون طلبات نقض األحكام المعروضة على محكمة النقض مبنية على أحد‬
‫األسباب اآلتية‪:253‬‬

‫أ‪ -‬خرق قاعدة مسطرية أضر بأحد األطراف‪ :‬من الخروقات المسطرية التي تضر بأحد‬
‫األطراف عدم تبليغه مذكرة الخصم‪ ،‬عدم استدعائه في األجل القانوني‪ .‬والمالحظ ان الشرط األساسي هو أن‬
‫يترتب عن الخرق ضر ار للمعني باألمر سواء أكانت القاعدة المسطرية التي تم خرقها ثانوية أم جوهرية‪.‬‬

‫ب‪ -‬عدم االختصاص‪ :‬يقصد به تجاوز محكمة ما اختصاصها إلى اختصاص محكمة‬
‫اخرى ترابيا أو نوعيا ‪.‬‬

‫‪ -251‬كان على المشرع عند صياغته للمادة ‪ 16‬من القانون رقم ‪ 03-80‬استعمال الصياغة الواردة في الفصل ‪ 353‬من ق‪.‬م‪.‬م والذي جاء فيه‪ :‬يبت‬
‫المجلس األعلى‪ ....‬في ‪ – 1 :‬الطعن بالنقأل ضد األحكام االنتهائية‪.....‬‬
‫‪ -252‬أي حسب ما إذا كان تقدير الشرعية يتعلق بقرار إداري يدخل في نطاق اختصاص المحكمة اإلدارية بخصوص دعوى اإللغاء طبقا للمادة‬
‫‪ 23‬من القانون رقم ‪ 90-41‬أو في نطاق اختصاص المجلس األعلى االبتدائي واالنتهائي بخصوص نفس الدعوى طبقا للمادة ‪ 9‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪-253‬المادة‪ 359‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫‪92‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫و انعدام التعليل‪ :‬وهو عدم تبرير منطوق الحكم أو‬ ‫ج‪ -‬عدم ارتكاز الحكم على أساس قانوني‬
‫القرار من الناحية القانونية بصفة مطلقة كليا أو جزئيا‪ ،‬ويلحق به التبرير الناقص و الفاسد والخاطئ‪.254‬‬

‫د‪-‬خرق القانون الداخلي‪ :‬ويقصد بالقانون في معناه الواسع‪ ،‬فيشمل الظهائر والقوانين والمراسيم‬
‫والق اررات التنظيمية والمعاهدات المصادق عليها المنشورة بالجريدة الرسمية واالجتهاد القضائي والمبادئ العامة‬
‫للقانون‪ .‬ويندرج تحت هذا السبب الخطأ في تطبيق القانون او تأويله‪.255‬‬

‫و‪-‬الشطط في استعمال السلطة‪ :‬مظاهره رفض قبول حجة مقبولة قانونا أو تجاوز القاضي‬
‫الطلبات المقدمة إليه و الحكم بأكثر مما طلب منه في المقال‪.‬‬

‫وهذه جاءت األسباب على سبيل الحصر بحيث أنه ال يمكن إضافة سبب جديد إليها‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬مسطرة الطعن بالنقض‪:‬‬

‫حدد المشرع أجل الطعن بالنقض في ‪ 30‬يوما من يوم تبليغ الحكم المطعون فيه إلى الشخص‬
‫نفسه أو إلى موطنه الحقيقي ‪ ،‬وطبقا للفصل ‪ 354‬من ق‪.‬م‪.‬م يجب أن تكون جميع عرائض النقض ضد‬
‫األحكام القضائية مقدمة من طرف محام مقبول أمام محكمة النقض‪ ،256‬إال أن الدولة سواء كانت طالبة أو‬
‫مطلوبة تعفى من تنصيب محام عنها ‪ .‬وتوقع العرائض التي تقدمها واألجوبة عنها من طرف الوزير المعني‬
‫باألمر أو الموظف المعين من طرفه لهذه الغاية ‪.‬‬

‫ويجب أن تتوفر في عريضة النقض استنادا إلى الفصل ‪ 355‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬تحت طائلة عدم‬
‫القبول البيات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬بيان أسماء األطراف العائلية والشخصية وموطنهم الحقيقي والمختار‪.‬‬

‫‪ -‬ملخص الوقائع والوسائل والمستنتجات‪.‬‬

‫‪ -‬إرفاق مقال النقض بنسخة من القرار المطعون فيه‪ :‬ومقال النقض يجب أن تكون نسخه بعدد‬
‫األطراف لتبعث منه نسخة إلى كل طرف على حدة ويطلب من طالب النقض إكمال العدد الناقص‬
‫منها وإال كان طعنه غير مقبول‪.‬‬

‫‪ -‬أداء الوجيبة القضائية في نفس الوقت الذي يقدم فيه مقال الطعن تحت طائلة عدم القبول مالم‬
‫يكن الطالب في النقض متمتعا بالمساعدة القضائية‪.‬‬

‫‪-254‬دفاتر المجلس االعلى‪ ،‬تحرير القرارات القضائية‪ ،‬أشغال األيام الدراسية ‪ 20-14‬أبريل‪ ، 2004‬ص‪.22.‬‬
‫‪--255‬دفاتر المجلس األعلى‪ ،‬تحرير القرارات القضائية‪...‬مرجع سابق‪،‬ص‪.23.‬‬
‫‪ - 256‬نصت المادة ‪ 33‬من قانون المحاماة ‪ :‬على أنه‪":‬ال يقبل لمؤازرة األطراف أو تمثيلهم أمام المجلس األعلى مع مراعاة الحقوق المكتسبة إال‪:‬‬
‫‪ -‬المحامون المسجلون بالجدول منذ خمس عشرة سنة كاملة على األقل‪.‬‬
‫‪ -‬المحامون الذين كانوا مستشارين أو محامين عامين‪ ،‬وبصفة نظامية‪ ،‬في المجلس األعلى‪.‬‬
‫‪ -‬قدماء القضاة‪ ،‬وقدماء أساتذة التعليم العالي‪ ،‬المعفون من شهادة األهلية ومن التمرين‪ ،‬بعد خمس سنوات من تاريخ تسجيلهم بالجدول‪".‬‬

‫‪93‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫رابعا‪-‬أثممممممممممار الطعن بالنقمض‪:‬‬

‫على خالف الطعن بالتعرض واالستئناف‪ ،‬ال يترتب على تقديم طلب النقض وقف تنفيذ الحكم‬
‫المطعون فيه إنما يبقى التنفيذ قائما‪ .‬فإذا قضت محكمة النقض بنقض حكم أحالت الدعوى إلى محكمة‬
‫أخرى من درجة المحكمة التي نقض حكمها أو بصفة استثنائية على نفس المحكمة التي صدر عنها الحكم‬
‫المنقوض ويتعين إذ ذاك أن تتكون هذه المحكمة من قضاة لم يشاركوا بوجه من الوجوه في الحكم الذي هو‬
‫موضوع النقض‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الطعن بإعادة النظر وتعرض الخارج عن الخصومة‬

‫أوال‪-‬إعادة النظر‪:‬‬

‫الطعن بالتماس إعادة النظر هو طريق غير عادي للطعن في األحكام ال تقبل الطعن بالتعرض‬
‫أو االستئناف‪ .‬وتختلف مسطرة إعادة النظر عن طرق الطعن بالتعرض واالستئناف وحتى عن النقض ذاته‬
‫في أنها ال تستهدف الطعن في ق اررات المحكمة بقدر ما ترمي إلى مساعدتها على تالفي نتائج الحكم‬
‫المطعون فيه‪ ،‬واألخطاء التي وقع فيها القضاء نتيجة وقائع مادية أو نتيجة عيوب شكلية ال يد له فيها ‪.‬‬

‫ومن أجل ذلك‪ ،‬فإن ملف إعادة النظر تكلف به نفس الجهة القضائية مصدرة القرار‪ ،‬ونفس هيئة‬
‫الحكم غالبا (الفصل ‪ 406‬من قانون المسطرة المدنية‪.).‬‬

‫أ‪ -‬اسباب الطعن بإعادة النظر‪:‬‬

‫يميز قانون المسطرة المدنية في المعاملة بين اسباب الطعن بإعادة النظر في أحكام المحاكم‬
‫االبتدائية واالستئناف و اسباب الطعن بإعادة النظر في ق اررات محكمة النقض‪ ،‬وهكذا يحكم النوع األول‬
‫الفصول ‪ 402‬إلى ‪ 409‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬بينما يحكم النوع الثاني الفصل ‪ 379‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية‪.‬‬

‫‪-1‬اسباب طلب اعادة النظر امام المحاكم االبتدائية ومحاكم االستئناف‪:‬‬

‫حددت المادة ‪ 402‬من قانون المسطرة المدنية الحاالت التي يمكن االستناد عليها لممارسة‬
‫الطعن بإعادة النظر وهي‪:‬‬

‫‪ ‬إذا بت القاضي فيما لم يطلب منه أو حكم بأكثر مما طلب أو إذا أغفل البت في أحد‬
‫الطلبات‪.‬‬
‫‪ ‬إذا وقع تدليس أثناء تحقيق الدعوى‪.‬‬
‫‪ ‬إذا بني الحكم على مستندات اعترف أو صرح بأنها مزورة بعد صدور الحكم‪.‬‬
‫‪ ‬إذا اكتشفت بعد الحكم وثائق حاسمة كانت محتكرة لدى الطرف األخر‪.‬‬
‫‪ ‬إذا وجد تناقض بين أجزاء نفس الحكم‪.‬‬
‫‪94‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪ ‬إذا قضت نفس المحكمة بين نفس األطراف واستنادا لنفس الوسائل بحكمين انتهائيين‬
‫متناقضين وذلك لعلة عدم االطالع على حكم سابق أو لخطأ واقعي‪.‬‬
‫‪ ‬إذا لم يقع الدفاع بصفة صحيحة على حقوق إدارات عمومية أو حقوق قاصرين‪.‬‬
‫‪-2‬اسباب طلب اعادة النظر امام محكمة النقض‪:‬‬
‫يرتبط التماس إعادة النظر أمام محكمة النقض بمدى توفر إحدى الحاالت المنصوص عليها في الفصل‬
‫‪ 379‬من قانون المسطرة المدنية ‪ .‬والذي جاء فيه على انه‪ ":‬يجوز الطعن بإعادة النظر‪:‬‬
‫‪ ‬ضد الق اررات الصادرة استنادا على وثائق صرح أو اعترف بزوريتها؛‬
‫‪ ‬ضد الق اررات الصادرة بعدم القبول أو السقوط ألسباب ناشئة عن بيانات ذات صبغة رسمية‬
‫وضعت على مستندات الدعوى ثم تبين عدم صحتها عن طريق وثائق رسمية جديدة وقع‬
‫االستظهار بها فيما بعد؛‬
‫‪ ‬إذا صدر القرار على أحد الطرفين لعدم إدالئه بمستند حاسم احتكره خصمه؛‬
‫و‪.259375‬‬ ‫‪258‬‬
‫‪ ‬إذا صدر القرار دون مراعاة لمقتضيات الفصول ‪257 371‬و‪372‬‬

‫ب‪-‬شروط الطعن‪:‬‬

‫‪-1‬أجل الطعن‪:‬‬
‫إذا كان المشرع المغربي قد وحد أجل الطعن بإعادة النظر وجعله شه ار واحدا في جميع‬
‫مهما كانت درجة المحكمة المقدم إليها الطعن‪ ،‬فقد الحظ أن‬ ‫‪260‬‬
‫األحوال من يوم تبليغ الحكم المطعون فيه‬
‫من أسباب االلتماس ما قد ال يظهر إال بعد انقضاء هذا االجل فقرر حماية للمحكوم عليه أن يبدأ الميعاد في‬
‫‪261‬‬
‫‪.‬‬ ‫مثل تلك الحاالت من يوم ظهور سبب االلتماس‬

‫‪ - 257‬ينص الفصل‪ 371‬من قانون المسطرة المدنية على أنه ‪":‬ال تحكم غرف محكمة النقأل بصفة قانونية إال إذا كانت الهياة مكونة من خمسة قضاة‪.‬‬
‫يمكن للرئيس األول ولرئيس الغرفة المعروضة عليها القضية وللغرفة نفسها أن يحيلوا الحكم في أية قضية على هياة قضائية مكونة من غرفتين‬
‫مجتمعتين‪ .‬ويعين الرئيس األول في هذه الحالة الغرفة المضافة إلى الغرفة المعروضة عليها القضية‪ .‬ويرجح صوت الرئيس ‪ -‬في حالة تعادل األصوات‪-‬‬
‫حسب نظام األسبقية المتبع بين رؤساء الغرف‪.‬‬
‫يمكن للهياة المؤلفة من غرفتين أن تقرر إحالة القضية على محكمة النقأل للبت فيها بمجموع الغرف‪.‬‬
‫‪ - 258‬ينص الفصل‪ 372‬من قانون المسطرة المدنية على أنه ‪ ":‬تكون جلسات محكمة النقأل علنية عدا إذا قررت المحكمة سريتها‪.‬‬
‫يقدم بعد تالوة التقرير وكالء األطراف مالحظاتهم الشفوية إن طلبوا االستماع إليهم ثم تقدم النيابة العامة مستنتجاتها‪.‬‬
‫يجب االستماع إلى النيابة العامة في جميع القضايا"‪.‬‬
‫‪ -259‬ينص الفصل‪ 375‬من قانون المسطرة المدنية على أنه ‪ ":‬تصدر محكمة النقأل قراراتها في جلسة علنية باسم جاللة الملك وطبقا للقانون‪.259‬‬
‫تكون هذه القرارات معللة ويشار فيها إلى النصوص المطبقة وتتضمن لزاما البيانات اآلتية‪:‬‬
‫‪ - 1‬األسماء العائلية والشخصية لألطراف وصفاتهم ومهنهم وموطنهم الحقيقي؛‬
‫‪ - 2‬المذكرات المدلى بها وكذا الوسائل المثارة ومستنتجات األطراف؛‬
‫‪ - 3‬أسماء القضاة الذين أصدروا القرار مع التنصيص على اسم المستشار المقرر؛‬
‫‪ - 4‬اسم ممثل النيابة العامة؛‬
‫‪ - 5‬تالوة التقرير واالستماع إلى النيابة العامة؛‬
‫‪ - 6‬أسماء المدافعين المقبولين أمام محكمة النقأل الذين رافعوا في الدعوى مع اإلشارة عند االقتضاء إلى االستماع إليهم‪.‬‬
‫يوقع على أصل القرار كل من الرئيس والمستشار المقرر وكاتب الضبط‪.‬‬
‫إن حصل مانع ألحد الموقعين طبقت مقتضيات الفصل ‪.345‬‬
‫‪ -260‬الفصل ‪ 403‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫‪ - 261‬الفصل ‪ 404‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫‪95‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪-2‬إيداع مبل الغرامة المحتملة‪.‬‬

‫ال يقبل طلب إعادة النظر مالم يصحب بوصل يثبت إيداع مبلغ بكتابة الضبط بالمحكمة يساوي‬
‫الحد األقصى للغرامة التي يمكن الحكم بها تطبيقا للفصل ‪ 407‬ن قانون المسطرة المدنية ‪ .‬فحسب هذا‬
‫الفصل فإنه يحكم على الطرف الذي يخسر طلب إعادة النظر بغرامة يبلغ حدها األقصى آلف درهم أمام‬
‫المحكمة االبتدائية وألفين وخمسمائة درهم أمام محكمة االستئناف وخمسة آالف درهم أمام محكمة النقض‬
‫بدون مساس عند االقتضاء بتعويضات للطرف اآلخر‪.262‬‬

‫‪-3‬آثار الطعن بإعادة النظر‪:‬‬

‫في حالة قبول الطلب‪ ،‬وقع الرجوع في الحكم ورجع األطراف إلى الحالة التي كانوا عليها قبل‬
‫صدور هذا الحكم‪ .‬وال يوقف الطلب تنفيذ الحكم‪.263‬‬

‫هذا وتجب االشارة الى أنه بعد احداث محاكم االستئناف االدارية‪ ،‬أصبحت األحكام الصادرة‬
‫عن المحاكم االدارية ‪ ،‬غير قابلة الطعن إلعادة النظر باعتبارها قابلة لالستئناف‪ .‬وفيما يخص الق اررات‬
‫الصادرة عن محاكم االستئناف في نفس المجال‪ ،‬فتلك التي تقبل منها التعرض فهي غير قابلة إلعادة النظر‬
‫ويتعلق االمر هنا بالق اررات الغيابية التي اجاز القانون المحدث لمحاكم االستئناف االدارية في المادة ‪14‬‬
‫الط عن فيها بالتعرض‪ ،‬أما الق اررات غير القابلة للتعرض الصادرة عن محاكم االستئناف االدارية فهي تقبل‬
‫اعادة النظر‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬تعرض الخارج عن الخصومة‪:‬‬

‫يعتبر تعرض الخارج عن الخصومة طريق غير عادي للطعن في االحكام ‪ ،‬وضعه المشرع في‬
‫متناول كل شخص مس بحقوقه حكم لم يكن طرفا وال ممثال فيه ‪ ،‬من أجل مراجعة هذا الحكم‪ .264‬وتجدر‬
‫االشارة إلى أنه بالنسبة لمحكمة النقض فإن تعرض الخارج عن الخصومة ال يكون إال ضد الق اررات‬
‫الصادرة عنها في طعون الغاء مقررات السلطات االدارية‪.‬‬

‫أ‪-‬شروط تعرض الغير الخارج عن الخصومة‪:‬‬

‫‪ ‬أن يمس الحكم موضوع الطعن بحقوق ومصالح الطاعن‪.‬‬

‫‪ ‬أن ال يكون قد استدعي هو أو من ينوب عنه في الدعوى ‪.‬‬

‫‪ ‬ايداع ضمانة بكتابة الضبط تساوي مبلغ الغرامة التي يمكن الحكم بها عند عدم قبول‬
‫التعرض والمحددة بمقتضى المادة ‪ 305‬من قانون المسطرة المدنية‪ .‬الذي ينص على ما‬

‫‪ - 262‬تم تغيير أحكام الفصل ‪ 407‬أعاله بمقتضى المادة ‪ 14‬من القانون المالي رقم ‪ ،14.97‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -263‬الفقرة الثانية من الفصل ‪ 406‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫‪ -264‬الطيب لفصايلي‪ ،‬القانون القضائي الخاص ‪ ،...‬الجزء الثاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.161.‬‬
‫‪96‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫يلي‪ ":‬يحكم على الطرف الذي ال يقبل تعرضه بغرامة ال تتجاوز مائة درهم بالنسبة للمحاكم‬
‫االبتدائية وثالثمائة درهم بالنسبة لمحاكم االستئناف وخمسمائة درهم بالنسبة لمحكمة النقض‬
‫دون مساس بتعويض الطرف اآلخر عند االقتضاء‪.‬‬

‫ب‪-‬أجل الطعن‪:‬‬

‫لم يحدد المشرع المغربي أجال معينا للطعن بتعرض الغير الخارج عن الخصومة‪ ،‬وعليه فإنه‬
‫يبقى للغير الذي يتوفر على الشروط المنصوص علها قانونا الحق في تقديمه في أي وقت شاء‪ ،‬ما لم يصدر‬
‫عنه ما يفيد بشكل صريح أو ضمني إق ارره بهذا الحكم أو القرار‪ ،‬أو قبوله ورضاه بما تضمنه منطوقه‪.‬‬

‫ج‪-‬آثار تعرض الغير الخارج عن الخصومة‪:‬‬

‫هل لتعرض الغير الخارج عن الخصومة نفس اآلثار التي تترتب عن الطعن بصفة عامة‬
‫والمتمثلة بطبيعة الحال في األثرين الناشر والموقف‪.‬‬

‫‪ -1‬األثر الموقف‪ :‬هذا النوع من الطعون ال يرتب أث ار واقفا في التنفيذ‪.‬‬

‫‪-2‬األثر الناشر‪ :‬يؤدي التعرض إلى إعادة القضية إلى نفس المحكمة وينشر واليتها الكاملة‬
‫من جديد عليها‪ ،‬بحيث تعود إلى النزاع لتنظر في أساس الطعن وتعالجه من جانبيه‪ ،‬الجانب القانوني‬
‫والواقعي‪ ،‬غير أن المحكمة على الرأي السائد حاليا تظل مقيدة بنقط النزاع التي سبق لها أن بتت بشأنها في‬
‫الحكم المطعون فيه‪ .‬ولذلك فيمتنع عليها النظر فيما يمكن أن يعتبر جديدا بالنسبة للنزاع األول‪.‬‬
‫د االدارة‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تنفيذ االحكام القضاضية الصادرة‬

‫وإال‬ ‫مما الشك فيه أن اإلدارة ملزمة بتنفيذ االحكام والق اررات القضائية الصادرة ضدها‬
‫‪265‬‬

‫لما كان لمبدأ المشروعية أي معنى إذا كانت ترفض تنفيذها االحكام ‪ .‬على صعيد الممارسة يبدو ان ذلك هو‬
‫واقع الحال حيث تبدي اإلدارة في غالب األحيان سوء نيتها في تنفيذ الشيء المقضي به وتتمسك بأسباﺏ‬
‫ﻭمبﺭﺭﺍﺕ عﺩيﺩﺓ كالنظام ﺍلعاﻡ ﺃﻭ نقﺹ ﺍالعتماﺩﺍﺕ ﺃﻭ غياﺏ ﻭسائل ﺍلتنفيﺫ ﺍلخاصة ضﺩ ﺃشخاﺹ ﺍلقانﻭﻥ‬
‫بالقاضي االداري إلى اللجوء إلى بعض الوسائل المنصوص عليها بقانون المسطرة المدنية‬ ‫ﺍلعاﻡ مما حدا‬
‫لحمل اإلدارة على تنفيذ األحكام اإلدارية الصادرة ضدها كالحجز على أموال اإلدارة الممتنعة عن التنفيذ‬
‫‪.‬‬ ‫والغرامة التهديدية‬
‫‪266‬‬

‫‪ -265‬ينص الفصل ‪ 126‬من دستور ‪ 2011‬على أن‪":‬األحكام النهائية الصادرة عن القضاﺀ ملزمة للجميع ويجب على السلطات العمومية تقديم‬
‫المساعدة الالزمة أثناء المحاكمة إذا صدر األمر إليها بذلك ‪ ،‬ويجب عليها تقديم المساعدة على تنفيذ األحكام "‪.‬‬
‫‪ -266‬آمال المشرفي‪ ،‬الغرامة التهديدية وتنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضد اإلدارة ‪ ،‬تعليق على حكم المحكمة اإلدارية بالرباط عدد ‪ 134‬بتاريخ ‪6‬‬
‫مارس ‪ 29 1997‬ورثة العشيري‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ 23‬أبريل‪-‬يونيو ‪ ، 1998‬ص‪.79 .‬‬
‫‪97‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬
‫الفرع االول‪ :‬الغرامة التهديدية‬

‫لم يعد القاضي االداري المغربي يكتفي كما كان يفعل من قبل‪ ،‬باعتبار عدم تنفيذ حكم حائز‬
‫لقوة الشيء المقضي به‪ ،‬يشكل أساسا لدعوى اإللغاء ودعوى التعويض‪ ،‬فاذا رفضت االدارة تنفيذ قرار‬
‫قضائي حائز على قوة الشيء المقضي به‪ ،‬كان يتم إلغاء ق ارراها اإلداري بالرفض‪- ،‬إذا كان موضوع طلب‬
‫مباشر لإللغاء‪ -‬من طرف قاضي تجاوز السلطة بسبب أن هذا القرار سواء أكان صريحا أو ضمنيا يخرق قوة‬
‫الشيء المقضي به‪.267‬‬
‫باإلضافة إلى أن هذا الرفض أو حتى التأخير في التنفيذ يشكالن أخطاء يمكن أن تثير‬
‫مسؤولية اإلدارة التي تعوض الضرر الذي سببه موقفها للمستفيد من القرار القضائي‪ ،268‬ألنه من غير‬
‫المشروع االعتراض بأية طريقة مهما كانت عن تنفيذ قرار العدالة‪ ،‬بل إن كل تنفيذ من طرف اإلدارة لقرار‬
‫إداري ملغى يشكل اعتداء ماديا‪ ،269‬بل أخذ بالغرامة التهديدية التي تبقى مبدئيا أكثر فعالية من االقتصار‬
‫‪ .‬فما هو نطاق الغرامة‬ ‫والتعويض‪270‬‬ ‫على الق ول بأن عدم التنفيذ يفتح حق التقاضي عن طريق اإللغاء‬
‫التهديدية ؟ وكيف تتم تصفيتها؟‬
‫الفقرة االولى‪ :‬نطا الغرامة التهديدية‬

‫يقصد بالغرامة التهديدية الحكم على االدارة بمبلغ معين تدفعه عن كل يوم تتأخر فيه عن‬
‫تنفيذ الحكم الصادر ضدها‪ .‬وهي عقوبة مالية تبعية تحدد بصفة عامة عن كل يوم تأخير‪ ،‬يصدرها القاضي‬
‫للضغط على االدارة إلجبارها على تنفيذ حكمه ‪.271‬‬
‫فما هو نطاق تطبيق الغرامة التهديدية؟‬

‫‪ -267‬قرار المجلس األعلى عدد ‪ 1969/01/29-8‬ملف ‪ ،28178‬جان موريس‪/‬وزير الداخلية ووزير العدل‪ ،‬م‪. .‬ق‪.‬م‪.‬أ ‪ ،13‬ص‪ 80 :‬وقرارات‬
‫المجلس األعلى‪ ،‬الغرفة اإلدارية ‪ ،1970/66‬ص‪ ،173 :‬وم‪.‬ق‪.‬ق ‪ ،110-109‬ص‪ ،490 :‬أورده إبراهيم زعيم الماسي‪ ،‬المرجع العملي في االجتهاد‬
‫القضائي اإلداري‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،1996 ،‬ص‪.129 .‬‬
‫أنظر أيضا قرار ‪ ،1980/07/25-230‬ملف ‪ ،74032‬الشعبي عبد السالم‪ /‬المدير العام لألمن الوطني‪ ،‬م‪. .‬ق‪.‬س‪ ،‬ص‪ ،98 :‬أشار إليه إبراهيم زعيم‬
‫الماسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،247 :‬القرار رقم ‪ 539‬صادر في ‪ 14‬دجنبر ‪ ،1995‬ملف إداري عدد ‪ ،93/10479‬قرارات المجلس األعلى في المادة‬
‫اإلدارية‪ ،1997-1958 ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.305 .‬‬
‫‪ -268‬وهذا ما كان المجلس األعلى قد قضى به في قراره الصادر في ‪ 9‬يونيو ‪ 1956‬في قضية كيرا ‪( Guerra‬مجموعة قرارات المجلس األعلى‪،‬‬
‫ص‪.)58 :‬أنظر كذلك‪ :‬قرار ‪ 24-4‬نونبر ‪ 1967‬أبو القاسم العلوي‪/‬وزير الداخلة‪ ،‬مجلة قرارات المجلس األعلى ‪ ،6‬ص‪ 29 :‬ومجلة المحاماة ‪ ،4‬ص‪:‬‬
‫‪ ،75‬وقرارات المجلس األعلى‪ ،‬الغرفة اإلدارية ‪ ،1970-66‬ص‪ ،112 :‬أورده إبراهيم زعيم الماسي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪ ،216 :‬ومما جاء في تعليل المجلس‬
‫األعلى‪..." :‬وحيث أبانت عناصر الملف وخصوصا مذكرة الطاعن‪ ...‬انه أـوضح األضرار المادية والمعنوية التي لحقته من جراء طرده من وظيفته‬
‫وعدم إرجاعه لها رغم إلغاء المجلس األعلى لقرار الطرد حيث إن المحكمة المطعون في قرارها بتعديلها لمبلغ التعويأل المحكوم به من غير أن تجيب‬
‫عما أثاره الطاعن من األضرار المادية والمعنوية التي لحقته لم تعلل قراراها تعليال كافيا يستوجب نقضه‪ "...‬وللمزيد من التفاصيل حول آثار إلغاء‬
‫القرار اإلداري في المغرب أنظر‪:‬‬
‫‪Rousset (M) et garganon (J), Droit dministratif marocain, 6e éd, la porte, 2003, p : 690-693.‬‬

‫‪269 - C.A Rabat, 2/3/1965, G.T.M 1965, cité par Michel Rousset, contentieux administratif marocain, éd. La porte,‬‬
‫‪2001, p . 132.‬‬
‫‪ -270‬آمال المشرفي‪" ،‬الغرامة التهديدية وتنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضد اإلدارة ‪ ،‬تعليق على حكم المحكمة اإلدارية بالرباط عدد ‪134‬‬
‫بتاريخ ‪ 6‬مارس ‪ 29 1997‬ورثة العشيري"‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ 23‬أبريل‪-‬يونيو ‪، 1998‬ص‪.79 .‬‬
‫‪555 .Jean François,” les grandes décisions de la jurisprudence, droit administratif “, PUF 1999, p-271‬‬
‫‪98‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫اوال‪ -‬تحديد الغرامة التهديدية بين اإلدارة و المسؤول عن عدم التنفيذ‪:‬‬


‫لم يعمل القاضي االداري المغربي على إيقاع الغرامة التهديدية على اإلدارة فقط بل ذهب‬
‫أبعد من ذلك إلى فرضها على المسؤول االداري الممتنع عن التنفيذ ثم عليهما معا في نفس اآلن‪.‬‬
‫أ‪-‬إيقاع الغرامة التهديدية على اإلدارة‪:‬‬
‫ذهب االجتهاد القضائي المغربي في العديد من أحكامه وق ارراته إلى فرض الغرامة التهديدية‬
‫على اإلدارة في حالة امتناعها عن التنفيذ‪ .272‬إال أن الغرامة التهديدية المفروضة على اإلدارة ليست دائما‬
‫وسيلة فعالة‪ ،‬في إرغامها على تنفيذ األحكام الصادرة ضدها‪ .‬ومرجع ذلك إلى االسباب التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تشكل الغرامة التهديدية نفقة طارئة وغير مبرمجة في الميزانية‪ ،‬وبالتالي ال توجد‬
‫االعتمادات الضرورية ألدائها‪.‬‬

‫‪ ‬تقف أمام الحصول على الغرامة التهديدية المفروضة على اإلدارة عدد من العراقيل‬
‫المسطرية الطويلة المترتبة عن ضرورة تدخل عدد من الجهات‪ ،‬كاألمر بالصرف‬
‫والمحاسب ومراقب االلتزامات والخزينة العامة‪ .‬إضافة إلى ذلك فهاته المبال المالية تعتبر‬
‫نفقات طارئة ال تدخل في الحسبان عند تحديد الميزانية واالعتمادات الالزم رصدها‪.273‬‬

‫‪ ‬عدم وجود ما يضمن استجابة اإلدارة ألداء الغرامة التهديدية ‪ .‬إذ قد يصطدم المعني‬
‫باألمر مع امتناع جديد ل دارة‪ ،‬ألن الذي لم يرضخ للحكم األصلي فمن الطبيعي أنه لن‬
‫يرضخ للحكم بأداء الغرامة التهديدية‪.‬‬

‫ومن أجل ضمان فعالية هذه الوسيلة‪ ،‬تم تمديد الغرامة التهديدية إلى المسؤول الشخصي‬
‫عن عدم التنفيذ‪.‬‬

‫ب‪ -‬إيقاع الغرامة التهديدية على المسؤول عن عدم التنفيذ‪:‬‬

‫‪ -272‬األمر االستعجالي الصادرعن المحكمة االداري بالرباط عدد ‪ 134‬الصادر في ‪ 6‬مارس ‪ ،1997‬في قضية ورثة عبد القادر العشيري والدولة‬
‫المغربية‪ .‬وتتخلص القضية في امتناع وزارة التربية الوطنية عن تنفيذ األمر االستعجالي الصادر ضدها في ‪ 20‬دجنبر ‪ 1995‬لفائدة ورثة العشيري‬
‫والقاضي بإيقاف أشغال البناء الجارية على القطعة األرضية المسماة “النوادر الهبطية” الواقعة بطنجة‪ ،‬حيث تقدم المحكوم لفائدتهم على إثر هذا‬
‫االمتناع بمقال افتتاحي أمام نفس المحكمة يؤكدون فيه بأن عملية البناء مازالت مستمرة‪ ،‬مما ألحق بهم ضررا بليغا ويلتمسون لهذه الغاية الحكم على‬
‫المدعى عليهم بأدائهم غرامة تهديدية يومية ابتداء من تاريخ االمتناع عن التنفيذ فاعتبرت المحكمة انه‪ " :‬ال يوجد أي نص قانوني يستثني اإلدارة من‬
‫فرض غرامة تهديدية عليها في حالة امتناعها عن تنفيذ حكم قضائي صدر في مواجهتها"‪.‬‬
‫وقد تال حكم قضية ورثة “العشيري” هذا العديد من األحكام األخرى الصادرة عن مختلف المحاكم اإلدارية بمختلف درجاتها والتي حرصت‬
‫بدورها على السير على نهج المحكمة اإلدارية بالرباط ‪.‬فقد ذهبت محكمة النقأل في إحدى قراراتها إلى أن‪ " :‬العمل القضائي لمحكمة النقأل استقر‬
‫على إمكانية فرض غرامة تهديدية على اإلدارة الممتنعة عن تنفيذ حكم صدر في مواجهتها ‪....‬استنادا إلى مقتضيات الفصل ‪ 448‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية الذي ينص على الغرامة التهديدية كوسيلة إلجبار المحكوم عليه على التنفيذ‪"..‬‬
‫أنظر‪:‬االخصاصي بوبكر ‪ ،‬الغرامة التهديدية على ضوء االجتهاد القضائي االداري هل هو بداية التحول نحو شخصيتها ‪ ،‬منشور بموقع ‪:‬‬
‫‪ www.alacam.ma/def.asp‬تاريخ الولو ‪.2018/06/07 :‬‬

‫‪ -273‬محمد قصري‪ " ،‬آليات تنفيذ األحكام القضائية اإلدارية في مواجهة أشخاص القانون العام"‪ ،‬مجلة الوكالة القضائية للمملكة‪ ،‬العدد األول‪،‬‬
‫ماي‪، 2018‬ص‪.62.‬‬
‫‪99‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫بعد فرض الغرامة التهديدية ضد اإلدارة‪ ،‬كان من بين الحلول التي تم التوصل إليها هو‬
‫الحكم بالغرامة التهديدية ضد الموظف الممتنع المسؤول عن عدم تنفيذ الحكم القضائي‪.274‬‬

‫وقد علل القاضي اإلداري توقيع الغرامة التهديدية على المسؤول اإلداري بكون قانون‬
‫المسطرة المدنية المطبق أمام المحاكم يشير إلى الغرامة التهديدية كوسيلة من وسائل إجبار المنفذ عليه على‬
‫التنفيذ‪ ،‬وهي عبارة تشمل المسؤول اإلداري عوض المحكوم عليه الذي هو المرفق اإلداري فقط ‪، .275‬‬
‫وبالتالي فإنه ال شيء يمنع من إقرار الغرامة التهديدية في مواجهة اإلدارة أو المسؤول اإلداري نتيجة‬
‫امتناعهما الغير مبرر عن التنفيذ‪.276‬‬
‫و تواترت بعد ذلك األوامر عن المحاكم اإلدارية والتي تحكم فيها بالغرامة التهديدية في مواجهة‬
‫اآلمرين بالصرف في اإلدارة من وزراء ورؤساء جماعات ترابية‪.277‬‬
‫وقد تعرض هذا الموقف النتقادات شديدة نوجزها في ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬إن تخويل القضاء اإلداري لنفسه حق البت في المسؤولية الشخصية للموظف الممتنع عن‬
‫‪.‬ذلك أن القانون‬ ‫‪278‬‬
‫التنفيذ هو خروج عن قواعد وضوابط االختصاص النوعي كما وضعها المشرع‬
‫لقد حدد مجال اختصاص القضاء اإلداري حيث ال ينعقد له اختصاص البت في نزاع أو مسألة في‬

‫‪ -274‬اول حكم في هذا الصدد هو الحكم الصادر عن إدارية مكناس بتاريخ ‪ 3‬أبريل ‪ 1998‬في قضية العطاوي ضد رئيس جماعة تونفيت‬
‫وتتلخص وقائع هذه القضية ان رئيس المجلس الجماعي رفأل تنفيذ حكم إلغاء قرار عزل السيد "محمد عطاوي" من وظيفة جماعية‪ ،‬وإرجاعه‬
‫إلى وظيفته وتسوية وضعيته اإلدارية‪ .‬وبالتالي تم فرض الغرامة التهديدية ضد رئيس الجماعة شخصيا لكونه ساهم في عرقلة التنفيذ معتمدا على‬
‫فكرة المسؤولية الشخصية للموظف الممتنع عن التنفيذ (حكم المحكمة االدارية بمكناس عدد ‪ 1/98/10‬س بتاريخ ‪ 3‬أبريل ‪ ،1998‬قضية اسماعيل‬
‫العلوي المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،26‬ص‪.)192 .‬‬
‫وتجدر االشارة إلى ان المجلس األعلى ( محكمة النقأل حاليا) في قراره الصادر بتاريخ ‪2741999/3/11‬الغى حكم المحكمة اإلدارية‬
‫بمكناس القاضي بتحديد الغرامة التهديدية في مواجهة رئيس جماعة تونفيت شخصيا المتناعه من تنفيذ الحكم القاضي بإلغاء قرار العزل وإرجاع‬
‫الموظف الطاعن إلى عمله معتبرا أنه ال يمكن إجبار اإلدارة على تنفيذ حكم اإللغاء عن طريق الغرامة التهديدية مادام أن القضاء اإلداري قد اقتصر‬
‫على إلغاء قراره الذي اعتبره شططا في استعمال السلطة وأنه يبقى أمام المعني باألمر الحق في اللجوء إلى القضاء اإلداري لطلب التعويأل عن‬
‫األضرار الناتجة عن الضرر من جراء عدم التنفيذ‪.‬‬
‫والمجلس األعلى وهو يلغي الحكم المذكور لم يتناول في حكمه مدى إمكانية تحديد الغرامة التهديدية في مواجهة الشخص الممتنع عن التنفيذ‬
‫باعتباره مرتكبا لخطإ شخصي بل استبعد هاته الوسيلة كلها من دعوى اإللغاء وهو بذلك يكون قد تراجع عن المكسب القضائي الذي نادى به حكم‬
‫إدارية مكناس‪ ،‬ورجع إلى قاعدته األصلية التي تقضي بأن االمتناع عن تنفيذ اإلدارة ال يرتب سوى المطالبة بالتعويأل‪.‬‬
‫‪ -275‬نص الفصل ‪ 484‬من قانون المسطرة المدنية على عبارة "المنفذ عليه" وليس "المحكوم عليه"‪ ،‬وهي عبارة يتجاوز معناها شخص هذا‬
‫األخير لتتسع لكل من يقوم مقامه في التنفيذ‪ ،‬ويندر ضمن هذا المفهوم بالطبع‪ ،‬ممثل الشخص المعنوي العام المحكوم عليه‪ ،‬شرط أن يكون امتناعه‬
‫عن التنفيذ غير مبرر حسبما يستشف من عبارة "إذا رفأل المنفذ عليه"‬
‫انظر االمر االستعجالي الصادر عن رئيس المحكمة االدارية بالرباط بتاريخ ‪ 2018-12-03‬في قضية قائد قيادة المنزه‪ .‬وتتلخص وقائع هذه‬
‫القضية في ان المدعي تقدم بطلب ‪ ،‬أمام رئيس المحكمة اإلدارية بالرباط باعتباره القاضي المكلف بالتنفيذ‪ ،‬جاء فيه أنه سبق أن حصل على حكم‬
‫قضائي ابتدائي إداري تحت عدد ‪ 4431‬بتاريخ ‪ 2016/11/15‬قضى بإلغاء القرار المطعون فيه والمتعلق بامتناع اإلدارة عن إعطاء شهادة إدارية‬
‫تخص عقارا يعود له مع ترتيب اآلثار القانونية على ذلك والذي أصبح نهائيا بعد تأييده استانافيا بالقرار رقم ‪ 5623‬الصادر عن محكمة االستاناف‬
‫اإلدارية بالرباط بتاريخ ‪ ،2017/12/19‬وأنه وبعد استيفائه إلجراءات تنفيذ الحكم المذكور بواسطة المفوض القضائي‪ ،‬فإن ممثل السلطة المحلية‬
‫قائد قيادة المنزه امتنع عن تنفيذ الحكم المذكور وتم تحرير محضر امتناع في مواجهته‪ .‬ولهذا يلتمس من رئيس المحكمة اإلدارية األمر بتحديد‬
‫غرامة قدرها ‪ 10.000,00‬درهم عن كل يوم تأخير عن التنفيذ ابتداء من تاريخ االمتناع الذي هو ‪ 2018/7/10‬إلى حين تنفيذ الحكم المشار إليه‬
‫قبله وشمول الحكم بالنفاذ المعجل رغم كل طعن‪ .‬فقضت المحكمة "بتحديد غرامة تهديدية في مواجهة قائد قيادة المنزه في مبلغ ‪ 2000,00‬درهم ‪...‬‬
‫تحتسب ابتداء من تاريخ تبليغه بهذا األمر "‬
‫‪ -276‬أحمد بوعشيق‪ ،‬الدليل العملي لالجتهاد القضااي في المادة اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪564-563-562.‬‬
‫‪-277‬ومن أمثلتها األمر عدد ‪2251‬الصادر ضد السيد الحسين الوردي وزير الصحة بتاريخ ‪ ، 2015/9/1‬وكذا األمر عدد ‪2165‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ 2015/8/11‬ضد السيد فتح هللا ولعلو رئيس المجلس الجماعي للرباط‪ ،‬وكذا األمر عدد ‪ 3262‬الصادر بتاريخ ‪ 2016/8/30‬ضد السيد رشيد‬
‫بلمختار بن عبد هللا بصفته الشخصية ‪ .‬انظر محمد قصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ -.‬ص‪.52-50.‬‬
‫‪ -278‬محمد قصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.53 .‬‬
‫‪100‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫مواجهة شخص عادي‪ ،‬وبالتالي فإن الحكم بالغرامة التهديدية في مواجهة الشخص الممتنع عن‬
‫التنفيذ ال يندرج ضمن االختصاص النوعي للمحاكم اإلدارية‪.‬‬
‫‪ ‬ﺃﻥ هﺫﺍ ﺍالتجاه يحمل ﺍلفصل ‪ 448‬أكثرمما يحتمل ألﻥ هﺫﺍ ﺍلفصل يتحﺩﺙ عﻥ ﺍلمنفﺫ عليه‬
‫ﻭليﺱ عﻥ ﺍلشخﺹ ﺍلمﻜلﻑ بالتنفيﺫ‪ ،‬ﻭﺍلفﺭﻕ ﻭﺍضح بيﻥ ﺍلمفهﻭميﻥ ﻭﺍلﺫمﻡ ﺍلمالية مستقلة‪،‬‬
‫فالمنفذ عليه ليس سوى ‪ ،‬والفرق واضح بين المفهومين والذمم المالية مستقلة محكوم عليه أو‬
‫خلفه العام أو الخاص باعتبار أن التنفيذ ال يكون إال في من مواجهة هؤالء األطارف‪ ،‬وهذا ما يتأكد‬
‫من خالل مقتضيات الفصل‪ 440‬قانون المسطرة المدنية الذي يشير إلى أن إجراءات التنفيذ تتم في‬
‫مواجهة المحكوم عليه‪.279‬‬
‫‪ ‬ﻭبالنﻅﺭ العتباﺭ ﺍلغﺭﺍمة ﺍلتهﺩيﺩية ﻭسيلة إلجباﺭ ﺍلمحﻜﻭﻡ عليه بالتنفيﺫ فإنها تﻁبﻕ في‬
‫مﻭﺍجهة ﺍلمخاﻁﺏ بالحﻜﻡ ﻭال يمﻜﻥ ﺃﻥ تمتﺩ ﺇلى ﺍلغيﺭ‪ ،‬ﻭماﺩﺍﻡ ﺍلشخﺹ ﺍلﺫﺍتي ﺍلممثل للشخﺹ‬
‫ﺍلمعنﻭﻱ ال يعبﺭ عﻥ ﺇﺭﺍﺩته ﻭلﻜﻥ يعبﺭ عﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍلشخﺹ ﺍلمعنﻭﻱ ﺍلﺫﻱ يمثله‪ ،‬فالمساءﺀلة ال‬
‫ينبغي ﺃﻥ تﻭجه ﺇال ضﺩ هﺫﺍ ﺍلشخﺹ ﺍلمعنﻭﻱ ﺍلعاﻡ ﻭليﺱ ضﺩ ممثله ﺍلقانﻭني مادام أن الحكم‬
‫سند التنفيذ قد صدر في مواجهة المرفق العام وأن تنفيذه يتم من طرف الموظف بصفته المرفقية‬
‫وليس الشخصية ‪.280‬‬
‫وما يؤكد كل هذه المالحظات هو صدور ق اررات استئنافية أيدت األوامر المستأنفة في مبدئها‬
‫إال أنها قامت بتعديلها‪ .281‬وذلك بجعل الغرامة التهديدية في مواجهة االدارة وليس المسؤول اإلداري‪.‬‬

‫ج‪ -‬إيقاع الغرامة التهديدية على اإلدارة و المسؤول عن التنفيذ‪:‬‬

‫ذهب القضاء اإلداري المغربي إلى فرض الغرامة التهديدية ضد الموظف واإلدارة معا في‬
‫حالة االمتناع وذلك في نفس الحكم‪.282‬‬

‫ثانيا‪-‬توقيت فرض الغرامة التهديدية‪:‬‬

‫هل يجوز تحديد الغرامة التهديدية بمنطوق الحكم أم بعد تسجيل امتناع اإلدارة عن التنفيذ؟‬

‫والجواب هو أن كلتا الفرضيتان معمول بهما قضاء‪:‬‬

‫‪-279‬محمد قصري‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.54.‬‬


‫‪-280‬محمد قصري‪ ،‬مرجع أعاله‪،‬ص‪.55.‬‬
‫‪ -281‬كالقرار الصادر عن محكمة االستاناف اإلدارية بالرباط تحت عدد ‪ 642‬المؤرخ في ‪ 2016/9/28‬والذي أيد األمر االبتدائي عدد ‪ 1683‬في‬
‫مبدئه مع تعديله وذلك بجعل الغرامة التهديدية المحكوم بها في مواجهة وزارة الصحة عوض السيد الحسين الوردي بصفته‪.‬أورها محمد قصري‪،‬‬
‫المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -282‬وهذا ما قضت به المحكمة اإلدارية بالرباط في قضية شركة صوكرار ضد وزير الداخلية بتاريخ‪ 2007/05/02‬وتتلخص وقائع هذه‬
‫القضية فإن وزارة الداخلية امتنعت عن تنفيذ حكم قضائي حائز على قوة األمر المقضي به يقضي بإلغاء قرار إداري بمنع ترخيص استعمال‬
‫المفرقعات بمقلع كدية افحيصة الذي تكتريه الشركة المدعية من الجماعة الساللية تاغرامت‪ ،‬فالتمست الشركة المدعية الحكم في مواجهة شخص‬
‫معنوي – وزارة الداخلية‪ -‬في إطار الخطأ المرفقي وشخص ذاتي – قائد قيادة تاغرامت عمالة الفحص أنجرا‪ -‬في إطار الخطأ الشخصي بغرامة‬
‫تهديدية قدرها ألف درهم لكل منهما عن كل يوم تأخير عن التنفيذ ‪ ،‬بسبب االمتناع ‪ ،‬فاستجاب القاضي اإلداري لطلب المدعية بتحديد الغرامة‬
‫التهديدية في ‪ 1000‬درهم لكل من وزارة الداخلية و قائد تاغرامت ابتداء من ‪ 2007-02-21‬إلى يوم التنفيذ‪( .‬األمراالستعجالي رقم ‪ 172‬الصادر‬
‫عن رئيس المحكمة االدارية بالرباط بصفته قاضيا للمستعجالت بتاريخ ‪ 2/5/2007‬في قضية شركة صوكرار مدعية ضد وزير الداخلية)‪.‬‬
‫‪101‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫الحالة األولى‪ :‬تحديد الغرامة التهديدية بمنطوق الحكم وبمعزل عن تسجيل االمتناع عن‬
‫التنفيذ‪:‬‬

‫وهذا األ مر جائز مادام أنه ال وجود ألي نص يمنعه ‪ ،‬فقد سار العمل القضائي بمختلف المحاكم‬
‫اإلدارية على تحديد الغرامة التهديدية في منطوق الحكم الذي أصدره ‪.283‬‬

‫إن الغاية من تحديد الغرامة التهديدية في منطوق الحكم هي تحذير اإلدارة من بااللتزامات المالية‬
‫التي سوف تتحملها إن هي امتنعت عن التنفيذ وهي وسيلة فعالة وذات أهمية لكونها تضمن التنفيذ بشكل‬
‫سريع وتغني عن اللجوء مجددا للقضاء للمطالبة بتحديد الغرامة التهديدية في إطار المسطرة اإلجرائية ‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬حالة تحديد الغرامة التهديدية بعد تسجيل امتناع اإلدارة عن التنفيذ‪:‬‬

‫في هذه الحالة تكون الغرامة التهديدية كجزاء لتقاعس اإلدارة عن تنفيذ حكم صادر ضدها‪،‬‬
‫ومن هنا فالمعني باألمر الذي يصطدم الحكم الصادر ضده بامتناع اإلدارة عن تنفيذه‪ ،‬يمكنه اللجوء مجددا‬
‫للقضاء اإلداري في إطار المسطرة القضائية المنصوص عليها قانونا للمطالبة بالحكم على اإلدارة الممتنعة‬
‫عن التنفيذ بالغرامة التهديدية لحملها على التنفيذ‪ ،‬بعد أن يثبت هذا االمتناع بالوسائل القانونية‪.284‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تصفية الغرامة التهديدية‬

‫تصفية الغرامة هي تحديد مبلغ التعويض الذي يستحقه المدعي عن الضرر الالحق به من جراء‬
‫امتناع اإلدارة عن تنفيذ الحكم الصادر ضدها‪.‬‬
‫والسؤال المطروح هو‪:‬‬
‫‪-‬هل يمكن اعتبار طلب تصفية الغرامة التهديدية تعويضا عن الضرر الذي لحق بالمحكوم له‬
‫في مواجهة االدارة جراء تأخرها في تنفيذ الحكم؟ أم مجرد وسيلة قانونية إلكراهها على تنفيذ الحكم؟ وكيف تتم‬
‫تصفية الغرامات التهديدية ؟‬
‫‪-‬هل تصفى بإجراء عملية حسابية لمبلغ الغرامة المحدد بضربه في عدد أيام االمتناع عن‬
‫التنفيذ بشكل تسلب معه السلطة التقديرية للمحكمة باعتبار أن لها نظام خاص مستقل عن التعويض أم‬
‫تصفى تلك الغرامة التهديدية في إطار الضرر المترتب عن عدم التنفيذ تبعا لحجمه وأهميته ونوعه ومداه؟‬
‫يعتبر بعض الفقه أن الغرامة وسيلة تحذيرية وتهديدية تؤول في نهاية األمر إلى تعويض عن‬
‫الضرر الناتج عن االمتناع عن التنفيذ والذي يحدد تبعا لطبيعة الضرر وأهميته ومداه بالنسبة للطالب‪.285‬‬
‫وفي االتجاه نفسه ذهبت محكمة النقض في قرار لها بتاريخ ‪ 01‬نونبر‪ 2012‬على" اعتبار‬
‫أن تصفية الغرامة التهديدية هو تعويض المحكوم له بسبب ضرر أصابه من جراء عدم التنفيذ"‪.286‬‬

‫‪ -283‬حكم إدارية وجدة تحت عدد ‪ 97 / 11‬بتاريخ ‪ 1997 / 7/ 21‬غير منشور‪.‬‬


‫‪ -284‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -285‬الطيب عبد السالم برادة – تنفيذ األحكام االدارية – مطبعة األمنية بالرباط‪ -‬سنة ‪ – 2003‬ص ‪.322‬‬
‫‪102‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫غير انه إذا كانت الغرامة التهديدية المحكوم بها تصفى على شكل تعويض بناء على الضرر‬
‫الناتج عن الخطأ المرفقي لإلدارة الممتنعة عن التنفيذ وأهميته ومداه ‪ ،‬فما الجدوى من سلوك المسطرة الالزمة‬
‫لتحديدها والمطالبة بتصفيتها مادام أن المعني باألمر يمكنه اللجوء إلى القضاء مباشرة للمطالبة بالتعويض‬
‫كذلك تبعا للضرر وأهميته ومداه؟ ولذلك يبقى أن تحديد الغرامة التهديدية أم ار زائد ال فائدة من اللجوء إليه‬
‫‪.287‬‬
‫اعتبرت ‪":‬أن دعوى‬ ‫‪288‬‬
‫إال ان ذات المحكمة وفي قرار آخر صادر بتاريخ ‪ 31‬مارس‪2016‬‬
‫تص ية الغرامة التهديدية ليست هي دعوى التعويض عن عدم تنفيذ حكم قضائي وبالتالي فهي تتعلق‬
‫بمسؤولية موضوعية ال تحتاج إلى إثبات الضرر بالمفهوم المتعارف عليه في دعوى المسؤولية اإلدارية ما دام‬
‫أن الضرر مفترض ومصاحب لالمتناع الذي يكون في شكل مماطلة ينتج عنها حرمان المحكوم له من‬
‫االستفادة من الحق الذي كشف عنه الحكم القضائي‪ .‬وعليه فإن تقدير تص ية الغرامة التهديدية يخضع‬
‫للسلطة التقديرية للمحكمة أخذا بعين االعتبار مدة المماطلة وطبيعة الحق موضوع التنفيذ‪.‬‬
‫وبذلك فإن الغرامة التهديدية تبقى عبارة عن مبلغ مالي يحكم به القضاء ليس الغرض منها تعويض‬
‫الضرر ولكن قهر المدين لحمله على التنفيذ بالتهديد الذي يحدثه في نفسه‪.289‬‬
‫إال أنه اذا كان من الواجب فصل الغرامة التهديدية عن التعويض طبقا للفصل ‪ 448‬من ق م م‬
‫الذي ينص على تحديد الغرامة والمطالبة بالتعويض‪ ،‬أال يعتبر ذلك من قبيل االزدواج في التعويض عن نفس‬
‫الضرر؟ حيث سيحصل الدائن على تعويضين األول ناتج عن الغرامة التهديدية واآلخر عن عدم التنفيذ‪.290‬‬

‫‪ -286‬قرار محكمة النقأل بتاريخ عدد ‪537‬الصادر بتاريخ ‪ 01‬نونبر ‪2012‬في الملف اإلداري عدد ‪ 2011-2-4-774‬في قضية محمد بوزيان‬
‫الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء ‪.‬‬
‫تتلخص وقائع هذه القضية في ان المدعي محمد بوزيان تقدم بمقال إلى إدارية مراكش يعرض فيه أنه استصدر أمرا استعجاليا بإيقاف‬
‫األشغال التي تباشرها المدعى عليها (الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء) على ملكه دون وجه حق إال إنها امتنعت من تنفيذه‪ ،‬مما حدا به إلى‬
‫استصدار أمر آخر يقضي بمواصلة إجراءات التنفيذ تحت طائلة غرامة تهديدية قدرها ‪ 25000‬درهم عن كل يوم تأخير‪ ،‬أيد استانافيا بتاريخ ‪-15‬‬
‫‪ 2007-01‬إال أن المدعى عليها ظلت ممتنعة من ‪ 2007-07-11‬إلى ‪ 2008-02-13‬وحتى تقديم مقال الدعوى‪ ،‬ملتمسا تصفية الغرامة التهديدية‬
‫والحكم على المدعى عليها بأدائها له مبلغ ‪ 5.400.000‬درهم تحت طائلة غرامة تهديدية قدرها ‪ 2000‬درهم عن كل يوم تأخير‪ ،‬فأصدرت المحكمة‬
‫االبتدائية حكما قضى باالستجابة للطلب‪ .‬استأنفته الوكالة فعدلته محكمة االستاناف اإلدارية بخفأل التعويأل المحكوم به إلى‪ 450.000‬درهم‪،‬‬
‫فطعن فيه المدعي بالنقأل فأصدر المجلس األعلى قراره عدد ‪ 87‬بتاريخ ‪ 2011-02-03‬في الملف ‪ 2010-1-4-721‬القاضي بالنقأل واإلحالة ‪،‬‬
‫فاعتبرت محكمة النقأل‪ ":‬أن الغرامة التهديدية هي وسيلة إلجبار المنفذ عليه على تنفيذ التزامه تؤول حين تصفيتها إلى تعويأل يحكم به لفائدة‬
‫المستفيد من التنفيذ ‪ ،‬وأن التعويأل المذكور ال يشمل فقط الضرر الناتج عن عدم التنفيذ أو التأخر في ذلك والذي يمكن المطالبة به في إطار القواعد‬
‫العامة للمسؤولية دون حاجة إلى المرور عبر مسطرة تحديد الغرامة التهديدية‪ ،‬بل كذلك يجب األخذ بعين االعتبار مبلغ الغرامة المحدد في الحكم‬
‫اآلمر بها وتعسف المنفذ عليه وتعنته في التنفيذ شريطة أال يكون من شأن تصفية الغرامة التهديدية بشكل كامل أي بضرب قيمتها في عدد أيام‬
‫االمتناع إثراء من المنفذ له على حساب المنفذ عليه بحيث ال يكون هناك تناسب بين التعويأل المحكوم به والحقوق محل التنفيذ والضرر الحاصل‬
‫عن عدم التنفيذ‪"...‬‬

‫‪ -287‬محمد قصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.60.‬‬


‫‪ -288‬قرار محكمة النقأل ‪ ،‬عدد ‪ 175‬الصادر بتاريخ ‪ 31‬مارس ‪ 2016‬في الملف اإلداري عدد ‪ 201201،/2/4/3597‬منشور على الموقع‬
‫االلكتروني‪www.maroc law. com:‬‬
‫‪ -289‬أحمد الصايغ‪ ،‬إشكالية تنفيذ األحكام اإلدارية بالمغرب‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪، 62‬الطبعة األولى –‬
‫‪، 2009‬ص‪.154.‬‬
‫‪ -290‬محمد قصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.61.‬‬
‫‪103‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫ويبقى اإلشكال مطروحا أمام القضاء اإلداري حول تصفية الغرامة التهديدية والقواعد التي تحكم هاته‬
‫التصفية بين اعتبارها ذات نظام خاص مستقل عن التعويض وبين اعتبار تصفيتها تعويضا يتم تقديرها حسب‬
‫الضرر وأهميته ومداه‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الحجز على أموال اإلدارة الممتنعة عن التنفيذ‬

‫يمكن تعريف الحجز بصورة عامة بأنه وضع أموال المدين تحت يد القضاء حتى ال يتمكن‬
‫من التصرف فيها تصرفا يضر بدائنيه‪ .291‬ويجب التمييز بين الحجز التحفظي والحجز التنفيذي والحجز‬
‫لدى الغير‪.‬‬

‫‪ -‬الحجز التحفظي ‪:‬ويقصد به وضع أموال المدين المنقولة تحت تصرف القضاء و منعه من‬
‫التصرف فيها إض ار ار بدائنه ‪.‬‬

‫‪ -‬الحجز التنفيذي‪ :‬يقصد به وضع أموال المدين المنقولة تحت يد القضاء‪ ،‬تمهيدا لبيعها‬
‫بالمزاد العلني‪ ،‬و استيفاء الحاجز لحقه من حصيلة البيع ‪.‬‬

‫‪ -‬الحجز لدى الغير‪ :‬وهو إجراء يلجأ إليه الدائن الحاجز لحماية حقه فيتعرض بين يدي‬
‫المحجوز لديه على المبالغ والقيم المنقولة التي يحوزها هذا األخير لفائدة المدين المحجوز عليه منعا له من‬
‫التصرف فيها تصرفا يضر بحقوقه‪.292‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬موقف القضاء‬

‫كرس العمل القضائي في المادة اإلدارية قاعدة عدم جواز الحجز على األموال العمومية الن‬
‫ذلك من شأنه ان يؤدي إلى عرقلة السير العادي للمرفق العمومي وهذا حتى قبل دخول المادة ‪ 09‬من قانون‬
‫المالية رقم ‪ 70.19‬لسنة‪ 2020‬حيز التنفيذ‪ ،‬بالمقابل إذا كانت هناك أموال غير مخصصة لتسيير المرفق‬
‫‪293‬‬
‫العام فإنه يمكن الحجز عليها‪ .‬فقد استقر االجتهاد القضائي على مستوى الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض‬
‫على أنه ال يجوز إيقاع الحجز التحفظي على العقارات المملوكة ملكية خاصة للشخص المعنوي العام على‬
‫خالف األموال والمنقوالت التي ال يترتب عن حجزها تعطيل سير المرفق العام باضطراد وانتظام‪.‬‬

‫ويميز االجتهاد القضائي المغربي في هذا االطار بين المنقوالت الالزمة لسير المرفق‬
‫والمنقوالت غير الالزمة لسيره وما إذا كان حجزها يعطل سيره وانتفاع جمهور الناس بخدماته ‪ .‬فال يمكن‬

‫‪-291‬يونس الشامخي‪ ،‬إشكالية التنفيذ لألحكام اإلدارية الصادرة ضد اإلدارة المحلية‪ ،‬مداخلة ألقيت بندوة نظمت من طرف الجماعة الحضرية‬
‫لورززات تحت عنوان ''وسائل النشاط اإلداري ومنازعات الجماعات المحلية‪ ،‬ص‪.12 .‬‬
‫‪ -292‬يتم إيقاع الحجز لدى الغير بواسطة كتابة الضبط في حالة وجود سند تنفيذي أو بناء على أمر يصدره رئيس المحكمة وهو من حيت الطبيعة‬
‫القانونية يعتبر طريقا من طرق التنفيذ الجبري ويبدأ دائما كحجز تحفظي يقصد به حبس أموال المدين في يد وذمة الغير الذي يمنع من الوفاء بها‬
‫للمحجوز عليه تم يتحول إلى إجراء تنفيذي عند مرحلة تصحيحه فيتأتى للحاجز بعد حصوله على الحكم بالتصحيح أو المصادقة أن يتسلم من‬
‫المحجوز لديه المبالغ المحجوزة‬
‫‪ -293‬قرار الغرفة اإلدارية عدد ‪ 794‬بتاريخ ‪ 2003-10-30‬ملف اداري عدد ‪ 03/1/4/1070‬قضية محمد بلقاضي ضد جماعة سيدي احرازم‪.‬‬
‫قرار عدد ‪ 120‬بتاريخ ‪ 2000-11-2‬ملف اداري ‪ 2000/1/4/1313‬قضية منانة لحلو ضد الجماعة القروية لزواغة‪.‬‬
‫‪104‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫مباشرة الحجز التنفيذي على شاحنات نقل النفايات وسيارات اإلسعاف ونقل المستخدمين وغير ذلك‪ ،‬لما في‬
‫ذلك من تعطيل لخدمات الهذه المرافق ‪ .‬في حين يجوز الحجز مثال على السيارات إذا كانت مملوكة من قبل‬
‫رئيس المجلس الجماعي أو نائبه باعتبارها أمواال خاصة‪ ،‬بحيث الن هذا الحجز ال يعرقل السير العادي‬
‫للمرفق‪.294‬‬

‫كما يجوز حجز منقوالت البلدية ( سيارة وتلفاز ومكيف الهواء) لتنفيذ حكم قضى عليها بأداء‬
‫‪295‬‬
‫باعتبار أن هاته المنقوالت ال يضر بيعها واستيفاء الدين المستحق على البلدية بسير المرفق‬ ‫مبالغ مالية‬
‫البلدي وهي ال تعتبر في جميع األحوال الزمة لسيره وال تعطيل فيها لسير المرفق المذكور‪.‬‬

‫هذا و قد برز توجه قضائي في القضاء االداري يجيز إعمال مسطرة الحجز لدى الغير باعتبار‬
‫هذا األخير مدينا للمحكوم عليه بتلك األموال في مواجهة أشخاص القانون العام ‪ ،‬حيث تم إيقاع مجموعة من‬
‫الحجوزات بين يدي الخازن العام للمملكة أو الخازن الرئيسي وكذا مجموعة من القباض الجماعيين‪ .‬حيث‬
‫شرع في الحجز على الحسابات الخصوصية‪ ،296‬لينتقل إلى الميزانية العامة‪ ،297‬على اعتبار انه ليس هناك‬
‫نص يحظر الحجز على األموال العمومية ( كان هذا قبل دخول المادة ‪ 09‬من قانون المالية رقم ‪70.19‬‬
‫لسنة‪ 2020‬حيز التنفيذ)‪ ،‬وعلى اعتبار أن االمتناع عن التنفيذ يجعل مالءة ذمة اإلدارة كمبرر لعدم الحجز‬
‫مبرر متجاواز‪ ،‬لينتهي بالحجز على حساب الخزينة العامة المفتوح لدى بنك المغرب واعتبار الخازن‬
‫ا‬ ‫عليها‬
‫العام منفذا عليه مع امكانية مساءلته شخصيا والحكم عليه بغرامة تهديدية شخصية‪.298‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬موقف المشرع المغربي‬

‫قنن المشرع المغربي القاعدة العامة التي مفادها عدم جواز إيقاع الحجز على األموال العمومية‪،‬‬
‫على اعتبار أن هذا اإلجراء يتعارض مع مبدأ تخصيص تلك األموال للمصلحة العامة و أن الحجز بهذا‬
‫الشكل يعطل سير المرافق العامة‪ .‬وذلك بموجب المادة التاسعة من قانون رقم المتعلق بالمالية لسنة‪2020‬‬
‫والتي نصت على أنه‪ " :‬ال يمكن بأي حال من األحوال أن تخضع أموال وممتلكات الدولة والجماعات‬
‫الترابية ومجموعاتها للحجز" بغية تنفيذ االحكام النهائية الصادرة ضدها‪.‬‬

‫‪- 294‬حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بفاس بالملف ‪130‬غ‪ 02/‬بتاريخ ‪ 2002/12/10‬في قضية الملياني ضد الجماعة الحضرية لفاس‪.‬‬
‫حكم ادارية فاس بالملف ‪ 2002/214‬الصادر بتاريخ ‪ 2002/12/10‬في قضية بلقاضي ضد جماعة سيدي احرازم‪.‬‬
‫‪- 295‬ملف تنفيذي عدد ‪ 98 / 14‬بالمحكمة اإلدارية بوجدة ‪.‬‬
‫‪ -296‬األمر الصادر عن رئيس المحكمة اإلدارية بوجدة بتاريخ‪،2001-03-22‬في الملف االستعجالي رقم س‪،04/201‬منشور في منشور بمجلة‬
‫قضاء المجلس األعلى عدد‪ 307.‬ص‪71 .‬‬
‫‪ 483 -297‬وكمثال على ذلك القارر الصادر عن محكمة االستاناف اإلدارية تحت عدد ضم إليه الملف عدد ‪ 447/7202/2016‬في الملف عدد‬
‫‪30/05/2016‬وتاريخ ‪ ، 2016/7202/491‬بين وزير االوقاف والشؤون اإلسالمية ضد وزارة الصحة ومن معها ‪ .‬في نفس السياق نجد القارر‬
‫الصادر عن محكمة االستاناف اإلدارية بالرباط تحت عدد (بين وازرة التربية ‪ 780/7202/2016‬في الملف رقم ‪ 2016‬نونبر ‪ 21‬وتاريخ ‪758‬‬
‫الوطنية و السيد دريدر السويلم)‪ .‬أوردها محمد قصري‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.69-68.‬‬
‫‪ -298‬وكمثال على ذلك نذكر القارر الصادر عن محكمة النقأل تحت عدد ‪ 53‬بتاريخ ‪2013 -01-17‬في الملف اإلداري عدد ‪115/4/1/2010‬‬
‫(بين الوكيل القضائي للمملكة و السيد المهندز محمد بن البشير ومن معه)‪،‬أورده محمد قصرين مرجع سابق‪،‬ص‪.71.‬‬
‫‪105‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫فمع توالي األحكام القضائية الصادرة ضد اإلدارة في الموضوع‪ ،‬وعدم برمجة االعتمادات‬
‫لتغطية المبالغ الواردة فيها‪ ،‬بلغ حجم عمليات الحجز على ميزانية الدولة من أجل تنفيذ أحكام قضائية ما يناهز‬
‫‪ 10‬ماليير درهم‪ ،‬خالل ثالث سنوات‪ ، .299‬ومن الصعب في الوضعية المالية واالقتصادية الحالية للدولة‬
‫تأديتها مرة واحدة‪ ،‬وهو ما سيؤدي إلى إعاقة السير العادي للعديد من المرافق العمومية‪.‬‬

‫وفي مقابل منع حجز ممتلكات الدولة والجماعات الترابية في هذا الصدد‪ ،‬جاءت هذه المادة‬
‫بالعديد من الضمانات لتنفيذ األحكام القضائية ضد االدارة وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪-1‬تحديد اجل ‪ 90‬يوم ألداء المبالغ المالية المحكوم بها ضد اإلدارة‪ .‬و في هذا الصدد نصت‬
‫المادة ‪ 09‬من قانون المالية رقم ‪ 70.19‬لسنة‪ 2020‬على انه ‪":‬في حالة صدور حكم قضائي نهائي قابل‬
‫للتنفيذ يلزم الدولة أو جماعة ترابية أو مجموعاتها بأداء مبلغ معين‪ ،‬يتعين األمر بصرفه داخل أجل أقصاه‬
‫‪ 90‬يوما ابتداء من تاريخ اإلعذار بالتنفيذ في حدود االعتمادات المالية المفتوحة بالميزانية لهذا الغرض‪،‬‬
‫وفق مبادئ وقواعد المحاسبة العمومية‪ ،‬وإال يتم األداء تلقائيا من طرف المحاسب العمومي داخل األجال‬
‫المنصوص عليها باألنظمة الجاري بها العمل في حالة تقاعس اآلمر بالصرف عن األداء بمجرد إنصرام‬
‫األجل أعاله"‪.‬‬
‫‪-2‬الزام المحاسب العمومي بإدراج المبلغ المحكوم به في ميزانية السنوات األربع الالحقة في‬
‫المادة ‪ 09‬من قانون المالية رقم ‪70.19‬‬ ‫حالة عدم كفاية االعتمادات المالية السنوية ‪ .‬حيث نصت‬
‫لسنة‪ 2020‬على أنه‪ ":‬وإذا أدرجت النفقة في اعتمادات تبين أنها ير كافية‪ ،‬يتم عندئذ تنفيذ الحكم‬
‫القضائي عبر األمر بصرف المبلغ المعين في حدود االعتمادات المتوفرة بالميزانية‪ ،‬على أن يقوم اآلمر‬
‫بالصرف وجوبا بتوفير االعتمادات الالزمة ألداء المبلغ المتبقي في ميزانيات السنوات الالحقة وذلك في‬
‫أجل أقصاه أربع سنوات وفق الشروط المشار إليها أعاله"‪.‬‬
‫ورغم تنصيص المشرع على هذه الضمانات‪ ،‬فإنه يمكن إبداء المالحظات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬غياب الجزاءات‪:‬‬

‫يالحظ سكوت المادة عن الجزاءات في حالة تجاوز اإلدارة ألربع سنوات دون تنفيذ الحكم‬
‫القضائي الصادر ضدها‪ ،‬وهنا يطرح السؤال عن ضمانات عدم تجاوز هذه المدة‪ .‬وعن الجزاءات في حالة‬
‫تجاوز هذه المدة؟‬

‫فهذه المادة ال تلزم اآلمرين بالصرف بتنفيذ األحكام القضائية إال في حدود االعتمادات المالية‬
‫المتوفرة المتاحة بميزانياتهم ورغم ورود مصطلح “وجوبا” في نص المادة‪ ،‬إال أن السؤال المطروح هو ما الذي‬
‫سيضمن إلزام المحاسب العمومي بإدراج المبلغ في السنوات األربع القادمة في ظل غياب أي مقتضى زجري؟‬
‫وما العمل في حالة عدم ادراج المبلغ المحكوم به في السنوات األربع؟‬

‫‪ -299‬هذا ما كشفه محمد بنشعبون‪ ،‬وزير المالية‪ ،‬أمام لجنة المالية بمجلس النواب خالل المناقشة العامة لمشروع القانون المالي لسنة‪.2020‬‬
‫‪106‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪-‬ادراج مقتضيات ال عالقة لها بالموارد والتكاليف في قانون المالية‪:‬‬

‫بالرجوع إلى مقتضيات المادة ‪ 6‬من القانون التنظيمي للمالية رقم ‪ 130.13‬المنشور بالجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 6370‬وتاريخ ‪ 18‬يونيو ‪ ،2015‬يتضح أنه ال يمكن أن تتضمن قوانين المالية إال أحكاما‬
‫تتعلق بالموارد والتكاليف أو تهدف إلى تحسين الشروط المتعلقة بتحصيل المداخيل ومراقبة استعمال األموال‬
‫العمومية ‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن المادة ‪ 9‬من قانون المالية لسنة ‪ 2020‬تنصرف إلى إحداث مسطرة خاصة لتنفيذ‬
‫األحكام القضائية‪ ،‬وهوما ال يدخل في مجال قانون المالية ‪ ،‬بل مجاله قانون المسطرة المدنية‪ .‬وبالتالي فإن‬
‫األمر يتعلق بفرس من«فرسان الميزانية ‪ " cavalier budgétaire‬أي ادراج مقتضيات العالقة لها بالموارد‬
‫والتكاليف في قانون المالية وهو ممارسة غير دستورية‪.300‬‬

‫‪-‬إدراج الجماعات الترابية وجماعاتها في قانون المالية‪:‬‬

‫أدرجت المادة ‪ 09‬الجماعات الترابية وجماعاتها في قانون المالية حيث جاء في الجملة‬
‫األخيرة من فقرتها الثالثة‪ ،‬من أنه ال يجوز «أن تخضع أموال وممتلكات الدولة والجماعات الترابية‬
‫ومجموعاتها للحجز"‪.‬‬

‫يمكن فهم إدماج أموال وممتلكات الدولة ألن قانون المالية يحدد موارد وتكاليف الدولة‪ ،‬ولكن‬
‫بالمقابل لماذا تم إقحام أموال وممتلكات الجماعات الترابية ومجموعاتها؟ وهو ما يعتبر مقتضى خارج مجال‬
‫قانون المالية‪.‬‬

‫ورغم ان المادة‪ 9‬القانون المالي لسنة‪ 2020‬منعت بشكل صريح امكانية الحجز على األموال‬
‫‪ 15‬يناير‪ 2020‬في قضية جماعة ابن‬ ‫والممتلكات العمومية إال أن المحكمة اإلدارية بمراكش بتاريخ‬
‫جرير‪ .301‬استبعدت تطبيق هذه المادة مؤكدة بأن "األولوية في التطبيق تتعطى للنص الخاص الذي نظم‬
‫الواقعة‪ ،‬وهو قانون المسطرة المدنية باعتباره قانونا ينظم إجراءات تنفيذ األحكام الصادرة في مواجهة أشخاص‬
‫القانون العام‪ ،‬والتي تبقى قابلة للتنفيذ الجبري على أموالها"‪.‬‬

‫‪ -300‬سبق للمجلس الدستوري أن اعتبره فرسان الميزانية (أي إدرا مقتضيات في قانون المالية ال عالقة لها بالموارد والمداخيل) في قراره رقم‪:‬‬
‫‪ 08/728‬بتاريخ ‪ 29‬دجنبر ‪ ،2008‬غير مطابق للدستور‪ ،‬وذلك بمناسبة محاولة إدما مسطرة خاصة لتحصيل غرامات مخالفات مدونة السير في‬
‫قانون مالية ‪.2009‬‬
‫‪ -301‬االمر االستعجالي رئيس المحكمة اإلدارية بمراكش حكم رقم‪ 02‬بتاريخ ‪ 15‬يناير ‪ 2020‬في قضية جماعة ابن جرير‪ ،‬منشور في الموقع‬
‫االلكتروني‪ https://www.maroclaw.com:‬تاريخ الولو ‪ 03:‬فبراير‪.2020‬‬
‫وتتلخص وقائع هذه القضية في أن أن المحكمة اإلدارية بمراكش أصدرت بتاريخ ‪ 12‬يونيو ‪ 2018‬حكما يقضي بأداء جماعة ابن جرير لمواطن‬
‫مدعي تعويضا قدره ‪ 200.000‬درهم؛ وجرى تأييده استانافيا بتاريخ مارس ‪ 2019‬لكن الجماعة الترابية المعنية امتنعت عن األداء‪ ،‬وقالت إنها‬
‫مستعدة لتنفيذ القرار القضائي دون االلتزام بذلك بشكل صريح‪ ،‬ودفعت بمقتضيات المادة ‪ 9‬من قانون المالية لسنة ‪ ،2020‬التي تنص على أن‬
‫أموال وممتلكات الدولة والجماعات الترابية ومجموعاتها ال تقبل الحجز؛ وهو األمر الذي دفع بالمدعي إلى استصدار أمر بالمصادقة على الحجز‬
‫لدى الغير في حدود ‪ 214.498‬درهما‪ .‬فأصدرت المحكمة قرارها المصادقة على الحجز على حساب جماعة ابن جرير في شخص رئيسها بين‬
‫يدي قابأل ابن جرير في حدود المبلغ السالف ذكره‪.‬‬
‫‪107‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫وأن "العمل القضائي استقر في المادة اإلدارية على كون قاعدة عدم جواز الحجز على األموال‬
‫العمومية تجد مجال تطبيقها في الحالة التي يؤدي فيها الحجز إلى عرقلة السير العادي للمرفق العمومي‪،‬‬
‫على أساس أن المبالغ المحجوزة هي مرصودة لنفقات محددة‪ ،‬وعليها تتوقف استم ارريته في أداء خدماته"‪.‬‬

‫وأن "أشخاص القانون العام يفترض فيها مالءة الذمة وال يخشى عسرها‪ ،‬كما يفترض فيها تنفيذ‬
‫األحكام الصادرة ضدها تجسيداً لمبدأ المشروعية واحترام قوة الشيء المقضي به‪ ،‬وأنه في حالة االمتناع‬
‫دون مبرر‪ ،‬كما هو الشأن في نازلة الحال‪ ،‬يجعل إجراء الحجز مبر اًر سليما"‪.‬‬

‫وفي االتجاه نفسه أصدر رئيس المحكمة اإلدارية بمكناس‪ ،‬بتاريخ ‪ 23‬يناير ‪ ،2020‬أم ار‬
‫استعجاليا قضى من خالله بإمكانية الحجز على أموال المؤسسات العمومية‪ ،302‬معتب ار أن ‪”:‬المشرع ولئن‬
‫منع إيقاع الحجز بصريح المادة ‪ 9‬من قانون المالية الجديد‪ ،‬فإنه حصر هذا المنع بالنسبة ألموال‬
‫وممتلكات الدولة والجماعات الترابية ومجموعاتها فقط دون باقي المؤسسات العمومية األخرى ‪ ."...‬وهو ما‬
‫يؤكد استمرار تطبيق قاعدة الحجز على أموال المؤسسات العمومية التي دأبت المحاكم االدارية على‬
‫تطبيقها‪.‬‬

‫وفي ﺇنتﻅاﺭ صﺩﻭﺭ مشﺭﻭﻉ قانﻭﻥ ﺍلمسﻁﺭﺓ ﺍلمﺩنية ﺍلﺫﻱ جاء بمقتضيات تعﺩ بمثابة حلﻭل‬
‫تشﺭيعية جﺫﺭية إلشﻜالية تنفيذ االحكام القضائية الصادرة ضد اإلدارة فإن هذه االخير ستبقى مرتبطة‬
‫مباشرة بإرادة اإلدارة‪ ،"...‬وحينذاك ال تتمتع اإلدارة بسلطة تقديرية لالختيار بين وضعيتين قانونيتين‪ ،‬ولكن‬
‫بسلطة مالءمة استدامة وضعية غير قانونية‪.303"...‬‬

‫‪ -302‬االمر االستعجالي لرئيس المحكمة االدارية بمكناس بتاريخ ‪ 23‬يناير ‪ 2020‬تتلخص وقائع هذه القضية في أن إحدى الشركات حصلت‬
‫على حكم قضائي‪ ،‬قضى لها بمبلغ مالي قدره ‪ 806.065‬درهما‪ ،‬في مواجهة األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة درعة تافياللت‪ .‬وعند‬
‫مباشرة الجهة المدعية إلجراءات التنفيذ طبقا للقانون‪ ،‬امتنعت األكاديمية المذكورة عن التنفيذ‪ ،‬مما جعل المدعية تلجأ إليقاع حجز لدى الغير على‬
‫مبلغ التعويأل‪ ،‬بين يدي الخازن اإلقليمي التابعة له أكاديمية التربية والتكوين‪ ،‬حيث رفعت تبعا لذلك طلبا لرئيس المحكمة اإلدارية بمكناس‬
‫للمصادقة على عملية الحجز لدى الغير‪ .‬وأجابت أكاديمية التربية والتكوين‪ ،‬بعدم إمكانية إيقاع الحجز‪ ،‬عمال بمقتضيات المادة ‪ 9‬من قانون المالية‬
‫الجديد لسنة ‪ ، 2020‬والتي تنص على أنه ال يمكن أن تخضع أموال وممتلكات الدولة و الجماعات الترابية ومجموعتها للحجز‪ ،‬ملتمسة رفأل‬
‫الطلب‪ .‬ورفعت المدعية طلبا إلى رئيس المحكمة اإلدارية للمصادقة على عملية الحجز لدى الغير‪ .‬وبناء على ما سبق‪ ،‬قضت المحكمة اإلدارية‬
‫في منطوقها علنيا وابتدائيا وحضوريا وطبقا للمادتين ‪ 7‬و ‪ 19‬من القانون رقم ‪ 41.90‬المحدثة بموجبه المحاكم اإلدارية‪ ،‬والفصل ‪ 494‬من قانون‬
‫المسطرة المدنية والمادة ‪ 9‬من قانون المالية ‪ 2020‬بالمصادقة على طلب الحجز لدى الغير على حساب األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة‬
‫درعة تافياللت والمضروب بين يدي الخازن اإلقليمي وأمره بتسليم مبلغ ‪ 806.065.50‬درهم لرئيس كتابة ضبط المحكمة لتسليمه للمدعية وفق‬
‫اإلجراءات المقررة قانونا مع تحميل الجهة المدعى عليها الصائر‪.‬‬

‫‪303 - Folliot (L). Pouvoirs des juges administratifs et distinction des contentieux en matières contractuelle, thèse,‬‬
‫‪Paris1997, p . 329.‬‬
‫‪108‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫الئحة المراجع‪:‬‬

‫◄الكتــــــــــــــــــــب‪:‬‬
‫‪ -1‬الشنيوي غزالن نورة‪ ،‬التوجيهات األساسية لإلصالح الشامل والعميق لمنظومة‬
‫العدالة المسطرة المدنية‪ ،‬مطبعة األمنية الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2016‬‬
‫‪ -2‬المملكة المغربية ‪ ،‬المعهد العالي للقضاء ‪ ،‬مديرية تكوين الملحقين القضائيين‬
‫والقضاة‪ ،‬دليل تقنيات تحرير االحكام المدنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬مارس ‪.2017‬‬
‫‪ -3‬احمد كمال الدين موسى‪ ،‬نظرية اإلثبات في القانون اإلداري ‪ ،‬دار الفكر العربي‪،‬‬
‫مصر ‪.2012،‬‬
‫‪ -4‬الطيب عبد السالم برادة – تنفيذ األحكام االدارية – مطبعة األمنية بالرباط‪ -‬سنة‬
‫‪. 2003‬‬
‫‪ -5‬أحمد أبو الوفا ‪ ،‬المرافعات المدنية والتجارية‪ ،‬مصر ‪:‬دار المعارف‪ ،‬الطبعة العاشرة‪،‬‬
‫‪.1970‬‬
‫‪ -6‬إدريس العالوي العبدالوي‪ ،‬وسائل اإلثبات في التشريع المدني امغربي‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪. 1977 ،‬‬
‫‪ -7‬إبراهيم سالم العقلي‪ ،‬إساءة استعمال السلطة في القرارات اإلدارية‪ ،‬دار قنديل للنشر‬
‫والتوزيع عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ .2008 ،‬محمد رفعت عبد الوهاب القضاء االداري‬
‫الكتاب الثاني منشورات المجلة الحقوقية لبنان ‪.2003‬‬
‫‪ -8‬توفيق عبد العزيز‪ ،‬موسوعة قانون المسطرة المدنية والتنظيم القضائي‪ ،‬الجزء‬
‫الثاني‪ ،‬مطبعة مزيدة ومنقحة‪ ،‬بدون ذكر دار النشر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬سنة‪.2011‬‬
‫‪ -9‬ثورية لعيوني‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬قضاء اإللغاء‪ ،‬دار النشر الجسور‪ ،‬وجدة‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪.1997 ،‬‬
‫‪ -10‬جميلي محمد عبد الواحد ‪ ،‬قضاء التعويض‪ ،‬مسؤولية الدولة عن أعمالها غير‬
‫التعاقدية‪ ،‬دار النهضة العربية للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى ‪. 1996/1995‬‬
‫‪ -11‬جهاد حميدي‪ ،‬التعويض عن الضرر في ميدان المسؤولية اإلدارية‪ ،‬منشورات المجلة‬
‫المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬ع ‪ 14‬لسنة ‪.1998‬‬
‫‪ -12‬جورج فيدال‪ ،‬بيار دلفوفي‪ ،‬القانون اإلداري ‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ترجمة منصور‬
‫القاضي‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت ‪،‬لبنان‪.2001،‬‬
‫‪ -13‬حميدو اكري ومحمد محجوبي‪ ،‬المفوض الملكي ومهامه لدى المحكمة اإلدارية‪،‬‬
‫مطبعة دار السالم‪ ،‬الرباط‪.2002،‬‬

‫‪109‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪ -14‬حسن صحيب‪ ،‬القضاء اإلداري المغربي ‪،‬منشورات اإلدارة المغربية لإلدارة‬


‫والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،8‬الطبعة األولى‪.2008 ،‬‬
‫‪ -15‬حداد عبد هللا ‪ ،‬القضاء اإلداري المغربي على ضوء القانون المحدث للمحاكم‬
‫اإلدارية ‪ ،‬منشورات عكاظ ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪.1995‬‬
‫‪ -16‬حداد عبد هللا‪ ،‬تطبيقات الدعوى اإلدارية في القانون المغربي‪ ،‬مطابع منشورات‬
‫عكاظ‪ ،‬الطبعة الثانية شتنبر ‪.2002‬‬
‫‪ -17‬دفاتر المجلس االعلى‪ ،‬تحرير القرارات القضائية‪ ،‬أشغال األيام الدراسية ‪20-14‬‬
‫أبريل‪، 2004‬ص‪.22.‬‬
‫‪ -18‬دليل المحاكم االدارية‪ ،‬منشورات جمعية نشر المعلومة القانونية و القضائية‪ ،‬سلسلة‬
‫الشروح والدالئل‪ ،‬الطبعة األولى العدد ‪.2004 ،3‬‬
‫‪ -19‬دليل محاكم االستئناف اإلدارية والمحاكم اإلدارية ‪ ،‬منشورات وزارة العدل ‪ ،‬جمعية‬
‫نشر المعلومة القانونية والقضائية ‪ ،‬سلسلة الشروح والدالئل ‪ ،‬العدد ‪ ،11‬فبراير ‪.2009‬‬
‫‪ -20‬سعيد السيد علي ‪ ،‬التعويض عن أعمال السلطات العامة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2012 ،‬‬
‫‪ -21‬سعيد نكاوي‪ ،‬القانون اإلداري والقضاء اإلداري‪ ،‬دار نشر المعرفة‪ ،‬مطبعة المعارف‬
‫الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2009‬‬
‫‪ -22‬سمير دنون‪ ،‬الخطأ الشخصي والخطأ المرفقي في القانون المدني واإلداري‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة‪ ،‬المؤسسة الحديثة للكتاب‪ ،‬طرابلس لبنان‪.2009 ،‬‬
‫‪ -23‬س ليمان الطماوي‪ ،‬القضاء اإلداري ورقابته ألعمال اإلدارة‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪.1958 ،‬‬
‫‪ - -24‬سليمان محمد الطماوي‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬دار الفكر العربي‪،‬‬
‫القاهرة‪.1986،‬‬
‫‪ -25‬سعيد السيد علي ‪ ،‬نطاق وأحكام مسؤولية الدولة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الكتاب الحديث‬
‫‪.2013،‬‬
‫‪ -26‬صحيب حسن ‪ ،‬القضاء االداري المغربي‪ ،‬بدون ذكر المطبعة ‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪.2008‬‬

‫‪ -27‬عبد الغني بسيوني عبد هللا‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط‪،3 .‬‬
‫‪.2006‬‬
‫‪ -28‬عطا هللا تاج‪ ،‬االنحراف في استعمال السلطة كوجه من أوجه إلغاء القرار اإلداري‪،‬‬
‫دفاتر السياسة والقانون العدد ‪ ،16‬يناير ‪.2017‬‬
‫‪ -29‬عبد الواحد القريشي‪ ،‬القضاء اإلداري ودولة الحق والقانون في المغرب‪ ،‬الشركة‬
‫‪ -30‬المغربية لتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2009‬‬
‫‪ -31‬عبد الغني بسيوني عبد اهلل‪ ,‬القضاء اإلداري‪ ,‬منشأة المعارف للنشر‪ ,‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.1989‬‬
‫‪ -32‬عبد القادر‪ ،‬باينة ‪ ،‬تطبيقات القضاء االداري‪ ،‬دار توبقال ‪ ،‬الطبعة األولى‪.1988،‬‬
‫‪110‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪ -33‬عبد هللا حداد‪ ،‬تطبيقات الدعوى اإلدارية في القانون المغربي‪ ،‬الطبعة ‪.2002‬‬
‫‪ -34‬عمرو بومزوغ‪ ،‬الخبرة الطبية القضائية‪ :‬أي أثر على القاضي المغربي‪ ،‬منشورات‬
‫المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ 101‬نونبرـ دجنبر ‪.2011‬‬
‫‪ -35‬علي خطاري شنطاوي ‪ ،‬مسؤولية اإلدارة العامة عن أعمالها الضارة‪ ،‬دار وائل‬
‫للنشر‪ ،‬األردن ‪.2008‬‬
‫‪ -36‬عبد الغني بسيوني عبد هللا ‪،‬القضاء اإلداري ومجلس شورى الدولة اللبناني‪ ،‬الدار‬
‫الجامعة‪ ،‬بيروت‪.1999 ،‬‬
‫‪ -37‬عبد العزيزعبد المنعم خليفة‪ ،‬اإلثبات أمام القضاء اإلداري ‪- ،‬اإلثبات غير‬
‫المباشر– اإلثبات المباشر ‪ ،‬اإلثبات أمام القضاء اإلداري ‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫مصر‪.2008،‬‬
‫‪ -38‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية‪ ،‬الطبعة الخامسة‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص‪.40-36‬‬
‫‪ -39‬علي خطار شنطاوي‪ ،‬مسؤولية اإلدارة العامة عن أعمالها الضارة‪ ،‬دوائل للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2008 ،‬‬
‫‪ -40‬عبد الواحد القريشي ‪،‬القضاء االداري و دولة الحق و القانون بالمغرب‪ ،‬نشر و‬
‫توزيع الشركة المغربية لتوزيع الكتاب‪ ،‬الطبعة األولى‪.2009 ،‬‬
‫‪ -41‬عبد الوهاب رافع وجليلة البشيري توفيق ‪ ،‬الدعاوى اإلدارية في التشريع المغربي ‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪.1998 ،‬‬
‫‪ -42‬فؤاد العطار ‪ ،‬رقابة القضاء ألعمال اإلدارة – دراسة ألصول هذه الرقابة ومدى‬
‫تطبيقاتها في القانون الوضعي ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬طبعة ‪.1964 -1963‬‬
‫‪ -43‬قادر أحمد عبد الحسني ‪ ،‬انحراف القرار اإلداري عن قاعدة تخصيص األهداف في‬
‫التشريع العراقي (دراسة مقارنة)‪.2010 ،‬‬
‫‪ -44‬كريم لحرش ‪ ،‬القضاء اإلداري المغربي‪ ،‬سلسلة الالمركزية و اإلدارة المحلية عدد‬
‫مزدوج ‪ 17-16‬مطبعة طوب بريس الرباط الطبعة األولى ‪. 2012‬‬
‫‪-45‬‬
‫‪ -46‬نواف كنعان ‪ ،‬القضاء اإلداري ‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان الطبعة األولى‬
‫اإلصدار الثالث ‪. 2009‬‬
‫‪ -47‬ميشال روسي‪ ،‬المنازعات االدارية بالمغرب‪ ،‬ترجمة محمد هيري و الجياللي‬
‫أمزيد‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة ‪،‬الرباط ‪.2002‬‬
‫‪ -48‬موسى عبود‪ ،‬محمد السماحي‪ ،‬المختصر في قانون المسطرة المدنية‪ ،‬ص‪.167.‬‬
‫‪ -49‬موالي ادريس الحالتي الكتاني ‪ ،‬مسطرة التقاضي االدارية ‪ ،‬الجزء األول ‪،‬‬
‫منشورات المجلة المغربية لالدارة المحلية و التنمية ‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة ‪.1997، 12‬‬
‫‪ -50‬موالي إدريس الحالبي الكتاني‪ ،‬إجراءات الدعوى اإلدارية ‪ ،‬مطبعة دار‬
‫السالم‪. 2002-2001،‬‬

‫‪111‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪ -51‬محمود محمد حافظ‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬ط‪ ،5‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1972 ،‬‬
‫‪ -52‬ماجد راغب الحلو ‪ ،‬الدعاوى اإلدارية ‪ ،‬منشأة المعارف االسكندرية ‪.2004‬‬
‫‪ -53‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.1994 ،‬‬
‫‪ -54‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬اإلسكندرية‪.1977 ،‬‬
‫‪ -55‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬النظرية العامة للقانون اإلداري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫االسكندرية‪.2012 ،‬‬
‫‪ -56‬محمود حلمي‪ ،‬القرار اإلداري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬القاهرة ‪.1985‬‬
‫‪ -57‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬قضاء اإللغاء (أو‬
‫االتصال)‪ ،‬قضاء التعويض واصول اإلجراءات‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬طبعة‬
‫أولى‪.2005 ،‬‬
‫‪ -58‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬قضاء اإللغاء (أو اإلبطال) قضاء‬
‫التعويض وأصول اإلجراءات"‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬حلب‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬سنة‬
‫‪.2002‬‬
‫‪ -59‬محمد األعرج‪ ،‬مسؤولية الدولة والجماعات الترابية في تطبيقات القضاء اإلداري‬
‫المغربي‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة مؤلفات وأعمال‬
‫جامعية‪ ،‬عدد ‪ ،99‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط ‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2013‬‬
‫‪ -60‬محمد األعرج‪ ،‬النظام القانوني للقرارات اإلدارية في العمل القضائي للمحاكم‬
‫اإلدارية ‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ، 64‬شتنبر– أكتوبر ‪.2005‬‬
‫‪ -61‬محمد األعرج‪ ،‬عشر سنوات من العمل القضائي للمحاكم اإلدارية‪ ،‬طبعة ‪.2004‬‬
‫‪ -62‬محمد عبد الوهاب الجميلي ‪ ،‬قضاء التعويض‪-‬مسؤولية الدولة عن أعمالها غير‬
‫التعاقدية‪ ،‬دار النهضة العربية ‪.1996،‬‬
‫‪ -63‬محسن خليل‪ ،‬القضاء اإلداري اللبناني‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪،‬بيروت‪.1982،‬‬
‫‪ -64‬محسن خليل‪ ،‬القضاء االداري اللبناني بيروت ‪.1978‬‬
‫‪ -65‬محمد السماحي وموسى عبود‪ ،‬المختصر في المسطرة المدنية و التنظيم القضائي‪،‬‬
‫طبعة سنة ‪. 1993‬‬
‫‪ -66‬محمد محمد عبد اللطيف‪ ،‬قانون القضاء اإلداري‪-‬مسؤولية السلطة العامة‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة ‪،‬دار النهضة العربية ‪،‬القاهرة‪.1991 ،‬‬
‫‪ -67‬محمد محجوبي ‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري المغربي بعد إحداث المحاكم اإلدارية‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬دجنبر ‪ ، 2002‬وزارة العدل‪ :‬دليل محاكم االستئناف اإلدارية و المحاكم‬
‫اإلدارية‪ ،‬العدد ‪ 11‬فبراير ‪.2009‬‬
‫‪ -68‬مليكة الصروخ ‪ ،‬القانون اإلداري ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‬
‫‪،‬الطبعة السابعة‪. 2010‬‬

‫‪112‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪ -69‬مليكة الصروخ‪ ،‬العمل االداري‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪. 2012 ،‬‬
‫‪ -70‬محمد المنتصر الداودي‪ ،‬القضاء اإلداري مسيرة متطورة‪ ،‬دور الغرفة اإلدارية في‬
‫الحفاظ على مكاسبها‪ ،‬دار أبي رقراق للطباعة والنشر‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2014‬‬
‫‪ -71‬محمد الوزاني‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬مطبعة الجسور وجدة‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪.2004‬‬
‫‪ -72‬محمد عاطف البنا‪ ،‬الوسيط في القضاء اإلداري‪ ،‬دار الفكر العربي‪.1982،‬‬
‫‪ -73‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬الوجيز في المنازعات اإلدارية‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫طبعة مزيدة ومنقحة ‪.2005‬‬
‫‪ -74‬محمد أنور حمادة‪ ،‬القرارات اإلدارية ورقابة القضاء‪ ،‬درا الفكر الجامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬
‫‪ -75‬محمد مرزاق و عبد الرحمان ابيال ‪ ،‬النظام القانوني للمنازعات الجبائية بالمغرب‪،‬‬
‫مطبعة األمينة‪ ،‬الرباط ‪.1996‬‬
‫‪ -76‬وزارة العدل‪ ،‬طرق الطعن‪ ،‬سلسلة الدالئل والشروح القانونية رقم ‪ ،1‬نشر وطبع‬
‫جمعية تنمية البحوث والدراسات القضائية بالمعهد الوطني للدراسات القضائية الرباط‬
‫(ع‪.‬و‪.‬ت‪.‬ط‪.‬غ‪.‬م)‪2002‬‬
‫‪ -77‬وزارة العدل‪ ،‬دليل محاكم االستئناف اإلدارية و المحاكم اإلدارية‪ ،‬العدد ‪ 11‬فبراير‬
‫‪.2009‬‬

‫◄االطاريح و الرسائل ‪:‬‬


‫‪ -1‬الميلود بوطريكي ‪ ،‬القرارات االدارية المنفصلة ‪ :‬دراسة مقارنة في القانون االداري‬
‫المغربي و الفرنسي و المصري ‪ ،‬اطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق ‪ ،‬وحدة التكوين‬
‫والبحث ‪ :‬اإلدارة العامة ‪ ،‬جامعة محمد األول كلية العلوم القانونية و االقتصادية و‬
‫االجتماعية وجدة ‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2005‬‬
‫امعيوة خديجة ‪ ،‬القاضي االداري وحماية الحقوق والحريات بالمغرب اطروحة لنيل‬ ‫‪-2‬‬
‫شهادة الدكتوراه في القانون العام كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية فاس السنة‬
‫الجامعية ‪.2005-2004‬‬
‫‪ -3‬رشيد لغفير‪ ،‬مسؤولية الموظف في القانون المغربي‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في‬
‫الحقوق‪ ،‬وحدة البحث والتكوين القانون اإلداري‪ ،‬كلية الحقوق عين الشق‪ ،‬جامعة الحسن‬
‫الثاني‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬سنة الجامعية ‪.2002\2003‬‬
‫‪ -4‬يوسف الشايخي‪ ،‬تطور أسس المسؤولية اإلدارية في ضوء اإلجتهاد القضائي‬
‫اإلداري‪ -‬دراسة مقارنة‪ -‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام و العلوم‬

‫‪113‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫السياسية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الجامعة محمد الخامس الرباط‬
‫‪.2014\2015‬‬

‫◄المقـــــــاالت‪:‬‬
‫‪ -1‬أحمد الصايغ‪" ،‬إشكالية تنفيذ األحكام اإلدارية بالمغرب"‪ ،‬منشورات المجلة المغربية‬
‫لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪، 62‬الطبعة األولى – ‪. 2009‬‬
‫‪ -2‬الجياللي امزيد ‪ "،‬شرط انتفاء الدعوى الموازية في المنازعات االدارية" ‪،‬‬
‫منشورات المجلة المغربية لالدارة المحلية والتنمية ‪ ،‬سلسلة "مؤلفات واعمال جامعية " ‪،‬‬
‫العدد ‪ ، 50‬الطبعة ‪.2003‬‬
‫‪ -3‬آمال المشرفي‪" ،‬الغرامة التهديدية وتنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضد اإلدارة ‪،‬‬
‫تعليق على حكم المحكمة اإلدارية بالرباط عدد ‪ 134‬بتاريخ ‪ 6‬مارس ‪ 1997‬ورثة‬
‫العشيري"‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ 23‬أبريل‪-‬يونيو ‪. 1998‬‬
‫‪ -4‬حسن عفو‪" ،‬عيب إساءة السلطة و االنحراف بها"‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية‬
‫والتنمية‪ ،‬عدد‪ ،41‬نونبر‪ -‬دجنبر ‪.2001‬‬
‫‪ -5‬خالد صالح‪ "،‬األوجه المعتمدة في دعوى اإللغاء" ‪،‬مجلة رسالة المحاماة‪ ،‬العدد ‪.27‬‬
‫‪ -6‬رشدي الصبايطي‪" ،‬المفوض الملكي للدفاع عن القانون والحق في المحاكم‬
‫اإلدارية" ‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ‪ ،‬سلسلة مؤلفات وأعمال‬
‫جامعية‪ ،‬مطبعة دار النشر عدد ‪. 2012 ،90‬‬
‫‪ -7‬محمد قصري‪ " ،‬آليات تنفيذ األحكام القضائية اإلدارية في مواجهة أشخاص القانون‬
‫العام"‪ ،‬مجلة الوكالة القضائية للمملكة‪ ،‬العدد األول‪ ،‬ماي‪. 2018‬‬
‫‪ -8‬محمد صقلي حسيني‪" ،‬الدعوى الموازية بين القانون والممارسة"‪ ،‬المجلة المغربية‬
‫لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،28‬يونيو‪ -‬شتنبر ‪.1999‬‬
‫‪ -9‬محمد برحيلي‪ " ،‬اشكالية الخبرة القضائية في المادة المدنية بين هدف تحقيق العدالة‬
‫ومشكلة إطالة التقاضي‪ :‬قراءة تحليلية للنصوص المنظمة للخبرة "‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة‬
‫المحلية والتنمية‪ ،‬العدد ‪ ،60‬يناير‪-‬فبراير ‪.2005‬‬
‫‪ -10‬محند بوكوطيس‪" ،‬مسؤولية الدولة في المجال الطبي"‪ ،‬منشورات مجلة المنارة ‪،‬‬
‫العدد الثالث‪ ،‬دار السالم للطباعة النشر و التوزيع الرباط‪ ،‬سنة ‪.2014‬‬
‫‪ -11‬محمد االعرج‪" ،‬شرط المصلحة في رافع دعوى اإللغاء"‪ ،‬المجلة المغربية لالدارة‬
‫المحلية والتنمية‪ ،‬العدد‪ ،2012 ،78‬ص‪.34:‬‬

‫‪114‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪ -12‬محند بوكوطيس‪" ،‬مسؤولية الدولة في المجال الطبي"‪ ،‬مقاربة قانونية تحليلية على‬
‫ضوء القضاء اإلداري‪ ،‬منشورات مجلة المنارة والدراسات القانونية واإلدارية‪ ،‬العدد ‪ 3‬سنة‬
‫‪.2014‬‬
‫‪ -13‬محمد النجاري ‪" ،‬نظرة حول تنظيم المحاكم اإلدارية " ‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة‬
‫المحلية ‪ ،‬عدد ‪. 1995 ، 15-14‬‬
‫‪ -14‬محمد النجاري ‪ "،‬ضمانات حق التقاضي امام المحاكم اإلدارية "‪ ،‬مداخلة ضمن‬
‫ندوة القضاء اإلداري و حماية الحقوق و الحريات ‪ 7-6‬ابريل ‪ 1995‬بكلية الحقوق بوجدة ‪،‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية و االقتصادية و االجتماعية ‪ ،‬عدد خاص بالندوة ‪.‬‬
‫‪ -15‬محمد قصري ‪ "،‬الغرامة التهديدية و الحجز في مواجهة اإلدارة الممتنعة عن تنفيذ‬
‫االحكام االدارية الصادرة ضدها"‪ ،‬المجلة المغربية لالدارة المحلية و التنمية شتنبر‪-‬اكتوبر‬
‫‪.2000‬‬
‫‪ -16‬مصطفى التراب‪ "،‬القواعد اإلجرائية أمام محاكم االستئناف اإلدارية" ‪ ،‬مجلة‬
‫المحاكم اإلدارية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬منش ورات جمعية نشر المعلومة القانونية والقضائية ‪ ،‬لسنة‬
‫‪. 2008‬‬
‫‪ -17‬منية بنلمليح‪ " :‬تأديب الموظف العمومي بين سلطة اإلدارة و الحق في الحماية "‬
‫المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد‪.2015، 86‬‬
‫‪ -18‬نجاة بنجلون‪" ،‬الخطأ االداري بين قانون االلتزامات والعقود واالجتهاد القضائي"‪،‬‬
‫المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ 123-122‬ماي غشت ‪. 2015‬‬

‫◄النصــــــــــوص القــــــانونية ‪:‬‬


‫‪ -1‬المدونة العامة للضرائب ‪.2020‬‬
‫‪ -2‬ظهير شريف رقم ‪ 1.91.225‬صادر في ‪ 22‬من ربيع األول ‪ 10( 1414‬شنبر ‪)1993‬‬
‫بتنفيذ القانون رقم ‪ 41.90‬المحدث بموجبه المحاكم اإلدارية ‪.‬‬
‫‪ -3‬ظهير شريف رقم ‪ 1.06.07‬صادر في ‪ 15‬من محـرم‪ 14( 1427‬فبراير‪ )2006‬بتنفيذ‬
‫القانون رقم ‪ 80.03‬المحدثة بموجبه محاكم استئناف إدارية‪ .‬جريدة رسمية عدد ‪5981‬‬
‫بتاريخ ‪. 2011-09-26‬‬
‫‪ -4‬ظهير شريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.74.447‬بتاريخ ‪ 11‬رمضان ‪ 28 ،1394‬شتنبر ‪1974‬‬
‫بالمصادقة على نص قانون المسطرة المدنية وفق ما تم تعديله بالقانون رقم ‪ 08.05‬الصادر‬
‫بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.07.169‬بتاريخ ‪ 19‬ذي القعدة ‪ 30 ،1428‬نونبر ‪،2007‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 3230‬مكرر بتاريخ ‪ 13‬رمضان ‪ 30 ،1394‬شتنبر ‪ ،1974‬ص‪.‬‬
‫‪.2742‬‬

‫‪115‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪ -5‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.57.223‬بتاريخ ‪ 2‬ربيع األول ‪ 27( 1377‬شتنبر ‪ )1957‬بشأن‬


‫المجلس األعلى؛ الجريدة الرسمية عدد ‪ 2347‬بتاريخ ‪ 23‬ربيع األول ‪18( 1377‬‬
‫أكتوبر‪ ،)1957‬ص‪ ،2245 .‬كما تم تغييره وتتميمه‪.‬‬
‫‪ -6‬الظهير ‪ 9‬رمضان ‪ 1331‬الموافق ل‪ 12‬أغسطس ‪ 1913‬بمثابة قانون االلتزامات والعقود‪،‬‬
‫كما تم تعديله بالظهير الشريف رقم ‪ 1.11.140‬صادر في ‪ 16‬رمضان ‪ 1432‬الموافق ل‬
‫‪ 17‬غشت ‪ ،2011‬الصادر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5980‬الصادرة بتاريخ ‪ 23‬شوال ‪1432‬‬
‫الموافق ل ‪ 22‬شتنبر ‪ ،2011‬ص ‪.4678‬‬
‫‪ -7‬ظهير شريف رقم ‪ 1-58-008‬بتاريخ ‪ 4‬شعبان ‪ 24( 1377‬فبراير ‪ ) 1958‬بشأن النظام‬
‫األساسي العام للوظيفة العمومية ‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 2372‬بتاريخ ‪ 21‬رمضان ‪ 11( 1377‬أبريل‬
‫‪ )1958‬ص‪ 914 .‬والمغير و المتمم بالقانون رقم ‪ 05-05‬الصادر في ‪ 14‬ربيع‬
‫األول‪18(1432‬فبراير ‪ ،)2011‬الجريدة الرسمية عدد‪ 5944‬بتاريخ ‪ 19‬ماي ‪.2011‬‬
‫‪ -8‬ظهير شريف رقم ‪ 1.02.202‬صادر في ‪ 12‬من جمادى األولى ‪ 23( 1423‬يوليو ‪)2002‬‬
‫بتنفيذ القانون رقم ‪ 03.01‬بشأن إلزام اإلدارات العمومية والجماعات المحلية والمؤسسات‬
‫العمومية بتعليل قراراتها اإلدارية‪ ،‬ا لجريدة الرسمية عدد ‪ 5029‬بتاريخ ‪ 3‬جمادى اآلخرة‬
‫‪ 12( 1423‬أغسطس ‪ )2002‬ص ‪.2282‬‬
‫‪ -9‬ظهير ‪ 15‬فبراير ‪ 1977‬بتحديد اختصاصات العمال والفصل ‪ 73‬من ظهير ‪ 24‬فبراير‬
‫‪ 1958‬المتعلق بالنظام األساسي العام للوظيفة العمومية‪.‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 2.61.161‬الصادر في ‪ 7‬صفر ‪ 1382‬الموافق ل ‪ 10‬يوليوز ‪،1962‬‬ ‫‪-10‬‬
‫المتعلق بتنظيم المالحة الجوية المدنية وإحداث لجنة للسالمة الجوية‪ ،‬المتمم بموجب الظهير‬
‫الشريف رقم ‪ 537.66‬الصادر بتاريخ ‪ 23‬ذي القعدة ‪ 1389‬الموافق ل ‪ 31‬يناير ‪،1970‬‬
‫الصادر في الجريدة الرسمية عدد ‪ 2989‬الصادرة بتاريخ ‪.1970/02/11‬‬
‫المرسوم الملكي رقم ‪ 514.65‬الصادر بتاريخ ‪ 17‬رجب‪( 1386‬فاتح نونبر‪)1966‬‬ ‫‪-11‬‬
‫بمثابة قانون يتعلق بالمساعدة القضائية الصادر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2880‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ 3‬شعبان ‪ 16( 1386‬نونبر‪ ،)1966‬الصفحة ‪.2379‬‬

‫◄ المراجع الفرنسية‪:‬‬

‫‪1- Charles (H Charles (H.), Actes rattachables et actes détachables en‬‬


‫‪droit administratif français, thèse, Paris,L.G.D.J., 1968 .‬‬
‫‪2- Folliot (L). Pouvoirs des juges administratifs et distinction des‬‬
‫‪contentieux en matières contractuelle, thèse, Paris,1997 .‬‬
‫‪116‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

3- Jean François,” les grandes décisions de la jurisprudence, droit


administratif “, PUF 1999.
4- Jean-Pierre Dubois, La responsabilité administrative, Collection
Approches, CASBAH Editions, Alger, 1998- Editions La découverte, Paris
1996.
5- Jean-François Lachaum, Hélène Pauliat, Droit administratif (Les
grandes
6- Houstiou (R.), Procédure et formes de l'acte administratif en droit
français, Paris, L.G.D.J., 1975.
7- décisions de la jurisprudence), 14e édition, Thémis, paris, 2007.
8- Gilles Darcy, La responsabilité de l’administration, DALLOZ, Paris,
1996.
9- Nicolas Chifflot, La causalité dans le droit de la responsabilité
administrative Passé d'une notion en quête d'avenir, Droit Administratif n°
11, étude 20, LexisNexis SA, France, Novembre 2011.
10- RENÈ CHAPUS, Droit administratif général, T1, 15e édition,
Montchrestien, Paris, 2001.
11- René Chapus,Droit du contentieux administratif, 8 ème édition,
Montchrestien, Paris,1999.
12- Rousset, contentieux administratif marocain, éd. La porte, 2001.
13- Rousset (M.) et Garagnon (J.), Droit administratif marocain, 6ème
édition, édition La porte, 2003.
14- Yve Gaudemet , Traité du droit administratif général, Tom 1, 16e
édition, L.G.D.J, Paris, 2002.

:‫◄ويبوغرافيا‬

1- www.mahakim.ma
2- https://www.droitetentreprise.com
3- http://adala.justice.gov.ma/production/jurisprudence/ar/tribunaux_ad
ministratifs/rabat/.pdf
4- https://www.mahkamaty.com

117
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬

‫‪5-‬‬ ‫‪http://www.jurisprudencemaroc.com/index.php‬‬
‫‪6-‬‬ ‫‪https://www.maroclaw.com‬‬
‫‪7-‬‬ ‫‪https://www.marodroit.com‬‬
‫‪8-‬‬ ‫‪www.barreaurabat.ma‬‬

‫الفهرس‪:‬‬
‫مقدمة‪:‬ي ‪1 ........................................................................................................................................‬‬
‫الفصل األول‪:‬ي دعاوىيالمنازعاتياالدارية ‪3 ..................................................................................................‬‬
‫المبحثياألول‪:‬ييدعوىياإللغاء ‪4 ...........................................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬رشوط قبول دعوى اإللغاء ‪5 ................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬ر‬
‫الشوط المتعلق برافع الدعوى ‪5 ...............................................................................................................‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬يجب ان تكون لرافع الدعوى االهلية والصفة والمصلحة ‪5 ........................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬يجب ان ال يتوفر الطاعن عىل دعوى موازية ‪8 ........................................................................................‬‬
‫الشوط الخاصة بطبيعة القرار المطعون فيه ‪11 ............................................................................................‬‬ ‫الفرع الثان‪ :‬ر‬
‫ي‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬وجوب صدور القرار عن سلطة إدارية ‪11 ...............................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬يجب أن يكون القرار نافذا‪14 .............................................................................................................‬‬
‫الثان ‪ :‬أوجه قبول دعوى اإللغاء ‪15 ...............................................................................................‬‬
‫ي‬ ‫المطلب‬
‫الفرع األول‪ :‬العيوب الخارجية ‪15 ..............................................................................................................................‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬عيب عدم االختصاص‪15 ..................................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬عيب الشكل واإلجراءات ‪19 ..............................................................................................................‬‬
‫الثان‪ :‬العيوب الداخلية ‪25 ...............................................................................................................................‬‬
‫الفرع ي‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬عيب مخالفة القانون و عيب السبب‪25 ................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مراقبة الغاية‪ :‬عيب االنحراف يف استعمل السلطة ‪27 ...............................................................................‬‬
‫المبحثيالثان ي‪:‬يدعوىيالتعويضي(دعوىيالقضاءيالشامل) ‪31 .........................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬حاالت دعوى التعويض ‪32 .................................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المسؤولية االدارية عىل أساس الخطأ ‪32 ......................................................................................................‬‬
‫المرفق ‪32 ...........................................................................................................................‬‬
‫ي‬ ‫الفقرة األوىل ‪ :‬الخطأ‬
‫الشخص ‪42 .........................................................................................................................‬‬
‫ي‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬الخطأ‬
‫الثان‪ :‬المسؤولية االدارية بدون خطأ ‪48 ..............................................................................................................‬‬ ‫الفرع ي‬
‫الفقرة االوىل‪ :‬المسؤولية عن األضار الناجمة عن األشغال العمومية ‪48 ...........................................................................‬‬
‫الثان‪ :‬التعويض عن الضر ‪54 ......................................................................................................‬‬
‫ي‬ ‫المطلب‬
‫الفرع األول‪ :‬الضر الذي تسأل عنه اإلدارة ‪54 ................................................................................................................‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬رشوط الضر القابل للتعويض ‪54 ........................................................................................................‬‬
‫الفقرةيالثانية‪:‬يأنواعيالضريالذيييمكنيالتعويضيعنه ‪56 ...........................................................................................‬‬
‫الثان‪ :‬أحكام تعويض الضر ‪57 ..........................................................................................................................‬‬
‫الفرع ي‬
‫الفقرةياألوىل‪:‬يمبادئيوعنارصيتقديريالتعويض ‪57 .....................................................................................................‬‬
‫الفصليالثان‪:‬ي مسطرة المنازعاتياإلدارية ‪61 ..............................................................................................‬‬
‫المبحثياألول‪:‬ي مسطرةيالتحضييييوالتحقيقيوالبتيفييالدعوى ‪62 ..................................................................‬‬
‫المطلب االول‪ :‬تحديد االختصاص القضان ر‬
‫وشوط الدعوى االدارية ‪62 .............................................................‬‬ ‫ي‬
‫القضان‪63 ................................................................................................................. .‬‬
‫ي‬ ‫الفرع األول‪ :‬تحديد االختصاص‬
‫النوع للمحاكم اإلدارية‪63 ..................................................................................................‬‬ ‫ي‬ ‫الفقرة األوىل‪ :‬االختصاص‬
‫المحىل ‪66 .....................................................................................................................‬‬
‫ي‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬االختصاص‬
‫الثان‪ :‬رشوط واجراءات تقديم الدعوى ‪68 ...........................................................................................................‬‬ ‫الفرع ي‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬رشوط تقديم الدعوى ‪68 ..................................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إجراءات إيداع مقال الدعوى ‪71 ..........................................................................................................‬‬
‫الثان‪ :‬إجراءات الفصل يف الدعوى‪73 ............................................................................................ .‬‬
‫ي‬ ‫المطلب‬

‫‪118‬‬
‫المنازعات االدارية‬ ‫بوطريكي الميلود‬
‫تحضي الدعوى والتحقيق فيها ‪73 ..................................................................................................‬‬ ‫ر‬ ‫الفرع األول‪ :‬إجراءات‬
‫تحضي الدعوى ‪74 ...............................................................................................................‬‬ ‫ر‬ ‫اءات‬ ‫ر‬‫الفقرة األوىل‪ :‬إج‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التحقيق يف الدعوى ‪77 ....................................................................................................................‬‬
‫الثان‪ :‬إصدار الحكم ‪82 ...................................................................................................................................‬‬‫الفرع ي‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬جلسة الحكم والمداولة ‪82 .................................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الحكم ‪83 ......................................................................................................................................‬‬
‫المبحثيالثان‪:‬ييطرقيالطعنيفيياالحكاميالقضائيةييواجراءاتيتنفيذها ‪86 ...........................................................‬‬
‫المطلب االول‪ :‬طرق الطعن يف االحكام ‪86 .................................................................................................‬‬
‫الفرع االول‪ :‬طرق الطعن العادية‪87 .......................................................................................................................... .‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬التعرض ‪87 ....................................................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬االستئناف ‪89 ................................................................................................................................‬‬
‫الثان‪ :‬طرق الطعن االستثنائية ‪91 .......................................................................................................................‬‬‫الفرع ي‬
‫‪:‬‬
‫الفقرة االوىل الطعن بالنقض ‪91 ...........................................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الطعن بإعادة النظر وتعرض الخارج عن الخصومة ‪94 ...............................................................................‬‬
‫الثان‪ :‬تنفيذ االحكام القضائية الصادرة ضد االدارة ‪97 .........................................................................‬‬
‫ي‬ ‫المطلب‬
‫الفرع االول‪ :‬الغرامة التهديدية ‪98 ..............................................................................................................................‬‬
‫الفقرة االوىل‪ :‬نطاق الغرامة التهديدية ‪98 ................................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تصفية الغرامة التهديدية ‪102 ............................................................................................................‬‬
‫الثان‪ :‬الحجز عىل أموال اإلدارة الممتنعة عن التنفيذ ‪104 .........................................................................................‬‬ ‫الفرع ي‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬موقف القضاء ‪104 ..........................................................................................................................‬‬
‫المغرن‪105 ...............................................................................................................‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬موقف ر‬
‫المشع‬
‫ي‬
‫الئحة المراجع‪109 ............................................................................................................................ :‬‬

‫‪119‬‬

You might also like