Professional Documents
Culture Documents
المنازعات الإدارية بوطريكي الميلود
المنازعات الإدارية بوطريكي الميلود
المنازعات الإدارية بوطريكي الميلود
أستاذيالقانونياإلداري
بجامعةيمحمدياألول ي
كليةيالعلوميالقانونيةيواالقتصاديةيواالجتماعية ي
وجدة ي
المنازعات اإلدارية
بالمعنى الضيق النزاعات التي يمكن أن تنشأ عن مزاولة اإلدارة يقصد بالمنازعات اإلدارية
ألنشطتها سواء أكانت هذه األنشطة ذات طبيعة قانونية مثل تصرف انفرادي ﴿الق اررات اإلدارية﴾ أو متعدد
األطراف ﴿ العقود اإلدارية﴾ أو كانت أفعاال مادية﴿ مثل األشغال العمومية﴾ .غير أن المقصود بالمنازعات
اإلدارية بالمعنى الواسع هو كل اإلجراءات القانونية التي تمكن من الوصول إلى الحلول القضائية للخالفات
.1
الناجمة عن األنشطة اإلدارية
عرفت المنازعات اإلدارية تطورات متالحقة ،ففي فترة ما قبل الحماية ساد تطبيق مبادئ الشريعة
اإلسالمية في مختلف مناحي الحياة ،حيث كانت (اإلدارة) في تلك المرحلة تقوم بوظائف تشريعية وتنفيذية
وقضائية معا ،في غياب تام لمبدأ فصل السلط ،ولم يكن ألحد أن يطعن في تصرفاتها أو أن يتناولها بالنقد
نظ ار الرتباطها بشخص السلطان وكل انتقاد لها يعد بمثابة انتقادا له ،إال أنه ومن الناحية العملية كانت هناك
مجموعة من الوسائل يلجأ إليها كل من ألحقه ضرر من االدارة ،وفي هذه الحالة فإذا ما أصاب شخص
حيف من اإلدارة يجوز له أن يرفع تظلما إلى وزير الشكايات الذي يتولى بدوره تقديمها إلى السلطان قصد
إرجاع الحق إلى صاحبه.2
لم يسمح التاريخ باستمرار هذه المؤسسات إذ سرعان ما عملت السلطات الفرنسية في إطار معاهدة
الحماية على وضع مؤسسات قضائية جديدة مستوحاة من القانون األوروبي و بالخصوص من القانون
الفرنسي ويتعلق األمر بالمحاكم المنبثقة عن الظهير المتعلق بالتنظيم القضائي و الظهير المتعلق بالمسطرة
المدنية لسنة 1913اللذان يشكالن أساس نظام الرقابة القضائية على اإلدارة و النواة األولى لنشأة القضاء
اإلداري في المغرب.3
وطبيعي أن تصاحب االستقالل إصالحات كثيرة ،حيث تم إنشاء المجلس األعلى سنة 1957
وقضاء اإللغاء ليلي ذلك عدة إصالحات أفضت إلى صدور القانون المحدث بموجبه محاكم إدارية 1993
وهو قانون ستعرف بسببه المنازعات اإلدارية تحوال هاما .وبعد ذلك و في سنة 2006تم إصدار القانون
رقم 80-03المحدث لمحاكم االستئناف اإلدارية االستئناف اإلدارية والتي تنظر في استئناف األحكام
الصادرة عن المحاكم اإلدارية وبذلك سيصبح المجلس األعلى ﴿محكمة النقض حاليا ﴾يقوم بدوره األصيل
كمحكمة قانون بعدما كان ولمدة 13سنة ينظر كمحكمة موضوع في استئناف األحكام الصادرة عن المحاكم
اإلدارية.
-1ميشال روسي ،المنازعات االدارية بالمغرب ،ترجمة محمد هيري و الجياللي أمزيد ،مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط ،2002ص7.
-2المرجع نفسه.
-3المرجع نفسه.
1
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
وتنقسم المنازعات اإلدارية إلى صنفين كبيرين من النزاعات ،وذلك حسبما إذا كان النشاط اإلداري قد
خرق قاعدة قانونية أو ألحق ضر ار بأحد األفراد .ففي الحالة األولى ،يمكن رفع دعوى رامية إلى استصدار
حكم يقضي بإلغاء القرار غير المشروع :تلك هي منازعات دعوى اإللغاء .أما في الحالة الثانية ،فإن األمر
يتعلق بالحصول على جبر الضرر ،وهذه هي دعوى التعويض التي تتيح إثارة مسؤولية الدولة( .الفصل
األول :دعاوى المنازعات االدارية).
ولرفع هذه الدعاوى يجب مراعاة مجموعة من المراحل و االجراءات والقواعد بدءا من ايداع المقال
بكتابة ضبط المحكمة مرو ار بتحضير الدعوى والتحقيق فيها إلى غاية صدور حكم بشأنها وصيرورته نهائيا
و تنفيذه ( .الفصل الثاني :مسطرة المنازعات اإلدارية).
2
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
الفصل األول:
دعاوى المنازعات االدارية
3
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
تنقسم المنازعات اإلدارية إلى صنفين كبيرين من النزاعات ،وذلك حسبما إذا كان النشاط اإلداري
قد خرق قاعدة قانونية أو ألحق ضر ار بأحد األفراد.
ففي الحالة األولى ،يمكن رفع دعوى رامية إلى استصدار حكم يقضي بإلغاء القرار الغير
مشروع :تلك هي منازعات دعوى اإللغاء ( المبحث األول) .وتنحصر فيها سلطة القاضي اإلداري سلطته إما
في إلغاء القرار اإلداري المطعون فيه ،إذا قدر أنه مخالف للقانون ،وإما برفض الدعوى استنادا إلى أن القرار
المطعون فيه يعد ق ار ار مشروعا وذلك تطبيقا للقاعدة المشهورة "قاضي اإللغاء يقضي ولكنه ال يدير" .وتكون
حجية األحكام الصادرة بإلغاء الق اررات اإلدارية حجية مطلقة إذ يمكن التمسك بها من قبل الصادرة في حقه
ومن قبل الكافة ،أي بمعنى أن هذه الحجية تتعدى أطراف الخصومة إلى الغير لما لها من أثر في تقويم
تصرفات اإلدارة تحقيقا للمصلحة العامة.
أما في الحالة الثانية ،فإن األمر يتعلق بالحصول على جبر الضرر ،وهذه هي دعوى التعويض
التي تتيح إثارة مسؤولية الدولة( المبحث الثاني).حيث يتمتع فيها القاضي بسلطة أوسع حيث يملك فحص
النزاع المعروف عليه من جميع جوانبه القانونية والواقعية ،وله أن يحكم بعدم قانونية العمل اإلداري المعروض
عليه ،بل وتقرير مسؤولية اإلدارة الحكم عليها بالتعويض وله أيضا تعديل القرار لموضوع النزاع واستبداله
بغيره .و تكون حجية االحكام الصادرة في إطار دعاوى القضاء الشامل نسبية في بوصفها من قضاء الحقوق
أي أنها تكون قاصرة على أطراف الدعوى دون غيرها .4
المبحث األول :دعوى اإللغاء
تعتبر دعوى اإللغاء بسبب تجاوز السلطة دعوى قضائية ترمي إلى المطالبة بإلغاء وإعدام
القرار االداري لكونه معيبا أو مشوبا بعيب من عيوب عدم الشرعية المعروفة.
ويمكن تعريف دعوى اإللغاء بأنها "الوسيلة القضائية التي تمكن القاضي من مراقبه عمل اإلدارة
وإلغاء ق ارراتها غير المشروعة " وتعد من أهم الدعاوى القضائية وأكثرها قيمة من الناحية النظرية والعملية ،
كما تمثل حماية هامة لألفراد وحرياتهم وتمنع خروج اإلدارة عن أحكام القانون.
لم تكن هذه الدعوى موجودة في فترة الحماية بل تم إنشائها بموجب ظهير 27شتنبر1957
المحدث بموجبه المجلس االعلى وسيعاد تضمين مقتضيات هذا الظهير بالفصل 353الفقرة الثانية من قانون
المسطرة المدنية لسنة ، 1974وقد ترك ظهير 1957مثل قانون 1974حرية واسعة جدا للقاضي من أجل
تحديد التنظيم واإلطار القانوني الخاص بهذا الدعوى ،فاالجتهاد القضائي هو الذي كان له النصيب األوفر
في صياغة نظامها القانوني مع االستئناس في ذلك بالنموذج الفرنسي.5
فماهي شروطه قبول دعوى اإللغاء ؟ وما هي أوجه قبولها (أي اسباب قبولها)؟
للحديث عن شروط قبول دعوى اإللغاء يجب التمييز بين الشروط المتعلقة بالطاعن والشروط
المتعلقة بالقرار المطعون فيه.
الفرع األول :الشروط المتعلق برافع الدعوى
يجب أن تكون لرافع الدعوى األهلية القانونية وأن تتوفر لديه الصفة و المصلحة في رفع
الدعوى .وان ال يتوفر على دعوى موازية.
الفقرة األولى :يجب ان تكون لرافع الدعوى االهلية والصفة والمصلحة
لرفع عوى االلغاء يجب ان تكون لدى الطاعن االهلية والصفة والمصلحة ،وتجدر اإلشارة انه
بالنسبة لشرط الصفة ،فإن الفقهاء قد درجوا على إدماجه ضمن شرط المصلحة على أساس ان صاحب
الصفة في رفع الدعوى هو نفسه صاحب المصلحة .
أوال-شرط األهلية:
ويتعلق األمر باألهلية المدنية ،ونميز فيها بين أهلية الشخص الطبيعي وأهلية الشخص المعنوي.
بالنسبة للشخص الطبيعي ،تبدأ أهليته المدنية ببلوغه سن 18سنة شمسية كاملة مع التمتع بكامل
قواه العقلية.
وفي الواقع فإنه ال يتصور إقامة الدعوى ممن ال أهلية له ،أو ناقص األهلية كالمجنون أو
الصغير أو غيرهم النعدام اإلدراك لديه ،وهنا وجب أن ينوب عنه نائبه الشرعي في رفع الدعوى .6ونستنتج
مما سبق أن األهلية ركن أساسي لصحة الدعوى وبانعدامها ال تستقيم هذه األخيرة.
إذا كانت األهلية بالنسبة لألشخاص الطبيعيين أو الذاتيين تتعلق باألهلية القانونية المرتبطة
بالسن والتمتع بالحقوق الوطنية ،فإنه بالنسبة لألشخاص االعتباريين أو المعنويين ،تستمد األهلية من القواعد
7
النظامية التي تحدد األعضاء المؤهلين لتمثيل المؤسسة أمام القضاء بشكل صحيح.
بالنسبة للدولة ترفع الدعوى ضدها في شخص رئيس الحكومة وله أن يكلف بتمثيله الوزير
8
المختص عند االقتضاء.
-6توفيق عبد العزيز ،موسوعة قانون المسطرة المدنية والتنظيم القضائي ،الجزء الثاني ،مطبعة مزيدة ومنقحة ،بدون ذكر دار النشر،
الطبعة الثالثة ،سنة ،2011ص..17
-7مشيل روسي ،مرجع سابق ،ص.65 .
5
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
ثانيا-شرط المصلحة:
من القواعد المسلم بها أنه ال يسوغ ألحد رفع دعوى إذا لم تكن له مصلحة "ال دعوى بدون
مصلحة "" – "Pas d’intérêt pas d’actionفيتعين إذن على رافع الدعوى أن يثبت أنه معني مباشرة
بالقرار المطلوب إلغاؤه ،وأن الدعوى ستمكنه من الدفاع عن وضعيته المتضررة.
ويتم تقدير مصلحة رافع الدعوى من تاريخ إيداع المقال ،فإذا انتفت المصلحة بفعل سحب
المقرر المطعون فيه في وقت الحق على تاريخ تقييد الدعوى ،سيقرر القاضي أنه لم يعد هناك داع للبت.
وللمصلحة في رفع الدعوى عدد من المواصفات ،فقد تكون مصلحة مادية أو معنوية فردية أو
جماعية.
استقر القضاء االداري على انه يكفي لقبول دعوى االلغاء ان يكون للطاعن مصلحة مادية او
معنوية.
ويقصد بالمصلحة المادية تلك المصلحة التي تمس المركز المالي للطاعن ،ومن االمثلة على
المصلحة المادية:
6
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
اما المصلحة المعنوية فهي التي ال تمس المركز المالي للطاعن وانما تؤثر في حقوقه المعنوية .ومن
االمثلة على المصلحة المعنوية:
-1الق اررات االدارية التي تمس سمعة الموظف واعتباره (عندما يطلب الغاء قرار تأديبه المقنع على
الرغم من انه احيل على المعاش بناء على رغبته) .
-2قرار غلق مكان للعبادة او منع ممارسة الشعائر الدينية فيه .
ب -المصلحة الفردية والجماعية:
يوجب القاضي على طالب اإللغاء أن يثبت توفره على مصلحة فردية ،لكن هذا ال يعني أن قيام
المصلحة في رفع الدعوى قاصر على المصلحة الفردية ،بل يمكن ان تكون مصلحة جماعية .وهكذا يظهر
التمييز بين المصلحة الجماعية والمصلحة الفردية.
المصلحة الفردية:
يجب على رافع الدعوى أن يكون منتميا إلى فئة متميزة بشكل كاف عن غيرها ،وأن ترتبط مصلحته
"بدائرة مصالح" يمكن تحديدها بشكل واضح.
ومن االمثلة على ذلك :
-1الملزم بالرسوم المحلية بالنسبة للمنازعات الضريبية المحلية ،فهو ينتمي إلى فئة ذات مصالح
محددة بشكل واضح إزاء الق اررات الجبائية المحلية.
- -2مقيم بأحد األحياء بالنسبة لمنازعة رخصة البناء المسلمة الحد األشخاص إلنجاز مشروع
بناء بالحي.
- -3المنتفع من المرفق العام بالنسبة لمنازعة الق اررات المتعلقة بتسيير المرفق( ،مثل إغالق خط
أو تحويل اتجاه النقل)
- -4أحد أساتذة التعليم العالي بالنسبة لمنازعة الق اررات المنظمة للجامعة (مجلس الجامعة) أو
لالنتخابات الجامعية ،إلخ...
المصلحة الجماعية:
إذا كان يمكن لألفراد بشكل واسع الدفاع عن مصلحة جماعية ،أي مصلحة فئة ،فإن السؤال
المطروح يتعلق بمعرفة ما إذا كانت لهيئة ما مصلحة في رفع الدعوى؟
تستطيع الهيئات ( الجمعيات أو النقابات أو الهيئات المهنية (مثل هيئة األطباء أو هيئة المهندسين
المعماريين إلخ) رفع الدعوى دون صعوبة للدفاع عن المصالح المعنوية أو المادية ،التي تكون مشتركة بين
جميع أعضائها.
7
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
لكن إذا كان بوسع الهيئات أن ترفع الدعاوى للدفاع عن مصلحة جماعية ،فإنه ال يمكن في المقابل
أن تقوم بذلك للدفاع عن مصالح فردية ،ألن ذلك أمر خاضع لمبادرة كل شخص على حدة ،تجسده على
Nul ne peut plaider par صعيد المسطرة المقولة المأثورة" :ال يجوز ألحد أن يتقاضى بوكيل
."procureurفالقاضي يعتبر فعال أن للمستهدف بقرار الرفض أو العقوبة أو السحب مصلحة راجحة على
مصلحة الهيئة من جهة ،ومن جهة أخرى ،سيرفع المستهدف غالبا دعواه ،وإن لم يفعل ،فليس هناك مسوغ
ألن تحل الهيئة محله.9
ومع ذلك ،فإنه ال يتم إبعاد الهيئة نهائيا عن الخصومة في هذه الحالة ،إذ يجوز في حالة رفع
الدعوى من طرف المعني بالقرار ،اللجوء إلى إعمال مسطرة التدخل لتدعيم دفوعات الطاعن ،وفقا لمقتضيات
الفصل 377من قانون المسطرة المدنية .و يجب التذكير بأن للهيئة دائما الحق في أن تقوم نائبة :غير أنه
في هذه الحالة ،يجب عليها اإلدالء بنيابة خاصة لرفع الدعوى لحساب المعني باألمر.10
الفقرة الثانية :يجب ان ال يتوفر الطاعن على دعوى موازية
تعني الدعوى الموازية" :أن ال يكون في وسع الطاعن اللجوء إلى طريق قضائي آخر يحقق له
نفس النتائج التي يريد الوصول إليها عن طريق دعوى اإللغاء".11
لكي تطبق نظرية الدعوى الموازية وال تقبل دعوى اإللغاء يجب أن يكون الطريق اآلخر الذي
نظمه القانون لصاحب الشأن دعوى ال مجرد دفع أي عدم أخذ الطعن القضائي الذي وفره القانون للمعني
باألمر لصورة دفع بعدم الشرعية ،أو تظلم إلزامي ،باعتبار أن الدفع ليس في مرتبة دعوى اإللغاء للتجاوز في
استعمال السلطة.12
ويعني أن الدعوى الموازية يجب أن تؤدي إلى حصول المدعي على مركز معادل للمركز الذي
يمكنه الحصول عليه بواسطة دعوى اإللغاء ،فدعوى اإللغاء تعد غير مقبولة إذا كان الطاعن يتوفر على
دعوى قضائية أخرى تخضع الختصاص محكمة أخرى عادية أو إدارية غير تلك المختصة للنظر في دعوى
اإللغاء ،وتقدم له نفس نتائج دعوى اإللغاء ،وال يكفي في هذا الصدد أن تكون الدعوى الموازية مؤدية إلى
مجرد الحكم بالتعويض عن النتائج الضارة المترتبة على القرار اإلداري غير المشروع ،بل يجب أن يترتب
عليها إزالة أو محو نتائج هذا القرار ،فدعوى التعويض إذن ال تعد دعوى موازية من شأنها أن تمنع صاحب
الشأن من رفع دعوى اإللغاء .إذ أن الحكم بالتعويض عن األضرار المترتبة عن القرار اإلداري غير المشروع
ال يعني إلغاء هذا القرار.13
ثانيا-حدود الدعوى الموازية :
يمكن القول أن نظرية الدعوى الموازية قد ولدت وهي تحمل في ثناياها عناصر هدمها ،وذلك
بسبب انعدام التوازي بين دعوى اإللغاء ودعوى القضاء الشامل وبسبب استحالة تعادل النتائج بين الدعويين.
أ-مشكل وجود الدعوى الموازية:
يستدعي تطبيق الدعوى الموازية وجود دعويين :دعوى اإللغاء ودعوى القضاء الشامل ،لذلك فإن
إعمال فكرة الدعوى الموازية يفترض حتما انعقاد اختصاص المحكمة اإلدارية للنظر في دعوى االلغاء في
الوقت الذي يوجد فيه دعوى موازية أمام المحكمة اإلدارية(دعوى القضاء الشامل) أو محكمة عادية وتكون
هذه األخيرة سببا لعدم قبول الدعوى األولى ،لكن من الناحية العملية ال يتصور تحقق هذا الشرط:
-ففي وحالة وجود الدعوى الموازية أمام محكمة إدارية ،فإن انفراد القاضي اإلداري بالبت في
المادة اإلدارية بجميع صورها يجعل من الصعب فهم الجدوى من التنصيص على هذه القاعدة ومدى قابليتها
للتطبيق؟ فبمجرد ما أصبح في الوقت الراهن نفس القاضي مختصا في أغلب األحوال بالبث في دعاوى
اإللغاء ودعاوى القضاء الشامل ،فإن شرط الدعوى الموازية لم يعد يخص سوى التمييز بين صنفي
فليس هناك أي المنازعات ،أي تمييز غير ذي أثر يذكر مادام نفس القاضي مختصا إزاء الصنفين معا.14
نزاع ينتمي في آن واحد إلى القضاء الشامل وإلى قضاء اإللغاء ،فحيث تتحقق دعوى اإللغاء للتجاوز في
استعمال السلطة تستبعد عمليا دعوى القضاء الشامل.
إن "تكفل القانون المحدث للمحاكم اإلدارية بتحديد المواضيع المختصة المحكمة اإلدارية بالنظر
فيها حمل في طياته معالم االستغناء عن قاعدة الدعوى الموازية ،لذلك فإن إشارته إليها مسألة زائدة ،لذلك فإن
الدعوى الموازية دعوى غير صالحة للتطبيق ،ويجب االكتفاء بالشروط األخرى المقررة لقبول دعوى اإللغاء
للتجاوز في استعمال السلطة التي هي دعوى موجودة بقوة القانون".15
-وفي حالة وجود الدعوى الموازية أمام محكمة عادية ،فإن قاضي اإللغاء يكون في هذه الحالة
مقيدا بقواعد توزيع االختصاص بين القضاء اإلداري والقضاء العادي ،أكثر مما يكون مقيدا بشرط انتفاء
الدعوى الموازية ،بل إن إعمال هذا الشرط يكون في غالب األحيان من قبيل تحصيل الحاصل.16
فما دام أن القانون المحدث للمحاكم اإلدارية قد عمل على تحديد وتوزيع االختصاص بين
الجهازين القضائيين اإلداري والعادي ،فإن النص القانوني المحدد لهذا االختصاص ال يترك أية إمكانية لتقدير
التوازي بين طرق الطعن ،فإذا كان يمكن استعمال دعوى أخرى بدل دعوى اإللغاء فذلك يعني أن المشرع
يهدف إلى تعويض هذه األخيرة ،فليس هناك تواز بين الطعنين ولكن حلول طعن خاص محل طعن عام.17
في كل الحاالت ،فإنه يتم إبعاد هذا المفهوم الذي يستند على فكرة التوازي في االختصاصات،
ألنه ال يتطابق إطالقا مع مبادئ توزيع االختصاصات المحددة من طرف القانون ،فقبول االختصاص المتآني
أو المتوازي لمحكمتين طبقا لنظرية الدعوى الموازية يسري على عكس إرادة القانون ويؤدي إلى نتيجة ال يمكن
الدفاع عنها ،إن استثناء الدعوى الموازية ليس إال استثناء لعدم االختصاص الذي يجب أن يطبقه قاضي
اإللغاء ألنه يتم اللجوء إليه عن خطأ.
ب-مشكل التعادل العملي لنتائج الدعوى الموازية:
اليوم مفهوم الدعوى الموازية وينكرون أية قيمة لها مستندين في ذلك 18
يرفض أغلبية الفقهاء
على استحالة توفر تعادل النتائج التي يمكن الحصول عليها عن طريق دعوى اإللغاء والطعن الذي يقال أنه
موازي له.
فدعوى اإللغاء يمكن أن تؤدي إلى إلغاء القرار اإلداري المطعون فيه في مواجهة الكافة أي
زواله بأثر رجعي من النظام القانوني ،باإلضافة إلى تمتعه بقوة الشيء المقضي به ،باإلضافة إلى ما لدعوى
اإللغاء من مزايا خاصة تتمثل في سهولة اإلجراءات وقلة النفقات ،في حين أن دعوى القاضي الشامل التي
تطعن غالبا بصفة غير مباشرة أو عن طريق االستثناء في شرعية مثل هذا القرار ال يمكن أن تؤدي إال إلى
إلغاء بين األطراف للقرار أي زوال مؤقت وقت نزاع القضاء الشامل ومحدود بين أطراف النزاع.
-15وهذا ما يؤكد من خالل بعض أحكام المحاكم اإلدارية حيث جاءت تارة مؤكدة على قاعدة الدعوى الموازية ومرتبة آلثارها،
وتارة أخرى مستغنية عنها بالمرة ومطبقة محلها قواعد توزيع االختصاص (بخصوص هذه األحكام أنظر محمد صقلي حسيني،
مرجع سابق ،ص.)60.
-16الجياللي أمزيد" ،شرط انتفاء الدعوى الموازية في المنازعات اإلدارية " ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة مواضيع الساعة،
العدد ،1996 ،6ص.8.
17
(H Charles (H.), Actes rattachables et actes détachables en droit administratif français, -
-Charles
thèse, Paris,L.G.D.J., 1968,, p.152.
- 18سليمان الطماوي ،القضاء اإلداري ورقابته ألعمال اإلدارة ،دار النهضة العربية ،الطبعة الثانية ،1958 ،ص.30.
10
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
الفرع الثاني :الشروط الخاصة بطبيعة القرار المطعون فيه
من المعلوم أن دعوى اإللغاء ال توجه إال ضد الق اررات الصادرة عن السلطات اإلدارية ،وهذا الشرط هو
الذي أشارت إليه المادة 08من أن المحاكم اإلدارية تختص بالبت ابتدائيا في طلبات إلغاء ق اررات السلطات
اإلدارية بسبب تجاوز السلطة.19ومعنى ذلك أن المشرع يستبعد ضمنيا األعمال التشريعية واألحكام القضائية
واألعمال الملكية وأعمال السيادة .وإلى جانب هذا الشرط ،فإنه يوجد شرط أخرى يتجلى في ضرورة أن يكون
هذا القرار نافذا يؤثر في المركز القانوني للطاعن وأن يصدر من جانب واحد(استبعاد العقود االدارية ).
الفقرة األولى :وجوب صدور القرار عن سلطة إدارية
هذا الشرط يؤدي إلى استبعاد األعمال التشريعية والق اررات الملكية واألحكام القضائية وأعمال
السيادة أو الحكومة.
استبعاد األعمال التشريعية: أ-
ال يتعلق األمر طبعا بالقوانين التي يسهل التحقق منها ،و التي ال يمكن الخلط بينها وبين ق اررات
إدارية ،لكن المشكل يكون أكثر صعوبة في الفترات التي ال يعمل فيها البرلمان:
-1ينص الفصل 70من دستور ": 2011للقانون أن يأذن للحكومة أن تتخذ في ظرف
من الزمن محدود ،ولغاية معينة ،بمقتضى مراسيم تدابير يختص القانون عادة باتخاذها ،ويجري
العمل بهذه المراسيم بمجرد نشرها .غير أنه يجب عرضها على البرلمان بقصد المصادقة." ...
-2وينص الفصل 81من دستور " :2011يمكن للحكومة أن تصدر ،خالل الفترة
الفاصلة بين الدورات ،وباتفاق مع اللجان التي يعنيها األمر في كال المجلسين ،مراسيم قوانين،
يجب عرضها بقصد المصادقة عليها من طرف البرلمان ،خالل دورته العادية الموالية".
ففي هاتين الحالتين ،تأت المصادقة الحقا ،لكن يمكن طرح السؤال حول طبيعة هذه التدابير قبل
أن تتم المصادقة عليها من طرف البرلمان ،ليس هناك أي قرار قضائي بخصوص هذه المسألة ،وسنكتفي
باإلشارة فقط إلى أن مجلس الدولة الفرنسي قد أقر في مثل هذه الحاالت بأن األمر يتعلق بق اررات إدارية إلى
حين المصادقة.20
ب-استبعاد الق اررات الملكية:
-19القانون رقم 41.90المحدث بموجبه محاكم إدارية الجريدة الرسمية عدد 4227بتاريخ 18جمادى األولى 3 ( 1414نوفمبر ،)1993
ص.2168 .
تعتبر مشكلة الق اررات الملكية من أهم القضايا األولى التي طرحت على المجلس األعلى وقد
،هذا 21
أتيحت له الفرصة األولى في هذا المجال في قضية عبد الحميد الرونضة بتاريخ 18يونيو 1960
األخير الذي تم عزله كقاضي عن طريق ظهير ملكي ،فقدم طعنه تمام المجلس األعلى طالبا إلغاء القرار
بسبب الشطط في استعمال السلطة .إال أن المجلس األعلى لم يقبل هذا الطعن مستبعدا بذلك الظهائر
الملكية من دعوى اإللغاء بالرغم مما تتضمنه من تدابير فردية .وقد أسس رفضه ذلك باالعتماد على صفة
صاحب القرار وليس على مضمون القرار.
وقد تم ترسيخ هذا التوجه بقرار مؤرخ في 15يونيو ،1963بنسودة عبد هللا (ق اررات المجلس
األعلى ،ص :)173 :حيث أكد المجلس األعلى على أنه ال يقبل الطعن باإللغاء ضد الق اررات الفردية
"الصادرة عن الملك في شكل ظهير".
وفيما بعد ،صاغ المجلس األعلى موقفه بشكل جذري مرة أخرى في قضية الشركة الفالحية
لمالكها عبد العزيز بتاريخ 20مارس ( 1970ق اررات المجلس األعلى ،ص :)225 :فقد أقر المجلس بأن
عدم قبول الدعوى أمر عام ،بصرف النظر عن الشكل الذي يمكن أن يتخذ القرار :مرسوم ملكي ،أو مرسوم
أو قرار أو باألحرى ظهير بعلة أن صاحب الجاللة الذي يمارس اختصاصاته الدستورية بصفته أمير
المؤمنين طبقا للفصل 19من الدستور ال يمكن اعتباره سلطة إدارية لتطبيق الفصل األول من ظهير 27
شتنبر .1957
لقد تعلق هذا القرار بمرسوم ملكي تم اتخاذه عن طريق تفويض التوقيع للوزير األول ،ومعلوم أن
الق اررات الموقعة من طرف المفوض اليه تعد صادرة عن السلطة المفوضة نفسها.
ولم يتغير موقف المجلس األعلى من الق اررات الملكية إذ ظل متمسكا باجتهاده السابق وبعد ذلك
سارت المحاكم اإلدارية في نفس االتجاه باعتبار" أن جاللة الملك يمارس اختصاصاته الدستورية بصفته
أمير المؤمنين و القضاء من وظائف اإلمامة و مندرج في عمومها و أن ليس للقاضي النيابة عن اإلمام
أن الق اررات الملكية ال تعتبر ق اررات صادرة عن سلطة إدارية و غير قابلة للطعن باإللغاء ".22
وظل االجتهاد القضائي المغربي متمسكا بموقفه بعد دستور 2011بعلة " عدم اعتبار جاللة
الملك جهة إدارية ونفي الصفة اإلدارية عن المقررات الصادرة عنه وعدم إخضاعها للرقابة القضائية و ال
ينال من ذلك ما نص عليه الفصل 118من نفس الدستور بخصوص قابلية كل الق اررات التنظيمية و
الفردية المتخذة في المجال اإلداري للطعن أمام الجهات القضائية المختصة".23
-21قرار المجلس األعلى صادر بتاريخ 18يونيو ،1960قضية عبد الحميد الرونضة ،قرارات المجلس األعلى،ص.136.
-22حكم المحكمة اإلدارية بفاس ،أمر استعجالي عبد الرزاق ضد إدارة الدفاع الوطني عدد 483بتاريخ .2000./07/04وتتلخص وقائع هذه
القضية في ان يلي :المدعي عبد الرزاق كان يعمل في صفوف القوات المسلحة الملكية تم التشطيب عليه نتيجة متابعته جنائيا وبعد صدور
الحكم النهائي ببراءته رفع دعوى إللغاء القرار الصادر ضده .
-23حكم المحكمة االدارية بالرباط حكم رقم 3233 :بتاريخ 2016/9/16:ملف رقم 2016-7110-543:منشور على الموقع االلكتروني لمجلة
القانون واالعمالhttps://www.droitetentreprise.com
وتتلخص وقائع هذه القضية في أن موظف( )...بمجلس المستشارين تقدم بدوى إللغاء قرار تمديد سن تقاعد أحد الموظفين بقرار صادر عن
جاللة الملك باقتراح من رئيس مجلس المستشارين .
12
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
أ-األحكام القضائية:
إن استبعاد االحكام القضائية من دائرة الطعن بدعوى االلغاء أمر بديهي ألن هذه الق اررات تكون
موضوع طعون خاصة عن طريق االستئناف أو النقض ،وهذه الطعون موجودة بقوة ما عدا إذا استبعدها
صراحة نص تشريعي.24
لكن قد تثار هناك صعوبة عندما ال نوجد أمام هيئة قضائية مندرجة في الهرم العادي للمحاكم،
إذ توجد هيئات ذات طبيعة غير واضحة .وهو الحال مثال بالنسبة:
-1اللجنة المكلفة بإبداء رأي استشاري .
-2الهيئات المهنية فيما يخص الق اررات التي تصدرها في المادة التأديبية.
-3اللجان الضريبية المحلية والوطنية .25
ولتحديد طبيعة هذه الهيئات ،اعتمد المجلس األعلى الطريقة المعروفة بباقة المؤشرات ( Faiseau
)d’indicesالمتمثلة في:
-1طبيعة النص القانوني المحدث للهيئة :إذ يتعين إحداث المحاكم على اختالف
درجاتها بموجب القانون (الفصل 71من دستور.)2011
-2تأليف الهيئة :أي معرفة ما إذا كانت تتركب من قضاة ،وما هو عددهم ودورهم.
-3استقاللية الهيئة؟
-4اختصاصات الهيئة :أي معرفة ما إذا كانت تملك التقرير.
-5معرفة ما إذا كانت المسطرة المتبعة أمامها حضورية.
-6معرفة ما إذا كانت توجد طعون ضد ق ارراتها ،وما هو نوع هذه الطعون؟
فعلى ضوء األجوبة التي تتوفر لمختلف هذه التساؤالت سيمكن للقاضي الحسم على هذا النحو
أو ذاك في مسألة الصبغة القضائية أو اإلدارية للهيئة.
فقد تواتر العمل القضائي على اعتبار اللجان الضريبية ذات فبخصوص اللجان الضريبية مثال
طبيعة إدارية وليس قضائية وأن الق اررات الصادرة عنها للنظر في الطعون الضريبية تعتبر ق اررات إدارية ."26
د -أعمال السيادة أو الحكومة:
أعمال السيادة هي طائفة من اعمال السلطة التنفيذية التي تخرج عن رقابة القضاء بجميع صورها
او مظاهرها ،اذ ال يمكن الطعن بها امام اية جهة قضائية سواء كان ذلك باإللغاء ام بالتعويض.27
ومن االمثلة على ذلك :
-24قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى عدد 62الصادر في 18مارس ،1977في قضية قادري عبد الحفيظ.
-1الق اررات الصادرة عن الحكومة في إطار عالقتها مع البرلمان :مثال قرار تقديم أو رفض
تقديم مشروع قانون أو تعديل هذا المشروع ،أو مثال قبول الحكومة أو رفضها لمقترح تعديل صادر عن
الفرق البرلمانية ،قرار (مرسوم) اختتام دورة عادية للبرلمان ،أو استدعاءه لدورة استثنائية.
-2التدابير الخاصة باألمن الداخلي والخارجي للدولة.
-3الق اررات الصادرة عن الحكومة في مجال العالقات الدولية والدبلوماسية ،مثال ذلك الق اررات
المتعلقة بإرساء العالقات الدبلوماسية أو بقطعها ،والمسائل الخاصة باألعمال الحربية.
فهذه الق اررات ترتبط بالقانون الدستوري وبالعالقات الدولية ،مما يفسر عدم اختصاص القاضي
اإلداري ،الذي ينحصر دوره في تطبيق القانون اإلداري إزاء سلطات إدارية.
الفقرة الثانية :يجب أن يكون القرار نافذا
يعتبر شرط الطابع التنفيذي شرطا مزدوجا :إذ يجب أن تؤثر الق اررات في المركز القانوني لرفع
الدعوى ،وأن يكون ق ار ار صاد ار من جانب واحد.
أوال -وجوب تأثير القرار في المركز القانوني لرافع الدعوى:
مفاد هذا الشرط أن تكون للقرار قيمة قانونية مؤثرة في الوضع القانوني للطاعن ،مما ينجم عنه
إذن استبعاد االعمال التي تكون مجرد تصرفات تحضيرية للقرار :كاالستشارات واالقتراحات والمشاريع،
إلخ .و من األمثلة على ذلك نذكر ما يلي:
-1اقتراح عقوبة تأديبية.
-2إنذار تمهيدي بسحب ترخيص.
-3تذكير بالقوانين التنظيمية المعمول بها
-4تدابير النظام الداخلي :مثل المذكرات المصلحية والمناشير والتعليمات والدوريات .فهذه
التصرفات ال تؤثر عادة في المراكز القانونية ،ألنها ال تغير شيئا في القواعد القانونية وال تضيف لها
اي شيء بل تكتفي بالتفسير والتوضيح.
ويجب دائما التحقق من النظام القانوني لهذه التصرفات التحضيرية ،فأحيانا تكون في حد
ذاتها منتجة آلثار قانونية ،وهذا هو الحال بالنسبة لمشروع قرار اإلعالن عن المنفعة العامة في القانون
المتعلق بنزع الملكية ، 28وهو الحال ايضا بالنسبة لتدابير النظام الداخلي عندما ال تقتصر على التفسير ،
فإذا أضافت التزاما إلى االلتزامات المترتبة عن النظام القانوني القائم ،فإن قبول دعوى اإللغاء يصبح أم ار
ممكنا.
ثانيا-وجوب صدور الق اررات من جانب واحد:
هذا الشرط يستبعد دعوى اإللغاء ضد العقود ،التي تعد تصرفات ناجمة عن اتفاق إرادتين.
وتدخل عادة المنازعات التعاقدية في نطاق منازعات القضاء الشامل لكن قد يلجأ القاضي إلى نظرية
-28قرار الغرفة لإلدارة بالمجلس األعلى ،عدد ،212الصادر في 29يونيو 1989في قضية أمجاد محمد بن حسن.
14
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
العقد ومن األمثلة على ذلك نذكر: الق اررات المنفصلة لقبول دعوى اإللغاء ضد الق اررات المنفصلة عن
29
أو قرار لجان طلب العروض ،أو قرار الق اررات التمهيدية إلبرام العقد كق اررات اإلقصاء من المنافسة
المصادقة على العقد 30أو ق اررات فسخ العقد.31
المطلب الثاني :أوجه قبول دعوى اإللغاء
تكون دعوى اإللغاء مقبولة ضد القرار االداري اذا كان مشوبا بعيب من عيوب الشرعية ،وهي
عيوب تنقسم إلى صنفين:
-العيوب الخارجية :وتتمثل في :عيب االختصاص والشكل ،أي صدور القرار من جهة غير
مختصة زمنيا وموضوعيا ومكانيا وصدوره مع عدم مراعاة القواعد واإلجراءات الشكلية التي يتعين مراعاتها.
-العيوب الداخلية :وهي العيوب الموضوعية وتتمثل في العيوب التي تشوب القرار سواء في
المحل( عيب مخالفة القانون) أو في السبب أو الغاية (عيب االنحراف بالسلطة).
وهو ما نصت المادة 20من القانون المحدث للمحاكم االدارية عليه ان "كل قرار اداري صدر
من جهة غير مختصة او لعيب في شكله او النحراف في السلطة او النعدام التعليل او لمخالفة القانون ،
يشكل تجاو از في استعمال السلطة –ويحق للمتضرر الطعن فيه امام الجهة القضائية االدارية المختصة.
الفرع األول :العيوب الخارجية
هو عيب يتعلق بمتخذ القرار .ويتميز عيب عدم االختصاص بأنه العيب الوحيد الذي يتعلق
بالنظام العام .ويترتب على ذلك أن الدفع بعدم االختصاص ال يسقط بالدخول في موضوع الدعوى ويجوز
إبداؤه في أي مرحلة من مراحلها وأن على القاضي أن يحكم بعدم االختصاص تلقائياً ولو لم يثره طالب
اإللغاء.
فضالً عن أن قواعد االختصاص من عمل المشرع وعلى الموظف أن يحترم حدود
اختصاصه ألنها لم تكن قد وضعت لمصلحة اإلدارة وإنما شرعت لتحقيق الصالح العام ،لذلك ال يجوز لإلدارة
-29حكم المحكمة اإلدارية بوجدة ،حكم عدد ،2000/284بتاريخ ، 2000/11/15ملف رقم ،00/122لوكيلي مصطفى ضد رئيس
المجلس البلدي بمدينة زايو غير منشور ،حكم المحكمة اإلدارية بأكادير ،حكم عدد . 97/25بتاريخ ،1997/01/5ملف رقم 96/13غ،
الوكالة الصناعية والتجارية باكادير ضد وزير التجهيز واألشغال العمومية ،غير منشور .
-30حكم المحكمة اإلدارية بوجدة عدد 99/24بتاريخ 99/02/10بين المجلس القروي لجماعة سيدي بلقاسم دائرة دبدو عمالة إقليم
تاوريرت ،وزير الفالحة ،الوزير المنتدب المكلف بالمياه والغابات ،وبين جمعية الفالح ،منشور في المجلة المحلية لإلدارة المحلية والتنمية،
عدد 19أبريل –يونيو ،1997ص.62.
-31قرار عدد ،50مؤرخ في 28يناير ،1999الوكيل القضائي للملكة ضد شركة أنكوسا ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية
والتنمية ،سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية ،العدد ،2003 ،50ص ، 266.حكم المحكمة اإلدارية بمكناس ،عدد 95–44بتاريخ 1995/11/19
في الملف عدد 94/26غ ،منشور في المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة مواضيع الساعة ،عدد ،9ص.229.
15
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
أن تتفق مع األفراد على تعديل قواعد االختصاص وال يجوز لإلدارة أن تتنازل عن اختصاص منحه لها
القانون أو تضيف الختصاصاتها اختصاص آخر.
كما استقر القضاء اإلداري على أنه ال يجوز تصحيح عيب عدم االختصاص أو تغطيته بقرار
الحق من اإلدارة التي تملك االختصاص وإن جاز أن تصدر ق ار اًر جديداً على الوجه الصحيح ال ينتج أثره إال
من يوم صدوره.
وعيب عدم االختصاص يمكن أن يكون جسيما أو بسيطا.
أوال-عيب عدم االختصاص الجسيم:
يطلق الفقه و القضاء على عيب عدم االختصاص الجسيم اصطالح " اغتصاب السلطة "
ويكون من أثره فقدان القرار لصفته وطبيعته اإلدارية فال يعد باطالً وقابالً لإللغاء فحسب وإنما يعد القرار
معدوماً و ال يتحصن من اإللغاء بمرور الستين يوماً المحددة للطعن فيه .إذ يمكن الطعن فيه وسحبه وإلغاءه
بعد انتهاء ميعاد الستين يوماً المحددة للطعن.
وقد حدد القضاء اإلداري المقارن الحاالت التي يمكن اعتبار القرار مشوباً فيها بعيب عدم
االختصاص الجسيم أو اغتصاب السلطة ونتناول فيما يأتي هذه الحاالت:
أ-صدور القرار اإلداري من فرد عادي ليست له أية صفة إدارية:
في هذه الحالة يتدخل فرد عادي ال يتمتع بصفة الموظف في أعمال اإلدارة أو تتدخل
هيئة خاصة في ذلك وهي ال تملك حق مباشرة االختصاصات اإلدارية ،فيعد القرار الصادر في هذه الحالة
منعدماً وال تترتب عليه أية آثار قانونية.
ومع ذلك ،فإنه توجد حاالت استثنائية من هذه القاعدة ويتعلق األمر بنظرية الموظف
. Le Fonctionnaire de Faitوالموظف الفعلي هو ذلك الشخص الذي يباشر الفعلي أو الواقعي
اتخاذ ق اررات إدارية تحت ضغط ظروف استثنائية كالحروب او الثورات وغياب السلطات العامة او انحسارها
وذلك بهدف تجنب توقف المرافق العامة .32واستنادا الى القاعدة العامة فان ق اررات الموظف الفعلي التي
يتخذها تعد منعدمة وباطلة قانونا ألنها صادرة من غير متخصص ،إال أن الفقه والقضاء والعتبارات تتعلق
باستقرار المراكز القانونية وضمان استم اررية سير المرافق العامة بصفة منتظمة اعترف بصحة هذه
الق اررات.33
هذه النظرية لم يكتب لها قط أن تطبق على يد القاضي اإلداري المغربي تم استعمالها من
لدن المشرع في مادة المحاسبة العمومية ،في إطار الفصل 16من المرسوم الملكي المؤرخ في 21أبريل
1967بشان المحاسبة العمومية :يعتبر محاسبا بحكم الواقع كل شخص يقوم دون موجب قانوني بعمليات
المداخيل والنفقات ،وتجري على الشخص المعتبر محاسبا بحكم الواقع نفس االلتزامات والمراقبات الجارية
- 32ماجد راغب الحلو ،القانون اإلداري ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية ،1994 ،ص.518.
- 33عبد القادر ،باينة ،تطبيقات القضاء االداري ،دار توبقال ،الطبعة األولى ،1988ص. 70 .
16
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
34
.و هذا ال يتم إعماله إال إذا كانت هناك ظروف على محاسب عمومي ،ويتحمل نفس المسؤوليات
استثنائية.
وتطبق نفس النظرية في الظروف العادية في حالة ما اذا كان قرار التعيين صدر باطال
الحتوائه على عيب من عيوب المشروعية كعيب االختصاص او عيب الشكل ،ففي هذه الحالة يتم سحب
القرار الباطل من قبل السلطة االدارية التي اصدرته لكن االعمال التي قام بها الموظف خالل فترة تعيينه تعد
مشروعة ،وذلك من أجل ضمان استم اررية المرافق العامة .35
ومن االمثلة على ذلك نذكر:
-1تعيين موظف بقرار رسمي ،ولكن بعد أن يزاول أعمال الوظيفة يصدر حكم من القصاء
اإلداري بإلغاء قرار التعيين لعيب قانوني شابه .
- -2انتخاب عضو المجلس الجهة ويبدأ في ممارسة اختصاصه ،ثم يصدر حكم من القضاء
بإبطال انتخابه وأنه لم يكن له الحق في العضوية.
لممارسة بعض صالحياته ،وبعد أن يمارس -3تفويض الرئيس اإلداري أحد مرؤوسيه
المرؤوس المفوض إليه هذه األعمال يصدر حكم قضائي بعدم قانونية هذا التفويض.
ب-اعتداء السلطة اإلدارية على اختصاص السلطة التشريعية:
يتحقق اعتداء السلطة اإلدارية على اختصاص السلطة التشريعية عندما تقوم السلطة اإلدارية
بتنظيم مسألة يعود أمر تنظيمها إلى السلطة التشريعية وفقا ألحكام الدستور أو أي قاعدة قانونية أخرى ،
ويكون عيب االختصاص في هذه الحالة جسيما بحيث ينزل بالقرار إلى درجة االنعدام .
ج-اعتداء السلطة اإلدارية على اختصاص السلطة القضائية:
أما بالنسبة العتداء السلطة اإلدارية على اختصاص السلطة القضائية ،فإنه يتحقق عندما تقوم
اإلدارة عن طريق ق اررات إدارية ممارسة اختصاص يدخل ضمن اختصاصات السلطة القضائية ،ففي هذه
الحالة تكون اإلدارة مغتصبة للسلطة ويكون بالتالي قرارها معدوما ،ال أثر قانوني له.
يوجد في القضاء المغربي أمثلة لهذا النوع من االغتصاب ،نذكر منها ما يلي:
-1اصدار قائد لقرار بإغالق المقهى فاصال في النزاع الذي قام بين احد المالك وأرملة شريكه
المتوفى حول ملكية المقهى ،مع أن هذه المهمة تدخل من الناحية القانونية في اختصاص
القضاء.
-2قرار وزير الفالحة بحل جمعية السباق و التباري المغربية ،فهذا القرار مشوب بالشطط في
استعمال السلطة ألن وزير الفالحة غير مختص إلصدار مثل هذا القرار الذي يدخل ضمن
اختصاصات السلطة القضائية.36
-3قرار العامل بسحب قرار الترخيص الممنوح للطاعن من قبل المجلس البلدي باستغالل مضخة
للوقود اعتمادا على شكاية جار للطاعن يمارس نفس التجارة بنفس الرصيف ،فهذا القرار قرار
غير مشروع باعتبار ان العامل فصل في منازعة تخرج عن دائرة اختصاصه وتدخل في
اختصاص القضاء.37
ثانيا -عيب عدم االختصاص البسيط:
عيب عدم االختصاص البسيط يختلف عن اغتصاب السلطة أو عيب عدم االختصاص الجسيم
في أنه ال يؤدي إلى انعدام القرار اإلداري وإنما يجعله قابالً لإللغاء فقط ،فالقرار اإلداري يبقى محتفظاً
بمقوماته كقرار إداري ويبقى نافذاً حتى يصدر القضاء حكمه بإلغائه.
وهذا العيب أقل خطورة من عيب عدم االختصاص الجسيم لذلك فإن القرار المشوب به يتحصن
من الطعن بفوات مدة الستين يوماً المحددة للطعن باإللغاء.
ومن األمور المستقرة في القضاء اإلداري أن هناك ثالث حاالت مختلفة لعدم االختصاص البسيط
وهي عدم االختصاص من حيث المكان وعدم االختصاص من حيث الزمان وعيب عدم االختصاص من
حيث الموضوع.
أ-يجب عدم االختصاص من حيث المكان:
يتحقق هذا العيب في حالة تجاوز اإلدارة للنطاق اإلقليمي أو الجغرافي المحدد قانوناً لممارسة
اختصاصها ،فال يجوز للوالي أو العامل أن يتخذ قرار خارج النطاق الجغرافي للوالية أو العمالة أو اإلقليم فإذا
يكون مشوباً بعيب عدم االختصاص اتخذ قرار يدخل ضمن حدود والية أو عمالة أو إقليم آخر فإنه
لصدوره خارج النطاق اإلقليمي المحدد له.
وهذا العيب قليل الحدوث في العمل ألن المشرع كثي اَر ما يحدد وبدقة النطاق المكاني الذي يجوز
لرجل اإلدارة أن يمارس اختصاصه فيه وغالباً ما يتقيد رجل اإلدارة بحدود هذا االختصاص وال يتعداه.
ب-عيب عدم االختصاص من حيث الزمان:
ويقصد بعيب عدم االختصاص من حيث الزمان أن يصدر الموظف أو جهة اإلدارة ق ار اًر خارج
النطاق الزمني المقرر لممارسته ،كما أو أصدر رجل اإلدارة ق ار اًر إدارياً قبل صدور قرار تعيينه أو بعد قبول
استقالته أو فصله من الوظيفة أو إحالته على التقاعد.
كذلك إذا حدد المشرع مدة معينة لممارسة اختصاص معين أو إلصدار قرار محدد فإن القرار
الصادر بعد انتهاء المدة الزمنية المعينة إلصداره يعد باطالً ومعيباً بعيب عدم االختصاص الزمني.
ج -عيب عدم االختصاص من حيث الموضوع:
- 37حكم المحكمة اإلدارية بمراكش بتاريخ 1999-4-7منشور بمجلة المحامي العدد ،6ص. 99,
18
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
ويتحقق عدم االختصاص من الناحية الموضوعية عندما يصدر قرار إداري في مسألة أو موضوع
هو من اختصاص موظف أو جهة إدارية غير التي قامت بإصداره فتعتدي بذلك على اختصاص تلك الجهة.
ويكون هذا االعتداء إما من جهة إدارية على اختصاص جهة إدارية موازية أو مساوية لها ،أو من
جهة إدارية دنيا على اختصاص جهة إدارية عليا أو من جهة إدارية عليا على اختصاص جهة أدنى منها ،أو
اعتداء السلطة المركزية على اختصاص الهيئات الالمركزية.
-1االعتداء على اختصاص جهة إدارية موازية:
ومضمون هذا العيب أن تقوم جهة إدارية باالعتداء على اختصاص جهة إدارية أخرى هي
مساوية أو موازية لها وليس هناك تبعية رئاسية أو رقابية بين هاتين الجهتين ،كما لو أصدر وزير العدل ق ار ًار
هو من اختصاص وزير الداخلية.
-2اعتداء جهة إدارية دنيا على اختصاص جهة أعلى منها:
هذه الحالة من أكثر حاالت عدم االختصاص وقوعاً في العمل اإلداري ،وتحدث عندما يصدر
المرؤوس ق ار اًر من اختصاص رئيسه دون تفويض منه ،فإذا حصل ذلك فإن القرار يكون معيباً بعدم
االختصاص البسيط ،كالحالة التي يقرر فيها مدير الديوان بدل الوزير دون تلقي تفويض .او الحالة التي
يصدر فيها الكاتب العام للعمالة قرار بدل العامل او توقيع قرار عزل موظف من قبل رئيس قسم الموارد
38
. البشرية دون اإلشارة إلى توفره على تفويض من طرف السلطة التي لها حق التسمية والتي هي الوزير
-3اعتداء السلطة المركزية علي اختصاص الهيئات الالمركزية:
ومثال ذلك تدخل الوالي او العامل في مسألة هي من اختصاص رئيس مجلس جماعي أو رئيس
مجلس جهوي خارج الحاالت التي نص عليها القانون بشكل صريح وفي الحدود التي رسمها.
الفقرة الثانية :عيب الشكل واإلجراءات
يقصد بعيب الشكل في القرار اإلداري أن تهمل اإلدارة القواعد واإلجراءات الشكلية الواجب إتباعها
في القرار اإلداري.
وإذا كان ال يمكن أن نحصر األشكال واإلجراءات التي يترتب على مخالفتها بطالن القرار اإلداري،
إال أن المستقر في الفقه والقضاء اإلداري أن أهم هذه الشكليات يتم التنصيص عليها إما إلصدار القرار وإما
لتحريره.
أوال -اإلجراءات المتعلقة باتخاذ القرار:
يشترط القانون في بعض األحيان على جهة اإلدارة سلوك إجراءات قبل إصدار قرارها و ويترتب
على إغفال إتباع هذه اإلجراءات بطالن ق ارراها .لذلك يجب على اإلدارة احترام مختلف المراحل المنصوص
عليها لصياغة القرار:
- 38حكم المحكمة اإلدارية بالرباط بتاريخ 1999-5-19منشور بالمجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،العدد ،32ص.165 .
19
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
-مسطرة نزع الملكية :لمباشرة نزع الملكية يجب على اإلدارة القيام ببحث يتم اإلعالن عنه قبل
الوصول إلى التصريح بالمنفعة العامة ،كما يجب أن يتم بنفس الطريقة إشهار مشروع قرار اإلعالن عن
المنفعة العامة( .القانون رقم 81/07المتعلق بنزع الملكية من أجل المنفعة العامة).
-ترك الوظيفة :في حالة االنقطاع المتعمد عن الوظيفة يجب على رئيس اإلدارة قبل اتخاذ أي
عقوبة إدارية ان يوجه إلى الموظف المؤاخذ بترك الوظيفة إنذا ار لمطالبته باستئناف عمله ...يوجه هذا اإلنذار
إلى الموظف بآخر عنوان شخصي له مصرح به لإلدارة وذلك بواسطة رسالة مضمونة الوصول بإشعار
التسلم .39وال يجب فقط ان يتم إرساله ولكن أن يتم التوصل به.40
-احترام حقوق الدفاع(المسطرة المتعارضة) :وهو مبدأ من المبادئ العامة للقانون ال يمكن لإلدارة
توقيع عقوبة إال إذا تم إخبار المعني باألمر بالتهم المنسوبة إليه وسماع دفاعه ومالحظاته وان يترك له وقت
كاف إلعداد دفاعه .وفي حالة مخالفة اإلدارة لمبدأ حق الدفاع في ق ارراتها التأديبية فإن القاضي اإلداري
المغربي يلغي القرار.41
-خرق مبدأ توازي الشكليات واالختصاصات :طبقا للمبادئ العامة ال يمكن أن يط أر على
النصوص التنظيمية تعديل أو نسخ إال بموجب نص من نفس الدرجة وصادر عن نفس السلطة .ومن ثم ال
يجوز تعديل قرار إال بسلوك نفس اإلجراءات التي تم إتباعها إلصداره فعزل موظف معين بظهير يكون غير
مشروع إذا تم اتخاذه بواسطة قرار وزاري .هذا القرار يتعلق بعدم االختصاص أكثر مما يتعلق بعيب الشكل.42
-االستشارة :قد يشترط القانون استشارة جهة معينة قبل إصدار اإلدارة قرارها ،وقد تكون هذه
الجهة فرداً أو هيئة أو لجنة ما ،وقد تكون اإلدارة ملزمة برأي تلك الجهة أو غير ملزمة به وفقاً لما ينص عليه
القانون ،وهنا ال بد من اإلشارة إلى أن اإلدارة في هذه الحاالت جميعاً ملزمة باحترام الشكلية التي فرضها
القانون وأخذ رأي تلك الجهة وإال كان قرارها معيباً ومعرضا لإللغاء.
ثانيا -الشكليات المتعلقة بالقرار ذاته:
-39الفصلللل 75مكلللرر ملللن ظهيلللر 24فبرايلللر 1958بمثابلللة النظلللام األساسلللي العلللام للوظيفلللة العموميلللة المغيلللر والملللتمم بالقلللانون
رقلللللم 05-05الصلللللادر فلللللي 18فبرايلللللر2011ظهيلللللر شلللللريف رقلللللم 1-58-008بتلللللاريخ 4شلللللعبان 24( 1377فبرايلللللر ) 1958
بشللللأن النظللللام األساسللللي العللللام للوظيفللللة العموميللللة . ،ر عللللدد 2372بتللللاريخ 21رمضللللان 11( 1377أبريللللل )1958ص914 .
والمغيللللر و المللللتمم بالقللللانون رقللللم 05-05الصللللادر فللللي 14ربيللللع األول18(1432فبرايللللر ،)2011الجريللللدة الرسللللمية عللللدد5944
بتاريخ 19ماي ،2011ص.2630.
-40قرار المجلس األعلى بتاريخ 26يوليوز 1984عبد المالك ،المجلة المغربية للقانون عدد،13،1987ص.141.
-41قلللرار محكمللة االسلللتاناف االداريللة علللدد 351بتللاريخ 04ملللارس 2009فللي قضلللية رئلليس المجللللس الجمللاعي لجماعلللة ...سلللطات
ضللللد الس....عللللون ممتللللاز والللللذي جللللاء فيلللله ":أن رفللللأل اإلدارة اختيللللار الموظللللف أحللللد األشللللخاص للللللدفاع عنلللله أمللللام المجلللللس
التلللأديبي بلللدعوى أنللله ينتملللي إللللى هيالللة نقابيلللة يجعلللل القلللرار ا إلداري المتخلللذ فلللي حلللق الموظلللف الملللذكور متسلللما بتجلللاوز السللللطة
لخلللرق حقلللوق اللللدفاع اللللذي يشلللكل ضلللمانة ملللن الضلللمانات المنصلللوص عليهلللا فلللي الفصلللل 67ملللن النظلللام األساسلللي العلللام للوظيفلللة
العموميلللة اللللذي ال يسلللتثني المنتملللي إللللى هيالللة نقابيلللة ملللن أن يكلللون ملللدافعا علللن الموظلللف "...منشلللور عللللى الموقلللع االلكترونلللي
لوزارة العدل.
http://adala.justice.gov.ma/production/jurisprudence/ar/tribunaux_administratifs/rabat/.pdf
-42قلللرار محكملللة االسلللتاناف اإلداريلللة بالربلللاط علللدد علللدد 144بتلللاريخ 2007/03/28فلللي المللللف رقلللم 5/06/26اللللذي جلللاء
فيه..":.عميلللد شلللرطة ..تنفيلللذ مقتلللرح العلللز ل دون انتظلللار الظهيلللر ..قلللرار غيلللر مشلللروع "...منشلللور فلللي الموقلللع االلكترونلللي:
https://www.mahkamaty.com
20
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
أ-التوقيع:
التوقيع هو اسم السلطة اإلدارية مكتوب بخط اليد في أسفل القرار يهدف إلى تحديد هوية مصدره،
43
وتأكيد محتواه ،و بالتوقيع على القرار يوافق مبدئيا صاحبه على المحتوى الذي يتضمنه و يتحمل
مسؤوليته ،و التوقيع هو شرط للشرعية الشكلية للقرار ،إذ أن غياب التوقيع يترتب عليه غياب القرار اإلداري.
وهناك نصوص قليلة في التشريع المغربي تنص بشكل صريح على إلزامية توقيع الق اررات اإلدارية،
من ذلك نذكر المادة 47من القانون التنظيمي رقم 113-14المتعلق بالجماعات والتي تنص" :على أن
توقع المقررات من قبل الرئيس والكاتب وتضمن بالترتيب في سجل المقررات حسب تواريخها" .ومرد ذلك في
اغلب الحاالت الى اصدار االدارة ق اررات ادارية شفوية او ضمنية ومن هنا ترتبط هذه الشكلية فقط بالق اررات
االدارية المكتوبة.
غير أن عدم التنصيص في نصوص على إلزامية أو ضرورة التوقيع على الق اررات اإلدارية ال
يعفي مصدر القرار من هذه الشكلية ،فقد ذهب القضاء في العديد من المرات إلى اعتبار التصرفات غير
44
الموقعة غير محدثة ألي أثر قانوني .
كما أن القاضي اإلداري يأخذ بالتوقيع الكافي بمعنى أنه يكفي أن يجد في صلب القرار توقيع
مصدره فيقضي بشرعيته ولو تضمن هذا األخير توقيعات أخرى ،وهو ما أكده المجلس األعلى في قضية
راشدي مصطفى بقوله ..." :لما كان المقرر المطعون فيه يتضمن توقيع وزير التعليم الذي يعتبر قانونا هو
السلطة التي لها حق اتخاذ قرار التأديب ،فإن تذييله بتوقيعات أخرى ألغراض إدارية ال يشكل عيبا في المقرر
المذكور ".45
ب -تعليل القرار اإلداري:
ألزم المشرع المغربي بمقتضى القانون رقم 03.01الصادر بتاريخ 23يونيو 2012اإلدارات
العمومية والجماعات المحلية و هيئاتها والمؤسسات العمومية و المصالح التي عهد إليها بتسيير مرفق عام
بتعليل ق ارراتها اإلدارية الفردية السلبية الصادرة لغير فائدة المعني باألمر ...تحت طائلة عدم الشرعية وذلك
43
-Houstiou (R.), Procédure et formes de l'acte administratif en droit français, Paris, L.G.D.J., 1975,
p.199.
-44من ذلك ما جاء في حكم للمحكمة اإلدارية بالرباط والذي جاء فيه..." :بعد إطالع المحكمة على القرار اإلداري المطعون فيه تبين لها
أنه فعال ال يحمل توقيع مصدره ،مما يجعله غير منتج ألي آثر ...وحيث أن القرار اإلداري ال يحمل توقيع مصدره يعتبر قرارا متسما
بتجاوز السلطة لعيب في الشكل وموجبا بالتالي للتصريح بإلغائه(."...حكم لمحكمة اإلدارية بالرباط ،عدد140بتاريخ6يناير ،2001قضية
أشار إليها محمد األعر ،النظام القانوني للقرارات اإلدارية في العمل القضائي للمحاكم اإلدارية ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية
والتنمية ،عدد ، 64شتنبر– أكتوبر ،2005ص.).28 .
-45قرار المجلس األعلى ،الغرفة اإلدارية عدد25بتاريخ 18مارس ،1977راشدي مصطفى ،مجموعة قرارات المجلس األعلى،
،1980ص.33.
21
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
باإلفصاح كتابة في صلب هذه الق اررات عن األسباب القانونية والواقعية الداعية إلى اتخاذها .46وحينئذ يصبح
هذا اإلجراء شكال أساسيا في القرار و شرطا من شروط صحته وإال كان معيبا بعيب شكلي .فكل قرار إداري
يجب أن يكون له تعليالته و القرار غير المعلل هو قرار تعسفي و غير قانوني.
مجال التعليل:
يفرض القانون رقم 3-01في مادته 2تعليل بعض الق اررات اإلدارية الفردية وذلك على سبيل
التحديد وهي:
-الق اررات المرتبطة بمجال ممارسة الحريات العامة أو التي تكتسي طابع إجراء ضبطي :كحرية
التجول وتأسيس الجمعيات و التعليم واألمن العام و الصحة العامة و السكينة العامة.)...
-الق اررات اإلدارية القاضية بإنزال عقوبة إدارية أو تأديبية :كما هو الشأن بالنسبة للق اررات التي
تمس الموظف.
-الق اررات اإلدارية التي تقيد تسليم رخصة أو شهادة أو أي وثيقة إدارية أخرى بشروط أو
تفرض أعباء غير منصوص عليها في القوانين واألنظمة الجاري بها العمل :كأن تقيد اإلدارة تسليم رخصة
البناء بضرورة تعبيد طريق عمومي أو تفرض على مقاولة إنجاز تجهيزات لحماية البيئة .ففي كل هذه
الحاالت تكون اإلدارة مجبرة على تعليل ق ارراتها.
-الق اررات القاضية بسحب أو إلغاء قرار منشئ لحقوق :ومثالها قرار سحب رخصة استغالل الملك
العمومي أو سحب رخصة النقل العمومي.
-الق اررات اإلدارية التي تستند على تقادم أو فوات أجل أو سقوط حق :ومثالها قرار رفض تمديد
رخصة استغالل مقلع على أساس احد هذه األسباب إما تقادم أو فوات اجل أو سقوط حق.
-الق اررات التي ترفض منح امتياز يعتبر حقا لألشخاص الذين تتوافر فيهم الشروط القانونية :وهو
الحال بالنسبة للق اررات الصادرة عن اإلدارة و القاضية برفض منح جواز السفر أو الق اررات التي ترفض منح
امتيازات نص عليها القانون لشريحة معينة من المواطنين كرفض تخصيص الحصص القانونية في مجال
التوظيف لألشخاص المعاقين.
وفي جميع هذه الحاالت ،فإن غياب التعليل يجعل القرار غير مشروع و مشوبا بعيب في الشكل مما
يستوجب إلغاؤه.
االستثناءات الواردة على إلزامية التعليل:
-46ظهير شريف رقم 1.02.202صادر في 12من جمادى األولى 23( 1423يوليو )2002بتنفيذ القانون رقم 03.01بشأن إلزام
اإلدارات العمومية والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية بتعليل قراراتها اإلدارية ،ا لجريدة الرسمية عدد 5029بتاريخ 3جمادى
اآلخرة 12( 1423أغسطس )2002ص .2282
22
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
إذا كان المشرع في قانون 03-01قد ألزم اإلدارة بتعليل ق ارراتها الواردة حص ار أعاله ،فإن هناك
حاالت معينة أعفاها من التعليل.
-الحاالت المتعلقة باألمن الداخلي و الخارجي للدولة :وسبب اإلعفاء من التعليل هنا
تقتضيه المصالح العليا للدولة لكن هذا اإلعفاء ليس مطلقا ،فهو إعفاء مؤقت الن القاضي يمكنه مراقبة
شروط تحقق هذه الحالة ،فباستطاعته أن يطلب من اإلدارة جميع التوضيحات خالل المسطرة القضائية.
وللقاضي اإلداري صالحية مراقبة مدى مادية وصحة ارتباط عدم التعليل باألمن الداخلي والخارجي للدولة
شكال ومضمونا .كما أن هذا اإلعفاء ينحصر على عدم وجوب تضمين التعليل في صلب القرار اإلداري
وقت إصداره فقط و ال يفيد اإلعفاء التام والنهائي.
-حالة الضرورة أو الظروف االستثنائية :تنص المادة 4من القانون رقم 3-01على أن":
الق اررات اإلدارية التي تتخذها اإلدارة في حالة الضرورة أو الظروف االستثنائية و التي يتعذر تعليلها ال تكون
مشوبة بعيب عدم الشرعية بسبب عدم تعليلها وقت اتخاذها ،غير أنه يحق للمعني باألمر تقديم طلب إلى
الجهة المصدرة للقرار داخل أجل ثالثين يوما من تاريخ التبليغ الطالعه على األسباب الداعية إلى اتخاذ
القرار اإلداري السلبي الصادر لغير فائدته .ويجب على اإلدارة حينئذ أن تجيب على طلب المعني داخل أجل
ويمكن أن يحدث ذلك في حالة وقوع فيضانات كبرى أو خمسة عشر يوما من تاريخ توصلها بالطلب.
زالزل أو اضطرابات داخلية عارمة...
وتجب اإلشارة إلى أن الق اررات الواردة في المادة 2ال تندرج ضمن حالة الضرورة.
-حالة القرار الضممني :إذا التزمتت اإلدارة الصتمت بشتأن طلتب يقتدم إليهتا ،و اعتبتر ستكوتها هتذا
بمثابة قرار إداري ضمني سلبي غير معلل ،في هذه الحالة وحستب المتادة 5متن القتانون رقتم " :03-01يحتق
للمعنتتي بتتاألمر تقتتديم طلتتب داختتل أجتتل الثالثتتين يومتتا المواليتتة النصترام األجتتل القتتانوني للطعتتن لالطتتالع علتتى
أستتباب الق ترار الضتتمني ...وتكتتون اإلدارة حينئتتذ ملزمتتة بتتالرد علتتى الطلتتب داختتل خمستتة عشتتر يومتتا متتن تتتاريخ
التوصل بالطلب".
غير أنه إذا كان المشرع قد ألزم اإلدارة بالجواب على طلب االطالع علتى استباب القترار ستواء فتي حالتة
الضرورة أو الظروف االستثنائية أو في حالة القترار الضتمني داختل أجتل 15يومتا متن تتاريخ التوصتل فإنته لتم
يحدد الجزاء المترتب عن عدم جوابها.
-2شمروط التعليمل:
يجب على اإلدارة التقيد بثالث شروط حتى يكون تعليلها تعليال صحيحا:
ومثال ذلك توقيع عقوبة على موظف عمومي بناء على رسالة مجهولة المصدر ،فهذا ال يصلح
سببا كافيا لتوقيع العقوبة.48"...
ومثال ذلك معاقبة موظف عمومي( بمنحه نقطة إدارية سيئة ) على أساس انه يقوم بأعمال ال
تبعث على االرتياح حسب إشاعة تروج حوله ،فهذه العبارة عمومية وغير محددة .وبذلك ال يجوز اعتبارها
كأساس إلدانة المعني باألمر.49 ...او اتخاذ قرار تأديبي في حق حكم رياضي بعلة أنه صدرت عنه تصرفات
-47حكم المحكمة اإلدارية بمكناس قضية البقالي منشور بالمجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية عدد 13مرجع سابق،ص145.
حيث جاء فيه ":لما كان قرار اإلنذار المطعون فيه جاء خاليا من التعليل مكتفيا باإلحالة على محضر المجلس التأديبي يكون صدر
معيبا في شكله وبالتالي يتعين إلغاؤه .
- 48قرار المجلس األعلى ،غ.إ ،.قرار رقم 161بتاريخ 08يوليوز ، 1983بوشعيب الغزواني ضد وزير العدل ،قضاء المجلس
األعلى عدد ،34-33ماي ، 1984ص.144 .
-49قرار المجلس األعلى ،غ.إ ،.قرار رقم 410بتاريخ 30غشت 1984إبراهيم المكيس ضد وزير العدل ،قضاء المجلس
عدد،37،38يونيو،1986ص.186.
24
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
غير الئقة .50أو نقل موظف في إدارة السجون واعادة االدماج من أجل خلق نوع من التوازن في الموارد
البشرية بين كافة المؤسسات السجنية.51
الفرع الثاني :العيوب الداخلية
وتتجلى في عيب مخالفة القانون وعيب السبب وعيب االنحراف في استعمال السلطة.
-50قرار المجلس األعلى عدد ,310بتاريخ 31أكتوبر ,1991سعد بن الحا الصايغ ضد الجامعة الملكية المغربية لكرة
القدم ,مجلة القانون والسياسة واالقتصاد ,عدد ،25،1991ص26.
-51حكم المحكمة االدارية بالرباط بتاريخ 2013-02-28ملف عدد 375-05-2012بين الموظف( )...بإدارة السجون
واعادة االدما والمندوب العام إلدارة السجون واعادة االدما .منشور في الموقع االلكتروني www.marocdroit.com :
تاريخ الولو .2020-01-20
-52ينتقد البعأل – وعن صواب -عبارة مخالفة القانون ويعتبرها تسمية غير موفقة ألنها تدل على معنى عام بحيث لو أخذ
على إطالقه لشمل جميع أوجه اإللغاء وتضمن جميع الصور المخالفة القانون وسوف يصدق على جميع أنواع العيوب التي
تشوب القرار اإلداري .فعيب عدم االختصاص يعتبر مخالفة للقواعد القانونية المتصلة باالختصاص .وعيب الشكل هو مخالفة
لقواعد القانون المتعلقة بالشكل و اإلجراءات.
-53حكم المحكمة االدارية بالرباط بتاريخ 2013-03-21ملف عدد 587-05-2012بين اعضاء غرفة الصناعة التقليدية –الرمل سال
وعامل عمالة سال.منشور في الموقع االلكتروني www.marocdroit.com :تاريخ الولو .2020-01-20
- 54مجلة القصر العدد ،10يناير ،2005ص. 265 .
25
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
-8توقيف رجل السلطة من طرف عامل العمالة أو اإلقليم دون إخبار وزير الداخلية بقرار التوقيف
وباستدعاء المجلس التأديبي لالنعقاد في اجل أقصاه أربعة أشهر على صدور القرار.55
ثانيا -عيب السبب:
سبب القرار اإلداري هو الحالة الواقعية أو القانونية التي تسبق القرار وتدفع إلصداره .وتتحدد رقابة
القاضي اإلداري على سبب القرار في ثالث درجات رقابية :رقابة صحة الوقائع من الناحية المادية .ورقابة
الوصف القانوني للوقائع وأخي ار في بعض الحاالت االستثنائية رقابة المالئمة وهو ما نعرضه على التوالي:
أ-الرقابة على وجود الوقائع﴿ :الخطأ في الواقعة﴾
أي أن يتأكد القاضي من وجود الوقائع التي دفعت اإلدارة إلى إصدار القرار فإذا أسست اإلدارة
قرارها على سبب معين ثبت للقاضي عدم وجوده كان قرارها غير مشروع نتيجة انتفاء أو عدم صحة السبب.
ومن االمثلة على ذلك نذكر:
-1إصدار السلطة االدارية عقوبة تأديبية في حق موظف على أساس أنه تغيب عن مقر عمله
في حين أنه كان موجودا .
-2اصدار السلطة اإلدارية المختصة ق ار ار إداريا بهدم منزل أحد المواطنين زعما منها أنه آيل
للسقوط ،ويثبت في الحقيقة أن المنزل سليم من التهديد بالسقوط.
-3اصدار السلطة اإلدارية ق ار ار بإيقاف أشغال البناء على أساس وجود مخالفة لقواعد التعمير .في
حين أن هذه المخالفة لم تكن موجودة في الواقع.
-4رفض الترخيص بالبناء على أساس أنه سيتم في منطقة أثرية وأن هذا البناء سيشوه جمال
المنظر األثري في حين أن األمر ال يتعلق بمنطقة أثرية.
-5رفض الترخيص بالبناء على أساس أنه سيتم في ساحة عمومية حسب ماهو وارد في تصميم
التهيئة في حين أن األمر ال يتعلق بساحة عمومية.
أما إذا كان القرار يرتكز على عدة أسباب ،وكان أحد هذه األسباب وحده مخالفا للقانون ،فإن القرار
لن يتعرض حتما لإللغاء ،ذلك ألن القاضي يميز بين السبب الحاسم والسبب الزائد عن الحاجة ،فصحة األول
كافية اإلبقاء على القرار :قرار صادر في 9مارس ،1964كنوي إدريس( مجموعة ق اررات المجلس األعلى،
ص ()196وقع التمسك بسببين التخاذ القرار ،احدهما غير موجود في الواقع ،لكن الثاني ،موجود فعال،
وكاف لتبرير العقوبة).
ب -الرقابة على تكييف الوقائع﴿ :الخطأ في القاعدة القانونية﴾
لو ثبت للقاضي اإلداري صحة الوقائع ماديا ولكن اتضح له أن اإلدارة لم تعط للوقائع الوصف أو
التكييف القانوني الصحيح فإن القاضي يعتبر سبب القرار معيباً ويقوم باإللغاء.
- 55الفصل 6من ظهير 15فبراير 1977بتحديد اختصاصات العمال والفصل 73من ظهير 24فبراير 1958المتعلق بالنظام
األساسي العام للوظيفة العمومية.
26
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
يكون القرار اإلداري معيبا بعيب إساءة استعمال السلطة إذا استعمل رجل اإلدارة صالحياته
لتحقيق غاية غير تلك التي حددها القانون .و يتصل هذا العيب بنية مصدر القرار وبواعثه النفسية الخفية
التي تتمثل في الفكرة المتأثر بها والتي تولد لديه رغبة وتصرفا معينا.
يتمثل االنحراف في استعمال السلطة إذن في تسخير سلطة لتحقيق غاية تختلف عن الغاية التي
منحت من أجلها هذه السلطة للمسؤول اإلداري .وقد حظي هذا العيب بأهمية كبيرة في القضاء اإلداري إال
أن أهميته تضاءلت ألنه يتصل بالبواعث النفسية الخفية لجهة اإلدارة ،وإثباته يتطلب أن يبحث القضاء في
وجود هذه البواعث وهو غاية بعيدة المنال .لذلك أضفى القضاء على هذا العيب الصفة االحتياطية فال
يبحث في وجوده طالما أن هناك عيبا آخر شاب القرار اإلداري مثل عيب السبب أو عيب مخالفة القانون
أوعيب عدم االختصاص أو عيب عدم التعليل.
أوال -حاالت االنحراف في استعمال السلطة:
- 56قرار محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط ،صادر بتاريخ "2013-1-3ملف عدد ،2012-5-98غير منشور.
-57قرار المجلس األعلى ،الغرفة اإلدارية بتاريخ 17أكتوبر 1985في قضية كاف ميم ضد عامل مدينة فاس( المجلة المغربية للقانون
،1986عدد ،1ص.42 .
- 58قرار محكمة االستئناف االدارية بالرباط ،عدد 552بتاريخ 2007/07/25في الملف رقم ،5/07/14والذي جاء فيه "..:لئن كان
المستأنف عليه قد نسب إليه كون تصرفاته مشينة باعتباره يعاشر رفقاء السوء ،وهذا له مساس بالمرفق العام الذي ينتمي غليه كرجل
أمن ،إال أن معاقبته عن هذا التصرف غير الالئق بعقوبة العزل ،ينم عن غلو في التقدير ،إذ ال تتناسب هذه العقوبة بتاتا مع خطورة الفعل
المرتكب من قبل الطاعن ،مما يكون معه القرار المطعون فيه مشوبا بتجاوز السلطة وحري باإللغاء"...
27
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
مجموعة قرارات المجلس -59قرار المجلس األعلى صادر بتاريخ 23فبراير ،1961في قضية شركة محطات االستحمام،
األعلى،ص38.
-60قرار المجلس األعلى )محكمة النقأل حاليا)عدد 8الصادر في 30يناير 1970في قضية محمد فر ،اوردته منية بنلمليح ،مرجع
سابق،ص.85.
- 61حكم حكم المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء ملف رقم 2008/388غ بتاريخ 2007/01/15بين شكري عبد الجبار ضد وزير التربية الوطنية ،
منشور في الموقع االلكترونيhttp://www.jurisprudencemaroc.com/index.php :تاريخ الولوج .2019/02/28
- 62حكم لمحكمة اإلدارية بمراكش بتاريخ 22شتنبر 2002منشور في مجلة المحامي ،العدد ،41يوليوز ،2002ص.219 .
-63عبد الغني بسيوني عبد اهلل ,القضاء اإلداري ,منشأة المعارف للنشر ,اإلسكندرية،1989 ,ص.66.
28
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
ويتحقق هذا النوع من االنحراف في نطاق الوظيفة العمومية ،كأن يصدر أحد رؤساء المجالس
الجماعية ق ار ار بفصل أو نقل موظف ألنه ينتمي إلى حزب سياسي مخالف أو يعتنق مذهبا مغاي ار لمذهب
الرئيس .64فإذا صدر القرار االداري بقصد تحقيق هدف أو غرض سياسي أو حزبي ال يمت بصلة للمصلحة
العامة فإنه يكون غير مشروع ومشوبا باالنحراف في استعمال السلطة جدي ار باإللغاء.65
يالحظ بعض فقهاء القانون اإلداري ،أن القرار الصادر بناءا على دوافع سياسية ،ال يراقب في
حاالت عديدة على أساس االنحتراف في استعمال السلطة ،وإنما على أساس مخالفة القانون ،وعليه فإن
معين بسبب أرائه السياسية ،يعد إخالال بمبدأ المساواة ،ومبدأ حرية الرأي ،دون التعرض
رفض اإلدارة لمرشح ّ
لمسألة الدافع الباعث على إصدار قرار الرفض.
ب -االنحراف في استعمال السلطة عن قاعدة تخصيص األهداف:
تتحقق هذه الصورة من صور عيب االنحراف في استعمال السلطة عندما يخرج رجل اإلدارة بق ارره
عن الهدف الذي يحدده القانون حتى ولو كان الهدف الذي قصده متعلقا بالمصلحة العامة ويندرج في إطارها.
فسلطات الضبط اإلداري مثال حدد القانون هدفها في المحافظة على النظام العام بمدلوالته
المختلفة﴿ الصحة العامة و السكينة العامة و األخالق العامة و األمن العام﴾ ،لذا فإن تسخيرها لغاية فض
66
نزاع عائلي يشكل انحرافا في استعمال السلطة.
ج-االنحراف بالمسطرة:
قد يسعى رجل اإلدارة إلى تحقيق المصلحة العامة أو الهدف المخصص من المشرع ،ولكنه
يستعمل مسطرة غير تلك التي حددها القانون ،لتحقيق تلك الغاية ،وهو ما يعرف باالنحراف بالمسطرة.
تحدث هذه الصورة عندما تستخدم اإلدارة إجراء أو إجراءات معينة بصدد قرار معين ،في حين
تكون هذه اإلجراءات مقررة لكي تستخدم بخصوص ق اررات أخرى ،فاإلدارة هنا تحل اإلجراءات محل بعضها،
و تستخدمها في غير ما وضعت من أجله ،واإلدارة تلجأ إلى هذه الطريقة إما من أجل :
-التهرب من مسطرة معقدة :ومثال ذلك أن تلجأ اإلدارة إلى االستيالء المؤقت على العقارات
بدال من سيرها في طريق إجراءات نزع الملكية للمنفعة العامة تفادياً لطول إجراءات نزع الملكية ،أو تتفادى
اإلدارة القيام بسحب الترخيص ،وهي إجراءات معقدة ،و تفضل تغريم المخالف ليسر وسرعة المسطرة .
-أو حرمان األفراد من ضمانات مقررة في المسطرة التي يقررها المشرع و التي تجاهلتها اإلدارة:
ومثال ذلك أن تقرر اإلدارة نقل موظف من أجل مصلحة المرفق لتجريده من ضمانات التأديب .وهي
تستهدف في الحقيقة معاقبته ﴿عقوبة تأديبية مقنعة﴾.
-أو لتحقيق مصلحة مالية للدولة :وفي هذا الصدد ألغى مجلس الدولة الفرنسي ق ار ار صاد ار عن
أحد رؤساء البلديات يقضي بتحريم خلع المستحمين لمالبسهم على الشواطئ ،إال داخل وحدات خلع المالبس
التابعة للبلدية ،مقابل دفع مبلغ معين ،وذلك ألن الهدف الرئيسي لرئيس البلدية لم يكن المحافظة على اآلداب
العامة ،وإنما تحقيق مصلحة مالية للبلدية.
ثانيا -طرق إثبات االنحراف في استعمال السلطة:
يعتبر إثبات عيب االنحراف في استعمال السلطة عملية صعبة و عسيرة على خالف العيوب
األخرى التي يمكن أن تصيب القرار اإلداري .وذلك لعدة أسباب:
-ارتباط االنحراف في استعمال السلطة بالنوايا الداخلية لمصدر القرار و بالهدف الخفي الذي
يسعى إلى تحقيقه من وراء إصداره للقرار.
-إن المدعي الذي يتهم اإلدارة باالنحراف في استعمال السلطة ال يملك عادة في يده من الوثائق و
المستندات ما يستطيع أن يثبت به للقاضي وجود ذلك االنحراف بصورة حاسمة .لذا فهو مضطر إلى االستناد
إلى حد كبير إلى مجرد استنتاجات شخصية أو إلى وقائع ال تمت بصلة إلى الواقعة المشوبة بعيب االنحراف
أو إلى خالفات مع اإلدارة ال ترقى إلى مستوى األدلة القاطعة .بينما تملك اإلدارة من المستندات والوثائق ما
يثبت براءتها من تهمة االنحراف ،بل وقد تعمد إلى إخفاء بعضها لتثبت عكس ما يدعيه ،وال يستطيع هذا
األخير إثبات وجودها لديها أو انتزاعها منها.
إال انه رغم هذه الصعوبات ،فإن القاضي اإلداري يعتمد على مجموعة من وسائل اإلثبات
التي ال يمكن حصرها عمليا .وهذه بعضها:
أ-اإلثبات من نص القرار:
غالبا ما يستعمل القاضي اإلداري القرار نفسه إلثبات عيب االنحراف ويحدث هذا عندما تعلن
اإلدارة عن أسباب قرارها في القرار نفسه ،بحيث مجرد قراءة القرار تكفي لتحديد مدى خروج اإلدارة عن
67
،وبالتالي يمكن للقاضي أن يكتشف وجود عيب المصلحة العامة أو األهداف التي حددها المشرع
االنحراف في استعمال السلطة من القرار ذاته.
هذه الوسيلة غير مجدية ألن مصدر القرار غالبا ما يتخذ الحيطة والحذر في إطار حرصه
على إظهار ق ارره في كامل المشروعية .68
ب-اإلثبات من ملف الدعوى:
قد يكون انحراف اإلدارة بسلطتها متقنا ،فال يستطيع القاضي التوصل إليه من مجرد االطالع
على عبارات القرار المطعون فيه 69.وحينئذ ال يجد القاضي -وهو بصدد الكشف عن االنحراف -من سبيل
سوى اللجوء لملف الدعوى :كالمراسالت التي سبقت أو أعقبت صدور القرار المطعون فيه ،التفسيرات
واإليضاحات التي تقدمها اإلدارة .70
إال أن هذا الطريق لإلثبات رغم أهميته فهو محفوف بالمخاطر حيث أن اإلدارة قد تغاير الحقيقة
فيما تقدمه من تفسيرات لق ارراتها بحيث تخلصها من وصمة االنحراف.71
ج-اإلثبات من القرائن المحيطة بالنزاع:
قد يستعين القاضي إلثبات االنحراف في استعمال السلطة بمجموعة من القرائن المحيطة بظروف
النزاع إذا لم يجد في نص القرار و أوراق الدعوى ما يعينه على اكتشاف االنحراف ومن هذه القرائن نذكر:
-قرينة التفرقة في المعاملة بين الحاالت المتماثلة :تتوفر قرائن االنحراف في استعمال السلطة
إذا ما تساوت المراكز القانونية لألفراد المتعاملين مع اإلدارة و قامت هذه األخيرة بالتمييز بينهم.72
-قرينة الموقف السلبي من االدعاء :ويحدث ذلك إذا اظهر المدعي ضد اإلدارة وقائع تدل
عن انحرافها بسلطاتها ،فإذا لم تنكر اإلدارة تلك الوقائع أو لم تقدم ما ينفها عد ذلك قرينة عن توفر االنحراف
. 73
في استعمال السلطة
-قرينة عدم التناسب بين المخالفة و الجزاء التأديبي :يعتبر عدم التناسب بين العقوبة
التأديبية والخطأ التأديبي قرينة على وجود عيب االنحراف في استعمال السلطة ودليال يستند عليه القاضي في
إثبات خروج اإلدارة عن المصلحة العامة في توقيع العقوبة التأديبية ،وانصرافها إلى تحقيق أغراض أخرى ال
عالقة لها بالصالح العام.
المبحث الثاني :دعوى التعويض (دعوى القضاء الشامل)
تعد دعوى التعويض (دعوى المسؤولية -دعوى القضاء الشامل – دعوى القضاء الكامل)
74
، دعوى يلتمس فيها رافع الدعوى من القاضي جبر األضرار التي أصابت حقوقه بفعل النشاط اإلداري
فهذه الدعوى تختلف إذن عن دعوى اإللغاء بسبب تجاوز السلطة التي يلتمس رافعها من القاضي إلغاء قرار
مخالف للقانون.
-74حسن صحيب ،تطور دعوى التعويأل االدارية في القضاء االداري المغربي ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،ص.
.15
31
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
يمكن تحريك المسؤولية اإلدارية إذا ما أثبت الضحية وجود خطأ إداري ( المسؤولية اإلدارية على
أساس الخطأ) كما يمكن أن يتم ذلك في غياب أي خطأ في الحاالت التي تحدث فيها اإلدارة بشكل
موضوعي مخاط ار للفرد ،عن طريق نشاطها ،حيث ابتكر القاضي اللجوء إلى نظام اخر للمسؤولية ،يمسح
بتعويض الضحايا :هذا النظام هو نظام المسؤولية بدون خطأ( .المسؤولية اإلدارية على أساس المخاطر).
باإلضافة إلى الخطأ فلكي تنعقد مسؤولية اإلدارة ،البد من إثبات وجود ضرر أصاب مدعي المسؤولية ،
فالضرر هو المحور األساسي الذي تدور حوله المسؤولية ،بحيث إذا انتفى الضرر أنتفت المسؤولية.
المطلب األول :حاالت دعوى التعويض
يمكن تحريك المسؤولية اإلدارية إذا ما أثبت الضحية وجود خطأ إداري ،لكن يمكن أيضا أن
يتم ذلك في غياب أي خطأ في الحاالت التي تحدث فيها اإلدارة بشكل موضوعي مخاط ار للفرد ،عن طريق
نشاطها .وهو ما يسمى نظرية المخاطر أو المسؤولية بدون خطأ. .
الفرع األول :المسؤولية االدارية على أساس الخطأ
يمكن تحريك دعوى المسؤولية اإلدارية إذا ما أثبت الضحية وجود خطأ ،ومفهوم الخطأ هو،
بشكل عام ،مفهوم غامض ،غير انه يمكن تعريفه على انه ":كل إخالل بالتزام سابق " .75تظهر
خصوصية الخطأ في المسؤولية اإلدارية في التمييز بين الخطأ الشخصي ،والمرفقي حيث يرتبط األول
بشخص الموظف الذي كان وراء حدوث الخطأ ،في حين يرتبط الخطأ المرفقي أساسا بالمرفق الذي ارتكب
فيه الخطأ أو بسببه.
الفقرة األولى :الخطأ المرفقي
يعرف الخطأ المرفقي بأنه" :بأنه الخطأ الذي ينسب إلى المرفق العام حتى و لو كان الذي قام به
أحد موظفي اإلدارة "76فالخطأ المرفقي هو الخطأ الذي تتحمل الدولة أو الشخص العام بشأنه ماديا هو
مسؤولية التعويض عن األضرار الناجمة عنه.77
فما هي صوره الخطأ المرفقي؟ وماهي طرق تقديره؟
أوال -صور الخطا المرفقي:
إذا كان الخطأ المرفقي يتمثل في إخالل اإلدارة بالتزاماتها ،فإن أمثلة هذا الخطأ تتعدد وتتنوع
بتنوع التزامات اإلدارة و بتنوع صور اإلخالل بها و يمكن أن ترد مظاهر إخالل اإلدارة بالتزاماتها إلى الصور
التالية:
75 - Jean-Pierre Dubois, La responsabilité administrative, Collection Approches, CASBAH Editions, Alger,
1998- Editions La découverte, Paris 1996 , p.51.
-76سليمان محمد الطماوي ،القضاء اإلداؤي ،الكتاب الثاني ،دار الفكر العربي ،القاهرة،1986،ص139.
-77محسن خليل ،القضاء اإلداري اللبناني ،دراسة مقارنة،دار النهضة العربية،بيروت،1982،ص.569.
32
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
إصممممممممابة تليمممممممممذة فممممممممي حممممممممادث بسممممممممبب سممممممممقوطها مممممممممن شممممممممرفة فممممممممي المؤسسممممممممة
التعليميممممممة التممممممي تممممممدرس بهمممممما ،وهممممممي تحممممممت رقابممممممة األسممممممتاذ الممممممذي كممممممان يتممممممولى إلقمممممماء
المممممدرس فمممممي الحجمممممرة التمممممي خرجمممممت منهممممما لشمممممعورها بضممممميق فمممممي التمممممنفس بعمممممدما طلبمممممت
منه اإلذن لها بذلك".79
-2األخطاء الطبية:
تعممممممرض مولممممممود أثنمممممماء المممممموالدة إلممممممى كسممممممر فممممممي كتفممممممه األيمممممممن وذلممممممك لعممممممدم أخممممممد
االحتياطات الالزمة من طرف الفريق الطبي.81
إحالممممممممة مريضممممممممة تعمممممممماني مممممممممن ارتفمممممممماع السممممممممكر علممممممممى ممممممممممرض لمعالجتهمممممممما دون
اتخممممممماذ االحتياطمممممممات الالزممممممممة المتمثلمممممممة فمممممممي التحاليمممممممل الطبيمممممممة والكشمممممممف عمممممممن حالتهممممممما
الصممممممحية بدقممممممة لتحديممممممد التممممممدخل الطبممممممي المناسممممممب مممممممن طممممممرف الطبيممممممب المعممممممالج مممممممما
أدى إلى بتر سبابتها ورجلها اليسرى.82
ب -بطء وعدم أداء المرفق العام للخدمة :
-1بطء المرفق العام في أداء الخدمة أكثر من الالزم:
.78قـــرار محكمة االستانـاف اإلداريـــــة بالربـاط عــدد ، 3375:في مـلــــف عـدد ،6 /11/22 :بتاريخ ، 2012/9/06
79قرار محكمة النقأل عدد 20الصادر بتاريخ 13يناير 2015في الملف المدني عدد 1524/1/3/2013ورد في التقرير السنوي لمحكمة
النقأل ،القضاء رأسمال ال مادي وطني ،2015،ص.70 .
.80حكم المحكمة اإلدارية بمكناس بتاريخ 23شتنبر( 2004قضية السيد الراجي منير) ،منشور في الموقع االلكتروني:
https://www.maroclaw.comتاريخ الزيارة.2018/7/03 :
.81حكم المحكمة اإلدارية بفاس عدد 331 :بتاريخ 12مارس 2014اودته وفاء رزوق ،مسؤولية الدولة عن األخطاء الطبية تعليق على حكم
المحكمة اإلدارية بفاس حكم عدد 331 :بتاريخ ،2014/03/12الموقع االلكتروني ، www.marocdroit.com:تاريخ الزيارة
.2019/02/3
-82حكم المحكمة اإلدارية بوجدة عدد 97ملف رقم 6/11/161بتاريخ ،2014/02/18غير منشور ،في قضية فاطمة حداد ضد وزارة
الصحة.
33
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
تتحقت ت ت ت ت تتق هت ت ت ت ت تتذه الصت ت ت ت ت تتورة فت ت ت ت ت تتي الحالت ت ت ت ت تتة التت ت ت ت ت تتي تتباطت ت ت ت ت تتأ فيهت ت ت ت ت تتا اإلدارة فت ت ت ت ت تتي أداء الخدمت ت ت ت ت تتة
متجاوزة في ذلك المدة المعقولة ألدائها دون مبرر وترتب على ذلك ضرر .
وهت ت ت ت تتذه الصت ت ت ت تتورة ال يقصت ت ت ت تتد منهت ت ت ت تتا أن القت ت ت ت تتانون قت ت ت ت تتد حت ت ت ت تتدد لت ت ت ت تتإلدارة أجت ت ت ت تتال معينت ت ت ت تتا يجت ت ت ت تتب
عليه ت ت ت ت تتا أن ت ت ت ت ت تتؤدي الخدم ت ت ت ت تتة خالل ت ت ت ت تته ول ت ت ت ت تتم تق ت ت ت ت تتم اإلدارة بالعم ت ت ت ت تتل خ ت ت ت ت تتالل ه ت ت ت ت تتذا األج ت ت ت ت تتل ،ألن مج ت ت ت ت تترد
مت ت ت ت تترور المت ت ت ت تتدة المحت ت ت ت تتددة قانونت ت ت ت تتا دون قيت ت ت ت تتام اإلدارة بت ت ت ت تتأداء الخدمت ت ت ت تتة يعت ت ت ت تتد مت ت ت ت تتن جانبهت ت ت ت تتا امتناعت ت ت ت تتا عت ت ت ت تتن
أدائه ت ت ت تتا ،وإنم ت ت ت تتا المقص ت ت ت تتود أن ال تك ت ت ت تتون اإلدارة مقي ت ت ت تتدة بم ت ت ت تتدة معين ت ت ت تتة وم ت ت ت تتع ذل ت ت ت تتك تت ت ت ت تتأخر أكث ت ت ت تتر م ت ت ت تتن
المعقول بدون مبرر في أداء الخدمة.
ومن االمثلة على ذلك نذكر:
بممممممممطء كتابممممممممة ضممممممممبط المحكمممممممممة فممممممممي القيممممممممام بممممممممإجراءات تحويممممممممل المبلمممممممم المممممممممالي
المودع بصندوق المحكمة تنفيذا لحكم قضائي .83
إجممممممراء عمليممممممة المممممموالدة متممممممأخرة بعشممممممرة أيممممممام عممممممن الموعممممممد الطبيعممممممي الممممممذي كممممممان
يتعين أن تضع فيه المتضررة مولودها.84
عمممممممممممدم اكتشممممممممممماف النزيمممممممممممف المممممممممممدموي فمممممممممممي البدايمممممممممممة ممممممممممممن طمممممممممممرف االطبممممممممممماء
المعالجين. 85
تمممممممممأخر وزارة األوقممممممممماف والشمممممممممؤون اإلسمممممممممالمية ،المنممممممممماط إليهممممممممما بنممممممممماء المسممممممممماجد
وصيانتها ،في التدخل لترميم المسجد الذي انهارت صومعته ".86
تأخر اإلدارة في تنفيذ القوانين و اللوائح.
تمممممممممأخر اإلدارة فمممممممممي التمممممممممدخل لمنمممممممممع وقممممممممموع اضمممممممممطرابات تخمممممممممل بالنظمممممممممام العمممممممممام أو
األمن العام.
-2عدم أداء المرفق للخدمة المطلوبة منه:
-83حكم المحكمة االدارية بالرباط ،حكم رقم 3058:مكرر بتاريخ 3غشت 2016بتاريخ رقم ملف .441/7112/2016:منشور في
الموقع االلكتروني https://www.maroclaw.com:تاريخ الزيارة.2020/02/13 :
.84قرار محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط عدد 5695الصادر بتاريخ 2014/12/02في الملف رقم 14/7206/453على الموقع
االلكتروني www.mahakim.ma :تاريخ الزيارة 2018/7/04
85حكم المحكمة االدارية بمكناس بتاريخ 2001/5/31أشارت اليه نجاة خلدون مرجع سابق ،ص.86 .
.86قرار محكمة االستئناف االدارية بالرباط رقم 40بتاريخ 2014/1/7في الملف اإلداري رقم www.mahakim.ma ،1047/13/6تاريخ
الزيارة .2019/12/04
34
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
تتحق ت ت ت ت تتق ه ت ت ت ت تتذه الص ت ت ت ت تتورة ف ت ت ت ت تتي حال ت ت ت ت تتة امتن ت ت ت ت تتاع اإلدارة ع ت ت ت ت تتن القي ت ت ت ت تتام بواج ت ت ت ت تتب ه ت ت ت ت تتي ملزم ت ت ت ت تتة
بأدائت ت ت تته ،إذا كت ت ت تتان مت ت ت تتن شت ت ت تتأن هت ت ت تتذا االمتنت ت ت تتاع أن يصت ت ت تتيب األف ت ت ت تراد بضت ت ت تترر ،فالمست ت ت تتؤولية هنت ت ت تتا ال تق ت ت ت تتوم
علت ت ت ت تتى أست ت ت ت تتاس فعتت ت ت تتل إيجت ت ت ت تتابي وإنمتت ت ت تتا علت ت ت ت تتى أست ت ت ت تتاس امتنت ت ت ت تتاع اإلدارة ع ت ت ت تتن اإلتيت ت ت ت تتان بتصت ت ت ت تترف معت ت ت ت تتين،
ويتحقق هذا الصنف من األخطاء حاالت عديدة نذكر منها:
عممممممممدم القيممممممممام بأشممممممممغال عموميممممممممة مممممممممثال بالوعممممممممة الممممممممواد الحممممممممار مغلقممممممممة بشممممممممكل
سيء تسبب حادثة لراكب سيارة.
إهمممممممممال اإلدارة فممممممممي رقابممممممممة األشممممممممخاص الممممممممذي يجممممممممب عليهمممممممما رقممممممممابتهم كممممممممما لممممممممو
أهملمممممممت إدارة مستشمممممممفى األممممممممراض العقليمممممممة فمممممممي رقابمممممممة المجمممممممانين فمممممممتمكن أحمممممممدهم ممممممممن الهمممممممرب
فقتل أحد األشخاص أو أشعل حريقا.
إهممممممممال رقابمممممممة ممممممممريض عقلمممممممي داخمممممممل مستشمممممممفى األممممممممراض العقليمممممممة قمممممممام بأعممممممممال
عنف أدت إلى وفاة شخص آخر وضع في نفس الغرفة التي كان يتواجد بها.
امتنممممممممماع االدارة عمممممممممن وضمممممممممع عالممممممممممة تنبيمممممممممه بمممممممممالقرب ممممممممممن الحفمممممممممرة الموجمممممممممودة
بالطريق العام الى حين سدها ". 90
-87قرار الغرفة اإلدارية محكمة النقض عدد 78بتاريخ 2013/01/31ملف عدد . 2012/2/4/131منشور في الموقع االلكتروني:
https://www.maroclaw.comتاريخ الزيارة.2020/02/13 :
-88حكم المحكمة اإلدارية بمراكش عدد 879الصادر بتاريخ 30/12/2019في الملف رقم . 180/7112/2019حيث أكدت المحكمة
على" تتجسد المسؤولية االدارية المركز االستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش الموجبة للتعويض عن عدم ادائه للخدمة المطلوبة حينما
منع الهالك من االستفادة من االيواء داخل المستشفى الجامعي ..المسؤولية اإلدارية للمستشفى الجامعي عن وفاة مريض في حالة حرجة لم
يتم التكفل به وتوجيهه للعناية المركزة فور التحاقه ولو في حالة عدم التوفر على أسرة شاغرة "
89
C.E. 10/05/1907, Dep de la Dordogne- C.E, 08/11/1934, Dep. De LOIRET C.E. 06/06/1934, Société Van
سليمان محمد الطماوي ،م .س ،ص 146 .وما بعدهاoutryve .
35
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
-90حكلللللللم المحكملللللللة االداريلللللللة بالربلللللللاط رقلللللللم 3663بتلللللللاريخ 2010/12/08منشلللللللور بالمجللللللللة المغربيلللللللة للللللللإلدارة المحليلللللللة
والتنمية عدد 98-97مارس يونيو 2011ص.343.
-91حكللللللللم المحكمللللللللة اإلداريللللللللة بالربللللللللاط تحللللللللت عللللللللدد 251بتللللللللاريخ 2014/01/23فللللللللي الملللللللللف اإلداري عت ت ت تتدد
.2010/12/807و تلللللللتلخص وقلللللللائع هلللللللذه القضلللللللية أن الملللللللدعون يحلللللللوزون ويتصلللللللرفون بموجلللللللب عقلللللللد كلللللللراء طويلللللللل
األمللللللد مللللللن الدولللللللة المغربيللللللة الملللللللك الخللللللاص ضلللللليعة فالحيللللللة بسللللللبب تقصللللللير وعللللللدم قيللللللام المكتللللللب الجهللللللوي لالسللللللتثمار
الفالحللللللي بوضللللللع بوابللللللات القنللللللاة ...لتفللللللادي دخللللللول ميللللللاه واد سللللللبو لضلللللليعة المللللللدعين...مما ترتللللللب عنلللللله غمللللللر الميللللللاه
هكتللللارا مللللن القمللللح . للضلللليعة وهللللو مللللا نللللتج عنلللله اإلتللللالف الكلللللي لمسللللاحة 60هكتللللارا مللللن القمللللح وإتللللالف غلللللة90,22
. ...وعليللللللله يلتمسلللللللون الحكلللللللم عللللللللى الملللللللدعى علللللللليهم متضلللللللامنين فيملللللللا ب يلللللللنهم بلللللللأدائهم لهلللللللم تعويضلللللللا مسلللللللبقا قلللللللدره
.... 2000000,00
وبنلللللاء عللللللى الملللللذكرة الجوابيلللللة الملللللدالة ملللللن طلللللرف نائلللللب الملللللدعى علللللليهم واللللللذي أكلللللد أنللللله األضلللللرار البسللللليطة
التللللللي لحقللللللت بضلللللليعة المللللللدعين بالمقارنللللللة مللللللع بقيللللللة الضلللللليعات مردهللللللا للفيضللللللانات التللللللي وقعللللللت ...ألن دور ووظيفللللللة -
المكتللللللب الجهللللللوي لالسللللللتثمار الفالحللللللي تبقللللللى محصللللللورة فللللللي األحللللللوال العاديللللللة لحمايللللللة أنابيللللللب التجفيللللللف الموضللللللوعة
علللللللى قنللللللاة الصللللللرف .أن الللللللدعوى ال سللللللند لهللللللا وأن الفيضللللللانات المعروفللللللة لللللللدى الخللللللاص والعللللللام أتلفللللللت ليسللللللت ضلللللليعة
الملللللدعين ولكللللللن منطقلللللة الغللللللرب بنللللللي حسلللللن بكاملهللللللا بملللللا فيهللللللا الطللللللرق الوطنيلللللة واإلقليميلللللل ة والثانويلللللة .وعليلللللله يلللللللتمس
الحكم برفأل الطلب.
" ... :وحيلللللث إن األمطلللللار الغزيلللللرة واالسللللللتثنائية المسلللللببة للفيضلللللان ال تشللللللكل قلللللوة قلللللاهرة وإنمللللللا قرينلللللة عللللللى ترتللللللب -
المسلللللؤولية ،لكلللللون وقوعهلللللا فلللللي فصلللللل الشلللللتاء ملللللن األملللللور المتوقعلللللة وليسلللللت قلللللوة قلللللاهرة أو سلللللببا أجنبيلللللا لإلعفلللللاء
من المسؤولية ." ...
وحيللللللث المكتللللللب الجهللللللوي لالسللللللتثمار الفالحللللللي مسللللللؤول بحكللللللم مهاملللللله عللللللن تللللللأمين مرفللللللق تصللللللريف الميللللللاه
للللللدرء الخطلللللر علللللن أراضلللللي الملللللواطنين الفالحلللللين ومسلللللؤول عملللللا تحدثللللله ملللللن أضلللللرار للغيلللللر ،وهلللللذه المسلللللؤولية موضلللللوعية
مبناها الضرر طبقا لقواعد العدالة واإلنصاف والموجبات اإلنسانية المبنية على التضامن الوطني .
بلللللللللللللأداء الدوللللللللللللللة – وزارة الفالحلللللللللللللة(المكتب الجهلللللللللللللوي لالسلللللللللللللتثمار الفالحلللللللللللللي للغلللللللللللللرب) فلللللللللللللي شلللللللللللللخص
ممثلهلللللللا القلللللللانوني لفائلللللللدة الملللللللدعين تعويضلللللللا علللللللن األضلللللللرار المترتبلللللللة علللللللن الفيضلللللللانات وقلللللللدره 1.000.0000.00درهلللللللم
هكذا مليون درهم مع الصائر "...
36
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
ولهذا نجد أن القضاء اإلداري يجعل من بعض أوجه عدم الشرعية باستمرار مصد ار للمسؤولية .في
حين يمتنع عن تقرير هذه المسؤولية في األوجه األخرى ،وذلك على النحو اآلتي:
–1عيب عدم االختصاص:
يميز القضاء في عيب عدم االختصاص بين عيب االختصاص البسيط وعيب االختصاص
الجسيم ،فعيب االختصاص البسيط ال يؤدي بالضرورة إلى التعويض الذي يتوقف على ظروف كل حالة على
حدة ،اما عيب االختصاص الجسيم فهو يرتب التعويض.
92
-2عيب الشكل:
يقع التمييز بخصوص عيب الشكل بين القواعد الجوهرية والقواعد الثانوية ،فالقواعد األولى فقط هي
التي ترتب التعويض في حالة اإلخالل بها ،ومناط التمييز بينهما يقوم على أساس التأثير على موضوع القرار
ومضمونه ،فالقواعد الجوهرية هي التي تؤثر على هذا الموضوع والمضمون .ومثال ذلك إصدار اإلدارة لقرار
الهدم دون مراعاة شكليات التبليغ ال يكون مصد ار لمسؤولية اإلدارة والتعويض النه لم يكن مؤث ار في موضوع
القرار وجوهره .93
-3عيب مخالفة القانون:
يكون دائما وفي جميع الحاالت سببا لقيام مسؤولية اإلدارة أيا كان مصدر القاعدة القانونية التي
خالفتها جهة اإلدارة وسواء كانت المخالفة جسيمة أو بسيطة.
تعويض سيدة تم توقيفها من طرف رجال الشرطة لمجرد تشابه اسمه مع اسم شخص
94
. مبحوث عنه ومنعها من السفر رفقة مجموعة سياحية واحتجازها بالمطار لمدة 24ساعة
-وفلللللي هلللللذا الصلللللدد قضلللللت الغرفلللللة اإلداريلللللة بمحكملللللة اللللللنقأل "لملللللا قضلللللت المحكملللللة بلللللأداء الدوللللللة لفائلللللدة الطلللللاعن 92
تعويضللللا عللللن الضللللرر الللللذي لحقلللله مللللن جللللراء النشللللاط غيللللر المشللللروع لللللإلدارة ،تكللللون قللللد عللللللت قرارهللللا تعللللليال قانونيللللا مللللادام
ان الخطلللللأ اللللللذي ارتكبللللله القائلللللد باتخلللللاذه قلللللرارا إداريلللللا بلللللإغالق محلللللل مقهلللللى ومطعلللللم فلللللي الوقلللللت اللللللذي كلللللان يجلللللب عليللللله ان
يمتنلللللع علللللن التلللللدخل فلللللي نلللللزاع لللللليس ملللللن اختصاصللللله وهلللللو قلللللرار ....يتسلللللم بالجسلللللامة الكافيلللللة لمسلللللاءلة السللللللطة العاملللللة"(.
قت ت ت ت ت ترار الغرف ت ت ت ت تتة اإلداري ت ت ت ت تتة ع ت ت ت ت تتدد 535بت ت ت ت ت تتاريخ 21م ت ت ت ت تتاي 1960مل ت ت ت ت تتف إداري ع ت ت ت ت تتدد 18/004أوردت ت ت ت ت تته نج ت ت ت ت تتاة خل ت ت ت ت تتدون،
ص.)57 .
- 93حكلللللللم المحكمللللللللة اإلداريلللللللة بمللللللللراكش علللللللدد 83بتللللللللاريخ ،2003/4/9عمللللللللار بوليلللللللل ضللللللللد وزيلللللللر الداخليللللللللة ،منشللللللللور
بالمجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،عدد ،53صادر بتاريخ ،2003ص.240 .
- 94حكم المحكمة االدارية بالرباط رقم 707ملف عدد 1366/031ش ت منشور في الموقع االلكتروني :
pdfالقضاء الشاملadala.justice.gov.ma/production/.../ar/.../
37
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
تعويض سائق تم تغريم عن مخالفة قانون السير لم يرتكبها ،وسحب رخصة سياقته دون
وجه حق .
95
تعويض شخص تم حجز دراجته النارية وإيداعها بالمحجز البلدي النعدام الخوذة رغم أن
مدونة السير ،حددت ،على سبيل الحصر ،حاالت إيداع المركبات في المحجز البلدي ،التي ليس
من بينها مخالفة انعدام الخوذة.96
مسؤولية مرفق األمن عن اإليقاف المفاجئ لمواطن و اقتياده إلى مصلحة الشرطة لتشابه
اسمه مع اسم مبحوث عنه وطنيا من أجل جنحة عدم توفير مؤونة شيك عند تقديمه لألداء.97
(مسؤولية مرفق االمن عن المساس بالحرية الشخصية دون سند مشروع).
-4عيب السبب:
يعرف السبب بأنه الحالة الواقعية او القانونية التي تسبق القرار وتدفع اإلدارة إلى إصداره .وقد ألزم
القانون رقم 03.01الدولة والجماعات الترابية والمؤسسات العمومية والمصالح التابعة لها ،بتعليل ق ارراتها
اإلدارية الفردية السلبية باإلفصاح عن األسباب القانونية والواقعية الداعية إلى اتخاذها ،ألن عدم ذكر هذه
األسباب من شأنه أن يؤدي إلى إلغاء القرار اإلداري من جهة وتقرير مسؤولية اإلدارة من جهة أخرى.
تعويض أستاذ جامعي رفض عميد الكلية ملفه التأهيل الجامعي رغم أنه يستجمع الشروط
المتطلبة قانونا.98
-5عيب االنحراف في استعمال السلطة:
-95قللللللرار محكمللللللة الللللللنقأل عللللللدد 65الصللللللادر بتللللللاريخ 13أكتللللللوبر ، 2011فللللللي الملللللللف اإلداري عللللللدد 986/4/2/2011
قرار منشور بالموقع االلكتروني www.alkanounia.comتاريخ الولو . 2020/01/5
-96حكللللللم المحكمللللللة اإلداريللللللة بالربللللللاط عللللللدد 2385بتللللللاريخ 2018-05-30بللللللين عبللللللد اللطيللللللف صللللللابي والدولللللللة المغربيللللللة،
منشور في الموقع اإللكتروني ، www.marocdroit.com :تاريخ الولو . 2020/02/ 15
-97حكلللللم المحكملللللة اإلداريلللللة بفلللللاس ،علللللدد 531بتلللللاريخ . 2019/05/31وتتتتتتتلخئ وقتتتتتاضع هتتتتتذم القضتتتتتية فتتتتتي قيتتتتتام رجتتتتتال
االمتتتتتن باإليقتتتتتاف المفتتتتتاج لمتتتتتواطن و اقتيتتتتتادم إلتتتتتى مصتتتتتلحة الشتتتتترطة بتتتتتدعوى ونتتتتته مبحتتتتتو عنتتتتته وطنيتتتتتا متتتتتن أجتتتتتل جنحتتتتتة
عتتتتدم تتتتتوفير مؤونتتتتة شتتتتيا عنتتتتد تقديمتتتته لتتتترداء و بعتتتتد أداضتتتته بواستتتتطة الغيتتتتر مبلتتتت الشتتتتيا مو تتتتوع متتتتذ رة البحتتتتث تتتتتم إطتتتت
سراحه مساء نفس اليوم و تحقق إدارة األمن الحقا من وجود خطأ في هوية المشتكى به الحقيقي.
07ش ت -مللللف رقلللم 78منشلللور فلللي بتلللاريخ 12ابريلللل 2007 - 98حكلللم المحكملللة اإلداريلللة بالربلللاط رقلللم 699
الموقع االلكتروني:
adala.justice.gov.ma/production/.../ar/.../القضاء الشامل
38
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
ونفس القاعدة تنطبق على عيب االنحراف في استعمال السلطة حين تكون اإلدارة مسؤولة عن
الخطأ الذي يشوب القرار اإلداري نتيجة لهذا االنحراف بالسلطة.
ب -تقدير الخطأ في حالة األعمال المادية:
العمل المادي الذي تسأل عنه اإلدارة نتيجة الخطأ المرفقي المرتبط بها هو كل عمل ال يندرج
تحت مدلول الق اررات اإلدارية ومثال ذلك أن تجري اإلدارة أشغاال في الطريق العام وتغفل إضاءتها ليال مما
يؤدي إلى إصابة المارة من جراء سقوطهم فيها.
وبصفة عامة فإن الخطأ في حالة األعمال المادية يتخذ صو ار متعددة كاإلهمال أو الترك أو
التأخير أو عدم التبصر...الخ.
وفي هذه الحاالت ال يتقيد القضاء اإلداري بقاعدة عامة في تقدير الخطأ المرفقي بل يفحص
كل حالة على حدة وال يقرر مسؤولية اإلدارة إال إذا كان الخطأ على درجة معينة من الجسامة يحددها وفق
اعتبارات مختلفة كمراعاة ظروف الزمان والمكان الذي وقع فيه الخطأ واألعباء الملقاة على عاتق المرفق
وطبيعة المرفق وذلك كله وفق التفصيل اآلتي:
-1مراعاة ظروف الزمان والمكان الذي يؤدي فيه المرفق عمله:
لزمن وقوع الفعل تأثير كبير على مسؤولية االدارة ،لدى يميز القضاء االداري بين الخطأ
المرفقي الذي يقع في الظروف العادية و بين الخطأ المرفقي الذي يقع في الظروف االستثنائية ،99فالخطأ
المرتكب في الظروف االستثنائية أو الطارئة يستلزم التخفيف أو اعفاء اإلدارة من المسؤولية على ،وخاصة
في ظروف الحرب والكوارث وانتشار األوبئة وحدوث ثورات أو اضطرابات تجعل اإلشراف على المرفق صعبا
أو مستحيال كما قد يراعي القاضي اإلداري في تقديره للخطأ المرفقي ظروف أخرى أخف من الحاالت السابقة
كالساعة التي وقع فيها الخطأ هل كان ذلك في الليل أو بالنهار وإذا كان بالليل فهل هو في أوله أو في ساعة
متأخرة.100
كما يراعي القضاء االداري كذلك ظروف المكان الذي يؤدي فيه المرفق خدماته ،فالعمل في
األماكن و المناطق البعيدة كالجبال واألرياف ،يتشدد فيها القضاء اإلداري ويتطلب الخطأ الجسيم ألن
األخطار التي يواجهها المرفق في هذه األماكن تكون أشد عكس األماكن القريبة الواقعة في المناطق
الحضرية.101
-99علي خطار شنطاوي ،مسؤولية االدارة العامة عن أعمالها الضارة ،الطبعة االولى ،دار وائل للنشر ص . 229
-100سليمان محمد الطماوي ،القضاء اإلداري ،مرجع سابق ،ص.164 - 163 .
سليمان محمد الطماوي ،القضاء اإلداري ،الكتاب الثاني ،قضاء التعويض وطرق الطعن في األحكام (دراسة مقارنة)،مرجع سابق ،ص. 101
.170
39
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
ومثال ذلك أيضا قرار شق طريق جبلية للسير خالل فصل الشتاء ،فهو قرار قد يكون محاطا
بشتى االحتماالت إذا ما تم اتخاذه في ظروف مناخية صعبة (مثل تساقط ثلوج أو أمطار غزيرة أو خطر
الشالالت واالنجراف) ،في هذه الحاالت ،يوجب القضاء إثبات الخطأ الجسيم.
-3مراعاة أعباء المرفق:
تعتبر بعض المرافق بشكل تقليدي ذات مهمة أكثر صعوبة من غيرها :وهذا هو الحال بالنسبة
لمصالح الشرطة في إطار عمليات الحفاظ على النظام العام ،وللمرافق العمومية لالستشفاء.
-فيما يتعلق بمرفق الشرطة:
يجب التمييز بين عمليات الحفاظ على النظام العام والعمليات الخارجة عن النظام العام ،
بالنسبة للعمليات األولى ال يمكن تحريك المسؤولية اإلدارية ما عدا في حالة الخطأ الجسيم ،ومع ذلك ،إذا
استعملت أسلحة نارية ،فإن األغيار الضحايا يتم تعويضهم على أساس المخاطر التي يعرضهم إليها استعمال
أسلحة خطيرة .أما بالنسبة "للمستهدفين" بعملية الحفاظ على النظام ،ستقوم المسؤولية على أساس الخطأ
الجسيم. 102
أما خارج عمليات الحفاظ على النظام ،فإن مسؤولية مصالح الشرطة يتم تحريكها في إطار
الخطأ البسيط ،ذلك أن تنظيم السير أو اتخاذ إجراءات ضبطية في مادة الصيد البري أو البحري أو المحافظة
على الصحة والوقاية العمومية ،عمليات ال تشكل نشاطا ذا صعوبات متميزة.
المرافق العمومية لالستشفاء:
يتعين هنا أيضا التمييز بين األنشطة الطبية والجراحية ،واألنشطة اإلدارية التدبيرية .
حالة األنشطة اإلدارية التدبيرية:
هنا يكفي الخطأ البسيط لتحريك مسؤولية المستشفى ،ومثال ذلك:
الحراسة غير الكافية في مصلحة األمراض العقلية مما نتج انتحار مريض بمرض عقلي على
إثر تقصير في المراقبة.
اإلهمال مثل معالجة ضحية حادثة سير في قاعة مخصصة لمصابين بأمراض معدية أو
جرثومية.
-102عبد هللا حداد ،تطبيقات الدعوى اإلدارية في القانون المغربي ،الطبعة ،2002ص.182 .
40
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
بتر ثدي مريضة تم بناء على تحليل طبي معيب أبان عن خطأ وجود إصابة بالسرطان.
وصف دواء معين بكمية كبيرة ولمدة طويلة دون مراعاة الحالة الصحية للمعني باألمر وإجراء
الفحوص الضرورية التي تفرضها قواعد المهنة الطبية.104
- عدم بذل العناية الواجبة أثناء تشخيص اإلصابة و عدم التوفر على األجهزة و التقنيات
الضرورية و كذا عدم إحالة الضحية إلى الجهة الطبية األكثر تخصصا في الوقت
المناسب.105
هذا وتجب اإلشارة إلى أن القضاء االداري المغربي قد تخلى في بعض االحكام عن شرط الخطأ
مفس ار ذلك بأن مقتضيات الفصل 79من قانون االلتزامات والعقود تقضي باالكتفاء فقط بتوافر الجسيم
. عنصر الخطأ المصلحي دون اإلشارة إلى درجة هذا الخطأ ومدى جسامته إذ ال اجتهاد مع وجود النص
106
وتجدر اإلشارة إلى أن القاضي هو الذي يقرر متى يكون الخطأ بسيطا ومتى يكون جسيما،
فبوسعه إذن أن يعمل بشكل تام على مالءمة تقديره ،ليس حسب الظروف فقط ،ولكن أيضا حسب ما
يقتضيه اإلنصاف.
103ـ حكم المحكمة اإلدارية بأكادير عدد ،2004/763بتاريخ .2004/10/21أورده عمرو بومزوغ ،الخبرة الطبية القضائية :أي أثر على القاضي المغربي،
منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،عدد 101نونبرـ دجنبر ،2011ص.217 .
104ـ حكم المحكمة اإلدارية بمكناس ،ملف رقم ،12/94/5عدد ،12/95/8بتاريخ ،1995/07/27أورده :محمد األعر ،مسؤولية الدولة
والجماعات الترابية في تطبيقات القضاء اإلداري المغربي ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية،
الطبعة األولى ،2013عدد ،99مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط ،ص.153 .
-105حكم المحكمة اإلدارية بوجدة يحي سليماني ضد مستشفى الفارابي بوجدة عدد 36بتاريخ .2005/03/02وتتلخص وقائع هذه القضية
في ان ":المدعي أصيب ابنه بقضيب خشبي في عينه اليمنى قام بنقله فورا إلى قسم المستعجالت بمستشفى الفارابي بوجدة فقام الطبيب المتواجد
بالديمومة بفحصه على الساعة الحادية عشر و النصف صباحا ثم أحاله مباشرة على قسم طب العيون بالمستشفى غير أن الطبيب المشرف على
هذا القسم الدكتور أقشيش ،لم يكن متواجدا به و لم يقم ب فحصه إال على الساعة الثانية و خمسة و أربعين بعد الزوال و بعد فحصه صرح له أن
اإلصابة غير خطيرة و تستوجب استعمال األدوية فقط و أنه سيقوم بإجراء التحاليل في اليوم الموالي قبل إفطار الطفل ،غير أنه لن يحضر إلى
المستشفى في هذا اليوم و قد مكث الطفل في المستشفى لمدة 12يوم دون أن تجرى له أية عملية أو تشخيص و قد صرح له الطبيب المذكور أن
عين ابنه سليمة بعدما سلم له وصفة دواء ،غير أن مباشرة بعد خروجه من المستشفى عرضه على طبيب في القطاع الخاص فأكد له أن ابنه قد
أصبح أعمى في عينه اليمنى مما اضطر معه إلى نقله إلى مستشفى االختصاصات بالرباط حيث أجريت له عملية جراحية مستعجلة غير أن
األطباء المشرفين على العملية أكدوا له مباشرة بعد االنتهاء من العملية أن هذه العملية قد جاءت متأخرة و أن الطفل قد أصيب فعال بالعمى....
106ت حكم المحكمة اإلدارية بمكناس ،عدد ،12/95/02بتاريخ ،1995/07/27أوره محمد األعرج ،مرجع سابق ،ص.154 .
41
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
الفقرة الثانية :الخطأ الشخصي
الخطأ الشخصي "هو الخطأ الذي ينسب إلى الموظف الذي يكون قد قام بأعمال ال تمت
بمصلحة المرفق بأي صلة ،ونتجت عنها أضرار للغير فيكون ملزما يجبر الضرر من ماله الخاص لكونه هو
107
" .فماهي معايير تحديد الخطأ الشخصي؟ وكيف عالج المشرع المغربي الخطأ الشخصي؟ الفاعل
وهذا المعيار وإن اتسم بالوضوح و التحديد إال أن أهم ما لوحظ عليه اهتمامه بالجانب الشخصي،
فسوء النية وحس نها تعد من األمور التي يصعب الكشف عنها لتعلقها بمسائل داخل اإلنسان ال يملك الكشف
عنها إال هو ذاته ،كما أن هذا المعيار ال يتناول حاالت الخطأ الجسيم الذي يقع من الموظف بحسن نية
والذي ذهب القضاء إلى إدراجه في بعض الحاالت في نطاق الخطأ الشخصي.
-2معيار انفصال الخطأ عن الوظيفة ﴿:معيار هوريو﴾
حسب هذا المعيار الخطأ الشخصي هو الخطأ الذي يمكن فصله عن أعمال الوظيفة – والخطأ
المرفقي هو الذي يدخل في أعمال الوظيفة ويكون متصال بها فال يمكن فصله عنها.
والخطأ الشخصي الذي يمكن فصله عن أعمال الوظيفة قد ينفصل عنها انفصاال ماديا أو معنويا.
فاالنفصال المادي يكون في حالة إتيان الموظف لعمل ليس له ماديا أية عالقة بواجبات وظيفته أو إذا كانت
الوظيفة ال تتطلب القيام به أصال .108مثال التشهير من طرف مسؤول إداري بشخص تم حذف اسمه من
اللوائح االنتخابية لصدور حكم ضده.
ويعتبر الخطأ منفصالً انفصاالً معنوياً عن أعمال الوظيفة في حالة إتيان الموظف عمال يدخل
مادياً ضمن واجبات الوظيفة ،ولكن ألغراض محددة غير تلك التي استخدم لتحقيقها ومثال ذلك كأن يقوم
العمدة بقرع أجراس الكنائس في جنازة مدنية ال تقرع لها األجراس.
-107عبد هللا حداد ،تطبيقات الدعوى اإلدارية في القانون المغربي ،الطبعة ،2002ص.182 .
- 108محمد رفعت عبد الوهاب ،القضاء االداري – قضاء اإللغاء أو اإلبطال قضاء التعويأل وأصول وإجراءات ،ص .240
42
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
وانتقد هذا المعيار على أساس أنه أوسع من الالزم في بعض األحيان ألنه يجعل كل خطأ مهما
كان تافهاً شخصياً لمجرد انفصاله عن واجبات الوظيفة ومن ناحية أخرى فإنه ال يشمل األخطاء الشخصية
المتصلة بواجبات الوظيفة إذا ما كانت على درجة كبيرة من الجسامة.109
-3معيار الغاية من التصرف﴿ :معيار دوجى﴾
يقوم هذا المعيار على أساس الغاية من العمل اإلداري الخاطئ.فإذا كان الموظف قصد بعمله
تحقيق أغراض شخصية ال عالقة لها بالوظيفة أو االستفادة من سلطات وظيفته فإن الخطأ يعتبر شخصيا ،
وإذا قصد بعمله تحقيق أغراض الوظيفة فإن الخطأ يعد مرفقيا.110
ورغم بساطة هذا المعيار ،إال أنه وجهت له انتقادات تتمثل في اقتصار الخطأ الشخصي على
حاالت تصرف الموظف بسوء النية فقط هذا في حين أن القضاء اإلداري يتجه في بعض الحاالت إلى اعتبار
خطأ الموظف خطأ شخصيا برغم حسن نيته وهي حاالت الخطأ الجسيم.111
يعتبر هذا المعيار الموظف مرتكبا خطأ شخصيا كلما كان الخطأ جسيما يصل إلى حد ارتكاب
جريمة تقع تحت طائلة قانون العقوبات ،ويعتبر الخطأ مرفقيا إذا كان الخطأ من األخطاء العادية التي
يتعرض لها الموظف في أداء عمله.112
وهذا المعيار غير جامع وال مانع ،فهو يعاب عليه عدم استيعابه حاالت القضاء.113
يقوم هذا المعيار على طبيعة االلتزام الذي أخل به فإذا كان هذا االلتزام من االلتزامات العامة
التي يقع عبئها على الجميع يعد اإلخالل بها خطأ شخصيا أما إذا كان االلتزام من االلتزامات التي ترتبط
بالعمل الوظيفي فإن اإلخالل بها يعد خطأ مرفقياً .
غير أن هذا المعيار تعرض للعديد من االنتقادات ألن العديد من األحكام القضائية اعتبرت الخطأ
شخصياً رغم أن طبيعة االلتزام الذي أخل به مرتبط بالعمل الوظيفي ،كما أن هذا المعيار ال يوضح متى
يكون االلتزام عاماً ومتى يكون وظيفياً .114
يمكن المالحظة بسهولة أن جميع هذه المعايير لها مدلوالت متقاربة بل هي مجرد أوصاف أو
مدلوالت للخطأ ومتشابهة ،ال يمكن أن ترقى ألن تكون معيا ار ،قد تصيب وقد تخيب أحيانا ،كما أنها في
طرحها للمعايير تبدو بسيطة ولكنها معقدة في تطبيقها ،ولهذا كان القضاء يتطور على هامش الفقه لكنه كان
أكثر تدرجا وتفرقة.
ب-المعايير القضائية:
لم يتقيد القضاء بمعيار معين ،وإنما يفحص كل حالة على حدى حسب الظروف.
-1معيار الخطأ المنفصل تماما عن واجبات الوظيفة:
حسب هذا المعيار الخطأ الشخصي هو الخطأ الذي يرتكبه الموظف في حياته الخاصة بعيدا عن
عمله اإلداري أو الوظيفي كقتل شرطي لزوجته أو ارتكبه الموظف أثناء قيامه بوظيفته ولكنه ليس له أي صلة
.ومثال ذلك حالة القبض على أحد األفراد واقتياده لمركز الشرطة أين يخضع بواجبات و تقاليد الوظيفة
115
فهذا المعيار يدفع بنا إلى البحث عن النية أو الدافع الذي حفز الموظف على إتيان الفعل الضار.
فإذا استغل الموظف منصبه ووظيفته لالنتقام من شخص معين ،كالشرطي الذي يلجأ إلى استعمال العنف
أثناء أدائه لمهمة ما أو الذي يقتل بدافع االنتقام .أو إذا ما استغل الموظف وظيفته لتحقيق مصلحة شخصية
كاالختالسات وتحويل األموال ،أو السرقة المنظمة فإن الخطأ في هذه الحاالت يعتبر خطأ شخصيا.
-3معيار جسامة الخطأ:
يعتبر الخطأ شخصيا حسب هذا المعيار لمجرد بلوغه درجة معينة من الجسامة حتى لوكان ال
يشوبه نية سيئة ،ولهذا الخطأ ثالثة تطبيقات:
-أن يخطئ الموظف خطأ ماديا جسيما كما لو تهور أحد الرؤساء واتهم أحد مرؤوسيه بالسرقة دون
مبرر ،وكذا إخالل طبيب جراح بالتزاماته وهذا لعدم استجابته للنداءات الصادرة من غرفة مريضة أجريت لها
عملية جراحية وكانت بحالة سيئة فأدى ذلك لموتها ،أو قيام أحد األطباء بتطعيم عدد من األطفال ضد
الدفتيريا بدون اتخاذ اإلجراءات الوقائية الالزمة فأدى إلى تسمم األطفال.
- 115علي خطاري شنطاوي ،مسؤولية اإلدارة العامة عن أعمالها الضارة ،دار وائل للنشر ،األردن ،2008ص.170 .
44
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
-أن يخطئ الموظف خطأ قانونيا جسيما ،و ذلك بتجاوزه سلطاته بصورة بارزة ،كما لو أمر أحد
الموظفين مواطنا ما بهدم حائط يملكه دون وجه حق.
-أن يكون الفعل الضار المرتكب من الموظف جريمة تخضع لقانون سواء كانت هذه الجريمة
متعلقة بصفته كموظف كإفشاء السر المهني والخيانة أو كانت من جرائم القانون العام كالسلب والقتل الخطأ.
ولكن ما يجب مالحظته أن درجة الجسامة ال تخضع لمعيار محدد بل يعود للقضاء تحديد درجة
خطورة الخطأ.
ثانيا -الخطأ الشخصي في القانون المغربي
ما هو موقف المشرع المغربي للخطأ الشخصي ؟ وما هي العالقة بين المسؤولية الشخصية
والمسؤولية اإلدارية؟
ي ت ت ت ت ت ت تتنص الفص ت ت ت ت ت ت تتل 80م ت ت ت ت ت ت تتن ظهي ت ت ت ت ت ت تتر االلت ازم ت ت ت ت ت ت تتات و العق ت ت ت ت ت ت تتود 116عل ت ت ت ت ت ت تتى أن" :مس ت ت ت ت ت ت تتتخدمي
الدول ت ت ت تتة و البل ت ت ت تتديات مس ت ت ت تتؤولون شخص ت ت ت تتيا ع ت ت ت تتن األضت ت ت ت ترار الناتج ت ت ت تتة ع ت ت ت تتن تدليس ت ت ت تتهم أو ع ت ت ت تتن األخط ت ت ت تتاء
الجس ت ت ت تتيمة الواقع ت ت ت تتة م ت ت ت تتنهم ف ت ت ت تتي أداء وظ ت ت ت تتائفهم وال يج ت ت ت تتوز مس ت ت ت تتاءلة الدول ت ت ت تتة ف ت ت ت تتي ه ت ت ت تتذه الحال ت ت ت تتة إال ف ت ت ت تتي
حالة إعسار الموظفين المسؤولين عنها".
انطالق ت ت ت ت ت تتا م ت ت ت ت ت تتن ه ت ت ت ت ت تتذا الفص ت ت ت ت ت تتل ،ف ت ت ت ت ت تتإن المس ت ت ت ت ت تتؤولية الشخص ت ت ت ت ت تتية للموظ ت ت ت ت ت تتف تتحق ت ت ت ت ت تتق ف ت ت ت ت ت تتي
الحاالت التالية:
أ-الخطأ الشخصي هو الخطأ المقترف خارج العمل:
يتحق ت ت ت ت ت ت تتق الخط ت ت ت ت ت ت تتأ الشخص ت ت ت ت ت ت تتي خ ت ت ت ت ت ت تتارج المرف ت ت ت ت ت ت تتق إذا ق ت ت ت ت ت ت تتام الموظ ت ت ت ت ت ت تتف بالعم ت ت ت ت ت ت تتل الموج ت ت ت ت ت ت تتب
لمس ت ت ت تتؤوليته الشخص ت ت ت تتية خ ت ت ت تتارج نط ت ت ت تتاق وظيفت ت ت ت تته وخ ت ت ت تتارج أوق ت ت ت تتات العم ت ت ت تتل .فبمج ت ت ت تترد مغ ت ت ت تتادرة العم ت ت ت تتل ال
يمك ت ت ت تتن للموظ ت ت ت تتف طبع ت ت ت تتا أن ي ت ت ت تتزج بمس ت ت ت تتؤولية المرف ت ت ت تتق م ت ت ت تتن خ ت ت ت تتالل س ت ت ت تتلوكه فاألخط ت ت ت تتاء الت ت ت ت تتي يقترفه ت ت ت تتا
هتتذا و ستتالحه بواستتطة شخصتتا يغتتتال التتذي يستتأل عنهتتا شخصتتيا كتتأي فتترد .كالشتترطي
خارج وظيفته أو الحريق العمدي الذي يقبل عليه رجل المطافئ خارج إطار وظيفته .
-1الخطأ الناتج عن التدليس:
اعتب ت ت ت تتر المش ت ت ت تترع قي ت ت ت تتام الموظ ت ت ت تتف بأعم ت ت ت تتال تدليس ت ت ت تتية م ت ت ت تتن ب ت ت ت تتين ح ت ت ت تتاالت الخط ت ت ت تتأ الشخص ت ت ت تتي
الت ت ت ت تتذي يعت ت ت ت تتوض الضت ت ت ت تترر النت ت ت ت تتاتج عنت ت ت ت تته مت ت ت ت تتن مت ت ت ت تتال الموظت ت ت ت تتف الخت ت ت ت تتاص﴿ الفصت ت ت ت تتل 80مت ت ت ت تتن ظهيت ت ت ت تتر
االلتزامات و العقود ﴾.
-116ظهيلللللللر 12غشلللللللت 1913المكلللللللون لقلللللللانون االلتزاملللللللات والعقلللللللود المغربلللللللي المنشلللللللور بالجريلللللللدة الرسلللللللمية فلللللللي نسلللللللختها
الفرنسللللللللية عللللللللدد 46ص ، 76كمللللللللا غيللللللللر وتمللللللللم ظهيللللللللر الشللللللللريف رقللللللللم 1.07.129الصللللللللادر بتللللللللاريخ . – 2007/11/30ر
عدد 5584المنشور بالجريدة الرسمية بتاريخ 06دجنبر ،2007ص.3379 .
45
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
وطبقت ت ت ت ت ت تتا للفصت ت ت ت ت ت تتلين 52و 53مت ت ت ت ت ت تتن الظهيت ت ت ت ت ت تتر المت ت ت ت ت ت تتذكور فت ت ت ت ت ت تتإن التت ت ت ت ت ت تتدليس يتحقت ت ت ت ت ت تتق بت ت ت ت ت ت ت توافر
الشروط التالية:
-استعمال الموظف لوسائل إحتيالية لتضليل الغير.
-اعتبمممممممار همممممممذه الوسمممممممائل اإلحتياليمممممممة همممممممي المممممممدافع الرئيسمممممممي إلمممممممى قيمممممممام الممممممممدلس
عليه بتصرف معين.
-صممممممدور الوسممممممائل االحتياليممممممة مممممممن الطممممممرف اآلخممممممر أو أن هممممممذا الطممممممرف علممممممى علممممممم
بها.
فالتدليس يتكون من كل تصرف يفيد نية األضرار ويضمر سوء المسعى لدى صاحبه.
-3الخطأ الجسيم أثناء مزاولة المهام:
أقر المشرع المغربي فكرة الخطأ الجسيم في الفصل 80من ظهير االلتزامات و العقود واعتبره من
صور الخطأ الشخصي.
وهكذا فكل خطأ جسيم يقع من الموظف أثناء قيامه بواجبات وظيفته يشكل خطأ شخصيا يسأل
عنه الموظف في ماله الخاص.
غير أن التمييز بين الخطأ المصلحي -الخطأ اليسير -والخطأ الشخصي – الخطأ الجسيم -مسألة
واقع رهينة بشكل واسع جدا بالظروف المحيطة بكل قضية على حدة .وهو ما يجعل مفهوم الجسامة مفهوم
نسبي رهين بتقدير معين يتسم حتما بنوع من الذاتية.
فالقاضي يميل أحيانا إلى تكييف بعض األخطاء على أنها أخطاء مرفقية حتى عندما يقترف
الموظف أخطاء يمكن أن تظهر رغم كل شيء أنه ال غبار على جسامتها.
قبل إنشاء المحاكم اإلدارية كان التمييز ال يكتسي أهمية بالغة مادام نفس القاضي كان يبث في
جميع الحاالت .لكن بعد إنشاء المحاكم اإلدارية سيصبح الوضع مختلفا ألنه يتعين متابعة الموظف
المسؤول شخصيا أمام القاضي العادي بينما يستوجب في حالة الخطأ المصلحي مقاضاة الجماعة العمومية
أمام المحكمة اإلدارية.
ب -العالقة بين المسؤولية الشخصية والمسؤولية اإلدارية :
أقر المشرع المغربي مبدأ التنافي بين المسؤوليتين اإلدارية والشخصية ،حيث ميز بين الخطأ
المرفقي والخطأ الشخصي .وهو ما يظهر من الفصيل 79و 80من قانون االلتزامات والعقود.
ينص الفصل 79منه على أن" الدولة و البلديات مسؤولة عن األضرار الناتجة مباشرة عن تسيير
إدارتها وعن األخطاء المصلحية لمستخدميها" ،بينما نص الفصل 80على أن "مستخدمو الدولة والبلديات
46
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
مسؤولون شخصيا عن األضرار الناتجة عن تدليسهم أو عن األخطاء الجسيمة الواقعة منهم في أداء وظائفهم
وال تجوز مطالبة الدولة و البلديات بسبب هذه األضرار إال عند إعسار الموظفين المسؤولين عنها ".
من خالل منطوق الفصلين ،يتبين أن المشرع المغربي حمل للدولة المسؤولية عن األخطاء المرفقية،
فيما حمل الموظفين واالعوان العموميين المسؤولية عن أخطائهم الشخصية والتي لكي تكون كذلك ،قرنها
بالتدليس ،أو أن تكون جسيمة.
ففي حالة اقتران الخطأ الشخصي للموظف بأعمال التدليس ،أو كان الخطأ المرتكب جسيما فإن
االمر يستوجب رفع دعوى التعويض ضد الموظف المرتكب الخطأ الشخصي ،وفي حالة ثبوت اعساره تتدخل
االدارة ألداء التعويض.
وفي هذا االطار ينبغي التنبيه الى أن دعوى التعويض التي يمكن رفعها على االدارة للحصول على
تعويض هي من قبيل الدعاوي االحتياطية التي ال يمكن قبولها إال بعد أن توجه الدعوى ضد الموظف ويثبت
اعساره بتقديم محضر عدم وجود ما يحجز .كما ينبغي االشارة إلى أن حلول الدولة محل الموظف في أداء
التعويض هو حلول مؤقت إذ يمكن لإلدارة أن ترجع على الموظف الستعادة ما دفعته من تعويض عن خطئه
الشخصي.117
هكذا ،أقر المشرع المغربي نظام عدم الجمع بين المسؤوليتين ،فالمسؤولية إما أن تكون هناك
مسؤولية إدارية وإما أن تكون مسؤولية شخصية وفي هذه الحالة األخيرة ال يمكن مطالبة الجماعات العمومية
إال في حالة إعسار الموظف المسؤول.118
ومن إيجابيات هذا النظام هو أن الضحية يمتلك دائما ضمانا في أن يتم تعويضه حيث يجب عليه
رفع دعوى التعويض ضد الموظف الذي ارتكب الخطأ الشخصي وفي حالة ثبوت اعساره يجب عليه ان يرفع
دعوى الحلول ضد االدارة لتحل محل الموظف ألداء التعويض .غير أن الجماعة العمومية ال تفعل أكثر
من أن تحل محل أعوانها في إجبارية األداء وليس في المسؤولية .وهو ما يشكل نوعا من الضمانة
التشريعية القائمة لفائدة الضحايا ولكنها ال تعني مسؤولية الجماعة العمومية.
كما أن مبدأ المسؤولية الشخصية للموظفين العموميين أمر ضروري لتفادي تفشي نوع من اإلحساس
باإلفالت من العقوبة داخل اإلدارة من طرف أعوان قد ينساقوا-ألنهم على علم بالحماية التي ينعمون بها في
كل األحوال -إلى عدم االكتراث بتبعات تصرفهم والى عدم ايالء الحرص الكافي للوجبات المهنية التي تكون
على عاتقهم.
غير أنه من سلبياته هو أن الضحية سيجد نفسه أمام صعوبة تكييف الخطأ ،وبالتالي ستساهم
خاصية عدم الجمع بين المسؤوليتين في تعقيد وضعية الضحية الذي يتوجب عليه وقبل كل شيء االهتداء
للقاضي المختص .
الفرع الثاني :المسؤولية االدارية بدون خطأ
تعني المسؤولية اإلدارية بدون خطأ أن اإلدارة تكون مسؤولية عن الضرر الذي أصاب المضرور
نتيجة قيام اإلدارة بأعمالها ،حتى ولو لم يصدر منها أي خطأ وعلى المضرور أن يقو م بإثبات العالقة
السببية بين نشاط اإلدارة والضرر الذي أصابه دون حاجة إلى إثبات خطأ اإلدارة.119
الفقرة االولى :المسؤولية عن األ رار الناجمة عن األشغال العمومية
األشغال العمومية في القانون اإلداري هي كل إعداد مادي لعقار سواء كان هذا اإلعداد المادي بناءا
أو صيانة أو ترميما يستهدف تحقيق منفعة عامة ،ويتم لحساب شخص من أشخاص القانون العام أو لتسيير
مرفق عام .وهذه الصورة هي أقدم الصور التي طبق فيها القضاء اإلداري الفرنسي المسؤولية اإلدارية على
أساس المخاطر ،وقد عرفت قواعد المسؤولية اإلدارية عن األشغال العمومية تطو ار مهما فقد كان االجتهاد
القضائي يستند على معيار الضرر وميز فيه بين الضرر الدائم والضرر العرضي .إال أن القضاء هجر هذا
المعيار واستند على معيار الضحية.
أوال -معيار الضرر:
يقوم هذا المعيار على اساس التمييز بين الضرر الدائم والضرر العرضي.
ينجم بشكل موضوعي عن إنجاز شغل عمومي أو عن وجود منشأة عمومية ،فالضرر الدائم هو
الضرر الذي يستمر زمنا طويال ويعيب األمالك نتيجة األشغال العمومية ،ومثال ذلك:
-3ال يضانات الناجمة عن التغيرات المحدثة نتيجة إحدى عمليات الشغل العمومي.120
--119ميشيل روسي ،المنازعات اإلدارية بالمغرب ،ترجمة :محمد هيري الجياللي أمزيد ،مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط ،ص.194.
-120قرار محكمة االستاناف بالرباط ،ورثة مارك ،marcصادر في 28أكتوبر ،1941مجموعة قرارات محكمة االستاناف بالرباط،
،1942ص.)Racar( 305 .
- 121قرار المجلس األعلى بتاريخ في 9يناير ،1960قضية مازويي ومن معه (مجموعة قرارات المجلس األعلى ،ص.) 203 .
في هذه القضية قبل المجلس األعلى في قرار صادر في 9يناير ،1960بتعويأل صاحب احد األمالك نتيجة مرور خط كهربائي وسط ملكه.
48
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
-6بناء سد.
-7تحويل طريق.122
ب-الضرر العر ي:
الضرر العرضي هو نتيجة فجائية لتنفيذ الشغل العمومي ،هذه النتيجة ليست عادية ،فربما كان
من الالزم تفاديها ،األمر يتعلق إذن بحادث طارئ ،و من األمثلة على ذلك:
-2عدم وجود إشارات متعلقة بوجود حفرة أو ورش او أشغال عمومية او غياب عالمات
التنبيه بمعبر خطير او عدم اإلشارة لوجود الخطر على طريق عمومي (مبنى عمومي).
-5تدفق مياه ملوثة أو رائحة كريهة يعود مصدرها إلى شغل عمومي أو مبنى عمومي.
واألضرار الواردة في هذه القائمة هي على سبيل المثال ال الحصر ،ألن مسألة تحديد األضرار
الناجمة عن األشغال العمومية تعود إلى السلطة التقديرية للقاضي اإلداري حسب ظروف ومالبسات وطبيعة
الضرر وعالقته بالشغل العمومي .إذ يمكن ارجاع صور الضرر الناجم عن األشغال العمومية بشكل عام
إلى ما يلي:
إال أن تجب اإلشارة إلى ان القضاء االداري قد هجر هذا المعيار واستند إلى معيار الضحية،
وميز بين ما إذا كانت الضحية من الغير أو المشارك أو المرتفق .وذلك بعدما كان يؤسس المسؤولية
االدارية عن االشغال العمومية على أساس المخاطر أي دون خطأ باعتبار الضرر نتيجة حتمية ومحسوبة
ضمن مخاطر تنفيذ األشغال العمومية.
-122قرار محكمة االستاناف بالرباط في حكم لها بتاريخ ،1953/07/01أورده ميشال روسي ن مرجع سابق ،ص.155.
قضت محكمة االستاناف بالرباط في هذه القضية بتقديم التعويأل لصاحب المصنع الذي تضرر من جراء قيام اإلدارة بحذف طريق كان يمكنه من الوصول
إلى المصنع بسهولة.
49
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
ثانيا -معيار الضحية:
كما سبق اإلشارة إليه سالفا فإن القضاء يعتمد معيار الضحية ،وعليه فقواعد المسؤولية تختلف
باختالف ما إذا كان الضحية من المشاركين أو من المرتفقين او من الغير.
أ-األ رار الواقعة على المشار ين :
المشارك هو الشخص الذي ينفذ بطريقة أو بأخرى الشغل العمومي (أي يشارك في إنشاء المبنى
العمومي) ويندرج تحت هذا التعريف المقاول وعماله ،وقد يكون المشارك شخصا اعتباريا.
إن تعويض األضرار التي يتحملها هؤالء يؤسس على الخطأ وليس على المخاطر باعتبار أن
المشارك ليس غريبا عن مخاطر العملية كونه يشارك في إنجاز المبنى.
ب-األ رار الواقعة على المرتفقين:
المرتفق هو الشخص الذي يستعمل فعال المبنى العمومي المتسبب في الضرر ،كوقوع شجرة على
أشخاص في حديقة عمومية .ويعتبر مرتفقا كذلك المستفيد بمرافق الماء و الكهرباء ،بحيث يكون الشخص
مرتفقا عندما يصيبه ضرر من القناة التي يستفيد منها ،ويعتبر من الغير إن كان مصدر الضرر القناة
الرئيسية .وهنا ال تعفى اإلدارة عن مسؤوليتها إال إذا أثبتت أنها قامت بالصيانة العادية في حالة ما إذا كان
الشخص مرتفقا .
تعتبر قرينة العيب في الصيانة العادية قرينة قوية تجعل المسؤولية تقترب في العمل من المسؤولية
على أساس المخاطر .وعلى اإلدارة لن في هذه القرينة أن تثبت قيامها بإجراءات الصيانة العادية أي إثبات أنها
فعلت كل ما كان عليها أن تفعل لتفادي الضرر .كما يمكن للدولة أن تعفى من المسؤولية إذا أثبتت أن
الضرر الذي أصاب الضحية كان نتيجة خطئه الشخصي أو نتيجة القوة القاهرة.
ج-األ رار الواقعة على الغير:
الغير هو ذلك الشخص الذي ال يستعمل المبنى العمومي وال يستفيد من األشغال العمومية .في هذه
الحالة تؤسس المسؤولية االدارية على أساس المخاطر ،وهو أمر منطقي مادام أن الغير ال يجني أي نفع من
المنشأة أو العملية ،ولن يكون من اإلنصاف أن يلزم من جهته بإثبات الخطأ اإلداري .كتعرض معمل
لفياضانات من جراء حذف حاجز مجرى واد خالل عملية شغل عمومي.
الفقرررررررررررة الثانيررررررررررة :المسررررررررررؤولية اإلداريررررررررررة عررررررررررن األشررررررررررياء و األنشررررررررررطة
الخطيرة
وتندرج تحتها الحاالت اآلتية :المسؤولية اإلدارية عن مخاطر الجوار غير العادية و المسؤولية
االدارية بسبب المتفجرات والذخيرة واستعمال األسلحة النارية من طرف قوات األمن والمسؤولية االدارية بسبب
العالجات الطبية والجراحية الخطيرة....
50
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
تتحقق مسؤولية الدولة في هذه الحالة كلما زاولت اإلدارة أعماال خطيرة وعرضت من يجاورها من
السكان لهذا الخطر ،فتلتزم بالتعويض بصرف النظر عن قيام ركن الخطأ .ومن األمثلة على ذلك نذكر:
-1تعويض مالكة بقع أرضية تضررت مزروعاتها المجاورة لمعامل المكتب الشريف للفوسفاط
من النفايات الكيماوية التي تلقيها هذه األخيرة والدخان المتساقط من المداخن والذي تسبب في قتل
جميع أنواع الزرع وكذا العديد من المواشي.123
-2األضرار الناشئة عن المصانع والمنشآت التي تتوفر على متفجرات أو أسلحة أو مواد
صناعية أو كيماوية خطيرة أو غازات سامة.
-3إتالف الخنازير البرية المحمية من طرف الدولة المغربية لمحصول القمح الطري.124
-4خروج الخنازير البرية من الغابة العائدة للملك العمومي و إلحاقها أضرار بالضيعات و
المزارع المجاورة لها.125
نتيجة تعرضه العتداء من طرف خنزير بري إثر عودته من -5وفاة تلميذ
المدرسة(.126المسؤولية اإلدارية عن الحيوانات المتوحشة).
ب-المسؤولية اإلدارية بسبب أنشطة المتفجرات والذخيرة:
تقوم مسؤولية الدولة في هذه الحالة على أساس المخاطر وال يكون بالتالي المتضرر ملزما بإثبات
الخطأ من جانبه الشيء الذي تتحمل معه الدولة كامل مسؤوليتها عن هذه االنشطة ومثال ذلك نذكر ما يلي:
-123قرار المجلس األعلى الغرفة اإلدارية كهياة استانافية عدد ،779 :بتاريخ 2007/09/12بين السيدة حبيبة بنجار،
والمكتب الشريف للفوسفاط .منشور على الموقع االلكتروني ،تاريخ الولو 2020-01-02https://www.mahkamaty.comوتلخص
وقائع هذه القضية في أن المدعية تملك بقعا أرضية كائنة بدوار آيت باعمران بآسفي وأنها تضررت من النفايات التي تلقيها معامل المكتب
الشريف للفوسفاط والدخان المتساقط من المداخن والذي تسبب في قتل جميع أنواع الزرع وكذا العديد من المواشي حيث أصبح استغاللها
مستحيال ،فاعتبر المجلس األعلى أن ":المعامل التابعة للمكتب الوطني الشريف للفوسفاط تنفث دخانا وتلقي بنفايات كيماوية ....وبالتالي فإن
مسؤولية هذا األخير عن تلك األضرار قائمة على أساس المخاطر ".
-.124قرار حمكمة النقض عدد 132 :الصادر بتاريخ 07فرباير 2013يف المف ادإدار عدد ، 516/04/01/2011منشور بمجلة محكمة
النقض ،ملفات عقارية ،قضايا المياه و الغابات ،العدد ، 04ص .1.
-125قرار يف 29دجنرب ( 1943جمموعة قرارات حمكمة االستئناف ابلرابط ،1944ص .)Racar 337.
-126حكم احملكمة ادإدارية أبكادير بتاريخ 30يناير ، 2003في الملف رقم 37/2002
51
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
-2تعممممممويض راعممممممي للغممممممنم تعممممممرض لحممممممادث انفجممممممار لغممممممم أصمممممميب علممممممى إثممممممره بإصممممممابات
128
. خطيرة في مختلف أطراف جسمه وبعجز كلي ودائم وبتشويه وألم
لقيت أيضا فكرة المسؤولية على أساس المخاطر مجالها في الميدان الطبي وتتجلى في حاالت
العديد نذكر منها:
-1إصابة طفل بالشلل في أطرافه السفلى ،نتيجة استخدام الطبيب طريقة عالجية جديدة تسمى
طريقة .130 (luqué
-2إتالف شبكية عين مريض بالسكري وإصابته بالعمى نتيجة عالجه بتقنية عالجية حديثة
photocoagulation panretinalال تتناسب مع عينيه التي كانت تعاني من حساسية مفرطة
".131
-3حقن المريض بدم ملوث باعتبار أن صاحبه كان مريضا بمرض معد هو االيدز.132
-4اصابة طفل بالعمى نتيجة عملية للتلقيح اإلجباري في إحدى المدارس العمومية.133
--127قرار صادر يف 21يناير 1928قضية مدافع األوداية ( جمموعة قرارات حمكمة االستئناف ابلرابط ،1928ص .)Racar 330
-128قرار حمكمة االستئناف ادإدارية مبراكش بتاريخ 17مـ ـ ــارس2011قرار رقم 201بتاريخ :مف رقم1-2010-6- 66
-129حكم احملكمة ادإدارية ابلرابط حكم رقم 798 :بتاريخ 2012 /03/06 :مف رقم . 2011/12/ 357:
.-130قرار محكمة االستاناف اإلدارية لمدينة ليون الفرنسية بتاريخ 21دجنبر 1990في قضية عائلة Gomezوتتلخص وقائع هذا القرار،
بأن ولد يدعي sergeيبلغ من العمر خمسة عشر عاما ،دخل إلى المستشفى إلجراء عملية جراحية في العمود الفقري ،ظهرت إثر العملية
مضاعفات جسيمة ،إنتهت بعد ستة و ثالثون ساعة بإصابة الطفل بالشلل في أطرافه السفلى ،نتيجة استخدام طريقة عالجية جديدة تسمى
طريقة )،.(luquéأورده علي عصام غصن ،مرجع سابق ،ص.133.
-131حكم المحكمة اإلدارية بالرباط رقم 12بتاريخ 2013/03/02في الملف عدد 2013/7206/943غير منشور.
-132قرار محكمة النقض عدد 113بتاريخ 25/02/2014في الملف المدني عدد ،2014/3/1/4256مجلة قضاء المجلس
األعلى ،عدد خاص بالقضاء اإلداري ،عدد ،51السنة ،20ص 68 :وبعدها.
-133قرار للغرفة اإلدارية بمحكمة النقض تحت عدد ،346بتاريخ 16نونبر 1979ملف رقم .58186
52
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
تعتبر الدولة مسؤولية على أساس نظرية المخاطر في حالة تضرر األفراد من استخدام رجال
الشرطة لألسلحة واآلالت الخطيرة وذلك دون حاجة إلثبات ارتكابها لخطأ مرفقي.
مسممممممممممؤولية االدارة عممممممممممن وفمممممممممماة شممممممممممخص اثممممممممممر تعرضممممممممممه لضممممممممممربة علممممممممممى -2
مسممممممتوى الممممممرأس مممممممن طممممممرف رجممممممل أمممممممن أثنمممممماء تممممممدخل رجممممممال األمممممممن إلنهمممممماء أعمممممممال
الشمممممغب التمممممي عرفتهممممما إحمممممدى مباريممممما كمممممرة القمممممدم (.134مسمممممؤولية مرفمممممق األممممممن عمممممن
األضرار الناتجة عن التدخل لمواجهة شغب المالعب الرياضية).
-134حكم المحكمة اإلدارية بالرباط بتاريخ 25/ 7 / 2013في ملف رقم 2010/575/ 12حول مسؤولية ا
وزرتي الداخلية و الصحة عن وفاة مشجع في إحداث شغب
بمركب الدار البيضاء
وتتلخص وقائع هذه القضية أنه بتاريخ 26/02/2012تقدمت المدعية بمقال افتتاحي للدعوى المسجل بكتابة ضبط تعرض فيه أن
ابنها ذو العشرين ربيعا قد تعرض لضربة على مستوى الرأس من طرف رجل أمن فقد على إثرها الوعي ،وذلك نتيجة تدخل رجال األمن
إلنهاء أعمال الشغب التي عرفتها مبارة كرة القدم بين فريقي الوداد و الجيش الملكي بالمجمع الرياضي محمد الخامس بتاريخ
،14/04/2012وأنه على إثر ذلك تم نقل المرحوم بواسطة سيارة اإلسعاف باتجاه المركز االستشفائي الجامعي ابن رشد بقسم
المستعجالت من نفس اليوم ،وبعد المعاينة تأكد أن حالته تستدعي إجراء بعأل الفحوصات الطبية المستعجلة ،إال أن إدارة المستشفى
امتنعت ورفضت القيام بالفحوصات المستعجلة ،إال بعد أدائه للمصاريف وهو متعذر على المرحوم القيام به ،وأضافت انه بعد ذلك توجه
بالقطار وبدعم من صديقه إلى الذهاب إلى مكناس ،إلى أن حالته الصحية تدهورت وهو في الطريق مما استدعى إدارة المكتب الوطني
للسكك الحديدية إلى مهاتفة سيارة اإلسعاف التي نقلته إلى المستشفي اإلقليمي بسيدي قاسم ،غير أن المنية وافته بمجرد الوصول إلى
المستشفى حسب ما يؤكده المحضر المنجز من طرف الشرطة بتاريخ ، 14/04/2012ومن أجل ذلك التمست العارضة ...الحكم لفائدتها
بمبلغ 100.000درهم على كل من وزارة الداخلية ووزارة الصحة وكذا مبلغ 400.000درهم يؤديه المركز اإلستشفائي الجامعي ابن
رشد و الحكم لفائدة ابنيها بمبلغ 400.000درهم و 100.000درهم مناصفة كل من الجهات المذكورة تحت غرامة تهديدية قدرها
10.000لكل واحدة من اإلدارات المنفذ عليها عن كل يوم تأخير عن التنفيذ مع النفاذ المعجل و لصائر .
لكي تنعقد مسؤولية اإلدارة ،البد من إثبات وجود ضرر أصاب مدعي المسؤولية ،فالضرر
هو المحور األساسي الذي تدور حوله المسؤولية ،بحيث إذا انتفى الضرر أنتفت المسؤولية.
والضرر كشرط من شروط انعقاد مسؤولية اإلدارة ،يجب توافره سواء كانت تلك المسؤولية
قائمة على أساس الخطأ أو قائمة بدون خطأ على أساس المخاطر.
يثير التعويض مسألة إسناد الضرر ،ويفترض أيضا أن يكتسي الضرر الخصائص التي تجعل
منه ضر ار قابال للتعويض كما أن القاضي يأمر بالتعويض وفق إجراءات متنوعة لتصفيته.
الفرع األول :الضرر الذي تسأل عنه اإلدارة
الضرر ركن الزم لقيام المسؤولية اإلدارية سواء في حالة الخطأ أم في حالة المخاطر ،فإذا
136
.وللضرر صورتان هما :الضرر المادي والضرر المعنوي .وسواء كان انتفى الضرر انتفت المسؤولية
الضرر ماديا أو معنويا فإنه ال يكون قابال للتعويض عنه إال توافرت فيه شروط معينة بأن يكون ضرر مباش ار
ومحققا وخاصا ناشئا عن اإلخالل بمصلحة مشروعة
الفقرة األولى :شروط الضرر القابل للتعويض
يشترط في الضرر الذي يستتبع مسؤولية اإلدارة أن يستجمع عدة شروط نوجزها فيما يلي :
أوال -يجب أن يكون الضرر مباشرا:
ومعنتتى هتتذا الشتترط أن توجتتد عالقتتة ستتببية مباشترة بتتين فعتتل اإلدارة والضتترر المتتدعى بوجتتوده ،أي
أن يكون عمل اإلدارة هو السبب المباشر للضرر المطلوب التعويض عنه .137أما إذا لم يكن عمل اإلدارة هتو
السبب المباشر للضرر المطلوب التعويض عنه ،فتإن عالقتة تنتفتي الستببية بتين عمتل اإلدارة وبتين الضترر وال
.كأن يكون الضرر المطلوب التعويض عنه كان بسب قوة قاهرة أو حادث فجتائي أو 138
تسأل عنه اإلدارة
خطأ المضرور أو خطأ الغير.
ويترتب على اشتراط أن يكون الضرر هتو النتيجتة الطبيعيتة والمباشترة لعمتل اإلدارة حتتى يمكتن أن
تسأل عنه ،أن مسؤولية اإلدارة تنتفي إذا ثبت أن الضرر المطلوب التعويض عنه كان بسب قوة قاهرة أو
حادث فجائي أو خطأ المضرور أو خطأ الغير.
ثانيا -يجب أن يكون الضرر محققا:
-136فتحي فكري ،مسؤولية الدولة عن أعمالها التعاقدي ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،1995ص.327.
- Nicolas Chifflot, La causalité dans le droit de la responsabilité administrative Passé d'une notion en
137
quête d'avenir, Droit Administratif n° 11, étude 20, LexisNexis SA, France, Novembre 2011, p. 02.
-138محمد محمد عبد اللطيف ،قانون القضاء اإلداري-مسؤولية السلطة العامة ،الطبعة الثالثة ،دار النهضة العربية ،القاهرة،1991 ،ص.
.411-410
54
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
أي أن يكون مؤكد الوقوع و يقصد بالضرر المؤكد أو األكيد ذلك الذي يكون وجوده ثابتا ،و يكتون
واقعا و حاال فعال 139حتى و إن لم يكن بصورة كاملة و فورية .كمتا لتو أصتيب الشتخص بجتروح فتي جستمه
أو خسارته لمحصوله الزراعي نتيجة تماس في خطوط كهرباء الضغط العالي.
ولكن أن يكون الضرر أكيدا ،ال يعني أن يكون بالضرورة حاليا و آنيا Présent et actuel
.أمتا إذا كتان الضترر 140
فالتعويض عن الضرر المستقبلي Préjudice futureجائز إذا كان حدوثه أكيدا
.إذ يميتز القاضتي بتين متا هتو مستتقبلي متن 141
محتمال Eventuelغير أكيتد ،فتال مجتال للتعتويض عنته
جهة و من جهة أخرى بين ما هو محتمل كإصابة طفل نتيجة خطأ طبي المستشتفى متن شتأنه أن يحتول دون
إمكانية ممارسته للعمل في المستقبل.
أم تتا إذا ك تتان الض تترر إحتمالي تتا ف تتال يحك تتم القض تتاء ب تتالتعويض عن تته .فت تال يعت تتد م تتثال ف تتي تق تتدير
التعويض بقول المدعي بأنه لو بقي في الخدمة لوصل إلى درجة كاتب عام في غضون عتامين ،ألن العبترة
فتتي تقتتديره ( أي التعتتويض ) إنمتتا يكتتون بمقتتدار الضتترر الواقتتع فعتتال علتتى أستتاس الواقتتع الثابتتت ال علتتى أستتاس
إفتراض أمور محتملة قد ال تحصل .
فالضرر المحقق قد يكون ضرر " حتال" أي وقتع فعتالً
142
أو ضترر مستتقبل ولكنته مؤكتد الوقتوع.
ومتن أمثلتتة الضترر المستتتقبل المؤكتد الوقتتوع ،إصتابة طفتتل بعجتتز يحتول بينتته وبتين القتتدرة علتى ممارستتة مهنتتته
مستقبال ،فهذا ضرر مؤكد الوق تتوع ،حيث أن الضرر هذا مؤكد الوقوع ومن ثتم يعوض عنه.
أمتتا الضتترر االحتمتتالي ،فإنتته قتتد يقتتع وقتتد ال يقتتع وبالتتتالي ال يجتتوز التعتتويض عنتته إال إذا وقتتع
فعتال .ومثتتال ذلتتك رفتتض تعتتويض المصتتاب فتتي حتتادث أشتتغال عموميتتة ترتتتب عليتته منعتته -كمتتا أدعتتى -متتن
تحقيق مشروعات كان من المحتمل أن تدر عليه بعض األرباح .
ثالثا -يجب أن يكون الضرر خاصا:
بمعن تتى أن تته يج تتب أن يص تتيب ف تترداً معينت تاً أو أفت تراد مح تتددين عل تتى وج تته الخص تتوص .أم تتا إذا ك تتان
الضرر عاماً يصيب عدد غير محدود من األفراد فإنه يعتبر متن األعبتاء أو التكتاليف العامتة التتي يجتب علتى
عم تتوم األفت تراد تحمله تتا دون تع تتويض .فالض تترر يج تتب أن يتص تتف إذن بالخصوص تتية بالنس تتبة لف تترد أو أفت تراد
محددين بالذات.
رابعا -يجب أن يقع الضرر على حق مشروع:
-139محند بوكوطيس" ،مسؤولية الدولة في المجال الطبي" ،منشورات مجلة المنارة ،العدد الثالث ،دار السالم للطباعة النشر و التوزيع
الرباط ،سنة ،2014ص.163.
140- RENÈ CHAPUS, Droit administratif général, T1, 15e édition, Montchrestien, Paris, 2001, p.235
-141محمد رفعت عبد الوهاب ،القضاء اإلداري ،قضاء اإللغاء (أو اإلبطال) قضاء التعويأل وأصول اإلجراءات" ،منشورات الحلبي
الحقوقية ،حلب ،الجزء الثاني ،سنة ،2002ص.276.
-142جهاد حميدي" ،التعويأل عن الضرر في ميدان المسؤولية اإلدارية" ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،ع 14لسنة
،1998ص.225.
55
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
ال يمكن المطالبة بتعويض عن األضرار الناتجة عن وضعية أو أعمال غير مشروعة ال يسمح
بهتتا وال يقرهتتا القتتانون ،143فالستتارق التتذي تحجتتز منتته المستتروقات أو تتتاجر المختتدرات التتذي تحجتتز منتته ه تتذه
المختتدرات ال يمكتتن لهمتتا أن يطالبتتا بتتالتعويض عتتن األض ترار التتتي أصتتابتهما متتن حرمانهمتتا متتن منتتافع تلتتك
األشياء التي ال يحق لهمتا امتالكهتا أو اإلتجتار فيهتا ،والخليلة ال يجوز لها أن تطالب بتعويتض عن ضرر قد
أصابها نتيجتتة فقد خليلها ،ألن العالقتتة بينهمتتا كانتتت غيتتر مشتتروعة وشاغلو ملك عام بدون ستتند لي تس لهم
الحق في التعوي تض عن قرار طتتردهم حتى ولو أن طتتردهم تتتم بناء على قرار مشوب بعيتتب ،أو كتتان التنفيذ
غير قانوني ، .فال تعويض إذا كان المضرور في وضعية غير قانونية خالل وقوع الضرر.144
الفقرة الثانية :أنواع الضرر الذي يمكن التعويض عنه
الضرر نوعان :فهناك الضرر المادي الذي يمكن أن يصيب الشخص في جسمه أو في ماله نتيجة
خط تتأ اإلدارة .ولك تتن الض تترر ق تتد يكت تون أيض تتا ض تتر ار أدبي تتا او معنوي تتا غي تتر م تتادي ك تتاآلالم النفس تتية والمس تتاس
بالسمعة أو الكرامة أو مركز الشخص األدبي .
أوالـ التعويض عن الضرر المادي:
يتفتتق الفقتته والقضتتاء علتتى ضتترورة التعتتويض عتتن األض ترار الماديتتة ،ويشتتمل التعتتويض متتا لحتتق
المضتترور متتن خستتارة ومتتا فاتتته متتن كستتب .و الضتترر المتتادي قتتد يكتتون ضتتر ار يلحتتق األم توال أو ضت ا
ترر يلحتتق
باألفراد:
أ-الضرر الشخصي الذي يلحق األموال:
إن هذا النوع من الضترر قتد يمتس ذاتيتة المتال أو االنتفتاع بته ،و يتحقتق الضترر المتالي باالعتتداء
الكلي أو الجزئي على الملكية مثل :هدم منزل أو تخريب أرض أو ضياع السيارة من المحجز.
ب-الضرر الشخصي الذي يلحق باألفراد :
ويتجلتى فتي األضترار الجستمانية التتي تصتيب الفترد نتيجتة األخطتاء الطبيتة فتي المستشتتفيات و
األخطاء المرفقية التي تؤدي لحوادث لتالميذ المدارس ،فيحصل لشخص ما عجز دائم كلي أو جزئي يتستبب
في اختالل في الظروف الحياتية و المعاشية للمضرور .
ثانيا -التعويض عن الضرر المعنوي :
الضتترر المعنتتوي هتتو الضتترر التتذي يمتتس مصتتلحة غيتتر ماليتتة فهتتو ال يصتتيب الذمتتة الماليتتة وانمتتا
يصيب المشاعر والوجدان او السمعة او الشرف او االعتبار.145
-143عبد الغني بسيوني عبد هللا ،القضاء اإلداري ومجلس شورى الدولة اللبناني ،الدار الجامعة ،بيروت،1999 ،ص.721.
- Gilles Darcy, La responsabilité de l’administration, DALLOZ, Paris, 1996, p .121.
144
-145سعيد السيد علي ،نطاق وأحكام مسؤولية الدولة ،دراسة مقارنة ،دار الكتاب الحديث ،2013،ص333 .
56
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
والضرر المعنتوي إمتا أن يكتون مقترنتا بضترر متادي كمتا فتي حالتة جتروح فتي الجستم تستبب تشتوها
وألم في النفس وتورث عج از في القدرة على الكسب .وإما أن يقع دون أن يكون مقترنا بضرر مادي.
وقد أقر القضاء اإلداري المغربي بمبدأ التعويض عن الضرر المعنوي ومثال ذلك:
-1التعويض عن الضرر المعنوي الناتج عن رفض السلطات المحلية تسليم وصل إيداع
وثممائق جمعيممة و المتمثممل فممي حرمممان هممذه الجمعيممة مممن ممارسممة حقهمما الدسممتوري فممي عقممد
التجمعات و التعبير.146
يعتبتتر تقتتدير قيمتتة التعتتويض المستتتحق للمتضتترر ،متتن أصتتعب األمتتور التتتي تواجتته القضتتاء عنتتد
البت في المستؤولية عتن الضترر أو األضترار التتي لحقتت بته،إذ تعتبتر أختر متا يبحتث فيته القاضتي قبتل البتت
في القضية و إصدار الحكم.
ومعلوم أن القضاء و أثناء البت في التعويض المستحق يملك السلطة التقديرية ،وذلتك بنتاء علتى
المعطيات و الجوانب المختلفة للقضتية .إال أن األمتر لتيس علتى إطالقته ،حيتث أن القاضتي يخضتع لمجموعتة
من المبادئ و القواعد عند تقديره لقيمة التعويض الذي سيحكم به.
وللوصول الى فكرة واضتحة بالمقصتود بأحكتام التعتويض عتن الضترر النتاتج عتن المستؤولية اإلدارة
ينبغي التعرض لقواعد تقدير هذا التعويض على أن يتم التطرق لكل من تاريخ تقتويم التعتويض و الكيفيتة التتي
سيتم بها.
الفقرة األولى :مبادئ وعناصر تقدير التعويض
ي ارع ت ت ت ت تتي القاض ت ت ت ت تتي اإلداري عن ت ت ت ت تتد تق ت ت ت ت تتديره لقيم ت ت ت ت تتة تع ت ت ت ت تتويض الض ت ت ت ت تترر ال ت ت ت ت تتذي تس ت ت ت ت تتأل عن ت ت ت ت تته
اإلدارة ،بعت ت ت ت تتض المبت ت ت ت تتادئ والعناص ت ت ت ت تتر التت ت ت ت تتي تض ت ت ت ت تتمن أن يكت ت ت ت تتون التعت ت ت ت تتويض ع ت ت ت ت تتادال .فمت ت ت ت تتاهي ه ت ت ت ت تتذه
المبادئ ؟ وما هي هذه العناصر؟
أوال-مبادئ تقدير التعويض:
يخض ت ت ت ت تتع تق ت ت ت ت تتدير التع ت ت ت ت تتويض لمبت ت ت ت ت تدأين ه ت ت ت ت تتامين وهم ت ت ت ت تتا :مب ت ت ت ت تتدا التع ت ت ت ت تتويض الكل ت ت ت ت تتي للض ت ت ت ت تترر
ومبدأ عدم جواز الحكم بأكثر مما طلب.
-146قرار المجلس األعلى (محكمة النقأل حاليا) الغرفة اإلدارية بتاريخ 2007/01/10بين الجمعية المهنية األمل للسوق اليومي بالفقيه
بنصالح ضد الدولة المغربية
- 147حكم المحكمة اإلدارية بالرباط بتاريخ 2015/01/16قضية الجمعية المغربية لحقوق اإلنسان ضد الدولة المغربية.منشور في الموقع
االلكترونيwww.marocdroit.ma:
57
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
أي ان التعت ت ت ت ت ت تتويض يجت ت ت ت ت ت تتب أن يكت ت ت ت ت ت تتون ك ت ت ت ت ت ت تامال ،ويشت ت ت ت ت ت تتترك القت ت ت ت ت ت تتانونين اإلداري والمت ت ت ت ت ت تتدني
ف ت ت ت ت ت تتي االعتم ت ت ت ت ت تتاد عل ت ت ت ت ت تتى ه ت ت ت ت ت تتذا المب ت ت ت ت ت تتدأ ،148فيج ت ت ت ت ت تتب أن يش ت ت ت ت ت تتمل التع ت ت ت ت ت تتويض ك ت ت ت ت ت تتامل األضﺮار الت ت ت ت ت ت تتي
لحقت ت ت ت ت تتت بالمضت ت ت ت ت تترور س ت ت ت ت ت تواء كانتت ت ت ت تتت مادية ( النفقت ت ت ت ت تتات والمصت ت ت ت ت تتاريف الت ت ت ت ت تتي تحملتهت ت ت ت ت تتا الضت ت ت ت ت تتحية) او
معنوية وما فاته من كسب .وهو ما عبر عنه الفقه بالتعويض الشامل .149
كمتت ت ت تتا يجتت ت ت تتب م ارعتت ت ت تتاة الفائت ت ت ت تتدة التتت ت ت تتي قتت ت ت تتد يحصت ت ت ت تتل عليهت ت ت ت تتا المضت ت ت ت تترور م ت ت ت تتن ج ت ت ت ت تراء الضت ت ت ت تترر
كحصتت ت تتوله علت ت ت تتى مبلتت ت تتغ مت ت ت تتن المت ت ت تتال مت ت ت تتثال .فت ت ت تتي هتت ت تتذه الحالت ت ت تتة يج ت ت تتب علت ت ت تتى القاضت ت ت تتي ان يت ت ت تتنقص هت ت ت تتذه
الفائت ت ت تتدة مت ت ت تتن المبلت ت ت تتغ المحكت ت ت تتوم بت ت ت تته فت ت ت تتال ينبغت ت ت تتي أن يكت ت ت تتون التعت ت ت تتويض مصت ت ت تتد ار لإلث ت ت ت تراء بت ت ت تتال ست ت ت تتبب ،
كما ال يمكن أيض الجمع بين تعويضين.
ب -مبدأ عدم جواز الحكم بأكثر مما طلب:
ال يحك ت ت ت ت تتم القاض ت ت ت ت تتي إال ف ت ت ت ت تتي ح ت ت ت ت تتدود طلب ت ت ت ت تتات الم ت ت ت ت تتدعي ،فه ت ت ت ت تتو ال يس ت ت ت ت تتتطيع أن يحك ت ت ت ت تتم ل ت ت ت ت تته
ب ت ت ت تتأكثر مم ت ت ت تتا طلب ت ت ت تته ،و ال يمك ت ت ت تتن مخالف ت ت ت تتة ه ت ت ت تتذه القاع ت ت ت تتدة إطالق ت ت ت تتا .150و م ت ت ت تتن ذل ت ت ت تتك أيض ت ت ت تتا إذا ل ت ت ت تتم
يطال ت ت ت ت تتب الم ت ت ت ت تتدعي ب ت ت ت ت تتالتعويض ع ت ت ت ت تتن الض ت ت ت ت تترر المعن ت ت ت ت تتوي أم ت ت ت ت تتام محكم ت ت ت ت تتة الدرج ت ت ت ت تتة األول ت ت ت ت تتى فإن ت ت ت ت تته ال
يجوز له أن يطلب التعويض عنه أمام محكمة الدرجة الثانية.
ثانيا-عناصر تقييم التعويض:
ويت ت ت ت تتم التحقت ت ت ت تق م ت ت ت تتن حال ت ت ت تتة الض ت ت ت تتحية الص ت ت ت تتحية عل ت ت ت تتى أس ت ت ت تتاس تقريت ت ت ت تر الخبت ت ت ت ترة المقدم ت ت ت تتة م ت ت ت تتن
ط ت ت ت ت تترف الخبيت ت ت ت ت تتر بخصتت ت ت ت تتوص الض ت ت ت ت تترر الجستت ت ت ت تتماني ،التت ت ت ت تتذي حت ت ت ت ت تتدد نست ت ت ت ت تبة العج ت ت ت ت تتز ال ت ت ت ت تتذي أصتت ت ت ت تتابها،
وبناءا عليها يقوم القاضي بتقويم التعويض المناسب.
ب-الموارد المالية للضحية:
وهي مداخيل الضحية عن أي نشاط تمارسه ،فإذا أدى الضرر الجسماني إلى انخفاضها بسبب
العجز عن العمل ،يتم الحساب في هذه الحالة بضرب قيمة المداخيل في نسبة العجز الذي أصاب الضحية.
ج-الظروف الشخصية للضحية:
148
- Yve Gaudemet , Traité du droit administratif général, Tom 1, 16e édition, L.G.D.J, Paris, 2002, p.845.
-149محمد عبد الوهاب الجميلي ،قضاء التعويأل-مسؤولية الدولة عن أعمالها غير التعاقدية ،دار النهضة العربية 1996،ن ،ص.151.
-150محمد عبد الوهاب الجميلي ،المرجع نفسه.
58
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
حي ت ت ت ت تتث تختل ت ت ت ت تتف نست ت ت ت ت تبة الض ت ت ت ت تترر وجس ت ت ت ت تتامته حس ت ت ت ت تتب وض ت ت ت ت تتعية الض ت ت ت ت تتحية بص ت ت ت ت تتفة شخصت ت ت ت ت تية،
كم ت ت ت تتا ه ت ت ت تتو الوض ت ت ت تتع بالنست ت ت ت تبة لش ت ت ت تتخص أص ت ت ت تتيب بض ت ت ت تترر س ت ت ت تتبب ل ت ت ت تته عج ت ت ت ت از دائ ت ت ت تتم وه ت ت ت تتو ال يت ت ت ت تزال ف ت ت ت تتي
ريعان شبابه .
الفقرة الثانية :تاريخ تقويم التعويض وكيفية أدائه
حت ت ت ت ت تتى ي ت ت ت ت تتتم تق ت ت ت ت تتدير التع ت ت ت ت تتويض بكيفي ت ت ت ت تتة عادل ت ت ت ت تتة ينبغ ت ت ت ت تتي تحدي ت ت ت ت تتد الت ت ت ت ت تتاريخ ال ت ت ت ت تتذي س ت ت ت ت تتيتم
خاللت ت ت ت تته تقيت ت ت ت تتيم هت ت ت ت تتذا التعت ت ت ت تتويض ،إذ أن تت ت ت ت تتاريخ تقت ت ت ت تتويم التعت ت ت ت تتويض يكتست ت ت ت تتي أهميت ت ت ت تتة كبت ت ت ت تترى كت ت ت ت تتي يت ت ت ت تتتم
تقت ت ت تتدير التعت ت ت تتويض الكامت ت ت تتل عت ت ت تتن الضت ت ت تترر ،حتت ت ت تتى يأخت ت ت تتذ كت ت ت تتل ذي حت ت ت تتق حقت ت ت تته بت ت ت تتال زيت ت ت تتادة وال نقصت ت ت تتان
غير أن ذلك ال يكتمل إال بتحديد الكيفية التي سيتم بها أداء هذا التعويض.
أوال -تاريخ تقويم التعويض على الضرر:
فت ت ت ت تتي البدايت ت ت ت تتة ،كت ت ت ت تتان يت ت ت ت تتتم تقيت ت ت ت تتيم مبلت ت ت ت تتغ التعت ت ت ت تتويض ابتت ت ت ت تتداء مت ت ت ت تتن اليت ت ت ت تتوم الت ت ت ت تتذي يظهت ت ت ت تتر فيت ت ت ت تته
الضت ت ت تترر وقت ت ت تتد كت ت ت تتان مرجت ت ت تتع هت ت ت تتذا االعتبت ت ت تتار هت ت ت تتو المحافظت ت ت تتة علت ت ت تتى ماليت ت ت تتة الدولت ت ت تتة ،لكت ت ت تتن عيت ت ت تتب هت ت ت تتذه
الطريق ت ت ت ت تتة يتجل ت ت ت ت تتى ف ت ت ت ت تتي ض ت ت ت ت تتياع حق ت ت ت ت تتوق األفت ت ت ت ت تراد ألن كثيت ت ت ت ت ت ار م ت ت ت ت تتن القض ت ت ت ت تتايا يت ت ت ت ت تتأخر فيه ت ت ت ت تتا الحك ت ت ت ت تتم
لس ت ت ت تتنوات طويل ت ت ت تتة ﴿بت ت ت ت تتطء القض ت ت ت تتاء﴾ ،وكثي ت ت ت ت ت ار م ت ت ت تتا كان ت ت ت تتت تت ت ت ت تتدخل الدول ت ت ت تتة لتخف ت ت ت تتيض قيم ت ت ت تتة العملتت ت ت تتة
151كمت ت ت ت تتا أن ارتفتت ت ت تتاع كلفت ت ت ت تتة المعيش ت ت ت ت تة يتت ت ت تتؤدي إلت ت ت ت تتى انخفتت ت ت تتاض مه ت ت ت تتم فت ت ت ت تتي الق ت ت ت تتدرة الش ت ت ت ت ترائية للتعت ت ت ت تتويض
الت ت ت تتذي يت ت ت تتتم تحديت ت ت تتده بهت ت ت تتذه الطريقت ت ت تتة .فيت ت ت تتأتي التعت ت ت تتويض فت ت ت تتي النهايت ت ت تتة غيت ت ت تتر كامت ت ت تتل وغيت ت ت تتر عت ت ت تتادل.152
فأصت ت ت تتبح القاضت ت ت تتي يقت ت ت تتدر التعت ت ت تتويض وقت ت ت تتت الحكت ت ت تتم بت ت ت تته ال وقت ت ت تتت وقوعت ت ت تته .وفت ت ت تتي حالت ت ت تتة تفت ت ت تتاقم الضت ت ت تترر
،فللمتضرر الحق في المطالبة امام الجهة القضائية المختصة بتعويض هذا التفاقم.
ثانيا -كيفية أداء التعويض:
يكت ت ت ت ت تتون التعت ت ت ت ت تتويض فت ت ت ت ت تتي مجت ت ت ت ت تتال مست ت ت ت ت تتؤولية اإلدارة عت ت ت ت ت تتن األض ت ت ت ت ت ترار التت ت ت ت ت تتي تست ت ت ت ت تتببت فيهت ت ت ت ت تتا
للغير وذلك حسب طبيعة وظروف الضرر إما تعويضا نقديا او تعويضا عينيا.153
-التعمممممممممممويض النقمممممممممممدي :التع ت ت ت ت تتويض النقت ت ت ت تتدي ه ت ت ت ت تتو مبلت ت ت ت تتغ م ت ت ت ت تتن النقت ت ت ت تتود يت ت ت ت ت تتولى القاض ت ت ت ت تتي
تقت ت ت تتديره ويت ت ت تتدفع للمضت ت ت تترور لجبت ت ت تتر الضت ت ت تترر الت ت ت تتذي أصت ت ت تتابه .وهت ت ت تتو الصت ت ت تتورة الغالبت ت ت تتة فت ت ت تتي الحكت ت ت تتم علت ت ت تتى
.ويتختت ت ت تتذ عتت ت ت تتدة صتت ت ت تتور ،فقت ت ت ت تتد يكت ت ت ت تتون عب ت ت ت تتارة عت ت ت ت تتن مبلت ت ت ت تتغ مت ت ت ت تتن المت ت ت ت تتال يعطت ت ت ت تتى 154
اإلدارة ب ت ت ت تتالتعويض
للمض ت ت ت تترور دفع ت ت ت تتة واح ت ت ت تتدة ،أو عل ت ت ت تتى أقس ت ت ت تتاط ،كم ت ت ت تتا يكم ت ت ت تتن أن يتخ ت ت ت تتذ تع ت ت ت تتويض عل ت ت ت تتى ش ت ت ت تتكل إيت ت ت ت تراد
عمري.
151
- Jean-François Lachaum, Hélène Pauliat, Droit administratif (Les grandes décisions de la jurisprudence),
14e édition, Thémis, paris, 2007, p. 813.
- 152عبد الغني بسيوني ،مرجع سابق ،ص.739.
-153جور فيدال ،بيار دلفوفي ،القانون اإلداري ،الجزء األول ،ترجمة منصور القاضي ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع،
بيروت ،لبنان،2001،ص.521.
154 - Yves Gaudemet , Op.cit., p. 845.
59
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
-التعمممممممممممويض العينمممممممممممي :التع ت ت ت ت تتويض العين ت ت ت ت تتي ه ت ت ت ت تتو اع ت ت ت ت تتادة الحال ت ت ت ت تتة إل ت ت ت ت تتى م ت ت ت ت تتا كان ت ت ت ت تتت
156
عليت ت ت تته قبت ت ت تتل وقت ت ت تتوع الضت ت ت تترر مت ت ت تتن خت ت ت تتالل ازالتت ت ت تته ومحت ت ت تتو كت ت ت تتل آثت ت ت تتاره .وي ت ت ت ترفض الفقت ت ت تته 155و القضت ت ت تتاء
فكرة التعويض العيني في مجال المسؤولية اإلدارية ،لألسباب التالية:
-السمممممممممممممممبب االول :التع ت ت ت ت ت ت تتويض العين ت ت ت ت ت ت تتي يم ت ت ت ت ت ت تتس بالمص ت ت ت ت ت ت تتلحة العام ت ت ت ت ت ت تتة الت ت ت ت ت ت ت تتي تس ت ت ت ت ت ت تتعى
اإلدارة إلت ت ت تتى تحقيقهت ت ت تتا .وهت ت ت تتذا يعنت ت ت تتي اإلض ت ت ت ترار بالمنفعت ت ت تتة العامت ت ت تتة ومحوهت ت ت تتا وهت ت ت تتو مت ت ت تتا يت ت ت تتؤدي إلت ت ت تتى شت ت ت تتل
اإلدارة.
-السمممممممممممبب الثممممممممممماني :ويتمثت ت ت ت تتل فت ت ت ت تتي أن مت ت ت ت تتنح القاضت ت ت ت تتي صت ت ت ت تتالحية الحكت ت ت ت تتم بت ت ت ت تتالتعويض
العينت ت ت ت ت تتي يعتبت ت ت ت ت تتر تت ت ت ت ت تتدخال فت ت ت ت ت تتي أعمت ت ت ت ت تتال اإلدارة وبالتت ت ت ت ت تتالي المست ت ت ت ت تتاس وانتهت ت ت ت ت تتاك مبت ت ت ت ت تتدأ الفصت ت ت ت ت تتل بت ت ت ت ت تتين
السلطات.
وم ت ت ت ت تتع ذل ت ت ت ت تتك فإن ت ت ت ت تته يمك ت ت ت ت تتن ل ت ت ت ت تتإلدارة اللج ت ت ت ت تتوء إل ت ت ت ت تتى التع ت ت ت ت تتويض العين ت ت ت ت تتي بمح ت ت ت ت تتض إرادته ت ت ت ت تتا كلم ت ت ت ت تتا
س ت ت ت ت تتمحت لهتت ت ت ت تتا الظت ت ت ت ت تتروف المحيطتت ت ت ت تتة بتت ت ت ت تتذلك ،وذل ت ت ت ت تتك تحقيقتت ت ت ت تتا للمصت ت ت ت ت تتلحة العام ت ت ت ت تتة .157ومتت ت ت ت تتن أمثلتت ت ت ت تتة
التع ت ت ت تتويض العين ت ت ت تتي قي ت ت ت تتام االدارة بتنفي ت ت ت تتذ الحك ت ت ت تتم الص ت ت ت تتادر بإلغ ت ت ت تتاء قراره ت ت ت تتا غي ت ت ت تتر المش ت ت ت تتروع ف ت ت ت تتي مج ت ت ت تتال
الوظيفة العمومية.
الفصل الثاني:
مسطرة المنازعات اإلدارية
61
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
يقصد بمسطرة المنازعات اإلدارية ":القواعد الشكلية واإلجرائية التي يتعين على المتقاضين إتباعها
في رفع خصوماتهم إلى القضاء ،والتي يلتزم بها هذا األخير أثناء سير الخصومة والحكم فيها ".158
ويجب أن ال تؤدي عبارة مسطرة المنازعات اإلدارية إلى أي لبس ألنه ال توجد مسطرة إدارية
خاصة بمعالجة الطعون المرفوعة في القضايا اإلدارية تختلف تماما عن المسطرة المتبعة من طرف القاضي
،ذلك ان القانون المحدث للمحاكم اإلدارية قد أحال على 159
الذي ترفع إليه الطعون في القضايا العادية
قواعد المسطرة المدنية بمقتضى المادة 7من القانون المحدث للمحاكم اإلدارية والتي تنص على أنه " :تطبق
أمام المحاكم اإلدارية القواعد المقررة في قانون المسطرة المدنية ما لم ينص قانون على خالف ذلك ".ولما
كانت للقضايا اإلدارية خصوصيات تميزها عن غيرها التصالها بالقانون اإلداري الذي يهدف باألساس إلى
تحقيق المصلحة العامة وضمان حسن سير اإلدارة فإن قانون إحداث المحاكم اإلدارية وقانون محاكم
االستئناف اإلدارية نصا على مجموعة من اإلجراءات الشكلية التي يلزم احترامها في الدعاوى اإلدارية.
المبحث األول :مسطرة التحضير والتحقيق والبت في الدعوى
تخضع الدعوى اإلدارية أمام المحاكم اإلدارية لمجموعة من اإلجراءات والشكليات والشروط ،بدءا
من تحضيرها وإعدادها ،وتسجيلها ،وسريانها ،والتحقيق فيها و صدور حكم نهائي بشأنها ،إلى حين
تنفيذه.
المطلب االول :تحديد االختصاص القضاضي وشروط الدعوى االدارية
معلوم أن القضاء اإلداري هو الجهة المختصة بالبت في المنازعات اإلدارية و أنه ال يمكن
ممارستها الدعوى أمامه وإثارتها إال إذا استوفت مجموعة من الشروط الضرورية واألساسية .وبالتالي فإن
المحكمة اإلدارية فيما يخص هذه الدعوى ،ال تنظر في الموضوع وال تبت فيه إال إذا تأكدت من توفر شروط
معينة .فما هي االختصاصات المسندة لهاته الجهة القضائية؟ و ما هي الجهة المختصة للنظر في المنازعات
االدارية؟ وما هو االختصاص النوعي وما هو االختصاص المحلي؟ وما هي شروط تقديم الدعوى و
إجراءات إيداعها؟
لإلجابة على هذه اإلشكالية سنتناول في الفرع األول لتحديد االختصاص القضائي ،بينما
سنتطرق في الفرع الثاني لشروط تقديم الدعوى و إلجراءات إيداع مقال الدعوى.
-158فؤاد العطار ،رقابة القضاء ألعمال اإلدارة – دراسة ألصول هذه الرقابة ومدى تطبيقاتها في القانون الوضعي ،دار النهضة العربية
،طبعة ،1964 -1963ص .577.
-159ميشال روسي ،مرجع سابق،ص.55.
62
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
الفرع األول :تحديد االختصاص القضاضي.
ترمي دراسة االختصاص إلى معرفة الجهة القضائية و المحكمة المؤهلة للنظر في النزاعات
على اختالفها .و بعبارة أوضح فاالختصاص هو سلطة المحكمة للحكم في قضية معينة .160ويكتسي
اختصاص المحاكم بصفة عامة أهمية قصوى ،ألنه يعتبر من النظام العام ال يمكن مخالفته ،وهو نوعان
اختصاص نوعي(الفقرة األولى) ،واختصاص محلي(الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :االختصاص النوعي للمحا م اإلدارية
وجوب تقديم الدعوى إلى المحكمة المختصة ،و يتميز يقصد باالختصاص النوعي
االختصاص النوعي للمحكمة اإلدارية من قانون إحداث المحاكم اإلدارية بكونه من النظام العام إذ يمكن
للمحكمة أن تثيره من تلقاء نفسها و لألطراف أن يتمسكوا به ،و ال يمكن التنازل عنه ويمكن إثارته في أي
مرحلة من مراحل الدعوى .161
واستنادا إلى المادة 13من القانون رقم 41-90المحدث بموجبه المحاكم اإلدارية فان الدفع بعدم
االختصاص النوعي يقتضي إصدار حكم مستقل و رفع االستئناف الصادر عنها أمام محكمة النقض الني
يجب عليها أن تبت في الحكم داخل اجل ثالثين يوما.
تختص المحاكم اإلدارية بالفصل في كل النزاعات ذات الطابع اإلداري حيث تكون اإلدارة طرفا
رئيسا في النزاع .واستنادا إلى قانون المحاكم اإلدارية .162فإنها تختص بالبت في النزاعات المتعلقة بالقضايا
التالية :
–1طلبات إلغاء الق اررات اإلدارية بسبب الشطط في استعمال السلطة :حسب المادة 20من
القانون 41.90فان القرار اإلداري يكون واجب اإللغاء إذا صدر عن جهة غير مختصة أو لعيب في شكله
أو النحراف في السلطة أو انعدام التعليل أو لمخالفة القانون.
–2فحص شرعية الق اررات اإلدارية :و ذلك وفق الشروط المنصوص عليها في المادة 44من
قانون المحاكم اإلدارية.
–3النزاعات المتعلقة بالعقود اإلدارية :إذا كان العقد إداريا أي إذا كانت السلطة اإلدارية طرفا و
يتضمن شروط استثنائية غير مألوفة في القانون الخاص و يتصل موضوعه بتسيير مرفق عام ،فان النزاع
المتعلق بهذا العقد يكون من اختصاص المحاكم اإلدارية.
-160محمد محجوبي ،الوجيز في القضاء اإلداري المغربي بعد إحداث المحاكم اإلدارية ،الطبعة األولى ،دجنبر ، 2002ص.60 .
-161وزارة العدل ،دليل محاكم االستاناف اإلدارية و المحاكم اإلدارية ،العدد 11فبراير .2009
-162ظهير شريف رقم 1.91.225صادر في 22من ربيع األول 10( 1414شنبر )1993بتنفيذ القانون رقم 41.90المحدث بموجبه
المحاكم اإلدارية .
63
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
وهي نزاعات ترتبط بعالقات اإلدارة بموظفيها ،تلك العالقة النظامية المقننة ،الخاضعة إما للنظام
األساسي للوظيفة العمومية ( ظهير 24فبراير ) 1958أو لألنظمة الخاصة بفئات محددة من الموظفين.
ويشترط لدخول النزاع في اختصاص المحاكم اإلدارية أن يتعلق بوضعية فردية للموظف و أن ال
يكون الموظف من الفئات المعينة بظهير أو مرسوم.
وهي من اختصاص المحاكم اإلدارية بصريح المادة الثامنة و هي النزاعات الناشئة عن تطبيق
النصوص التشريعية و التنظيمية المتعلقة بالمعاشات و منح الوفاة المستحقة للعاملين في مرافق الدولة و
الجماعات الترابية و المؤسسات العامة و موظفي إدارة مجلس النواب و المستشارين.
– 7المنازعات الجبائية :و هي المنازعات الناشئة على وجود خالف بين إدارة الضرائب و
الملزمين بدفعها و قد يثار هذا الخالف إما حول تحديد وعاء الضريبة أو تحصيلها.163
–8المنازعات االنتخابية :أوردت المادة الثامنة االختصاص في المادة االنتخابية بشكل عام،
غير أن هذه الطعون ترد في الواقع العملي إما على القيد في اللوائح االنتخابية أو الترشيح لالنتخابات أو
نتائج التصويت .وهنا يثار التساؤل بشأن بعض الطعون التي ال تعطي نصوصها التشريعية المتعلقة به
اال ختصاص ألية جهة قضائية كاالنتخابات المتعلقة بأساتذة التعليم العالي وانتخابات هيئة المهندسين و
العصب الرياضية و وهيئة الصيادلة و كذا انتخابات ممثلي القضاة أمام المجلس األعلى للسلطة القضائية و
غيرها من االنتخابات .164و أمام هذا الفراغ التشريعي يستلزم على المشرع إسناد هذا االختصاص للمحاكم
اإلدارية بنص صريح .
- 163مجمد مرزاق و عبد الرحمان ابيال ،النظام القانوني للمنازعات الجبائية بالمغرب ،مطبعة األمينة ،الرباط ،1996ص5 .
- 164عزيز بودالي ،مرجع سابق ،ص.206 .
64
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
–9النزاعات المتعلقة بنزع الملكية للمنفعة العامة :تهدف دعوى نزع الملكية من اجل المنفعة
العامة إلى نقل ملكية العقار إلى الدولة و تقدير تعويض األشخاص المنزوع ملكيتهم.165
كما تجب اإلشارة أيضا إلى أهمية القضاء االستعجالي في المنازعات اإلدارية حيث يمارس
رئيس المحكمة االدارية مهام قاضي المستعجالت.
ثانيا :االختصاص النوعي لمحاكم االستئناف االدارية و الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض
وتجدر اإلشارة إلى أن الرئيس األول لمحكمة االستئناف يمارس مهام قاضي المستعجالت عندما
يكون النزاع معروضا على هذه المحكمة .
و قد استعادت الغرفة اإلدارية لمحكمة النقض بموجب المادة 16من القانون المحدث لمحاكم
االستئناف اإلدارية دورها و اختصاصها األصيل كمحكمة النقض ،إذ أصبحت الق اررات الصادرة عن محاكم
االستئناف اإلدارية قابلة للطعن بالنقض أمام محكمة النقض باستثناء الق اررات الصادرة في تقدير شرعية
167
. الق اررات اإلدارية و التي تبقى غير قابلة للطعن بالنقض
وطبقا لمقتضيات المادة 12من القانون المحدث لمحاكم االستئناف اإلدارية ،فان محكمة النقض
أصبحت مختصة بالنظر في استئناف األحكام الصادرة في موضوع االختصاص النوعي.
- 165و قد نص في هذا الصدد الفصل 49من قانون نزع الملكية على انه ( يطبق في قضايا نزع الملكية ،جميع قواعد االختصاص و
المسطرة المقرر في ق م م ما عدا في حالة االستثناءات المنصوص عليها في هذا القانون .
-166ظهير شريف رقم 1- 06-07صادر في 14فبراير 2006بتنفيذ القانون رقم 08 – 03المحدثة بموجبه محاكم االستاناف اإلدارية
الجريدة الرسمية عدد 5398بتاريخ 23فبراير 2006ص .490
-167وزارة العدل ،دليل محاكم االستاناف اإلدارية و المحاكم العادية مرجع سابق ،ص .76.
65
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
الفقرة الثانية :االختصاص المحلي
يقصد به نطاق والية محكمة معينة للبت في نزاعات تقع داخل نطاق ترابي معين ،وال تتعداه
إلى غيره ،وقد حدد المشرع هذا االختصاص بحدود إقليمية معينة.168
القاعدة العامة في االختصاص المحلي هي ضرورة رفع الدعوى أمام المحكمة التي يقع في
دائرتها موطن المدعى عليه ،وتطبق أمام المحاكم اإلدارية قواعد االختصاص المنصوص عليها في
الفصل 27وما يليه إلى الفصل 30من قانون المسطرة المدنية ،ما لم ينص على خالف ذلك في هذا
القانون أو في نصوص خاصة".
ولذلك يرد على فإن هذه القاعدة يرد عليها العديد من االستثناءات سواء بموجب قانون
المحاكم االدارية أو بموجب نصوص خاصة:
-1دعوى االلغاء:
تنص المادة 10على أنه ":تطبق أمام المحاكم اإلدارية قواعد االختصاص المحلي
المنصوص عليها في الفصل 27وما يليه إلى الفصل 30من قانون المسطرة المدنية ،ما لم ينص على
خالف ذلك في هذا القانون أو في نصوص أخرى خاصة .و استثناء من ذلك ،ترفع طلبات اإللغاء بسبب
تجاوز السلطة إلى المحكمة اإلدارية التي يوجد موطن طالب اإللغاء داخل دائرة اختصاصها أو التي صدر
القرار بدائرة اختصاصها".
-2االختصاص االستثنائي لمحكمة الرباط اإلدارية:
تنص المادة 11من نفس القانون على أن محكمة الرباط اإلدارية تبقى مختصة بالنظر في
النزاعات المتعلقة بالوضعية الفردية لألشخاص المعينين بظهير شريف أو مرسوم وبالنزاعات الراجعة إلى
اختصاص المحاكم اإلدارية التي تنشأ خارج دوائر اختصاص جميع هذه المحاكم .مثل الحاالت التي يحصل
فيها النزاع خارج التراب الوطني.
هكذا فإن محكمة الرباط اإلدارية لها اختصاص إضافي ،مما قد يمس بالمساواة سواء بين
المتقاضين أو بين المحاكم نفسها ،غير أن هذا يجد تبري ار في كون هذا االستثناء يخص أشخاصا ليسوا من
الذين يعينون بطرق عادية بل بطريقة خاصة و متميزة ،زيادة على أن أكثر المعينين بظهائرهم يستقرون
بالرباط ومن الموظفين السامية.
-3الطعون االنتخابية :محكمة الموطن الذي جرى فيه االنتخاب.
-4المنازعات المتعلقة بالضرائب وتحصيل الديون المستحقة للخزينة العامة والديون التي في
حكمها :وفي هذا الصدد تنص المادة 30من قانون 41-90على أنه ":تختص بالنظر في النزاعات الناشئة
-168حكم المحكمة اإلدارية بالرباط عدد 267بتاريخ 95.9.28في الملف عدد 94.197غ.
66
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
عن تطبيق ظهيرنا الشريف هذا المحكمة اإلدارية الواقع في دائرة اختصاصها المكان المستحقة الضريبة أو
الديون فيه"...بمعنى أن المحكمة المختصة بالبت في المنازعات الجبائية هي المحكمة الموجودة بالمكان الذي
يجب تحصيل الضريبة فيه.169
-5المنازعات المتعلقة بنزع الملكية من أجل المنفعة العامة أو االحتالل المؤقت :تكون
محكمة موطن العقار هي المختصة للبت في دعوى اإلذن بالحيازة أو دعوى نقل الملكية.
-7في مجال المسؤولية (دعوى التعويض) :أسند المشرع االختصاص لمحكمة المحل الذي
171
،حيث نص صراحة في الفقرة وقع فيه الضرر أو محكمة موطن اإلدارة التي تسببت في الضرر
الخامسة من الفصل 28من قانون المسطرة المدنية على ما يلي " في دعاوي التعويض ،أمام محكمة
المحل الذي وقع فيه الفعل المسبب للضرر أو أمام موطن المدعى عليه باختيار المدعي".
-8في دعاوى األشغال العمومية :أمام محكمة المكان الذي نفذت فيه تلك األشغال.172
وال تعتبر أحكام االختصاص المحلي من النظام العام وبالتالي ال يمكن للمحكمة أن تثيره تلقائيا
إال بطلب من أحد األطراف .إال أنه ال يمكن االستجابة إلى الطلب ،إال إذا حدد من أثار الدفع بعدم
االختصاص المحلي المحكمة المختصة ،وكانت هي كذلك.173
وينبغي أن يثار عدم االختصاص قبل كل دفع أو دفاع و تبت فيه المحكمة إما بحكم مستقل أو
174
.وإذا قبل الدفع المذكور فإن المحكمة التي أثير أمامها تقضي بعدم االختصاص بإضافته إلى الجوهر"
المحلي وتحيل الملف برمته وبدون صائر إلى المحكمة المختصة ،175علما بأن هذا الحكم يقبل االستئناف
أمام الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض ما دام حكما باتا وليس حكما تمهيديا.176
وتجدر اإلشارة إلى أنه قد تم تحديد عدد المحاكم اإلدارية بمرسوم 3نوفمبر 1993وذلك في
سبعة ( ) 7محاكم عين مقرها في المدن التالية :الرباط ،الدار البيضاء ،فاس ،ومراكش ،ومكناس ،وأكادير ،و
وجدة .كما تم تحديد مكان نفوذها .ونتساءل هنا عما إذا كان هذا العدد كافيا بالنظر إلى مساحة المغرب
خاصة إذا علمنا أن عدد الجهات بالمغرب هو 12جهة وعدد المحاكم محصور في 7محاكم إدارية ال
يغطي حتى اإلطار الجهوي للتقسيم الترابي للمملكة.
ويزداد األمر صعوبة إذا علمنا أن محاكم االستئناف اإلدارية ال تتجاوز محكمتين إذ تنص المادة
األولى من المرسوم الصادر بتاريخ 25يوليو 2006والمتعلق بتحديد عدد محاكم االستئناف اإلدارية ومقارها
ودوائر اختصاصها 177على أنه " :يحدد عدد محاكم االستئناف اإلدارية في اثنين( )2يعين مقرهما ودوائر
اختصاصهما في الجدول الملحق بهذا المرسوم" ،وذلك على الشكل التالي:
-1محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط :المحاكم اإلدارية بكل من الرباط ،الدار البيضاء ،
فاس ،مكناس و وجدة.
إن قلة المحاكم اإلدارية والتي ال تتجاوز سبعة محاكم بالنسبة للمحاكم االدارية ومحكمتين
بالنسبة لمحاكم االستئناف اإلدارية وتواجدها بالمدن الكبرى بالمغرب تجعل العديد من المتقاضين غير قادرين
على التقدم بالطعن أمام المحاكم اإلدارية بالنظر لبعدها عنهم ،فكيف يتصور أن يطعن متقاضي أمام
محكمة تبعد عنه بما ال يقل عن 400كلم ،بل تصل إلى 1500كلم بالنسبة لمدن الجنوب.
كما أن أتعاب الخبراء والمحامين وتكاليف السفر والتنقل وإعداد الملف القضائي تساهم في ارتفاع
تكلفة التقاضي وتمنع بعض المتقاضين من اللجوء إلى القضاء ويفضلون بسبب ذلك تسوية خالفاتهم مع
اإلدارة عن طريق الصلح أو بطرق غير مشروعة.
الفرع الثاني :شروط واجراءات تقديم الدعوى
نص المشرع المغربي على مجموعة من االجراءات المسطرية المتعلقة بمقال الدعوى االدارية
المتمثلة اساسا في وجوب تقديمها بمقال مكتوب يتضمن مجموعة من البيانات الخاصة وموقع من طرف
محام مسجل في هيئة المحامين مع مراعاة مجموعة من اإلجراءات الشكلية كأجل اإليداع و أداء الرسوم
القضائية و مسك سجالت خاصة .
الفقرة األولى :شروط تقديم الدعوى
ينص الفصل 3من قانون المحاكم اإلدارية على أن القضايا ترفع بمقال مكتوب يوقعه محام
مسجل بجدول هيئة من هيئات المحامين بالمغرب و يتضمن مالم ينص على خالف ذلك البيانات و
المعلومات المنصوص عليها في الفصل 32من قانون المسطرة المدنية.
نص القانون المتعلق بإحداث المحاكم اإلدارية في المادة 3على أن القضايا ترفع إلى المحكمة
اإلدارية بمقال مكتوب بواسطة محام مسجل بجدول هيئة من هيئات المحامين بالمغرب .ويمثل شرط الكتابة
-177مرسوم رقم 2.06.187صادر في 29من جمادى اآلخرة 25( 1427يوليو )2006بتحد يد عدد محاكم االستاناف اإلدارية ومقارها
ودوائر اختصاصها.
68
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
ضمانة أساسية للمتقاضين ،178إذ سيمكن هيئة المحكمة من دراسة ملف الدعوى بشكل جدي وبعمق كبير،
كما سيمكن الطرفان من طرح وجهة نظرهم بكل تفصيل وتركيز.
وقد اعتبرت الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض أن عدم تقديم عريضة كتابية ينتج عنه إسقاط حق
طلب اإللغاء .179ولهذا يتعين على كل من المدعي و المدعى عليه أن يعزز ادعاءاته كتابة حتى و لو سمح
له بتقديم مالحظات شفوية في الجلسة.180
باإلضافة إلى ذلك وحسب المادة 3من قانون المحاكم اإلدارية يجب أن يقدم هذا المقال و
يوقع من قبل محام ،و عدم تقديمه من طرف محام ،أو عدم التوقيع عليه من قبل هذا األخير يعرضه لعدم
القبول.
فمسألة توقيع المحامي على المقال يعتبر شرطا جوهريا وأساسيا ،من خالل التمعن في هذا
الشرط نجد أن المشرع المغربي نص عليه بموجب قاعدة آمرة وملزمة ال يمكن مخالفتها ،181ويترتب عن
مخالفة هذا الشرط عدم قبول الدعوى لخرقها للشكليات القانونية.
وإلزامية المحامي يطرح مجموعة من التساؤالت ،هل أن المحامي إلزامي فقط بوضع مقال
افتتاحي موقع عليه فقط ،أم له دور في اإلجابة والتعقيب أيضا؟ ثم ما األمر إذا تنازل المحامي عن نيابته
عن الطرف بعد وضع المقال االفتتاحي ،هل يحق لهذا الطرف متابعة الدعوى بنفسه ،ثم ما هو األمر بالنسبة
للمدعى عليه الذي ليس هو صاحب المقال؟
وكان على المشرع المغربي أن ينص صراحة على كون مسطرة التقاضي أمام المحاكم اإلدارية
تكون بواسطة محامي في جميع مراحل الدعوى بدال من النص فقط على وضع المقال االفتتاحي للدعوى
موقع عليه من طرف محامي ،وان كان الرأي السائد في االتجاه هو كون هذه اإللزامية تمتد طوال مراحل
الدعوى اإلدارية.182
وإذا كان الفصل 3يشير إلى أن المحامي يجب أن يكون مسجل بجدول هيئة من هيئات
المحامين بالمغرب ،فإن ذلك ال يمنع المحامي األجنبي الذي تربط بالده بالمغرب اتفاقية دولية تسمح له
بممارسة مهنته بالمغرب من أن يتقدم بدعاوى بعد حصوله على إذن من وزير العدل لكل دعوى ،و تعيين
محل المخابرة معه بمكتب محام مقيد بجدول إحدى هيئات المحامين بالمملكة.183
إذا كان كل ما سلف ذكره يتعلق بمدى إلزامية المحامي بالنسبة لألشخاص الطبيعية ،فما مدى
إلزامية المحامي بالنسبة لألشخاص المعنوية العامة؟
بالرجوع إلى المادة 31من القانون المنظم لمهنة المحاماة نجدها تنص على أنه " ال يسوغ أن
يمثل األشخاص الذاتيون والمعنويون والمؤسسات العمومية وشبه العمومية والشركات ،أو يؤازرها أمام
القضاء إال بواسطة محام ماعدا إذا تعلق األمر بالدولة واإلدارات العمومية تكون نيابة المحامي أم ار
اختياريا" ،وهو ما يفيد أن الدولة واإلدارات العمومية معفاة من إلزامية تنصيب المحامي أمام المحاكم اإلدارية
بخصوص القضايا التي تستوجب ذلك.
ومعفاة ايضا من هذا االلتزام في مرحلة االستئناف إذ تنص المادة 10على أن ...":يقدم
االستئناف إلى كتابة ضبط المحكمة اإلدارية التي أصدرت الحكم المستأنف بواسطة مقال مكتوب يوقعه
محام ،ما عدا استئناف الدولة و اإلدارات العمومية حيث تكون نيابة محام أم ار اختياريا".
كما تعفى الدولة طبقا للفصل 354من قانون المسطرة المدنية في طلبات النقض من مؤازرة
المحامي طالبة كانت أو مطلوبا ضدها ويوقع في هذه الحالة على مقاالتها ومذكراتها الوزير المعني باألمر أو
موظف منتدب لهذا الغرض ويمكن أن يكون هذا االنتداب عاما يشمل نوعا من القضايا.
يخضع مقال الدعوى لمجموعة من الشكليات ،ويشترط فيه أن يكون مستوفيا البيانات والمعلومات
نص عليها الفصالن 32و 355من قانون المسطرة المدنية.
ينص الفصل 32من قانون المسطرة المدنية على أنه ":يجب أن يتضمن المقال أو المحضر
تحت طائلة عدم القبول األسماء العائلية و الشخصية و صفة أو مهنة و موطن أو محل إقامة المدعى عليه
و المدعين و كذا عند االقتضاء أسماء و صفة و موطن وكيل المدعي وإذا كان أحد األطراف شركة وجب
أن يتضمن المقال أو المحضر اسمها ونوعها ومركزها".
وتنص الفقرة األولى من الفصل 355في الفقرة األولى منه على أنه ...":يجب أن تتوفر في المقال
تحت طائلة عدم القبول :بيان أسماء األطراف العائلية."...
كما يجب أن يتضمن مقال الدعوى موضوع النزاع بإيجاز و الوسائل و األدلة التي يستند إليها فال
يكفي أن يبدي الملزم رغبته في أن يعرض النزاع أمام القضاء أو يكتفي بالقول بأنه لم يقبل قرار اإلدارة .وهو
-183المادة 32من القانون 28.08المتعلق بتعديل القانون المنظم لمهنة المحاماة ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.08.101الصادر في 20
شوال 1429الموافق ل 20أكتوبر ،2008الصادر بالجريدة الرسمية عدد 5680الصادرة بتاريخ 7ذوالقعدة 1429الموافق ل 6نوفمبر ،2008
ص.4044.
70
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
ما نص عليه الفصل 355من قانون المسطرة المدنية في فقرته الثانية بقوله ":على انه يجب أن تتوفر في
المقال تحت طائلة عدم القبول :ملخص الوقائع و الوسائل وكذا المستنتجات"....
وترفق عريضة الدعوى بالوثائق الالزمة كنسخة من القرار اإلداري ...إال أن بعض العيوب
الشكلية يمكن تصحيحها الحقا ،إذ يجوز للقاضي المقرر طلب تحديد البيانات غير التامة أو التي تم إغفالها.
الفقرة الثانية :إجراءات إيداع مقال الدعوى
يتطلب إيداع المقال احترام مجموعة من اإلجراءات القانونية الشكلية كأجل اإليداع و أداء
الرسوم القضائية و مسك سجالت خاصة .
أوال-اآلجال:
يجد شرط األجل لرفع الدعوى أمام القاضي مبرره في فكرة مفادها أنه ليس من الالئق ترك
األوضاع الخصامية تخلد في الزمن ،وهذه الفكرة موجودة أيضا في القانون الخاص حيث تتقادم الدعاوى بعد
آجال معينة.184
إذا كان أجل تقديم الدعوى ،في القضايا المتعلقة بالشرعية مقيد داخل آجال قصيرة جدا 60يوما
ابتداء من يوم نشر أو تبليغ القرار أو من التاريخ الذي أصبح فيه القرار الضمني برفض الطلب التمهيدي
معلوما ،أو من تاريخ رفض الطعن اإلداري ،في المقابل ال تكون الدعوى في القضاء الشامل مقيدة بأي
185
أجل.
غير أنه إذا كان ممارسة دعوى القضاء الشامل غير مقيدة بأجل ،يجب أال يغفل أجل تقادمها
حتى ال يسقط حق ممارستها:
-تقادم الدعوى المنصوص عليه الفصل 106من قانون االلتزامات والعقود ،نجد أن دعوى
التعويض تتقادم بمضي خمس سنوات من تاريخ العلم بحدوث الضرر ومن هو المسؤول عنه ،وتتقادم في
جميع الحاالت بمضي عشرين سنة تبتدئ من وقت حدوث الضرر.
-التقادم الرباعي لديون الدولة المنصوص عليه في الفصل فقرة 143فقرة 3من المرسوم
الملكي المؤرخ في 21أبريل 1967المتعلق بالمحاسبة العمومية.
ولكن يجب االنتباه إلى بعض االستثناءات الواردة في النصوص الخاصة كالفصل 220من
186
المتعلق بالنقل الجوي والذي يحدد أجل تقادم التعويض عن األضرار الحاصلة مرسوم 10يوليوز1962
عن النقل الجوي في سنتين.
إذا كان المشرع المغربي قد تبنى مبدأ إلزامية أداء الرسم القضائي بالنسبة لدعوى القضاء
الشامل التي تتطلب دفع رسوم قضائية تختلف قيمتها حسب قيمة الطلب ،فإنه أورد بعض االستثناءات على
هذه القاعدة بتمتيع بعض الطلبات المرفوعة إلى القضاء اإلداري بالمجانية وهو الحال بالنسبة:
-دعاوى اإللغاء :تنص المادة 22من القانون المحدث للمحاكم اإلدارية على ما يلي ":يعفى
طلب اإللغاء بسبب تجاوز السلطة من أداء الرسم القضائي").
-المقاالت االستئنافية :تنص المادة 10من القانون رقم 80.03المحدثة بموجبه محاكم
استئناف إدارية 187على أن ..." :يعفى طلب االستئناف من أداء الرسوم القضائية."188...
-الطعون في الق اررات الصادرة عن السيد رئيس الحكومة أمام الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض.
-المساعدة القضائية :تشكل الرسوم القضائية أحيانا عقبة كبرى تحول دون اللجوء للقضاء،
ولذلك فقد أوجد المشرع "المساعدة القضائية" قصد تمكين المعوزين من التقاضي مع إعفائهم من تعيين محام
189
وأداء الرسوم القضائية بعد استيفاء بعض اإلجراءات في هذا الشأن.
فمن الناحية المسطرية وطبقا لمقتضيات المادة 7من القانون 80.03المحدث لمحاكم
االستئناف اإلدارية ،والفقرة األخيرة من المادة 3من القانون 41.90المحدث للمحاكم اإلدارية فإن رئيس
المحكمة اإلدارية هو الذي له صالحية منح المساعدة القضائية ،ذلك وفق القواعد القانونية المنصوص عليها
الذي هو بمثابة قانون يتعلق بالمساعدة القضائية ،وعليه فإن رئيس 190
في المرسوم الملكي لسنة ،1966
المحكمة يتوجب عليه البحث في كافة المعلومات الضرورية لمعرفة حالة عسر الطالب ،ذلك وفق ما هو
منصوص عليه في الفصل 7و 8من المرسوم الملكي لسنة ،1916مثل حصوله على شهادة عدم العمل
وشهادة عدم الخضوع للضريبة أو بيان مفصل عن األجرة .
-186مرسوم رقم 2.61.161الصادر في 7صفر 1382الموافق ل 10يوليوز ،1962المتعلق بتنظيم المالحة الجوية المدنية وإحداث لجنة
للسالمة الجوية ،المتمم بموجب الظهير الشريف رقم 537.66الصادر بتاريخ 23ذي القعدة 1389الموافق ل 31يناير ،1970الصادر في
الجريدة الرسمية عدد 2989الصادرة بتاريخ ،1970/02/11ص .422.
-187الجريدة الرسمية عدد 5398بتاريخ 24محرم 23(1427فبراير ،) 2006ص .490 .
-188محمد السماحي وموسى عبود ،المختصر في المسطرة المدنية و التنظيم القضائي ،طبعة سنة 1993ص.61.
-189عبد الكريم المساوي ،مرجع سابق ،ص.105.
-190المرسوم الملكي رقم 514.65الصادر بتاريخ 17رجب( 1386فاتح نونبر )1966بمثابة قانون يتعلق بالمساعدة القضائية الصادر
بالجريدة الرسمية عدد 2880الصادرة بتاريخ 3شعبان 16( 1386نونبر ،)1966ص.2379 .
72
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
هذا وقد حدد قانون 03.80بدقة الجهة التي يستأنف لديها القرار الصادر عن رئيس المحكمة
اإلدارية برفض منح المساعدة القضائية ،وهي محكمة االستئناف اإلدارية ،التي تبت في االستئناف بغرفة
المشورة وذلك طبقا للمادة 8من القانون المذكور ،كما حسم في طبيعة هذا القرار وهي الطبيعة القضائية.
كما ينص الفصل 11من المرسوم الملكي المذكور في فقرته ما قبل األخيرة أنه إذا لم يبت
المكتب المحدث لدى محكمة االستئناف في األمر باعتباره محكمة استئنافية ،أمكن للطالب والوكيل العام
للملك لدى محكمة االستئناف الطعن في مقرره بمكتب المساعدة القضائية المحدث لدى محكمة النقض،
والحديث هنا عن مؤسسة الوكيل العام للملك باعتبارها الجهة المستقبلة للطلب يتصادم مع هيكلة المحاكم
اإلدارية.191
بموجب الفقرة الثانية من الفصل 31من قانون المسطرة المدنية"...تقيد القضايا في سجل معد
لذلك حسب الترتيب التسلسلي لتلقيها و تاريخها مع بيان أسماء األطراف و كذا تاريخ االستدعاء."...
وجاءت الفقرة الثانية من الفصل 365من نفس القانون مؤكدة بدورها "...يسجل المقال في سجل
خاص .و يتضمن هذا السجل فضال عن الرقم الترتيبي أو المتسلسل مجموع من األضلع يسجل فيها الموظف
المختص تاريخ تقديم الطلب وأسماء المدعي و المدعى عليه و موضوع الدعوى و اسم القاضي المقرر ،و
أضلع أخرى مخصصة لتاريخ أول جلسة و صدور الحكم و منطوق الحكم .و بمجرد ماتتم عملية تسجيل
مقال الدعوى يعين رئيس المحكمة اإلدارية القاضي المقرر.
وبعد ذلك يسلم كاتب ضبط المحكمة اإلدارية وصال بإيداع المقال يتكون من نسخة منه ،
يوضع عليها خاتم كتابة الضبط وتاريخ اإليداع مع بيان الوثائق المرفقة".192
المطلب الثاني :إجراءات الفصل في الدعوى.
بمجرد تقييد الدعوى اإلدارية لدى كتابة الضبط ،تحال القضية على القاضي المقرر والمفوض
الملكي للدفع عن الحق والقانون لتحضير الدعوى وبعد ما يطلع على مختلف وجهات نظر األطراف ،فقد
يأمر القاضي المقرر باستعمال بعض الوسائل التقنية تساعده في بلورة بعض الجوانب الغامضة في النزاع .
الفرع األول :إجراءات تحضير الدعوى والتحقيق فيها
بمجرد تقييد الدعوى اإلدارية لدى كتابة الضبط ،تحال على القاضي المقرر والمفوض
الملكي بل أن القاضي المقرر قد يذهب أبعد من ذلك ،في حالة انعدام القرائن و اإلثباتات الضرورية إلى
استعمال بعض الطرق التقنية كإجراء الخبرة والمعاينة واالستجواب الستجالء الجوانب الغامضة في النزاع.
يتم تحضير الدعوى بإحالة مقال الدعوى على القاضي المقرر والمفوض الملكي.
أوال -احالة القضية على القاضي المقرر:
بمجرد تقييد الدعوى اإلدارية لدى كتابة الضبط ،يعين الرئيس على صعيد محكمة المحكمة
اإلدارية قاضيا مقر ار يكلفه بالقضية .فيقوم القاضي المقرر و عند االقتضاء رئيس المحكمة الذي يخول له
القانون الجمع بين مهمة الرئيس و المقرر بتحضير الدعوى ،فهو ينظر إذا ما كان المقال أحيل على
القضاء المختص أم ال ويقترح حسب الحاالت الحكم بعدم االختصاص أو اإلحالة على القضاء المختص ،
بل إذا ظهر له من جراء اطالعه على المقال االفتتاحي أن حل القضية معروفا مقدما بصفة يقينية أمكنه أن
يقرر عدم إجراء البحث.
ويقوم بتبليغ المقال لإلدارة المدعى عليها باإلضافة إلى الوثائق والمستندات المرفقة به، 193
ويطلب من المدعى عليه تقديم مذكرة جوابية داخل األجل الذي يحدده ،كما يمكنه أن يقوم تلقائيا أو بطلب
من األطراف ،بكل إجراءات التحقيق التي يراها ضرورية .194وبعبارة أوضح فإن ذلك يتجسد في تبادل
المذكرات بأمر من القاضي المقرر عن طريق كتابة الضبط.195
وتجسد عملية تبادل المذكرات هاته بين المتقاضين ما يسمى بالمسطرة الحضورية وهي
مسطرة ترتبط بمبدأ حق الدفاع الذي يمكن الشخص من إبداء دفوعاته و الجواب على جميع الوسائل القانونية
المثارة في المقال االفتتاحي أو المذكرات الجوابية .وهو ما يشكل ضمانة إضافية للطاعن الذي يوجد في
وضعية غير متساوية مع اإلدارة ،والتي تستأثر بقوة القانون بامتيازات متعددة أمام القضاء ،فهي مناسبة
بالنسبة له للدفاع عن طلباته أو دفوعاته وللرد على مالحظات خصمه.
وعندما يرى القاضي المقرر أن القضية أصبحت جاهزة للحكم وأن اآلجال لإلدالء باألجوبة
قد انتهت ،يصدر أمره بالتخلي عن الملف ويحدد تاريخ الجلسة التي تدرج فيها القضية.196
مبدئيا ،ال يمكن لألطراف أن يدلوا بعد ذلك بأية وثيقة أو مذكرة ،غير أنه يجوز للمحكمة أن
تعيد الملف إلى القاضي المقرر في حالتين:
-إذا كانت هناك واقعة جديدة من شأنها أن تؤثر على الحكم قد طرأت بعد إصدار األمر
بالتخلي.
-إذا رأت المحكمة أن هناك واقعة طرأت قبل التخلي غير أنه لم يكن ممكنا التمسك بها من
197
. طرف الخصوم ألسباب خارجة عن إرادتهم
بمجرد تسجيل مقال الدعوى يجب على رئيس المحكمة اإلدارية أن يحيل الملف حاال إلى
المفوض الملكي للدفاع عن القانون والحق.198
يعين المفوض الملكي من طرف رئيس المحكمة اإلدارية بناء على اقتراح من الجمعية
العمومية للقضاة ،وذلك بموجب المادة الثانية من القانون رقم 40.91المحدث بموجبه المحاكم اإلدارية حيث
جاء في الفقرة الثانية من المادة السالفة الذكر " ويعين رئيس المحكمة اإلدارية من بين قضاة المحكمة مفوضا
ملكيا أو مفوضين ملكيين للدفاع عن القانون والحق باقتراح من الجمعية العمومية لمدة سنتين".
نفس الشيء سار عليه قانون إحداث محاكم االستئناف اإلدارية رقم ”: 03.08يعين الرئيس
األول لمحكمة االستئناف اإلدارية من بين المستشارين مفوضا ملكيا أو أكثر للدفاع عن القانون والحق
باقتراح من الجمعية العمومية لمدة سنتين قابلة للتجديد ".
غير أن مؤسسة المفوض الملكي المتواجدة على مستوى المحاكم االدارية ومحاكم االستئناف
االدارية غائبة على مستوى محكمة النقض ،ليثار التساؤل حول حلول النيابة العامة لدى محكمة النقض محل
مؤسة المفوض الملكي في القضايا االدارية؟ لقد كان من الراجح والصواب خلق مؤسسة المفوض الملكي على
199
. مستوى الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض
وتتجلى مهام المفوض الملكي أوال في الوسائل التي منحها إياه المشرع لمباشرة اختصاصاته والتي
تتجلى في حضور المفوض الملكي في جلسات المحكمة وعرضه لمستنتجات وآرائه المكتوبة والشفهية على
هيئة الحكم:
أكد المشرع على إلزامية حضور المفوض الملكي للدفاع عن الحق والقانون جلسات المحكمة
اإلدارية ،إذ نصت الفقرة الثانية من المادة الخامسة من قانون 41.90والمتعلق بالمحاكم اإلدارية على ما
يلي “… ويجب أن يحضر الجلسة المفوض الملكي للدفاع عن القانون والحق .و بالتالي فإن اإلخالل بهذه
القاعدة ،يجعل تشكيلة الهيئة الحاكمة باطلة والق اررات الصادرة عنها باطلة أيضا .وهكذا لم يدخل المشرع
المغربي مؤسسة المفوض الملكي في التأليف الهيكلي للمحكمة وإنما أدخلها في تشكيلة هيئة الحكم.
يقدم المفوض الملكي مقترحاته مكتوبة أو شفوية إلى هيئة المحكمة بالجلسة العلنية ،فقد نصت
الفقرة الثالثة من المادة الخامسة من قانون 41.90أنه “يعرض المفوض الملكي للدفاع عن الحق والقانون
آراءه المكتوبة والشفهية على هيئة الحكم بكامل االستقالل…”.
فهذه الصيغة تفيد اإللزام على اعتبار أن الفقرة المذكورة تبتدئ بفعل مضارع " يعرض " الذي
يفيد الوجوب -في المجال التشريعي .فتطبيق هذا النص في بداية عمل المحاكم اإلدارية ،كان يجد فيه
المفوضون الملكيون صعوبة كبيرة جدا في تقديم وعرض آرائهم الشفهية في كل قضية ،بحيث أن كثرة القضايا
المعروضة بالجلسة ،تجعل من الصعب على المفوض الملكي ،تقديم مرافعة شفهية في كل قضية على حدة
يبدي فيها آراءه التي غالبا ما تكون مطابقة لمستنتجاته الواردة في تقريره الكتابي.200
وامام ذلك تراجع قانون 03-80المتعلق بإحداث محاكم االستئناف اإلدارية عن هذه الصيغة
فنص في مادتة الثالثة على أن ":يدلي المفوض الملكي للدفاع عن القانون والحق بآرائه مكتوبة ويمكن له
توضيحها شفهيا لهيئة الحكم ، "...فأصبحت هذه اإللزامية تنصب أساسا على اآلراء المكتوبة ،أما اآلراء
الشفهية فتبقى مسألة اختيارية بالنسبة إليه.
وطبقا الفقرة األخيرة من المادة الخامسة 90-41المحدث للمحاكم اإلدارية منه فإن ":المفوض
الملكي للدفاع عن القانون والحق ال يشارك في إصدار الحكم" ولم يكن يعرف المقصود بهذا المنع هل يتعلق
بحضور المداولة أم بحضور الجلسة التي يتم فيها النطق باألحكام؟
وهو ما تداركه المشرع في قانون 03-80حيث اوضح في الفقرة األخيرة من المادة 3منه على
أن ":المفوض الملكي للدفاع عن القانون والحق ال يشارك في المداوالت" ،فجاءت هذه العبارة واضحة
وصريحة وال تثير أي التباس أو غموض .وبالتالي فإن المفوض الملكي محظور عليه المشاركة في المداولة
أما حضوره في الجلسة ضمن تشكيلة هيئة الحكم ،فهو إلزامي سواء كانت هذه الجلسة مخصصة لمناقشة
القضايا المدرجة أو للنطق باألحكام الصادرة فيها.
إال أنه بالنسبة للمحاكم اإلدارية ليس هناك مقتضى قانوني يمنع المفوض الملكي من حضور
أطوار جلسة المداولة إلى جانب أعضاء هيئة الحكم ،شريطة أال يشارك في عملية التصويت لصالح أو ضد
حكم معين .201غير ان حضوره في جلسة للنطق باألحكام يبدو غير مجد انطالقا من اعتباره مجرد
مستمع .202ذلك أن المفوض الملكي ال يعتبر طرفا في الدعوى وليس من حقه الطعن في األحكام بأي
طريق من طرق الطعن ، 203و ما يبديه من آراء مجرد دفاعات عن الحق والقانون ،ال يقصد من ورائها ال
-200مصطفى التراب" ،القواعد اإلجرائية أمام محاكم االستاناف اإلدارية" ،الموقع االلكتروني لهياة المحامين بالرباط،
www.barreaurabat.maتاريخ الولوج 27يناير.2020
-201حميدو اكري ومحمد محجوبي ،المفوض الملكي ومهامه لدى المحكمة اإلدارية ،مطبعة دار السالم ،الرباط،2002،ص. 69.
-202المرجع نفسه.
-203رشدي الصبايطي ،مرجع سابق ،ص. 250 .
76
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
من خالل ما سبق يتضح ان المشرع المغربي منح للمفوض الملكي اختصاصات محدودة وهو ما
يدفع لالعتقاد أن المفوض الملكي مجرد آلة لعرض المستنتجات ليس إال ،وأن حذفها أو إلغاؤها لن يؤثر على
الدور الذي يلعبه قضاة الحكم والذين غالبا ما يصدرون أحكاما ال تتماشى مع مضمون المستنتجات.206
بمجرد ما يطلع على مختلف وجهات نظر األطراف ،فقد يأمر القاضي -المقرر أو المستشار
المقرر-باستعمال بعض الوسائل التقنية التي تساعده في بلورة بعض الجوانب الغامضة في النزاع.
الفقرة الثانية :التحقيق في الدعوى
يستتتخدم القاضتتي اإلداري في التحقيتتق وستتائل معينتتة يمكتتن إجمتتال أبرزهتتا فيما يلي- :
الخبرة -المعاينتة – الكتابة -سماع الشهود -االستتجواب -القترائن .
أ-الخبرة:
-1تعريف الخبرة:
الخبرة هي ﺍلعملية ﺍلمسنﺩﺓ مﻥ ﻁﺭﻑ ﺍلقاضي ﺇما تلقائيا ﻭﺇما بناء على طلب ﺍألﻁﺭﺍﻑ ﺇلى
شخص ذي كفاءة علمية أو حرفية أو فنية ليتﻭصل بﻭﺍسﻁته ﺇلى ﺍستخالﺹ معلﻭماﺕ يﺭﺍها ضﺭﻭﺭية لحسﻡ
ﺍلنﺯﺍﻉ ﻭﺍلتي يصعب عليه ﺍإلتياﻥ بها بنفسه.207
لقضاء ﺍإلﺩﺍﺭﻱ بتعييﻥ ﺍلخبﺭﺍء في عﺩﺩ مﻥ ﺍلمجاالﺕ منها نﺯﻉ ﺍلملﻜية مﻥ
ﺀ وكثي ار ما يقﻭﻡ ﺍ
ﺃجل ﺍلمنفعة ﺍلعامة ،ﺍلمناﺯعاﺕ ﺍلمتعلقة بالصفقاﺕ ﺍلعمﻭمية ،والمنازعات المتعلقة بالضرائب و ﺍلمناﺯعاﺕ
ﺍلمتعلقة باألمالﻙ الخاصة او العامة للدولة.
-2اجراءات الخبرة:
يمكن للمحكمة أن تأمر تلقائيا أو بناء على طلب األطراف أو أحدهم و قبل البت في جوهر
الدعوى بإجراء خبرة .ﻭيمﻜﻥ ﺃﻥ تسنﺩ مهمة ﺍلخبﺭﺓ ﺇلى خبيﺭ ﻭﺍحﺩ ﺃﻭ عﺩﺓ خبراء ،فالقاضي ﺍإلﺩﺍﺭﻱ له
سلﻁة تقﺩيﺭية في تحﺩيﺩ عﺩﺩ ﺍلخبراء حسﺏ ﻁبيعة ﺍلخبﺭﺓ و ظروف القضية ،كما يمﻜﻥ ﺍستبﺩﺍل ﺍلخبيﺭ
-204حكم المحكمة اإلدارية بمراكش عدد 120بتاريخ ،1995/11/28منشور بالمجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية عدد ،16ص .118.
-205محمد محجوبي ،الوجيز في القضاء االداري المغربي بعد احداث المحاكم اإلدارية ،دار القلم ،طبعة اولى ،2002ص.95.
-206رشيد صبايطي ،مرجع أعاله ،ص.244.
-207محمد برحيلي " ،اشكالية الخبرة القضائية في المادة المدنية بين هدف تحقيق العدالة ومشكلة إطالة التقاضي :قراءة تحليلية للنصوص
المنظمة للخبرة" ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،العدد ،60يناير-فبراير ،2005ص.31.
77
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
ﺍلمعيﻥ ﺃﻭ ﺭﺩه ﺇﺫﺍ ﻭجﺩ سبﺏ لﺫلﻙ كأن يﺭفﺽ ﺍلخبيﺭ ﺁﺩﺍء مهمته ﺃﻭ يتعﺫﺭ عليه ﺫلﻙ ﺃﻭ ﺃﻥ يتماﻁل في
ﺁﺩﺍءها.
تتم اعمال الخبرة في تاريخ يبلغ به الخبير األطراف ،ويتعيﻥ على ﺍلخبيﺭ استدعاء ﺍألﻁﺭﺍﻑ
لحضور انجاز ﺍلخبﺭﺓ ،ﻭتقﺩيﻡ مالحﻅاتهﻡ ﻭتﺩﻭينها في تقﺭيﺭ ﻭيتﺭتﺏ على مخالفة هﺫﺍ ﺍإلجﺭاء بﻁالﻥ
الخبرة بﻁالنا مﻁلقا.208
ﻭﺍلخبﺭﺓ تﻜﻭﻥ في ﺍلمسائل ﺍلفنية سﻭﺍﺀ ﻜانﺕ ﻁبية ﺃﻭ هنﺩسية ﺃﻭ حسابية ﻭنحﻭ ﺫلﻙ ،ﻭال تﻜﻭﻥ
في ﺍلمسائل ﺍلقانﻭنية ،ﻭعليه ال يجﻭﺯ تعيين خبيﺭ إلبﺩﺍء ﺍلﺭﺃﻱ في مسألة قانﻭنية ،209ﻭﺍلمحﻜمة غيﺭ
ملﺯمة بتعيين خبيﺭ في ﺍلﺩعﻭﻯ ،بل ﺇﻥ هﺫﺍ ﺍألمﺭ يﺭجع ﺇلى سلﻁتها ﺍلتقﺩيﺭية ،فلها ﺃﻥ تلجأ ﺇلى ﺍلخبﺭﺓ ،
ﻭلها ﺃال تلجأ ﺇليها بﺩﻭﻥ معقﺏ عليها في ﺫلﻙ .
ﺇﺫﺍ ﺍنتهى ﺍلخبيﺭ مﻥ أداء مهمته ﻭجﺏ عليه ﺃﻥ يقﺩﻡ تقﺭيرﺍ لﺩﻯ ﺍلجهة ﺍلقضائية ﺍلتي عينته
في ﺍألجل ﺍلﺫﻱ حﺩﺩته ،يتضمنه نتيجة ﺃعماله ،ﻭيﻭضح فيه ﺭﺃيه ﺍلخاﺹ ،وفي حالة تعدد الخبراء يقومون
بأعمالهم مجتمعين ويحررون تقري ار واحدا ،فإذا كانت آراؤهم مختلفة بينوا رأي كل واحد واألسباب المساندة له
مع توقيعه من طرف الجميع.210
ال يلزم القاضي باألخذ برأي الخبير ويبقى له الحق في تعيين أي خبير آخر من استيضاح
الجوانب التقنية في النزاع".
المعاينة هي انتقال هيئة المحكمة أو أحد أعضائها لمشاهدة محل النزاع ،سواء تعلق األمر بعقار
أم منقول او تعلق االمر باالطالع على أوراق إدارية معينة .ويمكن ان تأمر بها المحكمة تلقائيا أو بناء على
طلب األطراف .وقد أصبح هذا اإلجراء أكثر شيوعا عما كان عليه في الماضي ،وهذا بسبب تطور منازعات
التعمير والبيئة ،وكذا نزع الملكية للمنفعة العامة.211
208
-الفصل 63من قانون المسطرة المدنية صيغة محينة بتاريخ 26غشت ،2019ظهير شريف بمثابة قانون رقم 1.74.447بتاريخ
11رمضان 28( 1394شتنبر )1974بالمصادقة على نص قانون المسطرة المدنية كما تم تعديله ،الجريدة الرسمية عدد 3230
مكرر ،بتاريخ 13رمضان 30( 1394شتنبر ،)1974ص .2741.
209
-هذا ماجاء في الفصل 59من قانون المسطرة المدنية ،صيغة محينة بتاريخ 26غشت ،2019ظهير شريف بمثابة قانون رقم
1.74.447بتاريخ 11رمضان 28( 1394شتنبر )1974بالمصادقة على نص قانون المسطرة المدنية كما تم تعديله ،الجريدة
الرسمية عدد 3230مكرر ،بتاريخ 13رمضان 30( 1394شتنبر ،)1974ص.2741 .
-210الفصل 63و 66الفصل من قانون المسطرة المدنية
211 - René Chapus , Droit du contentieux administratif, 8 ème édition, Montchrestien, Paris,1999 , pp773-774.
78
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
تتناسب المعاينة مع إثبات منازعات القضاء الشامل الن االثبات فيها يتعلق بوقائع مادية
كدعاوى التعويض والعقود اإلدارية ،في حين من النادر جدا اللجوء إليها في دعاوى اإللغاء كانتقال القاضي
للتحقق من المعلومات التي ترد في أصل الق اررات اإلدارية في حالة تعذر إيداع األصل في الدعوى.212
وتختلف المعاينة عن الخبرة في أن األولى يقصد بها الحصول على دليل مادي مستنبط من
الطبيعة ،أما الثانية فهي وسيلة التقدير الفني لألدلة المادية والمعنوية ،والفرق الجوهري بينهما هو أن المعاينة
تتم بواسطة القاضي اإلداري ،أما أعمال الخبرة ،فتتم بواسطة شخص له خبرة فنية ،وال عالقة له بالمحكمة
التي تنظر في المنازع.213
-2إجراءات المعاينة:
تبدأ إجراءات المعاينة بأن تحدد المحكمة في حكمها اليوم والساعة والمكان الذي ستجري فيه
إال المعاينة مع وجوب استدعاء االطراف بصفة قانونية لحضور هذه العملية وال يمكن ان تتم المعاينة
بحضور األطراف ،فإذا كان األطراف حاضرين وقت النطق بالحكم أمكن للقاضي أن يقرر حاال االنتقال
إلى عين المكان .214و يمكن للمحكمة أن تؤخر أو أن تستأنف الوقوف على عين المكان إذا لم يستطع أو
لم يحضر أحد األطراف في اليوم المحدد بسبب اعتبر وجيها.
وتتم المعاينة كأصل عام بدون االستعانة بخبراء فنيين غير أن المشرع المغربي أجاز للقاضي
إذا كان موضوع االنتقال يتطلب معلومات ال يتوفر عليها ان يأمر في نفس الحكم بتعيين خبير لمصاحبته
215
او االستماع إلى شهادة بعض األشخاص على سبيل االستئناس بمعلوماتهم أثناء المعاينة وإبداء رأيه.
التي قد تكون مفيدة بالنسبة للنزاع.216
ج-الكتابة:
تعتبر الكتابة من اهم انواع األدلة المعتمدة في المنازعات اإلدارية ذلك ان االدارة منظمة
تنظيما يعتمد كليا على األوراق و ال يعتمد على ذاكرة الموظفين أو الشهود ،لهذا كان الدليل الكتابي من اهم
217
األدلة التي يعتد بها القاضي االداري.
ويبرز دور الكتابة في اإلثبات امام القضاء اإلداري في أنها تعتمد على األوراق اإلدارية التي
تنطوي على وقائع تتصل بنشاط اإلدارة كالق اررات و العقود اإلدارية أو بالعاملين بها ،مثل األوراق المرفقة
-212احمد كمال الدين موسى ،نظرية اإلثبات في القانون اإلداري ،دار الفكر العربي ،مصر .2012،ص.358.
-213المرجع نفسه.
-214الفصل 67من قانون المسطرة المدنية.
-215الفصل 68من قانون المسطرة المدنية.
-216الفصل قانون المسطرة المدنية .
–217عبد العزيزعبد المنعم خليفة ،اإلثبات أمام القضاء اإلداري - ،اإلثبات غير المباشر– اإلثبات المباشر ،اإلثبات أمام القضاء اإلداري ،دار
الفكر الجامعي ،مصر،2008،ص.12.
79
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
بملف الموظف ،و كذا المراسالت و التقارير اإلدارية ،باإلضافة إلى األحﻜاﻡ ﻭﺍلقﺭﺍﺭﺍﺕ والمحاضر والشواهد
االدارية و ﺍلمحﺭﺭﺍﺕ ﺍإللﻜتﺭﻭنية كالعقود ﺍإللﻜتﺭﻭنية ﻭﺍلبﻁاقاﺕ ﺍإللﻜتﺭﻭنية.
ح-شهمممممممممممادة الشهود:
تستخدم الشهادة لتوضيح بعض البيانات الغامضة ،أو تكملة بعض عناصر الملف وإثبات
وقائع ليس من طبيعتها أن تدون في الملفات والسجالت االدارية ،حيث يجوز لهيئة المحكمة أو للقاضي
المقرر الذي يقوم بسماع الشهود ،أن يستدعي أو يستمع تلقائيا إلى أي شخص يرى سماعه مفيدا ،كما يجوز
أيضا سماع موظفي االدارة ،أو طلب حضورهم لتقديم االيضاحات.
تعد الشهادة أهميتها في اإلثبات محدودة وقليلة في المنازعات االدارية و يرجع ذلك إلى أن
الحقوق والواجبات في القانون االداري تنظم عادة بق اررات وأوراق مكتوبة ،ولذلك تعتبر االوراق هي الوسيلة
الرئيسية لإلثبات ،ومن ثم فليست للشهادة االهمية العملية الكبيرة أمام القضاء االداري .غير أن ذلك ال
يعني أن القضاء اإلداري ال يلجأ إليها .حيث تكون الشهادة مفيدة أمام القضاء االداري في حالة ضياع
بعض المستندات والتحقق من صحة الوقائع المادية البحتة.
ومجال تطبيق شهادة الشهود في اإلثبات في المواد اإلدارية هو االمنازعات المتعلقة بالوظيفة
العامة وقضايا التأديب ،فالقاضي اإلداري يستعين بإجراء الشهادة لتوضيح بعض البيانات أو األوراق لتكملة
بعض عناصر الملف ،أو إلثبات وقائع ليس من طبيعتها أن تدون في الملفات والسجالت اإلدارية كما هو
الحال بالنسبة للوقائع التي قد يستخلص منها االنحراف استعمال السلطة التي تكون بقصد االنتقام ،كتصريح
218
. الرئيس اإلداري علنا بذلك أمام بعض الموظفين الذين يمكن االستعانة بهم كشهود أمام القضاء اإلداري
خ -االستجواب:
االستجواب إجراء من اإلجراءات التحقيقة يلجأ إليه القاضي اإلداري قصد الوصول إلى الحقيقة،
وهذا اإلجراء يتمثل في األسئلة التي يطرحها القاضي على الخصوم بالجلسة أو أثناء التحقيق في الدعوى
بغية تقديم إيضاحات للمحكمة حول وقائع القضية المطروحة أمامها .ومثال ذلك اس تتتجواب الموظ تتف الم تتتهم
أي ست تؤاله و مواجهت تته بأدل تتة ال تتدعوى ومناقشتتته في كافتتة الوقتتائع واألدلتتة تفصتيليا.
القرائن بوجته عتام هتي النتيجتة التتي يستخلصتها القتانون أو القاضتي متن واقعتة معلومة لمعرفة
219
. واقعة مجهولة ،أو هي استنباط المشرع أو القاضي ألمر مجهتول متن أمتر معلوم
-218تجب االشارة الى انه ال تقبل اليمين في اإلثبات في المنازعات اإلدارية سواء كانت حامسة أو متممة،
-219إدريس العالوي العبدالوي ،وسائل اإلثبات في التشريع المدني المغربي ،الطبعة األولى، 1977 ،ص.61 .
80
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
-1القرائن القانونية :وهتي التتي تستتمد مصتدرها متن نتص قتانوني صتريح بتأن يفتترض التنص
القتانوني تحقق أمر مجهول من أمر معلوم.ومن األمثلة على ذلك :
-قرينمة العلمم بالقرار االداري عن طريق النشمر او التبلي :فنشر القرار بالجريدة الرسمية او
تبليغ صاحب الشأن بالطريقة التي حددها القانون يعتبر قرينة على العلم به ومن ثم يبدأ احتساب ميعاد
الطعن باإللغاء من تاريخهما .
نص المشرع المغربي على أنه" :إذا التزمت اإلدارة -قرينة القرار الضمني بالرفض:
الصمت طوال ستين يوما في شأن طلب قدم إليها اعتبر سكوتها عنه ،ما لم ينص قانون على خالف ذلك،
بمثابة رفض له" .220ولقيام هذه القرينة يتعين اثبات تقديم طلب لإلدارة ،بحيث ان فوات المدة المذكورة دون
صدور قرار بشأنه يعتبر قرينة قانونية على قيام القرار الضمني بالرفض.
-2القرائن القضائية :وتستمى أيضتا القترائن الموضتوعية وهتي التتي تتترك لتقتدير القاضتي
يستخلصتها من ظرف القضية ومالبساتها .و من االمثلة على ذلك:
-قرينة الموقف السلبي من االدعاء :حيث يعتبر القاضي ان ما يدعيتته الخصتتم يعتبر
صحيحا إذا لم تجب اإلدارة أو امتنعتتت عتتن تقتتديم متتا لتتديها متتن أوراق أو مستندات أو وثائق.
-قرينة العلم اليقيني بالقرار :ومثال ذلك االشارة إلى القرار ومحتواه في رسالة موجهة لالدارة
او تقديم تظلم او طعن ضد القرار االداري او حضور المدعي في الجلسة التي يتخذ فيها القرار االداري.
إلثبات عيب االنحراف في استعمل السلطة يلجأ القاضي االداري لقرائن عديدة نذكر منها:
-قرينة الغلو في العقوبة :فال يكون هناك تناسب بين خطا الموظف والعقوبة التأديبية الصادرة
ضده.
-قرينة انعدام الدافع المعقول إلصدار القرار :يتم استخالص عيب االنحراف في استعمال
السلطة من قرينة انعدام الدافع المعقول إلصدار القرار كان تكون دوافع اصدار القرار بعيدة عن المصلحة
العامة مثل نقل الموظف بقصد العقاب او االنتقام.
-قرينة عدم المساواة بين المراكز القانونية المتساوية :فتقوم االدارة بمحاباة فئة دون اخرى لها
نفس المراكز القانونية ومثالها منح ترخيص لحزب معين ورفض الترخيص لحزب آخر رغم توافر الشروط
القانونية للترخيص في كال الحزبين.
بمجرد ما تصبح القضية جاهزة للحكم يحدد تاريخ الجلسة التي تنتهي عادة بالمداولة و إصدار
الحكم.
الفقرة األولى :جلسة الحكم والمداولة
عندما تصبح القضية جاهزة تحال على الجلسة امام الهيئة المختصة للفصل فيها ،وقد اشترط
221
،غير أنه يمكن في المشرع المغربي في جلسات المحاكم اإلدارية أن تنعقد و تصدر أحكامها بصفة علنية
حاالت خاصة إما بنص قانوني ،أو بأمر من المحكمة جعلها سرية.
وتبدأ المحكمة المشكلة من ثالثة قضاة يساعدهم كاتب الضبط بقراءة المقرر لتقريره الذي
يتضمن ملخص موضوعي الستنتاجات وحجج االطراف ،و تعطى الكلمة للمحامين ،وممثلي اإلدارات
لعرض مالحظاتهم الشفوية إذا طلبوا ذلك حيث تبقى قاعدة تبادل المذكرات بين األطراف هي السائدة.
وبسماع أقوال األطراف تعطى الكلمة للمدافع عن الحق و القانون ليعرض أرائه المكتوبة و
الشفوية على هيئة القضاء ،بكل تجرد و استقالل سواء فيما يخص ظروف الوقائع أو القواعد القانونية حيث
ألزم القانون حضوره في الجلسة ولكنه مع ذلك ال يشارك في إصدار الحكم.
بعد الجلسة تأتي المداولة ،ويقصد بمرحلة المداولة " التشاور في منطوق الحكم وأسبابه بين
أعضاء المحكمة إذا تعددوا ،و ذلك بعد انتهاء المرافعة وقبل النطق بالحكم ،"222وتعرف كذلك " بأنها ذلك
223
". التفكير في الحكم وتكوين الرأي فيه إذا كان القاضي منفردا
لم يفرض المشرع على المحكمة قواعد خاصة لتنظيم المداولة ،وترك المجال للسلطة التقديرية
.وبالرجوع إلى الفقرة الثانية من المادة 343من قانون المسطرة المدنية ،نجد أنها تنص على أنه 224
للقضاة
تتم المداولة في اجتماع غير عمومي أي سري حتى يتمكن القضاة من إبداء و جهة نظرهم بكل حرية و
استقاللية في تحرير الحكم .وال يجوز أن يحضر األطراف و المفوض الملكي للدفاع عن الحق و القانون
المداولة ،ألنها تقتصر على القضاة الذين استمعوا ألطراف النزاع و الذين منحهم القانون تكوين قناعتهم في
كل قضية و التعبير عنها في المداولة .
وتستطيع اإلدارة أثناء الدعوى أن تقدم طلبات ترمي إلى إلغاء أو إصالح القرار االداري ،ويتم تبليغ
هذه الطلبات إلى المعني باألمر .وفي المقابل فإن المدعي قد يتنازل عن دعواه إذا عبر عن ذلك كتابة وقام
هو أو وكيله بالتوقيع على هذا التنازل بعدما يخبر بذلك اإلدارة المدعى عليها التي يجب أن تعبر عن
موافقتها الصريحة على ذلك.
الفقرة الثانية :الحكم
لم يعرف قانون المسطرة المدنية الحكم القضائي بشكل صريح ،ولذلك يتعين الرجوع إلى كتابات
الفقه المهتم بالموضوع ،وهكذا نجد أن البعض قد عرفه بأنه ":كل ما يصدر عن المحكمة للبت نهائيا في
النزاع ،أو األمر باتخاذ إجراء يرمي إلى تهيئة البت النهائي" .225في حين عرفه جانب آخر من الفقه بأنه:
"القرار الصادر من محكمة مشكلة تشكيال صحيحا في خصومة رفعت إليها وفق قواعد المرافعات. "226
وتجب اإلشارة إلى ان الفقه يفرق من الناحية النظرية بين األحكام والق اررات و األوامر التي تصدر
عن الهيئات القضائية ،حيث يطلق عبارة حكم على تلك التي تصدر عن قضاة المحاكم االبتدائية والمحاكم
التجارية والمحاكم اإلدارية في الدعاوى المرفوعة أمام تلك المحاكم ،ويطلق عبارة قرار على تلك التي تصدر
عن قضاة محاكم االستئناف ومحاكم االستئناف التجارية ومحاكم االستئناف اإلدارية ومحكمة النقض ،أما
األوامر فهي التي تصدر عن رؤساء المحاكم في إطار والئي أو في إطار استعجالي.227
وعليه ينبغي توافر ثالثة شروط أساسية ليتمتع القرار القضائي بصفة الحكم ،وهذه الشروط هي:
-أن يكون القرار قد صدر في خصومة قضائية رفعت عنها دعوى بين خصمين أو أكثر.
-أن يصدر هذا القرار عن محكمة مختصة ومشكلة تشكيال صحيحا وفقا لقواعد المسطرة.
فالقرار الصادر عن هيئة غير قضائية ال يعد حكما ،ولو كان من بين أعضاء هذه الهيئة قضاة إال إذا
كان صاد ار في إطار مؤسسة التحكيم التي أقرها المشرع المغربي طبقا للفصول من 306إلى 327من
228
قانون المسطرة المدنية.
-أن يصدر القرار مكتوبا.
تعددت التعريفات الفقهية التي تناولت مفهوم الوقائع ،حيث يعتبر بعض الفقه أن الوقائع ":هي
229
،في حين يعتبرها البعض األحداث ،أي ما حصل وكان له كيان ذاتي ،وصار بذلك منتميا إلى الماضي"
اآلخر على انها " :سرد تاريخي للنزاع المعروض على المحكمة مع ذكر األدلة الواقعية والحجج القانونية
وما حصل فيها من إجراءات في جلسة المناقشات والمرافعات ،وتكون هذه الوقائع متماشية مع أسباب
230
الحكم ومنطوقه وتؤثر على نتيجة الدعوى".
وتكمن أهمية الوقائع في أنها تبين المراحل التي مرت منها المنازعة ،وتعطي فكرة عن مدى التزام
القاضي في حكمه بحدود طلبات األطراف وبالحياد في توجيه اإلجراءات وباحترام قواعد اإلثبات.231
حدد الفصل 50من قانون المسطرة المدنية البيانات الواجب تضمينها في الوقائع وهي كالتالي:
" -1تتضمن االحكام أسماء األطراف الشخصية والعائلية وصفتهم أو مهنتهم وموطنهم أو محل
إقامتهم وكذا عند االقتضاء أسماء وصفات وموطن الوكالء.
-3تتضمن أيضا االستماع إلى األطراف الحاضرين أو إلى وكالئهم وكذا مستنتجات النيابة
العامة عند االقتضاء.
-4يشار فيها إلى مستنتجات األطراف مع تحليل موجز لوسائل دفاعهم والتنصيص على
المستندات المدلى بها والمقتضيات القانونية المطبقة.
-5تنص األحكام على أن المناقشات قد وقعت في جلسة علنية أو سرية وأن الحكم قد
صدرفي جلسة علنية".232
وحسب الفصل 50قانون المسطرة المدنية فإن القاضي ال يكون ملزما ياستعراض كل الجزئيات
التي تتكون منها وقائع الدعوى وانما يقتصر دوره على عرض موجز لبعض الوقائع الهامة .فإن لم يشتمل
الحكم على هذه الوقائع الضرورية ،فإنه يتعرض للنقض.
ب-التعليل :
التعليل هو بيان األسباب الواقعية القانونية التي بني عليها الحكم أو القرار" .و هو ضمانة
هامة لحماية حقوق الدفاع و وسيلة لإلقناع وكسب ثقة المتقاضين .والقاعدة العامة أن جميع األحكام
والق اررات القضائية يجب أن تكون معللة ،233إذ يعتبر انعدام التعليل أو نقصه أو غموضه أو عدم دقته من
-229محمد نجيب حسني ،شرح قانون اإلجراءات الجنائية ،ص -1180أشار إليه الطيب برادة .إصدار الحكم المدني وصياغته الفنية في ضوء
الفقه والقضاء ،مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط ،1996 ،ص.230 .
-230فتحي والي ،مبادئ القانون المدني ،ص 542.
-231عبد الكريم الطالب ،الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية ،مرجع سابق ،ص.237.
-232راجع الفصول 375-345-50من قانون المسكرة المدنية.
-233الفقرة الرابعة من الفصل 345من قانون المسطرة المدنية.
84
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
العيوب التي يترتب عنها إبطال األحكام أو تكون سببا إللغائها أو نقضها .ويترتب على انعدام التعليل او
نقصانه نقض الحكم أو القرار وابطاله.234
ويجب ان يجيب التعليل على كل الوسائل المثارة من طرف االطراف .ولكن يجب على القاضي
تأسيس ق ارره على وسيلة حتى ولو تم تجاهلها من طرفهم عندما تكون هذه الوسيلة تتعلق بالنظام العام
واساسية لدرجة ان تركها بمكن ان يجعل الحكم باطال برمته مثال عدم اختصاص المحكمة المحال عليها
القضية.
ج-المنطو :
-تعريف المنطوق:
هو الحل او النتيجة التي خلصت إليها المحكمة .وهو الخالصة الموجزة التي تلي عبارة "...بناء
عليه" الواردة في ختام كل حكم.235"...
-مضامين المنطوق:
يبدأ المنطوق عادة بذكر الفصول التي يتعامل معها القاضي سواء من حيث المسطرة أو من
حيث الموضوع ويجب ذكر فصول المسطرة المدنية أوال .وعادة بعض الفصول تعتبر عامة وتردد في كل
القضايا كتلك التي تتعلق بالصفة والمصلحة واألهلية (236الفص 1قانون المسطرة المدنية).
وبعد ذلك تدون فصول الموضوع وتكون عادة الفصول التي تعامل معها القاضي ووصل من خاللها
إلى الفصل في القضية ثم تأتي عبارة "لهذه األسباب" ثم عبارة "حكمت المحكمة" .ويلي ذلك توضيح ما إذا
كانت الجلسة علنية أو سرية وما إذا كان الحكم ابتدائيا – أم انتهائيا حضوريا أو غيابيا أو بمثابة حضوري.
بعد الوصف يجب الفصل في الشكل أوال بالقبول أو عدم القبول ،إذا تم قبول الدعوى شكال فيجب
االنتقال إلى الموضوع يستحسن أن يرد المنطوق في عناوين .على الشكل التالي:
-في الشكل........
-في الموضوع.........
تم يجب ذكر هيئة الحكم مع بيان صفة كل عضو من أعضاء هذه الهيئة واإلشارة إلى اسم كاتب
الجلسة ثم يوقع الحكم من طرف الرئيس والمقرر والكاتب .والتوقيع هو الذي يمنح الحكم وجودا قانونيا وهو
من النظام العام.237
-مبادئ المنطوق:
-يتعين على المحكمة ان تبت في حدود طلبات األطراف وال يسوغ لها ان تغير تلقائيا موضوع
أو سبب هذه الطلبات ،وتبت دائما طبقا للقوانين المطبقة على النازلة ولو لم يطلب االطراف ذلك بصفة
صريحة.238
-يتخذ الحكم لفائدة المدعي ضد المدعى عليها اي االدارة شكلين رئيسيين :الغاء القرار االداري
غير المشروع ،الحكم على االدارة بأداء تعويضات .كما يبت الحكم في مسالة الصوائر القضائية.
يتلى الحكم شفويا في جلسة علنية الحقة و يتم تبليغه لألطراف .و يشار فيه إلى أجل
االستئناف الذي ال يتعدى ثالثون يوما .239و بانقضاء هذا األجل يصبح للحكم قوة الشيء المقضي به و
ينفذ.
المبحث الثاني :طر الطعن في االحكام القضاضية واجراءات تنفيذها
بعد صدور الحكم يمكن للمحكوم عليه االعتراض على الحكم الصادر ضده بقصد إلغائه أو
تعديله وذلك عن طريق الطعن فيه بطرق الطعن المحددة قانونا ،وعندما تستنفذ كل طرق الطعن او تنتهي
اآلجال المخصصة لذلك يصبح الحكم نهائيا أي حائز لقوة الشيء المقضي به و بالتالي واجب التنفيذ .لكن
اإلدارة تبدي في كثير من األحيان سوء نيتها في تنفيذ الشيء المقضي به .240للعديد من األسباب ﻜالنﻅاﻡ
ﺍلعاﻡ ﺃﻭ نقﺹ ﺍالعتماﺩﺍﺕ ﺃﻭ غياﺏ ﻭسائل ﺍلتنفيﺫ ﺍلخاصة ضﺩ ﺃشخاﺹ ﺍلقانﻭﻥ ﺍلعاﻡ و غياب مسطرة
إكراهية لتنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضد اإلدارة مما أثار مجموعة من الصعوبات على مستوى التنفيذ،
وإلجبار اإلدارة على التنفيذ ابتكر القاضي االداري العديد من الحلول مﻥ قبيل فﺭﺽ ﺍلغﺭﺍمة ﺍلتهﺩيﺩية و
ﺍلحجﺯ على ﺃمﻭﺍل ﺍإلﺩﺍﺭﺓ ﺍلممتنعة عﻥ ﺍلتنفيذ.
الطعن في االحكام المطلب االول :طر
تعرف طرق الطعن بأنها الوسائل القضائية االختيارية التي ينظمها القانون لمصلحة المحكوم
عليه ،إذا أراد االعتراض على الحكم الصادر ضده بقصد إلغائه أو تعديله ،وتقسم طرق الطعن إلى طعن
عادية ،وطرق طعن استثنائية ،ويشمل النوع األول التعرض واالستئناف ويتضمن النوع الثاني :إعادة النظر،
تعرض الغير الخارج عن النزاع ،والطعن بالنقض.
86
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
الفرع االول :طر الطعن العادية.
يعتبر التعرض من بين طرق الطعن العادية التي منحها المشرع للمحكوم عليه غيابيا ،قصد
إتاحة الفرصة أمامه إلبداء دفوعاته وشرح وجهة نظره في النزاع.
وفي هذا الصدد تنص المادة 14من قانون رقم 80 -03المتعلق بإحداث محاكم االستئناف
وحسب الفصل 47من قانون على أن ":الق اررات الغيابية الصادرة عن محاكم االستئناف تقبل التعرض".
المسطرة المدنية يحكم غيابيا إذا لم يحضر المدعى عليه أو وكيله رغم استدعائه طبقا للقانون ،ولذلك فيلزم
قبل كل شيء التأكد من أن المدعى عليه قد وقع استدعاؤه بكيفية قانونية ،األمر الذي يستدعي تفحص شهادة
التسليم والنظر فيما إذا جاءت مطابقة للمقتضيات المنصوص عليها في الفصول 39 ،38و 40من قانون
المسطرة المدنية.
ينبغي التمييز في الحكم الغيابي بين الذي ارتكز على عدم حضور المدعى عليه أمام المحكمة،
وبين عدم تقديمه لمذكرات دفاعه للمحكمة ،فبالنسبة للحالة األولى يتحقق الغياب بتخلف المدعى عليه
شخصيا ألن المسطرة شفوية ،أما بالنسبة للحالة الثانية ،فال يتحقق الغياب أو الحضور بغياب الشخص أو
حضوره ،وإنما بتقديم المذكرات التي تعبر عن حضوره ،وهذا بالنسبة للمسطرة الكتابية.
لتحديد قابلية الحكم للتعرض البد من أن يكون الحكم غير قابل لالستئناف .وبالرجوع إلى القانون
رقم 80. 03المتعلق بإحداث محاكم االستئناف اإلدارية نجد ان المادة 9تنص على أنه" :تستأنف األحكام
الصادرة عن المحاكم اإلدارية داخل أجل ثالثين يوما من تاريخ تبليغ الحكم " ...يتبين أن األحكام الصادرة
عن المحاكم االدارية االبتدائية تكون دائما قابلة لالستئناف أمام محاكم االستئناف االدارية وبالتالي فهذا يؤكد
أن الطعن بالتعرض ال يمكن ممارسته أمام المحاكم اإلدارية.
بالرغم من وجود قاعدة خضوع األحكام الغيابية للتعرض إذا لم تكن قابلة لالستئناف ،فإن المشرع
أوجد بعض االستثناءات منها:
-الحكم الذي صدر على المتعرض غيابيا للمرة الثانية ،إذ ال يجوز تعرض على تعرض.
87
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
يحدد أجل التعرض في المسطرة المدنية داخل أجل عشرة أيام من التبليغ القانوني ،وهذا ما
ينص عليه الفصل 130من قانون المسطرة المدنية و الذي جاء فيه ":و ذلك في أجل عشرة أيام من تاريخ
التبليغ ويجب تنبيه الطرف في وثيقة التبليغ إلى أنه بانقضاء األجل المذكور يسقط حقه في التعرض".
يتم تقديم التعرض وفق الطرق المعتادة التي ترفع بها الدعوى إلى المحكمة عن طريق مقال
مكتوب موقع عليه من طرف المتعرض أو وكيله (الفصالن 31و .)130ويجب باإلضافة إلى ذلك أداء
الرسوم القضائية عن التعرض ،وإذا تعدد المدعى عليهم ،وجب إرفاق المقال بعدد النسخ المعادل لعدد
المدعى عليهم ،ويترتب عن عدم االلتزام بهذا اإلجراء عدم قبول الطلب وإن كان المشرع ال ينص صراحة
على ذلك.242
-1األثر الموقف :وهو وقف تنفيذ الحكم الصادر غيابيا إال إذا كان الحكم المطعون فيه مشفوعا
بالنفاذ المعجل .إذ ينص الفصل 132ق م م على أن ":التعرض يوقف التنفيذ مالم يؤمر بغير ذلك في
الحكم الغيابي" .وفي هذه الحالة فإذا كان الحكم مشموال بالنفاذ المعجل قدم المحكوم عليه طلب بإيقاف التنفيذ
تبت فيه غرفة المشورة طبقا للمقتضيات الفصل.243 147
ومعلوم أن األحكام الغيابية إما أن يكون مصدرها المحكمة االبتدائية أو محكمة االستئناف وأن
طلب إيقاف التنفيذ المعجل يوجه في الحالتين إلى ذات المحكمة مصدرة الحكم الغيابي ،فان كان الحكم
الغيابي ابتدائيا بت فيه القاضي مسبقا ،قبل النظر في ملف التعرض ،وان كان استئنافيا أحيلت النازلة على
غرفة المشورة لمحكمة االستئناف للقول باإليقاف أو عدمه (الفصول 352-147-134ق م م).
-2األثر الناشر :وهو فتح باب المناقشات بنقل النزاع من جديد إلى نفس المحكمة التي قضت
فيه غيابيا ،وكثي ار ما تعاد القضية إلى نفس القاضي ،ألن الطعن بالتعرض موجه ضد الحكم
وليس ضد شخص الحاكم.
االستئناف هو طريق من طرق الطعن ،تختص به هيئة أعلى درجة للنظر في األحكام
الصادرة عن المحاكم االبتدائية ،وهو حسب الفصل 134من قانون المسطرة المدنية حق في جميع األحوال
عدا إذا قرر القانون خالف ذلك.
أوردت المادة الخامسة من القانون رقم 03-80قاعدة عامة تتعلق باختصاص محاكم
اإلستئناف اإلدارية ،وهي أن هذه المحاكم" تختص بالنظر في استئناف أحكام المحاكم اإلدارية وأوامر
رؤسائها " وجاء في نهاية صياغة هذه المادة العبارة التالية " :ماعدا إذا كانت هناك مقتضيات قانونية
مخالفة" مما يدل على أن القاعدة المذكورة ليست مطلقة وإنما ترد عليها بعض االستثناءات سواء في القانون
المذكور نفسه ،أو في قوانين أخرى متفرقة.
إن األصل حسب المادة المذكورة ،هو أن جميع األحكام الصادرة عن المحاكم اإلدارية وكذا
األوامر الصادرة عن رؤسائها قابلة للطعن باالستئناف امام محاكم االستئناف اإلدارية.
-2االستثناءات:
ليست كل أحكام المحاكم اإلدارية واألوامر الصادرة عن رؤسائها قابلة لالستئناف أمام
محاكم االستئناف اإلدارية ،بل هناك استثناءات واردة على هذه القاعدة نجملها فيما يلي:
حينما يتم الدفع بعدم االختصاص النوعي أمام محكمة إدارية او عادية ويتم البت في هذا
الدفع بحكم مستقل ،فإن هذا األخير يقبل االستئناف امام محكمة النقض وليس أمام محكمة االستئناف
اإلدارية.244
- 244وذلك عمال بمقتضيات المادة 12من القانون رقم 03-80التي نصت على أنه " :إذا أثير دفع بعد االختصاص النوعي أمام جهة قضائية
عادية أو إدارية وجب عليها أن تبت فيه بحكم مستقل وال يجوز لها ان تضمه على الموضوع .ولألطراف أن يستأنفوا الحكم المتعلق باالختصاص
89
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
-األوامر الصادرة عن رئيس المحكمة اإلدارية بصفته قاضيا للمستعجالت باإلذن في الحيازة :
طبقا للمادة 32من القانون رقم 7 . 81المتعلق بنزع الملكية من أجل المنفعة العامة واالحتالل
المؤقت ،فإن هذه األوامر ال تكون قابلة للطعن فيها باالستئناف. 245
هذا و تطبق أمام محاكم االستئناف اإلدارية القواعد المقررة في قانون المسطرة المدنية ،والقانون
رقم 03.80المحدثة بموجبه محاكم االستئناف اإلدارية ما لم ينص قانون على خالف ذلك.
يجب أن يتضمن المقال األسماء وعليه وطبقا للفصل 141من قانون المسطرة المدنية
الشخصية والعائلية وصفة أو مهنة وموطن أو محل إقامة كل من المستأنف والمستأنف عليه وكذا اسم وصفة
وموطن الوكيل عند االقتضاء وأن يبين إذا تعلق األمر بشركة اسمها الكامل ونوعها ومركزها وأن يتضمن
كذلك موضوع الطلب والوقائع والوسائل المثارة وترفق المستندات التي يريد الطالب استعمالها بالمقال.248
ويجب أن يرفق هذا المقال بنسخ مصادق على مطابقتها لألصل من لدن المستأنف بعدد
األطراف المستأنف عليهم .إذا لم تقدم أية نسخة أو كان عدد النسخ غير مساو لألطراف تطلب كتابة الضبط
من المستأنف أن يدلي بهذه النسخ داخل عشرة أيام ويدرج رئيس المحكمة االبتدائية أو الرئيس األول لمحكمة
االستئناف القضية بعد مرور األجل في الجلسة التي يعينها وتصدر المحكمة المرفوع إليها االستئناف حكما
أو ق ار ار بالتشطيب.249
يجب على المستأنف أيضا أن يدلي تأييدا لمقاله بنسخة من الحكم المطعون فيه وإال طلبها
كاتب الضبط من المحكمة التي أصدرته.
النوعي أيا كانت الجهة القضائية الصادر عنها أمام المجلس األعلى الذي يجب عليه أن يبت في األمر داخل أجل 30يوما يبتدئ من تسلم كتابة
الضبط به لملف االستاناف"
- 245ينص الفصل 32من القانون رقم 7-81المتعلق بنزع الملكية ألجل المنفعة العامة واالحتالل المؤقت على مايلي ......" :وال يمكن
استاناف األمر الصادر باإلذن في الحيازة".......
- 246المادة 09من القانون رقم 80.03المحدثة بموجبه محاكم استاناف إدارية الجريدة الرسمية عدد 5398بتاريخ 24محرم 23(1427فبراير
-.)2006ص.490 .
-247المادة 10من القانون رقم 80.03المحدثة بموجبه محاكم استاناف إدارية الجريدة الرسمية عدد 5398بتاريخ 24محرم 23(1427فبراير
.)2006ص.490 .
-248الفصل 143من قانون المسطرة المدنية.
-249تم تغيير وتتميم الفقرة الثالثة من الفصل 142أعاله بموجب القانون رقم ،35.10سالف الذكر.
90
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
واستنادا إلى الفصل 143من قانون المسطرة المدنية ال يمكن تقديم أي طلب جديد أثناء النظر
في االستئناف باستثناء طلب المقاصة أو كون الطلب الجديد ال يعدو أن يكون دفاعا عن الطلب األصلي.
ويقصد بالطلب الجديد كل طلب يؤدي إلى تحوير موضوع النزاع أو الزيادة فيه أو إحداث تغيير
في صفة الخصوم .و ال يعد طلبا جديدا الطلب المترتب مباشرة عن الطلب األصلي والذي يرمي إلى نفس
الغايات رغم أنه أسس على أسباب أو علل مختلفة.
يترتب عن تقديم الطعن باالستئناف أثران هامان ،األثر الناشر واألثر الواقف.
أ-األثر الموقف :ينص الفصل 134على أنه ":يوقف االستئناف داخل األجل القانوني
التنفيذ عدا إذا أمر بالتنفيذ المعجل ضمن الشروط المنصوص عليها في الفصل."147
ب-األثر الناشر :يترتب األثر الناشر عن تقديم الطعن باالستئناف نقل الدعوى بجميع ما
تتضمنه من عناصر قانونية وموضوعية إلى محكمة االستئناف.
الفرع الثاني :طر الطعن االستثناضية
وتتضمن الطعن بالنقض والطعن بإعادة النظر ،تعرض الغير الخارج عن النزاع.
الفقرة االولى :الطعن بالنقض
النقض طريقا للطعن غير عادي يهدف عرض الحكم المطعون فيه على محكمة النقض
(المجلس األعلى سابقا) قصد نقضه لمخالفته أحكام القانون.
لقد أتى القانون رقم 03-80بقاعدة عامة تتعلق بالطعن بالنقض ضد الق اررات الصادرة عن
محاكم االستئناف اإلدارية ،كما أتى بمقتضيات استثنائية تنص على عدم قابلية بعض تلك الق اررات لهذا
الطعن:
أ-القاعدة العامة:
طبقا للمادة 16من القانون رقم 03-80تكون الق اررات الصادرة عن محاكم االستئناف
اإلدارية قابلة للطعن بالنقض أمام محكمة النقض ،ما عدا الق اررات الصادرة في تقدير شرعية الق اررات
اإلدارية .250ويمكن إبداء المالحظات التالية على صياغة هذه المادة وهي كالتالي:
- 250تم تغيير أحكام المادة 16أعاله بموجب المادة الفريدة من القانون رقم 46.08الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.09.23بتاريخ 22من
صفر 18(1430فبراير ،)2009الجريدة الرسمية عدد 5711بتاريخ 27صفر 23 (1430فبراير ،)2009ص.564 .
91
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
-لقد نصت المادة المذكورة على أن الق اررات الصادرة عن محاكم االستئناف اإلدارية هي التي
تكون قابلة للطعن بالنقض أمام محكمة النقض ،إال أن هذه المادة أغفلت األوامر اإلستعجالية التي يصدرها
الرؤساء األولون لهذه المحاكم حينما يكون النزاع معروضا أمامها وذلك طبقا للمادة 6من القانون المذكور،
فهذه األوامر قابلة للطعن بالنقض مادامت قد صدرت بصفة انتهائية ومع ذلك لم ترد في صياغة المادة
المذكورة.
-بالنسبة لألمر الذي يصدره رئيس المحكمة اإلدارية بصفته قاضيا للمستعجالت القاضي باإلذن
في الحيازة فهو يصدر بصفة انتهائية وال يقبل الطعن فيه باالستئناف بصريح الفصل 32من القانون
رقم 7-81إال أنه يقبل الطعن بالنقض مادام ال يوجد أي نص يستثنيه من هذا الطعن ،وبالتالي فإنه ليست
الق اررات الصادرة عن محاكم االستئناف اإلدارية وحدها هي القابلة للطعن بالنقض ،وإنما األحكام االنتهائية
بصفة عامة سواء صدرت عن المحاكم اإلدارية أو عن محاكم االستئناف اإلدارية. 251
-2االستثناءات:
أوردت المادة 16بعض االستثناءات على القاعدة العامة المذكورة ،وهي عدم قابلية الق اررات
الصادرة في تقدير شرعية الق اررات اإلدارية للطعن بالنقض ،وهي استثناء له ما يبرره ألن القضية المعروضة
على محكمة عادية (غير زجرية) والتي يتوقف البت فيها على الحسم في النزاع الجدي العارض المتعلق
بتقدير شرعية قرار إداري ،يتطلب من المحكمة المذكورة ،تأجيل النظر في هذه القضية مع إحالة تقدير
شرعية القرار اإلداري إلى المحكمة اإلدارية أو محكمة النقض حسب االختصاص الموكول إلى إحدى هاتين
،وأن القضية المذكورة ال يمكن تأجيلها أكثر من الالزم حفاظا على حقوق األطراف. 252
الجهتين القضائيتين
ثانيا-اسباب النقض:
يجب أن تكون طلبات نقض األحكام المعروضة على محكمة النقض مبنية على أحد
األسباب اآلتية:253
أ -خرق قاعدة مسطرية أضر بأحد األطراف :من الخروقات المسطرية التي تضر بأحد
األطراف عدم تبليغه مذكرة الخصم ،عدم استدعائه في األجل القانوني .والمالحظ ان الشرط األساسي هو أن
يترتب عن الخرق ضر ار للمعني باألمر سواء أكانت القاعدة المسطرية التي تم خرقها ثانوية أم جوهرية.
ب -عدم االختصاص :يقصد به تجاوز محكمة ما اختصاصها إلى اختصاص محكمة
اخرى ترابيا أو نوعيا .
-251كان على المشرع عند صياغته للمادة 16من القانون رقم 03-80استعمال الصياغة الواردة في الفصل 353من ق.م.م والذي جاء فيه :يبت
المجلس األعلى ....في – 1 :الطعن بالنقأل ضد األحكام االنتهائية.....
-252أي حسب ما إذا كان تقدير الشرعية يتعلق بقرار إداري يدخل في نطاق اختصاص المحكمة اإلدارية بخصوص دعوى اإللغاء طبقا للمادة
23من القانون رقم 90-41أو في نطاق اختصاص المجلس األعلى االبتدائي واالنتهائي بخصوص نفس الدعوى طبقا للمادة 9من نفس القانون.
-253المادة 359من قانون المسطرة المدنية.
92
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
و انعدام التعليل :وهو عدم تبرير منطوق الحكم أو ج -عدم ارتكاز الحكم على أساس قانوني
القرار من الناحية القانونية بصفة مطلقة كليا أو جزئيا ،ويلحق به التبرير الناقص و الفاسد والخاطئ.254
د-خرق القانون الداخلي :ويقصد بالقانون في معناه الواسع ،فيشمل الظهائر والقوانين والمراسيم
والق اررات التنظيمية والمعاهدات المصادق عليها المنشورة بالجريدة الرسمية واالجتهاد القضائي والمبادئ العامة
للقانون .ويندرج تحت هذا السبب الخطأ في تطبيق القانون او تأويله.255
و-الشطط في استعمال السلطة :مظاهره رفض قبول حجة مقبولة قانونا أو تجاوز القاضي
الطلبات المقدمة إليه و الحكم بأكثر مما طلب منه في المقال.
وهذه جاءت األسباب على سبيل الحصر بحيث أنه ال يمكن إضافة سبب جديد إليها.
حدد المشرع أجل الطعن بالنقض في 30يوما من يوم تبليغ الحكم المطعون فيه إلى الشخص
نفسه أو إلى موطنه الحقيقي ،وطبقا للفصل 354من ق.م.م يجب أن تكون جميع عرائض النقض ضد
األحكام القضائية مقدمة من طرف محام مقبول أمام محكمة النقض ،256إال أن الدولة سواء كانت طالبة أو
مطلوبة تعفى من تنصيب محام عنها .وتوقع العرائض التي تقدمها واألجوبة عنها من طرف الوزير المعني
باألمر أو الموظف المعين من طرفه لهذه الغاية .
ويجب أن تتوفر في عريضة النقض استنادا إلى الفصل 355من ق.م.م .تحت طائلة عدم
القبول البيات التالية:
-إرفاق مقال النقض بنسخة من القرار المطعون فيه :ومقال النقض يجب أن تكون نسخه بعدد
األطراف لتبعث منه نسخة إلى كل طرف على حدة ويطلب من طالب النقض إكمال العدد الناقص
منها وإال كان طعنه غير مقبول.
-أداء الوجيبة القضائية في نفس الوقت الذي يقدم فيه مقال الطعن تحت طائلة عدم القبول مالم
يكن الطالب في النقض متمتعا بالمساعدة القضائية.
-254دفاتر المجلس االعلى ،تحرير القرارات القضائية ،أشغال األيام الدراسية 20-14أبريل ، 2004ص.22.
--255دفاتر المجلس األعلى ،تحرير القرارات القضائية...مرجع سابق،ص.23.
- 256نصت المادة 33من قانون المحاماة :على أنه":ال يقبل لمؤازرة األطراف أو تمثيلهم أمام المجلس األعلى مع مراعاة الحقوق المكتسبة إال:
-المحامون المسجلون بالجدول منذ خمس عشرة سنة كاملة على األقل.
-المحامون الذين كانوا مستشارين أو محامين عامين ،وبصفة نظامية ،في المجلس األعلى.
-قدماء القضاة ،وقدماء أساتذة التعليم العالي ،المعفون من شهادة األهلية ومن التمرين ،بعد خمس سنوات من تاريخ تسجيلهم بالجدول".
93
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
على خالف الطعن بالتعرض واالستئناف ،ال يترتب على تقديم طلب النقض وقف تنفيذ الحكم
المطعون فيه إنما يبقى التنفيذ قائما .فإذا قضت محكمة النقض بنقض حكم أحالت الدعوى إلى محكمة
أخرى من درجة المحكمة التي نقض حكمها أو بصفة استثنائية على نفس المحكمة التي صدر عنها الحكم
المنقوض ويتعين إذ ذاك أن تتكون هذه المحكمة من قضاة لم يشاركوا بوجه من الوجوه في الحكم الذي هو
موضوع النقض.
الفقرة الثانية :الطعن بإعادة النظر وتعرض الخارج عن الخصومة
أوال-إعادة النظر:
الطعن بالتماس إعادة النظر هو طريق غير عادي للطعن في األحكام ال تقبل الطعن بالتعرض
أو االستئناف .وتختلف مسطرة إعادة النظر عن طرق الطعن بالتعرض واالستئناف وحتى عن النقض ذاته
في أنها ال تستهدف الطعن في ق اررات المحكمة بقدر ما ترمي إلى مساعدتها على تالفي نتائج الحكم
المطعون فيه ،واألخطاء التي وقع فيها القضاء نتيجة وقائع مادية أو نتيجة عيوب شكلية ال يد له فيها .
ومن أجل ذلك ،فإن ملف إعادة النظر تكلف به نفس الجهة القضائية مصدرة القرار ،ونفس هيئة
الحكم غالبا (الفصل 406من قانون المسطرة المدنية.).
يميز قانون المسطرة المدنية في المعاملة بين اسباب الطعن بإعادة النظر في أحكام المحاكم
االبتدائية واالستئناف و اسباب الطعن بإعادة النظر في ق اررات محكمة النقض ،وهكذا يحكم النوع األول
الفصول 402إلى 409من قانون المسطرة المدنية ،بينما يحكم النوع الثاني الفصل 379من قانون المسطرة
المدنية.
حددت المادة 402من قانون المسطرة المدنية الحاالت التي يمكن االستناد عليها لممارسة
الطعن بإعادة النظر وهي:
إذا بت القاضي فيما لم يطلب منه أو حكم بأكثر مما طلب أو إذا أغفل البت في أحد
الطلبات.
إذا وقع تدليس أثناء تحقيق الدعوى.
إذا بني الحكم على مستندات اعترف أو صرح بأنها مزورة بعد صدور الحكم.
إذا اكتشفت بعد الحكم وثائق حاسمة كانت محتكرة لدى الطرف األخر.
إذا وجد تناقض بين أجزاء نفس الحكم.
94
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
إذا قضت نفس المحكمة بين نفس األطراف واستنادا لنفس الوسائل بحكمين انتهائيين
متناقضين وذلك لعلة عدم االطالع على حكم سابق أو لخطأ واقعي.
إذا لم يقع الدفاع بصفة صحيحة على حقوق إدارات عمومية أو حقوق قاصرين.
-2اسباب طلب اعادة النظر امام محكمة النقض:
يرتبط التماس إعادة النظر أمام محكمة النقض بمدى توفر إحدى الحاالت المنصوص عليها في الفصل
379من قانون المسطرة المدنية .والذي جاء فيه على انه ":يجوز الطعن بإعادة النظر:
ضد الق اررات الصادرة استنادا على وثائق صرح أو اعترف بزوريتها؛
ضد الق اررات الصادرة بعدم القبول أو السقوط ألسباب ناشئة عن بيانات ذات صبغة رسمية
وضعت على مستندات الدعوى ثم تبين عدم صحتها عن طريق وثائق رسمية جديدة وقع
االستظهار بها فيما بعد؛
إذا صدر القرار على أحد الطرفين لعدم إدالئه بمستند حاسم احتكره خصمه؛
و.259375 258
إذا صدر القرار دون مراعاة لمقتضيات الفصول 257 371و372
ب-شروط الطعن:
-1أجل الطعن:
إذا كان المشرع المغربي قد وحد أجل الطعن بإعادة النظر وجعله شه ار واحدا في جميع
مهما كانت درجة المحكمة المقدم إليها الطعن ،فقد الحظ أن 260
األحوال من يوم تبليغ الحكم المطعون فيه
من أسباب االلتماس ما قد ال يظهر إال بعد انقضاء هذا االجل فقرر حماية للمحكوم عليه أن يبدأ الميعاد في
261
. مثل تلك الحاالت من يوم ظهور سبب االلتماس
- 257ينص الفصل 371من قانون المسطرة المدنية على أنه ":ال تحكم غرف محكمة النقأل بصفة قانونية إال إذا كانت الهياة مكونة من خمسة قضاة.
يمكن للرئيس األول ولرئيس الغرفة المعروضة عليها القضية وللغرفة نفسها أن يحيلوا الحكم في أية قضية على هياة قضائية مكونة من غرفتين
مجتمعتين .ويعين الرئيس األول في هذه الحالة الغرفة المضافة إلى الغرفة المعروضة عليها القضية .ويرجح صوت الرئيس -في حالة تعادل األصوات-
حسب نظام األسبقية المتبع بين رؤساء الغرف.
يمكن للهياة المؤلفة من غرفتين أن تقرر إحالة القضية على محكمة النقأل للبت فيها بمجموع الغرف.
- 258ينص الفصل 372من قانون المسطرة المدنية على أنه ":تكون جلسات محكمة النقأل علنية عدا إذا قررت المحكمة سريتها.
يقدم بعد تالوة التقرير وكالء األطراف مالحظاتهم الشفوية إن طلبوا االستماع إليهم ثم تقدم النيابة العامة مستنتجاتها.
يجب االستماع إلى النيابة العامة في جميع القضايا".
-259ينص الفصل 375من قانون المسطرة المدنية على أنه ":تصدر محكمة النقأل قراراتها في جلسة علنية باسم جاللة الملك وطبقا للقانون.259
تكون هذه القرارات معللة ويشار فيها إلى النصوص المطبقة وتتضمن لزاما البيانات اآلتية:
- 1األسماء العائلية والشخصية لألطراف وصفاتهم ومهنهم وموطنهم الحقيقي؛
- 2المذكرات المدلى بها وكذا الوسائل المثارة ومستنتجات األطراف؛
- 3أسماء القضاة الذين أصدروا القرار مع التنصيص على اسم المستشار المقرر؛
- 4اسم ممثل النيابة العامة؛
- 5تالوة التقرير واالستماع إلى النيابة العامة؛
- 6أسماء المدافعين المقبولين أمام محكمة النقأل الذين رافعوا في الدعوى مع اإلشارة عند االقتضاء إلى االستماع إليهم.
يوقع على أصل القرار كل من الرئيس والمستشار المقرر وكاتب الضبط.
إن حصل مانع ألحد الموقعين طبقت مقتضيات الفصل .345
-260الفصل 403من قانون المسطرة المدنية.
- 261الفصل 404من قانون المسطرة المدنية.
95
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
ال يقبل طلب إعادة النظر مالم يصحب بوصل يثبت إيداع مبلغ بكتابة الضبط بالمحكمة يساوي
الحد األقصى للغرامة التي يمكن الحكم بها تطبيقا للفصل 407ن قانون المسطرة المدنية .فحسب هذا
الفصل فإنه يحكم على الطرف الذي يخسر طلب إعادة النظر بغرامة يبلغ حدها األقصى آلف درهم أمام
المحكمة االبتدائية وألفين وخمسمائة درهم أمام محكمة االستئناف وخمسة آالف درهم أمام محكمة النقض
بدون مساس عند االقتضاء بتعويضات للطرف اآلخر.262
في حالة قبول الطلب ،وقع الرجوع في الحكم ورجع األطراف إلى الحالة التي كانوا عليها قبل
صدور هذا الحكم .وال يوقف الطلب تنفيذ الحكم.263
هذا وتجب االشارة الى أنه بعد احداث محاكم االستئناف االدارية ،أصبحت األحكام الصادرة
عن المحاكم االدارية ،غير قابلة الطعن إلعادة النظر باعتبارها قابلة لالستئناف .وفيما يخص الق اررات
الصادرة عن محاكم االستئناف في نفس المجال ،فتلك التي تقبل منها التعرض فهي غير قابلة إلعادة النظر
ويتعلق االمر هنا بالق اررات الغيابية التي اجاز القانون المحدث لمحاكم االستئناف االدارية في المادة 14
الط عن فيها بالتعرض ،أما الق اررات غير القابلة للتعرض الصادرة عن محاكم االستئناف االدارية فهي تقبل
اعادة النظر.
يعتبر تعرض الخارج عن الخصومة طريق غير عادي للطعن في االحكام ،وضعه المشرع في
متناول كل شخص مس بحقوقه حكم لم يكن طرفا وال ممثال فيه ،من أجل مراجعة هذا الحكم .264وتجدر
االشارة إلى أنه بالنسبة لمحكمة النقض فإن تعرض الخارج عن الخصومة ال يكون إال ضد الق اررات
الصادرة عنها في طعون الغاء مقررات السلطات االدارية.
ايداع ضمانة بكتابة الضبط تساوي مبلغ الغرامة التي يمكن الحكم بها عند عدم قبول
التعرض والمحددة بمقتضى المادة 305من قانون المسطرة المدنية .الذي ينص على ما
- 262تم تغيير أحكام الفصل 407أعاله بمقتضى المادة 14من القانون المالي رقم ،14.97سالف الذكر.
-263الفقرة الثانية من الفصل 406من قانون المسطرة المدنية.
-264الطيب لفصايلي ،القانون القضائي الخاص ،...الجزء الثاني ،مرجع سابق ،ص.161.
96
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
يلي ":يحكم على الطرف الذي ال يقبل تعرضه بغرامة ال تتجاوز مائة درهم بالنسبة للمحاكم
االبتدائية وثالثمائة درهم بالنسبة لمحاكم االستئناف وخمسمائة درهم بالنسبة لمحكمة النقض
دون مساس بتعويض الطرف اآلخر عند االقتضاء.
ب-أجل الطعن:
لم يحدد المشرع المغربي أجال معينا للطعن بتعرض الغير الخارج عن الخصومة ،وعليه فإنه
يبقى للغير الذي يتوفر على الشروط المنصوص علها قانونا الحق في تقديمه في أي وقت شاء ،ما لم يصدر
عنه ما يفيد بشكل صريح أو ضمني إق ارره بهذا الحكم أو القرار ،أو قبوله ورضاه بما تضمنه منطوقه.
هل لتعرض الغير الخارج عن الخصومة نفس اآلثار التي تترتب عن الطعن بصفة عامة
والمتمثلة بطبيعة الحال في األثرين الناشر والموقف.
-2األثر الناشر :يؤدي التعرض إلى إعادة القضية إلى نفس المحكمة وينشر واليتها الكاملة
من جديد عليها ،بحيث تعود إلى النزاع لتنظر في أساس الطعن وتعالجه من جانبيه ،الجانب القانوني
والواقعي ،غير أن المحكمة على الرأي السائد حاليا تظل مقيدة بنقط النزاع التي سبق لها أن بتت بشأنها في
الحكم المطعون فيه .ولذلك فيمتنع عليها النظر فيما يمكن أن يعتبر جديدا بالنسبة للنزاع األول.
د االدارة المطلب الثاني :تنفيذ االحكام القضاضية الصادرة
وإال مما الشك فيه أن اإلدارة ملزمة بتنفيذ االحكام والق اررات القضائية الصادرة ضدها
265
لما كان لمبدأ المشروعية أي معنى إذا كانت ترفض تنفيذها االحكام .على صعيد الممارسة يبدو ان ذلك هو
واقع الحال حيث تبدي اإلدارة في غالب األحيان سوء نيتها في تنفيذ الشيء المقضي به وتتمسك بأسباﺏ
ﻭمبﺭﺭﺍﺕ عﺩيﺩﺓ كالنظام ﺍلعاﻡ ﺃﻭ نقﺹ ﺍالعتماﺩﺍﺕ ﺃﻭ غياﺏ ﻭسائل ﺍلتنفيﺫ ﺍلخاصة ضﺩ ﺃشخاﺹ ﺍلقانﻭﻥ
بالقاضي االداري إلى اللجوء إلى بعض الوسائل المنصوص عليها بقانون المسطرة المدنية ﺍلعاﻡ مما حدا
لحمل اإلدارة على تنفيذ األحكام اإلدارية الصادرة ضدها كالحجز على أموال اإلدارة الممتنعة عن التنفيذ
. والغرامة التهديدية
266
-265ينص الفصل 126من دستور 2011على أن":األحكام النهائية الصادرة عن القضاﺀ ملزمة للجميع ويجب على السلطات العمومية تقديم
المساعدة الالزمة أثناء المحاكمة إذا صدر األمر إليها بذلك ،ويجب عليها تقديم المساعدة على تنفيذ األحكام ".
-266آمال المشرفي ،الغرامة التهديدية وتنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضد اإلدارة ،تعليق على حكم المحكمة اإلدارية بالرباط عدد 134بتاريخ 6
مارس 29 1997ورثة العشيري ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،عدد 23أبريل-يونيو ، 1998ص.79 .
97
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
الفرع االول :الغرامة التهديدية
لم يعد القاضي االداري المغربي يكتفي كما كان يفعل من قبل ،باعتبار عدم تنفيذ حكم حائز
لقوة الشيء المقضي به ،يشكل أساسا لدعوى اإللغاء ودعوى التعويض ،فاذا رفضت االدارة تنفيذ قرار
قضائي حائز على قوة الشيء المقضي به ،كان يتم إلغاء ق ارراها اإلداري بالرفض- ،إذا كان موضوع طلب
مباشر لإللغاء -من طرف قاضي تجاوز السلطة بسبب أن هذا القرار سواء أكان صريحا أو ضمنيا يخرق قوة
الشيء المقضي به.267
باإلضافة إلى أن هذا الرفض أو حتى التأخير في التنفيذ يشكالن أخطاء يمكن أن تثير
مسؤولية اإلدارة التي تعوض الضرر الذي سببه موقفها للمستفيد من القرار القضائي ،268ألنه من غير
المشروع االعتراض بأية طريقة مهما كانت عن تنفيذ قرار العدالة ،بل إن كل تنفيذ من طرف اإلدارة لقرار
إداري ملغى يشكل اعتداء ماديا ،269بل أخذ بالغرامة التهديدية التي تبقى مبدئيا أكثر فعالية من االقتصار
.فما هو نطاق الغرامة والتعويض270 على الق ول بأن عدم التنفيذ يفتح حق التقاضي عن طريق اإللغاء
التهديدية ؟ وكيف تتم تصفيتها؟
الفقرة االولى :نطا الغرامة التهديدية
يقصد بالغرامة التهديدية الحكم على االدارة بمبلغ معين تدفعه عن كل يوم تتأخر فيه عن
تنفيذ الحكم الصادر ضدها .وهي عقوبة مالية تبعية تحدد بصفة عامة عن كل يوم تأخير ،يصدرها القاضي
للضغط على االدارة إلجبارها على تنفيذ حكمه .271
فما هو نطاق تطبيق الغرامة التهديدية؟
-267قرار المجلس األعلى عدد 1969/01/29-8ملف ،28178جان موريس/وزير الداخلية ووزير العدل ،م. .ق.م.أ ،13ص 80 :وقرارات
المجلس األعلى ،الغرفة اإلدارية ،1970/66ص ،173 :وم.ق.ق ،110-109ص ،490 :أورده إبراهيم زعيم الماسي ،المرجع العملي في االجتهاد
القضائي اإلداري ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،1996 ،ص.129 .
أنظر أيضا قرار ،1980/07/25-230ملف ،74032الشعبي عبد السالم /المدير العام لألمن الوطني ،م. .ق.س ،ص ،98 :أشار إليه إبراهيم زعيم
الماسي ،مرجع سابق ،ص ،247 :القرار رقم 539صادر في 14دجنبر ،1995ملف إداري عدد ،93/10479قرارات المجلس األعلى في المادة
اإلدارية ،1997-1958 ،مرجع سابق ،ص.305 .
-268وهذا ما كان المجلس األعلى قد قضى به في قراره الصادر في 9يونيو 1956في قضية كيرا ( Guerraمجموعة قرارات المجلس األعلى،
ص.)58 :أنظر كذلك :قرار 24-4نونبر 1967أبو القاسم العلوي/وزير الداخلة ،مجلة قرارات المجلس األعلى ،6ص 29 :ومجلة المحاماة ،4ص:
،75وقرارات المجلس األعلى ،الغرفة اإلدارية ،1970-66ص ،112 :أورده إبراهيم زعيم الماسي ،م.س ،ص ،216 :ومما جاء في تعليل المجلس
األعلى..." :وحيث أبانت عناصر الملف وخصوصا مذكرة الطاعن ...انه أـوضح األضرار المادية والمعنوية التي لحقته من جراء طرده من وظيفته
وعدم إرجاعه لها رغم إلغاء المجلس األعلى لقرار الطرد حيث إن المحكمة المطعون في قرارها بتعديلها لمبلغ التعويأل المحكوم به من غير أن تجيب
عما أثاره الطاعن من األضرار المادية والمعنوية التي لحقته لم تعلل قراراها تعليال كافيا يستوجب نقضه "...وللمزيد من التفاصيل حول آثار إلغاء
القرار اإلداري في المغرب أنظر:
Rousset (M) et garganon (J), Droit dministratif marocain, 6e éd, la porte, 2003, p : 690-693.
269 - C.A Rabat, 2/3/1965, G.T.M 1965, cité par Michel Rousset, contentieux administratif marocain, éd. La porte,
2001, p . 132.
-270آمال المشرفي" ،الغرامة التهديدية وتنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضد اإلدارة ،تعليق على حكم المحكمة اإلدارية بالرباط عدد 134
بتاريخ 6مارس 29 1997ورثة العشيري" ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،عدد 23أبريل-يونيو ، 1998ص.79 .
555 .Jean François,” les grandes décisions de la jurisprudence, droit administratif “, PUF 1999, p-271
98
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
تشكل الغرامة التهديدية نفقة طارئة وغير مبرمجة في الميزانية ،وبالتالي ال توجد
االعتمادات الضرورية ألدائها.
تقف أمام الحصول على الغرامة التهديدية المفروضة على اإلدارة عدد من العراقيل
المسطرية الطويلة المترتبة عن ضرورة تدخل عدد من الجهات ،كاألمر بالصرف
والمحاسب ومراقب االلتزامات والخزينة العامة .إضافة إلى ذلك فهاته المبال المالية تعتبر
نفقات طارئة ال تدخل في الحسبان عند تحديد الميزانية واالعتمادات الالزم رصدها.273
عدم وجود ما يضمن استجابة اإلدارة ألداء الغرامة التهديدية .إذ قد يصطدم المعني
باألمر مع امتناع جديد ل دارة ،ألن الذي لم يرضخ للحكم األصلي فمن الطبيعي أنه لن
يرضخ للحكم بأداء الغرامة التهديدية.
ومن أجل ضمان فعالية هذه الوسيلة ،تم تمديد الغرامة التهديدية إلى المسؤول الشخصي
عن عدم التنفيذ.
-272األمر االستعجالي الصادرعن المحكمة االداري بالرباط عدد 134الصادر في 6مارس ،1997في قضية ورثة عبد القادر العشيري والدولة
المغربية .وتتخلص القضية في امتناع وزارة التربية الوطنية عن تنفيذ األمر االستعجالي الصادر ضدها في 20دجنبر 1995لفائدة ورثة العشيري
والقاضي بإيقاف أشغال البناء الجارية على القطعة األرضية المسماة “النوادر الهبطية” الواقعة بطنجة ،حيث تقدم المحكوم لفائدتهم على إثر هذا
االمتناع بمقال افتتاحي أمام نفس المحكمة يؤكدون فيه بأن عملية البناء مازالت مستمرة ،مما ألحق بهم ضررا بليغا ويلتمسون لهذه الغاية الحكم على
المدعى عليهم بأدائهم غرامة تهديدية يومية ابتداء من تاريخ االمتناع عن التنفيذ فاعتبرت المحكمة انه " :ال يوجد أي نص قانوني يستثني اإلدارة من
فرض غرامة تهديدية عليها في حالة امتناعها عن تنفيذ حكم قضائي صدر في مواجهتها".
وقد تال حكم قضية ورثة “العشيري” هذا العديد من األحكام األخرى الصادرة عن مختلف المحاكم اإلدارية بمختلف درجاتها والتي حرصت
بدورها على السير على نهج المحكمة اإلدارية بالرباط .فقد ذهبت محكمة النقأل في إحدى قراراتها إلى أن " :العمل القضائي لمحكمة النقأل استقر
على إمكانية فرض غرامة تهديدية على اإلدارة الممتنعة عن تنفيذ حكم صدر في مواجهتها ....استنادا إلى مقتضيات الفصل 448من قانون المسطرة
المدنية الذي ينص على الغرامة التهديدية كوسيلة إلجبار المحكوم عليه على التنفيذ"..
أنظر:االخصاصي بوبكر ،الغرامة التهديدية على ضوء االجتهاد القضائي االداري هل هو بداية التحول نحو شخصيتها ،منشور بموقع :
www.alacam.ma/def.aspتاريخ الولو .2018/06/07 :
-273محمد قصري " ،آليات تنفيذ األحكام القضائية اإلدارية في مواجهة أشخاص القانون العام" ،مجلة الوكالة القضائية للمملكة ،العدد األول،
ماي، 2018ص.62.
99
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
بعد فرض الغرامة التهديدية ضد اإلدارة ،كان من بين الحلول التي تم التوصل إليها هو
الحكم بالغرامة التهديدية ضد الموظف الممتنع المسؤول عن عدم تنفيذ الحكم القضائي.274
وقد علل القاضي اإلداري توقيع الغرامة التهديدية على المسؤول اإلداري بكون قانون
المسطرة المدنية المطبق أمام المحاكم يشير إلى الغرامة التهديدية كوسيلة من وسائل إجبار المنفذ عليه على
التنفيذ ،وهي عبارة تشمل المسؤول اإلداري عوض المحكوم عليه الذي هو المرفق اإلداري فقط ، .275
وبالتالي فإنه ال شيء يمنع من إقرار الغرامة التهديدية في مواجهة اإلدارة أو المسؤول اإلداري نتيجة
امتناعهما الغير مبرر عن التنفيذ.276
و تواترت بعد ذلك األوامر عن المحاكم اإلدارية والتي تحكم فيها بالغرامة التهديدية في مواجهة
اآلمرين بالصرف في اإلدارة من وزراء ورؤساء جماعات ترابية.277
وقد تعرض هذا الموقف النتقادات شديدة نوجزها في ما يلي:
إن تخويل القضاء اإلداري لنفسه حق البت في المسؤولية الشخصية للموظف الممتنع عن
.ذلك أن القانون 278
التنفيذ هو خروج عن قواعد وضوابط االختصاص النوعي كما وضعها المشرع
لقد حدد مجال اختصاص القضاء اإلداري حيث ال ينعقد له اختصاص البت في نزاع أو مسألة في
-274اول حكم في هذا الصدد هو الحكم الصادر عن إدارية مكناس بتاريخ 3أبريل 1998في قضية العطاوي ضد رئيس جماعة تونفيت
وتتلخص وقائع هذه القضية ان رئيس المجلس الجماعي رفأل تنفيذ حكم إلغاء قرار عزل السيد "محمد عطاوي" من وظيفة جماعية ،وإرجاعه
إلى وظيفته وتسوية وضعيته اإلدارية .وبالتالي تم فرض الغرامة التهديدية ضد رئيس الجماعة شخصيا لكونه ساهم في عرقلة التنفيذ معتمدا على
فكرة المسؤولية الشخصية للموظف الممتنع عن التنفيذ (حكم المحكمة االدارية بمكناس عدد 1/98/10س بتاريخ 3أبريل ،1998قضية اسماعيل
العلوي المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،عدد ،26ص.)192 .
وتجدر االشارة إلى ان المجلس األعلى ( محكمة النقأل حاليا) في قراره الصادر بتاريخ 2741999/3/11الغى حكم المحكمة اإلدارية
بمكناس القاضي بتحديد الغرامة التهديدية في مواجهة رئيس جماعة تونفيت شخصيا المتناعه من تنفيذ الحكم القاضي بإلغاء قرار العزل وإرجاع
الموظف الطاعن إلى عمله معتبرا أنه ال يمكن إجبار اإلدارة على تنفيذ حكم اإللغاء عن طريق الغرامة التهديدية مادام أن القضاء اإلداري قد اقتصر
على إلغاء قراره الذي اعتبره شططا في استعمال السلطة وأنه يبقى أمام المعني باألمر الحق في اللجوء إلى القضاء اإلداري لطلب التعويأل عن
األضرار الناتجة عن الضرر من جراء عدم التنفيذ.
والمجلس األعلى وهو يلغي الحكم المذكور لم يتناول في حكمه مدى إمكانية تحديد الغرامة التهديدية في مواجهة الشخص الممتنع عن التنفيذ
باعتباره مرتكبا لخطإ شخصي بل استبعد هاته الوسيلة كلها من دعوى اإللغاء وهو بذلك يكون قد تراجع عن المكسب القضائي الذي نادى به حكم
إدارية مكناس ،ورجع إلى قاعدته األصلية التي تقضي بأن االمتناع عن تنفيذ اإلدارة ال يرتب سوى المطالبة بالتعويأل.
-275نص الفصل 484من قانون المسطرة المدنية على عبارة "المنفذ عليه" وليس "المحكوم عليه" ،وهي عبارة يتجاوز معناها شخص هذا
األخير لتتسع لكل من يقوم مقامه في التنفيذ ،ويندر ضمن هذا المفهوم بالطبع ،ممثل الشخص المعنوي العام المحكوم عليه ،شرط أن يكون امتناعه
عن التنفيذ غير مبرر حسبما يستشف من عبارة "إذا رفأل المنفذ عليه"
انظر االمر االستعجالي الصادر عن رئيس المحكمة االدارية بالرباط بتاريخ 2018-12-03في قضية قائد قيادة المنزه .وتتلخص وقائع هذه
القضية في ان المدعي تقدم بطلب ،أمام رئيس المحكمة اإلدارية بالرباط باعتباره القاضي المكلف بالتنفيذ ،جاء فيه أنه سبق أن حصل على حكم
قضائي ابتدائي إداري تحت عدد 4431بتاريخ 2016/11/15قضى بإلغاء القرار المطعون فيه والمتعلق بامتناع اإلدارة عن إعطاء شهادة إدارية
تخص عقارا يعود له مع ترتيب اآلثار القانونية على ذلك والذي أصبح نهائيا بعد تأييده استانافيا بالقرار رقم 5623الصادر عن محكمة االستاناف
اإلدارية بالرباط بتاريخ ،2017/12/19وأنه وبعد استيفائه إلجراءات تنفيذ الحكم المذكور بواسطة المفوض القضائي ،فإن ممثل السلطة المحلية
قائد قيادة المنزه امتنع عن تنفيذ الحكم المذكور وتم تحرير محضر امتناع في مواجهته .ولهذا يلتمس من رئيس المحكمة اإلدارية األمر بتحديد
غرامة قدرها 10.000,00درهم عن كل يوم تأخير عن التنفيذ ابتداء من تاريخ االمتناع الذي هو 2018/7/10إلى حين تنفيذ الحكم المشار إليه
قبله وشمول الحكم بالنفاذ المعجل رغم كل طعن .فقضت المحكمة "بتحديد غرامة تهديدية في مواجهة قائد قيادة المنزه في مبلغ 2000,00درهم ...
تحتسب ابتداء من تاريخ تبليغه بهذا األمر "
-276أحمد بوعشيق ،الدليل العملي لالجتهاد القضااي في المادة اإلدارية ،مرجع سابق ،ص564-563-562.
-277ومن أمثلتها األمر عدد 2251الصادر ضد السيد الحسين الوردي وزير الصحة بتاريخ ، 2015/9/1وكذا األمر عدد 2165الصادر بتاريخ
2015/8/11ضد السيد فتح هللا ولعلو رئيس المجلس الجماعي للرباط ،وكذا األمر عدد 3262الصادر بتاريخ 2016/8/30ضد السيد رشيد
بلمختار بن عبد هللا بصفته الشخصية .انظر محمد قصري ،مرجع سابق ،ص -.ص.52-50.
-278محمد قصري ،مرجع سابق ،ص.53 .
100
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
مواجهة شخص عادي ،وبالتالي فإن الحكم بالغرامة التهديدية في مواجهة الشخص الممتنع عن
التنفيذ ال يندرج ضمن االختصاص النوعي للمحاكم اإلدارية.
ﺃﻥ هﺫﺍ ﺍالتجاه يحمل ﺍلفصل 448أكثرمما يحتمل ألﻥ هﺫﺍ ﺍلفصل يتحﺩﺙ عﻥ ﺍلمنفﺫ عليه
ﻭليﺱ عﻥ ﺍلشخﺹ ﺍلمﻜلﻑ بالتنفيﺫ ،ﻭﺍلفﺭﻕ ﻭﺍضح بيﻥ ﺍلمفهﻭميﻥ ﻭﺍلﺫمﻡ ﺍلمالية مستقلة،
فالمنفذ عليه ليس سوى ،والفرق واضح بين المفهومين والذمم المالية مستقلة محكوم عليه أو
خلفه العام أو الخاص باعتبار أن التنفيذ ال يكون إال في من مواجهة هؤالء األطارف ،وهذا ما يتأكد
من خالل مقتضيات الفصل 440قانون المسطرة المدنية الذي يشير إلى أن إجراءات التنفيذ تتم في
مواجهة المحكوم عليه.279
ﻭبالنﻅﺭ العتباﺭ ﺍلغﺭﺍمة ﺍلتهﺩيﺩية ﻭسيلة إلجباﺭ ﺍلمحﻜﻭﻡ عليه بالتنفيﺫ فإنها تﻁبﻕ في
مﻭﺍجهة ﺍلمخاﻁﺏ بالحﻜﻡ ﻭال يمﻜﻥ ﺃﻥ تمتﺩ ﺇلى ﺍلغيﺭ ،ﻭماﺩﺍﻡ ﺍلشخﺹ ﺍلﺫﺍتي ﺍلممثل للشخﺹ
ﺍلمعنﻭﻱ ال يعبﺭ عﻥ ﺇﺭﺍﺩته ﻭلﻜﻥ يعبﺭ عﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍلشخﺹ ﺍلمعنﻭﻱ ﺍلﺫﻱ يمثله ،فالمساءﺀلة ال
ينبغي ﺃﻥ تﻭجه ﺇال ضﺩ هﺫﺍ ﺍلشخﺹ ﺍلمعنﻭﻱ ﺍلعاﻡ ﻭليﺱ ضﺩ ممثله ﺍلقانﻭني مادام أن الحكم
سند التنفيذ قد صدر في مواجهة المرفق العام وأن تنفيذه يتم من طرف الموظف بصفته المرفقية
وليس الشخصية .280
وما يؤكد كل هذه المالحظات هو صدور ق اررات استئنافية أيدت األوامر المستأنفة في مبدئها
إال أنها قامت بتعديلها .281وذلك بجعل الغرامة التهديدية في مواجهة االدارة وليس المسؤول اإلداري.
ذهب القضاء اإلداري المغربي إلى فرض الغرامة التهديدية ضد الموظف واإلدارة معا في
حالة االمتناع وذلك في نفس الحكم.282
هل يجوز تحديد الغرامة التهديدية بمنطوق الحكم أم بعد تسجيل امتناع اإلدارة عن التنفيذ؟
الحالة األولى :تحديد الغرامة التهديدية بمنطوق الحكم وبمعزل عن تسجيل االمتناع عن
التنفيذ:
وهذا األ مر جائز مادام أنه ال وجود ألي نص يمنعه ،فقد سار العمل القضائي بمختلف المحاكم
اإلدارية على تحديد الغرامة التهديدية في منطوق الحكم الذي أصدره .283
إن الغاية من تحديد الغرامة التهديدية في منطوق الحكم هي تحذير اإلدارة من بااللتزامات المالية
التي سوف تتحملها إن هي امتنعت عن التنفيذ وهي وسيلة فعالة وذات أهمية لكونها تضمن التنفيذ بشكل
سريع وتغني عن اللجوء مجددا للقضاء للمطالبة بتحديد الغرامة التهديدية في إطار المسطرة اإلجرائية .
الحالة الثانية :حالة تحديد الغرامة التهديدية بعد تسجيل امتناع اإلدارة عن التنفيذ:
في هذه الحالة تكون الغرامة التهديدية كجزاء لتقاعس اإلدارة عن تنفيذ حكم صادر ضدها،
ومن هنا فالمعني باألمر الذي يصطدم الحكم الصادر ضده بامتناع اإلدارة عن تنفيذه ،يمكنه اللجوء مجددا
للقضاء اإلداري في إطار المسطرة القضائية المنصوص عليها قانونا للمطالبة بالحكم على اإلدارة الممتنعة
عن التنفيذ بالغرامة التهديدية لحملها على التنفيذ ،بعد أن يثبت هذا االمتناع بالوسائل القانونية.284
الفقرة الثانية :تصفية الغرامة التهديدية
تصفية الغرامة هي تحديد مبلغ التعويض الذي يستحقه المدعي عن الضرر الالحق به من جراء
امتناع اإلدارة عن تنفيذ الحكم الصادر ضدها.
والسؤال المطروح هو:
-هل يمكن اعتبار طلب تصفية الغرامة التهديدية تعويضا عن الضرر الذي لحق بالمحكوم له
في مواجهة االدارة جراء تأخرها في تنفيذ الحكم؟ أم مجرد وسيلة قانونية إلكراهها على تنفيذ الحكم؟ وكيف تتم
تصفية الغرامات التهديدية ؟
-هل تصفى بإجراء عملية حسابية لمبلغ الغرامة المحدد بضربه في عدد أيام االمتناع عن
التنفيذ بشكل تسلب معه السلطة التقديرية للمحكمة باعتبار أن لها نظام خاص مستقل عن التعويض أم
تصفى تلك الغرامة التهديدية في إطار الضرر المترتب عن عدم التنفيذ تبعا لحجمه وأهميته ونوعه ومداه؟
يعتبر بعض الفقه أن الغرامة وسيلة تحذيرية وتهديدية تؤول في نهاية األمر إلى تعويض عن
الضرر الناتج عن االمتناع عن التنفيذ والذي يحدد تبعا لطبيعة الضرر وأهميته ومداه بالنسبة للطالب.285
وفي االتجاه نفسه ذهبت محكمة النقض في قرار لها بتاريخ 01نونبر 2012على" اعتبار
أن تصفية الغرامة التهديدية هو تعويض المحكوم له بسبب ضرر أصابه من جراء عدم التنفيذ".286
غير انه إذا كانت الغرامة التهديدية المحكوم بها تصفى على شكل تعويض بناء على الضرر
الناتج عن الخطأ المرفقي لإلدارة الممتنعة عن التنفيذ وأهميته ومداه ،فما الجدوى من سلوك المسطرة الالزمة
لتحديدها والمطالبة بتصفيتها مادام أن المعني باألمر يمكنه اللجوء إلى القضاء مباشرة للمطالبة بالتعويض
كذلك تبعا للضرر وأهميته ومداه؟ ولذلك يبقى أن تحديد الغرامة التهديدية أم ار زائد ال فائدة من اللجوء إليه
.287
اعتبرت ":أن دعوى 288
إال ان ذات المحكمة وفي قرار آخر صادر بتاريخ 31مارس2016
تص ية الغرامة التهديدية ليست هي دعوى التعويض عن عدم تنفيذ حكم قضائي وبالتالي فهي تتعلق
بمسؤولية موضوعية ال تحتاج إلى إثبات الضرر بالمفهوم المتعارف عليه في دعوى المسؤولية اإلدارية ما دام
أن الضرر مفترض ومصاحب لالمتناع الذي يكون في شكل مماطلة ينتج عنها حرمان المحكوم له من
االستفادة من الحق الذي كشف عنه الحكم القضائي .وعليه فإن تقدير تص ية الغرامة التهديدية يخضع
للسلطة التقديرية للمحكمة أخذا بعين االعتبار مدة المماطلة وطبيعة الحق موضوع التنفيذ.
وبذلك فإن الغرامة التهديدية تبقى عبارة عن مبلغ مالي يحكم به القضاء ليس الغرض منها تعويض
الضرر ولكن قهر المدين لحمله على التنفيذ بالتهديد الذي يحدثه في نفسه.289
إال أنه اذا كان من الواجب فصل الغرامة التهديدية عن التعويض طبقا للفصل 448من ق م م
الذي ينص على تحديد الغرامة والمطالبة بالتعويض ،أال يعتبر ذلك من قبيل االزدواج في التعويض عن نفس
الضرر؟ حيث سيحصل الدائن على تعويضين األول ناتج عن الغرامة التهديدية واآلخر عن عدم التنفيذ.290
-286قرار محكمة النقأل بتاريخ عدد 537الصادر بتاريخ 01نونبر 2012في الملف اإلداري عدد 2011-2-4-774في قضية محمد بوزيان
الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء .
تتلخص وقائع هذه القضية في ان المدعي محمد بوزيان تقدم بمقال إلى إدارية مراكش يعرض فيه أنه استصدر أمرا استعجاليا بإيقاف
األشغال التي تباشرها المدعى عليها (الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء) على ملكه دون وجه حق إال إنها امتنعت من تنفيذه ،مما حدا به إلى
استصدار أمر آخر يقضي بمواصلة إجراءات التنفيذ تحت طائلة غرامة تهديدية قدرها 25000درهم عن كل يوم تأخير ،أيد استانافيا بتاريخ -15
2007-01إال أن المدعى عليها ظلت ممتنعة من 2007-07-11إلى 2008-02-13وحتى تقديم مقال الدعوى ،ملتمسا تصفية الغرامة التهديدية
والحكم على المدعى عليها بأدائها له مبلغ 5.400.000درهم تحت طائلة غرامة تهديدية قدرها 2000درهم عن كل يوم تأخير ،فأصدرت المحكمة
االبتدائية حكما قضى باالستجابة للطلب .استأنفته الوكالة فعدلته محكمة االستاناف اإلدارية بخفأل التعويأل المحكوم به إلى 450.000درهم،
فطعن فيه المدعي بالنقأل فأصدر المجلس األعلى قراره عدد 87بتاريخ 2011-02-03في الملف 2010-1-4-721القاضي بالنقأل واإلحالة ،
فاعتبرت محكمة النقأل ":أن الغرامة التهديدية هي وسيلة إلجبار المنفذ عليه على تنفيذ التزامه تؤول حين تصفيتها إلى تعويأل يحكم به لفائدة
المستفيد من التنفيذ ،وأن التعويأل المذكور ال يشمل فقط الضرر الناتج عن عدم التنفيذ أو التأخر في ذلك والذي يمكن المطالبة به في إطار القواعد
العامة للمسؤولية دون حاجة إلى المرور عبر مسطرة تحديد الغرامة التهديدية ،بل كذلك يجب األخذ بعين االعتبار مبلغ الغرامة المحدد في الحكم
اآلمر بها وتعسف المنفذ عليه وتعنته في التنفيذ شريطة أال يكون من شأن تصفية الغرامة التهديدية بشكل كامل أي بضرب قيمتها في عدد أيام
االمتناع إثراء من المنفذ له على حساب المنفذ عليه بحيث ال يكون هناك تناسب بين التعويأل المحكوم به والحقوق محل التنفيذ والضرر الحاصل
عن عدم التنفيذ"...
ويبقى اإلشكال مطروحا أمام القضاء اإلداري حول تصفية الغرامة التهديدية والقواعد التي تحكم هاته
التصفية بين اعتبارها ذات نظام خاص مستقل عن التعويض وبين اعتبار تصفيتها تعويضا يتم تقديرها حسب
الضرر وأهميته ومداه.
الفرع الثاني :الحجز على أموال اإلدارة الممتنعة عن التنفيذ
يمكن تعريف الحجز بصورة عامة بأنه وضع أموال المدين تحت يد القضاء حتى ال يتمكن
من التصرف فيها تصرفا يضر بدائنيه .291ويجب التمييز بين الحجز التحفظي والحجز التنفيذي والحجز
لدى الغير.
-الحجز التحفظي :ويقصد به وضع أموال المدين المنقولة تحت تصرف القضاء و منعه من
التصرف فيها إض ار ار بدائنه .
-الحجز التنفيذي :يقصد به وضع أموال المدين المنقولة تحت يد القضاء ،تمهيدا لبيعها
بالمزاد العلني ،و استيفاء الحاجز لحقه من حصيلة البيع .
-الحجز لدى الغير :وهو إجراء يلجأ إليه الدائن الحاجز لحماية حقه فيتعرض بين يدي
المحجوز لديه على المبالغ والقيم المنقولة التي يحوزها هذا األخير لفائدة المدين المحجوز عليه منعا له من
التصرف فيها تصرفا يضر بحقوقه.292
الفقرة األولى :موقف القضاء
كرس العمل القضائي في المادة اإلدارية قاعدة عدم جواز الحجز على األموال العمومية الن
ذلك من شأنه ان يؤدي إلى عرقلة السير العادي للمرفق العمومي وهذا حتى قبل دخول المادة 09من قانون
المالية رقم 70.19لسنة 2020حيز التنفيذ ،بالمقابل إذا كانت هناك أموال غير مخصصة لتسيير المرفق
293
العام فإنه يمكن الحجز عليها .فقد استقر االجتهاد القضائي على مستوى الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض
على أنه ال يجوز إيقاع الحجز التحفظي على العقارات المملوكة ملكية خاصة للشخص المعنوي العام على
خالف األموال والمنقوالت التي ال يترتب عن حجزها تعطيل سير المرفق العام باضطراد وانتظام.
ويميز االجتهاد القضائي المغربي في هذا االطار بين المنقوالت الالزمة لسير المرفق
والمنقوالت غير الالزمة لسيره وما إذا كان حجزها يعطل سيره وانتفاع جمهور الناس بخدماته .فال يمكن
-291يونس الشامخي ،إشكالية التنفيذ لألحكام اإلدارية الصادرة ضد اإلدارة المحلية ،مداخلة ألقيت بندوة نظمت من طرف الجماعة الحضرية
لورززات تحت عنوان ''وسائل النشاط اإلداري ومنازعات الجماعات المحلية ،ص.12 .
-292يتم إيقاع الحجز لدى الغير بواسطة كتابة الضبط في حالة وجود سند تنفيذي أو بناء على أمر يصدره رئيس المحكمة وهو من حيت الطبيعة
القانونية يعتبر طريقا من طرق التنفيذ الجبري ويبدأ دائما كحجز تحفظي يقصد به حبس أموال المدين في يد وذمة الغير الذي يمنع من الوفاء بها
للمحجوز عليه تم يتحول إلى إجراء تنفيذي عند مرحلة تصحيحه فيتأتى للحاجز بعد حصوله على الحكم بالتصحيح أو المصادقة أن يتسلم من
المحجوز لديه المبالغ المحجوزة
-293قرار الغرفة اإلدارية عدد 794بتاريخ 2003-10-30ملف اداري عدد 03/1/4/1070قضية محمد بلقاضي ضد جماعة سيدي احرازم.
قرار عدد 120بتاريخ 2000-11-2ملف اداري 2000/1/4/1313قضية منانة لحلو ضد الجماعة القروية لزواغة.
104
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
مباشرة الحجز التنفيذي على شاحنات نقل النفايات وسيارات اإلسعاف ونقل المستخدمين وغير ذلك ،لما في
ذلك من تعطيل لخدمات الهذه المرافق .في حين يجوز الحجز مثال على السيارات إذا كانت مملوكة من قبل
رئيس المجلس الجماعي أو نائبه باعتبارها أمواال خاصة ،بحيث الن هذا الحجز ال يعرقل السير العادي
للمرفق.294
كما يجوز حجز منقوالت البلدية ( سيارة وتلفاز ومكيف الهواء) لتنفيذ حكم قضى عليها بأداء
295
باعتبار أن هاته المنقوالت ال يضر بيعها واستيفاء الدين المستحق على البلدية بسير المرفق مبالغ مالية
البلدي وهي ال تعتبر في جميع األحوال الزمة لسيره وال تعطيل فيها لسير المرفق المذكور.
هذا و قد برز توجه قضائي في القضاء االداري يجيز إعمال مسطرة الحجز لدى الغير باعتبار
هذا األخير مدينا للمحكوم عليه بتلك األموال في مواجهة أشخاص القانون العام ،حيث تم إيقاع مجموعة من
الحجوزات بين يدي الخازن العام للمملكة أو الخازن الرئيسي وكذا مجموعة من القباض الجماعيين .حيث
شرع في الحجز على الحسابات الخصوصية ،296لينتقل إلى الميزانية العامة ،297على اعتبار انه ليس هناك
نص يحظر الحجز على األموال العمومية ( كان هذا قبل دخول المادة 09من قانون المالية رقم 70.19
لسنة 2020حيز التنفيذ) ،وعلى اعتبار أن االمتناع عن التنفيذ يجعل مالءة ذمة اإلدارة كمبرر لعدم الحجز
مبرر متجاواز ،لينتهي بالحجز على حساب الخزينة العامة المفتوح لدى بنك المغرب واعتبار الخازن
ا عليها
العام منفذا عليه مع امكانية مساءلته شخصيا والحكم عليه بغرامة تهديدية شخصية.298
الفقرة الثانية :موقف المشرع المغربي
قنن المشرع المغربي القاعدة العامة التي مفادها عدم جواز إيقاع الحجز على األموال العمومية،
على اعتبار أن هذا اإلجراء يتعارض مع مبدأ تخصيص تلك األموال للمصلحة العامة و أن الحجز بهذا
الشكل يعطل سير المرافق العامة .وذلك بموجب المادة التاسعة من قانون رقم المتعلق بالمالية لسنة2020
والتي نصت على أنه " :ال يمكن بأي حال من األحوال أن تخضع أموال وممتلكات الدولة والجماعات
الترابية ومجموعاتها للحجز" بغية تنفيذ االحكام النهائية الصادرة ضدها.
- 294حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بفاس بالملف 130غ 02/بتاريخ 2002/12/10في قضية الملياني ضد الجماعة الحضرية لفاس.
حكم ادارية فاس بالملف 2002/214الصادر بتاريخ 2002/12/10في قضية بلقاضي ضد جماعة سيدي احرازم.
- 295ملف تنفيذي عدد 98 / 14بالمحكمة اإلدارية بوجدة .
-296األمر الصادر عن رئيس المحكمة اإلدارية بوجدة بتاريخ،2001-03-22في الملف االستعجالي رقم س،04/201منشور في منشور بمجلة
قضاء المجلس األعلى عدد 307.ص71 .
483 -297وكمثال على ذلك القارر الصادر عن محكمة االستاناف اإلدارية تحت عدد ضم إليه الملف عدد 447/7202/2016في الملف عدد
30/05/2016وتاريخ ، 2016/7202/491بين وزير االوقاف والشؤون اإلسالمية ضد وزارة الصحة ومن معها .في نفس السياق نجد القارر
الصادر عن محكمة االستاناف اإلدارية بالرباط تحت عدد (بين وازرة التربية 780/7202/2016في الملف رقم 2016نونبر 21وتاريخ 758
الوطنية و السيد دريدر السويلم) .أوردها محمد قصري ،مرجع سابق،ص.69-68.
-298وكمثال على ذلك نذكر القارر الصادر عن محكمة النقأل تحت عدد 53بتاريخ 2013 -01-17في الملف اإلداري عدد 115/4/1/2010
(بين الوكيل القضائي للمملكة و السيد المهندز محمد بن البشير ومن معه)،أورده محمد قصرين مرجع سابق،ص.71.
105
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
فمع توالي األحكام القضائية الصادرة ضد اإلدارة في الموضوع ،وعدم برمجة االعتمادات
لتغطية المبالغ الواردة فيها ،بلغ حجم عمليات الحجز على ميزانية الدولة من أجل تنفيذ أحكام قضائية ما يناهز
10ماليير درهم ،خالل ثالث سنوات ، .299ومن الصعب في الوضعية المالية واالقتصادية الحالية للدولة
تأديتها مرة واحدة ،وهو ما سيؤدي إلى إعاقة السير العادي للعديد من المرافق العمومية.
وفي مقابل منع حجز ممتلكات الدولة والجماعات الترابية في هذا الصدد ،جاءت هذه المادة
بالعديد من الضمانات لتنفيذ األحكام القضائية ضد االدارة وهي كالتالي:
-1تحديد اجل 90يوم ألداء المبالغ المالية المحكوم بها ضد اإلدارة .و في هذا الصدد نصت
المادة 09من قانون المالية رقم 70.19لسنة 2020على انه ":في حالة صدور حكم قضائي نهائي قابل
للتنفيذ يلزم الدولة أو جماعة ترابية أو مجموعاتها بأداء مبلغ معين ،يتعين األمر بصرفه داخل أجل أقصاه
90يوما ابتداء من تاريخ اإلعذار بالتنفيذ في حدود االعتمادات المالية المفتوحة بالميزانية لهذا الغرض،
وفق مبادئ وقواعد المحاسبة العمومية ،وإال يتم األداء تلقائيا من طرف المحاسب العمومي داخل األجال
المنصوص عليها باألنظمة الجاري بها العمل في حالة تقاعس اآلمر بالصرف عن األداء بمجرد إنصرام
األجل أعاله".
-2الزام المحاسب العمومي بإدراج المبلغ المحكوم به في ميزانية السنوات األربع الالحقة في
المادة 09من قانون المالية رقم 70.19 حالة عدم كفاية االعتمادات المالية السنوية .حيث نصت
لسنة 2020على أنه ":وإذا أدرجت النفقة في اعتمادات تبين أنها ير كافية ،يتم عندئذ تنفيذ الحكم
القضائي عبر األمر بصرف المبلغ المعين في حدود االعتمادات المتوفرة بالميزانية ،على أن يقوم اآلمر
بالصرف وجوبا بتوفير االعتمادات الالزمة ألداء المبلغ المتبقي في ميزانيات السنوات الالحقة وذلك في
أجل أقصاه أربع سنوات وفق الشروط المشار إليها أعاله".
ورغم تنصيص المشرع على هذه الضمانات ،فإنه يمكن إبداء المالحظات التالية:
-غياب الجزاءات:
يالحظ سكوت المادة عن الجزاءات في حالة تجاوز اإلدارة ألربع سنوات دون تنفيذ الحكم
القضائي الصادر ضدها ،وهنا يطرح السؤال عن ضمانات عدم تجاوز هذه المدة .وعن الجزاءات في حالة
تجاوز هذه المدة؟
فهذه المادة ال تلزم اآلمرين بالصرف بتنفيذ األحكام القضائية إال في حدود االعتمادات المالية
المتوفرة المتاحة بميزانياتهم ورغم ورود مصطلح “وجوبا” في نص المادة ،إال أن السؤال المطروح هو ما الذي
سيضمن إلزام المحاسب العمومي بإدراج المبلغ في السنوات األربع القادمة في ظل غياب أي مقتضى زجري؟
وما العمل في حالة عدم ادراج المبلغ المحكوم به في السنوات األربع؟
-299هذا ما كشفه محمد بنشعبون ،وزير المالية ،أمام لجنة المالية بمجلس النواب خالل المناقشة العامة لمشروع القانون المالي لسنة.2020
106
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
بالرجوع إلى مقتضيات المادة 6من القانون التنظيمي للمالية رقم 130.13المنشور بالجريدة
الرسمية عدد 6370وتاريخ 18يونيو ،2015يتضح أنه ال يمكن أن تتضمن قوانين المالية إال أحكاما
تتعلق بالموارد والتكاليف أو تهدف إلى تحسين الشروط المتعلقة بتحصيل المداخيل ومراقبة استعمال األموال
العمومية .وعليه ،فإن المادة 9من قانون المالية لسنة 2020تنصرف إلى إحداث مسطرة خاصة لتنفيذ
األحكام القضائية ،وهوما ال يدخل في مجال قانون المالية ،بل مجاله قانون المسطرة المدنية .وبالتالي فإن
األمر يتعلق بفرس من«فرسان الميزانية " cavalier budgétaireأي ادراج مقتضيات العالقة لها بالموارد
والتكاليف في قانون المالية وهو ممارسة غير دستورية.300
أدرجت المادة 09الجماعات الترابية وجماعاتها في قانون المالية حيث جاء في الجملة
األخيرة من فقرتها الثالثة ،من أنه ال يجوز «أن تخضع أموال وممتلكات الدولة والجماعات الترابية
ومجموعاتها للحجز".
يمكن فهم إدماج أموال وممتلكات الدولة ألن قانون المالية يحدد موارد وتكاليف الدولة ،ولكن
بالمقابل لماذا تم إقحام أموال وممتلكات الجماعات الترابية ومجموعاتها؟ وهو ما يعتبر مقتضى خارج مجال
قانون المالية.
ورغم ان المادة 9القانون المالي لسنة 2020منعت بشكل صريح امكانية الحجز على األموال
15يناير 2020في قضية جماعة ابن والممتلكات العمومية إال أن المحكمة اإلدارية بمراكش بتاريخ
جرير .301استبعدت تطبيق هذه المادة مؤكدة بأن "األولوية في التطبيق تتعطى للنص الخاص الذي نظم
الواقعة ،وهو قانون المسطرة المدنية باعتباره قانونا ينظم إجراءات تنفيذ األحكام الصادرة في مواجهة أشخاص
القانون العام ،والتي تبقى قابلة للتنفيذ الجبري على أموالها".
-300سبق للمجلس الدستوري أن اعتبره فرسان الميزانية (أي إدرا مقتضيات في قانون المالية ال عالقة لها بالموارد والمداخيل) في قراره رقم:
08/728بتاريخ 29دجنبر ،2008غير مطابق للدستور ،وذلك بمناسبة محاولة إدما مسطرة خاصة لتحصيل غرامات مخالفات مدونة السير في
قانون مالية .2009
-301االمر االستعجالي رئيس المحكمة اإلدارية بمراكش حكم رقم 02بتاريخ 15يناير 2020في قضية جماعة ابن جرير ،منشور في الموقع
االلكتروني https://www.maroclaw.com:تاريخ الولو 03:فبراير.2020
وتتلخص وقائع هذه القضية في أن أن المحكمة اإلدارية بمراكش أصدرت بتاريخ 12يونيو 2018حكما يقضي بأداء جماعة ابن جرير لمواطن
مدعي تعويضا قدره 200.000درهم؛ وجرى تأييده استانافيا بتاريخ مارس 2019لكن الجماعة الترابية المعنية امتنعت عن األداء ،وقالت إنها
مستعدة لتنفيذ القرار القضائي دون االلتزام بذلك بشكل صريح ،ودفعت بمقتضيات المادة 9من قانون المالية لسنة ،2020التي تنص على أن
أموال وممتلكات الدولة والجماعات الترابية ومجموعاتها ال تقبل الحجز؛ وهو األمر الذي دفع بالمدعي إلى استصدار أمر بالمصادقة على الحجز
لدى الغير في حدود 214.498درهما .فأصدرت المحكمة قرارها المصادقة على الحجز على حساب جماعة ابن جرير في شخص رئيسها بين
يدي قابأل ابن جرير في حدود المبلغ السالف ذكره.
107
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
وأن "العمل القضائي استقر في المادة اإلدارية على كون قاعدة عدم جواز الحجز على األموال
العمومية تجد مجال تطبيقها في الحالة التي يؤدي فيها الحجز إلى عرقلة السير العادي للمرفق العمومي،
على أساس أن المبالغ المحجوزة هي مرصودة لنفقات محددة ،وعليها تتوقف استم ارريته في أداء خدماته".
وأن "أشخاص القانون العام يفترض فيها مالءة الذمة وال يخشى عسرها ،كما يفترض فيها تنفيذ
األحكام الصادرة ضدها تجسيداً لمبدأ المشروعية واحترام قوة الشيء المقضي به ،وأنه في حالة االمتناع
دون مبرر ،كما هو الشأن في نازلة الحال ،يجعل إجراء الحجز مبر اًر سليما".
وفي االتجاه نفسه أصدر رئيس المحكمة اإلدارية بمكناس ،بتاريخ 23يناير ،2020أم ار
استعجاليا قضى من خالله بإمكانية الحجز على أموال المؤسسات العمومية ،302معتب ار أن ”:المشرع ولئن
منع إيقاع الحجز بصريح المادة 9من قانون المالية الجديد ،فإنه حصر هذا المنع بالنسبة ألموال
وممتلكات الدولة والجماعات الترابية ومجموعاتها فقط دون باقي المؤسسات العمومية األخرى ."...وهو ما
يؤكد استمرار تطبيق قاعدة الحجز على أموال المؤسسات العمومية التي دأبت المحاكم االدارية على
تطبيقها.
وفي ﺇنتﻅاﺭ صﺩﻭﺭ مشﺭﻭﻉ قانﻭﻥ ﺍلمسﻁﺭﺓ ﺍلمﺩنية ﺍلﺫﻱ جاء بمقتضيات تعﺩ بمثابة حلﻭل
تشﺭيعية جﺫﺭية إلشﻜالية تنفيذ االحكام القضائية الصادرة ضد اإلدارة فإن هذه االخير ستبقى مرتبطة
مباشرة بإرادة اإلدارة ،"...وحينذاك ال تتمتع اإلدارة بسلطة تقديرية لالختيار بين وضعيتين قانونيتين ،ولكن
بسلطة مالءمة استدامة وضعية غير قانونية.303"...
-302االمر االستعجالي لرئيس المحكمة االدارية بمكناس بتاريخ 23يناير 2020تتلخص وقائع هذه القضية في أن إحدى الشركات حصلت
على حكم قضائي ،قضى لها بمبلغ مالي قدره 806.065درهما ،في مواجهة األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة درعة تافياللت .وعند
مباشرة الجهة المدعية إلجراءات التنفيذ طبقا للقانون ،امتنعت األكاديمية المذكورة عن التنفيذ ،مما جعل المدعية تلجأ إليقاع حجز لدى الغير على
مبلغ التعويأل ،بين يدي الخازن اإلقليمي التابعة له أكاديمية التربية والتكوين ،حيث رفعت تبعا لذلك طلبا لرئيس المحكمة اإلدارية بمكناس
للمصادقة على عملية الحجز لدى الغير .وأجابت أكاديمية التربية والتكوين ،بعدم إمكانية إيقاع الحجز ،عمال بمقتضيات المادة 9من قانون المالية
الجديد لسنة ، 2020والتي تنص على أنه ال يمكن أن تخضع أموال وممتلكات الدولة و الجماعات الترابية ومجموعتها للحجز ،ملتمسة رفأل
الطلب .ورفعت المدعية طلبا إلى رئيس المحكمة اإلدارية للمصادقة على عملية الحجز لدى الغير .وبناء على ما سبق ،قضت المحكمة اإلدارية
في منطوقها علنيا وابتدائيا وحضوريا وطبقا للمادتين 7و 19من القانون رقم 41.90المحدثة بموجبه المحاكم اإلدارية ،والفصل 494من قانون
المسطرة المدنية والمادة 9من قانون المالية 2020بالمصادقة على طلب الحجز لدى الغير على حساب األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة
درعة تافياللت والمضروب بين يدي الخازن اإلقليمي وأمره بتسليم مبلغ 806.065.50درهم لرئيس كتابة ضبط المحكمة لتسليمه للمدعية وفق
اإلجراءات المقررة قانونا مع تحميل الجهة المدعى عليها الصائر.
303 - Folliot (L). Pouvoirs des juges administratifs et distinction des contentieux en matières contractuelle, thèse,
Paris1997, p . 329.
108
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
الئحة المراجع:
◄الكتــــــــــــــــــــب:
-1الشنيوي غزالن نورة ،التوجيهات األساسية لإلصالح الشامل والعميق لمنظومة
العدالة المسطرة المدنية ،مطبعة األمنية الرباط ،الطبعة األولى .2016
-2المملكة المغربية ،المعهد العالي للقضاء ،مديرية تكوين الملحقين القضائيين
والقضاة ،دليل تقنيات تحرير االحكام المدنية ،الرباط ،مارس .2017
-3احمد كمال الدين موسى ،نظرية اإلثبات في القانون اإلداري ،دار الفكر العربي،
مصر .2012،
-4الطيب عبد السالم برادة – تنفيذ األحكام االدارية – مطبعة األمنية بالرباط -سنة
. 2003
-5أحمد أبو الوفا ،المرافعات المدنية والتجارية ،مصر :دار المعارف ،الطبعة العاشرة،
.1970
-6إدريس العالوي العبدالوي ،وسائل اإلثبات في التشريع المدني امغربي ،الطبعة
األولى. 1977 ،
-7إبراهيم سالم العقلي ،إساءة استعمال السلطة في القرارات اإلدارية ،دار قنديل للنشر
والتوزيع عمان ،األردن ،الطبعة األولى .2008 ،محمد رفعت عبد الوهاب القضاء االداري
الكتاب الثاني منشورات المجلة الحقوقية لبنان .2003
-8توفيق عبد العزيز ،موسوعة قانون المسطرة المدنية والتنظيم القضائي ،الجزء
الثاني ،مطبعة مزيدة ومنقحة ،بدون ذكر دار النشر ،الطبعة الثالثة ،سنة.2011
-9ثورية لعيوني ،القضاء اإلداري ،قضاء اإللغاء ،دار النشر الجسور ،وجدة ،الطبعة
األولى.1997 ،
-10جميلي محمد عبد الواحد ،قضاء التعويض ،مسؤولية الدولة عن أعمالها غير
التعاقدية ،دار النهضة العربية للنشر ،القاهرة ،الطبعة األولى . 1996/1995
-11جهاد حميدي ،التعويض عن الضرر في ميدان المسؤولية اإلدارية ،منشورات المجلة
المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،ع 14لسنة .1998
-12جورج فيدال ،بيار دلفوفي ،القانون اإلداري ،الجزء األول ،ترجمة منصور
القاضي ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،بيروت ،لبنان.2001،
-13حميدو اكري ومحمد محجوبي ،المفوض الملكي ومهامه لدى المحكمة اإلدارية،
مطبعة دار السالم ،الرباط.2002،
109
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
-27عبد الغني بسيوني عبد هللا ،القضاء اإلداري ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،ط،3 .
.2006
-28عطا هللا تاج ،االنحراف في استعمال السلطة كوجه من أوجه إلغاء القرار اإلداري،
دفاتر السياسة والقانون العدد ،16يناير .2017
-29عبد الواحد القريشي ،القضاء اإلداري ودولة الحق والقانون في المغرب ،الشركة
-30المغربية لتوزيع ،الطبعة األولى .2009
-31عبد الغني بسيوني عبد اهلل ,القضاء اإلداري ,منشأة المعارف للنشر ,اإلسكندرية،
.1989
-32عبد القادر ،باينة ،تطبيقات القضاء االداري ،دار توبقال ،الطبعة األولى.1988،
110
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
-33عبد هللا حداد ،تطبيقات الدعوى اإلدارية في القانون المغربي ،الطبعة .2002
-34عمرو بومزوغ ،الخبرة الطبية القضائية :أي أثر على القاضي المغربي ،منشورات
المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،عدد 101نونبرـ دجنبر .2011
-35علي خطاري شنطاوي ،مسؤولية اإلدارة العامة عن أعمالها الضارة ،دار وائل
للنشر ،األردن .2008
-36عبد الغني بسيوني عبد هللا ،القضاء اإلداري ومجلس شورى الدولة اللبناني ،الدار
الجامعة ،بيروت.1999 ،
-37عبد العزيزعبد المنعم خليفة ،اإلثبات أمام القضاء اإلداري - ،اإلثبات غير
المباشر– اإلثبات المباشر ،اإلثبات أمام القضاء اإلداري ،دار الفكر الجامعي،
مصر.2008،
-38عبد الكريم الطالب ،الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية ،الطبعة الخامسة،
،2008ص.40-36
-39علي خطار شنطاوي ،مسؤولية اإلدارة العامة عن أعمالها الضارة ،دوائل للنشر
والتوزيع ،عمان.2008 ،
-40عبد الواحد القريشي ،القضاء االداري و دولة الحق و القانون بالمغرب ،نشر و
توزيع الشركة المغربية لتوزيع الكتاب ،الطبعة األولى.2009 ،
-41عبد الوهاب رافع وجليلة البشيري توفيق ،الدعاوى اإلدارية في التشريع المغربي ،
الطبعة األولى.1998 ،
-42فؤاد العطار ،رقابة القضاء ألعمال اإلدارة – دراسة ألصول هذه الرقابة ومدى
تطبيقاتها في القانون الوضعي ،دار النهضة العربية ،طبعة .1964 -1963
-43قادر أحمد عبد الحسني ،انحراف القرار اإلداري عن قاعدة تخصيص األهداف في
التشريع العراقي (دراسة مقارنة).2010 ،
-44كريم لحرش ،القضاء اإلداري المغربي ،سلسلة الالمركزية و اإلدارة المحلية عدد
مزدوج 17-16مطبعة طوب بريس الرباط الطبعة األولى . 2012
-45
-46نواف كنعان ،القضاء اإلداري ،دار الثقافة للنشر و التوزيع ،عمان الطبعة األولى
اإلصدار الثالث . 2009
-47ميشال روسي ،المنازعات االدارية بالمغرب ،ترجمة محمد هيري و الجياللي
أمزيد ،مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط .2002
-48موسى عبود ،محمد السماحي ،المختصر في قانون المسطرة المدنية ،ص.167.
-49موالي ادريس الحالتي الكتاني ،مسطرة التقاضي االدارية ،الجزء األول ،
منشورات المجلة المغربية لالدارة المحلية و التنمية ،سلسلة مواضيع الساعة .1997، 12
-50موالي إدريس الحالبي الكتاني ،إجراءات الدعوى اإلدارية ،مطبعة دار
السالم. 2002-2001،
111
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
-51محمود محمد حافظ ،القضاء اإلداري ،ط ،5دار النهضة العربية ،القاهرة.1972 ،
-52ماجد راغب الحلو ،الدعاوى اإلدارية ،منشأة المعارف االسكندرية .2004
-53ماجد راغب الحلو ،القانون اإلداري ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية.1994 ،
-54ماجد راغب الحلو ،القضاء اإلداري ،الطبعة األولى ،اإلسكندرية.1977 ،
-55محمد رفعت عبد الوهاب ،النظرية العامة للقانون اإلداري ،دار الجامعة الجديدة،
االسكندرية.2012 ،
-56محمود حلمي ،القرار اإلداري ،الطبعة الثانية ،القاهرة .1985
-57محمد رفعت عبد الوهاب ،القضاء اإلداري ،الكتاب الثاني ،قضاء اإللغاء (أو
االتصال) ،قضاء التعويض واصول اإلجراءات ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،طبعة
أولى.2005 ،
-58محمد رفعت عبد الوهاب ،القضاء اإلداري ،قضاء اإللغاء (أو اإلبطال) قضاء
التعويض وأصول اإلجراءات" ،منشورات الحلبي الحقوقية ،حلب ،الجزء الثاني ،سنة
.2002
-59محمد األعرج ،مسؤولية الدولة والجماعات الترابية في تطبيقات القضاء اإلداري
المغربي ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة مؤلفات وأعمال
جامعية ،عدد ،99مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط ،الطبعة األولى .2013
-60محمد األعرج ،النظام القانوني للقرارات اإلدارية في العمل القضائي للمحاكم
اإلدارية ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،عدد ، 64شتنبر– أكتوبر .2005
-61محمد األعرج ،عشر سنوات من العمل القضائي للمحاكم اإلدارية ،طبعة .2004
-62محمد عبد الوهاب الجميلي ،قضاء التعويض-مسؤولية الدولة عن أعمالها غير
التعاقدية ،دار النهضة العربية .1996،
-63محسن خليل ،القضاء اإلداري اللبناني ،دراسة مقارنة ،دار النهضة
العربية،بيروت.1982،
-64محسن خليل ،القضاء االداري اللبناني بيروت .1978
-65محمد السماحي وموسى عبود ،المختصر في المسطرة المدنية و التنظيم القضائي،
طبعة سنة . 1993
-66محمد محمد عبد اللطيف ،قانون القضاء اإلداري-مسؤولية السلطة العامة ،الطبعة
الثالثة ،دار النهضة العربية ،القاهرة.1991 ،
-67محمد محجوبي ،الوجيز في القضاء اإلداري المغربي بعد إحداث المحاكم اإلدارية،
الطبعة األولى ،دجنبر ، 2002وزارة العدل :دليل محاكم االستئناف اإلدارية و المحاكم
اإلدارية ،العدد 11فبراير .2009
-68مليكة الصروخ ،القانون اإلداري ،دراسة مقارنة ،مطبعة النجاح الجديدة
،الطبعة السابعة. 2010
112
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
-69مليكة الصروخ ،العمل االداري ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة
األولى . 2012 ،
-70محمد المنتصر الداودي ،القضاء اإلداري مسيرة متطورة ،دور الغرفة اإلدارية في
الحفاظ على مكاسبها ،دار أبي رقراق للطباعة والنشر ،الطبعة األولى .2014
-71محمد الوزاني ،القضاء اإلداري ،مطبعة الجسور وجدة ،الطبعة الثالثة .2004
-72محمد عاطف البنا ،الوسيط في القضاء اإلداري ،دار الفكر العربي.1982،
-73محمد الصغير بعلي ،الوجيز في المنازعات اإلدارية ،دار العلوم للنشر والتوزيع،
طبعة مزيدة ومنقحة .2005
-74محمد أنور حمادة ،القرارات اإلدارية ورقابة القضاء ،درا الفكر الجامعي،
اإلسكندرية ،مصر.2004 ،
-75محمد مرزاق و عبد الرحمان ابيال ،النظام القانوني للمنازعات الجبائية بالمغرب،
مطبعة األمينة ،الرباط .1996
-76وزارة العدل ،طرق الطعن ،سلسلة الدالئل والشروح القانونية رقم ،1نشر وطبع
جمعية تنمية البحوث والدراسات القضائية بالمعهد الوطني للدراسات القضائية الرباط
(ع.و.ت.ط.غ.م)2002
-77وزارة العدل ،دليل محاكم االستئناف اإلدارية و المحاكم اإلدارية ،العدد 11فبراير
.2009
113
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
السياسية ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،الجامعة محمد الخامس الرباط
.2014\2015
◄المقـــــــاالت:
-1أحمد الصايغ" ،إشكالية تنفيذ األحكام اإلدارية بالمغرب" ،منشورات المجلة المغربية
لإلدارة المحلية والتنمية ،عدد ، 62الطبعة األولى – . 2009
-2الجياللي امزيد "،شرط انتفاء الدعوى الموازية في المنازعات االدارية" ،
منشورات المجلة المغربية لالدارة المحلية والتنمية ،سلسلة "مؤلفات واعمال جامعية " ،
العدد ، 50الطبعة .2003
-3آمال المشرفي" ،الغرامة التهديدية وتنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضد اإلدارة ،
تعليق على حكم المحكمة اإلدارية بالرباط عدد 134بتاريخ 6مارس 1997ورثة
العشيري" ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،عدد 23أبريل-يونيو . 1998
-4حسن عفو" ،عيب إساءة السلطة و االنحراف بها" ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية
والتنمية ،عدد ،41نونبر -دجنبر .2001
-5خالد صالح "،األوجه المعتمدة في دعوى اإللغاء" ،مجلة رسالة المحاماة ،العدد .27
-6رشدي الصبايطي" ،المفوض الملكي للدفاع عن القانون والحق في المحاكم
اإلدارية" ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة مؤلفات وأعمال
جامعية ،مطبعة دار النشر عدد . 2012 ،90
-7محمد قصري " ،آليات تنفيذ األحكام القضائية اإلدارية في مواجهة أشخاص القانون
العام" ،مجلة الوكالة القضائية للمملكة ،العدد األول ،ماي. 2018
-8محمد صقلي حسيني" ،الدعوى الموازية بين القانون والممارسة" ،المجلة المغربية
لإلدارة المحلية والتنمية ،عدد ،28يونيو -شتنبر .1999
-9محمد برحيلي " ،اشكالية الخبرة القضائية في المادة المدنية بين هدف تحقيق العدالة
ومشكلة إطالة التقاضي :قراءة تحليلية للنصوص المنظمة للخبرة " ،المجلة المغربية لإلدارة
المحلية والتنمية ،العدد ،60يناير-فبراير .2005
-10محند بوكوطيس" ،مسؤولية الدولة في المجال الطبي" ،منشورات مجلة المنارة ،
العدد الثالث ،دار السالم للطباعة النشر و التوزيع الرباط ،سنة .2014
-11محمد االعرج" ،شرط المصلحة في رافع دعوى اإللغاء" ،المجلة المغربية لالدارة
المحلية والتنمية ،العدد ،2012 ،78ص.34:
114
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
-12محند بوكوطيس" ،مسؤولية الدولة في المجال الطبي" ،مقاربة قانونية تحليلية على
ضوء القضاء اإلداري ،منشورات مجلة المنارة والدراسات القانونية واإلدارية ،العدد 3سنة
.2014
-13محمد النجاري " ،نظرة حول تنظيم المحاكم اإلدارية " ،المجلة المغربية لإلدارة
المحلية ،عدد . 1995 ، 15-14
-14محمد النجاري "،ضمانات حق التقاضي امام المحاكم اإلدارية " ،مداخلة ضمن
ندوة القضاء اإلداري و حماية الحقوق و الحريات 7-6ابريل 1995بكلية الحقوق بوجدة ،
مجلة الدراسات القانونية و االقتصادية و االجتماعية ،عدد خاص بالندوة .
-15محمد قصري "،الغرامة التهديدية و الحجز في مواجهة اإلدارة الممتنعة عن تنفيذ
االحكام االدارية الصادرة ضدها" ،المجلة المغربية لالدارة المحلية و التنمية شتنبر-اكتوبر
.2000
-16مصطفى التراب "،القواعد اإلجرائية أمام محاكم االستئناف اإلدارية" ،مجلة
المحاكم اإلدارية ،العدد الثالث ،منش ورات جمعية نشر المعلومة القانونية والقضائية ،لسنة
. 2008
-17منية بنلمليح " :تأديب الموظف العمومي بين سلطة اإلدارة و الحق في الحماية "
المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،عدد.2015، 86
-18نجاة بنجلون" ،الخطأ االداري بين قانون االلتزامات والعقود واالجتهاد القضائي"،
المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،عدد 123-122ماي غشت . 2015
115
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
◄ المراجع الفرنسية:
:◄ويبوغرافيا
1- www.mahakim.ma
2- https://www.droitetentreprise.com
3- http://adala.justice.gov.ma/production/jurisprudence/ar/tribunaux_ad
ministratifs/rabat/.pdf
4- https://www.mahkamaty.com
117
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
5- http://www.jurisprudencemaroc.com/index.php
6- https://www.maroclaw.com
7- https://www.marodroit.com
8- www.barreaurabat.ma
الفهرس:
مقدمة:ي 1 ........................................................................................................................................
الفصل األول:ي دعاوىيالمنازعاتياالدارية 3 ..................................................................................................
المبحثياألول:ييدعوىياإللغاء 4 ...........................................................................................................
المطلب األول :رشوط قبول دعوى اإللغاء 5 ................................................................................................
الفرع األول :ر
الشوط المتعلق برافع الدعوى 5 ...............................................................................................................
الفقرة األوىل :يجب ان تكون لرافع الدعوى االهلية والصفة والمصلحة 5 ........................................................................
الفقرة الثانية :يجب ان ال يتوفر الطاعن عىل دعوى موازية 8 ........................................................................................
الشوط الخاصة بطبيعة القرار المطعون فيه 11 ............................................................................................ الفرع الثان :ر
ي
الفقرة األوىل :وجوب صدور القرار عن سلطة إدارية 11 ...............................................................................................
الفقرة الثانية :يجب أن يكون القرار نافذا14 .............................................................................................................
الثان :أوجه قبول دعوى اإللغاء 15 ...............................................................................................
ي المطلب
الفرع األول :العيوب الخارجية 15 ..............................................................................................................................
الفقرة األوىل :عيب عدم االختصاص15 ..................................................................................................................
الفقرة الثانية :عيب الشكل واإلجراءات 19 ..............................................................................................................
الثان :العيوب الداخلية 25 ...............................................................................................................................
الفرع ي
الفقرة األوىل :عيب مخالفة القانون و عيب السبب25 ................................................................................................
الفقرة الثانية :مراقبة الغاية :عيب االنحراف يف استعمل السلطة 27 ...............................................................................
المبحثيالثان ي:يدعوىيالتعويضي(دعوىيالقضاءيالشامل) 31 .........................................................................
المطلب األول :حاالت دعوى التعويض 32 .................................................................................................
الفرع األول :المسؤولية االدارية عىل أساس الخطأ 32 ......................................................................................................
المرفق 32 ...........................................................................................................................
ي الفقرة األوىل :الخطأ
الشخص 42 .........................................................................................................................
ي الفقرة الثانية :الخطأ
الثان :المسؤولية االدارية بدون خطأ 48 .............................................................................................................. الفرع ي
الفقرة االوىل :المسؤولية عن األضار الناجمة عن األشغال العمومية 48 ...........................................................................
الثان :التعويض عن الضر 54 ......................................................................................................
ي المطلب
الفرع األول :الضر الذي تسأل عنه اإلدارة 54 ................................................................................................................
الفقرة األوىل :رشوط الضر القابل للتعويض 54 ........................................................................................................
الفقرةيالثانية:يأنواعيالضريالذيييمكنيالتعويضيعنه 56 ...........................................................................................
الثان :أحكام تعويض الضر 57 ..........................................................................................................................
الفرع ي
الفقرةياألوىل:يمبادئيوعنارصيتقديريالتعويض 57 .....................................................................................................
الفصليالثان:ي مسطرة المنازعاتياإلدارية 61 ..............................................................................................
المبحثياألول:ي مسطرةيالتحضييييوالتحقيقيوالبتيفييالدعوى 62 ..................................................................
المطلب االول :تحديد االختصاص القضان ر
وشوط الدعوى االدارية 62 ............................................................. ي
القضان63 ................................................................................................................. .
ي الفرع األول :تحديد االختصاص
النوع للمحاكم اإلدارية63 .................................................................................................. ي الفقرة األوىل :االختصاص
المحىل 66 .....................................................................................................................
ي الفقرة الثانية :االختصاص
الثان :رشوط واجراءات تقديم الدعوى 68 ........................................................................................................... الفرع ي
الفقرة األوىل :رشوط تقديم الدعوى 68 ..................................................................................................................
الفقرة الثانية :إجراءات إيداع مقال الدعوى 71 ..........................................................................................................
الثان :إجراءات الفصل يف الدعوى73 ............................................................................................ .
ي المطلب
118
المنازعات االدارية بوطريكي الميلود
تحضي الدعوى والتحقيق فيها 73 .................................................................................................. ر الفرع األول :إجراءات
تحضي الدعوى 74 ............................................................................................................... ر اءات رالفقرة األوىل :إج
الفقرة الثانية :التحقيق يف الدعوى 77 ....................................................................................................................
الثان :إصدار الحكم 82 ...................................................................................................................................الفرع ي
الفقرة األوىل :جلسة الحكم والمداولة 82 .................................................................................................................
الفقرة الثانية :الحكم 83 ......................................................................................................................................
المبحثيالثان:ييطرقيالطعنيفيياالحكاميالقضائيةييواجراءاتيتنفيذها 86 ...........................................................
المطلب االول :طرق الطعن يف االحكام 86 .................................................................................................
الفرع االول :طرق الطعن العادية87 .......................................................................................................................... .
الفقرة األوىل :التعرض 87 ....................................................................................................................................
الفقرة الثانية :االستئناف 89 ................................................................................................................................
الثان :طرق الطعن االستثنائية 91 .......................................................................................................................الفرع ي
:
الفقرة االوىل الطعن بالنقض 91 ...........................................................................................................................
الفقرة الثانية :الطعن بإعادة النظر وتعرض الخارج عن الخصومة 94 ...............................................................................
الثان :تنفيذ االحكام القضائية الصادرة ضد االدارة 97 .........................................................................
ي المطلب
الفرع االول :الغرامة التهديدية 98 ..............................................................................................................................
الفقرة االوىل :نطاق الغرامة التهديدية 98 ................................................................................................................
الفقرة الثانية :تصفية الغرامة التهديدية 102 ............................................................................................................
الثان :الحجز عىل أموال اإلدارة الممتنعة عن التنفيذ 104 ......................................................................................... الفرع ي
الفقرة األوىل :موقف القضاء 104 ..........................................................................................................................
المغرن105 ............................................................................................................... الفقرة الثانية :موقف ر
المشع
ي
الئحة المراجع109 ............................................................................................................................ :
119