بحث العقد الصوري 10

‫‪1001‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬

‫جامعة القصيم‪ ،‬العدد ( ‪ ،) 2‬اجمللد ( ‪ ،) 12‬ص ص ‪ ( 1061 - 1001‬صفر ‪ 1440‬هـ ‪ /‬مارس ‪2018‬م )‬
‫د‪ .‬عبداإلله بن مزروع املزروع‬
‫العقد الصوري حكمه وأثره "دراسة فقهية تطبيقية على أحكام القضاء السعودي"‬
‫أستاذ مشارك‪ ،‬قسم الدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة شقراء‬

‫اململكة العربية السعودية‬
‫ملخص البحث‪ :‬يهدف هذا البحث لبيان حكم العقد الصوري يف الفقه اإلسالمي وأثره‪ ،‬مع بيان موقف القضاء يف اململكة‬
‫العربية السعودية من هذه العقود‪ ،‬وقد سلكت فيه املنهج االستقرائي االستنباطي‪ ،‬وقد خلصت فيه إىل أن الصورية هي من‬
‫حيث املفهوم العام تواطؤ طريف العقد على كتمان إرادهتم ا احلقيقية حتت ستار مظهر غري حقيقي ملأرب هلما يف ذلك‪ ،‬وأن‬
‫مفهوم الصورية متقارب مع مفهوم احليل املعروفة يف الفقه‪ ،‬وأن العقود الصورية إن كانت ال هتدم أصالً مشروعاً وال تناقض‬
‫مصلحة شرعية‪ ،‬فهي جائزة‪ ،‬وإن كانت بضد ذلك فهي حمرمة وممنوعة‪ ،‬وأن الراجح أن العربة يف العقود ابملقاصد ال بصورة‬
‫العقد الظاهرة‪ ،‬وأن القضاء يف اململكة السعودية ال يعتد بصورة العقد الظاهرة إن ثبت أن حقيقة العقد خبالفها‪.‬‬
‫‪1002‬‬
‫مقدمة‬
‫إن احلمد هلل حنمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ ابهلل من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده هللا فال مضل له ومن‬
‫يضلل فال هادي له وأشهد أن ال إله هللا وحده ال شريك له وأشهد أن حممداً عبده ورسوله أما بعد‪:‬‬
‫فإن املتابع لشؤون األسواق االقتصادية يف العامل يلحظ منواً وتسارعاً ألساليب وطرق املبادالت التجارية تبعاً لتطور التقنية احلديثة‬
‫وسرعت إمتام العديد من املبادالت التجارية بسرعة وكفاءة ابلغة‪ ،‬وتبعاً لذلك احلراك التنموي الكبري يف تلك األسواق‬
‫اليت سهلت َّ‬
‫ظهرت العديد من العقود واألشكال املختلفة لتلك املبادالت التجارية بعض تلك العقود مستجدة وبعضها اآلخر كانت موجودة‬
‫يف السابق لكن تطورت طرق إبرامها وتعددت صورها وتنوعت مسببات إبرامها ‪،‬ولعل من أهم واجبات املشتغلني ابلفقه‬
‫اإلسالمي متابعة تطورات تلك العقود ودراسة أوصافها املستجدة وبيان أحكامها الفقهية حبسب االجتهاد الفقهي املوزون هبدي‬
‫الكتاب والسنة املطهرة وقواعد الشريعة اإلسالمية ومقاصدها‪ ،‬ولعل من العقود اليت يكثر التعامل هبا يف األسواق االقتصادية‬
‫واليت شكلت ظاهرة تستحق الوقوف عندها ودراستها هي ظاهرة العقد الصوري والذي يلجأ فيه املتعاقدان إلبراز عقد ظاهر‬
‫غري مراد والتعاقد على عقد مسترت خفي يضمرانه ملآرب ومقاصد خمتلفة ‪ ،‬ونظراً النتشار هذا النوع من العقود وكثرة استخداماته‬
‫املعاصرة رأيت أن من املهم حبث هذا العقد ومدى أتثريه على العقد الظاهر وهل العربة بذلك العقد الظاهر أم ابلعقد املسترت‬
‫اخلفي ‪ ،‬وما هو موقف القضاء يف اململكة العربية السعودية من تلك العقود الصورية وهل تعتد بظاهر العقد املعلن املكتوب أم‬
‫حبقيقته وما وقعت عليه إرادة املتعاقدين‪.‬‬
‫ولعل من أهم ما شجعين على دراسة هذا العقد هو أن معظم ما وقفت عليه من دراسات سابقة كانت إما دراسة فقهية لكنها‬
‫تبحث لنوع آخر من الصورية غري اليت أعنيها يف هذا البحث‪-‬على ما سيأيت بيانه‪-‬‬
‫أو دراسات تعرضت إبجياز واقتضاب ملا ينبغي الرتكيز عليه ابلبحث يف هذا املوضوع‪ ،‬ومل حترر القضية األساسية واملؤثرة يف هذا‬
‫املوضوع وهي حكم العقد الصوري وأثره‪.‬‬
‫‪1003‬‬
‫أو دراسات قانونية ‪ -‬وهي األغلب‪ -‬وكثري منها مل تتعرض للجانب الفقهي وإن أشارت ملوقف الفقه اإلسالمي فهي إشارة‬
‫موجزة تعوزها يف كثري من األحيان العزو الدقيق للمذاهب الفقهية واملراجع‪ ،‬ابإلضافة إىل أن تلك الدراسات كانت دراسات‬
‫نظرية خبالف هذه الدراسة اليت اعتنت ابلتطبيقات القضائية داخل اململكة العربية السعودية‪ ،‬واليت مل أقف على أي دراسة سابقة‬
‫اعتنت هبا‪ ،‬والعناية ابلتطبيقات القضائية يف حماكم اململكة تعترب إحدى املميزات املهمة اليت حيتاجها العاملون يف القطاع العديل‬
‫على وجه اخلصوص‪ ،‬نظراً لكوهنا تكشف عن توجه القضاء يف اململكة العربية السعودية إزاء هذا النوع من العقود ‪ ،‬وكيف‬
‫تتعامل معها‪ ،‬وهل تعتربها صحيحة ترتتب عليها اآلاثر الشرعية والنظامية أم أهنا مهدرة وملغاة‪ ،‬وهل العربة يف حماكم اململكة‬
‫هي ابلعقود الظاهرة أم املسترتة يف حال وجود عقدين ظاهر ومسترت‪ ،‬حيث قمت جبرد أكثر من أربعني جملداً من مدوانت‬
‫األحكام القضائية الصادرة من وزارة العدل ابململكة العربية السعودية‪ ،‬وحنو ثالثة عشر جملداً من جمموعة األحكام واملبادئ‬
‫التجارية الصادرة عن ديوان املظامل ليكون جمموع ما مت جرده من مدوانت األحكام القضائية ما يزيد على مخسني جملداً‪ ،‬وذلك‬
‫بغية استخراج كل ما له صله ابلعقد الصوري من أحكام قضائية‪ ،‬مث ترتيب تلك األحكام‪ ،‬واختصارها‪ ،‬والتعليق عليها الستجالء‬
‫موقف القضاء من تلك العقود الصورية‪ ،‬كما قمت إبضافة ما أمكنين الوقوف عليه من أحكام قضائية مبحاكم اململكة خارجة‬
‫عن تلك املدوانت وذلك رغبة يف استقصاء ما ميكن استقصاؤه من تلك األحكام‪ ،‬وهذا ما استهلك وقتاً طويالً جاوز الستة‬
‫أشهر يف مجع هذه املادة وإعدادها‪.‬‬
‫وبعد فأحسب أين بذلت جهداً كبرياً يف إخراج هذا العمل أبفضل صورة‪ ،‬إال أن ذلك يبقى اجتهاد املقل‪ ،‬فما كان يف هذا‬
‫العمل من صواب فهو من هللا وحده‪ ،‬وما كان فيه من خطأ فهو من نفسي والشيطان‪ ،‬وأستغفر هللا منه‪ ،‬سائالً املوىل القدير أن‬
‫جيعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكرمي‪ ،‬وأن ينفع به كاتبه وقارئه إن جواد كرمي‪ ،‬وصلى هللا وسلم وابرك على نبينا حممد وعلى‬
‫آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫‪1004‬‬
‫أهداف البحث‪.‬‬
‫بيان مفهوم العقد الصوري وحقيقته وكنهه‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫جتلية العالقة بني احليل والعقد الصوري‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫بيان حكم العقد الصوري يف الفقه اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫توضيح أثر العقد الصوري‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪ .5‬التعرف على موقف القضاء يف اململكة العربية السعودية من العقود الصورية‪.‬‬
‫حدود البحث‪.‬‬
‫سوف تنحصر هذه الدراسة يف حبث حكم العقد الصوري وأثره يف عقود املعامالت املالية فحسب‪ ،‬وعليه فال يدخل يف حبثي‬
‫العقود الصورية يف غري املعامالت املالية كالنكاح أو غريه‪.‬‬
‫أسباب اختيار املوضوع‪.‬‬
‫‪ .1‬أمهية معرفة احلكم الفقهي يف العقود الصورية نظراً لكون تلك العقود هلا حقيقة خمالفة لظاهرها‪.‬‬
‫‪ .2‬خدمة املكتبة الفقهية واملشتغلني ابلقضااي احلقوقية على وجه اخلصوص ببحث أحد العقود اليت تكثر فيها اخلصومات والنزاع‬
‫لدى الدوائر العدلية بني األطراف الداخلة فيه‪.‬‬
‫‪ .3‬تعدد األسباب الداعية للتعاقد عرب العقود الصورية‪ ،‬وهو ما يستوجب حبث هذه العقود وبيان حكمها وأثرها‪.‬‬
‫‪ .4‬أمهية معرفة موقف القضاء ابململكة العربية السعودية من هذه العقود‪.‬‬
‫‪1005‬‬
‫منهج البحث وإجراءاته‪:‬‬
‫سيقوم البحث يف هذه الدراسة ‪-‬مبشيئة هللا‪ -‬على املنهج االستقرائي االستنباطي ‪ ،‬وقد اقتصرت يف عرض اخلالف على كتب‬
‫املذاهب األربعة ‪،‬معتمداً يف التوثيق على املصادر األصلية يف كل مذهب ‪ ،‬كما جعلت اخلالف على شكل اجتاهات جتنباً‬
‫للتكرار‪ ،‬وقد أتبعت األقوال بذكر األدلة مبيناً وجه االستدالل‪ ،‬وقد عزوت اآلايت القرآنية إىل سورها يف املصحف ‪ ،‬مع بيان‬
‫رقم اآلية ‪ ،‬كما خرجت األحاديث من كتب السنة ‪ ،‬فإن كان احلديث يف الصحيحني أو أحدمها اكتفيت بذلك ‪ ،‬وإن كان يف‬
‫غريمها خرجته من مظانه‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪.‬‬
‫بعد البحث يف مصادر املعلومات وفهارس املكتبات وجدت عدداً من األحباث اليت تناولت موضوع الصورية على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ .1‬الصورية يف املعاوضات املالية ‪-‬دراسة فقهية‪-‬للباحث‪ :‬عبداحلكيم املزروع‪ ،‬وهذه الدراسة مغايرة لتلك إذ إن تلك الدراسة‬
‫تبحث يف أحكام نوع آخر من الصورية وهي ما حتقق فيها عنصران‪:‬‬
‫مغايرا له أو‬ ‫ٍ‬
‫آخر يف اخلفاء ً‬
‫عقدا َ‬
‫أ‪ .‬احتاد العقد‪ .‬أي‪ :‬أن ترد الصورية يف َع ْقد قَطَ َعهُ املتعاقدان على أنفسهما‪ ،‬ومل يعقدا معه ً‬
‫لبعضه‪.‬‬
‫جزء من األجز ِّاء اخلارجة عن‬
‫أي ٍ‬‫ب‪ .‬أن تتوجه الصورية إىل كنه العقد وماهيته وحقيقته وتكييفه‪ ،‬دون أصله أو أطرافه أو ِّ‬
‫حقيقته‪.‬‬
‫يف حني أن هذه الدراسة تبحث يف الصورية واليت هي عبارة عن عقدين أحدمها ظاهر واآلخر مسترت‪ ،‬وقد نص الباحث وفقه‬
‫هللا على أن هذا النوع من الصورية غري داخل يف حبثه‪.‬‬
‫‪ .2‬الصورية يف العقود املالية ألمحد أمني ابحلاج‪ ،‬حيث تطرقت هذه الدراسة لشي من أثر العقد الصوري وذلك يف حنو أربع‬
‫صفحات‪ ،‬ومن الفروق بني هذه الدراسة وتلك ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬اجلانب التطبيقي من خالل التطبيق على أقضية احملاكم ابململكة العربية السعودية‪ ،‬حيث مل تتعرض له تلك الدراسة‬
‫مطلقاً‪.‬‬
‫‪1006‬‬
‫ب‪ .‬منهجية الدراسة والبحث حيث إن تلك الدراسة مل ترجع لكتب املذاهب األصلية يف عرض اخلالف الفقهي وإمنا كانت‬
‫بواسطة كتب أخرى غالباً‪.‬‬
‫ت‪ .‬أن هذه الدراسة أكثر تفصيالً من انحية أدلة املسائل حمل البحث‪ ،‬وتوثيق األقوال من مصادرها األصلية‪.‬‬
‫‪ .3‬أحكام العقود الصورية لعدانن عبداهلادي حسن‪ ،‬حيث تعرض حلكم الصورية يف حنو صفحتني تقريباً‪ ،‬ويالحظ على هذه‬
‫الدراسة أهنا كانت موجزة بشكل كبري يف هذا اجلانب حيث مل يشر لألدلة يف املسألة حمل البحث سوى ذكر تعليالت‬
‫موجزة‪.‬‬
‫‪ .4‬أحباث قانونية ‪ -‬وهي األغلب‪ -‬وكثري منها مل تتعرض للجانب الفقهي وإن أشارت ملوقف الفقه اإلسالمي فهي إشارة‬
‫موجزة تعوزها يف كثري من األحيان العزو الدق يق للمذاهب الفقهية واملراجع‪ ،‬كما أن معظم تلك الدراسات ابإلضافة ملا‬
‫سبق كانت دراسة نظرية خبالف هذه الدراسة اليت اعتنت ابلتطبيقات القضائية داخل اململكة العربية السعودية واليت تعترب‬
‫إحدى املميزات املهمة‪ ،‬واليت مل أقف على أي دراسة سابقة اعتنت هبا‪.‬‬
‫ومن تلك األحباث ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬الصورية يف ضوء الفقه والقضاء للدكتور عبداحلميد الشواريب‪.‬‬

‫ب‪ .‬الصورية يف العقود "دراسة مقارنة بني القانون املدين املصري واملوريتاين" حملمد عبدالرمحن ولد حممد أمحد‪.‬‬
‫ت‪ .‬الصورية يف القانون املدين املصري بني النظرية والتطبيق للدكتور رأفت محاد‬
‫ث‪ .‬الصورية يف الشريعة والقانون للدكتور محدايت ماء العينني‪.‬‬
‫ج‪ .‬الصورية يف عقود املعامالت خلالد آل مسبل‪.‬‬
‫ح‪ .‬الصورية وورقة الضد يف القانون املدين للمستشار أنور العمروسي‪.‬‬
‫‪1007‬‬
‫خطة البحث‬
‫قد انتظم هذا البحث يف‪ :‬مقدمة‪ ،‬ومخسة مباحث‪ ،‬وخامتة‪.‬‬
‫املقدمة‪ :‬وهبا أمهية املوضوع‪ ،‬وحدوده‪ ،‬وأسباب اختياره‪ ،‬وأهدافه‪ ،‬ومنهج البحث وإجراءاته‪ ،‬والدراسات السابقة‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬مفهوم العقد الصوري‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬احليل وعالقتها ابلعقد الصوري‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬حكم العقد الصوري‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬أثر العقد الصوري‪.‬‬
‫املبحث اخلامس‪ :‬تطبيقات قضائية ملوقف القضاء يف اململكة العربية السعودية من العقد الصوري‪.‬‬
‫اخلامتة‪ :‬وهبا ملخص ملا ورد يف البحث‪.‬‬

‫‪1008‬‬
‫املبحث األول‪ :‬مفهوم العقد الصوري‪.‬‬

‫العقد‪ :‬نقيض احلل‪ ،‬وهو يف اللغة كل ما يفيد االلتزام بشيء‪ ،‬سواء كان من جانب واحد أو من جانبني‪ ،‬ملا يف ذلك من الربط‬
‫(‪)1‬‬
‫والتوثيق‪.‬‬
‫(‪) 2‬‬
‫ويف االصطالح‪":‬التزام املتعاقدين وتعهدمها أمراً وهو عبارة عن ارتباط اإلجياب ابلقبول"‪.‬‬
‫ولفظة الصوري مشتقة من مشتقة من مادة‪(:‬ص‪ .‬و‪ .‬ر)‪ ،‬وهي تطلق على ٍ‬
‫معان منها‪ :‬امليل‪ ،‬والعوج‪ ،‬والشكل‪ ،‬واهليئة‪ ،‬واحلقيقة‪،‬‬ ‫َ َ َ‬
‫(‪)3‬‬
‫والصفة‪.‬‬
‫قال ابن األثري‪" :‬الصورة ترد يف كالم العرب على ظاهرها‪ ،‬وعلى معىن حقيقة الشيء وهيئته‪ ،‬وعلى معىن صفته‪ ،‬يقال صورة‬
‫وصورةُ األ ِّ‬
‫َمر كذا وكذا أَي‬ ‫الفعل كذا وكذا‪ ،‬أي هيئته‪ ،‬وصورة األمر كذا‪ ،‬أي صفته‪ ،‬يٌقال‪ :‬صورةُ ِّ‬
‫الفعل كذا وكذا أَي هيئته ُ‬
‫(‪)4‬‬
‫ِّص َفتُه"‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ومنه "قوهلم‪ :‬صور يصور إذا مال‪ ،‬وصرت الشيء أصوره وأصرته إذا أملته إليك"‪.‬‬
‫(‪ )1‬يُنظر‪ :‬لسان العرب البن منظور ‪ ،296/3‬اتج العروس للزبيدي ‪ ،394/8‬خمتار الصحاح للجوهري ص‪ ،311‬العني للخليل ‪140/1‬مادة‬
‫‪(:‬ع َق َد)‪.‬‬
‫َ‬
‫(‪ )2‬جملة األحكام العدلية ص‪ ، 29‬وانظر بقية التعريفات يف‪ :‬البحر الرائق البن جنيم‪ ،283/5‬شرح حدود ابن عرفة للرصاع ‪ ، 236/1‬املنثور‬
‫للزركشي ‪ ،397/2‬جملة األحكام الشرعية ألمحد القاري ص‪.107‬‬
‫(‪ )3‬يُنظر‪ :‬لسان العرب البن منظور ‪ ،473/4‬اتج العروس للزبيدي ‪ ،357/12‬العني للخليل ‪ ،149/7‬أساس البالغة للزخمشري ‪ ،364‬هتذيب‬
‫اللغة لألزهري ‪ ،159/12‬مقاييس اللفة البن فارس ‪ ،319/3‬خمتار الصحاح للجوهري ص‪.156‬‬
‫(‪ )4‬لسان العرب البن منظور ‪.473/4‬‬
‫(‪ )5‬مقاييس اللغة البن فارس ‪.320/3‬‬
‫‪1009‬‬
‫الص َور‪ :‬امليل‪ ،‬والرجل يصور عنقه إىل الشيء‪ ،‬إذا مال حنوه بعنقه‪ ،‬والنعت أصور‪ ،‬وقد صور ‪ .‬وصاره يصوره ‪،‬‬
‫وقال الليث‪ُ :‬‬
‫ويصريه ‪ ،‬أي أماله ‪ .‬وقال غريه‪ :‬رجل أصور بني الصور‪ .‬أي مائل مشتاق‪ .‬وقال األمحر‪ :‬صرت إيل الشيء ‪ ،‬وأصرته ‪ ،‬إذا أملته‬
‫(‪)6‬‬
‫إليك‪.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫وتصورت الشيء مثـَّ ْلت صورته‪ ،‬وشكله يف الذهن فتصور‪.‬‬
‫وعُرف العقد الصوري يف االصطالح بتعاريف متعددة‪ ،‬كلها تدور حول معىن واحد وهو أن يكون هنالك عقدان أحدمها ظاهر‬
‫واآلخر مسترت‪ ،‬ويكون ذلك املسترت هو املقصود وهو الذي حصلت فيه إرادة الطرفني‪ ،‬إال أهنما أبرزا عقداً ظاهراً مغايراً لذلك‬
‫العقد ألسباب خمتلفة‪.‬‬
‫وأبرز تعاريف الصورية هبذا املفهوم ما يلي‪:‬‬

‫(‪)8‬‬
‫‪ " .1‬اتفاق طريف التصرف القانوين على إخفاء إرادهتما احلقيقية حتت شعار مظهر كاذب‪ ،‬وذلك لسبب قام عندمها"‪.‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪ " .2‬اصطناع مظهر كاذب يف تكوين تصرف قانوين"‪.‬‬
‫‪ " .3‬اختاذ مظهر غري حقيقي إلخفاء تصرف حقيقي‪ ،‬وذلك أبن يتفق طرفان على إخفاء إرادهتما احلقيقية بقصد إخفاء‬
‫(‪)10‬‬
‫تصرف حقيقي عن الغري"‪.‬‬
‫(‪)11‬‬
‫‪ " .4‬تواطؤ طريف التصرف النظامي على كتمان إرادهتما احلقيقية حتت ستار مظهر كاذب ملأرب ما خيفيانه على الغري "‪.‬‬
‫(‪ )6‬اتج العروس للزبيدي ‪.360/12‬‬

‫(‪ )7‬املصباح املنري للفيومي ‪350/1‬‬
‫(‪ )8‬املطول يف شرح الصيغ القانونية للدعوى واألوراق القضائية للبغال ‪ ،86/5‬الصورية يف ضوء الفقه والقضاء للشواريب ص‪15‬‬
‫(‪ )9‬الصورية يف القانون املدين املصري بني النظرية والتطبيق لرأفت محاد ص ‪.10‬‬
‫(‪ )10‬الصورية وورقة الضد يف القانون املدين للعمروسي ص ‪.11‬‬
‫(‪ )11‬الرتاضي يف عقود املبادالت د‪ .‬السيد نشأت الدريين ص ‪.257‬‬
‫‪1010‬‬
‫وابستقراء هذه التعاريف جند أهنا تدل على معىن واحد وهو ما سبق اإلشارة له‪ ،‬وهو وجود عقدين أحدمها ظاهر واآلخر مسترت‪،‬‬
‫ويكون املسترت هو املقصود واملراد وهو الذي انعقدت عليه إرادة الطرفني وأما الظاهر فيجعالنه شكلياً صورايً لغاايت ومقاصد‬
‫خمتلفة‪.‬‬
‫واملالحظ أن التعريفات السابقة للصورية هي تعريفات قانونية نظراً لعدم وجود هذا املصطلح –فيما أعلم – مبعناه حمل البحث‬
‫يف كتب الفقهاء‪ ،‬إال أن املتتبع لكتبهم يلحظ أهنم تناولوا موضوع قريب الشبه ابلصورية ويتفق معها يف املفهوم العام أال وهي ما‬
‫اصطلح على تسميته بـ"احليل" وهذا ما يدعو لتناول مفهوم احليل وعالقتها ابلصورية يف املبحث التايل مبشيئة هللا تعاىل‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬مفهوم احليل وعالقتها ابلعقد الصوري‪.‬‬

‫حني التأمل يف تعاريف الصورية املتقدمة يف املبحث السابق يلحظ أن تلك التعاريف فيها شبه كبري ابحليل‪ ،‬من جهة أن‬
‫كالً من الصورية واحليل هلما مظهر غري حقيقي خمالف للواقع‪ ،‬ومن هنا استدعى األمر حبث ما يتعلق ابحليل وعالقتها‬
‫ابلعقد الصوري وذلك يف املطلبني التاليني‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم احليل‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬عالقة العقد الصوري ابحليل‪.‬‬

‫‪1011‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم احليل‪.‬‬

‫(‪)12‬‬
‫التحايل مشتق يف اللغة من احليلة وتطلق احليلة يف اللغة ويراد هبا‪ :‬احلذق‪ ،‬وجودة النظر‪ ،‬والقدرة على دقة التصرف‪.‬‬
‫جاء يف القاموس احمليط‪ ":‬واحلول‪ ،‬واحليل‪ ،‬واحلول‪ :‬كعنب‪ ،‬واحلولة‪ ،‬واحليلة‪ ،‬واحلويل‪ ،‬واحملالة‪ ،‬واحملال‪ ،‬واالحتيال‪ ،‬والتحول‪،‬‬
‫(‪)13‬‬
‫والتحيل‪ :‬احلذق وجودة النظر والقدرة على التصرف"‪.‬‬
‫(‪)14‬‬
‫واالحتيال واحملاولة مطالبتك األمر ابحليل‪.‬‬
‫قال ابن فارس‪ " :‬احلاء والواو والالم أصل واحد وهو حترك يف دور‪ ،‬فاحلول العام وذلك أنه حيول أي يدور‪ ،‬ويقال‪ :‬حالت‬
‫الدار وأحالت و أحولت أتى عليها احلول‪....‬واحليلة و احلويل واحملاولة من طريق واحد وهو القياس الذي ذكرانه ألنه يدور‬
‫(‪)15‬‬
‫حوايل الشيء ليدركه‪"..‬‬
‫وأما تعريف احليلة يف االصطالح‪ :‬فقد تعددت تعاريف أهل العلم يف بيان ماهيتها‪.‬‬
‫فقد عرفها ابن قدامة بقوله‪ " :‬أن يظهر عقداً مباحاً يريد به حمرماً‪ ،‬خمادعة وتوسالً إىل فعل ما حرم هللا‪ ،‬واستباحة حمظوراته‪،‬‬
‫(‪)16‬‬
‫أو إسقاط واجب أو دفع حق وحنو ذلك "‬
‫(‪ )12‬لسان العرب البن منظور ‪ ،186/11‬احملكم واحمليط األعظم البن سيده ‪ ،6/4‬خمتار الصحاح للجوهري ص‪ ،68‬العني للخليل ‪.297/3‬‬
‫(‪ )13‬القاموس احمليط للفريوز آابدي ص‪.1278‬‬
‫(‪ )14‬العني للخليل بن أمحد ‪ ،297/3‬خمتار الصحاح للرازي ص‪.96‬‬
‫(‪ )15‬مقاييس اللغة البن فارس ‪.121/2‬‬
‫(‪ )16‬املغين البن قدامة ‪ ،56/4‬ويُنظر‪ :‬التحبري للمرداوي ‪.3831/8‬‬
‫‪1012‬‬
‫وعرفها ابن القيم فقال‪ " :‬هي نوع خمصوص من التصرف والعمل الذي يتحول به فاعله من حال إىل حال‪ ،‬مث غلب عليها‬
‫ابلعرف استعماهلا يف سلوك الطرق اخلفية اليت يتوصل هبا الرجل إىل حصول غرضه حبيث ال يتفطن له إال بنوع من الذكاء‬
‫(‪)17‬‬
‫والفطنة‪."...‬‬
‫(‪)18‬‬
‫وعرفها احلموي بقوله‪ " :‬احليل هي‪ :‬ما يكون خملصاً شرعياً ملن ابتلي حبادثة دينية "‪.‬‬
‫وعرفها الشاطيب فقال يف بيان ماهيتها‪ ... " :‬ومنها قاعدة احليل فإن حقيقتها املشهورة تقدمي عمل ظاهر اجلواز إلبطال حكم‬
‫(‪)19‬‬
‫شرعي وحتويله يف الظاهر إىل حكم آخر"‪.‬‬
‫(‪)20‬‬
‫وعرفها العيين ‪ " :‬مجع حيلة وهي ما يتوصل به إىل مقصود بطريق خفي "‪.‬‬
‫وعرفها الطاهر بن عاشور أبهنا‪ " :‬إبراز عمل ممنوع شرعاً يف صورة عمل جائز‪ ،‬أو إبراز عمل غري معتد به شرعاً يف صورة عمل‬
‫(‪)21‬‬
‫معتد به‪. "..‬‬
‫وحني منعن النظر يف هذه التعاريف نالحظ أن البعض عرف احليل جبزء من ماهيتها ال بكل ما تنطبق عليه‪ ،‬ولذا جند أن ابن‬
‫قدامة املقدسي أوضح أن احليل هي‪ " :‬أن يظهر عقداً مباحاً يريد به حمرماً‪ ،‬خمادعة وتوسالً إىل فعل ما حرم هللا‪ "...‬حيث أشار‬
‫رمحه هللا إىل احليل احملرمة واليت يقصد هبا التحايل على أحكام الشريعة‪ ،‬دون ما عداها‪ ،‬وتبعه على ذلك الشاطيب والطاهر ابن‬
‫عاشور رمحهما هللا تعاىل‪ ،‬ومن مث فإن تلك التعاريف مل تكن جامعة‪.‬‬
‫(‪ )17‬إعالم املوقعني البن القيم ‪ ،240/3‬ويُنظر‪ :‬الفتاوى الكربى البن تيمية ‪.191/3‬‬
‫(‪ )18‬غمز العيون البصائر شرح األشباه والنظائر للحموي ‪. 38/1‬‬
‫(‪ )19‬املوافقات للشاطيب ‪.201/4‬‬
‫(‪ )20‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيين ‪.108/24‬‬
‫(‪ )21‬مقاصد الشريعة اإلسالمية للطاهر بن عاشور ص‪.110‬‬
‫‪1013‬‬
‫يف حني أننا جند أن احلموي رمحه هللا عرف قسماً آخر من أقسام احليل وهي ما يتوصل من خالله ملخرج شرعي ملن ابتلي حبادثة‬
‫دينية‪ ،‬حيث جند أنه ‪-‬رمحه هللا‪ -‬إمنا عرف جزءاً وقسماً من أقسام احليل دون أن يعطي تصوراً شامالً يشمل مجيع ما ينطبق‬
‫عليه مفهوم احليل يف الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬ومن مث فإن هذا التعريف هو اآلخر غري جامع ملفردات مفهوم احليل‪.‬‬
‫وحني ننظر لتعريفي ابن القيم والعيين نالحظ أن تعريفيهما أكثر مشوالً حيث اشتمال على احليل بقسميها الشرعية وغري‬
‫الشرعية‪ ،‬ولذا فإن تعريفيهما جامعان جلميع صور وأقسام احليل إذ أن كال التعريفني بيَّنا معىن احليل بصرف النظر عن كوهنا‬
‫مشروعة أو غري مشروعة‪ ،‬فالذي حيدد حكمها هو مقصدها وأثرها‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬العالقة بني الصورية واحليل‪.‬‬
‫حني النظر والتأمل يف احلدود والتعريفات املتقدمة اليت أوضحت حد وماهية الصورية اليت جيري احلديث حوهلا يف هذا البحث‪،‬‬
‫والتعريفات اليت أوضحت حد وماهية احليل جند تقارابً كبرياً فيما يتعلق ابملقصود النهائي من كال العملني‪ ،‬إذ إهنما يهدفان‬
‫الصطناع مظهر وصورة غري حقيقة لتحقيق أهداف خمتلفة‪ ،‬ومن هنا فإنه ميكن القول أبن حقيقة الصورية واحليل متشاهبة حلد‬
‫كبري وقد تكون متطابقة إال أنه عند التأمل العميق يف كال املفردتني يظهر فرق لطيف أال وهو اختصاص لفظ التحايل واحليلة‬
‫مبعىن ضمين زائد إذ إن املتأمل يف معىن احليلة ومفهومها املتداول الذي يسبق إىل الذهن جيد أن احليلة والتحايل إمنا يقصد به‬
‫يف العرف العام هو العمل املذموم شرعاً والذي يعمل هبا فهو خمطئ آمث ‪ ،‬وقد أوضح ابن القيم رمحه هللا هذا املعىن فقال‪:‬‬
‫"وأخص من هذا استعماهلا يف التوصل إىل الغرض املمنوع منه شرعاً أو عقالً أو عاد ًة ‪ ،‬فهذا هو الغالب عليها يف عرف الناس‬
‫فإهنم يقولون فالن من أرابب احليل وال تعاملوه فإنه متحيل وفالن يعلم الناس احليل وهذا من استعمال املطلق يف بعض انواعه‬
‫(‪)22‬‬
‫كالدابة واحليوان وغريمها "‪.‬‬
‫وهذا فارق دقيق بني املفردتني وهو وإن كان ال يرتتب عليه حكم شرعي نظراً ألن حقيقة املعنيني متفقة يف اجلملة إال أنه ينبغي‬
‫عدم امهاله واطراحه من حيث العموم‪.‬‬
‫(‪ )22‬إعالم املوقعني البن القيم ‪.241-240/3‬‬

‫‪1014‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬حكم العقد الصوري‪.‬‬

‫تقدم فيما سبق بيان أن حقيقة العقد الصوري متفق يف اجلملة مع حقيقة "احليل" املعروفة يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬ولذا فإنه للوصول‬
‫حلكم العقد الصوري البد من حبث حكم احليل يف الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫ومن هنا فإنه من خالل النظر والتتبع لكالم أهل العلم يف هذه املسألة نالحظ أهنم مل جيعلوا كل احليل مبنزلة واحدة‪ ،‬وإمنا فرقوا‬
‫بينها‪ ،‬إذ إن احليلة يف ذاهتا ال تذم مطلقاً وال حتمد مطلقاً يقول ابن القيم يف بيان ذلك‪.." :‬فإن احليلة ال تذم مطلقاً ‪،‬وال حتمد‬
‫مطلقاً‪ ،‬ولفظها ال يشعر مبدح وال ذم‪ ،‬وإن غلب يف العرف إطالقها على ما يكون من الطرق اخلفية إىل حصول الغرض حبيث‬
‫(‪)23‬‬
‫ال يتفطن له إال بنوع من الذكاء والفطنة‪"..‬‬
‫(‪)24‬‬
‫ومن مث حكم احليل خيتلف ابختالف املقصود منها‪ ،‬وميكن تقسيمها على النحو التايل‪:‬‬
‫النوع األول‪ :‬احليل املشروعة‪ :‬وهي احليل اليت ال هتدم أصالً مشروعاً‪ ،‬وال تناقض مصلحةً شرعية‪.‬‬
‫وهذا النوع من احليل مشروعة من حيث اجلملة ومن أدلة مشروعيتها ما يلي‪:‬‬
‫َ ََُۡ َ‬ ‫َ‬ ‫َۡ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ ۡ‬ ‫ٓ‬ ‫ُ ۡ َ ۡ َ َ َ‬ ‫ۡ‬ ‫ا‬
‫ون َسبِيل ‪ )25( ﴾٩٨‬أراد‬‫يعون حِيلة وَّل يهتد‬‫ٱلر َجا ِل َوٱلن ِ َساءِ َوٱلوِلد َٰ ِن َّل يست ِط‬
‫‪ .1‬قوله سبحانه‪﴿ :‬إَِّل ٱلمستضعفِني مِن ِ‬
‫ابحليلة التحيل على التخلص من الكفار ‪ ،‬وهذه حيلة حممودة يثاب عليها من عملها(‪.)26‬‬
‫َ‬ ‫ۡ‬
‫ج ۡد َنَٰ ُه َصابرا ن ِۡع َم ٱل َع ۡب ُد إنا ُه ٓۥ أ او ‪ٞ‬‬ ‫َ َ‬
‫ث إناا َو َ‬ ‫َ َۡ ۡ‬ ‫َ‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬
‫اب ‪ )27( ﴾٤٤‬وهي حيلة للخروج‬ ‫ِ‬ ‫ِ ۚ‬ ‫ٱۡضب بِهِۦ وَّل َتن ۗۡ ِ‬ ‫‪ .2‬قوله تعاىل ﴿ َوخذ ب ِ َيدِك ِ‬
‫ضغثا ف ِ‬
‫من احلنث ‪ ،‬إ ذ إن هللا جل وعال علم أيوب عليه السالم كيفية اخلروج والتحلل من ميينه وعدم احلنث إذ إنه عليه السالم‬
‫(‪ )23‬إغاثة اللهفان البن القيم ص‪385‬‬

‫(‪ )24‬يُنظر‪ :‬إعالم املوقعني البن القيم ‪ ،241/3‬اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب ‪ ،236/9‬فتح الباري البن حجر العسقالين ‪.326/12‬‬
‫(‪ )25‬سورة النساء‪ :‬آية رقم‪.98 :‬‬
‫(‪ )26‬إعالم املوقعني البن القيم ‪ ،240/3‬ويُنظر‪ :‬فتح القدير للشوكاين ‪ ،505/1‬تفسري السمعاين ‪ ،470/1‬زاد املسري البن اجلوزي ‪،178/2‬‬
‫احملرر الوجيز البن عطية ‪.100/2‬‬
‫(‪ )27‬سورة ص آية رقم ‪.44:‬‬
‫‪1015‬‬
‫نذر إن شفاه هللا أن يضرب زوجته مائة جلده ملا غضب عليها يف أمر فعلته ‪ ،‬فلما شفاه هللا وعافاه ما كان جزاؤها مع‬
‫هذه اخلدمة التامة والرمحة والشفقة واإلحسان أن تقابل ابلضرب ‪ ،‬فأفتاه هللا عز وجل أن أيخذ ضغثًا – وهو ‪ِّ :‬‬
‫الشمراخ‬
‫ووىف بنذره ‪ ،‬ويف هذا إرشاد من هللا‬
‫‪ ، -‬فيه مائة قضيب ‪ ،‬فيضرهبا به ضربة واحدة ‪ ،‬وقد بـَرت ميينه ‪ ،‬وخرج من حنثه ‪َّ ،‬‬
‫جل وعال له إىل احليلة يف اخلروج من اليمني دون حنث‪ ،‬ويف هذا دليل على جواز مثل هذا النوع من احليل‪ ،‬عند حصول‬
‫)‪(28‬‬
‫مقتضياهتا‪.‬‬
‫ۡ‬
‫وس َف َما ََك َن ِِلَأ ُخ َذ أَ َخا ُُ‬
‫خ َر َج َها مِن و ََعٓءِ أَخِيهِ َك َذَٰل َِك ك ِۡدنَا ِِلُ ُ‬
‫ُا ۡ َ ۡ‬
‫ت‬ ‫ٱس‬ ‫م‬ ‫ث‬ ‫ِ‬ ‫ه‬‫ِي‬
‫خ‬
‫ََ ََ َۡ َ ۡ ََۡ َٓ َ‬
‫‪ .3‬قوله تعاىل ﴿فبدأ بِأوعِيت ِ ِهم قبل وَِعءِ أ‬
‫َۖ‬ ‫ِۚ‬ ‫ِ‬
‫ِيم ‪ )29( ﴾٧٦‬فأخرب سبحانه أن هذا كيده‬ ‫جَٰت امن ن ا َشا ٓ ُء ۗۡ َوفَ ۡو َق ُك ذِي ع ِۡلم َعل ‪ٞ‬‬ ‫ِك إ اَّلٓ أَن ي َ َشا ٓ َء ا ُ‬
‫ٱّلل نَ ۡر َف ُع َد َر َ‬
‫ِ‬ ‫ل‬‫م‬‫ِف دِين ٱل ۡ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ۚ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لنبيه يوسف عليه السالم‪ ،‬وذلك أن يوسف ملا أراد إمساك أخيه عنده احتال هبذه احليلة ‪ ،‬ليوقف إخوته على مقصوده‪،‬‬
‫(‪)30‬‬
‫‪ ،‬قال القرطيب يف تفسري هذه اآلية ‪.." :‬وفيه جواز التوصل إىل‬ ‫والكيد احليلة ‪ ،‬فدل على جواز هذا النوع من احليل‬
‫(‪)31‬‬
‫األغراض ابحليل إذا مل ختالف شريعة وال هدمت أصالً‪."...‬‬
‫فجاءهُ بتَ ْم ٍر َج ٍ‬ ‫أن رس َ ِّ‬ ‫‪ .4‬عن أيب س ٍ‬
‫نيب فقال‬ ‫خي ََرب َ َ‬
‫رج ًال على ْ‬
‫اس ْتع َم َل ُ‬
‫ول اّلل ‪ْ ‬‬ ‫هريْـَرةَ رضي هللا عنهما َّ ُ‬ ‫وع ْن أيب َ‬ ‫اخل ْد ِّر ِّي َ‬
‫عيد ْ‬ ‫َ‬
‫ني ابلثََّالثَِّة‬
‫اع ْ ِّ‬ ‫اع ْ ِّ‬ ‫رسول اّللِّ ‪ " : ‬أ ُك ُّل متِّْر خيرب هكذا" قال‪ :‬ال وهللا اي رس َ ِّ‬
‫الص َ‬
‫ني و َّ‬ ‫ابلص َ‬
‫اع من هذا َّ‬ ‫ول اّلل َّإان لنَأْ ُخ ُذ الص َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ََ‬
‫)‪(32‬‬
‫َّر ِّاه ِّم َجنيبًا "‪.‬‬
‫تع ابلد َ‬
‫اجلمع ابلد ِّ‬
‫َّراه ِّم مثَّ ابْ ْ‬
‫بع ْ ْ َ َ‬
‫ِّ‬
‫فقال رسول اّلل ‪" :‬ال ت ْف َع ْل ْ‬
‫حيث أرشد النيب ‪ ‬الرجل إىل احليلة يف التخلص من الراب وذلك من خالل عدم شراء التمر متفاضالً‪ ،‬وإمنا ببيع التمر‬
‫(‪)33‬‬
‫الرديء ابلدراهم‪ ،‬مث الشراء بتلك الدراهم جنيباً‪ ،‬وهذا دليل على جواز احليلة يف مثل هذا ‪.‬‬
‫(‪ )28‬يُنظر‪ :‬تفسري ابن كثري ‪ ،41/4‬التفسري الكبري للرازي ‪ ،184 /26‬تفسري السعدي ص‪.714‬‬
‫(‪ )29‬سورة يوسف آية رقم‪.77 :‬‬
‫(‪ )30‬يُنظر‪ :‬اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب ‪ ،236/9‬تفسري البغوي ‪ ،440/2‬زاد املسري البن اجلوزي ‪.261/4‬‬
‫(‪ )31‬اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب ‪.236/9‬‬
‫(‪ ) 32‬أخرجه البخاري يف الصحيح‪ ،‬ابب‪ :‬إذا أراد بيع متر بتمر خري منه‪ ، 767/2 ،‬حديث رقم‪ ، 2089:‬ومسلم يف الصحيح‪ ،‬ابب‪ :‬بيع‬
‫الطعام مثالً مبثل ‪ ، 1215/3 ،‬حديث رقم‪.1593 :‬‬
‫(‪ )33‬إغاثة اللهفان البن القيم ‪ ،380/1‬فتح الباري البن حجر ‪ ،326/12‬حواشي الشرواين ‪.290/4‬‬
‫‪1016‬‬
‫أمة من إمائِّ ِّهم‬

‫ضعيف ُخم َدج ‪ ،‬فلم يرع احلي َّإال وهو على ٍ‬ ‫بني أبياتنا َروْجي ٌل‬ ‫سعد ِّ‬‫بن ِّ‬ ‫‪ .5‬عن ِّ‬
‫سعيد ِّ‬
‫ُ َ ُّ َ َ‬ ‫ٌ ٌ‬ ‫قال ‪ :‬كا َن َ‬
‫بن عباد َة ‪َ ،‬‬
‫حدهُ" قالوا‬ ‫فقال‪ِّ :‬‬
‫"اضربوهُ َّ‬ ‫الر ُج ُل مسلِّ ًما ‪َ ،‬‬
‫ك َّ‬ ‫ِّ‬ ‫لرسول َِّّ‬
‫اّلل ‪َ ، ‬وكا َن ذل َ‬ ‫سعد بن عباد َة ‪ِّ ‬‬
‫ك ُ ُ‬
‫ِّ‬
‫قال ف َذ َكَر ذل َ‬‫ث ِّهبا ‪َ ،‬‬‫خيبُ ُ‬
‫فيه مائة ِّمشر ٍاخ ‪ ،‬مثَّ اضربوهُ به‬
‫ثكاال)‪ِّ (34‬‬
‫"خذوا لَهُ ِّع ً‬‫فقال ‪ُ :‬‬‫ب لو ضربناهُ مائ ًة قتَلناهُ َ‬
‫حتس ُ‬
‫ِّ‬
‫أضعف ممَّا َ‬
‫ُ‬
‫رسول َِّّ‬
‫اّلل ‪ ،‬إنَّهُ‬ ‫‪ :‬اي َ‬
‫)‪(35‬‬
‫قال ‪ :‬ف َف َعلوا‪.‬‬ ‫ضربةً واحد ًة" َ‬ ‫َ‬
‫حيث إن النيب ‪ ‬أرشدهم إىل احليلة يف إقامة احلد على هذا الرجل دون التسبب يف قتله‪ ،‬وهذه احليلة على حنو ما حكاه‬
‫)‪(36‬‬
‫هللا جل وعال عن أيوب عليه السالم‪.‬‬
‫‪ .6‬عن ِّ‬
‫رسول هللاِّ ‪ ‬ير ُ‬
‫يد غزوًة‬ ‫رسول هللاِّ ‪( ‬ومل يكن ُ‬ ‫كعب ‪ ‬قال‪ :‬مسعت كعب بن ٍ‬
‫مالك حني ختلَّف عن ِّ‬
‫ُ َ َ‬
‫بن ٍ‬ ‫عبد هللاِّ ِّ‬
‫ورى ِّ‬
‫بغريها))‪.(37‬‬ ‫إال َّ‬
‫حيث إن النيب ‪ ‬استخدم التورية‪ ،‬وهي نوع من احليل‪ ،‬إذ إنه إذا أراد غزوة ورى بغريها فيتوهم الناس شيئاً غري ما أراده‬
‫‪ ‬وذلك ليكون أبلغ يف إخفاء مقصده‪ ،‬ويكون أمت فيما يريده من إصابة العدو وإتياهنم على غفلة‪ ،‬وهذا دليل على جواز‬
‫)‪(38‬‬
‫مثل هذه احليل عند وجود مقتضياهتا‪.‬‬
‫‪ .7‬وميكن االستدالل جلواز هذا النوع من احليل من املعقول أبن يُقال‪ :‬إن املعىن الذي من أجله حرمت احليل هو أهنا هتدم‬
‫األ صول الشرعية‪ ،‬وتناقض املصا ح الشرعية‪ ،‬فإذا انتفى هذا املعىن وكانت احليل مما ال يناقض األصول الشرعية فال معىن‬
‫ملنعها بل كانت من املشروع‪.‬‬
‫(‪ )34‬العثكال‪ :‬هو العذق والشمراخ الذي عليه البسر يُنظر‪ :‬غريب احلديث البن سالم ‪ ،291/1‬هتذيب اللغة لألزهري ‪ ،196/3‬غريب‬
‫احلديث البن اجلوزي ‪.561/1‬‬
‫(‪ )35‬أخرجه أمحد يف املسند ‪ ،222/5‬حديث رقم‪ ،21985 :‬والنسائي يف السنن الكربى‪ ،‬ابب‪ :‬الضرير يف اخللقة يصيب احلدود‪،313/4 ،‬‬
‫حديث رقم‪ ،7309:‬وابن ماجه يف السنن‪ ،859/2 ،‬ابب‪ :‬الكبري واملريض جيب عليه احلد‪ ،‬حديث رقم‪ ،2574:‬قال ابن حجر يف بلوغ‬
‫املرام عن هذا احلديث ص‪" :315‬وإسناده حسن‪ ،‬لكن اختلف يف وصله وإرساله"‪.‬‬
‫(‪ )36‬يُنظر‪ :‬فتح الباري البن حجر ‪ ،326/12‬نيل األوطار للشوكاين ‪.285/7‬‬
‫(‪ )37‬أخرجه البخاري يف الصحيح‪ ،‬ابب‪ :‬من أراد غزوة فورى بغريها‪ ،1078/3 ،‬حديث رقم‪.2787 :‬‬
‫(‪ )38‬الفتاوى الكربى البن تيمية ‪.205/3‬‬
‫‪1017‬‬
‫النوع الثاين‪ :‬احليل غري املشروعة‪ :‬وهي احليل اليت هتدم أصالً شرعياً أو تناقض مصلحةً شرعية‪.‬‬
‫وهذه احليل غري املشروعة حمرمة وممنوعة يف الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وقد تكاثرت النصوص يف التحذير منها‪ ،‬ومن تلك األدلة ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫ا ۡ َ ُ ۡ َ َ ُ ۡ ُ ُ ْ َ َ ً َ َٰ َ َ َ َ ۡ َ َٰ َ َ َ‬
‫كَٰل ل َِما بَ ۡ َ‬ ‫ُ‬ ‫َََ ۡ َ ُُۡ ا َ ََۡ ْ‬
‫ني‬ ‫ت فقلنا لهم كونوا ق ِردة خ ِسني ‪ ٦٥‬فجعلنها ن‬ ‫ِين ٱعتد ۡوا مِنك ۡم ِِف ٱلسب ِ‬ ‫‪ .1‬قوله تعاىل ﴿ ولقد عل ِمتم ٱَّل‬
‫يَ َد ۡي َها َو َما َخ ۡل َف َها َو َم ۡوع َِظة ل ِلۡ ُم اتق َ‬
‫ني ‪. )39(﴾٦٦‬‬‫ِ‬
‫وهؤالء قوم من اليهود يف زمن داود‪ ،‬ابتالهم هللا أبن حرم عليهم الصيد يوم السبت وأحله يف سائر األايم‪ ،‬وكان السمك أييت‬
‫يوم السبت كثريا بعكس بقية األايم فاحتالوا حبيلة ليحافظوا على السمك يوم السبت‪ ،‬ويصيدوه يوم األحد أبن حفروا حفراً‬
‫جبانب البحر فيدخلها السمك فال ميكنه اخلروج منها فإذا جاء يوم األحد استخرجوها وأكلوها فعاقبهم هللا عز وجل على‬
‫(‪)40‬‬
‫حتايلهم على أحكامه فمسخهم هللا قردة وخنازير‪ ،‬وهذا دليل على شدة عقوبة من يتحايل على أحكامه جل وعال‪.‬‬
‫ُ َ َٰ ُ َ ا َ َ ا َ َ َ ُ ْ َ َ َ ۡ َ ُ َ ا ٓ َ ُ َ ُ ۡ َ َ َ ۡ ُ ُ َ‬
‫(‪)41‬‬
‫‪ .2‬قوله تعاىل ﴿ يخدِعون ٱّلل وٱَّلِين ءامنوا وما َيدعون إَِّل أنفسهم وما يشعرون ‪﴾٩‬‬
‫(‪)42‬‬
‫حيث إن هللا جل وعال ذم وعاب املخادعني‪ ،‬واحليل خمادعة‪ ،‬فكان هذا دليل على حرمة هذا النوع من احليل‪.‬‬
‫ود إن هللا ملا حرم شحومها مجلوه ُمثَّ ابعوه‬ ‫‪ .3‬عن جابِّر بن عبد َِّّ‬
‫اّلل رضي هللا عنهما مسعت النيب ‪ ‬يقول‪" :‬قَاتَ َل هللا الْيَـ ُه َ‬ ‫َ َ‬
‫(‪)43‬‬
‫فأكلوا مثنه"‪.‬‬
‫(‪ )39‬سورة البقرة آية ‪66-65‬‬

‫(‪ )40‬ينظر‪ :‬اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب ‪ ،439/1‬تفسري القرآن العظيم البن كثري ‪ ،106/1‬تفسري الطربي ‪ ،329/1‬تفسري البغوي ‪.80/1‬‬
‫(‪ )41‬سورة البقرة‪ :‬آية رقم‪.9:‬‬
‫(‪ )42‬اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب ‪ ،195/1‬تفسري الطربي ‪.188/1‬‬
‫(‪ )43‬أخرجه البخاري يف الصحيح‪ ،779/2 ،‬ابب‪ :‬بيع امليتة واألصنام‪ ،‬برقم ‪ ،2121‬ومسلم يف الصحيح‪،1207/3 ،‬ابب‪ :‬حترمي بيع اخلمر‬
‫وامليتة واخلنزير واألصنام‪ ،‬برقم‪.1581:‬‬
‫‪1018‬‬
‫فاليهود استحقوا هذا الوعيد نظري حتايلهم على أحكام هللا عز وجل‪ ،‬إذ إن هللا جل وعال ملا حرم عليهم الشحوم عمدوا إىل‬
‫حيلة حيتالون هبا على هذا احلكم‪ ،‬فأذابوا تلك الشحوم مث ابعوها فأكلوا مثنها‪ ،‬ولو كان التحايل على أحكام الشرع جائزاً ملا‬
‫(‪)44‬‬
‫استحقوا هذا الوعيد الوارد‪.‬‬
‫قال البغوي يف شرح هذا احلديث‪ " :‬وفيه بيان بطالن كل حيلة حيتال هبا للتوصل إىل احملرم‪ ،‬وأنه ال يتغري حكمه بتغري هيئته‬
‫(‪)45‬‬
‫وتبديل امسه"‪.‬‬
‫‪ .4‬عن أيب هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪" : ‬ال ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا حمارم هللا أبدىن احليل " ‪ )46(.‬قال ابن‬
‫(‪)47‬‬
‫تيمية‪ " :‬هذا نص يف حترمي استحالل حمارم هللا ابالحتيال"‬
‫(‪)48‬‬
‫احملل واحمللل له "‪.‬‬
‫‪ .5‬عن عبدهللا بن مسعود ‪ ‬قال ‪ " :‬لعن رسول هللا ‪َّ ‬‬
‫واحمللل هو الذي يتزوج املرأة مث يطلقها ألجل أن حيلها ملن ابنت منه‪ ،‬فهو مل يرد الزواج حقيقة وإمنا أراد التحايل على احلكم‬
‫(‪)49‬‬
‫الشرعي هبذه الصورة‪ ،‬والوعيد يف هذا احلديث دليل على حرمة التحايل على األحكام الشرعية‪.‬‬
‫(‪ )44‬يُنظر‪ :‬عمدة القاري للعيين ‪ ،37/12‬مطالب أويل النهى للرحيباين ‪ ،101/4‬نيل األوطار للشوكاين ‪.237/5‬‬
‫(‪ )45‬شرح السنة للبغوي ‪.30/8‬‬
‫(‪ )46‬أخرجه ابن بطة يف إبطال احليل ص‪ ،47‬واحلديث قد حسن إسناده ابن تيمية يف القواعد النورانية ص‪ ،120‬وقال عنه يف الفتاوى الكربى‬
‫‪" :123/3‬هذا إسناد جيد يصحح مثله الرتمذي‪ ،‬وغريه اترة‪ ،‬وحيسنه اترة‪ ،‬وحممد بن مسلم املذكور مشهور ثقة‪ ،‬ذكره اخلطيب يف اترخيه‬
‫‪ ،‬كذلك وسائر رجال اإلسناد أشهر من أن حيتاج إىل وصفهم‪ ."..‬وقال ابن كثري يف تفسريه ‪ " :108/1‬وهذا إسناد جيد‪ ،‬وأمحد بن حممد‬
‫بن مسلم هذا وثقه احلافظ أبو بكر اخلطيب البغدادي‪ ،‬وابقي رجاله مشهورون على شرط الصحيح " ويُنظر‪ :‬إغاثة اللهفان البن القيم‬
‫‪.348/1‬‬
‫(‪ )47‬الفتاوى الكربى البن تيمية ‪.123/3‬‬
‫(‪ )48‬أخرجه أبو داود يف السنن‪ ،227/2،‬ابب‪ :‬يف التحليل‪ ،‬حديث رقم‪ ،2076 :‬والرتمذي يف السنن‪ ،428/3 ،‬ابب‪ :‬ما جاء يف احملل‬
‫واحمللل له‪ ،‬حديث رقم‪ ،1120 :‬و ابن ماجه يف السنن‪ ،622/1 ،‬ابب‪ :‬احمللل واحمللل له‪ ،‬حديث رقم‪ ،1934:‬قال الرتمذي‪ :‬هذا حديث‬
‫حسن صحيح‪ ،‬وقد روي هذا احلديث عن النيب ‪‬من غري وجه‪ ،‬والعمل على هذا احلديث عند أهل العلم من أصحاب النيب ‪ ‬منهم‬
‫عمر بن اخلطاب‪ ،‬وعثمان بن عفان‪ ،‬وعبدهللا بن عمرو ‪ ‬وغريهم‪ ،‬وهو قول الفقهاء من التابعني‪ ))...‬سنن الرتمذي ‪. 428/3‬‬
‫(‪ )49‬جامع األصول البن األثري ‪.771/10‬‬
‫‪1019‬‬
‫‪ .6‬ومن أدلة حترمي هذا النوع من احليل إمجاع الصحابة ‪ ‬على ذلك‪ ،‬حيث اتفق أصحاب النيب ‪ ‬على حترمي هذه احليل‬
‫)‪(50‬‬
‫وإبطاهلا‪ ،‬وإمجاعهم حجة قاطعة‪.‬‬
‫‪ .7‬ومما يدل على حترمي هذا النوع من احليل أن الشريعة املطهرة إمنا أوجبت الواجبات وحرمت احملرمات ملصا ح وحكم وغاايت‬
‫(‪)51‬‬
‫عظيمة‪ ،‬ولذا فإن التحايل على تلك األحكام الشرعية يناقض وينايف احلكمة من تشريع تلك األحكام‪.‬‬
‫ومن خالل ما تقدم من ٍ‬

‫عرض ألنواع احليل وحكم كل نوع يتضح حكم الصورية حيث يُقال ابلتفصيل يف حكمها‪ :‬فإن كان‬
‫ذلك العقد الصوري ال يهدم أصالً مشروعاً وال يناقض مصلحة شرعية‪ ،‬ومت إجراء ذلك العقد الصوري إما للتخلص من املآمث‬
‫للتوصل إىل احلالل‪ ،‬أو إىل احلقوق‪ ،‬أو إىل دفع ابطل‪ ،‬وحنو ذلك فهذه العقود الصورية جائزة وال حرج فيها‪ ،‬ومثل تلك العقود‬
‫الصورية اجلائزة كمن يريد أن يهدي غريه مثالً وخيشى أن حيرجه أمام الناس بذلك‪ ،‬فيعقد عقد بيع ظاهري لئال يظن أحد أن‬
‫تلك السلعة مثالً كانت هبةً ‪ ،‬فالعقد الظاهري هو عقد بيع لكن يف احلقيقة هو عقد هبة ال بيع‪.‬‬
‫أما إن كانت تلك العقود الصورية تتخذ للتوصل هبا إىل حمرم‪ ،‬أو إىل إبطال احلقوق‪ ،‬أو لتمويه الباطل أو إدخال الشبه فيه‪،‬‬
‫وهي تلك الصورية اليت هتدم أصالً شرعياً أو تناقض مصلحةً شرعية فهي حمرمة‪ ،‬وذلك كمن يعقد عقد بيع صوري على‬
‫بيع أمالكه ليحرم الدائنني منها مثالً‪ ،‬وهذا النوع من احليل حمرمة وممنوعة يف الشريعة اإلسالمية على ما سبق اإلشارة له‬
‫وذكر أدلته وهللا أعلم‪،،،‬‬
‫(‪ )50‬الفتاوى الكربى البن تيمية ‪.246/3 ،181/3‬‬

‫(‪ )51‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪1020‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬أثر العقد الصوري‪.‬‬

‫بعد بيان حقيقة العقد الصوري وحكمه بقي مسألة يف غاية األمهية أال وهي أثر العقد الصوري‪ ،‬السيما عند النزاع‬
‫لدى اجلهات القضائية‪ ،‬وهل للعقد الصوري أتثري على حقيقة العقد وهل املعترب هو لظاهر العقد وصورته املعلنة أم حلقيقته‬
‫وما احتف به من قرائن وأمارات‪.‬‬
‫وهذه إحدى املسائل اليت تكثر فيها اخلصومات لدى احملاكم وقد حيصل فيها جتاحد بني أطراف القضية نظراً ألن صورة‬
‫العقد خمالفة حلقيقته فقد يستغل ذلك أحد األطراف وينكر العقد احلقيقي ويتمسك بظاهر العقد‪ ،‬فهل االعتبار يف النظر‬
‫القضائي والشرعي على ظواهر تلك العقود أم حقائقها‪.‬‬
‫هذا ما سأبينه إن شاء هللا تعاىل يف هذا املبحث‪ ،‬مث أتبعه مببحث جيمع جمموعة من التطبيقات القضائية من حماكم اململكة‬
‫العربية السعودية ادعى فيها أحد أطراف النزاع صورية العقد وكيف كان موقف القضاء يف اململكة من ذلك وهل مت إمهال‬
‫تلك الدعوى ابتداءً متسكاً بظاهر العقد وصورته املعلنة‪ ،‬أم مت اعتبارها مث البحث عن مدى صحة دعوى الصورية من‬
‫عدمها قبل إصدار احلكم القضائي‪.‬‬
‫فأقول وابهلل التوفيق‪:‬‬
‫اختلف أهل العلم هل العربة يف العقود بظاهر العقد وصورته املعلنة أم حبقيقته وما صاحبه من قرائن تدل على إرادة‬
‫املتعاقدين خالف ما أظهراه وذلك على ثالثة أقوال‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬أن العربة يف العقود هو ابلصورة الظاهرة املعلنة دون التفات حلقائقها أو لقرائن أو أمارات أو‬
‫دالالت ظهرت من املتعاقدين‪ ،‬وهذا قول الشافعي(‪ ،)52‬وقد وافقه احلنفية يف بعض فروعهم(‪.)53‬‬
‫)‪ (52‬يُنظر‪ :‬األم للشافعي ‪ ،39/3 ،297/7‬احلاوي الكبري للماوردي ‪ ،331/10‬وروضة الطالبني للنووي ‪.127/7‬‬
‫)‪ (53‬يُنظر‪ :‬األشباه والنظائر البن جنيم ص‪ ،208‬بدائع الصنائع للكاساين ‪ ،177/5‬البحر الرائق البن جنيم ‪ ،332/6‬حاشية ابن عابدين‬
‫‪.530/7‬‬
‫‪1021‬‬
‫يقول الشافعي يف تقرير االحتكام لصورة العقد الظاهرة دون ما عداها من أمارات ودالالت ابطنة يقول رمحه هللا‪" :‬ال‬
‫يفسد عقد أبداً إال ابلعقد نفسه‪ ،‬ال يفسد بشيء تقدمه وال أتخره وال بتوهم وال أبغلب‪ ،‬وكذلك كل شيء ال تفسده إال‬
‫(‪)54‬‬
‫بعقده وال نفسد البيوع أبن يقول هذه ذريعة وهذه نية سوء"‪.‬‬
‫حيث يتضح من هذا النقل أنه قرر رمحه هللا عدم اعتبار أي اتفاقات سابقة أو الحقة ما دامت صورة العقد الظاهرة خمالفة‬
‫لذلك‪.‬‬
‫األدلة‪:‬‬
‫إيل‪ ،‬ولعل بعضكم أن يكون أحلن‬‫‪ .1‬عن أم سلمة رضي هللا عنها عن النيب ‪ ‬أنه قال ‪" :‬إمنا أان بشر‪ ،‬وإنكم ختتصمون َّ‬
‫بعض‪ ،‬وأقضي له على حنو مما أمسع‪ ،‬فمن قضيت له من حق أخيه شيئاً فال أيخذ ‪ ،‬فإمنا أقطع له قطعة من‬‫حبجته من ٍ‬
‫(‪)55‬‬
‫النار"‪.‬‬
‫حيث أخربهم ‪" : ‬أنه يقضي ابلظاهر وأن احلالل واحلرام عند هللا على الباطن وأن قضاءه ال حيل للمقضي له ما حرم‬
‫(‪)56‬‬
‫هللا تعاىل عليه إذا علمه حراماً "‪.‬‬
‫‪ .2‬عن عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما أن رسول هللا ‪ ‬قال ‪-‬بعد أن رجم األسلمي‪ -‬فقال‪" :‬اجتنبوا هذه القاذورة اليت هنى‬
‫(‪)57‬‬
‫هللا عنها‪ ،‬فمن أملَّ فليسترت بسرت هللا‪ ،‬وليتب إىل هللا‪ ،‬فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب هللا تعاىل عز وجل "‪.‬‬
‫(‪)58‬‬
‫" فأخربهم ‪ ‬أنه ال يكشفهم عما ال يبدون من أنفسهم‪ ،‬وأهنم إذا ابدوا ما فيه احلق عليهم أخذوا بذلك"‪.‬‬
‫)‪ (54‬األم للشافعي ‪.297/7‬‬

‫(‪ )55‬أخرجه البخاري يف الصحيح‪ ،2622/6 ،‬ابب‪ :‬موعظة اإلمام للخصوم ‪ ،‬حديث رقم‪ ، 6748:‬ومسلم يف الصحيح ‪ ،1337/3‬ابب‪:‬‬
‫احلكم ابلظاهر واللحن ابحلجة ‪ ،‬حديث رقم‪1713:‬‬
‫(‪ )56‬األم للشافعي ‪.114/4‬‬
‫(‪ )57‬أخرجه مالك يف املوطأ ‪ ،64/3،‬ابب‪ :‬اإلقرار ابلزىن‪ ،‬واحلاكم يف املستدرك ‪ ،425/4‬حديث رقم‪ ،8158:‬والبيهقي يف السنن‬
‫الكربى‪ ،329/8،‬ابب‪ :‬ما جاء يف االستتار بسرت هللا‪ ،‬حديث رقم‪.17377:‬‬
‫(‪ )58‬األم للشافعي ‪.114/4‬‬
‫‪1022‬‬
‫‪ .3‬أن األصل يف أحكام الشريعة أهنا إمنا جترى على الظاهر(‪ ،)59‬وهلذا األصل أدلة كثرية منها‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ َ ٓ َ َ ۡ ُ َ َٰ ُ َ َ ُ ْ َ ۡ َ ُ ا َ َ َ ُ ُ ا َ ا ُ َ ۡ َ ُ ا َ َ َ ُ ُ ُ َ ا ُ َ ۡ َ ُ ا ۡ ُ َ َٰ َ َ َ‬
‫ني لكَٰذِبُون‬ ‫أ‪ .‬قوله تعاىل ﴿ إِذا جاءك ٱلمن ِفقون قالوا نشهد إِنك لرسول ٱّللِۗۡ وٱّلل يعلم إِنك لرسوُلۥ وٱّلل يشهد إِن ٱلمنفِ ِق‬
‫(‪)60‬‬
‫‪.﴾١‬‬
‫وجه الداللة‪ :‬أن الشرع حقن دماء املنافقني مبا أظهروه من شهادة أن حممداً رسول هللا وأداء شعائر اإلسالم الظاهرة‬
‫مع أن هللا جل وعال أخرب أبهنم كاذبون يف تلك الشهادة إال أن النيب ‪ ‬عاملهم مبا أظهروه ووكل سرائرهم إىل هللا جل‬
‫وعال‪.‬‬
‫ب‪ .‬عن املقداد بن عمرو الكندي ‪ ‬أنه قال لرسول هللا ‪ :‬أرأيت إن لقيت رجال من الكفار فاقتتلنا فضرب إحدى يدي‬
‫ابلسيف فقطعها مث الذ مين بشجرة فقال‪ :‬أسلمت هلل‪ ،‬أقتله اي رسول هللا بعد أن قاهلا؟ فقال رسول هللا ‪" : ‬ال تقتله"‬
‫فقال اي رسول هللا‪ :‬إنه قطع إحدى يدي‪ ،‬مث قال ذلك بعد ما قطعها‪ ،‬فقال رسول هللا ‪ " :‬ال تقتله فإن قتلته فإنه مبنزلتك‬
‫(‪)61‬‬
‫قبل أن تقتله وإنك مبنزلته قبل أن يقول كلمته اليت قال"‪.‬‬
‫وجه الداللة‪ :‬أن النيب ‪ ‬عامل انطق الشهادة ابلظاهر يف هذه احلالة مع أن القرائن دالة على أنه قاهلا متعوذاً من‬
‫القتل إال أن النيب ‪ ‬مل يُعمل هذه القرائن فدل على أن الشريعة إمنا حتكم على الناس مبا أظهروه ولو أبطنوا خالفه‪.‬‬
‫ِّ‬
‫فم ْن قال ال إلَهَ إال هللا‬ ‫ت أ ْن أُقَ َ‬
‫اتل الناس حىت ي ُقولُوا ال إلَ َه إال هللا َ‬ ‫ُمر ُ‬
‫هريْـَرَة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اّلل ‪ " : ‬أ ْ‬ ‫ت‪ .‬عن َأيب َ‬
‫ِّ (‪)62‬‬
‫حسابُهُ على اّلل" ‪.‬‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫عص َم ِّ‬
‫ومالَهُ إال حبَقه َو َ‬
‫مين ن ْف َسهُ َ‬ ‫ف َق ْد َ‬
‫(‪ )59‬يُنظر‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ويُنظر‪ :‬فيض القدير للمناوي ‪ ،564/2‬شرح الزرقاين على موطأ مالك ‪.485/3‬‬
‫(‪ )60‬سورة املنافقون آية رقم ‪.1‬‬
‫(‪ )61‬أخرجه البخاري يف الصحيح‪ ،1474/4 ،‬ابب‪ :‬شهود املالئكة بدراً‪ ،‬حديث رقم‪ ،3794 :‬ومسلم يف الصحيح‪ ،95/1 ،‬ابب‪ :‬حترمي‬
‫قتل الكافر بعد أن قال ال إله إال هللا‪ ،‬رقم احلديث‪.95:‬‬
‫(‪ )62‬أخرجه البخاري يف الصحيح‪ ،1077/3 ،‬ابب‪ :‬دعوة اليهود والنصارى وعلى ماذا يقاتلون‪ ،‬حديث رقم‪ ،2786:‬ومسلم يف الصحيح‪،‬‬
‫‪ ،51/1‬ابب‪ :‬األمر بقتال الناس حىت يقولوا ال إله إال هللا‪ ،‬حديث رقم‪.20:‬‬
‫‪1023‬‬
‫وجه الداللة‪ :‬أن النيب ‪ ‬جعل شرط عصمة النفس واملال هو نطق الشهادة ظاهراً‪ ،‬حىت ولو أبطن الناطق خالف ذلك‪،‬‬
‫وهلذا قال" وحسابه على هللا" ‪،‬ولذا مل يهدر النيب ‪ ‬دماء املنافقني مع علمه ‪ ‬بكفرهم ابطناً‪ ،‬فدل على أن أحكام‬
‫الشريعة إمنا جترى على الظاهر‪.‬‬
‫حد يف ظَ ِّ‬
‫هرَك"‬ ‫حماءَ فقال النيب ‪" ‬البَـيِّنَ َة أو ٌّ‬ ‫شريك بن َس َ‬
‫ند النيب ‪ ‬بِّ ِّ ِّ‬ ‫امرأَتَهُ ِّع َ‬
‫ف َ‬ ‫الل بن أُميَّ َة ق َذ َ‬ ‫أن ِّه َ‬ ‫اس ‪َّ ‬‬ ‫ث‪ .‬عن ابن عبَّ ٍ‬
‫فج َع َل النيب ‪ ‬يقول البَـيِّنَ َة وإَِّّال ٌّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫اّلل إذا رأَى أح ُد َان على ِِّّ‬ ‫ول ِّ‬
‫حد يف ظَ ِّ‬
‫هرَك‪،‬‬ ‫س البَـيِّنَةَ‪َ ،‬‬‫رج ًال يَنطَل ُق يَلتَم ُ‬
‫امرأَته ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫رس َ‬
‫فقال‪ :‬اي ُ‬
‫َّ ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫لص ِّاد ٌق فَـلَيُ ِّنزلَ َّن هللا ما يُ ِّرب ُ ِّ‬ ‫فقال ِّه ٌ ِّ‬
‫ين يَ ُرمو َن‬
‫َنزَل عليه ‪‬والذ َ‬ ‫يل َوأ َ‬
‫ئ ظَهري من احلَد فنَـَزَل جرب ُ‬ ‫ك ِّابحلَ ِّق إين َ‬ ‫الل‪ :‬والَّذي َبعثَ َ‬
‫ِّ‬ ‫ف النيب ‪ ‬فَأ ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫َّيب ‪ ‬يقول‪:‬‬ ‫فش ِّه َد والنِّ ُّ‬
‫فجاءَ هال ٌل َ‬ ‫َرس َل إلَ َيها َ‬
‫َ‬ ‫انصَر َ‬
‫ني‪ ‬فَ َ‬ ‫اج ُه ْم ‪ ‬ف َقَرأَ حىت بلَ َغ ‪‬إن كان من الصادق َ‬ ‫َزو َ‬
‫أَ‬
‫وجبةٌ‬‫كاذب فهل ِّمن ُكما اتئِّب" مثَّ قامت فش ِّهدت فلما كانت ِّعند اخل ِّامس ِّة وقَّـ ُفوها وقَالُوا إِّهنَا م ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫"إن اّللَ يَعلَ ُم َّ‬
‫َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ْ َ َ ْ‬ ‫أح َد ُك َما ٌ َ ْ َ ٌ‬ ‫أن َ‬
‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ت‪ ،‬فقال النيب ‪‬‬ ‫ضْ‬ ‫فم َ‬‫ض ُح ْقومي سائَر الْ ْيوم َ‬ ‫ت حىت ظنَـنَّا أهنا تَرج ُع‪ ،‬مثَّ قالت‪ :‬ال أفْ َ‬ ‫صْ‬ ‫َت ونَ َك َ‬‫اس ‪ ‬فتَـلَ َّكأ ْ‬ ‫قال ابن عبَّ ٍ‬
‫ِّ‬ ‫ني فهو لِّ ِّ ِّ‬
‫ك فقال‬ ‫ت ِّبه ك َذل َ‬ ‫فجاءَ ْ‬ ‫سح َماءَ" َ‬ ‫شريك بن ْ‬ ‫ِّ‬
‫خدَّلَ الساقَ ْ ُ َ‬
‫ني سابِّ َغ اإلليتني َ َّ‬ ‫ت ِّبه أ ْك َحل الْعْيـنَ ْ ِّ‬
‫َ‬ ‫وها ِّفإ ْن جاءَ ْ‬ ‫ِّ‬
‫‪ " :‬أبْص ُر َ‬
‫ْ (‪)63‬‬
‫اّلل ل َكا َن يل وَهلَا شأ ٌن"‪.‬‬ ‫تاب ِّ‬ ‫مضى من كِّ ِّ‬ ‫النيب ‪ْ " :‬لوَال ما َ‬
‫وجه الداللة‪ :‬أن النيب ‪ ‬مل يعترب الشبه وهو قرينة على الزان ‪ ،‬ومتسك بنفي املرأة الظاهر ‪ ،‬وهذا دليل على وجوب التمسك‬
‫ابلظواهر ولو كانت هنالك حقائق خمالفة لذلك‪.‬‬
‫القول الثاين‪ :‬أن العربة يف العقود ابحلقائق ال بظواهر العقود وصورهتا املعلنة‪.‬‬
‫وهذا قول املالكية(‪ ،)64‬وهو األصل عند احلنفية(‪ ،)65‬واحلنابلة(‪.)66‬‬
‫ات َِّّ‬
‫(‪ )63‬أخرجه البخاري يف الصحيح‪ ،1772/4 ،‬ابب‪:‬وي ْدرأُ عنها الْع َذاب أ ْن ت ْشه َد أربع شهاد ٍ‬
‫ني‪ ،‬حديث رقم‪،4470:‬‬‫من الْ َكاذبِّ َ‬
‫ابّلل إنه لَ ْ‬ ‫َ َْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ومسلم يف الصحيح‪ ،1134/2 ،‬كتاب اللعان‪ ،‬حديث رقم‪.1496 :‬‬
‫(‪ )64‬يُنظر‪ :‬املدونة الكربى ملالك من رواية سحنون ‪ ،219/10 ،127/9‬االستذكار البن عبدالرب ‪.404/6‬‬
‫(‪ )65‬يُنظر‪ :‬بدائع الصنائع للكاساين ‪ ،134/4‬األشباه والنظائر البن جنيم ص‪ ،207‬حاشية ابن عابدين ‪.307/3‬‬
‫(‪ )66‬يُنظر‪ :‬جمموع فتاوى ابن تيمية ‪ ،27/29‬القواعد النورانية ص‪ ،220‬إعالم املوقعني البن القيم ‪َ ،109/3‬و ‪ ،119‬شرح الزركشي ‪.402/2‬‬
‫‪1024‬‬
‫يقول اإلمام مالك رمحه هللا يف تقرير هذا املبدأ‪" :‬إمنا ينظر يف البيوع إىل الفعل وال ينظر إىل القول‪ ،‬فإن قبح القول وحسن‬
‫الفعل فال أبس به‪ ،‬وإن قبح الفعل وحسن القول مل يصلح" (‪.)67‬‬
‫وقال رمحه هللا‪" :‬ال أنظر إىل اللفظ‪ ،‬وأنظر للفعل‪ ،‬فإذا استقام الفعل فال يضره القول‪ ،‬وإذا مل يستقم الفعل فال ينفعه‬
‫القول" (‪.)68‬‬
‫وجاء يف االستذكار‪" :‬الفعل القبيح عنده [أي عند مالك] كأنه قد شرطه‪ ،‬وقصده‪ ،‬وال ينفع عنده القول احلسن يف‬
‫البيع‪ ،‬إذا كان الفعل قبيحاً كما ال يضر عنده القول القبيح إذا كان الفعل حسناً" (‪.)69‬‬
‫وجاء يف بدائع الصنائع‪" :‬العربة يف العقود إىل املعاين ال إىل األلفاظ" (‪.)70‬‬
‫وقال ابن جنيم‪" :‬االعتبار للمعىن ال لأللفاظ‪ ،‬صرحوا به يف مواضع" (‪.)71‬‬
‫وقال ابن القيم‪" :‬القصود يف العقود معتربة دون األلفاظ اجملردة اليت مل يقصد هبا معانيها وحقائقها أو قصد غريها" (‪.)72‬‬
‫األدلة‪:‬‬
‫وقد استدل أصحاب هذا القول أبدلة (‪)73‬منها‪:‬‬
‫‪ .1‬عن عمر بن اخلطاب ‪ ‬قال مسعت رسول هللا ‪ ‬يقول‪" :‬إمنا األعمال ابلنيات‪ ،‬وإمنا لكل امرئ ما نوى فمن كانت‬
‫(‪ )67‬املدونة الكربى ملالك من رواية سحنون ‪.127/9‬‬

‫(‪ )68‬املدونة الكربى ملالك من رواية سحنون ‪.219/10‬‬
‫(‪ )69‬االستذكار البن عبدالرب ‪.404/6‬‬
‫(‪ )70‬بدائع الصنائع للكاساين ‪.134/4‬‬
‫(‪ )71‬األشباه والنظائر البن جنيم ص‪.207‬‬
‫(‪ )72‬إعالم املوقعني البن القيم ‪119/3‬‬
‫(‪ )73‬تُنظر أدلتهم يف املراجع السابقة‪.‬‬
‫‪1025‬‬
‫(‪)74‬‬
‫هجرته إىل دنيا يصيبها أو إىل امرأة ينكحها فهجرته إىل ما هاجر إليه"‪.‬‬
‫حيث بني النيب ‪ ‬أن القصود معتربة يف الشريعة اإلسالمية‪ ،‬فقد علق النيب ‪ ‬األعمال على النيات صحة واعتباراً ومل يعلقها‬
‫(‪)75‬‬
‫على جمرد الظواهر والصور البارزة‪.‬‬
‫‪ .2‬عن أيب هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪": ‬ال ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا حمارم هللا أبدىن احليل " (‪.)76‬‬
‫والعقود الصورية كثرياً ما يكون املقصود منها التحايل على احلكم الشرعي إببراز صورة مشروعة إلخفاء أخرى ممنوعة‪،‬‬
‫وابلرغم من أن التحايل تكون الصورة البارزة فيه هي الصورة املشروعة إال أن الشرع هنى عن ذلك وحرمه فدل على أن العربة‬
‫هي ابحلقائق ال ابلصور البارزة‪.‬‬
‫ود إن هللا ملا حرم شحومها مجلوه ُمثَّ ابعوه‬ ‫‪ .3‬عن جابِّر بن عبد َِّّ‬
‫اّلل رضي هللا عنهما مسعت النيب ‪ ‬يقول‪" :‬قَاتَ َل هللا الْيَـ ُه َ‬ ‫َ َ‬
‫(‪)77‬‬
‫فأكلوا مثنه"‪.‬‬
‫ولو كان حترمي الشحوم على اليهود متعلقاً ابللفظ دون املعىن واحلقيقة ملا استحق اليهود اللعنة بفعلهم ذلك‪ ،‬ألهنم إمنا ابعوا‬
‫الدهن دون الشحم‪ ،‬مث إهنم مل ينتفعوا بعني الشحم وإمنا بثمنه‪ ،‬فيلزم من راعى األلفاظ دون املقاصد واملعاين أن ال ُحيرم ذلك ‪،‬‬
‫لكن ملا كان ت املقاصد واملعاين معتربة يف الشريعة أصبح تصرفهم ذلك من قبيل احملرم ألهنم مل يراعوا مقصود الشارع من حترمي‬
‫الشحوم‪ ،‬وأن ذلك التحرمي ال يقتصر على جمرد عني الشحم‪ ،‬وإمنا حترمي سائر أنواع االنتفاع ألنه بذلك حيصل احلكمة من‬
‫(‪)78‬‬
‫االبتالء بتحرمي الشحم عليهم‪.‬‬
‫‪ .4‬عن أيب محيد الساعدي ‪ ‬قال‪ :‬استعمل النيب ‪ ‬رجال من األزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة فلما قدم قال‪ :‬هذا‬
‫(‪ )74‬أخرجه البخاري يف الصحيح‪ ،2/1 ،‬ابب‪ :‬بدء الوحي‪ ،‬حديث رقم‪ ،1 :‬ومسلم يف الصحيح‪ ،1515/3 ،‬ابب‪ :‬قوله ‪ ‬إمنا األعمال‬
‫ابلنية‪ ،‬حديث رقم‪.1907:‬‬
‫(‪ )75‬يُنظر‪ :‬جمموع الفتاوى البن تيمية ‪ ،336/29‬جامع العلوم واحلكم البن اجلوزي ص‪.22‬‬
‫(‪ )76‬تقدم خترجيه‪.‬‬
‫(‪ )77‬أخرجه البخاري يف الصحيح‪ ،779/2 ،‬ابب‪ :‬بيع امليتة واألصنام‪ ،‬برقم ‪ ،2121‬ومسلم يف الصحيح‪،1207/3 ،‬ابب‪ :‬حترمي بيع اخلمر‬
‫وامليتة واخلنزير واألصنام‪ ،‬برقم‪.1581:‬‬
‫(‪ )78‬يُنظر‪ :‬الفتاوى الكربى البن تيمية ‪ ،125/3‬إعالم املوقعني البن القيم ‪ ،113/3‬حاشية ابن القيم على سنن أيب داود ‪.244/9‬‬
‫‪1026‬‬
‫لكم وهذا أهدي يل‪ ،‬قال‪ " :‬فهالَّ جلس يف بيت أبيه أو بيت أمه فينظر يهدى له أم ال؟ والذي نفسي بيده ال أيخذ أحد‬
‫منه شيئاً إال جاء به يوم القيامة حيمله على رقبته‪ ،‬إن كان بعرياً له رغاء‪ ،‬أو بقرًة هلا خوار‪ ،‬أو شا ًة تيعر‪ ،‬مث رفع بيده حىت‬
‫رأينا عفرة إبطيه‪ ،‬اللهم هل بلغت‪ ،‬اللهم هل بلغت‪ ،‬ثالاثً " (‪.)79‬‬
‫وجه الداللة‪ :‬أن اهلدية يف أصلها مستحبة ومرغب فيها لكن مل ينظر النيب ‪ ‬لظاهر اإلعطاء‪ ،‬وإمنا نظر إىل مقاصد املعطني‬
‫ونياهتم‪ ،‬ولذلك هنى النيب ‪ ‬عنها يف هذا املوضع ‪ ،‬وهذا دليل على اعتبار الشرع للمقاصد والنيات يف املعامالت‪ ،‬دون االقتصار‬
‫على ظاهر األمر‪.‬‬
‫القول الثالث‪ :‬أن العربة يف العقود هو ابأللفاظ عند بُعد املعىن‪ ،‬وابحلقائق واملعاين عند بُعد اللفظ‪ ،‬وهو قول بعض‬
‫(‪)80‬‬
‫الشافعية‪.‬‬
‫جاء يف األشباه والنظائر للسبكي‪ " :‬والصحيح يف مسائل القاعدة‪ ،‬أن يُنظر إىل اللفظ عند بعد املعىن‪ ،‬وإىل املعىن عند قربه "‬
‫(‪.)81‬‬
‫وهذا قول متوسط بني القولني‪ ،‬وميكن أن يُستدل هلذا القول أبدلة كال الفريقني حيث جاء هذا القول من املوازنة بني أدلة‬
‫الفريقني‪.‬‬
‫الرتجيح‪:‬‬
‫بعد عرض األقوال يف املسألة وأدلتها يرتجح يل وهللا أعلم القول الثاين وهو أن العربة يف العقود ابحلقائق ال بظواهر العقود وصورهتا‬
‫املعلنة‪ ،‬ملا تقدم ذكره من أدله يف هذا املقام‪.‬‬
‫(‪ )79‬أخرجه البخاري يف الصحيح‪ ،917/2 ،‬ابب‪ :‬من مل يقبل اهلدية لعلة‪ ،‬حديث رقم‪ ،2457:‬ومسلم يف الصحيح‪ ،1463/3،‬ابب‪ :‬حترمي‬
‫هدااي العمال‪ ،‬حديث رقم‪.1832:‬‬
‫(‪ )80‬األشباه والنظائر للسبكي ‪.194/1‬‬
‫(‪ )81‬األشباه والنظائر للسبكي ‪.194/1‬‬
‫‪1027‬‬
‫وأما ما استدل به أصحاب القول األول من حديث أم سلمة رضي هللا عنها عن النيب ‪ ‬أنه قال ‪" :‬إمنا أان بشر‪ ،‬وإنكم‬
‫إيل‪ ،‬ولعل بعضكم أن يكون أحلن حبجته من ٍ‬
‫بعض‪ ،‬وأقضي له على حنو مما أمسع‪ "...‬احلديث‪ ،‬فال داللة فيه على‬ ‫ختتصمون َّ‬
‫اجلمود على ظاهر لفظ العقد‪ ،‬وإمنا غاية ما فيه أن القاضي واحلاكم إمنا حيكم مبا يظهر له عند التقاضي‪ ،‬وقد يظهر للحاكم‬
‫والقاضي عند التقاضي من القرائن واألمارات والدالئل ما جيعله يعدل عن ظاهر لفظ العقد إىل معناه وغايته‪ ،‬وهذا ما يتفق مع‬
‫مقتضى القول الثاين يف هذه املسألة‪.‬‬
‫وأما حديث عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما أن رسول هللا ‪ ‬قال ‪-‬بعد أن رجم األسلمي‪ -‬فقال‪ " :‬اجتنبوا هذه القاذورة‬
‫اليت هنى هللا عنها‪ ،‬فمن أملَّ فليسترت بسرت هللا‪ ،‬وليتب إىل هللا‪ ،‬فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب هللا تعاىل عز وجل " فال‬
‫داللة فيه أيضاً ألن احلديث وارد يف شأن احلدود ‪ ،‬واحلدود تدرأ ابلشبهات‪ ،‬وقد جعل الشارع احلكيم هلذه احلدود شروطاً دقيقة‬
‫البد من توافرها ‪ ،‬وما مل تتوافر بكماهلا فال يسوغ إقامة احلد حىت ولو وجدت قرائن وأمارات دالة على الوقوع فيما يوجب احلد‬
‫‪ ،‬وال مينع ذلك من التعزير على ما قرره أهل العلم يف ذلك‪.‬‬
‫وأما استدالهلم أبن أحكام الشريعة إمنا جترى على الظاهر‪ ،‬فيُقال‪ :‬أبن األحكام إمنا جترى على الظاهر إذا كان ذلك الظاهر‬
‫ٍ‬
‫حينئذ جترى تلك األحكام على الظاهر‪ ،‬أما إن ظهر ابطن خمالف‬ ‫مطابقاً للحقيقة‪ ،‬أو مل يظهر ابطن خمالف للظاهر‪ ،‬فإنه‬
‫للظاهر فال ميكن إجراء احلكم على الظاهر‪.‬‬
‫كما ميكن أن يُقال‪ :‬إن إجراء األحكام الظاهرة دون البحث يف احلقائق إمنا هو يف حقوق هللا تعاىل وهي مبنية على املساحمة‪،‬‬
‫دون حقوق اآلدميني املبنية على املشاحة‪ ،‬ولذا فإن من أظهر اإلسالم فإنه يُعصم ماله ودمه احتياطاً دون البحث يف حقيقة‬
‫صدق قوله‪ ،‬خبالف من ادعى حق غريه بعقد صوري دلت الدالئل على صوريته وأن حقيقته خمالفة لذلك العقد فإنه ال حيكم‬
‫له بظاهر ذلك الع قد الذي دل الدليل على عدم إرادته‪ ،‬ألن احلكم له بظاهر ذلك العقد فيه ظلم لطرف العقد اآلخر ‪ ،‬وهذا‬
‫ما ال يقع يف املسائل املتعلقة حبقوق هللا تعاىل فإن احلكم إبسالم شخص ملا أظهره من أقوال ال يرتتب عليه غمط ٍ‬
‫أحد من‬
‫اآلدميني حقه وبذا يظهر الفرق بني املسألتني‪.‬‬
‫‪1028‬‬
‫كما يُقال أيضاً‪ :‬أبن عدم احلكم بكفر املنافقني مع شهادة هللا تعاىل عليهم ابلكفر‪ ،‬ومعاملتهم معاملة املسلمني‪ ،‬قائم على أن‬
‫األحكام يف الدنيا ال تقوم على علم هللا تعاىل‪ ،‬بل مبا يظهر من دالئل وبينات‪ ،‬والنفاق أمر خفي ال يظهر لنا فال حنكم به‬
‫خلفائه‪.‬‬
‫وأما االستدالل حبد يث اللعان على وجوب األخذ ابلظواهر دون التفات ملا عداها فيقال‪ :‬إن ترك العمل بقرينة الشبة إمنا هو‬
‫ألجل وجود داللة أقوى وهو حكم هللا ابللعان‪ ،‬كما أبطل العمل ابلشبه لوجود داللة الفراش‪ ،‬فإبطال العمل بقرينة لوجود قرينة‬
‫أقوى ال يستلزم إبطال العمل جبميع القرائن‪.‬‬
‫كما ميكن أن يُقال مبثل ما تقدم من أن احلدود تدرأ ابلشبهات‪ ،‬وقد جعل الشارع احلكيم هلذه احلدود شروطاً دقيقة البد من‬
‫توافرها‪ ،‬وما مل تتوافر بكماهلا فال يسوغ إقامة احلد حىت ولو وجدت القرائن واألمارات‪.‬‬
‫وأما ما ذهب له أصحاب القول الثالث فيمكن اإلجابة عنه أبنه رمبا يعقد العاقدان عقداً أبلفاظ صرحية وهو خمالف للحقيقة‬
‫يف الواقع‪ ،‬ومن مث فإن اعتبار ظاهر اللفظ ولو كان صرحياً دون اعتبار حقيقة ما تواطأت عليه إرادة املتعاقدين فيه نظر‪ .‬وهللا‬
‫أعلم‪.‬‬
‫املبحث اخلامس‪ :‬تطبيقات قضائية من حماكم وزارة العدل ابململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫تقدم يف املباحث السابقة ذكر ما يتعلق حبقيقة الصورية وعالقتها ابحليل وحكمها واملعترب عند الفقهاء يف العقود الصورية‪،‬‬
‫وسأتطرق يف هذا املبحث إن شاء هللا تعاىل لشيء من التطبيقات القضائية يف حماكم اململكة العربية السعودية وسأبني موقف‬
‫القضاء يف اململكة من العقود الصورية وهل جيريها على ظاهرها مطلقاً دون التفات حلقائقها على ما هو مقرر يف مذهب‬
‫الشافعي ومن وافقه ‪ ،‬أم يتم النظر يف حقائق تلك العقود ومقاصدها والقرائن احملتفة هبا دون اجلمود على ظاهر ألفاظها‪ ،‬ونظراً‬
‫ألمهية هذه التطبيقات للعاملني يف اجملال احلقوقي ولصعوبة احلصول على هذه التطبيقات القضائية ملا يتطلبه ذلك من جهد‬
‫كبري يف فرز آالف األحكام القضائية الصادرة سنوايً من حماكم اململكة العربية السعودية فقد أجد أنه من املفيد مجع ما تيسر‬
‫من هذه التطبيقات ولو طالت قليالً لكبري فائدهتا للمهتمني ولكوهنا تكشف توجه القضاء يف اململكة العربية السعودية حيال‬
‫مثل تلك العقود الصورية‪.‬‬
‫‪1029‬‬
‫حيث قمت –كما تقدمت اإلشارة يف املقدمة‪ -‬جبرد أكثر من أربعني جملداً من مدوانت األحكام القضائية الصادرة من وزارة‬
‫العدل ابململكة العربية السعودية‪ ،‬وحنو ثالثة عشر جملداً من جمموعة األحكام واملبادئ التجارية الصادرة عن ديوان املظامل ليكون‬
‫جمموع ما مت جرده من مدوانت األحكام القضائية ما يزيد على مخسني جملداً‪ ،‬وذلك بغية استخراج كل ما له صله ابلعقد‬
‫الصوري من أحكام قضائية‪ ،‬مث ترتيب تلك األحكام‪ ،‬واختصارها‪ ،‬والتعليق عليها الستجالء موقف القضاء من تلك العقود‬
‫الصورية‪ ،‬كما قمت إبضافة ما أمكنين الوقوف عليه من أحكام قضائية مبحاكم اململكة خارجة عن تلك املدوانت وذلك رغبة‬
‫يف استقصاء ما ميكن استقصاؤه من تلك األحكام‪.‬‬
‫وقد حاولت قدر اإلمكان اختصار بعض القضااي بذكر أبرز األوصاف املؤثرة يف الدعوى والدفوع وحذف التكرار وماال فائدة‬
‫منه حسب االجتهاد‪ ،‬وقد أحلت القارئ على مظان احلكم القضائي ليسهل له الرجوع له عند احلاجة‪ .‬سائالً املوىل القدير‬
‫التوفيق واإلعانة‪.‬‬
‫)‪(82‬‬
‫التطبيق األول‪ :‬املطالبة بثمن مزرعة والدفع بصورية العقد وأنه رهن ال بيع‪.‬‬
‫تتلخص وقائع هذه الدعوى يف ِّادعاء امل ِّدعي أنه ابع على املدَّعى عليه مزرعةً‪ ،‬وصفها وحدها بثم ٍن قد ُره واحد وستون‬
‫الوقائع‪َّ :‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫مليوان وسبعمائة وستة عشر ألف رايل (‪ 61.716000‬رايل)‪ ،‬وأنه وثَّق هذا البيع لدى الدائرة املختصة‪ ،‬ولكن املدَّعى عليه مل‬ ‫ً‬
‫ُ‬
‫يُسلِّم له الثمن‪ ،‬وهو يطلب إلزام املدعَّى عليه بتسليم الثمن املذكور‪.‬‬
‫ُ‬
‫رهن له‬
‫رد الدعوى‪ ،‬وأضاف يف دفوعه‪" :‬إن املزرعة ٌ‬ ‫يشرت املزرعة املذكورة من املدعي‪ ،‬وطلب َّ‬ ‫وقد أجاب املدعى عليه أبنه مل ِّ‬
‫بيعا صورااي توثي ًقا لتلك الديون"‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫يف َديْن على والد املدعي‪ ،‬وإهنا أفرغت ً‬
‫(‪ )82‬يُنظر‪ :‬جملة العدل‪ ،‬العدد‪ ،9:‬حمرم ‪1422‬هـ‪.‬‬

‫‪1030‬‬
‫احلكم وأسبابه‪:‬‬
‫لقد فصل القاضي يف هذه الواقعة حبكم مبني األسباب‪ ،‬جاء فيه‪:‬‬
‫إنه بدراسة القضية وأتملها‪ ،‬ومبا أن الطرفني قد تصادقَا على إفراغ املزرعة املوصوفة يف الدعوى من املدعي إىل املدعى عليه‪ ،‬وهذا‬
‫يوافق ما يف الصك الصادر من كتابة عدل‪ ...‬برقم‪ ...‬واتريخ‪ ،...‬وقد جاء يف صك اإلفراغ آنف الذكر‪" :‬إن الثمن واحد‬
‫ونقدا‪ ،‬وأن املبيع ُسلِّم ملوكل املدعى عليه حىت اآلن‪ ،‬وأن الثمن مل‬
‫مليوان وسبعمائة وستة عشر ألف رايل‪ُ ،‬سلمت عداا ً‬ ‫وستون ً‬
‫يُقبَض‪ ،‬ومبا أن املدعى عليه قد دفع بصورية العقد‪ ،‬وأنه مل يقع بيع وال شراء حقيقة‪ ،‬وأن ما حصل من إفراغ إمنا هو رهن‬
‫دفع املدعى عليه هذا يُؤيِّده تصادق الطرفني على عدم قبض الثمن املذكور مع كثرته‪ ،‬وهذا أمر تُبعِّ ُده العادة؛‬
‫للمزرعة‪ ،‬ومبا أن َ‬
‫ونقدا ‪-‬‬
‫مليوان وسبعمائة وستة عشر ألف رايل عداا ً‬ ‫يقر شخص ابستالم مبلغ كثري جداا ‪ -‬وهو واحد وستون ً‬ ‫إذ يبعد عادة أن َّ‬
‫أبعدتْه فهو مردود‪ ،‬يقول ابن عبدالسالم يف قواعده ‪" :125/2‬القاعدة‬ ‫ِّ‬
‫وهو مل يستل ْمه ويكون العقد حقيقة‪ ،‬وما أحالته العادة أو َ‬
‫جوزه وأحالته العادة‪ ،‬فهو مردود‪ ،‬وأما ما أبعدته العادة‬ ‫يف األخبار والدعاوى والشهادات واألقارير وغريها‪ :‬أن ما َّ‬
‫كذبه العقل أو َّ‬
‫وقوعا‪ ،‬فهو أوىل‬
‫وقوعا‪ ،‬فهو أوىل ابلرد‪ ،‬وما كان أقرب ً‬
‫من غري إحالة‪ ،‬فله رتب يف البعد والقرب قد خيتلف فيها‪ ،‬فما كان أبعد ً‬
‫ابلقبول‪ ،‬وبينهما رتب متفاوتة"‪.‬‬
‫ينضاف إىل ذلك‪ :‬أن املزرعة ال زالت يف يد املدعى عليه منذ اإلفراغ بتاريخ ‪1414/11/13‬هـ حىت اآلن يف ‪1418/2/2‬هـ‬
‫حسب إقرارمها‪ ،‬وأن للتعامل الذي دفع به املدعى عليه أصالً‪ ،‬وذلك حسب ما قُ ِّدم من الورقتني اللتني إحدامها‪ :‬معنونة ابسم‬
‫تضمن اخلطاب‬
‫املوجه من والد املدعي إىل املدعى عليه‪ ،‬وقد َّ‬
‫"حمضر اتفاق تسوية حساابت األسهم"‪ ،‬واألخرى فيها اخلطاب َّ‬
‫ذكر رهن املزرعة موضع الدعوى للمدعى عليه‪ ،‬فكل ذلك قرائن مؤيدة ملا دفع به املدعى عليه من أن حقيقة التعاقد رهن ال‬
‫َ‬
‫يثبت ابلقرينة كما ذكره فقهاؤان (الكشاف ‪.)150/3‬‬
‫بيع‪ ،‬وتلجئةُ العقود ُ‬
‫أحياان أن يفرغ العقار ويقر ابستالم الثمن‬
‫ض هذا إفادة الغرفة التجارية‪ ،‬واليت قدَّمها املدعي متضمنة‪ :‬أنه قد حيدث ً‬ ‫وال يُ ِّ‬
‫عار ُ‬
‫أحياان ال يُعتَ ُّد به‪ ،‬وال ُّ‬
‫خيل ابلقاعدة ‪ -‬كما سبق بيانه من كالم العز بن عبدالسالم‪.‬‬ ‫وهو مل يستلم؛ ألن ما حيدث ً‬
‫‪1031‬‬
‫كما ال يعارض ما َّقررته من أن صك املزرعة ابسم املدعي‪ ،‬والديون املرهونة هبا مستحقة على والده‪ ،‬ذلك أبن لإلنسان أن‬
‫يرهن ماله يف َديْ ٍن عليه لغريه‪ ،‬كما ذكره فقهاؤان (االختيارات ص‪.)133‬‬
‫واملد ِّ‬
‫َّعي قد فعل ذلك‪ ،‬فقد أفرغ املزرعة لدى كاتب العدل حسب اإلفراغ آنف الذكر‪ ،‬وكان ذلك برضاه واختياره‪ ،‬فهو‬
‫رهن منه هلذه املزرعة برضاه واختياره؛ ملا أسلفت من قرينة‪.‬‬
‫ٌ‬
‫كما ال يعارض ما َّقررته من أن املدَّعى عليه قد أقر بواسطة وكيله قبوله هلذا اإلفراغ لدى كاتب العدل ‪ -‬كما يف صك‬
‫ُ‬
‫عمل به‪ ،‬بُرهان ذلك‪ :‬ما أخرجه البخاري ومسلم ‪ -‬واللفظ له ‪ -‬يف‬ ‫ي‬ ‫مل‬ ‫ه‬ ‫اإلفراغ ‪ -‬ألن اإلقرار إذا شهدت قرينة قوية ِّ‬
‫برد‬
‫َُ‬ ‫َ‬
‫ِّ‬
‫صحيحيهما من حديث أيب هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪(( : ‬بينَما امرأاتن معهما ابنامها‪ ،‬جاء الذئب فذهب اببن‬
‫إحدامها‪ ،‬فقالت هذه لصاحبتها‪ :‬إمنا ذهب اببنك أنت‪ ،‬وقالت األخرى‪ :‬إمنا ذهب اببنِّك أنت‪ ،‬فتحاكمتا إىل داود‪ ،‬فقضى‬
‫به للكربى‪ ،‬فخرجتا إىل سليمان بن داود عليهما السالم‪ ،‬فأخرباته‪ ،‬فقال‪ :‬ايتوين ابلسكني أشقه بينكما‪ ،‬فقالت الصغرى‪ :‬ال‬
‫تفعل ‪ -‬يرمحك هللا ‪ -‬هو ابنها‪ ،‬فقضى هبا للصغرى))(‪. )83‬‬
‫َّ‬
‫فاستدل‬ ‫قال ابن القيم يف الطرق احلكمية (ص‪ - )6‬بعد أن ساق اخلرب‪" :-‬فأي شيء أحسن من اعتبار هذه القرينة الظاهرة‪،‬‬
‫ولدها‪ ،‬وبشفقة الصغرى عليه وامتناعها من‬‫التأسي مبساواة الصغرى يف ف ْقد ِّ‬
‫برضا الكربى بذلك‪ ،‬وأهنا قصدت االسرتواح إىل ِّ‬
‫الرضا بذلك‪ ،‬على أهنا هي ُّأمه‪ ،‬وأن احلامل هلا على االمتناع ما قام بقلبِّها من الرمحة والشفقة اليت وضعها هللا يف قلب األم‪،‬‬
‫عنده حىت قدَّمها على إقرارها‪ ،‬فإنه حكم به هلا مع قوهلا‪(( :‬هو ابنها))‪ ،‬وهذا هو احلق‪ ،‬فإن اإلقرار إذا كان‬ ‫ِّ‬
‫وقويت هذه القرينة َ‬
‫يلتفت إليه؛ ولذلك ألغينا إقرار املريض مرض املوت ٍ‬ ‫ٍ‬
‫اعتمادا على‬
‫مبال لوارثه؛ النعقاد سبب التهمة‪ ،‬و ً‬ ‫لعلَّة اطلع عليها احلاكم‪ ،‬مل ْ‬
‫قرينة احلال يف قصده ختصيصه"‪.‬‬
‫(‪ )83‬أخرجه البخاري يف الصحيح‪ ،‬ابب‪ :‬إذا ادعت املرأة ابناً‪ ،20485/6 ،‬حديث رقم‪ ،6387 :‬ومسلم يف الصحيح‪ ،‬ابب‪ :‬بيان اختالف‬
‫اجملتهدين‪ ،1344/3 ،‬حديث رقم‪.1720 :‬‬
‫‪1032‬‬
‫ف به احملكوم له‬ ‫ترجم عليه عدة تراجم‪ ،‬منها قوله‪" :‬احلكم خبالف ما َِّ‬
‫يعرت ُ‬ ‫أيضا اإلمام النسائي‪ ،‬وقد َ‬
‫وممَّن خرج احلديث السابق ً‬
‫تبني للحاكم أن احلق يف غري ما اعرتف به"‬
‫إذا َّ‬
‫الفهم عن هللا ورسولِّه"‪.‬‬

‫قال ابن القيم معل ًقا على ذلك ‪ -‬كما يف الطرق ص‪" :- 6‬فهكذا يكون ُ‬
‫كما علق ابن القيم على هذه الرتمجة يف إعالم املوقعني ‪" :371/4‬وهذا هو العلم استنباطًا ودليالً "‪.‬‬
‫فبناءً على ما سلف؛ أعلمت املدَّعي أبنه ال يستحق ما َّادعاه املدعى عليه من مثن املزرعة املوصوفة يف الدعوى‪ ،‬وأن حقيقة‬
‫رهن ال بيع‪ ،‬وللمدَّعي على املدعى عليه اليمني الشرعية مغلَّظة يف الصيغة‪ ،‬فأىب طلبها‪ ،‬وليس له إال ذلك مىت‬
‫العقد بينهما ٌ‬
‫ِّ‬
‫بصرف النظر عن دعوى املدعي‪ ،‬وأنه ال‬ ‫استعد املدعى عليه ببذل اليمني عند طلبها منه؛ لذلك كله حكمت‬ ‫َّ‬ ‫طلبها‪ ،‬وقد‬
‫يستحق ما َّادعاه من مثن املزرعة املذكورة يف الدعوى؛ ألن حقيقة العقد بينهما على املزرعة رهن ال بيع‪.‬‬
‫تدقيق احلكم بتمييزه‪:‬‬
‫وبدراسة هذا احلكم والئحتِّه االعرتاضية من قِّبَل حمكمة التمييز‪ ،‬صدر قر ُارها ابملوافقة على احلكم حمموالً على أسبابه‪.‬‬
‫التعليق على احلكم‪:‬‬
‫ابلنظر يف هذه القضية يلحظ أبن احلكم القضائي الصادر فيها مل يعتد بصورة العقد الظاهرة وذلك ملا ظهر من أمارات وقرائن‬
‫دالة على أن املتعاقدين قصدا عقداً آخر‪ ،‬حيث إن العقد الظاهر يف هذه القضية هو عقد البيع‪ ،‬لكن يف الواقع أن هذا البيع‬
‫صوري غري مراد ‪ ،‬وأن العقد الذي جرى بينهما يف حقيقة األمر هو عقد رهن حىت وإن ظهر يف صورة البيع‪ ،‬ولذا حكم القاضي‬
‫أبن هذا العقد رهن ال بيع ومل جيمد على صورة العقد الظاهرة اليت تصرح أبن العقد هو عقد بيع وذلك بناء على ما ثبت لديه‬
‫ص ِّدق احلكم من حمكمة التمييز على وفق قضاء القاضي يف هذه القضية‪ ،‬وال‬ ‫من أمارات وقرائن تدل على هذا احلكم‪ ،‬ولذلك ُ‬
‫شك أن حكمه موافق للقول الصحيح يف املسألة من أن العربة يف العقود ابحلقائق ال بظواهر العقود وصورهتا املعلنة‪.‬‬
‫‪1033‬‬
‫التطبيق الثاين‪ :‬دعوى متلك عقار املورث بشكل صوري‪ ،‬وطلب ضم العقار لإلرث ودفع أبن التملك حقيقي وليس‬
‫(‪)84‬‬
‫صورايً‪.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫احلمد هلل وحده وبعد فلدي أان‪ ....‬القاضي يف احملكمة العامة بينبع وبناء على املعاملة احملالة لنا من فضيلة رئيس احملكمة العامة‬
‫بينبع‪/‬املساعد برقم‪ .... :‬واتريخ‪ .... :‬املقيدة ابحملكمة برقم‪ .....:‬واتريخ‪ .....:‬ففي يوم اإلثنني املوافق ‪....‬افتتحت اجللسة‬
‫الساعة الثامنة وفيها حضرت املدعية ‪...‬سعودية اجلنسية مبوجب السجل املدين‪ ....‬رقم‪ ....:‬واملعرف هبا من قبل أخيها‪....‬‬
‫سعودي اجلنسية مبوجب السجل املدين رقم‪......‬وحضر حلضورها املدعى عليه‪....‬‬
‫ملخص القضية‪:‬‬
‫تتلخص وقائع الدعوى أبن املدعية ادعت أبن والدها ميلك أرضا ذكرت وصفها وأنه قام إبفراغها ألخيها املدعى عليه من أجل‬
‫أن أيخذ قرضاً من صندوق التنمية العقاري‪-‬تويف والدها ومل يرجع املدعى عليه األرض إىل ملك والدمها‪-‬طلبت املدعية إلزام‬
‫املدعى عليه إبعادة هذه األرض اىل ملك والدمها‪-‬أنكر املدعى عليه ما ذكرته املدعية ودفع أبنه اشرتي األرض موضع الدعوى‬
‫من والده بعشرة أالف رايل وسلمها لوالده مبوجب صك املبايعة‪-‬جرى االطالع على صك املبايعة وهو مطابق ملا ذكره املدعى‬
‫عليه‪-‬قررت املدعية أن هذا البيع صوري‪-‬‬
‫جرى سؤال املدعية البينة على أن البيع صوري‪ -‬قررت أنه ال بينة لديها وطلبت ميني املدعى عليه على نفي ذلك‪ -‬حلف املدعى‬
‫عليه اليمني‪ -‬صدر احلكم بصرف النظر عن دعوى املدعية‪ -‬قدمت املدعية الئحة اعرتاضية وذكرت يف الئحتها أن لديها بينه‬
‫على دفعها أبن البيع صوري‪ -‬أعيد فتح اجللسة وأحضرت املدعية شاهدين أحدمها ابن أختها والثاين عامل املزرعة عند والدمها‬
‫"رمحة هللا" وشهدا أبن البيع صوري‪ -‬وبعرض الشاهدين وشهادهتما على املدعى عليه قال‪ :‬إن شهادهتم غري صحيحة‪ ،‬أما‬
‫الشاهد األول فهو ابن أخيت ويشهد لوالدته وال أقبل شهادته‪ ،‬وأما الشاهد الثاين فال يعرف شيئاً‪.‬‬
‫(‪ )84‬جمموعة األحكام القضائية لوزارة العدل ابململكة العربية السعودية لعام ‪1434‬هـ ‪.367/5‬‬
‫‪1034‬‬
‫كما قرر املدعى عليه أبن لديه شهوداً يشهدون ع لى صحة املبايعة وأن والده استلم املبلغ فطلبت منه إحضارهم فوعد بذلك‬
‫ولذا رفعت اجللسة ويف يوم األحد املوافق‪.....:‬افتتحت اجللسة الساعة ‪ 09:30‬وفيها حضرت املدعية واملدعى عليه وقد أحضر‬
‫املدعى عليه شهود املبايعة لدى كاتب العدل وهم ‪...‬سعودي اجلنسية مبوجب السجل املدين رقم ‪...‬واملولود يف ‪...‬ولدى سؤاله‬
‫عما لديه من شهادة قال ‪((:‬أشهد هلل أنين شاهدت‪...‬وهو يسلم والده عشرة آالف رايل عند كاتب العدل وال أعلم سببها))‬
‫هكذا شهد ‪ ،‬كما حضر الشاهد ‪ ...‬سعودي اجلنسية مبوجب السجل املدين رقم ‪...‬واملولود يف ‪ ....‬ويسكن يف‬
‫حي‪.......‬ولدى سؤاله عما لديه من شهادة قال‪((:‬أشهد هلل انين مسعت‪...‬والد املتداعني أقر عند كاتب العدل قائالً‪ :‬إنين‬
‫بعت األرض اليت بشارع االربعني على ابين ‪...‬وأنين استلمت مبلغ عشرة آالف رايل))‪ .‬هكذا شهد‪ .‬كما أحضر الشاهد‬
‫‪...‬سعودي اجلنسية مبوجب السجل املدين رقم ‪ ...‬ولدى سؤاله عما لديه من شهادة قال‪ (( :‬أشهد هلل أنين مسعت والدي‬
‫املتداعني يقول إنين بعت األرض اليت بشارع االربعني مدار الدعوى على ابين ‪...‬مببلغ عشرة آالف رايل وأنين استلمت املبلغ‬
‫كامالً هكذا شهد ))‪ .‬وبعرض الشهود وشهادهتم على املدعية قالت‪ :‬أما الشاهدان ‪...‬و‪،...‬ال نعلم عنهما شيئاً‪ ،‬وأما شهادهتما‬
‫فهي متناقضة‪ ،‬وأما الشاهد ‪...‬فهو زوج أخيت ‪...‬وال نقبل شهادته فطلبت من املدعى عليه إحضار معدلني للشهود‬
‫فأحضر‪ ......‬سعودي اجلنسية مبوجب السجل املدين رقم ‪...‬و‪...‬سعودي اجلنسية مبوجب السجل املدين رقم‪... :‬ولدى سؤاله‬
‫عما لديهما قاال نشهد هلل أن الشهود ‪...‬و‪...‬و‪...‬ثقات عدول مقبولوا الشهادة هكذا شهد‪.‬‬
‫لقد فصل القاضي أسباب حكمه‪ ،‬حيث قرر‪ :‬أنه بناء على ما سبق من اعرتاض املدعية وإحضارها شهود يشهدون بصورية‬
‫البيع‪ ،‬وكان أحد الشهود ابن اختها‪ ،‬وإلحضار املدعى عليه شهود املبايعة اليت متت عند كاتب العدل‪ ،‬وشاهداً آخر وهو زوج‬
‫أخته‪ ،‬وألنه ال تقبل شهادة عمودي النسب وتقبل عليهم كما قال صاحب الزاد‪(( :‬ال تقبل شهادة عمودي النسب بعضهم‬
‫لبعض وال شهادة أحد الزوجني لصاحبه وتقبل عليهم )) وألن املثبت مقدم على النايف‪ ،‬لذا مل يظهر يل سوى ما حكمت به‪،‬‬
‫وبعرض احلكم على املدعية قررت اعرتاضها بالئحة اعرتاضيه فأفهمتها أبن هلا مدة ثالثني يوما تبدأ من هذا اليوم واذا مضت‬
‫املدة ومل تتقدم خالهلا بشيء فإنه يسقط حقها يف طلب االعرتاض ويكتسب احلكم القطعية كما قرر املدعى عليه قناعته ابحلكم‪.‬‬
‫وابهلل التوفيق‪ ،‬وصلى هللا على نبينا حممد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫‪1035‬‬
‫تدقيق احلكم مبحكمة االستئناف‪:‬‬
‫احلمد هلل وحده‪ ،‬والصالة والسالم على رسول هللا‪ ،‬وبعد‪ :‬حنن قضاةُ االستئناف ابلدائرة احلقوقية اخلامسة يف حمكمة االستئناف‬
‫مبنطقة مكة املكرمة جرى منا االطالع على هذا احلكم الصادر من فضيلة الشيخ‪...:‬القاضي ابحملكمة العامة بينبع املسجل‬
‫بعدد‪...::‬واتريخ ‪....‬املتضمن دعوى‪ .....:‬ضد‪.....:‬احملكوم فيه مبا دون ابطن الصك‪ ،‬وبدراسة احلكم وصورة ضبطه والئحته‬
‫االعرتاضية تقرر ابألكثرية املوافقة على احلكم‪ .‬وابهلل التوفيق وصلى هللا على نبينا حممد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫من خالل االطالع على مداوالت احلكم القضائي ومتعلقاته يتضح أبن القاضي مل ِّ‬
‫يكتف بصورة العقد الظاهرة واليت تنص‬
‫صراحة على ملكية املدعى عليه لألرض‪ ،‬وإمنا طلب من املدعية البينة على دعواها صورية العقد‪ ،‬فلما مل يكن يف البداية هلا بينة‬
‫طلب اليمني من املدعى عليه‪ ،‬ولو كان القاضي يعتد ابلعقد الصوري وجيريه على ظاهره مطلقاً لرفض الدعوى من األساس ومل‬
‫يطلب البينة من املدعية واليمني من املدعى عليه‪.‬‬
‫وال شك أن ما فعله القاضي هو الصحيح وهو املوافق لقول مجهور أهل العلم من أن العربة يف العقود إمنا هي للمقاصد والغاايت‬
‫واملعاين ال لصورة العقد الظاهرة‪.‬‬
‫ومما يدل على أتكد هذا ا ملعىن لدى القاضي أنه حني ظهرت بينة لدى املدعية مسعها على الرغم من صرفه النظر عن القضية‪،‬‬
‫ولو كان القاضي إمنا يعتد بصورة العقد الظاهرة دون التفات لِّما عداها ‪-‬كما هو مذهب الشافعي ومن وافقه‪-‬لَ َما أعاد فتح‬
‫املرافعة يف القضية مرة أخرى لسماع بينة مدعي الصورية‪.‬‬
‫كما يُقال أيضاً أبنه لو كان القاضي إمنا يعتد بصورة العقد الظاهرة الُعترب فتحه للقضية مرة أخرى لسماع بينة مدعي الصورية‬
‫تطويالً ال طائل من ورائه‪ ،‬وعبثاً ال فائدة منه والقاضي ممنوع من العبث يف إجراءات التقاضي‪ ،‬فدل ذلك كله على أن مدعي‬
‫الصورية لو أمكنه إثبات صوري ة العقد لدى القاضي ألخذ بذلك وترك ما عداه‪ ،‬وهذا ما يؤكد توجه القضاء يف اململكة العربية‬
‫السعودية لألخذ بقول مجهور أهل العلم من أن العربة يف العقود إمنا هي للمقاصد والغاايت واملعاين ال لصورة العقد الظاهرة‪.‬‬
‫‪1036‬‬
‫(‪)85‬‬
‫التطبيق الثالث‪ :‬ادعى صورية عقد اهلبة ودفع بكون العقد وقع حقيقياً ال صورايً‪.‬‬
‫احلمد هلل وحده وبعد فلدي أان‪ ....‬القاضي املتدرب لدى فضيلة الشيخ‪....‬القاضي يف احملكمة العامة ابلرايض واملكلف من‬
‫قبله بنظر القضية وبناء على املعاملة احملالة لنا من فضيلة رئيس احملكمة العامة ابلرايض‪/‬املساعد برقم‪...:‬واتريخ‪....:‬املقيدة‬
‫ابحملكمة برقم‪...:‬واتريخ‪..... :‬ففي يوم الثالاثء املوافق‪ ......:‬افتتحت اجللسة وفيها حضر املدعي ‪...‬وحيمل السجل املدين‬
‫رقم‪...:‬كما حضر املدعى عليه ‪...‬وحيمل السجل املدين رقم ‪...‬‬
‫وتتلخص القضية يف دعوى املدعي أبن املدعى عليه أخوه كان شريكاً له يف قطعه أرض مبوجب صك وذكر حدودها وأطواهلا‬
‫ومساحتها‪ -‬طلب املدعي من أخيه املدعي عليه أن يتنازل له عن نصيبه وأثبت أن التنازل هبه حيت يتمكن من احلصول على‬
‫قرض الصندوق العقاري مث يقوما ببناء العمارة‪ -‬قام املدعي ابلتنازل ألخيه املدعى عليه وأفرغ نصيبه ومهش بذلك على صورة‬
‫امللك أبنه انتقل نصيب املدعي ابهلبة لشريكه (املدعى عليه) وذلك هبه بدون مقابل‪ -‬وافق صندوق التنمية العقاري على‬
‫القرض‪ -‬طلب املدعي من املدعى عليه البدء يف البناء ورفض ذلك املدعى عليه وقام ابالستيالء على األرض والقرض‪ -‬طلب‬
‫املدعي احلكم له إبعادة نصف األرض موضع الدعوى‪ -‬أقر املدعى عليه ابلشراكة كما أقر ابهلبة وأهنا غري مشروطة وأنكر‬
‫ُخوة‪-‬‬
‫االتفاق املذكور فيما خيص صندوق التنمية العقاري‪ -‬بسؤال املدعي عن بينته قرر أنه ال بينه لديه وأن االتفاق بناء على األ َّ‬
‫يف جلسة أخرى أحضر املدعي شاهداً ويعمل يف مكتب عقار وشهد أبن األرض موضع الدعوى اشرتاها املدعى وقال سوف‬
‫أشرك أخي (املدعى عليه) يف العقار‪ -‬قرر املدعى عليه أبن الشهادة غري صحيحة وأن الذي اشرتى األرض هو والدمها‪ -‬جرى‬
‫(‪ )85‬جمموعة األحكام القضائية لوزارة العدل ابململكة العربية السعودية لعام ‪1434‬هـ ‪.494/5‬‬
‫‪1037‬‬
‫الرجوع اىل صك األرض وهو مطابق ملا ذكر واهلبة بدون مقابل‪ -‬جرى إفهام املدعي أبن له ميني املدعى عليه على نفي دعواه‬
‫ألن الشاهد الذي أحضره شهادته غري موصلة(‪ -)86‬قرر املدعى عدم طلب مين املدعى عليه‪.‬‬
‫احلكم وأسبابه‬
‫لقد فصل القاضي أسباب حكمه‪ ،‬حيث قرر‪ :‬أنه بناء على ما تقدم من الدعوى واإلجابة‪ ،‬وألن األصل يف الصكوك الصحة‬
‫والسالمة على ظاهرها‪ ،‬وألن املدعي يدعي بصورية هبته العقار اململوك ابلصك ذي الرقم‪.....:‬واتريخ‪ ....:‬الصادر من كتابة‬
‫العدل األوىل ابلرايض للمدعى عليه وإنكار املدعى عليه ذلك‪ ،‬ومبا أن املدعي قرر أبنه ال بينة لديه سوى الشاهد ‪ ،‬ولكون بينته‬
‫غري موصلة ‪ ،‬ولرفض املدعي مين املدعى عليه على نفي دعواه ولقوله ‪": ‬البينة على املدعي واليمني على من أنكر" لذلك‬
‫كله فقد رددت دعوى املدعي جتاه املدعى عليه بشأن هذه الدعوى‪ ،‬وأخليت سبيله منها وبه حكمت‪ ،‬وأفهمت املدعي أبن‬
‫له مين املدعى عليه مىت طلبها‪ ،‬وبعد إعالنه قنع به املدعى عليه ومل يقنع به املدعي واستعد بتقدمي الئحة اعرتاضية‪ ،‬فأفهمته أبن‬
‫عليه مراجعة احملكمة يوم االثنني‪....:‬الستالم نسخة من احلكم وأن له ثالثني يوماً تبدأ من اتريخ موعد استالم نسخة احلكم‬
‫يقدم الئحته االعرتاضية خالهلا‪ ،‬وأنه إذا مضت املدة ومل يقدم خالهلا الالئحة فيسقط حقه يف االعرتاض ويكتسب احلكم‬
‫القطعية‪ ،‬وابهلل التوفيق‪ ،‬وصلى هللا على نبينا حممد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫تدقيق احلكم من حمكمة االستئناف‪:‬‬
‫احلمد هلل وحده وبعد‪...‬فق د اطلعنا حنن قضاة الدائرة الثانية لتمييز القضااي احلقوقية مبحكمة االستئناف ابلرايض على املعاملة‬
‫الواردة من فضيلة رئيس احملكمة العامة ابلرايض برقم ‪ ....‬واتريخ ‪......‬املرفق هبا الصك الصادر من فضيلة القاضي‬
‫الشيخ‪...‬املسجل برقم‪....‬واتريخ ‪ ...‬اخلاص بدعوى‪...‬ضد‪....‬وبدارسة الصك وصورة ضبطه والالئحة وأوراق املعاملة مل يظهر‬
‫لألكثرية ما يوجب املالحظة‪ .‬وهللا املوفق وصلى هللا على نبينا حممد و آله وصحبه وسلم ‪.‬‬
‫(‪ )86‬الشهادة املوصلة هي الشهادة اخلالية من القوادح وعكسها بعكسها‪ ،‬يُنظر‪ :‬قواح الشهادة يف النظام السعودي لوليد الفنيخ ص‪.3‬‬
‫‪1038‬‬
‫يف هذا احلكم القضائي يتبني أيضاً موقف القضاء يف اململكة العربية السعودية حيث يتوجه إىل أن العربة يف العقود ابحلقائق ال‬
‫الصورة الظاهرة ولذلك طلب القاضي البينة من املدعي على دعواه صورية عقد اهلبة مع أن املدعى عليه حيمل صكاً صرحياً‬
‫مبلكيته لألرض‪ ،‬ولو كان القاضي حيكم بصورة العقد الظاهرة دون التفات ملا عداها لكان طلب البينة من املدعي نوع من‬
‫العبث‪ ،‬والقاضي ممنوع من العبث يف إجراءاته‪.‬‬
‫كما يُقال أيضاً أبنه لو كان القاضي حيكم بصورة العقد الظاهرة لرد الدعوى من أساسها‪ ،‬لكنه طلب البينة من املدعي على‬
‫دعوى صورية العقد‪ ،‬مث حكم القاضي بصرف النظر عن الدعوى بعد ذلك ألجل أن البينة اليت أقامها املدعي غري موصلة‪ ،‬وهذا‬
‫ما يفهم منه أن البينة اليت أقامها املدعي لو كانت موصلة لقبلها القاضي وحكم هبا حىت ولو كانت خمالفة لصورة العقد الظاهرة‬
‫ألن العربة إمنا هي حبقائق العقود ومعانيها ال بظواهرها وصورهتا املعلنة‪.‬‬
‫التطبيق الرابع‪ :‬ادعى الويل صورية عقد اهلبة املربم بني املدعى عليها وبني موليته ودفعت أبن العقد وقع حقيقياً ال‬
‫(‪)87‬‬
‫صورايً‪.‬‬
‫احلمد هلل وحده وبعد فلدي أان ‪...‬القاضي يف احملكمة العامة مبحافظة جدة وبناء على املعاملة احملالة لنا من فضيلة رئيس احملكمة‬
‫العامة مبحافظة جدة‪/‬املساعد برقم‪...:‬واتريخ‪ .....‬املقيدة ابحملكمة برقم ‪ ....‬واتريخ‪.....‬ففي يوم الثالاثء املوافق ‪.....‬افتتحت‬
‫اجللسة الساعة احلادية عشر صباحاً وفيها حضر ‪...‬سعودي اجلنسية مبوجب السجل املدين رقم‪...‬خبصوص دعواه ضد ‪...‬ومل‬
‫حتضر املدعية‪...‬فتم عقد جلسة أخرى يوم الثالاثء املوافق ‪ ....‬افتتحت اجللسة الساعة الواحدة والثلث ظهراً ‪ ،‬وفيها‬
‫(‪ )87‬جمموعة األحكام القضائية لوزارة العدل ابململكة العربية السعودية لعام ‪1434‬هـ ‪235/9‬‬
‫‪1039‬‬
‫حضر‪...‬سعودي اجلنسية مبوجب السجل املدين رقم‪...‬وادعى على احلاضرة معه يف اجمللس الشرعي ‪...‬سعودية اجلنسية مبوجب‬
‫السجل املدين رقم ‪....‬‬
‫وتتلخص القضية يف دعوى املدعي بصفته ولياً على والدته القاصرة عقالً أبنه يف عام ‪1403‬هـ سجلت والدته منزالً ( ذكر‬
‫موقعه) بشكل صوري ألخته املدعى عليها لكي حتصل على القرض العقاري‪ -‬منذ ذلك الوقت واملنزل ابسم املدعى عليها‬
‫ووالدته تسكن املنزل إىل أن مت طردها‪ -‬طلب املدعي والية احلكم على املدعى عليها إبفراغ املنزل لصا ح والدته‪ -‬أنكرت املدعى‬
‫عليها ما جاء يف الدعوى وذكرت أبن املنزل ملك هلا وليس لوالدهتا‪ -‬أحضر املدعي والية سبعة شهود‪ -‬جرى رد شهادة اخلمسة‬
‫األول ألهنا جتر نفعاً لصاحبها‪ -‬وكذلك رد شهادة السادس والسابع ألهنا غري موصلة‪ ،‬وال تقوى على معارضه صك التملك‪-‬‬
‫جرى االطالع على صك املنزل وهو ابسم املدعى عليها ومرهون لصا ح صندوق التنمية العقاري‪ -‬جرى إفهام املدعى والية أبن‬
‫له ميني املدعى عليه على نفي دعواه فطلب ميينها‪ -‬حلفت املدعى عليها اليمني بعد أن جرى حتذيرها من مغبة اليمني الكاذبة‪.‬‬
‫لقد فصل القاضي أسباب حكمه حيث قرر‪ :‬أنه بناء على ما تقدم من الدعوى واإلجابة وبناء على الصك الصادر من كتابة‬
‫عدل االوىل مبكة املكرمة رقم ‪ ...‬يف ‪ ...‬واملتضمن هبة ‪...‬قطعة االرض ‪ ....‬الواقعة مبكة املكرمة مشال شرق جبل النور للمدعى‬
‫عليها‪...‬فهي قد انتقلت للمدعى عليها عن طريق اهلبة‪ ،‬وهذا يعين متلكها هلا حيث إن األوراق الصادرة من كتاب العدل حسب‬
‫االختصاص يكون هلا قوة اإلثبات وجيب العمل مبضموهنا أمام احملاكم وال جيوز الطعن فيها اال أتسيساً على خمالفتها ملقتضى‬
‫األصول الشرعية أو النظامية أو تزويرها كما نصت على ذلك املادة الثمانون من نظام القضاء‪ ،‬وكذلك فإن أتخر إقامة الدعوى‬
‫ألكثر من ثالثني سنة مما يضعف الدعوى‪ ،‬ومل جتر العادة بسكوت صاحب احلق عن حقه ملثل هذه املدة‪ ،‬والعادة حمكمة‪ ،‬وبناء‬
‫على اليمني اليت حلفتها املدعى عليها بناء لطلب املدعي والية‪ ،‬فقد أفهمت املدعي والية أبنه مل يثبت لدي سبق متلك والدته‬
‫للهبة مورد النزاع‪ ،‬وأفهمته أبنه ال حق لوالدته يف األرض مورد النزاع‪ ،‬وصرفت النظر عن دعواه‪ ،‬وبذلك حكمت وبعرضه على‬
‫الطرفني قنعت به املدعى عليها‪ ،‬وقرر املدعي والية عدم قناعته ابحلكم‪ ،‬وطلب رفعه حملكمة االستئناف فأجيب لطلبه‪ ،‬وجرى‬
‫‪1040‬‬
‫تسليمه صورة من صك احلكم لالعرتاض عليه خالل الفرتة النظامية ثالثون يوماً وأُفهم إذا مل يتقدم خالهلا ابعرتاضه فسوف‬
‫يسقط حقه يف طلب االستئناف ويكتسب احلكم القطعية ففهم ذلك وابهلل التوفيق ‪ ،‬وصلى هللا على نبينا حممد وعلى آله‬
‫وصحبه وسلم ‪.‬‬
‫احلمد هلل وحده والصالة والسالم على من ال نيب بعده وبعد‪ ،‬فقد جرى منا حنن قضاة الدائرة احلقوقية الثانية مبحكمة االستئناف‬
‫يف منطقة مكة املكرمة االطالع على املعاملة الواردة من فضيلة رئيس احملكمة العامة مبحافظة جدة برقم‪....‬واتريخ ‪ ....‬املرفق‬
‫هبا الصك الصادر من فضيلة الشيخ ‪...‬القاضي ابحملكمة العامة مبحافظة جدة برقم‪....:‬واتريخ ‪ ....‬املتضمن دعوى ‪...‬ضد‬
‫‪ ،...‬وبدراسة الصك وصورة ضبطه والئحته االعرتاضية تقرر ابألكثرية املوافقة على احلكم‪ .‬وهللا املوفق وصلى هللا وسلم على‬
‫نبينا حممد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫التعليق على احلكم‬
‫ابالطالع على هذا احلكم القضائي يتضح أن هذا احلكم مل يقتصر يف احلكم أبحقية املدعى عليها مبلكية العقار بصورة الصك‬
‫اليت تدل صراحة على ملكيتها التامة على العقار لكن نلحظ أن القاضي طلب من املدعي البينة على دعواه صورية عقد اهلبة‬
‫الذي مبوجبه متلكت املدعى عليها العقار وقد بذل جهداًكبرياً يف متحيص هذه البينات ‪ ،‬مث خلص إىل صرف النظر عن دعوى‬
‫املدعي ليس ألجل صك ملكية العقار فحسب‪ ،‬وإمنا ألجل أن املدعي مل يتقدم مبا يدل بشكل قاطع على دعوى صورية عقد‬
‫اهلبة ‪ ،‬ولو كان القضاء حيكم بظاهر األمر دون النظر يف القرائن والدالئل واألمارات املصاحبة لرفض الدعوى من أساسها ومل‬
‫يطلب بينة من املدعي على صورية ال عقد‪ ،‬مما يؤكد ما تقدم تقريره من توجه القضاء يف اململكة العربية السعودية بوجه عام إىل‬
‫عدم اجلمود على ظاهر العقد‪.‬‬
‫‪1041‬‬
‫(‪)88‬‬
‫التطبيق اخلامس‪ :‬دعوى صورية عقد التملك ودفع املدعى عليه أبن العقد حقيقي‬
‫احلمد هلل وحده والصالة والسالم على من ال نيب بعده وبعد فلدي أان‪...‬القاضي يف احملكمة العامة ابملدينة املنورة وبناء على‬
‫املعاملة احملالة لنا من فضيلة رئيس احملكمة العامة ابملدينة املنورة برقم‪ ....:‬واتريخ ‪....‬املقيدة ابحملكمة برقم‪...:‬واتريخ ‪...‬ففي‬
‫يوم األحد املوافق‪....:‬حضر‪ ...:‬سعودي ابلسجل املدين ‪ ...‬الوكيل عن ‪ ...‬بصفته أصيالً عن نفسه ووكيالً عن ‪ ...‬ومجيع‬
‫من ذُكر من املدعني أصالة واملدعى عليه هم من احنصر إرث ‪ ...‬فيهم مبوجب الصك الصادر من هذه احملكمة برقم ‪ ....‬واتريخ‬
‫‪ ....‬وادعى على احلاضر معه ‪ ...‬سعودي ابلسجل املدين رقم ‪...‬‬
‫جمرايت القضية‪:‬‬
‫ادعى املدعي وكالة ضد احلاضر معه ‪ ...‬سعودي ابلسجل املدين رقم ‪ ...‬قائالً‪ :‬لقد تُويف مورث موكلي ومورث املدعى عليه‬
‫–والدهم‪-‬وخلف من ضمن تركته النصف من املزرعة الواقعة يف ضواحي ينبع البحر احملدودة مشاالً ‪...‬واململوكة ابلصك رقم‪:‬‬
‫‪ ....‬والصادر من حمكمة ينبع وقد سجله ابسم ابنه املدعى عليه [صورايً] لكونه سعودايً أطلب احلكم ببيعها وتسليم موكلي ما‬
‫خيصهم هذه دعواي‪ .‬وبسؤال املدعى عليه‪ ،‬أجاب قائالً‪ :‬ما ذكره املدعي وكالة من أن املزرعة املذكورة ابمسي صحيح‪ ،‬وهي‬
‫ملك يل ويل شريكان فيها ومها‪ .... :‬و‪ ...‬وهي بيننا ابلسوية وليس لوالدي ملك فيها‪ ،‬مث سألت املدعي وكالة‪ :‬هل لديه بينة؟‬
‫قال‪ :‬نعم مث أحضر للشهادة‪ ...‬ميين اجلنسية مبوجب اإلقامة رقم ‪ ...‬وشهد قائالً أبن والد احلاضر‪...‬قد زارين يف جدة وقلت له‬
‫ما تركت شيئاً ألوالدك؟ قال‪ :‬عندي خري‪ ،‬واشرتيت أرضاً يف ينبع ومل خيربين عن مكاهنا أو أي تفاصيل أخرى‪ ،‬هذا ما لدي‬
‫من شهادة‪ ،‬وبعرض ذلك على املدعى عليه قال‪ :‬الشاهد ال أقول فيه شيئاً وشهادته غري صحيحة‪ ،‬ووالدي أخطأ عندما قال‬
‫ذلك ؛ مث سألت املدعي وكالة هل لديه زايدة بينة؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬فأفهمته أن له مين املدعى عليه قال ال أرغب يف ميينه‪.‬‬
‫(‪ )88‬جمموعة األحكام القضائية لوزارة العدل لعام ‪1434‬هـ ‪.295/9‬‬

‫‪1042‬‬
‫لقد فصل القاضي أسباب حكمه‪ :‬حيث أوضح أبنه بناء على ما تقدم من الدعوى واإلجابة‪ ،‬ومبا أن املدعي ال بينة لديه‬
‫موصلة‪ ،‬ولقوله ‪": ‬البينة على املدعي واليمني على من أنكر" فقد تقرر احلكم برد الدعوى‪ ،‬وإخالء سبيل املدعى عليه‪،‬‬
‫وإفهام املدعي وكالة أبن ملوكليه مين املدعى عليه مىت ما طلبوها‪.‬‬
‫احلمد هلل وحده وبعد ففي هذا اليوم االثنني ‪ ....‬وردتنا املعاملة من رئيس حمكمة االستئناف املكلف مبكة املكرمة برقم‪....:‬مرفقاً‬
‫هبا قرار الدائرة احلقوقية الرابعة رقم‪...:‬وبدراسة الصك وصورة ضبطه والالئحة االعرتاضية تقررت املوافقة على احلكم وابهلل التوفيق‬
‫وصلى هللا على نبينا حممد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫يلحظ يف هذا احلكم ما تقدم تقريره من أن القاضي طلب البينة من املدعي على دعواه صورية عقد البيع‪- ،‬حيث إن املدعي‬
‫يدعي أبن املزرعة مسجلة ابسم املدعى عليه بشكل صوري لكونه سعودايً ‪ -‬وملا مل حيضر تلك البينة أخربه أبن له اليمني ‪ ،‬ولو‬
‫كان القضاء حيكم مبجرد صورة البيع الظاهرة لصرف النظر عن الدعوى من أساسها ‪ ،‬نظراً ألن املدعى عليه لديه وثيقة املبايعة‬
‫الرمسية اليت تثبت ملكيته الصرحية لتلك املزرعة‪ ،‬وكل ذلك يؤكد على ما تقدم تقريره من توجه القضاء يف اململكة العربية السعودية‬
‫لعدم اجلمود على ظواهر العقود‪.‬‬
‫‪1043‬‬
‫(‪)89‬‬
‫التطبيق السادس‪ :‬دعوى صورية عقد الشركة ودفع املدعى عليه أبنه حقيقي ال صوري‪.‬‬
‫احلمد هلل وحده وبعد‪ ،‬فلدي أان ‪...‬القاضي ابحملكمة العامة بعنيزة‪ ،‬وبناء على املعاملة احملالة لنا من فضيلة رئيس احملكمة العامة‬
‫بعنيزة برقم‪.....:‬واتريخ‪....:‬املقيدة ابحملكمة برقم ‪ ....‬واتريخ‪..... :‬ففي يوم األحد املوافق‪...‬الساعة احلادية عشر صباحاً وفيها‬
‫حضر املدعي أصالة‪....‬سعودي اجلنسية مبوجب السجل املدين رقم‪ ....:‬وحضر حلضوره املدعى عليه‪....‬سعودي اجلنسية‬
‫مبوجب السجل املدين رقم‪....:‬‬
‫أقام املدعي دعواه ضد املدعى عليه؛ طالباً احلكم بتصفية شراكة بينهما يف مشروع دواجن وتسليمه نصيبه منها بعد التصفية‪،‬‬
‫وبعرض الدعوى على املدعى عليه أنكر الشراكة ودفع أبن املدعي سلمه جزءا من رأس املال هبة لوجه هللا تعاىل‪ ،‬وبطلب البينة‬
‫من املدعي قدم عقد الشراكة فأقر املدعى عليه بتوقيعه عليه ودفع أبنه صوري‪.‬‬
‫لقد أورد القاضي حكمه مبيناً أسبابه‪ :‬حيث أوضح أنه بناء على ما تقدم من الدعوى واإلجابة وبناء على طلب املدعي إلزام‬
‫املدعى عليه بتصفية الشراكة اليت بينهما يف شركة الدواجن الواقعة مبحافظة عنيزة وحيث أنكر املدعى عليه دعوى املدعي‪ ،‬وحيث‬
‫أبرز املدعي عقد الشراكة املؤرخ يف ‪ ،......‬وحيث أقر املدعى عليه أبنه وقع على عقد الشراكة [صورايً] ودفع أبن سبب ذلك‬
‫راجع إىل أن املدعي ذكر له أنه ال يريد أن يعلم أحد مبساعدته له‪ ،‬وحيث ال بينة للمدعى عليه على ما دفع به من كون املبلغ‬
‫الذي حوله املدعي له هو عبارة عن هبة‪ ،‬وحيث استعد املدعي أبداء اليمني على نفي ما دفع به من كون املبلغ عبارة عن هبة‬
‫من املدعي للمدعى عليه‪ ،‬وحيث إن املدعى عليه ال يرغب أبن يؤدي اليمني لذلك كله‪ ،‬فقد ثبت لدي شراكة املدعي‪..‬‬
‫للمدعى عليه‪ ....‬يف مشروع الدواجن الواقع مبحافظة عنيزة مبركز‪ ،...‬وحكمت بتصفية الشركة عن طريق حماسب قانوين أيخذ‬
‫(‪ )89‬جمموعة األحكام القضائية الصادرة عن وزارة العدل ابململكة العربية السعودية لعام ‪1435‬هـ ‪.6/3‬‬
‫‪1044‬‬
‫أتعابه من الشركة بعد التصفية‪ ،‬هذا ما ظهر يل‪ .‬وبعرضه عليهما قرر املدعي قناعته ابحلكم وقرر املدعى عليه عدم القناعة وطلب‬
‫رفعها حملكمة االستئناف بالئحة اعرتاضية‪ ،‬وأفهم بتعليمات االستئناف‪.‬‬
‫احلمد هلل وحده الصالة والسالم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه وبعد‪ ،‬فقد اطلعنا حنن قضاة الدائرة احلقوقية األوىل مبحكمة‬
‫االستئناف مبنطقة القصيم على املعاملة الواردة من فضيلة رئيس احملكمة العامة مبحافظة عنيزة املساعد برقم‪ ...:‬واتريخ‪....:‬احملالة‬
‫إلينا برقم‪ ....:‬املرفق هبا الصك املسجل برقم‪.... :‬واتريخ‪،....:‬الصادر من فضيلة الشيخ‪....‬القاضي ابحملكمة‪ ،‬اخلاص‬
‫بدعوى‪ ....‬ضد‪...‬بشأن املطالبة بتصفية شراكة‪ ،‬وقد تضمن الصك حكم فضيلته بثبوت شراكة املدعي للمدعى عليه يف‬
‫مشروع الدواجن الواقع مبحافظة عنيزة مبركز‪ ....‬وحكم بتصفية الشراكة عن طريق حماسب قانوين أيخذ أتعابه من الشركة بعد‬
‫التصفية على النحو املفصل فيه‪ .‬وقد سبق منا دراسة الصك وصورة ضبطه والالئحة االعرتاضية وأوراق املعاملة‪ .‬وابالطالع على‬
‫ما أجاب به فضيلته على قراران رقم‪....:‬واتريخ‪....:‬قرران املصادقة على احلكم بعد اإلجراء األخري وهللا املوفق‪ ،‬وصلى هللا على‬
‫نبينا حممد وآله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫وهذه الواقعة تؤكد أيضاً ما تقدم تقريره من موقف القضاء يف اململكة العربية السعودية من العقود الصورية وأهنا ال ُجتري العقد‬
‫على ظاهره مطلقاً دون التثبت من كونه وقع عقداً حقيقياً ال صورايً‪ ،‬ولذا نالحظ يف هذا املثال أسلوب مشابه ملا تقدم من أن‬
‫القاضي يتثبت أوالً من مدى وقوع العقد بشكل حقيقي ال صوري وذلك يف حالة دعوى أحد األطراف صورية العقد‪ ،‬حيث‬
‫يالحظ أن مجيع القضاة يطلبون من مدعي الصورية اإلثبات‪ ،‬وهذا يؤكد ما تقرر سابقاً من أنه لوكان العمل يف حماكم اململكة‬
‫على ظاهر العقد بغض النظر عن أي اعتبار آخر ملا طلب القاضي من مدعي الصورية اإلثبات‪ ،‬ألن طلبه إثبات الصورية مع‬
‫أنه لن أيخذ هبا يُعد نوعاً من العبث املفضي إلطالة أمد القضية دون كبري فائدة والقاضي ممنوع من العبث يف تصرفاته القضائية‪،‬‬
‫فدل على أن أحد األطراف لو استطاع إثبات صورية العقد وأن احلقيقة خالف ما هو مدون يف العقد الظاهر ألخذ به القضاء‬
‫كما تقدم يف التطبيق األول من هذه التطبيقات القضائية‪.‬‬
‫‪1045‬‬
‫ولذا نالحظ يف هذه القضية أن القاضي طلب من مدعي صورية عقد الشركة الدليل والربهان والبينة على هذه الدعوى‪ ،‬وملا مل‬
‫يتمكن م ن إبراز الدليل صرف النظر عن هذه الدعوى وبرر يف حكمه أن صرفه النظر عن الدعوى ليس ألجل وجود العقد‬
‫الصريح الدال على الشراكة فحسب بل ذكر أيضاً من مربرات حكمه أن مدعي الصورية مل يتمكن من تقدمي الدليل على دعواه‪.‬‬
‫التطبيق السابع‪ :‬دعوى أن املالك قام بنقل ملكية عقاره صورايً ألجل فسخ عقد املستأجر‪ ،‬ودفع املدعى عليه أبن نقل‬
‫(‪)90‬‬
‫امللكية وقع حقيقياً ال صورايً‪.‬‬
‫احلمد هلل وحده‪ ،‬والصالة والسالم على من ال نيب بعده وبعد‪ ،‬فلدي أان‪ ...‬القاضي‪...‬يف احملكمة العامة مبكة املكرمة‪ ،‬وبناء‬
‫على املعاملة احملالة إلينا من فضيلة رئيس احملكمة العامة مبكة املكرمة برقم‪ ....‬واتريخ‪ ....‬املقيدة ابحملكمة برقم‪ ... :‬واتريخ‪....:‬‬
‫ويف يوم اخلميس الساعة العاشرة والنصف صباحاً افتتحت اجللسة للنظر يف دعوى‪ ....‬ضد‪ ....‬وفيها حضر ‪...‬سعودي اجلنسية‬
‫ابلوكالة عن املدعي‪ ....‬سعودي اجلنسية‪ ....‬وحضر حلضوره ‪...‬سعودي اجلنسية ابلوكالة عن املدعى عليه‪....‬سعودي اجلنسية‬
‫‪..‬‬
‫أقام املدعي دعواه ضد املدعى عليه‪ ،‬طالباً إثبات صورية بيعه لعقار استأجره منه املدعي بدعوى أن هذا البيع صوري‪ ،‬ويقصد‬
‫منه اإلضرار ابملدعي‪.‬‬
‫حيث ادعى أن املؤجر قام بنقل ملكية العقارين للمدعى عليه صورايً عن طريق البيع من أجل إحلاق الضرر به يف عقد إجياره؛‬
‫ألن من شروط عقد اإلجيار أنه يف حال بيع العقار يف أثناء العقد فإن العقد ملزم( للمالك واملشرتي واملستأجر) يف اخلمس‬
‫السنوات األوىل من مدته‪ ،‬ويف اخلمس السنوات الثانية يكون للمالك اخليار يف استمرار العقد أو إلغائه‪ ،‬وألن العقد قد مضى‬
‫(‪ )90‬جمموعة األحكام القضائية لوزارة العدل لعام ‪1435‬هـ ‪.333/3‬‬

‫‪1046‬‬
‫عليه حىت اآلن أكثر من مخس سنوات؛ لذا فإنه يظهر التواطؤ بني املالك وبني املدعى عليه يف املبايعة من أجل إبطال عقد‬
‫إجيار موكلي‪ ،‬أطلب احلكم بصورية نقل امللكية للعقارين‪ ،‬وإبقاء موكلي على عقده الصحيح‪.‬‬
‫وبعرض الدعوى على املدعى عليه وكالة أجاب قائالً‪ :‬ما ذكره املدعي وكالة من أن موكله استأجر من املدعو ‪ ...‬عقارين واقعني‬
‫يف‪ ....‬مملوكني له ملدة عشر سنوات صحيح‪ ،‬إال إنه قرر بقوله‪( :‬إن شرائي للعقارين من ‪...‬مل يكن صورايً‪ ،‬بل هو شراء حقيقي‪،‬‬
‫وعلى املدعي إثبات صورية العقد‪ ،‬وإال فأان مستمسك بطليب‪ ،‬وهو إخالء العقارين وتسليمها يل) هكذا قرر‪.‬‬
‫لقد أورد القاضي حكمه مبيناً أسبابه حيث أوضح أنه‪ :‬بناء على ما تقدم من الدعوى واإلجابة‪ ،‬وبعد دراسة القضية وأتملها‪،‬‬
‫وبعد االطالع على عقدي اإلجيار‪ ،‬ونظرا ملصادقة الطرفني على عقدي اإلجيار‪ ...‬وألن املدعى عليه املالك األخري للعقارين قد‬
‫اختار فسخ العقد وإلغاءه‪ ،‬وذلك لوجود شرط يف عقد اإلجارة‪ ،‬يتضمن إثبات اخليار ملن يشرتي العقار يف إمضاء عقد اإلجارة‬
‫أو فسخه‪ ،‬وطلب من املدعي بصفته املستأجر هلما إخالء العقارين‪ ،‬وألن املدعي قد دفع بصورية املبايعة اليت متت بني‪....‬وبني‬
‫املدعى عليه من أجل إبطال عقد إجياره‪ ،‬وألن املدعى عليه أنكر الصورية‪ ،‬وليس للمدعي بينة على الصورية‪ ،‬وما ذكره من أمور‬
‫ال تثبت صورية املبايعة‪ ،‬ومل يرض بيمني املدعى عليه‪ ،‬وقد قال النيب ‪" :‬البينة على املدعي‪ ،‬واليمني على من أنكر"‪ ،‬وألن‬
‫املدعي وكالة حصر دعواه بطلب إثبات صورية نقل امللكية للعقارين وإبقاء موكله على عقده الصحيح واحلكم مبنع تعرض موكله‬
‫حليازة منفعة العقارين حمل الدعوى؛ لذلك كله مل يثبت لدي الصورية يف املبايعة اليت متت بني‪......‬وبني املدعى عليه ‪.....‬يف‬
‫العقارين الواقعني يف‪.....‬حمل الدعوى‪ ،‬وصرفت النظر عن طلب املدعي وكالة طلبه إثبات ذلك‪ ،‬وألزمت املدعي أصالة أبن‬
‫عليه إخالء العقارين وتسليمها للمدعى عليه خالية من الشواغل‪ ،‬وبذلك حكمت‪.‬‬
‫احلمد هلل وحده‪ ،‬والصالة والسالم على من ال نيب بعده وبعد‪ ،‬فقد جرى منا حنن –رئيس وأعضاء الدائرة احلقوقية الثالثة مبحكمة‬
‫االستئناف مبنطقة مكة املكرمة ‪ -‬االطالع على الصك الصادر من فضيلة الشيخ ‪....‬القاضي ابحملكمة العامة مبكة املكرمة‬
‫‪1047‬‬
‫واملسجل ابلعدد‪....:‬واتريخ ‪....‬واملتضمن دعوى‪...‬ضد‪ ....‬واحملكوم فيه مبا دون ابطنه‪ .‬وبدراسة احلكم وصورة ضبطه والئحته‬
‫االعرتاضية تقررت املوافقة على احلكم‪ .‬وهللا املوفق‪ ،‬وصلى هللا على نبينا حممد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫هذه القضية كسابقاهتا تؤكد توجه القضاء ابململكة العربية السعودية من العقد الصوري‪ ،‬حيث يتجه إىل أن العربة إمنا هو‬
‫حبقائق العقود ال بص ورهتا املعلنة‪ ،‬وذلك يف حال ثبوت حقيقة خفية مغايره لعقد معلن‪ ،‬ولذا نلحظ يف هذه القضية أن القاضي‬
‫علل حكمه بصرف النظر عن دعوى املدعي وبني أن من أسباب ذلك عدم متكن املدعي من إجياد أدلة كافية إلثبات صورية‬
‫البيع والذي يقصد منه إبطال عقد إجيار املدعي كما ورد يف الدعوى أعاله‪.‬‬
‫واملطلع على أصل احلكم يلحظ أن القاضي بذل جهداً كبرياً يف متحيص القرائن اليت أوردها املدعي واليت يزعم فيها صورية‬
‫البيع‪ ،‬وكان يطلب منه أي أدلة إضافية تثبت الصورية لكنه ملا عجز املدعي عن إجياد تلك األدلة القاطعة على ذلك صرف‬
‫النظر عن دعواه ‪،‬وهذا دليل على أن القاضي إمنا يعتد حبقيقة العقد ال بصورته الظاهرة ‪ ،‬إذ لوكان نظره مقتصراً على صورة‬
‫العقد الظاهرة ملا أجهد نفسه وأجهد اخلصوم يف تتبع تلك القرائن اليت أوردها املدعي على صورية العقد ومتحيصها‪ ،‬ألن ذلك‬
‫يُعد ‪-‬كما تقدمت اإلشارة‪ -‬نوعاً من العبث‪ ،‬والتطويل الذي ال فائدة منه‪.‬‬
‫‪1048‬‬
‫(‪)91‬‬
‫التطبيق الثامن‪ :‬دعوى صورية عقد الوكالة أبجر‪ ،‬والدفع أبنه عقد حقيقي ال صوري‪.‬‬
‫احلمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا وعلى آله وصحبه ومن اهتدى هبداه أما بعد‪ :‬ففي اتريخ‪....:‬مت انعقاد الدائرة التجارية‬
‫بديوان الظامل للنظر يف ال قضية احملالة للدائرة بتاريخ‪ .... :‬والواردة من إمارة املنطقة الشرقية خبطاهبا رقم‪ .... :‬واتريخ‪ ....:‬وقد‬
‫حضر وكيل املدعي‪ .....‬كما حضر وكيل املدعى عليها‪...‬‬
‫تتلخص وقائع هذه القضية يف دعوى املدعي أنه أبرم عقداً مع املدعى عليها وهي شركة حبرينية على أن يكون وكيالً هلا يف‬
‫اململكة العربية السعودية وفق نظام العالقة بني املقاول األجنيب ووكيله السعودي‪ ،‬حيصل مبوجبه على (‪ )%5‬من قيمة مجيع‬
‫العقود اليت حتصل عليها املدعى عليها يف اململكة‪ ،‬وقد أبرمت املدعى عليها مع إحدى الشركات أربعة عقود يطلب عمولته‬
‫عنها مببلغ إمجايل وقدره (‪ )1.078.700‬رايل‪ ،‬وهي ما يعادل نسبة (‪ )%5‬من قيمة العقود اليت حصلت عليها‪.‬‬
‫دفعت املدعى عليها أبن العقد املربم هو عقد صوري ومما يؤكد صورية العقد أن املدعي مل يقدم منذ اتريخ توقيع هذا العقد وحىت‬
‫اتريخ رفع هذه الدعوى أية خدمات أو أعمال للشركة‪ ،‬بل إن املسؤولني يف الشركة مل يسبق هلم أن قابلوا املدعي وال يعرفونه‪،‬‬
‫حىت إن وكيل املدعي عند تقدميه لالئحة دعواه قبل شطبها من قِّبَل الدائرة مل يستطع أن يقدم ما يثبت علمه أو علم موكله‬
‫ابلعقود اليت وقَّعتها الشركة مع شركة‪ ،.....‬أو األعمال اليت قامت بتنفيذها‪ ،‬و إمنا طلب اإلمهال أكثر من مرة ملراجعة شركة‬
‫أرامكو ملعرفة نوع وحجم العقود اليت حصلت هلا مع الشركة؛ ِّ‬
‫ليضمنها الئحة دعواه‪ ،‬ولو كان املدعي وكيالً حقيقاً ملا احتاج‬
‫للرجوع لشركة أرامكو ملعرفة هذه املعلومات‪.‬‬
‫(‪ )91‬جمموعة األحكام واملبادئ التجارية الصادرة عن ديوان املظامل ‪.188/7‬‬

‫‪1049‬‬
‫وعلى فرض صحة عقد وكالة اخلدمات املوقَّع بني املدعي والشركة فإن شرط استحقاق الوكيل للعمولة أن يقدم خدمات ملموسة‬
‫للمقاول يف تقدمي العطاءات إبجراء املفاوضات يف املشروعات ومراجعة معامالت املقاول لدى اجلهات احلكومية وتقدمي اخلدمات‬
‫املتعلقة هبا‪.‬‬
‫وأجاب املدعي على دفوع وكيل املدعى عليها مبا يلي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬إن األنظمة يف الد ولة متنع أي مقاول أجنيب من العمل يف اململكة دون أن يكون له وكيل سعودي أو شريك‪ ،‬فاملدعى‬
‫بقوة النظام أن يكون هلا وكيل سعودي‪ ،‬وابلتايل اختارت موكلي ليكون وكيالً هلا‪.‬‬
‫عليها ملزمة َّ‬
‫اثنياً‪ :‬إن ما تدعيه املدعى عليها أبن موكلي مل يقدم هلا أي خدمات فإن العقد موضوع النزاع ما هو إال عقد وكالة‪ ،‬والوكيل‬
‫كما هو معروف شرعاً وقانوانً مقيد بتوجيهات وأوامر املوكل‪ ،‬فإذا كانت املدعى عليها تدعي أن موكلي مل يقدم أي خدمات‬
‫أو مساعدة طلبت منه فعليهم إثبات ذلك‪ ،‬فموكلي وموظفوه كانوا دائماً على أمت االستعداد لتقدمي أي خدمات تطلب منهم‬
‫تنفيذاً ملا جاء يف العقد‪.‬‬
‫ودفعت الشركة بتأكيد ما ذكرته سابقاً من أن عقد الوكالة عقد شكلي وصوري‪ ،‬إذ أنه من غري املتصور أن يكون لشركة ما‬
‫وكيل خدمات تدفع له عمولة قدرها (‪ )%5‬مبا يتجاوز املليون رايل وال يتم االستفادة منه‪ ،‬بل وال يعلم هذا الوكيل شيئاً خبصوص‬
‫املشروعات اليت نفَّذهتا موكلته خالل وجودها يف اململكة‪ ،‬وال توجد حىت مراسالت بني الطرفني‪ ،‬وهذا ما يؤكد أن املدعي مل‬
‫يقدم أية خدمات‪ ،‬ومل يقم أبي أعمال خبصوص عقد الوكالة‪ ،‬ومن مث فإنه يتضح أن العقد صوري‪ ،‬واملدعي ال يستحق العمولة‬
‫املقررة يف العقد‪.‬‬
‫وأجاب وكيل املدعي أبن العقد حقيقي ال صوري بدليل أن تلك الشركة ما كانت لتأخذ عقوداً تتجاوز قيمتها جمتمعة واحد‬
‫وعشرون مليون رايل إال بوجود هذه الوكالة‪ ،‬إذ إن الشركات األجنبية ال ميكنها القيام أبي مشاريع داخل اململكة إال من خالل‬
‫وكيل خدمات سعودي حيث نصت املادة الثالثة من نظام العالقة بني املقاول األجنيب ووكيله السعودي على أنه‪ ((:‬جيب أن‬
‫يكون للمقاول األجنيب الذي ليس له شريك سعودي وكيل خدمات سعودي‪ ،‬وال جيوز للمقاول األجنيب توكيل غري سعودي))‬
‫لذا فإن املدعى عليها ال ميكنها إثبات دعوى صورية العقد نظراً للفائدة الكبرية اليت حصلت عليها من خالل العقد‪.‬‬
‫‪1050‬‬
‫لقد أوردت الدائرة حكمها مبينة أسبابه حيث أوضحت أنه‪ :‬بناءً على الدعوى واإلجابة وحيث حصر املدعي دعواه يف املطالبة‬
‫مببلغ (‪ ) %5‬من قيمة العقود اليت حصلت عليها املدعى عليها حسب االتفاق بينهما مبوجب عقد وكالة خدمات املقاول‬
‫األجنيب املؤرخ يف‪ ....‬وحيث إن املدعى عليها قد اعرتفت بصحة العقد وتوقيعه من قبل الطرفني‪ ،‬إال أهنا طعنت أبنه صوري‪،‬‬
‫ومل يدل أي دليل على صورية العقد‪ ،‬بل إن مواد العقد تدل على خالف ذلك‪ ،‬حيث إن العقد قد نظَّم العالقة بني الطرفني يف‬
‫حالة حصول املدعى عليها على عقود من شركة‪.....‬أو غريها يف اململكة‪ ،‬وبني العقد احلاالت اليت ال يستحق الوكيل فيها‬
‫عمولة‪ ،‬وأنه ال جيوز للوكيل التنازل عن هذا العقد أو ٍ‬
‫جزء منه للغري‪ ،‬أو أن ِّ‬
‫حيول كل أو بعض حقوقه املتعلقة ابلعقد بغري موافقة‬
‫كتابية من املقاول‪ ،‬وحصلت املدعى عليها على عقود من شركة‪.....‬وملا كان العقد فيما يظهر ليس صورايً كما تدعيه املدعى‬
‫عليها بدليل اخلطاب املؤرخ يف ‪....‬والذي اعرتف وكيل املدعى عليها بصدوره من موكلته مث نفى ذلك أخرياً‪ ،‬واخلطاب املؤرخ‬
‫يف ‪....‬حتت توقيع املدير التنفيذي‪ ،‬والذي يشري فيه إىل أن املدعي هو وكيلهم الرمسي ومل يتعرض وكيل املدعى عليها هلذا اخلطاب‬
‫ال ابلنفي وال ابإلثبات‪ ،‬وكذلك اخلطاب املؤرخ يف ‪ ...‬واخلطاب املؤرخ يف ‪ ،....‬حتت توقيع ‪ .....‬واليت تشري فيه أبن احلل‬
‫الوحيد أن تتم عقودهم مع شركة‪.....‬عن طريق وكالتهم مع املدعي‪ ،‬وقد اعرتف وكيل املدعى عليها بصحة ما ورد يف هذا‬
‫اخلطاب‪ ،‬وكذلك منوذج بياانت عن الشركة األجنبية الصادر من اإلدارة العامة للتجارة الداخلية (املهن احلرة) فهو و إن مل يوجد‬
‫عليه توقيع من تلك اإلدارة إال أنه قد ختم من الشركة املدعى عليها ومن صاحبة املشروع شركة‪ ،.....‬وقد نص على أن الوكيل‬
‫هو املدعي‪ ،‬كل ذلك يدل على أن العقد ليس صورايًكما تدعيه املدعى عليها‪ ،‬وحيث إن العقد استثىن األمور اليت ال يستحق‬
‫عنها املدعي شيئاً‪ ،‬وليس منها ترك العمل أو شيء منه‪ ،‬فعليه فإن املدعي يستحق النسبة املذكورة عن كل عمل قامت به املدعى‬
‫عليها أثناء سراين العقد‪ ،‬وحيث إن العقود اليت وقَّعتها املدعى عليها مع شركة‪ .....‬أثناء سراين عقد الوكالة هي العقود رقم‪...:‬‬
‫واتريخ ‪ ....‬ورقم‪ ....‬ومبلغها (‪ )16.134.000‬ستة عشر مليوانً ومائة وأربعة وثالثون ألف رايل‪ ،‬ويستحق املدعي عنها عمولة‬
‫قدرها‪( )806.700( :‬مثامنائة وستة آالف وسبعمائة رايل) وأما بقية العقود فال يستحق املدعي عنها عمولة لكوهنا وقعت قبل‬
‫توقيع عقد الوكالة‪.‬‬
‫‪1051‬‬
‫أما قول وكيل املدعى عليها أبن املدعي مل يقدم أي عمل للمدعى عليها من األعمال املنصوص عليها يف عقد الوكالة‪ ،‬فإن‬
‫املدعى عليها مل تطلب من املدعي القيام أبي عمل ‪ ،‬وبذلك فإهنا تكون قد َّفرطت يف حقها املنصوص عليه يف عقد الوكالة‪،‬‬
‫كما أن الوكيل ال يعترب أجرياً خاصاً ال يستحق األجر إال بعد العمل‪ ،‬إذ إن القصد من تنظيم عقد الوكالة إمنا هو من أجل أن‬
‫تعمل املدعى عليها يف اململكة العربية السعودية بصفة نظامية‪ ،‬وقد حتقق هلا ذلك‪ ،‬إذ إهنا حصلت على عقود من شركة‪،.....‬‬
‫كما أن عقد الوكالة ال يكتنفه أي جهالة أو غموض‪ ،‬حيث حدد التزامات وحقوق كل طرف‪ ،‬كما أن مثل هذه العقود قد‬
‫نظَّمها نظام العالقة بني املقاول األجنيب ووكيله السعودي‪ ،‬وابلتايل فإن هذا النظام يعترب مكمالً هلذا العقد‪ ،‬وخاصة أنه مل يرد‬
‫يف عقد الوكالة ما خيالف نصوص هذا النظام‪.‬‬
‫هلذه األسباب حكمت الدائرة‪ :‬إبلزام املدعى عليها شركة‪.....‬أبن تدفع للمدعي‪ .....‬مبلغاً قدره (‪ )806.700‬مثامنائة وستة‬
‫آالف وسبعمائة رايل‪ .‬ورفض ما زاد عن ذلك‪ .‬وهللا املوفق‪ ،‬وصلى هللا على نبينا حممد وآله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫حكمت هيئة التدقيق‪ :‬بتأييد احلكم رقم‪/135(:‬د‪/‬تج‪ 15/‬لعام ‪1418‬ه) الصادر يف القضية رقم‪ /3 / 205 (:‬ق لعام‬
‫‪1415‬هـ) فيما انتهى إليه من قضاء‪.‬‬
‫وهللا املوفق‪ ،‬وصلى هللا وسلم على نبينا حممد وآله وصحبه أمجعني‪.‬‬
‫وهذا احلكم كسابقه يؤكد توجه القضاء يف اململكة العربية السعودية يف أن املعترب هو حقائق العقود ال صورهتا الظاهرة‪ ،‬وهو‬
‫دليل أيضاً أن القضاء اإلداري يف اململكة والذي متثله احملاكم اإلدارية (ديوان املظامل) ينحى حنو القضاء العام يف وزارة العدل‪،‬‬
‫حيث نالحظ أن هذه القضية اليت حصلت جمرايهتا يف أروقة احملاكم اإلدارية (ديوان املظامل) ابململكة العربية السعودية‪ ،‬قد سلكت‬
‫سلوكاً مماثالً ملا الحظناه يف حماكم وزارة العدل‪ ،‬من طلب إثبات الصورية من مدعيها‪ ،‬وعدم االعتداد بصورة العقد الظاهر‬
‫مباشرة‪ ،‬إال يف حالة عدم ثبوت الصورية‪ ،‬وهذا دليل على أن الصورية لو ثبتت لدى القاضي حلكم أبن العقد صوري وألزم‬
‫‪1052‬‬
‫املدعى عليه حبقيقة العقد ال بصورته الظاهرة‪ ،‬ولذلك نلحظ يف مجيع ما تقدم من أحكام قضائية أن القاضي يتحقق من دعاوى‬
‫الصورية اليت قد يدعيها أحد األطراف ويطلب إثباهتا إن وجدت‪ ،‬وهذا دليل ‪-‬كما تقدمت اإلشارة ‪ -‬على أن القضاء إمنا‬
‫يعترب حقائق العقود ال صورهتا الظاهرة ولذا جنده يطلب إثبات دعاوى الصورية وميحص األدلة فإن ثبت لدى القاضي أن العقد‬
‫صوري وأن احلقيقة خبالفه حكم حبقيقة العقد ال بصورته الظاهرة كما يالحظ يف التطبيق األول من هذه التطبيقات القضائية ‪،‬‬
‫وإن مل تثبت الصورية لدى القاضي رد الدعوى ‪ ،‬وهذه القضية اليت بني أيدينا هي األخرى دليل على ذلك‪ ،‬إذ نلحظ أن الشركة‬
‫البحرينية مل ا ادعت أن العقد صوري طالبتها الدائرة القضائية إبثبات تلك الدعوى‪ ،‬مث حمصت الدائرة القضائية تلك األدلة‬
‫وأفادت بعد متحيص تلك األدلة أهنا غري كافية يف إثبات الصورية ‪ ،‬ولذلك كررت الدائرة هذا املعىن يف حكمها مرات عديدة‬
‫وبصور خمتلفة ولو كانت تلك الدائرة القضائية إمنا تعترب ظاهر العقد مطلقاً دون النظر يف حقيقته ملا كلفت نفسها عناء طلب‬
‫أدلة إثبات دعوى صورية العقد من املدعى عليها‪ ،‬وملا كلفت نفسها عناء متحيص تلك األدلة و غربلتها‪ ،‬وهذا يؤكد ما تقدم‬
‫ذكره‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫‪1053‬‬
‫اخلامتة‬
‫بعد هذه املسرية املباركة مع هذا البحث أقف وقفة أخرية أخلص أبرز ما ورد فيه‬
‫‪ .1‬العقد‪ :‬نقيض احلل‪ ،‬وهو يف اللغة كل ما يفيد االلتزام بشيء‪ ،‬سواء كان من جانب واحد‪ ،‬أو من جانبني‪ ،‬ملا يف ذلك من‬
‫الربط والتوثيق‪ ،‬ويف االصطالح‪ :‬التزام املتعاقدين وتعهدمها أمراً وهو عبارة عن ارتباط اإلجياب ابلقبول‪.‬‬
‫‪ .2‬مادة‪(:‬ص‪ .‬و‪ .‬ر) تطلق على ٍ‬
‫معان منها‪ :‬امليل‪ ،‬والعوج‪ ،‬والشكل‪ ،‬واهليئة‪ ،‬واحلقيقة‪ ،‬والصفة‪.‬‬ ‫َ َ َ‬
‫‪ .3‬تعرف الصورية يف االصطالح بتعارف عدة تدور حول معىن واحد يتلخص يف تواطؤ طريف العقد على كتمان إرادهتما‬
‫احلقيقية حتت ستار مظهر مغاير ملأرب ما خيفيانه على الغري‪.‬‬
‫‪ .4‬التحايل مشتق من احليلة وهي يف اللغة‪ :‬احلذق‪ ،‬وجودة النظر‪ ،‬والقدرة على دقة التصرف‪.‬‬
‫‪ .5‬ميكن القول أبن حقيقة الصورية واحليل متشاهبة حلد كبري وقد تكون متطابقة إال أنه عند التأمل العميق يف كال املفردتني‬
‫يظهر فرق لطيف أال وهو اختصاص لفظ احليلة مبعىن ضمين زائد إذ إن املتأمل يف معىن احليلة ومفهومها املتداول الذي‬
‫يسبق إىل الذهن جيد أن احليلة والتحايل إمنا يقصد به يف العرف العام هو العمل املذموم شرعاً والذي يعمل هبا فهو خمطئ‬
‫آمث‪.‬‬
‫‪ .6‬حكم العقود الصورية خيتلف ابختالف املقصود منها‪ ،‬وميكن تقسيمها على النحو التايل‪:‬‬
‫النوع األول‪ :‬العقود الصورية اليت ال هتدم أصالً مشروعاً‪ ،‬وال تناقض مصلحةً شرعية‪ ،‬وهذا النوع من العقود جائزة وال حرج‬
‫فيها‪.‬‬
‫النوع الثاين‪ :‬العقود الصورية اليت هتدم أصالً شرعياً أو تناقض مصلحةً شرعية‪ ،‬وهذه عقود حمرمة‪.‬‬
‫‪ .7‬الراجح أن العربة يف العقود ابحلقائق ال بظواهر العقود وصورهتا املعلنة‪.‬‬

‫‪ .8‬من خالل هذه الدراسة املختصرة وبعد أن أمضيت يف هذا البحث ما يزيد على ستة أشهر جردت خالهلا أكثر من مخسني‬
‫جملداً من مدوانت األحكام القضائية سواء أكانت بوزارة العدل أو ديوان املظامل ‪ ،‬ابإلضافة إىل قراءة ومتحيص ما وقفت‬
‫عليه من أحكام قضائية خارجة عن تلك املدوانت‪ ،‬مل أقف على أي حكم من تلك األحكام القضائية ادعى فيه أحد‬
‫األطراف صورية عقد أو صك صريح حيمله خصمه مث مل يقم القاضي بتمحيص تلك الدعوى ومطالبة املدعي إبثباهتا‪ ،‬فإن‬
‫‪1054‬‬
‫ثبت للقاضي صورية العقد أو الصك حكم هبا‪ ،‬وألزم اخلصم مبقتضى العقد احلقيقي‪ ،‬وإن مل تثبت صرف النظر عنها وأثبت‬
‫يف مربرات احلكم ما يفيد أبن دعوى الصورية مل تثبت‪ ،‬ومما يلفت النظر أن معظم تلك القضااي اليت وقفت عليها كان‬
‫اخلصوم فيها حيملون عقوداً أو صكوكاً موثقة بشكل واضح وصريح ومن جهات رمسية حكومية إال أن القضاة قبلوا – من‬
‫حيث املبدأ‪ -‬الطعن فيها ابلصورية وطالبوا ا ملدعي ابإلثبات‪ ،‬وهذا مما يؤكد توجه القضاء يف اململكة العربية السعودية إىل‬
‫أن العربة إمنا هي حبقائق العقود ال صورهتا الظاهرة وهو ما يوافق قول مجهور أهل العلم‪ ،‬إذ لو كان القضاء يف اململكة إمنا‬
‫يعتد بصورة العقد الظاهرة دون التفات ملا عداها ملا قَبِّ َل دعاوى الصورية وطالب املدعي إبثباهتا‪ ،‬ولرفض الدعوى من‬
‫أساسها‪ ،‬إذ إن قبوهلا واحلالة تلك نوع من العبث الذي ينزه عن القضاء‪.‬‬
1055
) ‫م‬2018 ‫ مارس‬/ ‫ هـ‬1440 ‫ ( صفر‬1061 - 1001 ‫ ص ص‬،) 12 ( ‫ اجمللد‬،) 2 ( ‫ العدد‬،‫جامعة القصيم‬
‫ عبداإلله بن مزروع املزروع‬.‫د‬
The Fictitious Contract: its Judgment and Effect (An Applied Jurisprudential Study on the Saudi Judiciary
System)
Dr.Abdulelah Mazrua Al-Mazrua

Associate Professor, Department of Islamic Studies, University of shagra
Abstract: This research aimed to elucidate the judgment of the fictitious contract in the Islamic
Jurisprudence and its effect, with an emphasis placed on the Saudi Judiciary's view of such contracts. Using
the inductive and deductive method, I concluded that fictitiousness by definition is collusion between two
parties to hide their real intent under an unreal cover to achieve a shared goal. In this sense, fictitiousness
proved to be similar to the concept of artifices that are known in the Jurisprudence. Hence, fictitious
contracts can be legal or illegal based on whether or not they violate or contradict a legitimate fundamental.
The real essence of contracts relates to their intents rather than their form. The Saudi Judiciary does not
therefore approve of the form of contracts if they proved to contradict their real intent.
‫‪1056‬‬
‫املصادر واملراجع‬
‫‪ .1‬إبطال احليل‪ ،‬أليب عبد هللا عبيد هللا بن حممد بن حممد بن محدان العُك َْربي املعروف اببن بَطَّة العكربي‪ ،‬حتقيق‪ :‬زهري‬
‫الشاويش‪ ،‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.‬‬
‫‪ .2‬أساس البالغة‪ ،‬أليب القاسم حممود بن عمر بن حممد بن عمر اخلوارزمي الزخمشري‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ .3‬االستذكار اجلامع ملذاهب فقهاء األمصار‪ ،‬أليب عمر يوسف بن عبد هللا بن عبد الرب القرطيب‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫‪2000‬م‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬حتقيق‪ :‬سامل حممد عطا‪ ،‬حممد علي معوض‪.‬‬
‫‪ .4‬األشباه والنظائر‪ ،‬لزين الدين بن جنيم احلنفي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .5‬إعالم املوقعني عن رب العاملني‪ ،‬أليب عبد هللا حممد بن أيب بكر بن أيوب (ابن قيم اجلوزية)‪ ،‬دار اجليل‪ ،‬بريوت‪ ،‬حتقيق‪ :‬طه‬
‫عبد الرؤوف سعد‪.‬‬
‫‪ .6‬إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ‪ ،‬أليب عبدهللا حممد بن أيب بكر (ابن قيم اجلوزية)‪ ،‬دار املعرفة ‪،‬بريوت ‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد‬
‫حامد الفقي‪ ،‬الطبعة ‪ :‬الثانية ‪ 1395،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .7‬األم‪ ،‬حملمد بن إدريس الشافعي‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪.‬‬
‫‪ .8‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق‪ ،‬لزين الدين ابن جنيم احلنفي‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪.‬‬
‫‪ .9‬بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع‪ ،‬لعالء الدين الكاساين‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بريوت‪1982 ،‬م‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪.‬‬
‫‪ .10‬بلوغ املرام من أدلة احلكام‪ ،‬للحافظ أمحد بن علي بن حجر العسقالين‪ ،‬حتقيق ‪ :‬عصام موسى هادي‪ ،‬دار الصديق‬
‫السعودية ‪ ،‬الطبعة ‪ :‬األوىل ‪1423 ،‬هـ‬
‫‪ .11‬اتج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬حملمد مرتضى احلسيين الزبيدي‪ ،‬دار اهلداية‪ ،‬حتقيق‪ :‬جمموعة من احملققني‪.‬‬
‫‪ .12‬التحبري شرح التحرير يف أصول الفقه‪ ،‬لعالء الدين أيب احلسن علي بن سليمان املرداوي ‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرايض‪1421 ،‬هـ‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد الرمحن اجلربين‪ ،‬د‪ .‬عوض القرين‪ ،‬د‪ .‬أمحد السراح‪.‬‬
‫‪ .13‬الرتاضي يف عقود املبادالت املالية‪ ،‬د‪ .‬السيد نشأت الدريين‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬جدة‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫‪ 1402‬ه‪.‬‬
‫‪ .14‬تفسري القرآن العظيم‪ ،‬إلمساعيل بن عمر بن كثري الدمشقي ‪ ،‬دار عامل الكتب‪ ،‬الرايض‪.‬‬
‫‪1057‬‬
‫‪ .15‬تفسري القرآن‪ ،‬أليب املظفر منصور بن حممد بن عبد اجلبار السمعاين‪ ،‬حتقيق‪ :‬ايسر بن إبراهيم وغنيم بن عباس بن غنيم‪،‬‬
‫دار الوطن‪ ،‬الرايض‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1418 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .16‬التفسري الكبري أو مفاتيح الغيب‪ ،‬فخر الدين حممد بن عمر التميمي الرازي‪ ،‬دار الكتب العلمية – بريوت‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫األوىل‪1421،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .17‬هتذيب اللغة‪ ،‬أليب منصور حممد بن أمحد األزهري‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت‪2001 ،‬م‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫حممد عوض مرعب‪.‬‬
‫‪ .18‬تيسري الكرمي الرمحن يف تفسري كالم املنان‪ ،‬لعبد الرمحن بن انصر السعدي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪1421 ،‬هـ‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫عبد الرمحن بن معال اللوحيق‪.‬‬
‫‪ .19‬جامع األص ول يف أحاديث الرسول ‪ ،‬جملد الدين أبو السعادات املبارك بن حممد اجلزري ابن األثري ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬عبد القادر‬
‫األرنؤوط‪( ،‬مكتبة احللواين ‪ -‬مطبعة املالح ‪ -‬مكتبة دار البيان) ‪ -‬القاهرة – الطبعة األوىل ‪ 1392‬هـ‪.‬‬
‫‪ .20‬جامع البيان عن أتويل آي القرآن‪ ،‬حملمد بن جرير بن يزيد بن خالد الطربي ‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪1405،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .21‬جامع العلوم واحلكم يف شرح مخسني حديثا من جوامع الكلم‪ ،‬لزين الدين أيب الفرج عبد الرمحن بن رجب‪ ،‬حتقيق‪ :‬شعيب‬
‫األرنؤوط و إبراهيم ابجس‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بريوت ‪ ،‬ط‪1417 ،7‬هـ ‪.‬‬
‫‪ .22‬اجلامع ألحكام القرآن‪ ،‬أليب عبد هللا حممد بن أمحد األنصاري القرطيب‪ ،‬دار الكاتب العريب‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .23‬حاشية ابن القيم على سنن أيب داود ‪ ،‬أليب عبد هللا حممد بن أيب بكر بن أيوب (ابن قيم اجلوزية) ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪-‬‬
‫بريوت – الطبعة‪ :‬الثانية ‪ 1415‬هـ‪.‬‬
‫‪ .24‬حاشية رد احملتار على الدر املختار شرح تنوير األبصار‪ ،‬حملمد أمني بن عابدين‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪1421 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .25‬احلاوي الكبري‪ ،‬لعلي بن حممد بن حبيب املاوردي البصري الشافعي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ 1419 ،‬هـ‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫األوىل‪ ،‬حتقيق‪ :‬علي حممد معوض ‪ ،‬عادل أمحد عبد املوجود‪.‬‬
‫‪ .26‬حواشي الشرواين على حتفة احملتاج بشرح املنهاج‪ ،‬لعبد احلميد الشرواين‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .27‬روضة الطالبني وعمدة املفتني‪ ،‬حيىي بن شرف النووي‪ ،‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪1405 ،‬هـ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪.‬‬
‫‪ .28‬زاد املسري يف علم التفسري‪ ،‬لعبد الرمحن بن علي اجلوزي‪ ،‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪ ،1404 ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪.‬‬
‫‪ .29‬سنن ابن ماجه‪ ،‬حملمد بن يزيد القزويين‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد فؤاد عبد الباقي‪.‬‬
‫‪1058‬‬
‫‪ .30‬سنن أيب داود‪ ،‬لسليمان بن األشعث السجستاين‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد حميي الدين عبد احلميد‪.‬‬
‫‪ .31‬سنن البيهقي الكربى‪ ،‬ألمحد بن احلسني بن علي بن موسى البيهقي‪ ،‬مكتبة دار الباز‪ ،‬مكة املكرمة‪ 1414 ،‬هـ‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫حممد عبد القادر عطا‪.‬‬
‫‪ .32‬سنن الرتمذي (اجلامع الصحيح)‪ ،‬حملمد بن عيسى الرتمذي‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد حممد شاكر وآخرون‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪،‬‬
‫بريوت‪.‬‬
‫‪ .33‬سنن النسائي‪ ،‬ألمحد بن شعيب النسائي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪1411 ،‬هـ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪.‬عبد الغفار‬
‫سليمان البنداري‪ ،‬سيد كسروي حسن‪.‬‬
‫‪ .34‬شرح الزرقاين على موطأ اإلمام مالك‪ ،‬حملمد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاين‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ 1411 ،‬هـ‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األوىل‪.‬‬
‫‪ .35‬شرح الزركشي على خمتصر اخلرقي‪ ،‬لشمس الدين أيب عبد هللا حممد بن عبد هللا الزركشي املصري احلنبلي‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت‪1423 ،‬هـ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬قدم له ووضع حواشيه‪ :‬عبد املنعم خليل إبراهيم‪.‬‬
‫‪ .36‬شرح السنة ‪ ،‬احلسني بن مسعود البغوي ‪ ،‬حتقيق‪:‬شعيب األرانؤوط ‪ -‬حممد زهري الشاويش‪،‬املكتب اإلسالمي ‪ ،‬بريوت ‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪1403 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .37‬شرح حدود ابن عرفة ‪ ،‬حممد بن قاسم الرصاع ‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي ‪ ،‬بريوت ‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .38‬صحيح البخاري (اجلامع الصحيح املختصر)‪ ،‬حملمد بن إمساعيل أيب عبدهللا البخاري اجلعفي‪ ،‬دار ابن كثري‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫‪1407‬هـ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬مصطفى ديب البغا‪.‬‬
‫‪ .39‬صحيح مسلم‪ ،‬ملسلم بن احلجاج القشريي‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد فؤاد عبد الباقي‪.‬‬
‫‪ .40‬الصورية يف القانون املدين املصري بني النظرية والتطبيق‪ ،‬د‪.‬رأفت حممد محاد‪.‬‬
‫‪ .41‬الصورية يف ضوء الفقه والقضاء‪ ،‬للمستشار عز الدين الديناصوري‪ ،‬والدكتور عبداحلميد الشواريب‪ ،‬املكتب اجلامعي احلديث‪،‬‬
‫الطبعة السادسة‪ 2000 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .42‬الصورية وورقة الضد يف القانون املدين‪ ،‬املستشار أنور العمروسي‪ ،‬دار املطبوعات اجلامعية ابإلسكندرية‪1997،‬م‪.‬‬
‫‪ .43‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري‪ ،‬لبدر الدين حممود بن أمحد العيين‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .44‬العني‪ ،‬للخليل بن أمحد الفراهيدي‪ ،‬دار ومكتبة اهلالل‪ ،‬حتقيق‪ :‬د مهدي املخزومي ود‪ .‬إبراهيم السامرائي‪.‬‬
‫‪1059‬‬
‫‪ .45‬غريب احلديث‪ ،‬لعبد الرمحن بن علي بن حممد بن اجلوزي‪،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ 1405 ،‬هـ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫د‪ .‬عبد املعطي أمني القلعجي‪.‬‬
‫‪ .46‬غريب احلديث‪ ،‬للقاسم بن سالم اهلروي أيب عبيد‪ ،‬دار الكتاب العريب ‪ ،‬بريوت ‪1396 ،‬هـ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪.‬‬
‫حممد عبد املعيد خان‪.‬‬
‫‪ .47‬غمز عيون البصائر شرح كتاب األشباه والنظائر ( لزين العابدين ابن جنيم املصري )‪ ،‬أليب العباس شهاب الدين أمحد بن‬
‫حممد مكي احلسيين احلموي احلنفي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت ‪1405 ،‬هـ ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪.‬‬
‫‪ .48‬الفتاوى الكربى ‪ ،‬أيب العباس تقي الدين أمحد بن عبد احلليم بن تيمية احلراين ‪ ،‬قدم له حسنني حممد خملوف ‪ ،‬دار املعرفة‬
‫‪ ،‬بريوت ‪.‬‬
‫‪ .49‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬ألمحدبن حجر العسقالين‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪ ،‬حتقيق‪ :‬حمب الدين اخلطيب‪.‬‬
‫‪ .50‬فتح القدير اجلامع بني فين الرواية والدراية من علم التفسري‪ ،‬حملمد بن علي الشوكاين‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .51‬فيض القدير شرح اجلامع الصغري‪ ،‬لعبد الرؤوف املناوي‪ ،‬املكتبة التجارية الكربى‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪.‬‬
‫‪ .52‬القاموس احمليط ‪ ،‬حممد بن يعقوب الفريوزآابدي ‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .53‬قوادح الشهادة يف النظام السعودي‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬وليد سليمان الفنيخ‪ ،‬إشراف‪ :‬د‪.‬صا ح اهلليل‪ ،‬جامعة انيف للعلوم‬
‫األمنية‪ ،‬عام‪1427 :‬هـ‪.‬‬
‫‪ .54‬القواعد النوارنية الفقهية‪ ،‬أمحد بن عبد احلليم بن تيمية‪ ،‬حتقيق‪:‬حممد الفقي ‪ ،‬دار املعرفة ‪ ،‬بريوت ‪1399 ،‬هـ ‪.‬‬
‫‪ .55‬لسان العرب‪ ،‬حملمد بن مكرم بن منظور األفريقي املصري‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪.‬‬
‫‪ .56‬جملة األحكام الشرعية‪ ،‬أمحد بن عبدهللا القاري‪،‬حتقيق‪ :‬عبدالوهاب أبوسليمان وآخرين ‪،‬ط‪ ،1‬جدة‪:‬مطبعة هتامة‪،‬‬
‫‪1401‬هـ‪.‬‬
‫‪ .57‬جملة األحكام العدلية‪ ،‬إعداد جلنة من فقهاء الدولة العثمانية‪ ،‬دار سعادات استانبول‪.‬‬
‫‪ .58‬جملة العدل‪ ،‬إصدار‪ :‬وزارة العدل ابململكة العربية السعودية‪ ،‬العدد‪ :‬التاسع‪ ،‬حمرم‪1422 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .59‬جمموع كتب ورسائل وفتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬ألمحد عبد احلليم بن تيمية احلراين ‪ ،‬مكتبة ابن تيمية‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫الثانية‪ ،‬مجع‪ :‬عبد الرمحن بن حممد بن قاسم‪.‬‬
‫‪1060‬‬
‫‪ .60‬جمموعة األحكام القضائية لعام ‪1434‬هـ‪ ،‬إصدار‪ :‬مركز البحوث بوزارة العدل ابململكة العربية السعودية‪ ،‬نشر‬
‫عام‪1436:‬هـ‪.‬‬
‫‪ .61‬جمموعة األحكام القضائية لعام ‪1435‬هـ‪ ،‬إصدار‪ :‬مركز البحوث بوزارة العدل ابململكة العربية السعودية‪ ،‬نشر‬
‫عام‪1438:‬هـ‪.‬‬
‫‪ .62‬جمموعة األحكام واملبادئ التجارية‪ ،‬إصدار‪ :‬ديوان املظامل ابململكة العربية السعودية‪ ،‬نشر عام‪1436:‬هـ‪.‬‬
‫‪ .63‬احملرر الوجي ز يف تفسري الكتاب العزيز‪ ،‬أليب حممد عبد احلق بن غالب بن عطية األندلسي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪1413‬هـ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد السالم عبد الشايف حممد‪.‬‬
‫‪ .64‬احملكم واحمليط األعظم‪ ،‬أليب احلسن علي بن إمساعيل بن سيده‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪2000 ،‬م‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬عبد احلميد هنداوي‪.‬‬
‫‪ .65‬خمتار الصحاح‪ ،‬حملمد بن أيب بكر الرازي‪ ،‬مكتبة لبنان انشرون‪ ،‬بريوت‪1415 ،‬هـ‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممود خاطر‪.‬‬
‫‪ .66‬املدونة الكربى‪ ،‬ملالك بن أنس رواية سحنون بن سعيد التنوخي‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .67‬املستدرك على الصحيحني‪ ،‬حملمد بن عبدهللا احلاكم النيسابوري‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪1411 ،‬هـ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬مصطفى عبد القادر عطا‪.‬‬
‫‪ .68‬مسند اإلمام أمحد بن حنبل ‪،‬لإلمام أمحد بن حنبل أبو عبدهللا الشيباين ‪ ،‬مؤسسة قرطبة – مصر‪.‬‬
‫‪ .69‬املصباح املنري يف غريب الشرح الكبري‪ ،‬ألمحد بن حممد بن علي املقري الفيومي‪ ،‬املكتبة العلمية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ .70‬مطالب أويل النهى يف شرح غاية املنتهى‪ ،‬ملصطفى السيوطي الرحيباين‪ ،‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫‪ .71‬املطول يف شرح الصيغ القانونية للدعوى واألوراق القضائية‪ ،‬سيد حسن البغال‪ ،‬دار عامل الكتب‪1996 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .72‬معامل التنزيل(تفسري البغوي)‪ ،‬للحسني بن مسعود البغوي‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪ ،‬حتقيق‪ :‬خالد عبد الرمحن العك‪.‬‬
‫‪ .73‬املغين‪ ،‬لعبد هللا بن أمحد بن قدامة املقدسي ‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪1405 ،‬هـ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪.‬‬
‫‪ .74‬مقاصد الشريعة اإلسالمية‪ ،‬حملمد الطاهر بن عاشور‪ ،‬حتقيق ودراسة‪ :‬حممد امليساوي‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬ابألردن‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪ 1421‬ه‪.‬‬
‫‪ .75‬مقاييس اللغة‪ ،‬ألمحد بن فارس بن زكراي‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد السالم حممد هارون‪ ،‬ط‪،2‬دار اجليل‪ ،‬بريوت‪1420،‬هـ‪.‬‬
‫‪1061‬‬
‫‪ .76‬املنثور يف القواعد‪ ،‬حملمد بن هبادر بن عبد هللا الزركشي ‪ ،‬وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية‪ ،‬الكويت‪ 1405 ،‬هـ‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫الثانية‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬تيسري فائق أمحد حممود‪.‬‬
‫‪ .77‬املواف قات يف أصول الفقه‪ ،‬إلبراهيم بن موسى اللخمي الغرانطي املالكي (أبو إسحاق الشاطيب)‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬عبد هللا دراز‪.‬‬
‫‪ .78‬املوطأ‪ ،‬ملالك بن أنس األصبحي‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬مصر‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد فؤاد عبد الباقي‪.‬‬
‫‪ .79‬نيل األوطار من أحاديث سيد األخيار شرح منتقى األخبار‪ ،‬حملمد بن علي الشوكاين‪ ،‬دار اجليل‪ ،‬بريوت‪.‬‬

بحث العقد الصوري 10

Uploaded by

Document Information

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

بحث العقد الصوري 10

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

‫‪1001‬‬

‫جملة العلوم الشرعية‬

‫د‪ .‬عبداإلله بن مزروع املزروع‬

‫أستاذ مشارك‪ ،‬قسم الدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة شقراء‬

‫د‪ .‬عبداإلله بن مزروع املزروع‬

‫بيان مفهوم العقد الصوري وحقيقته وكنهه‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫أسباب اختيار املوضوع‪.‬‬

‫د‪ .‬عبداإلله بن مزروع املزروع‬

‫منهج البحث وإجراءاته‪:‬‬

‫أ‪ .‬الصورية يف ضوء الفقه والقضاء للدكتور عبداحلميد الشواريب‪.‬‬

‫د‪ .‬عبداإلله بن مزروع املزروع‬

‫قد انتظم هذا البحث يف‪ :‬مقدمة‪ ،‬ومخسة مباحث‪ ،‬وخامتة‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬مفهوم العقد الصوري‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬احليل وعالقتها ابلعقد الصوري‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬حكم العقد الصوري‪.‬‬

‫املبحث الرابع‪ :‬أثر العقد الصوري‪.‬‬

‫اخلامتة‪ :‬وهبا ملخص ملا ورد يف البحث‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬مفهوم العقد الصوري‪.‬‬

‫د‪ .‬عبداإلله بن مزروع املزروع‬

‫وأبرز تعاريف الصورية هبذا املفهوم ما يلي‪:‬‬

‫(‪ )6‬اتج العروس للزبيدي ‪.360/12‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬مفهوم احليل وعالقتها ابلعقد الصوري‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬مفهوم احليل‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬عالقة العقد الصوري ابحليل‪.‬‬

‫د‪ .‬عبداإلله بن مزروع املزروع‬

‫املطلب األول‪ :‬مفهوم احليل‪.‬‬

‫د‪ .‬عبداإلله بن مزروع املزروع‬

‫املطلب الثاين‪ :‬العالقة بني الصورية واحليل‪.‬‬

‫(‪ )22‬إعالم املوقعني البن القيم ‪.241-240/3‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬حكم العقد الصوري‪.‬‬

‫(‪ )23‬إغاثة اللهفان البن القيم ص‪385‬‬

‫د‪ .‬عبداإلله بن مزروع املزروع‬

‫أمة من إمائِّ ِّهم‬

‫د‪ .‬عبداإلله بن مزروع املزروع‬

‫(‪ )39‬سورة البقرة آية ‪66-65‬‬

‫د‪ .‬عبداإلله بن مزروع املزروع‬

‫ومن خالل ما تقدم من ٍ‬

‫(‪ )50‬الفتاوى الكربى البن تيمية ‪.246/3 ،181/3‬‬

‫املبحث الرابع‪ :‬أثر العقد الصوري‪.‬‬

‫فأقول وابهلل التوفيق‪:‬‬

‫د‪ .‬عبداإلله بن مزروع املزروع‬

‫)‪ (54‬األم للشافعي ‪.297/7‬‬

‫د‪ .‬عبداإلله بن مزروع املزروع‬

‫وهذا قول املالكية(‪ ،)64‬وهو األصل عند احلنفية(‪ ،)65‬واحلنابلة(‪.)66‬‬

‫وقال ابن جنيم‪" :‬االعتبار للمعىن ال لأللفاظ‪ ،‬صرحوا به يف مواضع" (‪.)71‬‬

‫وقد استدل أصحاب هذا القول أبدلة (‪)73‬منها‪:‬‬

‫(‪ )67‬املدونة الكربى ملالك من رواية سحنون ‪.127/9‬‬

‫د‪ .‬عبداإلله بن مزروع املزروع‬

‫د‪ .‬عبداإلله بن مزروع املزروع‬

‫د‪ .‬عبداإلله بن مزروع املزروع‬

‫(‪ )82‬يُنظر‪ :‬جملة العدل‪ ،‬العدد‪ ،9:‬حمرم ‪1422‬هـ‪.‬‬

‫د‪ .‬عبداإلله بن مزروع املزروع‬

‫الفهم عن هللا ورسولِّه"‪.‬‬

‫تدقيق احلكم بتمييزه‪:‬‬

‫التعليق على احلكم‪:‬‬

‫د‪ .‬عبداإلله بن مزروع املزروع‬

‫د‪ .‬عبداإلله بن مزروع املزروع‬

‫تدقيق احلكم مبحكمة االستئناف‪:‬‬

‫التعليق على احلكم‪:‬‬

‫د‪ .‬عبداإلله بن مزروع املزروع‬

‫تدقيق احلكم من حمكمة االستئناف‪:‬‬

‫التعليق على احلكم‪:‬‬

‫د‪ .‬عبداإلله بن مزروع املزروع‬

‫تدقيق احلكم من حمكمة االستئناف‪:‬‬