Professional Documents
Culture Documents
4 5796255921562716732
4 5796255921562716732
Shamela.org ١
المحتو يات
٥ مقدمات ١
كلمة الناشر٥ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . : ١.١
ترجمة القاضى عياض ٥ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ١.١.١
ترجمة العلامة الشمني صاحب الحاشية ٧ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ١.١.٢
١٣ القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
الباب الأول في ثناء الل ّٰه تعالى عليه وإظهاره عظيم قدره لديه ١٣ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٢.١
١٤ . . . . . . . . . . . . . الفصل الأول فيما جاء من ذلك مجئ المدح والثناء وتعداد المحاسن . . . . . ٢.١.١
١٨ . . . . . . . . . . . . . الفصل الثاني )في وصفه تعالى له بالشهادة وما يتعلق بها من الثناء والـكرامة( ٢.١.٢
١٨ . . . . . . . . . . . . . الفصل الثاني في وصفه تعالى له بالشهادة وما يتعلق بها من الثناء والـكرامة . . ٢.١.٣
٢٠ . . . . . . . . . . . . . الفصل الثالث فيما ورد من خطابه إياه مورد الملاطفة والمبرة . . . . . . . ٢.١.٤
٢١ . . . . . . . . . . . . . الفصل الرابع في قسمه تعالى بعظيم قدره . . . . . . . . . . . . . . . . ٢.١.٥
٢٣ . . . . . . . . . . . . . الفصل الخامس في قسمه تعالى جده له لتحقق مكانته عنده . . . . . . . . ٢.١.٦
الفصل السادس فيما ورد من قوله تعالى في جهته صلى الل ّٰه عليه وسلم مورد الشفقة والإكرام ٢٥ . . . . . . ٢.١.٧
الفصل السابع فيما أخبر الل ّٰه تعالى به في كتابه العزيز من عظيم قدره وشر يف منزلته على الأنبياء وحظوة ٢.١.٨
رتبته عليهم ٢٦ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الفصل الثامن في إعلال الل ّٰه تعالى خلقه بصلاته عليه وولايته له ورفعه العذاب بسببه ٢٨ . . . . . . . . . . ٢.١.٩
الفصل التاسع فيما تضمنته سورة الفتح من كراماته صلى الل ّٰه عليه وسلم ٢٨ . . . . . . . . . . . . . . . . ٢.١.١٠
الفصل العاشر فيما أظهره الل ّٰه تعالى في كتابه العزيز من كرامته عليه ومكانته عنده وما خصه به من ذلك ٢.١.١١
سوى ما انتظم فيما ذكرناه قبل ٣٠ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الباب الثاني في تكميل الل ّٰه تعالى له المحاسن خلقا وخلقا وقرانه جميع الفضائل الدينية والدنيو ية فيه نسقا ٣١ . . ٢.٢
)فصل( ٣١ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٢.٢.١
)فصل( وأما نظافة جسمه وطيب ر يحه وعرقه ونزاهته عن الأقذار وعورات الجسد ٣٤ . . . . . . . . . . ٢.٢.٢
)فصل( وأما وفور عقله وذكاء لبه وقوة حواسه وفصاحة لسانه واعتدال حركاته وحسن شمائله ٣٧ . . . . . ٢.٢.٣
)فصل( وأما فصاحة اللسان وبلاغة القول ٣٨ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٢.٢.٤
)فصل( وأما شرف نسبه وكرم بلده ومنشئه فما لا يحتاج إلى إقامة دليل عليه ولا بيان مشكل ولا خفى منه ٤٤ ٢.٢.٥
)فصل( وأما ما تدعو ضرورة الحياة إليه مما فصلناه فعلى ثلاثة أضرب ٤٥ . . . . . . . . . . . . . . . . ٢.٢.٦
)فصل( والضرب الثاني ما يتفق التمدح بكثرته والفخر بوفوره كالنكاح والجاه ٤٦ . . . . . . . . . . . . . ٢.٢.٧
)فصل( وأما الضرب الثالث فهو ما تختلف الحالات في التمدح ٤٩ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٢.٢.٨
)فصل( وأما الخصال المكتسبة من الأخلاق الحميدة والآداب الشر يفة التى اتفق جميع العقلاء على تفضيل ٢.٢.٩
صاحبها ٥١ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
)فصل( أما أصل فروعها وعنصر ينابيعها ونقطة دائرتها فالعقل ٥٤ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٢.٢.١٠
)فصل( وأما الحلم والاحتمال والعفو مع المقدرة والصبر على ما يكره ٥٤ . . . . . . . . . . . . . . . . . ٢.٢.١١
)فصل( وأما الجود والـكرم والسخاء والسماحة ٥٨ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٢.٢.١٢
)فصل( وأما الشجاعة والنجدة ٥٩ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٢.٢.١٣
٢
المحتو يات
Shamela.org ٣
المحتو يات
)فصل( الوجه الثالث من الإعجاز ما انطوى عليه من الأخبار بالمغيبات ١٢٦ . . . . . . . . . . . . . . . . ٢.٤.٥
)فصل( الوجه الرابع ما أنبأ به من أخبار القرون السالفة ١٢٦ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٢.٤.٦
١٢٨ . . . . . . . . . . . . . . )فصل( هذه الوجوه الأربعة من إعجازه . . . . . . . . . . . . . . . . ٢.٤.٧
١٢٨ . . . . . . . . . . . . . . )فصل( ومنها الروعة التى تلحق قلوب سامعيه . . . . . . . . . . . . . ٢.٤.٨
١٢٩ . . . . . . . . . . . . . . )فصل( ومن وجوه إعجازه المعدودة كونه آية باقية . . . . . . . . . . . ٢.٤.٩
١٢٩ . . . . . . . . . . . . . . )فصل( وقد عد جماعة من الأئمة ومقلدي الأمة في إعجازه وجوها كثيرة . ٢.٤.١٠
١٣١ . . . . . . . . . . . . . . فصل انشقاق القمر وحبس الشمس . . . . . . . . . . . . . . . . . ٢.٤.١١
١٣٣ . . . . . . . . . . . . . . فصل في نبع الماء من بين أصابعه وتكثير ببركته . . . . . . . . . . . . ٢.٤.١٢
١٣٤ . . . . . . . . . . . . . . )فصل( ومما يشبه هذا من معجزاته تفجير الماء ببركته وابتعاثه بمسه ودعوته ٢.٤.١٣
١٣٦ . . . . . . . . . . . . . . فصل ومن معجزاته تكثير الطعام ببركته ودعائه . . . . . . . . . . . . ٢.٤.١٤
١٣٨ . . . . . . . . . . . . . . فصل )في كلام الشجر وشهادتها له بالنبوة وإجابتها دعوته( . . . . . . . ٢.٤.١٥
١٤٠ . . . . . . . . . . . . . . فصل في قصة حنين الجذع . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٢.٤.١٦
١٤٢ . . . . . . . . . . . . . . فصل ومثل هذا في سائر الجمادات . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٢.٤.١٧
١٤٣ . . . . . . . . . . . . . . فصل في الآيات في ضروب الحيوانات . . . . . . . . . . . . . . . . ٢.٤.١٨
فصل في إحياء الموتى وكلامهم )وكلام الصبيان والمراضع وشهادتهم له بالنبوة صلى الل ّٰه عليه وسلم( ١٤٦ . . . . ٢.٤.١٩
فصل في إبراء المرضى وذوى العاهات ١٤٨ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٢.٤.٢٠
فصل في إجابة دعائه صلى الل ّٰه عليه وسلم ١٥٠ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٢.٤.٢١
فصل في كرامته وبركاته وانقلاب الأعيان له فيما لمسه أو باشره صلى الل ّٰه عليه وسلم ١٥٢ . . . . . . . . . . ٢.٤.٢٢
فصل )ومن ذلك ما أطلع عليه من الغيوب وما يكون( ١٥٤ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٢.٤.٢٣
فصل في عصمة الل ّٰه تعالى له من الناس وكفايته من آذاه ١٥٩ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٢.٤.٢٤
فصل ومن معجزاته الباهرة ما جمعه الل ّٰه له من المعارف والعلوم ١٦٢ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٢.٤.٢٥
فصل ومن خصائصه صلى الل ّٰه عليه وسلم وكراماته وباهرآياته إنباؤه مع الملائكة والجن ١٦٤ . . . . . . . . . . ٢.٤.٢٦
فصل ومن دلائل نبوته وعلامات رسالته ما ترادفت به الأخبار عن الرهبان والأحبار ١٦٦ . . . . . . . . . ٢.٤.٢٧
فصل ومن ذلك ما ظهر من الآيات عند مولده وما حكته أمه ومن حضره من العجائب ١٦٧ . . . . . . . . ٢.٤.٢٨
فصل قال القاضى أبو الفضل رحمه الل ّٰه قد أتينا في هذا الباب على نكت من معجزاته واضحة ١٦٨ . . . . . . ٢.٤.٢٩
١٧١ القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
الباب الأول في فرض الإيمان به ووجوب طاعته واتباع سنته ١٧١ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٣.١
فصل وأما وجوب طاعته ١٧٢ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٣.١.١
فصل وأما وجوب اتباعه وامتثال سنته والاقتداء بهدية ١٧٣ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٣.١.٢
)فصل( وأما ورد عن السلف والأئمة من اتباع سنته والاقتداء بهديه وسيرته ١٧٥ . . . . . . . . . . . . . ٣.١.٣
فصل ومخالفة أمره وتبديل سنته ضلال وبدعة متوعد من الل ّٰه عليه بالخذلان والعذاق ١٧٧ . . . . . . . . . . ٣.١.٤
الباب الثاني في لزوم محبته صلى الل ّٰه عليه وسلم ١٧٨ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٣.٢
فصل في ثواب محبته صلى الل ّٰه عليه وسلم ١٧٨ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٣.٢.١
فصل فيما روى عن السلف والأئمة )من محبتهم للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وشوقهم له( ١٧٩ . . . . . . . . . ٣.٢.٢
فصل في علامة محبته صلى الل ّٰه عليه وسلم ١٨٠ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٣.٢.٣
Shamela.org ٤
المحتو يات
فصل في معنى المحبة للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وحقيقتها ١٨٣ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٣.٢.٤
فصل في وجوب مناصفته صلى الل ّٰه عليه وسلم ١٨٤ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٣.٢.٥
الباب الثالث في تعظيم أمره ووجوب توقيره وبره ١٨٥ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٣.٣
فصل في عادة الصحابة في تعظيمه صلى الل ّٰه عليه وسلم وتوقيره وإجلاله ١٨٦ . . . . . . . . . . . . . . . . ٣.٣.١
فصل واعلم أن حرمة النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم بعد موته وتوقيره وتعظيمه لازم كما كان حال حياته ١٨٧ . . . . ٣.٣.٢
فصل في سيرة السلف في تعظيم رواية حديث رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم وسنته ١٨٩ . . . . . . . . . . . ٣.٣.٣
فصل ومن توقيره صلى الل ّٰه عليه وسلم وبره بر آله وذريته وأمهات المؤمنين ١٩٠ . . . . . . . . . . . . . . . ٣.٣.٤
فصل ومن توقيره وبره صلى الل ّٰه عليه وسلم توقير أصحابه ١٩٣ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٣.٣.٥
فصل ومن إعظامه وإكباره إعظام جميع أسبابه وإكرام مشاهده وأمكنته من مكة والمدينة ومعاهده وما ٣.٣.٦
لمسه صلى الل ّٰه عليه وسلم أو عرف به ١٩٤ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الباب الرابع في حكم الصلاة عليه والتسليم وفرض ذلك وفضيلته ١٩٦ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٣.٤
فصل اعلم أن الصلاة على النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم فرض على الجملة غير محدد بوقت ١٩٦ . . . . . . . . . . ٣.٤.١
فصل في المواطن التى يستحب فيها الصلاة والسلام على النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم ١٩٨ . . . . . . . . . . . . ٣.٤.٢
فصل في كيفية الصلاة عليه والتسليم ٢٠٠ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٣.٤.٣
فصل في فضيلة الصلاة على النبي والتسليم عليه والدعاء له ٢٠٢ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٣.٤.٤
فصل في ذم من لم يصل على النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم وإثمه ٢٠٤ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٣.٤.٥
فصل في تخصيصه صلى الل ّٰه عليه وسلم بتبليغ صلاة من صلى عليه أو سلم من الأنام ٢٠٤ . . . . . . . . . . . ٣.٤.٦
فصل في الاختلاف في الصلاة على غير النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم وسائر الأنبياء عليهم السلام ٢٠٥ . . . . . . ٣.٤.٧
فصل في حكم ز يارة قبره صلى الل ّٰه عليه وسلم وفضيلة من زاره سلم عليه وكيف يسلم ويدعو ٢٠٧ . . . . . . . ٣.٤.٨
فصل فيما يلزم من دخل مسجد النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم من الأدب سوى ما قدمناه وفضله وفضل ٣.٤.٩
الصلاة فيه وفى مسجد مكة وذكر قبره ومنبره وفصل سكنى المدينة ومكة ٢٠٩ . . . . . . . . . . . . . . .
٢١٢ القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
الباب الأول فيما يختص بالأمور الدينية والكلام في عصمة نبينا عليه الصلاة والسلام وسائر الأنبياء ٤.١
صلوات الل ّٰه عليهم ٢١٣ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فصل في حكم عقد قلب النبي صلى الل ّٰه عليبه وسلم من وقت نبوته ٢١٣ . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٤.١.١
فصل وأما عصمتهم من هذا الفن قبل النبوة ٢١٨ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٤.١.٢
فصل ٢٢٠ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٤.١.٣
فصل واعلم أن الأمة مجمعة على عصمة النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم من الشيطان ٢٢١ . . . . . . . . . . . . . ٤.١.٤
فصل وأما أقواله صلى الل ّٰه عليه وسلم فقد قامت الدلائل الواضحة بصحة المعجزة على صدقه ٢٢٤ . . . . . . . ٤.١.٥
فصل وقد توجهت ههنا لبعض الطاعنين سؤالات ٢٢٤ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٤.١.٦
فصل هذا القول فيما طر يقه البلاغ ٢٢٩ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٤.١.٧
فصل فإن قلت فما معنى قوله صلى الل ّٰه عليه وسلم في حديث السهو ٢٣٠ . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٤.١.٨
Shamela.org ٥
المحتو يات
٢٦٢ القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
الباب الأول في بيان ما هو في حقه صلى الل ّٰه عليه وسلم سب أو نقص من تعر يض أو نص ٢٦٤ . . . . . . . ٥.١
فصل في الحجة في إ يجاب قتل من سبه أو عابه صلى الل ّٰه عليه وسلم ٢٦٦ . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٥.١.١
فصل فإن قلت فلم لم يقتل النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم اليهودي الذى قال له السام عليكم ٢٦٨ . . . . . . . . . ٥.١.٢
فصل قال القاضى تقدم الكلام في قتل القاصد لسبه والإزراء به ٢٧١ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٥.١.٣
فصل الوجه الثالث أن يقصد إلى تكذيبه فيما قاله ٢٧١ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٥.١.٤
فصل الوجه الرابع أن يأتي من الكلام بمجمل و يلفظ من القول بمشكل ٢٧٢ . . . . . . . . . . . . . . . . ٥.١.٥
فصل الوجه الخامس أن لا يقصد نقصا ولا يذكر عيبا ٢٧٣ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٥.١.٦
فصل الوجه السادس أن يقول القائل ذلك حاكيا عن غيره ٢٧٦ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٥.١.٧
فصل الوجه السابع أن يذكر ما يجوز على النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم ٢٧٧ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٥.١.٨
فصل ومما يجب على المتكلم فيما يجوز على النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم وما لا يجوز ٢٧٩ . . . . . . . . . . . . ٥.١.٩
الباب الثاني في حكم سابه وشانئه ومتنقصه مؤذبه وعقوبته وذكر استتباته ووراثته ٢٧٩ . . . . . . . . . . . . ٥.٢
فصل إذا قلنا بالاستتابة ٢٨١ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٥.٢.١
فصل هذا حكم من ثبت عليه ذلك ٢٨٢ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٥.٢.٢
فصل هذا حكم المسلم فأما الذمي ٢٨٢ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٥.٢.٣
فصل في ميراث من قتل في سب النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم وغسله والصلاة عليه ٢٨٤ . . . . . . . . . . . . ٥.٢.٤
Shamela.org ٦
المحتو يات
الباب الثالث في حكم من سب الل ّٰه تعالى وملائكته وأنبياءه وكتبه وآل النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم وأزواجه ٥.٣
٢٨٥ . وصحبه . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
٢٨٦ . فصل وأما من أضاف إلى الل ّٰه تعالى ما لا يليق به . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٥.٣.١
٢٨٨ . فصل في تحقيق القول في إكفار المتأولين . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٥.٣.٢
٢٩٠ . فصل في بيان ما هو من المقالات كفر . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٥.٣.٣
فصل هذا حكم المسلم الساب لل ّٰه تعالى وأما الذمي ٢٩٥ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٥.٣.٤
فصل هذا حكم من صرح بسبه ٢٩٥ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٥.٣.٥
فصل وأما من تكلم من سقط القول وسخف اللفظ ٢٩٦ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٥.٣.٦
)فصل( وحكم من سب سائر أنبياء الل ّٰه تعالى وملائكته ٢٩٧ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٥.٣.٧
)فصل( واعلم أن من استخف بالقرآن أو المصحف ٢٩٨ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٥.٣.٨
)فصل( وسب آل بيته وأزواجه وأصحابه ٢٩٩ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٥.٣.٩
Shamela.org ٧
المحتو يات
عن الكتاب
الكتاب :الشفا بتعر يف حقوق المصطفى -مذيلا بالحاشية المسماة مزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء
المؤلف :أبو الفضل القاضي عياض بن موسى اليحصبي )المتوفى٥٤٤ :هـ(
الحاشية :أحمد بن محمد بن محمد الشمنى )المتوفى٨٧٣ :هـ(
الناشر :دار الفكر الطباعة والنشر والتوز يع
عام النشر ١٤٠٩ :هـ ١٩٨٨ -م
عدد الأجزاء٢ :
]ترقيم الكتاب موافق للمطبوع[
Shamela.org ٨
المحتو يات
عن المؤلف
القاضي عياض ) ٥٤٤ - ٤٧٦هـ = ١١٤٩ - ١٠٨٣م(
عياض بن موسى بن عياض بن عمرون اليحصبي السبتي ،أبو الفضل :عالم المغرب وإمام أهل الحديث في وقته.
كان من أعلم الناس بكلام العرب وأنسابهم وأيامهم .ولي قضاء سبتة ،ومولده فيها ،ثم قضاء غرناطة.
وتوفي بمراكش مسموما ،قيل :سمه يهودي.
من تصانيفه »الشفا بتعر يف حقوق المصطفى -ط« و »الغنية -خ« في ذكر مشيخته ،و »ترتيب المدارك وتقريب المسالك في معرفة
أعلام مذهب الإمام مالك -ط« أربعة أجزاء وخامس للفهارس ،و »شرح صحيح مسلم -خ« و »مشارق الأنوار -ط« مجلدان ،في
الحديث ،و »الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع -ط« في مصطلح الحديث وكتاب في »التاريخ«.
وجمع المقري سيرته وأخباره في كتاب »أزهار الر ياض في أخبار القاضي عياض -ط« ثلاثة مجلدات من أربعة و »الإعلام بحدود
قواعد الإسلام -ط« و »شرح حديث أم زرع -خ« جزء لطيف ،في خزانة الرباط ) ١٨٥٧كتاني( والظاهر ية بدمشق .
نقلا عن :الأعلام للزركلي
Shamela.org ٩
مقدمات ١
مقدمات ١
١.١كلمة الناشر:
ق المُصْ طَفَى
حق ُو ِ
يف ُ
الشفا بتَِعْرِ ِ
للعلامة القاضي أبي الفضل عياض اليحصبي ٥٤٤هـ
مذيلا بالحاشية المسماة مزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء
للعلامة أحمد بن محمد بن محمد الشمنى ٨٧٣
دار الفكر الطباعة والنشر والتوز يع
جميع حقوق إعادة الطبع محفوظة
للناشر ١٤٠٩هـ ١٩٨٨ -م
دار الفكر بيروت لبنان
المكاتب :البناية المركز ية -هاتف- ٢٤٤٧٣٩ :
ص ب ١١ / ٧٠٦١ :المطابع والمعمل :حارة حر يك -شارع عبد النور -
هاتف (٨٣٧٨٩٨ - ٨٣٨٢٠٢) ٣٩٠٦٦٣ :برقيا :فكسى.
تلـكس ٤١٣٩٢ :فكر ٤١٣٩٢عليه Lالصلاة و السلام FIKR
كلمة الناشر:
َب العالمين ،والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين ،وعلى آله وصحبه ومن اهتدى
ن الرحيم و َا ْلحم َ ْد لل ّٰه ر ّ الل ّه ِ َ
الر ّحْم َ ِ ب ِس ْ ِم َ
بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد :فلما كان نشر العلم فضيلة وكانت السنة الشر يفة من أجل علوم الشر يعة وأرفعها قدرا( وكان على المسلم أن يتخذ من أقوال
وأفعال رسول الل ّٰه -صلى الل ّٰه عليه وسلم -نورا وضياء ينير له الطر يق لفهم دينه وأحكامه ،ومحركا لسلوكه في عاجلته وذخرا لآخرته،
فقد اهتمت دار الفكر منذ تأسيسها بطبع كتب السنة المحمدية والحديث الشر يف ،مثل :صحيح البخاري وشرحه فتح الباري وصحيح
مسلم وشروحاته وتصنيفاته ،والموطأ وكافة كتب الصحاح وشروحا إلى جانب أعظم تفاسير القرآن الـكريم وأنفعها مثل :الدر المنثور في
التفسير بالمأثور ومعالم التنز يل في التفسير والتأو يل للبغوي ،والتفسير الـكبير للفخر الرازي ،وجامع اليبان عن تأو يل آي القرآن للطبري
وغير ذلك من أمهات الـكتب في التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه على مختلف المذاهب والتاريخ واللغة وسائر العلوم والفنون
الاسلامية.
ق المُصْ طَفَى في طبعة جديدة ومصححة حق ُو ِ
يف ُ
وتقدم اليوم احياء للسنة المحمدية كتاب :شفاء القاضي عياض المسمى :الشفا بتَِعْرِ ِ
ومتقنة ،واتماما للفائدة أضفنا للكتاب كحاشية له.
درة مفيدة هي :حاشية العلامة الشمنى المسماة :مزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء التي لم تطبع قبل الآن.
وفيما يلي نبذة يسيرة للتعر يف بمؤلفي الكتاب والحاشية:
Shamela.org ١٠
مقدمات ١
وجميع علومه ،فقيها أصوليا عالما بالنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم ،بصيرا بالأحكام ،عاقدا للشروط ،بصيرا حافظ لمذهب
الل ّه تعالى ،شاعرا مجيدا و يا نا من علم الأدب ،خطيبا بليغا صبورا حليما جميل العشرة ،جوادا سمحا كثير الصدقة ،دؤوبا
م َال ِك رَحِم َه َ
على العمل ،صلبا في الحق.
ن الْق َاض ِي أَ بِي عبد الل ّٰه محمد بن علي بن حمدين ،وأبى الحسين بن
رحل إلى الأندلس سنة تسع وخمسمائة طالبا العلم ،فأخذ بقرطبة ع َ ِ
ن مُحَم ّدٍ الصدفى وغيره،
حسَيْنُ ب ْ ُ
ن الْق َاض ِي أَ بِي على ُ
سراج ،وَع َن أَ بِي مُحَم ّد بن عتاب وغيرهم وأجاز له أبو علي الغساني ،وأخذ بالمشرق ع َ ِ
الل ّه المازينى :كتب إليه يستجيزه ،وأجاز له ال َ ّ
شي ْخ أَ بُو بَك ْر الطرطوشى. وعنى بلقاء الشيوخ والأخذ عنهم ،وأخذ عن أَ بِي عَب ْد َ
ومن شيوخه.
القاضي أبو الوليد بن رشد.
قال صاحب الصلة البشكوالية :وأظنه سمع عن أبى زيد ،وقد إجتمع له من الشيوخ بين من سمع منه وبين من أجاز له مائة شيخ وذكر
ولده محمد منهم :أَ حْمَد ُ بن بَقِيٍّ ،وأحمد بن محمد بن محمد ابن مكحول ،وأبو الطاهر أحمد بن محمد السلفي ،والحسن بن محمد بن سكره،
والقاضى أبو بكر بن العربي ،والحسن بن علي بن طر يف ،وخلف ب ْ ِن إ ب ْر َاه ِيم َ ب ْ ِن النحاس ،ومحمد بن أحمد بن الحاج القرطبى ،وعبد الل ّٰه
بن محمد الخشنى وغيرهم ممن يطول ذكرهم.
__________
) (١نقلت هذه الترجمة من كتاب الديباج الذهب في معرفة أعيان علماء المذهب للعلامة برهان الدين ابن فرحون المالـكى.
)*(
قال صاحب الصلة :وجمع من الحديث كثيرا وله عناية كبيرة به واهتمام بجمعه وتقييده وهو من أهل التفنن في العلم واليقظة والفهم،
وبعد عودته من الأندلس أجله أهل سبتة للناظرة عليه في المدونة وهو ابن ثلاثين سنة أو ينيف عنها ،ثم أجلس للشورى ثم ولى قضاء
بلده مدة طو يلة حمدت سيرته فيها ،ثم نقل إلى قضاء غرناطة في سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة ولم يطل أمره بها ،ثم ولى قضاء سبتة
ثانيا.
قال صاحب الصلة :وقدم علينا قرطبة فأخذنا عنه بعض ما عنده.
قال الخطيب :وبنى الز يادة الغربية في الجامع الأعظم وبنى في جانب المينا
الراتبة الشهيرة وعظم صيته.
ولما ظهر أمر الموحدين بادر إلى المسابقة بالدخول في طاعتهم ورحل إلى لقاء أميرهم بمدينة سلا ،فأجزل صلته ،وأوجب بره ،إلى أن
اضطربت أمور الموحدين عام ثلاثة وأربعين وخمسمائة فتلاشت حاله ،ولحق بمراكش مشردا به عن وطنه فكانت بها وفاته.
ق المُصْ طَفَى صلى الل ّٰه عليه وسلم
حق ُو ِ
يف ُ
وله التصانيف المفيدة البديعة منها كمال المعلم :في شرح صحيح مسلم ،ومنها كتاب الشفا :بتَِعْرِ ِ
أبدع فيه كل الإبداع ،وسلم له أكفاؤه كفاءته فيه ولم ينازعه أحد في الانفراد به ولا أنكروا مزية السبق إليه بل تشوفوا للوقوف عليه،
ِيب حديث الموطأ
وأنصفوا في الاستفادة منه ،وحمله الناس عنه ،وطارت نسخه شرقا وغربا ،وكتاب مشارق الأنوار فِي ت َ ْفسِير ِ غَر ِ
والبخاري ومسلم وضبط الألفاظ والتنبيه على مواضع الأوهام والتصحيفات وضبط أسماء الرجال وهو كتاب لو كتب بالذهب أو
وزن بالجوهر لكان قليلا في حقه ،وفيه أنشد بعضهم :مشارق أنوار تبدت بسبتة * ومن عجب كون المشارق بالغرب وكتاب التنبيهات
المستنبطة على الـكتب المدونة :جمع فيه غرائب من ضبط الألفاظ وتحرير المسائل ،وكتاب ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة
أعلام مذهب مالك وكتاب الإعلام بحدود قواعد الإسلام ،وكتاب الإلماع في ضبط الرواية وتقييد السماع ،وكتاب بغية الرائد لما تضمنه
حديث أم زرع من الفوائد ،وكتاب الغنيمة في شيوخه ،وكتاب المعجم في شيوخ ابن سكره ،وكتاب نظم البرهان على حجة جزم الأذان،
وكتاب مسألة الأهل المشروط بينهم التزاور ،ومما لم يكمله :المقاصد الحسان فيما يلزم الإنسان ،وكتاب العيون الستة في أخبار سبتة،
وكتاب غنية الكاتب وبغية الطالب في الصدور
والترسل ،وكتاب الأجوبة المحبرة على الأسئلة المتخيرة ،وكتاب أجوبة القرطبيين ،وكتاب أجوبته عما نزلت في أيام قضائه من نوازل
Shamela.org ١١
مقدمات ١
الأحكام في سفر ،وكتاب سر السراة في أدب القضاة ،وكتاب خطبه وكان لا يخطب إلا بإنشائه ،وله شعر كثير حسن رائق فمنه قوله:
يا من تحمل عنى غير مكترث * لـكنه للضنى والسقم أوصى بى
تركتني مسهام القلب ذا حرق * أخا جوى وتباريح وأوصاب
أراقب النجم في جنح الدجى سمرا * كأننى راصد للنجم أو صابى
وله رحمه الل ّٰه تعالى:
الل ّٰه يعلم أنى منذ لم أركم * كطائر خانه ريش الجناحين
ولو قدرت ركبت الريح نحوكم * فإن بعدكم عنى جنى حينى
وله من أبيات:
إن البخيل بلحظه أو لفظه * أو عطفه أو رفقه لبخيل وله في خامات الزرع بينها شقائق النعمان هبت عليها أر ياح :انظر إلى الزرع
وخاماته * تحكى وقد ماست أمام الر ياح كتيبة خضراء مهزومة * شقائق النعمان فيها جراح
وله غير ذلك.
كان مولد القاضى عياض بسبتة في شهر شعبان سنة ست وتسعين وأربعمائة ،وتوفى بمراكش في شهر جمادى الأخيرة وقيل فِي ش َ ْهرِ
رَمَضَانَ سنة أربع وأربعين وخمسمائة ،وقيل إنه مات مسموما سمه يهودى.
ودفن رحمه الل ّٰه تعالى بباب إيلان داخل المدينة.
و )عياض( بكسر العين المهملة وفتح الياء المثناة التحتية وبعد الألف ضاد معجمة و )اليحصبى( بفتح الياء المثناة التحتية وسكون
الحاء المهملة وضم الصاد المهملة وفتحها وكسرها وبعدها ياء موحدة نسبة إلى يحصب بن مالك قبيلة من حمير ،وسبتة مدينة مشهورة،
وغرناطة :مدينة بالأندلس وهى بفتح الغين المعجمة وسكون الراء المهملة ثم نون مفتوحة بعدها ألف وبعد الألف طاء مهملة ثم هاء
و يقال فيها أغرناطة بألف قبل الغين.
Shamela.org ١٢
مقدمات ١
Shamela.org ١٣
مقدمات ١
Shamela.org ١٤
مقدمات ١
ن الْحَكَم ِ ع َنْ عَطَاء ٍ ع َنْ أَ بِي هريرة رضي الل ّٰه عنه قال :قال رسول الل ّٰه صلى
ل ح َ َ ّدثَنَا ح ََم ّاد ٌ أخْبَر َن َا عَل ِ ُيّ ب ْ ُ َث ح َ َ ّدثَنَا م ُوس َى ب ْ ُ
ن ِإسْمَاعِي َ الأَ شْ ع ِ
َت سَاف ِرَة ٍ ع َنْ وَجْه ِ الْغ َرَضِ ،م ُؤَدِّي ًا م ِنْ
الل ّه ُ بِل ِج َا ٍم م ِنْ ن َا ٍر يَوْم َ الق ِيَامَة ِ ،فَبَادَرْتُ ِإلَى نُك ٍ
ل ع َنْ عِلْم ٍ فَكَتَم َه ُ أَ ْلجم ََه ُ َ
الل ّٰه عليه وسلم )م َنْ سُئ ِ َ
ن و َال ْبَالِ ،بِمَا قلَُ ّدَه ُ م ِنْ مَق َالِيدِ الْمِح ْنَة ِ َال ّتِي اب ْتُلِي َ بِهَا
ل ال ْبَد َ ِ
شغ ْ ِ
صدَدِه ِ م ِنْ ُ
ستُهَا عَلَى اسْ تِعْج َالٍ ،لم َِا ال ْمَر ْء ُ ب ِ َ ك الْح َقّ ال ْمُفْتَر َ
َض ،اخْ تَل َ ْ ذَل ِ َ
__________
)قوله النمري( بفتح النون والميم نسبة إنى نمر بفتح النون كسر الميم أي قبيلة ،فتحوا ميمه في النسبة كراهية توالى الـكسرات كذا في
َث( هو الحافظ أبو داود صاحب السنن
ن الأَ شْ ع ِ
الصحاح )قوله أبو بكر( هو ابن داسة بمهملتين أحد رواة أبى داود )قوله سُلَيْم َانُ ب ْ ُ
Shamela.org ١٥
مقدمات ١
كانت وفاته يوم الجمعة سادس عشر شوال سنة خمس وسبعين ومائتين وكان مولده فيما حكاه أبو بيدة الأجرى سنة ثنتين ومائتين )قوله
ل ع َنْ علم( المراد علم يلزم ويتعين تعليمه )قوله فبادرت( عطف على
ن دينار أحد الأعلام )قوله م َنْ سُئ ِ َ
حدثنا حماد( هو أَ بُو سَلَم َة َ ب ْ ُ
ما قدرناه آنفا متعلقا للامات الثلاث )قوله والنكت( بضم النون وفتح الكاف وبالمثناة الفوقية جمع نكتة بضم النون وسكون الكاف
وهي كل نقطة من بياض في سواد وعكسه ،ونكت الكلام :لطائفه ودقائقه الى تفتقر إلى تفكر ونكت في الأرض )قوله اختلستها(
الاختلاس بالخاء المعجمة :اختطاف الشئ بسرعة )قوله والبال( بالموحدة القلب والحال ،والمراد الأول.
)*(
شغْلَه ُ و َه َم ّه ُ ك َُل ّه ُ،
ل ُ
ن خَيْر ًا لَجَع َ َ
الل ّه ُ ب ِال ِْإنْس َا ِ
ل ،و َلَو ْ أَ ر َاد َ َ
س ْف ٍ
ل َ ن َ
الت ّ ْقوِي ِم ِإلَى أسْ ف َ ِ س ِ ل ،و َت َر ُ ُدّ بَعْد َ ُ
ح ْ ض و َن َ ْف ٍ
ل فَر ْ ٍ
ل ع َنْ ك ُ ّ ِ
َت ت َ ْشغ َ ُ
فَك َاد ْ
ل جَم ِي َع اسْ تِعْد َادِن َا لم َِع َادِن َا ،و َتَو َُف ّرِ دَو َاعِينَا ف ِيم َا ي ُ ْنج ِينَا
جع َ َ
ص ْدعَ قُلُوبنَِا ،وَغَف َر َ عَظ ِيم َ ذ ُنُوبنَِا ،و َ َ
الل ّه ُ تَع َالَى َ وَعِلْم ٍ ن َاف ٍ
ِـع يُف ِيدُه ُ أ ْو يستفيد ،ج َبَر َ َ
يحْظ ِينَا بِمَنِّه ِ وَرَحْمَتِه ِ.
و َيُق َرِّبُنَا ِإلَيْه ِ زُلْفَى ،و َ ُ
حصْرَه ُ و َل َم ّا نَو َي ْتُ تقريبه ،ودجت تَبْوِيب َه ُ ،وَم َه ّدْتُ ت َأْ صِيلَه ُ وَخ ََل ّصْ تُ تَفْصِ يلَه ُ ،و َانْتَحَي ْتُ َ
__________
شغْلَه ُ و َه َم ّه ُ ك َُل ّه ُ ف ِيم َا يُحْمَد ُ غَدًا وَل َا يُذ َ ُمّ محله( بمعنى فيما يحمد بفعله
ل ُ
)قوله سفل( هو بضم المهملة وكسرها وسكون الفاء )قوله لَجَع َ َ
واجبا كان أو نفلا أو فيما يذم بتركه وهو الواجب وكل من يحمد ويذم مبنى للفاعل وفاعله مستتر فيه عائد على العبد في قوله ولو أراد
بعبد خيرا والظاهر أن المراد بما يذم محله الحرام.
كي َْف يكون شغل العبد الذى يريد به خيرا في الحرام ،أجيب بأن الشغل أعم من الشغل بالفعل والشغل بالترك فشغل العبد
ف َِإ ْن ق ِيلََ :
الل ّه ُ بِه ِ خَيْر ًا فيما يحمد محله بفعله وشغله فيما يذم محله بتركه )قوله بخوبصة( بضم المعجمة وتشديد الصاد المهملة تصغير خاصة
الذى يريد َ
والمراد هنا نفسه أو الأمر الذى يختص به )قوله واستنقاذ( بالقاف والذال المعجمة أي تخليص ،والمهجة الروح والدم )قوله و يحظينا(
بضم المثناة التحتية وسكون المهملة وكسر المعجمة أي يفضلنا )قوله ولما نويت( لما هذه بفتح اللام وتشديد الميم )قوله ودرجت( بفتح
الدال المهملة وتشديد الراء ،وفى الصحاح :درجه إلى كذا واستدرجه.
أي أدناه منه على التدريج )قوله وانتحيت( بالحاء المهملة بعدها مثناة تحتية بمعنى قصدت.
)*(
تح ْصِ يلَه ُ.
وَ َ
ق المُصْ طَفَى( وَحَصَرْتُ الْك َلَام َ ف ِيه ِ فِي أرْبَعَة ِ أَ قْسَا ٍم:
حق ُو ِ
يف ُ
شف َا بتَِعْرِ ِ
تَرْجَم ْت ُه ُ )ب ِال ِّ
ِيم الْعَل ِ ِيّ الأَ ع ْلَى ،لِق َ ْدرِ هَذ َا َ
الن ّب ِ ِيّ قَوْل ًا و َفِعْل ًا )الْقِسْم ُ الأَ َ ّولُ( فِي تَعْظ ِ
و َتَو َ َجّه َ الْك َلَام ُ ف ِيه ِ فِي أرْبَعَة ِ أب ْو َ ٍ
اب:
ال ْبَابُ الأَ َ ّولُ :فِي ثَنَائِه ِ تَع َالَى عَلَيْه ِ و َإظْ ه َارِه ِ عَظ ِيم َ ق َ ْدرِه ِ لَدَيْه ِ ،و َف ِيه ِ ع َشَرَة ُ فُصُولٍ.
سبْع َة ٌ وعشرين ف َصْ ل ًا. ن خ َلْق ًا وَخ ُلُق ًا وقرانه جميع الفضائل الد ِّين َِي ّة ِ و َال ُد ّن ْيَوِ َي ّة ِ ف ِيه ِ نَسَق ًا ،و َفيه ِ َ
س َ الث ّانِي :فِي ت َ ْ
كم ِيلِه ِ تَع َالَى لَه ُ ال ْم َح َا ِ ال ْبَابُ َ
الل ّه ُ بِه ِ فِي ال َد ّار َي ْ ِن م ِنْ كرامته ،و َف ِيه ِ اث ْنَا
ِيم ق َ ْدرِه ِ عِنْد َ ربه ومنزلته وَم َا خ ََصّ ه ُ َ ِ ال ْبَابُ َ
الث ّال ِثُ :ف ِيم َا وَرَد َ م ِنْ صَ ح ِيح الأخبار ومشهورها بِعَظ ِ
ع َشَر َ ف َصْ ل ًا.
َات ،و َف ِيه ِ ثَلاثُونَ ف َصْ ل ًا.
ص و َالـْك َرَام ِ ات و َش َ َرّف َه ُ بِه ِ م َ
ن الْخَصَائ ِ ِ َات و َال ْمُعْجِز َ ِ
ن الآي ِ
الل ّه ُ تَع َالَى عَلَى يَد َيْه ِ م ِ َ ال ْبَابُ َ
الر ّابعُ :ف ِيم َا أَ ظْ ه َرَه ُ َ
الصّ لَاة ُ و َال َ ّ
سلَام ُ حق ُوقِه ِ عَلَيْه ِ َ
يج ِبُ عَلَى الْأَ ن َا ِم م ِنْ ُ )الْقِسْم ُ َ
الث ّانِي( ف ِيم َا َ
اب: و َيَتَر َ َت ّبُ الْقَو ْ ُ
ل ف ِيه ِ فِي أَ رْبَعَة ِ أَ ب ْو َ ٍ
Shamela.org ١٦
مقدمات ١
ال ْبَابُ الأَ َ ّولُ :في فرض الإيمان به ووجوب طاعته و َات ّبِ َ ِ
اع س َُن ّتِه ِ ،و َف ِيه ِ خَمْسَة ُ فَصُولٍ.
مح َب ّتِه ِ وَم ُنَاصَ حَتِه ِ ،و َف ِيه ِ س َِت ّة ُ فُصُولٍ. ال ْبَابُ َ
الث ّانِي :فِي لُزُو ِم َ
ل
سبْع َة ُ فَصُو ٍ
ِيم أَ ْمرِه ِ و َلُزُو ِم تَو ْق ِيرِه ِ و َبِرِّه ِ ،و َف ِيه ِ َ ال ْبَابُ َ
الث ّال ِثُ :فِي تَعْظ ِ
ك و َف َضِ يلَتِه ِ ،و َف ِيه ِ ع َشَرَة ُ فُصُولٍ.
ض ذَل ِ َ
الباب الرابع :في حكم الصلاة عليه والتسليم و َفَر ْ ِ
س َل ّم َ و َصَ ح ْب َه ُ ،و َاخْ تُصِر َ الْك َلَام ُ ف ِيه ِ فِي خَمْسَة ِ فُصُو ٍ
ل صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
و َبِتمََامِهَا يَن ْتَجِز ُ الْكِتَابُ ،و َتَت ُِم ّ الْأَ قْسَام ُ و َالْأَ ب ْوَابُ ،و َيَلُو ُ
ح فِي غ َ ُّرة ِ الإيمان لمعة
__________
)قوله وَم َا يَج ُوز ُ طُر ُ ّوه ُ( قال ابن القطاع طرأ على القوم طروا قدم وطرا طروا بلا هنز كذلك )قوله و َ
َالصّ لاة ِ عَلَيْه ِ ووِر َاثَتِه ِ و َف ِيه ِ ع َشَرَة ُ
فُصُولٍ( كذا في الأصل وصوابه خمسة فصول لأنا لم نر فيما يأتي إلا خمسة فصول )قوله و َاخْ تُصِر َ الْك َلَام ُ ف ِيه ِ فِي خَمْسَة ِ فُصُولٍ( كذا في
الإ يمَانِ(
الأصل وصوابه عشرة فصول لأنه فيما يأتي ذكر عشرة )قوله ينتجز( بالجيم والزاى مطاوع نجزت الحاجة قضيتها )قوله فِي غ َ ُّرة ِ ِ
الغرة في الأصل بياض في وجه الفرس فوق الدرهم والفرجة في وجه الفرس دون الدرهم ثم استعيرت الغرة للشرف والاشتهار حتى
صار ذلك عند العرب على الحقيقة و يقال أيضا الأغر للأبيض.
)*(
Shamela.org ١٧
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ِض
صد ُور َ قَو ْ ٍم مُؤْم ِنِينَ و َتَصْ دَع ُ ب ِالْحَقّ ِ و َتُعْر ُ س ،و َتُو ِ َّضح ُ ك ُ َ ّ
ل تَخْم ِينٍ وَح َ ْدسٍ :و َت َ ْشفِي ُ خط ِيرَة ٌ ،تُز ِيح ُ ك ُ َ ّ
ل لَب ْ ٍ ج ِم د ُ َرّة ٌ َ
َاج ال َت ّر َا ِ
منيرة أو في ت ِ
ن الْجا َه ِلِينَ ،و َب َِالل ّه ِ تَع َالَى -ل َا ِإلَه َ سِوَاه ُ -أَ سْ ت َع ِينُ.
عَ ِ
س َل ّم َ قَوْل ًا و َفِعْل ًا( الن ّب ِ ِيّ ال ْم ُصْ طَفَى صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ِيم الْعَل ِ ِيّ الأَ ع ْلَى لِق َ ْدرِ َ الْقِسْم ُ الأَ َ ّو ُ
ل )فِي تَعْظ ِ
ن الْف َ ْهمِ: ن ال ْعِلْم ِ ،أ ْو خ َ ّ
ُص ب ِأَ دْنَى لَم ْحَة ٍ م ِ َ س َ ّددَه ُ :لاخفاء عَلَى م َنْ م َار ََس َ
شي ْئًا م ِ َ ل و ََف ّق َه ُ َ
الل ّه ُ تَع َالَى و َ ل الْفَق ِيه ُ الْق َاض ِي ال ِْإم َام ُ أبُو الْف َضْ ِ
قَا َ
ن خَي ْر ُونَ ،قَالا ح َ َ ّدثَنَا أبُو يَعْلَى ال ْبَغْد َاد ُِيّ ،قَا َ
ل ن عَبْدِ الْج َبَ ّارِ و َأبُو الْف َضْ ِ
ل أَ حْمَد ُ ب ْ ُ ل ح َ َ ّدثَنَا أبُو الْحُسَيْنِ ال ْمُبَارَك ُ ب ْ ُ
الْحَاف ُِظ ق ِرَاءَة ً م ِن ِ ّي عَلَيْه ِ ،قَا َ
سوْرَة َ الْحَاف ُِظ. ل ح َ َ ّدثَنَا أبُو ع ِيس َى ب ْ ُ
ن َ ُوب ،قَا َ
مح ْب ٍ ل ح َ َ ّدثَنَا مُحَم ّد ُ ب ْ ُ
ن أَ حْمَد َ ب ْ ِن َ ج ُّ
ي ،قَا َ ح َ َ ّدثَنَا أبُو عَل ِ ٍيّ ال ِّ
سن ْ ِ
ن مَنْصُورٍ، ل ح َ َ ّدثَنَا ْ
إسحَاقُ ب ُ قَا َ
__________
)قوله نصابه( بكسر أوله أي منصبه )قوله من خلقه( هو بفتح المعجمة وسكون اللام )قوله الباهرة( أي العالية )قوله القاضى الشهيد(
هو ابن سكرة الأندلسى )قوله أبو يعلى البغدادي( هو المعروف بزوج الحرة )قوله أبو علي السنجي( هو بكسر المهملة وسكون النون
وبالجيم نسبة إلى سنج مرو )قوله ابن سورة( بفتح المهملة وسكون الواو وفتح الراء الترمذي الضرير صاحب الجامع :قيل ولد أكمه
توفى بترمذ سنة تسع وسبعين ومائتين قاله ابن ماكولا في الإكمان وترمذ بفتح = )*(
الباب الأول في ثناء الل ّٰه تعالى عليه وإظهاره عظيم قدره لديه ٢.١
الر ّ َزّاقِ.
ح َ َ ّدثَنَا عَبْد ُ َ
Shamela.org ١٨
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
الن ّب ِ َيّ صلى الل ّٰه عليه وسلم أتى بانبراق لَيْلَة َ ُأسْرِيَ بِه ِ م ُل ْ َ
جم ًا مُسْرَج ًا ،فاسْ ت َصْ ع َبَ عَلَيْه ِ، ن َ الل ّه ُ عَن ْهُ :أَ ّ
س رَضِيَ َ
أَ ن ْب َأن َا مَعْم َر ٌ ع َنْ قَتَادَة َ ع َنْ أَ ن َ ٍ
ك أحَدٌ أَ ك ْرَم ُ على الل ّٰه منه؟ قال فافرض ع َرَقًا. ح َمّدٍ ت َ ْفع َ ُ
ل ه َذا ،فَمَا رَكِب َ َ ل لَه ُ جبرئيل :أَ بِم ُ َ
فَق َا َ
الل ّه ِ تَع َالَى عَلَيْه ِ و َِإظْ ه َارِه ِ عَظ ِيم َ ق َ ْدرِه ِ لَدَيْه ِ ِ ال ْبَابُ الأَ َ ّو ُ
ل فِي ثَنَاء َ
اع ْل َ ْم أَ َ ّ
ن فِي كتاب الل ّٰه العزيز آيات كثيرة مفصخة بجميل ذكر
__________
= المثناة من فوق وكسر الميم وبكسرهما وبضمهما قاله النووي في التهذيب في الـكنى في أبى جعفر الترمذي )قوله عبد الرزاق( هو
الحافظ ابن همام بن نافع للصغانى أحد الأعلام )قوله معمر( بفتح الميم وإسكان المهملة وفتح الميم وبالراء )قوله بالبراق( هو دابة فَو ْقَ
ا ْلحِمَارِ وَد ُونَ البغل :وَر َد فِي َ
الصّ حِيح :سمى براقا لسرعته وقيل لشدة صفائه وقيل لـكونه أبيض وقال المصنف لـكونه ذا لونين من قولهم
شاة برقاء إذا كان في خلال صوفها الأبيض طاقات سود وفى كتاب الاحتفال لابن أبى خالد في أسماء خيل النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم
أن البراق دون البغل وفوق الحمار ووجهه كوجه الإنسان وجسده كجسد الفرس وقوائمه كقوائم الثور وذنبه كذنب الغزال لا ذكر ولا
أنثى )قوله فاستصعب عليه( قيل استصعابه لبعد عهده بالأنبياء لطول الفترة بين عيسى ومحمد صلى الل ّٰه عليه وسلم.
وقيل لأنه لم يذلل قبل ذلك ولم يركبه أحد والقول الأول مبنى على أن الأنبياء عليهم السلام ركبوه قبل النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم
والقول الثاني مبنى على أنه لم يركبه أحد قبل النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم ،وفى ذلك خلاف وقيل استصعابه تيها وزهوا بركوب النبي صلى
الل ّٰه عليه وسلم عليه )قوله فارفض( بفاءين بينهما راء ساكنة وبضاد معجمة مشددة أي جرى وسال وفاعله مستتر عائد على البراق
وعرقا تمييز.
)*(
٢.١.١الفصل الأول فيما جاء من ذلك مجئ المدح والثناء وتعداد المحاسن
ك فِي
ِيم أَ ْمرِه ِ و َتَنْوِ يه ِ ق َ ْدرِه ِ ،اعْتَمَدْن َا مِنْهَا عَلَى م َا َظه َر َ مَعْنَاه ُ و َب َانَ فَح ْوَاه ُ ،وَجَمَعْنَا ذَل ِ َ س َل ّم َ و َع َ ّدِ َ
محَاسِنِه ِ و َتَعْظ ِ ال ْم ُصْ طَفَى صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
ع َشَرَة ِ فُصُولٍ:
ن َالث ّنَاء ِ و َتَعْد َادِ ال ْم َح َا ِ
س ِ ك مجئ ال ْمَد ِ
ْح و َ ل الأَ َ ّولُ( ف ِيم َا ج َاء َ م ِنْ ذَل ِ َ
)الْف َصْ ُ
ل من أنفسكم( الآية. كقَو ْلِه ِ تَع َالَى )لَق َ ْد ج َاءَك ُ ْم رَسُو ٌ
َ
سكُمْ( بِفَت ِْح الْف َاءِ.
سمَر ْقَنْد ُِيّ :و َق َرأَ َ بَعْضُه ُ ْم )م ِنْ أَ نْف َ ِ
ل ال َ ّ
قَا َ
س ل م َ َك ّة َ أَ ْو جَم ِي َع َ
الن ّا ِ الل ّه ُ تَع َالَى ال ْمُؤْم ِنِينَ أَ وِ الْع َر َبَ أَ ْو أَ ه ْ َ ل و ََف ّق َه ُ َ
الل ّه ُ تَع َالَى :أَ ع ْلَم َ َ ل الْفَق ِيه ُ الْق َاض ِي أَ بُو الْف َضْ ِ و َق ِراءَة ُ ا ْلجم ُْه ُورِ ب ِال َض ّ ّ
مِ ،قَا َ
َاب :أَ َن ّه ُ بَع َثَ ف ِيه ِ ْم رَسُولا م ِنْ أَ نْفُسِه ِ ْم يَعْرِف ُونَه ُ و َيَتَح َ ّقق ُونَ مَك َانَه ُ و َيَعْلَم ُونَ ِ
صدْق َه ُ و َأَ م َانَت َه ُ ن ال ْم ُوَاج َه ُ بِهَذ َا الْخِط ِ
ن مَ ِ
ِلاف ال ْمُفَس ِّري َ
عَلَى اخْ ت ِ
س َل ّم َ وِل َادَة ٌ أَ ْو ق َرَابَة ٌ، كو ْنِه ِ مِنْهُمْ ،و َأَ َن ّه ُ ل َ ْم تَكُنْ فِي الْع َر َِب قَب ِيلَة ٌ ِإلا و َلَهَا على رسول َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ك َ
الن ّصِ يحَة ِ لَهُمْ :لـِ َ ِب و َتَرْ ِ
فَلَا يَتّهِم ُونَه ُ ب ِال ْـكَذ ِ
كو ْنِه ِ م ِنْ أَ شْر َفِه ِ ْم و َأَ رْف َعِه ِ ْم و َأَ فْضَلِه ِ ْم عَلَى ق ِرَاءَة ِ الْفَت ِْح هَذِه ِ نِهَايَة ُ
)إلا ال ْم َو َ َدّة َ في القربى( و َ َ و َه ُو َ عِنْد َ اب ْ ِن ع ََب ّا ٍ
س و َغَيْرِه ِ مَعْن َى قَو ْلِه ِ تَع َالَى ِ
َاف حَم ِيدَة ٍ ،و َأث ْن َى عَلَيْه ِ بمحامد كثيرة:
صف َه ُ بَعْد ُ ب ِأَ ْوص ٍ ال ْمَد ِ
ْح ،ث َُم ّ و َ َ
__________
)الفصل الأول( )قوله السمرقندى( هو الامام الجليل الحنفي أبو الليث المعروف بإمام الهدى :تفقه على أبى جعفر الهندوانى وتوفى
سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة ولهم أبو الليث السمرقندي متقدم يلقب بالحافظ وهو الفرق بينهما ،ذكره السمعاني.
)*(
ل ش َ ّدة ِ م َا يُعْنِتُه ُ ْم و َيَض ُ ُرّ بِه ِ ْم فِي دُن ْيَاه ُ ْم و َ ُأ ْ
خر َاه ُ ْم وَع َ ِّزتِه ِ عَلَيْه ِ وَر َأْ فَتِه ِ وَرَحْمتِه ِ بِمُؤْم ِن ِيهِمْ ،قَا َ صه ِ عَلَى هِد َايَتِه ْم وَر ُشْ دِه ِ ْم و َإسْ لَامِه ِ ْم و َ ِ
ح ْر ِ
م ِنْ ِ
Shamela.org ١٩
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
بَعْضُه ُ ْم أَ ْعطَاه ُ اسْمَيْنِ م ِنْ أسمائه رؤف رَحِيم ٌ وَمِثْلُه ُ فِي الآيَة ِ ا ْل ُأ ْ
خر َى قَو ْلُه ُ تَع َالى )لفد م ََنّ َ
الل ّه ُ عَلَى ال ْمُؤْم ِنِينَ ِإ ْذ بَع َثَ ف ِيه ِ ْم رَسُولا م ِنْ
خر َى )ه ُو َ ال َ ّذ ِي بَع َثَ فِي ال ُأمّ ِيِّينَ رَسُولا منهم( الآية و َقَو ْلُه ُ تَع َالى )كَمَا أَ ْرسَل ْنَا ف ِيك ُ ْم رَسُولا مِنْكُمْ( الآية،
أنفسهم( الآية و َفِي الآيَة ِ ا ْل ُأ ْ
ْس فِي
حسَبًا لَي َ س َل ّم َ فِي قوله تعالى )من أنفسكم( قَا َ
ل نَس َبًا وَصِهْرًا و َ َ وَر ُوي ع َن عَلِيّ بن أبي طالب رضي الل ّٰه عَن ْه ُ عَن ْه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
شي ْئًا م َِم ّا الل ّه ُ عَلَيْه ِ وسلم خمسمائة ُأ ٍمّ فَمَا وَجَدْتُ فيهم ِ
سف َاح ًا وَل َا َ ن الْك َلْب ِ ِيّ كَتَب ْتُ ل ِ َلن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
ل اب ْ ُ ح ك ُُل ّه َا نِك َا ٌ
ح قَا َ سف َا ٌ
آب َائِي م ِنْ لَد ُ ْن آدَم َ ِ
ل م ِنْ نَبِ ٍ ّي ِإلَى نَبِ ٍ ّي ح ََت ّى الل ّه ُ عَنْهُم َا فِي قَو ْلِه ِ تَع َالَى )و َتَق َُل ّب َ َ
ك فِي الساجدين( قَا َ ن اب ْ ِن ع ََب ّا ٍ
س رَضِيَ َ ك َانَ عَلَيْه ِ الْجا َه َِلي ّة ُ ،وَع َ ِ
__________
)قوله وشده( هو بالجر والتأنيث عطف على حرصه ،وعزته عطف على شدة والضمير لما والجار والمجرور أعنى عليه متعلق بالشدة أو
بالعزة على طر يق التنازع ،والضمير المجرور فيه وفى رأفته وفى رحمته للنبي صلى الل ّٰه عليه وسلم كالضمير في حرصه )قوله يعنتهم( بضم
أوله وسكون ثانيه وكسر ثالثه مخففا وبضم أوله وفتح ثانيه وكسر ثالثه مشددا.
في القاموس :أعنته غيره وعنته شدد عليه وألزمه ما يصعب عليه أداؤه )قوله وحسبا( الحسب ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه )قوله
سفاح( السفاح بكسر السين المهملة الزنا.
)*(
خ ْدم َتِه ِ، ك لـِك َ ْي يَعْلَم ُوا أ َ ّنه ُ ْم ل َا يَنَالُونَ َ
الصّ فْو َ م ِنْ ِ الل ّه ُ تَع َالَى عَج ْز َ خ َلْقِه ِ ع َنْ طَاع َتِه ِ فَع ََر ّفَه ُ ْم ذَل ِ َ
ن مُحَم ّدٍ عَل ِم َ َ
جعْف َر ُ ب ُ ك نَب ًِي ّا ،و َقَا َ
ل َ خر َجْ ت ُ َ
أَ ْ
Shamela.org ٢٠
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
)قوله كعب الأحبار( هو كعب بن ماتع -بالمثناة من فوق -ابن هينوع أدرك زمن النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم ولم يره وأسلم في خلافة
أبى بكر وقيل في خلافة عمر رضي الل ّٰه عنهما وكان قبل إسلامه على دين اليهود وسكن الين ،توفى بحمص سنة اثنين وثلاثين )قوله وقال
سهل بن عبد الل ّٰه( يعنى التسترى ،وتسر قال ابن خلكان :بلد من كورة الأهواز و يقول الناس لها )شستر( وبها قبر البراء بن مالك،
وقال النووي -هو بمثناتين من فوق الأولى مضمومة والثانية مفتوحة بينهما سين مهملة -مدينة بخوزستان.
)(*) (١ - ٢
ن َب دُرّ ّ ٌ
ِي لم َِا ف ِيه ِ م ِ َ أي ك ََأن ّه ُ َ
كوْك ٌ ص ْدرَه ُْ :
َالز ّج َاجَة ِ َ صفَتُهَا كَذ َا ،و َأَ ر َاد َ ب ِالْمِصْ ب َ ِ
اح قَل ْب َه ُ ،و ُ لاب كَم ِ ْ
شك َاة ٍ ِ مُحَم ّدٍ إ ْذ ك َانَ مُسْتَوْد َعًا فِي الأَ صْ ِ
ل ب ِال َ ّ
شجَرَة ِ ال ْمُبَارَكَة ِ ،و َقَو ْلُهُ :يَك َاد ُ الصّ لاة ُ و َال َ ّ
سلَام ُ ،و َضُر ِبَ ال ْمَث َ ُ ي م ِنْ نُورِ إ ب ْر َاه ِيم َ عَلَيْه ِ َ ن و َالْح ِ ْ
كمَة ِ ،يُوقَد ُ م ِنْ شَ ج َرَة ٍ م ُبَارَكَة ٍ :أَ ْ ال ِْإ يمَا ِ
ْت ،و َق َد ق ِيل فِي هَذِه الآيَة غَي ْر هَذ َا و ََالل ّه ُ أَ ع ْلَم ُ، كه َذا َ
الز ّي ِ ل ك َلامِه ِ َ س َل ّم َ تَبِېنُ ل ِ َلن ّا ِ
س قَب ْ َ ي تَك َاد ُ نُب ُ َو ّة ُ مُح َم ّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ز َيْتُهَا يضئ :أَ ْ
)إ َن ّا
ل تَع َالَى ِ الل ّه ِ نُور ٌ وَك ِت َ ٌ
اب م ُبِينٌ( و َقَا َ ن َ ل تَع َالَى )ق َ ْد ج َاءَك ُ ْم م ِ َ ن فِي غَيْر ِ هَذ َا ال ْمَوْض ِ
ِـع نُور ًا و َسِر َاج ًا م ُن ِير ًا فَق َا َ و َق َ ْد س ََم ّاه ُ َ
الل ّه ُ تَع َالَى فِي الْقُر ْآ ِ
خر ِ ال ُ ّ
سورَة ِ، الل ّه ِ ب ِِإذْنِه ِ و َسِر َاج ًا منيرا( وَم ِنْ هَذ َا قَو ْلُه ُ تَع َالَى )أَ ل َ ْم نَشْر َحْ ل َ َ
ك صدرك( ِإلَى آ ِ أَ ْرسَل ْنَاك َ شَاهِدًا وَم ُبَش ِّر ًا و َنَذِير ًا ،وَد َاعِيًا ِإلَى َ
ل
ل س َ ْهلٌ :بنِ ُورِ الر ِ ّسَالَة ِ ،و َقَا َ
الل ّه ُ عَنْهُم َا :شَرَح َه ُ بنِ ُورِ ال ِْإسلَا ِم ،و َقَا َ ن ع ََب ّا ٍ
س رَضِيَ َ ل اب ْ ُ شَرَحَ :و ََسّ عَ ،و َالمُرَاد ُ ب َ
ِالصّ ْدرِ ه ُنَا :الْق َل ْبُ ،قَا َ
ك وِ ْزرَك َ ،الذى أنقض
ضعْنَا عَن ْ َ
اس؟ )وَو َ َ ك ح ََت ّى ل َا يَقْب َ َ
ل ال ْو َسْ و َ َ ل مَعْنَاه ُ :أَ ل َ ْم يُطَهِّر ْ قَل ْب َ َ
َلأه ُ ح ُكْ مًا وَع ِل ْمًا ،و َق ِي َ
الْحَسَنُ :م َ
__________
)قوله كمشكاة( المشكاة الـكوة في الحائط التى ليست بنافذة وقيل المراد بها في الآية القنديل وبالمصباح الفتيلة وقيل المراد بها معلاق
القنديل وبالمصباح القنديل وقيل المراد بها موضع الفتيلة وبالمصباح الفتيلة الموقودة )قوله تبېن( بفتح المثناة الفوقية وكسر الموحدة أي
تظهر )قوله وقال الحسن( هو ابن أبى الحسن البصري مات سنة عشر ومائة.
)*(
ن الر ِ ّسَالَة ِ حَت َى بلَ ّغَه َا.
ل َظهْرَه ُ م ِ َ ل أَ َي ّا ِم الْجا َه ِل َِي ّة ِ ،و َق ِي َ
ل أَ ر َاد َ م َا أثْق َ َ ل أَ ر َاد َ ثِق َ َ ل ُ
الن ّب َُو ّة ِ ،و َق ِي َ ك يَعْنِي قَب ْ َ
ف م ِنْ ذَن ْب ِ َ
ل م َا سَل َ َ
ظهرك( :ق ِي َ
ت ال ُذ ّنُوبُ َظهْرَك َ.
ك ل َأثْق َل َ ِ
صمْنَاك َ و َلَوْل َا ذَل ِ َ
ل عَ َ سلَم ِ ُ ّ
ي ،و َق ِي َ حَك َاه ُ ال ْمَاو َ ْرد ُِيّ و َال ُ ّ
الل ّه ُ مُح َم ّدٌ رَسُو ُ
ل ل ل َا ِإله َ ِإلا َ ن آدَم َ :ب ُِالن ّب َُو ّة ِ ،و َق ِي َ
ل ِإذ َا ذُكِر ْتُ ذُكِر ْتَ مَع ِي فِي قَو ْ ِ يح ْي َى ب ْ ُ
ل َ سمَر ْقَنْد ُِيّ ) ،وَر َفَعْنَا ل َ َ
ك ذكرك( :قا َ حَك َاه ُ ال َ ّ
س َل ّم َ عَلَى عَظ ِ
ِيم نِعَمِه ِ الل ّه ِ ج َ َ ّ
ل اسْم ُه ُ لِنَب ِيِّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن َ ل :هَذ َا ت َ ْقرِير ٌ م ِ َ
ل الْفَق ِيه ُ الْق َاض ِي أَ بُو الْف َضْ ِ
ن و َال ِْإقَامَة ِ ،قَا َ الل ّهِ ،و َق ِي َ
ل فِي الْأَ ذ َا ِ َ
ل إلَيْه ِ ْم و َتَنْوِيهِه ِ
س م َا نُز ِّ َ عَلَيْه ِ و َبَغ ّضَه ُ لِسَيْر ِه َا وَم َا ك َان َْت عَلَيْه ِ بِظُه ُورِ دِينِه ِ عَلَى الد ِّي ِن كُلِّه ِ وَح َ َّط عَن ْه ُ ع ُ ْهدَة َ أَ عْبَاء ِ الر ِ ّسَالَة ِ و ُ
َالن ّب َُو ّة ِ لِتَب ْلِيغِه ِ ل ِ َلن ّا ِ
ِيب وَل َا
خط ٌْس َ ل قَتَادَة ُ :ر َف َ َع الل ّٰه تعالى ذِك ْرَه ُ فِي ال ُد ّن ْيَا و َالْآ ِ
خرَة ِ ،فَلَي َ ل ر ُت ْبَتِه ِ وَرِفْعَة ِ ذِكْرِه ِ و َق ِرَانِه ِ م َ َع اسْمِه ِ اسْم َه ُ ،قَا َ
ِيم مَك َانِه ِ وَج َلي ِ
بِعَظ ِ
الل ّهِ :وَرَو َى أبُو سَع ِيدٍ الْخ ُ ْدر ُِيّ رَضِيَ الل ّٰه عنه أن النبي صلى
ل َ ل أَ شْهَد ُ أن لا إله إلا الل ّٰه وأن محمدا رَسُو ُ
م ُت َشَهِّدٌ وَل َا صَاحِبُ صَلَاة ٍ ِإلا يَق ُو ُ
__________
)قوله ثقل( هو بكسر المثلثة وفتح القاف ضد الخفة ،وبكسر المثلثة وسكون القاف
واحد الأثقال ،وبفتحهما متاع المسافر وحشمه )قوله السلمى( هو بضم المهملة وفتح اللام أبو عبد الرحمن النيسابوري شيخ الصوفية
وصاحب تار يخهم وطبقاتهم )قوله أعباء الرسالة( جمع عبء بكسر العين المهملة وسكون الموحدة بعدها همزة ،في القاموس هو الحمل
والثقل من أي شئ كان والعدل.
)*(
الل ّه ُ وَرَسُولُه ُأَ ع ْلَم ُ ،قَالَ:
كي َْف ر َفَعْتُ ذِك ْرَك َ؟ قلُ ْتُ َ :
ك يَق ُولُ :ت َ ْدرِي َ ن ر َب ِ ّي وَر ََب ّ َ
ل إ َّ سلَام ُ فَق َا َل عَلَيْه ِ ال َ ّ س َل ّم َ قَالَ) :أَ ت َانِي ِ
جبْر ِي ُ الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
َ
ك ذِك ْرًا م ِنْ ذِكْر ِي فَم َنْ ذَك َرَك َ ذَك َرَنِي.
جعَل ْت ُ َ
ل أَ يْضًاَ :
ن بِذِكْرِك َ مَع ِي ،و َقَا َ جعَل ْتُ تَمَام َ ال ِْإ يمَا ِ ن عَطَاءٍَ : ل اب ْ ُ
ِإذ َا ذُكِر ْتُ ذُكِر ْتَ مَع ِي( قَا َ
Shamela.org ٢١
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ك ِإلَى مَق َا ِم ال َ ّ
شف َاعَة ِ ،وَم ِنْ ذِكْرِه ِ مَع َه َ تَع َالَى الصّ ادِقُ :ل َا ي َ ْذك ُرُك َ أحَدٌ ب ِالر ِ ّسَالَة ِ ِإلا ذَك َرَنِي ب ُ
ِالر ّبُوب َيِ ّة ِ ،و َأشَار َ بَعْضُه ُ ْم فِي ذَل ِ َ ن مُحَم ّدٍ َ
جعْف َر ُب ُ
ل َ
و َقَا َ
ْف ال ْمُشْرِكَة ِ، الل ّه َ و َ
َالر ّسُولَ( ) ،وآمنوا بالل ّٰه ورسوله( فَجَم َ َع بَيْنَهُم َا ب ِوَاوِ الْعَط ِ ل تَع َالَى )و َأَ طِيع ُوا َ
أَ ْن ق َرَنَ طَاع َت َه ُ بطَاع َتِه ِ و َاسْم َه ُ ب ِاسْمِه ِ فَق َا َ
س َل ّم َ. ح ّقِه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ وَل َا يَج ُوز ُ جَم ْ ُع هَذ َا الْك َلَا ِم فِي غَيْر ِ َ
النمَّر ُِيّ قَا َ
ل ح َ َ ّدثَنَا أبُو مُحَم ّدِ ن مُحَم ّدٍ الْج َيَ ّان ِ ُيّ الْحَاف ُِظ ف ِيم َا أَ ج َاز َنيِه ِ و َق َرأْ َ تُه ُ عَلَى الثِّقَة ِ عَن ْه ُ ،قَا َ
ل ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو ع ُم َر َ َ خ أَ بُو عَل ِ ٍيّ الْحُسَيْنُ ب ْ ُ ح َ َ ّدثَنَا ال َ ّ
شي ْ ُ
ن
ْف الْكِنَايَة ِ لم َِا ف ِيه ِ م َ
ل أَ بُو سُلَيْم َانَ :كَرِه َ مِن ْه ُ ا ْلجم َ ْ َع بَيْنَ الاسْمَيْنِ بِ حَر ِ
ل -اذْه َْب( قَا َ
خط ِيبُ الْقَو ْ ِم أَ ن ْتَ ،ق ُ ْم -أَ ْو قَا َ س َل ّم َ )بِئ َ
ْس َ عليه و َ َ
سوِ يَة ِ ،وَذ َهبَ غَي ْرُه ُ ِإلَى َأن ّه ُ ِإ َن ّمَا كَرِه َ لَه ُ ال ْو ُق ُ َ
وف عَلَى يَعْصِهِم َا. َ
الت ّ ْ
ف
وف عَلَى يَعْصِهِم َا ،و َقَدِ اخْ تَل َ َ الصّ ح ِ
ِيح َأن ّه ُ قَالَ :وَم َنْ يَعْصِهِم َا فَق َ ْد غ َو َى ،و َل َ ْم ي َ ْذكُر ِ الو ُق ُ َ ل أَ بِي سُلَيْم َانَ أَ صَ ُ ح ّ لم َِا رُوِيَ فِي الْحَد ِ
ِيث َ و َقَو ْ ُ
الل ّه َ وَم َلائِكَت َه ُ
ن َ )إ َ ّ
صحَابُ ال ْمَع َانِي فِي قَو ْلِه ِ تَع َالَى ِ
ال ْمُفَس ِّر ُونَ و َأَ ْ
__________
)قوله الخطابى( بفتح الخاء المعجمة وتشديد الطاء المهملة هو حمد بفتح المهملة وسكون الميم بعدها دال مهملة ابن إبراهيم بن خطاب
الل ّه ِ )صلى
ل َ خطَبَ عِنْد َ رَسُو ِ
خط ِيبًا َ الإمام الحافظ البستى والخطابى نسبة إلى جده و يقال إنه من نسل زيد بن الخطاب )قوله أَ َ ّ
ن َ
ل أَ بِي سُلَيْم َانَ أصح( قال النووي :الصواب أن سبب النهى أن الخطب شأنها
الل ّٰه عليه وسلم( هو ثابت بن قيس بن شماس )قوله و َقَو ْ ُ
الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه وسلم إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا لتفهم لا كراهة ا ْلجم َ ْ َع بَيْنَ الاسْمَيْنِ بالكتاب الإيضاح واجتناب الرمز و َلِهَذ َا ك َان رَسُول َ
َب ِإلَيْه ِ م َِم ّا سواهما.
الل ّه ُ وَرَسُولُه ُ أَ ح َ ّ لأنه ورد في مواضع منها قَو ْله عَلَي ْه ال َ ّ
سلَام أَ ْن يَكُونَ َ
)*(
الضّ مِير َ الل ّه ِ تَع َالَى و َالمَلَائِكَة ِ أَ ْم ل َا؟ ف َأَ ج َازَه ُ بَعْضُهُمْ ،وَم َن َع َه ُ آخَر ُونَ ل ِعِلَ ّة ِ َ
الت ّشْر ِيكِ وَخ َُصّ وا َ الن ّب ِ ِيّ( ه َلْ يُص َُل ّونَ ر َا ِ
جع َة ٌ عَلَى َ يُص َُل ّونَ عَلَى َ
ل الل ّه ِ أَ ْن َ
جع َ َ الل ّه ُ عَن ْه ُ َأن ّه ُ قَالَ :م ِنْ ف َضِ يلَت ِ َ
ك عِنْد َ َ الل ّه َ يُصَل ِّي وم َلَائِكَت َه ُ يُص َُل ّونَ ،و َق َ ْد رُوِيَ ع َ ِ
ن ع ُم َر َ رَضِيَ َ ن َ ب َالمَلَائِكَة ِ و َق َ ّدر ُوا الآيَةَِ :إ َ ّ
Shamela.org ٢٢
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
٢.١.٢الفصل الثاني )في وصفه تعالى له بالشهادة وما يتعلق بها من الثناء والـكرامة(
٢.١.٣الفصل الثاني في وصفه تعالى له بالشهادة وما يتعلق بها من الثناء والـكرامة
س َل ّم َ ،و َق ِي َ
ل ك بالعروة الوثقى( َأن ّه ُ مُحَم ّدٌ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ سلَم ِ ُ ّ
ي ع َنْ بَعْضِه ِ ْم فِي ت َ ْفسِير ِ قَو ْلِه ِ تَع َالَى )فَقَدِ اسْ تَمْسَ َ وَح َكى أبو عبد الرحمان ال ُ ّ
س َل ّم َ، ح َمّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل ن ِعَم َت ُه ُ بم ُ َ الل ّه ِ لا ُ
تحْصُوه َا( قَا َ ل فِي قَو ْلِه ِ تَع َالَى )و َِإ ْن تَع ُ ُ ّدوا نعمت َ
ل س َ ْه ٌ ل شَه َادَة ُ َ
الت ّوْحِيدِ ،و َقَا َ ال ِْإسْ لَام ُ ،و َق ِي َ
الن ّب ِ ُيّ ِإ َن ّا أَ ْرسَل ْنَاك َ شَاهِدًا وَم ُبَش ِّر ًا و َنَذِير ًا( الآية ،جَم َ َع َ
الل ّه ُ تَع َالَى لَه ُ فِي هَذِه ِ الآيَة ِ ضُر ُوب ًا م ِنْ ر ُت َِب الل ّه ُ تعالى )يا أيها َ
ل َ قَا َ
Shamela.org ٢٣
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
هو ابن سليمان العدوى مولاهم )قوله وحرزا( بالمهملة المكسورة فالراء الساكنة فالزاي :أي حفظا )قوله للأميين( أي للعرب لأن
الكتابة عندهم قليلة والأمى من لا يحسن الكتابة ،نسبة إلى أمة العرب حين كانوا لا يحسنون الكتابة ،أو لأم بمعنى أنه كما ولدته أمه.
)*(
الل ّه ُ ح ََت ّى يُق ِيم َ بِه ِ الْملَ ِ ّة َ سي ِّئَة ِ ال َ ّ
سي ِّئ َة َ و َلـَكِنْ يَعْف ُو و َيَغْف ِر ُ ،و َلَنْ يَقْبِضَه ُ َ اب فِي الْأَ سْ وَاقِ ،وَل َا يَدْف َ ُع ب ِال َ ّ
َظ و َلا غَلِيظٍ ،و َلا سَ َخ ّ ٍ
ْس بِف ّ ٍ
ال ْمُت َوَكِّلَ ،لَي َ
ْب الْأَ حْ بَارِ، الل ّه ِ ب ْ ِن سَلَا ٍم و َ َ
كع ِ ح بِه ِ أعْيُنًا عُم ْيًا ،و َآذ َان ًا ص ًُم ّا ،و َقُلُوب ًا غُلْف ًا( وَذُك ِر َ مِثْلُه ُ ع َنْ عَبْدِ َ
الل ّهُ ،و َيَفْت َ َ
الْعَوْج َاءَ :بأَ ْن يَق ُولُوا ل َا ِإلَه َ ِإلا َ
ق ل ،و َأه َبُ لَه ُ ك ُ َ ّ
ل خ ُل ُ ٍ ل جَم ِي ٍ ل لِلْخَنَاُ ،أ َ
س ّدِدُه ُ لِك ُ ّ ِ ش :وَل َا ق َو ّا ٍ
ق ولا متز يل ب ِالْف ُحْ ِ ن اب ْ ِن ِإ ْسحَاقَ :وَل َا صَ خ ٍ
ِب فِي الْأَ سْ وَا ِ ض طُر ُقِه ِ ع َ ِ
و َفِي بَعْ ِ
شع َارَه ُ ،و َ
َالت ّقْو َى سكِين َة َ لِبَاسَه ُ ،و َالب َِر ّ ِ
ل ال َ ّ
كَر ِيمٍ ،و َأَ جْ ع َ ُ
ل سِيرَتَه ُ ،و َالْح َقّ شَر ِيع َت َه ُ ،وال ْهُد َى إم َام َه ُ ،و َال ِْإسْ لَام َ
ُوف خ ُلُق َه ُ ،و َالْع َ ْد َ
َالصدْقَ و َال ْو َفَاء َ طَب ِيَع َت َه ُ ،و َالْعَفْو َ و َال ْمَعْر َ ضَم ِيرَه ُ ،و َالْح ِ ْ
كم َة َ مَعْق ُولَه ُ ،و ِّ
الضّ لالَة ِ ،و َ ُأعْل ِم َ به
م َِل ّت َه ُ ،و َأَ حْمَد َ اسْم َه ُُ ،أهْدِيَ بِه ِ بَعْد َ َ
__________
)قوله ليس بفظ( أي بسئ الخلق )ولا غليظ( أي شديد القول )قوله ولا سخاب( بالسين المهملة والخاء المعجمة المشددة من السخب
وهى لغة ربيعة في الصخب وهو رفع الصوت )قوله الملة العوجاء( يعنى ملة إبراهيم لأن العرب غيرتها عن استقامتها فصارت كالعوجاء
)قوله غلفا( بضم المعجمة وسكون اللام جمع أغلف وهو الشئ في غلاف وغشاء بحيث لا يوصل إليه )قوله ابن سلام( بتخفيف اللام
لا غير هو الأنصاري الخزرجي كان اسمه في الجاهلية حصينا فسماه رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم عبد الل ّٰه )قوله ولا صخب( هو
بالصاد المهملة والخاء المعجمة المكسورة من الصخب وهو رفع الصوت في السوق في لغة غير ربيعة )قوله للخنا( بفتح المعجمة والقصر:
الفحش )قوله إمامه( بكسر الهمزة )قوله أهدى( بفتح الهمزة أي أرشد )قوله وأعلم( بضم الهمزة وتشديد اللام.
)*(
الن ّك ْرَة ِ ،و َ ُأكْ ثِر َ بِه ِ بَعْد َ الْقِلَ ّة ِ ،و ُأ ْغنِي َ بِه ِ بَعْد َ الْعَيْلَة ِ ،و َأَ جْم َ ُع بِه ِ بَعْد َ الْفُر ْقَة ِ ،و َ ُأؤَل ّ ُِف بِه ِ بَيْنَ بعد الجهالة ،ورفع بِه ِ بَعْد َ ا ْلخم ََالَة ِ ،و َ ُأسْم ِ َ
ي بِه ِ بَعْد َ ُ
سمَر ْقَنْد ُِيّ : الل ّه ِ لِن ْتَ لَهُمْ( الآية ،قَا َ
ل ال َ ّ ن َ مِ َ
خشِنًا فِي الْقَوْلِ :لَتف ََر ّق ُوا س َل ّم َ رَحِيم ًا بالمؤمنين ،رئوفا ،لين الجانت ،و َلَو ْ ك َانَ ف َ ً ّ
ظا َ الل ّه ُ تَع َالَى م َِن ّت َه ُ َأن ّه ُ جعل رَسُولَه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ذ َك ّر َه ُ ِم َ
الضّ َح ّاك ُ.
الل ّه ُ تَع َالَى :سَمْح ًا ،سَهْل ًا ،طَلْق ًا ،ب ًَر ّا ،لَط ِيف ًا :هَكَذ َا قَالَه ُ َ
جعَلَه ُ َ
حو ْلِه ِ ،و َلـَكِنْ َ
م ِنْ َ
ل عَلَيْك ُ ْم شَه ِيدًا( قال س و َيَكُونَ َ
الر ّسُو ُ الن ّا ِ َ جعَل ْنَاك ُ ْم ُأ َمّة ً و َ َ
سطًا لِتَكُونُوا شُهَد َاء عَلَى َ ك َ
ل تَع َالَى )وَكَذَل ِ َ
و َقَا َ
__________
)قوله بعد الخمالة( في الصحاح :الخامل الساقط الذى لا نباهة له وقد خمل يخمل خمولا وفى أفعال ابن القطاع خمل خمولا :خفى ذكره
)قوله وأسمى( بضم الهمزة وتشديد الميم )قوله وأغنى( بضم الهمزة وسكون المعجمة )قوله بعد العيلة هي بفتح المهملة الفقر )قوله سمحا(
بفتح السين المهملة وسكون الميم أي جوادا )قوله طلقا( بسكون اللام أي منبسط الوجه متهلله ،يقال طلق الرجل بالضم فهو طلق
ن ع ََب ّاس و َاب ْ ُ
ن عمر وأنس. )قوله الظحاك( هو ابن مزاحم الهلالي الخراساني يروى عن أبي هريرة و َاب ْ ُ
)*(
ل ُأ َمّتِه ِ بِهَذِه ِ الآيَة ِ ،وفِي قَو ْلِه ِ فِي الآيَة ِ الْأَ ْ
خر َى )و َفِي هَذ َا لِيَكُونَ س َل ّم َ و َف َضْ َ ل نَبي ِّنَا صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ الل ّه ُ تَع َالَى ف َضْ َ ن الْق َاب ِس ِ ُ ّ
ي :أب َانَ َ أَ بُو الْحَسَ ِ
ل ُأ َمّة ٍ بشهيد( الآية ،وقوله تعالى )وسطا(
جئ ْنَا م ِنْ ك ُ ّ ِ
ك قَو ْلُه ُتَع َالَى )فَكَي َْف ِإذ َا ِ
ل شَه ِيدًا عَلَيْك ُ ْم و َتَكُونُوا شُهَد َاء َ على الناس( وَكَذَل ِ َ َ
الر ّسُو ُ
Shamela.org ٢٤
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
لأن ْب ِيَاء ِ
جعَل ْنَاك ُ ْم ُأ َمّة ً خِيَار ًا عُد ُول ًا لِتَشْهَد ُوا ل ِ َ
خصّ صْ نَاك ُ ْم و َف ََضّ ل ْنَاك ُ ْم ب ِأَ ْن َ
ك َي عَد ُول ًا خِيَار ًا ،وَمَعْن َى هَذِه ِ الآيَة ِ :وكَمَا هَدَي ْنَاك ُ ْم فَكَذَل ِ َ
أَ ْ
ل الْأَ ن ْب ِيَاءَ :ه َلْ بلَ ّغْتُم ْ؟ فَيَق ُولُونَ :نَعَمْ، ل ج َلَالُه ُ ِإذ َا سَأَ َ الل ّه َ ج َ َ ّ
ن َ ل إ َّ ِالص ْدقِ ،ق ِي َ
ل ب ِّ الر ّسُو ُ سلام ُ عَلَى ُأمَمِه ِ ْم و َيَشْهَد َ لـَكُم ُ َ الصّ لَاة ُ و َال َ ّ عَلَيْهِم ُ َ
س َل ّم َ و َق ِي َ
ل م َعن َى الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ لأن ْب ِيَاءِ ،و َي ُزَكّ ِيهِم ُ َ
الن ّب ِ ُيّ صَلَ ّى َ س َل ّم َ ل ِ َ ل ُأمَمُهُمْ :م َا ج َاءَن َا م ِنْ بَشِيرٍ وَل َا نَذِير ٍ ،فَتَشْهَد ُ ُأ َمّة ُ مُحَم ّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ فَتَق ُو ُ
ل م َنْ خ َالَفَكُمْ، الآيَة ِِ :إ َن ّك ُ ْم حُ َ ج ّة ٌ عَلَى ك ُ ّ ِ
ل قَتَادَة ُ
ق عِنْد َ ر َ ّبِهِمْ( قَا َ
ص ْد ٍ ن آم َن ُوا أَ َ ّ
ن لَه ُ ْم قَدَم َ ِ سمَر ْقَنْد ُِيّ ،و َقَا َ
ل تَع َالَى )و َبَش ِ ّر ِ ال َ ّذ ِي َ س َل ّم َ حُ َ ج ّة ٌ عَلَيْكُمْ ،حَك َاه ُ ال َ ّ ل صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ و َ
َالر ّسُو ُ
هي َ م ُصِ يبَتُه ُ ْم بِنَبِيِّهِمْ ،وَع َنْ أَ بِي سَع ِيدٍ
ن أيْضًاِ : س َل ّم َ ي َ ْشف َ ُع لَهُمْ ،وَع َ ِ
ن الْحَسَ ِ ق ه ُو َ مُح َم ّدٌ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ص ْد ٍ
ن أسْ لَم َ :قَدَم َ ِ
ن وَز َيْد ُ ب ُ
والْحَسَ ُ
هي َ الل ّه ِ ُ
الت ّسْتَر ُِيّ ِ : ن عَبْدِ َ
ل بْ ُ
ل س َ ْه ُ
ق عِنْد َ ر َ ّبِه ِ ْم و َقَا َ
ص ْد ٍ س َل ّم َ ،ه ُو َ َ
شف ِي ُع ِ شف َاع َة ُ نَبِيِّه ِ ْم مُحَم ّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ هي َ َ
الل ّه ُ عَن ْه ُ ِ
ِي رَضِي َ َ
الْخ ُ ْدر ّ ِ
سَابِق َة ُ رَحْمَة ٍ أَ ْودَعَه َا فِي مُحَم ّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ
الفصل الثالث فيما ورد من خطابه إياه مورد الملاطفة والمبرة ٢.١.٤
سلَم ِ ُ ّ
ي حَك َاه ُ عَن ْه ُ ال ُ ّ
خطَابِه ِ ِإ َي ّاه ُ مَوْرِد َ ال ْمُلا َطفَة ِ و َال ْم َبَر ّة ِ ل َ
الث ّال ِثُ ف ِيم َا وَرَد َ م ِنْ ِ الْف َصْ ُ
الل ّهُ.
الل ّهُ ،و َأَ ع َ َّزك َ َ
ك َ ح ك َلَا ٍم بِمَنْزِلَة ٍ :أَ صْ لَح َ َ
ل هَذ َا اف ْت ِتَا ُ ك لِم َ أَ ذِن ْتَ لهم( قَا َ
ل أَ بُو مُحَم ّدٍ مَكِ ّ ُيّ ق ِي َ الل ّه ُ عَن ْ َ
ك قَو ْلُه ُ تَع َالَى )عَف َا َ
فمَ ِنْ ذَل ِ َ
ِيف عَلَيْه ِ أ ْن يَنْش ََقّ قَل ْب ُه ُ م ِنْ هَي ْبَة ِ هَذ َا الْك َلَا ِم ،لـَك َِنّ َ
الل ّه َ تَع َالَى ب ِرَحْمَتِه ِ س َل ّم َ بِقَو ْلِه ِ :لِم َأذنت لهم ،لَخ َ الن ّب ِ َيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل و َلَو ْ بَد َأَ َ
لَهُمْ ،قَا َ
ِيم
ِب؟ وفِي هَذ َا م ِنْ عَظ ِ ن الْك َاذ ِ الصّ ادِقُ فِي ع ُ ْذرِه ِ م ِ َ ك َ ف ح ََت ّى يَتَبيَ ّنَ ل َ َ ل لَهُ :لِم َ أَ ذِن ْتَ لَه ُ ْم ب َِالت ّخ َ ُل ّ ِ ن قَل ْب ُه ُ ،ث َُم ّ قَا َ ك َ
س َ أَ خْبَرَه ُ ب ِال ْع َ ْفوِ ح ََت ّى َ
ل
ْب ،قَا َ ب ،وَم ِنْ ِإك ْرَامِه ِ إ َي ّاه ُ و َبِرِّه ِ بِه ِ ما يَنْقَط ِـ ُع د ُونَ مَعْرِفَة ِ غَايَتِه ِ نيِ َ ُ
اط الْق َل ِ الل ّه ِ م َا ل َا َ
يخْفَى عَلَى ذِي ل ُ ٍّ مَنْز ِلَتِه ِ عِنْد َ َ
__________
)قوله محمد بن علي الترمذي( هو الإمام الحافظ الزاهد المؤذن صاحب التصانيف الحكيم الترمذي )قوله عون( هو ابن عبد الل ّٰه بن عتبة
يخـْبِرَه ُ( بضم المثناة التحتية وسكون
ل أَ ْن ُ
بن مسعود الهذلى الـكوفى الزاهد الفقيه يروى عن أبي هريرة وابن عباس وغيرهما )قوله قَب ْ َ
المعجمة وكسر الموحدة الخفيفة أو بفتح المعجمة وتشديد الموحدة،
ب( اللب العقل )قوله نياط القلب( بكسر
في الصحاح :أخبرته وخبرته بمعنى )قوله ولو بدأ( هو مهموز من الابتداء )قوله عَلَى ذِي ل ُ ٍّ
النون وتخفيف المثناة التحتية :عرق يعلق به القلب من الوتين إذا قطع مات صاحبه.
)*(
مخـ َي ّر ًا ،فَلَم ّا أَ ذِنَ لَه ُ ْم أَ ع ْلَم َه ُ َ
الل ّه ُ س َل ّم َ مُع َات َبٌ بِهَذِه ِ الآيَة ِ ،وَح َاشَاه ُ م ِنْ ذَلِكَ ،بَلْ ك َانَ ُ الن ّب ِ َيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن َ َاس ِإلَى أَ َ ّ
ن ِ ْفط ُو َيْه ِ :ذ َه َبَ ن ٌ
ن لَهُمْ.
الإ ْذ ِ تَع َالَى َأن ّه ُ لَو ْ ل َ ْم ي َأْ ذ َ ْن لَه ُ ْم لَقَعَد ُوا لِنِف َاقِهِمْ ،و ََأن ّه ُ ل َا حَر َ َ
ج عَلَيْه ِ فِي ِ
ن فِي قَو ْلِه ِ سل ِ ِم ال ْم ُج َاهِدِ نفسه ارائض ب ِز َما ِم ال َش ّر ِيعَة ِ خ ُلُق َه ُ أ ْن يَت َأ َدّبَ ب ِآد ِ
َاب الْقُر ْآ ِ يج ِبُ عَلَى الم ُ ْ ل الْفَق ِيه ُ الْق َاض ِي و ََف ّق َه ُ َ
الل ّه ُ تَع َالَىَ : قَا َ
ل َاب الد ِّين َِي ّة ِ و َال ُد ّن ْيَوِ َي ّة ِ ،و َل ْيَت َأَ َمّلْ هَذِه ِ المُلا َطف َة َ ال ْعَجِيب َة َ فِي ال ُ ّ
سؤَا ِ ِف الحقيقة وَر َ ْوضَة ُ الآد ِ
محَاوَر َاتِه ِ ،فَه ُو َ عُن ْصُر ُ ال ْمَع َار ِ
و َفِعْلِه ِ وَمُع َاطَاتِه ِ و َ ُ
س ب ِالْع َ ْفوِ
ل الْع َت َِب ،و َآن َ َ
كي َْف اب ْتَد َأَ ب ِال ِْإك ْرَا ِم قَب ْ َ
ن الْف َوَائِدِ و َ َ
ن الجميع ويستشير م َا ف ِيهَا م ِ َ
ل ،ال ْمُسْتَغْنِي ع َ ِ
َاب :ال ْمُن ْع ِ ِم عَلَى الْك ُ ّ ِ
َب الْأَ رْب ِ
م ِنْ ر ِّ
ْب ِإ ْن ك َانَ ث ََم ّ ذَن ْبٌ .
ل ذِكْر ِ ال َذ ّن ِ
قَب ْ َ
Shamela.org ٢٥
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ن ِإلَيْه ِ ْم
ك ُ
ل تَع َالَى )و َلَو ْلا أَ ْن ثَب ّت ْنَاك َ لَق َ ْد كِدْتَ تَرْ َ
و َقَا َ
__________
)قوله نفطو يه( النحوي الواسطي قال ابن الصلاح أهل العربية يقولونه ،ونظائره بواو مفتوحة مفتوح ما قبلها ساكن ما بعدها ،ومن
ينحوها نحو الفارسية يقولها بواو ساكنة مضموم ما قبلها مفتوح ما بعدها وبعدها هاء والتاء خطأ ،سمعت الحافظ أبا العلاء يقول :أهل
الحديث لا يحبون و يه أي يقولون نفطو يه مثلا بوابو ساكنة تأدبا من أن يقع في آخر الكلام و يه انتهى )قوله الرائض بزمام الشرعية(
رضت المهر إذا ذللته وجعلته طوع إرادتك ،والزمام هنا مستعار للأحكام أي أحكام الشر يعة )قوله ومحاوراته( هو بالحاء المهملة جمع
ل( في الصحاح وكل لفظه واحد
محاورة وهى المجاوبة )قوله هو عنصر( العنصر بضم الصاد المهملة وفتحها :الأصل )قوله ال ْمُن ْع ِ ِم عَلَى الْك ُ ّ ِ
ومعناه
جمع ،فعلى هذا تقول كل حضرت وكل حضروا على اللفظ مرة وعلى المعنى أخرى.
وكل وبعض معرفتان ولم يجئ عن العرب بالألف واللام ،وهو جائز لأن فيها معنى الإضافة أضيفت أم لم تضف انتهى.
)*(
س َل ّم َ قَب ْ َ
ل و ُق ُوعِه ِ، لات ،و َعَات َبَ نَب َِي ّنَا صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ الل ّه ُ الأَ ن ْب ِيَاء صَلَوَاتُ اللهم عَلَيْه ْم بَعْد َ َ
الز ّ ِ َ ْض ال ْمُتَكَل ِّمِينَ :عاتل َ
ل بَع ُ
شيئا قليلا( قَا َ
ِيف أ ْن
ل ذِكْر ِ م َا ع َتَب َه ُ عَلَيْه ِ وَخ َ محَافَظَة ً ل ِشَر َائ ِطِ المحَ َب ّة ِ ،و َهَذِه ِ غَايَة ُ ال ْع ِنَايَة ِ ،ث َُم ّ انْظُر ْ َ
كي َْف بَد َأَ بِثَبَاتِه ِ وَسَلَام َتِه ِ قَب ْ َ ش َ ّد انْتِهَاء ً و َ ُ
ك أَ َ
لِيَكُونَ بِذَل ِ َ
ن ِإلَيْه ِ. ك َ
يَرْ َ
ك ال َ ّذ ِي يَق ُولُونَ ف َِإ َ ّنه ُ ْم لا يُكَذِّبُونَكَ( الآية.
تخْوِ يفِه ِ ت َأْ م ِين ُه ُ وَك َرَام َت ُه ُ ،وَمِثْلُه ُ قَو ْلُه ُ تَع َالَى )ق َ ْد نَعْلَم ُ ِإ َن ّه ُ لَي َحْ زُن ُ َ فَفِي أَ ث ْنَاء ِ عَت ْبِه ِ ب َر َاءَتُه ُ ،و َفِي َط ّ
ي َ
جئ ْتَ بِه ِ ،فأنزل الل ّٰه تعالى )ف َِإ َ ّنه ُ ْم
س َل ّم َ :إ َن ّا ل َا نُكَذِّبُكَ ،و َلـَكِنْ نُكَذِّبُ م َِم ّا ِ ل ل ِ َلن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ج ْه ٍ
ل أَ بُو َ ل عَلِيّ ٌ رَضِيَ َ
الل ّه ُ عَن ْهُ :قَا َ قَا َ
لا يُكَذِّبُونَكَ( الآيَة َ.
ل ِإ َ ّنه ُ ْم
يحْزِنُكَ؟ قَالَ :ك َ َذّبَنِي قَوْمِي ،فَق َا َ ن النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم لما ك َ َذّبَه ُ قَوْم ُهُ :حَزِنَ ،فجاءه جبرئيل عَلَيْه ِ ال َ ّ
سلَام ُ فَق َالَ :م َا ُ وَرُوِيَ أَ َ ّ
س َل ّم َ ،و َِإلْطَافِه ِ فِي ِيف المأْ َ خَذِ م ِنْ تَسْلِيَتِه ِ تَع َالَى لَه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ الل ّه ُ تَع َالَى الآيَة َ ،فَفِي هَذِه ِ الآيَة ِ مَنْزَعٌ لَط ُ
ل َ يَعْلَم ُونَ أَ َن ّ َ
ك صَادِقٌ ،ف َأَ ن ْز َ َ
ل ُ
الن ّب َُو ّة ِ الْأَ م ِينَ، الْقَوْلِ :بأَ ْن ق ََر ّر َ عِنْدَه ُ َأن ّه ُ صَادِقٌ عِنْد َهُمْ ،و َأ َ ّنه ُ ْم غَي ْر ُ مُكَذِّبِينَ لَه ُ ،مُعْتَر ِفُونَ ب ِصِ دْقِه ِ قَوْل ًا و َاعْتِق َاد ًا ،و َق َ ْد ك َانُوا يُس َ ُمّونَه ُ قَب ْ َ
ل ِب ،ث َُم ّ َ
جع َ َ سه ِ ب ِ ِسمَة ِ ال ْـكَذ ِ
اض ن َ ْف ِ فَد َف َ َع بِهَذ َا َ
الت ّ ْقرِير ِ ارْتِم َ َ
__________
)قوله ما يحزنك( يقال حزنه وأحزنه )قوله منزع( بفتح الميم والزاى وهو ما يرجع إليه الرجل من أمره )قوله وإلطافه( بكسر الهمزة
مصدر ألطفه بكذا :بره به )قوله ارتماص( هو بالراء الساكنة والمثناة المكسورة والضاد المعجمة مصدر ارتمض الرجل من كذا :اشتد
عليه وأقلقه.
)*(
Shamela.org ٢٦
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
َب ه ُو َ إلا :يا أيها الرسول ،يا أيها النبي ،ي َا أَ ُ ّيهَا ال ْم َُز ّمّ ِل ،ي َا أَ ُ ّيهَا ال ْم ُ َ ّدث ّ ِر ُ.
يح ْي َى ،و َل َ ْم يُخَاط ْ
ي َا ع ِيس َى ي َا زَكَر ِ ي ّ ِا ي َا َ
ِيم ق َ ْدرِه ِ ل َ
الر ّاب ِـ ُع فِي قَسَمِه ِ تَع َالَى بِعَظ ِ الْف َصْ ُ
سلَم ِ ُ ّ
ي ع َنْ ل ل ِي عِنْد َ ر َب ِ ّي عَشْرَة ُ أَ سْمَاء ٍ ذكر منها منها أن طَه و َيس اسْمَا ِ
ن لَه ُ ،وَح َك َى أَ بُو عَبْدِ الرحمان ال ُ ّ س َل ّم َ َأن ّه ُ قَا َ الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن َ عَ ِ
س َل ّم َ، س )يس( ي َا ِإنْس َانُ أر َاد َ مُحَم ّدًا صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ س َل ّم َ ،وعن اب ْ ِن ع ََب ّا ٍ مخَاطَب َة ً لِنَب ِيِّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ق َأن ّه ُ أر َاد َ ي َا س ََي ّد ُ ُ جعْفَرٍ َ
الصّ ادِ ِ َ
ن اب ْ ِن الحنفية يس ي َا مُحَم ّد ُ
ل ي َا ِإنْس َانُ ،وَع َ ِ
ل و َق ِي َ
ل ي َا رَج ُ ُ
ل مَعْنَاه ُ ي َا مُحَم ّد ُ و َق ِي َ الز ّ َجّا ُ
ج ق ِي َ ل َ الل ّه ِ تَع َالَى و َقَا َ ِ
ل ه ُو َ ق َسَمٌ و َه ُو َ م ِنْ أسْمَاء َ
و َقَا َ
ْض ب ِأَ لْفَيْ عَا ٍم ي َا مُح َم ّد ُ ِإ َن ّ َ
ك لمن المرسلين، ق ال َ ّ
سم َاء َ و َالأر َ يخ ْل ُ َ
ل أَ ْن َ
الل ّه ُ تَع َالَى بِه ِ قَب ْ َ
ْب يس ق َسَمٌ أَ ق ْسَم َ َ
كع ٍ
وَع َنْ َ
__________
)قوله أبو الجوزاء( هو بفتح الجيم فواو ساكنة فزاى فهمزة ممدودة :أوس بن عبد الل ّٰه الربعي البصري يروى عن عائشة وغيرها ،وأما
أبو الحوراء بالحاء المهملة والراء فراوي حديث القنوت )قوله الزجاج( هو أَ بُو ِإ ْسحَاقَ إ ب ْر َاه ِيم ُالنحوي ،إليه ينسب عبد الرحمن الزجاجي
صاحب الجمل.
)*(
ِيم م َا تَق َ َ ّدم َ ن َ
الت ّعْظ ِ س َل ّم َ و َصَ َ ح ّ ف ِيه ِ َأن ّه ُ ق َسَمٌ ك َانَ ف ِيه ِ م ِ َ ن المرسلين( ف َِإ ْن ق ُ ّدِر َ َأن ّه ُ م ِنْ أَ سْمَائِه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ِيم ِإ َن ّ َ
ك لم َ ِ َ ثم قال )والقرآن الْحَك ِ
الل ّه ُ ْف الْق َس َ ِم الآخَر ِ عَلَيْه ِ و َِإ ْن ك َانَ بِمَعْنى النِّد َاء ِ فَق َ ْد ج َاء َ ق َسَمٌ آخَر ُ بَعْدَه ُ لِت َحْ ق ِي ِ
ق رِسَالَتِه ِ و َال َش ّه َادَة ِ بِهِد َايَتِه ِ أق ْسَم َ َ و َيُؤَكِّد ُ ف ِيه ِ الْق َسَم َ عَط ُ
تَع َالَى باسْمِه ِ وَك ِتَابِه ِ َأن ّه ُ لم َ ِ َ
ن المُرْسِلِينَ ب ِو َحْ يِه ِ ِإلَى عِبَادِه ِ و َعَلَى
ن أَ ن ْب ِيَائِه ِ ب ِالر ِ ّسَالَة ِ
الل ّه ُ تَع َالَى لأَ حَدٍ م ِ َ الن ّ َ ّق ُ
اش :ل َ ْم ي ُ ْقس ِ ِم َ ل َ ن الْح َقّ ،قَا َ
ل عَ ِ
ج ف ِيه ِ ولا عُد ُو َ
ق ل َا ا ْعوِج َا َ
ي َطرِ ي ٍ
صِر َاطٍ مُسْتَق ٍِيم م ِنْ ِإ يمَانِه ِ أَ ْ
ك بِهَذ َا ال ْبَلَد ِ الت ّ ْفسِير َيْنِ ،و َال ْم ُرَاد ُ ب ِال ْبَلَد ِ عِنْد َ ه َؤُل َاء ِ م َ َك ّة ُ ،و َقَا َ
ل الواسى أي يحلف ل َ َ لٌ ل َ َ
ك م َا فَعَل ْتَ ف ِيه ِ عَلَى َ ح ّ
ل أَ ْو ِ
و َأَ ن ْتَ بِه ِ ي َا مُحَم ّد ُ ح َلا ٌ
لٌ بِهَذ َا البلد(
ح ّ
َحِح ُه ُ قَو ْلُه ُ تَع َالَى ) ِ ن ال ُ ّ
سورَة َ مَك َِي ّة ٌ وَم َا بَعْدَه ُ يُص ّ ل أَ صَ ُ ح ّ لأَ َ ّ
ك م َي ِّتًا يَعْنِي ال ْمَدِين َة َ و َالْأَ َ ّو ُ
ك ف ِيه ِ ح ًَي ّا و َبِبَرَكَت ِ َ
ال َ ّذ ِي ش َ َرّف ْت َه ُ بِمَك َان ِ َ
حي ْثُ كان
ن َ
كو ْنُه ُ أَ م َا ٌ كو ْنِه ِ بِهَا ف َِإ َ ّ
ن َ الل ّه ُ تَع َالَى بِمَق َامِه ِ ف ِيهَا و َ َ ل اب ْ ِن عَطَاء ٍ فِي ت َ ْفسِير ِ قوله تعالى )و َهَذ َا ال ْبَلَد ِ الأَ م ِينِ( قَا َ
ل أَ َمّنَهَا َ نح ْوُه ُ قَو ْ ُ
وَ َ
Shamela.org ٢٧
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
__________
)قوله قال النقاش( هو أبو بكر محمد بن الحسن بن مُحَم ّد ُ بن زِي َادٍ الموصلي البغدادي المقرى المفسر.
)(*) (١ - ٣
الل ّه ُ تَع َالَى ِإشَارَة ٌ ِإلَى مُحَم ّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ ي ِإ ْن شَاء َ َ ل أَ ر َاد َ آدَم َ فَه ُو َ عَامّ ٌ وَم َنْ قَا َ
ل ه ُو َ إ ب ْر َاه ِيم ُ وَم َا وَلَد َ فَه ِ َ ثم قال تعالى )وَو َالِدٍ وَم َا وَلَد َ( م َنْ قَا َ
ك الْكِتَابُ لا ر َي ْبَ ف ِيه ِ( قال ابن عباس س َل ّم َ فِي مَوْضِع َيْنِ * و َقَا َ
ل تَع َالَى )الم ذَل ِ َ الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن ال ُ ّ
سورَة ُ الْق َسَم َ بِه ِ صَلَ ّى َ ض َمّ ُ
س َل ّم َ فَتَت َ َ
عَلَيْه ِ و َ َ
الل ّه ُ تَع َالَى و َاللام ُ الل ّه ِ ُ
الت ّسْتَر ُِيّ :الْأَ ل ُِف ه ُو َ َ ن عَبْدِ َ
ل بْ ُ
ل س َ ْه ُ
ك و َقَا َ
الل ّه ُ تَع َالَى بِهَا ،وَعَن ْه ُ وَع َنْ غَيْرِه ِ ف ِيهَا غَي ْر ُ ذَل ِ َ
هذه الحروف أقسام أَ ق ْسَم َ َ
ل عَلَى مُحَم ّدٍ
جبْر ِي َ الل ّه ُ أَ ن ْز َ َ
ل ِ ل مَعْنَاه ُ َ
ل وَجَع َ َ سمَر ْقَنْد ُِيّ و َل َ ْم يَن ْ ِ
سب ْه ُ ِإلَى س َ ْه ٍ ل ال َ ّ
س َل ّم َ ،وَح َك َى هَذ َا الْقَو ْ َ جبرئيل و َالْمِيم ُ مُحَم ّدٌ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
ن هَذ َا الْكِتَابَ ح ّ ٌ
َق ل َا ر َي ْبَ ف ِيه ِ ث َُم ّ ل الْق َسَم َ أَ َ ّ
يح ْتَمِ ُ ن ل َا ر َي ْبَ ف ِيه ِ ،و َعَلَى الوَجْه ِ الأَ َ ّو ِ
ل َ بِهَذ َا الْقُر ْآ ِ
ِس فِي قَسَمِه ِ تَع َالَى ج َ ُ ّده ُ لَه ُ لِت َحْ ق ُقّ ِ مَك َانَتِه ِ عِنْدَه ُ
ل الْخا َم ُ
الْف َصْ ُ
س َل ّم َ ق ِيَام َ الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل ك َانَ تَرْك ُ َ ل هَذِه ِ ال ُ ّ
سورَة ِ فَق ِي َ ل اسْم ُه ُ )و ُ
َالضّ حَى و ََالل ّي ْ ِ
ل إذا سجى( السورة ،اخْ تُل َِف فِي سَب َِب ن ُز ُو ِ ل ج َّ
قَا َ
ت ال ُ ّ
سورَة ُ. ل بَلْ تَك ََل ّم َ بِه ِ ال ْمُشْرِكُونَ عِنْد َ فَتْرَة ِ ال ْوَح ِْي فَنَزَل َ ِ ل بِه ِ فَتَك َل ّم َِت امْرَأة ٌ فِي ذَل ِ َ
ك بِك َلَا ٍم و َق ِي َ ل ل ِع ُ ْذ ٍر ن َز َ َ َ
الل ّي ْ ِ
الل ّه ِ تَع َالَى لَه ُ و َتَنْوِيهه ِ بِه ِ و َتَعظ ِيمِه ِ إ َي ّاه ُ س َِت ّة َ وُجُوه ٍ :الأَ َ ّو ُ
ل الْق َسَم ُ لَه ُ ض َمّن َْت هَذِه ِ ال ُ ّ
سورَة ُ م ِنْ ك َرَامَة ِ َ ل الْفَق ِيه ُ الْق َاض ِي و ََف ّق َه ُ َ
الل ّه ُ تَع َالَى :ت َ َ قَا َ
َات المَب َر ّة َِ ،
الث ّانِي بَيَانُ مَك َانَتِه ِ َب ُ
الضّ حَى و َهَذ َا م ِنْ أ ْعظَ ِم دَرَج ِ ل إذا سجى( أَ ْ
ي وَر ِّ ع ََم ّا أَ خْبَرَه ُ بِه ِ م ِنْ ح َالِه ِ بِقَو ْلِه ِ تَع َالَى )و ُ
َالضّ حَى و ََالل ّي ْ ِ
ن اصْ طَف َاك ََ ،
الث ّال ِثُ قَو ْلُه ُ ك بَعْد َ أَ ِ
ل م َا أَ ه ْمَل َ َ
ك و َق ِي َ
ض َ
ك وَم َا أَ ب ْغ َ َ
ي م َا ت َرَك َ َ ك ر َُب ّ َ
ك وَم َا قَلَى( أَ ْ حظْوَتِه ِ لَدَيْه ِ بِقَو ْلِه ِ تَع َالَى )م َا و َ َدّع َ َ
عِنْدَه ُ و َ ُ
الل ّه ِ أ ْعظَم ُ م َِم ّا أ ْعطَاك َ م ِنْ ك َرَامَة ِ ال ُد ّن ْيَا ،و َقَا َ
ل س َ ْهلٌ: ك عِنْد َ َ
ك فِي م َْرجِع ِ َ ن الأولى( قال ابن إسحق أَ ْ
ي م َال َ َ ك مِ َ
خرَة ُ خَيْر ٌ ل َ َ
تَع َالَى )وَلَلآ ِ
ك ن ال َ ّ
شف َاعَة ِ و َال ْمَق َا ِم المحَْم ُودِ خَيْر ٌ ل َ َ ي م َا ا َدّخَرْتُ ل َ َ
ك مِ َ أَ ْ
__________
)قوله فتكلمت امرأة( روى الحاكم في المستدرك في تفسير سورة الضحى أنها امرأة أبى لهب أم جميل بنت حرب أخت أبى سفيان بن
حرب واسمها العوراء )قوله وحظوته بالحاء المهملة المضمومة والظاء المعجمة الساكنة من حظيت المرأة عند زوجها.
واعلم أن كل اسم على فعلة لامه واو بعدها هاء التأنيس فإنه مثلث الفاء )*(
ات
سع َادَة ِ وَشَت َ ِ ك ربك فترضى( و َهَذِه ِ آيَة ٌ ج َامِع َة ٌ ل ِوُجُوه ِ الـْك َرَامَة ِ و َأن ْو َ ِ
اع ال َ ّ ْف يُعْط ِي َ ك فِي ال ُد ّن ْيَاَ ،
الر ّاب ِـ ُع قَو ْلُه ُ تَع َالَى )و َلَسَو َ م َِم ّا أ ْعطَي ْت ُ َ
ض ْض و َال َ ّ
شف َاع َة َ ،وَرُوِيَ ع َنْ بَعْ ِ ل يُعْط ِيه ِ الْحَو َ
خرَة ِ و َق ِي َ
اب فِي الآ ِ ن إسحق يُرْضِيه ِ ب ِالْف ُل ِْج فِي ال ُد ّن ْيَا و َ
َالث ّو َ ِ ال ِْإنْع َا ِم فِي ال َد ّار َي ْ ِن و َالز ِّي َادَة ِ ،قَا َ
ل اب ْ ُ
س َل ّم َ أَ ْن ي َ ْدخ ُ َ
ل أَ حَدٌ م ِنْ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ن أ ْرجَى مِنْهَا ،وَل َا يَرْض َى رَسُو ُ س َل ّم َ َأن ّه ُ قَالَ :لَي َ
ْس آيَة ٌ فِي الْقُر ْآ ِ الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ آ ِ
Shamela.org ٢٨
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
جعَلَه ُ في قلبه
ل لَه ُ ف َأغْنَاه ُ بما آناه أَ ْو بِمَا َ اف َ
الت ّف َاسِير ِ وَل َا م َا َ اخْ ت ِل َ ِ
__________
)قوله بالفلج( هو بضم الفاء وسكون اللام ،بعدها جيم :الفوز والظفر كالإفلاج )قوله عن بعض آله عليه السلام( هو علي بن أبي
ل أَ حَدٌ م ِنْ ُأ َمّتِه ِ َ
الن ّار َ( قيل ظاهر الآية مع هذه س َل ّم َ أَ ْن ي َ ْدخ ُ َ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ طالب ذكره الثعلبي في تفسيره )قوله وَل َا يَرْض َى رَسُو ُ
المقدمة يدل على أن أحدا من أمته صلى الل ّٰه عليه وسلم لا يدخل النار ،والجواب أنه إنما يدل على ذلك لو كان حصول الإعطاء الموعود
Shamela.org ٢٩
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
__________
)قوله الجـبروت( هو فعلوت من الجـبر وهو القهر كالملـكوت من الملك ،والرهبوت من الرهبة ،والرحموت من الرحمة )قوله رمز عنه(
الرمز الإشارة.
)*(
ن ال ْمَنْز ِلَة ِ م ِنْ ر َبِّه ِ
ك ِ
ي م ُتَم َ ِّ
ن ال ْوَح ِْي مَكِينٍ أَ ْ ي كَر ِي ٍم عِنْد َ م ُرسِله ِ ذِي ق َُو ّة ٍ عَلَى تَب ْل ِ ِ
يغ م َا حُم ِّلَه ُ م ِ َ ل كَر ِي ٍم أَ ْ ل رَسُو ٍي ُأقْسِم ُ ِإ َن ّه ُ لَق َو ُ
ل َا ُأقْسِم ُ أَ ْ
ْ
سم َاء ِ أَ م ِينٍ عَلَى ال ْوَح ِْي ،قَا َ
ل ي فِي ال َ ّ ل عِنْدَه ُ مُط ٍ
َاع ث ََم ّ أَ ْ ر َف ِ
ِيع المحَ َ ّ ِ
ل فَتَرْجِـ ُع
جبْر ِي ُ
ل غَي ْرُه ُ ه ُو َ ِ س َل ّم َ فَجَمِي ُع الْأَ ْوص ِ
َاف بَعْد ُ عَلَى هَذ َا لَه ُ و َقَا َ ل الـْكَر ِيم ُ ه ُنَا مُحَم ّدٌ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ الر ّسُو ُ عَل ِ ُيّ ب ْ ُ
ن ع ِيس َى و َغَي ْرُه َُ :
ي بِم َُتّه َ ٍم
ْب بِظَنِينٍ أَ ْ
ل فِي صُور َتِه ِ وَم َا ه ُو َ عَلَى ال ْغَي ِ
جبْر ِي َ ل ر َأَ ى ر ََب ّه ُ و َق ِي َ
ل ر َأَ ى ِ س َل ّم َ ق ِي َ َاف إلَيْه ِ و َلَق َ ْد ر َآه ُ يَعْنِي محمد صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ الْأَ ْوص ُ
َاب فِي المحَُاوَرَة ِ ث َُم ّ أَ ع ْلَم َه ُ بِمَا لَه ُ عِنْدَه ُ م ِنْ نَع ٍِيم ك بِم َجْ ن ُونٍ( و َهَذِه ِ نِهَايَة ُ ال ْم َب َر ّة ِ فِي المخَُاطَبَة ِ و َأَ ع ْلَى دَرَج ِ
َات الآد ِ خطَابَه ُ )م َا أَ ن ْتَ بنِِعْمَة ِ ر َب ِّ َ
ِ
ك عَلَى غَيْرِه ِ َ
لأن ّه ُ جَبَلَه ُ عَلَى ن قَب ْولِه ِ لم َِا أَ سْ د َاه ُ إلَيْه ِ م ِنْ ن ِعَمِه ِ و َف ََضّ لَه ُ بِذ َل ِ َ
س ِ سط ِ ُ ّ
ي أَ ث ْن َى عَلَيْه ِ بِ ح ُ ْ ل الوَا ِ ك ه َِم ّة ٌ ِإ َلّا َ
الل ّهَ ،قَا َ ْس ل َ َ
ل لَي َ
الـْكَر ِيم ُ وقَي َ
ن الْجَوَادِ ا ْلحم َِيدِ ال َ ّذ ِي يسَ ّر َ لِلْخَيْر ِ و َهَد َى ِإلَيْه ِ ،ث َُم ّ أَ ث ْن َى عَلَى فَاع ِلِه ِ وَج َاز َاه ُ عَلَيْه ِ ُ
سب ْح َانَه ُ س ِ
ِيف الـْكَر ِي ِم ال ْم ُحْ ِ ق فَسُب ْح َانَ َ
الل ّط ِ ك الْخُل ُ ِ
ذَل ِ َ
َات
الث ّلَاثَ الْآي ِ س َع ِإفْضَالَه ُ ث َُم ّ سَلاه ُ ع َنْ قَو ْلِه ِ ْم بَعْد َ هَذ َا بِمَا و َعَدَه ُ بِه ِ م ِنْ عِق َابِه ِ ْم و َتَو َ َع ّد َه ُ ْم بِقَو ْلِه ِ )فَسَتُبْص ِر ُ ويبصرون( َ م َا أَ غْم َر َ نَوَالَه ُ و َأَ ْو َ
س َل ّم َ فَذَك َر َ ب ِضْ َع عَشْرَة َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ حه ِ عَلَى ذ َ ِمّ عَدُوِّه ِ وَذِكْر ِ سُوء ِ خ ُلُقِه ِ و َع َ ّد مَع َايبِ َه ُ م ُت َولِّيًا ذَل ِ َ
ك بِف َضْ لِه ِ وَمُن ْتَصِر ًا لِنَب ِيِّه ِ صَلَ ّى َ َف بَعْد َ م َ ْد ِ ث َُم ّ عَط َ
شق َائِه ِ
ق بِتمََا ِم َ ك ب ِال ْوَعِيدِ َ
الصّ ادِ ِ ِـع ال ْمُكَذِّبِينَ( ِإلَى قَو ْلِه ِ )أَ سَاطِير ُ الأولين( ث َُم ّ خَتَم َ ذَل ِ َ ل ال َذ ّ ِمّ ف ِيه ِ بِقَو ْلِه ِ تَع َالَى )فَلا تُط ِ خصَا ِ خَصْ لَة ً م ِنْ ِ
الل ّه ِ تعالى لم أَ ت ََم ّ م ِنْ نُصْرَتِه ِ لِن َ ْف ِ
سه ِ وَر َ ُدّه ُ تَع َالَى عَلَى عَد ُ ّوِه ِ أَ بْل َ ُغ م ِنْ رَدِّه ِ سم ُه ُ عَلَى الْخُرْطُو ِم( فَك َان َْت نُصْرَة ُ َ
وَخ َاتِمَة ِ بَوَارِه ِ بقَو ْلِه ِ تَع َالَى )سَن َ ِ
مجْدِه ِ.
ن َ
و َأَ ث ْب َتُ فِي دِيوَا ِ
__________
)قوله م َا أَ غْم َر َ نَوَالَه ُ( هو بالغين المعجمة أي ما أكثره ،والنوال :العطاء.
)قوله ب ِضْ َع عَشْرَة َ خَصْ لَة ً( البضع في العدد بكسر الموحدة وفتحها من ثلاث إلى تسعة وقيل ما بين الواحد إلى العشرة لأنه قطعة من
العدد ،والخصلة بفتح الخاء المعجمة وسكون الصاد المهملة.
)*(
٢.١.٧الفصل السادس فيما ورد من قوله تعالى في جهته صلى الل ّٰه عليه وسلم مورد الشفقة والإكرام
Shamela.org ٣٠
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ي
ض أَ ِ ن ال ْو َْطء ِ و َال ْهَاء ُ ك ِنَايَة ٌ ع َ ِ
ن الْأَ ْر ِ ل ه ُو َ أَ م ٌْر م ِ َ سط ِ ُ ّ
ي أَ ر َاد َ ي َا طَاه ِر ُ ي َا ه َادِي و َق ِي َ ل الوَا ِ ُوف مُق َ َ ّ
طع َة ٌ لم َِع َانٍ ،قَا َ هي َ حُر ٌ
ل ِ
ي َا ِإنْس َانُ و َق ِي َ
حدَة ٍ
ك ب ِالاعْتِم َادِ عَلَى قَد َ ٍم و َا ِ
ك وَل َا ٺُت ْع ِْب ن َ ْفسَ َ
ض بِقَدَمَي ْ َ
اعْتَمِ ْد عَلَى الْأَ ْر ِ
ك عَلَى آث َارِه ِ ْم ِإ ْن ل َ ْم يُؤْم ِن ُوا شفَقَة ِ و َال ْم َبَر ّة ِ قَو ْلُه ُتَع َالَى )فَلَع ََل ّ َ
ك ب َاخِـ ٌع ن َ ْفسَ َ ل هَذ َا م ِنْ نَم َطِ ال َ ّ
ت قَسَم ًا لحق الفصل بِمَا قَبْلَه ُ ،وَمِث ْ ُ
ل أَ ْو جُعِل َ ْ
ق ِي َ
ك أَ َلّا يَكُونُوا مؤمنين( ث َُم ّ ك غَضَبًا أَ ْو غَيْظًا أو جَز َعًا وَمِثْلُه ُ قَو ْلُه ُ تَع َالَى أيْضًا )لَع ََل ّ َ
ك ب َاخِـ ٌع ن َ ْفسَ َ ك لِذَل ِ َ
ل ن َ ْفسَ َ
ي قَات ِ ٌ
سف ًا( أَ ْ
ِيث أَ َ
بِهَذ َا الْحَد ِ
سم َاء ِ آيَة ً فَظ ََل ّ ْ
ت ن ال َ ّ
)إ ْن نَش َأْ نُنَز ِّلْ عَلَيْه ِ ْم م ِ َ
ل تَع َالَى ِ
قَا َ
ق ن ال ْمُشْرِكِينَ( ِإلَى قَو ْلِه ِ تَع َالَى )و َلَق َ ْد نَعْلَم ُ أَ َن ّ َ
ك يَضِ ي ُ ِض ع َ ِ
اب قَو ْلُه ُ تَع َالَى )فَاصْ د َ ْع بِمَا تُؤْم َرُ و َأَ ْعر ْ
أَ عْنَاقُه ُ ْم لَهَا خ َاضِع ِينَ( * وَم ِنْ هَذ َا ال ْب َ ِ
ل مَكِ ّيّ ٌ س ََل ّاه ُ تَع َالَى بِمَا ذَك َر َ و َه َو ّنَ عَلَيْه ِ
ل م ِنْ قَب ْلِكَ( الآيَة َ قَا َ
س ٍ خر ِ ال ُ ّ
سورَة ِ و َقَو ْلُه ُ )و َلَقَدِ اسْ تُهْزِئ َ ب ِر ُ ُ ص ْدرُك َ بِمَا يَق ُولُونَ( ِإلَى آ ِ
َ
__________
)قوله الحموى( بفتح المهملة وضم الميم المشددة وكسر الواو و ياء :للنسبة إلى جده حمو يه وحموبه بلسان المصامدة عبارة عن محمد.
)قوله ابن خزيم( بالمعجمة المضمومة والزاى المفتوحة.
)قوله عن الربيع عن أنس( هو بفتح الراء :بصرى نزل خراسان يروى عن أنس.
)قوله نمط الشفقة( أي نوعها والنمط في الأصل نوع من أنواع البسط ولا يستعمل في غيره في الأكثر إلا مقيدا.
)*(
الفصل السابع فيما أخبر الل ّٰه تعالى به في كتابه العزيز من عظيم قدره وشر يف منزلته على الأنبياء وحظوة رتبته عليهم ٢.١.٨
ل هَذِه ِ َ
الت ّسْلِيَة ِ قَو ْلُه ُ تَع َالَى )و َِإ ْن يُكَذِّبُوك َ فَق َ ْد كُذِّب َْت ل بِم َنْ قَبْلَه ُ وَم ِث ِ ُ ك يَح ُ ُ ّ
ل بِه ِ م َا ح َ َ ّ ن ال ْمُشْرِكِينَ و َأَ ع ْلَم َه ُ أَ َ ّ
ن م َنْ تَمَاد َى عَلَى ذَل ِ َ م َا يلَْق َاه ُ م ِ َ
Shamela.org ٣١
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
الل ّه ُ
َث َالل ّه ُ عَن ْه ُ ل َ ْم يَبْع ِ ل عَل ِ ُيّ ب ْ ُ
ن أبي طَال ٍِب رَضِيَ َ س َل ّم َ ،قَا َ ن لِمحُ َمّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ اب ال ْمُع َاصِر ِي َ و َقَو ْلُه ُ ث َُم ّ ج َاءَكُم ُ :الْخِطَابُ ل ِأَ ه ْ ِ
ل الْكِت َ ِ
ك عَلَى س َل ّم َ لئَ ِ ْن بُع ِثَ و َه ُو َ حَيّ ٌ لَيُؤْم ِن َ ّن بِه ِ و َلَيَن ْصُر َن ّه ُ و َي َأْ خُذ َ َ ّ
ن الْع َ ْهد َ بِذ َل ِ َ نَب ًِي ّا م ِنْ آدَم َ فَم َنْ بَعْدَه ُ ِإلا أَ خَذ َ عَلَيْه ِ الْع َ ْهد َ فِي مُحَم ّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
قَوْمِه ِ.
ك ومن نوح( ن َ
الن ّب ِيِّينَ م ِيثَاقَه ُ ْم وَمِن ْ َ الل ّه ُ تَع َالَى )و َِإ ْذ أَ خَذْن َا م ِ َ
ل َ ض َمّن َْت ف َضْ لَه ُ م ِنْ غَيْر ِ وَجْه ٍ وحد :قَا َ
آي ت َ َ
ِي و َقَتَادَة َ فِي ٍ ن ال ُ ّ
س ّد ّ ِ نح ْوُه ُ ع َ ِ
وَ َ
حي ْنَا ِإلَى ن ُ ٍ
وح ِ -إلَى قَو ْلِه ِ - ك كَمَا أَ ْو َ )إ َن ّا أَ ْو َ
حي ْنَا ِإلَي ْ َ ل تَع َالَى ِ
الآيَة ُ و َقَا َ
__________
)قوله ولينصرنه و يأخذن( بفتح الذال عطف على ما قبله ونون التوكيد مراده نحو لا تهينن الفقير.
)قوله ونحوه عن السدي( هو بضم السين وتشديد الدال المهملتين نسبة إلى السدة وهى الباب وهما اثنان كوفيان تابعي كبير وهو إسمعيل
بن عبد الرحمن يروى عن ابن عباس وأنس وهو المراد هنا ،قال أبو الفتح اليعمرى في السيرة في تحو يل القبلة كان يجلس في المدينة
في مكان يقال له اللسدة فنسب إليه انتهى ،وقال الحافظ عبد الغنى في الـكمال كان يقعد في سدة باب الجامع بالـكوفة فسمى السدى
انتهى ،وفى الصحاح للجوهري والسدة باب الدار تقول رأيته قاعدا بسدة باب داره ،وسمى اسمعيل السدى لأنه كان يبيع الحمر وللقانع
في سدة مسجد الـكوفة ،وهى ما يبقى من
الطاق المسدودة انتهى.
وتابعي صغير وهو محمد بن مروان يروى عن هشام بن عروة والأعمش منزول منهم.
)*(
ل ب ِأَ بِي أَ ن ْتَ و َ ُأمِّي ي َا رَسُو َ
ل س َل ّم َ فَق َا َ الن ّب ِ ُيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل فِي ك َلا ٍم بَك َى بِه ِ َ شهيدا( روي عن عمر بن الخطاب رضي الل ّٰه عَن ْه ُ َأن ّه ُ قَا َ
ك وَم ِنْ ن ُ ٍ
وح( الآيَة َ ن َ
الن ّب ِيِّينَ م ِيثَاقَه ُ ْم وَمِن ْ َ ل )و َِإ ْذ أَ خَذْن َا م ِ َ خر َ الْأَ ن ْب ِيَاء ِ وَذَك َرَك َ فِي أَ َ ّولِه ِ ْم فَق َا َ
كآ ِ الل ّه ِ أَ ْن بَع َث َ َ الل ّه ِ لَق َ ْد بلَ َ َغ م ِنْ ف َضِ يلَت ِ َ
ك عِنْد َ َ َ
الن ّارِ يَو َ ُدّونَ أَ ْن يَكُونُوا أَ طَاع ُوك َ و َه ُ ْم بَيْنَ أَ طْ بَاقِه َا يُع َ َ ّذبُونَ يَق ُولُونَ ي َال َ ن أَ ه ْ َ الل ّه ِ لَق َ ْد بلَ َ َغ م ِنْ ف َضِ يلَت ِ َ
ك عِنْدَه ُ أَ َ ّ ل َ ب ِأَ بِي أَ ن ْتَ و َ ُأمِّي ي َا رَسُو َ
كْث فلَِذَل ِ َ
خر َه ُ ْم فِي ال ْبَع ِ ق وآ ِ ل الْأَ ن ْب ِيَاء ِ فِي الْخَل ْ ِ
كن ْتُ أ َ ّو َ س َل ّم َ قَا َ
ل ُ الن ّب ِ َيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن َ ل قَتَادَة ُ ِإ َ ّ
الر ّسُولا :قَا َ الل ّه َ و َأَ َطعْنَا َ
لَي ْتَنَا أَ َطعْنَا َ
س َل ّم َ لِت َخْ صِ يصِ ه ِ ب ِالذِّكْر ِ قَب ْلَه ُ ْم و َه ُو َ آ ِ سمَر ْقَنْد ُِيّ فِي هَذ َا تَفْضِ ي ُ لنُ ٍ
خر ُه ُ ْم بَعْثًا، ل نَب ِي ِّنَا صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل ال َ ّ
وح و َغَيْرِه ِ قَا َ و َق َ َع ذِك ْرُه ُ مُق َ َ ّدم ًا ه ُنَا قَب ْ َ
ل ل ف ََضّ ل ْنَا بَعْضَه ُ ْم عَلَى بعض( الآيَة َ قَا َ
ل أَ ه ْ ُ س ُ ك ُ
الر ّ ُ جه ُ ْم م ِنْ َظ ْهرِ آدَم َ ك َال َذ ّرِّ و َقَا َ
ل تَع َالَى )تِل ْ َ خر َ َ
الل ّه ُ تَع َالَى عَلَيْهِم ُ الْمِيثَاقَ ِإ ْذ أَ ْ
ال ْمَعْن َى أَ خَذ َ َ
س َل ّم َ لأَ َن ّه ُ بُع ِثَ ِإلَى الْأَ حْمَرِ و َالْأَ سْ وَدِ و َ ُأح َِل ّ ْ
ت لَه ُ الْغ َنَائِم ُ و َ َظه َر َْت عَلَى يَد َيْه ِ َات مُح َم ّدًا صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ َ
الت ّ ْفسِير ِ أَ ر َاد َ بِقَو ْلِه ِ وَر َف َ َع بَعْضَه ُ ْم دَرَج ٍ
Shamela.org ٣٢
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
الفصل الثامن في إعلال الل ّٰه تعالى خلقه بصلاته عليه وولايته له ورفعه العذاب بسببه ٢.١.٩
جه ِ ،و َأَ ج َازَه ُ الْف ََر ّاء ُ وَحَك َاه ُ عَن ْه ُ مَكِ ّيٌّ ،و َق ِي َ
ل ي عَلَى دِينِه ِ وَمِنْهَا ِ ي ِإ َ ّ
ن م ِنْ شِيعَة ِ مُحَم ّدٍ ِلإ ب ْر َاه ِيم َ أَ ْ س َل ّم َ أَ ْ ال ْهَاء َ عَائِدَة ٌ عَلَى مُحَم ّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
ح عَلَيْه ِ ال َ ّ
سلَام ُ. ال ْم ُرَاد ُ نُو ٌ
الل ّه ِ تَع َالَى خ َلْق َه ُ بِصَلاتِه ِ عَلَيْه ِ وَوِلايَتِه ِ لَه ُ وَر َف ْعِه ِ الْعَذ َابَ بسببه
ل الثامن في إعلال َ
الْف َصْ ُ
س َل ّم َ م ِنْ م َ َك ّة َ و َبَقِ َي ف ِيهَا م َنْ بَقِ َي الن ّب ِ ُيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ج َ كن ْتَ بِم َ َك ّة َ فَلَم ّا خَر َ َ
ي م َا ُ
الل ّه ُ لِيُع َ ّذِبَه ُ ْم و َأَ ن ْتَ ف ِيهِمْ( أَ ْ
قال الل ّٰه تَع َالَى )وَم َا ك َانَ َ
الل ّه ُ مُع َ ّذِبَه ُ ْم وهم يستغفرون( وهذا مثل قوله )لَو ْ ت َز ََي ّلُوا لَع َ َ ّذب ْنَا( الآية وقوله تعالى )و َلَو ْلا رِج َا ٌ
ل مُؤْم ِن ُونَ( ل )وَم َا ك َانَ َ
ن المُؤْم ِنِينَ ن َز َ َ
مِ َ
س َل ّم َ وَدَرْأَ تُه ُ ال ْعَذ َابَ ع َنْ أَ ه ْ ِ
ل ت )وَم َا لَه ُ ْم أَ َلّا يُع َ ّذِبَهُم ُ الل ّٰه( و َهَذ َا م ِنْ أَ بْيَنِ م َا ي ُ ْظه ِر ُ مَك َانَت َه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ الآيَة َ فَل َم ّا ه َاجَر َ المُؤْم ِن ُونَ ن َزَل َ ْ
الل ّه ُ بِتَسْلِيطِ ال ْمُؤْم ِنِينَ عَلَيْهِم ُ و َغَلَبَتِه ِ ْم إ َي ّاه ُ ْم وَح َ َكّم َ ف ِيه ِ ْم
ت م َ َك ّة ُ مِنْه ُ ْم ع َ ّذبَهُم ُ َ
صحَابِه ِ بَعْدَه ُ بَيْنَ أَ ظْ هُرِه ِ ْم فَلَم ّا خ َل َ ْ
ن أَ ْ كو ْنِه ِ ث َُم ّ َ
كو ْ ِ م َ َك ّة َ بِس َب َِب َ
ل آخَر ُ * ح َ َ ّدثَنَا الْق َاض ِي ال َش ّه ِيد ُ أبو علي رحمه الل ّٰه بقراءتي عَلَيْه ِ قَا َ
ل سُي ُوفَه ُ ْم و َأَ ْورَثَه ُ ْم أَ رْضَه ُ ْم وَدِي َار َه ُ ْم و َأَ مْوَالَه ُ ْم و َفِي الآيَة ِ أَ يْضًا ت َأْ وِ ي ٌ
ح َ َ ّدثَنَا أبو الفضل
__________
)قوله منهاجه( المنهاج الطر يق الواضح.
)*(
ْج الْح َُر ّة ِ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو عَل ِ ٍيّ السنجي حدثنا محمد بن محبوب المروزي حدثنا أَ بُو الصّ يْر َف ِ ُيّ قَالا ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو يَعْلَى ب ْ ُ
ن زَو ِ ابن خيرون وأبو الحسين َ
الفصل التاسع فيما تضمنته سورة الفتح من كراماته صلى الل ّٰه عليه وسلم ٢.١.١٠
Shamela.org ٣٣
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
الل ّه َ ه ُو َ
ن َ الل ّه َ وَم َلائِكَت َه ُ يُص َُل ّونَ عَلَى النبي( و َقَا َ
ل تَع َالَى )و َِإ ْن تَظَاه َرَا عَلَيْه ِ ف َِإ َ ّ ن َ )إ َ ّ
ل ِ ن الناس( و َ
َالصّ اد َ صَلَاتُه ُ عَلَيْه ِ قَا َ ك مِ َ
)و ََالل ّه ُ يَعْصِ م ُ َ
ل و َيُت َِم ّ نِعْم َت َه ُ لٌ م ِنْ عِنْدِه ِ ل َا ِإلَه َ غَي ْرُه ُ م َِن ّة ً بعد م َِن ّة ً و َف َضْ ل ًا بَعْد َ ف َضْ ٍ
ل ث َُم ّ قَا َ الل ّه ُ الْم َنِ ّة َ سببا للمغفرة وَك ُ ّ
ل َ ل مَكِ ّيّ ٌ َ
جع َ َ ك و َقَا َ أَ َن ّ َ
ك مَغْف ُور ٌ ل َ َ
ك ف َأَ ع ْلَم َه ُ تَمَا ِم نِعْم َتِه ِ عَلَيْه ِ بِ خُض ِ
ُوع ل يَرْف َ ُع ذِك ْرَك َ فِي ال ُد ّن ْيَا و َين ْصُرُك َ و َيَغْف ِر ُل َ َ ل بِفَت ِْح م َ َك ّة َ و َالطَائ ِ
ِف و َق ِي َ ك و َق ِي َ ل بِ خُض ِ
ُوع م َنْ تَكَ َب ّر َ ل َ َ ك ق ِي َ
عَلَي ْ َ
سع َادَة َ و َنَصْرِه ِ َ
الن ّصْر َ الْعَزِيز َ حبِّهَا لَه ُ وَر َف ِْع ذِكْرِه ِ وَه ِدايَتِه ِ الصِّر َ
َاط ال ْمُسْتَق ِيم َ ال ْمُب َ ِّلــ َغ الْج َنَ ّة َ و َال َ ّ م ُتَكَبِّر ِي عَد ُ ّوِه ِ لَه ُ و َفَت ِْح أه َ ِ ّم ال ْب ِلادِ عَلَيْه ِ و َأَ َ
)إ َن ّا أَ ْرسَل ْنَاك َ شَاهِدًا وَم ُبَش ِّر ًا و َنَذِير ًا( الآيَة َف َع َ َ ّد َ
محَاسِن َه ُ وَخَصائِصَه ُ خرَة ِ و َلَعْنِه ِ ْم و َبُعْدِه ِ ْم م ِنْ رَحْمَتِه ِ وَسُوء ِ مُنْق َلَبِه ِ ْم ث َُم ّ قَا َ
ل ِ عَد ُ َ ّوه ِ فِي ال ُد ّن ْيَا و َالآ ِ
ل ب ِال ْمَغْف ِرَة ِ وَمُنْذِر ًا عَد ُ َ ّوه ُ ب ِالْعَذ ِ
َاب ل شَاهِدًا لَه ُ ْم ب َِالت ّوْحِيدِ وَم ُبَش ِّر ًا ل ِ ُأ َمّتِه ِ ب َِالث ّو َ ِ
اب و َق ِي َ م ِنْ شَه َاد َتِه ِ عَلَى ُأ َمّتِه ِ لِن َ ْف ِ
سه ِ بِتَبْلِيغِه ِ الر ِ ّسَالَة َ لَه ُ ْم و َق ِي َ
ل يُبَال ِغ ُونَ فِي تَعْظ ِيمِه ِ يج ُِل ّونَه ُ و َق ِي َ
ل يَن ْصُر ُونَه ُ و َق ِي َ الل ّه ِ الْحُسْن َى و َيُع َزِ ّر ُوه ُ أَ ْ
ي ُ ن َ ن بالل ّٰه تم بِه ِ م َنْ سَبَق ْ
َت لَه ُ م ِ َ لالات لِيُؤْم ِ َ
ِ ن َ
الضّ وقيل مخدرا م ِ َ
ي يعظمونه وقرأه و َيُو َق ِّر ُوه ُ أَ ْ
__________
)قوله بِ خُض ِ
ُوع م َنْ تَكَ َب ّر َ لك( الجار والمجرور متعلق بخضوع )قوله وسوء منقلبهم( أي انقلابهم )قوله يعزروه( بمهملة وزاى وراء أي
يوقروه.
)(*) (١ - ٤
الل ّه ِ
ل )و َيُس َبِّحُوه ُ( فَهَذ َا ر َاج ٌع ِإلَى َ س َل ّم َ ث َُم ّ قَا َ ن هَذ َا فِي حَقّ ِ مُحَم ّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن ال ْع ِزِ ّ و َالْأَ كْ ث َر ُ و َالْأَ ظْ ه َر ُ أَ َ ّ
بَعْضُه ُ ْم )و َيُع َزِ ّز ُوه ُ( ب ِز َاءَي ْ ِن م ِ َ
ل لَه ُ و َل ِ ُأ َمّتِه ِ
اج ح ََت ّى م َا ز َاغَ ال ْب َص َر ُ وَم َا َطغ َى و َبَع َث َه ُ ِإلَى الْأَ حْمَرِ و َالْأَ سْ وَدِ و َأَ ح َ َ ّ
حفَظَه ُ فِي الْمِعْر َ ِ
ل الأَ ع ْلَى و َ َ
ج بِه ِ ِإلَى المحَ َ ّ ِ
بِه ِ شَر َائ ِـ َع غَيْرِه ِ وَع َرَ َ
الْغ َنَائِم َ وجعله شفعا مُشَ َ ّفع ًا وَسَيِّد َ وَلَد ِ آدَم َ و َق َرَنَ ذِك ْرَه ُ بِذِكْرِه ِ وَرِضَاه ُ بِرِضَاه ُ وَجَعَلَه ُ أحَد َ رُكْ ن َِي َ
الت ّوْحِيدِ
Shamela.org ٣٤
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
الفصل العاشر فيما أظهره الل ّٰه تعالى في كتابه العزيز من كرامته عليه ومكانته عنده وما خصه به من ذلك سوى ما انتظم ٢.١.١١
فيما ذكرناه قبل
كف َر ُوا( ك ال َ ّذ ِي َ
ن َ ن َ
الن ّاسِ( و َقَو ْلِه ِ تَع َالَى )و َِإ ْذ يَم ْك ُر ُ ب ِ َ ك مِ َ
س بِقَو ْلِه ِ تَع َالَى )و ََالل ّه ُ يَعْصِ م ُ َ ن َ
الن ّا ِ شاهد من العجائب ،ومن ذلك عِصْ م َتِه ِ م ِ َ
الل ّه ُ بِه ِ عَن ْه ُ فِي هَذِه ِ الْق َِصّ ة ِ م ِنْ أَ ذ َاه ُ ْم بَعْد َ تَح َرِّيه ِ ْم لِهُل ْـكِه ِ وَخ ُلُوصِه ِ ْم بحيا في أمر
الل ّهُ( وَم َا د َف َ َع َ
)إلا تَن ْصُر ُوه ُ فَق َ ْد نَصَرَه ُ َ
الآيَة َ و َقَو ْلِه ِ ِ
__________
)قوله لهلـكه( الهلك بضم الهاء وإسكان اللام :الاسم من هلك.
)*(
سكِينَة ِ عَلَيْه ِ و َق َِصّ ة ِ سُر َاق َة َ
ل ال َ ّ
َات و َن ُز ُو ِ
ن الآي ِ
ك مِ َ
جه ِ عَلَيْهِم ُ وذ ُه ُولِه ِ ْم ع َنْ طَلَبِه ِ في الاغر وَم َا َظه َر َ فِي ذَل ِ َ
و َالْأَ خْذِ عَلَى أَ بْصَارِه ِ ْم عِنْد َ خُر ُو ِ
ك و َانْ حَر ْ،
ل ل ِر َب ِّ َ
ص ِّ )إ َن ّا أَ ْعطَي ْنَاك َ ال ْـ َ
كو ْث َر َ ،ف َ َ سِيَر ِ فِي ق َِصّ ة ِ الْغ َارِ وَحَد ِ
ِيث ال ْه ِجْ رَة ِ وَمِن ْه ُ قَو ْلُه ُ تَع َالَى ِ ِيث و َال ّ
ل الْحَد ِ
حسْبَم َا ذَك َرَه ُ أَ ه ْ ُ
ك َ
ب ْ ِن م َال ِ ِ
ل ال ْمُعْجِزَاتُ ل ال َ ّ
شف َاع َة ُ و َق ِي َ ل نَه ْر ٌ فِي الْج َنَ ّة ِ و َق ِي َ
ل الخـبر ال ْـكَث ِير ُ و َق ِي َ حوْضُه ُ و َق ِي َ
الل ّه ُ تَع َالَى بِمَا أَ ْعطَاه ُ ،و َال ْـكَو ْث َر ُ َ
ك ه ُو َ الأَ ب ْت َر ُ( أَ ع ْلَم َه ُ َ ِإ َ ّ
ن شَانئِ َ َ
ي عَد ُ َ ّوك َ وَمُب ْغ ِ َ
ضكَ ،و َالْأَ ب ْت َر ُ ك ه ُو َ الأَ ب ْت َر ُ( أَ ْ )إ َ ّ
ن شَانئِ َ َ ل ال ْمَعْرِف َة ُ ،ث َُم ّ أَ ج َابَ عنه عدووه وَر َ َدّ عَلَيْه ِ قَو ْلَه ُفَق َا َ
ل تَع َالَى ِ ل ُ
الن ّب َُو ّة ُ و َق ِي َ ال ْـكَث ِيرَة ُ و َق ِي َ
سب ْ ُع المَثَانِي ال ُ ّ
سوَر ُ ن ال ْمَثَانِي والقرآن العظيم( قيل ال َ ّ
سبْع ًا م ِ َ ل أَ وِ ال ْمُفْرَد ُ ال ْوَحِيد ُ أَ وِ ال َ ّذ ِي ل َا خَيْر َ ف ِيه ِ و َقَا َ
ل تَع َالَى )و َلَق َ ْد آتَي ْنَاك َ َ الْحَق ِير ُ ال َذ ّلِي ُ
ن م ِنْ أَ ْمر ٍ ل ال َ ّ
سب ْ ُع ال ْمَثَانِي م َا فِي الْقُر ْآ ِ سب ْ ُع ال ْمَثَانِي ُأ ُمّ الْقُر ْآ ِ
ن و َالْقُر ْآنُ ال ْعَظ ِيم ُ سَائ ِرُه ُ و َق ِي َ ل و َالْقُر ْآنُ الْعَظ ِيم ُ ُأ ُمّ الْقُر ْآنِ ،و َق ِي َ
ل ال َ ّ ل ا ْل ُأو َ ُ
ط ِوَا ُ
ال ّ
ل
ْب م َث َ ٍ
وَنَهْ ٍي و َبُشْر َى و َِإنْذ َا ٍر و َضَر ِ
__________
ل الحديث( هو بفتح السين وقد يسكن أي على قدره وعدده )قوله الطوال( بكسر الطاء جمع طو يلة وأما بضم حسْبَم َا ذَك َرَه ُ أَ ه ْ ُ
)قوله َ
الطاء فمفرد يقال رجل طوال أي زائد في الطول ،واختلف في سابعة هذا الطوال فقيل الأنفال والتوبة لأنهما في حكم سورة واحدة
ولهذا لم يفصل بينهما بالبسملة وقيل التوبة وقيل يونس )قوله سائره(
هو بمهملة في أوله وهمزة مكسور ثالثه ،قال صاحب الصحاح سائر الناس جميعهم واعترض بأنه انفرد بهذا فلا يقبل منه وأجيب بأنه
لم ينفرد بل شاركه في نقله التبريزي والجواليقي وغيرهما وفى القاموس السائر الباقي لا الجميع كما توهم جماعات وقد تستعمل له بعد ذكره
أشياء عن العرب مما استعمل له.
)*(
الل ّه ُ تَع َالَى اسْ تَث ْنَاه َا لِمحُ َمّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ ل َ ل بَ ِ
ل رَكْ عَة ٍ و َق ِي َ ل سُم ِّي َْت ُأ ُمّ الْقُر ْآ ِ
ن م َثَانِي لأَ َ ّنهَا نثى فِي ك ُ ّ ِ ِيم و َق ِي َ
ن الْعَظ ِ
و َِإعْد َادِ ن ِع َ ٍم و َآتَي ْنَاك َ نَب َأَ الْقُر ْآ ِ
Shamela.org ٣٥
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
الباب الثاني في تكميل الل ّٰه تعالى له المحاسن خلقا وخلقا وقرانه جميع الفضائل الدينية والدنيو ية فيه نسقا ٢.٢
سط ِ ُ ّ
ي ِإلَى أ َ ّنهَا إشارَة ٌ ِإلَى احْ تِم َا ِ
ل ل و َأَ شَار َ ال ْوَا ِ
ق لَه ُفِي الْأَ ز َ ِ ل ف َضْ لُه ُالْعَظ ِيم ُب ُِالن ّب َُو ّة ِ و َق ِي َ
ل بِمَا سَب َ َ ك الكتاب والحكمة( الآيَة َ ق ِي َ
الل ّه ُ عَلَي ْ َ
ل َ )و َأَ ن ْز َ َ
يح ْتَمِلْه َا م ُوس َى عَلَيْه ِ ال َ ّ
سلَام ُ. ُ
الر ّ ْؤ يَة ِ َال ّتِي ل َ ْم َ
ن خ َلْق ًا وَخ ُلُق ًا و َق ِرَانِه ِ جميع الفضائل الدينية و َال ُد ّن ْيَوِ َي ّة ِ ف ِيه ِ نَسَق ًا الل ّه ِ تَع َالَى لَه ُ ال ْم َح َا ِ
س َ ل َ الث ّانِي فِي ت َ ْ
كم ِي ِ ال ْبَابُ َ
ِي دُن ْيَو ّ ٌ
ِي ل فِي الب َشَر ِ نَو ْعَانِ :ضَر ُور ّ ٌ
كمَا ِ
ل و َال ْـ َ
ل ا ْلجم ََا ِ
خصَا َ ِيم أَ َ ّ
ن ِ ل ق َ ْدرِه ِ الْعَظ ِ
ل جُم َ ِ
ِث ع َنْ تَفْاصِي ِ
الن ّب ِ ِيّ الـْكَر ِي ِم ال ْبَاح ِ اع ْل َ ْم أ ُ ّيهَا ال ْمُح ُ ّ
ِب لِهَذ َا َ
)فصل( ٢.٢.١
ك
ن عَلَى سُلُو ِ
الت ّقْو َى وَم َع ُونَة ُ ال ْب َد ِ خرَة ُ ب ِا ْل ُأ ْ
خرَوِ َي ّة ِ إذ َا قُصِ د َ بِهَا َ ل الآ ِ
حه ِ وَم َالِه ِ وَج َاهِه ِ ،و َق َ ْد تلَْحَقْ هَذِه ِ الْخِصَا ُ
سكَنِه ِ وَمَنْكَ ِ
سه ِ وَم َ ْ
وَم َل ْب َ ِ
َاب ال َش ّرْع َِي ّة ِ م ِ َ
ن الد ِّي ِن خرَوِ َي ّة ُ فَسَائ ِر ُ الأخلاق العلمية و َالْآد ِ
َطرِ يقِه َا وَك َان َْت عَلَى حُد ُودِ ال َض ّر ُورَة ِ و َق َواعِدِ ال َش ّر يعَة ِ ،و َأ َمّا المُكْتَسَب َة ُ الْأ ْ
Shamela.org ٣٦
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ْت و ُ
َالت ّؤَدَة ِ و َال ْو َقَارِ و َ
َالر ّحْمَة ِ شج َاعَة ِ و َالْحيََاء ِ و َالمُرُو َءة ِ و َ
َالصّ م ِ َالت ّوَاض ُِع و َالْع َ ْفوِ و َال ْع ِ َ ّفة ِ والْجُودِ و َال َ ّ َالصّ بْر ِ والشكر والعدل و ُ
َالز ّهْدِ و َ و َال ْعِلْم ِ و َالْحِلْم ِ و َ
َ
ن الْخُلُقِ.
س ُ هي َ َال ّتِي جِمَاعُه َاُ :
ح ْ َب و َال ْمُع َاشَرَة ِ و َأَ خَواتِهَا و َ ِ
ن الْأَ د ِ
س ِ
ح ْ
و ُ
سبُهَا و َلـَك َِن ّه ُ ل َا ب ُ َ ّد أ ْن يَكُونَ ف ِيه ِ
س و َبَعْضُه ُ ْم ل َا نكون ف ِيه ِ فَيَكْت َ ِ ض َ
الن ّا ِ ل الْج ِبِلَ ّة ِ لِبَعْ ِ
ق م َا ه ُو َ فِي الْغَرِيزَة ِ و َأصْ ِ
و َق َ ْد يَكُونُ م ِنْ هَذِه ِ الْأَ خْلَا ِ
ك َنّهَا الل ّه ِ و َال َد ّار ُ الآ ِ
خرَة ُ و َلـ َ ِ الل ّه ُ تَع َالَى و َتَكُونُ هَذِه ِ الْأَ خلَاقُ دُن ْيَوِ َي ّة ً إذ َا ل َ ْم ي ُر َ ْد بِهَا وَجْه ُ َ ل الْج ِبِلَ ّة ِ ُ
شعْب َة ٌ كَمَا سَنُبَي ِّن ُه ُ ِإ ْن شَاء َ َ م ِنْ أصُولِهَا فِي أَ صْ ِ
سنِهَا و َتَفْضِ يلِه َا.
ح ْ
ِب ُ
ن اخْ تَلَف ُوا فِي م ُوج ِ ل ال َ ّ
سلِيمَة ِ و َِإ ِ اب ال ْعُق ُو ِ
صح َ ِ
ق أَ ْ
ل ب ِاتِّف َا ِ
ن و َفَضَائ ِ ُ
س ُ ك َُل ّه َا َ
محَا ِ
شف َاعَة ِ ْب و َال ُد ّنُوِ ّ و َال ْوَح ِْي و َال َ ّ الن ّب َُو ّة ِ و َالر ِ ّسَالَة ِ و َالْخلَ ُ ّة ِ و َال ْمَح ََب ّة ِ و َالاصْ طِف َاء ِ و َال ِْإسْر َاء ِ و ُ
َالر ّ ْؤ يَة ِ و َالْقُر ِ ل م ِنْ ف َضِ يلَة ِ ُ ِإ َلّا بِتَخ ْصِ ي ِ
ص ال ْـكَب ِير ِ ال ْمُتَع َا ِ
َالصّ لَاة ِ ب ِالْأَ ن ْب ِيَاء ِ و َال َش ّه َادَة ِ بَيْنَ
ْث ِإلَى الْأَ حْمَرِ و َالْأَ سْ وَدِ و َ اج و َال ْبَع ِ
ق و َالْمِعْر َ ِ الر ّف ِيعَة ِ و َال ْمَق َا ِم ال ْم َحْ م ُودِ و َال ْبُر َا ِو َال ْوَسِيلَة ِ و َالْف َضِ يلَة ِ و َال َد ّرَجَة ِ َ
طاعَة ِ ث َُم ّ و َالْأَ م َانَة ِ و َال ْهِد َايَة ِ وَرَحْمة ٍ للْع َالم َي ِنَ الْأَ ن ْب ِيَاء ِ و َا ْل ُأم َ ِم وَسِيَادَة ِ وَلَد ِ آدَم َ و َل ِوَاء ِ ا ْلحم َْدِ و َال ْبِشَارَة ِ و َالنِّذ َارَة ِ و َال ْمَك َانَة ِ عِنْد َ ذِي ال ْعَر ْ ِ
ش و َال َ ّ
الإصْر ِ وَر َف ِْع الذِّكْر ِ وَع َ ِّزة ِ خر َ و َشَر ِ ل و َال ْـكَو ْثَر ِ وَسَم َ ِ و َإ ْعطَاء ِ الر ِّض َى وال ُ ّ
الصّ ْدرِ وَو َضْ ِع ِ
ْح َ ل و َِإتمَا ِم النِّعْمَة ِ و َالْع َ ْفوِ ع ََم ّا تَق َ َ ّدم َ وَم َا ت َأَ َ ّ
اع الْقَو ْ ِ سؤ ْ ِ
قل و َان ْ ِشق َا ِ م و َنَب ِْع ال ْمَاء ِ م ِنْ بَيْنَ أَ صَاب ِعِه ِ و َتَكْث ِير ِ الْق َلِي ِ َات و َال ْع ُجْ ِم و َإحْ يَاء ِ ال ْمَو ْتَى و َإسْم َ ِ
اع ال ُص ّ ِ ّ عَنْه ُ ْم و َالْق َس َ ِم ب ِاسْمِه ِ و َِإج َابَة ِ دَعْوَتِه ِ و َتَكْل ِِيم الجم ََاد ِ
ِ ِ
س ن َ
الن ّا ِ ِيح الْحَص َى و َإب ْر َاء ِ الآلا ِم و َالع ِصْ مَة ِ م ِ َ ل الْغَم َا ِم و َتَسْب ِ ْب وَظِ ّ ِ اع عَلَى الْغَي ِ ْب و َالاطّ ِل َ ِ َالن ّصْر ِ ب ُ
ِالر ّع ِ نو َ ْب الْأَ عْيَا ِ س و َقَل ِش ْم ِ الْقَمَرِ وَرَدِّ ال َ ّ
َات
ل الـْك َرَامَة ِ وَدَرَج ِ ُضلُه ُبِه ِ ل َا ِإلَه َغَي ْرُه ُ ِإلَى م َا أَ ع َ ّد لَه ُفِي ال َد ّارِ الآ ِ
خرَة ِ م ِنْ م َنَازِ ِ ك وَمُف ِّ
ِيط بعلمه إلا ما نحه ذَل ِ َ
يح ُل وَل َا ُ
مح ْتَف ِ ٌ
إلى مالا بحو يه ُ
كه َا ال ْوَهْم ُ.
ل و َيَحَار ُ د ُونَ إدْرا ِ
ِف د ُونَهَا ال ْعُق ُو ُ س وَم َرَات ِِب ال َ ّ
سع َادَة ِ و َالْحُسْن َى و َالز ّيادَة ِ التي تَق ُ الْق ُ ْد ِ
)ف َصْ لٌ(
مح ًَل ّا و َأَ كْ مَلُه ُ ْم محاسن
س ق َ ْدر ًا و َأَ ْعظَمُه ُ ْم َ س َل ّم َ أَ ع ْلَى َ
الن ّا ِ خف َاء َ عَلَى القَط ِْع ب ِا ْلجم ُْلَة ِ َأن ّه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ الل ّه ُ ل َا َ
ك َ ِإ ْن قلُ ْتَ أَ ك ْرَم َ َ
Shamela.org ٣٧
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
__________
= الإنسان ،وفى أنوار التنز يل في قوله تعالى )فيه سكينة من ربكم( أي ما تسكنون إليه وهو التوراة وقيل صورة من زبرجد أو ياقوت
لها رأس وذنب كرأس الهرة وذنبها وجناحان بأن تنزف الياقوت أي تسرع نحو العدو وهم يتبعونه فإذا ثبت ثبتوا وحصل النصر وقيل
صور الأنبياء من آدم إلى محمد عليه السلام ،وقيل التابوت القلب والسكينة ما فيه من العلوم والإخلاص ،وإيتائه مصر قلبهم مقر العلم
بعد إن لَم يَكُن ،وفى الـكشاف وَع َنْ عَل ِ ٍيّ رَضِي َ الل ّٰه عنه كان لها وجه كوجه الإنسان وفيها ريح هفافة )قوله الجمادات( جمع جماد وهو
ما ليس بحيوان ،واعجم بضم العين المهملة جمع أعجم وهو من ل َا ي َ ْقدِر ُ عَلَى الكلام أصلا.
)*(
س َل ّم َ تَفْصِ يل ًا * فَاع ْل َ ْم ش َو ّقَنِي ِإلَى أ ْن أَ ق َِف عَلَيْهَا م ِنْ أَ ْوصَافِه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل مَذْه َبًا جَميل ًا َ
كمَا ِ
ل ال ْـ َ
خصَا ِ
ل ِ
و َف َضْ ل ًا و َق َ ْد ذ َهَب ْتَ فِي تَف َاصِي ِ
هي َ غَي ْر ُ مُكْتَسَبَة ٍ و َفِي جِبِلَ ّة ِ الخِلْقَة ِ
ل َال ّتي ِ
كمَا ِ
ل ال ْـ َ
خصَا ِ ك أَ َن ّ َ
ك ِإذ َا نَظَر ْتَ ِإلَى ِ الن ّب ِ ِيّ الـْكَر ِي ِم حُب ِ ّي وَح َُب ّ َ
َف فِي هَذ َا َ
ك وَضَاع َ ن َو ّر َ َ
الل ّه ُ قَلْبِي و َقَل ْب َ َ
Shamela.org ٣٨
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
الناصع البياض ،والآدم الأسمر )قوله أدعج( الدعج شدة سواد الحدقة )قوله أنجل( بفتح الهمزة وسكون النون وفتح الجيم أي ذو نجل
بفتحتين وهو سعة شق العين )قوله أشكل( بفتح الهمزة وسكون المعجمة من الشكلة بضم المعجمة وسكون الكاف وهى حمرة في
بياض العين كالشهلة في سوادها )قوله أهدب الأشفار( في الصحاح الأهدب الرجل الـكبير أشفار العين وهى حروف الأجفان التى
ينبت عليها الشعر وهو الهدب )قوله أبلج( بالهمزة المفتوحة والموحدة الساكنة واللام المفتوحة والجيم أي مشرق وفى الصحاح عن أبى
عبيدة في حديث أم سعيد أبلج الوجه أي مشرقه ولم ترد بلج الحاجب لأنها وصفته بالقرن )قوله أزج( أي مقوس الحاجب مع طول
وامتداد )قوله أقى( أي محدوب الأنف )قوله أفلج( من الفلج بفتحتين وهو تباعد ما بين الثنايا.
)*(
ل ر َحْ بَ
ضد َي ْ ِن و َالذِّر َاعَيْنِ و َالْأَ سَاف ِ ِ
ل الع َ ُ َالصّ ْدرِ و َاسِـ َع َ
الصّ ْدرِ عَظ ِيم َالْمنِْكَبَيْنِ ضَ خْم َ ال ْعِظَا ِم عَب ْ َ نو َ َث ال ّلِح ْيَة ِ تَم ْل َ ُأ َ
ص ْدرَه ُ سَوَاء َ ال ْب َ ْط ِ الْجبَِينِ ك َ ّ
ك فَل َ ْم يَكُنْ
ل ال ْبَائ ِ ِن وَل َا الْق َصِ ير ِ ال ْم ُتَرَدِّدِ وَم َ َع ذَل ِ َ ْس ب ِال َ ّ
طو ِ ي ِ اف أَ ن ْوَر َ ال ْمُتَج ََر ّدِ د َق ِي َ
ق ال ْمَسْر ُبَة ِ ر َب ْع َة َ الْق َ ّدِ لَي َ ك َ ّفيْنِ و َالْقَدَم َيْنِ سَائ ِ َ
ل الْأَ طْ ر َ ِ الـ َ
َب الْغَم َا ِم،
ل ح ِّ
ق وَع َنْ مِث ْ ِ
ل سَنَا ال ْبَرْ ِ
حك ًا اف ْتَر ّ ع َنْ مِث ْ ِ ل ال َ ّ
شعْرِ ِإذ َا اف ْتَر ّ ضَا ِ س َل ّم َ ر َ ِ
ج َ ل ِإ َلّا طاله صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ يُمَاشِيه ِ أحَدٌ يُنْسَبُ إلى ال ُ ّ
طو ِ
ن ضَرْبَ ال َ ّلحْمِ ،قَا َ
ل البَر َاء ُ م َا رأيت ك ال ْبَد َ ِ ْس بِمُطَ َهّ ٍم وَل َا مُك َل ْث َ ٍم م ُتَم َا ِ
س َ س ع ُنُق ًا لَي َ ن َ
الن ّا ِ ج م ِنْ ثَنَاي َاه ُ ،أَ حْ سَ َ إذا تكلم رئ ك َُالن ّورِ َ
يخ ْر ُ ُ
__________
)قوله سواء البطن( السواء بفتح المهملة والمد :المستوى )قوله عبل العضدين( العبل بفتح المهملة وسكون الموحدة :الضخم )قوله
ل
ي َطوِ ي ُ
اف( أَ ْ
والأسافل( أي الفخذين والساقين )قوله رحب الـكفين( بفتح الراء وسكون المهملة أي واسعها )قوله سائل الْأَ طْ ر َ ِ
الأصابع )قوله أنور المتجرد( بالجيم والراء المشددة المتفوحتين أي ما تجرد عند الثياب من البدن )قوله المسربة( بفتح الميم وسكون
الصّ ْدرِ و َال ُس ّ َرّة ِ )قوله رجل الشعر( بفتح الراء وكسر الجيم وفتحها ،في الصحاح
شعَرِ ال َ ّذ ِي بَيْنَ َ
خي ُْط ال َ ّ
المهملة وضم الراء وفتح الموحدةَ :
شعر رجل إذ َا لَم يَكُن شديد الجعود ولا سبطا )قوله ِإذ َا اف ْتَر ّ ضَا ِ
حك ًا( أي إذا بدا أسنانه حالة أنه ضاحك )قوله حب الغمام( هو البرد
)قوله ليس بمطهم( هو بضم الميم وبالظاء المهملة والهاء المشددة المفتوحتين المنتفخ الوجه وقيل الفاحش السمن )قوله ولا بمكلثم( هو
بالمثلثة المفتوحة :القصير الحنك الدائى الجبهة المستدبر الوجه ،أراد أنه كان أسيل الوجه ولم يكن مستديره قاله ابن الأثير )قوله متماسك
البدن( أي يمسك بعضه بعضا )قوله ضرب اللحم( بفتح الضاد المعجمة وسكون الراء ،قال الخليل الضرب من الرجال :القليل اللحم.
)*(
)فصل( وأما نظافة جسمه وطيب ر يحه وعرقه ونزاهته عن الأقذار وعورات الجسد ٢.٢.٢
ل
ن م ِنْ رَسُو ِ
شي ْئًا أَ حْ سَ َ
ل الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم وقال أبو هريرة رضي الل ّٰه عنه ما ر َأَ ي ْتُ َ م ِنْ ذِي ل َم ِ ّة ٍ فِي حُلَ ّة ٍ حَم ْرَاء َ أَ حْ سَ َ
ن م ِنْ رَسُو ِ
خر ِ و َصْ فِه ِ لَهُ :م َنْ ر َآه ُ بِدِيه َة ً ه َابَه ُ ل عَلِيّ ٌ رَضِيَ َ
الل ّه ُ عَن ْه ُ فِي آ ِ ن أَ بِي ه َالَة َ يَتَلألأ و َجْ ه ُه ُ تَلألُؤ َ الْقَمَرِ لَيْلَة َ ال ْب َ ْدرِ و َقَا َ
ِيث اب ْ ُ
ِيب و َفِي حَد ِ
م ِنْ قَر ٍ
س َل ّم َ ،و َالْأح َادِيثُ فِي بَسْطِ ِ
صف َتِه ِ مَشْه ُورَة ٌ كَث ِيرَة ٌ فَلَا ل ن َاعِت ُه ُ ل َ ْم أَ ر َ قَبْلَه ُ وَل َا بَعْدَه ُ مِثْلَه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ وم َنْ خ َالَطَه ُ مَعْرِف َة ً أَ ح ََب ّه ُ يَق ُو ُ
ِيث
ل بِ حد ٍ
وب وَخَتَمْنَا هَذِه ِ الْفُصُو َ ل ب ِسَرْدِه َا و َقَدِ اخْ ت َصَرْن َا فِي و َصْ فِه ِ نُكَتَ م َا ج َاء َ ف ِيهَا وَجُم ْلَة ً م َِم ّا ف ِيه ِ ِ
كف َايَة ٌ فِي الْق َصْ دِ ِإلَى ال ْمَطْل ُ ِ نُطَوِ ّ ُ
الل ّه تَع َالَى.
ِف عَلَيْه ِ ه ُنَاك َ ِإ ْن شَاء َ َ
ك نَق ُ ج ٍ
َامع لِذَل ِ َ
ص ل َ ْم
ك بِ خَصَائ ِ ٍ َات الْجَسَدِ فَك َانَ ق َ ْد خ ََصّ ه ُ َ
الل ّه ُ تَع َالَى فِي ذَل ِ َ ن الْأَ قْذ َارِ وَعَوْر ِ
سمِه ِ وَطِيبُ رِ يحِه ِ وَع َرَقِه ِ و َن َز َاه َت ُه ُ ع َ ِ )فصل( و َأَ َمّا نَظَاف َة ُ ِ
ج ْ
ل الْفِطْرَة ِ الْعَشْر ِ وقال خصَا ِ تُوج َ ْد فِي غَيْرِه ِ ث َُم ّ تَم ّمَه َا بنَِظَافَة ِ ال َش ّر ِْع و َ ِ
Shamela.org ٣٩
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
__________
)قوله م ِنْ ذِي ل َم ِ ّة ٍ( اللمة بكسر واللام :هي شعر الرأس دون الجمة وسميت به لأنها تلم بالمنكبين )قوله فِي حُلَ ّة ٍ حَم ْرَاءَ( الحلة ثوبان غير
لفيفين إزار ورداء )قوله في الجدر( بضم الجيم والدال :جمع جدار وهو الحائط(*) ،
الر ّاز ُِيّ قَا َ
ل ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو س َ ل ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو ال ْع ََب ّا ِ حدٍ قَالُوا ح َ َ ّدثَنَا أَ حْمَد ُ ب ْ ُ
ن ع ُم َر َ قَا َ ن الْع َاص ِي و َغَي ْر ُ و َا ِ الن ّظَافَة ِ * ح َ َ ّدثَنَا ُ
سفْيَانُ ب ْ ُ ن عَلَى َ
بُنِي َ الد ِّي ُ
ل م َا شَمَمْتُ
س قَا َ
ن سُلَيْم َانَ ع َنْ ث َاب ٍِت ع َنْ أَ ن َ ٍ ل ح َ َ ّدثَنَا قُتَي ْب َة ُ ح َ َ ّدثَنَا َ
جعْف َر ُ ب ْ ُ ل ح َ َ ّدثَنَا م ُ ْ
سل ِم ٌ قَا َ سفْيَانَ قَا َ
ن ُ أحْمَد َ الْجلُُود ُِيّ قَا َ
ل ح َ َ ّدثَنَا اب ْ ُ
ح خ َ َ ّده ُ
س َل ّم َ مَسَ َ س َل ّم َ * وَع َنْ ج َابِر ِ ب ْ ِن سَم ُرَة َ َأن ّه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ شي ْئًا أَ طْ ي َبَ م ِنْ ر ِِيح رَسُو ِ عَن ْبَر ًا ق ُ َّط وَل َا م ِ ْ
سك ًا وَل َا َ
ل ف َوَجَدْتُ لِيَدِه ِ بَرْد ًا
قَا َ
س
ض ُع يَدَه ُ عَلَى ر َأْ ِ
يجِد ُ رِ يحَه َا و َي َ َ ِيب أَ ْم ل َ ْم يَم َس ّه َا يُصَافِح ُ ال ْمُصَافِح َ فَيَظَ ُ ّ
ل يَوْم َه ُ َ ل غَي ْرُه ُ م َ َس ّه َا بِط ٍ جؤ ْنَة ِ ع َ َ ّ
طا ٍر قَا َ جه َا م ِنْ ُ وَرِ يحًا ك َأَ َن ّمَا أَ ْ
خر َ َ
الل ّه ِ صلى الل ّٰه عليه
ل َ ن بِر ِيحِه َا و َن َام َ رَسُو ُ
الصب ْيَا ِ َ
الصّ ب ِ ِيّ فَيُعْر َُف م ِنْ بَيْنِ ِّ
__________
ن عَلَى النظافة( قال الحافظ زين الدين العراقى لم أجده هكذا بل في الضعفاء لابن حبان من حديث عائشة تنظفوا فإن )قوله بُنِي َ الد ِّي ُ
ن ال ْع َاص ِي( بن
سفْيَانُ ب ْ ُ
الإسلام نظيف ،وللطبراني في الأوسط بسند ضعيف من حديث ابن مسعود :النظافة تدعو إلى الإسلام )قوله ُ
سفْيَانُ بن عيسى الأسدى أبو بحر أصله من بلنسية ثم سكن تلمسان ث ُم ّ رَجَع ِإلَى قرطبة فرأس بها )قوله الجلودى(
أحمد بن العاصى بن ُ
هو بضم الجيم بِلَا خِلَاف قَال أبو سعيد السمعائى منسوب إلى الجلود جمع جلد وقال أبو عمرو بن الصلاح إلى سكة الجلود من نيسابور
جؤ ْنَة ِ
)قوله ما شممت( هو بكسر الميم في الماضي على الأفصح وفتحها في المضارع ،لا بفتحها في الماضي وضمها في المضارع )قوله م ِنْ ُ
عَ َ ّ
طارٍ( الجؤنة بضم الجيم وسكون الهمزة وقد تسهل سقط مغشى بجلد يجعل فيه العطار طيبه )قوله فيظل( ظللت أفعل كذا بكسر
اللام أظل بفتحها ،ونقل حركتها إلى الظاء إذا فعلته نهارا وقد تكون ظل بمعنى دام.
نج ْعَلُه ُ فِي طِيب ِنَا
ت َ ك فَق َال َ ْ س َل ّم َ ع َنْ ذَل ِ َ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ت ُأ ُمّه ُ بِق َار ُورَة ٍ تَجْم َ ُع ف ِيهَا ع َرَق َه ُ فَسَأَ لَهَا رَسُو ُ س فَعَرِقَ فَجَاء َ ْ س َل ّم َ فِي د َارِ أَ ن َ ٍ
وَ َ
ف ِيب وَذَك َر َ ال ْب ُخ َار ُِيّ فِي ت َارِ يخِه ِ ال ْـكَب ِير ِ ع َنْ ج َابِر ٍ ل َ ْم يكن النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم يمر في طر يق فَيَت ْب َع ُه ُ أَ حَدٌ ِإ َلّا ع َرَ َ ط ِ و َه ُو َ م ِنْ أَ طْ ي َِب ال ّ
س َل ّم َ وَرَو َى ال ْم ُزَن ِ ُيّ و َالْحَر ْب ِ ُيّ ع َنْ ج َابِر ٍ أَ ْرد َفَنِي ِيب صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ك ك َان َْت ر َائِ حَت َه ُ بِلَا ط ٍ ن تِل ْ َن ر َاه َو َيْه ِ أَ َ ّ
أَ َن ّه ُ سَلـَك َه ُ م ِنْ طِيبِه ِ وَذَك َر َِإ ْسحَاقُ ب ْ ُ
Shamela.org ٤٠
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
الل ّه عليه وسلم بعد موته نج ِ ْد مِثْلَه َا ق ُ ِّط ومثله قال أبو بكر رضي َ
الل ّه عنه حين قبل النبي صلى َ َت مِن ْه ُ رِيح ٌ طَي ِّب َة ٌ ل َ ْم َ
سطَع ْ ح ًَي ّا وَم َي ِّتًا قَا َ
ل وَ َ
ض ُع
ن يُو َ س َل ّم َ قَد َ ٌ
ح م ِنْ عَيْد َا ٍ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ س َل ّم َ ،قَال َ ْ
ت وَك َانَ ل ِرَسُو ِ الن ّب ِ َيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ تخْدُم ٌ َ ل ِهي َ ُأ ُمّ أَ يْم َ َ
ن وَك َان َتَ َ نَسَبِهَا و َق ِي َ
ت قُم ْتُ و َأَ ن َا ع َ ْطشَانَة ٌ ف َشَر ِ ب ْت ُه ُ و َأَ ن َا ل َا
ل ب َرَك َة َ عَن ْه ُ فَق َال َ ْ
شي ْئًا فَسَأَ َ ل ف ِيه ِ لَيْلَة ً ث َُم ّ اف ْتَقَدَه ُ فَل َ ْم َ
يج ِ ْد ف ِيه ِ َ ل فَبَا َ ن َ
الل ّي ْ ِ ل ف ِيه ِ م ِ َ
تح ْتَ سَر ِيرِه ِ يَب ُو ُ
َ
Shamela.org ٤١
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
)فصل( وأما وفور عقله وذكاء لبه وقوة حواسه وفصاحة لسانه واعتدال حركاته وحسن شمائله ٢.٢.٣
الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ ل َ م َ ْقط ُوعَ ال ُس ّ َرّة ِ وَرُوِيَ ع َنْ ُأمِّه ِ آم ِن َة َ أَ َ ّنهَا قَال َ ْ
ت وَلَدْتُه ُ نَظ ِيف ًا م َا بِه ِ قَذَر ٌ ،وَع َنْ عَائِش َة َ رضي الل ّٰه عنها ما رأيت فرج رَسُو ِ
َت عَي ْنَاه ُ ،و َفِي سِلُه ُغَيْرِي ف َِإ َن ّه ُ ل َا ي َر َى أَ حَدٌ عَوْرَتِي ِإ َلّا ُ
طمِس ْ س َل ّم َ ل َا يُغ َ ّ الن ّب ِ ُيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ س َل ّم َ ق ُ َّط ،وَع َنْ عَل ِ ٍيّ رَضِي َ َ
الل ّه ُ عَن ْه ُ أَ ْوصَانِي َ وَ َ
سب ْع ِينَ
ن م ُنَبِّه ٍ ق َرأْ َ تُ فِي أَ حَدٍ و َ َ ح ُ ّققِه ِ و َق َ ْد قَا َ
ل وَه ْبُ ب ْ ُ ج ِإلَى ت َ ْقرِيرِه ِ لِت َ َ ل بَدِيهَة ٍ ،و َهَذ َا م َِم ّا ل َا ُ
يح ْتَا ُ ُوب ف َ ْهمِه ِ ل ِأَ َ ّو ِ ل َ ْم يَم ْتَر ِ فِي ر ُْجح َا ِ
ن عَقْلِه ِ و َثُق ِ
الل ّه َ
ن َ خر َى ف َوَجَدْتُ فِي جَميعِه َا أَ َ ّ س عَقْل ًا وأَ فْضَلُه ُ ْم ر َأْ ي ًا و َفِي رِو َايَة ٍ ُأ ْ س َل ّم َ أَ رْجَ ح ُ َ
الن ّا ِ الن ّب ِ َيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن َ ك ِتَاب ًا ف َوَجَدْتُ فِي جَم ِيعِه َا أَ َ ّ
والل ّٰه لأبصر م ِنْ وَر َائِي كَمَا ُأبْصِر ُ م ِنْ بَيْنِ يدى ،قال العلماء إن الل ّٰه خلق له صلى الل ّٰه عليه وسلم إدراكا في قفاه يبصر به من ورائه وقد
ن حنبل وجمهور العلماء إن هذه الرؤ ية رؤ ية
ل أَ حْم َد ب ْ ُ
انخرقت العادة له صلى الل ّٰه عليه وسلم بأكْ ث َر من هَذ َا ،وقال القاضى عياض قَا َ
عين حقيقة )*(
خر َى ِإن ِ ّي ل ُأبْص ِر ُ م ِنْ قَف َايَ كَمَا ُأبْصِر ُ م ِنْ بَيْنِ يَد ََيّ
َات ِإن ِ ّي لأَ نْظ ُر ُ م ِنْ وَر َائِي كَمَا أَ نْظ ُر ُ م ِنْ بَيْنِ يَد ََيّ و َفِي ُأ ْ ِإ َي ّاه َا فِي حُ َ ج ّتِه ِ و َفِي بَعْ ِ
ض الر ِ ّو َاي ِ
Shamela.org ٤٢
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ ل َ الل ّه ُ عليه وسلم وقال أبو هريرة رضي الل ّٰه عَن ْه ُ م َا ر َأي ْتُ أَ حَدًا أَ سْرَعَ م ِنْ رَسُو ُ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
ل َ ك يَصْر َع ُه ُ رَسُو ُ ات ك ُ ُ ّ
ل ذَل ِ َ م َ َّر ٍ
ْض تُطْو َى لَه ُِ ،إ َن ّا لَن ُجْ هِد ُ أَ نْفُسَنَا و َه ُو َ غَي ْر ُ مكترث. س َل ّم َ فِي مَشْيِه ِ ك ََأن ّمَا الْأَ ر َ
عَلَيْه ِ و َ َ
__________
ن ب ْ ِن أبى جعفر الجعفري أحد ن الْحَسَ ِ)قوله حدثنا همام( كذا في كثير من النسخ وصوابه هانئ وهو هانئ بن يحيى السلمى أخذ ع َ ِ
الضعفاء قال الطبراني لم يروه عن قتادة
إلا الحسن بن أبي جعفر تفرد به هانئ بن يحيى )قوله عشرة فراسخ( في الصحاح الفرسخ فارسي معرب وهو ثلاثة أميال والميل منتهى
مد البصر عن ابن السكيت انتهى ،وقيل الميل أربعة آلاف خطوة والخطوة ثلاثة أقدام بوضع قدم أمام قدم و يلصق به والبريد أربعة
فراسخ )قوله ب َِأن ّه ُ صَرَعَ رُك َانَه َ( هو بضم الراء وتخفيف الكاف ،أسلم يوم الفتح وتوفى بالمدينة سنة أربعين )قوله وَصَارَعَ أب َا رُك َانَة َ( قيل
إنه صارعه عليه السلام جماعة :ركانة وهو أمثلها وأبو ركانة كما ذكر القاضى هنا وأبو جهل ولا يصح وأبو الأسد الجمحى قاله السهيلي
ويزيد بن ركانة أو ركانة بن يزيد على الشك رواه البيهقى وأبو داود في مراسيله )قوله غير مكترث( أي غير مبال.
)*(
سم ًا إذ َا ال ْتَف َتَ ال ْتَف َتَ مَع ًا وإذا مَش ِي مَشِيَ تَق َُل ّع ًا ك َأَ َن ّمَا يَنْح ُ َّط م ِنْ صَب ٍَب.
ن ضَ حِك َه ُ ك َانَ تَب َ ُ ّ
سلَام ُ أَ َ ّ
صف َتِه ِ عَلَيْه ِ ال َ ّ
و َفِي ِ
ل و َال ْمَوْض ِ
ِـع ال َ ّذ ِي ل َا يحهل سَلَاسَة َ ض ِ
ل الْأَ ف ْ َ س َل ّم َ م ِنْ ذَل ِ َ
ك ب ِال ْم َح َ ّ ِ ل فَق َ ْد ك َانَ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ )فصل( و َأَ َمّا فَصَاح َة ُ اللِّسَا ِ
ن و َبَلاغ َة ُ الْقَو ْ ِ
ُص ببَِد َائ ِ
ِـع الْحِكَم ِ و َعُل ِ ّم َ أَ لْسِن َة َ ف ُأوتِي َ جَوَام ِـ َع الْكَل ِ ِم وَخ َ ّ
ن و َقِلَ ّة َتَك َُل ّ ٍ َطب ٍْع و َب َر َاع َة َ مَنْز ٍِع و َإيجَاز َ م َ ْقط ٍَع و َنَصَاع َة َ لَفْظٍ وَجَز َالَة َقَو ْ ٍ
لو َِ
َصح ّة َ مَع َا ٍ
Shamela.org ٤٣
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ن ل ُأ َمّة ٍ مِنْهَا بِلِسَانِهَا و َيُحاوِر ُه َا بِلُغَتِهَا و َيُبَارِيهَا فِي مَنْز َِع بَلَاغَتِهَا ح ََت ّى ك َانَ كَث ِير ٌ م ِنْ أَ ْ
صحَابِه ِ يَسْأَ لُونَه ُ فِي غَيْر ِ مَوْطِ ٍ ال ْع َر َِب فَك َانَ يُخَاطِبُ ك ُ َ ّ
ع َنْ شَر ِ
ْح ك َلَامِه ِ و َت َ ْفسِيِر ِ قَو ْلِه ِ.
كك َلَامِه ِ م َ َع ذى المشعار
نجْدٍ َ
ل الْ حِجَازِ و َ َ
ْش و َالْأنْصَارِ و َأَ ه ْ ِ
ْس ك َلَام ُه ُ م َ َع ق ُر َي ٍ
ك وَتَح َ ّقق َه ُ و َلَي َ م َنْ ت َأَ َمّ َ
ل حَدِيث َه ُ وَسِيَرَه ُ عَل ِم َ ذَل ِ َ
__________
ل بِق ُ َو ّة ٍ )قوله من صبب( بفتح المهملة وبالوحدتين الأولى مفتوحة :هو الموضع المرتفع )قوله سلاسة( )قوله تقلعا( التقلع ر َف ْ ُع الر ِ ّجْ ِ
بفتح السين المهملة أي سهولة )قوله وبراعة منزع( البراعة مصدر برع الرجل بضم الراء وفتحها أي فاق أقرائه في العلم وغيره،
والمنزع المأخذ )قوله مقطع( أي تمام كلام )قوله ونصاعة( النصاعة بفتح النون والصاد والعين المهملتين بينهما ألف :الخلوص )قوله
وجزالة( بفتح الجيم والزاى خلاف الركانة )قوله جوامع الكلم( هو جمع جامعة )قوله وتحاورها( بالحاء المهملة أي تجاوبها )قوله
ويباريها( يقال فلان يبارى فلانا أي يعارضه )قوله وسير( بكسر السين المهملة وفتح المثناة التحتية جمع سيرة بسكون المثناة )قوله
المشعار( بكسر الميم وسكون الشين المعجمة ثم عين مهملة وقيل معجمة بعدها ألف وراء ،والهمداني بسكون الميم وبالدال نسبة إلى
همدان قبيلة من اليمن.
)*(
ك
حضْرَمَو ْتَ وَم ُلُو ِ
ل َ
ِي و َغَيْرِه ِ ْم م ِنْ أَ ق ْيَا ِ
كنْد ّ ِ
ل ب ْ ِن حُ جْرٍ ال ْـ ِ
س وَو َائ ِ ِ
َث ب ْن قَي ْ ٍ
ي و َالْأَ شْ ع ِ
ن ب ْ ِن ح َارِثَة َ ال ْعُلَيْمِ ِ ّ اله َ ْمد َان ِ ِيّ وَطِ ْهف َة َ ال َنّهْد ّ ِ
ِي ،و َقَطَ ِ
ن ،و َانْظُر ْ ك ِتَابَه ُ ِإلَى هَمْد َانَ) :إ َ ّ
ن لـَك ُ ْم فرَاعَه َا وَو َه َا َطه َا وَع ََزاز َه َا. الْيم َ َ ِ
ت َأْ ك ُلُونَ ع ِلافَه َا ،و َتَرْع ُونَ عَف َاءَه َا ،لَنَا م ِنْ دِفْئِه ْم وَصِر َامِه ِ ْم م َا س ََل ّم ُوا ب ِالْمِيثَا ِ
ق و َالْأَ م َانَة ِ.
ن َ
الصّ د َقَة ِ الثّل ْبُ و َلَه ُ ْم م ِ َ
__________
)قوله وطهفه( بكسر المهملة وسكون الهاء ،والنهدى بفتح النون )قوله قطن( بالقاف والمهملة المفتوحتين بعدهما نون ،وحارثة بالحاء
ل
المهملة والمثلثة ،والعليمي بضم العين المهملة وفتح اللام من بنى عليم )قوله من حجر( بضم الحاء المهملة وسكون الجيم )قوله م ِنْ أَ ق ْيَا ِ
حضْرَمَو ْتَ ( الأقيال بفتح الهمزة وفتح المثناة من تحت ثم ألف ولام :جمع قيل بفتح القاف وسكون المثناة ،وهو الملك من ملوك
َ
حمير ،وحضرموت اسم لبلد باليمن ولقبيلة )قوله فراعها( هو بفاء مكسورة وراء وعين مهملة :ما علا من الأرض )قوله ووهاطها( بكسر
الواو بالطاء المهملة جمع وهط بفتح الواو وسكون الهاء وهو المطمئن من الأرض )قوله عزازها( بفتح العين المهملة وبزائين مخففتين
قال الهروي هو ما اشتد من الأرض وصلب
وخشن )قوله علافها( بكسر العين المهملة وتخفيف اللام والفاء قال الهروي هو جمع علف يقال علف وعلاف كجمل وجمال )قوله
عفاءها( بفتح العين المهملة وتخفيف الفاء والمد قال الهروي هو ما ليس فيه ملك )قوله من دفئهم وصرامهم( الدفء بكسر المهملة
وبالفاء الساكنة وبالهمز ،والصرام بكسر المهملة وتخفيف الراء قال الهروي معناه من إبلهم وغنمهم وقيل سماها دفئا لأنها يتخذ من
أوبارها وأصوافها ما يتدفؤن به )قوله الثلب( بكسر المثلثة وسكون اللام بعدها موحدة قال الهروي هو من الذكور الذى هرم وتكسرت
أسنانه.
)*(
مخْضِه َا
محْضِه َا و َ َ )الل ّه ُ َ ّم ب َارِ ْ
ك لَه ُ ْم فِي َ ح و َقَو ْلُه ُ لِنَهْدٍَ : ْش الْحَوار ُِيّ و َعَلَيْهِم ُ ف ِيهَا َ
الصّ الـِ ـ ُغ و َالْق َارِ ُ ن و َال ْـكَب ُ ِض ال َد ّا ِ
ج ُ ل و َالْف َار ُ و َ
َالن ّابُ و َالْف َصي ُ
محْسِنًا، الصّ لَاة َ ك َانَ مُسْل ِمًا ،وَم َنْ آتَى َ
الز ّك َاة َ ك َانَ ُ ل و َال ْوَلَد ِ ،م َنْ أَ قَام َ َ
ك لَه ُ ْم فِي ال ْمَا ِ َث ر َاعِيَهَا فِي ال َد ّثْر ِ و َافْجُر ْ لَه ُ َ
الثمَّد َ و َب َارِ ْ وَمَذْقِه َا و َابْع ْ
مخ ْل ِصً ا ،لـَك ُ ْم ي َا بَنِي نَهْدٍ ودائع وَم َنْ شَهِد َ أَ ْن ل َا ِإلَه َ ِإ َلّا َ
الل ّه ُ ك َانَ ُ
__________
)قوله والناب( بالنون والموحدة في آخره.
قال الهروي قال أبو بكر هي الناقة الهرمة التى طال نابها وذلك من أمارات هرمها ،والفارض الداجن فالفارض بالفاء والراء والضاد
المعجمة المسن من الإبل ،والداجن بالدال المهملة والجيم المكسورة :الدابة التى تألف البيت )قوله الحوارى( بحاء مهملة وواو مفتوحتين
Shamela.org ٤٤
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
وراء مكسورة و ياء نسبة ،قال ابن الأثير منسوب إلى الحور وهى جلود تتخذ من جلود الضأن وقيل هو ما دبغ من الجلود بغير قرظ
و َه ُو أَ ح َد م َا جاء على أصله ولم يعل ،كتاب ،قال الكاشغرى في كتابه مجمع الغريب :الحورى المكوى منسوب إلى الحورا وهى كية يقال
حوره إذا كواه هذا الـكية )قوله الصالغ( بالصاد المهملة واللام المكسورة والغين المعجمة قال ابن الأثير هو من البقر والغنم الذى كمن
وانتهى سنه في السنة السادسة و يقال بالسين انتهى )قوله والقارح( بالقاف والراء والحاء المهملة قال ابن الأثير:
الفرس القارح وفى القاموس :القارح من ذوى الحافر بمنزلة البازل من الإبل )قوله لنهد( بفتح النون وسكون الهاء وبالدال المهملة:
قبيلة من اليمن )قوله في محضها ومخضها( الأول بالحاء المهملة والضاد المعجمة :اللبن الخالص ،والثانى بالمعجمتين وهو ما مخض من اللبن
وأخذ زبده )قوله مذقها( هو بفتح الميم وسكون الذال المعجمة وبالقاف :المزج والخلط والمراد هنا اللبن المخلوط بالماء )قوله في الدثر(
بفتح الدال المهملة وسكون المثلثة وبالراء :المال الـكثير يقع على الواحد والاثنين والجماعة ،قاله ابن الأثير )قوله الثمد( بفتح المثلثة والميم
وبالدال المهملة المال القليل )قوله ودائع الشرك( أي عهوده ومواثيقه أعطيته وديعا أي عهدا وقيل ما كانوا استودعوه )*(
ن َ
الصّ لَاة ِ ،وَكَت َبَ لَهُمْ ،فِي ال ْوَظِيفَة ِ الْفَرِ يضَة َ ولـكم الفارض ح ْد فِي الْحيََاة ِ وَل َا ٺَتَثاق َلْ ع َ ِ ك وَوَضَائ ِـ ُع ال ْمُل ْكِ ،لا نلطط فِي َ
الز ّك َاة ِ وَل َا تلُ ْ ِ الش ِّرْ ِ
ِيس ،ل َا يُمَن َ ُع سرحكم الر ّكُوبُ و َالْف َل ُو ّ َ
الضّ ب ُ ن ُ والقريش وَذ ُو ال ْع ِنَا ِ
__________
ل عَلَي ْه قَو ْله
من أموال الـكفار الذين لم يدخلوا في الإسلام ،أراد أنها حلال لهم لأنها مال كافر قدر عليه من غير عهد ولا شرط و َيَد ُ ّ
في الحديث :ما لم يكن عهد )قوله ووضائع( بفتح الواو والضاد المعجمة وفى آخره عين مهملة جمع وضيعة وهى الوضيفة على الملك وما
يلزم الناس في أموالهم من الصدقة والزكاة يعنى لا يتجاوزها معكم ولا يزيد فيها وقيل معناه لا يأخذ منكم ما كان ملوككم وضعوه عليكم
بل هو لـكم والأول يناسبه الملك بكسر الميم والثانى بضمها )قوله تلطط( بضم المثناة الفوقية وسكون اللام وكسر الطاء المهملة بعدها
أخرى يقال لط الغريم وألط إذا منع الحق )قوله ولا تلحد( بضم المثناة الفوقية وسكون اللام وكسر الحاء وبالدال المهملتين قال ابن
الأثير أي لا يحصل منكم ميل عن الحق ما دمتم أحياء )قوله الفر يضة( قال ابن الأثير :الفر يضة المسنة الهرمة يعنى هي لـكم لا يؤخذ
منكم في الزكاة ويروى عليكم
في الوظيفة الفر يضة أي في كل نصاب ما فرض فيه انتهى )قوله الفارض( بالفاء وهى المسنة ،وفى بعض النسخ بالعين المهملة وهى
الناقة التى يصيبها كسر أو مرض فتخر ،والقريش بالفاء والراء المكسورة والمثناة التحتية الساكنة والشين المعجمة قال الهروي قال
العتيبى هي التى وضعت حديثا كالنفساء من النساء وقال الأصمعى فرس قريش إذا حمل عليها النتاج لسبع )قوله وذو العنان الركون(
العنان بكسر العين المهملة سير اللجام قال ابن الأثير يريد الفرس الذلول لأنه يلجم ويركب )قوله والفلو( بفتح الفاء وضم اللام وتشديد
الواو :المهر ،قال أبو بريد إذا فتحت الفاء شددت الواو وإذا كسرتها خففت فقلت فهو مثل جرو ،والضبيس بفتح الضاد المعجمة
وكسر الموحدة بعدها مثناة تحتية ثم سين مهملة قال الهروي هو العسر الصعب )قوله سرحكم( بفتح السين المهملة وإسكان الراء وبالحاء
المهملة أي ماشيتكم.
)*(
الر ّب َاقَ ،م َنْ أَ ق ََر ّ فلََه ُ ال ْو َفَاء ُ ب ِال ْع َ ْهدِ و َالذ ِّ َمّة ِ وَم َنْ أَ بَى ف َعَلَيْه ِ الربوة( * يح ْب َُس د َ ُرّك ُ ْم م َا ل َ ْم تُضْ مِر ُوا َ
الر ّم َاقَ و َتأْ ك ُلُوا َ ضد ُ طَل ْحُك ُ ْم وَل َا ُ
وَل َا يُعْ َ
يب، ل الْع َبَاه ِلَة ِ و َالْأَ ْور ِ
َاع ال ْمَشَاب ِ ِ )إلَى الأَ ق ْيَا ِ
ومن كتابه لوائل ب ْ ِن حُ جْرٍِ :
__________
)قوله يعضد( بضم المثناة التحتية وسكون العين المهملة وفتح الضاد المعجمة بعدها دال مهملة أي يقطع ،والطلح شجر عظام من شجر
يح ْب َُس د َ ُرّكُمْ( أي ذوات الدر أراد أن
العظاه و َأَ َمّا قَو ْله تَع َالَى )وطلح منضود( فقال المفسرون هو شجر الموز وقيل الطلع )قوله وَل َا ُ
الماشية لا تحشر إلى المصدق وهو الذى يأخذ صدقات الماشية ولا يحبس عن المرعى إلى أن يجتمع ثم بعد لما في ذلك من الإضرار بها
قاله ابن الأثير )قوله ما لم تضمروا الرماق( بكسر الراء بعدها ميم مخففة فقاف بعد الألف أي النفاق يقال رامقه رماقا وهو أن ينظر
إليه شزرا نظر العداوة يعنى ما لم تضق قلوبكم عن الحق يقال عيشه رماق أي ضيق وعيش رمق أي يمسك الرمق وهو بقية الروح وآخر
Shamela.org ٤٥
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
النفس قاله ابن الأثير )قوله وتأكلون الرباق( بكسر الراء وبالموحدة وألف فقاف جمع ربق بكسر الراء وهو الحبل فيه عدة عرى يشد
به البهم ،الواحدة من العرى ربقة وفى الحديث خلع ربقة الإسلام من عنقه كذا في الصحاح ،قال ابن الأثير شبه ما يلزم الأعناق
من العهد بالرباق واستعار الأكل لبقض العهد فإن البهيمة إذا أكلت الربق خلصت من الشدة )قوله والذمة( هي بمعنى العهد )قوله
فعليه الربوة( بكسر الراء وفتحها أي من تقاعد عن أداء الزكاة فعليه الز يادة في الفر يضة الواجبة عقوبة عليه )قوله العباهلة( بفتح
العين المهملة فالوحدة بعدها ألف فهاء مكسورة فلام ،في المصباح عباهلة اليمن ملوكهم الذين أقروا على ملـكهم لا يزولون عنه )قوله
والأرواع( بفتح الهمزة وسكون الراء وفتح الواو بعدها ألف فعين مهملة قال الهروي هي الحسان الوجوه يقال رائع وأرواع )قوله
المشابيب( بفتح الميم والشين المعجمة الخفيفة بعدها ألف فموحدة فمثناة تحتية فموحدة قال الهروي أراد الرؤس السادة الزهر الألوان،
زاد ابن الأثير :واحدهم مشبوب كأنما أوقدت ألوانهم بالنار.
)*(
س ومن زنى مم بِكْر ٍ فَاصْ ق َع ُوه ُ م ِائَة ً
ُوب ا ْلخم ُ ُ ُ
سي ِالت ّيْعَة ِ شَاة ٌ ل َا مُقَوِ ّرَة ُ الْأل ْيَاطِ وَل َا ضِنَاك َ وأنطوا الشبجة و َفِي ال ُ ّ
و َف ِيه ِ :فِي َ
__________
)قوله في التيعة( بكسر المثناة الفوقية فسكون المثناة التحتية فعين مهملة قال الهروي قال أبو عبيدة هي الأربعون من الغنم وقال أبو
سعيد أدنى ما تجب من الصدقة كالأربعين من الغنم فيها شاة وخمس الإبل فيها شاة وأصله من التيع وهو الفئ يقال أتاع فيه فتاع
)قوله لا مقورة الألياط( المقورة بضم الميم وفتح القاف وتشديد الواو بعدها راء :والألياط بفتح الهمزة وسكون اللام وتخفيف المثناة
التحتية وفى آخره طاء مهملة قال الهروي يعنى لا مسترخية الجلود لهزالها من الانوار وهو الاسترخاء في الجلود والهزال ،والألياط جمع
ليط وهو الشعر اللائط بالعود يعنى اللازق به )قوله
ولا ضناك( بكسر المعجمة وبالنون المخففة والكاف ،قال الهروي :الضناك الـكثير اللحم )قوله وأنطوا( بفتح الهمزة وسكون النون لغة
يمانية في أعطوا ،والثبجة :بالمثلثة فالموحدة فالجيم المفتوحات قال الهروي يعنى أعطوا الوسط في الصدقة ولا تعطوا من خيار المال ولا
من رذالته وحشوه انتهى )قوله وفى السيوب( بالسين المهملة والمثناة التحتية المضمومتين والوحدة بعد الواو قال الهروي قال أبو عبيد:
السيوب الركاز ولا أراه أخذ إلا من السيب وهو العطية قال ابن الأثير وقيل السيوب عروق من الذهب والفضة تسيب في المعادن
أي يتلون فيها و يظهر )قوله مم بكر( قال ابن الأثير لغة أهل اليمن يبدلون لام التعر يف ميما فعلى هذا تكون راء بكر مكسورة من غير
تنوين لأن أصله )من البكر( فلما أبدل اللام ميما بقيت الحركة بحالها كقولهم بالحرث في بنى الحرث و يكون استعمل البكر موضع
الأبكار والأشبه أن يكون نكرة منونة وقد أبدلت نون )من( ميما لأن النون الساكنة إذا كان بعدها باء قلبت في اللفظ ميما نحو منبر
وعنبر فيكون التقدير من زنا من بكر انتهى ملخصا.
فإن قيل ما ذكره من الأشبه لا يتأتى في قوله بعد ذلك مم ثيب؟ أجيب بأن القلب في مم ثيب على هذه المناسبة مم بكر لوقوع الباء
الموحدة بعد النون والعرب كثيرا ما يخرجون الكلام عن الأصل إلى غيره للمناسبة كقولهم ما قدم وحدث بضم الدال من حدث
لمناسبة قدم والأصل حدث بفتح الدال )قوله فاصقعوه( بهمزة وصل وصاد مهملة وقاف مفتوحة وعين مهملة مضمومة.
)*(
ن حُ جْرٍ
ل بْ ُ
سكِر ٍ حَر َام ٌ( وَو َائ ِ ُ الل ّه ِ وَك ُ ُ ّ
ل مُ ْ ض َ واستوفضون عَام ًا وَم َنْ ز َنَى مم ثِي ّ ٍِب ف َضَرِّجُوه ُ ب ِالأَ ضَام ِِيم وَل َا تَوْصِيم َ فِي الد ِّي ِن ولا عمه فِي ف َرَائ ِ ِ
يَتَر ََف ّ ُ
ل عَلَى الْأَ قَيَالِ.
َاظ؟ الصّ د َقَة ِ ال ْمَشْه ُورِ لَم ّا ك َانَ ك َلَام ُ ه َؤُل َاء ِ عَلَى هَذ َا الْح َ ّدِ و َبَلاغَتُه ُ ْم عَلَى هَذ َا َ
النمَّطِ و َأَ كْ ث َر ُ اسْ تِعَم َالِه ِ ْم هَذِه ِ الْأَ لف ُ س فِي َ
ن هَذ َا م ِنْ ك ِتَابِه ِ ل ِأَ ن َ ٍ
أي ْ َ
اس ِث َ
الن ّ َ ل ِإلَيْه ِ ْم و َلِي ُح َ ّد ِ استَعْم َلَه َا مَعَه ُ ْم لِيُبَيِّن ل ِ َلن ّا ِ
س م َا نُز ِّ َ
هي َ ال ْمُنْط ِي َة ُ ِي) :ف َِإ َ ّ
ن ال ْيَد َ ال ْعُل ْيَا ِ ِيث عَط َِي ّة َ ال َ ّ
سعْد ّ ِ كقَو ْلِه ِ فِي حَد ِ
بِمَا يَعْلَم ُونَ ،و َ َ
__________
قال ابن الأثير أي اضربوه وأصل الصقع الضرب على الرأس وقيل الضرب ببطن الـكف )قوله واستوفضون( بهمزة وصل وسين مهملة
ومثناة فوقية مفتوحة وواو ساكنة وفاء مكسورة وضاد معجمة قال الهروي أي غربوه وانفواه واطردوه وأصله من استوفضت الإبل
Shamela.org ٤٦
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
إذا تفرقت في رعيها )قوله فضرجوه( بالضاد المعجمة المفتوحة والراء المشددة المكسورة والجيم قال الهروي التضريج التدمية وقال ابن
الأثير ضرجوه بالأضاجيم أي دموه بالضرب )قوله بالأضاميم( بفتح الهمزة وتخفيف الضاد المعجمة وميمين بينهما مثناة من تحت قال
الهروي يعنى جماهير الحجاز يرد الرجم واحدتهما إضمامة لأن بعضها ضم إلى بعض وكذلك في جماعات الناس الـكتب )قوله ولا توصيم(
بفتح المثناة الفوقية وسكون الواو وكسر الصاد المهملة قال الهروي يقول لا تفتروا في إقامة الحد ولا تحابوا فيه والوصم الـكسل والتوانى
)قوله ولا غمة( بضم الغين المعجمة وتشديد الميم قال ابن الأثير لا تستر ولا تخفى فرائصه )قوله يترفل( بتشديد الفاء المفتوحة قال ابن
الأثير أي يتسود و يترأس استعارة من ترفيل الثوب وهو إسباغه وإسباله )قوله أين هذا من كتابه لأنس( قيل لم يكتب صلى الل ّٰه عليه
وسلم إلى أنس وإنما أبو بكر هو الذى كتب إليه وأجيب بأن الدارقطني ذكر بإسناد صحيح رواية أنس لهذا الحديث عن النبي صلى الل ّٰه
عليه وسلم وذكر أبو داود عن ابن عمر أن النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم كتب كتاب الصدقة ولم يخرجه فعمل به أبو بكر وعمر )قوله فإن اليد
العليا هي المنطية( في الصحيحين عن )*(
س َل ّم َ بِلُغ َت ِنَا. الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ل فَك َل ّمَنَا رَسُو ُ
هي َ ال ْمُنْطَاة ُ قَا َ و َال ْيَد َ ال ُ ّ
سفْلَى ِ
هي َ لُغ َة ُ بَنِي عَامِر ٍ و َأَ َمّا ك َلَام ُه ُ
ي سَلْ ع ََم ّا شِئ ْتَ و َ ِ
س َل ّم َ )سَلْ عَنْكَ( أَ ْ ُالن ّب ِ ُيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل لَه َ
ِي حِينَ سَأَ لَه ُفَق َا َ
ِيث الْع َامِر ّ ِ
و َقَو ْلُه ُفِي حَد ِ
ال ْمُعْتَاد ُ
َت فِي ألْف َاظِه َا وَمَع َان ِيهَا ال ْـكُت ُبُ ،ومِنْهَا مالا يُوَاز َى اس ف ِيهَا ال َد ّو َاوِي َ
ن وَجُم ِع ْ ف َ
الن ّ ُ حكَمِه ِ ال ْم َأْ ثُورَة ِ فَق َ ْد َأل ّ َ
و َفَصَاحَت ُه ُ ال ْمَعْلُوم َة ُ وَجَوَام ِـ ُع كَل ِمِه ِ و َ ِ
ك ْقوِلِه ِ) :ال ْمُسْل ِم ُونَ ٺتكافؤ دماؤهم ويسعى
فَصَاح َة ً وَل َا يُبَار َى بَلاغ َة ً َ
__________
الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ وسلم قال وهو على المنبر وذكر الصدقة والتعفف عن المسألة )اليد العليا خير من اليد السفلى( ن رَسُول َ ابن ع ُم َر َ أَ َ ّ
والعليا هي المنفقة والسفلى هي السائلة ورواه مالك وأبو داود والنسائي قال أبو داود وقد اختلف على أيوب عن نافع في هذا الحديث
فقال عبد الوارث ،اليد العليا المتعففة وقال أكثرهم عن ح ََم ّاد ُ ب ْ ُ
ن ز َيْدٍ عن أيوب :المنفقة ،وقال واقد عن حماد المتعففة قال الخطابى
رواية المتعففة أشبه وأصح في المعنى لأن ابن عمر ذكر أن رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم ذكر هذا الكلام وهو يذكر الصدقة والتعفف عنها،
فعطف الكلام على سببه الذى خرج عليه وعلى ما يطابقه في معناه أولى وقد يتوهم كثير من الناس أن معنى العليا أن يد المعطى مستعلية
فوق يد الآخذ يجعلونه من علو الشئ إلى فوق وليس ذلك عندي بالوجه وإنما هو من علا المجد والـكرم يريد التعفف عن المسألة والرفع
عنها انتهى كلامه )قوله الدواوين( هو جمع ديوان بكسر الدال المهملة وقد تفتح فارسي معرب وفى الصحاح أصله دووان فعوض
عن إحدى الواوين ياء ،وسبب تسميته ديوانا وجهان أحدهما أن كسرى اطلع يوما على كتاب ديوانه فرآهم يحسبون مع أنفسهم فقال
دوانت أي مجانين ثم حذفت التاء لـكثرة الاستعمال والثانى أن الديوان بالفارسية اسم للشياطين فسمى الكتاب باسمهم لحذقهم بالأمور
ووقوفهم على الجلى والخفى )قوله يوازى( بضم المثناة التحتية وبالراء المفتوحة أي يماثل و يقابل )قوله تكافؤ( أي ٺتكافؤ فحذف إحدى
التائين والمعنى يتساوى ويتماثل في القصاص والديات.
)*(
اس كأسنان المشط بِذِ َمّتِه ِ ْم أَ دْن َاه ُ ْم و َه ُ ْم يَد ٌ عَلَى م َنْ سِوَاهُمْ( * و َقَو ْله ُ َ
)الن ّ ُ
ف قدره والمستشار مؤتمن وهو ك امْرُؤ ٌ ع َرَ َ ك م َا ت َر َى له والناس معادن وما هَل َ َ والمرء م َ َع م َنْ أَ ح َ ّ
َب ولا خَيْر َ فِي صُ ح ْبَة ِ م َنْ ل َا ي َر َى ل َ َ
ن أَ ح ََب ّك ُ ْم ِإل َيّ
جرَك َ م َ َّرتَيْنِ ،و َِإ َ ّ
الل ّه ُ أَ ْ
ك َ سكَتَ فَسَل ِم َ( * و َقَو ْلُه ُ)أَ سْ لِم ْ تَسْل َ ْم و َأَ سْ لِم ْ يُؤ ْت ِ َ الل ّه ِ عَبْدًا قَا َ
ل خَيْر ًا فَغَن ِم َأ ْو َ بالخيار م َا ل َ ْم يَتَك ََل ّ ْم ورحم َ
مجَال َِس يَوْم َ الْق ِيَامَة ِ أحاسنكم أخلاقا الموطؤن أكنافا الذين ي َأَ لَف ُونَ و َيُؤ ْلَف ُونَ( و َقَو ْلُه ُ)لَعلَ ّه ُ ك َانَ يَتَك ََل ّم ُ بمالا يَعْنيه ِ و َيَبْخ َ ُ
ل بِمَا ل َا و َأَ ق ْر َبَك ُ ْم م ِن ِ ّي َ
ق ا ْل ُأ َمّه َ ِ
ات ل وَمَن ٍْع و َه ِ
َات وَعُق ُو ِ ل و َِإضَاعَة ِ ال ْمَا ِ كثْرَة ِ ال ُ ّ
سؤَا ِ الل ّه ِ وجيها ونهيه عن قبل و َقَا َ
ل وَ َ يُغْن ِيه ِ( و َقَو ْلُه ُ )ذ ُو ال ْو َجْ ه َيْنِ ل َا يَكُونُ عِنْد َ َ
__________
)قوله وهم يد( أي جماعة )قوله كأسنان المشط( هو بضم الميم وكسرها وسكون الشين المعجمة )قوله أحاسنكم( جمع حسن )قوله
Shamela.org ٤٧
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
الموطؤن( بضم الميم وفتح الواو والطاء المشددة المهملة وبالهمزة المضمومة اسم مفعول من التوطئة والتمهيد )قوله والأكناف( بالنون بعد
ل وقال( أي ما يتحدث به المتجالسون من
الكاف الجوانب ،أراد الذين جوانبهم وطيئة يتمكن من صاحبها ولا يتأذى )قوله نَه ْي ُه ُ ع َنْ ق ِي َ
قولهم قيل كذا وقال كذا ،و يجوز بناؤهما على أنهما فعلان ما ضيان مستتر في كل منهما ضمير ،وإعرابهما على إجرائهما مجرى الأسماء
ولا ضمير فيهما ،وقال أبو عبيد هما مصدران يقال قلت قولا وقالا وقيلا وقيل المراد النهى عن كثرة الكلام ابتداء وجوابا ،وقيل المراد
حكاية أقوال الناس والتحدث عما لا يجدى ،قال ذلك كله ابن الأثير )قوله وكثرة السؤال( قيل أراد مسألة الناس أموالهم وقيل كثرة
البحث عن أخبار الناس ومالا يعنى وقيل كثرة سؤال النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم عما لم ينزل ولم يؤذن به )قوله وإضاعة المال( هو إنفاقه
فيما حرم الل ّٰه وقيل ترك القيام عليه وإهماله وقيل دفع مال السفيه إليه )قوله ومتع وهات( أي منع ما عليه إعطاؤه وطلب ما ليس له
)قوله وعقوق الأمهات( يقال عق والده يعقه عقوقا إذا آداه )*(
ن وَخَيْر ٌ ال ُأم ُورِ أَ ْوسَا ُ
طه َا( و َقَو ْلُه ُ)أَ حْ ب ِْب حس َ ٍ
ق َ
اس بِ خُل ُ ِ ق َ
الن ّ َ حه َا وَخ َال ِ ِ
سي ِّئ َة َ الْحَسَن َة َ تَم ْ ُ كن ْتَ و َأَ ت ْب ِ ِ
ـع ال َ ّ حي ْثُم َا ُ
الل ّه َ َ
ق َ ات و َقَو ْلُه َ
ُ)ات ّ ِ وَو َأْ دِ ال ْبَن َ ِ
)الل ّه ُ َ ّم ِإن ِ ّي أَ سْ أَ ل ُ َ
ك رَحْم َة ً م ِنْ ض د ُعَائِه ِ َ
ات يَوْم َ الْق ِيَامَة ِ( و َقَو ْلُه ُ فِي بَعْ ِ ك يَوْم ًا م َا( و َقَو ْلُه ُ)ال ُ ّ
ظلْم ُ ظُلُم َ ٌ ض َ
ك هِو ْن ًا م َا ع َس َى أَ ْن يَكُونَ بَغ ِي َ
حب ِيب َ َ
ح بِهَا غَائِبِي و َتَرْف َ ُع بِهَا شَاهِدِي و َت ُز َك ِّي بِهَا ع َمَل ِي و َتلُْهِمُنِي بِهَا ر ُشْ دِي و َت َر ُ ُدّ بِهَا عِنْدِك َ تَهْدِي بِهَا قَلْبِي و َتَجْم َ ُع بِهَا أَ ْمر ِي و َتَل ُ َمّ بِهَا َ
شعَثِي و َتُصْ ل ِ ُ
ل
ن ع َرَ ب ِ ٍيّ م ُبِينٍ و َقَا َ ك فَق َالَ ،وَم َا يَم ْن َعُنِي و َِإ َن ّمَا ُأنْز ِ َ
ل الْقُر ْآنُ بِلِسَانِي لِسَا ٍ ح مِن ْ َ صحَابُه ُ م َا ر َأَ ي ْنَا ال َ ّذ ِي ه ُو َ أف ْ َ
ص ُ حكَمِه َا و َق َ ْد قَا َ
ل لَه ُ أَ ْ َاني ِ
فِي أَ د ِ
Shamela.org ٤٨
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
)فصل( وأما شرف نسبه وكرم بلده ومنشئه فما لا يحتاج إلى إقامة دليل عليه ولا بيان مشكل ولا خفى منه ٢.٢.٥
ِي عن
ن ع َنْ عَمْرٍو ع َنْ سَع ِيدٍ ال ْمَقْبُر ّ ِ ن عَبْدِ َ
الر ّحْم َ ِ بْ ُ
__________
وقال ابن هشام في المغنى هي هنا بمعنى من أجل )قوله فصل( بالفاء المفتوحة والصاد الساكنة المهملة )قوله لا نزر( بفتح النون
وسكون الزاى بعدها راء أي لا قليل ،فيدل على عَدَم َ الق ُ ْدرَة ِ عَلَى الكلام )قوله ولا هذر( باسكان الذال المعجمة وبعدها راء مصدر
هذر إذا كثر كلامه )قوله نخبة( النخبة بضم النون وسكون الخاء المعجمة بعدها موحدة :الخيار )قوله حلالة قريش( سلالة الشئ ما
استل منه )قوله السرخسى( هو الحموى وقد تقدم )قوله وأبو إسحق( هو إبراهيم بن أحمد المستملى )قوله وأبو الهيثم( ه ُو مُحَم ّد بن مكى
ِي( هو سعيد ابن أبى سعيد
من زارع )قوله عن عمرو وهو ابن أبى عمرو مولى المطلب يروى عن أنس وعكرمة )قوله ع َنْ سَع ِيدٍ ال ْمَقْبُر ّ ِ
المقبرى واسم أبى سعيد كيسان وكنية )(*) (١ - ٦
ن ال َ ّذ ِي
ن الْقَر ْ ِ ن بَنِي آدَم َ قَر ْن ًا فَقَر ْن ًا ح ََت ّى ُ
كن ْتُ م ِ َ س َل ّم َ قَا َ
ل )بُعِث ْتُ م ِنْ خَيْر ِ ق ُر ُو ِ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ الل ّه ُ عَن ْه ُ أَ َ ّ
ن رَسُو َ أَ بِي ه ُر َي ْرَة َ رَضِيَ َ
كن ْتُ مِن ْه ُ(
ُ
تخـ َي ّر َ الْق َبَائ ِ َ
ل ق فَجَعَلَنِي م ِنْ خَيْرِه ِ ْم م ِنْ خَيْر ِ قَرْنِه ِ ْم ث َُم ّ َ
ق الْخَل ْ َ
ل النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم )إن الل ّٰه خ َل َ َ
الل ّه ُ عَن ْه ُ قَالَ :قَا َ ن ال ْع ََب ّا ِ
س رَضِيَ َ وَع َ ِ
تخـ َي ّر َ ال ْبُي ُوتَ فَجَعَلَنِي م ِنْ خَيْر ِ بُي ُوتِه ِ ْم ف َأَ ن َا خَي ْر ُه ُ ْم نفسا وخيرهما بَي ْتًا ،وَع َنْ و َاثِلَة َ ب ْ ِن الأَ سْ ق َِع قَالَ :قَا َ
ل رسول فَجَعَلَنِي م ِنْ خَيْر ِ قَب ِيِلَة ٍ ث َُم ّ َ
ل بَنِي ك ِنَانَة َ و َاصْ طَفَى م ِنْ بَنِي ك ِنَانَة َ قُر َيْش ًا
ل و َاصْ طَفَى م ِنْ وَلَد ِ ِإسْمَاعِي َ
الل ّه َ اصْ طَفَى م ِنْ وَلَد ِ ِإ ب ْر َاه ِيم َ ِإسْمَاعِي َ
الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم )إن َ
الل ّه ُ عَنْهُم َا
ن اب ْ ِن ع ُم َر َ رَضِيَ َ ل التِّرْمِذ ُِيّ و َهَذ َا حَدِيثٌ صَ ح ِيحٌ ،و َفِي حَد ٍ
ِيث ع َ ِ ْش بَنِي ه َاش ِ ٍم و َاصْ طَف َانِي م ِنْ بَنِي ه َاشِمٍ( قَا َ
و َاصْ طَفَى م ِنْ ق ُر َي ٍ
ل اخْ تَار َ خلْق َه ُ فَاخْ تَار َ مِنْه ُ ْم بَنِي آدَم َ ث َُم ّ اخْ تَار َ بَنِي آدَم َ فاخْ تَار َ مِنْهُم ُ العْر َبَ الل ّه َ ع َ َّز وَج َ َ ّ
ن َ طبَر ُِيّ أَ َن ّه ُ صلى الل ّٰه عليه وسلم قال ِ
)إ َ ّ رَو َاه ُ ال َ ّ
ث َُم ّ اخْ تَار َ ال ْع َر َبَ فَاخْ تَار َ مِنْه ُ ْم ق ُر َيْش ًا ث َُم ّ اخْ تَار َ ق ُر َيْش ًا فَاخْ تَار َ مِنْه ُ ْم بَنِي ه َاش ِ ٍم ث َُم ّ اخْ تَار َ بَنِي ه َاش ِ ٍم فَاخْ تَارنِي مِنْه ُ ْم فَل َ ْم أَ ز َلْ خِيَار ًا م ِنْ خِيَا ٍر
ن اب ْ ِن ح َبّه ُ ْم وَم َنْ أَ بْغ َ
َض الْع َر َبَ فَب ِبُغْض ِي أَ بْغ َضَهُمْ( وَع َ ِ أَ ل َا م َنْ أَ ح َ ّ
َب الْع َر َبَ فَبِحُب ِ ّي أَ َ
__________
ن بنى آدم( القرن أهل كل
سعيد أبو سعيد ،روي عن أبي هريرة وعائشة وخلق ،وروى عنه الليث ومالك وخلق )قوله م ِنْ خَيْر ِ ق ُر ُو ِ
زمان وقيل أربعون سنة وقيل ستون وقيل سبعون وقيل ثمانون وقيل مائة وقيل مائة وعشرون )قوله وعن واثلة( بمثلثة مكسورة )ابن
الأسقع( بسين مهملة وقاف مفتوحة وعين مهملة )قوله رواه الطبري )هو الحافظ محمد بن جرير :أحد الأعلام توفى سنة عشر وثلاثمائة.
Shamela.org ٤٩
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
)*(
)فصل( وأما ما تدعو ضرورة الحياة إليه مما فصلناه فعلى ثلاثة أضرب ٢.٢.٦
ح ال ْمَلَائِك َة ُ ك ُ
الن ّور ُ و َتُس َب ّ ُ ح ذَل ِ َ
ق آدَم َ ب ِأَ لْفَيْ عَا ٍم يُس َب ِّ ُ
يخ ْل ُ َ الل ّه ِ تَع َالَى قَب ْ َ
ل أَ ْن َ َي َس َل ّم َ ك َان َْت ر َ ْوح ُه ُ نُور ًا بَيْنَ يَد ِ الن ّب ِ َيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن َ س أَ َ ّ
ع ََب ّا ٍ
ْب
كثْرَتِه ِ و َضَر ٌ
ل فِي َ ل فِي ق َِل ّتِه ِ و َضَر ٌ
ْب الْف َضْ ُِ ْب الْف َضْ ُ )فصل( و َأَ َمّا م َا ت َ ْدع ُو ضَر ُورَة ُ الْحيََاة ِ إليْه ِ م َِم ّا ف ََصّ ل ْنَاه ُ فَعَلَى ثُلاثَة ِ أَ ضْر ٍ
ُب :ضَر ٌ
ح
كمَاء ُ تَتمََاد َ ُ
ل ال ْع َر َبُ و َالح ُ َ ل عَادَة ً و َشَر ِيع َة ً ك َال ْغِذ َاء ِ و َ
َالن ّو ْ ِم ،و َل َ ْم ت َز َ ِ ل بِق ِ َل ّتِه ِ اتِّف َاقًا و َعَلَى ك ُ ّ ِ
ل ح َا ٍ كمَا ُ التمّ َُ ّد ُ
ح و َال ْـ َ ل ف ِيه ِ ،ف َأَ َمّا م َا َ
تخ ْتَل ُِف الْأَ حوَا ُ
َ
ل ح َ َ ّدثَنَا
قَا َ
__________
)قوله وخثارة النفس( بخاء معجمة وثاء مثلثة مخففة وراء ،في الصحاح خثرت نفسه بالفتح أي اختلطت وقوم خثرى الأنفس خثراء
الأنفس أي مختلطون وقال ابن الأثير في حديث )أصبح رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم خائر النفس( أي ثقيل النفس غير طيب ولا
نشط )قوله وملك النفس( بكسر الميم )قوله على الفسولة( بضم الفاء والسين المهملة يقال فسل بالضم فسالة وفسولة فهو فسل أي رزل
)قوله أبو الفضل الأصبهاني( هو ابن حبرون وقد تقدم قال القاضى عياض قَال أَ بُو ع ُبَي ْد :إصبهان بكسر الهمزة وقال بعضهم بفتحها
وأهل خراسان يقولون بالفاء مكان الباء وقال الكاشغرى في كتاب )مجمع الغرائب( كسر الهمزة هو الصحيح بالباء كان أو بالفاء ،قال
المزى.
المعروف فتح الهمزة والباء مفتوحة لا غير وقد تبدل بالفاء.
Shamela.org ٥٠
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
)*(
ن ج َابِر ٍ ح َ َ ّدثَه ُ عن المقدام
يح ْي َى ب ْ َ ن صَالِ ٍح أَ َ ّ
ن َ ن صَالِ ٍح ح َ َ ّدثَنِي مُع َاوِ يَة ُ ب ْ ُ
الل ّه ِ ب ْ ُ
ل ح َ َ ّدثَنَا عَبْد ُ َ
ل قَا َ ل ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو بَكْر ِ ب ْ ُ
ن س َ ْه ٍ ن أَ حْمَد َ قَا َ
سُلَيْم َانُ ب ْ ُ
)فصل( والضرب الثاني ما يتفق التمدح بكثرته والفخر بوفوره كالنكاح والجاه ٢.٢.٧
Shamela.org ٥١
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
نح ْوه ُ الل ّهِ :ق َ ْد حببن ِإلَى س ََي ّدِ ال ْمُرْسَلِينَ ف َ َ
كي َْف يُزْهَد ُ ف ِيه َِنّ ؟ و َ َ ل ابن عَبْدِ َ
ل س َ ْه ُ ح فِي ُ
الز ّهْدِ ،قَا َ ن لِلْفَر ِْج( ح ََت ّى ل َ ْم ي َرَه ُ ال ْع ُلَمَاء ُ م َِم ّا ي َ ْقد َ ُ
و َأَ حْ ص ُ
__________
)قوله لم يغمره( بالغين المعجمة وسكون الراء من غمره الماء إذا علاه )قوله فإنى مباه( الذى في سنن أبى داود والنسائي وابن ماجه
)فإنى مكاثر بكم الأمم( )قوله عن التبتل( هو الانقطاع عن النساء وترك النكاح ،وامرأة بتول منقطعة عن الرجال ،وبه سميت أم
ع ِيس َى عَلَيْه ِ ال َ ّ
سلَام ُ وسميت فاطمة بنت محمد صلى الل ّٰه عليه وسلم لانقطاعها عن النساء ،فضلا ودينا وحسبا وقيل لانقطاعها عن الدنيا
)قوله م َنْ ك َانَ ذ َا طول( الطول بفتح الطاء المهملة وإسكان الواو :الفضل والمقدرة.
)*(
ن
ك ع َنْ عَل ِ ٍيّ و َالْحَسَ ِ َات و َال َس ّر َارِي كَث ِيرِي النِّك ِ
َاح ،وَحُكِي َ فِي ذَل ِ َ الل ّه ُ عَنْه ُ ْم كَث ِير ِي َ
الز ّ ْوج ِ لاب ْ ِن ع ُيَي ْن َة َ ،و َق َ ْد ك َانَ ز ُ َه ّاد ُ َ
الصّ حابَة ِ رَضِيَ َ
ْس ك لَي َ ِيب اللذين هما من أَ ْمر ِ دُن ْيَا غَيْرِه ِ و َاسْ تِعْم َالَه ُلِذَل ِ َ ط ِ ن النِّسَاء ِ و َال ّ ن ح َُب ّه ُ لم َِا ذُك ِر َ م ِ َ سلَام ُ )حُب ِّبَ ِإل َيّ م ِنْ دُن ْيَاكُمْ( فَد َ َ ّ
ل أَ َ ّ ل عَلَيْه ِ ال َ ّ
فَق َا َ
يب و َل ِأَ َن ّه ُ أيْضًا م َِم ّا يَح ُ ُّض عَلَى ا ْلجِم َ ِ
اع و َيُع ِينُ عَلَيْه ِ و َيُح َرِ ّك ُ أَ سْ بَابَه ُ، ط ِ خر َتِه ِ ،لِلْف َوَائِدِ التي ذَكَر ْن َاه َا فِي ال َت ّزْو ِِيج وَلِلِق َاء ِ ال ْمَلَائِكَة ِ فِي ال َ ّ
لِدُن ْيَاه ُ بَلْ لآ ِ
Shamela.org ٥٢
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ك م َي ّز َ ل غَيْرِه ِ و َقَم ِْع شَهْوَتِه ِ وَك َانَ ح ُُب ّه ُ الْحَق ِيق ُِيّ ال ْم ُخْ ت ُ َّص بِذ َاتِه ِ فِي مُشَاهَدَة ِ ج َب َر ِ
ُوت مَوْل َاه ُ وَم ُنَاج َاتِه ِ وَلِذَل ِ َ وَك َانَ ح ُُب ّه ُ لِهَاتَيْنِ الْخَصْ لَتَيْنِ ل ِأَ جْ ِ
بَيْنَ الْح َب ُ ّيْنِ
كف َايَة ِ فِت ْنَتَه َِنّ وَز َاد َ ف َضِ يلَة ً ب ِالْق ِيَا ِم بِه َِنّ ،وَك َانَ
يح ْي َى وَع ِيس َى فِي ِ ت ق َُر ّة ُ عَيْنِي فِي َ
الصّ لَاة ِ( فَق َ ْد سَاو َى َ ل )وَجُعِل َ ْ
ل بَيْنَ الْحَاليَْنِ فَق َا َ
ص َ
و َف َ َ
ت
صفْوَانَ ب ْ ِن سُلَي ٍْم ،و َقَال َ ْ سلَام ُ ق َُو ّة َ أَ رْبَع ِينَ رَج ُل ًا فِي ا ْلجِم َ ِ
اع ،وَمِثْلُه ُ ع َنْ َ الن ّسَائ ِ ُيّ ،وروي نحوه عن أَ بِي ر َاف ٍ
ِـع ،وَع َنْ طاووس ُأ ْعط ِ َ
ي عَلَيْه ِ ال َ ّ َ
ل يَدِه ِ ت ِ ْس ٌع و َتِسْع ُونَ امْرَأَ ة ً وتمت اش وغيره سبعمائة امرأة وثلاثمائة سَر َِي ّة ٍ ،و َق َ ْد ك َانَ لِد َاوُد َ عَلَيْه ِ ال َ ّ
سلَام ُ عَلَى زُهْدِه ِ و َأَ كْلِه ِ م ِنْ ع َم َ ِ الن ّ َ ّق ُ
َ
س عَن ْه ُ عَلَيْه ِ
ِيث أَ ن َ ٍ
ن هَذ َا أَ خِي لَه ُ ت ِ ْس ٌع و َتِسْع ُونَ نَعْج َة ً( و َفي حَد ِ )إ َ ّاب الْعَزِيز ِ بِقَو ْلِه ِ تَع َالَى ِ ك فِي الْكِت َ ِ بزوج أو ر ياء مائة ،وقد ن َب ّه َ عَلَى ذَل ِ َ
ش( * و َأَ َمّا الْجا َه ُ فَم َحْ م ُود ٌ عِنْد َ ال ْعُق َلاء ِ عَادَة ً و َبِق َ ْدرِ ج َاهِه ِ كثْرَة ِ ا ْلجِم َ ِ
اع و َق َُو ّة ِ الب َ ْط ِ شج َاعَة ِ و َ َسخ َاء ِ و َال َ ّ س ب ِأَ ر ٍ
ْبع :بال َ ّ ضل ْتُ عَلَى َ
الن ّا ِ ال َ ّ
سلَام ُ( ف ُ ِّ
س ض َ
الن ّا ِ سلَام ُ )وَجِيهًا فِي ال ُد ّن ْيَا والآخرة( لـَكِنْ آفاتُه ُ كَث ِيرَة ٌ فَه ُو َ مُضِرّ ٌ لِبَعْ ِ
صفَة ِ ع ِيس َى عَلَيْه ِ ال َ ّ
الل ّه ُ تَع َالَى فِي ِ
ل َ وب و َق َ ْد قَا َ
عِظَم ُه ُ فِي الْق ُل ُ ِ
Shamela.org ٥٣
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ وسلم عن أول ل َ ل سَأَ ل ْتُ رَسُو َ
-أعنى بكون يعقوب هو الذى بناه -يتبين ما في الصحيحين من حديث أبي ذر قَا َ
مسجد وضع في الأرض قال
)المسجد الحرام( قلت ثم أي؟ قال )المسجد الأقصى( قلت كم بينهما؟ قال )أربعون عاما( )قوله وثلاثمائة سر ية( في المستدرك للحاكم
في ترجمة عيسى ابن مريم أن سُلَيْم َانُ عَلَيْه ِ ال َ ّ
سلَام ُ كان له تسعمائة سر ية )قوله أو ر ياء( بهمزة مضمومة وواو ساكنة وراء مكسورة
ومثناة تحتية ومدة.
)*(
وب
شمَة ِ و َال ْمَك َانَة ِ فِي الْق ُل ُ ِ س َل ّم َ ق َ ْد رُزِقَ م ِ َ
ن الْح ِ ْ ل وَذ َ ُمّ ال ْع ُلُو ِّ فِي الْأَ ْرضِ ،وَك َانَ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ض َ ّده ُ وَوَرَد َ فِي ال َش ّر ِْع م َ ْد ُ
ح ا ْلخم ُُو ِ ح ِ
وَمَد َ َ
خفْي َة ً ح ََت ّى ِإذ َا و َا َ
جهَه ُ ْم أَ ْعظَم ُوا أَ مْرَه ُ سه ِ ُ
صحَابَه ُ و َيَقْصِ د ُونَ أَ ذ َاه ُ فِي ن َ ْف ِ ل ُ
الن ّب َُو ّة ِ عِنْد َ الْجا َه ِل َِي ّة ِ و َبَعْد َه َا و َه ُ ْم يُكَذِّبُونَه ُ و َيُؤْذ ُونَ أَ ْ و َالْعَظَمَة ِ قَب ْ َ
ضو ْا ح َاجَت َه ُ.
و َق َ َ
ق
ن الْفَر ْ ِ ك مَعْر ُوف َة ٌ سَي َأْ تِي بَعْضُه َا ،و َق َ ْد ك َانَ يَبْه َتُ و َيَفْر َقُ ل ِرُؤْيَتِه ِ م َنْ لم ي َرَه ُ كَمَا رُوِيَ ع َنْ قَيْلَة َ أَ َ ّنهَا لَم ّا ر َأَ ت ْه ُ ُأ ْرعِد ْ
َت م ِ َ و َأَ خْ بَارُه ُ فِي ذَل ِ َ
ك ف َِإن ِ ّي لَسْتُ بِمَلِكٍ ( ن رَج ُل ًا قَام َ بَيْنَ يَد َيْه ِ ف َُأ ْرعِد َ فَق َا َ
ل لَه ُ )هَوِ ّ ْن عَلَي ْ َ ِيث أَ بِي مَسْع ُودٍ أَ َ ّ سكِين َة ُ عَلَي ْكِ ال َ ّ
سكِين َة ُ( ،و َفِي حَد ِ ل )ي َا م ِ ْ
فَق َا َ
ِيف مَنْز ِلَتِه ِ ب ِالر ِ ّسَالَة ِ و َِإن َاف َة ُ ر ُت ْبَتِه ِ ب ِالاصْ طِف َاء ِ و َالـْك َرَامَة ِ فِي ال ُد ّن ْيَا ف َأَ م ٌْر ه ُو َ مَب ْل َ ُغ النِّهَايَة ِ ،ث َُم ّ ه ُو َ
الْحَدِيثَ * ف َأَ َمّا عَظ ِيم ُ ق َ ْدرِه ِ * ب ُِالن ّب َُو ّة ِ و َشَر ُ
خرَة ِ سَيِّد ُ وَلَد ِ آدم. فِي الآ ِ
ل نَظَمْنَا هَذ َا الْقِسْم َ ب ِأَ سْرِه ِ.
وعلى معنى هَذ َا الْف َصْ ِ
تخ ْتَل ُِف الحا َل َاتُ فِي التمدح )فصل( و َأَ َمّا ال َض ّرْبُ َ
الث ّال ِثُ فَه ُو َ م َا َ
__________
)قوله عند الجاهلية( هي ما قبل مبعثه عليه السلام ،سموا بذلك لـكثرة جهالاتهم ،كذا قال النووي )قوله يفرق( بفتح المثناة التحتية
وسكون الفاء وفتح الراء أي يفزع )قوله قيلة( بفتح القاف وسكون المثناة التحتية وهى قيلة بنت محرمة العنبر ية في الشمائل للترمذي
الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ وسلم أرعدت من الفرق وفى الصحابيات اثنتان أنها رأته عليه السلام وهو قاعد القرفصاء قالت فَلَم ّا ر َأَ ي ْت رَسُول َ
حدَة ٍ مِنْهُم َا قيلة: آخرتان ك ُ ُ ّ
ل و َا ِ
الأولى قيلة أم بنى أنمار و يقال أخت بنى أنمار والثانية قيلة الخزاعية أم سباع )قوله فأرعد( بضم الهمزة وكسر العين أي أخذته الرعدة
)قوله وإنافة رتبته( الإنافة بكسر الهمزة مصدر أناف على الشئ أشرف عليه وأنافت الدراهم على المائة زادت )*(
ضه ِ
ن أعْرَا ِ صلَه ُبِه ِ ِإلَى ح َاج َاتِه ِ و َتَم َ ُ ّ
ك َ ظمٌ عِنْد َ ال ْع َا َمّة ِ لاعْتِق َادِه َا تَو َ ُ ّ
ل فَصَاحِب ُه ُ عَلَى ا ْلجم ُْلَة ِ م ُع َ َ ّ
كثْرَة ِ ال ْمَا ِ
ك َ
ل ل ِأَ جْلِه ِ َ به والتفاخر بسببه و َ
َالت ّفْضِ ي ِ
ن اع ْتَر َاه ُ و َأَ َمّلَه ُ و َتَصْر ِيفِه ِ فِي
ات م َ ِ ل بِهَذِه ِ ُ
الصّ ورَة ِ وَصَاحِب ُه ُ مُنْفِق ًا لَه ُ فِي مُه َ َمّاتِه ِ وَمُه ِ َمّ ِ سه ِ ،فَم َت َى ك َانَ ال ْمَا ُ بِس َبَبِه ِ و َإ َلّا فَلَي َ
ْس ف َضِ يلَة ً فِي ن َ ْف ِ
ل ال ُد ّن ْيَا ،و َِإذ َا صَر َف َه ُ فِي وُجُوه ِ البِر ِّ و َأَ نْفَق َه ُ
وب ك َانَ ف َضِ يلَة ً فِي صَاحِبِه ِ عِنْد َ أَ ه ْ ِ
ن الْق ُل ُ ِ
ن و َال ْمَنْز ِلَة َ م ِ َ م َوَاضِعِه ِ مُشْتَر ِي ًا بِه ِ ال ْمَع َالِي َ و َ
َالث ّنَاء َ الْحَسَ َ
جهِه ِ وُجُوه َه ُ حَر ِيصً ا
سك ًا لَه ُغَيْر َ م ُو َ ّ ِ
ل ح َالٍ ،وَم َت َى ك َانَ صَاحِب ُه ُ مُم ْ ِ
ل بِك ُ ّ ِ الل ّه َ و َال َد ّار َ الآ ِ
خرَة َ ك َانَ ف َضِ يلَة ً عِنْد َ الْك ُ ّ ِ ك َ صد َ بِذَل ِ َ
ل ا ْلخـَيْر ِ و َق َ َ
فِي سُب ُ ِ
كث ْرُه ُ ك َالْعَد َ ِم وَك َانَ مَنْقَصَة ً فِي صَاحِبِه ِ و َل َ ْم يَق َْف بِه ِ عَلَى جُدَدِ ال َ ّ
سلَامَة ِ بل أوقعه في هوة رذيلة البخل ومذمة النذالة، عَلَى جَم ْعِه ِ عَاد َ ُ
Shamela.org ٥٤
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ضع َه ُ ل بِه ِ ِإلَى غَيْرِه ِ و َتَصْر ِيفه ِ فِي م ُت َص َ َرّفَاتِه ِ ،فَجا َم ِعُه ِ إذ َا ل َ ْم ي َ َ
ضعْه ُ م َوَا ِ سه ِ و ََإن ّمَا ه ُو َ ل ِ َلت ّو َ ُ ّ
ص ِ ل و َف َضِ يلَتِه ِ عِنْد َ مفضله ليس لِن َ ْف ِ التمّ َُ ّد ُ
ح ب ِال ْمَا ِ فإذا َ
ولا وجه وجوهه غير ملئ ب ِالْحَق ِيقَة ِ وَل َا غَن ِ ٍيّ ب ِال ْمَعْن َى وَل َا مُم ْتَد ٍَح
__________
)قوله توصله( بفتح أوله وثانيه وتشديد الضاد المهملة المضمومة )قوله من اعتراء يقال عراء هذا الأمر واعتراه أي عشيه )قوله عاد
كثره( الـكثر بضم الكاف :المال الـكثير يقال ماله قل ولا كثر )قوله وكان منقصة( بفتح القاف وكسرها )قوله عَلَى جُدَدِ ال َ ّ
سلَامَة ِ(
الجدد بفتح الجيم وبدالين مهملتين أولهما مفتوحة :الأرض الصلبة ،وفى البيان :الجدد المستوى من الأرض )قوله في هوة( الهوة بضم
الهاء وتشديد الواو المفتوحة :الوهدة العميقة )قوله غير ملئ( بالهمزة في آخره،
في الصحاح يقال ملؤ الرجل صار مليا أي ثقة فهو غنى ملى بين الملاء والملاءة ممدودان )*(
ل لَهَا ل َ ْم يُس ََل ّ ْط عَلَيْه ِ ،ف َأَ شْ ب َه َ
ص ِ
ل ال ْم ُو َ ِّ
ن ال ْمَا ِ
ضه ِ ،إ ْذ م َا بيَِدِه ِ م ِ َ
ض م ِنْ أَ غْرَا ِ
ل ِإلَى غ َرَ ٍ ن ال ْعُق َلَاء ِ بَلْ ه ُو َ فَق ِير ٌ أَ بَد ًا غَي ْر ُ و َا ِ
ص ٍ عِنْد َ أَ حَدٍ م ِ َ
كسَاء َ شمْلَة َ و َال ْـ ِ سكَنِه ِ عَلَى م َا ت َ ْدع ُوه ُ ضَر ُور َتُه ُ إليْه ِ وزهد فيما سِوَاه ُ ،فَك َانَ يلَ ْب َُس م َا وَجَدَه ُ فَيَل ْب َُس فِي ال ْغ َال ِِب ال َ ّ سه ِ وَم َ ْ م ِنْ نَفَق َتِه ِ وَم َل ْب َ ِ
ِس و َال َت ّز َيُ ّ ُ
ن بِهَا يح ْضُرْ ،إذِ ال ْمُبَاه َاة ُ فِي ال ْمَلاب ِ يظ و َي َ ْقسِم ُ عَلَى م َنْ حَضَرَه ُ أَ ق ْب ِي َة َ الديباج المخوصة ب ِال َذ ّه ِ
َب و َيَرْف َ ُع لم َِنْ ل َ ْم َ ن و َال ْبُرْد َ الْغَل ِ َ ش َ الْخ َ ِ
سق ِطٍ
ْس مِثْلِه ِ غَي ْر ُ م ُ ْ
كو ْنُه ُ لُب َ
سه ِ و َ َ
جن ْ ِ َالت ّو َُسّ ُ
ط فِي ِ ْب و َ ات النِّسَاءِ ،و َال ْم َحْ م ُود ُ مِنْهَا نَق َاوَة ُ َ
الث ّو ِ هي َ م ِنْ سِم َ ِ ل ال َش ّر ِ
َف و َالْجلَالَة ِ و َ ِ خصَا ِ
َت م ِنْ ِ
لَيْس ْ
Shamela.org ٥٥
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
الهدى لابن قيم الجوز ية إنها التى رهنها صلى الل ّٰه عليه وسلم وذات الوشاح وذات الحواشى والسعدية والفضة أصابها من بنى قينقاع،
و يقال السعدية كانت درع داود التى لبسها لقتال جالوت البتراء والجونق )قوله المخوصة( بضم الميم فمعجمة مفتوحة فواو مشددة مفتوحة:
أي المنسوجة بالذهب كخوص النخل قاله ابن الأثير )قوله نقاوة الثوب( النقاوة -بفتح النون -النظافة ،وبضمها.
الخيار )قوله وسعة المنزل( بفتح السين المهملة )*(
)فصل( وأما الخصال المكتسبة من الأخلاق الحميدة والآداب الشر يفة التى اتفق جميع العقلاء على تفضيل صاحبها ٢.٢.٩
ك زُهْدًا و َتَن َُز ّه ًا فهو ح َائِز ٌ لِف َضِ يلَة ِ ال ْمَال َِي ّة ِ ومالك للفخر بهذا الْخَصْ لَة ِ إ ْن ك َان َْت
جبِي َ ِإلَيْه ِ م َا ف ِيهَا و َت َرَك َ ذَل ِ َ
ْض و َ ُ
ك الْأَ ر َ
وَم َْركُوب َاتِه ِ ،وَم َنْ م َل َ َ
ف َضِ يلَة ً ز َائِد ٌ عَلَيْهَا فِي الْف َخْ رِ وَمُعْرِقٌ فِي ال ْمَد ِ
ْح ب ِِإضْر َابِه ِ عَنْهَا وَزُهْدِه ِ فِي فَان ِيهَا و َبَذْلِهَا فِي مَظَا ّنِهَا.
ِيم المتصف
حبِهَا و َتَعْظ ِ ق جَم ِي ُع ال ْعُق َلَاء ِ عَلَى تَفْضِ ي ِ
ل صَا ِ َاب ال َش ّر ِيفَة ِ َال ّتِي َات ّف َ َ
ق ا ْلحم َِيدَة ِ و َالآد ِ
ن الْأَ خْلَا ِ )فصل( و َأَ َمّا الْخِصَا ُ
ل ال ْمُكْتَسَب َة ُ م ِ َ
جز َاء ِ َف بَعْضَه َا ب َِأن ّه ُ م ِنْ أَ ْ ق بِهَا وَوَص َ سع َادَة َ ال َد ّائِم َة َ لِل ْمُت َخ ََل ّ ِ حدِ مِنْهَا ف َضْ ل ًا ع ََم ّا فَو ْق َه ُ و َأَ ث ْن َى ال َش ّرْع ُ عَلَى جَم ِيعِه َا و َأَ م َرَ بِهَا وَو َعَد َ ال َ ّ ق ال ْوَا ِ ب ِالْخُل ُ ِ
ِف أَ طْ رَافِه َا ،فَجَمِيعُه َا ق َ ْد حر ِ ل ِإلَى مُن ْ َط ف ِيهَا د ُونَ ال ْمَي ْ ِ َالت ّو َُسّ ُ
س و َأَ ْوصَافِه َا و َ الن ّ ْف ِل فِي قُو َى َ ق و َه ُو َ الاعْتِد َا ُ ن الْخُل ُ ِ س ِ هي َ ال ْمُسَ َمّاة ُ بِ ح ُ ْ ُ
الن ّب َُو ّة ِ و َ ِ
ك لَعَلَى خلق ل تَع َالَى )و َِإ َن ّ َ الل ّه ُ عَلَيْه ِ بِذَل ِ َ
ك فَق َا َ ل ِإلَى غَايَتِهَا ح ََت ّى أَ ث ْن َى َ س َل ّم َ عَلَى الانْتِهَاء ِ فِي كَمَالِهَا و َالاعْتِد َا َ ق نَب ِي ِّنَا صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ك َان َْت خ ُل ُ َ
الل ّه ُ تَع َالَى عَلَى ك َلَا ِم ع ِيس َى ل ُأمِّه ِ عِنْد َ وِل َادَتِهَا
ص َ تح َِي ّة ً لَه ُ ،و َق َ ْد ن َ َ ّ
جد ُ م َا فِي ب َ ْطنِي يَسْجُد ُ لم َِا فِي بَطْن ِكِ َ
ل لم َِر ْي َم َِإن ِ ّي أَ ِ ُأمِّه ِ فَك َان َْت ُأ ُمّ َ
يح ْي َى تَق ُو ُ
)إن ِ ّي
ل ِ
ص عَلَى ك َلَامِه ِ فِي مَهْدِه ِ فَق َا َن ال ْمُنَادِي ع ِيس َى و َن َ َ ّ
ل ِإ َ ّ
ل م َنْ قَا َ
تحِتَهَا( و َعَلَى قَو ْ ِ ِإ َي ّاه ُ بِقَو ْلِه ِ لَهَا )ل َا َ
تح ْزَنِي( عَلَى ق ِرَاءَة ِ م َنْ ق َرأَ َ )م ِنْ َ
عبد الل ّٰه
__________
تحِتَهَا( بفتح الميم والتاء قال البغوي :قرأ أبو جعفر ونافع وحمزة والـكسائي
)قوله في الفطرة( أي الخلقة )قوله عَلَى ق ِرَاءَة ِ م َنْ ق َرأَ َ م ِنْ َ
وحفص بكسر الميم والتاء ،والمعنى نادى جبرئيل مريم من تحتها بأن كانت مريم على أكمة وكان جبر يل تحت الأكمة ،وقرأ الاخرون
بفتح الميم والتاء والمراد جبر يل عِنْد َ اب ْ ِن ع ََب ّا ٍ
س والسدى وقتادة والضحاك ،وعند مجاهد والحسن :المراد عيسى لما خرج من بطن أمه
)*(
Shamela.org ٥٦
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
Shamela.org ٥٧
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
شعْر ُ و َل َ ْم أَ ه ِ ُ ّ
م بشئ م َِم ّا ك َان َِت الْجا َه َِلي ّة ُ ِض ِإل َيّ ال ِّ
َت ِإل َيّ الْأَ وْث َانُ و َبُغ ّ َ
س َل ّم َ )لَم ّا نَش َأْ تُ بُغِّض ْ سم َاءِ ،و َقَا َ
ل فِي حَدِيثِه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ِإلَى ال َ ّ
ِف فِي قُلُو بِه ِ ْم
َف نَف َح َاتُ الل ّٰه تعالى علهيم و َتُشرِقُ أن ْوَار ُ ال ْمَع َار ِ
ن الْأَ مْرُ لَه ُ ْم و َتَتَر َاد ُ الل ّه ُ مِنْهُم َا ث َُم ّ ل َ ْم أَ عُدْ( ث َُم ّ يَتمَ َ َ ّ
ك ُ ت َ ْفعَلُه ُ ِإ َلّا م َ َّرتَيْنِ فَع َ َ
صمَنِي َ
ل ال َش ّر ِيفَة ِ النِّهَايَة َ د ُونَ مُمَار َ َ الل ّه ِ تَع َالَى لَه ُ ْم ُ
بالن ّب َُو ّة ِ فِي َ ِ
الل ّه ُ
ل َ ضة ٍ قَا َ
سة ٍ وَل َا رِي َا َ ل هَذِه ِ الْخِصَا ِ
تح ْصِ ي ِ ح ََت ّى يَصِ لُوا ِإلَى الْغ َايَة ِ ويَب ْلُغ ُوا ب ِاصْ طَف َاء َ
تَع َالَى )و َلَم ّا بلَ َ َغ أشده واستوى آتَي ْنَاه ُ ح ُكْ مًا وَع ِل ْمًا( وقد
__________
سلَام أبيض اللون حسن الوجه جعد الشعر ضخم العين مستوى الخلق غليظ الساعدين )قوله إلى يوسف( قال الثعلبي :كان يُوسُف عَلَي ْه ال َ ّ
والعضدين خميص البطن أقنى الأنف بخده الأيمن خال أسود وبين عينيه ،توفى و َه ُو َ ابن م ِائَة ِ وعشرين سنة ودفن بمصر بالنيل ثم حمله
عَلَيْه ِ ال َ ّ
سلَام ُ ِإلَى الشام حين خرجت بنو إسرائيل من مصر )قوله الأوثان( بالمثلثة جمع وثن وهو الجثة من أجزاء الأرض أو الخشب
تعبد ،وفى حديث عدى بن حاتم :قدمت على النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم وفى عنقي صليب من ذهب فقال )ألق عنك هذا الوثن( وفى
الصحاح الوثن :الصنم.
ن الْأَ مْرُ( عطف على قوله والصنم ،واحد الأصنام و يقال إنه معرب )ممن( وهو الوثن )قوله أهم( بفتح الهمزة وضم الهاء )قوله ث َُم ّ يَتمَ َ َ ّ
ك ُ
قبل هذا )و َهَكَذ َا لِسَائِر ِ الْأَ ن ْب ِيَاءِ( )*(
ل
ق د ُونَ جَم ِيعِه َا و َيُولَد ُ عَلَيْهَا فَيَسْه ُ ُ
ض هَذِه ِ الْأَ خْلَا ِ
نجِد ُ غَيْر َه ُ ْم يُطْب َ ُع عَلَى بَعْ ِ
َ
ن أَ وِ ال َ ّ
سم َاحَة ِ ق اللِّسَا ِ ْت أَ وِ ال َش ّه َامَة ِ أَ ْو ِ
ص ْد ِ ن ال َ ّ
سم ِ س ِ
ح ْ
ن عَلَى ُ
الصب ْيَا ِ الل ّه ِ تَع َالَى كَمَا نُش َاهِد ُ م ِنْ خ َلْقِه ِ بَع ُ
ْض ِّ ن َ عَلَيْه ِ اكْ تِسَابُ تَمَامِهَا عِنَايَة ً م ِ َ
اف هَذ َي ْ ِن
ل مُن ْحرِفُه َا ،و َب ِاخْ ت ِل َ ِ
ضة ِ و َال ْم ُج َاهَدَة ِ يُسْتَجْلَبُ مَعْد ُومُهَا و َيَعْتدِ ُ
َاب يَكْ مُل ُ ن َاق ِصُه َا و َب ِالر ِّي َا َ
ض ّدِه َا ،فَبِالاكْ تِس ِ
نجِد ُ بَعْضُه ُ ْم عَلَى ِ
وَكَمَا َ
طبَر ُِيّ
ق جِبِلَ ّة ٌ أَ ْو مُكْتَسَب َة ٌ؟ وَح َك َى ال َ ّ
ف ف ِيهَا :ه َلْ هَذ َا الْخُل ُ ُ ف ال َ ّ
سل َ ُ لٌ م ُي َ َس ّر ٌ لم َِا خ ُل ِ َ
ق لَه ُ ،و َلِهَذ َا م َا قَدِ اخْ تَل َ َ اس ف ِيهَا ،وَك ُ ّ الْحَاليَْنِ يَتَف َاو َتُ َ
الن ّ ُ
ح م َا أ َ ّ
صل ْنَاه ُ. ل ه ُو َ ،و َ
َالصّ حِي ُ الل ّه ِ ب ْ ِن مَسْع ُودٍ و َالْحَسَ ِ
ن و َبِه ِ قَا َ ن جِبِلَ ّة ٌ وَغَر ِيزَة ٌ فِي الْعَبْدِ ،وَحَك َاه ُ ع َنْ عَبْدِ َ
ق الْحَسَ َ ف أَ َ ّ
ن الْخُل ُ َ ض ال َ ّ
سل َ ِ ع َنْ بَعْ ِ
اب رَضِيَ
ط ِن الْخ َ ّ ن ِإ َلّا الْخ ِيانَة َ و َال ْـكَذِبَ ( و َقَا َ
ل ع ُم َر ُ ب ْ ُ ل يُطْب َ ُع عَلَيْهَا المُؤْم ِ ُ ل )ك ُ ُ ّ
ل الْخ ِلا ِ س َل ّم َ قَا َ الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن َ سعْدٌ ع َ ِ
و َق َ ْد رَو َى َ
Shamela.org ٥٨
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
)فصل( أما أصل فروعها وعنصر ينابيعها ونقطة دائرتها فالعقل ٢.٢.١٠
جوْدَة ُي وَ َ ل ال َ ّذ ِي مِن ْه ُ يَن ْب ِعثُ ال ْعِلْم ُ و َالمَعْرِف َة ُ و َيَتَف ََر ّع ُ م ِنْ هَذ َا ثُق ُوبُ َ
الرأّْ ِ ل ف ُر ُوعِه َا وَعُن ْصُر ُ يَنَابيِعَه َا و َن ُ ْقطَة ُ د َائ ِرَتِهَا فَال ْع َ ْق ُ)فصل( أَ َمّا أَ صْ ُ
ل سة ِ و َ
َالت ّدْبِير ِ و َاق ْت ِنَاء ُ الْفَضَائ ِ ِ ن ال َ ّ
سيَا َ س ُح ْ مجَاهَدَة ُ ال َش ّهْوَة ِ و َ ُ س وَ ُ الن ّ ْف ِ ِب وَمَصَالِ ِح َ َالن ّظَر ُ لِلْع َوَاق ِنو َ صدْقُ ال َ ّ
ظ ِّ الْفِطْنَة ِ و َال ِْإصَابَة ُ و َ ِ
ن ال ْعِل ِ ِم الْغ َايَة َ الْق ُصْ و َى َال ّتِي ل َ ْم يَب ْلُغْه َا بَشَر ٌ سِوَاه ُ و َإ ْذ ج َلالَة ُ
س َل ّم َ و َبُلُوغِه ِ مِن ْه ُ وَم ِ َ ل ،و َق َ ْد أَ شَرْن َا ِإلَى مَك َانِه ِ مِن ْه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ وَتج َُن ّبُ َ
الر ّذ َائ ِ ِ
ن شَمَائِلِه ِ و َبَد َائ ِـ َع سِيَرِه ِ
س َ
ح ْ
مجَارِي أَ حْ وَالِه ِ و َاطّ ِرَاد َ سِيَرِه ِ وَطَال َ َع جَوَام ِـ َع ك َلَامِه ِ و َ ُ ك وم َِم ّا تَف ََر ّعَ مِن ْه ُ م ُت َ َ
ح ّقِق َة ٌ عِنْد َ م َنْ ٺَتَب ّ َع َ محَلِّه ِ م ِنْ ذَل ِ َ
َ
َات الْأن َا ِم كمَاء ِ وَسِيَر ِ ا ْل ُأم َ ِم الْخَالِيَة ِ و َأَ َي ّامِهَا و َضَرْبَ الْأَ مْثَا ِ
ل وَسِيَاس ِ ل و َال ْـكُت ُِب ال ْم ُنَز ّلَة ِ وَح ُ ْكم َ الْح ُ َ
َالإنْ ج ِي ِ وَح ُ ْكم َ حَدِيثِه ِ وَع ِل ْمِه ِ بِمَا في َ
الت ّوْر َاة ِ و ِ
ن ال ْع ُلُو ِم َال ّتِي َاتّ خَذ َ أَ ه ْلُه َا ك َلام َه ُ صَلَ ّى الل ّٰه عليه وسلم ف ِيهَا ق ُ ْدوَة ً و َِإشَار َاتِه ِ
شِيَم َ ا ْلحم َِيدَة َ ِإلَى فُن ُو ِ َاب َ
الن ّف ِيسَة ِ و َال ّ ل الْآد ِ و َت َ ْقرِير َ ال َش ّر َائ ِ
ِـع و َت َأْ صِي َ
سة ٍ وَل َا
الل ّه ُ تَع َالَى د ُونَ تَعْل ٍِيم وَل َا مُد َار َ َ
ك مما سَنُبَي ِّن ُه ُ فِي مُعْجِزَاتِه ِ ِإ ْن شَاء َ َ ض و ََالن ّس ِ
َب وغَيْر ِ ذَل ِ َ َاب والْف َرَائ ِ ِ
ِب و َالْحِس ِ حُ َ ج ّة ً ك َال ْع ِبَارَة ِ و َال ّ
ط ِّ
)فصل( وأما الحلم والاحتمال والعفو مع المقدرة والصبر على ما يكره ٢.٢.١١
ن
ث ع َنْ ح َالِه ِ ضَر ُورَة ً و َب ِال ْبُرْه َا ِ ص ْدرَه ُ و َأَ ب َانَ أَ مْرَه ُ و َع َل ّم َه ُ و َأَ ق ْرأَ َ ه ُ ،يُعْلَم ُ ذَل ِ َ
ك ب ِال ْمُطَالَعَة ِ و َال ْب َحْ ِ الل ّه ُ َ
ح َ ك ح ََت ّى شَر َ َ
لم يعرف بشئ م ِنْ ذَل ِ َ
َب
ْظ ج َام ِـعٌ ،و َبِ حَس ِ
حف ٌ
ِيط بِه ِ ِ
يح ُحصْر ٌ وَل َا ُ
ص و َآح َادِ الْقَضَاي َاِ ،إ ْذ مَج ْم ُوعُه َا م َا ل َا ي َأخُذُه ُ َ
ل ب ِسَرْدِ الْأَ قَاصِي ِ الْق َاط ِ
ِـع عَلَى نُب ُ َو ّتِه ِ نَظَرًا فَلا نُطَوِ ّ ُ
ِيم س َل ّم َ ِإلَى سَائِر ِ م َا ع َل ّم َه ُ َ
الل ّه ُ تَع َالَى و َأَ طْ لَع َه ُ عَلَيْه ِ م ِنْ عِلْم ِ م َا يَكُونُ وَم َا ك َانَ وَعَجَائ ِِب ق ُ ْدر َتِه ِ وَعَظ ِ عَقْلِه ِ ك َان َْت مَع َارِف ُه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
ن
َت الْأَ لْس ُ ُ
ل فِي ت َ ْقدِير ِ ف َضْ لِه ِ عَلَيْه ِ وَخَرِس ِ
َت ال ْعُق ُو ُ الل ّه ِ عَلَي ْ َ
ك عَظ ِيم ًا( ح َار ِ ل َ الل ّه ُ تَع َالَى )و َع َل ّم َ َ
ك م َا ل َ ْم تَكُنْ تَعْلَم ُ وَك َانَ ف َضْ ُ ل َ م َلـَكُوتِه ِ قَا َ
ك أَ ْو ينْت َهِ ي إليْه ِ
ِيط بِذَل ِ َ
يح ُف ُ
د ُونَ و َصْ ٍ
الصّ ب ْر ُ وَمَع َان ِيهَا م ُتَق َارِبَة ٌ ،و َأَ َمّا ال ْعَفْو ُ فَه ُو َ تَرْك ُ ال ْم ُؤَاخَذَة ِ و َهَذ َا كُل ّه ُ
َات وَمِث ْلُه َا َ
س عِنْد َ الآلا ِم و َال ْمُؤْذِي ِ ْس َ
الن ّ ْف ِ ل حَب ُ
َات ،والاحْ تِم َا َ
ال ْمُحَرِ ّك ِ
س َل ّم َ فَق َا َ
ل تَع َالَى )خُذِ الْعَفْو َ و َأْ م ُْر بالعرف( الل ّه ُ تَع َالَى بِه ِ نَب َِي ّه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ م َِم ّا أَ َدّبَ َ
__________
)قوله خرست( بكسر الراء )قوله مع المقدرة( بضم الدال وفتحها أي القدرة )قوله جبر يل( قيل جبر يل وميكائيل اسمان أضيفا إلى
إيل أو إلى إل ،وإيل وإل اسمان لل ّٰه تعالى ،وجبروميك معناه بالسر يانية عبد ،ورده أبو على الفارسى بأن إيل وإل لا يعرفان من أسماء
الل ّٰه تعالى وبأنه لو كان كذلك لم ينصرف آخر الاسم في وجوه العربية ولكان آخره مجرورا أبدا كعبد الل ّٰه ،قال النووي :وهذا الذى
قاله هو الصواب )*(
ل الْع َالِم َ ث َُم ّ
ل لَه ُ ح ََت ّى أَ سْ أَ َ ل عَلَيْه ِ ال َ ّ
سلَام ُ ع َنْ ت َأْ وِ يلِه َا فَق َا َ جبْر ِي َ
ل ِ
ت عَلَيْه ِ هَذِه ِ الآيَة ُ سَأَ َ الن ّب ِ َيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ وسلم لم ن َزَل َ ْ ن َ الآيَة َ ،رُوِيَ أَ َ ّ
ل لَه ُ )و َاصْ بِرْ عَلَى م َا أصابك( ك و َتَعْف ُو ع ََم ّنْ ظَلَم َ َ
ك و َقَا َ ك و َتُعْط ِي م َنْ حَرَم َ َ
ل م َنْ قَطَع َ َ
الل ّه َ ي َأْ م ُرُك َ أَ ْن تَصِ َ
ن َ ل ي َا مُح َم ّد ُ ِإ َ ّ
ذ َه َبَ ف َأَ ت َاه ُ فَق َا َ
ك لم َِنْ ل تَع َالَى )و َلَم َنْ صَبَر َ وَغَف َر َ ِإ َ ّ
ن ذَل ِ َ الآية وقال تعالى )فَاصْ بِرْ كَمَا صَبَر َ ُأولُوا العَز ْم م ِن الرسل( و َقَا َ
ل )و َل ْيَعْف ُوا و َل ْي َصْ فَحُوا( الآيَة َ و َقَا َ
َت عَن ْه ُ هَفْوَة ٌ و َه ُو َ ل ح َل ٍِيم ق َ ْد عُر ِف َْت مِن ْه ُ زَل َ ّة ٌ و َ ُ
حفِظ ْ ن كُ َ ّ
خف َاء َ بِمَا يُؤ ْث َر ُ م ِنْ حِل ْمِه ِ و َاحْ تِم َالِه ِ ،و َأ َ ّ
عزم الأمور( وَل َا َ
Shamela.org ٥٩
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
Shamela.org ٦٠
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
الن ّب ِ ُيّ
ْف م ِنْ يَدِه ِ :ف َأَ خَذَه ُ َسي ُ الل ّهُ ،فَسَق ََط ال َ ّك م ِن ِ ّي؟ فَق َالََ : ل م َنْ يَم ْن َع ُ َ
ْف صَل ْتًا فِي يَدِه ِ فَق َا َ س َل ّم َ ِإ َلّا و َه ُو َ قَائِم ٌ و َال َ ّ
سي ُ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ َ
س* جئ ْتُك ُ ْم م ِنْ عِنْد َ خَيْر ِ َ
الن ّا ِ ل ِ خذٍ ،فَتَرَك َه ُ وَعَف َا عَن ْه ُ ،فَجَاء َ ِإلَى قَوْمِه ِ فَق َا َ ل كُنْ خَيْر َ آ ِ ك م ِن ِ ّي؟ قَا َ ل م َنْ يَم ْن َع ُ َس َل ّم َ و َقَا َ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
ن الْأَ عْص َ ِم ن الر ِ ّو َايَة ِ ،و َأَ َن ّه ُ ل َ ْم يُؤَا ِ
خ ْذ لَب ِيد َ ب ْ َ الصّ ح ِ
ِيح م ِ َ شاة ِ بَعْد َ اع ْتِر َافِه َا عَلَى َ
ن الْيَه ُود َِي ّة ِ َال ّتِي س ََم ّت ْه ُ فِي ال َ ّ
ِيم خ َبَرِه ِ فِي الْع َ ْفوِ عَفْوُه ُ ع َ ِ
وَم ِنْ عَظ ِ
ِإ ْذ سَ ح َرَه ُ و َق َ ْد ُأعْل ِم َ بِه ِ و َ ُأو ِ
حي َ إليه لشرح أَ ْمرِه ِ ،وَل َا ع َت َبَ عَلَيْه ِ ف َضْ ل ًا ع َنْ م ُع َاقَبَتِه ِ
__________
= مفتوحة وقد تضم فواو ساكنة مفتوحة فثاء مثلثة :أسلم وصحب النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم بعد ذلك )قوله ليفتك به( الفتك أن يأتي
الرجل إلى آخر ليقتله وهو غافل )قوله منتبذ( بضم الميم وسكون النون وفتح المثناة الفوقية وكسر الباء الموحدة بعدها ذال معجمة أي
جالس في ناحية )قوله قائلا( من القيلولة )قوله في غزاة ذات الرقاع )قوله صلتا( بفتح الصاد المهملة وضمها وفى آخره مثناة فوقية
ن الْيَه ُود َِي ّة ِ َال ّتِي سمته( في مغازى م ُوس َى بن عُقْب َة والدلائل للبيهقي أن اسمها زينب بنت الحارث بن سلام ،وقال
أي مسلولا )قوله ع َ ِ
ابن قيم الجوز ية هي امرأة سلام بن مشكم ،واختلف فيها فروى ابن اسحاق أنه صفح عنها ،وروى أبو داود أنه قتلها وصلبها ،وجمع بين
هاتين الروايتين بأنه صفح عنها ،فلما مات بشر بن البراء بن معرور من الأكلة التى أكلها مع النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم من الشاة قتلها به
قصاصا ،وذلك أن بشرا لم يزل معتلا من تلك الأكلة حتى مات منها بعد حول ،و يقال إنه مات في الحال.
وفى جامع معمر عن الأزهري أنه قال أسلمت فتركها ،قال معمر والناس يقولون قتلها وأنها لم تسلم )قوله لبيد بن الأعصم( جاء التصريح
بأنه يهودى في الصحيحين وقد هلك = = على يهوديته )*(
ل بَعْضِه ِ ْم )ل َا،
ل لم َِنْ أَ شَار َ بِقَت ْ ِ
جه َتِه ِ قَوْل ًا و َفِعْل ًا بَلْ قَا َ
ل عَنْه ُ ْم فِي ِ
ِيم م َا نُق ِ َ
ن ال ْمُنَافِق ِينَ ب ِعَظ ِ الل ّه ِ ب ْ َ
ن ُأب َ ٍيّ و َأَ شْ بَاه َه ُ م ِ َ ك ل َ ْم يُؤَا ِ
خ ْذ عَبْد َ َ وَكَذَل ِ َ
يظ الْحا َشِيَة ِ فَجبََذَه ُ أَ عْرابِيّ ٌ س َل ّم َ و َعَلَيْه ِ بُرْد ٌ غَل ِ ُ الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ كن ْتُ م َ َع َ الل ّه ُ عَن ْه ُ ُ
س رَضِي َ َصحَابَه ُ( وَع َنْ أَ ن َ ٍ
ل أَ ْ ن مُح َم ّدًا يَقْت ُ ُلِئ َل ّا يُتَح َ ّدثُ أَ َ ّ
َ
الل ّه ِ ال َ ّذ ِي عِنْدَك َ ف َِإ َن ّ َ
ك ل َ ل ي َا مُحَم ّد ُ ا ْحم ِلْ ل ِي عَلَى بَع ِير ََيّ هَذ َي ْ ِن م ِنْ م َا ِ صفْحَة ِ عَاتِقِه ِ ث َُم ّ قَا َ شدِيدَة ً ح ََت ّى أ َث ّر ْ
َت ح َاشِي َة ُ ال ْبُرْدِ فِي َ جبْذَة ً َبِرِد َائِه ِ َ
ك ي َا الل ّه ِ و َأَ ن َا عَبْدُه ُ -ث َُم ّ قَا َ
ل و َيُق َاد ُ مِن ْ َ ل َ ل م َا ُ س َل ّم َ ث َُم ّ قَا َ
ل )ال ْمَا ُ الن ّب ِ ُيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل أَ بيِكَ ،فَسَكَتَ َ
ك وَل َا م ِنْ م َا ِ ل َا تَحْم ِ ُ
ل ل ِي م ِنْ م َال ِ َ
أَ عْرَاب ِ ُيّ م َا ف َعَل ْتَ
ل لَه ُ عَلَى بَع ِيرٍ شَع ِير ٌ وعَلَى س َل ّم َ ث َُم ّ أَ م َرَ أَ ْن يُحْم َ َ الن ّب ِ ُيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ك َ ح َ
ض ِ سي ِّئَة ِ ال َ ّ
سي ِّئ َة َ ف َ َ ك ل َا نكافي ب ِال َ ّ ل )لِم َ؟( قَا َ
ل لأَ َن ّ َ ل ل َا ،قَا َ بِي( قَا َ
الل ّه ِ صلى الل ّٰه عليه وسلم مُن ْتَصِر ًا م ِنْ مَظْلَمَة ِ ظُل ِمَه َا ق ُ َّط م َا ل َ ْم تَكُنْ ح ُ ْرم َة ً م ِنْ َ
محَارِ ِم ل َ الل ّه ُ عَنْهَا م َا ر َأَ ي ْتُ رَسُو َ
ت عَائِش َة ُ رَضِيَ َ الآخَر ِ تَم ْر ٌ ،قَال َ ْ
ل
ك فَق َا َ
ل هَذ َا أَ ر َاد َ أَ ْن يَقْتُل َ َ الل ّه ِ وَم َا ضَر َبَ خ َادِم ًا وَل َا امْرَأَ ة ً ،وجئ ِإلَيْه ِ ب ِرَج ُ ٍ
ل فَق ِي َ ل َ الل ّه ِ وَم َا ضَر َبَ بيَِدِه ِ َ
شي ْئًا ق ُ َّط ِإ ًلَّا أَ ْن يُجَاهِد َ فِي سَب ِي ِ َ
Shamela.org ٦١
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ل ِإ َلّا حِل ْمًا ،ف َأَ خْبَرْتُه ُ بِهَذ َا ف َوَجَدْتُه ُ كَمَا وُص َ
ِف ،و َالْحَدِيثُ ع َنْ ش َ ّدة ُ الْج َ ْه ِ
جهْلَه ُ ،وَل َا تَز ِيدُه ُ ِ ُأخْبِرْهُمَا :يَسْب ِ ُ
ق حِل ْم ُه ُ َ
َات َ
الث ّابتَِة ِ ِإلَى الصّ ح ِ
ِيح و َال ْمُص ََن ّف ِ ك م َا ذَكر ْن َاه ُ م َِم ّا فِي َ حِل ْمِه ِ صَلَ ّى الل ّٰه عليه وسلم وصبر وَع َ ْفوِه ِ عِنْد َ ال ْم َ ْقدِرَة ِ أكثر من أن تأتى عَلَيْه ِ ،و َ َ
حسْب ُ َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ ْم وَح َ َكّم َه ُ شد َائِدِ َ
الصّ عْبَة ِ م َعَه ُ ْم ِإلَى أَ ْن أَ ظْ ف َرَه ُ َ ْش و َأَ ذ َى الْجا َه ِل َِي ّة ِ وَمُصَاب َرَة ِ ال َ ّ
صبْرِه ِ عَلَى مُق َاسَاة ِ ق ُر َي ٍ
م َا بلَ َ َغ م ُت َوَاتِر ًا مَب ْل َ َغ ال ْيَق ِينِ م ِنْ َ
ف ِيه ِ ْم
__________
مفتوحة مهملة وعين ساكنة مهملة ونون مفتوحة :قال ابن ماكولا في إكماله :هو حبر يهودى له ذكر في حديث لعبد الل ّٰه بن سلام وقال
النووي في تهذيبه :هو من أحبار اليهود الذى أسلم وحسن إسلامه وشهد مع رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم مشاهد كثيرة وتوفى فِي
غ َْزوَة ِ تَب ُوك َ مقبلا إلى المدينة ،وأما أسيد بن سعية :أسيد بفتح الهمزة وكسر السين المهملة ،وسعية والده بفتح السين وسكون العين
سعْن َة َ بالنون أصح وأسيد بن سعية بالياء أصح )قوله مطل( بضم الميم والطاء
ن َ
المهملتين بعدهما مثناة تحتية ،قال الذهبي في التجريد ز َيْد ُ ب ْ ُ
المهملة جمع مطول على وزن فعول بمعنى فاعل كغفور )*(
خ
ل بِكُمْ؟ قَالُوا خَيْر ًا ،أَ ٌ
ل )م َا تَق ُولُونَ ِإن ِ ّي فَاع ِ ٌ
صفَحَ ،و َقَا َ
خضْر َائِه ِ ْم فَمَا ز َاد َ عَلَى أَ ْن عنا و َ َ
ل شَأْ فَتِه ِ ْم و َِإب َادَة ِ َ و َه ُ ْم ل َا يَش ُ َ ّ
كونَ فِي اسْ تِئْصَا ِ
ن
س ه َب ََط ثَمَانُونَ رَج ُل ًا م ِ َ
ل أَ ن َ ٌ ُف :لا تثريب عليكم الآيَة َ ،اذْه َب ُوا ف َأَ ن ْتُم ُ ال ُ ّ
طلَق َاءُ( و َقَا َ ل أَ خِي يُوس َ
ل كَمَا قَا َ
ل أَ قُو ُ ن أَ ٍ
خ كَر ِيمٍ ،فَق َا َ كَر ِيم ٌ و َاب ْ ُ
Shamela.org ٦٢
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
سة ِ، ض ُ ّد ال َ ّ
شك َا َ س و َه ُو َ ِ ح ُ ّقه ُ ال ْمَر ْء ُ عِنْد َ غَيْرِه ِ ب ِ
ِطيب ن َ ْف ٍ ض ُ ّد َ
الن ّذ َالَة ِ ،والسماحة التجا في ع ََم ّا يَسْت َ ِ خطَرُه ُ و َنَفْع ُه ُ وَس ََم ّوْه ُ أَ يْضًا جُرْأَ ة ً و َه ُو َ ِ
يَعْظُم ُ َ
Shamela.org ٦٣
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
باب التفضل والإنعام إذ لا إنعام في أن يكسب هو لنفسه ما كان معدوما عنده وإنما الإنعام أن يوليه غيره وباب الحظ والسعادة في
الاكتساب غير باب التفضل والإنعام اه.
)قوله ورد على هوازن سباياها( وكانت ستة آلاف من الآدميين ،وأما الإبل فكانت نحو أربعة وعشرين ألفا ،والغنم كانت فوق أربعين
ألفا ،والورق فأربعة آلاف أوقية من الفضة )*(
َت عَلَى حَصِ يرٍ ث َُم ّ قَام َ ِإلَيْهَا فَقَسَمَه َا ن ال َذ ّه ِ
َب م َا ل َ ْم يُط ِقْ حَم ْلَه ُ وَحُم ِ َ
ل إليه ت ِسع ُونَ أَ ل َْف دِرْه َ ٍم ف َوُضِع ْ آلاف و َأَ ْعطَى الْع ََب ّ َ
اس م ِ َ ٍ وَك َان َْت س َِت ّة َ
الل ّه ُ
ك َ ل لَه ُ ع ُم َر ُ م َا ك ََل ّف َ َ ل م َا عندي شئ ولـكن ابتع عَل َيّ ف َِإذ َا ج َاءَن َا شئ ق َ َ
ضي ْنَاه ُ فَق َا َ ل فَسَأَ لَه ُ فَق َا َ فَمَا ر َ َدّ سَائِل ًا ح ََت ّى ف َرَغَ مِنْهَا وَج َاءَه ُ رَج ُ ٌ
ن الأَ نْصَارِ
ل مِ َ
ل رَج ُ ٌ
ك فَق َا َس َل ّم َ ذَل ِ َ الن ّب ِ ُيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ مالا ت َ ْقدِر ُ عَلَيْه ِ ف َكَرِه َ َ
س َل ّم َ بِق ِن َ ٍ
س َل ّم َ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ س :ك َانَ رَسُو ُ ك ّفِه ِ ح ُل ًِي ّا وَذ َه َبًا ،قَا َ
ل أَ ن َ ٌ ْب يُر ِيد ُ قثاء فأعطاني ملء َ َب يُر ِيد ُ طَبَق ًا و َ ُأ ْ
جر ٍ زُغ ٍ اع م ِنْ رُط ٍ وَ َ
شي ْئًا لِغَدٍ. ل َا ي َ ّد ِ
خر ُ َ
Shamela.org ٦٤
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
والزغب بزاى مضمومة وغين معجمة ساكنة وباء موحدة التى عليها زغبها أي شئ يشبه الزغب وهو شعيرات صفر على ريش الفرخ،
والقثاء بكسر القاف وضمها فالمثلثة فالمد )قوله نصف وسق( الوسق بكسر الواو وفتحها ستون صاعا )قوله ونصفه نائل( أي عطفا
)قوله والنجدة( بفتح النون في اللغة الشجاعة وفى الحقيقة م َا ذَك َر َه الْق َاض ِي رحمه الل ّٰه تعالى )قوله الـكماة( بضم الكاف جمع كمى بفتحها
وكسر الميم وتشديد الياء وهو الشجاع المتكمى في سلاحه أي المستتر فيه كأنه جمع كام كقاض وقضاة.
)*(
ل ُف ح َ َ ّدثَنَا مُحَم ّد ُ ب ْ ُ
ن ِإسْمَاعِي َ ن يُوس َ الْج َيَ ّان ِ ُيّ ف ِيم َا كَت َبَ ل ِي ح َ َ ّدثَنَا الْق َاض ِي سِر َا ٌ
ج ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو محمد الأصيلي حدثنا أَ بُو ز َيْدٍ الْفَق ِيه ُ ح َ َ ّدثَنَا مُحَم ّد ُ ب ْ ُ
س َل ّم َ؟ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ن ب َ ّشا ٍر ح َ َ ّدثَنَا غُنْدُر ٌ ح َ َ ّدثَنَا ُ
شعْب َة ُ ع َنْ أَ بِي ِإ ْسحَاقَ سَم ِـ َع البَر َاء َ وَسَأَ لَه ُ رَجُلٌ :أَ ف َر َ ْرتُم ْ يَوْم َ حُنَيْنٍ ع َنْ رَسُو ِ ح َ َ ّدثَنَا اب ْ ُ
ل فَلَم ّا ال ْتَقَى ال ْمُسْل ِم ُونَ و َال ْـكُ َ ّفار ُ و َلَ ّى ن ال ْع ََب ّا ِ
س قَا َ س َل ّم َ ع َنْ بَغْلَتِه ِ ،وَذَك َر َ م ُ ْ
سل ِم ٌ ع َ ِ الن ّب ِ ُيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ش َ ّد مِن ْه ُ ،و َقَا َ
ل غَي ْرُه ُ ن َز َ َ ك َانَ أَ َ
ل عَلِيّ ٌ رَضِيَ َ
الل ّه ُ عَن ْه ُ ِإ َن ّا ك َُن ّا ِإذ َا حَم ِي س َل ّم َ ،و َقَا َ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ن ع ُم َر َ م َا ر َأَ ي ْتُ أَ ْشج َ َع وَل َا أَ نْ جَد َ وَل َا أَ جْ وَد َ وَل َا أرْض َى م ِنْ رَسُو ِ
اب ْ ُ
س َل ّم َ فَمَا يَكُونُ أَ حَدٌ أَ ق ْر َبَ إلى الْعَد ُ ّوِ مِن ْه ُ و َلَق َ ْد ر َأَ ي ْتُنِي يَوْم َ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ س و َاحْم ََر ّ ِ
ت الْحَد َقُ اتْقَي ْنَا ب ِرَسُو ِ س و َيُرْو َى اشْ ت َ ّد ال ْب َأْ ُ
ال ْب َأْ ُ
س يَوْم َئِذٍ ب َأْ سًا ش ّدِ َ
الن ّا ِ س َل ّم َ و َه ُو َ أَ ق ْر َبُنَا إلى العدو كان م ِنْ أَ َ ن نَلُوذ ُ ب َِالن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ نح ْ ُ
ب َ ْد ٍر و َ َ
س َل ّم َ أَ حْ سَ َ
ن الن ّب ِ ُيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ س َل ّم َ ِإذ َا د َن َا ال ْعَد ُ ُ ّو لِقُر ْبِه ِ مِن ْه ُ ،وَع َنْ أَ ن َ ٍ
س ك َانَ َ ل ك َانَ ال ُ ّ
شج َاع ُ ه ُو َ ال َ ّذ ِي يَقْر ُبُ مِن ْه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ و َق ِي َ
س َل ّم َ ر َا ِ
جع ًا الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ْت فَتَل َ ّقاه ُ ْم رَسُو ُ ل َ
الصّ و ِ َاس قَب ْ َ
قن ٌل ال ْمَدِينَة ِ لَيْلَة ً فَانْطَل َ َ
س لَق َ ْد فَزِعَ أَ ه ْ ُ س و َأَ ْشج َ َع َ
الن ّا ِ س و َأَ جْ وَد َ َ
الن ّا ِ َ
الن ّا ِ
حصَيْنٍ ن ُل ِعم ْرَانُ ب ْ ُ ل لَنْ ت ُر َاع ُوا ،و َقَا َ ْف فِي ع ُنُقِه ِ و َه ُو َ يَق ُو ُ سي ُ س لأَ بِي طَل ْح َة َ ع ُْريٌ و َال َ ّ ْت و َقَدِ اسْ تَبْر َأَ ا ْلخـَبَر َ عَلَى ف َر َ ٍ الصّ و ِق َ ْد سَبَقَه ُ ْم ِإلَى َ
Shamela.org ٦٥
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ ل َ ش َ ّد ُأبَي ٌ عَلَى ف َر َ ِ
سه ِ عَلَى رَسُو ِ الل ّه ُ فَلَم ّا ر َآه ُ يَوْم َ ُأحُدٍ َ س َل ّم َ أَ ن َا أَ ق ْتُل ُ َ
ك ِإ ْن شَاء َ َ الن ّب ِ ُيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل لَه ُ َ
ك عَلَيْهَا فَق َا َ
ذُرَة ٍ أَ ق ْتُل ُ َ
الصّ َمّة ِ
ِث ب ْ ِن َ
ن الْحا َر ِ ي خ َُل ّوا َطرِ يق َة ُ و َتَنَاو َ َ
ل الْحَر ْبَة َ م ِ َ س َل ّم َ :هَكَذ َا أَ ْ الن ّب ِ ُيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ن ال ْمُسْل ِمِينَ فَق َا َ س َل ّم َ فَاع ْتَرَضَه ُ رِج َا ٌ
ل مِ َ عَلَيْه ِ و َ َ
س َل ّم َ فَطَع َن َه ُ فِي ع ُنُقِه ِ َطعْن َة ً الن ّب ِ ُيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ شعْرَاء ِ ع َنْ َظ ْهرِ ال ْب َع ِير ِ ِإذ َا ان ْتَف َ
َض ث َُم ّ اسْ تَقْبَلَه ُ َ َض بِهَا ان ْتِف َاضَة ً تَطَاي َر ُوا عَن ْه ُ تَطَاي ُر َ ال َ ّ
فَان ْتَف َ
ل لَو ْ
ك فَق َا َ
س عَلَي ْ َ
ل قَتَلَنِي مُحَم ّدٌ و َه ُ ْم يَق ُولُونَ ل َا ب َأْ َ
ْش يَق ُو ُ
ج َع ِإلَى ق ُر َي ٍ
ل بَلْ كَسَر َ ضِلَع ًا م ِنْ أَ ضْ لاعِه ِ ف َر َ َ
سه ِ م ِرَار ًا و َق ِي َتَد َأْ د َأَ مِنْهَا ع َنْ ف َر َ ِ
س لقتلهم ميع َ
الن ّا ِ ك َانَ م َا بِي ب ِج َ ِ
__________
بفتح الفاء والراء و يجوز إسكانها قال ابن الأثير في النهاية :الفرق بالتحر يك يسع ستة عشر رطلا وهى اثنا عشر مدا أو ثلاثة آصع عند
أهل الحجار وأما الفرق بالسكون فمائة
وعشرين رطلا )قوله تطائر الشعراء( بفتح الشين المعجمة وسكون العين المهملة بعدها راء وهمزة ممدودة قال صاحب الصحاح والشعراء
ذبابة يقال هي التى لها إبرة وقال الهروي وفى الحديث تطاير الناس عنه تطاير الشعر عن البعير قال الصبيبى الشعر جمع شعراء وهى ذباب
حمر يقع على الإبل والحمير فتؤذيهما ،وفى النهاية أنه صلى الل ّٰه عليه وسلم لما أراد قتل أبى ابن خلف تطاير الناس عنه تطاير الشعر عن
البعير :الشعر بضم الشين وسكون العين جمع شعراء وهو ذباب حمروقيل روق يقع على الإبل والحمير فتؤذيهما إيذاء شديدا وقيل هو
ك ناوله الحر ية فلما أخذها انتفض بها انتفاضة تطايرنا عنها تطاير الشعر يرى مثل الشعر
ن م َال ِ ِ
كعْبُ ب ُ
ذباب كثير الشعر وفي رواية إن َ
وقياس واحده شعرور وقيل هي ما تجتمع على دبرة البعير من الذباب فإذا هيجت تطايرت عنها )قوله تدأدأ( بفتح المثناة الفوقية والدال
المهملة بعدها همزة ساكنة ثم دال أخرى ثم همزة أي تدحرج )قوله ضلعا( بكسر الضاد المعجمة وفتح اللام وقد تسكن )*(
الل ّه ِ أَ خْبَر َن َا ُ
شعْب َة ُ ع َنْ قَتَادَة َ ل ح َ َ ّدثَنَا عَبْد َانُ ح َ َ ّدثَنَا عَبْد ُ َ الْق َاب ِس ِ ُ ّ
ي ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو ز َيْدٍ المروزي حدثنا محمد بن يوسف حدثنا محمد ب ْ ُ
ن ِإسْمَاعِي َ
ن الْع َ ْذر َاء ِ
ش َ ّد حَيَاء ً م ِ َ
س َل ّم َ أَ َ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ الل ّه ُ عَن ْه ُ ك َانَ رَسُو ُ
ِي رَضِيَ َ س يُح َ ّدِثُ ع َنْ أَ بِي سَع ِيدٍ الْخ ُ ْدر ّ ِ الل ّه ِ مَو ْلَى أَ ن َ ٍ
سَمِعْتُ عَبْد َ َ
)فصل( وأما حسن عشرته وأدبه وبسط خلقه صلى الل ّٰه عليه وسلم مع أصناف الخلق ٢.٢.١٥
ل أَ ق ْوَا ٍم يَصْ ن َع ُونَ أَ ْو يَق ُولُونَ كَذ َا يَنْهَ ى عَن ْه ُ وَل َا يُسَمِّي فَاع ِلَه ُ.
ل م َا ب َا ُ
ل كَذ َا و َلـَكِنْ يَق ُو ُ
ن يَق ُو ُ
فُلَا ٍ
Shamela.org ٦٦
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ل َب أَ م َامِي فَصَاحِبُ ال َد ّ َاب ّة ِ أَ وْلَى بِمُق َ َ ّدمِهَا ،وَك َانَ رَسُو ُ
ل الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم يُؤَلِّفُه ُ ْم وَل َا يُن َ ّف ِر ُه ُ ْم و َيُكْرِم ُ كَر ِيم َ ك ُ ّ ِ و َفِي رِو َايَة ٍ ُأ ْ
خر َى ا ْرك ْ
صحَابَه ُ و َيُعْط ِي ك ُ َ ّ
ل ج ُلَسَائِه ِ ِس مِنْه ُ ْم م ِنْ غَيْر ِ أ ْن ي َ ْطوِيَ ع َنْ أَ حَدٍ مِنْه ُ ْم ب ِشْرَه ُ وَل َا خ ُلُق َه ُ ،يَتَع َ َهّد ُ أَ ْ
يحـْتَر ُ
اس و َ َ يحْذَر ُ َ
الن ّ َ قَو ْ ٍم و يوليه عليهم و َ َ
ن أَ حَدًا أَ ك ْرَم ُ عَلَيْه ِ مِن ْه ُ ،م َنْ ج َالَسَه ُ أَ ْو قَار َبَه ُ لِ حا َجَة ٍ صَاب َرَه ُ ح ََت ّى يَكُونَ ه ُو َ ال ْمُن ْصَر َ
ِف عَن ْه ُ وَم َنْ سَأَ لَه ُ ح َاج َة ً ل َ ْم يحْسَبُ ج َلِيس ُه ُ أَ َ ّ
نَصِ يب َه ُ ،ل َا َ
ن أَ بِي ه َالَة َ،
صف َه ُ اب ْ ُاس ب َ ْسط ُه ُ وَخ ُلُق ُه ُ فَصَار َ لَه ُ ْم أَ ب ًا وَصَار ُوا عِنْدَه ُ فِي الْحَقّ ِ سَوَاءً ،بِهَذ َا و َ َ ل ق َ ْد وَسِـ َع َ
الن ّ َ ن الْقَو ْ ِ ي َر ُ َدّه ُ ِإ َلّا بِهَا أَ ْو بِمَيْس ُو ٍر م ِ َ
ق ليَِّنَ
ل الْخُل ُ ِ ل وَك َانَ د َائِم َ ال ْبِشْر ِ س َ ْه َ قَا َ
الل ّه ُ تَع َالَى )فَبِم َا ل ع ََم ّا ل َا ي َ ْشت َهِ ي وَل َا يُؤ ْي َ ُ اب وَل َا م َ َ ّد ٍ
ش وَل َا ع ََي ّ ٍ
َظ ولا غليظ ولا سحاب وَل َا فحَ ّا ٍ
ل َ س مِن ْه ُ ،و َقَا َ اح يَت َغ َاف َ ُ ْس بِف ّ ٍ الْجَان ِِب لَي َ
رَحْمَة ٍ
__________
)قوله ابن المثنى( بضم الميم وفتح المثلثة بعدها نون مشددة.
)*(
يج ِيبُ م َنْ د َعَاه ُ هي َ أَ حْ سَنُ( الآيَة َ ،وَك َانَ ُ ل تَع َالَى )ادْف َعْ ب َِال ّتِي ِ ْب لا نفضوا من حولك( و َقَا َ يظ الْق َل ِ
ظا غَل ِ َ كن ْتَ ف َ ً ّ الل ّه ِ لِن ْتَ لَه ُ ْم و َلَو ْ ُ
ن َ مِ َ
ل ال ْهَد َِي ّة َ و َلَو ْ ك َان َْت كراعا و يكافئ عَلَيْهَا.
و َيَقْب َ ُ
ف ق ُ َّط وَم َا قال لشئ صَنَعْت ُه ُ لِم َ صَنَعْت َه ُ ولا
ل ل ِي ُأ ّ ٍ
س َل ّم َ عَشْر َ سِنِينَ فَمَا قَا َ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ الل ّه ُ عَن ْه ُ خَدَمْتُ رَسُو َ
س رَضِيَ َ
ل أَ ن َ ٌ
قَا َ
صحَابِه ِ
ل الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم ما د َعَاه ُ أَ حَدٌ م ِنْ أَ ْ
ن خ ُلُق ًا م ِنْ رَسُو ِ لشئ ت َرَكْ ت ُه ُ ل َ ْم ت َرَكْ ت َه ُ ،وَع َنْ عَائِش َة َ رَضِيَ َ
الل ّه ُ عَنْهَا م َا ك َانَ أَ حَدٌ أَ حْ سَ َ
س َل ّم َ ق ُ َّط مُنْذ ُ أَ سْ لَم ْتُ وَل َا ر َآنِي ِإ َلّا تَب َ َس ّم َ وَك َانَ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ن عَبْدِ الل ّٰه م َا حَ ج َبَنِي رَسُو ِ ل ل َب ّيْكَ ،و َقَا َ
ل جَر ِير ُ ب ْ ُ ل بَي ْتِه ِ ِإ َلّا قَا َ
وَل َا أَ ه ْ ُ
Shamela.org ٦٧
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ل عَلَيْه ِ وَر َُب ّمَا بَس ََط لَه ُ ثَو ْبَه ُ و َيُؤ ْث ِرُه ُ ب ِالْوِسَادَة ِ صحَابَه ُ ب ِال ْمُصَافَحَة ِ ل َ ْم ي ُر َ ق ُ َّط م َا ًدّا رِجْلَيْه ِ بَيْنَ أَ ْ
صحَابِه ِ ح ََت ّى يُضَي ِّ َ
ق بِهِم َا عَلَى أَ حَدٍ ،يُكْرِم ُ م ِنْ ي َ ْدخ ُ ُ أَ ْ
َب أَ سْمَائِه ِ ْم تَكْرِم َة ً لَه ُ ْم وَل َا ي َ ْقطَ ُع عَلَى أَ حَدٍ حَدِيث َه ُ ح ََت ّى يَتَج َو ّز َ
صحَابَه ُ و َي َ ْدع ُوه ُ ْم ب ِأَ ح ِّ
س عَلَيْهَا ِإ ْن أَ بَى و يُكَن ِ ّي أَ ْ َال ّتِي َ
تح ْت َه ُ و َيَعْزِم ُ عَلَيْه ِ فِي الْجلُُو ِ
خ َ ّف َ
ف صَلاتَه ُ وَسَأَ لَه ُ ع َنْ ح َاجَتِه ِ ف َِإذ َا فَي َ ْقطَع َه ُ بِن َهْ ٍي أَ ْو ق ِيَا ٍم و َيُرْو َى ب ِانْتِهَاء ٍ أَ ْو ق ِيَا ٍم وَرُوِيَ أَ َن ّه ُ ك َانَ ل َا َ
يج ْل ُِس ِإلَيْه ِ أَ حَدٌ و َه ُو َ يُصَل ِّي ِإ َلّا َ
الْجلُُود ُِيّ
الل ّه ِ صَلَ ّى
ل َ ل غ ََزا رَسُو ُ
َاب قَا َ
ن اب ْ ِن شِه ٍ
س عَ ِ
ْب أَ ن ْب َأَ ن َا يُون ُ ُ
ن وَه ٍ اج ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو ال َ ّ
طاهِرِ أَ ن ْب َأَ ن َا اب ْ ُ ن الْ حجَ ّ ِ سفْيَانَ ح َ َ ّدثَنَا م ُ ْ
سل ِم ُ ب ْ ُ ح َ َ ّدثَنَا ِإ ب ْر َاه ِيم ُ ب ْ ُ
ن ُ
Shamela.org ٦٨
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
)قوله الخشنى( بضم الخاء وفتح الشين المعجمتين )قوله وذكر حنينا بضم الحاء المهملة وفتح النون اسم موضع بين الطائف ومكة -كذا في
القاموس -وقال صاحب الصحاح :يذكر و يؤنث فان قصدت به البلد والموضع ذكرته وصرفته كقوله تعالى )و يوم حنين( وإن قصدت
به البقعة والبلدة أنثته ولم تصرفه كما قال الشاعر :نصروا نبيهم وشدوا أزره * بحنين يوم تواكل الأبطال وفى التعر يف والأعلام :حنين
اسم علم بموضع بأوطاس ،سمى بحنين بن قانة بن مهلايل انتهى.
وكانت هذه الغزوة في شوال سنة ثمان من الهجرة )قوله ابن المسيب( هو بفتح المثناة التحتية عن العراقيين وهو المشهور ،وبكسرها عن
المدنيېن قال ابن قرقول قال الصيد في وذكر لنا أن سعيدا كان يكره الفتح لياء من اسم أبيه وأما غير والد سعيد فتفتح الياء بلا خلاف.
)*(
س
ك قلُ ْتَ م َا قلُ ْتَ و َفِي ن َ ْف ِس َل ّم َِ :إ َن ّ َ الن ّب ِ ُيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل لَه ُ َ الل ّه ُ م ِنْ أَ ه ْ ٍ
ل وَعَشِيرَة ٍ خَيْر ًا ،فَق َا َ ث َُم ّ قَالَ :أَ حْ سَن ْتُ ِإلَي ْ َ
ك قَالَ :نَع َ ْم فَجَزَاك َ َ
صد ُورِه ْم عَلَيْكَ ،قَالَ :نَعَمْ. ك شئ فإن أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بَيْنَ يَد ََيّ ح ََت ّى يَذْه َبَ م َا فِي ُ صحَابِي م ِنْ ذَل ِ َ
أَ ْ
ل فَزِدْن َاه ُ ف َزَعَم َ أَ َن ّه ُ رَضِيَ أَ كَذَلِكَ؟ قَالَ :نَع َ ْم فَجَزَاك َ ن هَذ َا الْأَ عْرَاب ِ َيّ قَا َ
ل م َا قَا َ س َل ّم َ ِإ َ ّ ل صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ فَل َم ّا ك َانَ الْغَد ُ أَ وِ الْعَش ِ ُ ّ
ي ج َاء َ فَق َا َ
ل وَعِشِيرَة ٍ خَيْر ًا.
الل ّه ُ م ِنْ أَ ه ْ ٍ
َ
اس فَل َ ْم يَز ِيد ُوه َا ِإ َلّا نُف ُور ًا فَنَاد َاه ُ ْم صَا ِ
حبُهَا َت عَلَيْه ِ فَا َت ّب َعَه َا َ
الن ّ ُ ل لَه ُ ن َاق َة ٌ شَرَد ْ
ل رَج ُ ٍ س َل ّم َ :م َثَل ِي وَم َث َ ُ
ل هَذ َا م َث َ ُ الن ّب ِ ُيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ فَق َا َ
ش َ ّد
َت و َ َ
ت و َاسْ تَنَاخ ْ ض ف َر َدّه َا ح ََت ّى ج َاء َ ْ ق بِهَا مِنْك ُ ْم و َأَ ع ْلَم ُ فَت َو َ َجّه َ لَهَا بَيْنَ يَدَيْهَا ف َأَ خَذ َ لَهَا م ِنْ قُمَا ِم الْأَ ْر ِخ َُل ّوا بَيْنِي و َبَيْنَ ن َاقَتِي ف َِإن ِ ّي أَ رْف َ ُ
س َل ّم َ قَالَ :ل َا الن ّار َ( وَرُوِيَ عَن ْه ُ أَ َن ّه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ل فَق َتَل ْتُم ُوه ُ دَخ َ َ
ل م َا قَا َ ل َ
الر ّج ُ ُ حي ْثُ قَا َ عَلَيْهَا رَحْلَه َا و َاسْ ت َو َى عَلَيْهَا و َِإن ِ ّي لَو ْ ت َرَكْ تُك ُ ْم َ
الل ّه ُ عَن ْه ُ
ن مَسْع ُودٍ رَضِيَ َ ل اب ْ ُ ن ِإ َلّا اخْ تَار َ أَ ي ْسَر َهُمَا ،قَا َ
س َل ّم َ بَيْنَ أَ مْرَ ي ْ َ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ الل ّه ُ عَنْهَا م َا خُيِّر َ رَسُو ُ ت عَائِش َة ُ رَضِيَ َ عَلَيْهِم ُ ،قَال َ ْ
سآمَة ِ عَلَي ْنَا، مخَاف َة َ ال َ ّ
س َل ّم َ يَتَخ َو ّلُنَا ب ِال ْمَوْعِظَة ِ َ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ك َانَ رَسُو ُ
__________
)قوله الأخشبين( بهمزة مفتوحة وخاء وشين معجمتين :جبلا مكة )قوله يتخولنا( بالخاء المعجمة ،قال ابن الأثير أي يتعهدنا ،وقال ابن
الصلاح الصواب بالحاء المهملة أي يطلب الحال التى يبسطون فيها للموعظة وكان الأصمعى يرو يه يتخوننا بالنون )*(
Shamela.org ٦٩
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
)فصل( وأما خلقه صلى الل ّٰه عليه وسلم في الوفاء وحسن العهد وصلة الرحم ٢.٢.١٧
Shamela.org ٧٠
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
وهو آخر من مات من الصحابة )قوله قَالُوا ُأ ُمّه ُ َال ّتِي أرضعته( في الاستيعاب لابن عبد البر :روى زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار
جاءت حليمة بنت عبد الل ّٰه أم النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم من الرضاعة يوم حنين فقام لها وبسط لها رداءه ،وفى التجريد للذهبي يجوز
أن يكون هذه ثويبة ورد بنقل مغلطاى عن ابن سعد أن ثويبة توفيت سنة سبع وبنقل السهيلي أنه عليه الصلاة والسلام لما فتح مكة
سئل عن ثويبة وعن ابنها مسروخ فأخبر أنهما ماتا ،وقال الحافظ الدمياطي لا نعرف لها صحبة ولا إسلاما ثم ذكر حديث بسط الرداء
وقال هذه أخته الشيماء لا أمها حليمة وفى سيرة مغلطاى وصحح ابن حبان وغيره حديثا دل على إسلامهما )قوله عمرو بن السائب( هو
ابن السائب بن راشد البصري مولى بنى زهرة ،تابعي ذكره الحافظ )*(
)فصل( وأما تواضعه صلى الل ّٰه عليه وسلم على علو منصبه ورفعة ٢.٢.١٨
Shamela.org ٧١
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
)قوله لا يحزنك( قال ابن قرقول في الحاء والزاء لا يحزنك الل ّٰه أبدا كذا رواه معمر عن الزهري ،ورواه عنه معقل و يونس من الخزى
والفضيحة وهو أصوب انتهى.
وإذا روى بالحاء المهملة ففى المثناة التحتية الفتح والضم ،لأنه يقال حزنه وأحزنه ،وإذا روى بالمعجمة فليس فيها إلا الضم )قوله
وتكسب المعدوم( تقدم بما فيه )قوله وتقري( بفتح المثناة وسكون القاف )(*) (١ - ٩
ك أَ َن ّه ُ خُيِّر َ بَيْنَ أَ ْن يَكُونَ نَب ًِي ّا م َلِك ًا أَ ْو نَب ًِي ّا عَبْدًا فاختار أَ ْن يَكُونَ نَب ًِي ّا عَبْدًا ،فَق َا َ
ل حسْب ُ َ ش َ ّد الناس تواضعا وأعدمهم ِ
كبْر ًا ،و َ َ ر ُت ْبَتِه ِ فَك َانَ أَ َ
ِـع * ل شَاف ٍ ل م َنْ تَنْش َُقّ الْأَ ر ُ
ْض عَن ْه ُ و َأَ َ ّو ُ ك سَيِّد ُ وَلَد ِ آدَم َ يَوْم َ الْق ِيَامَة ِ و َأَ َ ّو ُ ضعْتَ لَه ُ أَ َن ّ َ الل ّه َ ق َ ْد أَ ْعطَاك َ بِمَا تَوَا َ
ن َ ل عِنْد َ ذَلِكَ :ف َِإ َ ّ لَه ُ ِإسْر َاف ِي ُ
سب ٍْع وخمسمائة قَالَ :ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو عَل ِ ٍيّ الْحَاف ُِظ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو ع ُم َر َ ن الْع َ َو ّادِ الْفَق ِيه ُ رَحِم َه ُ َ
الل ّه ُ بِق ِرَاءَتِي عَلَيْه ِ فِي مَنْز ِلِه ِ بِقُرْطُب َة َ سَن َة َ َ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو ال ْوَلِيدِ ب ْ ُ
س
سعَرٍ ع َنْ أَ بِي الْعَن ْب َ ِ الل ّه ِ ب ْ ُ
ن نُمَيْرٍ ع َنْ م ِ ْ شي ْب َة َ ح َ َ ّدثَنَا عَبْد ُ َ ن د َاسَة َ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو د َاوُد َ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو بَكْر ِ ب ْ ُ
ن أَ بِي َ ن ح َ َ ّدثَنَا اب ْ ُ ح َ َ ّدثَنَا اب ْ ُ
ن عَبْدِ ال ْمُؤْم ِ ِ
الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عليه وسلم ل َ ج عَلَي ْنَا رَسُو ُ
ل خَر َ َ ق ع َنْ أَ بِي غَال ٍِب ع َنْ أَ بِي ُأم َام َة َ رَضِيَ َ
الل ّه ُ عَن ْه ُ ،قَا َ ع َنْ أَ بِي الْعَد ََب ّ ِ
س ع َنْ أَ بِي م َْرز ُو ٍ
__________
)قوله وأقلهم كبرا( القلة هنا مراد بها النفى ،لأنها تستعمل بمعناه ،نحو :أقل رجل يقول ذلك :أي ما رجل يقوله ،ولذلك لا يدخل
نواسخ الابتداء على أقل كما لا يدخل على ما النافية ،ومن استعمال القلة بمعنى النفى الحديث الذى رواه النسائي عن عبد الل ّٰه بن أبي
أوفى كان رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم يكثر الذكر و يقل اللغو ،قال ابن الأثير في النهاية :أي لا يلغو شيئا ،وهذه اللفظة قد تستعمل
في نفى أصل الشئ كقوله تعالى )فقليلا ما يؤمنون( )قوله عن مسعر( بميم مكسورة وسين مهملة ساكنة وعين مهملة مفتوحة )قوله
س( بفتح العين المهملة وسكون النون وفتح الموحدة وبعدها سين مهملة ،اسمه الحرث بن عبيد بن كعب العدوى الـكوفى ع َنْ أَ بِي الْعَن ْب َ ِ
)قوله العدبس( بفتح العين والذال المهملتين ،وتشديد الموحدة ،بعدها سين مهملة :هو تبيع ،بضم المثناة الفوقية ،وفتح الموحدة ،وسكون
المثناة التحتية بعدها عين مهملة ،ذكره ابن ماكولا في الإكمال.
)*(
ل الْعَبْد ُ و َأَ جْل ُِس كَمَا )إ َن ّمَا أَ ن َا عَبْدٌ آك ُ ُ
ل كَمَا ي َأْ ك ُ ُ ل ِ
ظِم ُ بَعْضُه ُ ْم بَعْضًا( و َقَا َ
جم ُ يُع َ ّ م ُت َوكّ ِئًا عَلَى ع َصً ا فَقُمْنَا لَه ُ فَق َا َ
ل )ل َا تَق ُوم ُوا كَمَا تَق ُوم ُ الأَ عَا ِ
يج ْل ُِس بَيْنَ
يج ِيبُ دَعْوَة َ ال ْعَبْدِ و َ َ س َل ّم َ يَرْكَبُ ا ْلحِمَار َ و َيُرْد ُ
ِف خ َلْف َه ُ و َيَع ُود ُ ال ْمَسَاكِينَ و َيُجَال ُِس الْفُق َرَاء َ و َ ُ يج ْل ُِس الْعَبْد ُ( وَك َانَ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
س.
حي ْثُم َا انْت َهَ ى بِه ِ ال ْمَجِل ُِس ج َل َ َ
مخ ْتَلِطًا بِه ِ ْم َ
أصحَابِه ِ ُ
ْ
ن م َْر ي َم َ ِإ َن ّمَا أَ ن َا س َل ّم َ )ل َا تُطْر ُونِي كَمَا أطْ ر َِت َ
الن ّصَار َى اب ْ َ ِيث ع ُم َر َ عَن ْه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ و َفِي حَد ِ
ك ح َاج َة ً ،قَالَ :اجْلِس ِي ي َا تِ :إ َ ّ
ن ل ِي ِإلَي ْ َ الل ّه ُ عَن ْه ُ أَ َ ّ
ن امْرَأَ ة ً ك َانَ فِي عَقْلِه َا شئ ج َاءَت ْه ُ فَق َال َ ْ الل ّه ِ وَرَسُولُه ُ( وَع َنْ أَ ن َ ٍ
س رَضِي َ َ عَبْدٌ فَق ُولُوا عَبْد ُ َ
س َل ّم َ ِإلَيْهَا ح ََت ّى ف َرَغ ْ
َت الن ّب ِ ُيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ س َ َت فَجل َ َ َ ْت أَ جْل ُِس ِإلَي ْكِ ح ََت ّى أقْض ِي ح َاجَت َكِ ،قَا َ
ل فَجل ََس ْ ق ال ْمَدِينَة ِ شِئ ِ
ي طُر ُ ِ ُأ َمّ فُلَا ٍ
ن فِي أَ ّ ِ
جتِهَا.
م ِنْ ح َا َ
يف
ل م ِنْ ل ِ ٍ
مخْط ُو ٍم بِ حَب ْ ٍ س َل ّم َ يَرْكَبُ ا ْلحِمَار َ و َ ُ
يج ِيبُ دَعْوَة َ ال ْعَبْدِ وَك َانَ يَوْم َ بَنِي ق ُر َيْظَة َ عَلَى حِمَا ٍر َ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ س :ك َانَ رَسُو ُ
ل أَ ن َ ٌ
قَا َ
َاف.
عَلَيْه ِ ِإك ٌ
َث و َعَلَيْه ِ قَط ِيف َة ٌ م َا تساوى س َل ّم َ عَلَى رَحْ ٍ
ل ر ٍّ سن ِخَة ِ فَيُجِيبُ قَالَ :و َحَ َ ج ّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ َالإه َالَة ِ ال َ ّ قَالَ :وَك َانَ ي ُ ْدعَى ِإلَى خُبْز ِ ال َ ّ
شع ِير ِ و ِ
__________
ن امْرَأَ ة ً ك َانَ في عقلها شئ( قيل هي أم زفر ماشطة خديجة )قوله لا تطرونى( الإطراء مجاوزة الحد في المدح والـكذب فيه )قوله أَ َ ّ
بنت خو يلد )قوله عليه إكاف( هو بكسر الهمزة وضمها وبالواو بدلها :البرذعة ،وقيل ما تشد فوق البرذعة من ورائها )قوله والإهالة
السنخة( الإهالة بكسر الهمزة وتخفيف الهاء كل ما يؤدم به من الأدهان ،والسنخة بفتح السين المهملة وكسر النون بعدها خاء معجمة
المتغير الرائحة ،يقال سنخ وزنخ )قوله وعليه قطيفة( القطيفة الـكساء الذى له خمل )*(
م اجْ عَل ْه ُ حَ ً ج ّا مَب ْر ُور ًا ل َا رِي َاء َ ف ِيه ِ وَل َا سُمْع َة َ.
)الل ّه ُ َ ّ
ل َ أَ رْبَع َة َ دَر َاهِم َ فَق َا َ
Shamela.org ٧٢
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ل ل َِل ّذ ِي قَا َ
ل جب ْتُ ال َد ّاعِ ي َ( و َقَا َ
ن لأَ َ سِجْ ُِف فِي ال ّك م ِنْ ِإ ب ْر َاه ِيم َ ،و َلو ْ لَبِث ْتُ م َا لَب ِثَ يُوس ُ ن أَ ح َُقّ ب ِال َ ّ
ش ِّ نح ْ ُ الْأَ ن ْب ِيَاء ِ وَل َا ُ
تخـَي ِّر ُونِي عَلَى م ُوس َى و َ َ
لَهُ :ي َا خَيْر َ ال ْبَر َِي ّة ِ )ذ َاك َ ِإ ب ْر َاه ِيم ُ(
صف َتِه ِ وبَعْضُه ُ ْم يَز ِيد ُ عَلَى
ن و َأَ بِي سَع ِيدٍ و َغَيْرِه ِ ْم فِي ِ
الل ّه ُ تَع َالَى * وَع َنْ عَائِش َة َ و َالْحَسَ ِ
ِيث بَعْد َ هَذ َا ِإ ْن شَاء َ َ
وَسَي َأْ تِي الْك َلَام ُ عَلَى هَذِه ِ الأَ ح َاد ِ
بَعْضٍ.
)فصل( وأما عدله صلى الل ّٰه عليه وسلم وأمانته وعفته وصدق لهجته ٢.٢.١٩
ْجحْ( وَذَك َر َ الْق َِصّ ة َ ،قَالَ: ن )زِ ْن و َأَ ر ِ ل لِل ْو َزّا ِل و َقَا َ س َل ّم َ فَاشْ تَر َي سَر َاوِ ي َ الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ سوقَ م َ َع َالل ّه ُ عَن ْه ُ دَخ َل ْتُ ال ُ ّ
أَ بِي ه ُر َي ْرَة َ رَضِيَ َ
ل مِنْكُمْ( ث َُم ّ أَ خَذ َ
كه َا و َلَسْتُ بِمَلِكٍ ِإ َن ّمَا أَ ن َا رَج ُ ٌ
جم ُ بِمُلُو ِ س َل ّم َ يُق َبِّلُه َا فَجَذ َبَ يَدَه ُ و َقَا َ
ل )هَذ َا ت َ ْفعَلُه ُ الأَ عَا ِ الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ف َو َث َبَ ِإلَى يَدِ َ
ل )صاحب الشئ أَ ح َُقّ بِشَي ْئِه ِ أَ ْن يَحْم ِلَه ُ( ال َس ّر َاوِ ي َ
ل فَذ َهَب ْتُ لأَ ْحم ِلَه ُ فَق َا َ
س وأعف ل َ
الن ّا ِ س و َأَ عْد َ َ ن َ
الن ّا ِ س َل ّم َ آم َ َ صدْقُ لَهْجَتِه ِ ،فَك َانَ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ س َل ّم َ و َأَ م َانَت ُه ُ وَعِ َ ّفت ُه ُ و َ ِ )فصل( و َأَ َمّا عَدْلُه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
محَا ُدّوه ُ وَعِد َاه ُ وَك َانَ يسمى
ك ُ
َف لَه ُ بِذَل ِ َ
الناس أصدقهم لَه ْج َة ً مُنْذ ُ ك َانَ اع ْتَر َ
__________
)قوله ناضحه الناضح بالضاد المعجمة والحاء المهملة :الجمل الذى يستقى عليه الماء )قوله سراو يل( قالوا لم يثبت أنه صلى الل ّٰه عليه وسلم
لبس السروايل ،ولـكنه اشتراها ولم يلبسها ،وفى الهدى لابن قيم الجوز ية أنه لبسها.
قالوا وهو سبق قلم ،واشتراها عليه السلام بأربعة دراهم ،وفى الإحياء أنه اشتراها بثلاثة دراهم )قوله آمن( بمد الهمزة وفتح الميم )قوله
محادوه( بالحاء والدال المشددة المهملتين.
أي :مخالفوه ،وَمِن ْه ُ قَو ْلُه ُ تَع َالَى )ومن يحادد الل ّٰه ورسوله( )قوله وعداه( بكسر العين المهملة والقصر أي أعداؤه )*(
Shamela.org ٧٣
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
الصّ الِ حَة ِ.ق َ ن الْأَ خْلَا ِ ن ِإ ْسحَاقَ ك َانَ يُس َ َمّى الأَ م ِينَ بِمَا جَم َ َع َ
الل ّه ُ ف ِيه ِ م ِ َ ل نُب ُ َو ّتِه ِ :الأَ م ِينَ ،قَا َ
ل اب ْ ُ قَب ْ َ
ْش وَتَحَاز َب َْت عِنْد َ بنَِاء ِ ال ْـكَعْبَة ِ ف ِيم َنْ س َل ّم َ ،و َلَم ّا اخْ تَلَف ْ ل تَع َالَى )مُط ٍ
َت ق ُر َي ٌ ن عَلَى أَ َن ّه ُ مُحَم ّدٌ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ َاع ث ََم ّ أَ م ِينٍ( أَ كْ ث َر ُ ال ْمُفَس ِّر ِي َ و َقَا َ
ل نُب ُ َو ّتِه ِ فَق َالُوا :هَذ َا مُحَم ّدٌ؟ هَذ َا الأَ م ِينُ ق َ ْد رَضِينَا بِه ِ.
ك قَب ْ َ
ل وَذَل ِ َ خ ٌ س َل ّم َ د َا ِ ل عَلَيْه ِ ْم ف َِإذ َا ب َِالن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ خ ٍ ل د َا ِض ُع الْ حجَ َر َ ح َ َكّم ُوا أَ َ ّو َيَ َ
الصّ د َف ِ ُيّ الْحَاف ُِظ بِق ِرَاءَتِي عَلَيْه ِ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو الْف َضْ ِ
ل ن فِي الْأَ ْرضِ( ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو عَل ِ ٍيّ َ
سم َاء َ أَ م ِي ٌ س َل ّم َ )و ََالل ّه ِ ِإن ِ ّي لأَ م ِي ٌ
ن فِي ال َ ّ ل صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ و َقَا َ
الل ّه ُ تَع َالَى )ف َِإ َ ّنه ُ ْم لا يكذبونك( الآية وَرَو َى غَي ْرُه ُ.
ل َ جئ ْتَ بِه ِ ،ف َأَ ن ْز َ َ س َل ّم َِ :إ َن ّا ل َا نُكَذِّب ُ َ
ك و َلـَكِنْ نُكَذِّبُ بِمَا ِ الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
َ
ك وَم َا أَ ن ْتَ ف ِينَا بِمُك َ َذّ ٍ
ب. ل َا نُكَذِّب ُ َ
ن شر يق ل ِإ َ ّ
ن الأَ خْن ََس ب ْ َ و َق ِي َ
__________
الر ّب ِ ِ
يع ب ْ ِن خثيم( الربيع بفتح الراء وكسر الموحدة المخففة ،وخثيم ن َ )قوله وتحازبت( بالحاء المهملة والزاى ،أي صارت أحزابا )قوله وَع َ ِ
بضم الخاء المعجمة بعدها مثلثة مفتوحة )قوله أبو كريب( بضم الكاف وفتح الراء )قوله عن ناجية( بالنون والجيم المكسورة والمثناة
ن شر يق( الأخنس بفتح الهمزة وسكون المعجمة ،وشر يق بفتح الشين المعجمة ،وكسر الراء بعدها التحتية المخففة )قوله ِإ َ ّ
ن الأَ خْن ََس ب ْ َ
تحتية ساكنة فقاف )قوله يوم بدر( كان يوم الجمعة )*(
ل أَ بُو
ِب؟ فَق َا َ
تخـْب ِرُنِي ع َنْ مُحَم ّدٍ صَادِقٌ ه ُو َ أَ ْم ك َاذ ٌ
ْس ه ُنَا غَيْر ِي و َغَي ْرُك َ ي َ ْسم َ ُع ك َلام َنَاُ ،
ل لَهُ :ي َا أَ ب َا الْحَكَم ِ لَي َ
ل يَوْم َ ب َ ْد ٍر فَق َا َ
ج ْه ٍ
لَقِ َي أَ ب َا َ
Shamela.org ٧٤
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
س لِلْح َو َ ِ ِ
ائج. لِل ُش ّر ِ
ْب و ََالل ّ ْهوِ و َيَوْم ُ ال َ ّ
ش ْم ِ
ن الْحيََاة ِ ال ُد ّن ْيَا وهم عن الآخرة هم غافلون( و َلـَك َِنّ نَب َِي ّنَا صَلَ ّى َ
الل ّه ُ سة ِ دُن ْيَاه ُ ْم )يَعْلَم ُونَ ظَاه ِرًا م ِ َ ن خ َالَو َيْه ِ م َا كان أَ عْرَفَه ُ ْم بِسِيَا َ ل اب ْ ُقَا َ
صة ٍ عَلَى الْع َا َمّة ِس فَك َانَ يَسْت َع ِينُ ب ِالْخا َ َ ّ سه ِ ،ث َُم ّ ج َزّأَ جزأه بينه وبين َ
الن ّا ِ جز َاءٍ :جُزْءًا ل َِل ّه ِ وَجُزْءًا لأَ ه ْلِه ِ وجزءا لِن َ ْف ِ س َل ّم َ ج َزّأَ نَهَارَه ُ ثَلاثَة َ أَ ْ
عَلَيْه ِ و َ َ
ن :ك َانَ ن الْحَسَ ِ الل ّه ُ يَوْم َ الْف َز َِع الْأَ كَبرِ( وَع َ ِ
ل )أَ بْل ِغ ُوا ح َاج َة َ م َنْ ل َا يَسْتَط ِي ُع ِإ ب ْلاغِ ي ف َِإ َن ّه ُ م َنْ أَ بْل َ َغ ح َاج َة َ م َنْ ل َا يَسْتَط ِي ُع ِإ ب ْلَاغَه َا آم َن َه ُ َ و يَق ُو ُ
ص ّدِقُ
ْف أَ حَدٍ وَل َا ي ُ َ
ل الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم ل َا ي َأْ خُذ ُ أَ حَدًا بِقَر ِ
رَسُو ُ
ل الْجا َه ِل َِي ّة ِ
الن ّب ِ ِيّ صلى الل ّٰه عليه وسلم )ما هممت بشئ م َِم ّا ك َانَ أَ ه ْ ُ
ن َ طبَر ُِيّ ع َنْ عَل ِ ٍيّ رَضِيَ َ
الل ّه ُ عَن ْه ُ ع َ ِ جعْفَرٍ ال َ ّ
أَ حَدًا عَلَى أَ حَدٍ ،وَذَك َر َ أَ بُو َ
ٍ
الل ّه ُ بَيْنِي و َبَيْنَ م َا ُأرِيد ُ م ِنْ ذَلِكَ ،ث َُم ّ م َا هَمَمْتُ بِس ُوء ح ََت ّى أَ ك ْرَمَنِي َ
الل ّه ُ بِرِسَالَتِه ِ ،قَل ْتُ لَيْلَة ًل ِغ ُلَا ٍم ك َانَ ل َ ك يَح ُو ُ يَعْم َلُونَ بِه ِ غَيْر َ م َ َّرتَيْنِ ك ُ ُ ّ
ل ذَل ِ َ
ل د َا ٍر م ِنْ م َ َك ّة َ سَمِعْتُ
جئ ْتُ أَ َ ّو َ
ك ح ََت ّى ِ ل م َ َك ّة َ ف َأَ سْم ُر َ بِهَا كَمَا ي َ ْسم ُر ُ ال َ ّ
شبَابُ ،فَخَر َجْ تُ لِذَل ِ َ يَرْعَى مَع ِي :لَو ْ أب ْصَرْتَ ل ِي غ َنَمِي ح ََت ّى أَ ْدخ ُ َ
)فصل( وأما وقاره صلى الل ّٰه عليه وسلم وصمته وتؤدته ومروؤته وحسن هديه ٢.٢.٢٠
ك
ل ذَل ِ َ شي ْئًا ،ث َُم ّ ع َرَانِي م َ َّرة ً ُأ ْ
خر َى مِث ْ ُ جعْتُ و َل َ ْم أق ْ ِ
ض َ س ف َر َ َ بَعْضِه ِ ْم فَجل ََسْتُ أَ نْظ ُر ُ ،ف َضُر ِبَ عَلَى ُأذُنِي فَنِمْتُ فَمَا أَ يْقَظَنِي ِإ َلّا م ُ َّس ال َ ّ
ش ْم ِ
ك بِس ُوءٍ(
ث َُم ّ ل َ ْم أَ ه ُ َ ّم بَعْد َ ذَل ِ َ
ن هَدْيِه ِ فح َ ّدثَنَا أَ بُو عَل ِ ٍيّ الْج َيَ ّان ِ ُيّ الْحَاف ُِظ ِإج َازَة ً و َعَار َضْ تُ بِكِتَابِه ِ
س ُ
ح ْ س َل ّم َ و َ َ
صم ْت ُه ُ وتؤدته ومروؤته و َ ُ )فصل( و َأَ َمّا و َقَارُه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
ن
ن بْ ُ الل ّه ِ الو َرّاقُ حدثنا اللؤلؤي ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو د َاوُد َ ح َ َ ّدثَنَا عَبْد ُ َ
الر ّحْم َ ِ س ال َد ّلائ ِ ُيّ أَ خْبَر َن َا أَ بُو ذ َ ٍرّ ال ْه َرَو ُِيّ أَ خْبَر َن َا أَ بُو عَبْدِ َ
قَالَ :ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو الْع ََب ّا ِ
الن ّب ِ ُيّ
ن ز َيْدٍ يَق ُولُ :ك َانَ َ
ن ب ْ ِن أَ بِي الز ِّن َادِ ع َنْ ع ُم َر َ ب ْ ِن عبد العزيز ابن وهب سَمِعْتُ خ َارِج َة َ ب ْ َ ن مُحَم ّدٍ ع َنْ عَبْدِ َ
الر ّحْم ِ سَلَا ٍم ح َ َ ّدثَنَا الْ حجَ ّا ُ
ج بْ ُ
شي ْئًا م ِنْ أَ طْ رَافِه ِ.
ج َ
يخْرِ ُ
سه ِ ل َا يَك َاد ُ ُ
مج ْل ِ ِ
س فِي َ س َل ّم َ أَ وْق َر َ َ
الن ّا ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
سه ِ صَلَ ّى
ك ك َانَ أَ كْ ث َر ُ ج ُلُو ِ
س احْ ت َب َى بيَِد َيْه ِ وَكَذَل ِ َ س َل ّم َ ِإذ َا ج َل َ َ
س فِي ال ْمَجْل ِ ِ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ وَرَو َى أَ بُو سَع ِيدٍ الْخ ُ ْدر ُِيّ :ك َانَ رَسُو ُ
س َل ّم َ ُ
مح ْتَب ِيًا. الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
َ
وَع َنْ ج َابِر ِ ب ْ ِن سَم ُرَة َ :أَ َن ّه ُ ت َر ََب ّ َع وَر َُب ّمَا ج َل َ َ
س القُر ْفُصَاء َ و َه ُو َ
__________
)قوله ثم عرانى( بفتح العين المهملة وتخفيف الراء ،أي :غشيني )قوله لم أهم( .
بضم الهاء )قوله هديه( أي سيرته )قوله الدلائى * بكسر الدال المهملة وتخفيف اللام الممدودة وبعدها همزة و ياء مشددة )قوله عبد
ْب
الرحمن( بن سلام بتشديد اللام وهو جد عبد الرحمن ،نسب إليه والد عبد الرحمن اسمه محمد )قوله ع َنْ ع ُم َر َ ب ْ ِن عَبْدِ الْعَزِيز ِ( ب ْ ِن و ُهَي ٍ
ن ز َيْدٍ( ابن ثابت أحد الفقهاء السبعة ،يروى عن أبيه و َ ُأسَام َة ُ بن ز َيْدٍ ،وهذا الحديث
الأنصاري ،هو مولى ز َي ْد بن ث َابت )قوله خ َارِج َة َ ب ْ َ
Shamela.org ٧٥
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
في مراسيل أبى داود )قوله القرفصاء( بضم القاف والفاء ،قال ابن قرقول :يمد و يقصر و يقال )*(
ِيث قَيْلَة َ.
فِي حَد ِ
ل وَل َا تَقْصِ ير َ، ل ،وَك َانَ ضَ ح ِك ُه ُ تَب َ ُ ّ
سم ًا وَك َلَام ُه ُ ف َصْ ل ًا ل َا فَضُو َ ُوت ل َا يَتَك ََل ّم ُ فِي غير حاجة ،تعرض عمن نكلم ب ِغَيْر ِ جَم ِي ٍ
سك ِوَك َانَ كَث ِير َ ال ُ ّ
ل )حُب ِّبََالر ّائِ ح َة َ الْحَسَن َة َ و َيَسْتَعْمِلُهُم َا كَث ِير ًا و َيَح ُ ُّض عَلَيْهِم َا و َيَق ُو ُ
ط ِيبَ و َ يح ُ ّ
ِب ال ّ س َل ّم َ ُ حَدِيثًا لَو ْ ع َ ّده ُ الْع َا ُدّ أَ حْ صَاه ُ ،وَك َانَ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
طع َا ِم و َال َش ّر ِ
َاب، ْخ فِي ال َ ّالن ّف ِ
ن َ س َل ّم َ نَه ْي ُه ُ ع َ ِ الصّ لَاة ِ ،وَم ِنْ م ُرُوءَتِه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ت ق َُر ّة ُ عَيْنِي فِي َ ط ِيبُ وَجُعِل َ ْ ِإل َيّ م ِنْ دُن ْيَاكُم ُ النِّسَاء ُ و َال ّ
ل الْفِطْرَة ِ. خصَا ِ ل ِ ِب و َاسْ تِعْم َا ُ ج ِم و َ
َالر ّو َاج ِ ك و َِإنْق َاء ُ البَر َا ِ سِوَا ِ ل م َِم ّا يلَ ِي ،و َالْأَ مْرُ ب ِال ّ
ك ِ
و َالْأَ مْرُ ب ِالْأَ ْ
Shamela.org ٧٦
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
مفاصل الأصابع التى بين الأشاجع والرواجب ،وهى رؤوس السلاميات من ظهر الـكف إذا قبض القابض كفه نشرت وارتفعت،
والرواجب :بكسر الجيم وبعدها موحدة جمع راجبة وهى مفاصل الأصابع التى تلى الأنامل ،ثم تليها الأشاجع اللاتى تلين الـكف،
والسلاميات جمع سلامى وهى عظام الأصابع.
)*(
حه َا ِإلَى أَ ْن تُو ُف ِ ّي َ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ َت إلَيْه ِ بِ حَذ َاف ِيرِه َا و َت َر َاد َف َْت عَلَيْه ِ فُت ُو ُ ك م ِنْ تَق َُل ّلِه ِ مِنْهَا و َِإعْرَا ِ
ضه ِ ع َنْ زَه ْرَتِهَا ،و َق َ ْد سِيق ْ حسْب ُ َ
سِيرَة ِ م َا ي َ ْكفِي ،و َ َ
ال ّ
رو َايَة ٍ ُأ ْ
خر َى م ِنْ
ك
الل ّه َ تَع َالَى ي ُ ْقرِئ ُ َ
ن َ ل لَهُِ :إ َ ّ
ل عَلَيْه ِ فَق َا َ
ل ن َز َ َ
جبْر ِي َ
ن ِ ك و َأَ ْدع ُوك َ و َأَ َمّا ال ْيَوْم َ ال َ ّذ ِي أَ شْ ب َ ُع ف ِيه ِ ف َأَ حْمَدُك َ و َ ُأثْنِي عَلَيْكَ( و َفِي حَد ٍ
ِيث آخَر َ أَ َ ّ ِإلَي ْ َ
ن ال ُد ّن ْيَا د َار ُ
ل ِإ َ ّ
جبْر ِي ُ كن ْتَ ؟( ف َأَ طْ ر َقَ سَاع َة ً ث َُم ّ قَا َ
ل )ي َا ِ حي ْثُم َا ُ
ك َ
ل ذ َه َبًا و َتَكُونَ م َع َ َ
ل هَذِه ِ الْج ِبَا َ تح ُ ّ
ِب أَ ْن أَ جْ ع َ َ ك )أَ ُ
ل لَ َ ال َ ّ
سلَام َ و َيَق ُو ُ
الل ّه ُ ل َ
الث ّاب ِِت ،وَع َنْ عَائِش َة َ رَضِيَ َ الل ّه ُ ي َا مُح َم ّد ُ ب ِالْقَو ْ ِ
ك َ ل ث َب ّت َ َ
جبْر ِي ُ
ل لَه ُ ِ
ل لَه ُ( فَق َا َ ل لَه ُ ق َ ْد يَجْم َعُه َا م َنْ ل َا ع ْق َ
ل م َنْ ل َا م َا َ م َنْ ل َا د َار َ لَه ُ وَم َا ُ
الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ ل َ ك رَسُو ُ
ْف هَل َ َ
ن ب ْ ِن عَو ٍ التمّ ْر ُ و َال ْمَاء ،وَع َنْ عَبْدِ َ
الر ّحْم َ ِ ُ
ل مُحَم ّدٍ لن َم َْكُثُ شَهْرًا م َا نَسْتَو ْقِد ُ ن َار ًا ِإ ْن ه ُو َ ِإ َلّا َ
تِ :إ ْن ك َُن ّا آ َ عَنْهَا قَال َ ْ
س َل ّم َ
عَلَيْه ِ و َ َ
ن ع ََب ّاسٍ :ك َانَ رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم
ل اب ْ ُ
نح ْوَه ُ قَا َ شع ِير ِ ،وَع َنْ عَائِش َة َ و َأَ بِي ُأم َام َة َ و َاب ْ ِن ع ََب ّا ٍ
س َ ل بَي ْتِه ِ م ِنْ خُبْز ِ ال َ ّ
و َل َ ْم يَشْب َعْ ه ُو َ و َأَ ه ْ ُ
__________
ِيث عَمْرِو بن الحارث( هو ختن رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم أخو جوير ية بنت الحارث بن أبى ضرار المصطلقى )قوله و َفِي حَد ِ
الخزاعى ،له ولأبيه صحبة )قوله ِإ َلّا َ
شطْر َ شَع ِيرٍ( قال الترمذي أي شئ من شعير ،وقال ابن الأثير قيل نصف مكوك ،وقيل نصف
وسق ،و يقال شطر وشطير ،مثل نصف ونصيف انتهى ،وتمام الحديث فأكلت منه حتى طال على فكلته ففنى وهو متفق عليه )قوله
في رف( بالراء المفتوحة والفاء ،وفى الصحاح الرف شبه الطاق )قوله وأبى أمامة( هو صدى بن عجلان الباهلى )*(
ل رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم عَلَى
الل ّه ُ عَن ْه ُ قَالَ :م َا أَ ك َ َ
س رَضِي َ َ
يجِد ُونَ عَشَاءً ،وَع َنْ أَ ن َ ٍ يَب ِيتُ ه ُو َ و َأَ ه ْلُه ُ َ
الل ّيَالِي َ ال ْمُتَتَابِع َة َ طَاوِي ًا ل َا َ
Shamela.org ٧٧
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى الل ّٰه عليه وسلم شِبَع ًا ق ُ َّط و َل َ ْم يَب َ ُّث َ
شكْو َى ِإلَى أَ حَدٍ وَك َان َتَ الْف َاق َة ُ ْف َجو ُ
ت :لم يمتلى َ
الل ّه ُ عَنْهَا قَال َ ْ
وَع َنْ عَائِش َة َ رَضِيَ َ
__________
)قوله على خوان( بكسر الخاء المعجمة وضمها قال ابن قرقول و يقال أيضا إخوان وهى المائدة )قوله وَل َا فِي سُك ُُر ّجَة ٍ( قال ابن قرقول
هي بضم السين والكاف والراء ،وقال ابن مكى صوابه بفتح الراء وهى قصاع صغار يؤكل فيها وليست
بعربية ،ومعنى ذلك أن العجم كانت تستعملها في الـكواميخ وما أشبهها من الجوارشات على الموائد حول الأطعمة للتشهي والهضم،
س َل ّم لَم يأكل على هذه الصفة قط ،وقال الداودى هي قصعة صغيرة مدهونة )قوله شاة سميطا( في الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ فأخبر أن َ
الصحاح سمطت الجدى :أسمطه وأسمطه سمطا ،إذا نظفته عن الشعر بالماء الحار لتشو يه فهو سميط ومسموط )قوله مسحا( بكسر الميم
وسكون السين وبالحاء المهملتين أي بلاسا )قوله مزمول بشر يط( في الصحاح يقال زمل سريره وأزمله إذا زمل شر يطا أو غيره فجعله
ظهرا له ،والشر يط حبط يفتل منخوص )قوله شبعا( بكسر الشين المعجمة وفتح الموحدة نقيض الجوع والشبع ،بسكون الموحدة اسم
ما أشبعك من شئ )قوله ولم يبث( بفتح المثناة التحتية وضم الموحدة بعدها مثلثة.
)*(
ض ل ر ََب ّه ُ جميع كنور الْأَ ْر ِ وع فَلَا يَم ْن َع ُه ُ صِيَام َ يَوْمِه ِ و َلَو ْ شَاء َ سَأَ َ ن الْج ُ ِ ل لَيْلَتِه ِ م ِ َ
ل جائعا ليلتوى طُو َ ن ال ْغ ِن َى و َِإ ْن ك َانَ لَيَظَ ُ ّ
َب إليْه ِ م ِ َ أَ ح َ ّ
ك الْفِد َاء ُ لَو ْ تَب َل ّغْتَل ن َ ْفس ِي ل َ َ ن الْج ُ ِ
وع و َأَ قُو ُ ح بيَِدِي عَلَى بَطْنِه ِ م َِم ّا بِه ِ م ِ َ كن ْتُ أَ بْكِي لَه ُ رَحْم َة ً م َِم ّا أر َى بِه ِ و َأَ ْمسَ ُ
و َثِمَارِه َا وَر َغَد َ عَيْشِه َا و َلَق َ ْد ُ
ضو ْا عَلَى ح َالِه ِ ْم ش ُ ّد م ِنْ هَذ َا فَم َ َ
ل صَب َر ُوا عَلَى م َا ه ُو َ أَ َ س ِ ن ُ
الر ّ ُ ل )ي َا عَائِش َة ُ مالى وَلِل ُد ّن ْيَا؟ ِإخْ وَانِي م ِنْ ُأول ِي الْعَز ْ ِم م ِ َ ك فَيَق ُو ُ ن ال ُد ّن ْيَا بِمَا يَق ُوت ُ َ مِ َ
جدُنِي أَ سْ ت َحْ يِي ِإ ْن ت َر ََف ّهْتُ فِي م َع ِيشَتِي أَ ْن يُق َ َص ّر َ بِي غَدًا د ُونَه ُ ْم وَم َا من شئ ه ُو َ أَ ح ُ ّ
َب ل ثَوَابَه ُ ْم ف َأَ ِ
جز َ َ
فَقَدِم ُوا عَلَى ر َ ّبِه ِ ْم ف َأَ ك ْرَم َ م َآبَه ُ ْم و َأَ ْ
ن الْق َاب ِس ِ ُ ّ
ي ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو ز َيْدٍ أَ بُو الْق َاس ِ ِم الطَرَابلُْس ِ ُ ّ
ي ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو الْحَسَ ِ
ن اب ْ ِن شهاب عن سعيد بن
ل عَ ِ
ْث ع َنْ عُقَي ْ ٍ ن َ
الل ّي ِ كيْرٍ ع َ ِ
ن إسماعيل حدثنا يحيى ابن ب ُ َ الل ّه ِ الْف َر َبْر ُِيّ ح َ َ ّدثَنَا مُحَم ّد ُ ب ْ ُ
ال ْمَرْوَز ُِيّ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو عَبْدِ َ
المسيب
__________
س في تاريخ مصر :الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفقيه ن يُون ُ َ
ل أَ بُو سَع ِيدٍ عبد الرحمن بن أَ حْمَد ُ ب ْ ُ )قوله عن الليث( هو ابن سعد ،قَا َ
يكنى أبا الحارث يقال إنه مولى بنى فهم ،ثم لآل خالد بن ناشر بن طاعن الفهمى ،ثم م ِنْ بَنِي ك ِنَانَة َ بن عمر بن القيس ،وكان اسمه في
ديوان مصر في موالى بنى كنانة من فهم وأهل بيته يقولون :نحن من الفرس من أهل أصبهان ،قال ابن يونس وليس لما قالوه من ذلك
ن بكير يقول سعد والد )*(
يح ْي َى ب ْ َ
عندنا صحة وأخرج ابن يونس من طر يق عمرو بن أبى الظاهر بن السرح ،قال :سَمِعْتُ َ
حكْتُم ْ قَلِيل ًا و َلَبَكَي ْتُم ْ كَث ِير ًا( ،ز َاد َ في
ض ِ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ وسلم )لو تعلمون ما أَ ع ْلَم ُ ل َ َ ل َ ل رَسُو ُ
ل قَا َ
الل ّه ُ عَن ْه ُ ك َانَ يَق ُو ُ أَ َ ّ
ن أَ ب َا ه ُر َي ْرَة َ رَضِي َ َ
روايتنا
Shamela.org ٧٨
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
__________
الليث كان من موالى قريش ،ثم افترض في بنى فهم فنسب إليهم ،وقال يعقوب ابن سفيان في تار يخه قال يحيى بن بكير سمعت شعيب
بن الليث يقول :كان الليث يقول لنا قال لى بعض أهلى إنى ولدت سنة اثنين وتسعين ،والذى أوقن أنى ولدت سنة أربع وتسعين،
وقال أبو صالح كاتب الليث ،سمعت الليث يقول :مات عمر بن عبد العزيز ولى سبع سنين ،وكانت وفاة عمر سنة إحدى ومائة ،وقال
أبو نعيم في الحلية :أدرك الليث نيفا وخمسين رجلا من التابعين وأسند أبو نعيم عن محمد بن رمح قال :كان دخل الليث في كل سنة
ثمانين ألف دينار ما أوجب الل ّٰه عليه قط بزكاة ووصل ابن لهيعة لما احترقت داره بألف دينار وحج فأهدى إليه مالك طبقا فيه رطب
فرد إليه على الطبق ألف دينار وأخرج أبو نعيم عن لؤلؤ خادم الرشيد قال جرى بين هارون الرشيد وبين بنت عمه زبيدة بنت جعفر
كلام فقال هارون أنت طالق إن لم أكن من أهل الجنة ،ثم ندم فجمع الفقهاء فاختلفوا ثم كتب إلى البلدان فاستحضر علماءها إليه،
فلما اجتمعوا جلس
لهم فسألهم فاختلفوا وبقى شيخ لم يتكلم وكان في آخر المجلس ،قال فسأله فقال إذا خلا أمير المؤمنين في مجلسه كلمته فصرفهم فقال:
يدنينى أمير المؤمنين فأدناه فقال :أتكلم على الأمان فقال نعم ،فأمر بإحضار مصحف ،فأحضره ،فقال :تصفحه يا أمير المؤمنين حتى
تصل إلى سورة الرحمن فاقرأها ففعل ،فلما انتهى إلى قوله تعالى :ولمن خاف مقام ربه جنتان ،قال أمسك يا أمير المؤمنين ،قل والل ّٰه،
قال فاشتد ذلك على هارون ،فقال يا أمير المؤمنين الشرط أملك فقال والل ّٰه حتى فرغا من اليمين ،قال :قل إنى أخاف مقام ربى فقال
ذلك ،فقال يا أمير المؤمنين هي جنتان ،وليس بجنة واحدة ،قال فسمعت التصفيق والفرح من وراء الستر ،فقال له الرشيد :أحسنت
والل ّٰه ،وأمر له بالجوائز والخلع وأمر له بإقطاع ولا ينصرف أحد بمصر إلا بأمره وصرفه مكرما ،قال خليفة بن حياط ومحمد بن سعد
والبخاري وغير واحد ،مات الليث سنة خمس وسبعين ومائة زاد ابن سعد يوم الجمعة لأربع عشرة بقيت من شعبان )قوله عن عقيل(
بضم المهملة وفتح القاف :ابن خالد الأيلي )*(
سم َاء ُ وَح ََقّ لَهَا أَ ْن تَئ ِ َ ّط م َا
ت ال َ ّ
)إ َن ّي أرى مالا ت َر َ ْونَ و َأَ سْم َ ُع م َا ل َا ت َ ْسم َع ُونَ أَ َطّ ِ
الل ّه ُ عَن ْه ُ ِ
ِذي ر َفَع َه ُ ِإلَى أَ بِي ذر رضي َ
ع َنْ أَ بِي ع ِيس َى التِّرْم ّ ِ
حكْتُم ْ قَلِيل ًا و َلَبَكَي ْتُم ْ كَث ِير ًا ،وَم َا تلَ َذ ّ ْذتُم ْ ب ِالنِّسَاء ِ جدًا ل َِل ّهِ ،و ََالل ّه ِ لَو ْ تَعْلَم ُونَ م َا أَ ع ْلَم ُ ل َ َ
ض ِ ف ِيهَا مَوْضِـ ُع أَ رْب َ ِع أَ صَاب ِـ َع ِإ َلّا وَم َل َكٌ و َاضِـ ٌع َ
جبْهَت َه ُ سَا ِ
ل
ضد ُ ،م ِنْ قَو ْ ِ الل ّهِ( لَوَدِدْتُ أَ ن ِ ّي شَ ج َرة ٌ تُعْ َ
ضد ُ ،رُوِيَ هَذ َا الْك َلَام ُ :وَدِدْتُ أَ ن ِ ّي شَ ج َرَة ٌ تُعْ َ تج ْأَ ر ُونَ ِإلَى َ
َات َ عَلَى الْف ُرُشِ ،وَلَخَر َجْ تُم ْ ِإلَى ُ
الصّ عُد ِ
َت قَدَم َاه ُ ،و َفِي رِو َايَة ٍ :ك َانَ يُصَل ِّي ح ََت ّى تَرِم َ سه ِ و َه ُو َ أَ صَ ُ ح ّ و َفِي حَدِيث المُغ ِيرَة ِ :صلى رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه و َ َ
س َل ّم َ ح ََت ّى ان ْتَفَخ ْ أَ بِي ذ َ ٍرّ ن َ ْف ِ
شكُور ًا. ك وَم َا ت َأَ َ ّ
خر َ؟ قَالَ :أَ فَلَا أَ كُونُ عَبْدًا َ ك م َا تَق َ َ ّدم َ م ِنْ ذَن ْب ِ َ ل لَهُ :أَ تَك ََل ّ ُ
ف هَذ َا و َق َ ْد غُف ِر َ ل َ َ قَدَم َاه ُ ،فَق ِي َ
نح ْوَه ُ ع َنْ أَ بِي
وَ َ
ل الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسم دِيَم َة ً ،و َأَ ُي ّك ُ ْم يُط ِيقُ.
ل رَسُو ِ
الل ّه ُ عَنْهَا :ك َانَ ع َم َ ُ
ت عَائِش َة ُ رَضِيَ َ
سَلَم َة َ و َأَ بِي ه ُر َي ْرَة َ و َقَال َ ْ
Shamela.org ٧٩
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ُوت
ُوت و َال ْمَلـَك ِ
سب ْح َانَ ذِي ا ْلجـَب َر ِ
ك َع فَمَكَثَ بِق َ ْدرِ ق ِيَامِه ِ يَق ُولُُ : ب ِآيَة ِ رَحْمَة ٍ ِإ َلّا و َق ََف فَسَأَ لَ ،وَل َا يَم ُر ّ ب ِآيَة ِ عَذ ٍ
َاب ِإ َلّا و َق ََف فَت َع َ َو ّذ َ ،ث َُم ّ ر َ َ
ل ذَلِكَ. ل ِعم ْرانَ ،ث َُم ّ سُورَة ً سُورَة ً ،ي َ ْفع َ ُ
ل مِث ْ َ ك ث َُم ّ ق َرأَ َ آ َ
ل ذَل ِ َ كبْر ِي َاء ِ و َالْعَظَمَة ِ ،ث َُم ّ سَ جَد َ و َقَا َ
ل مِث ْ َ و َال ْـ ِ
نح ْو ًا مِن ْه ُ و َقَام َ ح ََت ّى ق َرأَ َ ال ْبَق َرَة َ و َآ َ
ل ِعم ْرَانَ و َالنِّسَاء َ و َال ْمَائِدَة َ * وَع َنْ س بَيْنَ ال َ ّ
سجْد َتَيْنِ َ وَع َنْ حُذ َيْف َة َ مِثْلُه ُ و َقَالَ :سَ جَد َ َ
نح ْو ًا م ِنْ ق ِيَامِه ِ ،وَج َل َ َ
ن لَيْلَة ً. س َل ّم َ ب ِآيَة ٍ م ِ َ
ن الْقُر ْآ ِ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ت :قَام َ رَسُو ُ
عَائِش َة َ قَال َ ْ
الل ّه ِ ب ْ ِن ال ِّ
شخِّير ِ: وَع َنْ عَبْدِ َ
س َل ّم َ و َه ُو َ يُصَل ِّي و َلِ جَو ْفِه ِ أَ زِيز ٌ ك َأَ زِيز ِ الْمِرْج َ ِ
ل. الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ أَ تَي ْتُ رَسُو َ
َت لَه ُ ر َاح َة ٌ.
ن د َائِم َ الْفِك ْرَة ِ لَيْس ْ
حز َا ِ
ل الْأَ ْ س َل ّم َ م ُت َوَا ِ
ص َ ن أَ بِي ه َالَةَ :كان رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه و َ َ
ل اب ْ ُ
قَا َ
ل
الل ّه ُ عَن ْه ُ قَالَ :سَأَ ل ْتُ رَسُو َ الل ّه َ فِي ال ْيَو ْ ِم م ِائَة َ م َ َّرة ٍ( وَرُوِيَ ) َ
سب ْع ِينَ م َ َّرة ً( * وَع َنْ عَل ِ ٍيّ رَضِيَ َ س َل ّم َِ :
)إن ِ ّي ل َأَ سْ تَغْف ِر ُ َ ل صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ و َقَا َ
ب أَ سَاسِي و َال َ ّ
شو ْقُ مركبي ل دِينِي و َالْح ُ ُ ّ ل أَ صْ ُ س م َال ِي و َالْع َ ْق ُ س َل ّم َ ع َنْ س َُن ّتِه ِ فَق َا َ
ل )ال ْمَعْرِف َة ُ ر َأْ ُ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ َ
__________
)إ ْن تُع َ ّذِبْه ُ ْم ف َِإ َ ّنه ُ ْم عِبَادُك َ ،و َِإ ْن تَغْفِر ْ لَه ُ ْم ف َِإ َن ّ َ
ك أَ ن ْتَ الْعَزِيز ُ الحكيم( )قوله ابن الشخير( بكسر )قوله بآية من القرآن ليلة( هي قَو ْلِه تَع َالَى ِ
الشين والخاء المعجمتين ،صحابي نزل البصرة )قوله أزيز( بفتح الهمزة وبعدها زاى فمثناة تحتية ساكنة فزاى :أي صوت من البكاء،
وقيل أن يجيش جوفه فيغلى بالبكاء كغليان المرجل ،بكسر الميم وسكون الراء ،وهو القدر.
وفى الصحاح الأزيز :صوت الرعد وغليان القدر )*(
)فصل( ٢.٢.٢٣
حرْفَتِي و َال ْيَق ِينُ ق َُو ّتِي َالصّ ب ْر ُ رِد َائِي و َالر ِ ّضَاء غ َن ِيمَتِي و َالْع َجْ ز ُ فَخْرِي و ُ
َالز ّهْد ُ ِ ُ الل ّه ِ أَ نِيس ِي و َالثِّق َة ُ َ
كنْز ِي و َالحُزْنُ ر َف ِيقِي و َال ْعِلْم ُ سِلَاحِي و َ وَذِك ْر ُ َ
ل ُأ َمّتِي.
ِيث آخَر َ :و َثَم َرَة ُ ف ُؤَادِي فِي ذِكْرِه ِ و َغ َم ِّي ل ِأَ جْ ِ سبِي و َالْجِه َاد ُ خ ُلُقِي و َق َُر ّة ُ عَيْنِي فِي َ
الصّ لَاة ِ( و َفِي حَد ٍ ح ْ شف ِيع ِي و َال َ ّ
طاع َة ُ َ َالصدْقُ َ
و ِّ
شو ْقِي ِإلَى ر َب ِ ّي ع َ َّز وَج َ َ ّ
ل. وَ َ
َب َف َ
الن ّس ِ ق حسن ُ
الصّ ورَة ِ و َشَر ِ الل ّه ِ عليهم م ِنْ كَمَا ِ
ل الْخَل ْ ِ ل صَلَوَاتُ َ
س ِ ِيع الْأَ ن ْب ِيَاء ِ و ُ
َالر ّ ُ َات جَم ِ
صف ِ الل ّه ُ و َِإ َي ّاك َ أَ َ ّ
ن ِ )فصل( اع ْل َ ْم و ََف ّق َنَا َ
ل و ََالتمّا َم ُ ال ْب َشَرِي و َالْف َضْ ُ
ل ا ْلجم َِي ُع لهم صلوات اللهم عَلَيْهِم ُ كمَا ُ
ل و َال ْـ َ
كمَا ِ الصف َة ُ ل ِأَ َ ّنهَا ِ
صف َاتُ ال ْـ َ ن هي هَذِه ِ ِّ
س ِ
ق وَجَم ِي ُع ال ْم َح َا ِ
ن الْخُل ُ ِ
س ِ
ح ْ
وَ ُ
ل ف ََضّ ل ْنَا بَعْضَه ُ ْم على
س ُ ك ُ
الر ّ ُ الل ّه ُ تَع َالَى )تِل ْ َ
ل َ ض قَا َ
الل ّه ُ بَعْضَه ُ ْم عَلَى بَعْ ٍ
ل َ َات و َلـَكِنْ ف ََضّ َ َف ُ
الر ّت َِب وَدَرَج َاتُه ُ ْم أَ رْف َ ُع ال َد ّرَج ِ ِإ ْذ ر ُت ْبَتُه ُ ْم أَ شْر ُ
ل زُم َرَة ٍ ي َ ْدخ ُلُونَ الْج َنَ ّة َ عَلَى صُورَة ِ الْقَمَرِ لَيْلَة َ
ن أَ َ ّو َ
ل )و َلَقَدِ اخْتَرْن َاه ُ ْم عَلَى عِلْم ٍ عَلَى الْع َالم َي ِنَ( وقد قال صلى الل ّٰه عليه وسلم ِإ َ ّ بعض( و َقَا َ
Shamela.org ٨٠
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ِيث أبي هريرة رضي الل ّٰه عنه ،عنه صلى ن م َا أَ ن ْتَ ر َاء ٍ م ِنْ ُأ ْد ِم الر ِ ّج َا ِ
ل * و َفِي حَد ِ صفَة ِ م ُوس َى ك َأَ حْ سَ ِ
ِيث آخَر َ فِي ِ
ل * و َفِي حَد ٍ
الر ِ ّج َا ِ
كثْرَة ٍ وَم َن َعَة ٍ وَح َك َى التِّرْمِذ ُِيّ ع َنْ قَتَادَة َ الل ّه ُ تَع َالَى م ِنْ بَعْدِ لُوطٍ نَب ًِي ّا ِإ َلّا فِي ذ ُ ْروَة ٍ م ِنْ قَوْمِه ِ و َيُرْو َى فِي ثَرْوَة ٍ أَ ْ
ي َ س َل ّم َ م َا بَع َثَ َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
َ
ْت وَك َانَ نَب ُِي ّك ُ ْم ن َ
الصّ و ِ حس َ َ
ن ال ْوَجْه ِ َ الل ّه ُ تَع َالَى نَب ًِي ّا ِإ َلّا َ
حس َ َ س م َا بَع َثَ َ وَرَو َاه ُ ال َد ّار َق ُ ْطن ِ ُيّ م ِنْ حَد ِ
ِيث قَتَادَة َ ع َنْ أَ ن َ ٍ
__________
)قوله ضرب( بفتح المعجمة وسكون الراء بعدها موحدة هو الجسم بين جسمين ليس بناحل ولا مطهم.
وقال الخليل هو القليل اللحم )قوله رجل( بفتح الراء وسكون الجيم أي منكسر الشعر قليلا ليس بسيطه ولا بجعده )قوله أقنى( بفتح
الهمزة وسكون القاف القنا بفتح القاف والقصر طول الأنف ودقة أرنبته ،و يقال رجل أقنى
ل شَن ُوءَة َ( في الصحاح أزد شنوءة حى من اليمن والنسب إليهم شنائى قال ابن السكيت وربما قالوا شنوة وامرأة قنواء )قوله م ِنْ رِج َا ِ
ن ال ْوَجْه ِ(
خي ْلَا ِ
بالتشديد غير مهموز )قوله ربعة( بفتح الراء وسكون الموحدة وفتحها قال ابن قرقول هو الرجل بين رجلين )قوله كَث ِير ُ َ
الخيلان بكسر المعجمة بعدها مثناة تحتية ساكنة الشامات )قوله من ديماس( قال الهروي :هو بفتح الدال وكسرها ،وجاء في الحديث
تفسيره بالحمام وقيل هو السرب وقيل الـكن )قوله مبطن( بضم الميم وفتح الموحدة ،قال الهروي المبطن الضامر البطن )قوله م ِنْ ُأ ْد ِم
الر ِ ّج َالِ( بضم الهمزة وسكون الدال المهملة أي سمر الرجال قال ابن الأثير الأدمة في الإبل البياض مع سواد المقلتين ،وفى الناس
السمرة الشديدة واستدل بعضهم على كون موسى اسمر بقوله تعالى) :وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء( )*(
ل
س ُ ك ُ
الر ّ ُ ك ع َنْ نَس َبِه ِ فَذَكَر ْتَ أَ َن ّه ُ ف ِيك ُ ْم ذ ُو نَس ٍ
َب وَكَذَل ِ َ ل وَسَأَ ل ْت ُ َ س َل ّم َ * و َفِي حَد ِ
ِيث ه ِرق ْ َ صو ْت ًا صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ أحصنهم و َجْ ه ًا و َأَ حسَنَه ُ ْم َ
َاف ج ََم ّة ٍ م ِ َ
ن كَمَا صَب َر ُأولُوا العَز ْم من الرسل( و َقَا َ
ل )وَو َهَب ْنَا لَه ُ إسحق و َيَعْق ُوبَ ك ُلَ ّا هَدَي ْنَا( ِإلَى قَو ْلِه ِ )فَبِهُد َاهُم ُ اق ْتَدِهْ( ف َو َ َ
صفَه ُ ْم ب ِأَ وَص ٍ
Shamela.org ٨١
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
نَبِ ُ ّي اب ْ ُ
ن نَبِ ِ ّي اب ْ ِن نَبِ ٍ ّي اب ْ ِن نَبِ ٍ ّي.
)فصل( ٢.٢.٢٤
ل
ل و َقَا َ ن ال ْه ُزَا ِ
ل فِي بَطْنِه ِ م ِ َ خضْرَة ُ ال ْب َ ْق ِن ك َان َْت ت ُر َى ُ سلَام ُ لَم ّا وَرَد َ م َاء َ مَدْي َ َ ن م ُوس َى عَلَيْه ِ ال َ ّ ل ِإ َ ّ
ن و َق ِي َ سكِي ٌل لَه ُ م ِ ْ
الأَ سَامِي ِإلَيْه ِ أَ ْن يُق َا َ
سلَام ُ ل ع ِيس َى عَلَيْه ِ ال َ ّ ن الْعَطَاء ِ ِإلَيْك ُ ْم و َقَا َ ل وَك َانَ أَ ح َ ّ
َب ِإلَيْه ِ ْم م ِ َ س َل ّم َ لَق َ ْد ك َانَ الْأَ ن ْب ِيَاء ُ قَبْل ِي يُب ْتَلَى أحَد ُه ُ ْم ب ِالْف َ ْقرِ و َالْق َ ْم ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
يح ْي َى ال ْعُشْبَ وَك َانَ يَبْكِي مجَاهِدٌ ك َانَ َطع َام ُ َ ل ُل أَ ك ْرَه ُ أ ْن أعود لساني المنطبق بِس ُوء ٍ و َقَا َ ك فَق َا َ
ل لَه ُفِي ذَل ِ َ لِ خـَنْز ِير ٍ لَق ِي َه ُ )اذْه َْب بِس َلَا ٍم( فَق ِي َ
ل بِهَا
ل مَعْر ُوف َة ٌ مَشْه ُورَة ٌ فَلَا نُطَوِ ّ ُ
شم َائ ِ ِ ن ُ
الصّ وَرِ و َال َ ّ س ِ
ح ْ
ق وَ ُ
ل الْأَ خْلَا ِ
ل وَجَم ِي ِ
كمَا ِ
صف َاتُه ُ ْم فِي ال ْـ َ
سط ُورَة ٌ و َ ِ
ك َلَامِه ِ و َأَ خْ بَار ُه ُ ْم فِي هَذ َا كَلِّه ِ م َ ْ
ن م َِم ّا يُخَال ُِف هَذ َا.
جه َلَة ِ ال ْم ُؤَرِّخِينَ و َال ْمُف َ َس ّر ِي َ
ض َ
تج ِ ْده ُ فِي كُت ُِب بَعْ ِ
ِت ِإلَى م َا َ
وَل َا تلَ ْتَف ْ
صح ّتَهَا لَه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ ل الْعَدِيدَة ِ و َأَ ر َي ْنَاك َ ِ َ
كمَا ِ
ل ال ْـ َ
خصَا ِ
ل ال ْمَجِيدَة ِ و َ ِ
ق ا ْلحم َِيدَة ِ و َالْفَضَائ ِ ِ
الل ّه ُ م ِنْ ذِكْر ِ الْأَ خْلَا ِ ك َ )فصل( ق َ ْد آتَي ْنَاك َ أَ ك ْرَم َ َ
س ُع فمجال هذا ن الآث َارِ م َا ف ِيه ِ مَقْن َ ٌع و َالْأَ مْرُ أَ ْو َ س َل ّم َ وَج َلَب ْنَا م ِ َ
وَ َ
__________
)قوله بعريش( هو ما يستظل به )قوله كَمَا تَك ْرَع ُ ال َد ّ َاب ّة ُ( الـكرع الشرب من الماء بالفم من غير أن يشرب بكف أو إناء وقال ابن دريد
لا يكون الـكرع إلا إذا خاض الماء بقدميه فشرب منه )قوله مقنع( بفتح الميم وسكون القاف وفتح النون في الصحاح المقنع بالفتح
العدل من الشهود ،و يقال فلان شاهد مقنع أي رضى يقنع به )*(
خر ٌ ل َا تُكَدِّرُه ُ الد ِّلاء ُ و َلَك ِ َن ّا أَ تَي ْنَا ف ِيه ِ ب ِال ْمَعْر ِ
ُوف خصَائ ِصِ ه ِ ز َا ِ س َل ّم َ مُم ْت َ ّد يَنْقَط ِـ ُع دون نفاده الأدِ َلّاء ِ و َ َ
بح ْر ُ عِلْم ِ َ ح ّقِه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ اب فِي َ
ال ْب َ ِ
Shamela.org ٨٢
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ل بِذِكْر ِ
نخْت ِم َ هَذِه ِ الْفُصُو َ
ض وَر َأَ ي ْنَا أَ ْن َ
ض م ِنْ فَي ْ ٍ
ل وَغ َي ٍ ك بِق ُ َ ّ
ل م ِنْ ك ُ ّ ِ ن ال ْمُص ََن ّف ِ
َات واق ْت َصَرْنا فِي ذَل ِ َ الصّ ح ِ
ِيح و َال ْمَشْه ُورِ م ِ َ م َِم ّا أَ كْ ث َرُه ُ فِي َ
ِيف عَلَى غَر ِيبِه ِ
جه ِ جُم ْلَة ً ك َاف ِي َة ً م ِنْ سِيَرِه ِ و َفَضَائِلِه ِ و َنَصِ لُه ُبتَن ِبيه ٍ لَط ٍ
ن اب ْ ِن أَ بِي ه َالَة َ ِلجم َ ْعِه ِ م ِنْ شَمَائِلِه ِ و َأَ ْوصَافِه ِ كَث ِير ًا و َِإ ْدم َا ِ
ن عَ ِ
ِيث الْحَسَ ِ
حَد ِ
ل ح َ َ ّدثَنَا ِ
الإم َام ُ أَ بُو الْق َاس ِ ِم عَبْد ُ شكِلِه ِ ح َ َ ّدثَنَا الْق َاض ِي أَ بُو عَل ِ ٍيّ الْحُسَيْنُ ب ْ ُ
ن مُحَم ّدٍ الْحَاف ُِظ رَحِم َه ُ الل ّٰه بقراءتي عليه سنة ثمان وخمسمائة قَا َ وَم ُ ْ
الل ّه ِ
خ الْفَق ِيه ُ أَ بُو عَبْدِ َ الن ّيْسَابُور ُِيّ و َال َ ّ
شي ْ ُ ن َ الل ّه ِ ب ْ ِن الْحَسَ ِ
ن عَبْدِ َ التمِّيمِ ُ ّ
ي ف ِيم َا ق َرأْ َ تُ عَلَيْه ِ أَ خْبَر َكُم ُ الْفَق ِيه ُ الْأَ دِيبُ أَ بُو بَكْر ٍ مُحَم ّد ُ ب ْ ُ الل ّه ِ ب ْ ُ
ن طَاهِرٍ َ َ
جعْفَرٍ ال ْو َخْ ش ِ ُ ّ
ي قَالُوا ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو الْق َاس ِ ِم على ابن أَ حْمَد َ ب ْ ِن مُحَم ّدِ ب ْ ِن ن عَل ِ ِيّ ب ْ ِن َ ن ال ْم ُح َمّد ُِيّ و َالْق َاض ِي أَ بُو عَل ِ ٍيّ الْحَسَ ُ
ن بْ ُ ن أَ حْمَد َ ب ْ ِن الْحَسَ ِ
مُحَم ّد ُ ب ْ ُ
ن أَ بِي
ل سَأَ ل ْتُ خ َال ِي هِنْد َ ب ْ َ
الل ّه ُ عَن ْه ُ قَا َ
ن الحسن بن علي اب ْ ِن أَ بِي طَال ٍِب رَضِيَ َ الل ّه ِ ع َ ِ
ن اب ْ ٍن لأَ بِي ه َالَة َ ع َ ِ الل ّه ُ عَنْهَا يُك ََن ّى أَ ب َا عَبْدِ َ
رَضِيَ َ
ل و َأَ ج َاز َ لَنَا شي ِْخ أَ بِي طَاهِرٍ أحمد بن الحسن ابن أحمد بن خذادادا الـْكَر ْ ِ
ج ِيّ ال ْبَاق َِل ّان ِ ِيّ قَا َ الل ّه ُ و َق َرأْ َ تُ عَلَى ال َ ّ
ل الْق َاض ِي أَ بُو عَل ِ ٍيّ رَحِم َه ُ َ
ه َالَة َ قَا َ
الل ّه ِ ب ْ ِن الْحُسَيْنِ
جعْفَرِ ب ْ ِن عَبْدِ َ
ن ب ْ ِن َ
يح ْي َى ب ْ ِن الْحَسَ ِ
ن مُحَم ّدِ ب ْ ِن َ
ن بْ ُ
ل أَ خْبَر َن َا أَ بُو مُحَم ّدٍ الْحَسَ ُ ْب ب ْ ِن مِه ْرَانَ الْف َارِس ِ ُ ّ
ي ق ِرَاءَة ً عَلَيْه ِ ف َأَ ق ََر ّ بِه ِ قَا َ حَر ِ
Shamela.org ٨٣
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
م ك َّ
َث ال ّلِح ْيَة ِ أَ ْد َع ج َ س َ ْه َ
ل الْخ َ ّدي ْ ِن ضَلِي َع الفم ن بَيْنَهُم َا ع ِْرقٌ يُدِ ُرّه ُ الْغَضَبُ أَ ق ْن َى ال ْعِر ْنَينِ لَه ُ نُور ٌ يَعْلُوه ُ و َ َ
يحْسَب ُه ُ م َنْ ل َ ْم يَت َأَ َمّل ْه ُ أَ ش َ َ ّ م ِنْ غَيْر ِ ق َر َ ٍ
__________
)قوله وفر( قال المزى المعروف وفره بز يادة هاء مع تشديد الفاء ،وفى الصحاح الوفرة الشعر إلى شحمة الأذن )قوله أزهر اللون( أخرج
الل ّه عَنْهَا َأن ّه صَلَ ّى الل ّٰه عليه وسلم كان أبيض اللون وأخرج أيضا عن علي رضي الل ّٰه عنه أنه كان أبيض مشربا
أَ بُو ح َاتِم ع َن عَائِش َة رضي َ
بحمرة وفي حديث أنس رضي الل ّٰه عنه أنه عليه السلام كان أسمر قال المحب الطبري ويرد هذا الأخير ما فِي َ
الصّ حِيح من حديث أنس
أنه عليه السلام لم يكن بالأبيض ولا بالآدم )قوله ضليع الفم( الضليع بفتح الضاد الممعجمة وكسر )*(
ن والصدر مشيخ سك ًا سَوَاء َ ال ْب َ ْط ِ ق ب َادِن ًا م ُتَم َا ِ
ل الْخَل ْ ِصف َاء ِ الْف َِضّ ة ِ مُعْتَدِ َ ق ال ْمَسْر ُبَة ِ ك َأَ نَ ع ُنُق َه ُ جِيد ُ دُمْيَة ٍ فِي َ ن د َق ِي َ
ج الْأَ سْ نَا ِ أَ شْ ن َبَ مُف ََل ّ َ
ك ط عَارِيَ َ
الث ّدْيَيْنِ م َا سِو َى ذَل ِ َ يجْرِي ك َالْخ َ ّ ِ الل ّ َب ّة ِ و َال ُس ّ َرّة ِ بِش َعَرٍ َ
ل م َا بَيْنَ َ
ِيس أَ ن ْوَر َ ال ْمُتَج ََر ّدِ مَوْصُو َ َ
الصّ ْدرِ بَع ِيد َ م َا بَيْنَ ال ْمَنْكِبَيْنِ ضَ خْم َ الـْك َرَاد ِ
الز ّنْدَي ْ ِن ر َحْ بَ َ
الر ّاحَة ِ ل َ أشْ ع َر َ الذِّر َاعَيْنِ و َال ْمَنْكِبَيْنِ و َأَ عَال ِي َ
الصّ ْدرِ َطوِ ي َ
ح الْقَدَم َيْنِ يَن ْب ُو
َب خُمْصَانَ الْأَ خْمَصَيْنِ مَسِي َ
سب َْط ال ْعَص ِ
اف َ
راف وَسَائ ِر َ الْأَ طْ ر َ ِ
ن الْأَ طْ ِ
ل سَائ ِ َ
اف أَ ْو قَا َ ك َ ّفيْنِ والْقَدَم َيْنِ سَائ ِ َ
ل الْأَ طْ ر َ ِ شَثْنَ الـ َ
__________
اللام بعدها مثناة تحتية وعين مهملة )قوله المسربة( بفتح الميم وسكون السين المهملة )قوله جيد دمية( الجيد بكسر الجيم وسكون المثناة
التحتية بعدها دال مهملة العنق والدمية بضم الدال المهملة وسكون الميم بعدها مثناة تحتية الصورة من العاج )قوله مشيح( بضم الميم
وكسر الشين المعجمة بعدها مثناة تحتية فحاء مهملة )قوله اللبه( بفتح اللام وتشديد الموحدة أي المنحر.
والجمع اللبات وكذلك اللبب وهو موضع القلادة من الصدر من كل شئ )قوله الزندين( بفتح الزاى )قوله شئن( بفتح الشين المعجمة
وسكون المثلثة ،قال ابن الأثير شئن الـكفين والقدمين أي يميلان إلى الغلظ والقصر ،وقيل هو الذى في أنامله غلط بلا قصر ويحمد
ذلك في الرجال )قوله سبط العصب( بالعين والصاد المهملتين ،كذا في الأصول ،قال ابن القطاع الجسم سبط بسكون الباء والشعر
سبط بكسرها وللفاراني معناه وفى الصحاح العصب والأعصاب أطناب المفاصل وقال ابن الأثير في صفته عليه السلام سبط العصب
والسبط بسكون الباء وكسرها المتد الذى ليس فيه تعقد ولا نتو ،والعصب يريد بها ساعديه وساقيه ،وقال الهروي في قصب بالقاف
والصاد المهملة والباء الموحدة ،وفى صفته عليه السلام سبط القصب ،قال وكل عظم عريض لوح وكل أجوف فيه مخ قصب وجمعها
قضب انتهى )قوله خمصان( بضم الخاء المعجمة )قوله مسيح بفتح( )*(
ك ُ ّفؤ ًا و َيَمْش ِي هَو ْن ًا ذَرِ ي َع الْمِشْيَة ِ ِإذ َا م َش َى ك َأَ َن ّمَا يَنْح ُ َّط م ِنْ صَب ٍَب و َِإذ َا ال ْتَف َتَ ال ْتَف َتَ جَم ِيع ًا خ َاف َ
ِض ل تَق َُل ّع ًا و َ َ
يخْط ُو ت َ َ ل ز َا َ
عَنْهُم َا ال ْمَاء ُ ِإذ َا ز َا َ
ت لا يذم شئيا ل َ ْم يَكُنْ يَذ ُ ُمّ ذَو َاقًا وَل َا يَمْدَح ُه ُ وَل َا يُق َام ُ لِغَضَبِه ِ إذا تعرض
ْس بالجنا في ولا المهين يعضم النِّعْم َة َ و َِإ ْن د ََق ّ ْ
تَقْصِ ير َ دَم ِثًا لَي َ
__________
صف َتِه ِ
ن أَ بِي هالة في ِ
الميم وكسر السين المهملة بعدها مثناة تحتية وحاء مهملة )قوله متواصل الأحزان( قال ابن قيم الجوز ية حديث هِنْد َ ب ْ َ
سلَام ُ أنه كان متواصل الأحزان لا يثبت وفي أسناد من لا يعرف وكيف يكون متواصل الأحزان ،وقد صانه الل ّٰه تعالى عن عَلَيْه ِ ال َ ّ
الحزن في الدنيا وأسبابها ونهاه عن الحزن على الـكفار وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فمن أين يأتيه الحزن بل كان عليه السلام دائم
البشر ضحوك السن استعاذ من الهم والحزن.
والفرق بينهما أن المكروه الذى يرد على القلب إن كان لما يستقبل فهوا لهم ،وإن كان لما مضى فهو الحزن :وقال أبو العباس بن تيمية
ن أَ بِي هالة الألم على فوت مطلوب أو حصول مكره ،فإن ذلك منهى عنه ،ولم يكن من حاله وإنما
ليس المراد بالحزن ،في حديث هِنْد َ ب ْ َ
المراد به الاهتمام والتيقظ ،ولما يستقبله من الأمور )قوله فصلا( بفتح الفاء وسكون الصاد المهملة )قوله دمثا( بفتح الدال المهملة
وكسر الميم وبالمثلثة من الدماثة وهى سهولة الخلق )قوله ولا المهين( بفتح الميم وضمها قال ابن الأثير ،فالضم من الإهانة ،أي لا يهين
Shamela.org ٨٤
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ل
َب الْغَم َا ِم قَا َ الت ّب َ ُس ّم ُ و َيَفْت َُر ّ ع َنْ مِث ْ ِ
ل ح ِّ ح غ َ َّض َطر ْف َه ُ ج ُ ُ ّ
ل ضَ حِكِه ِ َ ح و َِإذ َا فَرِ َ ض و َأَ شَا َ ب ِإ بْهَامِه ِ الْيم ُ ْن َى ر َاحَت َه ُ ال ْيُسْر َى و َِإذ َا غ َضِ بَ أَ عْرَ َ
ن الْحُسَيْنِ ب ْ ِن عَل ِ ٍيّ زَم َان ًا ث َُم ّ ح َ َ ّدث ْت ُه ُ ف َوَجَدْتُه ُ ق َ ْد سَبَقَنِي
ن فَكَت َ ْمتُهَا ع َ ِ
الْحَسَ ُ
ل
ل الْحُسَيْنُ سَأَ ل ْتُ أَ بِي ع َنْ دُخُو ِ
شي ْئًا قَا َ
شكْلِه ِ فَل َ ْم يَد َ ْع مِن ْه ُ َ
سه ِ و َ َ
مج ْل ِ ِ
جه ِ و َ َ س َل ّم َ و َ َ
مخ ْر َ ِ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ل رَسُو ِ
ل أَ ب َاه ُ ع َنْ م َ ْدخ َ ِ
ِإلَيْه ِ فَسَأَ َ
جز َاء ٍ جزءا لل ّٰه
ك فَك َانَ ِإذ َا أَ و َى ِإلَى مَنْزِله ِ ج َزّأَ دُخُولَه ُ ثَلَاثَة َ أَ ْ
سه ِ م َأْ ذ ُون ًا لَه ُ فِي ذَل ِ َ س َل ّم َ فَق َا َ
ل ك َانَ دُخُولُه ُ لِن َ ْف ِ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ رَسُو ِ
شي ْئًا فَك َانَ م ِنْ سِيرَتِه ِ فِي جُزْء ِ صة ِ وَل َا ي َ ّد ِ
خر ُ عَنْه ُ ْم َ س فَي َر ُ ُدّ ذَل ِ َ
ك عَلَى ال ْع َا َمّة ِ ب ِالْخا َ َ ّ وجزئا لأهله وجزءا لنفسه ث َُم ّ ج َزّأَ جُزْأَ ه ُ بينه و َبَيْنَ َ
الن ّا ِ
ل بِه ِ ْم سم َت ُه ُ عَلَى ق َ ْدرِ ف َضْ لِه ِ ْم فِي الد ِّي ِن مِنْه ُ ْم ذ ُو الْحا َجَة ِ وَمِنْه ُ ْم ذ ُو الْحا َجَتَيْنِ وَمِنْه ُ ْم ذ ُو الْحَو َ ِ ِ
ائج فَيَتَشَاغ َ ُ ل ب ِِإذْنِه ِ و َق ِ ْ ال ُأ َمّة ِ ِإ يثَار ُ أَ ه ْ ِ
ل الْف َضْ ِ
ويشغلهم فيما
__________
المهانة أي الحقارة )قوله وأشاح( بالشين المعجمة والحاء المهملة )قوله ِإذ َا أَ شَار َ أَ شَار َ بكفه كلها( قال ابن الأثير أراد أن إشارته مختلفة
فما كان منها في ذكر التوحيد والتشهد كان بالمسبحة وحدها وَم َا ك َانَ فِي غير ذلك كان بكفه كلها ليكون بين الإشارتين فرق )قوله
بفتر( في الصحاح افتر فلان ضاحكا أي أبدى أسنانه )قوله فَي َر ُ ُدّ ذَلِكَ( عَلَى العامة بالخاصة قال ابن الأثير أراد أن العامة كانت لا
تصل إليه في هذا الوقت فكانت الخاصة تخـبر العامة بما سمعت منه ،فكأنه أوصل الفوائد إلى العامة بالخاصة وقيل إن الباء بمعنى عن
أي يجعل وقت العامة بعد وقت الخاصة وبدلا منهم )*(
شاهِد ُ م ِنكُم ُ الْغ َائ ِبَ و َأَ بْل ِغ ُونِي ح َاج َة َ م َنْ ل َا يَسْتَط ِي ُع حه ُ ْم و َا ْل ُأ َمّة َ م ِنْ مسألته عنهم وأخبارهم ب ِال َ ّذ ِي يَن ْبَغ ِي لَه ُ ْم و َيق ُو ُ
ل لِيُب ْ ِّلــ َغ ال َ ّ يُصْ ل ِ ُ
ل م ِنْ الل ّه ُ قَدَم َيه ِ يَوْم َ الْق ِيَامَة ِ ل َا ي ُ ْذك َر ُ عِن ْده ُ ِإ َلّا ذَل ِ َ
ك وَل َا يَقْب َ ُ ِإ ب ْلَاغِ ي ح َاجَت َه ُ ف َِإ َن ّه ُ م َنْ أَ بْل َ َغ سُلْطَان ًا ح َاج َة َ م َنْ ل َا يَسْتَط ِي ُع ِإ ب ْلاغَه َا ثَب ّتَ َ
يخ ْرُجُونَ أَ دِل َ ّة ً يَعْنِي فُقَه َاء َ قلُ ْتُ ف َأَ خْبِرْنِي ع َنْ ق وَ َ سفْيَانَ ب ْ ِن وَك ٍ
ِيع :ي َ ْدخ ُلُونَ ر ُ َ ّواد ًا وَل َا يَتَف ََر ّق ُونَ ِإ َلّا ع َنْ ذَو َا ٍ ِيث ُ ل فِي حَد ِ أَ حَدٍ غَيْرَه ُ قَا َ
يخ ْزُنُ لِسَانَه ُ ِإلا م َِم ّا يُعْن ِيه ِ ْم
س َل ّم َ َ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ل ك َانَ رَسُو ُ كي َْف ك َانَ يَصْ ن َ ُع ف ِيه ِ قَا َ جه ِ َ مخ ْر َ ِ
َ
ِس مِنْه ُ ْم من غَيْر ِ أَ ْن ي َ ْطوِي ع َنْ أَ حَدٍ ب ِشْرَه ُ وَخ ُلُق َه ُ و َيَتَف َ َ ّقد ُ
يحـْتَر ُ
اس و َ َ ل قَو ْ ٍم و يوليه عليهم و يحذر َ
الن ّ َ و َيُؤَلِّفُه ُ ْم وَل َا يُف َرِّقُه ُ ْم يُكْرِم ُ كَر ِيم َ ك ُ ّ ِ
مخَاف َة َ أَ ْن يَغْف َلُوا
ل َ
ِف ل َا يَغْف ُ ُ
مخ ْتَل ٍ
ل الْأَ ْمر ِ غَي ْر ُ ُ
ح و َيُوَه ِّن ُه ُ مُعْتَدِ ُ
ح الْق َبِي َ
صوِّبُه ُ و َيُق َب ِّ ُ
ن و َي ُ َ
ن الْحَسَ َ
س ُ
س و يُح َ ِّ اس ع ََم ّا فِي َ
الن ّا ِ ل َ
الن ّ َ صحَابَه ُ و َيَسْأَ ُ
أَ ْ
Shamela.org ٨٥
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
الل ّه ِ
ل َ ل ك َانَ رَسُو ُس َل ّم َ فِي ج ُلَسَائِه ِ فَق َا َ و َيَرْحَم ُونَ الْغَرِيبَ ف َسأَ ل ْت ُه ُ ع َنْ سِيرَتِه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
ل ع ََم ّا اب وَل َا م َ َ ّد ٍ
ش وَل َا ع ََي ّ ٍ
اب وَل َا فحَ ّا ٍَظ وَل َا غَلِيظٍ وَل َا سَ َخ ّ ٍ س َل ّم َ د َائِم َال ْبِشْر ِ ،س َ ْه َ
اح يَتَغ َاف َ ُ ْس بِف ّ ٍ ل الْخُلُقِ ،ليَِّنَ الْجَان ِِب ،لَي َ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
الث ّنَاء َ ِإ َلّا م ِنْ مُك َافِئٍ وَل َا ي َ ْقطَ ُع عَلَى أَ حَدٍ حَدِيث َه ُ ح ََت ّى
ل ِإذ َا ر َأَ ي ْتُم ْ صَاحِبَ الْحا َجَة ِ يَطْلُبُهَا ف َأَ رْفِد ُوه ُ وَل َا يَطْلُبُ َ
ق و َيَق ُو ُ
عَلَى الْجَفْوَة ِ فِي ال ْمَنْط ِ ِ
س َل ّم َ؟ قَالَ: سكُوتُه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ كي َْف ك َانَ ُ ِيع ،وَز َاد َ الآخَر ُ قلُ ْتُ َ سفْيَانَ ب ْ ِن وَك ٍ يَتَج َو ّزَه ُ فَي َ ْقطَع َه ُ ب ِانْتِهَاء ٍ أَ ْو ق ِيَا ٍم ،ه ُنَا انْت َهَ ى حَدِيثُ ُ
س * و َأَ َمّا تَف َ ُك ّرُه ُ فَف ِيم َا َالت ّف َ ُك ّر ِ * ف َأَ َمّا ت َ ْقدِيرُه ُ فَفِي تسو ية النظير و َالاسْ تِم ِ
َاع بَيْنَ َ
الن ّا ِ سكُوتُه ُ عَلَى أَ رْب َ ٍع :عَلَى الْحِلْم ِ ،و َالْحَذَرِ ،و َ
َالت ّ ْقدِير ِ ،و َ ك َانَ ُ
ن لِيُقْتَد َى الل ّه ُ عَلَيْه ِ وسلم فِي َ
الصّ بْر ِ فَك َانَ لا يغضبه شئ يسنفزه وجميع لَه ُ فِي الْحَذَرِ أَ رْبَعٌ :أَ خْذُه ُ ب ِالْحَسَ ِ يَبْقَى و َيَفْن َى وَجُم ِـ َع لَه ُ الْحِلْم ُ صَلَ ّى َ
ح ُأ َمّت َه ُ و َالْق ِيَام ُ لَه ُ ْم بِمَا جَم َ َع لَه ُ ْم أَ مْرَ ال ُد ّن ْيَا و َالآ ِ
خرَة ِ. ي بِمَا أصْ ل َ َ ح لِيُنْت َهَ ى عَن ْه ُ و َاجْ تِهَاد ُ َ
الرأّْ ِ بِه ِ و َتَرك ُه ُ الْق َب ِي َ
الل ّه ِ وَعَو ْنِه ِ.
ف ب ِحَمْدِ َ
انْت َهَ ى ال ْو َصْ ُ
ل ْس ب ِال َ ّ
طو ِ ي ِ ِيث الآخَر ِ لَي َ
ل قَو ْلِه ِ فِي الْحَد ِ
ل فِي نَحَافَة ٍ و َه ُو َ مِث ْ ُ ن ال ُ ّ
طو ِ شكِلِه ِ( قَو ْلَه ُالمُشَ َ ّذبُ أَ ِ
ي ال ْبَائ ِ ُ ِيث وَم ُ ْ
ِيب هَذ َا الْحَد ِ
)فصل فِي ت َ ْفسِير ِ غَر ِ
َات ن َ ْفسِه َا
ن انفرقته م ِنْ ذ ِ
س أَ ر َاد َ ِإ ِ شع َر ُ َ
الرأّْ ِ جعْدٍ ،و َالْعَق ِيق َة ُ َ ك َس ّر َ قَلِيل ًا لَي َ
ْس بِسَب ْطٍ وَل َا َ ل ال َ ّذ ِي ك َأَ َن ّه ُ مُش َ
ِط فَت َ َ ج ُ شع َر ُ َ
الر ّ ِ ال ْمُم َ َغ ّطِ ،و َال َ ّ
Shamela.org ٨٦
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ح
سعَة ِ فمَِه ِ ،و َالْع َر َبُ تَتمََاد َ ُ
ي لِ ِ
يخ ْتِم ُه ُ ب ِأَ شْ د َاقِه ِ أَ ْ ل ك َأَ َن ّمَا يَنْح ُ َّط م ِنْ صَب ٍَب ،و َقَو ْلُه ُ يَفْتَت ِ ُ
ح الْك َلَام ُ و َ َ ق و َٺَث َُب ّ ٍ
ت د ُونَ عَجلََة ٍ كَمَا قَا َ ك بِر ِف ْ ٍ وَك ُ ُ ّ
ل ذَل ِ َ
Shamela.org ٨٧
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
الباب الثالث فيما ورد من صحيح الأخبار ومشهورها بعظيم قدره عند ربه ومنزلته وما خصه به في ٢.٣
الدارين من كرامته صلى الل ّٰه عليه وسلم
الفصل الأول فيما ورد من ذكر مكانته عند ربه عز وجل والاصطفاء ورفعة الذكر والتفضيل ،وسيادة ولد آدم وما خصه ٢.٣.١
به في الدنيا من مزايا الرتب وبركة اسمه الطيب:
)الباب الثالث( فيما ورد من صحيح الأخبار ومشهورها بعظيم قدره عند ربه ومنزلته وما خ ََصّ ه ُ بِه ِ فِي ال َد ّار َي ْ ِن م ِنْ ك َرَام َتِه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ
س َل ّم َ
عَلَيْه ِ و َ َ
الل ّهِ ،و َأَ ع ْلاه ُ ْم دَرَج َة ً ،و َأَ ق ْر َبُه ُ ْم زُلْفَى.
س مَنْزِلَة ً عِنْد َ َ ل َ
الن ّا ِ ِلاف َأن ّه ُ أَ ك ْرَم ُ ال ْب َشَر ِ ،وَسَيِّد ُ وَلَد ِ آدَم َ ،و َأْ ف َ َ
ض ُ * ل َا خ َ
ج ً ّدا و َق َد اق ْت َصَرْن َا مِنْهَا عَلَى صَ ح ِي ِ
حه َا وَمُن ْتَشِر ِه َا وَحَصَرْن َا مَع َانِي م َا وَرَد َ مِنْهَا فِي اث ْن َ ْي ع َشَر َ ك كَث ِيرَة ٌ ِ و َاع ْل َ ْم أَ َ ّ
ن الْأَ ح َادِيثَ ال ْوَارِدَة َ فِي ذَل ِ َ
ف َصْ ل ًا
ل ،وَسِيَادَة ِ وَلَد ِ آدَم َ وَم َا خ ََصّ ه ُ بِه ِ فِي
َالت ّفْضِ ي ِ ِ
ل و َالاصْ طِف َاء وَرِف ْعَة ِ الذِّكْر ِ و َ
ل الأَ َ ّولُ( ف ِيم َا وَرَد َ م ِنْ ذِكْر ِ مَك َانَتِه ِ عِنْد َ ر َب ِّه ُ ع َ َّز وَج َ َ ّ
)الْف َصْ ِ
ال ُد ّن ْيَا م ِنْ م ََزاي َا ُ
الر ّت َِب و َب َرَكَة ِ اسْمِه ِ ال َ ّ
طي ّ ِِب:
خ أَ بُو مُح َم ّدٍ عَبْد ُ الل ّٰه ابن أحمد العدل إذ نا بِل َ ْفظِه ِ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو الحسن الْفَر ْغَان ِ ُيّ ح َ َ ّدثَت ْنَا ُأ ُمّ الْق َاس ِ ِم بِن ْتُ أَ بِي بَكْر ٍ ب ْ ِن يَعْق ُوبَ ع َنْ أَ خْبَر َن َا ال َ ّ
شي ْ ُ
ش ع َنْ ع َبَايَة َ ابن ربعى عن ع ََب ّا ٍ
س ن الْأَ عْم َ ِ يح ْي َى ا ْلح َِم ّان ِ ِيّ ح َ َ ّدثَنَا قَي ٌ
ْس ع َ ِ ل ع َنْ َ
ن ِإسْمَاعِي َ
يح ْي َى و َه ُو َ اب ْ ُ
ل ع َنْ َ أَ ب ِيهَا ح َ َ ّدثَنَا ح َاتِم ٌ و َه ُو َ اب ْ ُ
ن عَق ِي ٍ
سم ًا.
سم َيْنِ فَجَعَلَنِي م ِنْ خَيْرِه ِ ْم ق ِ ْ
ق قِ ْ
ل الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم )أن الل ّٰه تَع َالَى ق َسَم َ الْخَل ْ َ
ل رَسُو ُ
ل قَا َ
الل ّه ُ عَنْهُم َا قَا َ
رَضِيَ َ
اب
صح َ ِ
اب الْيم َِينِ و َأَ ن َا خَي ْر ُ أَ ْ
صح َ ِ
ل ف َأَ ن َا م ِنْ أَ ْ
شم َا ِ
صحَابُ ال ِّ
صحَابُ الْيم َِينِ و َأَ ْ
ك قَو ْلُه ُ تَع َالَى أَ ْ
فَذ َل ِ َ
__________
يح ْي َى ا ْلح َِم ّان ِ ِيّ( بكسر الحاء المهملة وتشديد الميم بعدها ألف ونون و ياء لنسبة إلى قبيلة )قوله ع َنْ ع َبَايَة َ ب ْ ِن ربعى( عباية بفتح )قوله ع َنْ َ
العين المهملة وتخفيف الوحدة وربعي
بكسر الراء وسكون الموحدة بعدها عين مهملة و ياء مشددة.
)*(
ن سابِق ُونَ ال َ ّ
سابِق ُونَ ف َأَ ن َا م ِ َ صحَابُ ال ْمَشْئَمَة ِ و َال َ ّ
صحَابُ ال ْمَيْم َنَة ِ و َأَ ْ
ك قَو ْلُه ُ تَع َالَى ف َأَ ْ
سم َيْنِ أَ ث ْلاث ًا فَجَعَلَنِي فِي خَيْر ِه َا ثلُُثًا وَذَل ِ َ
ل الْق ِ ْ الْيم َِينِ ث َُم ّ َ
جع َ َ
جعَل ْنَاك ُ ْم شعوبا وقبائل( الآيَة َ ف َأَ ن َا أَ تْقَى
ك قَو ْلُه ُتَع َالَى )و َ َ
ل فَجَعَلَنِي م ِنْ خَيْر ِه َا قَب ِيلَة ً وَذَل ِ َ سابِق ِينَ و َأَ ن َا خَي ْر ُ ال َ ّ
سابِق ِينَ ثم جعل الأثلاث قَبَائ ِ َ ال َ ّ
س )إ َن ّمَا يُر ِيد ُ َ
الل ّه ُ لِي ُ ْذه ِبَ عَنْكُم ُ الر ِّجْ َ ك قَو ْلُه ُ تَع َالَى ِ
ل بُي ُوت ًا فَجَعَلَنِي م ِنْ خَيْر ِه َا بَي ْتًا فَذ َل ِ َ
ل الْق َبَائ ِ َ الل ّه ِ وَل َا فَخ ْر َ ،ث َُم ّ َ
جع َ َ وَلَد ِ آدَم َ و َأَ ك ْرَمُه ُ ْم عَلَى َ
الر ّ ِ
وح والْجَسَدِ( وَع َنْ ل )و َآدَم ُ بَيْنَ ُ ك ُ
الن ّب َُو ّة ُ قَا َ الل ّه ِ م َت َى وَجَب َْت ل َ َ
ل َ ل قَالُوا ي َا رَسُو َ
ل البيت( الآية ،وَع َنْ أَ بِي سَلَم َة َ ع َنْ أَ بِي ه ُر َي ْرَة َ قَا َ
أَ ه ْ َ
ل بَنِي
ل و َاصْ طَفَى م ِنْ وَلَد ِ ِإسْمَاعِي َ
الل ّه َ اصْ طَفَى م ِنْ وَلَد ِ ِإ ب ْر َاه ِيم َ ِإسْمَاعِي َ
ن َ )إ َ ّ
س َل ّم َ ِ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ل رَسُو ُ واثلة ابن الأَ سْ ق َِع قَا َ
ل قَا َ
الل ّه ُ عَن ْه ُ )أَ ن َا
س رَضِيَ َ
ِيث أَ ن َ ٍ
ْش بَنِي ه َاش ِ ٍم و َاصْ طَف َانِي م ِنْ بَنِي ه َاشِمٍ( وَم ِنْ حَد ِ
ك ِنَانَة َ و َاصْ طَفَى م ِنْ بَنِي ك ِنَانَة َ ق ُر َيْش ًا و َاصْ طَفَى م ِنْ ق ُر َي ٍ
ن و َلا فَخ ْر َ وَع َنْ عَائِش َة َ رَضِيَ الل ّٰه عَنْهَا عَن ْه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ ِيث اب ْ ِن ع ََب ّاسٍ( أَ ن َا أَ ك ْرَم ُ الأَ َ ّولِينَ و َالآ ِ
خر ِي َ أَ ك ْرَم ُ وَلَد ِ آدَم َ عَلَى ر َب ِ ّي وَل َا فَخ ْر َ( و َفِي حَد ِ
ل م ِنْ
ض َ ب أَ ف ْ َل م ِنْ مُحَم ّدٍ و َل َ ْم أر َ بَنِي أَ ٍ ض وَم َغ َارِ بَهَا فَل َ ْم أر َ رَج ُل ًا أَ ف َ ْ َ
ض َ ل قَل ّب ْتُ مَشَارِقَ الْأَ ْر ِ ل عَلَيْه ِ ال َ ّ
سلَام ُ فَق َا َ س َل ّم َ )أَ ت َانِي ِ
جبْر ِي ُ عَلَيْه ِ و َ َ
ح َمّدٍ
ل بِم ُ َ
جبْر ِي ُ ق لَيْلَة َ ُأسْر ِيَ بِه ِ فَاسْ ت َصْ ع َبَ عَلَيْه ِ فَق َا َ
ل لَه ُ ِ س َل ّم َ ُأتِي َ ب ِال ْبُر َا ِ الن ّب ِ َيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن َ الل ّه ُ عَن ْه ُ أَ َ ّ
س رَضِيَ َ
بَنِي ه َاشِمٍ( وَع َنْ أَ ن َ ٍ
الل ّه ِ مِن ْه ُ ،فَارْف َ َّض ع َرَقًا.
ك أَ حَدٌ أَ ك ْرَم ُ عَلَى َ
ل هَذ َا؟ فَمَا رَكِب َ َ
تَفْع َ ُ
الل ّه ُ عَنْهُم َا ن ع ََب ّا ٍ
س رَضِيَ َ ن اب ْ ُ
وَع َ ِ
Shamela.org ٨٨
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ْب مَسِيرَة َ
ِالر ّع ِ الل ّه ِ أَ َن ّه ُ قَا َ
ل ) ُأ ْعط ِيتُ خَمْسًا -و َفِي بَعْضِه َا س ًِت ّا -ل َ ْم يُعْطَه َُنّ نسى قَبْل ِي :نُصِرْتُ ب ُ ن عَبْدِ َ ن ع ََب ّا ٍ
س و َأَ بُو ه ُر َي ْرَة َ وَج َاب ِر ُ ب ْ ُ ع ُم َر َ و َاب ْ ُ
ن أمتى بالفاء )قوله وأعطيت الشفاعة( أي العظمى )*( م ِنْ أمتى( كذا في بعض النسخ والمشهور ف َأَ ُي ّمَا رَج ُ ٍ
ل مِ َ
ل صَلَ ّى َ الن ّب ُِي ّونَ( وَع َنْ عُقْب َة َ ب ْ ِن عَامِر ٍ أَ َن ّه ُ قَالَ :قَا َ
خت ِم َ بِي َ
َت فِي يَد ََيّ ( * و َفِي رِو َايَة ٍ عَن ْه ُ )و َ ُ نائم إذ جئ بِمَف َات ِ ِ
الل ّه ُ ضع ْ ض ف َو ُ ِ
يح خَز َائ ِ ِن الْأَ ْر ِ
Shamela.org ٨٩
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
شفاعتي )والحادية عشر( شفاعته لمن أجاب المؤذن وصلى عَلَي ْه صَلَ ّى َ
الل ّه عليه وسلم لما في الصحيحين من قوله صلى الل ّٰه عليه وسلم
شف َاعَتِي )قوله في يدى( بفتح الدال وتشديد الآخر. ح ََل ّ ْ
ت لَه ُ َ
)*(
َي ال َ ّ
ساعَة ِ( ن ع ُم َر َ)بُعِث ْتُ بَيْنَ يَد ِ
ن اب ْ ُ
ش * وَع َ ِ الن ّب ِ ُيّ ا ْل ُأ ِم ّ ُيّ ل َا نَبِ َ ّي بَعْدِي ُأوتِيتُ جَوام ِـ َع الْكَل ِ ِم وَخَوَاتِم َه ُ و َعُل ِّم ْتُ خَز َنَة َ َ
الن ّارِ وَحَمَلَة َال ْعَر ْ ِ مُحَم ّدٌ َ
َب َاتّ خَذْتَ ِإ ب ْر َاه ِيم َ خ َلِيل ًا وَك َل ّم ْتَ
ل ي َا ر ِّ
الل ّه ُ تَع َالَى سَلْ ي َا مُحَم ّد ُ فَق ُل ْتُ م َا أَ سْ أَ ُ
ل َ س َل ّم َ قَا َ
ل )قَا َ ْب أَ َن ّه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ وَم ِنْ رِو َايَة ِ ابن وَه ٍ
ك
ك خَيْر ٌ م ِنْ ذَلِكَ ،أَ ْعطَي ْت ُ َ
الل ّه ُ تَع َالَى م َا أَ ْعطَي ْت ُ َ
ل َ م ُوس َى تَكْلِيم ًا ،و َاصْ طَفَي ْتَ نُوح ًا ،و َأَ ْعطَي ْتَ سُلَيْم َانَ م ُلْك ًا ل َا يَن ْبَغ ِي لأَ حَدٍ م ِنْ بَعْدِه ِ ،فَق َا َ
َالر ّعْبَ ي َ ْسع َى بَيْنَ يَد َْي َاب ،و َأَ ْعطَانِي أَ ْن ل َا تَج ُوعَ ُأ َمّتِي وَل َا تُغْلَبَ ،و َأَ ْعطَانِي َ
الن ّصْر َ و َال ْع َِز ّة َ و ُ حس ٌْس عَلَيْهِم ُ ِ
سب ْع ُونَ أَ لْف ًا لَي َ
ْف َ
ل أَ ل ٍ
م َ َع ك ُ ّ ِ
ح ّقِق ِينَ بَق َاء ُ مُعْجِزَتِه ِ م َا بَق ِي َِت ال ُد ّن ْيَا ،وَسَائ ِر ُ مَعْجِز َ ِ
ات الل ّه ِإل َيّ ،فأرجو أن أكون أكثرهم ت َابِع ًا يَوْم َ الْق ِيَامَة ِ( مَعْن َى هَذ َا عِنْد َ ال ْم ُ َ أَ ْوحَى َ
ن بعد قرن ع َيَان ًا ل َا خ َبَر ًا ِإلَى يَو ْ ِم الْق ِيَامَة ِ ،وفيه كلام ِف عَلَيْهَا قَر ْ ٌ الْأَ ن ْب ِيَاء ِ ذ َه َب َْت لِلْح ِينِ و َل َ ْم يُش َاهِدْه َا ِإ َلّا الْحا َضِر ُ لَهَا وَمُعْجِزَة ُ الْقُر ْآ ِ
ن يَق ُ
الل ّه ُ عَن ْه ُ ك ُ ُ ّ
ل نَبِ ٍ ّي أعطى سبعة ات * وَع َنْ عَل ِ ٍيّ رَضِيَ َ
َاب ال ْمُعْجِز َ ِ
خر َ ب ِ
ل ف ِيه ِ ،و َف ِيم َا ذُك ِر َف ِيه ِ سِو َى هَذ َا آ ِ
نخ ْبَت ُه ُ ،و َق َ ْد بَسَطْنَا الْقَو ْ َ
ل هَذ َا ُ
يَط ُو ُ
ت ل ِي سَاع َة ً م ِنْ نَهَارٍ( ل ل ِأَ حَدٍ بَعْدِي و َِإ َن ّمَا ُأح َِل ّ ْ تح ِ ُ ّ
ط عَلَيْهَا رَسُولَه ُ و َال ْمُؤْم ِنِينَ ،و َِإ َ ّنهَا ل َا َ ل وَس ََل ّ َالل ّه َ ق َ ْد ح َب ََس ع َنْ م َ َك ّة َ الف ِي َ ن َ )إ َ ّ
عليه وسلم ِ
ل فِي طِينَتِه ِ وَعِدَة ُ أَ بِي ن آدَم َ لم ُِن ْجَدِ ٌ الل ّه ِ وَخ َات َم َ
ُالن ّب ِيِّينَ( و َِإ َ ّ )إ َن ّي عَبْد ُ َ
ل ِ س َل ّم َ يَق ُو ُ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ض ب ْ ِن سَارِ يَة َ سَمِعْتُ رَسُو َ ن ال ْعِر ْب َا ِوَع َ ِ
سم َاء ِ و َعَلَى الْأَ ن ْب ِيَاء ِ صَلَوَاتُ ل ال َ ّ س َل ّم َ عَلَى أَ ه ْ ِ ل مُحَم ّدًا صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ الل ّه َ ف ََضّ َ
ن َ ل ِإ َ ّ س قَا َ ن اب ْ ِن ع ََب ّا ٍِإ ب ْر َاه ِيم َ و َبِش َارَة ُ ع ِيس َى اب ْ ِن م َْر ي َم َ( وَع َ ِ
Shamela.org ٩٠
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
سم َاء ِ )وَم َنْ يَق ُلْ مِنْه ُ ْم ِإن ِ ّي ِإلَه ٌ من دونه( الآية -وقال
ل ال َ ّ
ل لأَ ه ْ ِ
الل ّه َ تَع َالَى قَا َ
ن َ سم َاء ِ قَا َ
ل ِإ َ ّ الل ّه ِ وَسَلام ُه ُ عَلَيْه ِ ْم قَالُوا فَمَا ف َضْ لُه ُعَلَى أَ ه ْ ِ
ل ال َ ّ َ
__________
)قوله الفيل( كان اسم هذا الفيل محمودا )قوله لمنجدل( أي ساقط يقال جدله أي رماه بالجدالة ،وهى الأرض فانجدل أي سقط
)قوله وعدة( بكسر العين المهملة وتخفيف الدال المهملة )*(
الل ّه َ تَع َالَى قَالَ) :وَم َا أَ ْرسَل ْنَا م ِنْ
ن َ ك فَتْح ًا مبينا( الآية ،قَالُوا :فَمَا ف َضْ له ُ عَلَى الْأَ ن ْب ِيَاءِ؟ قَالَِ :إ َ ّ
)إ َن ّا فَت َحْ نَا ل َ َ
س َل ّم َ ِ لِمحُ َمّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
ل لِمحُ َمّدٍ )وَم َا أَ ْرسَل ْنَاك َ ِإلا ك ََاف ّة ً ل ِ َلن ّاسِ(
ل إلا بلسان قومه( الآيَة َ ،و َقَا َ
رَسُو ٍ
نح ْوُه ُ ع َنْ الل ّه ِ أَ خْبِرْن َا ع َنْ ن َ ْف ِ
سكَ ،و َق َ ْد رُوِيَ َ ل َ س َل ّم َ قَالُوا :ي َا رَسُو َ
ل الل ّٰه صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َ َ
اب رَسُو ِ
صح َ ِ وَع َنْ خ َالِد ِ ب ْ ِن مَعْد َانَ أَ َ ّ
ن نَف َرًا م ِنْ أَ ْ
الل ّه ُ عَنْه ُ ْم فَق َالَ :نَع َ ْم أَ ن َا دَعْوَة ُ أَ بِي إ ب ْر َاه ِيم َ يَعْنِي قَو ْلَهُ) :ر َ َب ّنَا و َاب ْع ْ
َث ف ِيه ِ ْم رسولا منهم( ش َ ّدادِ ابن أَ ْوسٍ ،و َأَ ن َ ِ
س ب ْ ِن م َال ِكٍ رَضِي َ َ أَ بِي ذ َ ٍرّ و َ َ
سعْدِ ب ْ ِن بكير
ضعْتُ فِي بَنِي َ ض ال َ ّ
شا ِم ،و َاسْ تُرْ ِ ج مِنْهَا نُور ٌ أَ ضَاء َ لَه ُقُصُور ُ بُصْر َى م ِنْ أَ ْر ِ ت ُأمِّي حِينَ حَمَل َ ْ
ت بِي أَ َن ّه ُ خَر َ َ و َبشَ ّر َ بِي ع ِيس َى ور َأَ ْ
ل بطت من ذهب مملوة
ِيث آخَر َ ثَلاثَة ُ رِج َا ٍ
يض ،و َفِي حَد ٍ
اب ب ِ ٌ
ن عَلَيْهَم َا ثيِ َ ٌ فَبَي ْنَا أَ ن َا م َ َع أَ ٍ
خ ل ِي خ َل َْف بُي ُوتنَِا نَرْعَى بَهْم ًا لَنَا ِإ ْذ ج َاءَنِي رَج ُلا ِ
اق ب َ ْطنِي ث َُم ّ استخرجا
نحْرِي ِإلَى م َرَ ّ ِ
ِيث م ِنْ َ
ل فِي غَيْر ِ هذا الْحَد ِ ثلَْج ًا ف َأَ خَذ َانِي ف َ َ ّ
شق َا ب َ ْطنِي قَا َ
__________
ت بِي( كذا هنا وفى غيره حين وضعتني )قوله)قوله ابن معدان( بفتح الميم وسكون العين وتخفيف الدال المهملتين )قوله حِينَ حَمَل َ ْ
بصرى( بضم الموحدة مدينة حوران ،وهى أول مدينة فتحت في الشام ،وكان فتحها صلحا )قوله بهما( بفتح الموحدة وسكون الهاء
جمع بهيمة وهى ولد الضأن ذكرا كان أو أنثى وجمع البهم البهائم و يقال لأولاد المعز سخال )قوله بطست( بالسين المهملة ،و يقال أيضا
طس وطسة وهو الآنية المعروفة ،وفى الصحاح الطست الطس في لغة طيئ أبدل من إحدى السينين تاء للاستثقال فإذا جمعت أو
صغرت رددت السين لأنك فصلت بينهما بألف أو ياء فقلت طساس أو طسيس )قوله مراق بطني( بتخفيف الراء وتشديد القاف أي
ما سفل من البطن ورق من جلده )*(
ِيث آخَر َ ث َُم ّ تَنَاو َ َ
ل أَ حَد ُهُمَا الث ّل ِْج ح ََت ّى أَ نْق َيَاه ُ ،قَا َ
ل فِي حَد ٍ ك َ سوْد َاء َ فَطَرَح َاه َا ث َُم ّ غَسَلا قَلْبِي و َب َ ْطنِي بِذَل ِ َ
مِن ْه ُ قَلْبِي فَشَ َ ّقاه ُ فَاسْ تَخَرَج َا مِن ْه ُ عَلَق َة ً َ
ص ْدرِي
ق َ ح ْ
كم َة ً ث َُم ّ أَ عَادَه ُ مَك َانَه ُ و َأَ م َ َّر الآخَر ُ يَدَه ُ عَلَى م َ ْفرِ ِ شي ْئًا ف َِإذ َا بِ خَات َ ٍم فِي يَدِه ِ م ِنْ نُو ٍر يَحَار ُ َ
الن ّاظِر ُ د ُونَه ُ فَخَتَم َ بِه ِ قَلْبِي فَامْتَل َ َأ ِإ يمَان ًا و َ ِ َ
ْف م ِنْ ُأ َمّتِه ِ ف َوَز َنَنِي بِه ِ ْم ف َوَزَنْتُه ُ ْم ث َُم ّ قَالَ :دَع ْه ُ عَن ْ َ
ك ل زِن ْه ُ بِمِائَة ٍ م ِنْ ُأ َمّتِه ِ ف َوَز َنَنِي بهم فوزننهم ث َُم ّ قَالَ :زِن ْه ُ ب ِأَ ل ٍ
ف َوَز َنَنِي بِه ِ ْم ف َر َجَ حْتُهُمْ ،ث َُم ّ قَا َ
الل ّه ُ َ ّم
ل َ سمَر ْقَنْد ُِيّ و َغَي ْر ُهُمَا أَ َ ّ
ن آدَم َ عِنْد َ مَعْصِ يَتِه ِ قَا َ ْث ال َ ّ ن و ََل ّيَا ع َن ِ ّي فَك َأَ َن ّمَا أَ ر َى الْأَ م َر مُع َايَن َة ً وَح َك َى أَ بُو محمد المكى أبو َ
الل ّي ِ َ فَمَا ه ُو َ ِإ َلّا أَ َ ّ
ن ع َرَف ْتَ مُحَم ّدًا.
الل ّهُ :م ِنْ أَ ي ْ َ خط ِيئَتِي و َيُرْو َى و َتَق ََب ّلْ تَو ْبَتِي فَق َا َ
ل لَه ُ َ بِ ح َقّ ِ مُحَم ّدٍ ا ْغفِر ْ ل ِي َ
ن الْج َنَ ّة ِ مَكْت ُوب ًا ل َا ِإلَه َ ِإ َلّا الل ّٰه محمد ل مَوْض ٍ
ِـع م ِ َ قَالَ :ر َأَ ي ْتُ فِي ك ُ ّ ِ
__________
شدِيد ٌ )قوله لم ترع(
ي َ
)قوله يحار( بفتح المثناة التحتية والحاء المهملة أي يخـير )قوله مفرق( بفتح الميم وبكسر الراء )قوله وَكِيعٌ( أَ ْ
بضم المثناة الفوقية وفتح الراء أي لا تفزع.
)*(
ل قَو ْلِه ِ تَع َالَى )فَتَل َ ّقى
الل ّه ُ عَلَيْه ِ وَغَف َر َلَه ُ ،و َهَذ َا عِنْد َ قَائِلِه ِ ت َأْ و ي ِ ُ
ك فَتَابَ َ الل ّه ِ و َيُرْو َى مُح َم ّدٌ عَبْدِي وَرَسُول ِي فَع َلِم ْتُ أَ َن ّه ُ أَ ك ْرَم ُ خ َلْق ِ َ
ك عَلَي ْ َ ل َ رَسُو ُ
ُوب :ل َا إله إلا الل ّٰه محمد رسول
ك ف َِإذ َا ف ِيه ِ مَكْت ٌ
ش َ
ل آدَم ُ :لَم ّا خ َلَقْتَنِي ر َفَعْتُ ر َأْ سِي ِإلَى ع َْر ِ ات( و َفِي رِو َايَة ٍ ُأ ْ
خر َى فَق َا َ آدَم ُ م ِنْ ر َبِّه ِ كَل ِم َ ٍ
Shamela.org ٩١
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
س َل ّم َ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ل رَسُو ُ ل قَا َ ِـع الْق َاض ِي ع َنْ أَ بِي ا ْلحم َ ْرَاء ِ قَا َ ن قَان ٍ س َل ّم َ وَرَو َى اب ْ ُ أَ حْمَد ُ أَ ْو مُحَم ّدٌ ِإك ْرَام ًا مِنْه ُ ْم لِمحُ َمّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
س فِي قَو ْلِه ِ تَع َالَى: ن اب ْ ِن ع ََب ّا ٍ الل ّه ِ أَ َي ّدْتُه ُ ب ِعَل ِ ٍيّ و َفِي َ
الت ّ ْفسِير ِ ع َ ِ ل َ ُوب ل َا ِإلَه َ ِإ َلّا َ
الل ّه ُ مُحَم ّدٌ رَسُو ُ ش مَكْت ٌ سم َاء ِ ِإذ َا عَلَى الْعَر ْ ِ لَم ّا ُأسْر ِيَ بِي ِإلَى ال َ ّ
كي َْف يَضْ حَكُ! عَجَبًا لم َِنْ ر َأَ ى ال ُد ّن ْيَا و َتَق َُل ّبَهَا
ن ب َِالن ّارِ َ
كي َْف يَنْصَبُ ! عَجَبًا لم َِنْ أيْق َ َ
ن ب ِالْقَدَرِ َ
ُوب) :عَجَبًا لم َِنْ أيْق َ َ
ح م ِنْ ذ َه ٍَب ف ِيه ِ مَكْت ٌ
لَو ْ ٌ
ُوب :مُحَم ّدٌ تَق ّ ٌِي م ُصْ لِحٌ ،وَسَيِّدٌ أَ م ِينٌ ،وَذَك َر َ الل ّه ِ ل َا ُأع َ ّذِبُ م َنْ قَالَهَا ،وَذُك ِر َ أَ َن ّه ُ و ُ ِ
جد َ عَلَى الْ حِجَارَة ِ الْقَدِيمَة ِ مَكْت ٌ ل َ الل ّه ُ لا ِإلَه َ ِإلا أَ ن َا مُحَم ّدٌ رَسُو ُ
َ
ُوب ل َا ِإلَه َ ِإ َلّا َ
الل ّه ُ جن ْبَيْه ِ مَكْت ٌ
ض بِلادِ خُر َاسَانَ م َولُود ًا وُلِد ِ عَلَى أَ حَدِ َ سمَنْطَار ُِيّ أَ َن ّه ُ شَاهَد َ فِي بَعْ ِ
ال َ ّ
ن ببِِلادِ ال ْهِنْدِ وردا الل ّهِ ،وَذَك َر َ الأَ خْ بَارِ ُي ّونَ أَ َ ّ
ل َ و َعَلَى الآخَر ِ مُحَم ّدٌ رَسُو ُ
__________
س ع َنْ كليب بن وائل وكليب نكرة لا يعرف أنه )قوله وذكر الأخبار يون( بالخاء المعجمة قال الذهبي في ميزانه روى قريش بن أَ ن َ ٍ
رأى بالهند وردا في الوردة مكتوب محمد رسول الل ّٰه وقال ابن العديم في تار يخه في ترجمة الحسين بن أحمد بن الحسين الوراق الخواص
المصيصى مسندا عنه إلى عَل ِ ُيّ ب ْ ُ
ن عَبْدِ الل ّٰه الهاشمي الرقى أنه قال دخلت في بلاد الهند إلى بعض قراها فرأيت وردة كبيرة طيبة الرائحة
الل ّه أَ بُو بَك ْر الصديق عمر الفاروق فشككت في ذلك ،وقلت إنه معمول سوداء عليها مكتوب بخط أبيض لا إله إلا الل ّٰه محمد رسول َ
ل ذَلِكَ ،و َفِي البلد منه شئ كثير وأهل تلك القر ية يعبدون الحجارة ،ولا يعرفون الل ّٰه فعمدت إلى وردة لم تفتح ففتحتها فكان فيها مِث ْ َ
ُوخ دخلت بلاد الهند فدخلت مدينة شي ِ ْض ال َ ّ
ل بَع ُ
عز وجل انتهى ،وقال الشيخ عبد الل ّٰه اليافعي في كتابه المسمى بروض الر ياحين قَا َ
رأيت فيها شجرة تحمل ثمرا يشبه اللوز له قشران ،فإذا كسر خرج منه ورقة خضراء مطو ية مكتوب فيها بالحمرة )لا إله إلا الل ّٰه( كتابة
جلية وهم يتبركون بها ويستسقون بها إذا منعوا من الغيث ،فحدثت بهذا أبا يعقوب الصياد ،فقال لى ما أستعظم هذا كنت أصطاد
على نهر الأبلة ،فاصطدت سمكة مكتوب على جنبها الأيمن )لا إله إلا الل ّٰه( وعلى جنبها الأيسر )محمد رسول الل ّٰه( فلما رأيتها قذفتها في
الماء احتراما لما عليها )*(
Shamela.org ٩٢
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ل م َ َك ّة َ
ْب فِي ج َام ِعِه ِ ع َنْ م َال ِكٍ سَمِعْتُ أَ ه ْ َ
ن وَه ٍ س َل ّم َ ،وَرَو َى اب ْ ُ
ن الْق َاس ِ ِم فِي سَمَاعِه ِ و َاب ْ ُ مُح َم ّدٌ فَل ْي َ ْدخ ُل الْج َنَ ّة َ لـِك َرَامَة ِ اسْمِه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
ْت ف ِيه ِ اسْم ُ مُحَم ّدٍ إ َلّا نَم َى وُرُزِق ُوا وَرُزِقَ جِير َانُهُمْ ،وعنه صلى الل ّٰه عليه وسلم )ماضر أحدكم أن يكون فِي بَي ْتِه ِ مُحَم ّدٌ و َمُحَم ّد َا ِ
ن يَق ُولُونَ م َا م ِنْ بَي ٍ
و َثَلاثَة ٌ(
س َل ّم َ فَاصْ طَف َاه ُ لِن َ ْف ِ
سه ِ وب ال ْع ِبَادِ فَاخْ تَار َ مِنْهَا قَل ْبَ مُحَم ّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ الل ّه تَع َالَى نَظَر َ ِإلَى قُل ُ ِ
ن َ الل ّه عَن ْه ُ أَ َ ّ
ن مَسْع ُودٍ رَضِيَ َ
الل ّه ب ْ ُ
وَع َنْ عَب ْد َ
الل ّه ِ و َلا أَ ْن تَن ْ ِ
كحُوا أَ ْزو َاج َه ُ م ِنْ ل َ س َل ّم َ لَم ّا ن َزَل َ ْ
ت )وَم َا ك َانَ لـَك ُ ْم أَ ْن تُؤْذ ُوا رَسُو َ الن ّب ِ َيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن َ اش أَ َ ّ
الن ّ َ ّق ُ
فَب َع َث َه ُ بِرِسَالَتِه ِ ،وَح َك َى َ
بعده أبدا( الآية.
الل ّه َ تَع َالَى ف ََضّ لَنِي عَلَيْك ُ ْم تَفْضِ يل ًا و َف ََضّ َ
ل نِس َائِي على نسائكم تَفْضِ يل ًا( الْحَدِيثَ ن َ ن ِإ َ ّ
ل ال ِْإ يمَا ِ
ل )ي َا مَعْشَر َ أَ ه ْ ِ
خط ِيبًا فَق َا َ
قَام َ َ
َات
س ْدرَة ِ ال ْمُنْت َهَ ى وَم َا ر َأَ ى م ِنْ آي ِ ُوج بِه ِ ِإلَى ِ ِ ض َمّ َن ّتَْه ُ ك َرَام َة ُ ال ِْإسْر َاء ِ م ِ َ
ن ال ْمُنَاج َاة ِ و ُ
َالر ّ ْؤ يَة ِ و َِإم َامَة ِ الْأَ ن ْب ِيَاء و َال ْع ُر ِ )فصل( فِي تَفْضِ يلِه ِ بِمَا ت َ َ
س َل ّم َ ق َِصّ ة ُ ال ِْإسْر َاء ِ وما انطوت عليه من درجات الرفعة ممَا ن َب ّه َ عَلَيْه ِ الْكِتَابُ الْعَزِيز ُ و َشَر َ َ
حت ْه ُ خصَائ ِصِ ه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ر َب ِّه ُ ال ْـكُبْر َى :وَم ِنْ َ
نسب ْح َانَ ال َ ّذ ِي أَ سْر َى بِعَبْدِه ِ لَي ْلا م ِ َ الل ّه ُ تَع َالَىُ ) : ل َ ح الْأَ خَبَارِ قَا َ
صحَا ُ ِ
__________
ن الْق َاسِمِ( هو الفقيه الإمام أبو عبد الل ّٰه عبد الرحمن بن القاسم صاحب مالك روى أنه قال :خرجت على مالك اثنى )قوله وَرَو َى اب ْ ُ
عشرة مرة أنفقت في كل مرة ألف دينار(*) ،
ِلاف بَيْنَ ال ْمُسْل ِمِينَ فِي ِ َ
صح ّة ِ َات ر َبِّه ِ الـكبرى( فَلَا خ َ المسجد الحرام( الآية وقال تعالى )و َ
َالن ّجْ ِم ِإذ َا ه َو َى( ِإلَى قَو ْلِه ِ )لَق َ ْد ر َأَ ى م ِنْ آي ِ
س َل ّم َ ف ِيه ِ أَ ح َادِيثُ ص القرآن وجائت بتَِفْصِ يلِه ِ و َشَر ِس َل ّم َ ِإ ْذ ه ُو َ ن َ ُ ّ ِ
اص نَب ِي ِّنَا مُحَم ّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ْح عَجائبِِه ِ وَخَو َ ّ ِ ال ِْإسْر َاء بِه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
يج ِبُ ذِك ْر ُه َا ح َ َ ّدثَنَا الْق َاض ِي ال َش ّه ِيد ُ أَ بُو عَل ِ ٍيّ و َالْفَق ِيه ُ أَ بُو َ
بحْرٍ بِسَم َاعِ ي عَلَيْهِم َا كَث ِيرَة ٌ مُن ْتَشِرَة ٌ ر َأَ ي ْنَا أن نقدم أكمالها و َنُشِير َ ِإلَى زِي َادَة ٍ م ِنْ غَيْرِه ِ َ
Shamela.org ٩٣
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
سم َاء ِ ال َ ّ
سابِعَة ِ فَذَك َر َ مِثْلَه ُ ف َِإذ َا أَ ن َا ب ِِإ ب ْر َاه ِيم َ مُسْنِدًا َظهْرَه ُ ِإلَى حب بِي وَد َعَا ل ِي بخـير ثم عرج بنَِا ِإلَى ال َ ّ
السادسة فذَك َر َ مِثْلَه ُ ف َِإذ َا أَ ن َا بِمُوس َى ف َر َ َ ّ
سب ْع ُونَ أَ ل َْف م َل َكٍ ل َا يعوذون ْت ال ْمَعْم ُورِ و َِإذ َا ه ُو َ ي َ ْدخُلُه ُ ك ُ َ ّ
ل يَو ْ ٍم َ ال ْبَي ِ
__________
)قوله بعث إليه( وفى بعض روايات الصحيح ،أرسل إليه قالوا :وظاهره السؤال عن أصل الرسالة ،ولا يصح لأن أمر نبوته كان
مشهورا في الملـكوت لا يكاد يخفى على خزان السماوات وحراسها ،فالمراد أرسل إليه للعروج والإسراء ،وكان سؤالهم للاستعجاب بما
الل ّه ُ عَلَيْه ِ أو الاستبشار بعروجه قال الطبري و يحتمل أن تكون البعثة والرسالة خفيف على السائلين لاشتغالهم بالعبادة )قوله ِإلَى أَ نْعَم َ َ
سابعة ِ ،يقال له الضراح بضم المعجمة وتخفيف )*(سم َاء ِ ال َ ّ
ْت ال ْمَعْم ُورِ( عن على أنه قال البيت المعمور فِي ال َ ّ
ال ْبَي ِ
ل فَلَم ّا غَشِيهَا م ِنْ أمر الل ّٰه ما غشى تعيرت فَمَا أَ حَدٌ
ن الْف ِيَلَة ِ و َِإذ َا ثَم َر ُه َا ك َالْق ِلالِ ،قَا َ ِإلَيْه ِ ث َُم ّ ذ َه َبَ بِي ِإلَى ِ
س ْدرَة ِ ال ْمُنْت َهَ ى و َِإذ َا وَر َقُه َا ك َآذ َا ِ
ل الل ّه ُ ِإل َيّ م َا أَ ْوحَى فَف َر ََض عَل َيّ خَمْسِينَ صَلاة ً فِي ك ُ ّ ِ
ل يَو ْ ٍم و َلَيْلَة ٍ فَنَزَل ْتُ ِإلَى م ُوس َى فَق َا َ سنِهَا ف َأَ ْوحَى َ الل ّه ِ يَسْتَط ِي ُع أَ ْن يَنْعَتَهَا م ِنْ ُ
ح ْ ق َ م ِنْ خ َل ْ ِ
س ث َُم ّ
ْت الم َ ْقدِ ِ
ل ِإلَى بَي ِ س ْدرَة ِ المُنْت َهَ ى ك َانَ ق َِصّ ة ً و َاحِدة ً و َأَ َن ّه ُ و َ َ
ص َ س و َِإلى ِ
ْت ال ْم َ ْقدِ ِ اس فَجَو ّد َ فِي الْق َِصّ تَيْنِ و َفِي أَ َ ّ
ن ال ِْإسْر َاء َ ِإلَى بَي ِ رَو َاه ُ َ
الن ّ ُ
ل ك َانَ أَ بُو ذ َ ٍرّ يُح َ ّدِثُ أَ َ ّ
ن رسول الل ّٰه ثلى س قَا َ
َاب ع َنْ أَ ن َ ٍ
ن اب ْ ِن شِه ٍ
س عَ ِ
ح كل إشكال أو همه غَي ْرُه ُ و َق َ ْد رَو َى يُون ُ ُ
عرج م ِنْ ه ُنَاك َ ف َأَ ز َا َ
ح ْ
كم َة ً و َِإيمَان ًا ص ْدرِي ث َُم ّ غَسَلَه ُ م ِنْ م َاء ِ زَم َْزم َ ث َُم ّ ج َاء َ بطَس ٍ
ْت م ِنْ ذ َه ٍَب مُم ْتَل ِ ٍئ ِ ج َ
ل فَف َر َ َ
جبْر ِي ُ
ل ِ
ْف بَيْتِي فَنَز َ َ
سق ُ
ج َ س َل ّم َ قَا َ
ل )فُرِ َ الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
َ
سم َاء ِ فَذَك َر َ الْق َِصّ ة َ وَرَو َى قَتَادَة ُ
ج بنَِا ِإلَى ال َ ّ
ص ْدرِي ث َُم ّ أَ طْ بَق َه ُ ث َُم ّ أَ خَذ َ بيَِدِي فَع َر َ َ
ف َأَ ف ْرَغَه َا فِي َ
َات وحَدِيثُ يب الْأَ ن ْب ِيَاء ِ فِي ال َ ّ
سم َاو ِ َلاف فِي تَرْت ِ ِ ْص وَخ ٌ صع َة َ و َف ِيهَا ت َ ْقدِيم ٌ و َت َأْ خِير ٌ وَزِي َادَة ٌ و َنَق ٌ
صع ْ َ
ك ب ْ ِن َس ع َنْ م َال ِ ِ الْحَدِيثَ بِمِثْلِه ِ ع َنْ أَ ن َ ٍ
ِيث الْإسْر َاء ِ
َت فِي حَد ِ ِ ن و َأَ جْ وَد ُ و َق َ ْد و َقَع ْ س أَ تْق َ ُ
ث َاب ٍِت ع َنْ أَ ن َ ٍ
__________
)قوله عند ظئزه( بكسر الظاء المعجمة وسكون الهمزة :المرضعة )*(
الصّ الِ ِح إ َلّا آدَم َ
خ َ الصّ الِ ِح و َالْأَ ِ
ل نَبِ ٍ ّي لَه ُ م َرحَبًا ب َِالن ّب ِ ِيّ َ
ْ ل ك ُ َِّاب و َف ِيه ِ قَو ْ ُ
ز يادان ن َ ْذك ُر ُ مِنْهَا نُك َتاً مُف ِيدَة ً فِي غ َرَضِنَا مِنْهَا فِي حَدِيث اب ْ ِن شِه ٍ
Shamela.org ٩٤
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
س ث َُم ّ
ِيف الْأَ ق ْلا ِم ،وَع َنْ أَ ن َ ٍ س ث َُم ّ عُر ِ َ
ج بي حتى ظهرت بمستوى أَ سْم َ ُع ف ِيه ِ صَر َ الصّ الِ ِح و َف ِيه ِ م ِنْ َطرِ ي ِ
ق اب ْ ِن ع ََب ّا ٍ و َإب ْر َاه ِيم َ فَق َال َا لَه ُ و َالْاب ْ ِن َ
ك ب ْ ِن صعصعة فلما جاوزته يَعْنِي ل ث َُم ّ ُأ ْدخِل ْتُ الْج َنَ ّة َ و َفِي حَد ِ
ِيث م َال ِ ِ هي َ قَا َ
ن ل َا أَ ْدرِي م َا ِ ق بِي ح ََت ّى أَ تَي ْتُ ِ
س ْدرَة َ ال ْمُنْت َهَ ى فَغَشِيهَا أل ْوَا ٌ انْط ُل ِ َ
ل ك ُُل ّـك ُ ْم أث ْن َى عَلَى ر ََب ّه ُ و َأَ ن َا ُأثْنِي عَلَى ر َب ّي ا ْلحم َْد ُ لل ّٰه ال َ ّذ ِي أَ ْرسَلَنِي رَحْم َة ً لِل ْع َالم َي ِنَ وَك ََاف ّة ً ل ِ َلن ّا ِ
س بَشِير ًا و َنَذِيِر ًا أث ْن َى عَلَى ر ََب ّه ُ ع َ َّز وَج َ َ ّ
ل فَق َا َ
Shamela.org ٩٥
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ل لَه ُ ر ََب ّه ُ
ل فَق َا َ
ِيم فَل َ ْم يَكُنْ لَه ُ عَلَيْهَم َا سَب ِي ٌ ن َ
الر ّج ِ شيْطَا ِ َص و َأَ عَذْتَه ُ و َ ُأ َمّه ُ م ِ َ
ن ال َ ّ جعَل ْت َه ُ يُبْر ِئ ُ الْأكَم َه َ و َالْأب ْر َ
ل وَ َ و َع َل ّم ْتَ ع ِيس َى َ
الت ّوْر َاة َ و َالإنْ ج ِي َ
اح و َفِي حَدِيث شَر ِيكٍ َأن ّه ُ ر َأى ل في صورته له ستمائة جَن َ ٍ جبْر ِي ُ
ل )م َا كَذ َبَ الْف ُؤَاد ُ م َا رأى( الآيَتَيْنِ ر َأَ ى ِ م ِنْ ُأ َمّتِه ِ ال ْم ُ ْقحِماتُ و َقَا َ
ل م ُوس َى ل َ ْم أَ ظ َُنّ أ ْن يُرْف َ َع عَل ِ َيّ أَ حَدٌ وَرُوِيَ ك بِمَا ل َا يَعْلَم ُه ُ إ َلّا َ
الل ّه فَق َا َ ل ث َُم ّ عُلِي َ بِه ِ فَو ْقَ ذَل ِ َ
الل ّه قَا َ
ل ك َلام َ َ
ل بتَِفْضِ ي ِ م ُوس َى فِي ال َ ّ
سابِعَة ِ قَا َ
س َل ّم َ )بَي ْنَا
الل ّه عَن ْه ُ قَالَ :قال رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َ َ
س رَضِيَ َ س َل ّم َ صَلَ ّى ب ِالْأَ ن ْب ِيَاء ُ بيت ال ْم َ ْقدِ ِ
س وَع َنْ أَ ن َ ٍ س َأن ّه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ع َنْ أَ ن َ ٍ
سلَام ُ ف َوَك َز َ بَيْنَ كَتِف ََيّ فَقُمْتُ ِإلَى شَ ج َرَة ٍ ف ِيهَا مِث ْ ُ
ل وَك ْر َِي الطائر ل عَلَيْه ِ ال َ ّ
جبْر ِي ُ
ل ِ
أَ ن َا قَاعِدٌ ذ َاتَ يَوْم َ ِإ ْذ دَخ َ َ
__________
)قوله المقحمات( بسكون القاف وكسر الحاء المهملة :الذنوب العظام التى تقحم أصحابها في النار أي تلقيهم فيها )قوله له ستمائة جناح(
قال السهيلي في قوله صلى الل ّٰه عليه وسلم في حق جعفر قد أبدله الل ّٰه بيديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء ومما ينبغى الوقوف
عليه في معنى الجناحين أنهما ليسا كما يسبق إلى الوهم مثل جناح الطائر وريشه لأن الصورة الآدمية هي أشرف الصور وأكملها ولـكنها
ل العلم في أجنحة الملائكة إنها ليست كما يتوهم من
ل أَ ه ْ ُ
عبارة عن صفة ملـكية وقوة روحانية أعطيها جعفر كما أعطيها الملائكة و َق َ ْد قَا َ
أجنحة الطير وإنما هي صفات ملـكية لا تفهم إلا بالمعاينة واحتجوا
بقوله تعالى )أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع( فكيف بكون كأجنحة الطير ولم ير طائر له ثلاثة أجنحة ولا أربعة فكيف بستمائة جناح
كما جاء في صفة جبر يل فدل على أنها صفات تنضبط كيفيتها للفكر )قوله وكرى الطائر( بفتح الواو وسكون الكاف وفتح الراء ٺثنية
وكر وهو العش )*(
ل ك َأَ َن ّه ُ سم َاء َ و َأَ ن َا ُأقَل ِّبُ َطر ْفِي و َنَظَر ْتُ ِ
جبْر ِي َ سسْتُ ال َ ّ س َ ّد ِ
ت الْخَافِق َيْنِ و َلَو ْ شْ ئ ِتُ لَم َ ِ حدَة ٍ و َقَعَدْتُ فِي ا ْل ُأ ْ
خر َى فَنِمْتُ ح ََت ّى َ فَقَعَد َ فِي و َا ِ
سم َاء ِ وَر َأَ ي ْتُ ُ
الن ّور َ الْأَ ْعظَم َ و َل َ ّط د ُونِي َ الْ حِجَابُ و َف َرَج َه ُ ال ُد ّ ُرّ و َال ْيَاق ُوتُ ث َُم ّ أَ ْوحَى ل ع ِل ْمِه ِ ب َِالل ّه ِ عَل َيّ و َفُت ِ َ
ح ل ِي ب َابُ ال َ ّ ح َل ٌْس لاطِئ ٌ فَع َر َف ْتُ ف َضْ َ
س َل ّم َ الل ّه ُ تَع َالَى أَ ْن يُعَل ِ ّم َ رَسُولَه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ حي َ( وَذَك َر َ ال ْب َز ّار ُ ع َنْ عَل ِ ٍيّ بن أبي طالب رضي الل ّٰه عَن ْه ُ ل َم ّا أَ ر َاد َ َ
الل ّه ُ ِإل َيّ م َا شَاء َ أَ ْن يُو ِ
َ
الل ّه ِ
ل لَهَا جبر يل اسكني فو الل ّٰه م َا رَكِب َكِ عَبْدٌ أَ ك ْرَم ُ عَلَى َ
كبُهَا فَاسْ ت َصْ ع َب َْت عَلَيْه ِ فَق َا َ ل بِد ََاب ّة ٍ يُق َا ُ
ل لَهَا ال ْبُر َاقُ فَذ َه َبَ يَرْ َ جبْر ِي ُ
الْأَ ذ َانَ ج َاءَه ُ ِ
ل
اب فَق َا َ
ن الْ حِج َ ِ
ج م َل َكٌ م ِ َ
ك ِإ ْذ خَر َ َ
ن تَع َالَى فَبَي ْنَا ه ُو َ كَذَل ِ َ اب ال َ ّذ ِي يلَ ِي َ
الر ّحْم َ ِ كبَهَا ح ََت ّى أَ تَى بِهَا ِإلَى الْ حِج َ ِ
س َل ّم َ ف َر َ ِ م ِنْ مُحَم ّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
ك م َا ر َأَ ي ْت ُه ُ مُنْذ ُ خ ُلِقْتُ ق مَك َان ًا و َِإ َ ّ
ن هَذ َا ال ْمَل َ َ ل و َال َ ّذ ِي بَع َث َ َ
ك ب ِالْحَقّ ِ ِإن ِ ّي لأَ ق ْر َبُ الْخَل ْ ِ ل م َنْ هَذ َا قَا َ س َل ّم َ ي َا ِ
جبْر ِي ُ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ رَسُو ُ
صد َقَ عَبْدِي أنا أكبر ل لَه ُ م ِنْ وَر َاء ِ الْ حِج َ ِ
اب َ الل ّه ُ أَ كْ ب َر ُ فَق ِي َ
الل ّه ُ أَ كْ ب َر ُ َ
ك َ ل ال ْمَل َ ُ
ل سَاعَتِي هَذِه ِ فَق َا َ
قَب ْ َ
__________
)قوله فنمت( بالفاء والنون المفتوحتين والميم المخففة أي زادت ،وفى بعض النسخ ،فسمت ،بتخفيف الميم أي ارتفعت )قوله الخافقين(
أي المشرق والمغرب ،قال ابن السكيت ،لأن الليل والنهار يخفقان فيهما )قوله لمسست( بكسر المهملة الأولى ،وحكى أبو عبيد فتحها،
وفي بعض النسخ لمست
Shamela.org ٩٦
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
)قوله كأنه حلس( بكسر الحاء المهملة وسكون اللام وبعدها سين مهملة وهو كساء يلى ظهر البعير تحت القتب )قوله لاطئ( بهمزة
في آخره أي لاصق )قوله ولط( بضم اللام وتشديد المهملة أي أرخى )قوله وذكر البزار( بالباء الموحدة والزاى المشددة ،وفى آخره راء
نسبة إلى عمر بزر الكتان )*(
ل هَذ َا فِي بَق َِي ّة ِ الل ّه ُ ل َا ِإله َ ِإ َلّا أَ ن َا وَذَك َر َ مِث ْ َ
صد َقَ عَبْدِي أَ ن َا َ اب َ ل لَه ُ م ِنْ وَر َاء ِ الْ حِج َ ِ ك أَ شْهَد ُ أَ ْن ل َا إلَه َ إ َلّا َ
الل ّه ُ فَق ِي َ أَ ن َا أَ كْ ب َر ُ ث َُم ّ قَا َ
ل ال ْمَل َ ُ
س َل ّم َ فَق َ َ ّدم َه ُ ف َأَ َمّ الصّ لَاة ِ حَ َيّ عَلَى الْف ِ
ك بيَِدِ مُحَم ّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل ث َُم ّ أَ خَذ َ ال ْمُل ْ َ
َلاح و َقَا َ ن ِإ َلّا أَ َن ّه ُ ل َ ْم ي َ ْذكُر ْ جَوَاب ًا ع َنْ قَو ْلِه ِ حَ َيّ عَلَى َ الْأَ ذ َا ِ
ل
َف على أَ ه ْ ِ س َل ّم َ ال َش ّر َ الل ّه ُ تَع َالَى لِمحُ َمّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ جعْفَرٍ محمد بن علي بن الحسين رواية أَ كْ مَل َ َ ل أَ بُو َ ح قَا َسم َاء ِ ف ِيه ِ ْم آدَم ُ و َنُو ٌ ل ال َ ّ أَ ه ْ َ
ق فَهُم ُ ال ْم َحْ جُوبُونَ ق ل َا فِي حَقّ ِ الْخَال ِ ِ اب فَه ُو َ فِي حَقّ ِ ال ْمَخْلُو ِ ِيث م ِنْ ذِكْر ِ الْ حِج َ ِ الل ّه ُ م َا فِي هَذ َا الْحَد ِ ل الْق َاض ِي و ََف ّق َه ُ َض قَا َ ات و َالْأَ ْر ِ سم َو َ ِ ال َ ّ
س و َلـَكِنْ حُ ج ُب ُه ُ عَلَى أَ بْصَارِ خ َلْقِه ِ و َبصَائِرِه ِ ْم و َِإ ْدر َاك َاتِه ِ ْم بِمَا شَاء َ ِيط بِمُق َ َ ّد ٍر َ
محْس ُو ٍ تح ُيحْجُب ُه ُ إذِ الْ حجُُبُ َإن ّمَا ُ
ل اسْم ُه ُ م ُن َز ّه ٌ ع ََم ّا َ
و َال ْبَارِي ج َ َ ّ
اب
ن الْ حِج َ ِ
ج م َل َكٌ م ِ َ كقَو ْلِه ِ تَع َالَى )ك َلَ ّا ِإ َ ّنه ُ ْم ع َنْ ر َ ّبِه ِ ْم يَوْم َئِذٍ لَم َحْ جُوبُونَ( فَقَو ْلُه ُ فِي هَذ َا الْحَد ِ
ِيث الْ حِجَابُ و َِإ ْذ خَر َ َ كي َْف شَاء َ وَم َت َى شَاء َ َ
وَ َ
ن الاطّ ِ
ِلاع عَلَى م َا د ُونَه ُ م ِنْ سُلْطَانِه ِ وَعَظَم َتِه ِ وَعَجَائ ِِب م َلـَكُوتِه ِ وَج َب َر ُوتِه ِ ل ِإ َن ّه ُ ِحج ٌ
َاب حُ ج ِبَ بِه ِ م َنْ وَر َاءَه ُ م ِنْ م َلائِكَتِه ِ ع َ ِ يج ِبُ أَ ْن يُق َا َ
َ
ل عَلَى أَ َ ّ
ن ل سَاعَتِي هَذِه ِ فَد َ َ ّ
ك م َا ر َأَ ي ْت ُه ُ مُنْذ ُ خ ُلِقْتُ قَب ْ َ ج م ِنْ وَر َائِه ِ ِإ َ ّ
ن هَذ َا ال ْمَل َ َ ن ال ْمَل َكِ ال َ ّذ ِي خَر َ َ
ل عَ ِ
جبْر ِي َ
ِيث قوله ِ
ن الْحَد ِ و َيَد ُ ُ ّ
ل عَلَيْه ِ م ِ َ
ل ِإلَيْهَا يَنْت َهِ ي عِلْم ُ ال ْمَلَائِكَة ِ وَعِنْد َه َا
س ْدرَة ِ ال ْمُنْت َهَ ى قَا َ
ْب فِي ت َ ْفسِير ِ ِ
كع ٍ
ل َ ات و َي َد ُ ّ
ل عَلَيْه ِ قَو ْ ُ يخ ْت َ َّص ب ِال َذ ّ ِ
هَذ َا الْ حِجَابَ ل َ ْم َ
ِيم
ن أَ ْو أَ مْرًا م َا م ِنْ عَظ ِ ش َ
الر ّحْم َ ِ ي يلَ ِي ع َْر َ
َاف أَ ْ
ْف ال ْمُض ِ
ل عَلَى حَذ ِ
ن فَي ُحْ م َ ُ الل ّه ِ ل َا يُجَاوِز ُه َا ع ِل ْمُه ُ ْم و َأَ َمّا قَو ْلُه ُ ال َ ّذ ِي يلَ ِي َ
الر ّحْم َ ِ يجِد ُونَ أَ مْرَ َ
َ
آياته أو
صد َقَ عَبْدِي أَ ن َا أَ كْ ب َر ُ اب َ ل م ِنْ وَر َاء ِ الْ حِج َ ِ ق مَع َارِفِه ِ م َِم ّا ه ُو َ أَ ع ْلَم ُ بِه ِ كَمَا قال تعالى )واسال القر ية( أَ ْ
ي أَ ه ْلَه َا و َقَو ْلُه ُ فَق ِي َ حق َائ ِ ِمبادى َ
الل ّه ُ ِإلا و َحْ يًا أَ ْو م ِنْ
ل تَع َالَى )وَم َا ك َانَ لِب َشَرٍ أَ ْن يُكَل ِّم َه ُ َ َاب كَمَا قَا َ الل ّه ِ تَع َالَى و َلـَكِنْ م ِنْ وَر َاء ِ ِحج ٍ ن ك َلام َ َ فَظَاه ِرُه ُ أَ َن ّه ُ سَم ِـ َع فِي هَذ َا ال ْمَوْطِ ِ
ل أَ َن ّه ُ فِي س َل ّم َ ر َأَ ى ر ََب ّه ُ ع َ َّز وَج َ َ ّ
ل فَي َحْ تَمِ ُ ن مُحَم ّدًا صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل ب ِأَ َ ّ
ي و َه ُو َ ل َا ي َر َاه ُ حَ ج َبَ بَصَرَه ُ ع َنْ رُؤْيَتِه ِ ،ف َِإ ْن صَ َ ح ّ الْقَو ْ ُ
َاب( أَ ْ وَر َاء ِ ِحج ٍ
ن بَعْد َ هَذ َا أَ ْو قَبْلَه ُ ر ُف ِـ َع الْ حِجَابُ ع َنْ بَصَرِه ِ ح ََت ّى ر َآه ُ و ََالل ّه ُ أَ ع ْلَم ُ.
غَيْر ِ هَذ َا ال ْمَوْطِ ِ
ِالر ّ ِ
وح و َأَ َن ّه ُ َالات فَذ َه َب َْت طَائِف َة ٌ ِإلَى أَ َن ّه ُ ِإسْر َاء ب ٍُ لاث مَقجسَدِه ِ عَلَى ث َ ِ حه ِ أَ ْو َف و َال ْع ُلَمَاء ُ ه َلْ ك َانَ ِإسْر َاؤُه ُ ب ِر ُو ِ سل َ ُف ال َ ّ )فصل( ث َُم ّ اخْ تَل َ َ
ٌ
ن
ن و َالْمشْه ُور ُ عَن ْه ُ خِلاف ُه ُ و َِإلَيْه ِ أَ شَار َ مُحَم ّد ُ ب ْ ُ
ن الْحَسَ ِ
حي ٌ و َِإلَى هَذ َا ذ َه َبَ مُع َاوِ يَة ُ وَحُكِي َ ع َ ِ ن رُؤْي َا الْأَ ن ْب ِيَاء ِ ح ّ ٌ
َق وَو َ ْ رُؤْي َا م َنَا ٍم م َ َع اتِّف َاقِه ِ ْم أَ َ ّ
ل
جسَد َ رَسُو ِ
الل ّه ُ عَنْهَا م َا فَقَدْتُ َ جعَل ْنَا ُ
الر ّؤْي َا َال ّتِي أَ ر َي ْنَاك َ ِإلا فتنة للناس( وَم َا حَكَو ْا ع َنْ عَائِش َة َ رَضِيَ َ ِإ ْسحَاقَ و َحُ َ ج ّتُه ُ ْم قَو ْلُه ُ تَع َالَى )وَم َا َ
س و َه ُو َ ن َائِم ٌ في المسجد الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عليه وسلم قوله بينا أنا نائم وقوله أَ ن َ ٍ َ
__________
)قوله على ثلاثة أقوال( قال السهيلي وذهبت طائفة منهم شيخنا الْق َاض ِي أَ بُو بَك ْر إلى تصحيح المحدثين أن الإسراء كان مرتين أحدهما
في نومه توطئة وتيسيرا عليه كما كان بدء نبوته الرؤ يا الصادقة ليسهل عليه أمر النبوة فإنه أمر عظيم تضعف عنه القوى البشر ية وكذلك
الإسراء سهله عليه بالرؤ يا ،لأن هوله عظيم :ورأيت المهلب في شرح البخاري قد حكى هذا القول عن طائفة من العلماء وأنهم قالوا
كان الإسراء مرتين مرة في نومه ومرة
في يقظته ببدنه صلى الل ّٰه عليه وسلم انتهى )*(
ف و َال ْمُسْل ِمِينَ ِإلَى َأن ّه ُ ِإسْر َاء ٌ ب ِالْجَسَدِ و َفِي الي َ ْقظَة ِ جدِ الْحَرَا ِم وَذ َه َبَ مُعْظَم ُ ال َ ّ
سل َ ِ س ِ
خر ِه َا فَاسْ تَيْقَظْتُ و َأَ ن َا ب ِال ْم َ ْ الْحَرَا ِم وَذَك َر َالْق َِصّ ة َ ث َُم ّ قَا َ
ل فِي آ ِ
Shamela.org ٩٧
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
َالضّ َح ّا ِ
ك ِي و َاب ْ ِن مَسْع ُودٍ و َ
صع َة َ و َأَ بِي ح ََب ّة َ ال ْب َ ْدر ّ ِ
صع ْ َ
ك ب ْ ِن َ
س وَحُذ َيْف َة َ و َع ُم َر َ و َأَ بِي ه ُر َي ْرَة َ وَم َال ِ ِ
س وَج َابِر ٍ و َأَ ن َ ٍ و َهَذ َا ه ُو َ الْح َُقّ و َه ُو َ قَو ْ ُ
ل اب ْ ِن ع ََب ّا ٍ
ل
ل قَو ْ ِ مجَاهِدٍ وَعِك ْرم َة َ و َاب ْ ِن جُر ْ ٍَيج و َه ُو َ د َلِي ُ ق وَ ُن و َإب ْر َاه ِِيم وَمَسْر ُو ٍ َاب و َاب ْ ِن ز َيْدٍ و َالْحَسَ ِِب و َاب ْ ِن شِه ٍ
وَسَع ِيدِ ب ْ ِن جُبَيْرٍ و َقَتَادَة َ و َاب ْ ِن ال ْمُسَي ّ ِ
نن الْفُقَه َاء ِ و َال ْم ُح َ ّدِثِينَ و َال ْمُتَكَل ِّمِينَ و َال ْمُفَس ِّر ِي َ
ن مِ َخر ِي َ
ل أَ كْ ثَر ِ ال ْمُت َأَ ِّ
ن ال ْمُسْل ِمِينَ و َه ُو َ قَو ْ ُ
ل وَجَماعَة ٍ عظيمة م ِ َ ن حَنَب ْ ٍ ِي و َاب ْ ُ ل ال َ ّ
طبَر ّ ِ عَائِش َة َ و َه ُو َ قَو ْ ُ
ِالر ّ ِ
وح و َاحْ ت َُجّ وا بِقَو ْلِه ِ تَع َالَى ) ُ
سب ْح َانَ ال َ ّذ ِي سم َاء ِ ب ُ
س و َِإلَى ال َ ّ
ْت ال ْم َ ْقدِ ِ
جدِ الْحَرَا ِم ِإلَى بَي ِ
س ِ ت طَائِف َة ٌ ك َانَ ال ِْإسْر َاء ِ ب ِالْجَسَدِ يَقْظة ً م ِ َ
ن ال ْم َ ْ و َقَال َ ْ
ل هَؤْل َاء ِ و َلَو ْ ك َانَ ال ِْإسْر َاء ُ بِ جَسَدِه ِ ِإلَى ز َائِدٍ عَلَى
س َل ّم َ بِه ِ و َِإظْ ه َارِ الـْك َرَامَة ِ لَه ُ ب ِال ِْإسْر َاء ِ ِإلَيْه ِ قَا َ والتمّ َُ ّد ِ
الن ّب ِ ِيّ مُحَم ّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ِيف َ
ح بِتَشْر ِ َ
س و َغَيْرِه ِ م َا
ِيث أَ ن َ ٍ
س أَ ْم ل َا؟ فَفِي حَد ِ ن ه َلْ صَلَ ّى بِبَي ِ
ْت ال ْم َ ْقدِ ِ جدِ الأَ ق ْص َى لَذَك َرَه ُ فَيَكُونُ أَ بْل َ َغ فِي ال ْمَد ِ
ْح ،ث ُم ّ اخْ تلَف َت هَذِه الْفِر ْقَتَا ِ س ِ
ال ْم َ ْ
تَق َ َ ّدم َ م ِنْ صَلاتِه ِ فيه وأنكر
__________
)قوله أبو حبة( بفتح الحاء المهملة وتشديد الموحدة هو الصحيح وقيل بتشديد النون وقيل بتشديد المثناة التحتية وقد اختلف هل أبو
حبة الأنصاري وأبو حبة البدرى واحد أو اثنان وهل هما بالموحدة أو بالنون )*(
الل ّه ُ أَ َن ّه ُ
ح ِإ ْن شَاء َ َ الل ّه ُ و َالْح َُقّ م ِنْ هَذ َا و َ
َالصّ حِي ُ ل الْق َاض ِي و ََف ّق َه ُ َ ق ح ََت ّى رَجَع َا قَا َ ل و ََالل ّه ِ م َا ز َال َا ع َنْ َظ ْهرِ ال ْبُر َا ِ ن و َقَا َ
ن الْيم َا َ ِ
ك حُذ َيْف َة ُ ب ْ ُ ذَل ِ َ
ْت بِهَذ َا ال ْوَادِي ل ي َا ُأ َمّ هانئ لقد ص ََل ّي ْتُ م َعَكُم ُ ال ْعِشَاء َ الآ ِ
خرَة َ كَمَا ر َأَ ي ِ ح وَص ََل ّي ْنَا قَا َ س َل ّم َ فَلَم ّا صَلَ ّى ُ
الصّ ب ْ َ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ أَ ه ََب ّنَا رَسُو ُ
ش َ ّدادِ ب ْ ِن ن فِي أَ َن ّه ُ بِ ج ِ ْ
سمِه ِ ،وَع َنْ أَ بِي بَكْر ٍ م ِنْ رِو َايَة ِ َ س فَص ََل ّي ْتُ ف ِيه ِ ث َُم ّ ص ََل ّي ْتُ الْغَد َاة َ مَعَكُم ُ الآنَ كَمَا ت َر َ ْونَ ،و َهَذ َا بَي ّ ِ ٌ ث َُم ّ ِ
جئ ْتُ بَي ْتَ ال ْم َ ْقدِ ِ
الل ّه ِ
ل َ س عَن ْه ُ أَ َن ّه ُ قال للنبي صلى الل ّٰه عليه وسلم لَيْلَة َ ُأسْر ِيَ بِه ِ طَلَب ْت ُ َ
ك ي َا رَسُو َ أَ ْو ٍ
__________
)قوله في الحجر( بكسر الحاء المهملة وسكون الجيم ،وقال النووي إنه رأى لبعض المصنفين على المهذب أنه يقال أيضا بفتح الحاء كحجر
ح وصلينا( الاسنان )قوله أم هانئ( بهمزة في آخره )قوله أهبنا( أي أيقظنا يقال هب إذا استيقظ أهبه إذا أيقظه )قوله فَلَم ّا صَلَ ّى ُ
الصّ ب ْ َ
قبل إن إسلام أم هانئ كان عام الفتح وهى السنة الثامنة من الهجرة والإسراء قبله بكثير فكيف تقول وصلينا وأيضا كيف يقول صلى
Shamela.org ٩٨
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
الصبح والصوات الخمس ل َ ْم تَكُنْ فِي الوقت الذى أخبرت عنه؟ والجواب أن قبل الإسراء كانت صلاتان صلاة قبل طلوع الشمس
وصلاة قبل غروبها فيصح قولها فَل َم ّا صَلَ ّى ُ
الصّ بْحَ ،هذا على أن المعراج من بيت المقدس وأنه مع الإسراء في ليلة واحدة ،وأما على أنه
من م َ َك ّة َ و َأَ َن ّه ُ لَي َ
ْس مع الإسراء في ليلة واحدة فقولها صلى الصبح على حقيقته من غير تأو يل لأن الصلوات الخمس كانت ليلة المعراج
ل ال ْه ِجْ رَة ِ بِس َنَة ٍ ،وأما قولها وصلينا
وهو على هذا القول كان في رمضان قبل الهجرة بثمانية عشر شهرا والإسراء كان في ربيع الأول قَب ْ َ
فأرادت به وهيأنا له ما يحتاج إليه في الصلاة على تقدير أنها لم تكن بعد آمنت ولم تقل فرض الصبح حتى يقال أن الصلاة لم تكن بعد
فرضت وإنما فرضت ليلة الإسراء )*(
ل عَلَيْه ِ ال َ ّ
سلَام ُ حَمَلِنِي ِإلَى جبْر ِي َ ج ْدك َ ف َأَ ج َابَه ُ أَ َ ّ
ن ِ ك فَل َ ْم أَ ِ
ال ْبَارِح َة َ فِي مَك َان ِ َ
جدِ ث َُم ّ دَخ َل ْتُ س َل ّم َ )ص ََل ّي ْتُ لَيْلَة َ ُأسْر ِيَ بِي فِي مُق َ َ ّد ِم ال ْم َ ْ
س ِ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ل رَسُو ُ
الل ّه ُ عَن ْه ُ قَالَ :قَا َ
جدِ الْأَ ق ْص َى ،وَع َنْ ع ُم َر َ رَضِي َ َ
س ِ
ال ْم َ ْ
لاث ،وَذَك َر َ الْحَدِيثَ . َ
الصّ خْ رَة َ ف َِإذ َا بِمَل َكٍ قَا ِئ ٍم مَع َه ُ آنيِ َة ٌ ث َ ٌ
ْف بَيْتِي و َأَ ن َا بِم َ َك ّة َ فَنَز َ َ
ل سق ُ س َل ّم َ :فُرِ َ
ج َ ل عَلَى ظَاهِرِه َا ،وَع َنْ أَ بِي ذ َ ٍرّ عَن ْه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ و َهَذِه ِ َ
الت ّصْر ِ يحَاتُ ظَاه ِرَة ٌ غَي ْر ُ مُسْتَحِيلَة ٍ فَت ُحْ م َ ُ
ج بِي. ص ْدرِي ث َُم ّ غَسَلَه ُ بمَاء ِ زَم َْزم َ ِإلَى آ ِ
خر ِ الْق َِصّ ة ِ ث َُم ّ أَ خَذ َ بيَِدِي فَع َر َ َ ح َ ل ف َش َر َ جبْر ِي ُ
ِ
ْش تَسْأَ لُنِي ع َنْ
الل ّه ُ عَن ْه ُ )لَق َ ْد ر َأَ ي ْتُنِي فِي الْ حِجْرِ و َق ُر َي ٌ
ص ْدرِي( وَع َنْ أَ بِي ه ُر َي ْرَة َ رَضِيَ َ س ) ُأتِيتُ فَانْطَلَق َوا بِي ِإلَى زَم َْزم َ ف َشُر ِ َ
ح ع َنْ َ وَع َنْ أَ ن َ ٍ
اب
ط ِن الخ َ ّ
نح ْوَه ُ ع َنْ ج َابِر ٍ و َق َ ْد رَو َى ع ُم َر ُب ْ ُ مَسْر َايَ فَسَأَ لَتْنِي ع َنْ أَ شْ يَاء َ ل َ ْم ُأث ْبِتْهَا فكُر ِ ب ْتُ كَر ْب ًا م َا كُر ِ ب ْتُ مِثْلَه ُق ُ َّط ف َر َف َع َه ُ َ
الل ّه ُ ل ِي أَ نْظ ُر ُِإلَيْه ِ( و َ َ
جعْتُ ِإلَى خَدِيج َة َ وَم َا تَح َو ّل َ ْ
ل )ث َُم ّ ر َ َ
س َل ّم َ َأن ّه ُ قَا َ ِ
ت ع َنْ ج َانِبِهَا( . ِيث ال ِْإسْر َاء عَن ْه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ الل ّه ُ عَن ْه ُ فِي حَد ِ
رَضِيَ َ
سب ْح َانَ ال َ ّذ ِي جعَل ْنَا ُ
الر ّؤْي َا التى أريناك( فَسَ َمّاه َا رُؤْي َا قلُ ْنَا قَو ْلُه ُ ) ُ ل ِإ َ ّنهَا نَوْم ٌ احْ ت َُجّ وا بِقَو ْلِه ِ تَع َالَى )وَم َا َ
ل حُ ج َِج م ِنْ قَا َ
)فصل( فِي ِإ بْطَا ِ
ْس فِي الْحلُْم ِ فِت ْن َة ٌ وَل َا يُكَذِّبُ س يُؤ َيِّد ُ أَ َ ّنهَا رُؤْي َا عَيْنٍ و َِإسْر َاء ٌ بِش َخْ ٍ
ص ِإ ْذ لَي َ الن ّو ْ ِم أَ سْر َى ،و َقَو ْلُه ُفِت ْن َة ٌ ل ِ َلن ّا ِ أَ سْر َى بعبده( ي َر ُ ُدّه ُ ل ِأَ َن ّه ُ ل َا يُق َا ُ
ل فِي َ
جدِ الْحَرَا ِم لم َِا ك َانَ غ َم َرَه ُ م ِنْ عَجَائ ِِب ل لَيْلِه ِ و َِإ َن ّمَا ك َانَ فِي بَعْضِ ه ِ و َق َ ْد يَكُونُ قَو ْلُه ُ اسْ تَيْقَظْتُ و َأَ ن َا فِي ال ْم َ ْ
س ِ ن مَسْر َاه ُ ل َ ْم يَكُنْ طُو َ و َيَد ُ ُ ّ
ل عَلَيْه ِ أَ َ ّ
َات ر ََب ّه ُ ال ْـكُبْر َى فَل َ ْم يَسْتَف ِقْ و َيَرْجِـعْ
ض وَخ َام َرَ ب َاطِن َه ُ م ِنْ مُشَاهَدَة ِ ال ْمَلِأ الْأَ ع ْلَى وَم َا ر َأَ ى م ِنْ آي ِ م َا طالع من م َلـَكُوت ال َ ّ
سم َوَات و َالْأَ ْر ِ
حق ِيق َة ً عَلَى مُقْت َض َى ل َ ْفظِه ِ و َلـَك َِن ّه ُ ُأسْرِيَ بِ جَسَدِه ِ و َقَل ْب ُه ُ
جدِ الْحَرَا ِم وَوَجْه ٌ ث َال ٌِث أَ ْن يَكُونَ نَوْم ُه ُ و َاسْ ت ِيق َاظُه ُ َ ل ال ْب َشَر َِي ّة ِ ِإ َلّا و َه ُو َ ب ِال ْم َ ْ
س ِ إلى ح َا ِ
ِيض
ل تَغْم ُ
نحْوٍ م ِنْ هَذ َا قَا َ
َات ِإلَى َ
اب الإشَار ِ
صح َ ِ
ْض أَ ْ
ل بَع ُ ح َاضِر ٌ وَرُؤْي َا الْأَ ن ْب ِيَاء ِ ح ّ ٌ
َق تَنَام ُ أَ عْيُنُه ُ ْم وَل َا تَنَام ُ قُلُو بُه ُ ْم و َق َ ْد م َا َ
__________
Shamela.org ٩٩
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
)قوله الحديبية( بتخفيف المثناة التحتية قبل هاء التأنيث ،كذا عن الشافعي وأهل اللغة وبعض المحدثين وقال أكثر المحدثين بتشديدها
وهى قر ية بالـكبيرة سميت ببئر هناك عند مسجد الشجرة على نحو مرحلة من مكة )قوله خامر( بالخاء المعجمة :أي خالط )*(
ْت صَلاتِه ِ ب ِالْأَ ن ْب ِيَاء ِ ولعله ك َان َْت لَه ُ فِي هَذ َا الْإسْر َاء ِ الل ّه ِ تَع َالَى وَل َا يَصِ ُحّ هَذ َا أَ ْن يَكُونَ فِي و َق ِ عَي ْنَيْه ِ لِئ َل ّا ي َ ْشغَلَه ُ شئ م ِ َ
ِ ن ََات ع َ ِ ن ال ْم َحْ س ُوس ِ
ن الاضْ ط ِج ِ
َاع و َيُقَوِ ّ يه ِ قَو ْلُه ُ فِي رِو َايَة ِ عَبْدِ ب ْ ِن حُمَيْدٍ ع َنْ ه َم ّا ٍم :بَي ْنَا َالات * وَوَجْه ٌ ر َاب ِـ ٌع و َه ُو َ أَ ْن يُع َب ّر َ ب َِالن ّو ْ ِم هَه ُنَا ع َنْ هَي ْئَة ِ َ
الن ّا ِئ ِم م ِ َ ٌ ح
ل
ك و َقَا َ صعْصَع َة َ عَلَى ال َ ّ
ش ِّ سل ِ ٍم لَعلَ ّه ُ ع َنْ م َال ِ ِ
ك ب ْ ِن َ اب م ُ ْ
صع َة َ و َفِي ك ِت َ ِ س َل ّم َ فَق َا َ
ل م َ َّرة ً عن مالك ابن َ
صع ْ َ وَ َ
__________
)قوله هو همام( بتشديد الميم وفتح الهاء )قوله هدبة( بضم الهاء وإسكان الدال المهملة بعدها موحدة هو ابن خالد القيسي )قوله إذ شق
صغَرِه ِ( قال السهيلي :كان شق بطنه صلى الل ّٰه عليه وسلم مرتين احداهما في الصغر لإزالة حظ الشيطان والأخرى
البطن إنما ك َانَ فِي ِ
لملء قلبه إيمانا وحكمة.
)(*) (١ - ١٣
ِث بِه ِ ع َنْ مُشَاهَدَة ٍ ل ِأَ َ ّنهَا ل َ ْم تَكُنْ حِينَئِذٍ ز َ ْوج َه ُ وَل َا فِي س ّ ِ
ِن م َنْ جسَدَه ُ فَع َائِش َة ُ ل َ ْم تُح َ ّد ْ م َ َّرة ً ك َانَ أَ بُو ذ َ ٍرّ يُح َ ّدِثُ و َأَ َمّا قَو ْ ُ
ل عَائِش َة َ م َا فَقَدْتُ َ
الل ّه ُ عَنْهَا ب َِالث ّاب ِِت و َالْأَ ح َادِيثُ ا ْل ُأخَر ُ أَ ث ْب َتُ لَسْنَا نَعْنِي حَدِيثَ ُأ ِمّ ه َانِئٍ وَم َا ذُك ِر َْت ف ِيه ِ خَدِيج َة ُ و َأَ يْضًا فَق َ ْد رُوِيَ
ْس حَدِيثُ عَائِش َة َ رَضِيَ َ
فَلَي َ
Shamela.org ١٠٠
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
)فصل( وأما رؤيته صلى الل ّٰه عليه وسلم لربه جل وعز ٢.٣.٥
َاف الْأَ مْرَ ِس قلُ ْنَا يُق َابِلُه ُ قَو ْلُه ُ تَع َالَى )م َا ز َاغَ ال ْب َصَر ُ وَم َا َطغ َى( فَق َ ْد أَ ض َ ل عَلَى أَ َن ّه ُ رُؤْي َا نَو ْ ٍم وو َ ْ
حي ٌ ل َا مُشَاهَدَة ُ عَيْنٍ وَح ّ ٍ ْب و َهَذ َا يَد ُ ُ ّ لِلْق َل ِ
ل م َا ي ل َ ْم يُوه ِ ِم الْق َل ْبُ الْع َيْنَ غَيْر َ الْحَق ِيقَة ِ بَلْ َ
صد َقَ رُؤْيَتَهَا و َق ِي َ الت ّ ْفسِير ِ فِي قَو ْلِه ِ تَع َالَى )م َا كَذ َبَ الْف ُؤَاد ُ م َا رأى( أَ ْ ل َل أَ ه ْ ُ لِل ْب َصَر ِ و َق َ ْد قَا َ
أَ ن ْك َر َ قَلَب ُه ُ م َا ر َأَ ت ْه ُ عَي ْن ُه ُ.
الل ّه ُ عَنْهَا * ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو الْحُسَيْنِ سِر َا ُ
ج ف ف ِيهَا ف َأَ ن ْك َرَت ْه ُ عَائِش َة ُ رَضِيَ َ ف ال َ ّ
سل َ ُ س َل ّم َ ل ِر َب ِّه ُ ج َ َ ّ
ل وَع َ َّز فَاخْ تَل َ َ )فصل( و َأَ َمّا رُؤْيَت ُه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
نالل ّه ِ ب ْ ُ
ل ح َ َ ّدثَنِي أَ بِي و َأَ بُو عَبْدِ َ ابن عَبْدِ ال ْمَلِكِ الْحَاف ُِظ بِق ِرَاءَتِي عَلَيْه ِ قَا َ
ن قَاس ِ ِم ب ْ ِن ث َاب ٍِت ع َنْ أَ بيِه ِ وَج َ ّدِه ِ قَالا ح َ َ ّدثَنَا
ِيث ح َ َ ّدثَنَا أبو الفضل الصقيلى ح َ َ ّدثَنَا ث َاب ِتُ ب ْ ُ
ن م ُغ ٍ اب الْفَق ِيه ُ قَال َا ح َ َ ّدثَنَا الْق َاض ِي يُون ُ ُ
س بْ ُ ع ََت ّ ٍ
ل ال ْمَاو َ ْرد ُِيّ ِالر ّ ْؤ يَة ِ و َحُ َ ج ّت ُه ُ قَو ْلُه ُ تَع َالَى )م َا كَذ َبَ الْف ُؤَاد ُ م َا ر َأَ ى أَ فَتُم َار ُونَه ُ عَلَى م َا ي َر َى و َلَق َ ْد ر َآه ُ نَزْلَة ً ُأ ْ
خر َى( قَا َ و َإب ْر َاه ِيم َ ب ِالْخلَ ُ ّة ِ و َمُحَم ّدًا ب ُ
س َل ّم َ ف َرَآه ُ مُحَم ّدٌ م َ َّرتَيْنِ وك َل ّم َه ُ م ُوس َى م َ َّرتَيْنِ * الل ّه َ تَع َالَى ق َسَم َ ك َلام َه ُ وَرُؤْيَت َه ُ بَيْنَ م ُوس َى ومُحَم ّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْهِم َا و َ َ ن َ ل إ َّ
ق ِي َ
Shamela.org ١٠١
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ل َأن ّه ُ
حن ْب َ ٍ الن ّ َ ّق ُ
اش ع َنْ أَ حْم َد ب ْ ِن َ ل نَع َ ْم * وَح َك َى َ
ل أَ ب َا ه ُر َي ْرَة َ ه َلْ ر َأَ ى مُح َم ّدٌ ر ََب ّه ُ فَق َا َ ن ِإ ْسحَاقَ أَ َ ّ
ن م َْرو َانَ سَأ َ ن اب ْ ِن مَسْع ُودٍ * وَح َك َى اب ْ ُ
عَ ِ
ل ر َآه ُ بِق َل ْبِه ِ وج َبُنَ
حن ْب َ ٍ
ن َ
ل أَ حْم َد ب ْ ُ
ل أَ بُو ع ُم َر َ قَا َ ِيث اب ْ ِن ع ََب ّاس بِعَي ْنِه ِ :ر َآه ُ ر َآه ُ ح ََت ّى انْقَطَ َع نَفَس ُه ُ يَعْنِي نَف َ
َس أَ حْم َد و َقَا َ ل بِ حَد ِ
ل أَ ن َا أَ قُو ُ
قَا َ
ن اب ْ ِن ع ََب ّاس وَعِك ْرم َة َ ل ر َآه ُ وَل َا ل َ ْم ي َرَه ُ و َق َد اخْ تُل َِف فِي ت َأْ وِ ي ِ
ل الآيَة ِ ع َ ِ ن جُبَي ْر ل َا أَ قُو ُ ل ب ِرُؤْيَتِه ِ فِي ال ُد ّن ْيَا ب ِالْأَ بْصَارِ و َقَا َ
ل سَع ِيد ُ ب ْ ُ ن الْقَو ْ ِ
عَ ِ
ن اب ْ ِن ع ََب ّاس وَعِكْرِم َة َ ر َآه ُ بقلبه وعن
ن و َاب ْ ِن مَسْع ُودٍ فَحـ ُكى ع َ ِ
و َالْحَسَ ِ
__________
ْب والربيع تابعيان )قوله ابن يخامر( بضم المثناة التحتية وتخفيف الخاء )قوله سئله هل رأيت( هذا الحديث مرسل لأن مُح َم ّد ب ْ ِن َ
كع ٍ
ك ب ْ ِن يُخَام ِرَ ع َنْ مُع َاذٍ مبين فِي بَعْض الروايات أنه في النوم )قوله و َحك َى عَبْد ُ
ِيث م َال ِ ِ
المعجمة وكسر الميم بعدها راء ،قال المزى حَد ِ
الر ّ َزّاقِ( هو ابن همام بن رافع الحافظ الصغانى صاحب التصانيف ،مات سنة إحدى عشرة ومائتين أخرج له الأئمة الستة )قوله َ
ل أَ بُو ع ُم َر َ الظاهر أنه الطلمنكى المتقدم )*(
الطلمنكى( بفتح الطاء المهملة واللام والميم والنون والكاف الإمام الحافظ المقرى )قوله و َقَا َ
ن اب ْ ِن عَطَاء ٍ فِي قوله تعالى )ألم نَشْر َحْ ل َ َ
ك ن أبيه َأن ّه ُ قَا َ
ل ر َآه ُ وَع َ ِ ل عَ ِ
حن ْب َ ٍ
ن أَ حْم َد ب ْن َ
الل ّه ب ْ ُ
ل وَح َك َى عَب ْد َ
جبْر ِي َ
ن و َاب ْ ِن مَسْع ُودٍ ر َأى ِ
الْحَسَ ِ
الل ّه عَن ْه ُ وَجَمَاع َة ٌ م ِنْ ن ِإسْمَاعِيل الْأَ شْ عَرِي رَضِيَ َ ن عَل ِ ُيّ ب ْ ُل أَ بُو الْحَسَ ِ ص ْدر َ م ُوس َى لِلْك َلا ِم و َقَا َ ح َ ص ْدرَه ُ ل ِ ُلر ّ ْؤ يَة ِ و َشَر َ َ
ح َ ل شَر َ َ ص ْدرَك َ( قَا َ َ
س َل ّم َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن الْأَ ن ْب ِيَاء ِ عَلَيْهِم ُ ال َ ّ
سلَام ُ فَق َ ْد ُأوتِي مِث ْلَه َا نَب ُِي ّنا صَلَ ّى َ ل آية ٍ ُأوت ِيهَا نَبِ ّي م ِ َ
ل كُ ّ
سه ِ و َقَا َالل ّه تعالى ببصره وعيسى ر َأ ِ صحَابِه ِ َأن ّه ُ ر َأَ ى َ
أَ ْ
لو ِ
َاضح ٌ و َلـَك َِن ّه ُ ج َائِز ٌ أَ ْن يَكُونَ. ْس عَلَيْه ِ د َلِي ٌ ل لَي َْض م َشايِ خ ِنَا فِي هَذ َا و َقَا َ الر ّ ْؤ يَة ِ وَو َق ََف بَع ُ ل ُ ُص م ِنْ بَيْنِه ِ ْم بتَِفْضِ ي ِ وَخ َ ّ
يح ِيلُه َا و َال َد ّلِي ُ
ل ل م َا ُ ن رُؤْيَت َه ُ تَع َالَى فِي ال ُد ّن ْيَا ج َائ ِزَة ٌ عَقْل ًا و َلَي َ
ْس فِي الْع َ ْق ِ الل ّه و َالْح َُقّ ال َ ّذ ِي ل َا امْتِر َاء َ ف ِيه ِ أَ َ ّ
ل و ََف ّق َه ُ َ
ل الْق َاض ِي أَ بُو الْف َضْ ِ
قَا َ
الل ّه وما لا يجوز عليه بَلْ ل َ ْم يَسْألْ إ َلّا ج َائِز ًا غَيْر ِ
ل نَبِ ّي م َا يَج ُوز ُ عَلَى َ
يجْه َ َ
ل أ ْن َ
محَا ٌ
سلَام ُ لَهَا و َ ُ عَلَى جُوَازِه َا فِي ال ُد ّن ْيَا سُؤَا ُ
ل م ُوس َى عَلَيْه ِ ال َ ّ
ل
تح ْتَمِ ُ
ق وَل َا َ
ي لَنْ تُط ِي َ
الل ّه تَع َالَى )لَنْ ت َر َانِي( أَ ْ
ل لَه ُ َ ْب ال َ ّذ ِي ل َا يَعْلَم ُه ُ إ َلّا م َنْ ع َل ّم َه ُ َ
الل ّه فَق َا َ ن الْغَي ِ
ل و َلـَكِنْ و ُقُوع ُه ُ ومشاهداته م ِ َ
مُسْتَحِي ٍ
ك ل َا حُ َ ج ّة َ لَه ُ ْم بِقَو ْلِه ِ تَع َالَى )لن تراني( و َقَو ْلِه ِ )تُب ْتُ ِإلَيْكَ( لما قدمناه يلات ل َا تَقْتَض ِي مَن ْ َع ُ
الر ّ ْؤ يَة ِ وَل َا اسْ ت ِح َالَتِهَا وَكَذَل ِ َ ِ ل هَذِه ِ الت ّأْ وِ
وَك ُ ّ
ْس عَلَى ال ْعُم ُو ِم ولأن من قال معناها لن تراني في الدنيا إنما هو تأو يل وأيضا فليس فيه نص الامتناع وإنما جاءت في حق
ولأنها لَي َ
موسى وحيث ٺتطرق التأو يلات ٺتسلط الاحتمالات فليس للقطع إليه سبيل وقوله )تبت إليك( أي م ِنْ سُؤَال ِي م َا ل َ ْم تُق َ ّدِ ْره ُ ل ِي و َق َ ْد
ف
سل َ ِ ق أ ْن يَنْظ ُر َ ِإل َيّ فِي ال ُد ّن ْيَا و ََأن ّه ُ م َنْ نَظَر َ ِإل َيّ م َاتَ و َق َ ْد ر َأَ ي ْتُ لِبَعْ ِ
ض ال َ ّ ْس لِب َشَرٍ أ ْن يُط ِي َ ل أَ بُو بَكْر ٍ ال ْهُذْل ِ ُيّ فِي قَو ْلِه ِ )لَنْ تراني( أَ ْ
ي لَي َ قَا َ
Shamela.org ١٠٢
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ْس
ح و َلَي َ
ن م َلِي ٌ
حس َ ٌ
خرَة ِ ورزقوا أبصار ب َاق ِي َة ً ر ُئي ال ْبَاقِي ب ِال ْبَاقِي و َهَذ َا كلام ٌ َ ل َ ْم ي ُر َ فِي ال ُد ّن ْيَا ل ِأَ َن ّه ُ ب َا ٍ
ق وَل َا ي ُر َى ال ْبَاقِي ب ِالْف َانِي ف َِإذ َا ك َانَ فِي الآ ِ
ل أَ عْبَاء ِ ُ
الر ّ ْؤ يَة ِ ل َ ْم تَم ْتَنعْ الل ّه تَع َالَى م َنْ شَاء َ م ِنْ عِبَادِه ِ وأَ قْدَرَه ُ عَلَى حَم ْ ِ ْف الْق ُ ْدرَة ِ ف َِإذ َا ق َو ّى َ ل عَلَى الاسْ ت ِح َالَة ِ إ َلّا م ِنْ َ
حي ْثُ ضع ُ ف ِيه ِ د َلِي ٌ
ك م َا أَ ْدرَك َاه ُ وَر ُ ْؤ يَة ِ كهِم َا بِق ُ َو ّة ٍ ِإلهِيَة ٍ م ُن ِح َاه َا لإ ْدر َا ِ
س َل ّم َ و َنُف ُوذِ ِإ ْدر َا ِ
ح َ ّقه ِ و َق َ ْد تَق َ َ ّدم َ م َا ذُك ِر َ فِي ق َُو ّة ِ بَصَر ِ موسى ومحمد صلى الل ّٰه عليهما و َ َ
فِي َ
م َا ر َأَ ي َاه ُ والل ّٰه أَ ع ْلَم ُ.
ل ر َأَ ى ر ََب ّه ُ ك خ َرّ صَعِق ًا و َأَ َ ّ
ن الْجبَ َ َ الل ّه فلَِذَل ِ َ ن م ُوس َى عَلَيْه ِ ال َ ّ
سلَام ُ ر َأَ ى َ و َق َ ْد ذَك َر َ الْق َاض ِي أَ بُو بَك ْر فِي أث ْنَاء ٍ أَ جْ وبَتِه ِ ع َ ِ
ن الآيتَيْنِ م َا مَعْنَاه ُ أَ َ ّ
ْف ت َر َانِي( ث َُم ّ قَا َ
ل )فَلَم ّا ن اسْ تَق ََر ّ مَك َانَه ُ فَسَو َ
ل ف َِإ ِ
ن انْظُر ْ ِإلَى الْجبَ َ ِ
ك ِ
ك والل ّٰه أَ ع ْلَم ُ م ِنْ قَو ْلِه ِ )و َلـ َ ِ
الل ّه لَه ُواسْ تَن ْب ََط ذَل ِ َ فَصَار َ د َ ًكّا ب ِإ ْدر َا ٍ
ك خ َلَق َه ُ َ
ل ح ََت ّى ن مُح َم ّدٍ َ
شغَلَه ُب ِالْجبَ َ ِ جعْف َر ُب ْ ُ
ل َ ظه ُورُه ُ لَه ُ ح ََت ّى ر َآه ُ عَلَى هَذ َا الْقَو ْ ِ
ل و َقَا َ جعَلَه ُ د َ ًكّا وَخ َرّ موسى صعقا( وَتَجَلِّيه ِ لِلْجَب َ ِ
ل ه ُو َ ُ تَجلَ ّى ر َُب ّه ُ لِلْجَب َ ِ
ل َ
ل ل ِ َلت ّاوِ ي ِ
ل و َه ُو َ ل ب ِاعْتِق َادِ م ُض َمّنِه ِ وَمِثْلُه ُ حَدِيث أَ بِي ذَرّ فِي ت َ ْفسِير ِ الآيَة ِ وَحَدِيث م ُعاذٍ ُ
مح ْتَمِ ٌ س َل ّم َ فَيَجِبُ الْعَم َ ُ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ِإلَى َ
)فصل( وأما ما ورد في هذه القصة من مناجاته لل ّٰه تعالى وكلامه معه ٢.٣.٦
اب اعْتُقِد َ وَوَجَبَ ال ْم َصِ ير ُ إلَيْه ِ إ ْذ ل َا اسْ ت ِح َالَة َ ف ِيه ِ وَل َا م َان ِـ َع ق َ ْطعِيّ ٌ ير ُ ُدّه ُ والل ّٰه
ن فِي ال ْب َ ِ
ص بَي ّ ِ ٌ
كي َْف شَاء َ ل َا إله غَي ْرُه ُ ف َِإ ْن ورد حَدِيث ن َ ّ ٍ
أَ ْو َ
Shamela.org ١٠٣
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
واب. ق لِ َ
لصّ ِ ال ْم ُو َف ِّ ُ
ض َمّنَت ْه ُ الْأَ ح َادِيثُ
)فصل( و َأَ َمّا م َا وَرَد َ فِي هَذِه ِ الْق َِصّ ة ِ م ِنْ م ُنَاج َاتِه ِ لل ّٰه تعالى وكلامه معه بِقَو ْلِه ِ )ف َأَ ْوحَى ِإلَى عَبْدِه ِ م َا أوحى( ِإلَى م َا ت َ َ
جعْفَرِشذ ُوذ ًا مِنْه ُ ْم فَذُك ِر َ ع َنْ َ س َل ّم َ إ َلّا ُ ل ِإلَى مُحَم ّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ جبْر ِي ُ
لو ِ جبْر ِي َل ِإلَى ِ الل ّه ع َ َّز وَج َ َ ّ
حي َ ه ُو َ َ
ن ال ْم ُو ِن عَلَى أَ َ ّف َأَ كْ ث َر ُ ال ْمُفَسّر ِي َ
ن مُحَم ّدًا ك ََل ّم َ ر ََب ّه ُ فِي ال ِْإسْر َاء ِ وَحُكِي َ
ْض ال ْمُتَكَل ّمِينَ أَ َ ّ ي و َِإلَى هَذ َا ذ َه َبَ بَع ُ سط ِ ّ
ن ال ْوَا ِ نح ْوَه ُ ع َ ِ
سطَة ٍ و َ َ
ل أَ ْوحَى إليْه ِ بلا و َا ِ ق قَا َ ب ْ ِن مُحَم ّدٍ َ
الصّ ادِ ِ
ِ
ن اب ْ ِن ع ََب ّاس فِي ق َِصّ ة ِ ال ِْإسْر َاء عَن ْه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ اش ع َ ِالن ّ َ ّق ُ
ن اب ْ ِن مَسْع ُودٍ و َاب ْ ِن ع ََب ّاس و َأَ ن ْك َرَه ُ آخَر ُونَ وَذَك َر َ َ كوْه ُ ع َ ِ ِي وَح َ َ ن الْأَ شْ عَر ّ ِ عَ ِ
ك ي َا مُحَم ّد ُ ا ْدنُ ا ْدنُ.
َت الْأَ صْ واتُ ع َن ّي فَسَمِعْتُ ك َلَام َ ر َب ّي و َه ُو َ يَق ُولُ :لِيَهْد َأْ رَوْع ُ َ
ل فَانْقَطَع ِ
جبْر ِي ُ س َل ّم َ فِي قَو ْلِه ِ د َن َا فَتَد َلَ ّى قَا َ
ل فَار َقَنِي ِ وَ َ
الل ّه ُ ِإلا و َحْ يًا أَ ْو م ِنْ وَر َاء ِ ِحج ٍ
َاب س فِي ال ِْإسْر َاء ِ َ
نح ْو ٌ مِن ْه ُ و َق َد احت ََجّ وا فِي هَذ َا بِقَو ْلِه ِ تَع َالَى )وَم َا ك َانَ لِب َشَرٍ أَ ْن يُكَل ِّم َه ُ َ و َفِي حَدِيث أَ ن َ ٍ
__________
)قوله ليهدأ( بدال مهملة بعدها همزة ،والروع بفتح الراء :الفزع )*(
ل فِي
صد َقَ عَبْدِي أَ ن َا أَ كْ ب َر ُ أَ ن َا أَ كْ ب َر ُ و َقَا َ
اب َ
ل ل ِي م ِنْ و َراء الْ حِج َ ِ
ك الل ّٰه أكبر الل ّٰه أَ كْ ب َر ُ فَق ِي َ
ل ال ْمَل َ ُ
ن الآيَة ِ فَذَك َر َ ف ِيه ِ :فَق َا َ س َل ّم َ لِك َلَا ِم َ
الل ّه م ِ َ وَ َ
اب مِن ْه ُ
ن ال ْب َ ِ
ل مِ َ ل هَذ َي ْ ِن الْحَدِيثَيْنِ فِي الفضل بَعْد َ هَذ َا م َ َع م َا ي ُ ْشبِه ُه ُ و َفِي أ َ ّو ِ
ل ف َصْ ٍ شك ِ ِ
ل ذلك و يجئ الْك َلَام ُ فِي م ُ ْ
ن مِث ْ َ
ات الْآذ َا ِ
سَائِر ِ كَل ِم َ ِ
ِـع عَقْل ًا وَل َا وَرَد َ فِي ال َش ّر ِْع قَاطِـ ٌع يَم ْن َع ُه ُ ف َِإ ْن صَ َ ح ّ فِي
ن اخْ ت ََصّ ه ُ م ِنْ أن ْب ِيَائِه ِ ج َائِز ٌ غَيْر ِ مُم ْتَن ٍ
س َل ّم َ وَم ِ ِ الل ّه تَع َالَى لِمحُ َمّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ وَك َلام ُ َ
اب و َأَ َ
كّدَه ُ ب ِال ْم َصْ دَرِ د َلالَة ً عَلَى الْحَق ِيقَة ِ وَر َف َ َع مَك َانَه ُ ك فِي ال ْكت َ ِ
ص ذَل ِ َحقٌَ مَقْطوعٌ بِه ِ ن َ َ ّ
ك خ َبَر ٌ اعْتُمِد َ عَلَيْه ِ وَكلام ُه ُ تَع َالَى لم ُِوس َى ك َائ ِ ٌن َ
ذَل ِ َ
كي َْف ِيف الْأَ ق ْلا ِم ف َ َ سابعة ِ بسبب ك َلامَه ِ و َرف َ َع مُحَم ّدًا فَو ْقَ هَذ َا كُلّه ِ ح ََت ّى بلَ َغ مُسْت َوى وَسَم ِـ َع صَر َ سم َاء ِ ال َ ّعَلَى م َا وَرَد َ فِي الْحَدِيثَ فِي ال َ ّ
َات.
ض دَرَج ٍ
ل بَعْضُه ُ ْم فَو ْقَ بَعْ ٍ
جع َ َ حقّ هَذ َا أ ْو يَب ْعُد ُ سَمَاع ُ الْك َلَا ِم؟ فَسُب ْح َانَ منْ خ َ ّ
َص منْ شَاء َ بِمَا شَاء َ و َ َ ل فِي َ
يَسْتَحِي ُ
)فصل( و َأَ َمّا م َا وَرَد َ فِي حَدِيث ال ِْإسْر َاء ِ وَظَاهِرِ الآيَة ِ م ِ َ
ن ال ُد ّنُو ّ
ل عَلَيْهَم َا ال َ ّ
سلَام ُ جبْر ِي َ ن ال ُد ّنُو ّ و َ
َالت ّد َلّي مُنْقَسِمٌ م َا بَيْنَ مُحَم ّدٍ و َ ِ ن أَ َ ّ
ْب م ِنْ قَو ْلِه ِ )د َن َا فَتَد َلَ ّى فَك َانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَ ْو أدنى( ف َأكْ ث َر ُ ال ْمُفَسّر ِي َ
و َالْقُر ِ
مخ ْت َّص
أَ ْو ُ
ل مَعْن َى د َن َا ق َر ُبَ و َتَد َلَ ّى ز َاد َ فِي
ن ع ََب ّاس ه ُو َ مُح َم ّدٌ د َن َا فَت َدلَ ّى م ِنْ ر َب ّه و َق ِي َ الر ّاز ُِيّ و َقَا َ
ل اب ْ ُ ل َ س ْدرَة ِ ال ْمُنْت َهَ ى قَا َ
ن ال ّ
ن الآخَر ِ أَ ْو م ِ َ
ب ِأَ حَدِهِمَا م ِ َ
كم ُه ُ * ُ الر ّ ُ ّ
ب د َنا م ِنْ مُحَم ّدٍ فَتَد َلَ ّى إليْه ِ أي أَ مْره ُ وَح ُ ْ ن اب ْن ع ََب ّاس ه ُو َ َ
ي ق َر ُبَ وَح َك َى مَكّيّ و َال ْمَاو َردِي ع َ ِ
ل هُمَا بِمَعْن َى و َاحدٍ أَ ْ
ْب و َق ِي َ
الْقُر ِ
س َل ّم َ فَتَد َلَ ّى فَق َر ُبَ مِن ْه ُ ف َأَ ر َاه ُ م َا شَاء َ أَ ن ي ُر يه ُ م ِنْ ق ُ ْدر َتِه ِ وعَظَم َتِه ِ قَا َ
ل ل د َن َا م ِنْ عَبْدِه ِ مُحَم ّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن قَا َ
ن الْحَسَ ِ الن ّ َ ّق ُ
اش ع َ ِ وَح َك َى َ
َب ال ْع َِز ّة ِ فَتَد َلَ ّى ح ََت ّى ك َانَ مِن ْه ُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَ ْو أَ دْنَى ف َأَ ْوحَى إليْه ِ بِمَا شَاء َ و َأَ ْوحَى إليْه ِ خَمْسِينَ صَلَاة ً( وَذَك َر َ حَدِيث ال ِْإسْر َاء ِ وَع َنْ محمد بن ر ُّ
__________
)قوله قاب قوسين( في الـكشاف أي مقدار قوسين عربيتين والقاب والقيب والقاد والقيد والقيس :المقدار والتقدير في الآية فكان
مسافة قربه مثل قاب قوسين ،وفى أنوار التنز يل :والمقصود من الآية تمثيل تحقيق استماعه لما يوحى إليه بنفى البعد والملبس )قوله
Shamela.org ١٠٤
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
الرفرف( في البيان :الرفرف البساط( وقيل لما كان من الديباج وقيل الفراش وفى الصحاح الرفرف ثياب خضر يتخذ منها المحابس:
الواحدة رفرفة والرفرف أيضا كسر الخبا وجوانب الدرع وما يدلى منه :الواحدة رفرفة )*(
ْب ه ُو َ مُحَم ّدٌ د َن َا م ِنْ ر َب ّه فَك َانَ قَابَ قَوْسَيْنِ.
كع ٍ
َ
ن مُحَم ّدٍ أدْن َاه ُ ر َُب ّه مِن ْه ُ ح ََت ّى ك َانَ مِن ْه ُ كقاب قوسين.
جعْف َر ُ ب ْ ُ
ل َ
و َقَا َ
ْط
يس و َبَس ٌ
الل ّه تَع َالَى لَه ُ م َبَر ّة ٌ و َت َأْ ن ِ ٌ
ن َ ِيف رت ْبَتِه ِ و َإش ْراقُ أَ ن ْوارِ مَعْرِفَتِه ِ وَمُشَاهَدَة ُ أَ سْر َارِ غَي ْبِه ِ و َق ُ ْدر َتِه ِ وَم ِ َ
و َقُر ْبُه ُ منه إبانة عظيمه مَنْز ِلَته ِ و َتَشْر ُ
ل ر َ ُب ّنَا ِإلَى سماء ال ُد ّن ْيَا. ل ف ِيه ِ م َا يُت َأَ َ ّو ُ
ل فِي قَو ْلِه ِ :يَنْز ِ ُ و َِإك ْرام ٌ و َيُت َأ َ ّو ُ
ن
سه ِ م ِ َ ل ث َُم ّ مَسَاف َة ً بَلْ ك ُ ّ
ل م َا د َن َا بنِ َ ْف ِ سه ِ دنا جَع َ َ ل الوَاسِط ُ ّ
ي منْ تَو َ َه ّم َ َأن ّه ُ بنِ َ ْف ِ ن قَا َ
ل و َِإحْ سَا ٍ
ل و َقَب ُو ٍ
ل و َِإجْمَا ٍ
ل ِإفْضَا ٍ
عَلَى أحَدِ ال ْوُجُوه ِ ن ُز ُو َ
الل ّه تَع َالَى ل َا ل َ
الضّ مِير َ عَائِد ًا ِإلَى َ حق ِيق َتِه ِ إ ْذ ل َا د ُن َُو ّ للْح َقّ وَل َا بُعْد َ و َقَو ْلُه ُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَ ْو أَ دْنَى فَم َنْ جَع َ َ
ك َ الْحَقّ تَد َلَ ّى بُعْدًا يَعْن َي ع َنْ د َ ْر ِ
ل و َإيض ِ
َاف عَلَى الْحَق ِيقَة ِ م ِنْ مُحَم ّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ وسلم َاح ال ْمَعْرِفَة ِ و َال ِإشْر ِ ْف ال ْم َح َ ّ ِ ْب و َلُط ِ جبْر ِيل عَلَى هَذ َا ك َانَ عِبَارَة ً ع َنْ نِهَايَة ِ الْقُر ِ ِإلَى ِ
وعبارة عن إجابة لرغبة وقضاء
__________
)قوله مدى( بفتح الميم وتخفيف المهملة والتنوين أي غاية )قوله مبرة( أي برا )*(
)فصل( في ذكر تفضيله صلى الل ّٰه عليه وسلم في القيامة بخصوص الـكرامة ٢.٣.٨
ل فِي قَو ْلِه ِ )منْ تَق ََر ّبَ م ِن ّي شبْر ًا تَق ََر ّب ْتُ مِن ْه ُ ذِر َاعًا وَم ِنْ
ل ف ِيه ِ م َا يُت َأَ َ ّو ُ
الل ّه لَه ُ و َيُت َأ َ ّو ُ
ن َ حفّي و َإن َافَة ِ ال ْمَنْز ِلَة ِ و َال ْمَر ْتَبَة ِ م ِ َ ال ْمَطَال ِِب و َإظْ ه َارِ َ
الت ّ َ
ل ال ْم َأْ م ُولِ.
ن و َتَعْجِي ُ
ن ب ِال ِإحْ سَا ِ
ل وإت ْيَا ٌ
ْب ب ِال ِإج َابَة ِ و َالْق َب ُو ِ
أت َانِي يَمْش ِي أَ تَيت ُه ُ هَرْوَلَة ً( قُر ٌ
س َل ّم َ فِي القيامة بخصوص الـكرامة ح َ َ ّدثَنَا الْق َاض ِي أَ بُو عَل ِ ٍيّ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو الْف َضْ ِ
ل و َأَ بُو الْحُسَيْنِ قَال َا )فصل( فِي ذِكر تفضيله صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
ْث
ْب ع َنْ لَي ٍ
ن حَر ٍ ُوب ح َ َ ّدثَنَا التِّرْمِذ ُِيّ حدثنا الحسين ابن يَز ِيد َ ال ْـكُوف ِ ُيّ ح َ َ ّدثَنَا عَبْد ُ ال َ ّ
سلا ِم ب ْ ُ مح ْب ٍ
ن َ ج ُّ
ي ح َ َ ّدثَنَا اب ْ ُ أَ خْبَر َن َا أَ بُو يَعْلَى ح َ َ ّدثَنَا ال ِّ
سن ْ ِ
خط ِيبُه ُ ْم س خُر ُوج ًا ِإذ َا بُع ِث ُوا و َأَ ن َا َ الن ّا ِ ل َ س َل ّم َ) :أَ ن َا أَ َ ّو ُ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ عن الربيع ابن أنس عن أنس رضي الل ّٰه عنه قال قال رسول َ
س فِي الر ّب ِ ِ
يع ب ْن أَ ن َ ٍ ن َ خر ٍ ع َ ِِإذ َا و َفَد ُوا و َأَ ن َا م ُبَش ِّر ُه ُ ْم ِإذ َا أَ يِس ُوا ،ل ِوَاء ُ ا ْلحم َْدِ بيَِدِي وأنا أكرم ولد آدم على ربي وَل َا فَخ ْر َ( * و َفِي رِو َايَة ِ اب ْن ز ُ ْ
لَفْظِ هَذ َا الْحَدِيث
__________
)قوله التحفى( بالمثناة الفوقية والحاء المهملة المفتوحة والفاء المشددة المكسورة أي المبالغة في الإلطاف والإكرام )قوله وإنافة( بكسر
ن عَبْدِ الجبار ،وفى بعض النسخ الحسن غير مصغر وليس بالحسين
الهمزة وتخفيف النون أي ز يادة )قوله وأبو الحسين( هو ال ْمُبَارَك ُ ب ْ ُ
)قوله عن ليث( هو ابن أبى سليم بضم السين وفتح اللام أبو بكر القرشى مولاهم الـكوفى أحد العلماء ،يروى عن مجاهد وطبقته )قوله
ولا فخر( أي قلت ذلك امتثالا بأمر ربى لا افتخارا )قوله ابن زخر( الإفر يقى العابد )*(
Shamela.org ١٠٥
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ل ل ِوَاء ِ ا ْلحم َْدِ يَوْم َ الْق ِيَامَة ِ وَل َا ن اب ْن ع ََب ّاس رَضِيَ َ
الل ّه عَنْهُم َا )أَ ن َا ح َام ِ ُ ل مُشَ َ ّفع( وَع َ ِ ل شَاف ِـع و َأَ َ ّو ُ ل منْ ينْش َُقّ عَن ْه ُ الْقَب ْر ُ و َأَ َ ّو ُ الْق ِيَامَة ِ و َأَ وّ ُ
ح ل ِي ف َأَ ْدخ ُلُه َا فَي َ ْدخ ُلُه َا مَع ِي فُق َرَاء ُ ال ْمُؤْم ِنينَ وَل َا فَخ ْر َ و َأَ ن َا ق الْجَ ّنة ِ فَيُفْت َ ُل من يُح َرّك ُ ح َل َ َ ِـع وأول مشفع ولا فَخ ْر َ و َأَ ن َا أَ َ ّو ُ ل شَاف ٍ فَخ ْر َ و َأَ ن َا أَ َ ّو ُ
س س تَبَع ًا( وَع َنْ أَ ن َ ٍ الن ّا ِ س ي َ ْشف َ ُع فِي الْجَ ّنة ِ و َأَ ن َا أَ كْ ث َر ُ َ ل َ
الن ّا ِ س )أَ ن َا أَ َ ّو ُ ن وَل َا فَخ ْر َ( وَع َنْ أَ ن َ ٍ أَ ك ْرَم ُ الْأَ َ ّولِينَ و َالآ ِ
خر ِي َ
__________
)قوله أبلسوا( أي يئسوا وَمِن ْه ُ قَو ْلُه ُ تَع َالَى )فإذا هم مبلسون( )قوله حلق الجنة( الحلقة بالتسكين الدروع ،وكذلك حلقة الباب وحلقة
القوم ،والجمع :الحلق على غير قياس ،وقال الأصمعى :الجمع حلق مثل بدرة وبدر وقصعة وقصع ،وحكى يونس ع َنْ أَ بِي عَمْرٍو بن العلاء
حلقة في الواحد بالتحر يك والجمع حلق وحلقات )*(
الل ّه الأ َ ّولِينَ والآخر ِينَ. س يَوْم َ الْق ِيَامَة ِ و َت َ ْدر ُونَ لِم َ ذَلِكَ؟ يَجْم َ ُع َ س َل ّم َ )أَ ن َا س ََي ّد ُ َ
الن ّا ِ الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
رضي الل ّٰه عنه قال قال النبي صلى َ
جر ًا يَوْم َ الْق ِيَامَة ِ( س َل ّم َ قَا َ
ل )أَ طْ م َ ُع أَ ْن أَ كُونَ أَ ْعظَم َ الْأَ ن ْب ِيَاء أَ ْ الل ّه عَن ْه ُ َأن ّه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ( وَذَك َر َ حَدِيث الشفاعة وَع َنْ أَ بِي ه ُر َي ْرَة َ رَضِيَ َ
ل ِإ َ ّنهُم َا فِي ُأ َمّتِي يَوْم َ الْق ِيَامَة ِ :أَ َمّا إ ب ْر َاه ِيم ُ فيقول أنت
ضوْنَ أَ ْن يَكُونَ إ ب ْر َاه ِيم ُ وع ِيس َى ف ِيك ُ ْم يَوْم َ الْق ِيَامَة ِ؟ ث َُم ّ قَا َ
و َفِي حَدِيث آخَر َ )أَ م َا تَرْ َ
ْس بَيْنِي و َبَي ْن َه ُ نَبِ ّي ٌ و َأَ ن َا أَ وْلَى ات ُأ َمّهَاتُه ُ ْم ش ََت ّى و َِإ َ ّ
ن ع ِيس َى أَ خِي لَي َ دَعْوَتِي وَذ ُ َرّ َي ّتِي فَاجْ عَلْنِي من ُأ َمّت ِ َ
ك و َأَ َمّا ع ِيس َى فَالْأَ ن ْب ِيَاء ُ ِإخْ وَة ٌ بَن ُو ع َل ّ ٍ
س َل ّم َ لانفراده فيه بالسودد س يَوْم َ الْق ِيَامَة ِ ه ُو َ سَيّد ُه ُ ْم فِي ال ُد ّن ْيَا و َيَوْم َ الْق ِيَامَة ِ و َلـَكِنْ أَ شَار َ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ س بِه ِ( قَو ْلُه ُ أَ ن َا سَيّد ُ َ
الن ّا ِ َ
الن ّا ِ
يجِد ُوا
ك فَل َ ْم َ
اس إليْه ِ فِي ذَل ِ َ شف َاعَة ِ د ُونَ غَيْرِه ِ إ ْذ لَجأَ َ َ
الن ّ ُ و َال َ ّ
ك وَل َا ا َدّعَاه ُ كَمَا قَا َ
ل اس ِإلَيْه ِ فِي حَوَائِ جِه ِ ْم فَك َانَ حِين ِئذٍ سَيّدًا مُنْف َرد ًا من بَيْنِ ال ْب َشَر ِ ل َ ْم ي ُز َا ِحم ْه ُ أَ حَدٌ فِي ذَل ِ َ سيّد ُ ه ُو َ ال َ ّذ ِي يلَ ْج َُأ َ
الن ّ ُ سِواه ُ و َال َ ّ
ك فِي ال ُد ّن ْيَا
َت دَعْو َى ال ْم ُ َ ّدع ِينَ لِذَل ِ َ
خرَة ِ انْقَطَع ْ ك لَه ُ تَع َالَى فِي ال ُد ّن ْيَا والآ ِ
خرَة ِ لـَكِنْ فِي الآ ِ ك ال ْيَوْم َ ل َِل ّه ِ ال ْوَا ِ
حدِ القهار( و َال ْمُل ْ ُ ن ال ْمُل ْ ُ
تَع َالَى )لم ِ َ ِ
س فِي ال َ ّ
شف َاعَة ِ فَك َانَ س َل ّم َ جَم ِي ُع َ
الن ّا ِ ك لَجأَ َ ِإلَى مُحَم ّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ وَكَذَل ِ َ
__________
)قوله بنو علات( العلات بفتح العين المهملة جمع علة وهى الضرة سميت بذلك لأن الرجل تزوجها على أولى كانت قبلها ،ثم عل من
هذه والعلل الشرب الثاني فبنوا العلات أولاد الرجل من نسوة شئ ،والمعنى أن الأنبياء متفقون في أصول الشر يعة متباينون في فروعها.
)*(
س َل ّم َ )آتِي ب َابَ الْجَ ّنة ِ يَوْم َ الْق ِيَامَة ِ س رضي الل ّٰه عنه قال :قال رسول الل ّٰه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ سَيّد َه ُ ْم فِي ا ْل ُأ ْ
خر َى د ُونَ دَعْو َى وَع َنْ أَ ن َ ٍ
الل ّه بن عمرو قال :قال رسول الل ّٰه ح لأحَدٍ قَب ْلَكَ( وَع َنْ عَب ْد َ ك ُأ ْمر ِتُ أَ ْن ل َا أَ ف ْت َ َ ل بِ َ
ل مُحَم ّدٌ فَيَق ُو ُل الْخا َزِنُ من أن ْتَ ف َأَ قُو ُ ح فَيَق ُو ُ ف َأَ سْ تَفْت ِ ُ
سم َاء ِ م َنْ
ن الْمِسْكِ كِيز َانُه ُ كَنُجُو ِم ال َ ّ
ق وَرِ يح ُه ُ أَ طْ ي َبُ م ِ َ
ن ال ْوَرِ ِ س َل ّم َ ) َ
حوْض ِي مَسِيرَة ُ ش َ ْهرٍ وَزَو َاي َاه ُ سَوَاء ٌ وَم َاؤُه ُ أَ ب ْي َُض م ِ َ صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َ َ
ن الْج َنَ ّة ِ * وَع َنْ ثَو ْب َانَ مِثْلُه ُ و َقَا َ
ل ن مِ َ
ل طُولُه ُ م َا بَيْنَ ع ُمَانَ ِإلَى أَ يْلَة َ ي َ ْشخُبُ ف ِيه ِ م ِيز َاب َا ِ شَر ِبَ مِن ْه ُ ل َ ْم ي َ ْظم َأْ أَ بَد ًا( وَع َنْ أَ بِي ذ َ ٍرّ َ
نح ْوَه ُ و َقَا َ
ْب كَمَا بَيْنَ المدينة وصنعاء
أَ حَد ُهُمَا م ِنْ ذ َه ٍَب و َالآخَر ُ من وَرِقٍ ،و َفِي رِو َايَة ِ ح َارِثَة َ بن وَه ٍ
__________
)قوله وعن عبد الل ّٰه بن عمرو( بفتح العين وسكون الميم )قوله من الورق( بفتح الواو وكسر الراء وهى الدراهم المضروبة ،وكذلك الرقة
بتعو يض الهاء في آخره عن الواو في أوله )قوله عمان( قال ابن الأثير حديث الحوض من مقامي إلى عمان بفتح العين
وتشديد الميم مدينة قديمة بالشام من أرض البلقاء فأما بالضم والتخفيف فهو صقع عند البحرين وله ذكر في الحديث وقال السهيلي عمان
Shamela.org ١٠٦
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
بضم العين وتخفيف الميم قر ية باليمن سميت بعمان بن سنان م ِنْ وَلَد ِ ِإ ب ْر َاه ِيم َ فيما ذكروا ،وأما بفتح العين وتشديد الميم فقر ية بالشام
قرب دمشق سميت بعمان بن لوط بن هاران كان يسكنها فيما ذكروا وقال المزى يتعين ضم العين والتخفيف لقوله في الحديث الآخر
أيلة وصنعاء )قوله إلى أيلة( بفتح الهمزة وسكون المثناة التحتية بلدة في طرف الشام على ساحل البحر متوسطة بين المدينة الشر يفة
وبين دمشق ،وبينها وبين مصر نحو ثمان مراحل )قوله يشخب( بضم الخاء المعجمة وفتحها )قوله حارثة( بالحاء المهملة والمثلثة )قوله
وصنعاء( بفتح الصاد المهملة وسكون النون بعدها عين مهملة وهمزة ممدودة :مدينة اليمن العظمى وهى صنعاء اليمن و يقال في النسب
إليها صنعاني على غير قياس ،وأما صنعاء الروم فقر ية في الجانب الغربي من دمشق في ناحية الروم )(*) (١ - ١٤
ن عمر وعقبة
ض أيْضًا أَ نَس وَج َاب ِر ُ بن سَم ُرَة َ و َاب ْ ُ
ل ابن ع ُم َر َ كَمَا بَيْنَ ال ْـكُوفَة ِ و َالْ حجََرِ الْأَ سْ و َد ،وَرَو َى حَدِيث الْحَو ْ ِ
صنْع َاء َ و َقَا َ
س أيْلَة َ و َ َ
ل أَ ن َ ٌ
و َقَا َ
الل ّه ابن
ن مَسْع ُودٍ وعبد َ
ن و َأَ بُو أمام َة َ وَز َيْد ُ بن أَ رْقَم َ و َاب ْ ُ ْب الْخُزَاعِ ُيّ و َال ْمُسْت َورِد ُ و َأَ بُو بَرْزَة َ الْأسْ لم ِ ُ ّ
ي وَحُذ َيْف َة ُ بن اليم َا َ ِ ابن عَامِر ٍ وَح َارِثَة ُ بن وَه ٍ
الصّ نَابِ ح ِ ُ ّ
ي و َأَ بُو ه ُر َي ْرَة َ و َال ْبَر َاء ُ
الل ّه ُ
ن ب ُر َيْدَة َ و َأَ بُو سَع ِيدٍ الْخ ُ ْدرِي وعبد َ
اب و َاب ْ ُ
ط ِ سعْدٍ وَسُو َيْد ُ بن جَبَلَة َ و َأَ بُو بَك ْر و َع ُم َر بن الْخ َ ّ ل بن َ ز َيْدٍ و َس َ ْه ُ
س ،و َغَي ْر ُه ُ ْم رَضِيَ الل ّٰه عنهم أجمعين. خو ْلَة ُ بِن ْتُ قَي ْ ٍ
َب و َعَائِش َة ُ و َأَ سْمَاء ُ بِن ْتَا أَ بِي بَكْر ٍ و َأَ بُو بَك ْرَة َ و َ َ جنْد ٌ وَ ُ
الل ّه.
ِيب َ
الصّ حِيح َة ُ واخْ ت ُّص عَلَى أل ْسنَة ِ ال ْمُسْل ِمِينَ بِ حَب ِ ك الآث َار ُ َ )فصل( في تفضيله ب ِال ْمَح ََب ّة ِ و َالْخلَ ُ ّة ِ :ج َاء َ ْ
ت بِذَل ِ َ
حسَيْنُ ْت أَ حْمَد َ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو ال ْهَي ْث َ ِم وَح َ َ ّدثَنَا ُ
ن إ ب ْر َاه ِيم َ الْخَط ِيبُ و َغَي ْرُه ُ ع َنْ كَر ِيم َة َ بِن ِ أَ خْبَر َن َا أَ بُو الْق َاس ِ ِم ب ْ ُ
__________
)قوله والمستورد( بضم الميم وسكون السين المهملة وفتح المثناة الفوقية هو ابن شداد بالشين المعجمة )قوله وأبو برزة( بفتح الموحدة
وسكون الراء بعدها زاى )قوله وَسُو َيْد ُ بن جَبَلَة َ( سويد بضم السين المهملة وفتح الواو وجبلة بفتح الجيم والباء الموحدة )قوله الصنابحى(
بضم الصاد المهملة وتخفيف النون وكسر الباء الموحدة والحاء المهملة ،قيل صحابي نسب إلى جده اسمه صنابح )قوله جندب( بضم الجيم
ن
س( هي الأنصار ية النجار ية زوج حمزة ب ْ ُ وسكون النون وفتح الدال وضمها ،هو ابن عبد الل ّٰه بن صعنان البجلى )قوله و َ َ
خو ْلَة ُ بِن ْتُ قَي ْ ٍ
عَبْدِ ال ْم ُ َ ّ
طل ِْب وقيل زوج حمزة خولة بنت تامر وقيل تامر لقب قيس )قوله عن كريمة( قال ابن ماكولا كريمة بفتح الكاف وكسر الراء
ثم قال وكريمة بنت أحمد بن محمد المروز ية سمعت جامع البخاري من الـكشميهنى.
)*(
الل ّه ِ مُحَم ّد ُ ب ْ ُ
ن يوسف حدثنا محمد ن أَ حْمَد َ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو ال ْهَي ْث َ ِم ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو عَبْدِ َ
ابن مُحَم ّدٍ الْحَاف ُِظ سَمَاعًا عَلَيْه ِ ح َ َ ّدثَنَا الْق َاض ِي أَ بُو ال ْوَلِيدِ ح َ َ ّدثَنَا عَبْد ُ ب ْ ُ
ن َ
الن ّب ِ ِيّ صلى الل ّٰه ح ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو َ
الن ّضْر ِ ع َنْ بُسْر ِ ب ْ ِن سَع ِيدٍ ع َنْ أَ بِي سَع ِيدٍ ع َ ِ الل ّه ِ ب ْ ُ
ن مُحَم ّدٍ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو عَامِر ٍ ح َ َ ّدثَنَا فلَُي ْ ٌ ل ح َ َ ّدثَنَا عَبْد ُ َ
ن ِإسْمَاعِي ُ
اب ْ ُ
الل ّه ِ الل ّهِ( وَم ِنْ َطرِ ي ِ
ق عَبْدِ َ ل َ ِيث آخَر َ )وإ َ ّ
ن صَاحِبَك ُ ْم خ َلِي ُ خذًا خ َلِيل ًا غَي ْر ر َب ِ ّي َ
لاتّ خَذْتُ أَ ب َا بَكْر ٍ( و َفِي حَد ٍ كن ْتُ م َُت ّ ِ
ل )لَو ْ ُ
عليه وسلم أنه قَا َ
ج س َل ّم َ يَن ْتَظ ِر ُونَه ُ قَا َ
ل فَخَر َ َ الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ اب َصح َ ِ
َاس م ِنْ أَ ْ
سن ٌل ج َل َ َ ن اب ْ ِن ع ََب ّا ٍ
س قَا َ بن مسعود وفد َاتّ خَذ َ َ
الل ّه َ صَاحَبُك ُ ْم خ َلِيلا ،وَع َ ِ
الل ّه َاتّ خَذ َ إ ب ْر َاه ِيم َ من خ َلْقِه ِ
ن َ ل بَعْضُه ُ ْم عَجَبًا إ َ ّ
ح ََت ّى إذ َا د َن َا مِنْه ُ ْم سَمِعَه ُ ْم يَتَذ َاك َر ُونَ فَسَمِـ َع حَدِيثَه ُ ْم فَق َا َ
ج
الل ّه ،فَخَر َ َ
ل آخر ُ آدَم ُ اصْ طَف َاه ُ َ
الل ّه وَر ُوح ُه ُ و َقَا َ
ل آخر ُ ف َع ِيس َى كَل ِمة ُ َ ل آخر ماذا ب ِأَ عْجَبَ من ك َلَام م ُوس َى ك َل ّم َه ُ َ
الل ّه تَكْلِيم ًا و َقَا َ خ َلِيل ًا و َقَا َ
ك وعسيى روح
الل ّه و َه ُو َ كَذَل ِ َ
ي َ نج ِ ُ ّ الل ّه تَع َالَى َاتّ خَذ َ إ ب ْر َاه ِيم ُ خ َلِيل ًا و َه ُو َ كَذَل ِ َ
ك وَم ُوس َى َ ن َ ل )ق َ ْد سَمِعْتُ ك َلَامَك ُ ْم وَعَجَبَك ُ ْم إ َ ّ
عَلَيْهِم ُ فَسَ َل ّم َ و َقَا َ
الل ّه وَل َا فَخ ْر َ
الل ّه و َه ُو َ كَذَلِكَ ،أَ ل َا و َأَ ن َا حَبِيبُ َ
ك وآدم اصطفاه َ
الل ّه و َه ُو َ كَذَل ِ َ
ك وعيسى روح َ
الل ّه و َه ُو َ كَذَل ِ َ
ي َ نج ِ ُ ّ
ك وَم ُوس َى َ الل ّه و َه ُو َ كَذَل ِ ََ
ل ل ِوَاء ِ ا ْلحم َْدِ يَوْم َ الْق ِيَامَة ِ ولا فخرو َأَ ن َا ح َام ِ ُ
__________
ن أَ حْمَد َ( من غير إضافة عبد إلى ابن هو أبو ذر الهروي )قوله فريح( بضم الفاء وفتح اللام هو ابن سليمان العدوى المدنى )قوله عَبْد ُ ب ْ ُ
Shamela.org ١٠٧
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
)قوله أبو النضر( بالضاد المعجمة هو سالم بن أبي أمية المدنى )قوله عن بسر( بضم الموحدة وسكون السين المهملة.
)*(
الل ّه لى فيد خلنيها وَمَع ِي فُق َرَاء ُ ال ْمُؤْم ِنينَ وَل َا فَخ ْر َ و َأَ ن َا أَ ك ْرَم ُ
ح َ ق الْجنة ِ فَيَفْت َ ُ
ل من يُح َرّك ُ ح َل َ َ ل شَاف ٍ
ِـع وأول مشفع ولا فَخ ْر َ و َأَ ن َا أَ َ ّو ُ و َأَ ن َا أَ َ ّو ُ
س َل ّم َِ :إن ِّي َاتّ خَذْت ُ َ
ك خ َلِيل ًا فَه ُو َ الل ّه تَع َالَى لِنَب ِيّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ الل ّه عَن ْه ُ من قَو ْ ِ
الأولين والآخرين ولا فخر( فِي حَدِيث أَ بِي ه ُر َي ْرَة َ رَضِيَ َ
ل ال ْمُنْقَط ِـ ُع
ل الْخل َِي ُ الل ّه :اخْ تُل َِف فِي ت َ ْفسِير ِ الْخلَ ُ ّة ِ و َأصْ ِ
ل اشْ تِق َاقِه َا فَق ِي َ ل و ََف ّق َه ُ َ
ل الْق َاض ِي أَ بُو الْف َضْ ِ
ن قَا َ ُوب في التوراة اس حَبِيبُ َ
الر ّحْم ِ مَكْت ٌ
ل الْخلَ ُ ّة ِ
ل بَعْضُه ُ ْم أَ صْ ُ ل ال ْم ُخْ ت ُ َّص و َاخْ تَار َ هَذ َا الْقَو ْ َ
ل غَي ْر ُ و َاحدٍ و َقَا َ ل الْخل َِي ُ
ل و َق ِي َ
محَب ّتِه ِ لَه ُ اخْ ت ِلَا ٌ الل ّه ال َ ّذ ِي لَي َ
ْس فِي انْقِطَاعِه ِ إليه و َ َ ِإلَى َ
ل أَ صْ لُه ُ الْفَق ِير ُ
ل الْخل َِي ُ
جعْلُه ُ إم َام ًا لم َِنْ بَعْدَه ُ و َق ِي َ الل ّه ل ِأَ َن ّه ُ يُوَال ِي ف ِيه ِ و يُع َادِي ف ِيه ِ وَخُلَ ّة ُ َ
الل ّه لَه ُ نَصْر ُه و َ َ ي إ ب ْر َاه ِيم ُ خليل َ
الاسْ ت ِصْ ف َاء ُ وَسُم ّ َ
ل هي َ الْحا َج َة ُ فَسُمّي بِهَا إ ب ْر َاه ِيم ُل ِأَ َن ّه ُ ق َص َر ح َاجَت َه ُ عَلَى ر ََب ّه ُ و َانْقَطَ َع ِإليْه ِ بهمه ولم يهمه و َل َ ْم َ
يجْعَل ْه ُقَب ْ َ ن الْخلَ ّة ِ و َ ِ
ج ال ْمُنْقَط ِـ ُع م َأْ خُوذ ٌ م ِ َ
ال ْم ُحْ تَا ُ
ل ألك حاجة؟ ق لِيُرْم َى بِه ِ فِي َ
الن ّارِ فَق َا َ ل و َه ُو َ فِي ال ْمُنْجَن ِي ِ
جبْر ِي ُ
غَي ْره ِ إ ْذ ج َاءَه ُ ِ
__________
ُوب فِي التوراة اس( هكذا وقعت هَذِه الل ّ ْفظَة فِي النسخ المعتمدة على هذه الصورة وهى ألف بعدها سين مهملة ثم جرة، )قوله فَه ُو َ مَكْت ٌ
وفى بعض النسخ مكتوب بازائها على الطرة ذكر ابن جبير بِ خ َ َ ّ
طه فِي ك ِتابه أن هذه اللفظة وقعت في طرة )الأم( المبيضة بخط مؤلفه كما
هي هنا مبهمة فحكيتها كما وقعت )قوله من الحلة بفتح الخاء المعجمة وهى الحاجة )قوله قبل غيره( بكسر القاف وفتح الموحدة )قوله
و َه ُو َ فِي ال ْمُنْجَن ِيقِ( بفتح الميم والجيم وبكسر الميم ذكرهما أبو عبيد بن سلام في الغريب وفى الصحاح والمنجنيق التى يرمى بها الحجارة معربة
وأصلها بالفارسية -من جى نيك -أي ما أجودنى ،وهى مؤنثة.
)*(
ل الْخلَ ُ ّة ِ ال ْمَح ََب ّة ُ
ل بَعْضُه ُ ْم أَ صْ ُ َاص بِتَخ َُل ّ ِ
ل الْأَ سْر َارِ و َقَا َ صف َاء ُ ال ْم َو َ َدّة ِ التي تُوجِبُ الاخْ تِص َ
ل أَ بُو بَكْر ٍ بن فُوركٍ :الْخلَ ُ ّة ُ َ قَالَ :أَ َمّا ِإلَي ْ َ
ك فَلَا ،و َقَا َ
الل ّه ِ و َأَ ح َِب ّاؤُه ُ،
ن أَ ب ْنَاء ُ َ
نح ْ ُ ت الْيَه ُود ُ و َ
َالن ّصَار َى َ شف ِيعُ ،و َق َ ْد بيَ ّنَ ذَل ِ َ
ك فِي ك ِتَابِه ِ تَع َالَى بِقَو ْلِه ِ )و َقَال َ ِ َاف وال َت ّرْف ِي ُع َ
والت ّ ْ َاف و َال ِْإلْط ُ
وَمَعْنَاه َا ال ِْإسْ ع ُ
ن البُن َُو ّة ق َ ْد تَكُونُ ف ِيهَا الْعَد َاوَة ُ كَمَا
ن البُن َُو ّة ِ ل ِأَ َ ّ
ل هَذ َا و َالْخلَ ُ ّة ُ أق ْو َى م ِ َ
ُوب أ ْن لا يُؤَاخَذ َ بِذ ُنُوبِه ِ قَا َ
ق ُلْ فَل ِم َ يُع َ ّذِبُك ُ ْم بِذ ُنُوبِكُمْ( ف َأَ ْوجَبَ لِل ْم َحْ ب ِ
جك ُ ْم و َأَ وْلادِك ُ ْم عَد ُ ً ّوا لـَك ُ ْم فَاحْذَر ُوهُمْ( الآيَة َ وَل َا يَصِ ُحّ أَ ن تَكُونَ عَد َاوَة ٌ م َ َع خُلَ ّة ٍ ف َِإذ َا ت َ ْسمِي َة ُ إ ب ْر َاه ِيم وِمُحَم ّدٍ
ن م ِنْ أَ ْزو َا ِ )إ َ ّ
ل تَع َالَى ِ قَا َ
ْف حَوَائِ جِهِم َا عَلَيْه ِ و َالانْقِط ِ
َاع ع ََم ّنْ د ُونَه ُ و َالْإضْر ِ
اب أَ ْو ل ِزي َادَة ِ ن ال ْوَسَائ ِطِ و َالْأسْ ب َ ِ َاب ع َ ِ سلَام ُ ب ِالْخلَ ُ ّة ِ ِإ َمّا ب ِانْقِطَاعِهِم َا ِإلَى َ
الل ّه وَو َق ِ عَلَيْهَم َا ال َ ّ
ن غ ُي ُوبِه ِ وَمَعْرِفَتِه ِ أَ ْو لاسْ ت ِصْ ف َائِه ِ لَهُم َا
ل بَوَاطِنهم َا من أسرار إلهيته وَمَكْن ُو ِ
خفَيّ إلطَافِه ِ عِنْد َهُمَا وَم َا خ َال َ َ
ص مِن ْه ُ تَع َالَى لَهُم َا و َ َ
الاخْ تِصَا ِ
و َاسْ ت ِصْ ف َاء ِ قُلُو بِهِم َا ع ََم ّنْ سِواه ُ ح ََت ّى
كن ْتُ م َُت ّ ِ
خذًا س َل ّم َ )و َلَو ْ ُ ل من ل َا يَت ّسِـ ُع قَل ْب ُه ُ لِسَواه ُ و َه ُو َ عِنْد َه ُ ْم مَعْن َى قَو ْلِه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل بَعْضُه ُ ْم الْخل َِي ُ ل َ ْم يُخَالِلْهُم َا ح ّ
ُب لِغَيْرِه ِ و َلِهَذ َا قَا َ
وب أَ ُ ّيهُم َا أَ رْفَعُ :دَرَج َة ُ الْخلَ ُ ّة ِ أَ ْو دَرَج َة ُ ال ْمَح ََب ّة ِ؟ فَجَعَلَهُم َا لاتّ خَذْتُ أَ ب َا بَكْر ٍ خ َلِيل ًا( لـكِنْ ُأخ َو ّة ال ِْإسْ لَام واخْ تَل َ َ
ف ال ْع ُلَمَاء ُ أَ رْب َابُ الْق ُل ُ ِ خ َلِيل ًا َ
َص إ ب ْر َاه ِيم َ ب ِالْخلَ ُ ّة ِ ومحمدا
ل إ َلّا حَب ِيبًا لـَك َِن ّه ُ خ َ ّ
بَعْضُه ُ ْم سَوَاء ً فَلَا يَكُونُ الْحبَِيبُ إ َلّا خ َلِيل ًا وَل َا الْخل َِي ُ
__________
)قوله والأسرار( بفتح الهمزة جمع سر )قوله وخفى إلطافه( بالخاء المعجمة أو المهملة والإلطاف بكسر الهمزة مصدر ،وبفتحها جمع
لطف.
)*(
ل( فَل َ ْم ي َ ّتخ ِ ْذه ُ و َق َ ْد
كن ْتُ م َُت ّخذًا خ َلِيل ًا غَيْر ِ ر َب ّي ع َ َّز وَج َ َ ّ
س َل ّم َ )لَو ْ ُ ل دَرَج َة ُ الْخلَ ُ ّة ِ أَ رْف َ ُع و َاحْ ت ََجّ بِقَو ْلِه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ب ِال ْمَح ََب ّة ِ و َبَعْضُه ُ ْم قَا َ
Shamela.org ١٠٨
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ْف
كش ُ
ْب و َإفَاضَة ُ رَحْمَتِه ِ عَلَيْه ِ و َق ُصْ وَاه َا َ
اب الْقُر ِ ق فمنزه عن الأعراض فَمَح ََب ّت ُه ُ لِعَبْدِه تَمْكِين ُه ُ من َ
سع َاد َتِه ِ وَعِصْ م َت ُه ُ و َتَو ْف ِيق ُه ُ وَتَه ْي ِئ َة ُ أَ سْ ب َ ِ الْخَال ِ ُ
كن ْتُ سَمْع َه ُ ال َ ّذ ِي ي َ ْسم َ ُع بِه ِ و َبَصَرَه ُ ال َ ّذ ِيل فِي الْحَدِيثَ )ف َِإذ َا أَ حْ بَب ْت ُه ُ ُ ب ع َنْ قَل ْبِه ِ ح ََت ّى ي َر َاه ُ بِق َل ْبِه ِ و َيَنْظ ُر َ إليْه ِ ببِ َصِ يرَتِه ِ فَيَكُونُ كَمَا قَا َ الْ حجُ ُ ِ
صف َاء ِ الْق َل ِ ِ
ْب الل ّه و َ َ
ض ع َنْ غَيْر ِ َ الل ّه و َال ِْإعْرَا ِ ق بِه ِ( وَل َا يَن ْبَغ ِي أَ ن ي ُ ْفهَم َ من هَذ َا سِو َى التّج َُر ّد لل ّٰه والانْقِطَاع ِإلَى َ يُبْصِر ُ بِه ِ و َلِسَانَه ُ ال َ ّذ ِي يَنْط ِ ُ
ن
َط ،وَم ِنْ هَذ َا عَب ّر َ بَعْضُه ُ ْم ع َ ِ خطِه ِ ي َ ْسخ ُ الل ّه عَنْهَا ك َانَ خ ُلُق ُه ُ الْقُر ْآنَ بِرِضَاه ُ يَرْض َى و َبِس َ ِ
ت عَائِش َة ُ رَضِيَ َ َات لل ّٰه كَمَا قَال َ ْ ص الْحَرَك ِ لل ّٰه و َإخْلَا ِ
الْخلَ ُ ّة ِ بِقَو ْلِه ِ:
كن ْتَ الْغَلِيلَا ف َِإذ َا مَز ِية ُ الْخلَ ُ ّة ِ سك ُ ّ
َت ُ كن ْتَ حَدِيثِي * و َإذ َا م َا َ
ل خ َلِيل ًا ف َِإذ َا م َا نَطَقْتُ ُ الر ّ ِ
وح م ِن ّي * و َبذ َا سُم ّي الْخل َِي ُ ك ُ ق َ ْد تَخَل ّل ْتَ مَسْل َ َ
خصُوص َِي ّة ُ ال ْمَح ََب ّة َ ح َاصِلَة ٌ لِنَب ِي ّنَا مُحَم ّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه وَ ُ
__________
)قَو ْله وقصواها( بضم القاف والقصر )قوله كنت الغليلا( في الصحاح الغلة حرارة العطش وكذلك الغليل يقول منه غل الرجل يغل
غلا فهو مغلول على ما لم يسم فاعله )*(
ل
ل قَا َ ك ذِك ْرَك َ( ُأ ْعط ِ َ
ي بِلَا سُؤَالٍ ،و َالْخل َِي ُ والحبيب قيل له )وَر َفَعْنَا ل َ َ
فصل في تفضيله صلى الل ّٰه عليه وسلم بالشفاعة والمقام المحمود ٢.٣.١٠
س أهل البيت( و َف ِيم َا ذَكَر ْن َاه ُ تَن ْب ِيه ٌ عَلَى مَقْصِ دِ )إ َن ّمَا يُر ِيد ُ َ
الل ّه ُ لِي ُ ْذه ِبَ عَنْكُم ُ الر ِّجْ َ ل لَه ُ ِ
)واجنبني وبى أَ ْن نَعْبُد َ الأَ صْ نَام َ( و َالْحبَِيبُ ق ِي َ
لٌ يَعْم َ ُ
ل عَلَى شَاكِلَتِه ِ ف َر َُب ّك ُ ْم أَ ع ْلَم ُ بِم َنْ ه ُو َ أَ هْد َى سبيلا( ل و )ك ُ ّ
َات و َالْأَ حْ وَا ِ
ل ال ْمَق َام ِ
ل من تَفْضِ ي ِ
اب ال ْمَق َا ِ
صح َ ِ
أَ ْ
خ أَ بُو عَل ِ ٍيّ
شي ْ ُ ك ر َُب ّ َ
ك مَق َام ًا محمودا( أَ خْبَر َن َا ال َ ّ الل ّه َ تَع َالَى )ع َس َى أَ ْن يَب ْع َث َ َ
ل َ س َل ّم َ بالشفاعة والمقام المحمود قَا َ فصل فِي تفضيله صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
الل ّه ِ الْق َاض ِي ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو مُح َم ّدٍ الْأَ صِيل ِ ُيّ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو ز َيْدٍ و َأَ بُو أَ حْمَد َ قَالا ح َ َ ّدثَنَا
ن عَبْدِ َ سان ِ ُيّ الْج َيَ ّان ِ ُيّ ف ِيم َا كَت َبَ بِه ِ إلى نحطه ح َ َ ّدثَنَا سِر َا ُ
ج بْ ُ ال ْغ َ َ ّ
ل ِإ َ ّ
ن ن ع ُم َر َ يَق ُو ُ
ل سَمِعْتُ اب ْ َ ن ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو الأَ حْ و َ ِ
ص ع َنْ آدَم َ ب ْ ِن عَل ِ ٍيّ قَا َ ن أَ ب َا ٍ ل ح َ َ ّدثَنَا ِإسْمَاعِي ُ
ل بْ ُ ُف ح َ َ ّدثَنَا مُحَم ّد ُ ب ْ ُ
ن ِإسْمَاعِي َ ن يُوس َ
مُحَم ّد ُ ب ْ ُ
Shamela.org ١٠٩
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
)قوله على شاكلته( أي عادته أو جبلته التى طبع عليها )قوله أبو الأحوص( بالحاء والصاد المهملتين )قوله جثى( بضم الجيم وفتح
اس يَصِ ير ُونَ يوم القيامة جثى جمع جثوة بالضم وهو ن َ
الن ّ َ المثلثة المخففة قال ابن الأثير الجثا جمع جثوة بالضم وهو الشئ المجموع ومنه ِإ َ ّ
اس يَصِ ير ُونَ يوم القيامة جثى وتروى هذه اللفظة بتشديد المثلثة جمع جاث وهو الذى يجلس على ركبتيه وفى ن َ
الن ّ َ الشئ المجموع ومنه ِإ َ ّ
الصحاح الجثوة والجثوة والجثوة ثلاث
لغات :الحجارة المجموعة وجثى الحرم بالضم وجثى الحرم بالـكسر أيضا ما اجتمع فيه من حجارة الحمام وجثا على ركبتيه يجثو و يجثى جثوا
وجثيا على فعول فيهما وقوم جثى أيضا مثل جلس جلوسا وقوم جلوس وَمِن ْه ُ قَو ْلُه ُ تَع َالَى )ونذر الظالمين فيها جثيا( وجثيا أيضا بكسر
الجيم إتباعا لما بعدها من الـكسر )*(
ك ر َُب ّ َ
ك س َل ّم َ يَعْنِي قَو ْلَه ُ)ع َس َى أَ ْن يَب ْع َث َ َ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ل عَنْهَا رَسُو ُ
الل ّه ُ ال ْمَق َام َ ال ْم َحْ م ُود َ( وَع َنْ أَ بِي ه ُر َي ْرَة َ سُئ ِ َ س َل ّم َ فَذ َل ِ َ
ك يَوْم َ يَبْع َث ُه ُ َ وَ َ
Shamela.org ١١٠
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
إليك أدبا وإن كنت موجدا له بالحقيقة إذ ليس الشر شرا بالنسبة إلى حكمتك فإنك لا توجد شيئا عبثا )قوله لا ملجأ( بهمزة في آخره
والأجود تخفيفها لتناسب )منجا( فإنه مقصور )*(
ك شف َاع َة لَه ُ ْم فَك ُل يَعْتَذِر ُ ح ََت ّى يأتو محمد صلى الل ّٰه عليه سلم فَي َ ْ
شف َ ُع لَه ُ ْم فَذ َل ِ َ ل الْج َنَ ّة ِ فَيَسْأَ لُونَ آدَم َ و َغَيْرَه ُ بَعْدَه ُ فِي ال َ ّ و َيَضِ ُجّ ونَ فَي َ ْ
سم َعُه ُ ْم أَ ه ْ ُ
الل ّه لِيَز ِيد َ س َل ّم َ و َقَا َ
ل ج َاب ِر بن عَب ْد َ الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن َ مجَاهِدِ وَذَك َرَه ُ عَلِيّ بن الْحُسَي ْن ع َ ِ
ن بن مَسْع ُودٍ أيضا و َ ُ
نح ْوَه ُ ع َ ِ
ال ْمَق َام ُ ال ْم َحْ م ُود ُ ،و َ َ
ن
ج يَعْنِي م ِ َ
يخْرِ ُ
الل ّه بِه ِ م َنْ ُ
ج َ ل ف َ َإن ّه ُ مَق َام ُ مُحَم ّدٍ ال ْم َحْ م ُود ُ ال َ ّذ ِي ُ
يخْرِ ُ ل قلُ ْتُ نَع َ ْم قَا َ الْفَق ِير ِ سَمِعْتُ بِمَق َا ِم مُحَم ّدٍ ،يَعْنِي ال َ ّذ ِي يَبْع َث ُه ُ َ
الل ّه ف ِيه ِ قَا َ
ل فَهَذ َا ال ْمَق َام ُ ال ْم َحْ م ُود ُ ال َ ّذ ِي وُعِدَه ُ ،و َفِي رِو َايَة ِ أَ ن َ ٍ
س و َأَ بِي ه ُر َي ْرَة َ نح ْوَه ُ و َقَا َ
س َ
َاج الْجَه َنّمِيينَ( وَع َنْ أَ ن َ ٍ
خر ِ الن ّارِ ،وَذَك َر َ حَدِيث ال َ ّ
شف َاع َة فِي ِإ ْ َ
َب ُأ َمّتِي
َب ُأ َمّتِي ي َا ر ِّ ك سَلْ تُعْطَه ْ و َاشْ ف َعْ تُش َ َ ّفعْ ف َأَ رْف َ ُع ر َأْ سِي ف َأَ قُو ُ
ل ي َا ر ِّ س َ
ل ي َا مُحَم ّد ُ ارْف َعْ ر َأْ َ
ل فِي رِو َايَة ِ أَ بِي ه ُر َي ْرَة َ فَيُق َا ُ
أَ حَدٍ قَبْل ِي ،قَا َ
اب و َل َ ْم
ن الْأَ ب ْو َ ِ
ك مِ َ
س ف ِيم َا سِو َى ذَل ِ َ اب الْج َنَ ّة ِ و َه ُ ْم شُرَك َاء َ
الن ّا ِ ُ ن م ِنْ أَ ب ْو َ ِ
اب الْأَ يْم َ ِ
ن ال ْب َ ِ
حسَابَ عَلَيْه ِ م ِ َ ل أَ ْدخِلْ م ِنْ ُأ َمّت ِ َ
ك م َنْ ل َا ِ فَيَق ُو ُ
ك واشفع تشفع وسل تُعْطَه ْ
ك و َق ُلْ ي ُ ْسم َعْ ل َ َ
س َ
ل ل ِي ي َا مُحَم ّد ُ ارْف َعْ ر َأْ َ خ ُرّ سَا ِ
جدًا فَيُق َا ُ ل مَك َانَه ُ ث َُم ّ أَ ِ
ل و َقَا َ
س هَذ َا الْف َصْ َ
ي َ ْذكُر ْ فِي رِو َايَة ِ أَ ن َ ٍ
Shamela.org ١١١
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
سل ِ ّ ْم ح ََت ّى َ
يج ْتَاز َ س َل ّم َ عَلَى الصِّر َاطِ يَق ُو ُ
ل اللهم سلم َ ل و َنَب ُِي ّك ُ ْم صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ق ث َُم ّ كالريح والطير شد الر ِ ّج َا ِ
الصراط فيمرون أ َ ّولُه ُ ْم ك َال ْبَرْ ِ
س َل ّم َ )يَو َ
ض ُع س عَن ْه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن اب ْ ِن ع ََب ّا ٍ
يجـِيز ُ ،وَع َ ِ خر ُه ُ ْم جَوَاز ًا الْحَدِيثَ ،و َفِي رِو َايَة ِ أَ بِي ه ُر َي ْرَة َ ف َأَ كُونُ أَ َ ّو َ
ل م َنْ ُ اس وَذَك َر َ آ ِ َ
الن ّ ُ
حسَابَ عَلَيْه ِ من ُأ َمّتِه ِ ِإلَى الْجنَة ِ كَمَا تَق َ َ ّدم َ فِي الْحَد ِ
ِيث ث َُم ّ ي َ ْشف َ ُع ف ِيم َنْ وَجَبَ عَلَيْه ِ ل من ل َا ِ شف َ ُع فِي تَعْجِي ِ
ن فَي َ ْ
وَحُذ َيْف َة َ و َهَذ َا الْحَدِيثُ أَ تْق َ ُ
س َل ّم َ و َفِي ْس هَذ َا ل ِسوَاه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل ل َا ِإلَه َ ِإ َلّا َ
الل ّه ُ و َلَي َ الصّ حِيح َة ُ ث َُم ّ ف ِيم َنْ قَا َ
حسْبَم َا تَقْت َضِ يه ِ الْأَ ح َادِيثُ َ ل َ
الن ّار َ مِنْه ُ ْم َ الْعَذ َابُ وَدَخ َ َ
ل ال ْعِلْم ِ مَعْناه ُ دَعْوَة ٌ ُأعْل ِم َ أَ َ ّنهَا شف َاع َة ً ل ِ ُأ َمّتِي يَوْم َ الْق ِيَامَة ِ( قَا َ
ل أَ ه ْ ُ ل نَبِ ٍ ّي دَعْوَة ٌ ي َ ْدع ُو بها واختبأت دَعْوَتِي َ الصّ ح ِ
ِيح )لِك ُ ّ ِ الْحَدِيثَ ال ْمُن ْتَشِر ِ َ
س َل ّم َ مِنْهَا م َا ل َا يُع َ ُ ّد لـَكِنْ ح َالُه ُ ْم ل نَبِ ٍ ّي مِنْه ُ ْم م ِنْ دَعْوَة ٍ مُسْت َج َابَة ٍ و َلنبي ّنَا صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ تُسْت َجابُ لَه ُ ْم و َيُب ْل َ ُغ ف ِيهَا م َْرغ ُو بُه ُ ْم و َِإ َلّا فَك َ ْم لِك ُ ّ ٍ
ل مُحَم ّد ُ بن زِي َادٍ و َأَ بُو الر ّج َاء ِ و َالْخَو ْف وضُم ِن َْت لَه ُ ْم ِإج َابَة ُ دعوة فيما شاؤه ي َ ْدع ُونَ بِهَا عَلَى يَقينٍ م ِ َ
ن ال ِْإج َابَة ِ ،و َق َ ْد قَا َ عِنْد َ ال ُد ّعَاء ِ بِهَا بَيْنَ َ
صَالِ ٍح ع َنْ أَ بِي ه ُر َي ْرَة َ فِي هَذ َا الحديث
__________
Shamela.org ١١٢
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
فصل في تفضيله صلى الل ّٰه عليه وسلم في الجنة بالوسيلة والدرجة الرفيعة والـكوثر والفضيلة ٢.٣.١١
شف َاع َة ً ل ِ ُأ َمّتِي يَوْم َ اليامة( و َفِي رِو َايَة ِ أَ بِي صَالِ ٍح )لِك ُ ّ ِ
ل نَبِ ٍ ّي دَعْوَة ٌ ل نَبِ ّي دَعْوَة ٌ د َعَا بِهَا فِي ُأ َمّتِه ِ فاستجيب لَه ُ و َأَ ن َا ُأرِيد ُ أَ ْن ُأؤ َ ِّ
خر َ دَعْوَتِي َ )لِك ُ ّ
ُأ ْعط ِ َ
ي بَعْضَه َا وَم ُن ِـ َع بَعْضَه َا و َا َدّخَر َ لَه ُ ْم هَذِه ِ ال َد ّعْوَة َ لِيَو ْ ِم الْف َاقَة ِ
س َل ّم َ كَث ِير ًا. ن م َا جَز َى نَب ًِي ّا ع َنْ ُأ َمّتِه ِ وَصَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ الل ّه ُ أَ حْ سَ َ لو َ
َالر ّغْبَة ِ :جَز َاه ُ َ ِيم ال ُ ّ
سؤَا ِ ن وَعَظ ِ
وخ َاتِمَة ِ الْمِح َ ِ
س َل ّم َ فِي الْجنَة ِ بالوسيلة والدرجة الرفيعة والـكوثر والفضيلة ح َ َ ّدثَنَا الْق َاض ِي أَ بُو عَبْدِ َ
الل ّه مُحَم ّد ُ ب ْ ُ
ن ع ِيس َى فصل فِي تفضيله صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
ن ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو بَكْر ٍ النمَّر ُِيّ ح َ َ ّدثَنَا اب ْ ُ
ن عَبْدِ ال ْمُؤْم ِ ِ سان ِ ُيّ ح َ َ ّدثَنَا َ
ن أَ حْمَد َ بِق ِرَاءَتِي عَلَيْهِم َا قَال َا ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو عَل ِ ٍيّ ال ْغ َ َ ّ التمِّيمِ ُ ّ
ي و َالْفَق ِيه ُ أَ بُو ال ْوَلِيدِ هِشَام ُ ب ْ ُ َ
ْب ب ْ ِن عَلْقَم َة َ ع َنْ عَبْدِ حي ْوَة َ وسَع ِيدِ ب ْ ِن أَ بِي أَ ُي ّوبَ ع َنْ َ
كع ِ ن اب ْ ِن لَهِيع َة َ و َ َ
ْب ع َ ِ ن سَلَم َة َ ح َ َ ّدثَنَا اب ْ ُ
ن وَه ٍ التمَّ ّار ُ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو د َاوُد َ ح َ َ ّدثَنَا مُحَم ّد ُ ب ْ ُ
َ
ل ث َُم ّ
ل م َا يَق ُو ُ
)إذ َا سَمِعْتُم ُ ال ْم ُؤَذِّنَ فَق ُولُوا مِث ْ َ س َل ّم َ يَق ُو ُ
ل ِ الن ّب ِ َيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ الل ّه ِ ب ْ ِن عَمْرِو ب ْ ِن الْع َا ِ
ص أَ َن ّه ُ سَم ِـ َع َ ن ب ْ ِن جُبَيْرٍ ع َنْ عَبْدِ َ َ
الر ّحْم ِ
ص َُل ّوا
__________
)قوله حيوة( بفتح الحاء المهملة وسكون المثناة التحتية وفتح الواو )قوله عن كعب ابن علقمة( وفى بعض النسخ عن كعب عن
علقمة وهو غير صواب.
)*(
)فصل( ٢.٣.١٢
ل
ل م َا هَذ َا قَا َ ض ل ِي نَه ْر ٌ ح ََاف ّتَاه ُ ق ِبَابُ ُ
الل ّؤ ْلُؤِ قلُ ْتُ لِ جـِبْر ِي َ س َل ّم َ )بَي ْنَا أَ ن َا أَ سِير ُ فِي الْج َنَ ّة ِ ِإ ْذ ع َرَ َ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َل رَسُو ُ ل قَا َ س قَا َ أَ ن َ ٍ
Shamela.org ١١٣
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
س عَلَيْه ِ ال َ ّ
سلَام ُ ِإ ْذ جهَة ِ يُون ُ َ َض مِن ْه ُ ل َا َِ
س ّيم َا فِي ِ ل بَيْنَه ُ ْم تضيلا يُؤَدِّي ِإلَى تَن َُ ّق ِ
ص بَعْضِه ِ ْم أَ وِ الْغ ّ ِ ض )ال ْوَجْه ُ الثالث( أَ َلّا يُف ََضّ َ
ن الاع ْت ِرا ِ
مِ َ
ق ِإلَى الْفُل ْكِ
)إ ْذ أَ ب َ َ
ل تَع َالَى عَن ْه ُ ِ َاط م ِنْ ر ُت ْبَتِه ِ َ
الر ّف ِيعَة ِ ِإ ْذ قَا َ ك غَضَاضَة ٌ و َانْ حِط ٌ
س م َنْ ل َا يَعْلَم ُ مِن ْه ُ بِذَل ِ َ
الل ّه ُ عَن ْه ُ بِمَا أَ خْبَر َ لِئَلا يَق َ َع فِي ن َ ْف ِ
أَ خْبَر َ َ
ل فِي حَقّ ِ ك )ال ْوَجْه ُ رابع( مَن ْ ُع َ
الت ّفْضِ ي ِ حط ِيطَت ُه ُ بِذَل ِ َ المشحون ِ -إ ْذ ذ َه َبَ مُغ َاضِبًا فَظ ََنّ أَ ْن لَنْ ن َ ْقدِر َ عليه( ف ُر َُب ّمَا يُخَي ّ ُ
ل لم َِنْ ل َا عِلْم َ عِنْدَه ُ َ
َات
ص و َالـْك َرَام ِ
ل و َالْخُصُو ِ
ل فِي زِي َادَة ِ الْأَ حْ وَا ِ
ض ُ ل و َِإ َن ّمَا َ
الت ّف َا ُ ض ُ
حدٌ ل َا يَتَف َا َ
هي َ شئ و َا ِ
حدٍ ِإ ْذ ِ
ن الْأَ ن ْب ِيَاء َ ف ِيهَا عَلَى ح َ ّدٍ و َا ِ ُ
الن ّب َُو ّة ِ و َالر ِ ّسَالَة ِ ف َِإ َ ّ
ل
س ِ ن ُ
الر ّ ُ ل وَمِنْه ُ ْم ُأولُو ع َْز ٍم م ِ َ
س ٌ ل ب ُِأم ُو ٍر ُأخَر َ ز َائِدَة ٍ عَلَيْهَا وَلِذَل ِ َ
ك مِنْه ُ ْم ر ُ ُ ض ُ ل و َِإ َن ّمَا َ
الت ّف َا ُ ض ُ َاف و َأَ َمّا ُ
الن ّب َُو ّة ُ فِي ن َ ْفسِه َا فَلَا ٺَت َفا َ و ُ
َالر ّت َِب و َالْأَ لْط ِ
وَمِنْه ُ ْم من ر ُف ِـ َع مَك َان ًا ع َ ًلي ّا وَمِنْه ُ ْم من ُأوتِي َ الْح ُ ْكم َ صَب ًِي ّا و ُأوِتي َ بَعْضُهُم ُ َ
الز ّبُور َ
ك ْض َ
الن ّب ِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ( الآية وقال )تِل ْ َ الل ّه تَع َالَى )و َلَق َ ْد ف ََضّ ل ْنَا بَع َ
ل َ َات قَا َ ات وَمِنْه ُ ْم من ك ََل ّم َ َ
الل ّه وَر َف َ َع بَعْضُه ُ ْم دَرَج ٍ وبَعْضُهُم ُ البَي ّن َ ِ
فصل في أسمائه صلى الل ّٰه عليه وسلم وما تضمنته من فضيلته ٢.٣.١٣
ن ُ
للن ّب َُو ّة ِ ل ِإ َ ّ
س َل ّم َ قَا َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن َ صه ِ و َق َ ْد رُوِيَ أَ َ ّ
َف ولايَتِه ِ و َاخْ تِصَا ِ من ك َلَا ٍم أَ ْو خُلَ ّة أَ ْو ر ُ ْؤ يَة ٍ أَ ْو م َا شَاء َ َ
الل ّه من أَ لْطَافِه ِ وَتُح ِ
Shamela.org ١١٤
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
Shamela.org ١١٥
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
قال أبو نعيم وأبو موسى مختلف في صحبته ومحمد بن مسلمة شهد بدرا وغيرها ،ومات بالمدينة ،وفى سيرة مغلطاى وأيضا سمى محمد بن
عدى بن ربيعة المقرى ومحمد بن عثمان السعدى ،قال وأظنهما واحدا ،ومحمد الأسيدى ومحمد الغنيمى ومحمد بن عثوارة الليثى ومحمد بن
حرمان العمرى ومحمد بن خول الهمذانى ومحمد بن يزيد بن ربيعة ومحمد بن
أسَام َة بن مالك قال وفى محمد بن مسلمة الأنصاري نظر )قوله ابن اليحمد( هذا ليس قال المصنف ل َا سَاب َع لَهُمْ ،وقد ضبط ابن ماكولا
وغيره نظير هذا الاسم وهو سعيد بن محمد بضم الياء وسكون المهملة وكسر الميم.
)*(
س َل ّم َ و َأَ ن َا ال ْمَاحِي ال َ ّذ ِي يَمْحُو َ
الل ّه بِي َ ال ْـكُفْر َ س َل ّم َ و َل َ ْم يُنَاز َ ْع ف ِيهِم َا و َأَ َمّا قَو ْله صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن لَه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ سم َتَا ِ أ ْمرِه ِ ح ََت ّى تَح َ ّقق ِ
َت ال ّ
ك ُأ َمّتِه ِ أَ ْو يَكُون ال ْم َحْ و ُ عَا ًمّا
ض وَوُعِد َ أنه يَب ْلُغ ُه ُ مُل ْ ُ مح ْو ُ ال ْـكُ ْفرِ ِإ َمّا من م َ َك ّة َ و َبِلَادِ الْع َر َِب وَم َا زُوِيَ لَه ُ م ِ َ
ن الْأَ ْر ِ فَفُسّر َ فِي الْحَدِيثَ و َيَكُونُ َ
ن ات ْبَع َه ُ و َقَو ْلُه ُ و َأَ ن َا ل تَع َالَى )لِي ُ ْظه ِرَه ُ على الدين كله( و َق َ ْد وَرَد َ ت َ ْفسِيرُه ُ فِي الْحَدِيثَ َأن ّه ُ ال َ ّذ ِي ُ
مح ِي َْت بِه ِ سَي ّئَاتُ م ِ َ بِمَعْن َى ال ُ ّ
ظه ُورِ و َالْغَلَبة ِ كَمَا قَا َ
ل )وخاتم النبيين( وسمى عاقبا لأنه عَق َبَ غَيْرِه ِ ْس بَعْدِيَ نَبِ ّي كَمَا قَا َ
ي لَي َ ي عَلَى زَم َانِي وَع َ ْهدِي أَ ْ اس عَلَى قَدَمِي أَ ْ يح ْشَر ُ َ
الن ّ ُ الْحَاشِر ُ ال َ ّذ ِي ُ
ل تَع َالَى )لِتَكُونُوا
س بِمُشَاهَدَتِي كَمَا قَا َ يح ْش َر ُ َ
الن ّا ِ ي ُ ل مَعْن َي عَلَى قَدَمِي أَ ْْس بَعْدِيَ نَبِ ّي و َق ِي َ الصّ ح ِ
ِيح أما الْع َاق ِبُ ال َ ّذ ِي لَي َ ن الْأَ ن ْب ِيَاء ِ و َفِي َ
مِ َ
ل عَلَى
ق عِنْد َ ر َ ّبِهِمْ( و َق ِي َ
ص ْد ٍ الل ّه تَع َالَى )أَ َ ّ
ن لَه ُ ْم قَدَم َ ِ ل َ ل عَلَى قَدَمِي عَلَى سَابِقَتِي قَا َ
ل عَلَيْك ُ ْم شَه ِيدًا( و َق ِي َ س و َيَكُونَ َ
الر ّسُو ُ شُهَد َاء عَلَى َ
الن ّا ِ َ
ل قَدَمِي عَلَى س َُن ّتِي وَمَعْن َي قَو ْلِه ِ )ل ِي خَمْسَة ُ أَ سْمَاءٍ( ق ِي َ
ل إ َ ّنهَا مَوْجُودَة ٌ فِي ال ْـكُت ُِب يج ْتَمِع ُونَ ِإل َيّ يَوْم َ الْق ِيَامَة ِ و َق ِي َ
ي َ ي ق ُ َ ّدامِي و َ َ
حو ْل ِي أَ ْ قَدَمِي أَ ْ
س َل ّم َ :ل ِي ع َشَرَة ُ أَ سْمَاءٍ ،وَذَك َر َ مِنْهَا :طَه َ و َي َس ،حَك َاه ُ مَكّيّ ال ْمُتَق َ ّدمَة ِ وعَنْد َ ُأول ِي ال ْعِلْم ِ م ِ َ
ن ا ْل ُأم ِم ال َ ّ
سالِفَة ِ ،و َق َ ْد رُوِيَ عَن ْه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
Shamela.org ١١٦
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ل و َالْق َث ُوم ُ
مج ْتَمِـ ٌع قَا َ
ي َ
ل ل ِي أن ْتَ ق ُثَم ٌ أَ ْ س َل ّم َ َأن ّه ُ قَا َ
ل أَ ت َانِي م َل َكٌ فَق َا َ الت ّو ْبَة ِ ونَبِ ّي ال ْمَلَاحِم وَرَو َى الْحَر ْب ِ ُيّ فِي حَدِيثه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ونَبِ ّي َ
ن ع ِ َ ّدة ٌ
س َل ّم َ وَسِمَاتِه ِ فِي الْقُر ْآ ِ ت من أَ لْق َابِه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ س َل ّم َ مَعْلُوم ٌ و َق َ ْد ج َاء َ ْ ل بَي ْتِه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ الْجا َم ِـ ُع لِلْخَيْر ِ و َهَذ َا اسْمٌ ه ُو َ فِي أَ ه ْ ِ
شاهِدِ و َال َش ّه ِيدِ و َالْحَقّ ال ْمُبِينِ وَخ َات ِم النبيين والرؤف َالن ّذِير ِ والمُبَشّر ِ و َالبَشِير و َال َ ّ كَثي ِرة ٌ سوى م َا ذَكَر ْن َاه ُ ك َُالن ّورِ و َالسّر ِ
َاج ال ْمُن ِير ِ و َال ْمُن ْذرِ و َ
فصل في تشر يف الل ّٰه تعالى بما سماه به من أسمائه الحسنى ووصفه به من صفاته العلى ٢.٣.١٤
اس عَن ْه ُ بِعَصَاي الل ّغَة ِ الْعَصَا و َ ُأر َاه َا والل ّٰه أَ ع ْلَم ُ ال ْعَصَا ال ْم َ ْذكُورَة َ فِي حَدِيث الْحَو ْ ِ
ض أَ ذ ُود ُ َ
الن ّ َ َهي فِي ُ الْخل َُف َاء ِ و َأَ َمّا ال ْه ِرَاوَة ُ التي وُص َ
ِف بِهَا ف ِ
ج فَال ْم ُرَاد ُ بِه ِ ال ْعِم َام َة ُ و َل َ ْم تَكُنْ حِينَئذٍ إ َلّا لِلْع َر َِب و َالْعَم َائِم ُتيجَانُ الْع َر َِب وأوصفاه وألقابه وسمانه فِي ال ْـكُت ُِب كَث ِيرَة ٌ ن * و َأَ َمّا َ
الت ّا ُ ل الْيم َ َ ِ
ل ِأَ ه ْ ِ
Shamela.org ١١٧
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ل لَه ُ
ل فَق َا َ س َأن ّه ُ لَم ّا وُلِد ِ له إ ب ْر َاه ِيم ُ ج َاءَه ُ ِ
جبْر ِي ُ الل ّه وَكان َت كُنيت ُه ُ ال ْمَشْه ُورَة ُ أَ ب َا الْق َاس ِ ِم * وَرُوِيَ ع َنْ أَ ن َ ٍ
و َف ِيم َا ذَكَر ْن َاه ُ مِنْهَا مُقْن َ ٌع إ ْن شَاء َ َ
ك ي َا أبا إ ب ْر َاه ِيم َ.
سلَام ُ عَلَي ْ َال َ ّ
حر َى ل و ََف ّق َه ُ َ
الل ّه تَع َالَى م َا أَ ْ ل الْق َاض ِي أَ بُو الْف َضْ ِ
صف َاتِه ِ ال ْعُلَى قَا َ الل ّه تَع َالَى بِمَا س ََم ّاه ُ بِه ِ من أَ سْمَائِه ِ الْحُسْن َى وَو َ َ
صف َه ُ بِه ِ من ِ فصل فِي تشر يف َ
ْب م َع ِينِهَا لـَكِنْ اب الأَ َ ّو ِ
ل لانْ خ ِرَاطِه ِ فِي سلك مضمونها وامتراجه ب ِعَذ ِ ل بِف ُصول ال ْب َ ِ
هَذ َا الْف َصْ َ
__________
)قوله و َ ُأر َاه َا والل ّٰه أَ ع ْلَم ُ الْعَصَا ال ْم َ ْذكُورَة َ فِي حَدِيث الحوض( قال النووي هذا ضعيف لأن المراد تعر يفه بصفة يراها الناس معه يستدلون
صدْق ِه و ََأن ّه المبشر به المذكور فِي ال ْـكُت ُِب ال َ ّ
سالِفَة ِ فلا يصح تفسيره بعصا تكون في الآخرة والصحيح أنه كان يمسك القضيب بها عَلَى َ
بيده كثيرا وقيل لأنه كان يمشى والعصا بين يديه وتغرز له فيصلى إليها )قوله لأهل اليمن( الذى في صحيح مسلم في المناقب لأهل اليمن
وهى الجهة التى عن يمين الـكعبة ومعناه أذود الناس لأجل أهل اليمن حتى يتقدموا )*(
ل ال َ ّذ ِي قَبْلَه ُ ف َرَأي ْنَا أَ َ ّ جو ْهَرِه ِ و َال ْتِق َاطِه ِ إ َلّا عِنْد َ الْخَو ْ ِ الل ّه َ ِ
ن ض فِي الْف َصْ ِ اج َ
الصّ ْدرِ لِلْهِد َايَة ِإلَى اسْ تِن ْبَاطِه ِ وَل َا أَ ن َار َ الْفِك ْر َ لاسْ ت ِخْ ر َ ِ ل َ ْم يَشْر َح َ
ن الْأَ ن ْب ِيَاء ِ ب ِك َرَامَة ٍ خ َلَعَه َا عَلَيْه ِم من أسمائه كتسمية إسحق و َِإسْمَاعِيل بِعَل ِيم وَح َل ِيم َص كَث ِير ًا م ِ َ الل ّه تَع َالَى خ َ ّ ن َ نُضِ يف َه ُ إلَيْه ِ و َنَجْم َ َع بِه ِ شَم ْلَه ُفَاع ْلم ْ أَ َ ّ
ق ال ْوَعْدِ كَمَا ُف بِ حَف ِيظٍ عَل ٍِيم و َأَ ُي ّوبَ بِصَابِر ٍ و َِإسْمَاعِيل بِصَادِ ِ يح ْي َى بِبَر ّ وَم ُوس َى ب ِكَر ِي ٍم و َقَوِيّ و َيُوس َ وح بِشَكُورٍ ،وَع ِيس َى و َ وإب ْر َاه ِيم بِ حَل ِيم ،و َن ُ ٍ
ٍ ِ
س َل ّم َ ب ِأَ ْن ح ََل ّاه ُ مِنْهَا فِي ك ِتابِه ِ ال ْعَزِيز ِ وعلى أَ لْسِنَة ِ أَ ن ْب ِيَائِه ِ ل نَب َِي ّنَا مُح َم ّدًا صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ك الْكِتَابُ الْعَزِيز ُ من م َوَاض ِ
ِـع ذِكْرِه ِ ْم و َف ََضّ َ ق بِذَل ِ َ
نَطَ َ
نج ِ ْد من جَم َ َع مِنْهَا فَو ْقَ اسْمَيْنِ وَل َا من تَف ََر ّغَ ف ِيهَا لِت َأْ ل ِ ِ
يف ف َصْ لَيْنِ ب ِع ِ َ ّدة ٍ كَث ِيرَة ٍ اجْ ت َم َع لَنَا مِنْهَا جُم ْلَة ٌ بَعْد َ إعْمَا ِ
ل الْفِكْر ِ و َإحْ ضَارِ الذّكْر ِ ِإ ْذ ل َ ْم َ
ح َ ّقق َه ُ يُت ُِم ّ النّعْمَة ِ ب ِِإ ب َانَة ِ م َا ل َ ْم يُظهره ُ لَنَا الآنَ و َيَفْت َح
الل ّه تَع َالَى كَمَا أَ ل ْهَم َ ِإلَى م َا عَل ّم َ مِنْهَا و َ َ
ل َ نح ْو ثَلَاثِينَ اسْمًا و َلَع َ َ ّ وَح َرّرْن َا مِنْهَا فِي هَذ َا الْف َص ِ
ل َ
غلقه.
ات وَس ََم ّى َ
الن ّبِيّ طاع َ ِ ل ال َ ّ
سه ِ و َل ِأَ عْمَا ِ فَمن أَ سْمَائِه ِ تَع َالَى ا ْلحم َِيد ُ وَمَعْنَاه ُ ال ْم َحْ م ُود ُ ل ِأَ َن ّه ُ حمد نفسه وَحَمِدَه ُ عِبَادُه ُ و َيَكُونُ أيْضًا بِمَعْن َي الْحا َمِدِ لِن َ ْف ِ
ج ُّ
ل من حُمِد َ و َق َ ْد أَ شَار َ ح َمّدٌ بِمَعْن َي مَح ْم ُودٍ وكذا و َق َ َع اسْم ُه ُ فِي ز ُبُر ِ د َاو ُد وأحمد ُ بِمَعْن َي أَ كب َر ُ من حَمِد َ و َأَ ِ
س َل ّم َ مُحَم ّدًا و َأَ حْمَد َ فَم ُ َ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
نحْوِ هَذ َا حسان بقوله) :قوله وموسى بكريم( في سورة الدخان )وقد جاءهم رسول كريم( )قوله بأن حلاه( بفتح الحاء المهملة
ِإلَى َ
وتشديد اللام )قوله غلقة( بفتح الغين المعجمة واللام ما ينغلق به )قوله حسان( هو ابن ثابت الأنصاري عاش هو والثلاثة فوقه من
آبائه كل )*(
ل ِب وَس ََم ّاه ُ فِي ك ِتَابِه ِ بِذَل ِ َ
ك فَق َا َ ش مَح ْم ُود ٌ و َهَذ َا مُحَم ّد ُ وَم ِنْ أَ سْمَائِه ِ تعالى الرؤف َ
الر ّحِيم ُ و َهُمَا بِمَعْن َي م ُتَق َار ٍ ن اسْمِه ِ لِيُجِلَ ّه ُ * فَذ ُو الْعَر ْ ِ
وَش ََقّ لَه ُ م ِ َ
ك ال ْمُبِينُ أَ ي ال ْبَيّنُ أَ مْرُه ُ و َِإله َِي ّت ُه ُ ب َانَ
ق أَ مْرُه ُ وَكَذَل ِ َ
ح ّق ُ
)بالمؤمنين رؤف رحيم( وَم ِنْ أَ سْمَائِه ِ تَع َالَى الْحَقّ ال ْمُبِينُ وَمَعْن َي الْحَقّ ال ْمَوْجُود ُ و َال ْمُت َ َ
ل )ح ََت ّى ج َاءَهُم ُ س َل ّم َ بِذ َل ِ َ
ك فِي ك ِتابِه ِ فَق َا َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ حدٍ و َيَكُونُ بِمَعْن َي ال ْمُبَيّنِ ل ِع ِبَادِه ِ أَ مْر دِينْه ِ ْم وَمَع َاده ِ ْم وَس ََم ّى َ
َ و َأَ ب َانَ بِمَعْن َي و َا ِ
الْح َُقّ
ل م ُبِينٌ( .
وَرَسُو ٌ
ن وَمَعْنَاه ُ
ل الْقُر ْآ ِ ل )فَق َ ْد ك َ َذّبُوا ب ِالْحَقّ ِ ل َم ّا ج َاءَهُمْ( ق ِي َ
ل محمد و َق ِي َ ل )و َق ُلْ ِإن ِ ّي أَ ن َا َ
الن ّذِير ُ ال ْمُبِينُ( وقال )قد جاءكم الحق من ربكم( و َقَا َ و َقَا َ
ل تَع َالَى
الل ّه تَع َالَى م َا بَع َث َه ُ بِه ِ كَمَا قَا َ
ن َ صدْق ُه ُ و َأَ مْرُه ُ و َه ُو َ بِمَعْن َى الأَ َ ّو ِ
ل و َال ْمُبَيِّنُ ال ْبَيِّنُ أمْرُه ُ وَرِسَالَت ُه ُ أَ وِ ال ْمُبَيِّنُ ع َ ِ ح َ ّق ُ
ق ِ ض ُ ّد ال ْبَاطِ ِ
ل و َال ْمُت َ َ ه ُنَا ِ
)لِتُبَيِّنَ ل ِ َلن ّا ِ
س ما نزل إليهم( .
ض ب ِالْأَ ن ْوَارِ وَم ُنَوّر ُ قُلُوبَ ال ْمُؤْم ِنينَ ب ِال ْهِد َايَة ِ وَس ََم ّاه ُ نُور ًا فَق َا َ
ل ات و َالْأَ ْر ِ
سم َو َ ِ ي خالِق ُه ُ أَ ْو م ُنوّر ُ ال َ ّ الن ّور ُ وَمَعْنَاه ُ ذ ُو ُ
الن ّورِ أَ ْ وَم ِنْ أَ سْمَائِه ِ تَع َالَى ُ
ُوح أمره ك ل ِوُض ِ ي بِذ َل ِ َ
ل ف ِيه ِ )و َسِر َاج ًا منيرا( سُم ّ َ ل الْقُر ْآنُ و َقَا َ ل مُحَم ّدٌ و َق ِي َ الل ّه ِ نُور ٌ وَك ِت َ ٌ
اب م ُبِينٌ( ق ِي َ )ق َ ْد ج َاءَك ُ ْم م ِ َ
ن َ
__________
واحد مائة وعشرين سنة وعاش حسان ستين سنة في الجاهلية وستين سنة في الإسلام وقد شاركه في العيش ستين في الجاهلية وستين
Shamela.org ١١٨
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
في الإسلام حكيم بن حزام ولم يذكر ابن الصلاح غيرهما ،وزيد عليه حو يطب بن ع َبد ال ْع َُز ّى القرشى ،وسعيد بن يربوع القرشى وحمنن
-بفتح الحاء المهملة وسكون الميم وفتح النون الأولى -بن عوف القرشى أخو عبد الرحمن بن عوف ومخرمة بن نوفل القرشى الزهري
)قوله وشق له( بفتح الشين المعجمة.
)*(
شاهِد ُ عَلَى عِبَادِه ِ يَوْم َ الْق ِيَامَة ِ وَس ََم ّاه ُ وب المؤمنين والعارفين بما جاء به * وَم ِنْ أَ سْمَائِه ِ تَع َالَى ال َش ّه ِيد ُ وَمَعْنَاه ُ ال ْع َالِم ُ و َق ِي َ
ل ال َ ّ ن نُب َو ّتِه ِ و َتَنْوِير ِ قُل ُ ِ
و َبَيَا ِ
ل عليكم شهيدا( و َه ُو َ بِمَعْن َي الأَ َ ّو ِ
ل * وَم ِنْ أَ سْمَائِه ِ تَع َالَى الـْكَر ِيم ُ وَمَعْنَاه ُ ل )و َيَكُونَ َ
الر ّسُو ُ )إ َن ّا أَ ْرسَل ْنَاك َ شَاهِدًا( و َقَا َ
ل ِ
شَه ِيدًا وَشَاهِدًا فَق َا َ
)إ َن ّه ُ لَقَو ْ ُ
ل رسول ل الْعَف ُ ُو ّ قيل الْعَل ِ ُيّ و َفِي الْحَد ِ
ِيث ال ْمَرْوِيّ فِي أَ سْمَائِه ِ تَع َالَى الْأَ ك ْرَم ُ وَس ََم ّاه ُ تَع َالَى كَر ِيمًا بِقَو ْلِه ِ ِ ل و َق ِي َ
ل ال ْمُفْضِ ُ
ال ْـكَث ِير ُ ا ْلخـَيْر ِ و َق ِي َ
س َل ّم َ )أَ ن َا أَ ك ْرَم ُ ل صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل و َقَا َ
جبْر ِي ُ
ل ِ
ل مُحَم ّدٌ و َق ِي َ
كريم( ق ِي َ
س َل ّم َ * وَم ِنْ أَ سْمَائِه ِ تَع َالَى الْع َظيم ُ وَمَعْنَاه ُ الجليل الشأن الذي كل شئ دونه وقال ح ّقه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ وَلَد ِ آدَم َ( وَم َعانِي الاس ْ ِم صَ ح ِيح َة ٌ فِي َ
ق عَظ ٍِيم( ووقع في أول سفر من التوراة عن إسماعيل وسيلد عظيما لأمة عظيمة فهو عظيم الل ّه عليه وسلم )و َِإ َن ّ َ
ك لَعَلَى خ ُل ُ ٍ في النبي صلى َ
ن
خطَرِه ِ و َنَفَى عَن ْه ُ تَع َالَى فِي الْقُر ْآ ِ
َظيم َ حه ِ ا ْل ُأ َمّة َ ب ِال ْهِد َايَة َ
والت ّعْل ِيم أَ ْو لِق َ ْهرِه ِ أَ عْد َاءه ُ أَ ْو ل ِع ُلُو ّ مَنْزِلِتِه ِ عَلَى ال ْب َشَر ِ وَع ِ س َل ّم َ ِإ َمّا ل ِإصْ لا ِ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
َ
طلـِ ـ ُع يكنه الشئ الْع َالِم ُبِ حَق ِيق َتِه ِ و َق ِي َ
ل مَعْنَاه ُ ل )وَم َا أَ ن ْتَ عَلَيْه ِ ْم بجبار( ومن أسمائه تعالى الْخبَ ِير ُ وَمَعْنَاه ُ ال ْم ُ َ ّ الت ّكَ ُب ّر ِ التي ل َا تلَِي ُ
ق بِه ِ فَق َا َ جَبْر َِي ّة َ َ
ن الل ّه تَع َالَى َ
)الر ّحْم َ ُ ل َ ال ْمُخْب ِر ُ و َقَا َ
س َل ّم َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ س َل ّم َ والمسؤول الْخبَ ِير ُ ه ُو َ َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل غَي ْر ُ َ ل الْق َاض ِي بَك ْر ُبن العلاء المأمور ب ِال ُ ّ
سؤَا ِ فَاسْ أَ لْ بِه ِ خَب ِير ًا( قَا َ
ل ل ِأَ َن ّه ُ عَالِم ٌ عَلَى غَايَة ٍ م ِ َ
ن ال ْعِلْم ِ الل ّه تَع َالَى ف َ َ
الن ّبِيّ خَب ِير ٌ ب ِال ْو َجْ ه َيْنِ ال ْم َ ْذكُوري ْ ِن ق ِي َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عليه وسلم والمسؤول ه ُو َ َ ل َ ل ال َ ّ
سائ ِ ُ ل غَي ْرُه ُ ب َ ِ
و َقَا َ
مخـْبِر ٌ ل ِ ُأ َمّتِه ِ بِمَا ُأذِنَ لَه ُ فِي ِإع ْلامِه ِ ْم بِه ِ وَم ِنْ أَ سْمَائِه ِ تَع َالَى الْف ََت ّا ُ
ح وَمَعْنَاه ُ الْحا َكِم ُ بَيْنَ عِبَادِه ِ أَ ْو ِيم مَعْرِفَتِه ِ ُ
ن ع ِل ْمِه ِ وَعَظ ِ
الل ّه من مَكْن ُو ِ
بِمَا أَ ع ْلَم َه ُ َ
Shamela.org ١١٩
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
الل ّه تعالى
َف َح و َق َ ْد وَص َ كن ْتُ مَو ْلاه ُ ،فَعَلِيّ ٌ مَو ْلاه ُ ،وَم ِنْ أَ سْمَائِه ِ تَع َالَى الْعَف ُ ُو ّ وَمَعْنَاه ُ َ
الصّ ف ُو ُ س َل ّم َ )من ُ ل صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ب ِال ْمُؤْم ِنِينَ( و َقَا َ
ل و َق َ ْد سَأَ لَه ُ ع َنْ قَو ْلِه ِ )خُذِ
جبْر ِي ُ
ل لَه ُ ِ
ْف عَنْه ُ ْم واصفح( و َقَا َ
ل )فَاع ُ
ل )خُذِ الْعَفْو َ( و َقَا َ نو َ
َالت ّوْر َاة ِ و َأَ م َرَه ُ ب ِالْع َ ْفوِ فَق َا َ بَهَذ َا نَب َِي ّه ُ فِي الْقُر ْآ ِ
ْس بِف َّظ وَل َا غَلِيظٍ و َلـَكِنْ يَعْف ُو و َيَصْ فَحُ.
صف َتِه ِ :لَي َ
ِيث ال ْمَشْه ُورِ فِي ِ
ل فِي الْحَد ِ ل فِي َ
الت ّوْر َاة ِ و َال ِْإنْ ج ِي ِ الْعَفْو َ( قال أن تعفوا ع ََم ّنْ ظَلَم َ َ
ك و َقَا َ
الل ّه لم َِنْ أر َاد َ من عِبَادِه ِ و َبِمَعْن َي الد ّلالَة ِ و َال ُد ّعَاء ِ قال الل ّٰه تعالى )والل ّٰه يدعوا ِإلَى د َارِ ال َ ّ
سلا ِم وَم ِنْ أَ سْمَائِه ِ تَع َالَى الهادى وهو معنى تَو ْف ِيق َ
ل فِي تَفسير طه َإن ّه ُ ي َا طَاه ِر ُ ي َا هادي يَعْني َ
الن ّبِيّ ن الميل وقيل من التقديم و َق ِي َ ل الجم َِيع م ِ َ
و َيَهْدِي م َنْ يَش َاء ُ ِإلَى صراط مستقيم( و َأصْ ُ
ل ف ِيه ِ )وَد َاعِيًا إلى الل ّٰه بإذنه( فَالل ّٰه تَع َالَى
ك لَتَهْدِي ِإلَى صِر َاطٍ مُسْتَق ٍِيم( و َقَا َ الل ّه ُ عَلَيْه ِ وسلم وقال تَع َالَى لَه ُ )و َِإ َن ّ َ
صَلَ ّى َ
ق عَلَى غَيْرِه ِ تَع َالَى الل ّه َ يَهْدِي م َنْ يَش َاءُ( وبِمَعْن َي الد ِّلالَة ِ يُطْل ِ ُ ك لا تَهْدِي م َنْ أَ حْ بَب ْتَ و َلـَك َِنّ َ )إ َن ّ َ
الل ّه ُ تَع َالَى ِ
ل َ مخ ْت َّص ب ِال ْمَعْن َى الأَ َ ّولِ ،قَا َ ُ
ص ّدِقُص ّدِقُ قَو ْلُه ُالْح َقّ و َال ْم ُ َص ّدِقُ وَعْدَه ُ عِبَادَه ُ و َال ْم ُ َ
ح ّقِه ِ تَع َالَى ال ْم ُ َ
ن فِي َ
حدٍ فَمَعْن َى ال ْمُؤْم ِ ِ
ل هُمَا بِمَعْن ًى و َا ِ
ن ق ِي َن ال ْمُهَيْمِ ُ
وَم ِنْ أَ سْمَائِه ِ تَع َالَى ال ْمُؤْم ِ ُ
ل ِعبَادِه ِ )(١ - ١٦
ن بِمَعْن َي الأَ م ِينِ
ل ال ْمُهَيْمِ ُ ن عِبَادَه ُ فِي ال ُد ّن ْيَا من ظُل ْمِه ِ و َال ْمُؤْم ِنينَ فِي الآ ِ
خرَة ِ من عَذ َابِه ِ و َق ِي َ ل ال ْمُؤْم ِ ُ
حّد ُ ن َ ْفسَه ُ و َق ِي َ
ل ال ْم ُو َ ِ
ال ْمُؤْم ِنينَ وَرُسُلِه ِ و َق ِي َ
Shamela.org ١٢٠
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
في التهذيب هذا لا يصح لأنه ليس في أسماء الل ّٰه تعالى اسم مبنى ولا غير معرب وأيضا أسماء الل ّٰه لا ٺثبت إلا بالقرآن أو السنة المتواترة
وقد عدم الطر يقان )قوله من خندف( بكسر الخاء المعجمة وقد تقدم )*(
)فصل( ٢.٣.١٥
ن ال ُذ ّن ُ ِ
وب و َيُت َن َز ّه ُ ب ِا َت ّبَاعِه ِ عَنْهَا كما قال خر َ( أَ وِ ال َ ّذ ِي يُتَطَ َهّر ُبِه ِ م ِ َ
ك وَم َا ت َأَ َ ّ
الل ّه ُ م َا تَق َ َ ّدم َ م ِنْ ذَن ْب ِ َ
ك َ ن ال ُذ ّن ُ ِ
وب كما قال تَع َالَى )لِيَغْف ِر َل َ َ ال ْمُطَ َهّر ُ م ِ َ
َاف ال َد ّنِيئَة ِ.
ق ال َذ ّم ِيمَة ِ و َالْأَ ْوص ِ ات ِإلَى النور( أَ ْو يكون مُق َ َ ّدسًا بِمَعْن َي مُطَهّرًا م ِ َ
ن الْأَ خْلَا ِ ن ال ُ ّ
ظلُم َ ِ تعالى )ويزكيهم( وقال )و يخرجهم م ِ َ
ل تَع َالَى )وَل َِل ّه ِ ال ْع َِز ّة ُ و َل ِرَسُولِه ِ( أَ ي الامْت ِنَاع ُ وَج َلالَة ُ
وَم ِنْ أَ سْمَائِه ِ تَع َالَى الْعَزِيز ُ وَمَعْنَاه ُ ال ْمُمْتَن ِـ ُع الْغ َال ِبُ أَ و ال َ ّذ ِي ل َا نَظ ِير َ لَه ُأَ و ال ْم ُع ُِز ّ لِغَيْرِه ِ و َقَا َ
ل )يُبَش ِّر ُه ُ ْم ر َ ُ ّبه ُ ْم ب ِرَحْمَة ٍ منه ورضوان( وقال )أن الل ّٰه يبشرك بيحيى * وبكلمة
الل ّه تَع َالَى ن َ ْفسَه ُ ب ِال ْبِشَارَة ِ و َالنّذ َارَة ِ فَق َا َ
َف َالْق َ ْدرِ و َق َ ْد وَص َ
ن
ْض ال ْمُفَس ِّر ِي َ
ل مَعْصِ يتَه ِ وَم ِنْ أَ سْمَائِه ِ تَع َالَى ف ِيم َا ذَك َرَه ُ بَع ُ ي م ُب َ َش ّر ًا ل ِأَ ه ْ ِ
ل طَاع َتِه ِ و َنَذِير ًا ل ِأَ ه ْ ِ الل ّه ُ تَع َالَى م ُب َ َش ّر ًا و َنَذِير ًا و َبشِير ًا أَ ْ
منه( وَس ََم ّاه ُ َ
ف وَك ََر ّم َ. طه ويس و َق َ ْد ذَك َر َ بَعْضُه ُ ْم أَ يْضًا أَ َ ّنهُم َا من أسْمَاء ِ مُحَم ّد صلى الل ّٰه تعالى عَلَيْه ِ وعلى آلِه ِ و َ َ
س َل ّم َ و َش َ َرّ َ
ل و َأَ خْ ت ِم ُ بِهَا هَذ َا الْقِسْم َ و َ ُأزِيح ُ ال ِْإشْ ك َا َ
ل بها ف ِيم َا )فصل( قال القاضي أبو الفضل وفقه الل ّٰه تَع َالَى و َه َا أَ ن َا أَ ْذك ُر ُ نُكْت َة ً ُأذ َي ِّ ُ
ل بِهَا هَذ َا الْف َصْ ِ
الل ّه تَع َالَى ج َ َ ّ
ل اسْم ُه ُ ن َ التمّ ْو يه ِ و َه ُو َ أ ْن يَعْتَقِد َ أَ َ ّ
الت ّشْب ِيه ِ و َت ُز َحزح ُه ُ ع َنْ شُبَه ِ َ
سق ِِيم الْف َ ْه ِم تخلصه من مَهَاوِي َ
ِيف ال ْوَه ْ ِم َ تَق َ َ ّدم َ ع َنْ ك ُ ّ ِ
ل ضَع ِ
__________
)قوله أذيل( بضم الهمزة وفتح الذال المعجمة وتشديد المثناة التحتية المكسورة )قوله وأزيح( بضم الهمزة وكسر الزاى وفى آخره حاء
مهملة :أي أبعد )*(
ن م َا ج َاء َ م َِم ّا أَ طْ لَق َه ُ ال َش ّرْع ُ عَلَى الْخَال ِ ِ
ق مخ ْلُوقَاتِه ِ وَل َا يُش ََب ّه ُ بِه ِ و َأ َ ّ
شي ْئًا من َ
صف َاتِه ِ ل َا يُشْب ِه ُ َ
حسْن َى أَ سْمَائِه ِ و َعَلَيّ ِ
كبْر ِي َائِه ِ وَم َلـَكُوتِه ِ و َ ُ
فِي عَظَم َتِه ِ و َ ِ
ك ن ذ َاتَه ُ تَع َالَى ل َا تُشْب ِه ُ ال َذ ّ ِ
وات كَذَل ِ َ كماِ أَ َ ّ
ق فَ َ
َات ال ْمَخْلُو ِ
صف ِِلاف ِ
صف َاتُ الْقَدِيم بِ خ ِ
ق فَلَا تَش َابُه َ بَيْنَهُم َا فِي المَعْن َي الْحَق ِيقِيّ ِ :إ ْذ ِ
و َعَلَى ال ْمَخْلُو ِ
الل ّه عَنْه ُ ْم و َق َ ْد ف َس ّر َ ال ِْإم َام أَ بُو الْق َاس ِ ِم الْقُشَيْر ُِيّ رَحِم َه ُ َ
الل ّه قَو ْلَه ُ ل الْحَقّ وال ُ ّ
س َن ّة ِ و َا ْلجم ََاعَة ِ رَضِي َ َ كل ّه ُ مَذْه َبُ أَ ه ْ ُصف َة ٌ ق َديم َة ٌ و َهَذ َا ُ ال ْمُحْدثَة ِ ِ
كي َْف ل َ
الت ّوْحِيدِ و َ َ ِـع مَسَائ ِ ِ ل عَلَى جَوام ِ هَذ َا لِيَز ِيدَه ُ بَيَان ًا فَق َالَ :هَذِه ِ الْحِك َايَة ُ تَشْتَمِ ُ
__________
ن)قوله وعلى صفاته( بضم العين المهملة وفتح اللام وفى بعض النسخ بفتح العين المهملة وكسر اللام وتشديد المثناة التحتية )قوله ع َ ِ
الْأعْرَاض والأغراض( كلاهما بالضاد المعجمة وأحدهما بالغين المعجمة والآخر بالمهملة )قوله ولل ّٰه در( في الصحاح الدر اللبن يقال
في الذم لا در دره أي لا كثر خيره وفى المدح لل ّٰه دره أي علمه )*(
ل وَل َا
ص َ
ح َ ْس أَ ْو د َف ِْع ن َ ْق ٍ
ص َ ْب ُأن ٍ
ق و َه ُو َ لِغَيْر ِ ج َل ِ
ل الْخَل ْ ِ
هي َ ب ِوُجُودِه َا مُسْتَغْن ِية ٌ وكِيف يُشْب ِه ُ فِعْلُه ُ فِعْ َ
َات و َ ِ
تُشْب ِه ُ ذاتُه ُ ذ َاتَ ال ْمُحْد َث ِ
ل آخر ُ من مَشَايِ خنَا :م َا تَو َ َه ّم ْتُم ُوه ُ ب ِأَ وْه َام ِ ِكم ْ
ج ع َنْ هَذِه ِ ال ْوُجُوه ِ ،و َقَا َ
ق ل َا يَخ ُر ُ ُ
ل الْخَل ْ ِ
جد َ وَل َا بِمُبَاشرَة ٍ وَمُع َالَجَة ٍ َظه َر َ و َفِعْ ُ
ض وُ ِ
بِ خ َوَاطِر و َأَ غْرَا ٍ
Shamela.org ١٢١
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ن الْمِصْر ِيّ ( هو الزاهد العارف أربع سنين فلذا قيل له إمام الحرمين ثم عاد إلى نيسابور ،توفى سنة ثمان وسبعين وأربعمائة )قوله ذي ُ
الن ّو ِ
اسمه يونان بن إبراهيم الإخميمى كان أبوه نونيا توفى سنة خمس وأربعين ومائتين )قوله والفصل الآخر( هو قوله وما يصور في وهمك
صن ْع ُه ُ وَل َا ع ِلَ ّة َ والثالث قوله أن يعلم أن قدر الل ّٰه فِي الأشْ يَاء ِ بِلَا علاج وصنعه بلا مزاج )*(
والثانى قوله وعلة كل شئ ُ
الباب الرابع ففيما أظهره الل ّٰه تعالى على يديه من المعجزات وشرفه به من الخصائص والـكرامات ٢.٤
Shamela.org ١٢٢
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
)*(
ك هَؤْل َاء ِ ل لَه ُ أَ ع ِ ْد عَل َيّ كَل ِمَات ِ َ ك لَه ُ و َأَ َ ّ
ن مُحَم ّدًا عَبْدُه ُ وَرَسُولُه ُ قَا َ الل ّه ُ وَحْدَه ُ ل َا شَر ِي َ م ُضِ َ ّ
ل لَه ُ وَم ِنْ يُضْ لِلْ فَلا ه َادِيَ لَه ُ و َأَ شْهَد ُ أَ ْن لا ِإله َ ِإلا َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِالن ّب ِ َيّ صَلَ ّى َ
ل لَه ُ طَارِقٌ ف َأخْبَر َ َأن ّه ُ ر َأَ ى َ ل م َِن ّا يُق َا ُ ش َ ّدادٍ ك َانَ رَج ُ ٌن َ ل ج َام ِـ ُع ب ْ ُ َات يَدَك َ ُأب َايِعْكَ( و َقَا َ
فَلَق َ ْد بلغان قاموسي ال ْب َحْ رِ ه ِ
ل بِك َ ْم قلُ ْنَا بِكَذ َا وَكَذ َا و َسْ قًَا م ِنْ تَمْرٍ ف َأخَذ َ بِ خِطَامِه ِ وَسَار َ ِإلَى ال ْمَدِينَة ِ فَق ُل ْنَا ل هل معكم شئ تييعونه قلُ ْنَا هَذ َا ال ْب َع ِير ُ قَا َ س َل ّم َ ب ِال ْمَدِينَة ِ فَق َا َ
وَ َ
ت أَ ن َا ضَام ِن َة ٌ
ل ل َا ن َ ْدرِي م َنْ ه ُو َ وَمَع َنَا ظَع ِين َة ٌ فَق َال َ ْ
بِعْنَا م ِنْ رَج ُ ٍ
س َل ّم َ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ل رَسُو ِ
ل أَ ن َا رَسُو ُ
ل بِتمَْرٍ فَق َا َ
ِيس بِك ُ ْم ف َأَ صْ ب َحْ نَا فَجَاء َ رَج ُ ٌ
يخ ُل الْقَمَرِ لَيْلَة َال ْب َ ْدرِ ل َا َ
ل مِث ْ َ
ن ال ْب َع ِير ِ ر َأَ ي ْتُ وَجْه َ رَج ُ ٍ
لِثم َ َ ِ
الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ ل َ ك ع ُمَانَ لَم ّا بلََغ َه ُ أَ َ ّ
ن رَسُو َ ِإلَيْك ُ ْم ي َأْ م ُرك ُ ْم أ ْن ت َأْ ك ُلُوا م ِنْ هَذ َا َ
التمّْرِ و َتَكْتَالُوا ح ََت ّى تَسْتَو ْف ُوا فَفَعَل ْنَا ،و َفِي خ َبَر ِ الْجل َُنْد َى م َل ِ ُ ُ
__________
)قوله قاموس البحر( بالقاف والميم قال ابن قرقول عند السجزى قاموس البحر وعند العذري قاعوس البحر وذكره الدمشقي قاموس
البحر وهو الذى يعرفه أهل اللغة ورواه أبو داود قاموس أو قابوس على الشك في الميم والباء قال والمعول من هذا كله على قاموس أو
قاعوس وقال أبو عبيدة قاموس البحر وسطه وقال أبو الحسين بن سراج :قاعوس البحر الصحيح كأنه من القصس وهو دخول الظهر
وتعمقه أي إن كلماتك بلغت عمقه ولجته الداخلة )قوله هات( بكسر المثناة الفوقية )قوله ظعينة( أي امرأة وأصله الهودج الذى يكون
فيه المرأة ثم سميت به المرأة قيل ولا يقال للمرأة ظعينة إلا إذا كانت راكبة )قوله لا يخيس( بالخاء المعجمة مضارع خاس أي غدر،
و يقال أيضا يخوس )قوله الجلندى( بضم الجيم وفتح اللام وسكون النون بعدها دال مهملة ،في الصحاح جلندا بضم الجيم مقصورا اسم
ملك عمان بضم العين وتخفيف الميم ،وفى القاموس وجلندى بضم أوله اسم ملك عمان ووهم الجوهرى فقصره.
)*(
)فصل( اعلم أن الل ّٰه جل اسمه قادر على خلق المعرفة في قلوب عباده ٢.٤.١
Shamela.org ١٢٣
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ض مَعْنَاه ُ أَ َ ّ
ن لَه ُ رُت ْب َة ً شَر ِيف َة ً ن الْأَ ْر ِ ن ُ
الن ّب َُو ّة ِ و َه ُو َ م َا ارْتَف َ َع م ِ َ ل و يَكُونُ عِنْد َ من ل َ ْم يَه ْمزْه ُ م ِ َ
ل بِمَعْن َي فَاع ِ ٍ
الل ّه عَلَيْه ِ ف َع ِي ٌ
وَم ُنَب ّئًا بِمَا أَ طْ لَع َه ُ َ
ل و َل َ ْم ي َأْ ِ
ت س ُ
ل فَه ُو َ ال ْمُر ْ َ ن و َأَ َمّا َ
الر ّسُو ُ ح َ ّقه ِ مُؤ ْتلَِف َا ِ
وَمَك َانَة ً نَب ِيه َة ً عِنْد َ مَوْل َاه ُ منيفة قالو صفان فِي َ
اس أَ ْرسَال ًا
الن ّ ُ الت ّت َ ِ
ابع وَمِن ْه ُ قَو ْلُه ُ ْم جاء َ ن َ الل ّغَة ِ إ َلّا ن َادِر ًا و َإ ْرسَالُه ُأمْر الله لَه ُب ِالإ ب ِ
ْلاغ ِإلَى من أَ ْرسَلَه ُإليْه ِ و َاشْ تِق َاقه ُ م ِ َ ل فِي ُ
ل بِمَعْن َي م ُ ْفع َ ٍ
ف َع ُو ٌ
ِ ُ َّ
ل هُمَا سَوَاء ٌ
ف ال ْع ُلَمَاء ه َل َ
الن ّبِيّ والرسول بِمَعْن َي أَ ْو بِمَعْنَيَيْنِ فَق ِي َ ُ الت ّبْلِيغ أَ ْو ُألْز ِ
ِمت ا ْل ُأ َمّة ُ اتّبَاع َه ُ و َاخْ تَل َ َ إذ َا تَب َع بَعْضُه ُ ْم بَعْضًا فَك َأَ َن ّه ُ ُألْزِم َ تَكر ِير َ َ
ل وَل َا
ل مَع ًا ،قَا َ
ل و َلا نبى( فَق َ ْد أَ ث ْب َتَ لَهُم َا ال ِْإ ْرسَا َ
ك م ِنْ رَسُو ٍ ن ال ِْإن ْبَاء ِ و َه ُو َ ال ِْإع ْلَام ُ و َاسْ تَد َُل ّوا بِقَو ْلِه ِ تَع َالَى )وَم َا أَ ْرسَل ْنَا م ِنْ قَب ْل ِ َ
و َأَ صْ لُه ُ م ِ َ
ل و َه ُو َ الْأَ مْر ب ِال ِْإنْذ َارِ و َال ِْإع ْلَا ِمجتِهَا و َاف ْتَر َقَا فِي زِ يادَة ِ الر ِ ّسَالَة ِ ل ِ َلر ّسُو ِ
حوْزِ دَر َ َ
ك وَ َ اص ُ
الن ّب َُو ّة ِ أَ و الر ّفْعَة ِ لم َِعْرِفَة ِ ذَل ِ َ بِ خ َو َ ّ
يغ قَالُوا و َال ْمَعْن َى وَم َا أَ ْرسَل ْنَا من ن تَك ْرَار ُهُمَا فِي الْك َلَام ال ْبَل ِ ِ
حس ُ َ حدًا لَم ّا َ شي ْئًا و َا ِ
ق بَيْنَ الاسْمَينِ و َلَو ْ ك َان َا َ ن الآيَة ن َ ْفسِه َا َ
الت ّ ْفرِ ي ُ كَمَا قلُ ْنَا و َحُ َ ج ّتُه ُ ْم م ِ َ
خر ُه ُ ْم
ل آدَم ُ وآ ِ
س ِ ل ُ
الر ّ ُ ْس ك ُ ُ ّ
ل نَبِ ّي رَسُول ًا و َأَ َ ّو ُ ل نَبِ ّي و َلَي َ ل رَسُو ٍ ن كُ َ ّ َالصّ ح ِ
ِيح و َال َ ّذ ِي عَلَيْه ِ ا ْلجم َ ّاء ُ الْغَف ِير ُ أَ َ ّ اغ و َال ِْإنْذ َارِ و َوإن ُأم ِر ب ِالْإ ب ْل َ ِ
َ ِ
ن رسل منهم ثلثمائة ْف و َأَ رْبَع َة ٌ وَعِشْر ُونَ أَ ل َْف نَبِ ّي وَذَك َر َأَ َ ّ
ن الْأَ ن ْب ِيَاء م ِائَة أَ ل ٍ الل ّه عَن ْه ُ أَ َ ّس َل ّم َ و َفِي حَدِيث أَ بِي ذَرّ رَضِيَ َ مُحَم ّدٌ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
ل و َأَ َمّا
ْس عَلَيْه ِ تَعْوِ ي ٌ
ل لَي َ
ل لَه ُ ْم وَتَهْوِ ي ٍ
فِي ت َ ْطوِ ي ٍ
__________
)قوله الجماء الغفير( في الصحاح قولهم جاؤا جما غفيرا والجماء الغفير وجماء الغفير بالمد في الجماء أي جاؤا بجماعتهم الشر يف والوضيع ولم
يتخلف أحد منهم وكان فيهم كثرة )قوله الـكرامية( نسبه إلى محمد بن كرام بفتح الكاف وتشديد الراء كذا قيده ابن ماكولا والسمعاني
وغير واحد وهو الجارى على الألسنة وأنكره محمد بن الهيضم وغيره من الـكرامية وحكى فيه ابن الهيضم وجهين أحدهما التخفيف وفتح
الكاف وذكر أنه المعروف في ألسنة مشايخهم وزعم أنه بمعنى كريم أو بمعنى كرامة والثانى التخفيف وكسر الكاف على لفظ جمع كريم
وحكى هذا عن أهل سجستان قال ابن الصلاح ولا يعول على الأول وهو ما رواه السمعاني في الأنساب قال وكان والده يحفظ الـكرم
فقيل له كرام قال الذهبي وفيما قاله السمعاني نظر فإن كلمة كرام علم على والد محد سواء )*(
ِب و َال َ ّلح ُْظ سُرْع َة ُ إشراتهما وَمِن ْه ُ قَو ْلُه ُ تَع َالَى )ف َأَ ْوحَى ِإلَيْه ِ ْم أَ ْن سَبِّحُوا بُك ْرَة ً وَعَش ًِي ّا( ي الْخ َُ ّط و َحْ يًا ل ِسُرْعَة ِ حَركَة ِ يَدِ ك َاتبِِه وَو َ ْ
حي ُ الْحا َج ِ وَسُم ّ َ
ل ال ْوَحْي الس ّ ُرّ وال ِْإخْ ف َاء ُ وَمِن ْه ُ سُم ّي ال ِْإل ْهَام ُ و َحْ يًا وَمِن ْه ُ ل كَت َبَ وَمِن ْه ُ قَو ْلُهُم ُ ال ْوَح َا ال ْوَح َا أي السرعة ال ُس ّرْع َة َ و َق ِي َ
ل أَ صْ ُ ي أَ ْوم َأ وَرَم ََز و َق ِي َ
أَ ْ
حي ْنَا ِإلَى ُأ ِمّ موسى( أي ُألْقِ َي فِي قَلْبِهَا و َق َ ْد
صد ُورِه ِ ْم وَمِن ْه ُ قَو ْلُه ُ )و َأَ ْو َ
ي يُو َسْ وِسُونَ فِي ُ ن ال َ ّ
شيَاطِينَ لَي ُوحُونَ ِإلَى أَ وْلِيَائِهِمْ( أَ ْ قَو ْلُه ُ تَع َالَى )و َِإ َ ّ
سطَة ٍ.
ي م َا يلُْق ِيه ِ فِي قَل ْبِه ِ د ُونَ و َا ِ
الل ّه ُ ِإلا و َحْ يًا( أَ ْ
ك فِي قَو ْلِه ِ تَع َالَى )وَم َا ك َانَ لِب َشَرٍ أَ ْن يُكَل ِّم َه ُ َ
ل ذَل ِ َ
ق ِي َ
ْب ه ُو َ من نَو ِْع
هي َ عَلَى ضَرْبَيْنِ ضَر ٌ
ن بِمِثْلِه َا و َ ِ
ن الْإت ْيَا ِ
ق عَجَز ُوا ع َ ِ ت بِه ِ الْأَ ن ْب ِيَاء ُ مُعْجِزَة ً ه ُو َ أَ َ ّ
ن الْخَل ْ َ )فصل( اعلم أَ َ ّ
ن مَعْن َي ت َ ْسمِيَت ِنَا م َا ج َاء َ ْ
ل القرآن
ن بِمِث ْ ِ
ن الإت ْيَا ِ
َوت و َتَعْجِيزِه ِ ْم ع َ ِ
صدْق نَب ِي ّه كَصَرْفِه ِ ْم ع َنْ تَم َن ّي ال ْم ِ ل لل ّٰه د َ َ ّ
ل عَلَى ِ ق ُ ْدرَة ِ ال ْب َشَر ِ فَعَجَز ُوا عَن ْه ُ فَتَعْجِيز ُه ُ ْم عَن ْه ُ فِعْ ٌ
__________
عمل في الـكرم أو لم يعمل ،وأقول هذا لا يضر السمعاني لجواز أن يكون صار علما عليه بالغلبة لعمله في الـكرم وهو صبى وهجر ما وضع
Shamela.org ١٢٤
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
علما عليه بعيد الولادة وكان ابن كرام سجن بنيسابور ثمانية أعوام لأجل بدعته ثم أخرج فسار إلى بيت المقدس ومات بالشام في صفر
سنة خمس وخمسين ومائتين )قوله الوحا( بفتح الواو والحاء المهملة في الصحاح والوحا السرعة تمد وتقصر ،و يقال الوحا الوحا بمعنى
البدار )*(
خر َاج ن َاقَة ٍ من ن بِم ْثِلِه ِ ك َإحْ يَاء ِ ال ْم َوتَى و َقَل ِ
ْب ال ْعَصَا ح ََي ّة ً و َِإ ْ ج ع َنْ ق ُ ْدرِتِه ْم فَل َ ْم ي َ ْقدِر ُوا عَلَى الإت ْيَا ِ ْب ه ُو َ خ َارِ ٌ نحْوِه ِ و َضَر ٌ عَلَى ر َأْ ي بَعْضِه ِ ْم و َ َ
ات ث َُم ّ
ن ال ْمُعْجِز َ ِ َات مِن ْه ُ بعددها و َق َ ْدرِه َا مُعْجِزَة ٌ ث َُم ّ ف ِيهَا ن َ ْفسِه َا مُعْجِز َ ٌ
ات عَلَى م َا سَنُف َصّ لُه ُ ف ِيم َا انْطَو َى عَلَيْه ِ م ِ َ الـكوثر( فَك ُ ُ ّ
ل آيَة ٍ أَ ْو آي ٍ
ظه ُورِه ِ من ن فَلَا م ِر يَة َ ولا خلاف بمجئ َ
الن ّبِيّ بِه ِ و َ ُ ل ِإلَي ْنَا متواتر ك َالْقُر ْآ ِ س َل ّم َ عَلَى ق ِ ْ
سم َيْنِ قِسْمٌ مِنْهَا عُل ِم َ ق َ ْطع ًا و َنُق ِ َ مُعْجِزاتُه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
ْ
حدِين فِي س َل ّم َ فِي ال ُد ّن ْيَا و َِإ َن ّمَا ج َاء َ اع ْتِر ُ
َاض الْجا َ ِ حدٌ فَه ُو َ كِ َإنْك َارِه ِ وُجُود َ مُحَم ّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ق ِبَلِه ِ و َاسْ تِدَل َالِه ِ بِ ح َُجّ تِه ِ و َِإ ْن أَ ن ْك َر َهَذ َا مُع َانِد ٌ ج َا ِ
سه ِ ل َا يُوجِبُ ال ْعِلْم َ وَل َا ي ُ ْقطَ ُع بَصِ َحّ تِه ِ و َالْقِسْم ُ الثاني م َا ل َ ْم يَب ْلُغْ مَب ْل َ َغ ال َض ّر ُورَة ِ و َالْقَط ِْع و َه ُو َ عَلَى نَو ْعَيْنِ نَوْعٌ هَذ َا و َِإ ْن ك َانَ ك ُ ُ ّ
ل خ َبَرٍ بنِ َ ْف ِ
طع َا ِم و َنَوْعٌ سِيَر ِ و َالْأَ خْ بَارِ كَنَب ِْع ال ْمَاء ِ من بَيْنَ الْأَ ص ِ
َابع و َتَكِثير ِ ال َ ّ شتَه ِر ٌ مُن ْتَشِر ٌ رَو َاه ُ الْعَدَد ُ وَشَاعَ ا ْلخـب َر ُ بِه ِ عِنْد َ ال ْم ُحَدّثِينَ و ُ
َالر ّو َاة ِ و َنَق َلَة ِ ال ّ مُ ْ
ن وَرَو َاه ُ الْعَدَد ُ ال ْيَسِير ُ و َل َ ْم يَْشتَهِرِ اشْ تِهَار َ غَيْرِه ِ لـَك َِن ّه ُ إذ َا جُم ِـ َع ِإلَى مِثْلِه ِ اتْفَق َا فِي ال ْمَعْن َى و َاجْ تَمَع َا عَلَى ال ِْإت ْيَا ِ
ن مِن ْه ُ اخْ ت َ َّص بِه ِ ال ْوَا ِ
حد ُ و َالاث ْنَا ِ
بالمعجز
__________
)قوله حاتم( هو والد عدى بن حاتم هلك عن كفره وقدم ابنه عدى سنة تسع في شعبان وكان نصرانيا فأسلم )قوله عنترة( هو ابن
معاو ية بن شداد العبسى كان شديد السواد وأما زبيبة كانت أمه سوداء لأبيه ،كان من أشهر فرسان العرب وأشدهم بأسا )قوله
الأحنف( بفتح الهمزة وسكون الحاء المهملة وفتح النون
بعدها فاء هو ابن قيس أبو بحر التميمي اسمه الضحاك وقيل صخر ،أسلم في زمنه عليه السلام ودعا له عليه السلام ولم ٺتفق له رواية )*(
س َل ّم َ مَعْلُوم َة ٌ ب ِالْقَط ِْع َات ال ْم َأْ ثُورَة ِ عَن ْه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ صدْعًا ب ِالْحَقّ إ َ ّ
ن كَث ِير ًا من هَذِه ِ الآي ِ ل َ
ل و َأَ ن َا أَ قُو ُ كَمَا ق َ ّدمْنَاه ُ قَا َ
ل الْق َاض ِي أَ بُو الْف َضْ ِ
ق ل وَج َاء َ بر َف ِْع احْ تِم َالِه ِ صَ ح ِي ُ
ح الْأَ خْ بَارِ من طُر ُ ٍ ل ع َنْ ظَاهِرٍ إ َلّا بِد َلِي ٍ أَ َمّا انشقاق القمر قالقرآن نص بوقوعه وأحبر ع َنْ وُجُودِه ِ وَل َا يُعْد َ ُ
وب ضعفاء للمؤمنين بَلْ نُرْغِم ُ شكّ عَلَى قُل ُ ِ ل ع ُرَى الد ّي ِن وَل َا يلُ ْتَف َتُ ِإلَى سَ خَافَة ِ مُب ْتَد ٍِع يلُْقِي ال َ ّ
ن عزمنا خلاف أحرق م ُنح َ َ ّ
كَث ِيرَة ٍ وَل َا يُوه ِ ُ
ن
ن الْعَدَدِ ال ْـكَث ِير ِ م ِ َن ا ْلجم َ ّاء ِ الْغَف ِير ِ ع َ ِ الث ّق َاتُ و َالْعَدَد ُ ال ْـكَث ِير ُ ع َ ِ ك ق َِصّ ة ُ نَب ِْع الماء ونكثير ال َ ّ
طع َا ِم رَو َاه َا َ بَهَذ َا أنفه ونئبذ ب ِالْع َراء ِ سُ خْف َه ُ وَكَذَل ِ َ
ن اجْ ت ِ
َماع ال ْـكَث ِير ِ ك ك َانَ فِي مَوْطِ ِ ن ذَل ِ َ الصّ ح َابَة ِ و َأَ خْ يَارِه ِ ْم أَ َ ّ
ن الْك ََاف ّة ِ م َُت ّصِ ل ًا ع ََم ّنْ ح َ َ ّدثَ بِهَا من جُم ِلَة ِ َ َ
الصّ ح َابَة ِ ومنها م َا رَو َاه ُ الْك َاف ّة ُ ع َ ِ
Shamela.org ١٢٥
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ق و َفِي غ َْزوَة ِ بُوَاطٍ و َعُم ْرَة ِ الْحُد َي ْب ِيَة ِ وَغ َْزوَة ِ تَب ُوك َ وأمثالها من
مِنْه ُ ْم فِي يَوْم َ الْخنَْد َ ِ
__________
)قوله أخرق( بالخاء المعجمة ضد الرفيق )قوله سخافة( بفتح السين المهملة والخاء المعجمة المخففة ،يقال سخف الرجال بالضم سخفا وسخافة
أي رق عقله )قوله نرغم( بضم أوله يقال أرغم الل ّٰه أنفه ألصقه بالرغام بفتح الراء وهو التراب )قوله العراء( بفتح العين المهمة وتخفيف
ن ِإ ْسحَاقَ كانت غزوة الخندق في شوال الراء والمد هو الفضاء لاستر به )قوله سخفه( بضم السين المهملة )قوله فِي يَوْم َ الْخنَْدَقِ( قَا َ
ل اب ْ ُ
سنة خمس وقال أبو سعيد في ذى القعدة وقال ابن عقبة سنة أربع )قوله بواط( بظم الموحدة وتخفيف الواو وفى آخره طاء مهملة
جبل من جبال جهينة )قوله عمرة الحديبية( كانت في السنة السادسة سن الهجرة خرج لها رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم في
ذى القعدة وقال ابن سعد خرج إليها يوم الاثنين بهلال ذى القعدة )قوله وغزوة تبوك( كانت في السنة التاسعة )*(
مخَالَف َة ٌ ل ِ َلر ّاوِي ف ِيم َا حَك َاه ُ وَل َا ِإنْك َار ٌ ع ََم ّا ذُك ِر َ عَنْه ُ ْم أَ َ ّنه ُ ْم ر َأ ْوه ُ ،كَمَا رَو َاه ُ ن َ
الصّ ح َابَة ِ ُ ل ال ْمُسْل ِمِينَ و َمَج ِ
ْمع الْعَسَاكِر ِ و َل َ ْم يُؤ ْثَرْ ع َنْ أَ ح َد م ِ َ محَاف ِ ِ
َ
ْس ه ُنَاك َ رَغْب َة ٌ وَل َا رَه ْب َة ٌ
ِب و َلَي َ
ل و َالمُد َاه َنَة ِ فِي كَذ ٍ
ُوت عَلَى ب َاطِ ٍ
سك ِن ال َ ّ ِت مِنْه ُ ْم كَن ُ ْطقَِ ،
الن ّاطِقِِ ،إ ْذ هُم ُ ال ْم ُنَز ّه ُونَ ع َ ِ فَسُكُوتُ ال َ ّ
ساك ِ
ُوف ن ال ُ ّ
سنَنِ و َالسّي َر وَحُر ِ ض أَ شْ يَاء َ رَو َاه َا م ِ َ
ُوف لَدَيْه ِ ْم لأن ْك َر ُوه ُ كَمَا أَ ن ْك َر َ بَعْضُه ُ ْم عَلَى بَع َ ٍ
تَم ْن َعُه ُ ْم و َلَو ْ ك َانَ م َا سَم ِع ُوه ُ مُن ْك َرًا عِنْد َه ُ ْم وغير مَعْر ٍ
ل الْأَ خْ بَارِ ق ب ِالْق َ ْطعِيّ من مُعْجِزَاتِه ِ لما بَي ّ َن ّاه ُ و َأَ يْضًا ف َِإ َ ّ
ن أَ مْثَا َ الن ّوْع ُ ك َُل ّه ُ يلُ ْ َ
ح ُ ك م َِم ّا هو مَعْلُوم ٌ فهذا َ
ن وخطأ بعضهم بعضا وَو َ َه ّم َه ُ فِي ذَل ِ َ
الْقُر ْآ ِ
ل ذِكْر ِه َا كَمَا يُش َاهَد ُ
ضعْفِه َا وَخُم ُو ِ
َاف َ
كش ِن ان ْ ِ
ث مِ َ
ل ال ْب َحْ ِ
س و َأَ ه ْ ِ ل َ
الن ّا ِ ن و َت َداو ُ ِ
ل لَهَا و َبُن ِي َْت على باطل لابد م َ َع م ُرُورِ الْأَ ْزم َا ِ
التي ل َا أَ صْ َ
س َل ّم َ هَذِه ِ ال ْوَارِدَة ُ من َطرِ ي ِ
ق الآح َادِ ل َا تَزْد َاد ُ م َ َع م ُرُورِ طارئة و َأَ ع ْلَام ُ نَب ِي ِّنَا صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ِيف ال َ ّ
ن الْأَ خْ بَارِ الك َاذِبَة ِ و َالْأَ ر َاج ِ
فِي كَث ِيرٍ م ِ َ
حدِ عَلَى ِإطْ ف َاء ِ نُورِه َا إ َلّا ق َُو ّة ً
ِيف أَ صْ لِه َا و َِإجْ ه َادِ ال ْمُل ْ ِ
صه ِ عَلَى تَوْه ِينِهَا و َتَضْ ع ِ
ح ْر ِ
ن الْعَد ُ ّو و َ ِ
كثْرَة ِ َطعْ ِ
ق وَ َ
ل الف ِر ِ ن إ َلّا ُ
ظه ُور ًا ومع تَد َاو ُ ِ َ
الز ّم َا ِ
ُوب و َِإن ْبَاؤُه ُ بِمَا يَكُونُ وَك َانَ ،مَعْلُوم ٌ من آي َاتِه ِ عَلَى ا ْلجم ُْلَة ِ ب ِال َض ّر ُورَة ِ
ن ال ْغ ُي ِ
ك ِإخْ بَارُه ُ ع َ ِ ن عَلَيْهَا إ َلّا َ
حسْرَة ً و َغَلِيل ًا وَكَذَل ِ َ و َقَب ُول ًا وَل َا لِل َ ّ
طاعِ ِ
ل القائل. ل بِه ِ من أَ ئِمَت ِنَا الْق َاض ِي و َال ُأسْ تَاذ ُ أَ بُو بَكْر ٍ و َغَي ْر ُهُمَا رَحِمَه ُم َ
الل ّه وَم َا عِنْدِي أَ ْوجَبَ قَو ْ َ و َهَذ َا ح ّ ٌ
َق ل َا غِطَاء َ عَلَيْه ِ و َق َ ْد قَا َ
__________
)قوله يلحق( بفتح أوله )قوله وإخباره عن العيوب( بكسر الهمزة )*(
حدٍ إ َلّا قِلَ ّة ُ مُطَالَع َتِه ِ َ
للأخْ بَارِ َاب خ َبَر ِ ال ْوَا ِ
َص ال ْمَشْه ُورَة َ من ب ِ
إن هَذِه ِ الْقِص َ
ص ال ْمَشْه ُورَة ِ
ص ِ الن ّقْل وَطَال َع الْأَ ح َادِيثَ و َالسّير َ ل َ ْم يَرْت َْب فِي ِ َ
صح ّة ِ هَذِه ِ الْق ِ َ ق َ ِف و َِإ َلّا فَم َ ِ
ن اعْت َن َى بِط ُر ُ ِ ن ال ْمَع َار ِ
ك مِ َ
شغْلُه ُ بغير ذَل ِ َ
وَرِو َايَتِهَا و َ ُ
كوْنَ بَغْد َاد َ
س يَعْلَم ُونَ ب ِا ْلخـَبَر ِ َ ن أَ كْ ثَر َ َ
الن ّا ِ ل عِنْد َ آخَر َ ف َِإ َ ّ
ص ُ
يح ْ ُ ل ال ْعِلْم ُ ب َِالت ّوَاتُر ِ عِنْد َ و َا ِ
حدٍ وَل َا َ ص َ
يح ْ ُ عَلَى ال ْوَجْه ِ ال َ ّذ ِي ذَكَر ْن َاه ُ وَل َا يَب ْعُد ُ أَ َ ّ
ن َ
اب
صح َ ِ
س ل َا يَعْلَم ُونَ اسْمَه َا ف َضْ ل ًا ع َنْ و َصْ فِه َا و َهَكَذ َا يَعْلَم ُ الْفُقَه َاء ُ من أَ ْ ن َ
الن ّا ِ مَوْجُودَة ً و َأ َ ّنهَا مَدِين َة ٌ عَظ ِيم َة ٌ و َدار ٌ ال ِْإم َامَة ِ و َالْخ ِلافَة ِ وآخاد م ِ َ
الصّ لَاة ِ لِل ْمُنْف َردِ و َال ِْإم َام وإجزاء السية فِي أَ َ ّو ِ
ل لَيْلَة ٍ من رَمَضَانَ ن مَذْه َب َه ُ ِإ يجَابُ ق ِرَاءَة ِ ُأ ِمّ الْقُر ْآ ِ
ن فِي َ ل عَن ْه ُ أَ َ ّ م َال ِكٍ ب ِال َض ّر ُورَة ِ و َتَواتُر ِ َ
الن ّ ْق ِ
ل ب ِالمحُ َ ّددِ و َغَيْرِه ِ
َاص فِي الْقَت ْ ِ س و َأَ َ ّ
ن مَذْهَبَهُم َا الْقِص ُ ض َ
الرأّْ ِ ل لَيْلَة ٍ و َالاق ْتِصَار َ فِي ال ْمَس ِ
ْح عَلَى بَعْ ِ تجْدِيد َ الن َّي ّة ِ ك ُ َ ّ
ع ََم ّا سِوَاه ُ وأن الشعافعى ي َر َى َ
ل و َغَي ْر ُه ُ ْم م َِم ّنْ ل َ ْم يَشْت َغ ِلْ بِمَذ َاهِبِه ِ ْم وَل َا رَو َى َاط ال ْو َلِيّ فِي النّك ِ
َاح و َأَ َ ّ
ن أَ ب َا حَن ِيف َة َ يخَالِفُهُم َا فِي هَذِه ِ ال ْمَسَائ ِ ِ و َِإيجَابُ الن َّي ّة ِ فِي ال ْوُضُوء ِ و َاشْ تِر ُ
ِف هَذ َا من مَذ َاهِبِه ِ ْم فضْ ل ًا ع ََم ّنْ سِوَاه ُ وَعِنْد َ ذِكْر ِن َا آح َاد َ هَذِه ِ ال ْمُعْجِز َ ِ
ات نَز ِيد ُ الْك َلَام َ ف ِيهَا ببانا إن شاء الل ّٰه تعالى. أَ ق ْوَالَه ُ ْم ل َا يَعْر ُ
__________
)قوله بغداد( يجوز في داليه الإعجام والإهمال ،قال صاحب القاموس بغداد بمهلتين ومعجمتين وتقديم كل منهما وبغدان وبغدين
ومغدان مدينة دار السلام وهى عمرت في زمن أبى جعفر المنصور العباسي أخى السفاح سنة خمس وأربعين ومائة وكانت قبل ذلك
مبقلة وسبب تسميتها بغداد أن كسرى أقطعها لخصى له وكان ذلك الخصى يعبد صنما في الشرق يقال له بعد فسماها ذلك الخصى
بغدادا أي عطية ذلك الصنم )*(
Shamela.org ١٢٦
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ل و َتَظَاف َر َ
ل مَق ُو ٍ
ل و َ َظه َر َْت ف َصاحَت ُه ُ عَلَى ك ُ ّ ِ ل م ِنْ حكيم حميد ُأحْكِم َْت آي َاتُه ُ و َفُصّ ل َ ْ
ت كَل ِمَاتُه ُ و َبَه َر َْت بَلَاغ َت ُه ُ ال ْعُق ُو َ و َلا م ِنْ خ َلْفِه ِ تَنْز ِي ٌ
Shamela.org ١٢٧
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ْس و َالْج ُِنّ عَلَى أَ ْن كن ْتُم ْ فِي ر َي ٍْب م َِم ّا نَز ّل ْنَا عَلَى عَبْدِن َا ف َأْ تُوا بِس ُورَة ٍ م ِنْ مِثْلِه ِ( ِإلَى قَو ْلِه ِ )و َلَنْ تفعلوا( و )قل لئن اجتمع ِ
الإن ُ صَادِق ِينَ ،و َِإ ْن ُ
ك أَ َ ّ
ن ال ْمُفْتَر َى َات( وَذَل ِ َ
ل هَذ َا القرآن( الآية و )قُلْ ف َأْ تُوا بِعَشْر ِ سُو َ ٍر مِثْلِه ِ مُفْتَر َي ٍ
ي َأْ تُوا بِمِث ْ ِ
__________
)قوله راعهم( أي أفزعهم )قوله وتبارت( بمثناة فوقية فموحدة ،في الصحاح فلان يبارى فلانا أي يعارضه )قوله في السجع( بالسين
يح ْتَمِل أن تَكُون مصدرا وهو توافق الألفاظ الواقعة في أواخر الفقر وأن يكون جمع سجعة وهى الكلمة الأخيرة من الفقرة بإعتبار
المهملة َ
كونها موافقة للكلمة الأخيرة من الفقرة الأخرى وهى في الأصل هدير الحمام ونحوها )قوله بضعا( بكسر الموحدة وفتحها )قوله المفترى(
بفتح الراء والمختلق بفتح اللام )*(
ل لَه ُ
ن يَكْت ُبُ كما يُق َا ُ
ل فُلا ٌ
ح ك َانَ أَ صْ ع َبَ و َلِهَذ َا ق ِي َ ْظ ِإذ َا تَبِـ َع ال ْمَعْن َى َ
الصّ حِي َ ق عَلَى الاخْ ت ِيَارِ أَ ق ْر َبُ و ََالل ّف ُ
ل و َالمخُ ْتَل ِ
ل وَو َضْ ُع ال ْبَاطِ ِ
أَ سْه َ ُ
ن يَكْت ُبُ
وفُلا ٌ
الت ّو ْب ِ ِ
يخ و َيُس َ ّف ِه ُ الت ّ ْقرِ ِ
يع و َيُو َبّ خُه ُ ْم غَايَة َ َ ش َ ّد َ
س َل ّم َ أَ َ ل و َبَيْنَهُم َا شَأْ و ٌ بَع ِيدٌ فَل َ ْم ي َز َلْ يُقرّعُه ُم صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل عَلَى َ
الث ّانِي ف َضْ ٌ كَمَا يُر ِيد ُ وَلِلأ َ ّو ِ
كصُونَ ع َنْ ل هَذ َا ن َا ِ أَ حْلَامَه ُ ْم و َيَح ُ ُّط أَ ع ْلَامَه ُ ْم و َيُش َت ّتُ نِظَامَه ُ ْم و َيَذ ُ ُمّ آلِهَتَه ُ ْم و َإ َي ّاه ُ ْم و َيَسْتَب ِي ُ
ح أَ رْضَه ُ ْم وَدِي َار َه ُ ْم و َأَ مْوَالَه ُ ْم و َه ُ ْم فِي ك ُ ّ ِ
ِيب و َال ِْإغْرَاء ِ ب ِالاف ْت ِراء ِ و َقَو ْلِهِمْ :إ ْن هَذ َا إ َلّا قَو ْل ال ْب َشَرِ ،إ ْن هَذ َا إ َلّا سِ ح ْر ٌ
ِيب ب َِالت ّكْذ ِ جم ُونَ ع َنْ مُمَاثلََتِه ِ يُخَادِع ُونَ أنْف ُسَه ُ ْم ب َِالت ّشْغ ِ مح ْ ِ
م ُع َارَضَتِه ِ ُ
يُؤ َث َر ُ ،و َسِ ح ْر ٌ مُسْتَمِر ّ و َِإف ْكٌ اف ْتَر َاه ُ ،و َأَ سَاطِير ُ الْأَ َ ّولِينَ.
ن
َاب :وَل َا ت َ ْسم َع ُوا لِهَذ َا الْقُر ْآ ِ كقَو ْلِه ِ ْم قُلُوبُنَا غُل ٌْف ،و َفِي أكة م َِم ّا ت َ ْدع ُونا إليْه ِ وفى آداننا و َق ْر ٌ وَم ِنْ بَي ْننَا و َبَي ْن َ َ
ك ِحج ٌ والمباهنة و َالر ّض َى ب ِال َد ّنِيئَة ِ َ
و َال ْغَو ْا ف ِيه ِ لَع َل ّـك ُ ْم تَغْلِب ُونَ.
ك من سُ خَف َائِه ِ ْم
الل ّه )و َلَنْ تَفْع َلُوا( فَمَا ف َع َلُوا وَل َا قَدَر ُوا وَم َنْ تَعاطَى ذَل ِ َ
ل هذا( وقد قال لهم َ
و َالادّعَاء ُ م َ َع الْع َجْ زِ بِقَو ْلِه ِ ْم )لَو ْ نَش َاء ُ لَق ُل ْنَا مِث ْ َ
حتِه ِ ْم ل المَيْز ِ مِنْه ُ ْم َأن ّه ُ لَي َ
ْس من نَم َطِ فَصَا َ ْف عَلَى أَ ه ْ ِ
يخ َ الله م َا أَ لِف ُوه ُ من ف َصِ ِ
يح ك َلامِه ِ ْم و َِإ َلّا فَل َ ْم َ كَمُسَي ْل ِمة َ
َف ع ُوَارَه ُ ِلجم َِيعِه ِ ْم وَسَلَبَهُم ُ َ ّ
كش َ
س بَلاغَتِه ِ ْم بَلْ و ََل ّو ْا عَن ْه ُ مُدْبِر ِي َ
ن و َأَ تَو ْا مُذْعنِينَ من بين مهتدى وبين مفتون جن ْ ِ
وَل َا ِ
__________
)قوله محجمون( بسكون المهملة وكسر الجيم أي متأخرون )قوله بالدنيئة( بالهمزة وقد تسهل أي الخصلة الخبيثة يقال دنأ دنوءا خبث
فعله ولؤم قوله )قوله عواره( في الصحاح العوار العيب ،يقال سلعة ذات عوار بفتح العين وقد تضم عند أبى زيد.
انتهى وعن ديوان الأدب إن الضم أفصح )*(
ل والل ّٰه إ َ ّ
ن لَه ُ لَحلََاوَة ً وإن عَلَيْه ِ الل ّه َ ي َأْ م ُرُ بالعدل والإحسان( الآيَة َ قَا َ
ن َ )إ َ ّ
ن النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم ِ
و َلَهَذ َا لَم ّا سَم ِـ َع ال ْوَلِيد ُ بن ال ْم ُغيرَة ِ م ِ َ
ل هَذ َا بَشَر ٌ ،وَذَك َر َ أَ بُو ع ُبَيْدٍ ن أَ سْ ف َلَه ُ لَمُغْدقٌ و َِإ َ ّ
ن أَ ع ْلَاه ُ لَمُثْمِر ٌ م َا يَق ُو ُ لَطَلاوَة ً و َِإ َ ّ
ل سَ جَدْتُ لِفَصَاحَتِه ِ ،وَسَم ِـ َع آخَر ُ رَج ُل ًا يَقْر ُأ )فَلَم ّا استيئسوا مِن ْه ُ خ َلَصُوا َ
نج ًِي ّا ن أَ عْرَاب ًيِ ّا سَم ِـ َع رَج ُل ًا يَقْر َُأ )فَاصْ د َ ْع بِمَا تُؤْم َرُ( فَسَجَد َ و َقَا َ أَ َ ّ
جدِ ف َِإذ َا ه ُو َ بِق َائِم عَلَى
س ِ
الل ّه عَن ْه ُ ك َانَ يَوْم ًا ن َائِمًا فِي ال ْم َ ْ
َاب رَضِيَ َ
ن ع ُم َر َبن الْخَط ِل هَذ َا الْك َلَا ِم وَحُكِي َ أَ َ ّ
مخ ْلُوقًا ل َا ي َ ْقدِر ُ عَلَى مِث ْ ِ ل أَ شْهَد ُ أَ َ ّ
ن َ فَق َا َ
ن ك َلَام َ ال ْع َر َِب و َغَيْرِه َا و ََأن ّه ُ سَم ِـ َع رَج ُل ًا من أَ سْر َى ال ْمُسْل ِمِينَ
س ُ
يح ْ ِ سه ِ يَت َش َ َهّد ُ شَه َادَة َ الْحَقّ فاسْ تخْبَرَه ُ ف َأَ ع ْلَم َه ُ َأن ّه ُ من بَطَارِقَة ِ ُ
الر ّوم م َِم ّنْ ُ ر َأْ ِ
الل ّه على عيسى
ل َ يَقْر َُأ آيَة ً من ك ِتَابِك ُ ْم فَت َأَ َمّلْتُهَا ف َِإذ َا ق َ ْد جُم ِـ َع ف ِيهَا م َا أَ ن ْز َ َ
Shamela.org ١٢٨
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
__________
)قوله الوليد بن المغيرة( وكذا رواه البيهقى في الشعب في حديث ابن عباس وذكره ابن ِإ ْسحَاق فِي السيرة وذكر اب ْ ُ
ن عَبْدِ ال ْبَر ِّ في الاستيعاب
من غير إسناد والغزالي في الإحياء في أدب تلاوة القرآن أن خالد بن عقبة جاء إلى رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم وذكر الحديث )قوله
لطلاوة( بضم الطاء المهملة وفتحها أي لحسنا وقبولا )قوله و َِإ َ ّ
ن أَ سْ ف َلَه ُ لَمُغْدقٌ ( لفظ ابن اسحاق وإن أصله لعذق بفتح العين المهملة
وسكون الذال المعجمة ،والعذق النخلة بحملها ولفظ ابن هشام :لغدق بفتح الغين المعجمة وكسر الدال المهملة من الغدق وهو الماء
الـكثير قال السهيلي ورواية ابن اسحاق أفصح لأن بها آخر الكلام يشبه أوله )قوله وَذَك َر َ أَ بُو ع ُبَيْدٍ( هو الإمام الحافظ الْق َاسِم بن سَلَام
بتشديد اللام البغدادي أخذ عن الشافعي الفقيه كان أبوه سلام عبدا روميا لرجل من أهل هراة روى عنه ابن أبى الدنيا وغيره.
توفى سنة أربع وعشرين ومائتين )قوله من بطارقة( بفتح الموحدة جمع بطر يق بكسرها قال ابن الجواليقى هو بلغه الروم القائد أي مقدم
الجيوش وأميرها )*(
هي َ قَو ْلُه ُ )وَم َنْ يُط ِ
ِـع الل ّٰه ورسوله و يحش الل ّٰه ويتقه( الآية ،وَح َكى الْأَ صْ مَع ِ ُيّ َأن ّه ُ سَم ِـ َع ك َلَام َ ل ال ُد ّن ْيَا و َالآ ِ
خرَة ِ و َ ِ ابن م َْر ي َم َ من أَ حْ وَا ِ
ج َارِ يَة ٍ فقام
الل ّه تَع َالَى )وأوحينا ِإلَى ُأ ِمّ م ُوس َى أن أرضعيه( الآيَة َ فَجَم َع فِي الآية ت أَ و َ يُع َ ُ ّد هَذ َا فَصَاح َة ً بَعْد َ قول َ الل ّه م َا أَ فْصَح َكِ ؟ فَق َال َ ْ
لَهَا :قَاتلَ َكِ َ
ن الْقَو ْليَْنِ َالصّ ح ِ
ِيح م ِ َ قو َ َاف ِإلَى غَيْرِه ِ عَلَى َ
الت ّحْ ق ِي ِ و َاحِدة ٍ بَيْنَ أَ مْرَ ي ْ ِن وَنَه ْيَينِ وَخ َبَر َي ْ ِن و َبِش َار َتَيْنِ فَهَذ َا نَوْعٌ من ِإعْجَازِه ِ مُنْفَرِد ٌ بَذ َاتِه ِ غَيْر ِ مُض ٍ
س َل ّم َ م ُت َحَدّي ًا بِه ِ مَعْلُوم ٌ ضَر ُورَة ً وَعَج ْز ُ كو ْنُه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ س َل ّم َ و ََأن ّه ُ أتى بِه ِ مَعْلُوم ٌ ضَر ُورَة ً و َ َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ وَكَونُ القرآن من ق ِب َ ِ
ل من
كو ْنُه ُ فِي فَصَاحِتِه ِ خ َارِقًا لِلْع َادَة ِ مَعْلُوم ٌ ضَر ُورَة ً لِلْع َالمي ِنَ ب ِالْفَصَاحَة ِ وَوُجُوه ِ ال ْبَلَاغَة ِ وَسَب ِي ُ
ن بِه ِ مَعْلُوم ٌ ضَر ُورَة ً و َ َ
الْع َر َِب ع َن الإت ْيَا ِ
ن ب ِِإعْجَازِ بَلاغ َتِه ِ و َأَ ن ْتَ إذ َا ت َأ َمّل ْتَ قَو ْلَه ُ تَع َالَى )و َلـَك ُ ْم
َاف ال ْمُق ِر ّي َ
ن من أَ ه ْلِه َا ع َنْ مُع َارَضَتِه ِ و َاع ْتِر ِ
ك بِع َجْ زِ ال ْمُن ْكر ِي َ
ْس من أَ ه ْلِه َا عِلْم ُ ذَل ِ َ
لَي َ
ن ف َِإذ َا ال َ ّذ ِي بَي ْن َ َ
ك هي َ أَ حْ سَ ُ ص حياة( و َقَو ْلُه ُ )و َلَو ْ ت َر َى ِإ ْذ فَزِع ُوا فَلا فَو ْتَ و َ ُأ ِ
خذ ُوا م ِنْ مكان قريب( و َقَو ْلُه ُ )ادْف َعْ ب َِال ّتِي ِ فِي الْقِصَا ِ
ك و َي َا سَمَاء ُ أَ قْلِع ِي( الآية ،و َقَو ْلُه ُ )فَك ُلً ّا أَ خَذْن َا بِذَن ْبِه ِ فمَِنْه ُ ْم م َنْ أَ ْرسَل ْنَا
ْض ابْلَع ِي م َاء َ ِ ل ي َا أَ ر ُ و َبَي ْن َه ُ عَد َاوَة ٌ ك َأَ َن ّه ُ و َلِيّ ٌ حميم( و َقَو ْلُهُ) :و َق ِي َ
ح َ ّققْتَ م َا بَي ّن ْت ُه ُ من ِإ يجَازِ
ن َ الآي بَلْ أَ كْ ثَر َ الْقُر ْآ ِ
ِ ن
عَلَيْه ِ ح َاصِبًا( الآيَة َ و َأَ شْ بَاهَه َا م ِ َ
__________
)قوله وحكى الأصمعى( هو عبد الملك بن قريب -بضم القاف وفتح الراء -ابن أصمع ولد سَن َة ثَلَاث وَعِشْر ِين ومائة وتوفى سنة ست
وعشرة ومائتين )*(
)فصل( الوجه الثاني من إعجازه صورة نظمه العجيب والأسلوب الغريب ٢.٤.٤
Shamela.org ١٢٩
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
الن ّو ْعَي ْن ال ِْإ يجَاز ُ و َال ْبَلَاغ َة ُ بِذ َاتِهَا و َا ْل ُأسْ لُوبُ الغَرِيبُ بِذ َاتِه ِ
ن َ حدٍ م ِ َ
ل و َا ِ
صَ ح ِيح َة ٌ كَث ِيرَة ٌ و َال ِْإعْجاز ُ بِك ُ ّ
حتِهَا
َارج ع َنْ ق ُ ْدرَتِهَا م ُبَاي ِ ٌن لِفَصَا َ
حدٍ خ ٍ ل و َا ِ حدٍ مِنْهُم َا ِإ ْذ ك ُ ُ ّ ق ل َ ْم ت َ ْقدِرِ الْع َر َبُ عَلَى ال ِْإت ْيَا ِ
ن ب ِوَا ِ حدٍ مِنْهُم َا نَوْع ُ إعْجَا ٍز عَلَى َ
الت ّحْ ق ِي ِ ل و َا ِكُ ُ ّ
ح م َا ق َ ّدمْنَاه ُ و َال ْعِلْم ُ بِهَذ َا كله ضرورة وقطعا وَم َنْ تَف َنَ ّنَ فِي عُلُو ِم ال ْبَلَاغَة ِ و َأرْه ََف ل تَم ُ ُج ّه ُ الْأَ سْمَاع ُ و َتَنْف ِر ُ مِن ْه ُ الْق ُلُوبُ و َ
َالصّ حِي ُ ك بِقَو ْ ٍ
ذَل ِ َ
Shamela.org ١٣٠
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
طرِ يق َيْنِ فَع َجْ ز ُ الْع َر َِب عَن ْه ُ ث َاب ِتٌ و َِإقَام َة ُ الْ َحجُ ّة ِ عَلَيْهِم ُ بِمَا يَصِ ُحّ أَ ْن يكون فِي م َ ْقد ُورِ ال ْب َشَر ِ وَتَحَدّيه ِ ْم ب ِأَ ْن ي َأْ تُوا
صحَابِه ِ و َعَلَى ال ّ
بِه ِ جَمَاعة ٌ من أَ ْ
ن من ِإعْجَازِه ِ. ن َ
الن ّو ْعَا ِ كثْرَة ِ الْعَدَدِ و َتَظاهُرِ ال ْوَالِد ِ وَم َا وَلَد َ بَلْ أَ بْلَس ُوا فما نَبَس ُوا وَم ُن ِع ُوا فَانْقَطَع ُوا فَه َذا ِ
ل الْأَ مَدِ و َ َ
م َ َع طُو ِ
جد َ كَمَا وَرَد َ عَلَى ال ْوَجْه ِ ال َ ّذ ِي أَ خْبَر َ ن الْأَ خْ بَارِ ب ِال ْم ُغ ََي ّب َ ِ
ات وَم َا ل َ ْم يَكُنْ و َل َ ْم يَق َعْ ف َو ُ ِ ن ال ِْإعْجَازِ م َا انْطَو َى عَلَيْه ِ م ِ َ )فصل( ال ْوَجْه ُ َ
الث ّال ِثُ م ِ َ
الل ّه ُ آم ِنِينَ( و َقَو ْلُه ُ تَع َالَى )و َه ُ ْم م ِنْ بَعْدِ غَلَبِه ِ ْم سَيَغْلِب ُونَ( وقوله )ليظهره عليه الدين كله(
جد َ الْحَرَام َ ِإ ْن شَاء َ َ كقَو ْلِه ِ تَع َالَى )لَت َ ْدخ ُل ُ َنّ ال ْم َ ْ
س ِ َ
الل ّه ِ و َالْفَتْحُ( ِإلَى آخِره َا فَك َان ات لَيَسْتَخْلِف َنّه ُ ْم في الأرض( الآيَة َ و َقَو ْلِه ِ ِ
)إذ َا ج َاء َ نَصْر ُ َ ن آم َن ُوا مِنْك ُ ْم و َعَم ِلُوا َ
الصّ الِ ح َ ِ الل ّه ُ ال َ ّذ ِي َ
و َقَو ْلُه ُ )و َعَد َ َ
س َل ّم َ و َفِي بِلادِ الْع َر َِب اس فِي ال ِْإسْ لَام أف ْوَاج ًا فما م َاتَ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ
الن ّ ُ ِس فِي ب ِضْ ع سِنِينَ ،وَدَخ َ َ ل فَغَلَب َِت ُ
الر ّوم ُ فَار َ جَم ِي ُع هَذ َا كَمَا قَا َ
ن ف ِيهَا دِينَه ُ ْم وَم ََل ّـكَه ُ ْم إ ي ّاه َا من أقصى المشار ِإلَى أَ ق ْص َى ض وَم َ َ ّ
ك َ الل ّه ال ْمُؤْم ِنينَ فِي الْأَ ْر ِ
ف َ ك ُلّه َا مَوْضِـ ٌع ل َ ْم ي َ ْدخُل ْه ُ ال ِْإسْ لَام واسْ تَخْل َ َ
ن
نح ْ ُ ك ُأ َمّتِي م َا روى ل ِي مِنْهَا و َقَو ْلُه ُ ِ
)إ َن ّا َ ْض ف َُأرِيتُ مَشَارِقَه َا وَمَغ َارِ بَهَا وَسَيب ْل ُ ُغ مُل ْ ُ ل صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عليه وسلم ذويت لِي َ الْأَ ر ُ َارب كَمَا قَا َ
ال ْمَغ ِ
طلَة ِ ل َا َِ
س ّيم َا الْق َرَامِطَة ُ ف َأجْم َع ُوا حدَة ِ و َال ْم ُع َ َ ّ
ن ال ْمُل ْ ِ
مح ْكمِه ِ م ِ َ
ل ُ ك ل َا يَك َاد ُ يُع َ ُ ّد من َ
سع َى فِي تَغْي ِيره ِ و َتَبْدِي ِ نَز ّل ْنَا الذِّك ْر َ و َِإ َن ّا لَه ُ لحافظون( لكان كَذَل ِ َ
حو ْلَه ُ ْم و َق َُو ّتَهُم ُ ال ْيَوْم َ نيفا
كيْد َه ُ ْم و َ َ
َ
__________
)قوله نبسوا( بنون وموحدة مخففة ومشددة مفتوحتين وسين مهملة في الصحاح يا نبس بكلمة أي ما تكلم )قوله زويت( بالزاى المضمومة
أي جمعت )قوله لقرامطة( هم أتباع حمدان القرمطى )قوله نيفا( النيف بفتح النون وسكون المثناة التحتية أو كسرها وتشديدها:
الز يادة )*(
Shamela.org ١٣١
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
)إ َن ّا َ
كفَي ْنَاك َ َات ال َ ّ
شوْكَة ِ تَكُونُ لـَكُمْ( وَمِن ْه ُ قَو ْلُه ُ تَع َالَى ِ طائِف َتَيْنِ أَ َ ّنهَا لـَك ُ ْم و َتَو َ ُدّونَ أَ َ ّ
ن غَيْر َ ذ ِ المؤمنون يوم بدر )و َِإ ْذ يَعِد ُكُم ُ َ
الل ّه ُ ِإحْد َى ال َ ّ
س َل ّم َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ت بشَ ّر َ َ
ستَهْزِئِينَ( و َلَم ّا ن َزَل َ ْ
ال ْم ُ ْ
ن َ
الن ّاسِ( ك مِ َ
اس عَن ْه ُ و َيُؤْذ ُونَه ُ فَه َلـَكُوا ،و َقَو ْلُه ُ )و ََالل ّه ُ يَعْصِ م ُ َ الل ّه كف َاه ُ إ ي ّاه ُ ْم وَك َانَ المستهزؤن نَف َرًا بِم َ َك ّة َ يُنَفّر ُونَ َ
الن ّ َ ن َ صحَابَه ُ ب ِأَ َ ّ
ك أَ ْ
بِذَل ِ َ
ك مَعْر ُوف َة ٌ صَ ح ِيح َة ٌ. كثْرَة ِ من ر َام َ ض ُ َرّه ُ و َق َ َ
صد َ قَتْلَه ُ و َالْأَ خْ بَار ُ بِذَل ِ َ ك عَلَى َ
فكان كَذَل ِ َ
حدَة ُ ِإ َلّا الْف َ ُ ّذ سالِفَة ِ و َا ْل ُأم َ ِم البَائِدَة ِ و َال َش ّر َائ ِ
ِـع ال َد ّاث ِرَة ِ م َِم ّا ك َانَ ل َا يَعْلَم ُ مِن ْه ُ الْق َِصّ ة ُ ال ْوَا ِ ن ال َ ّ )فصل( ال ْوَجْه ُ َ
الر ّاب ِـ ُع م َا أَ ن ْب َأَ بِه ِ من أَ خْ بَارِ الْق ُر ُو ِ
__________
)قوله إلا الفذ( بفتح الفاء وتشديد الذال المعجمة.
أي الفرد )*(
ِف الْع َالِم ُ
س َل ّم َ عَلَى و َجْ هِه ِ و َي َأتِي بِه ِ عَلَى نَصّ ه ِ فَيَعْتَر ُ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ اب ال َ ّذ ِي قَطَ َع ع ُم ُرَه ُ فِي تَع َ ُل ّم ِ ذَل ِ َ
ك فَي ُوردُه ُ َ ل الْكِت َ ِ
من أخبار أَ ه ْ ِ
سة ٍ وَل َا م ُثَافَنَة ٍ س َل ّم َ ُأمّيّ ل َا يَقْر َُأ وَل َا يَكْت ُبُ وَل َا اشْ تَغ َ َ
ل بِمُد َار َ َ ن مِثْلَه ُ ل َ ْم يَنَل ْه ُ بتَِعْل ٍِيم و َق َ ْد عَل ِم ُوا َأن ّه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ صدْقِه ِ و َأ َ ّ
ك بَصِ َحّ تِه ِ و َ ِ
بِذَل ِ َ
ن
ن الْقُر ْآ ِ س َل ّم َ ع َنْ هَذ َا فَيَنْز ِ ُ
ل عَلَيْه ِ م ِ َ اب كَث ِير ًا م َا يَسْالُونَه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل الْكِت َ ِ
ل ح َالَه ُ أَ حَدٌ مِنْه ُ ْم و َق َ ْد ك َانَ أَ ه ْ ُ و َل َ ْم يَغ ِْب عَنْه ُ ْم وَل َا َ
جه ِ َ
ص الْأَ ن ْب ِيَاء ِ م َ َع قَوْمِه ِ ْم وَخ َب َر م ُوس َى و َالْخِضْر ِ و يوسف وإخوته ص ِ كق ِ َم َا يَت ْلُو عَلَيْهِم ُ مِن ْه ُ ذِك ْرًا َ
__________
)قوله ولا مثافنة( بالمثلثة والفاء والنون في الصحاح ثافنت فلانا جالسته و يقال اشتقاقه من الثفنة ،واحدة ثقنات البعير وهو ما يقع على
الأرض من أعضائه إذا استناخ وغلظ كالركبتين كأنك ألصقت ثفنة ركبتك بثفنة ركبته )قوله الخضر( بفتح أوله وكسر ثانيه و يجوز
كسر أوله وسكون ثانيه سمى خضرا لأنه جلس على فروة فإذا هي تهتز خلفه خضراء والفروة الحشيش اليابس وقيل لأنه إذا جلس
اخضر ما حوله ،واختلف هل كان وليا أو نبيا والقاتلون بأنه نبى
اختلفوا هل كان رسولا أم لا قال الثعلبي نبى على جميع الأقوال معمر محجب عن الأبصار ،قال ابن الصلاح وهو حى عند جماهير
العلماء والصالحـين والعامة وقال البخاري وطائفة منهم الْق َاض ِي أَ بُو بَك ْر بن العربي َإن ّه مات قَب ْل انقضاء المائة لقوله صلى الل ّٰه عليه وسلم
أرأيتكم ليلتكم هذه فإنه على رأس مائة سنة لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد والجواب أن هذا الحديث عام فيمن يشاهده الناس
و يخالطونه لا فيمن ليس كذلك كالخضر بدليل أن الدجال خارج عن هذا الحديث لما روى مسلم من حديث الجساسة الدالة على
وجود الدجال في زمن النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم وعلى بقائه إلى زمن ظهوره مع أن مسلما روى عن ابن عمر أن المراد بقوله صلى الل ّٰه
عليه وسلم على رأس مائة سنة لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد انخرام ذلك القرن )*(
حف إ ب ْر َاه ِيم َ لو َ
َالز ّبُورِ و َصُ ِ الت ّوْر َاة ِ وال ِْإنْ ج ِي ِ ن الْأَ ن ْبَاء ِ و َبَدْء ِ الْخَل ْ ِ
ق وَم َا فِي َ ك مِ َ
ْف وَذِي الْقَر ْنَيْنِ و َل ُ ْقم َانَ و َاب ْنِه ِ و َأَ شْ بَاه ِ ذَل ِ َ
اب ال ْـكَه ِ
صح َ ِ
و َأَ ْ
شقِيٍّ
ق لَه ُ من خَيْرٍ وَم ِنْ َ
ن بِمَا سَب َ َ ك فمَ ِنْ م ُو ََف ّ ٍ
ق آم َ َ ص َ ّدق َه ُ ف ِيه ِ ال ْع ُلمَاء ُ بِهَا و َل َ ْم ي َ ْقدِر ُوا عَلَى تَكْذِيب م َا ذُك ِر َ مِنْهَا بَلْ أَ ْذع َن ُوا لِذَل ِ َ
وَم ُوس َى م َِم ّا َ
ك
َت عَلَيْه ِم بَبَغْيِه ِ ْم و َقَو ْلُه ُ ذَل ِ َ ات ك َان َْت ُأح َِل ّ ْ
ت لَه ُ ْم فَحُرِ ّم ْ ن الأنْع َا ِم وَم ِنْ ط ََي ّب َ ٍ
سه ِ وَم َا حُرِّم َ عَلَيْه ِم م ِ َ الر ّجْ م وَم َا ح َرّم َ إسْر َائيِ ُ
ل عَلَى ن َ ْف ِ وَح ُ ْكم ِ َ
م َثَلُه ُ ْم
ك من ُأم ُورِهِم ُ التي ن َز َ َ
ل ف ِيهَا القرآن فِي َ
الت ّوْر َاة ِ وَم َثَلُه ُ ْم فِي الإنجيل و َغَي ْر ُ ذَل ِ َ
__________
ل فِي قَو ْلِه ِ تعالى
ل ل َا أ ْدرِي هو نبى أم لا و َق ِي َ
)قوله وذى القرنين( روى الحاكم في المستدرك أنه عليه السلام سأل عن ذى القرنين فَق َا َ
Shamela.org ١٣٢
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
)وآتيناه من كل شئ سببا( أي علما ينفعه في قوله تعالى )فأتبع سببا( أي طر يقة موصلة وقال ابن هشام في غير السيرة السبب حبل
من نور كان ملك يمشى به بين يديه فيتبعه ،وروي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة( قال سأل ابن الـكوا علي بن أبي طالب فقال أرأيت
ذا القرنين أنبيا كان أم ملكا فقال :لانبياء كان ولا ملكا ولـكن كان عمدا صالحا دعا قومه إلى عبادة الل ّٰه فضربوه على قرنى رأسه
ضربتين وفيكم مثله يعنى نفسه انتهى وقيل كانت له ضفيرتان من شعر العرب فسمى الضفيرة من الشعر قرنا )*(
حسَدِه ِ
ق مقالته واعترف بعاده و َ َ ح ب ِصِ َح ّة ِ نُب ُ َو ّتِه ِ و َ ِ
ص ْد ِ ك أَ ْو ك َ َذّبَه ُ بَلْ أَ كْ ث ُر ُه ُ ْم ص َ َرّ َ
ك َأن ّه ُ أن ْك َر َ ذَل ِ َ ف َأَ ج َابَه ُ ْم وَع َ َّرفَه ُ ْم بِمَا ُأو ِ
حي َ إليْه ِ من ذَل ِ َ
ك لم َِا حَك َاه ُ ْض ال ْمُبَاه َتَة ِ و َا َدّعَى أَ َ ّ
ن ف ِيم َا عِنْد َه ُ ْم من ذَل ِ َ ك بَع ُ إ َي ّاه ُ ك َأَ ه ْ ِ
ل بحران و َاب ِن صُورِي َا و َاب ْن َ ْي أَ خْ طَبَ و َغَيْرِه ِ ْم وَم َنْ ب َاه َت فِي ذَل ِ َ
ظالم ُِونَ( فقرع وونخ ودعا كن ْتُم ْ صَادِق ِينَ( ِإلَى قَو ْلِه ِ )ال َ ّ ل لَه ُ )قُلْ ف َأْ تُوا بالتوراة قاتلوها ِإ ْن ُ ْف دَعْوَتِه ِ فَق ِي َ كش ِ مخَالَف َة ً د ُعِ ي َ ِإلَى إقَامَة ِ حُ َ ج ّتِه ِ و َ َ
ُ
اف قَو ْلِه ِ
حدًا مِنْه ُ ْم أظْ ه َر َ خِل َ َ ن و َا ِ ِف بِمَا جَ حَدَه ُ وَم ُت َوَا ٍ
قِح يلُْقِي عَلَى ف َضِ يحَتِه ِ من ك ِتَابِه ِ يَدَه ُ و َل َ ْم يُؤ ْثَرْ أَ َ ّ ن غَيْر ِ مُم ْتَن ٍ
ِـع فمَ ِنْ مُعْتَر ٍ ك ٍ
إلى إحظار مُم ْ ِ
ن
تخْف ُونَ م ِ َ اب ق َ ْد ج َاءَك ُ ْم رَسُولُنَا يُبَې ِ ّنُ لـَك ُ ْم كَث ِير ًا م َِم ّا ُ
كن ْتُم ْ ُ الل ّه تعالى )يا أهل الْكِت َ ِ
ل َ سق ِيم ًا من صُ حُفِه ِ قَا َ
من كُتُبِه ِ وَل َا أَ بْد َى صَ ح ِيح ًا وَل َا َ
اب و يعفوا عن كثير( الآيَتَيْنِ.
الْكِت َ ِ
َت بتَِعْجِيز ِ
ن ال ْوُجُوه ِ البي ّنَة ِ فِي ِإعْجَازِه ِ من غَيْر ِ هَذِه ِ ال ْوُجُوه ِ آيٌ وَرَد ْ
)فصل( هَذِه ِ ال ْوُجُوه ُ الْأَ رْبَع َة ُ من ِإعْجَازِه ِ بَي ِّن َه ٌ ل َا ن ِز َاعَ ف ِيهَا وَل َا م ِْر يَة َ وَم ِ َ
الل ّه ِ خ َالِصَة ً( كقَو ْلِه ِ لِلْيَه ُودِ )قُلْ ِإ ْن ك َان َْت لـَكُم ُ ال َد ّار ُ الآ ِ
خرَة ُ عِنْد َ َ قَو ْ ٍم فِي قَضَاي َا و َِإع ْلَامِه ِ ْم أَ َ ّنه ُ ْم ل َا يَفَْع َلُونَهَا فَمَا فَع َلُوا وَل َا قَدَر ُوا عَلَى ذَل ِ َ
ك َ
ل لَه ُ ْم فَتَم ََن ّوُا الموت و َأَ علَمَه ُ ْم أَ َ ّنه ُ ْم لَنْ يَتمََن ّوْه ُ
صح ّة ِ الر ِّسالَة ِ ل ِأَ َن ّه ُ قَا َ
ج فِي هَذِه ِ الآيَة ِ أَ ْعظَم ُ حَ َ ج ّة ٍ و َأَ ظَهر ُ دلالَة ٍ عَلَى ِ َ ل أَ بُو ِإ ْسحَاق َ
الز ّجّا ُ الآية قَا َ
صدْقَ رَسُولِه ِ و ِ َ
َصح ّة َ م َا الل ّه ع َنْ تَمَن ّيه ِ وَج َزّعَه ُ ْم لِي ُ ْظه ِر َ ِ
ل مِنْه ُ ْم إ َلّا غ َ ُّص بِر ِيقِه ِ يَعْنِي يَمُوتُ مَك َانه ُ ف َصَر َفَهُم ُ َ
والذي ن َ ْفس ِي بيَِدِه ِ ل َا يَق ُولُهَا رَج ُ ٌ
ل م َا يُر ِيد ُ فَظَه َر َْت بذلك معجزته و َب َان َْت حُ َ ج ّت ُهُ :قَا َ
ل الل ّه يَفْع َ ُ
ن َ ك ِ
َص لَو ْ قَدَر ُوا و َلـ َ ِ حي َ إليْه ِ ِإ ْذ ل َ ْم يَتمََن ّه ُ أَ حَدٌ مِنْه ُ ْم وَك َانُوا عَلَى تَكْذِيبِه ِ أ ْ
حر َ أَ و ِ
ك نَب َِي ّه ُ ي ُ ْقدِم ُ عَلَيْه ِ ولا يجيب إليه و َهَذ َا مَوْجُود ٌ
الل ّه بِذَل ِ َ أَ بُو مُحَم ّدٍ الْأَ صِيل ِ ُيّ من أَ عْج َ ِ
ب أَ ْمرِه ِ ْم َأن ّه ُ ل َا يُوجَد ُ مِنْه ُ ْم جَمَاع َة ٌ وَل َا و َا ِ
حدٌ من يَو ْم أمر َ
الل ّه تَع َالَى ل َ
نج ْرَانَ و َأَ بَوُا ال ِْإسْ لَام ف َأن ْز َ َ
حي ْثُ و َفَد َ عَلَيْه ِ أَ سَاقِف َة ُ َ ك آيَة ُ ال ْمُبَاهَلَة ِ من هَذ َا ال ْمَعْن َى َ مُشَاهَدٌ لم َِنْ أَ ر َاد َ أَ َ ّ
ن يَم ْتَحِن َه ُ مِنْهُمْ ،وَكَذَل ِ َ
ل لهم قد علمتهم َأن ّه ُ نَبِ ّي ن الْع َاق ِبَ عَظ ِيمَه ُ ْم قَا َ ك فيه( الآية قامتنعوا مِنْهَا وَرَضُوا ب ِأَ د َاء ِ الْجِز ْيَة ِ وَذَل ِ َ
ك أَ َ ّ عَلَيْه ِ آيَة َ ال ْمُبَاهَلَة ِ بِقَو ْلِه ِ )فَم َنْ ح َا َجّ َ
و ََأن ّه ُ مالا عن قَوْم ًا نَبِ ّي ق ُ َّط فَبَقِ َي كَب ِير ُه ُ ْم وَل َا صَغ ِير ُه ُ ْم وَم ِثلُه ُ قَو ْلُه ُ )و َِإ ْن ُ
كن ْتُم ْ فِي ر َي ٍْب م َِم ّا ن َز ّل ْنَا عَلَى عَبْدِن َا( ِإلَى قَو ْلِه ِ )ف َِإ ْن ل َ ْم ت َ ْفع َلُوا
الت ّعْجِيز ِ م َا فِي َال ّتِي قَبْلَه َا.
ن َ ْب و َلـَكِنْ ف ِيهَا م ِ َ
ن الْغَي ِ
َاب الإخْ بَارِ ع َ ِ و َلَنْ تَفْع َلُوا( ف َأَ خْبر َه ُ ْم أَ َ ّنه ُ ْم ل َا يَفَعْلُونَ كَمَا ك َانَ و َهَذِه ِ الآيَة ُ أَ ْدخ َ ُ
ل فِي ب ِ
ق قُلُوبَ سَام ِع ِيه ِ و َأَ سْمَاعَه ُ ْم عِنْد َ سَمَاعِه ِ و َال ْهَي ْب َة ُ َال ّتِي تَعْتَر ِيه ِ ْم عِنْد َ تِلاو َتِه ِ لِق ُ َو ّة ِ ح َالِه ِ وإنامة خطره وهى الر ّوْع َة ُ َال ّتِي تلَ ْ َ
ح ُ )فصل( وَمِنْهَا َ
__________
)قوله إلا غص( بالغين المعجمة والصاد المهملة )قوله أساقفة نجران( الأساقفة جمع أسقف بضم الهمزة وتشديد الفاء وهو رئيس دين
النصارى وقاضيهم )قوله ونجران( بفتح النون وسكون الجيم منزل للنصارى بين مكة واليمن على سبع مراحل من مكة )(*) (١ - ١٨
الل ّه ُ عَلَيْه ِ ل تَع َالَى و َيَو ُدّونَ انْقِطَاع َه ُ لـِك َرَاهَتِه ِ ْم لَه ُ و َلِهَذ َا قَا َ
ل صَلَ ّى َ عَلَى المُكَذِّبِينَ بِه ِ أَ ْعظَم ُ ح ََت ّى ك َانُوا يَسْتَثْق ِلُونَ سَمَاع َه ُ و َيَز ِيد ُه ُ ْم نُف ُور ًا كَمَا قَا َ
ل ر َ ْوع َت ُه ُ بِه ِ و َهَي ْبَت ُه ُ ِإ ي ّاه ُ م َ َع تِلاو َتِه ِ تُولِيه ِ انْ جِذ َاب ًا و َت َ ْكسِب ُه ُ َب عَلَى من كَر ِه َه ُ و َه ُو َ الْحَكَم ُ و َأَ َمّا ال ْمُؤْم ِ ُ
ن فَلَا ت َز َا ُ ْب مُسْت َصْ ع ٌ
صع ٌ س َل ّم َ إ َ ّ
ن الْقُر ْآنَ َ وَ َ
Shamela.org ١٣٣
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
يخْشَوْنَ ر َ َ ّبه ُ ْم ث َُم ّ تلَِينُ ج ُلُود ُه ُ ْم و َقُلُو بُه ُ ْم ِإلَى ذِكْر ِ الل ّٰه( و َقَا َ
ل الل ّه تَع َالَى )ت َ ْقشَع ُِر ّ مِن ْه ُ ج ُلُود ُ ال َ ّذ ِي َ
ن َ ل َ ل قَل ْبِه ِ إليه و َتَصْ دِيقِه ِ بِه ِ قَا َ
ه َشاشَة ً لم َِي ْ ِ
ن هذا شئ خص يه َأن ّه ُ يَعْتَرِي من ل َا ي َ ْفهَم ُ م َع َانِيه وَل َا يَعْلَم ُ تَف َاسِيرَه ُ كَمَا رُوِيَ ع َنْ )لَو ْ أَ ن ْزَل ْنَا هذا القرآن على جبل( الآية و َيَد ُ ُ ّ
ل عَلَى أَ َ ّ
ل ال ِْإسْ لَام و َبَعْدَه ُ فمَِنْه ُ ْم من
َت جَمَاع َة ً قَب ْ َ شج َا و َ
َالن ّ ْظ ِم و َهَذِه ِ الرَوْع َة ُ ق َد اع ْتَر ْ ل لل َ ّ
كي ْتَ قَا َ ل لَه ُ م ِ َ ّ
م بَ َ نَصْر َان ِ ٍيّ َأن ّه ُ م َ َّر بِق َارِ ٍ
ئ ف َو َق ََف يَبْكِي فَق ِي َ
ِب ب ِال ُ ّ
طورِ فَلَم ّا بلَ َ َغ هَذِه ِ الآيَة َ )أَ ْم خ ُلِق ُوا م ِنْ غَيْر ِ شئ أَ ْم هُم ُ الْخَالِق ُونَ( إلى قوله )المصيطرون( ك َاد َ قَلْبِي أ ْن يط ِير َ لِلِإسْ لَا ِم ،و َفِي ال ْمَغْر ِ
س َل ّم َ ف ِيم َا ج َاء َ بِه ِ من خِل َ َ
اف قَو ْمه فَتَلَا الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل م َا و َق َر َ ال ِْإسْ لَام ُ فِي قَلْبِي ،وَع َنْ عُت ْب َة َ بن ر َبيِع َة َأن ّه ُ ك ََل ّم َ َ
ك أَ َ ّو ُ
رِو َايَة ٍ وَذَل ِ َ
الن ّبِيّ صَلَ ّى الل ّٰه عليه وسلم وناشده
ك عُت ْب َة َ بيَِدِه ِ عَلَى فِي َ
ل صَاعِقَة ِ عاد وثمود( ف َأَ ْمسَ َ
عَلَيْه ِم )حم( فصلت ِإلَى قوله )صَاعِق َة ً مِث ْ َ
__________
)قوله هشاشة( في الصحاح هي الارتياح والخفة للمعروف )قوله للشجا( يقال شجاه يشجوه إذا أحزنه ،وفى المجمل شجاني أطر بنى )*(
حدٍ م َِم ّنْ ر َام َ م ُع َار َضت َه ُ َأن ّه ُ اع ْت َرت ْه ُ رَوْع َة ٌ لقد كلمتي بِك َلَا ٍم والل ّٰه م َا سَمِعْتُ أذنايَ بِمِثْلِه ِ ق ُ َّط فَمَا دَر َي ْتُ م َا أَ قُو ُ
ل لَه ُ ،و َق َ ْد حُكِي َ ع َنْ غَيْر ِ و َا ِ
س فِي
ل بلَِي َغ الْأَ نْد َل ُ ِ
يح ْي َى بن حَك َم ال ْغ َزَا ُ
ل و َق ْتِه ِ وَك َانَ َ َض وَم َا ه ُو َ من ك َلَا ِم ال ْب َشَر ِ وَك َانَ من أَ فصْ ِ
ح أَ ه ْ ِ ل أَ شْهَد ُ أَ َ ّ
ن هَذ َا ل َا يُع َار ُ ل و َقَا َ
م َا عَم ِ َ
خشْي َة ٌ ورفة
ل فَاع ْتَر َتْنِي مِن ْه ُ َ
ج ب ِزَعْمِه ِ عَلَى مِن ْوَالِهَا قَا َ
ص ليَحْذُو َ عَلَى م ِثَالِهَا و َيَنْس ُ َ زَم َنِه ِ فَحـُكِي َ َأن ّه ُ ر َام َ َ
شي ْئًا من هَذ َا فَنَظَر َ فِي سُورَة ِ ال ِْإخْلَا ِ
حَمَلَتْنِي عَلَى َ
الت ّو ْبَة ِ و َال ِْإن َابَة.
ن ن َز ّل ْنَا الذِّك ْر َ و َِإ َن ّا )إ َن ّا َ
نح ْ ُ ل ِ
الل ّه تَع َالَى بِ ح ِ ْفظِه ِ فَق َا َ
ل َ ك ُ ّف ِ
ِيت ال ُد ّن ْيَا م َ َع ت َ َ
كو ْنُه ُ آيَة ً باق ِي َة ً ل َا تُعْدَم ُ م َا بَق ِ
)فصل( وَم ِنْ وُجُوه ِ ِإعْجَازِه ِ ال ْمَعْد ُودَة ِ َ
)فصل( وقد عد جماعة من الأئمة ومقلدي الأمة في إعجازه وجوها كثيرة ٢.٤.١٠
س و َثَلاثِينَ سنة ل َأوّل ن ُز ُولِه ِ ِإلَى و َق ْت ِنَا خ َب َر ُه َا و َالْقُر ْآنُ الْعَزِيز ُ البَاه ِرَة ُ آي َاتُه ُ ال َ ّ
ظاه ِرَة ُ مُعْجِزَاتُه ُ عَلَى م َا ك َانَ عَلَيْه ِ ال ْيَوْم َ مدة خمسمائة عام وَخَم ْ ٍ
جه َابِذَة ِ ال ْبَر َاعَة ِ ن و َأَ ئ َِم ّة ِ ال ْبَلَاغَة ِ و َفُرْسَا ِ
ن الْك َلَا ِم و َ َ ن وَحَملّة ِ عِلْم ِ اللّسَا ِ هَذ َا حُ َ ج ّت ُه ُ قَاه ِرَة ٌ وَمُع َارَضَت ُه ُ ممتنعة الأعصار ك ُل ّها طَافِحَة ٌ ب ِأَ ه ْ ِ
ل ال ْبَيَا ِ
ن حد ُ ف ِيه ِ ْم كثير والمعادى للشرح ع َت ِيدٌ فَمَا مِنْه ُ ْم من أتى بشئ يوثر فِي مُع َارَضَتِه ِ وَل َا أَ َل ّ َ
ف كَل ِمَتَيْنِ فِي م ُنَاقَضَتِه ِ وَل َا قَد َر ف ِيه ِ عَلَى م َ ْطع َ ٍ و َال ْمُل ْ ِ
ُوص عَلَى عقيبه ل من ر َام َ ذلك إلْق َاؤُه ُ فِي الْع َجْ زِ بيَِد َيْه ِ و ُ
َالن ّك ُ ك إ َلّا ب ِزَنْدٍ شَ ح ٍ
ِيح بَل ال ْم َأْ ثُور ُ ع َنْ ك ُ ّ ِ ح ال ْمُتَك َل ُّف من ذِه ْنِه ِ فِي ذَل ِ َ صَ ح ٍ
ِيح وَل َا قَد َ َ
ن الْأَ ئ َِم ّة ِ وَمُق َلَ ّد ِي ا ْل ُأ َمّة ِ فِي ِإعْجَازِه ِ وُجُوه ًا كَثيرَة ً مِنْهَا أَ َ ّ
ن قَارِئَه ُ ل َا يَملَُ ّه ُ وَسَام ِع َه ُ ل َا يَم ُ ُج ّه ُ بَل ال ِْإكْبَابُ عَلَى تلَاو َتِه ِ )فصل( و َق َ ْد ع َ ّد جَمَاع َة ٌ م ِ َ
Shamela.org ١٣٤
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ق ا ْل ُأم َم بِبَر َاه ِينَ ق َو يّة ٍ و َأَ دِل َ ّة ٍ بَي ّنَة ٍ سَهْلَة ِ الْأَ لْف َاظِ م ُوجَز َة ال ْمَق َا ِ
صدِ ر َام َ ال ْمُت َحَذْلِق ُونَ ات و َ
َالر ّدّ عَلَى ف ِر ِ َالت ّن ْب ِيه ِ عَلَى طُر ُق الْ حجُ َِج الْعَق َْلي ّ ِ ال َش ّر َائ ِ
ِـع و َ
الل ّه ُ لَفَسَد َت َا( ِإلَى م َا حَوَاه ُ من عُلُو ِم السّيَر ِ و َأَ ن ْبَاء ِ ا ْل ُأم َم و َال ْم َوَاعِظِ و َالْحِكَم ِل م َ َّرة ٍ( و )لَو ْ ك َانَ ف ِيهِم َا آلِه َة ٌ ِإلا َيح ْي ِيهَا ال َ ّذ ِي أَ نْش َأَ ه َا أَ َ ّو َ
)قُلْ ُ
ك الْكِتَابَ تبيانا لكل شئ( اب من شئ( )و َنَز ّل ْنَا عَلَي ْ َ ل اسْم ُه ُ )م َا ف ََر ّطْ نَا فِي الْكِت َ ِ
الل ّه ج َ َ ّ
ل َ شِي َ ِم قَا َ
َاب و َال ّ
ن الآد ِ س ِمحَا ِ خرَة ِ و َ َ و َأَ خْ بَار ال َد ّار الآ ِ
) ،ولقد
__________
)قوله لا يخلق( بفتح أوله وضم ثالثة أو بضم أوله وكسر ثالثه ،في الصحاح خلق الثوب بالضم خلوقة أي بلى وأخلق الثوب مثله وأخلقته
أنا يتعدى ولا يتعدى )قوله المتحذلقون( بالحاء المهملة يقال حذلق الرجل وتحذلق إذا أظهر الحذلق وادعى أكثر مما عنده.
)*(
جر ًا وَس َُن ّة ً خ َالِي َة ً وَم َثَل ًا مضروبة
ل هَذ َا الْقُر ْآنَ آم ِرًا وَز َا ِ
الل ّه أن ْز َ َ
ل( وقال صلى الل ّٰه عليه وسلم :أن َ
ل م َث َ ٍ ضَر َب ْنَا ل ِ َلن ّا ِ
س فِي هذا القرآن م ِنْ ك ُ ّ ِ
ف ِيه ِ نَبَؤ ْك ُ ْم
صد َقَ
ل بِه ِ َ
ل من قَا َ الر ّدّ وَل َا تَنْقَض ِي عَجَائبِ ُه ُ ،ه ُو َ الْح َُقّ لَي َ
ْس ب ِال ْهَز ْ ِ ل َ وَخ َب َر ُ ما ك َانَ قَبْلـَك ُ ْم و َنَب َُأ م َا بَعْد َك ُ ْم وَح ُ ْكم ُ م َا بَي ْنَك ُ ْم ل َا ُ
يخ ْلِق ُه ُ طُو ُ
ك بِه ِ هُدِيَ ِإلَى صِر َاط مُسْتَق ٍِيم وَم َنْ طَلَبَ ال ْهُد َى
س َ ل بِه ِ ُأ ِ
جر َ وَم َنْ تَم َ َ ّ َط وَم َنْ عَم ِ َ
ج وَم َنْ ق َسَم َ بِه ِ أَ قْس َ
ل وَم َنْ خ َاصَم َ بِه ِ فَل َ َ
وَم َنْ حَكَم َ بِه ِ عَد َ َ
شف َاء َ
الن ّاف ِـعُ، الل ّه ،ه ُو َ الذّك ْر ُ الْحَكِيم ُ و ُ من غَيْرِه ِ أضَلَ ّه ُ َ
الل ّه ال ْمَتِينُ و َال ّ ُ
ل َ حب ْ ُ
َاط ال ْمُسْتَق ِيم ُ و َ َ
َالن ّور ُ ال ْمُبِينُ و َالصّر ُ صم َه ُ َ
الل ّه وَم َنْ حَكَم َ بِغَيْرِه ِ ق َ َ
ن ابن
نح ْوَه ُ ع َ ِ كثْرَة ِ َ
الر ّدّ ،و َ َ ق عَلَى َ ك بِه ِ وَنَجَاة ٌ لم َِن اتّبَع َه ُ ،ل َا يَعْو َُجّ فَيُق َ َو ّم َ وَل َا يَز ِي ُغ فَيُسْتَعْت َبُ وَل َا تَنْقَض ِي عَجَائبِ ُه ُ وَل َا ُ
يخ ْل ِ ُ عِصْ م َة لم َِنْ تَم َ َ ّ
س َ
ل ل الل ّٰه تعالى لمحمد صلى الل ّٰه عليه وسلم َ
)إن ّي م ُنَز ّ ٌ ِيث قَا َ يخ ْتَل ُِف وَل َا يَتَشَا ُ ّ
ن ،فيه نَب َأ الْأَ وّلِينَ و َالآخر ِينَ ،و َفِي الْحَد ِ ل ف ِيه ِ وَل َا َ
مَسْع ُودٍ و َقَا َ
ح بِهَا أَ عْيُنًا عميا و َآذ َان ًا ص ًُم ّا و َقُلُوب ًا غُلْف ًا ف ِيهَا يَنَابيِ ُع ال ْعِلْم ِ و َف َ ْهم ُ الْح ِ ْ
كمَة ِ وَر َبيِ ُع القلوب( ك تَوْر َاة ً حَدِيث َة ً تَفْت َ ُ
عَلَي ْ َ
__________
)قوله فلج( بفتح الفاء واللام وبعدهما جيم ،في الصحاح الفلج الظفر والفوز )قوله أقسط( أي عدل وأما قسط فمعناه جار وحكى
الل ّه ال ْمَتِينُ( من المتانة وهى القوة وقال ابن الأثير حبل الل ّٰه نور هداه
ل َ حب ْ ُ
يعقوب في كتاب الأضداد أنه يأتي أيضا بمعنى عدل )قوله و َ َ
وقيل عهده وأمانه الذى يؤمن من العذاب والحبل العهد والميثاق انتهى )قوله ولا يتشان( بشين معجمة وفى آخره نون مخفف من
الشنآن بفتحج النون وإسكانها مهموز وهو البغض :شنأه أبغضه ،قال الهروي وابن الأثير وفي حديث ابن مسعود في صفة القرآن ولا
Shamela.org ١٣٥
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
كثْرَة ِ َ
الر ّدّ ،مأخوذ من الشن )*( يتشان معناه لا مخلق عَلَى َ
ل أَ كْ ثَر َ ال َ ّذ ِي ه ُ ْم ف ِيه ِ ل تعالى )إن هذا القرآن يَق ُ ّ
ُص عَلَى بَنِي ِإسْر َائيِ َ ل و َنُور ُ الْح ِ ْ
كمَة ِ( و َقَا َ ن ف َِإ َن ّه ُ ف َ ْهم ُ ال ْعُق ُو ِ
وعن كعب )عليكم ب ِالْقُر ْآ ِ
ن للناس وهدى( الآية ،فَجُمِـ َع ف ِيه ِ م َ َع وَج َازَة ِ أَ لْف َاظِه ِ ل )هَذ َا بَيَا ٌ يخ ْتَلِف ُونَ( و َقَا َ َ
ك َأن ّه ُ احْ ت ََجّ
ل وَمَدْلُولِه ِ وَذَل ِ َ ات * وَمِنْهَا جَم ْع ُه ُ ف ِيه ِ بَيْنَ ال َد ّلِي ِ
ْف مِن ْه ُ م َ َّر ٍ الضع ِظه َا عَلَى ِّ َاف م َا فِي ال ْـكُت ُِب قَبْلَه ُ َال ّتِي أَ لْف َا ُ ِـع كَل ِمِه ِ أَ ضْ ع ُوَجَوَام ِ
يف مَع ًا الت ّال ِي لَه ُ ي َ ْفهَم ُ مَوْضِـ َع الْ َحجُ ّة ِ و َ
َالت ّكْل ِ ِ ن و َصْ فِه ِ و َإيجَازِه ِ و َبَلَاغ َتِه ِ و َأَ ث ْنَاء هَذِه ِ ال ْبَلَاغَة ِ أَ مْره ُ وَنَه ْي ُه ُ وَوَعْدُه ُ وَوَعِيدُه ُ ف َ َ س ِ
ح ْ
ن وَ ُ بنِ َ ْظ ِم الْقُر ْآ ِ
ُ َ
ل عَلَى جعَلَه ُ فِي حَيّز ِ ال ْمَنْظ ُوم ال َ ّذ ِي ل َ ْم يُعْه َ ْد و َل َ ْم يَكُنْ فِي حَيِّز ِ ال ْمَن ْث ُورِ ل ِأَ َ ّ
ن ال ْمَنْظ ُوم َ أسْه َ ُ حدٍ وَسُورَة ٍ مُنْفَرِدَة ٍ * وَمِنْهَا أَ ْن َ
من ك َلَا ٍم و َا ِ
حدَة ِ ِإلَى أَ ْمر ٍ وَنَهْ ٍي وَخ َبَرٍ و َاسْ ت ِخْ بَا ٍر اف م َع َانيِه ِ و َانقِسَا ِم ال ُ ّ
سورَة ِ الوَا ِ َاب ِإلَى غَيْرِه ِ عَلَى اخْ ت ِل َ ِ
ُوج من ب ٍ ص من ق َِصّ ة ٍ ِإلَى ُأ ْ
خر َى والْخُر ِ الت ّخ َ ُل ّ ِ
َ
ح إذ َا
ل فسوله ،و َالْك َلَام ُ الفْصِ ي ُ
ل يَتَخَل ّ ُ
ك من ف َوَائِدِه ِ د ُونَ خ َل ٍ
ِيب ِإلَى غَيْر ِ ذَل ِ َ ات نُب ُ َو ّة ٍ و َت ْوحِيدٍ و َتَفريدٍ و َتَرْغ ٍ
ِيب و َتَرْه ٍ وَوَعْدٍ و َوعِيدٍ و َِإث ْب َ ِ
َت ق َُو ّتُه ُ
ل هَذ َا ضَعُف ْ
اعْت َوَرَه ُ مِث ْ ُ
ن من ل )ص( وَم َا جُم ِـ َع ف ِيهَا من أَ خْ بَارِ ال ْـكُ َ ّفارِ و َشقاقِه ِ ْم و َت َ ْقرِ يعِه ِ ْم ب ِِإه ْلَا ِ
ك الْق ُر ُو ِ َلت أَ لْف َاظُهُ :فَت َأ َمّلْ أَ َ ّو َ و َلان ْتَ جَز َالت ُه ُ و َق َ َ ّ
ل رَوْنَق ُه ُ و َتَق َلْق ْ
ن اجْ تِم ِ
س َل ّم َ و َتَع َُجّ بِه ِ ْم م َِم ّا أَ تى بِه ِ و َا ْلخـَبَرِ ،ع َ ِ
ن الْحَسَدِ فِي
َاع م َلئِه ِ ْم عَلَى ال ْـكُ ْفرِ وَم َا َظه َر َ م ِ َ ح َمّد صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ قَب ْلِه ِ ْم وَم َا ذُك ِر َمن تَكْذِيبِه ْم بِم ُ َ
الل ّه ِ لَه ُ ْم وَوَعِيدِ هَؤْل َاء ِ مِث ْ َ
ل مُصَابِه ِ ْم و َتَصْ ب ِير ِ ك َ ِيب ا ْل ُأم َ ِم قَب ْلَه ُ ْم و َإه ْلَا ِ ْي ال ُد ّن ْيَا و َالآ ِ
خرَة ِ و َتَكْذ ِ ك َلامِه ِ ْم و َتَعْجِيزِه ِ ْم و َتَوْه ِينِه ِ ْم وَوَعِيدِه ِ ْم بِ خِز ِ
ن ص الْأَ ن ْب ِيَاءِ ،ك ُ ُ ّ
ل هَذ َا فِي أ ْوجَز ِ ك َلَا ٍم و َأَ حْ سَ ِ ل م َا تَق َ َ ّدم َ ذِك ْرُه ُ ث َُم ّ أَ خَذ َ فِي ذِكر د َاوُد َ و َق ِ َ
ص ِ س َل ّم َ عَلَى أَ ذ َاه ُ ْم و َتَسْلِيَته ِ بِك ُ ّ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ َ
َوت عَلَيْهَا الْكَل ِمَاتُ الْق َلِيلَة ُ و َهَذ َا ك ُل ّه ُ وَكَث ِير ٌ م َِم ّا ذَكَر ْن َا َأن ّه ُ ذُك ِر َ فِي ِإعْجَاز الْقُر ْآ ِ
ن ِإلَى وُجُوه ٍ كَث ِيرَة ٍ ذَك َر َه َا نِظَا ٍم وَمِن ْه ُ ا ْلجم ُْلَة ُ ال ْـكَث ِيرَة ُ التي انْط ْ
الل ّه ِ ح َ َ ّدثَنَا الْأَ صِيل ِ ُيّ ح َ َ ّدثَنَا المَرْوَز ُِيّ ح َ َ ّدثَنَا الْف َر َبْر ُِيّ ح َ َ ّدثَنَا ال ْب ُخ َار ُِيّ
ن ع َبُدِ َ ن مُحَم ّدٍ الْحَاف ُِظ م ِنْ ك ِتَابِه ِ ح َ َ ّدثَنَا الْق َاض ِي سِر َا ُ
ج بْ ُ أَ خْبَر َن َا الْحُسَيْنُ ب ْ ُ
ل انْش ََقّ الْقَم َر ُ
الل ّه ُ عَن ْه ُ قَا َ
ن اب ْ ِن مَسْع ُودٍ رَضِيَ َ
ش ع َنْ ِإ ب ْر َاه ِيم َ ع َنْ أَ بِي مَعْمَرٍ ع َ ِ
ن الْأَ عْم َ ِ
سفْيَانَ ع َ ِ
شعْب َة َ و ُ ح َ َ ّدثَنَا مُسَ َ ّدد ٌ ح َ َ ّدثَنَا َ
يح ْي َى ع َنْ ُ
س َل ّم َ اشْهَد ُوا ،و َفِي رِو َايَة ِ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ل رَسُو ُ س َل ّم َ فِر ْقَتَيْنِ فِر ْق َة ٌ فَو ْقَ الْجبَ َ ِ
ل و َفِر ْق َة ٌ د ُونَه ُ فَق َا َ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ عَلَى ع َ ْهدِ رَسُو ِ
الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ ن م َ َع َ
نح ْ ُ
مجَاهِدٍ و َ َ
ُ
ل ح ََت ّى ر َأَ ي ْتُ الْجبَ َل بَيْنَ فُرْجَت َي الْقَمَرِ وَرَو َاه ُ عَن ْه ُ مَسْر ُوقٌ
ن ابن مَسْع ُودٍ الْأَ سْ وَد ُ و َقَا َ
ش بِمِنى وَرَو َاه ُ أيْضًا ع َ ِ س َل ّم َ و َفِي بَعْض طُر ُ ِ
ق الْأَ عْم َ ِ وَ َ
Shamela.org ١٣٦
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ض و َفِي بَعْضِه َا جُزْئ َيِ ّة ٌ و َفِي بَعْضِه َا ك ُل ّي ّة ٌ و َفِي بَعْضِه َا ل َا يَعْرِفُه َا إ َلّا الم َُ ّدع ُونَ ل ِع ِل ْمِه َا،
ض ال ْب ِلَادِ د ُونَ بَعْ ٍ
ات فِي بَعْ ِ
نجِد ُ ال ْـكُس ُوف َ ِ
ل و َلِهَذ َا َ
جِبَا ٌ
الت ّص َ ُرّ ِ
ف وَل َا يَك َاد ُ اب و َق َ ْط ُع َ
اف الْأَ ب ْو َ ِ ل ال ْهُد ُ ُ ّو و َال ُ ّ
سكُونُ و َِإيج َ ُ س ب َِالل ّي ْ ِ ن َ
الن ّا ِ ك ت َ ْقدِير ُ الْعَزِيز ِ الْعَل ِِيم ،و َآيَة ُ الْقَمَرِ ك َان َْت ليلا و َالْع َادَة ُ م ِ َ
ذَل ِ َ
ِف من
يَعْر ُ
ُوف الْقَمَر ُِيّ كَث ِير ًا فِي ال ْبلَادِ و َأَ كْ ث َر ُه ُ ْم ل َا يَعْلَم ُ بِه ِ ح ََت ّى ُ
يخـْبَر َ ك م َا يَكُونُ ال ْـكُس ُ ل بِه ِ وَلِذَل ِ َ
ك و َاه ْتَب َ َ
صد َ ذَل ِ َ سم َاء ِ َ
شي ْئًا إ َلّا من ر َ َ ُأم ُورِ ال َ ّ
سم َاء ِ وَل َا عِلْم َ عند أَ حَدٍ مِنْهَا ل فِي ال َ ّن ب ِاللّي ْ ِ وَكَث ِير ًا م َا يُحَدّثُ َ
الث ّق َاتُ بِع َج َائ ِبَ يُش َاهِد ُونَهَا من أَ ن ْوَا ٍر وَنُج ُو ٍم طَوَالـِ ـ َع عِظَا ٍم ت َ ْظه َر ُ فِي الأحْ يَا ِ
* وَخ َرّ َ
ج الطحاوي في
Shamela.org ١٣٧
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
__________
الانشقاق إلا مرة واحدة )قوله وإيجاف( بكسر الهمزة وسكون المثناة التحتية وتخفيف الجيم مصدر أوجف أو أغلق )قوله واهتبل(
بمثناة فوقية مفتوحة )*(
ل الْعَصْر َ س َل ّم َ ك َانَ يُوحَى ِإلَيْه ِ وَر َأْ سُه ُ فِي ِحجْرِ عَل ِ ٍيّ فَل َ ْم ي ُ َ
ص ِّ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن َ س من َطرِ يق َيْنِ أَ ّ
ْت ع ُمَي ْ ٍ
ِيث ع َنْ أَ سْمَاء َ بِن ِ
ل الْحَد ِ
شك ِ ِ
مُ ْ
ك فَا ْرد ُ ْد ك وَطَاعَة ِ رَسُول ِ َ الل ّه ُ َ ّم َإن ّه ُ ك َانَ فِي طَاع َت ِ َ
ل َ س َل ّم َ أَ ص ََل ّي ْتَ ي َا عَل ِ ُيّ قَا َ
ل ل َا فَق َا َ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ل رَسُو ُ ْس فَق َا َ شم ُ ح ََت ّى غ َرَ ب َِت ال َ ّ
لك ب ِال َص ّهْبَاء ِ فِي خي ْبَر َ قَا َ ض وَذَل ِ َ
ل و َالْأَ ْر ِ َت عَلَى الْج ِبَا ِ ت أَ سْمَاء ُ ف َرأَ َ يْتُهَا غربت ثم رأيتها طَلَعت بَعْد َ م َا غ َرَ ب َْت وَو َقَف ْ ْس قَال َ ْ شم َ عَلَيْه ِ ال َ ّ
حفْظِ ف ع َنْ ِ الت ّخ َ ُل ّ ُ
ل ل َا يَن ْبَغ ِي لمن سبله ال ْعِلْم ُ َ ن أَ حْم َد بن صَالِ ٍح ك َانَ يَق ُو ُ طح َاو ُِيّ أَ َ ّ َات * وَح َكى ال َ ّ ن وَرُو َاتُهُم َا ثِق ٌ ن ث َابتَِا ِ ن الْحَدِيثَا ِ و َهَذ َا ِ
الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ ل َ س بن بُكَيْرٍ فِي ز يادَة ِ المَغ َازِي رِو َايَت َه ُ عن ابن إسحق لَم ّا ُأسْر ِيَ ب ِرَسُو ِ َات ُ
الن ّب َُو ّة ِ * وَرَو َى يُون ُ ُ حَدِيث أَ سْمَاء َ ل ِأَ َن ّه ُ من عَلَام ِ
ك ال ْيَوْم ُ أشرفت ل يَوْم َ الْأرْب ِع َاء ِ فَلَم ّا ك َانَ ذَل ِ َ س َل ّم َ و َأَ خْبَر َ قَوْم َه ُ ب ُ
ِالر ّفْقَة ِ و َالْع َلَامَة ِ التي فِي الع ِير ِ قالوا متى تجئ قَا َ عَلَيْه ِ و َ َ
__________
بعدها موحدة مفتوحة أي تخيل )قوله عن أسماء بنت عميس( بضم العين المهملة وفى آخره سين مهملة قال ابن الجوزى في الموضوعات
حديث رد الشمس في قصة على موضوع بلا شك )قوله بالصهباء( ممدودة موضع على مرحلة من خير )قوله في العير( بكسر العين
المهملة هي القافلة من الإبل والدواب تحمل الطعام وغيره من التجارات ولا يسمى عيرا إلا إذا كانت كذلك )قوله يوم الأربعاء(
بتثليث الموحدة
والأجود كسرها كذا في المحكم وقد حبست الشمس ليوشع وللنبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عليه وسلم في صبيحة ليلة الإسراء وفى يوم من أيام الخندق
كما ذكره المصنف في غير الشفاء وفى قصة عَل ِ ٍيّ فِي حَدِيث أسماء وحبست لداود كما ذكره الخطيب في كتاب النجوم ،وضعف رواية ثقله
عنه مغلطاى في سبرته وحبست لسلمان كما ذكره البغوي في سورة ص )*(
Shamela.org ١٣٨
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
س َل ّم َ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن م َ َع رَسُول َ
نح ْ ُ الصّ ح ِ
ِيح من رِو َايَة ِ عَلْقَم َة َ عَن ْه ُ بَي ْنَم َا َ سب ْع ِينَ رَج ُل ًا * و َأَ َمّا ابن مَسْع ُودٍ فَفِي َ
نح ْو ٌ م ِنْ َ
أيْضًا و َه ُ ْم َ
ْس.
و َلَي َ
ك َ ّفه ُ ف ِيه ِ فَجَع َ َ
ل ال ْمَاء ُ يَن ْب ُ ُع ل م َاء ٍ ف َُأتِي َ بِمَاء ٍ فَص ََب ّه ُ فِي إن َاء ٍ ث َُم ّ و َ َ
ض َع َ س َل ّم َ اطْ لُب ُوا من مَع َه ُ ف َضْ ُ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ل لَنَا رَسُو ُم َع َنَا م َاء ٌ فَق َا َ
اس يَوْم َ َطش َ
الن ّ ُ الل ّه عَن ْه ُ ع َ ِيح ع َنْ سَال ِ ِم بن أَ بِي الْجَعْدِ ع َنْ ج َابِر ٍ رَضِيَ َ الصّ ح ِ
س َل ّم َ * و َفِي َ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ من بَيْنِ أَ ص ِ
َابع رَسُو ِ
ض َع ْس عِنْد َن َا م َاء ٌ إ َلّا م َا فِي رَكْ وَت ِ َ
ك ف َو َ َ نح ْوَه ُ و َقَالُوا لَي َ
اس َ ل َ
الن ّ ُ س َل ّم َ بَيْنَ يَد َيْه ِ رَكْ وَة ٌ فَت َو َ َ ّ
ضأَ مِنْهَا و َأَ ق ْب َ َ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ الْحُد َي ْب ِيَة ِ وَرَسُو ُ
ْف
ن و َف ِيه ِ فَق ُل ْتُ كم كنتم قال لو كنا م ِائَة َ أَ ل ٍ ل ال ْع ُي ُو ِ ل ال ْمَاء ُ يَف ُور من بَيْنِ أَ صَاب ِعِه ِ ك َأَ مْثَا ِ س َل ّم َ يَدَه ُ فِي َ
الر ّكْ وَة ِ فَجَع َ َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ َ
ِت عَن ْه ُالصّ ام ِس ع َنْ ج َابِر ٍ و َف ِيه ِ َأن ّه ُ ك َانَ ب ِالْحُد َي ْب ِيَة ِ * و َفِي رِو َايَة ِ ال ْوَلِيدِ بن ع ُبَادَة َ بن َ
ْس عَشْرَة َ م ِائَة ً ،وَرُوِيَ مِثْلُه ُ ع َنْ أَ ن َ ٍ لـَكَف َان َا :ك َُن ّا خَم َ
ل ل ِي رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم ي َا ج َابر ُ ن َادِ ال ْوضُوء َ وَذَك َر َ الْحَدِيثَ بِط ُولِه ِ و ََأن ّه ُ
ل قَا َ
ل فِي ذِكْر ِ غ َْزوَة ِ بُوَاطٍ قَا َ طو ِ ي ِسل ِ ٍم ال ّ
فِي حَدِيث م ُ ْ
ْب يج ِ ْد إ َلّا قَطْرَة ً فِي ع َْزل َاء ِ شَ ج ٍ
ل َ ْم َ
__________
ْب( العزلاء بفتح العين المهملة وسكون الزاى والمد فم المزادة الأسفل والجمع عزاى بكسر اللام وفتحها ،والشجب )قوله فِي ع َْزل َاء ِ شَ ج ٍ
بفتح الشين المعجمة وسكون الجيم وفى آخره موحدة :ما قدم من القرب مثل الشن )*(
)فصل( ومما يشبه هذا من معجزاته تفجير الماء ببركته وابتعاثه بمسه ودعوته ٢.٤.١٣
ن َ
الن ّبِيّ ب ف َأَ تَي ْتُ فوضعتها بَيْنَ يَد َيْه ِ وَذَك َر َ أَ َ ّ ل ن َادِ بِ جَفْنَة ِ َ
الر ّكْ ِ س َل ّم َ فَغَم َزَه ُ و َتَك ََل ّم َ بشئ ل َا أَ ْدرِي م َا ه ُو َ و َقَا َ ف َُأتِي َ بِه ِ َ
الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
ل ف َرأَ َ ي ْتُ ال ْمَاء َ يَف ُور ُ من بَيْنِ أَ صَاب ِعِه ِ ثم فارته الل ّه قَا َل ب ِس ْ ِم َ
َب ج َابِر ٌ عَلَيْه ِ و َقَا َ س َل ّم َ بَس ََط يَدَه ُ فِي الْجَفْنَة ِ و َف ََر ّقَ أَ صَابِع َه ُ وَص َ ّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
ل الل ّٰه صلى الل ّٰه عَلَيْه ِاس ب ِالاسْ تِق َاء ِ فَاسْ تَق َوا ح ََت ّى رَو ُوا فَق ُل ْتُ ه َلْ بَقِ َي أَ حَدٌ لَه ُ ح َاج َة ٌ ف َر َف َ َع رَسُو ُ أت و َأَ م َر َ
الن ّ َ َ َت ح ََت ّى امْتَل َ ْ الْجَفْن َة ُ و َاسْ تَد َار ْ
ل َ ِ
الل ّه م َاء ٌ ل م َا مَع َنَا ي َا رَسُو َس َل ّم َ فِي أَ سْ ف َارِه ِ ب ِِإد َاوَة ِ م َاء ٍ و َق ِي َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ شعْبِيّ ُأتِي َ َ ن ال َ ّ
هي َ م َل َْأى * وَع َ ِ ن الْجَفْنَة ِ و َ ِس َل ّم َ يَدَه ُ م ِ َ
وَ َ
اب ع َنْل الترْم ِذيّ و َفِي ال ْب َ ِ يج ِيئ ُونَ ويتوضؤن ث َُم ّ يَق ُوم ُونَ ،قَا َ اس َ الن ّ ُل َ جع َ َ سطَه َا و َغ َم َسَه َا فِي ال ْمَاء ِ و َ َ ض َع ِإصْ بَع َه ُ و َ َ
كبَهَا فِي رَكْ وَة ٍ وَو َ َ غَيْر َه َا فَسَ َ
ن الْحَفِلَة ِ و َا ْلجم ُ ُ ِ
وع ال ْـكَث ِيرَة ِ ل َا ٺَتَط ََر ّقُ ال ُتّهْم َة ُ ِإلَى ال ْم ُح َ َ ّد ِ
ث بِه ِ ل ِأَ َ ّنه ُ ْم ك َانُوا أَ سْرَعَ شئ ِإلَى تَكْذِيبِه ِ ل هَذ َا فِي هَذِه ِ ال ْم َوَاطِ ِ
حصَيْنٍ وَمِث ْ ُ
ِعم ْرَانَ بن ُ
س عَلَيْه ِم م َا ح َ َ ّدثُوا بِه ِ عَنْه ُ ْم أَ َ ّنه ُ ْم فَع َلُوه ُ وَشَاهَد ُوه ُ فَصَار َ كَت َصْ دِي ِ
ق جَم ِيعِه ِ ْم لَه ُ ن َ
الن ّا ِ و َل َ ْم ينْكِر ْ أَ حَدٌ م ِ َ
ل فِي ق َِصّ ة ِ )فصل( وَم َِم ّا يُشْب ِه ُ هَذ َا من مُعْجِزَات ِه ت َ ْفجِير ُ ال ْمَاء ِ بِبَرَكَتِه ِ و َاب ْتعاثِه ِ بِم ّ
سه ِ وَدَعْوَتِه ِ * ف ِيم َا رَو َى م َال ِكٌ فِي ال ْم َُوطّ أ ع َنْ مُع َاذِ بن جَب َ ٍ
غ َْزوة ِ
__________
َت الْجَفْن َة ُ واستدارت( في صحيح مسلم ثم قارب الجفنة ودارت )قوله بإداوة( بكسر الهمزة وتخفيف الدال المهملة أي )قوله ث َُم ّ فَار ِ
مطهرة )*(
ض بشئ من م َاء ٍ مِث ْ ِ
ل الشراك فغرفوا هي َ تَب ِ ُ ّ
تَب ُوك َ و َأَ َ ّنه ُ ْم وَر َدوا الْع َيْنَ و َ ِ
س َل ّم َ ف ِيه ِ و َجْ هه ُ و َيَد َيْه ِ و َأَ عَادَه ُ ف ِيهَا فَجَر َْت بِمَاء ٍ كَث ِيرٍ فَاسْ تَقَى الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ن الْع َيْنِ ب ِأَ يْدِيه ِ ْم ح ََت ّى اجْ تَم َ َع فِي شئ ث َُم ّ غَسَ َ
ل رَسُو ُ مِ َ
ك حَيَاة ٌ أَ ْن ت َر َى م َا
ت بِ َ
ك ي َا م ُع َاذ ُ ِإ ْن طَال َ ْ ق ث َُم ّ قَالَ :يُو ِ
ش ُ ِس كَح ِّس َ
الصّ وَاعِ ِ ل فِي حَدِيث ابن ِإ ْسحَاق فَانْ خ َر َقَ من الماء ماله ح ّ
اس قَا َ َ
الن ّ ُ
ه َا ه ُنَا ق َ ْد ملئ جِنَان ًا * و َفِي حَدِيث ال ْبَر َاء ِ وَسَلَم َة َ بن الْأَ كْ و َِع وَحَدِيث ُه ُ أَ ت َُم ّ فِي ق َِصّ ة ِ الْحُد َي ْب ِيَة ِ و َه ُ ْم أَ رْب َ َع عَشْرَة َ م ِائَة ً و َبِئْر ُه َا ل َا تَرْوِي خَمْسِينَ
ل سَلَم َة ُ ف َِإ َمّا
ق فَد َعَا و َقَا َ ل البراء وأتى بدلوا م َِن ّا فَب َ َ
ص َ س َل ّم َ عَلَى جَبَاه َا قَا َ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ك ف ِيهَا قَطْرَة ً فَقَعَد َ رَسُو ُ
شَاة ً فَنَز َحْ نَاه َا فَل َ ْم نَت ْر ُ ْ
Shamela.org ١٣٩
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ج
خر َ َ
َاب فِي الْحُد َي ْب ِيَة ِ ف َأَ ْ َت ف َأَ ْروَوْا أنْف ُسَه ُ ْم وَرِك َابَه ُ ْم و َفِي غَيْر ِ ه َاتَيْنِ الرّو َايَتَيْنِ فِي هَذِه ِ الْق َِصّ ة ِ من َطرِ ي ِ
ق ابن شِه ٍ ق ف ِيهَا فَجا َش ْ د َعَا و َِإ َمّا ب َ َ
ص َ
ل
شكَو ْا ِإلَى رَسُو ِ
اس َ ن َ
الن ّ َ ن * وَع َنْ أَ بِي قَتَادَة َ وَذَك َر َ أَ َ ّ
اس ح ََت ّى ضَر َبُوا ب ِعَطَ ٍ ْس ف ِيه ِ ماء ف َرَوِيَ َ
الن ّ ُ يب لَي َ
ضع َه ُ فِي قَعْرِ قَل ِ ٍ
س َ ْهم ًا من ك ِنَانَتِه ِ ف َو َ
ٌ
الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ َ
__________
)قَو ْله تبص( من البصيص بالصاد المهملة وهو البر يق واللمعان وبالضاد المعجمة القطر والسيلان القليل )قوله خمسين شاة( قال المزى
المعروف عند أهل الحديث خمسين أشاة والأشاة النخلة الصغيرة )قوله على جباها( بفتح الجيم وتخفيف الموحدة والقصر أي ما حول
فمها )قوله فجاشت( بالجيم والشين المعجمة أي فارت وارتفعت )قوله ح ََت ّى ضَر َبُوا ب ِعَطَ ٍ
ن( أي رووا ورويت إبلهم حتى بركت لأن
عطن الابل مباركها وذلك حول الماء حتى تعاد إلى الشرب )*(
اس حتى رووا وملوا ضب ْنِه ِ ث َُم ّ ال ْتَقَم َ فَمَه َا فَالل ّٰه أَ ع ْلَم ُ نَف َثَ ف ِيهَا أَ ْم ل َا ف َشَرِبَ َ
الن ّ ُ ض أَ سْ ف َارِه ِ فَد َعَا ب ِالْميِضَأة ِ فَجَعلَه َا فِي ِ
َش فِي بَعْ ِ س َل ّم َ الْعَط َوَ َ
ل ِإل َيّ أ َ ّنهَا كَمَا أَ خَذ َه َا م ِن ّي وَك َانُوا اث ْنَيْنِ و َسب ْع ِينَ رَج ُل ًا ،وَرَو َى ل إن َاء ٍ مَعَه ُ ْم فَخي ُ ّ َكُ َ ّ
طبَر ُِيّ حَدِيث أَ بِي قَتَادَة َ عَلَى غَيْر ِ م َا ذَك َرَه ُ أَ ه ْ ُ
ل الصحيح أن النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم خرج بهم ممدا لأهل حصَي ْن وَذَك َر َ ال َ ّ
مِثْلَه ُ ِعم ْرَانُ بن ُ
الل ّه عليه وسلم و َف ِيه ِ إع ْلَامُه ُ ْم أَ َ ّنه ُ ْم ي َ ْفقِد ُونَ ال ْمَاء َ فِي غَدٍ
مؤتة عند ما بلغه قتل الأمراء وذكر حَدِيثًا َطوِ يل ًا ف ِيه ِ معجزات وآيات للنبي صلى َ
نح ْوَه ُل ل ِأَ بِي قَتَادَة َ احْ ف َْظ عَل َيّ ميضأتك فإله سَيكُونُ لَهَا نَب َأ وَذَك َر َ َ سل ِم َأن ّه ُ قَا َ اب م ُ ْ
ل و َالْقَوْم ُ ز ُه َاء ُ ثلثمائة و َفِي ك ِت َ ِ
وَذَك َر َ حَدِيث الْميِضَأَ ة ِ قَا َ
صحَابِه ِض أَ سْ ف َارِه ِ ْم ف َو َ َجّه َ رَج ُلَيْنِ من أَ ْ
َش فِي بَعْ ِ س َل ّم َ و َأَ ْ
صحَابَه ُ عَط ٌ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ حصَيْنٍ حِينَ أصَابَ َ ك حَدِيث ِعم ْرَانَ بن ُ وَم ِنْ ذَل ِ َ
ل فِي إن َاء ٍ من
س َل ّم َ فَجَع َ َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن الْحَدِيثَ فوجداها وأتيابها ِإلَى َ
ن كَذ َا مَعَه َا بغير عَلَيْه ِ م ََزاد َت َا ِ
ن امْرَأة ً بمِك َا ِ وأعلمها أَ َ ّنهُم َا َ
يجِد َا ِ
مزادتيها
__________
)قوله بالميضأة( بكسر الميم وسكون المثناة التحتية وفتح الضاد المعجمة وهمزة :هي آلة الوضوء )قوله ضبنه( بكسر الضاد المعجمة
وسكون الموحدة بعدها نون فهاء للضمير ،والضبن ما بين الـكشح إلى الإبط قاله الخطابى في غريب الحديث )قوله نفث( أي نفخ لا
ر يق معه )قوله لأهل مؤتة( بضم الميم وسكون الهمزة وقد تبدل واوا )قوله والقوم زهاء( قال المزى :الوجه نصب زهاء ولـكن أهل
الحديث يرفعونه )قوله وجه رجلين( هما عمير بن حصين و َعَل ِ ُيّ بن أَ بِي طالب )قوله مزادتان( المزادة بفتح الميم وتخفيف الزاى أكبر من
القربة قال ابن قرقول وقيل ما زيد فيه جلد ثالث بين جلدين لتبيع )(*) (١ - ١٩
شي ْئًا إ َلّا ملؤه قَا َ
ل َت ع ََزاليهِم َا وأمر الناس فملؤا أَ سْ ق ِيَتَه ُ ْم ح ََت ّى ل َ ْم يَدَع ُوا َ
ل ث َُم ّ أَ عَاد َ ال ْمَاء َ فِي ال ْم َزَاد َتَيْنِ ث َُم ّ فُتِح ْ
الل ّه أ ْن يَق ُو َ
ل ف ِيه ِ م َا شَاء َ َ
و َقَا َ
ل الذهبي فَإ َن ّا ل َ ْم ن َأْ خ ُ ْذ من م َائ ِكِ َ
شي ْئًا ن الْأَ ْزو َادِ ح ََت ّى م َلَأ ثَو ْ بَهَا و َقَا َ
ل ِإل َيّ أَ َ ّنهُم َا ل َ ْم تزداد إ َلّا امْت ِلَاء ً ث َُم ّ أَ م َرَ فَجُمِـ َع لِل ْمَر ْأَ ة ِ م ِ َ
ِعم ْرَانُ و َيُخَي ّ ُ
س َل ّم َ ه َلْ من وُضُوء ٍ فَجَاء َ رَج ُ ٌ
ل ب ِِإد َاوَة ٍ ف ِيهَا الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل نَبِ ّي َو َلـَكِن الل ّٰه سقايا -الْحَدِيثَ بِط ُولِه ِ -وَع َنْ سَلَم َة َ بن الْأَ كْ و َِع :قَا َ
شن الْعَطَ ِ ضأْ ن َا ك ُُل ّنَا نُد َ ْغفِق ُه ُ د َ ْغفَق َة ً أَ رْب َ َع عَشْرَة َ م ِائَة ً و َفِي حَدِيث ع ُم َر َ فِي جَي ْ ِ
ش ال ْعُسْرَة ِ وَذَك َر َ م َا أَ صَابَه ُ ْم م ِ َ ن ُ ْطف َة ٌ ف َأَ ف ْرَغَه َا فِي قَد ٍَح فَت َو َ َ ّ
س َل ّم َ فِي ال ُد ّعَاء ِ ف َر َف َ َع يَد َيْه ِ فَل َ ْم الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ الل ّه عَن ْه ُ ِإلَى َ
ل لَينْحَر ُ بَع ِيره ُ فَيَعْصِر ُ فَر ْثَه ُ فَيَشْر َبُه ُ ف َرَغِبَ أَ بُو بَكْر ٍ رَضِي َ َ ن َ
الر ّج َ ح ََت ّى إ َ ّ
Shamela.org ١٤٠
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ل ج َابِر ٌ ف َُأقْسِم ُ ب ِالل ّٰه لأك َلُوا ح ََت ّى ت َرَكُوه ُ و َانْ ح َر َف ُوا و َإ َ ّ ل من ص ِ س َل ّم َ يَوْم َ الْخنَْد َ ِ
ن ق و َقَا َ
َاع شَع ِيرٍ وَع َنَا ٍ ق أَ ل َْف رَج ُ ٍ فِي ِإطْ ع َامِه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
ق فِي ال ْعَجِينِ و َال ْبُرْمَة ِ و َب َارَك َ ،رَو َاه ُ ع َنْ ج َاب ِر سَع ِيد ُ بن س َل ّم َ ب َ َ
ص َ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ هي َ و َِإ َ ّ
ن عَج ِينَنَا لَيُخْب َز ُ وَك َانَ رَسُو ُ بُرْم َتَنَا لَت ُ ّ
َغط كَمَا ِ
ل
َف فَجَع َ َ
ل ال ْـك ّ ن الْأَ نْصَارِ و َامْرَأَ تِه ِ و َل َ ْم يُسَمّهِم َا قَا َ
ل وجئ بِمِث ْ ِ ل مِ َ
ن وَع َنْ ث َاب ٍِت مِثْلَه ُ ع َنْ رَج ُ ٍ
م ِينَاء َ و َأَ يْم َ ُ
__________
)قوله ابن مينا( بكسر الميم والمد أو القصر )قوله وأيمن( هو أيمن الحبشى المكى والد عبد الواحد بن أمين مَو ْلَى اب ْ ِن أَ بِي عمرة المخزومى
و َفِي ك ِتَاب ابن حيان إنه أيمن بن ُأمّ أيْم َن مَو ْلاة رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم ورد بأن أيمن بن أم أيمن قتل في حنين )*(
ك قَدِ امْتَل َ َأ م َِم ّنْ
ْت و َالْ حجُ ْرَة ِ و َال َد ّارِ وَك َانَ ذَل ِ َ
ل مِن ْه ُ م َنْ فِي ال ْبَي ِ
الل ّه ُ ف َأَ ك َ َ
ل م َا شَاء َ َ س َل ّم َ يَبْسُطُه َا فِي الْإن َاء ِ و َيَق ُو ُ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ رَسُو ُ
الل ّه ِ صَلَ ّى الل ّٰه عليهل َ ل م َا ك َانَ فِي ال ِْإن َاءِ ،وَحَدِيثُ أَ بِي أَ ُي ّوبَ َأن ّه ُ صَن َ َع ل ِرَسُو ِ س َل ّم َ لِذَل ِ َ
ك و َبَقِ َي بَعْد َ م َا شَب ِع ُوا مِث ْ ُ قَدِم َ مَع َه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
َاف الْأَ نْصَارِ فَد َعَاه ُ ْم ف َأَ ك َلُوا ح ََت ّى
س َل ّم َ ا ْدع ُ ثَلَاثِينَ م ِنْ أَ شْر ِ الن ّب ِ ُيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل لَه ُ َ
س َل ّم َ و َل ِأَ بِي بَكْر ٍ من الطغام ز ُه َاء َ م َا ي َ ْكف َيهِم َا فَق َا َ
وَ َ
سب ْع ِينَ ف َأَ ك َلُوا ح ََت ّى ت َرَكُوه ُ وَم َا خَر َ َ
ج مِنْه ُ ْم أَ حَدٌ ك ث َُم ّ قَا َ
ل ا ْدع ُ َ ل ذَل ِ َ ت َرَكُوا ث َُم ّ قَا َ
ل ا ْدع ُ سِتِّينَ فَك َانَ مِث ْ َ
الن ّبِيّ صَلَ ّى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َ َ
س َل ّم َ ب ِقصْ عَة ٍ فيها ُب ُأتِي َ
جنْد ٍ ل أَ بُو أَ ُي ّوبَ ف َأَ ك َ َ
ل من َطع َامِي م ِائَة ٌ و َثَمَانُونَ رَج ُل ًا ،وَع َنْ سَم ُرَة َ بن ُ ح ََت ّى أَ سْ لَم َ و َب َاي َ َع قَا َ
س َل ّم َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن بن أَ بِي بَك ْر ك َُن ّا م َ َع َ ك حَدِيث عَب ْد َ
الر ّحْم ِ ل يَق ُوم ُ قَوْم ٌ و يَقْعُد ُ آخَر ُونَ ،وَم ِنْ ذَل ِ َ لخم فَتَع َاقَب ُوه َا من غُدْوة ٍ ح ََت ّى َ
الل ّي ْ ِ
الث ّلَاثِينَ وَم ِائَة ٍ إ َلّا و َق َ ْد ح َزّ
ن َ الل ّه م َا م ِ َ
ل و َأيْم ُ َ
َت شَاة ٌ فَشُوِيَ سَوَاد ُ ب َ ْطنِهَا قَا َ ِيث َأن ّه ُ عُج ِ َ
ن صَاعٌ من َطع َا ٍم وَصُنِع ْ ثَلَاثِينَ وَم ِائَة ً وَذَك َر َ فِي الْحَد ِ
ل فِي الْق َصْ ع َتَيْنِ
ل مِنْهَا ق َصْ ع َتَيْنِ ف َأَ ك َل ْنَا أَ جْم َع ُونَ و َف َض َ لَه ُ ح َزّة ً من سَوَادِ ب َ ْطنِهَا ث َُم ّ َ
جع َ َ
__________
)قوله بقصعة( بفتح القاف )قوله سواد بطنها( هو الـكبد وقيل حشوا البطن كله )قوله حزة( بضم الحاء المهملة وتشديد الزاى :القطعة
المحزوزة وبفتح الحاء المرة من الحز )قوله وفضل( قال الصنمرى فضل يفضل بفتح العين في المعاضى وضمها في المستقبل من الفضل
وهو السؤدد وبالـكسر في الماضي والفتح في المستقبل من الفضلة وهى بقية الشئ وفى الصحاح فضل منه شئ مثل دخل يدخل وفيه
لغة أخرى فضل يفضل مثل حذر يحذر )*(
اب
ط ِن بن أَ بِي عَم ْر َة الْأَ نْصَارِيّ ع َنْ أَ بيِه ِ وَمِثْلُه ُلِسَلَم َة َ بن الْأَ كْ و َِع و َأَ بِي ه ُر َي ْرَة َ و َع ُم َر َبن الْخ َ ّ ك حَدِيث عَبْدِ َ
الر ّحْم ِ فَحَم َل ْت ُه ُ عَلَى ال ْب َع ِير ِ ،وَم ِنْ ذَل ِ َ
نل ب ِالْحثَ ْية ِ م ِ َ س َل ّم َ فِي بَعْض مَغ َازِ يه ِ فَد َعَا ببَِق َِي ّة ِ الْأَ زْوادِ فَجَاء َ
الر ّج ُ ُ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ الن ّاس م َ َع َ
الل ّه عَن ْه ُ فَذَك َر ُوا مَخ ْمَصَة ً أَ صَاب َِت َ
رَضِي َ َ
َ
اس ب ِأَ وْعيتِه ِ ْم فَمَا بَقِ َي ضة ِ الْعَنْز ِ ث َُم ّ د َعَا َ
الن ّ َ ل سَلَم َة ُ فَحَزَرْتُه ُ ك َر َب ْ َ ن َ
التمّْرِ فَجَمَع َه ُ عَلَى نِطْع قَا َ ِالصّ ِ
اع م ِ َ ك و َأَ ع ْلَاهُم ُ ال َ ّذ ِي أَ تَى ب َ ال َ ّ
طع َا ِم و َفَو ْقَ ذَل ِ َ
Shamela.org ١٤١
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
Shamela.org ١٤٢
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
فيه الزاد )قوله بقبضة( بفتح القاف :المرة ،وبضمها :الشئ المقبوض )*(
س َل ّم َ و َأَ بِي بَكْر ٍ و َع ُم َر َ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ يَدَك َ و َاق ْب ِْض مِن ْه ُ وَل َا تَكُب ّه ُ فَق َب َضْ تُ عَلَى أَ كْ ثَر َ م َِم ّا ِ
جئ ْتُ بِه ِ ف َأَ ك َل ْتُ مِن ْه ُ و َأَ طْ عَمْتُ حَيَاة َ رَسُول َ
ل هَذِه ِ الْحِك َايَة ِ الل ّه وَذُك ِر َْت مِث ْ ُل َق فِي سَب ِي ِ التمّ ْر كَذ َا وَكَذ َا من و َسْ ٍ ك َ ل عُثْم َانُ فَانْتُه ِبَ م ِن ّي فَذ َه َبَ و َفِي رِو َايَة فَق َ ْد حَمَل ْتُ من ذَل ِ َ ِإلَى أ ْن قُت ِ َ
س َل ّم َ ف َوَجَد َ التمّ ْر َ ك َانَ ب ِضْ َع عَشْرَة َ تَم ْرَة ً وَمِن ْه ُ أيْضًا حَدِيث أَ بِي ه ُر َي ْرَة َ حِينَ أَ صَابَه ُ الْج ُ ِ
الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ وع فَاسْ تَتَب َع َه ُ َ ن َ فِي غ َْزوَة ِ تَب ُوك َ و َأَ َ ّ
كن ْتُ أَ ح ََقّ أ ْن ُأصِيبَ مِن ْه ُ شَرْبَة ً أَ تَق َو ّى بِهَا فَدَعَوْتُه ُ ْم ل فَق ُل ْتُ م َا هَذ َا َ
الل ّبَنُ ف ِيه ِ ْم ُ لَبَنًا فِي قَد ٍَح ق َ ْد ُأهْدِيَ إليْه ِ و َأَ م َره ُ أ ْن ي َ ْدع ُو أَ ه ْل ُ
الصّ ّفة ِ قَا َ َ
ل فَيَشْر َبَ ح ََت ّى يَرْوى ث َُم ّ ي َأْ خُذُه ُ الآخَر ُ ح ََت ّى رَوِيَ جَم ِيعُه ُ ْم قَا َ
ل س َل ّم َ لَه ُ أ ْن ي َ ْسق ِيه ُ ْم فَجَعَل ْتُ ُأ ْعط ِي َ
الر ّجْ َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ وَذَك َر َ أَ مْر َ
َ
ل يَق ُولُهَا و َأَ شْر َبُ ح ََت ّى قلُ ْتُ َب وَم َا ز َا َ ل اشْر ْ َب ف َشَر ِ ب ْتُ ث َُم ّ قَا َ ل بَق ِيتُ أَ ن َا و َأَ ن ْتَ اق ْع ُ ْد فَاشْر ْ س َل ّم َ الْقَد َ َ
ح و َقَا َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ف َأَ خَذ َ َ
جد ُ لَه ُ
ك ب ِالْحَقّ م َا أَ ِ
ل َا و َالذ ِي بَعث َ َ
س َل ّم َ شَاة ً وَك َانَ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ جزَر َ َ
الل ّه وَس ََم ّى و َشَر ِبَ الْف َضْ لَة َ و َفِي حَدِيث خ َالِد بن ع َبد ال ْع َُز ّى َأن ّه ُ أَ ْ
ح فَحَمِد َ َ
مَسْلَك ًا ف َأَ خَذ َ الْقَد َ َ
ل خ َالِدٍ كثيرا عِيا ُ
__________
س َل ّم َ شَاة ً( بفتح الهمزة وسكون الجيم وفتح الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ جزَر َ َ
ل عثمان( كان في سنة خمس وثلاثين )قوله أَ ْ
)قوله ِإلَى أ ْن قُت ِ َ
ل وَل َا يَكُونُ الجزوة إلا من
الزاى بعدها راء قال ابن السكيت يقال أجزرت القوم إذا أعطيتهم شاة يذبحونها نعجة أو كبشا أو عنزا قَا َ
الغنم ولا يقال أجزرتهم ناقة لأنها قد تصلح لغير الذبح )*(
ل ف َضْ لَتَهَا فِي د َلْوِ خ َالِدٍ وَد َعَا لَه ُ ب ِالبَرَكَة ِ فَنَثَر َ ل من هَذِه ِ ال َ ّ
شاة ِ وَجَع َ َ س َل ّم َ أَ ك َ َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن َ شاة َ فَلَا تُب ِ ُ ّد عِيَالَه ُ ع َ ْظم ًا و َإ َ ّ
يَذْبَ ح ُ ال َ ّ
ك ل ِع ِيَالِه ِ ف َأَ ك َلُوا و َأَ فضَلُوا ذَك َر َ خ َبَرَه ُ ال ُد ّول َابِي و َفِي حَدِيث الآجُرّيّ فِي ِإنْك ِ
الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ س َل ّم َ ل ِعَلِيّ فَاطِم َة َ أن َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ َاح َ ذَل ِ َ
س ر ُفْق َة ً ل َ
الن ّا ِ ن فِي ر َأْ سِه َا ث َُم ّ أَ ْدخ َ َ
ك فَطَع َ َ س َل ّم َ أَ م َرَ بِلَال ًا بِق َصْ عَة ٍ من أَ رْبَعَة ِ أَ ْمد َادٍ أَ ْو خمسة ويذبح جوزرا لوليتها قَا َ
ل ف َأَ تَي ْت ُه ُ بِذَل ِ َ عَلَيْه ِ و َ َ
سن من غَشِيَك َُنّ و َفِي حَدِيث أَ ن َ ٍ ن و َأَ طْ ع ْم َ
ل ك ُل ْ َ جه ِ و َقَا َ ر ُفْق َة ً ي َأْ ك ُلُونَ مِنْهَا ح ََت ّى ف َرغ ُوا و َبَق ْ
ِيت مِنْهَا ف َضْ لَة ٌ فَبَر ّك َ ف ِيهَا و َأَ م َرَ ب ِحَم ْلِه َا ِإلَى أَ ْزو َا ِ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ َت ُأم ّي ُأ ُمّ سُلَي ٍْم حَيْسًا فَجَعَلَت ْه ُ فِي تَو ْ ٍر فَذ َهَب ْتُ بِه ِ ِإلَى رَسُول َ
الل ّه صَلَ ّى َ س َل ّم َ فَصَنَع ْ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ الل ّه عَن ْه ُ ت َز َ ّو َ
ج رَسُو ُ رَضِيَ َ
ضعْه ُ و َا ْدع ُ ل ِي فُلَان ًا و َفُلَان ًا وَم ِنْ لَق ِيتَ فَدَعَوْتُه ُ ْم و َل َ ْم أَ د َ ْع أَ حَدًا لَقيت ُه ُ إ َلّا دَعَو ْتُه ُ وَذَك َر َ أَ َ ّنه ُ ْم ك َانُوا ز ُه َاء َ ثلثمائة حتى ملؤوا ل َ س َل ّم َ فَق َا َ وَ َ
ل س َل ّم َ يَدَه ُ عَلَى ال َ ّ
طع َا ِم فَد َعَا ف ِيه ِ و َقَا َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ض َع َ
س َل ّم َ تَحَل ّق ُوا عَشْرَة ً عَش ْرة ً وَو َ َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل لَهُم ُ َ ُ
الصّ َ ّفة َ و َالْ حجُ ْرَة َ فَق َا َ
َت ك َان َْت الل ّه أ ْن يَق ُول ف َأَ ك َلُوا ح ََت ّى شَب ِع ُوا ك ُُل ّه ُ ْم فَق َا َ
ل ل ِي ارْف َعْ فَمَا أَ ْدرِي حِينَ وُضِع ْ م َا شَاء َ َ
ن الصّ ح ِ
ِيح و َقَدِ اجْ تَم َ َع عَلَى مَعْن َى حَدِيث هذا الفضل ب ِضْ ع َة َ ع َشَر َ م ِ َ الث ّلاثَة ِ فِي َ
ل َ ِيث هَذِه ِ الْفُصُو ِ
َت و َأَ كْ ث َر ُ أَ ح َاد ِ
أَ كْ ثَر َ أَ م حِينَ ر ُفِع ْ
الصحابة رواه
__________
)قوله تبد( بضم المثناة الفوقية وكسر الموحدة ،في الصحاح والتبدة بالـكسر النصيب يقول منه أتبدهم العطاء أي أعطى كل واحد
منهم تبده أي نصيبه )*(
مجَام ِـ َع مَشْه ُودَة ٍ وَل َا ي َ ْسكُتُ الْحا َضِر ُ لَهَا عَلَى م َا ُأنْك ِر َ مِنْهَا
ص مَشْه ُورَة ٍ و َ َ الت ّاب ِع ِينَ ث َُم ّ من ل َا يَنْع َ ُ ّد بَعْد َه ُ ْم و َأَ كْ ث َر ُه َا فِي ق ِ َ
ص ٍ ن َ عَنْه ُ ْم أَ ضْ ع َافُه ُ ْم م ِ َ
خ َ
الصّ الِ ح ُ ف ِيم َا أجازينه ع َنْ أَ بِي ن مُحَم ّدِ ب ْ ِن غَل ْب ُونَ ال َ ّ
شي ْ ُ ل ح َ َ ّدثَنَا أَ حْمَد ُ ب ْ ُ
فصل )في كلام الشجر وشهادتها لَه ُ بالنبوة وإجابتهَا دعوته( قَا َ
صد ُوقًا الت ّيْمِ ُ ّ
ي وَك َانَ َ َوي ح َ َ ّدثَنَا أَ حْمَد ُ بن عمران الأخلمى ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو ح ََي ّانَ َ
س ع َنْ أَ بِي الْق َاس ِ ِم ال ْبَغ ّ ِ عَمْرٍو ال َ ّ
طلَمَنْكِ ِيّ ع َنْ أَ بِي بَكْر ِ ب ْ ِن المُهَنْدِ ِ
Shamela.org ١٤٣
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ل
ل ِإلَى أَ ه ْل ِي قَا َ
ن تُر ِيد ُ قَا َ سفَرٍ فَد َن َا مِن ْه ُ أَ عْرَابِيّ ٌ فَق َا َ
ل ي َا أَ عْرَاب ِ ُيّ أَ ي ْ َ ل ك َُن ّا م َ َع رَسُو ِ
ل الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم في َ ن اب ْ ِن ع ُم َر َ قَا َ
مجَاهِدٍ ع َ ِ
ع َنْ ُ
ل
ك عَلَى م َا تَق ُو ُ
ل م َنْ يَشْهَد ُ ل َ َ ك لَه ُ و َأَ َ ّ
ن مُحَم ّدًا عَبْدُه ُ وَرَسُولُه ُ قَا َ ل تَشْهَد ُ أَ ْن لا ِإلَه َ ِإ َلّا َ
الل ّه ُ وَحْدَه ُ ل َا شَر ِي َ ل وَم َا ه ُو َ قَا َ
ك ِإلَى خَيْرٍ قَا َ
ه َلْ ل َ َ
الل ّه صَلَ ّى َ الل ّه ال َ ّ الصّ ح ِ ك ف َأذِنَ لَه ُ ،و َفِي َ ل ف َأذن ل ِي أَ ْن ُأقَب ّ َ
الل ّه ُ ل َل ذ َه َبَ رَسُو ُ طو ِ ي ِ ِيث ج َابِر ِ بن ع َبدِ َِيح فِي حَد ِ ك وَرِجْلَي ْ َ ل يَد َي ْ َ جه َا قَا َ ل ِز َ ْو ِ
س َل ّم َ ِإلَى ِإحْد َاهُمَا ف َأَ خَذ َ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َق رَسُو ُ ئ ال ْوَادِي فَانْطَل َ َ س َل ّم َ ي َ ْقض ِي ح َاجَت َه ُ فَل َ ْم ي َر َ َ
شي ْئًا يَسْتَت ِر ُ بِه ِ ف َِإذ َا بِشَجَرَتَيْنِ بِش َاطِ ِ عَلَيْه ِ و َ َ
ك ل ب ِا ْل ُأ ْ
خر َى مِث ْل ذَل ِ َ ش ال َ ّذ ِي يُصَان ِـ ُع قَائِدَه ُ وَذَك َر ََأن ّه ُ ف َع َ َ
َت مَع َه ُ ك َال ْب َع ِير ِ ال ْم َخْ ش ُو ِ
الل ّه فَانْق َاد ْ
ن َ ل انْق َادِي عَل َيّ ب ِإ ْذ ِ
ن من أَ ْغصَانِهَا فَق َا َ
ب ِغ ُصْ ٍ
ل الل ّٰه
ك رَسُو ُ
ل لَ َ ل ي َا ج َاب ِر ُ ق ُلْ لِهَذِه ِ ال َ ّ
شجَرَة ِ يَق ُو ُ الل ّه فَال ْت َأم َتَا و َفِي رِو َايَة ُأ ْ
خر َى فَق َا َ ن َ ل ال ْتَئِم َا عَل َيّ ب ِإ ْذ ِ ح ََت ّى إذ َا ك َانَ ب ِال ْمَن ْصِ ِ
ف بَيْنَهُم َا قَا َ
__________
)قوله المخشوش( بخاء وشينين معجمات هو البعير يجعل في أنفه الخشاش بكسر الخاء المعجمة وهو عود يربط عليه حبل ويدخل في
عظم أنف البعير لينقاد )قوله بالمنصف في الصحاح والمصنف بالفتح نصف الطر يق والمنصف بالـكسر :الخادم ،هذا قول الأصمعى.
)*(
س خلفها فَخَر َجْ تُ أَ حض ِر ُ وَج َلَسْتُ ُأحَدّثُ َت ح ََت ّى لَحِق ْ
َت بِصَاحِبَتِهَا فَجل َ َ َ حف ْ س َل ّم َ الْحقِي بِصَاحِبتكِ ح ََت ّى أَ جْل َِس خ َلْف َ ُ
كمَا ف َز َ َ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
الل ّه
ل َ ق ف َو َق ََف رَسُو ُ
حدَة ٍ مِنْهُم َا عَلَى سَا ٍ َت ك ُ ُ ّ
ل و َا ِ ن قَدِ اف ْتَر َقَتَا فَق َام ْ س َل ّم َ مُقْب ِل ًا وال َ ّ
شجَر َت َا ِ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ن َ ْفس ِي فَال ْت ُ ّ
َفت ف َِإذ َا رَسُو ُ
س َل ّم َ فِي
ل الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه و َ َ
ل ل ِي رَسُو ُ
ل قَا َ سه ِ هَكَذ َا يَمِينًا وَشِمَال ًا وَرَو َى ُأسَام َة ُ بن ز َيْدٍ َ
نح ْوَه ُ قَا َ س َل ّم َ و َقْف َة ً فَق َا َ
ل ب ِر َأْ ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
ل
نخ ْ ٍ
ل ه َلْ ت َر َى من َ ن ال ْوَادِي ما فيه مواضع ب َِالن ّا ِ
س فَق َا َ س َل ّم َ فَق ُل ْتُ ِإ َ ّ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ض م َغ َازِ يه ِ ه َلْ يَعْنِي مَك َان ًا لِ حا َج َة رَسُول َ
بَعْ ِ
Shamela.org ١٤٤
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
س َل ّم َ مِثْله ُفِي ض َمّتا و َفِي رِو َايَة ِ أَ شَاءتَيْنِ وَع َنْ غَي ْلَانَ بن سَلَم َة َ َ
الث ّقَفِيّ مِثْله ُفِي شَ ج َرَتَيْنِ وَع َ ِ
ن ابن مسعود عن النبي صلى الل ّٰه عليه و َ َ َ وَدِ َي ّتَينِ فَان ْ َ
ت س َل ّم َ فَذَك َر َ أَ َ ّ
ن طَل ْح َة أ ْو سَم ُر َة ج َاء َ ْ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ غ ََزاة ِ حُنَيْنٍ وَع َنْ يَعْلَى بن م َ ُّرة َ و َه ُو َ ابن س ََي ّابَة َ أيْضًا وَذَك َر َ أَ شْ يَاء َ ر َآه َا من رَسُول َ
س َل ّم َ إ َ ّنهَا اسْ ت َأذ َن َْت أ ْن تُسَلّم َ عَل َيّ ،و َفِي حَدِيث عبد الل ّٰه بن مسعود َت ِإلَى مَن ْبَتِهَا فقال رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه و َ َ جع ْ ف َأَ طَاف َْت بِه ِ ث َُم ّ ر َ َ
ن الْج َِنّ قَالُوا
ن ابن مَسْع ُودٍ فِي هَذ َا الْحَدِيث أَ َ ّ س َل ّم َ ب ِالْج ِنّ لَيْلَة َ اسْ تَم َع ُوا لَه ُ شَ ج َرَة ٌ وَع َنْ ُ
مجَاه ِد ع َ ِ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ رضي الل ّٰه عنه آذ َن َِت َ
ل
ل الْق َاض ِي أَ بُو الْف َضْ ِ
نح ْوَه ُ قَا َ ِيث الأَ َ ّو ِ
ل أَ ْو َ ت تَج ُُر ّ ع ُرُوقَه َا لَهَا ق َع َاق ِـ ُع وَذَك َر َ مِث ْ َ
ل الْحَد ِ ل هَذِه ِ ال َ ّ
شجَرَة ُ تَع َال َ ْي ي َا شَ ج َرَة ُ فَجَاء َ ْ ك قَا َ
من يَشْهَد ُ ل َ َ
ن ع ََب ّا ٍ
س و َغَي ْر ُه ُ ْم قَدِ ن مَسْع ُودٍ و يَعْلَى بن م َ ُّرة َ و َ ُأسَام َة ُ بن ز َيْدٍ و َأَ ن َ ُ
س بن م َال ِكٍ و َعَل ِ ُيّ بن أَ بِي طَال ٍِب و َاب ْ ُ فَهَذ َا ابن ع ُم َر َ و َب ُر َيْدَة ُ وَج َابِر ٌ و َاب ْ ُ
ك
هي َ ،وَذَك َر َ ابن ف ُور َ ٍ ن الْق ُ َو ّة ِ َ
حي ْثُ ِ َت فِي ان ْتِشَارِه َا م ِ َ ن َ
الت ّاب ِع ِينَ أضافعهم فَصَار ْ َات ّفَق ُوا عَلَى هَذِه ِ الْق َِصّ ة ِ ن َ ْفسِه َا أو مَعْنَاه َا وَرَو َاه َا عَنْه ُ ْم م ِ َ
َأن ّه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ وسلم سار
__________
)قوله وديتين( الودية بفتح الواو وسكون الدال المهملة وفتح المثناة التحتية ٺثنية ودية وهى الصغيرة من الفسيل وهو صغار النخل )قوله
أشاءتين( ٺثنية أشاءة بفتح الهمزة وفتح الشين المعجمة والمد وهى النخلة الصغيرة )قوله غيلان( بفتح المعجمة ،توفى آخر خلافة عمر
بن الخطاب قال المزى ليس في الرواة عيلان بالمهملة إنما هو بالمعجمة ولا يقال بالمهملة إلا في نسب مضر بن عيلان )قوله أن طلحه(
هي واحدة الطلح وهو شجر عظم من شجر العضاء )قوله قعاقع( بقافين وعينين مهملتين حكاية صوت الصلاح )*(
َت لَه ُ ن ِصْ ف َيْنِ ح ََت ّى ج َاز َ بَيْنَهُم َا و َبَق ِي َْت عَلَى سَاقَيْنَ ِإلَى وقتنا هي ه ُنَاك َ مَعْر ُوف َة ٌ
س ْدرَة ٌ فَانْف َرَج ْ
ضت ْه ُ ِ
ن فَاع ْتَر َ َ
س ٌ
ِف لَي ْل ًا و َه ُو َ و ِ فِي غ َزوَة ِ ال َ ّ
طائ ِ
ِب أ ْن ُأرِ ي َ
ك آيَة ً تح ُ ّ
س َل ّم َ وَر َآه ُ حَز ِينًا أَ ُ ل ل ِ َلن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل عَلَيْه ِ ال َ ّ
سلَام ُ قَا َ جبْر ِي َ الل ّه عَن ْه ُ أَ َ ّ
ن ِ س رَضِيَ َ
ك حَدِيث أَ ن َ ٍ م ُع َ َ ّ
ظم َة ٌ * وَم ِنْ ذَل ِ َ
م أَ رِني آيَة ً ل َا ُأب َال ِي من ك َ َذّبَنِي بَعْد َه َا فَد َعَا شَ ج َرَة ً الل ّه ُ َ ّ
ل َ ل قَا َ نح ْو هَذ َا و َل َ ْم ي َ ْذكُر ْ ف ِيهَا ِ
جبْر ِي َ َت ِإلَى مَك َانِهَا ،وَع َنْ عَلِيّ َ م ُْره َا فَل ْتَرْجِـعْ فَع َاد ْ
س َل ّم َ أَ ر َى رَك َانَة َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن َ ِيب قَوْمِه ِ وطَلَب َه ُ الآيَة َ لَه ُ ْم ل َا لَه ُ وَذَك َر َ ابن ِإ ْسحَاق أَ َ ّ س َل ّم َ لِتَكْذ ِ مِثْلَه ُ وَذَك َر َ ،وحزنه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
ن َأن ّه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عليه وسلم شكى ِإلَى ر َب ّه ن الْحَسَ ِ
َت وَع َ ِ َت بَيْنَ يَد َيْه ِ ث َُم ّ قَا َ
ل ارْجع ِي ف َرَجَع ْ ل هَذِه ِ الآيَة ِ فِي شَ ج َرَة ٍ د َعَاه َا ف َأَ ت َْت ح ََت ّى و َقَف ْ
مِث ْ َ
ن ائ ْتَ و َادِي كَذ َا ف ِيه ِ شَ ج َرَة ٌ فَا ْدع ُ غ ُصْ نًا مخَاف َة َ عَلَيْه ِ ف َُأو ِ
حي َ إليْه ِ أَ ِ من قَوْمِه ِ و َأَ َ ّنه ُ ْم يُخَو ّف ُونَه ُ وَسَأَ لَه ُ آيَة ً يَعْلَم ُ بِهَا أَ ْن ل َا َ
__________
ِف( كانت في السنة الثامنة بعد الفتح وبعد حنين )قوله وسن( بفتح الواو وكسر السين المهملة أي نعسان )قوله طائ ِ )قوله فِي غ َزوَة ِ ال َ ّ
ن أَ بِي هالة أن ابن القيم قال أنه صلى الل ّٰه عليه وسلم لا
ن قلُ ْت ق َد سبق في حديث هِنْد َ ب ْ َ س َل ّم َ لِتَكْذ ِ
ِيب قَوْمِه ِ( ف َِإ ّ وحزنه صلى الل ّٰه عليه و َ َ
يَج ُوز أن يَكُون حزنه على الـكفار لأن الل ّٰه تعالى قد نهاه عنه قلت لعل الحزن الذى في الحديث المفسر هنا قبل النهى عن حزنه على
الـكفار على أن حزنه لتكذيب قومه لا يلزم أن يكون حزنا عليهم لجواز أن يكون لما نسبوه إليه مما هو معصوم منه وهو الـكذب )*(
طا ح ََت ّى ان ْتَصَبَ بَيْنَ يَد َيْه ِ فَحبََسَه ُ ل فَجَاء َ يَخ ُ ُّط الْأَ رْض َ
خ ًّ ك فَفَع َ َ
منها ي َأْ ت ِ َ
ل ف ِيه ِ أَ رنِي آيَة ً ل َا ُأب َال ِي من مخَاف َة َ عَل َيّ * و َ َ
نح ْو ٌ مِن ْه ُ ع َنْ ع ُم َر َ و َقَا َ َب عَلِم ْتُ أَ ْن ل َا َ
ل ي َا ر ّ
ج َع فَق َا َ
جئ ْتَ ف َر َ َ الل ّه ث َُم ّ قَا َ
ل لَه ُ ا ْرجِـعْ كَمَا ِ م َا شَاء َ َ
ل ل ِأَ عْرَابِي أَ ر َأَ ي ْتَ ِإ ْن دَعَو ْتُ هَذ َا ال ْعِذْقَ من هَذِه ِ ن ابن ع ََب ّا ٍ
س رَضِيَ الل ّٰه عنهما أنه صلى الل ّٰه عليه وسلم قَا َ نح ْوَه ُ وَع َ ِ
كَذ َبَنِي بَعْد َه َا وَذَك َر َ َ
ل هَذ َا حَدِيث صَ ح ِيحٌ. ل ا ْرجِـعْ ف َع َاد َ ِإلَى مَك َانِه ِ وَخ َرّج َه ُ الترْم ِذيّ و َقَا َ ل يَنْق ُز ُحتى أَ ت َاه ُ فَق َا َ
ل نَع َ ْم فَد َعَاه ُ فَجَع َ َ
الل ّه قَا َ
ل َ َ
الن ّخْلَة ِ أَ تَشْهَد ُ أَ ن ّي رَسُو ُ
سه ِ مَشْه ُور ٌ مُن ْتَشِر ٌ والخـَب َر ُ بِه ِ م ُت َواتِر ٌ ق َ ْد خ َرّج َه ُ أَ ه ْ ُ
ل ضد ُ هَذِه ِ الْأَ خْ بَار حَدِيث أَ نِينِ الجِذ ِ
ْع و َه ُو َ فِي ن َ ْف ِ فصل فِي ق َِصّ ة ِ حنين الجذع و َيَعْ ُ
Shamela.org ١٤٥
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
الل ّه بن ع ََب ّا ٍ
س الل ّه بن ع ُم َر َ وَع َبُد ُ َ
س بن م َال ِكٍ وَع َبد ُ َ
الل ّه و َأَ ن َ ُ الصّ ح َابَة ِ ب ِضْ ع َة َ ع َش َر مِنْه ُ ْم ُأب َ ُيّ بن َ
كعْب وَج َاب ِر ُ بن ع َبُد َ َ ن َ الصّ ح ِ
ِيح وَرَو َاه ُ م ِ َ َ
ل الترْم ُ
ِذيّ وَحَدِيث سعْدٍ و َأَ بُو سَع ِيدٍ الْخ ُ ْدر ُِيّ و َب ُر َيْدَة ُ و َ ُأ ُمّ سَلَم َة َ و َال ْم ُ َ ّ
طل ِبُ بن أَ بِي وَد َاع َة َ ك ُُل ّه ُ ْم يُحَدّثُ بِمَعْن َى هَذ َا الْحَدِيث قَا َ ل بن َ و َس َ ْه ُ
س َل ّم َ إذا سق ُوفًا عَلَى جُذ ِ
الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل فَك َانَ َنخ ْ ٍ
ُوع َ جد ُ م َ ْ س ِ
الل ّه ك َانَ ال ْم َ ْل ج َاب ِر ُ بن ع َبدِ َ ح قَا َ
س صَ ح ِي ٌ أَ ن َ ٍ
__________
)قوله العذق( بكسر العين المهملة بعدها ذال معجمة :الكناسة وهو التمر بمنزلة العنقود من العنب كذا في الصحاح )قوله ينقز( بالقاف
المضمومة والزاى أي ينبت صعدا )*(
ْت العِشَارِ.
صو ِ
ك َ
صو ْت ًا َ ك الْجِذ ِ
ْع َ جذ ٍْع مِنْهَا فَلَم ّا صُن ِـ َع لَه ُ المنِ ْب َر ُ سَمِعْنَا لِذَل ِ َ
خطَبَ يَق ُوم ُ ِإلَى ِ
َ
س لَم ّا ر َأَ وْا بِه ِ. ل وَكَثُر َ بُك َاء َ
الن ّا ِ جد ُ بِ خ ُوَارِه ِ و َفِي رِو َايَة ِ س َ ْه ٍ س ح ََت ّى ارْتَ َ ج ّ ال ْم َ ْ
س ِ و َفِي رِو َايَة ِ أَ ن َ ٍ
ُ
س َل ّم َ ف َو َ َ
ض َع يَدَه ُ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ َ طل ِِب و َ ُأبَيّ ح ََت ّى ت َ َ
ص َ ّدعَ و َانْش ََقّ ح ََت ّى ج َاء َ و َفِي رِو َايَة ِ ال ْم ُ َ ّ
ن الذّكْر ِ وَز َاد َ غَي ْرُه ُ و َال َ ّذ ِي ن َ ْفس ِي بيَِدِه ِ لَو ْ ل َ ْم أَ لتَزِمْه ُ ل َ ْم ي َز َلْ س َل ّم َ ِإ َ ّ
ن هَذ َا بَك َى لمَا فَقَد َ م ِ َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ عَلَيْه ِ فَسَكَتَ ،ز َاد َ غَي ْرُه ُ فَق َا َ
تح ْتَ المنِ ْب َر كَذ َا فِي حَدِيث س َل ّم َ فَد ُف ِ َ
ن َ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ س َل ّم َ ف َأَ م َرَ بِه ِ رَسُو ُ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ هَكَذ َا ِإلَى يَو ْم الْق ِيَامَة ِ تَح َُز ّن ًا عَلَى رَسُول َ
الل ّه صَلَ ّى َ
ْف. ت فِي ال َ ّ
سق ِ تح ْتَ من ْبَرِه ِ أو جُعِل َ ْ
َات ع َنْ سَهْل فَد ُف ِن َْت َ سعْدٍ و َِإ ْسحَاقَ ع َنْ أَ ن َ ٍ
س و َفِي بَعْض الرّو َاي ِ ل ابن َ الم ُ َ ّ
طل ِِب و َس َ ْه ِ
Shamela.org ١٤٦
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ن َ
الت ّاب ِع ِينَ ضعْفه ُ ْم ِإلَى من ل َ ْم ن َ ْذكُرْه ُ و َبِد ُون هَذ َا الْعَدَدِ يَق َ ُع ال ْعِلْم ُ لم ِ َ ِ
ن اعْت َن َى بِهَذ َا ل الصّ َح ّة ِ من ذَكَر ْن َا و َغَي ْره ْم م ِ َ
حَدِيث كَمَا ت َر َاه ُ خ َرّج َه ُ أَ ه ْ ُ
اب. اب والل ّٰه ال ْمُثَب ّتُ عَلَى َ
الصّ و َ ِ ال ْب َ ِ
الل ّه ِ مُح َم ّد ُ ب ْ ُ
ن ال ْم ُرَاب ِطِ ح َ َ ّدثَنَا الت ّيْمِ ُ ّ
ي ح َ َ ّدثَنَا الْق َاض ِي أَ بُو عَبْدِ َ فصل ومثل هَذ َا فِي سائر الجمادات ح َ َ ّدثَنَا القاضي أبو عبد الل ّٰه محمد بن ع ِيس َى َ
ي ح َ َ ّدثَنَا المَرْوَز ُِيّ ح َ َ ّدثَنَا الف َر َبْر ُِيّ ح َ َ ّدثَنَا ال ْب ُخ َار ُِيّ ح َ َ ّدثَنَا مُحَم ّد ُ
ن الْق َاب ِس ِ ُ ّ
ال ْمُه ََل ّبُ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو الْق َاس ِ ِم ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو الْحَسَ ِ
ل لَق َ ْد ك َُن ّا ن َ ْسم َ ُع تَسْب ِي َ
ح ن اب ْ ِن مَسْع ُودٍ قَا َ
ن ِإ ب ْر َاه ِيم َ ع َنْ عَلْقَم َة َ ع َ ِ
ن مَنْصُو ٍر ع َ ِ
ل عَ ِ الز ّبَيْر ُِيّ قَا َ
ل ح َ َ ّدثَنَا ِإسْر َائيِ ُ ن ال ْمُث ََن ّى ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو أَ حْمَد َ ُ
بْ ُ
ل
ن ن َ ْسم َ ُع تَسْب ِيح َه ُ ،و َقَا َ
نح ْ ُ س َل ّم َ ال َ ّ
طع َام َ و َ َ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ن اب ْ ِن مَسْع ُودٍ ك َُن ّا ن َأْ ك ُ ُ
ل م َ َع رَسُو ِ ال َ ّ
طع َا ِم و َه ُو َ يُؤْكَلُ ،و َفِي غَيْر ِ هَذِه ِ الر ِ ّو َايَة ِ ع َ ِ
ص َبّه َُنّ فِي يَدِ
ح ث َُم ّ َ الل ّه ُ عليه وسلم حتى سمعت َ
الت ّسْب ِي َ الل ّه صَلَ ّى َ
ل َ ك ً ّفا من حَصى فَس ََب ّحْ َ
ن فِي يَدِ رَسُو ِ س َل ّم َ َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ س أَ خَذ َ َ
أَ ن َ ٌ
الل ّه عَنْهُم َا
َف ع ُم َر َ و َعثمانَ رَضِيَ َ ن * وَرَو َى مِثْلَه ُ أَ بُو ذَرّ وَذَك َر َ أَ نَه َُنّ س ََب ّحْ َ
ن فِي ك ّ ن ث َُم ّ فِي أيْدِينَا فَمَا س ََب ّحْ َ
الل ّه عَن ْه ُ فَس ََب ّحْ َ
أَ بِي بَكْر ٍ رَضِيَ َ
ض نَوَاحِيهَا فما استقبله س َل ّم َ فَخَر َ َ
ج ِإلَى بَعْ ِ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ل عَلِيّ ٌ ك َُن ّا بِم َ َك ّة َ م َ َع رَسُو ِ
و َقَا َ
__________
الز ّبَيْر ُِيّ ( بضم الزاى وفتح الموحدة وهو محمد بن عبد الل ّٰه بن الزبير نسب إلى جده )قوله إسرائيل( هو ابن يونس بن أَ بِي )قوله أَ بُو أَ حْمَد َ ُ
ِإ ْسحَاقَ السبيعى الـكوفى )*(
ِف حَ ج َرًا بِم َ َك ّة َ ك َانَ يُسَلّم ُ
س َل ّم َ ِإن ّي ل ِأَ ْعر ُ الل ّه * وَع َنْ جابر بن سَم ُرَة َ عَن ْه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ك ي َا رَسُو َ ل لَه ُال َ ّ
سلَام ُ عَلَي ْ َ ل إ َلّا قَا َ
شَ ج َرَة ٌ وَل َا جَب َ ٌ
جرٍ وَل َا شَ جَرٍ إ َلّا قَا َ
ل جعَل ْتُ ل َا أَ م ُ ُّر بِ ح َ َ ل عَلَيْه ِ ال َ ّ
سلَام ُ ب ِالرّسَالَة ِ َ جبْر ِي ُ ل ِإ َن ّه ُ الْ حجَ َر ُالْأَ سْ وَد ُ * وَع َنْ عَائِش َة َ رَضِيَ َ
الل ّه عَنْهَا لَم ّا اسْ تَقْبَلَنِي ِ عَل َيّ ،ق ِي َ
الل ّه.
ل َ ك ي َا رَسُو َ ال َ ّ
سلَام ُ عَلَي ْ َ
س َل ّم َ يَم ُر ّ بِ ح َ َ
جرٍ وَل َا شَ جَرٍ إ َلّا سَ جَد َ لَه ُ. الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ الل ّه ل َ ْم يَكُن َ
وَع َنْ ج َابِر ِ بن عَبْدِ َ
كسَتْرِه ِ ِإ َي ّاه ُ ْم بمُلَاءَتِه ِ فأمنت ن َ
الن ّارِ َ س َل ّم َ وعلى بَن ِيه ِ بمُلَاءَة ٍ وَد َعَا لهم بال َ ّ
ستْر ِ م ِ َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل عَلَيْه ِ َ ِيث الْع ََب ّا ِ
س إذا اشْ تَم َ َ و َفِي حَد ِ
ْت آم ِينَ آم ِينَ.
أسكفة الباب و َحوائط ال ْبَي ِ
س َل ّم َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل مِن ْه ُ َ ق ف ِيه ِ ر ُ َمّا ٌ
ن وَعِن ٌَب ف َأَ ك َ َ ل بِطَب َ ٍ س َل ّم َ ف َأَ ت َاه ُ ِ
جبْر ِي ُ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ جعْفَرِ بن مُح َم ّدٍ ع َنْ أَ بِيه مَر ِض َ
وَع َنْ َ
فَس ََب ّحَ.
ن
ق و َشَه ِيد َا ِ
صدّي ٌ ل اث ْب ُْت ُأحُد ُ ف َِإ َن ّمَا عَلَي ْ َ
ك نَبِ ّي و َ ِ س َل ّم َ و َأَ بُو بَكْر ٍ و َع ُم َر ُ وعثمانُ ُأحُدًا ف َرَج َ
َف بِه ِ ْم فَق َا َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ س صَعِد َ َ
وَع َنْ أَ ن َ ٍ
Shamela.org ١٤٧
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
يب فِي يَدِه ِ ِإلَيْهَا وَل َا يَم َ ُس ّه َا جد َ عَام َ الْفَت ٍْح جَع َ َ
ل يُشير ُ بِق َضِ ٍ س َل ّم َ الم َ ْ
س ِ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ل رَسُو ُ
ص في الحجارة فأما دَخ َ َ لب َ
ِالر ّصَا ِ الأ ْرج ُ ِ
ل )ج َاء َ الْح َُقّ وزهق الباطل( الآيَة َ فَمَا أَ شَار َ ِإلَى وَجْه ِ صَنَم إ َلّا و َق َ َع لِقَف َاه ُ ولا لقفاه إلى و َق َ َع ل ِو َجْ ه ِه ح ََت ّى م َا بَقِ َي مِنْهَا صَنَم ٌ ،وَمِثْلُه ُ
و َيَق ُو ُ
ِب فِي اب ْتِد َاء ِ أَ ْمرِه ِ ك حَدِيث ُه ُ م َ َع َ
الر ّاه ِ ل ج َاء َ الْح َُقّ وَم َا يُبْدِئ ُ البَاطِ ُ
ل وَم َا يُع ِيد ُ ،وَم ِنْ ذَل ِ َ ل ي َ ْطعَنُها و َيَق ُو ُ
ل فَجَع َ َ
فِي حَدِيث ابن مَسْع ُودٍ و َقَا َ
ج ِإلَى أَ حَدٍ فخرج وجعل
يخ ْر ُ ُ جر ًا م َ َع ع َمّه ِ وَك َانَ َ
الر ّاه ِبُ ل َا َ ج ت َا ِ
ِإ ْذ خَر َ َ
__________
)قوله ثبېر( بمثلثة مفتوحة فموحدة مكسورة :جبل المزدلفة وللعرب جبال أربعة أخرى
حجاز ية كل منها يسمى ثبېرا )قوله يطعنها( بضم العين المهملة وقد تفتح )قوله مع الراهب( هو بحـيرى بفتح الموحدة وكسر الحاء المهملة
والقصر قال الذهبي رأى رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم وسلم قبل المبعث وآمن به ذكره ابن منده وأبو نعيم في الصحابة وقال السيهلى
جر ًا مع عمه ،قيل لم
ج ت َا ِ
وقع في سيرة الزهري إنه كان حبرا من يهود تيما وفى المسعودي أنه كان من عبد القيس واسمه جرجس ِإ ْذ خَر َ َ
يخرج عليه السلام في هذه المرة تاجرا وإنما خرج تاجرا بعد ذلك مع ميسرة غلام خديجة وفى هذه الخرجة لقى نسطور الراهب ،ويمكن
الجواب بأن )تاجرا( حال من عمه لا من الضمير المستتر في خرج )*(
ك
ْش م َا ع ِل ْم ُ َ
خ من ق ُر َي ٍ
ل لَه ُأَ شْ يَا ٌ
الل ّه رَحْم َة ً لِلْع َالم َي ِنَ فَق َا َ س َل ّم َ فَق َا َ
ل هَذ َا سَيّد ُ الع َالم َي ِنَ يَب ْع َث ُه ُ َ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ بتخللهم ح ََت ّى أَ خَذ َ بيَِدِ رَسُول َ
س َل ّم َ وعليه غ َمَام َة تُظ ِلُ ّه ُفَلَم ّا
ل صَلَ ّى اقله عَلَيْه ِ و َ َ جدًا لَه ُ وَل َا يَسْجُد ُ إ َلّا لِنَبِيّ وَذَك َر َالْق َِصّ ة ث َُم ّ قَا َ
ل و َأَ ق ْب َ َ ق شَ ج َر ٌ وَل َا حَ ج َر ٌ إ َلّا خ َرّ سَا ِ
ل َإن ّه ُ ل َ ْم يَب ْ َ
فَق َا َ
س مال الفئ إليْه ِ ن الْقَو ْ ِم وَجَد َه ُ ْم سَبَق ُوه ُ ِإلَى فئ ال َ ّ
شجَرَة ِ فَلَم ّا ج َل َ َ د َن َا م ِ َ
ونس ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو
ن عَبْدِ الملَِكِ أَ بُو الْحُسَيْنِ الحَاف ُِظ ح َ َ ّدثَنَا أَ بِي ح َ َ ّدثَنَا القاضى أبو ي ُ َ فصل فِي الآيات فِي ضروب الحيوانات ح َ َ ّدثَنَا سِر َا ُ
ج بْ ُ
ل ح َ َ ّدثَنَا يُون ُ ُ
س ضي ْ ٍ ن قَاس ِ ِم ب ْ ِن ث َاب ٍِت ع َنْ أبيِه ِ وَج َ ّدِه ِ قالا ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو الع َلَاء ِ أَ حْمَد ُ ب ْ ُ
ن ِعم ْرَانَ حدثنا محمد ابن ف ُ َ الصّ ق َل ِ ُيّ ح َ َ ّدثَنَا ث َاب ِتُ ب ْ ُ
ل َ الْف َضْ ِ
س َل ّم َ ق ََر ّ و َثَب َتَ مَك َانَه ُ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ن فَإذ َا ك َانَ عِنْد َن َا رَسُو ُ
ج ٌ
ت ك َانَ عِنْد َن َا د َا ِ
الل ّه ُ عَنْهَا قَال َ ْ ن عَمْرٍو ح َ َ ّدثَنَا ُ
مجَاهِدٌ ع َنْ عَائِش َة َ رَضِيَ َ بْ ُ
س َل ّم َ ك َانَ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن ع ُم َر َ أَ َ ّ
ن رَسُول َ س َل ّم َ ج َاء َ وَذ َهبَ ،وَر ُويَ ع َ َ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ فلم يحئ و َل َ ْم يَذْه َْب و َإذ َا خَر َ َ
ج رَسُو ُ
Shamela.org ١٤٨
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ل الر ّاعِ ي ال ْعَجَبُ من ذِئ ٍْب يَتَك ََل ّم ُ بِك َلَام ال ِْإن ِ
ْس ،فَق َا َ ل َ ل ل ِ َلر ّاعِ ي أَ ل َا ٺَت ّقِي َ
الل ّه ح ُل ْتَ بَيْنِي و َبَيْنَ رِزْقِي قَا َ ف َأَ خَذ َه َا مِن ْه ُ ف َأَ قْع َى الذ َئبُ و َقَا َ
ْب وَع َنْ سَلَم َة َ بن عَم ْرو بن الأَ كْ و َِع و ََأن ّه ُ وَذ َبَ ح َ لذئب شَاة ً مِنْهَا ،وَع َنْ ُأه ْبَانَ ب ْن أَ ْو ٍ
س و ََأن ّه ُ ك َانَ صَاحِبَ الْق َِصّ ة ِ و َال ْم ُحَدّثَ بِهَا وَمُك َلّم َ الذّئ ِ
ْب ل هَذ َا َأن ّه ُ جَر َى ل ِأبي ُ
سفْيَان بن حَر ٍ ْب مِث ْ َ ك َانَ صَاحِبَ هَذِه ِ الْق َِصّ ة ِ أيْضًا وَسَب َبَ ِإسْ لَامِه ِ بِمِث ْ ِ
ل حَدِيث أَ بِي سَع ِيدٍ و َق َ ْد رَو َى ابن وَه ٍ
ك مُحَم ّد ُ بن
ل الذّئ ْبُ أَ عْجَبُ من ذَل ِ َ
ك فَق َا َ
َف الذّئ ْبُ ف َع َجبَا من ذَل ِ َ
ظبْي ُ الْحَرَم َ فَان ْصَر َ صفْوَانَ بن ُأم ََي ّة َ م َ َع ذِئ ْب وَجَد َاه ُ أَ خَذ َ َظب ْيًا فَدَخ َ َ
ل ال َ ّ وَ َ
كنّها خ ُلُوفًا ،و َق َ ْد رُوِيَ ات و َال ْع َُز ّى لئَ ِ ْن ذَكَر ْتَ هَذ َا بِم َ َك ّة َ لَتَت ْر ُ َ سفْيَانَ و َ
َالل ّ ِ ل أَ بُو ُ الل ّه ب ِال ْمَدِينَة ِ ي َ ْدع ُوك ُ ْم ِإلَى الْجَ ّنة ِ و َت َ ْدع ُونَه ُ ِإلَى َ
الن ّارِ فَق َا َ عَب ْد َ
شعْر َ ال َ ّذ ِي ذَك َر َ ف ِيه ِ
صنَمه و َِإن ْشادِه ِ ال ّ س لَم ّا تَع ََجّ بَ من ك َلَا ِم ضِ مَار َ س بن م ِْرد َا ٍ صحَابِه ِ وَع َن ع َبا ِ ل و َأَ ْ ج ْه ٍ ل هَذ َا ا ْلخـَبَر ِ و ََأن ّه ُ جَر َى ل َأبِي َ مِث ْ ُ
الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ ل َ ك إ َّ
ن رَسُو َ س َ ل ي َا ع ََب ّ ُ
اس أَ تَعْجَبُ من ك َلَام َ ضِ مَا ٍر وَل َا تَعْجَبُ من ن َ ْف ِ س َل ّم َ ف َِإذ َا طَائِر ٌ َ
سق ََط فَق َا َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ َ
ل
الل ّه عَن ْه ُ دَخ َ َ
ك مِنْهَا -الْحَدِيثَ -وَع َنْ أَ بِي ه ُر َي ْرَة َ رَضِيَ َ ن أَ ح َُقّ ب ِال ُ ّ
سجُودِ ل َ َ نح ْ ُ
ل أَ بُو بَكْر ٍ َ
َت لَه ُفَق َا َ
الل ّه عَنْه ُ ْم و َفِي الْحَائ ِطِ غ َنَم ٌ فَسَجَد ْ
رَضِيَ َ
الل ّه و َيَعْلَى بن م َ ُّرة َ س َل ّم َ ح َائِطًا فَجَاء َ بَع ِير ٌ فَسَجَد َ لَه ُ وَذَك َر َ مِثْلَه ُ ،وَمِثْلُه ُ فِي ا ْلجم َ َ ِ
ل ع َنْ ثَعْلَب َة َ ابن م َال ِكٍ وَج َابِر ِ بن عَب ْد َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ َ
Shamela.org ١٤٩
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ت َب بَعْد َ مَو ْتِه ِ ح ََت ّى م َات َْت ،ذَك َرَه ُ الإسْ ف َرَائِنِ ُ ّي ،وَرَو َى ابن وَه ْب أَ َ ّ
ن حَمَام َ م َ َك ّة َ أَ ظ ََل ّ ِ ك لمحُ َمّد و َأ َ ّنهَا ل َ ْم ت َأْ ك ُلْ و َل َ ْم تَشْر ْ
عَنْهَا و َنِد َائِه ِ ْم لها ِإ َن ّ َ
س َل ّم َ قَا َ
ل الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن َ شعْب َة َ أَ َ ّ
س وزيدِ بن أَ رْقَم َ و َال ْم ُغ ِيرَة ِ بن ُ س َل ّم َ يَوْم َ فَت ْ ِ
حه َا فَد َعَا لَهَا ب ِال ْبَرَكَة ِ وَرُوِيَ ع َنْ أَ ن َ ٍ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ َ
ن الْعَنْكَب ُوتَ ِيث آخَر َ و َأَ َ ّ س َل ّم َ فَسَتَرَت ْه ُ و َأَ م َرَ حَمَام َتَيْنِ ف َو َقَف َتَا بِف َ ِم الْغ َارِ ،و َفِي حَد ٍ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ الل ّه لَيْلَة َ الغ َارِ شَ ج َرَة ً فنبتت تُجَاه َ أَ م َرَ َ
س َل ّم َ ي َ ْسم َ ُع ك َلَامَه ُ ْم َالن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن ببَِابِه ِ و َ ك قَالُوا لَو ْ ك َانَ ف ِيه ِ أَ حَدٌ ل َ ْم تَكُ ِ
ن الحم ََام َتَا ِ َت عَلَى ب َابِه ِ فَلَم ّا أَ تَى ال َ ّ
طالب ُونَ لَه ُ وَر َأَ وْا ذَل ِ َ نَسَج ْ
ت
ل م َا ح َاجَت ُك قَال َ ْ
الل ّه قَا َ
ل َ س َل ّم َ فِي صَ ح ْرَاء َ فَنَاد َت ْه ُ َظب ْي َة ٌ ي َا رَسُو َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ عيد فاردلفن إليْه ِ ب ِأَ يّه ِن يَبْد َأ وَع َن ُأمّ سَلَم َة َ ك َانَ َ
الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
ك الجبل ف َأَ طْ ل ْقنِي ح ََت ّى أَ ذْه َبَ ف َأ ْر ِ
ضعَهُم َا و َأَ ْرجِـ َع ن فِي ذَل ِ َ
شف َا ِ صَادَنِي هَذ َا الْأَ عْرَاب ِ ُيّ و َل ِي ِ
خ ْ
ظب ْية، ق هَذِه ِ ال َ ّ
ل تُطْل ِ ُ ك ح َاج َة ٌ؟ قَا َ
الل ّه أَ ل َ َ
ل َ ل ي َا رَسُو ََعت ف َأَ وْثَقَه َا فَان ْتَب َه الْأَ عْرَاب ِ ُيّ و َقَا َ
ت :نَع َ ْم ف َأَ طْ لَقَه َا فَذ َه َب َْت وَرَج ْ
قَالَ :أو َ ت َ ْفعَلِينَ؟ قَال َ ْ
سدِ لِسَف ِين َة اب م َا رُوِيَ من ت َ ْسخِير ِ الأ َ الل ّه ،وَم ِنْ هَذ َا ال ْب َ ِ
ل َ ك رَسُو ُ الل ّه و َأَ َن ّ َ الصّ حْ رَاء ِ و َتَق ُو ُ
ل أَ شْهَد ُ أ ْن ل َا ِإله َإ َلّا َ َت تَعْد ُو فِي َ ف َأطْ لَقَه َا فَخَرَج ْ
س َل ّم َ وَم َع َه ُ ك ِتَابُه ُ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ سد َ فَع ََر ّف َه ُ َأن ّه ُ مَو ْلَى رَسُو ِ
ن فَلَقِ َي الأَ َ س َل ّم َ ِإ ْذ و َ َ ّ
جه َه ُ ِإلَى مُع َاذٍ ب ِالْيم َ َ ِ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ مَو ْلَى رَسُو ِ
Shamela.org ١٥٠
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
جئ ْنَا مِن ْه ُ ب ِال ْمَشْه ُور وَم َا و َق َ َع فِي كُت ُِب الْأَ ئ َِم ّة ِ.
الباب كَث ِير ٌ و َق َ ْد ِ
ِ و َالْحَدِيثُ فِي هَذ َا
__________
)قوله لفرسه( الخيل المتفق عليها لرسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم كما قال الحافظ الدمياطي سبعة وقد نظمهما القاضى بدر الدين بن
جماعة في بيت فقال والخيل سكب لجيف سبحة ظرب لزاز مرتجن ورد لها اسرار )*(
فصل في إحياء الموتى وكلامهم )وكلام الصبيان والمراضع وشهادتهم له بالنبوة صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٢.٤.١٩
س َل ّم َ( ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو ال ْوَلِيدِ هِشَام ُ بن أَ حْم َد فصل فِي إحياء الموتى وكلامهم )وكلام الصبيان والمراضع وشهادتهم لَه ُ بالنبوة صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
حدٍ سَمَاعًا و َِإذْن ًا قَالُوا ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو التمِّيمِ ُ ّ
ي و َغَي ْر ُ و َا ِ الل ّه مُحَم ّد ُ بن ع ِيس َى َ
الْفَق ِيه ُ بِق ِرَاءَتِي عَلَيْه ِ و َالْق َاض ِي أَ بُو ال ْوَلِيدِ مُحَم ّد بن ر ُشْ دٍ و َالْق َاض ِي أَ بُو عَبْدِ َ
ن الْأَ عْرَاب ِ ِيّ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو د َاوُد َ ح َ َ ّدثَنَا
ن سَع ِيدٍ ح َ َ ّدثَنَا اب ْ ُ
يح ْي َى ح َ َ ّدثَنَا أَ حْمَد ُ ب ْ ُ
ن َ
ن بْ ُ عَل ِ ٍيّ الْحَاف ُِظ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو ع ُم َر َ الْحَاف ُِظ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو ز َيْدٍ عَبْد ُ َ
الر ّحْم ِ
Shamela.org ١٥١
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ن الْأَ نْصَارِ تُو ُفي َ وله ُأمّ عَجُوز ٌ عَم ْيَاء ُ فَس ََجّ ي ْنَاه ُ وَع َ َّز ي ْنَاه َا فَق َال َ ْ
ت ن شَا ًب ّا م ِ َ
س أَ َ ّ
الل ّه خَيْر ًا ل ِي مِنْهُم َا ،وَع َنْ أَ ن َ ٍ
ت ل َا ح َاج َة َ ل ِي ف ِيهِم َا وَجَدْتُ َ
قَال َ ْ
Shamela.org ١٥٢
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ن بن بَشِيرٍ ن ُ
الن ّعْم َا ِ ّت ،وَذُك ِر َ ع َ ِ الل ّه ،أَ بُو بَك ْر الصّ دّيقُ ،ع ُم َر ُ ال َش ّه ِيد ُ ،عُثْم َانُ ال ْب َُر ّ َ
الر ّحِيم ُ فَنَظَر ْن َا ف َِإذ َا ه ُو َ م َي ٌ ل َ أَ ْدخ َل ْنَاه ُ القَبْر َ يَق ُولُ :مُحَم ّدٌ رَسُو ُ
ي إذ سمعوهض أَ ز َِق ّة ِ المَدِينَة ِ ف َر ُف ِـ َع و َسُ ج ّ َ
ن ز َيْد َ بن خ َارِج َة َ خ َرّ م َي ّتًا فِي بَعْ ِ
أَ َ ّ
__________
ن ز َيْدٍ تكلم بعد الموت ثم قال الصحيح أن الذى تكلم
ن ز َيْدٍ بن أبى زهير ،قال أبو نعيم الأصبهاني خ َارِج َة َ ب ْ َ ن ز َيْد َ بن خ َارِج َة َ( ب ْ َ)قوله أَ َ ّ
ِف ل ِي ع َنْ
الل ّه أن ي َ ْكش َ
الل ّه ا ْدع ُ َ
ل َ ل ي َا رَسُو َ
ن أَ عْم َى قَا َ الن ّسَائ ِ ُيّ ع َنْ عُثْم َانَ بن حُنَي ٍ
ْف أَ َ ّ ل فَمَا ضَر َبَ عَل َيّ وَل َا قَاحَ ،وَرَو َى َ
ذِي ق َرَدٍ قَا َ
ك الر ّحْمَة ِ ي َا مُحَم ّد ُ ِإن ّي أَ تَو َ َجّه ُ ب ِ َ
ك ِإلَى ر َب ّ َ ك بنبى مُحَم ّدٍ نَب ّي َ
ك و َأَ تَو َ َجّه ُ ِإلَي ْ َ
م ِإ َن ّي أَ سْ أَ ل ُ َ
الل ّه ُ َ ّ
ل َ ل رَكْ ع َتَيْنِ ث َُم ّ ق ُ ِ ضأ ث َُم ّ َ
ص ّ ل فَانْطَلِقْ فَت َو َ َ ّ
بَص َري قَا َ
ِب الْأَ س َِن ّة ِ أَ صَابَه ُ اسْ ت ْ
سق َاء فَبَع َثَ الل ّه ع َنْ بَصَرِه ِ ،وَر ُويَ أَ َ ّ
ن ابن م ُلَاع ِ َف َكش َ
ج ُع و َق َ ْد َ ش ّفعْه ُ ف ِ َيّ قَا َ
ل ف َر َ َ الل ّه ُ َ ّ
م َ ِف ع َنْ بَصَر ِي َ
أ ْن ي َ ْكش َ
ل عَلَيْهَا ث َُم ّ أَ ْعطَاها رَسُولَه ُ ف َأَ خَذ َه َا م ُت َع َّجِبًا ي َر َى أَ ْن ق َ ْد هُزِئ َ بِه ِ ف َأَ ت َاه ُ
ض فَتَف َ َ
ن الْأَ ْر ِ س َل ّم َ ف َأَ خَذ َ بيَِدِه ِ َ
حث ْوَة ً م ِ َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ِإلَى َ
الل ّه،
بِهَا وهو على الشفا ف َشَر ِ بَهَا فَشَف َاه ُ َ
__________
Shamela.org ١٥٣
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
)قوله فِي يَو ْ ِم ذِي قرد( بفتح القاف والراء ماء على ليلتين من المدينة بينها وبين خيبر ،قال ابن سعد كان يَو ْ ِم ذِي ق َرَدٍ في ربيع الأول
سنة ست وفى البخاري كان قبل
خيبر بثلاثة أيام )قوله قاح( بالقاف والحاء المهملة يقال قاح الجرح وقيح إذا حصل فيه المدة التى لا يخالطها دم )قوله وروى النسائي(
هو الحافظ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب صاحب السنن توفى سنة عشرين وثلاثمائة ولم يتأخر بعد الثلاثمائة من أصحاب الـكتب الستة
ْف( بضم الحاء المهملة وفتح النون شهد أحدا وما بعدها وتولى مسح سواد العراق لعمر )قوله على شفا(
إلا هو )قوله عُثْم َانَ بن حُنَي ٍ
بفتح الشين المعجمة والقصر يقال أشفى المر يض على الموت وما بقى منه إلا شفا أي قليل )*(
س َل ّم َ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ شي ْئًا فَنَف َثَ رَسُو ُ ن أَ ب َاه ُ اب ْي ََضّ ْ
ت عَي ْنَاه ُ فَك َانَ ل َا يُبْص ِر ُ بِهم َا َ ل ف ُر َي ْكٍ أَ َ ّ وَذَك َر َ الْعَق ِيل ِ ُيّ ع َنْ حَب ِ ِ
يب بن فُد َي ْكٍ و يقا ُ
الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ ل َ ق رَسُو ُ
ص َ ل الْخيَ َْط فِي ال ِْإ ب ْرَة ِ و َه ُو َ ابن ثَمَانِينَ ،وَر ُ ِمي َ ك ُل ْث ُوم ُ بن الْحُصَيْنِ يَوْم َ ُأحُدٍ فِي َ
نحْرِه ِ فَب َ َ خ ُ
فِي عَي ْنَيْه ِ ف َأَ ب ْصَر َ ف َرأَ َ ي ْت ُه ُ ي ُ ْد ِ
ك الوجع بعد م اشْ فِه ِ أَ ْو عَافِه ِ ث َُم ّ ضَر َبَه ُ بِرِجْلِه ِ فَمَا اشْ ت َك َى ذَل ِ َ
الل ّه ُ َ ّ
س َل ّم َ َ
عَلَيْه ِ و َ َ
__________
جعْفَرٍ مُحَم ّد ُ بن عمرو بن موسى بن حماد المكى صاحب كتاب الضعفاء )قوله
)قوله وذكر العقيلى( بضم العين المهملة هو الإمام الحافظ أَ بُو َ
ك ُل ْث ُوم ُ بن الْحُصَيْنِ( بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين )قوله فبرأ( يقال برأ من المرض بفتح الراء وبرئ من
الدين بكسرها )قوله فلم تمد( بضم أوله وكسر ثانيه من أمد الجرح صار فيه مدة )قوله و َفِي رِجْل ز َيْدِ بن معاذ( قيل لم يحضر هذه
الواقعة أحد يسمى ز َيْدِ بن مُع َاذٍ بل ولا في الصحابة أحد يسمى ز َيْدِ بن م ُع َاذٍ إلا أن يكون نسب إلى جد له أو إلى خلاف الظاهر
والذى خرج في رجله أو في رأسه على الشك من الراوى في قتل كعب بن الأشرف إنما هو الحرث بن أوْس بن معاذ بن النعمان وقيل
الحرث ابن أوس بن النعمان وقيل هما واحد نسب في أحدهما إلى جده )*(
َت ،رَو َاه ُ ابن س َل ّم َ و َأَ ل ْ َ
صقَه َا فَلَصِ ق ْ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ق عَلَيْهَا رَسُو ُ
ص َ
ل يَدَه ُ فَب َ
ل يَوْم َ ب َ ْد ٍر يَد َ مُعَوِ ّذِ بن عَفْرَاء َ فَجَاء َ يَحْم ِ ُ
ج ْه ٍ
و َقَطَ َع أَ بُو َ
ش ُ ّقه َُاف أصيبَ يَوْم َ بَدْر م َ َع رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم ب ِضَرْبَة ٍ عَلَى عَاتِقِه ِ ح ََت ّى مال ِ ن خُبَي ْبَ بن يَس َ ْب * وَم ِنْ رِوايتِه ِ أيْضًا أَ َ ّ وَه ٍ
َض فَاه ُ صبِي بِه ِ بَلَاء ل َا يَتَك ََل ّم ف َُأتِي َ بِمَاء ٍ فَم َضْ م َ س َل ّم َ و َنَف َثَ عَلَيْه ِ ح ََت ّى صَ َ ح ّ ،و َأَ ٺَت ْه ُ امْرَأة ٌ من َ
خث ْع َ ٍم مَعَه َا َ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ف َر َدّه ُ رَسُو ُ
ن ابن ع ََب ّاس ج َاء َ ِ
ت امْرَأَ ة ٌ ب ِاب ْ ٍن س * وَع َ ِ ل َ
الن ّا ِ ل عُق ُو َ
ض ُ ل عَقْل ًا ي َ ْف ُ
سه ِ بِه ِ فَبَر َأَ ال ْغ ُلَام ُ وَعَق َ َل يَد َيْه ِ ث َُم ّ أَ ْعطَاه َا ِإ َي ّاه ُ و َأَ م َرَه َا بِسَقْيه ِ وَم َ ّ
وَغَسَ َ
ل َأت الْق ِ ْدر ُ عَلَى ذِر ِ
َاع مُح َم ّدِ بن ح َاطِب و َه ُو َ طِ ْف ٌ ل الْجَرْوِ الْأَ سْ وَدِ ف َسعى ،و َانْكَف ِ
جو ْفِه ِ مِث ْ ُ ص ْدرَه ُ فَث َ ّع ث َع ّة ً فَخَر َ َ
ج من َ ح َ
ن فَمَسَ َ
لَهَا بِه ِ جُن ُو ٌ
ْض عَلَى السيف وعنانَف شرحبيل الجعفي سلمة تَم ْن َع ُه ُ الْقَب َ
ل ف ِيه ِ فَبَر َأَ لح ِينِه ِ وَك َان َْت فِي ك ّ
ح عَلَيْه ِ وَد َعَا لَه ُ و َتَف َ َ
فَمَسَ َ
__________
ل( قيل المعروف أن عكرمة بن أبى جهل فعل ذلك بمعاذ ابن عمرو بن الجموع حين ضرب أباه )قوله معوذ( بكسر ج ْه ٍ )قوله و َقَطَ َع أَ بُو َ
الواو المشددة وفتحها.
صحابي معروف قتل يوم بدر )قوله خبيب بن إساف( خبيب بضم الخاء المعجمة وفتح الموحدة المخففة وإساف بكسر الهمزة و يقال
يساف بالمثناة التحتية شهد بدرا
وأحدا وما بعدهما كان نازلا بالمدينة فتأخر إسلامه حتى سار رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم بدرا فلحقه في الطر يق فأسلم وشهد يدرا
فضربه رجل على عاتقه يومئذ فمال شقه فتفل صلى الل ّٰه عليه وسلم على شقه ولا يمه ورده فانطلق فقتل الذى ضربه ثم تزوج ابنه بعتد
ذلك فكانت تقول لا عدمت رجلا وشحك هذا الوشاح فيقول لا عدمت رجلا عجل أباك إلى النار )قوله فثع( بالمثلثة والعين المهملة
Shamela.org ١٥٤
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
المشددة أي قاء )قوله مثل الجرو( هو بتثليث الجيم ولد الكلب والسبع )قوله ابن حاطب( بالحاء والطاء المهملتين )قوله سلعة( بكسر
السين المهملة ز يادة تحدث في الجسد كالغدة تكون من قدر الحمصة إلى قدر البطيخة )*(
وَوَلَد َ وَلَدِه ِ * ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو مُحَم ّدٍ الع ََت ّاب ِ ُيّ بِق ِرَاءَتِي عَلَيْه ِ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو الْق َاس ِ ِم ح َاتِم ُبن محمد حدثنا أبو الحسن القابسي ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو ز َيْدٍ المروزي حدثنا
الل ّه ِ ب ْ ُ
ن أَ بِي الْأَ سْ وَدِ ح َ َ ّدثَنَا ل ح َ َ ّدثَنَا عَبْد ُ َ ُف ح َ َ ّدثَنَا مُح َم ّد ُ ب ْ ُ
ن ِإسْمَاعِي َ محمد بن يُوس َ
َت ك ُ ُ ّ
ل ز َ ْوجَة ٍ ثَمَانِينَ أَ لْف ًا وَك َُنّ أَ رْبَع ًا الل ّه عَلَيْه ِ وَم َاتَ فَحُف ِر َ ال َذ ّه َبُ من تَرِكَتِه ِ بالفؤس ح ََت ّى مجَل َ ْ
ت ف ِيه ِ الْأَ يْدِي و َأَ خَذ ْ ح َ تح ْت َه ُ ذ َه َبًا و َفَت َ َ
َ
صد َقَاتِه ِ الْف َاشِيَة ِ فِي
ّف و َثَمَانِينَ أَ لْف ًا و َأَ وْص َى ب ِخَمْسِينَ أَ لْف ًا بَعْد َ َ ت ِإحْد َاه َُنّ ل ِأَ َن ّه ُ ط ََل ّقَه َا فِي م َرَ ِ
ضه ِ عَلَى نَي ٍ ل بَلْ صُولِ ح َ ْ
ْف و َق ِي َ
ل م ِائَة َ أَ ل ٍ
و َق ِي َ
ص َ ّدقَ م َ َّرةّ بعير فيها سبعمائة بَع ِيرٍ وَرَد ْ
َت عَلَيْه ِ تحمل ق يَوْم ًا ثَلَاثِينَ عَبْدًا و َت َ َ
حَيَاتِه ِ وَع َوَارِفِه ِ الْعَظ ِيمَة ِ أعْت َ َ
__________
)قوله ليعادون( بضم المثناة التحتية وتخفيف العين وتشديد الدال المهملتين )قوله سقط( بتثليث السين المهملة والقاف الجنين الذى
يسقط قبل تمامه )قوله ما به( في صحيح ال ْب ُخ َارِيّ قال أنس وحدثتني ابنتى أمينة أنه دفن لصلبي مقدم الحاجاج البصرة عشرون ومائة
انتهى ،وكان مقدم الحجاج البصرة سنة خمس وسبعين وكانت وفاة أنس سنة ثلاث وتسعين وقد ولد له بعد مقدم الحجاج أولاد كثيرة
ومن كثرة الأولاد ما قال ابن قتيبة وقع إلى الأرض من صلب المهلب بن أبى صفرة ثلاثمائة ولد وقال بن خلكان في ترجمة
تميم بن المعز بن باديس إنه خلف مائة ذكر وستين أنثى )قوله بالفؤوس( بهمزة مضمومة بعد الفاء جمع فأس بسكون الهمزة كرأس
ص َ ّدقَ م َ َّرةّ بعيرٍ(
ورؤس وكأس وكؤس )قوله مجلت( بكسر الجيم وفتحها أي نفطت من العمل وحصل بين الجلد واللحم ماء )قوله و َت َ َ
ل عروة بن الزبير
بكسر العين المهملة روى الترمذي أن عبد الرحمن بن عوف أوصى لأمهات المؤمنين بحديقة بيعت بأربعمائة ألف و َقَا َ
أوصى عبد الرحمن بن عوف بخمسين ألف دينار في سبيل الل ّٰه وقال الزهري أوصى عبد الرحمن لمن بقى من أهل بدر لكل رجل
بأربعمائة دينار وكانوا مائة فأخذوها وأخذها عثمان فيمن أخذ وأوصى بألف فرس في سبيل الل ّٰه )*(
الل ّه عَن ْه ُ أَ ْن ل الْخ ِلَاف َة َ ،و َلِسَعْد بن أَ بِي و ََق ّا ٍ
ص رَضِيَ َ ص َ ّدقَ بِهَا و َبِمَا عَلَيْهَا و َب ِأق ْتَابِهَا و َأَ حْلَاسِه َا وَد َعَا لم ُِع َاوِ يَة َ ب َِالتمّْكِينِ فَنَا َ
من كل شئ فَت َ َ
Shamela.org ١٥٥
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ل
جهْل فَاسْ تُجِيبَ لَه ُ فِي ع ُم َر َ ،و َقَا َ الل ّه دَعْوَتَه ُ فَمَا د َعَا عَلَى أَ حَدٍ إ َلّا اسْ تُجِيبَ لَه ُ ،و َدعا لعز ال ِْإسْ لَام ب ِعُم َر َ رَضِيَ َ
الل ّه عَن ْه ُ أَ ْو ب ِأَ بِي َ يج ِيبَ َ
ُ
ت سَ حَابَة ٌَش فَسَألَه ُ ع ُم َر ُ ال ُد ّعَاء َ فَد َعَا فَجَاء َ ْ ض مَغ َازِ يه ِ عَط ٌ اس فِي بَعْ ِ ابن مَسْع ُودٍ رضي الل ّٰه عنه ما زلنا أعتزة مُنْذ ُ أَ سَلَم َ ع ُم َر ُ ،و َأَ صَابَ َ
الن ّ َ
الل ّه ُ َ ّم ف َ ّقهْه ُ
س َ ل أَ كْ ثَر َ من هَذ َا ،وَد َعَا لاب ْ ِن ع ََب ّا ٍ
ن وَم ِائَة ً و َق ِي َ
اش عِشْر ِي َ
خر َى و َع َ َ سقَطَتَ لَه ُ س ّ ٌ
ِن نَبَت َْت لَه ُ ُأ ْ س ثَغْرًا إذ َا َ ن َ
الن ّا ِ فَك َانَ أَ حْ سَ َ
ي بَعْد ُ ا ْلحـَبْر َ.
ل فَسُمّ َ فِي الد ّي ِن و َعَلّم ْه ُ َ
الت ّأْ وِ ي َ
شي ْئًا إ َلّا ر َبح َ ف ِيه ِ ،وَد َعَا ل ِلم ِ ْقد َادِ ب ِال ْبَرَكَة ِ فَك َان َْت عِنْدَه ُ غرائر
ص ْفقَة ِ يَمِينِه ِ فَمَا اشْ تَر َى َ
جعْفَرٍ ب ِال ْبَرَكَة ِ فِي َ
الل ّه بن َ
و َتَرْجُمَانَ الْقُر ْآنِ ،وَد َعَا لِعَبْدِ َ
ن
مِ َ
كن ْتُ أَ قُوم ُ بالكناسة
ل فَلَق َ ْد ُ
ل وَد َعَا بِمِثْلِه ِ ل ِعُرْوَة َ بن أَ بِي الْجَعْدِ فَق َا َ
ال ْمَا ِ
__________
)قوله وقال النابغة( هو الجعدى واسمه قيس بن عبد الل ّٰه وقيل بالعكس ،قال الشعر ثم بقى ثلاثين سنة لا يقوله ثم نبغ فيه فسمى النابغة
)قوله الحـبر( بكسر الحاء المهملة وفتحها أي العالم )قوله ترجمان( بفتح المثناة الفوقية وضمها وضم الجيم وحكى الجوهرى فتح التاء مع
كن ْتُ أَ ق ُوم ُ بالكناسة( بضم الكاف وتخفيف النون مكان بالـكوفة وأيضا الكناسة القمامة
فتح الجيم وهو المعبر عن لغة ثانية )قوله فَلَق َ ْد ُ
الحاصلة من الـكنس )*(
ت لَه ُ ل ال ْب ُخ َار ُِيّ فِي حَدِيثِه ِ فَك َانَ لَو اشْ تَر َى ال ُت ّر َابَ ر َِبح َ ف ِيه ِ ،وَر ُويَ مِث ْ ُ
ل هَذ َا ل ِغَر ْقَدَة َ أيْضًا و َن َ ّد ْ فَمَا أَ ْرجِـ ُع ح ََت ّى أَ رْبَ ح َ أَ رْبَع ِينَ أَ لْف ًا ،و َقَا َ
ن َاق َة ٌ فَد َعَا فَجَاءه ُ بِهَا ِإ ْعصَار ُ ٍ
ريح ح ََت ّى ر َدّه َا عَلَيْه ِ ،وَد َعَا ل ِ ُأمّ أَ بِي ه ُر َي ْرَة َ ف َأَ سْ لَم َْت ،وَد َعَا ل ِعَلِيّ أَ ْن ي ُ ْكفَى الْحَر ّ و َالْق َُر ّ فَك َانَ يلَ ْب َُس فِي الشّتَاء ِ
َ
ِ
جعْتُ بَعْد ُ وَسَأَ لَه ُال ُ ّ
طفَي ْل ت فَمَا ُ
يج ِيعَه َا قَال َ ْ ْف ثيَِاب الشّتَاء وَل َا يُصِ يب ُه ُ حَرّ ٌ وَل َا بَرْد ٌ ،وَد َعَا َ
الل ّه لِف َاطِم َة َ اب ْنَتِه ِ أَ ن ل َا ُ ْف و َفِي َ
الصّ ي ِ ثيَِابَ َ
الصّ ي ِ
سوْطِه ِ فَك َانَ يضئ فِي
َف َ ح َو ّ َ
ل ِإلَى طَر ِ َاف أَ ْن يَق ُولُوا مُثْلَة ً فَت َ َ
َب أَ خ ُ
ل ي َا ر ّ الل ّه ُ َ ّ
م نَو ّ ْر له فسطع له نَو ّ ْر بَيْنَ عَي ْنَي ْه فَق َا َ ل َ بن عَم ْرو آية ً لِقَوْمِه ِ فَق َا َ
كسْر َى حِينَ م َ َّزقَ ك ِتَابَه ُ أَ ْن الن ّورِ ،وَد َعَا عَلَى م ُضَر َ ف َُأقْحِط ُوا ح ََت ّى اسْ تَعْطَفَت ْه ُ ق ُر َي ٌ
ْش فَد َعَا لَه ُ ْم فَسُق ُوا ،وَد َعَا عَلَى ِ الل ّيْلَة ِ ال ْمُظْل ِمَة ِ فَسُمّي ذ َا ُ
َ
الل ّه أَ ث َرَه ُ ف َُأق ْعِد َ، ِس رِي َاسَة ٌ فِي أَ قْطَارِ ال ُد ّن ْيَا و َدعا عَلَى َ
صب ِ ٍيّ قَطَ َع عَلَيْه ِ َ
الصّ لَاة أ ْن ي َ ْقطَع َ ِيت لِف َار َ
ق لَه ُ ب َاق ِية ٌ وَل َا بَق ْ
الل ّه م ُل ْـك َه ُ فَل َ ْم تَب ْ َ
يُم َز ّق َ
Shamela.org ١٥٦
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
فصل في كرامته وبركاته وانقلاب الأعيان له فيما لمسه أو باشره صلى الل ّٰه عليه وسلم ٢.٤.٢٢
ل
ل و َقَا َ س َل ّم َ عَلَى َ
الر ّج ُ ِ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ س َل ّم َ ف َر َدّ الْف َر ََس بَعْد ُ َ هي َ التي شَهِد َ ف ِيهَا خُز َيْم َة ُ ل ِ َلن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ س وَ ِ
وجحده رجل بيع ف َر ٍ
ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو ال ْوَلِيدِ الْق َاض ِي ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو ذ َ ٍرّ ال ْه َرَو ُِيّ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو مُح َم ّدٍ و َأَ بُو ِإ ْسحَاقَ و َأَ بُو ال ْهَي ْث َ ِم قَالُوا ح َ َ ّدثَنَا الْف َر َبْر ُِيّ ح َ َ ّدثَنَا ال ْب ُخ َار ُِيّ ح َ َ ّدثَنَا يَز ِيد ُ ب ْ ُ
ن
ات
شع َر َ ٌ عَلَيْهَا فَل َ ْم يَمْلِكْ ر َأْ سَه َا نَش َاطًا و َب َاعَ م ِنْ ب َ ْطنِهَا ب ِاث ْن َ ْي ع َشَر َ أَ لْف ًا وَرَكِبَ حِمَار ًا قَط ُوفًا لِسَعْدِ ب ْ ِن ع ُبَادَة َ ف َر َدّه ُ هِم ْلاج ًا ل َا يُس َاي َر ُ وَك َان َْت َ
َتخرَج ْ الل ّه عَنْهَا أ َ ّنهَا أَ ْ
ِيح ع َنْ أَ سْمَاء َ بِن ْت أَ بِي بَكْر ٍ رَضِيَ َ الصّ ح ِالن ّصْر َ و َفِي َ من شعره فِي قَلَنْس ُوة ِ خ َالِد ِ ب ْ ِن ال ْوَلِيدِ فَل َ ْم يَشْه َ ْد بِهَا ق ِتَال ًا إ َلّا رُزِقَ َ
خه ِ ن نَغْسِلُه َا لِل ْمَر ْضى يُسْت َشفَى بِهَا وح َ َ ّدثَنَا الْق َاض ِي أَ بُو عَل ِ ٍيّ ع َنْ َ
شي ْ ِ س َل ّم َ يلَ ْب َس ُها فَن َحْ ُ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ت ك َانَ رَسُو ُ ج َُب ّة طَيَالِسَة ٍ و َقَال َ ْ
Shamela.org ١٥٧
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ل وَضُوئِه ِ فِي بِئْر ِ قُبَاء ٍ فَمَا ن َز َف َْت بَعْد ُ و َب َز َقَ فِي بِئْرٍ ك َان َْت فِي د َارِ أَ ن َ ٍ
س فَل َ ْم يَكُنْ ب ِال ْمَدِينَة ِ أعذب ض ِ
سكَبَ من ف َ َ
ل وَ َ
الْحَو ْ ِ
__________
أوله وتشديد الطاء المهملة المفتوحة بعدها همزة )قوله فنشط( بكسر الشين المعجمة في الماضي وفتحها في المستقبل )قوله لجعيل( بضم
الجيم وفتح العين المهملة قوله بمخففة( بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الفاء بعدها قاف هي الدرة التى يضرب بها )قوله هملاجا(
بكسر الهاء وسكون الميم وفى آخره جيم ،في الصحاح الهملاج من البراذين ومشيها الهملجة فارسي معرب )قوله حبة طيالسة( قال
النووي هو بإضافة جبة إلى طيالسة جمع طيلسان بفتح اللام على الشهور )قوله جهجاه( بجيمين أولاهما
مفتوحة قال الطبري :المحدثون يزيدون في آخره هاء والصواب جهجا بدون هاء في آخره )*(
ّب فَطَابَ و َ ُأتِي َ بِد َلْوٍ من م َاء زَم َْزم َ فَم ََجّ ف ِيه ِ فَصَار َ
ل بَلْ هو نعمان وماءه طَي ٌ
ح فَق َا َ
ل لَه ُاسْم ُه ُ بَيْسَانُ وماءه م ِل ْ ٌ منها ومر م َاء ٍ فَسَأَ َ
ل عَن ْه ُ فَق ِي َ
ن عَطَشًا فَسَك َتاَ وَك َانَ ل ِ ُأمّ م َال ِكٍ ع ُ َك ّة ٌ تُهْدِي ف ِيهَا ل ِ َلن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ ن و َالْحُسَيْنَ لِسَانَه ُ فَم ََصّ اه ُ وَك َان َا يَبْكِياَ ِ
ن الْمِسْكِ و َأَ ْعطَى الْحَسَ َ
أَ طْ يبَ م ِ َ
ْس عندهم الن ّبِيّ صلى الل ّٰه عليه وسلم أن لا نعصرها ث َُم ّ د َف َعَه َا ِإلَيْهَا ف َِإذ َا ِ
هي َ مَم ْلُوءَة ٌ سَم ْنًا فَي َأْ ت ِيهَا بَن ُوه َا يَسْأَ لُونَهَا الْأَ ْدم َ و َلَي َ س َل ّم َ سَم ْنًا ف َأَ م َره َا َ
َ وَ َ
ل وَم ِنْ
الل ّي ْ ِ ن ال ْم َرَاض ِ
ِـع فيجزههم رِ يق ُه ُ ِإلَى َ جد ُ ف ِيهَا سَم ْنًا فَك َان َْت تقسيم أ ْدمَهَا ح ََت ّى ع َصَرَتْهَا وَك َانَ يَتْف ُل فِي أَ ف ْواه ِ الصّ ب ْيَا ِ
شئ فَتَعْمَد ُ ِإلَيْهَا فَت َ ِ
الل ّه عَن ْه ُ حين ك َاتَب َه ُ م َوَالِيه ِ عَلَى ثلثمائة وَد َِي ّة ٍ يَغْرِسُه َا لَه ُ ْم ك ُُل ّه َا تَعْل َ ُ
ق و َتُطْعِم ُ و َعَلَى أربعين ك ب َرَك َة ُ يَدِه ِ ف ِيم َا لَمَسَه ُ وَغ َرَسَه ُ لِسَل ْمَانَ رَضِيَ َ
ذَل ِ َ
ك
ك من بَيْنَ يَد َي ْ َ ل انْطَلِقْ به فإنه سيضئ ل َ َ ن وَصَلَ ّى مَع َه ُ ال ْعِشَاء َ فِي لَيْلَة ٍ مُظْل ِمَة ٍ مَط ِيرَة ٍ ع ُْرجُون ًا و َقَا َ إذ َا َظمِئ ْتُ و َأَ ْعطَى قَتَادَة َ بن ُ
الن ّعْم َا ِ
ق ف َأَ ضَاء َ لَه ُال ْعُرْجُونَ ح ََت ّى دَخ َ َ
ل بَي ْت َه ُ شيْطَانُ فَانْطَل َ َ ج ف َ َإن ّه ُ ال َ ّ ك فَسَتَر َى سَوَاد ًا فَاضْر ِب ْه ُ ح ََت ّى َ
يخ ْر ُ َ ك عَشْر ًا ف َِإذ َا دَخ َل ْتَ بَي ْت َ َ
عَشْر ًا وَم ِنْ خ َلْف ِ َ
سيْف ُه ُ يَوْم َ ب َ ْد ٍر ف َع َاد َ فِي يده سيفا صار
ِب بِه ِ حِينَ انْكَسَر َ َ
ل اضْر ْ
َب و َقَا َ
حط ٍ
جذْل َ سوَاد َ ف َضَر َبَه ُ ح ََت ّى خَر َ َ
ج وَمِنْهَا د َف ْع ُه ُ ل ِعُك َاشَة َ ِ وَوَجَد َ ال َ ّ
ل أَ ه ْل الر ّ َدّة ِ وَك َانَ هَذ َا السَي ُ
ْف ل بِه ِ ث َُم ّ ل َ ْم ي َز َلْ عِنْدَه ُ يَشْه َد بِه ِ ال ْم َوَاق َِف ِإلَى أ ِ
ن اسْ تُشْهِد َ فِي ق ِتَا ِ شدِيد َ ال ْمَتْنِ فَق َات َ َ
ْيض َ
ل الْق َامَة ِ أَ ب َ
ما َطوِ ي َ
ل
سيْف ًا وَمِن ْه ُ ب َرَكَت ُه ُ فِي د ُورِ الشّياه ِ الْحَوائ ِ ِ
ج َع فِي يَدِه ِ َ
ل ف َر َ َ
نخ ْ ٍ ش يَوْم َ ُأحُدٍ و َق َ ْد ذ َه َبَ َ
سيْف ُه ُ عَسِيبَ َ يُس َ َمّى العَوْنَ وَد َفْع َه ُ لِعَبْدِ َ
الل ّه ب ْن جَ ح ْ ٍ
ضع َتِه ِ وَشَارفِه َا وَشَاة عَب ْد الل ّٰه بن مسعود س وَغ َن َ ِم ح َلِيم َة َ م ُْر ِ كق َِصّ ة ِ شَاة ِ ُأمّ مَعْبَدٍ و َأَ ع ْنُز ِ مُع َاو يَة َ ابن ثَو ْ ٍر وَشَاة ِ أَ ن َ ٍ ب َِالل ّبَن ال ْـكَث ِير ِ ِ
__________
)قوله حنش( بحاء مهملة ونون مفتوحتين بعدهما شين معجمة )قوله عرجونا( هو أصل العذق الذى يقطع منه الشماريخ فيمقى على
النخل يابسا )قوله لعكاشة( بتشديد الكاف وتخفيفها )قوله وشارفها( الشارف بالشين المعجمة والفاء المسنة من النوق وقيل من الإبل
)*(
سق َاء م َاء ٍ بَعْد َ أَ ن أَ ْوك َاه ُ وَد َعَا ف ِيه ِ فَلَم ّا حَضَرَتْهُم ُ َ
الصّ لَاة ُ ن َزَلُوا فَ ُحل ّوه ُ ف َِإذ َا بِه ِ وَك َان َْت ل َ ْم يَن ْز ُ عَلَيْهَا فَح ْ ٌ
صحَابَه ُ ِ َ ك تزيده أَ ْ ل وَشَاة ِ الْم ِ ْقد َادِ وَم ِنْ ذَل ِ َ
Shamela.org ١٥٨
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ح عَلَى رأس ح فِي وَجْه ِ ز َي ْن َبَ بِن ْت ُأمّ سَلَم َة َ نَضْ ح َة ً من م َاء ٍ فَمَا يُعْر َُف ك َانَ فِي وَجْه ِ امْرَأة ٍ م ِ َ
ن ا ْلجم ََال م َا بِهَا وَمَسَ َ ض َ
و َن َ َ
__________
)قوله لم ينز( يقال في الحافر والظلفف والسباع نزا ينزو نزوا ونزوانا )قوله أوكاه( بألف بعد الكاف يقال أوكى يوكى كما يقال أعطى
يعطى )*(
ل
ن والمرضى والمجانين فبرؤا ،و َأَ ت َاه ُ رَج ُ ٌ
ن الصّ ب ْيَا ِ
حدٍ م ِ َ شع َرُه ُ وَمِثْلُه ُ رُوِيَ فِي خ َبَر ِ ال ْمُه ََل ّ ِ
ب بن قُبَالَة َوعلى غَيْر ِ و َا ِ صبي بِه ِ عَاه َة ٌ فَبَر َأ و َاسْ ت َو َى َ
Shamela.org ١٥٩
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ ل َ أَ ْن تَنْقَض ِي ال ُد ّن ْيَا يَب ْل ُ ُغ م َنْ مَع َه ُ ثلاثمائة فَصَاعِدًا ِإلا ق َ ْد س ََم ّاه ُ لَنَا ب ِاسْمِه ِ و َاس ْ ِم أَ بيِه ِ و َقَب ِيلَتِه ِ و َقَا َ
ل أَ بُو ذ َ ٍرّ لَق َ ْد ت َرَك َناَ رَسُو ُ
صحَابَه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ وسلم عليه الصّ ح ِ
ِيح و َالْأَ ئ َِم ّة ُ م َا أَ ع ْلَم َ بِه ِ أَ ْ ل َ سم َاء ِ ِإ َلّا ذ َك ّر َن َا مِن ْه ُ ع ِل ْمًا و َق َ ْد خ َرّ َ
ج أَ ه ْ ُ حيْه ِ فِي ال َ ّ
س َل ّم َ وَم َا يُح َرِ ّك ُ طَائِر ٌ جَنَا َ
وَ َ
كسْر َى
سمَتِه ِ ْم كُن ُوز َ ِ الل ّه عَلَى ُأ َمّتِه ِ م ِ َ
ن ال ُد ّن ْيَا ومؤمنون م ِنْ زه ْرَتِهَا و َق ِ ْ ح َ خي ْب َر ُ عَلَى يَد َْي عَل ِ ٍيّ فِي غَدِ يَوْمِه ِ وَم َا يَفْت َ ُ
ح َ و َأَ َ ّ
ن ال ْمَدِينة َ سَتُغْز َى و َتُفْت َ ُ
سب ْع ِينَ فر ْق َة ً َ
الن ّاجِي َة ُ مِنْهَا فِر ْق َة ٌ اث و َ َ
ل من قبلهم افتراقهم عَلَى ثَل َ ٍ اف و َالْأَ ه ْوَاء ِ وَسُلُو ِ
ك سَب ِي ِ ن و َالْاخْ ت ِل َ ِ
ن الْف ُت ُو ِ
يحْد ُثُ بَيْنَه ُ ْم م ِ َ
و َقَي ْصَر َ وَم َا َ
كسْر َى
َاب ِ ط شِر َار َه ُ ْم عَلَى خِيَارِه ِ ْم و َق ِتَالِهِم ُ ال ُت ّرْك َ و َالْخَزَر َ ُ
والر ّوم َ وَذ َه ِ الل ّه ُ ب َأْ سَه ُ ْم بَيْنَه ُ ْم وَس ََل ّ َ ِس و ُ
َالر ّو ِم ر َ َدّ َ ال ْمُطَيْطَاء َ وَخَدَمَتْه ُ ْم بَنَاتُ فَار َ
خر ِ ال َد ّهْرِ و َبِذ َه ِ
َاب ن ُ
الر ّوم َ ذ َاتُ القرون ِإلَى آ ِ َاب قَي ْصَر َ ح ََت ّى لا قَي ْصَر َ بَعْدَه ُ وَذَك َر َ أَ َ ّ
ِس بَعْدَه ُ وَذ َه ِ ِس ح ََت ّى ل َا ِ
كسْر َى وَل َا فَار َ و َفَار َ
ل لِلْع َر َِب م ِنْ شَرٍّ قَدِ اق ْتَر َبَ ( و ََأن ّه ُ زُوِي َْت لَه ُ
ل )و َي ْ ٌ
ظه ُورِ الْف ِتَنِ و َال ْهَر ِْج ،و َقَا َ
ض ال ْعِلْم ِ و َ ُ
ن و َقَب ْ ِ ُب َ
الز ّم َا ِ س و َتَق َار ِ ن َ
الن ّا ِ ل مِ َ
ل فَالْأَ مْث َ ِ
الْأَ مْث َ ِ
ن ِيث بِمَعْنَاه ُ * و َفِي حَدِيث آخر َ من رِو َايَة ِ أَ بِي ُأم َام َة َ )ل َا ت َز َا ُ
ل طَائِف َة ٌ م ِنْ أمتى ظاهر بن عَلَى الْحَقّ ِ قَاهِرِي َ و َق َ ْد وَرَد َ ال ْمَغْرِبَ كَذ َا فِي الْحَد ِ
الل ّه ِ و َه ُ ْم
لِعَد ُ ّوِه ِ ْم ح ََت ّى ي َأْ تِيَه ُ ْم أَ مْرُ َ
الل ّه دُوَل ًا،
ل َ صاه ُ ،و َاتّ خَاذِ بَنِي ُأم ََي ّة َ م َا َ ْت ال ْم َ ْقدِسِ( و َأَ خْبَر َ بِملُ ْكِ بَنِي ُأ َ
مي ّة َ وَوِلايَة ِ مُع َاوِ يَة َ وَو َ َ ّ ل بِبَي ِ الل ّه ِ و َأَ ي ْ َ
ن هُمْ؟ قَا َ ل َ ل ي َا رَسُو َ
كَذَلِكَ ،ق ِي َ
ل بَي ْتِه ِ و َتَقْت ِيلِه ِ ْم و َتَشْر ِيدِه ِ ْم و َقَت ْل عَل ِ ٍيّ
ل أَ ه ْ ُ
ُوج ال ْم َ ْهدِيّ وَم َا يَنَا ُ
َاف م َا م َلـَكُوا وَخُر ِ َات ال ُ ّ
سودِ وَم ُل ْـكُه ْم أَ ضْ ع َ سب َ
ِالر ّاي ِ وَخُر ُوج وَلَد ِ الْع ََب ّا ِ
Shamela.org ١٦٠
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
من المال )قوله وأن أشقاها( هو ابن ملجم -بضم الميم وسكون اللام وكسر الجيم -كذا ضبطه النووي في التهذيب )*(
ل
ك وَو َي ْ ٌ ل ل ِ َلن ّا ِ
س مِن ْ َ الل ّه بن ُ
الز ّبَيْر ِ و َي ْ ٌ ل ل ِعَبْدِ َ
صحَابُ م ُع َاوِ يَة َ و َقَا َ عَلَى عَائِش َة َ عِنْد َ خُر ُوجه َا ِإلَى ال ْبَصْرَة ِ و َأَ َ ّ
ن ع َم ّار ًا تَقْتلُُه ُ الْف ِئ َة ُ ال ْبَاغِي َة ُ فَق َتَلَه ُ أَ ْ
ل َ
الن ّارِ ل فِي قُزْم َانَ و َق َ ْد أَ بْلَى م َ َع ال ْمُسْل ِمِينَ َأن ّه ُ من أَ ه ْ ِ
س و َقَا َ ن َ
الن ّا ِ ك مِ َ
لَ َ
ض فَك َانَ سَم ُرَة ُ
ل ع َنْ بَعْ ٍ خر ُك ُ ْم مَو ْت ًا فِي َ
الن ّارِ فَك َانَ بَعْضُه ُ ْم يَسْأ ُ َب وَحُذ َيْف َة ُ آ ِ
جنْد ٍ
ل فِي جَمَاعَة ٍ ف ِيه ِ ْم أَ بُو ه ُر َي ْرَة َ وَسَم ُرَة ُ بن ُ
ل ن َ ْفسَه ُ ،و َقَا َ
فَق َت َ َ
سِلُه ُ( فَسَأَ لُوه َا
ل )سَلُوا ز َ ْوجَت َه ُ عنه فابى ر َأَ ي ْتُ ال ْمَلَائِك َة َ تُغ َ ّ
حنْظَلَة َ ال ْغَسِي ِ خر َه ُ ْم مَو ْت ًا هَرِم َ وخرف فاصطفى ب َِالن ّارِ فَاحْتَر َقَ ف ِيهَا ،و َقَا َ
ل فِي َ آ ِ
ْش و َلَنْ
ل )الخ ِلَاف َة ُ فِي ق ُر َي ٍ
ل أَ بُو سَع ِيدٍ رضي الل ّٰه عنه ووجدنا ر َأْ سَه ُ ي َ ْقط ُر ُ م َاءً ،و َقَا َ
ل قَا َ
س ِ
ن ال ْغ ُ ْ
ل عَ ِ ت َإن ّه ُ خَر َ َ
ج جُنُبًا و َأَ عْجلََه ُ الْحا َ ُ فَق َال َ ْ
ل هذا الأمر ي َز َا َ
__________
)قوله والناصبة( بالنون والصاد المهملة بعدها موحدة :طائفة يتعبدون ببغض علي رضي الل ّٰه عنه )قوله ونباح( بضم النون صوت الكلب
)قوله الحوأب( بفتح الحاء المهملة وسكون الواو بعدها همزة مفتوحة فموحدة قال ابن الأثير منزل بين البصرة ومكة ،وفى الصحاح ماء
من مياه العرب على طر يق البصرة )قوله قزمان( بالقاف المضمومة والزاى الساكنة :هو الذى قاتل في وقعة أحد قتالا شديدا ثم قتل
نفسه )*(
ن فَاطِم َة َ أَ َ ّول أَ ه ْلِه ِ
الل ّه ،و َأَ َ ّ
ج و َال ْم ُخْ تَار ُ ،و َأَ ن مُسَي ْل ِم َة َ يَعْق ِرُه ُ َ ِيف ك َ َذّ ٌ
اب وَم ُب ِير ٌ ف َرأَ َ وْهُمَا الْ حجَ ّا ُ ن )و َقَالَ( يَكُون فِي ثَق ٍ
ْش م َا أفاموا الد ِّي َ
فِي ق ُر َي ٍ
ن هَذ َا لأم ٌْر بَد َأ نُب ُ َو ّة ً
ل إ َّن بن عَلِيّ )و َقَا َ ك بِم ُ َ ّدة ِ الْحَسَ ِ
ن الْخ ِلَاف َة َ بَعْدَه ُ ثَلَاثُونَ سَن َة ً ث َُم ّ تَكُونُ م ُلْك ًا فَك َان َْت كَذَل ِ َ
لُحُوقًا بِه ِ ،و َأَ نْذَر َ ب ِالر ّ َدّة ِ و َب ِأَ َ ّ
ْس الْق ُرَنِي و َب ُِأم َرَاء ن ُأو َي ٍوَرَحْم َة ً ث َُم ّ يَكُونُ رَحْم َة ً وَخِلَاف َة ً ث َُم ّ يَكُونُ م ُلْك ًا عَضُوضًا ث َُم ّ يَكُونُ ع ُت ًُو ّا وَج َبر ُوت ًا و َفَسَاد ًا فِي ا ْل ُأ َمّة ِ( و َأَ خْب َر بِش َأْ ِ
ِيث آخَر َ ثَلَاثُونَ د َ َجّال ًا ك َ َذّاب ًا أَ حَد ُه ُم ال َد ّ َجّا ُ
ل الصّ لَاة َ ع َنْ و َقْتِهَا وَسَيَكُونُ فِي أ َمّت َه ُ ثَلَاثُونَ ك َ َذّاب ًا ف ِيه ِ ْم أَ رْب َ ُع نِسْوَة ٍ ،و َفِي حَد ٍ خر ُونَ َ يُؤ َ ّ
ك
ش ُ
ل )يُو ِ ال ْـك َ َذّابُ ك ُُل ّه ُ ْم يَكْذِبُ عَلَى َ
الل ّه وَرَسُولِه ِ ،و َقَا َ
__________
)قوله كذاب ومبير( بضم الميم وكسر الموحدة وفى آخره راء :من أبار أي أهلك
وفى جامع الترمذي و يقال الـكذاب المختار بن أبى عبيد والمبير الحجاج ابن يوسف ثم أسند إلى هاشم بن حسان قال أحصوا من قتل
الحجاج صبرا فبلغ مائة ألف وعشرين ألف قتيل ،وشرح مسلم اتفق العلماء على المراد بالـكذاب المختار بن أبى عبيد وبالمبير الحجاج بن
يوسف انتهى ،وكان المختار واليا على الـكوفة وكان يلقب بكسيان وإليه نسب الـكيسانية وكان خارجيا ثم صار زيديا ثم صار شيعيا وكان
يدعو إلى محمد بن الحنفية ومحمد يبرأ منه وكان أرسل ابن الأشتر بعسكر إلى ابن ز ياد وقاتل الحسين وقتله وقتل ك ُ َ ّ
ل من ك َان في قتل
الحسين ممن قدر عليه ولما ولى مصعب بن الزبير على البصرة من جهة عبد الل ّٰه بن الزبير قاتل المختار بن عبيد وقتله )قوله ملكا عضوضا(
الملك بضم الميم والعضوض بفتح العين المهملة وبالضاد المعجمة قال ابن الأثير أي يصيب الرعية منه عسف وظلم حتى كأنهم يعضون
منه عضا )قوله عتوا( بضم العين المهملة وتشديد الواو )قوله جبروت( بفتح الجيم والموحدة )*(
ل م ِنْ قَحْطَانَ )و َقَالَ( خَي ْر ُك ُ ْم
اس بِعَصَاه ُ رَج ُ ٌ ساع َة ُ ح ََت ّى يَس ُوقَ َ
الن ّ َ جم ُ ي َأْ ك ُلُونَ فَي ْئَك ُ ْم و َيَضْر ِبُونَ رِقَابَك ُ ْم وَل َا تَق ُوم ُ ال َ ّ
أَ ْن يَكْثُر َ ف ِيكُم ُ الْع َ َ
ن يَلُونَه ُ ْم ث َُم ّ الذى يَلُونَه ُ ْم ث َُم ّ ي َأْ تِي بَعْد َ ذَل ِ َ
ك قَوْم ٌ يشهون وَل َا يُسْتَشْهَد ُونَ و َيَخ ُونُونَ وَل َا يُؤ ْتَمَن ُونَ و َينْذِر ُونَ وَل َا يُوف ُونَ و َي َ ْظه َر ُ قَرْنِي ث َُم ّ ال َ ّذ ِي َ
ل أَ بُو ه ُر َي ْرَة َ ر َاوِ يه ِ لَو ْ ن ِإ َلّا و َال َ ّذ ِي بَعْدَه ُ شَرّ ٌ مِن ْه ُ )و َقَالَ( ه َلَاك ُ ُأ َمّتِي عَلَى يَد َْي ُأغَي ْل ِمَة ٍ م ِنْ ق ُر َي ٍ
ْش و َقَا َ ن )و َقَالَ( ل َا ي َأْ تِي زَم َا ٌ ف ِيهِم ُ ال َ ّ
سم َ ُ
خر ِ هَذِه ِ ا ْل ُأ َمّة ِ أَ َ ّولَهَا و َقِلَ ّة ِ الْأَ نْصَارِ ح ََت ّى يَكُونُوا ك َالْمل ِ ِْح فِي
َب آ ِ شِئ ْتُ س ََم ّيْتُه ُ ْم لـَك ُ ْم بَن ُو فُلَا ٍ
ن و َبَن ُو فلان وأخبر بظهور القدر ية والرافصة وَس ِّ
Shamela.org ١٦١
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ج ال َ ّذ ِي ف ِيه ِ ْمصفَتِه ِ ْم و َال ْم ُخ َ َ ّد ِ ق لَه ُ ْم جَمَاع َة ٌ ،و َأَ َ ّنه ُ ْم سَيَلْقَوْنَ بَعْدَه ُ أَ ث َرَة ً ،و َأَ خْبَر َ بِش َأْ ن الْخَوَار ِ
ِج و َ ِ طع َا ِم فَل َ ْم ي َز َلْ أَ مْرُه ُ ْم يَتَب َ ّدد ُ ح ََت ّى ل َ ْم يَب ْ َ ال َ ّ
ق و َت َر َى ن سِيم َاهُم ُ َ
الت ّحْلِي َ و َأَ َ ّ
__________
اس بِعَصَاه ُ )قوله يأكلون( بمثناة تحتية فهمزة ساكنة )قوله فيئكم( بفاء مفتوحة فمثناة تحتية ساكنة فهمزة مفتوحة )قوله ح ََت ّى يَس ُوقَ َ
الن ّ َ
ل م ِنْ قَحْطَانَ( قال القرطبى في التذكرة لعله الجهجاه )قوله يشهدون( قيل معناه يشهدون الزور وقيل يحلفون ،واليمين تسمى شهادة،
رَج ُ ٌ
ن ِإ َلّا و َال َ ّذ ِي بَعْدَه ُ شَرّ ٌ منه( قيل للحسن ما بال زمان عمر بن عبد العزيز بعد
وَمِن ْه ُ قَو ْلُه ُ تَع َالَى )فشهادة أحدهم( )قوله ل َا ي َأْ تِي زَم َا ٌ
زمان الحجاج :فقال لا بد للناس من تنفيس يعنى أن الل ّٰه تعالى ينفس عن عباده وقتا ما و يكشف العلاء فيه عنهم )قوله لَو ْ شِئ ْتُ
س ََم ّيْتُهُمْ( قال القرطبى :منهم والل ّٰه أعلم يزيد بن معاو ية وعبيد الل ّٰه ابن ز ياد ومن جرى مجراهم من أحداث ملوك بنى أمية )قوله أثرة(
بضم الهمزة وإسكان المثلثة وبفتحهما ،قال اليعمرى في سيرته كانت هذه الأثرة زمن معاو ية )قوله والمخدج( بضم الميم وسكون الخاء
المعجمة بعدها دال مهملة وجيم أي الناقص وكان ناقص اليد )*(
حز َابَ ل َا يَغْز ُونَه ُ أَ بَد ًا و ََأن ّه ُ ه ُو َ يَغْز ُوهُمْ، ن و َأَ ْن تلَِد َ الْأَ م َة ُ ر ََب ّتَهَا و َأَ َ ّ
ن ق ُر َيْش ًا و َالْأَ ْ رعاة الغنم رؤس الناس والعراة الحفاء يَتَبَارونَ فِي ال ْبُن ْيَا ِ
ن لَو ْ ك عَلَى الْأَ س ِ َرّة ِ و َأَ َ ّ
ن الد ّي َ سكْن َى ال ْب َصَرَة ِ و َأَ َ ّنه ُ ْم يَغْز ُونَ فِي ال ْب َحْ رِ ك َال ْمُلُو ِ
س وَم َا و َعَد َ من ُ ن ال َ ّذ ِي يَكُونُ بَعْد َ فَت ْح بَي ِ
ْت ال ْم َ ْقدِ ِ و َأَ خْبَر َ ب ِالْموت َا ِ
ق فَلَم ّا رَجَع ُوا ِإلَى ال ْمَدِينَة ِ وَجَد ُوا ذَلِكَ،
ْت م ُنَاف ِ ٍ
َت لم َِو ِ
ل ه َاج ْ ل من أَ ب ْنَاء ِ فَار َ
ِس و َه َاجَت رِيح ٌ فِي غ ََزاتِه ِ فَق َا َ ك َانَ م َن ُوطًا ب ِال ُث ّر َ َي ّا لنا له رِج َا ٌ
ل م ُْرت َ ً ّدا
ل فَق ُت ِ َ الن ّارِ أَ ْعظَم ُ من ُأحُدٍ قَا َ
ل أَ بُو ه ُر َي ْرَة َ فَذ َه َبَ الْقَوْم ُ يَعْنِي م َاتُوا و َبَق ِيتُ أَ ن َا وَرَج ُ ٌ ْس أَ حَدِك ُ ْم فِي َ
ل لِقَو ْ ٍم من ج ُلَسَائِه ِ ضِر ُ
و َقَا َ
كي َْف تَع َل ّق ْ
َت هي َ و َن َاقَت ُه ُ حِينَ ض ََل ّ ْ
ت وَ َ حي ْثُ ِ ل ال َ ّ
شمْلَة َ و َ َ َت فِي رَحْلِه ِ و َبالذ ِي غ َ َ ّ
جد ْ يَوْم َ الْيم َا َمَة ِ ،و َأَ ع ْلَم َ ب ِالذ ِي غ َ َ ّ
ل خَرَز ًا من خَرَزِ يَه ُود َ ف َو ُ ِ
ل
ِب ِإلَى أَ ه ْ ِ
ن ك ِتاب ح َاط ٍ ب ِال َ ّ
شجَرَة ِ بِ خِطَامِهَا و َبِش َأْ ِ
صدًا الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عليه وسلم قَا ِ س َل ّم َ فَلَم ّا ج َاء ع ُمَيْر ٌ َ
َ الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ صفْوَانَ حِينَ سَا َرّه ُ وَشَارَطَه ُ عَلَى قَت ْ ِ
م َ َك ّة َ و َبِق َضِ َي ّة ِ ع ُمَيْرٍ م َ َع َ
Shamela.org ١٦٢
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
جه ِ بِه ِ لُحُوقًا أَ طْ و َلُه َُنّ شه ِ وَحْدَه ُ وَمَو ْتِه ِ وَحْد َه و َأَ خْبَر َ أَ َ ّ
ن أَ سْرَعَ أَ ْزو َا ِ ل ف َِإذ َا ُأ ْ
خر ِجْ تَ مِن ْه ُ -الْحَدِيثَ -و َبِعَي ْ ِ جد َ الْحَرَام َ قَا َ
س ِ
ن ال ْم َ ْ
ل أَ سْ كُ ُ
مِن ْه ُ قَا َ
ل فِي ز َيْدِ بن صُوح َانَ
ل ف ِيهَا م َضْ جَع ُه ُ ،و َقَا َ
ج بيَِدِه ِ تُرْبَة ً و َقَا َ
خر َ َ
ف ،و َأَ ْط ّل الْحُسَيْنِ ب ِال َ ّ ل يَدِه َا ب َ
ِالصّ د َقَة ِ و َأَ خْبَر َ بِقَت ْ ِ يَد ًا فَك َان َْت ز َي ْن َبَ لِط ُو ِ
حر َاءٍ :اثبت ن ك َانُوا مَع َه ُ عَلَى ِل فِي الذ ِي َ َت يَدُه ُ فِي الْجِه َادِ ،و َقَا َ يَسْبِق ُه ُ ع ُضْ و ٌ مِن ْه ُ ِإلَى الْجنَة ِ فَقُطِع ْ
__________
ل( هي لبابة بنت الحرث زوج العباس أول امرأة أسلمت بعد خديجة وقيل بل أول امرأة أسلمت بعد خديجة )قوله عِنْد َ ُأمّ الْف َضْ ِ
فاطمة بنت الخطاب )قوله وبموت النجاشي( وذلك في السنة التاسعة )قوله فكانت ز َي ْن َب بِنت جَ ح ْش( توفيت سنة عشرين أو إحدى
وعشرين )قوله بالطف( بتفح الطاء المهملة وتشديد الفاء موضع بناحية الـكوفة )قوله ابن صوحان( بصاد مضمومة وحاء مهملتين )*(
ك إذ َا لَبِسْت
كي َْف ب ِ َ
سعْدٌ رَضِيَ الل ّٰه عنهم ،وقال للسراقة َ
ن َ ل عَلِيّ ٌ و َع ُم َر ُ وَعُثْم َانُ وَطَل ْح َة ُ و ُ
َالز ّبَي ْر ُ وَطُع ِ َ ق و َشَه ِيدٌ( فَق ُت ِ َ
صدّي ٌ ف َِإ َن ّمَا عَلَي ْ َ
ك نَبِ ّي و َ ِ
ل
جي ْ ٍ
ل تُب ْن َى مَدِين َة ٌ بَيْنَ دِجْلَة َ وَد ُ َ
كسْر َى و َأَ ل ْب َسَهُم َا سُر َاق َة َ و َقَا َ كسْر َى فَلَم ّا ُأتِي َ بِهِم َا ع ُم َر ُ أَ ل ْب َسَهُم َا ِإ َي ّاه ُ و َقَا َ
ل ا ْلحم َْد ُ لل ّٰه ال َ ّذ ِي سَلَبَهُم َا ِ سُوَار َي ِ
ل لَه ُال ْوَلِيد ُ ه ُو َ شَرّ ٌ لِهَذِه ِ ا ْل ُأ َمّة ِ ل سَيَكُونُ فِي هَذِه ِ ا ْل ُأ َمّة ِ رَج ُ ٌ
ل يُق َا ُ َف بِهَا يَعْنِي بَغْد َاد ،و َقَا َ
يخْس ُ
ض ُ
ن الْأَ ْر ِ و َقُطْر ُبُل و َال َص ّر َاة ِ ُ
تج ْب َى ِإلَيْهَا خَز َائ ِ ُ
ل بن عَم ْرو ع َس َى أَ ْن يَق ُوم َ مَق َام ًا يَس ُ ُرّك َ ي َا
ل ل ِعُم َر فِي سُهَي ْ ِ
حدَة ٌ و َقَا َ
ن دَعْوَاهُمَا و َا ِ ساع َة ُ ح ََت ّى تَقْتَت ِ َ
ل ف ِئَتَا ِ ل ل َا تَق ُوم ُ ال َ ّ
من فِرْعَوْنَ لِقَوْمِه ِ و َقَا َ
خطْبَتِه ِ و َثَب ّتَه ُ ْم و َق َو ّى بَصَائ ِر َهُمْ ،و َقَا َ
ل س َل ّم َ و َ َ
خطَبَ بِنَح ْو ُ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ك قَام َ بِم َ َك ّة َ مقام أَ بِي بَكْر ٍ يوم بلعهم مَو ْتُ َ
ع ُم َر ُ( فَك َانَ كَذَل ِ َ
ُف طَل ْع نحلة ذكر و ََأن ّه ُ ُألْقِ َي فِي بِئْر ِ ذ َ ْرو َانَ فَك َانَ كَمَا قَا َ
ل ووجد عَلَى السّحْ رِ ال َ ّذ ِي سَ ح َرَه ُ بِه ِ لَب ِيد ُ بن الْأَ عْص َ ِم و َ َ
كو ْنُه ُ فِي مُشْطٍ ومشافة فِي ج ّ
َت ف ِيهَا ك ُ َ ّ
ل اس ْ ٍم لل ّٰه ضة ِ م َا فِي صَ ح ِيفَتِهِم ُ التِي تَظَاه َر ُوا بِهَا عَلَى بَنِي ه َاشِم و َقَطَع ُوا بِهَا رَحِمَه ُ ْم و َأ َ ّنهَا أَ بْق ْ
ل الْأَ ر َ َ
ك ِ
تِل ْك الصّ فَة ِ و َِإع ْلام ُه ُ ق ُر َيْش ًا ب ِأَ ْ
س حِينَ ك َ َذّبُوه ُ فِي خ َب َر ال ِْإسْر َاء ِ و َنَعْت ُه ُ ِإ َي ّاه ُ نَعْتَ من ع َرَف َه ُ و َِإع ْلامُه ُ ْم ب ِعيرِهِم ُ التي
ْش بَي ْتَ ال ْم َ ْقدِ ِ
ل وَو َصْ ف ُه ُ لـِكُفّارِ ق ُر َي ٍ
ف َوَجَد ُوه َا كَمَا قَا َ
Shamela.org ١٦٣
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
)قوله في جف( بضم الجيم وتشديد :الفاء وعاء الطلع ،ويروى في جب بالموحدة أي في داخل )قوله الأرضة( لفتح الهمزة دويبة
تأكل الخشب )*(
ح
حمَة ِ فَت ْ ُ
ج ال ْمَل ْ َ
حمَة ِ وَخُر ُو ُ
ج ال ْمَل ْ َ
كقْولِه ِ ) ِعم ْرَانُ بيت المدس خَر َابُ يَثْرِبَ وَخَر َابُ يَثْر ِبَ خُر ُو ُ
ت بَعْد مِنْهَا مظهرت مُق َ ّدم َاتُهَا َ
ت َأْ ِ
َات الْق ِيَامَة ِ. الن ّشْر ِ و َالْحَشْر ِ و َأَ خْ بَارِ الْأَ ب ْر َارِ و َالْف ُ َج ّارِ و َالْجنَة ِ و َ
َالن ّارِ وَع َرَص ِ َات ح ُلُولِهَا وَذِكْر ِ َ
ساعَة ِ و َآي ِ سطَنْط ِين َِي ّة ِ( وَم ِنْ أَ شْر َاطِ ال َ ّ
الْق ُ ْ
كف َاية ً و َأَ كْ ث َر ُه َا ِيث التي ذَكَر ْن َاه َا ِ
َت الْأَ ح َاد ِ جز َاء ٍ وَحْدَه ُ و َف ِيم َا أَ شَرْن َا إليْه ِ من نُك ِ ل عَلَى أَ ْل أ ْن يَكُونَ دِيوَان ًا مُفْرَد ًا يَشْتَمِ ُ ْب هَذ َا الْف َصْ ِ و َبِ حَس ِ
الصّ ح ِ
ِيح وَعِنْد َ الْأَ ئ َِم ّة ِ. فِي َ
س وكفايته من آذاه ن َ
الن ّا ِ الل ّه تَع َالَى لَه ُ م ِ َ
فصل فِي عصمة َ
ِكاف
لب ٍ الل ّه ُ بكاف عبده( ق ِي َ
ْس َل )أَ لَي َ ك ف َِإ َن ّ َ
ك ب ِأَ عْيُن ِنَا( و َقَا َ ل تَع َالَى )و َاصْ بِرْ لِ ح ُ ْكم ِ ر َب ِّ َ ن َ
الن ّاسِ( و َقَا َ ك مِ َ الل ّه تَع َالَى )و ََالل ّه ُ يَعْصِ م ُ َ ل َقَا َ
)إ َن ّال ِ س َل ّم َ أَ عْد َاءَه ُ ال ْمُشْرِكِينَ و َق ِي َ
ل غَي ْر ُ هَذ َا و َقَا َ مُحَم ّدًا صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
الصّ د َف ِ ُيّ بِق ِرَاءَتِي عَلَيْه ِ و َالْفَق ِيه ُ الْحَاف ُِظ أَ بُو
كف َر ُوا( الآيَة َ * أَ خْبَر َن َا الْق َاض ِي ال َش ّه ِيد ُ أَ بُو عَلِيّ َ ن َ ك ال َ ّذ ِي َ
ل )و َِإ ْذ يَم ْك ُر ُ ب ِ َ
كفَي ْنَاك َ المستهزئين( و َقَا َ َ
س ج ُّ
ي ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو الْع ََب ّا ِ ل ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو يَعْلَى ال ْبَغْد َاد ُِيّ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو عَل ِ ٍيّ ال ِّ
سن ْ ِ الصّ يْر َف ِ ُيّ قَا َ
ِريّ قَال َا ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو الْحُسَيْنِ َ الل ّه ِ ال ْمَع َاف ُ
ن عَبْدِ َ
بَكْر ٍ مُحَم ّد ُ ب ْ ُ
Shamela.org ١٦٤
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ل
ك فَق َا َ
ل و َق َ ْد أَ ْمكَن َ َ
كن ْتَ تَق ُو ُ ج َع ِإلَى قومه الذى أَ غْرَ ْوه ُ وَك َانَ سَيّد َه ُ ْم و َأَ ْشج َعَه ُ ْم قَالُوا لَه ُ أَ ي ْ َ
ن م َا ُ ل أَ سْ لَم َ فَلَم ّا ر َ َ ن َ
الر ّج ُ َ ِث و َأَ َ ّ
ابن الْحا َر ِ
ت )يا أيها ْف ف َع َر َف ْتُ َأن ّه ُ م َل َكٌ و َأَ سْ لَم ْتُ ،ق ِي َ
ل و َف ِيه ِ ن َزَل َ ْ سق ََط ال َ ّ
سي ُ ص ْدرِي ف َو َقَعْتُ لِظَ ْهرِي و َ َ
ل د َف َ َع فِي َ
ْض َطوِ ي ٍ ِإ َن ّي نَظَر ْتُ ِإلَى رَج ُ ٍ
ل أَ بَي َ
ت الصفا والمروة فحالت خر َى فَجِئ ْنَا ح ََت ّى إذا ر َأَ ي ْنَاه ُ ج َاء َ ِج َع ِإلَى أه ْلِه ِ ث َُم ّ تَوَاعَدْن َا لَيْلَة ً ُأ ْ
ف َو َقَعْنَا مَغْش ًِي ّا عَلَي ْنَا فَمَا أَ فَقْنَا ح ََت ّى ق َض َى صَلَاتَه ُ وَر َ َ
س َل ّم َ فَجِئ ْنَا مَنْز ِلَه ُ فَسَمِعْنَا لَه ُ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ل رَسُو ِالل ّه عنه تواعدت أنا وأبو جهم ابن حذيفة لَيْلَة ً قَت ْ َ بيننا وبينه ،وعن عمر رضي َ
فَاف ْتَت َح و َق َرَأ )الْح َ َاق ّة ُ م َا الْح َ َاق ّة ُ( ِإلَى )فَه َلْ ت َر َى لَه ُ ْم م ِنْ ب َاق ِيَة ٍ( ف َضَر َبَ أَ بُو َ
ج ْه ٍم
كف َايَة ُ َ
الت ّامّة ُ عند ما انج و ََفر ّا هارِبَيْنِ فَك َان َْت من مُق َ ّدم ِ
َات ِإسْ لا ِم ع ُم َر َ رضي الل ّٰه عنه ،ومنه العترة ال ْمَشْه ُورَة ُ و َال ْـ ِ ل ْضدِ ع ُم َر َ و َقَا َ
عَلَى ع َ ُ
الل ّه تَع َالَى عَلَى أَ بْصَارِه ِ ْم وَذَرّ ال ُت ّر َابَ عَلَى
ج عَلَيْه ِم من بَي ْتِه ِ فَق َام َ عَلَى رؤسهم و َق َ ْد ضَر َبَ َ
َت عَلَى قَتْلِه ِ و َبَي ّت ُوه ُ فَخَر َ َ
ْش و َأَ جْمَع ْ
أَ خ َافَت ْه ُ قُر َي ٌ
رؤسهم وخلص
__________
)قوله أهيل( أي سائلا يقال أهيل الرمل وانهال إذا سال )قوله فهر( بكسر الفاء هو الحجر ملء الـكف وقيل الحجر مطلقا )*(
ل ل ُأ َمّي َة ُ بن خ َل ٍ
ِف حِينَ قَالُوا ن َ ْدخ ُ ُ ج عَلَيْه ِ ح ََت ّى قَا َ
ُوت ال َ ّذ ِي نَس َ َ
ن الْعَنْكَب ِ
َات وَم ِ َ
ن الآي ِ مِنْه ُ ْم وَحِمَايَت ُه ُ ع َنْ رُؤ َيَتِه ِ ْم فِي الْغ َارِ بِمَا ه ََي ّأ َ
الل ّه لَه ُ م ِ َ
ْش لَو ْ ك َانَ ف ِيه ِ
ت ق ُر َي ٌ
ن عَلَى ف َ ِم ال ْغ َارِ فَق َال َ ْ
َت حَمَام َتا ِ ل أَ َ ّ
ن يُولَد َ مُحَم ّدٌ وَو َقَف ْ ُوت م َا أَ ر َى َأن ّه ُ قَب ْ َ
الْغ َار َ م َا أَ ر َبُك ُ ْم ف ِيه ِ و َعَلَيْه ِ من نَسْج الْعَنْكَب ِ
ل ف َُأنْذِر َ بِه ِ
ْيش ف ِيه ِ و َفِي أَ بِي بَكْر ٍ الْجَع َائ ِ َ
ت قُر ٌ
جعْش َ ٍم حِينَ اله ِجْ رَة ِ و َق َ ْد جَعَل َ ْ أَ حَدٌ لما ك َان َْت ه ُنَاك ا ْلحم ََام ُ ،و َق َِصّ ت ُه ُ م َ َع سُر َاق َة َ بن م َال ِ ِ
ك بن ُ
َت ق َوَائِم ُف َر َسه ِ فَخ َر ّ عَنْهَا و َاسْ تَقْسَم َ ب ِالْأزْلا ِم فَخَر َ َ
ج لَه ُ م َا س َل ّم َ فَسَاخ ْ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ف َرَكِبَ ف َرَسَه ُ و َا َت ّبَع َه ُ ح ََت ّى إذ َا ق َر ُبَ مِن ْه ُ د َعَا عَلَيْه ِ َ
ل ال ُد ّخ َا ِ
ن فَنَاد َاه ُ ْم بالأمام َت ث َانيِ َة ً ِإلَى ركبتها وَخ َرّ عَنْهَا ف َزَجَر َه َا فنهضت ولقواءمها مِث ْ ُ
الل ّه معنا فَسَاخ ْ
ن َ تح ْز َن إ َ ّ س َل ّم َ ُأتِينَا فَق َا َ
ل ل َا َ عَلَيْه ِ و َ َ
Shamela.org ١٦٥
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ل بِصَخْ رَة ٍ و َه ُو َ ج َع ِإلَى مَوْضِعِه ِ وجاء ،فيما ذكر ابن ِإ ْسحَاق و َغَي ْرُه ُ أَ بُو َ
ج ْه ِ ضُر ِبَ عَلَى قَل ْبِه ِ فَمَا ي َ ْدرِي م َا يَصْ ن َ ُع و َ ُأن ْسِيَ م َا خَر َ َ
ج لَه ُ ح ََت ّى ر َ َ
ل يَرْجِـ ُع الق َ ْهق َر َى ِإلَى خ َلْفِه ِ ث َُم ّ سَأَ لَه ُ أ ْن ي َ ْدع ُو َ لَه ُ فَفَع َ َ
ل حه َا عَلَيْه ِ فَلَزِق َْت بيده ويبسته يَد َاه ُ ِإلَى ع ُنُقِه ِ و َأَ ق ْب َ َ
ْش يَنْظَر ُونَ ليَطْر َ َ
جدٌ و َقُر َي ٌ
سَا ِ
ل م َا ر َأَ ي ْتُ مِثْلَه ُ ف لئَ ِ ْن رآه ليدمغنه فَسَألُوه ُ ع َنْ شَأْ نِه ِ فَذَك َر َ َأن ّه ُ ع َرَ َ
ض ل ِي د ُونَه ُ فَح ْ ٌ ك وَح َل َ َ
ْش بِذَل ِ َ
َت يَد َاه ُ وَك َانَ ق َ ْد تَوَاعَد َ م َ َع ق ُر َي ٍ
فَانْطَلَق ْ
ن رَج ُل ًا من بَنِي ال ْم ُغيرَة ِ أَ تى َ
الن ّبِيّ سمْر َقَنْد ُِيّ أَ َ ّ ل لَو ْ د َن َا لأخَذَه ُ ،وَذَك َر َ ال َ ّ
جبْر ِي ُ
الل ّه ُ عليه وسلم ذاك ِ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
ل َ ق ُ َّط ه َ َ ّ
م بِي أَ ْن ي َأْ ك ُلَنِي فَق َا َ
صحَابِه ِ فَل َ ْم ي َره ُ ْم ح ََت ّى ن َاد َ ْوه ُ س َل ّم َ وَسَم ِـ َع قَو ْلَه ُ ف َر َ َ
ج َع ِإلَى أَ ْ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ الل ّه عَلَى بَصَرِه ِ فَل َ ْم ي َر َ َ
َس َس َل ّم َ لِيَقْتلَُه ُ فَطَم َ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
ك م َا ذَك َرَه ُ ابن ِإ ْسحَاق فِي قِصَتِه ِ إذ خرج لى بنى قر يظة )إ َن ّا َ
جعَل ْنَا فِي أَ عْنَاقِه ِ ْم أَ غ ْلالا( الآيَتَيْنِ ،وَم ِنْ ذَل ِ َ ت ِ وَذَك َر َأَ َ ّ
ن فِي ه َاتَيْنِ الفضتين ن َزَل َ ْ
__________
ج ِإلَى بنى قر يظة( الذى ذَك َرَه ُ ابن ِإ ْسحَاق وابن عقبة وابن )قوله يشتد( أي يعدو )قوله القهقرى( هو الرجوع إلى خلف )قوله ِإ ْذ خَر َ َ
سعد و َغَيْرِه ِم من أَ ه ْل السير أن ذلك كان في بنى النضير وهو سبب غزوهم وأما غزوة بنى قر يظة فسبها غزوة الخندق )*(
س َل ّم َ فَان ْصَر َ
َف الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ح عَلَيْه ِ وحى فَق َام َ َ
ش أَ حَد ُه ُ ْم لِيَطْر َ َ
ض آطامِه ِ ْم فَان ْبَع َثَ عَم ْر ُو بن جَ ح ّا ٍ
جد َارِ بَعْ ِ
س ِإلَى ِ
صحَابِه ِ فَجل َ َ َ
فِي أَ ْ
الل ّه ِ عَلَيْك ُ ْم ِإ ْذ هم قوم( فِي هَذِه ِ الْق َِصّ ة ِ ن َزَل َ ْ
ت ،وَح َك َى ن قَو ْلَه ُتعالى )يا أيها ال َ ّذ ِي َ
ن آم َن ُوا ا ْذك ُر ُوا نعمة َ ل إ َّ
ِإلَى ال ْمَدِينَة ِ و َأَ ع ْلَمَه ُ ْم بِق ََصّ تِه ِ ْم و َق َ ْد ق ِي َ
ل الْكِلابَي ّېْنِ َالل ّذَي ْ ِن قَتَلَهُم َا عَم ْرو بن ُأم َي ّة َ فَق َا َ
ل لَه ُ حُي َ ُيّ بن أَ خْ طَبَ اجْل ِْس ي َا أَ ب َا الْق َاس ِ ِم سمْر َقَنْد ُِيّ َأن ّه ُ خَر َ َ
ج ِإلَى بَنِي الن ّضِ ير ِ يَسْت َع ِينُ فِي ع َ ْق ِ ال َ ّ
الل ّه عَنْهُم َا و َتَوام َرَ حُي َ ُيّ مَعَه ُ ْم عَلَى قَتْلِه ِ ف َأَ ع ْلَم َ
س َل ّم َ م َ َع أَ بِي بَكْر ٍ و َع ُم َر َ رَضِيَ َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ س َ ك م َا سَأَ ل ْتَنَا فَجل َ َ َ ح ََت ّى نُطْعِم َ َ
ك و َنُعْط ِي َ
ِيث ع َنْ أَ بِي ل َ
الت ّ ْفسِير ِ مَعْن َي الْحَد ِ ك فَق َام َ ك ََأن ّه ُ يُر ِيد ُ ح َاجَت َه ُ ح ََت ّى دَخ َ َ
ل ال ْمَدِين َة َ وَذَك َر َأَ ه ْ ُ س َل ّم َ بِذَل ِ َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ سلَام ُ َ
ل عَلَيْه ِ ال َ ّ
جبْر ِي ُ
ِ
س َل ّم َ أَ ع ْلَم ُوه ُ ف َأَ ق ْب َ َ
ل فَلَم ّا ن ر َقَبَت َه ُ فَلَم ّا صَلَ ّى النبي صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل و َعَد َ ق ُر َيْش ًا لئَ ِ ْن ر َأَ ى مُحَم ّدًا يُصَلّي لَيَطَأَ َ ّ ج ْه ٍ الل ّه عَن ْه ُ أَ َ ّ
ن أَ ب َا َ ه ُر َي ْرَة َ رَضِي َ َ
ق مَم ْلُوء ٍ ن َار ًا كِدْتُ أَ هْوِي ف ِيه ِ وأبصرت خنْد َ ٍ
ل لَم ّا د َنَو ْتُ مِن ْه ُ أَ شْر َف ْتُ عَلَى َ ل فَق َا َ ق َر ُبَ مِن ْه ُ و َلَ ّى ه َارب ًا ن َاكِصً ا عَلَى عَق ِبَيْه ِ م َُت ّق ِيًا بَيَد َيْه ِ فَس ُئ ِ َ
ق أَ جْ ن ِحَة ٍ ق َ ْد ملأت الأرض فقال صلى الل ّٰه عليه وسلم
خ ْف َ
هولا عظما و َ َ
__________
)قوله ابن جحاش( بجيم مفتوحة وحاء مهملة مشددة وفى آخره شين معجمة قتل كافرا )قوله حيى( بحاء مضمومة مهملة فمثناة تحتية
مفتوحة فأخرى مشددة )*(
خر ِ ال ُ ّ
سورَة ِ ،و َيُرْو َى الإنْس َانَ ليطغى( ِإلَى آ ِ
ن ِالل ّه ُ عَلَيْه ِ وسلم )ك َلَ ّا ِإ َ ّ
الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ ك ال ْمَلَائِك َة ُ لَو ْ د َن َا لاخْ تَطَفَت ْه ُ ع ُضْ و ًا ع ُضْ و ًا ث َُم ّ ُأنْز ِ َ
ل عَلَى َ تِل ْ َ
Shamela.org ١٦٦
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ك
ح َ
ض ِ
كن ْتَ تُحَدّثُ بِه ِ ن َ ْفسَكَ؟( قلت :لا شئ ،ف َ َ ْت فَلَم ّا د َنَو ْتُ مِن ْه ُ قَالَُ :أفَضَالَة ُ؟ قلُ ْتُ نَعَمْ ،قَا َ
ل )م َا ُ ُوف ب ِال ْبَي ِ
وسلم عام الفتح هو يَط ُ
َب ِإل َيّ مِن ْه ُ ،وَم ِنْ مَشْه ُورِ ذَل ِ َ
ك خ َب َر ُ عَامِر ِ شي ْئًا أَ ح َ ّ
الل ّه ُ َ
ق َ ن قَلْبِي ،فو الل ّٰه م َا ر َف َعَه َا ح ََت ّى م َا خ َل َ َ
ك َ
ص ْدرِي فَسَ َ
ض َع يَدَه ُ عَلَى َ
و َاسْ تَغْف َر َ ل ِي وَو َ َ
ك وَجْه َ مُحَم ّدٍ فَاض ْربه أَ ن ْتَ فَل َ ْم ي َرَه ُ
ل عَن ْ َ س َل ّم َ وَك َانَ عَام ٌِر قَا َ
ل لَه ُ أَ ن َا أَ شْ غ َ ُ الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ س حِينَ و َف َدا عَلَى َ
ل و َأَ رْبَد َ بن قَي ْ ٍ ب ْ ِن ال ُ ّ
طفَي ْ ِ
ل
فَع َ َ
__________
)قوله الحجبى( بفتح الحاء المهملة والجيم بعدها موحدة و ياء النسبة إلى حجب الـكعبة و يقع في بعض النسخ جمحى وهو غلط )قوله ثارى(
أصله بالهمزة وخفف )قوله وأربد( بفتح الهمزة وسكون الراء وفتح الموحدة بعدها دال مهملة ،هو أخو لبيد بن ربيعة لأمه ،بعث الل ّٰه
عليه صاعقة فأحرقته كافرا ،ولبيد صحابي
)(*) (١ - ٢٣
فصل ومن معجزاته الباهرة ما جمعه الل ّٰه له من المعارف والعلوم ٢.٤.٢٥
ن الْيَه ُودِ ك بَيْنِي و َبَي ْنه ُ أَ ف َأَ ضْر ِبُكَ؟ وَم ِنْ عصْ م َتِه ِ لَه ُ تَع َالَى أَ َ ّ
ن كَث ِير ًا م ِ َ ل لَه ُ والل ّٰه م َا هَمَمْتُ أ ْن أَ ضْر ِبَه ُ إ َلّا وَجَدْت ُ َ
ك قَا َ
شيئا فلما كله فِي ذَل ِ َ
الل ّه تَع َالَى ح ََت ّى بلَ َ َغ ف ِيه ِ أَ مْرَه ُ ،وَم ِنْ ذَل ِ َ
ك نَصْرُه ُ ْش و َأَ خْب َر ُوه ُ ْم بسوطته بِه ِ ْم وَح َُضّ وه ُ ْم عَلَى قَتْلِه ِ فَع َ َ
صم َه ُ َ كه َنَة ِ أَ نْذَر ُوا بِه ِ وَع ََي ّن ُوه ُ لِق ُر َي ٍ
و َال ْـ َ
س َل ّم َ ل صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ْب أَ م َام َه ُ مَسِيرَة َ شهر كَمَا قَا َ ب ُ
ِالر ّع ِ
ن الاطّ ِ
لاع عَلَى جَم ِ
ِيع مَصَالِ ح ال ُد ّن ْيَا و َالد ّي ِن وَمَعْرِفَتِه ِ ب ُِأم ُورِ ِف و َال ْع ُلُو ِم وَخ ََصّ ه ُ بِه ِ م ِ َ
ن ال ْمَع َار ِ
الل ّه لَه ُ م ِ َ
فصل وَم ِنْ مُعْجِزاتِه ِ ال ْبَاه ِرَة ِ م َا جَمَع َه ُ َ
ن ال ْمَاضِيَة ِ من لَد ُ ْن
ل و َالْجبََابرَة ِ و َالْق ُر ُو ِ
س ِ ص الْأَ ن ْب ِيَاء ِ و ُ
َالر ّ ُ سة ِ عِبَادِه ِ وَمَصَالِ ِح ُأ َمّتِه ِ وَم َا ك َانَ فِي ا ْل ُأم َم قَبْلَه ُ و َق ِ َ
ص ِ شَر َائعه ِ و َق َوانِينِ دِينِه ِ وَسِيَا َ
اف آر َائِه ِ ْم و َال ْمَعْرِفَة ِ بِمُدَدِه ِ ْم
َات أعْيَانِه ِ ْم و َاخْ ت ِل َ ِ
صف ِ حفْظِ شِر َائ ِع ِه ْم وَكُتُبُه ِ ْم وَوَعْي سِيَرِه ِ ْم و َسَرْدِ أَ ن ْبَائِه ِ ْم و َأَ َي ّا ِم َ
الل ّه ف ِيه ِ ْم و َ ِ آدَم َ ِإلَى زَم َنِه ِ و َ ِ
آت عُلُومِهَا
مخَب ّ ِ
ن الْكِتَابيِِّېنَ بِمَا فِي كُتُبِه ِ ْم و َِإع ْلامِه ِ ْم بأسرار و َ ُ
ل فِر ْقَة ٍ م ِ َ
ضة ِ ك ُ ّ ِ
كف َرَة ِ وَمُع َار َ َ ل ُأ َمّة ٍ م ِ َ
ن ال ْـ َ محا َجّة ِ ك ُ ّ ِ
كمائِه ِ ْم و َ ُ
حكَم ِ ح ُ َ
و َأَ عْمَارِه ِ ْم و َ ِ
ُوب فصاحتها والحقظ ك و َغَي ّر ُوه ُ ِإلَى الاحْ ت ِوَاء ِ عَلَى لُغ ِ
َات الْع َر َِب وَغَر ِيب أَ لْف َاظِ ف ِر َقه َا و َال ِْإح َا َطة ِ ب ِضُر ِ و َِإخْ بَارِه ِ ْم بِمَا كَتَم ُوه ُ من ذَل ِ َ
ل َ
الصّ حِيحَة ِ و َالحِكَم ِ البَي ّنَة ِ ْب الْأَ مْثَا ِ
ِـع كَل ِمه َا ِإلَى المَعْرِفَة ِ ب ِضَر َِالت ّخْ صِ يص بِ ج َوَام ِ حكَمِه َا وَمَع َانِي أَ شْ ع َارِه َا و َ
لأ َي ّامِهَا و َأَ مْثَالِهَا و َ ِ
__________
)قوله بمددهم( بضم الميم :جمع مدة )*(
ل إلى تَمْه ِيدِ ق َوَاعِدِ ال َش ّر ِْع
شك َ ِ ضو َ
َالت ّب ِيينِ لِل ْم ُ ْ ِيب َ
الت ّ ْفه ِِيم لِلْغ َام ِ ِ لِت َ ْقر ِ
ن مُف ََصّ ٍ
ل ل َ ْم يُنْكِر ْ مِن ْه ُ م ُل ْ ِ
حد ٌ ق محامد الآداب وكل شئ مُسْت َحْ سَ ٍ
ن الْأَ خْلَا ِ
س ِ
محَا ِ
ل شَر ِيع َتِه ِ عَلَى َ
ل م َ َع اشْ تِمَا ِ ال َ ّذ ِي ل َا تَنَاق ُ َ
ض ف ِيه ِ وَل َا تَخَاذ ُ َ
Shamela.org ١٦٧
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ل طَائِر ٍ(
هي َ عَلَى رِجْ ِ
ل عَابِر ٍ و َ ِ س َل ّم َ ُ
)الر ّؤْي َا ل َأَ َ ّو ِ الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ س َل ّم َ ف ِيهَا ق ُ ْدوَة ً و َ ُأصُول ًا فِي ع ِل ْمِه ِ ْم َ
كقَو ْلِه ِ صَلَ ّى َ ِف ك َلَام َه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ال ْمَع َار ِ
شيْطَانِ( و َقَو ْله )إذ َا تَق َار َبَ َ
الز ّم َانُ ل َ ْم تكد رؤ يا ن ال َ ّ
تحْزِي ٍن م ِ َ
ل ن َ ْفسَه ُ وَرُؤْي َا َ َق وَرُؤْي َا يُح َ ّدِثُ بِهَا َ
الر ّج ُ ُ اث رُؤْي َا ح ّ ٍ و َقَو ْله ُ
)الر ّؤْي َا ثَل َ ٌ
__________
ل طائر رجل بكسر الراء وسكون الجيم ،قال الهروي أي علاى قدر هي َ عَلَى رِجْ ِ )قوله والعبارة( بكسر العين هي تعبير الرؤ يا )قوله و َ ِ
جار وقضاء ماض من خير أو شر وقال ابن الأثير هو من قولهم اقتسموا دارا فطار سهم فلان إلى ناحية كذا يعنى أن الرؤ يا وهى التى
يعبرها المعبر الأول فكأنها سقطت ووقعت حيث عبرت كما يسقط الذى يكون على رجل الطائر بأدنى حركة وقال ابن قتيبة أراد أنها
الز ّم َانُ( قيل هو اقتراب ل طَائِر ٍ وبين مخالب طائر وعلى قرن ظبى )قوله إذ َا تَق َار َبَ َ غير مستقرة يقال للشئ إذا لم يستقر هو عَلَى رِجْ ِ
الساعة وقيل تقارب الليل والنهار من الاعتدال )*(
ن
ْض ال ْبَد َ ِ الل ّه عَن ْه ُ من قَو ْلِه ِ )المَعِدَة ُ َ
حو ُ ل ك ُ ِّ ٍ
ل د َاء ال ْبَرَدَة ُ( وَم َا رُوِيَ عَن ْه ُ فِي حَدِيث أَ بِي ه ُر َي ْرَة َ رَضِيَ َ ن تَكْذِبُ ( و َقَو ْله )أَ صْ ُ
ال ْمُؤْم ِ ِ
و َال ْع ُر ُوقُ ِإلَيْهَا
ُوط و ََالل ّد ُود ُ و َالْ حِجَام َة ُ
سع ُكو ْنِه ِ مَوْضُوعًا تَك ََل ّم َ عَلَيْه ِ ال َد ّار َق ُ ْطن ِ ُيّ ،و َقَو ْلُه ُ)خ َير ُ م َا تَد َاو َي ْتُم ْ بِه ِ ال َ ّ
ضعْفِه ِ و َ َ
و َارِدَة ٌ( و َِإن ك َانَ هَذ َا حَدِيثًا ل َا نصحهه ل َ َ
ل ه ُو َ
ل ع َنْ سَبَإ أَ رَج ُ ٌ ث ل ِ َلن ّف َ ِ
س و َقَو ْلُه ُ و َق َ ْد سُئ ِ َ ث لِل َش ّر ِ
َاب و َثلُ ُ ٌ ث لِل َ ّ
طع َا ِم و َثل ُ ٌ ن ِ -إلَى قَو ْلِه ِ -ف َِإ ْن ك َانَ ل َا ب ُ َ ّد فَثُل ُ ٌ
ن آدَم َ وِعَاء ً ش َ ًرّا م ِنْ ب َ ْط ٍ
اب ْ ُ
ك
َب قُضَاع َة َ و َغَيْر ِ ذَل ِ َ
ك جَوَابُه ُ فِي نَس ِ
ل ولد عشرة نيا من منهم ستة وثشأم أَ رْبَع َة ٌ( الْحَدِيثَ بِط ُولِه ِ ،وَكَذَل ِ َ
ل )رَج ُ ٌ
ْض؟ فَق َا َ
أَ م امْرَأَ ة ٌ أَ ْم أَ ر ٌ
َب ِإلَى سُؤَالِه ِ ع ََم ّا اخْ تَلَف ُوا ف ِيه ِ من ذَلِكَ ،و َقَو ْله
شغْلِه َا ب َِالن ّس ِ م َِم ّا اضْ ط ََر ّ ِ
ت الْع َر َبَ عَلَى َ
__________
)قوله البردة( بفتح الموحدة والراء وبالدال المهملة وهى التخمة وثقل الطعام على المعدة لأن ذلك يبرد المعدة )قوله السموط( بفتح
السين المهملة ما يجعل في الأنف من الأدو ية )قوله واللدود( بفتح اللام وبدالين مهملتين بينهما واو هو الدواء الذى يصب في أحد
جانبى الفم ،قاله الجوهرى )قوله والمشى( بفتح الميم وكسر الشين المعجمة بعدها ياء مشددة هو الدواء المسهل لأنه يحمل شاربه على
المشى والتردد إلى الخلاء ،قاله ابن الأثير )قوله و َفِي ال ْع ُودِ ال ْهِن ْدي( قيل هو القسط البحري وقيل العود الذى يتبخر به ،قاله ابن الأثير
)قوله حمير( بكسر المهملة وسكون الميم وفتح المثناة التحتية )*(
ن َ
الز ّم َانَ ق َد اسْ تَد َار َ )إ َ ّ
جمَتُهَا و َهَمْد َانُ غَارِ بُهَا وَذ ُ ْروَتُهَا( و َقَو ْله ِ
صمَتُهَا و َالْأَ ْزد ُ ك َاه ِلُه َا وَجُم ْ ُ س الْع َر َِب و َن َابُهَا وَمِذ ِ
ْحج ُ ه َامَتُهَا و َغَل ْ َ ) ِحم ْير ٌ ر َأْ ُ
ك ض زَو َاي َاه ُ سَوَاءٌ( و َقَو ْلُه ُ فِي حَدِيث الذّكْر ِ )و َِإ َ ّ
ن الْحَسَن َة َ بِعَشْر ِ أَ مْثَالِهَا ،فَتِل ْ َ ْض( و َقَو ْله )فِي الْحَو ْ ِ كهَي ْئَتِه ِ يَوْم َ خ َل َ َ
ق الل ّٰه السموات و َالْأَ ر َ َ
م ِائَة ٌ
ِب قِبْلَة ٌ(
ق و َالمَغْر ِ
وَخَمْس ُونَ عَلَى اللسان وألف وخمسمائة في الميزان وقوله و َه ُو َ بِمَوْضِـع )نِعْم َ مَوْضِـ ُع ا ْلحم َ ّا ِم هَذ َا( و َقَو ْلُه ُ )م َا بَيْنَ ال ْمَشْر ِ ِ
س َل ّم َ ل َا ل مِنْكَ( و َقَو ْلُه ُلِك َاتبِِه ِ )ض َِع الْق َلَم َ عَلَى ُأذ ُن ِ َ
ك ف َِإ َن ّه ُ أَ ْذك َر ُللممل( هَذ َا م َ َع أَ َن ّه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ و َقَو ْلُه ُل ِع ُيَي ْن َة أَ و الأقرع أَ ن َا أَ ف ْر َُس ب ِالْخيَ ْ ِ
ِيم( ن َ
الر ّح ِ الل ّه ِ َ
الر ّحْم َ ِ كقَو ْلِه ِ )ل َا تَم ُ ّدوا باسم َ
ن تَصْ وِير ِه َا َ
س َ
ح ْ
ط وَ ُ
ُوف الْخ َ ّ ِ
َت آث َار ٌ بِمَعْرفَتِه ِ حُر َ يَكْت ُبُ و َلـَك َِن ّه ُ ُأوتِي َ عِلْم َ ك ُ ّ ِ
ل شئ ح ََت ّى ق َ ْد وَرَد ْ
ق ابن ع ََب ّاس ،و َقَو ْلُه ُ فِي الْحَدِيثَ الْآخَر ِ ال َ ّذ ِي يُرْو َى ع َنْ مُع َاوِ يَة َ َأن ّه ُ ك َانَ يَكْت ُبُ بَيْنَ يَد َيْه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ وسلم رواه أن شعْبَانَ من َطرِ ي ِ
فقال له
__________
)قوله مذحج( بسكون الذال المعجمة وكسر الحاء المهملة ،في الصحاح مذحج على وزن مسجد أبو قبيلة من اليمن وهو مذحج بن يحاص
ك بن زيد بن كهلان بن سبأ ،قال سيبو يه :الميم من نفس الكلمة ،وفى القاموس كمجلس :أكمه ،ولدت مالكا وطيبا أم هما
بن م َال ِ ِ
عندها فسموا مذحجا )قوله وغلصمتها( الغلصمة بفتح الغين المعجمة وسكون اللام رأس الحلقوم وهو الموضع الثاني في الحلق )قوله
كاهلها( الكاهل من الإنسان ما بين كتفيه )قوله وهمدان( بسكون الميم )قوله غاربها( الغارب ما بين السنام والعنق )قوله وذروتها(
Shamela.org ١٦٨
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ل ِإلَى جَ حْدِ الملحد لشئ م َِم ّا ذَكَر ْن َاه ُ وَل َا وَجَد َ ال ْـكَف َرَة ُ حِيلَة ً
س َل ّم َ وَل َا سَب ِي َ وَم ُبَاحَثَه ِ أه ْلِه ِ عَن ْه ُ ،و َهَذ َا الف َُنّ ن ُ ْقطَة ٌ من َ
بحْرِ ع ِل ْمِه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
يٌ و َهَذ َا لِسَا ٌ
ن الل ّه قَو ْلَه ُ ْم بِقَو ْلِه ِ )لِسَانُ ال َ ّذ ِي يلُ ْ ِ
حد ُونَ ِإلَيْه ِ أَ عْجَمِ ّ فِي د َف ْع م َا نَصَصْ نَاه ُ إ َلّا قَو ْلَه ُ ْم )أَ سَاطِير ُ الأَ َ ّولِينَ( )وإنما يعلمه بشر( ف َر َدّ َ
ن ال َ ّذ ِي نَس َب ُوا تَعْلِيم َه ُ إليْه ِ ِإ َمّا سَل ْمَانُ ع َرَ بِيّ ٌ مبين( ث َُم ّ م َا قَالُوه ُ م َكاب َرَة ُ ال ْع ِيَا ِ
ن ف َِإ َ ّ
الر ّو ِم ُيّ فَك َانَ أسْ لَم َ وَك َانَ
َات ،و َأَ َمّا ُ ظه ُورِ م َا لا يَن ْع َ ُ ّد م ِ َ
ن الآي ِ ن وَ ُ
ن الْقُر ْآ ِ أَ و ال ْعَبْد ُ ال ُْر ّو ِم ُيّ وسلمان إما ع َرَف َه ُ بَعْد َ ال ْه ِجْ رَة ِ و َن ُز ُو ِ
ل ال ْـكَث ِير ِ م ِ َ
يج ْل ُِس عِنْدَه ُ عِنْد َ ال ْمَرْوَة ِ وَكِلاهُمَا أَ عْجَمِ ُ ّ
ي س َل ّم َ َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل بَلْ ك َانَ َ
س َل ّم َ ،و َاخْ تُل َِف فِي اسْمِه ِ و َق ِي َ يَقْر َُأ عَلَى َ
الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
فصل ومن خصائصه صلى الل ّٰه عليه وسلم وكراماته وباهرآياته إنباؤه مع الملائكة والجن ٢.٤.٢٦
يج ْل ِس ِإلَى هذا فَي َأْ خُذ َ عَن ْه ُ أيْضًا ك وَم َا م َن َ َع الْعَد ُ َ ّو حِينَئذٍ عَلَى َ
كثْرَة ِ عَدَدِه ِ دؤوب طلبه وقوة حسده أ ْن َ حدٌ مِنْه ُ ْم بِمَعْرِفَة ِ شئ من ذَل ِ َ
و َا ِ
Shamela.org ١٦٩
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ل َإن ّه ُ اسْ تَم َ َ ّد مِنْه ُ ْم بَلْ ل َ ْم ي َز َلْ بين أظهرهم يرعى في صغره وشبابه
اب فَيُق َا ُ
ل الْكِت َ ِ س َل ّم َ ع َنْ قَوْمِه ِ وَل َا كَثُر ِ
َت اخْ ت ِلافَاتُه ُ ِإلَى بلادِ أَ ه ْ ِ عَلَيْه ِ و َ َ
كي َْف ال ْـكَث ِير ُ؟ بَلْ
ل ف ِيهَا تَعْلَيم ُ الْق َليل ف َ َ سفْرَتَيْنِ ل َ ْم يَط ُلْ ف ِيهِم َا مُكْث ُه ُ م ُ َ ّدة ً َ
يح ْتَمِ ُ سفْرَة ٍ أَ ْو َ
على عادة أنبيائهم ثم لم يخرج عن بلادهم إلا فِي َ
ف ح َالُه ُ م ُ َ ّدة َ مُق َامِه ِ بِم َ َك ّة َ
سفَرِه ِ فِي صُ ح ْبَة ِ قَوْمِه ِ وَرِفَاقِه ِ وَعَشِيرَتِه ِ ل َ ْم يَغ ِْب عَنْه ُ ْم وَل َا خ َال َ َ
ك َانَ فِي َ
حضًا
ل ع ُ ْذ ٍر وَم ُ ْد ِ ل لَو ْ ك َانَ هَذ َا بَعْد ُ ك ُل ّه ُلَك َانَ مجئ م َا أَ تَى بِه ِ فِي مُعْجِز الْقُر ْآ ِ
ن قَاطِع ًا لِك ُ ّ ن بَ َ
َس أَ ْو ك َاه ِ ٍ
اف ِإلَى حَبْرٍ أَ ْو ق ّ ٍ
من تَعْل ٍِيم و َاخْ ت ِل َ ٍ
ل أَ ْمر ٍ ل حُ َ ج ّة ٍ و َ ُ
مجَلِّيًا لِك ُ ّ لِك ُ ّ
الل ّه ِ ب ْ ُ
ن مُع َاذٍ ح َ َ ّدثَنَا سل ِم ٌ ح َ َ ّدثَنَا عَبْد ُ َ
سفْيَانَ نا م ُ ْ ي ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو أَ حْمَد َ الْجلُُود ُِيّ ح َ َ ّدثَنَا اب ْ ُ
ن ُ ل ح َ َ ّدثَنَا عَبْد ُ الْغ َافِرِ الْف َارِس ِ ُ ّ
سمَر ْقَنْد ُِيّ قَا َ
ْث ال َ ّ َ
الل ّي ِ
ل عَلَيْه ِ جبْر ِي َ
ل ر َأَ ى ِ َات ر َبِّه ِ الـكبرى( قَا َ ل )لَق َ ْد ر َأَ ى م ِنْ آي ِ الل ّه ِ قَا َ
ش ع َنْ عَبْدِ َ ن حُبَي ْ ٍ شي ْبَان ِ ِيّ سَم ِـ َع زِ َرّ ب ْ َ
أَ بِي ح َ َ ّدثَنَا شعبة عن سلمان ال َ ّ
كثْرَتِه ِ ْم وَعِظَم صُورِ
ن ال ْمَلَائِكَة ِ وَم َا شَاهَدَه ُ من َ
ل و َغَيْرِهِمَا م ِ َ
ل و َِإسْر َاف ِي َ
جبْر ِي َ
محَاد َثَتِه ِ م َ َع ِ سلَام ُ فِي صُورتِه ِ له ستمائة جَن َ ٍ
اح ،و َا ْلخـَب َر ُ فِي ُ ال َ ّ
ل
جبْر ِي َ
سعْدٌ عَلَى يَمِينِه ِ و َيَس َارِه ِ ِ
ل فِي صُورَة ِ دِحْ ي َة َ وَر َأَ ى َ س و َ ُأسَام َة ُ بن ز َيْدٍ و َغَي ْرهمَا عند ِ
جبْر ِي َ ن ال ِْإسْ لَام و َال ِْإ يمَان وَر َأَ ى ابن ع ََب ّا ٍ
يَسْأَ لُه ُ ع َ ِ
يض ومِثْلُه ُ
اب ب ِ ٌ
ل فِي صُورَة ِ رَج ُلَيْنِ عَلَيْهَم َا ثيِ َ ٌ
وَم ِيك َائيِ َ
__________
)قوله ابن حبيش( بضم الحاء المهملة وفتح الموحدة وفى آخره شين معجمة هو أبو مريم الأسدى )قوله دحية( بكسر الدال المهملة
وفتحها )*(
سفْيَانَ ن ال ْـكُ َ ّفارِ وَل َا ي َر َ ْونَ َ
الضّ ارِبَ وَر َأَ ى أَ بُو ُ خي ْلَه َا يَوْم َ ب َ ْد ٍر و َبَعْضُه ُ ْم ر َأَ ى تطاير الرؤس م ِ َ
جر َ ال ْمَلَائِكَة ِ َ
حدٍ ،وَسَم ِـ َع بَعْضُه ُ ْم ز َ ْ
ع َنْ غَيْر ِ و َا ِ
حصَيْنٍ و َأَ ر َى سم َاء ِ و َالْأَ ْر ِ
ض م َا يَق ُوم ُ لها شئ و َق َ ْد ك َان َِت ال ْمَلَائِك َة ُ تُصَافِح ُ ِعم ْرَانَ بن ُ ق بَيْنَ ال َ ّ
ل بُل ْ ٍ
خي ْ ِ
ِث يَوْم َئِذٍ رِج َال ًا بيِضًا عَلَى َ
بن الْحا َر ِ
ش َبّهَه ُ ْم
الل ّه بن مَسْع ُودٍ الْج َِنّ لَيْلَة َ الْج ِنّ وَسَم ِـ َع ك َلامَه ُ ْم و َ َ
ل فِي ال ْـكَعْبَة ِ فَخَر ّ مَغْش ًِي ّا عَلَيْه ِ وَر َأى عَب ْد َ س َل ّم َ ِلحم َ ْزَة َ ِ
جبْر ِي َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ َ
س َل ّم َ يَق ُو ُ
ل لَه ُ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل يَوْم َ ُأحُدٍ أَ خَذ َ َ
الر ّايَة َ م َل َكٌ عَلَى صُور َتِه ِ فَك َانَ َ سعْدٍ أَ َ ّ
ن م ُصْ ع َبَ بن ع ُمَيْرٍ لَم ّا قُت ِ َ ل ُ
الز ّ ّط ،وَذَك َر َ ابن َ بِرِج َا ِ
ن ال ْمُصَن ّفينَ ع َنْ ع ُم َر َ بن الخطاب رضي الل ّٰه عنه َب فَعَل ِم َ َأن ّه ُ م َل َكٌ ،و َق َ ْد ذَك َر َ غَي ْر ُ و َا ِ
حدٍ م ِ َ )تَق َ َ ّد ْم ي َا م ُصْ ع َبُ ( فقال لَه ُ الملَ َ ُ
ك لَسْتُ بِمُصْ ع ٍ
س َل ّم َ ف َر َدّ عَلَيْه ِ و َقَا َ
ل الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ خ بيَِدِه ِ ع َصً ا فَسَ َل ّم َ عَلَى َ
شي ْ ٌ س َل ّم َ إ ْذ أَ ق ْب َ َ
ل َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ وس م َ َع َ
ن ج ُل ُ ٌ
نح ْ ُ
أنه قَالَ :بَي ْنَا َ
يس( فَذَك َر َ َأن ّه ُ لَقِ َي نُوح ًا وَم َنْ س َل ّم َ )نَغَم َة ُ الْج ِنّ ،من أن ْتَ ؟ قَا َ
ل أَ ن َا ه َام َة ُ بن الهيم بن لاقس بن ِإ بْل ِ َ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
سوْد َاء ِ التي ن الْقُر ْآنِ ،وَذَك َر َ ال ْوَاقِد ُِيّ قَت ْ َ
ل خ َالِدٍ عِنْد َ ه َ ْدمِه ِ ال ْع َُز ّى لِل َ ّ س َل ّم َ ع َل ّم َه ُ سُوَر ًا م ِ َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن َ ل و َأَ َ ّ
ِيث َطوِ ي ٍ
بَعْدَه ُ فِي حَد ٍ
__________
Shamela.org ١٧٠
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
)قوله زجر الملائكة( بفتح الزاى وسكون الجيم ،في الصحاح الزجر المنع والنهى ،وزجر البعير ساقه )قوله برجال الزط( بضم الزاى
س َل ّم َ ع َل ّم َه ُ سُوَر ًا م ِ َ
ن القرآن( في الميزان :وفى حديثه المذكور الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن َ وتشديد الطاء المهملة قوم من السودان طوال )قوله و َأَ َ ّ
أنه عليه السلام علمه المرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت والمعوذتين وقل هو الل ّٰه أحد )*(
فصل ومن دلائل نبوته وعلامات رسالته ما ترادفت به الأخبار عن الرهبان والأحبار ٢.٤.٢٧
شيْطَان ًا تَف ََل ّتَ ال ْبَارِح َة َ لِي َ ْقطَ َع عَل َيّ صَلاتِي ف َأَ ْمكَنَنِي َ
الل ّه ُ مِن ْه ُ ف َأَ خَذْتُه ُ ف َأَ رَدْتُ أَ ْن ٧أَ رْبِطَه ُ ِإلَى سَارِ يَة ٍ م ِنْ )إ َ ّ
ن َ س َل ّم َ ِ ل صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ و َقَا َ
َب ا ْغفِر ْ ل ِي و َه َْب ل ِي م ُلْك ًا لا ينبغي لأَ حَدٍ م ِنْ بَعْدِي( ف َر َدّه ُ َ
الل ّه ُ جدِ ح ََت ّى تَنْظ ُر ُوا ِإلَيْه ِ ك ُُل ّـك ُ ْم فَذَكَر ْتُ دَعْوَة َ أَ خِي سُلَيْم َانَ )ر ِّ
س ِسَوَارِي ال ْم َ ْ
َف ي و َنَصَار َى الْحبََشَة ِ وأساقف نجران غيرهم م َِم ّنْ أَ سْ لَم َ من عُلَمَاء ِ َ
الن ّصَار َى و َق َد اع ْتَر َ شا ِم و َالْجا َر ُودِ وَسَل ْمَانَ َ
والن ّج َاش ِ ّ وَضَغ َاطِر َ و َ ُأسْ ق ّ ِ
ُف ال َ ّ
كعْبُ
ن أَ خْ طَبَ و َأَ خُوه ُ و َ َ ِس صَاحِبُ مِصْر َ و َال َ ّ
شي ْخ صاحبه وابن صو يا و َاب ْ ُ ل وَصَاحِبُ ر ُوم َة َ عَالما َ
الن ّصَار َى وَر َئيسَاه ُ ْم وَمُقَو ْق ُ ك ه ِر َق ْ ُ
بِذَل ِ َ
َالن ّف َاسَة ُ عَلَى ال ْبَق َاء ِ على الشقاء
َالز ّبَيْر ِ بن ب َاطِيَا و َغَيْرِه ِ ْم من عُلَمَاء ِ الْيَه ُودِ م َِم ّنْ حَمَلَه ُ الحذ و َ
سدٍ و ُ
بن أَ َ
__________
)قوله وشامول( بالشين المعجمة والميم المضمومة وفى آخره لام )قوله وما ألفى( بضم الهمزة وكسر الفاء )قوله وابنى سعية( ابني بسكون
الموحدة ٺثنية ابن ،وسعية بفتح السين وسكون العين المهملتين بعدهما مثناة تحتية وفى بعض النسخ بنى سعية بفتح الموحدة جمع ابن
ن ِإ ْسحَاقَ ثم إن ثعلبة بن سعية وأسيد بن سعية وأسد بن عبيد وهم نفر من هذيل ليسوا من قر يظة ولا النضر
ل اب ْ ُ
وفى سيرة اليعمرى قَا َ
نسبهم فوق ذلك وهم بنوعم القوم أسلموا تلك الليلة التى نزلت فيها قر يظة على حكم رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم )قوله ومخـيرق( بضم
الميم وفتح الخاء المعجمة )قوله ونسطور الحبشة
احترز به عن نسطور الشام الذى رآه في رحلته صلى الل ّٰه عليه وسلم تاجرا إلى الشام لخديجة )قوله وضغاطر( بالضاد والغين المعجمتين
المفتوحتين بعدها ألف وطاء مهملة وراء هو الأسقف رومى ،أسلم على يد دحية الكلبى وقت الرسلية فقتلوه ،ذكره الذهبي في تجريد
الصحابة )قوله والزبير( بفتح الزاى وكسر الموحدة هو والد عبد الرحمن الذى قلت امرأته بنت وهب إنما معه مثل هدبة الثوب )قوله
بن باطيا( بموحدة فألف فطاء مهملة مكسورة فمثناة تحتية ،وفى غير الشفاء بالطاء بلا مد ولا همز )*(
أصحَابِه ِ و َاحْ ت ََجّ عَلَيْه ِم بِمَا
صفَة ِ ْ َالن ّصَار َى بِمَا ذَك َر َ َأن ّه ُ فِي كتبهم من ِ
صف َتِه ِ و َ ِ و َالْأَ خْ بَار ُ فِي هَذ َا كَث ِيرة ٌ ل َا تَنْحَصِر ُ و َق َ ْد ق ََر ّعَ أَ سْمَاعَ الْيَه ُودِ و َ
ِب فَمَا مِنْه ُ ْم إ َلّا
ن أَ ْمرِه ِ وَدَعْوتِه ِ ْم ِإلَى ال ْمُبَاهَلَة ِ عَلَى الْك َاذ ِ
كتْم َانِه ِ و َلَيِّه ِ ْم أَ لْسَنَتَه ُ ْم بِبَيَا ِ
ك وَ ِ ك صُ حُفُه ُ ْم وَذ َ َمّه ُ ْم بِتَحرِ ِ
يف ذَل ِ َ َت عَلَيْه ِ من ذَل ِ َ
انْطَو ْ
Shamela.org ١٧١
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ل
س و َالْأَ مْوَا ِ ل ُ
الن ّف ُو ِ من نَف َر َ ع َنْ مُع َارَضَتِه ِ و َِإبْد َاء ِ م َا أَ ل ْزَمَه ُ ْم من كُتُبِه ِ ْم ِإظْ ه َارَه ُ و َلَو ْ وَجَد ُوا خِل َ َ
اف قَو ْلِه ِ لَك َانَ إظْ ه َارُه ُ أَ ه ْوَنَ عَلَيْه ِم من ب َ ْذ ِ
ْب كن ْتُم ْ صَادِق ِينَ( ِإلَى م َا أَ نْذَر َ بِه ِ ال ْـكُ َهّانُ مِث ْ ُ
ل شَاف ِـع بن ك ُلَي ٍ ل لَه ُ ْم )قُلْ ف َأْ تُوا ب َِالت ّوْر َاة ِ فَات ْلُوه َا ِإ ْن ُ
ل و َق َ ْد قَا َ
ِيب الد ّي َارِ و َنَبْذِ الْق ِتَا ِ
تخْر ِ
وَ َ
ْت
ْت ك ُر َيْز ٍ و َفَاطِم َة َ بِن ِ
سعْدِ بن بِن ِ
كنْدِيّ و َاب ْ ِن خ َلَصَة َ الدّوْسِي و َ َ
ل ال ْـ ِ
ج ْذ ٍ
جذْل بن ِ
نج ْرَانَ و َ ِ
ِب وَخُنَافِرٍ و َأَ فْع َى َ سط ٍ
ِيح وَسَوَادِ بن قَار ٍ وَشِقّ و َ َ
فصل ومن ذلك ما ظهر من الآيات عند مولده وما حكته أمه ومن حضره من العجائب ٢.٤.٢٨
ضعَت ْه ُ شَاخِصً ا
كو ْنُه ُ ر َافِع ًا ر َأْ سَه ُ عِنْدَم َا و َ َ كت ْه ُ ُأ ُمّه ُ وَم َنْ حَضَرَه ُ م ِ َ
ن ال ْع َج َائ ِِب و َ َ َات عِنْد َ مَو ْلِدِه ِ وَم َا ح َ َ
ن الآي ِ
ك م َا َظه َر َ م ِ َ
فصل وَم ِنْ ذَل ِ َ
ظه ُورِ
الن ّجُو ِم و َ ُ ج مَع َه ُ عِنْد َ وِلاد َتِه ِ وَم َا ر َأَ ت ْه ُ ِإ ْذ ذ َاك َ ُأ ُمّ عثمان ابن أَ بِي الْع َا ِ
ص من تَد َلّي ُ ن ُ
الن ّورِ ال َ ّذ ِي خَر َ َ سم َاء ِ وَم َا ر َأَ ت ْه ُ م ِ َ
ببِ َصَرِه ِ ِإلَى ال َ ّ
ُ
الن ّورِ عند ولاته حتى ما تنظر إلا النور وقول الشفا أم عبد الرحمن بن عوف :لما سقط صلى الل ّٰه عليه وسلم على يدى و َاسْ تَه َ َ ّ
ل سَمِعْتُ
ِب ح ََت ّى نَظَر ْتُ ِإلَى قُصُورِ ُ
الر ّوم. ق و َال ْمَغْر ِ
الل ّه و َأَ ضَاء َ ل ِي م َا بَيْنَ ال ْمَشْر ِ ِ
ك َ ل رَحِم َ َ
قَائِل ًا يَق ُو ُ
ن
ن نَشْأَ تِه ِ وَم َا جَر َى م ِ َ
س ِ
ح ْ
ب غ َنَمِه َا و َسُرْعَة ِ شَبَابِه ِ و َ ُ وَم َا تَع ََر ّف َْت بِه ِ ح َلِيم َة وَز َ ْو ُ
جه َا ظِئْر َاه ُ من بركته ودرور لبنيها لَه ُ و َلبََنِ شَارِفِه َا وَخِصْ ِ
بحـَي ْرة ِ طَبَر َِي ّة وخمود نار
ض ُ
سق ُوطِ شُر ُفَاتِه ِ وَغَي ْ ِ
ن كسْر َى و َ ُ
اج ِإ يوَا ِ
ن ارْتِ ج َ ِ
الْع َج َائ ِِب لَيْلَة َ مَو ْلِدِه ِ م ِ َ
__________
)قوله وقول الشفا( بكسر الشين المعجمة بعدها فاء وألف مقصورة هي بنت عوف ابن
عبد الزهر ية من المهاجرات )قوله شرفاته( بضم الشين المعجمة وضم الراء فتحها وإسكانها جمع شرفة بضم الشين وإسكان الراء )قوله
بحـَي ْرة ِ طَبَر َِي ّة( الغيض مصدر غاض يغيض أي قل ،وطبر ية مدينة معروفة بالشام ذات حصن في ناحية الأردن )*(
ض ُ
وَغَي ْ ِ
ارس وَك َانَ لَهَا أَ ل ُْف عَا ٍم ل َ ْم تَخْم َ ْد و ََأن ّه ُ ك َانَ إذ َا أَ ك َ َ
ل م َ َع ع َمّه ِ أَ بي طَال ٍِب و َآلِه ِ و َه ُو َ صَغ ِير ٌ شَب ِع ُوا وَرَو ُوا ف َِإذ َا غَابَ ف َأَ ك َلُوا فِي غَي ْبَتِه ِ ل َ ْم فَ َ
ت ُأمّ أَ يْم َ َ
ن ح َاضِنت ُه :م َا ر َأَ ي ْت ُه ُ صَلَ ّى ح صَلَ ّى الل ّٰه عليه وسلم صقلا دهينا كَح ِيل ًا قَال َ ْ
شعْثًا و َيُصْ ب ُ
يَشْب َع ُوا وَك َانَ سَائ ِر ُ وَلَد ِ أَ بِي طَال ٍِب يُصْ بِحُونَ ُ
شيَاطِين وَمَن ْعُه ُم اسْ تِر َاقَ صدِ ال َ ّ ُب و َق َ ْط ُع ر َ َسم َاء َ ب ِال ُش ّه ِ
حر َاسَة ُ ال َ ّ
ك ِ الل ّه ُ عليه وسلم شكى جُوعًا وَل َا عطَشًا صَغ ِير ًا وَل َا كَب ِير ًا * وَم ِنْ ذَل ِ َ َ
ك و َحمَاه ُ ح ََت ّى فِي ستره في الخـير ال ْمَشْه ُور الل ّه بِه ِ من ذَل ِ َ ض الْأَ صْ نَا ِم و َال ْع ِ ّفة ِ ع َنْ ُأم ُورِ الْجا َه ِل َِي ّة ِ وَم َا خ ََصّ ه ُ َسم ِْع وَم َا نَش َأَ عَلَيْه ِ من بُغْ ِ ال َ ّ
ل لَه ُ ع َُم ّه ُ م َا
ض ح ََت ّى ر َ َدّ ِإز َارَه ُ عَلَيْه ِ فَق َا َ ل عَلَيْه ِ الْ حِجَارَة َ و َتَع ََر ّى فَسَق ََط ِإلَى الْأَ ْر ِ عِنْد َ بنَِاء ِ ال ْـ َ
كعْبَة ِ ِإ ْذ أَ خَذ َ ِإز َارَه ُ لِي َجْ عَلَه ُ عَلَى عَاتِقِه ِ لي َحْ مِ َ
الل ّه وَهِي د َاخِلَة فِي الأرض المقدسة بينها وبين بيت المقدس مرحلتين و بحـيرتها
ل َ ك ِإظْ لَا ُ ن َ
الت ّع َرِّي( وَم ِنْ ذَل ِ َ )إن ِ ّي نُهِيتُ ع َ ِ
ل ِ
ب َالُكَ؟ فَق َا َ
Shamela.org ١٧٢
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
معروفة والمعروف بالغيض إنما هو بحـيرة ساوة كَمَا ه ُو فِي بعض النسخ إلا أن يريد المصنف عند خروج يأجوج ومأجوج فإنه ورد أن
أوائل يأجوج ومأجوج يشرب بحـيرة طبر ية و يجئ آخرهم فيقول لقد كان بها ماء )قوله لم يخمد( يجوز فيه ضم الميم وفتحها فإنه ورد
ل الحريري في درة الغواص في أوهام الخواص ومن أوهامهم
من باب نصر ينصر وباب علم يعلم )قوله وَك َانَ سَائ ِر ُ وَلَد ِ أَ بِي طَال ٍِب( قَا َ
الفاضحة وأغلاطهم الواضحة أنهم يستعملون سائر بمعنى الجميع وهو فِي ك َلَام الْع َر َب بمعنى الباقي انتهى ،وقال أبو عمرو ابن الصلاح ل َا
يلتفت إلى قول صاحب الصحاح سائر الناس جميعهم فانه لا يقبل ما يتفرد
به ،وقال النووي إن سائر بمعنى جميع لغة صحيحة لم يتفرد بها صاحب الصحاح بل ذكرها الجواليقى في شرح أدب الكاتب )قوله ح ََت ّى
ستْرِه ِ( بفتح السين المهملة وسكون المثناة الفوقية )*(
فِي َ
سفَرِه ِ.
لَه ُ ب ِالْغَم َا ِم فِي َ
سفَرِه ِ ،و َق َ ْد
ج م َع َه ُ فِي َ ك لم َِي ْسَرَة َ ف َأَ خْبَر َه َا َأن ّه ُ ر َأَ ى ذَل ِ َ
ك مُنْذ ُ خَر َ َ ن يُظلانِه ِ فَذَك َر َْت ذَل ِ َ و َفِي رِو َايَة ٍ أَ َ ّ
ن خَدِيج َة َ و َنِس َاءَه َا ر َأَ ينه ُ لَم ّا قَدِم َ وَم َلَك َا ِ
ل مَبْع َثِه ِ
ض أَ سْ ف َارِه ِ قَب ْ َ ك َأن ّه ُ ن َز َ َ
ل فِي بَعْ ِ ن َ
الر ّضَاعَة ِ * وَم ِنْ ذَل ِ َ ك ع َنْ أَ خِيه ِ م ِ َ رُوِيَ أَ َ ّ
ن ح َلِيم َة َ رأت غمامة نظله و َه ُو َ عِنْد َه َا ،وَر ُويَ ذَل ِ َ
ت عَلَيْه ِ أَ غَصَانُهَا بِم َحْ ضَر ِ من رآه وميل فئ ال َ ّ
شجَرَة ِ إليْه ِ فِي الخـير الآخر هي َ ف َأَ شْر َق َْت و َتَد ََل ّ ْ
َت ِ تح ْتَ شَ ج َرَة ٍ ي َابَسَة ٍ فَا ْعشَوْشَبَ ما َ
حو ْلَهَا و َأَ يَنَع ْ َ
فصل قال القاضى أبو الفضل رحمه الل ّٰه قد أتينا في هذا الباب على نكت من معجزاته واضحة ٢.٤.٢٩
ات نحو
ن الْكَل ِم َ ِ
ن مِ َ
ل ب َ ْسط ُه ُ و َإذ َا ك َانَ هَذ َا فَفِي الْقُر ْآ ِ
ق يَط ُو ُ
تحْق ِي ٍ فَه ُو َ أَ ق َ ُ ّ
ل م َا تَح َ ّداه ُ ْم بِه ِ م َ َع م َا يَن ْصُر ُ هَذ َا من نَظَرٍ و َ َ
__________
)قوله وفص( بالفاء والصاد المهملة واحد الفصوص ،ذكر ابن مالك وغيره أنه مثلث الفاء )قوله و بحسب( بإسكان السين المهملة أي
Shamela.org ١٧٣
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ق سه ِ ،ث َُم ّ ِإعْجَازُه ُ كَمَا تَق َ َ ّدم َ ب ِو َجْ ه َيْنَِ :طرِ ي ِ
ق بَلاغ َتِه ِ و َ َطرِ ي ِ حدٍ مِنْهَا مُعْجِز ٌ فِي ن َ ْف ِ آلاف جُزْء ٍ ك ُ ُ ّ
ل و َا ِ ِ سبْعَة ِ )إ َن ّا أَ ْعطَي ْنَاك َ ال ْـ َ
كو ْث َر َ( أَ زْيَد ُ من َ ِ
َف الْعَدَد ُ من هَذ َا ال ْوَجْه ِ ث َُم ّ ف ِيه ِ وُجُوه ُ ِإعْجَا ٍز ُأخَر َ م ِ َ
ن ال ِْإخْ بَارِ ب ِع ُلُو ِم الغايب ل جُزْء ٍ من هَذ َا الْعَدَدِ مُعْجِز َت َا ِ
ن فَتَضَاع َ ن َ ْظمِه ِ فَصَار َ فِي ك ُ ّ ِ
مخـْبَرِه ِ عَلَى م َا أَ خْبَر َ فَيَت َج َ َ ّدد ُ ال ِْإ يمَانُ و َيَتَظَاه َر ُ ال ْبُرْه َانُ و َلَي َ
ْس ا ْلخـَب َر ُ ك َال ْع ِيَانِ ،وَلِل ْمُشَاهَد َة يَم ُر ّ عَصْر ٌ وَل َا زَم َ ٌ
ن إ َلّا و يظهر في ِ
صدْق ُه ُ بِظُه ُورِ ُ
َت
ل انْق َرَض ْ
س ِ ات ُ
الر ّ ُ لٌ عِنْد َه َا َ
ح ً ّقا وَسَائ ِر ُ مُعْجِز َ ِ ش ُ ّد ُ
طم َأْ نِين َة ً ِإلَى عَيْنٍ ال ْيَق ِينِ مِنْهَا ِإلَى عِلْم ِ ال ْيَق ِينِ و َِإ ْن ك َانَ ك ُ ّ ْس أَ َ زِي َادَة ٌ فِي ال ْيَق ِينِ و َ
َالن ّف ُ
__________
)قوله والـكهانة( في الصحاح يقال كهن يكهن كهانة مثل كتب يكتب كتابة قال وإذا أردت أنه صار كاهنا قلت كهن بالضم كهانة
بالفتح )قوله ثم اجتثها( بجيم فمثناة فوقية فمثلثة أي اقتلعها من أصلها( )قوله مخـبرة( بسكون المعجمة وفتح الموحدة )*(
الل ّه ُ ح ُّ
ل و َلِهَذ َا أَ شَار َ صَلَ ّى َ س َل ّم َ ل َا تَب ِيد ُ وَل َا تَنْقَط ِـ ُع و َأي َاتُه ُ تَتَج َ ّدد ُ وَل َا تَضْ م َ ِ ب ِانْق ِرَاضِه ِ ْم و َعُدِمْت بِعَد َ ِم ذَو َاتِهَا وَمُعْجِزَة ِ نَب ِينا صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
س َل ّم َ بِقَو ْلِه ِ ف ِيم َا ح َ َ ّدثَنَا الْق َاض ِي ال َش ّه ِيد ُ أَ بُو عَل ِ ٍيّ ح َ َ ّدثَنَا الْق َاض ِي أَ بُو ال ْوَلِيدِ
عَلَيْه ِ و َ َ
الل ّه ِ ح َ َ ّدثَنَا َ
الل ّي ْثُ ع َنْ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو ذ َ ٍرّ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو مُح َم ّدٍ و َأَ بُو إسحاق و َأَ بُو ال ْهَي ْث َ ِم قَالُوا ح َ َ ّدثَنَا الْف َر َبْر ُِيّ ح َ َ ّدثَنَا ال ْب ُخ َار ُِيّ ح َ َ ّدثَنَا عَبْد ُ الْعَزِيز ِ ب ْ ُ
ن عَبْدِ َ
ن
َات م َا مِثْلُه ُآم َ َ
ن الآي ِ ن الأَ ن ْب ِيَاء ِ نَبِ ّي ٌ ِإ َلّا ُأ ْعط ِ َ
ي مِ َ س َل ّم َ قَا َ
ل )م َا م ِ َ ن َ
الن ّب ِ ِيّ صلى الل ّٰه عليه و َ َ سَع ِيدٍ ع َنْ أَ بيِه ِ ع َنْ أَ بِي ه ُر َي ْرَة َ رَضِي َ الل ّٰه عَن ْه ُ ع َ ِ
Shamela.org ١٧٤
القسم الأول )في تعظيم العلى الأعلى لقدر النبي المصطفى صلى الل ّٰه عليه وسلم قولا وفعلا( ٢
ل
ق الْع َادَة ِ ب ِالْأَ فْع َا ِ س م َ ْقد ُورِهِمْ ،و َِإلي هَذ َا ذ َه َبَ ال ِْإم َام أَ بُو ال ْم َع َالي الْجُو َيْنِ ُ ّي و َغَي ْرُه ُ قَا َ
ل و َهَذ َا عِنْد َن َا أَ بْل َ ُغ فِي خ َ ْر ِ جن ْ ِ
منعوا عن شئ ه ُو َ من ِ
ك بِمَزِيدِ مَعْرِفَة ٍ فِي
ِب ذَل ِ َ
ص صاح ِ
ن اخْ تِصَا ِ
ك مِ َ الن ّاظِرِ بد َار ًا أَ َ ّ
ن ذَل ِ َ ل َ نحْوِه َا ف َ َإن ّه ُ ق َ ْد يَسْب ِ ُ
ق ِإلَى ب َا ِ ْب الْعَصَا ح ََي ّة ً و َ َ
كق َل ِ
ال ْب َديعَة ِ في أنفسهما َ
س كلامِه ِ ْم لِي َأْ تُوا بِمثلِه ِ فَل َ ْم
جن ْ ِ
ن السّنِينَ بِك َلام من ِ
ق الْمئِِينَ م ِ َ الن ّظَرِ و َأَ َمّا َ
الت ّحَدّي لِلْخَلَائ ِ ِ ح َ ل عِلْم ٍ ِإلَى أ ْن ي َر ُ َدّ ذَل ِ َ
ك صَ ح ِي ُ ك الْف َنّ و َف َضْ ِ
ذَل ِ َ
Shamela.org ١٧٥
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
زبرج( بكسر الزاى بعدها موحدة ساكنة فراء مكسورة فجيم هي الزينة من وشى أو جوهر أو ذهب ثم بحمد الل ّٰه الجزء الأول ،و يليه
إن شاء الل ّٰه تعالى الجزء الثاني )*(
ق المُصْ طَفَى -القاضي عياض ج ٢ي
حق ُو ِ
يف ُ
الشفا بتَِعْرِ ِ
ق المُصْ طَفَى
حق ُو ِ
يف ُ
الشفا بتَِعْرِ ِ
القاضي عياض ج ٢
ق المُصْ طَفَى العلامة القاضى أبى الفضل عياض اليحصبى ٥٤٤هـ مذيلا بالحاشية المسماة مزيل الخفاء عن ألفاظ
حق ُو ِ
يف ُ
الشفا بتَِعْرِ ِ
الشفاء للعلامة أحمد بن محمد بن محمد الشمني ٨٧٣هـ الجزء الثاني دار الفكر للطباعة والنشر والتوز يع
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
ِيم ن َ
الر ّح ِ الل ّه ِ َ
الر ّحْم َ ِ ب ِس ْ ِم َ
س َل ّم َ( الْقِسْم ُ الثاني )ف ِيم َا يجب عَلَى الأنام من حقوقه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
ُوب أبواب عَلَى م َا ذَكَر ْن َاه ُ فِي أَ َ ّول الْكِت َ ِ
اب ومَج ْم ُوعُه َا فِي وُج ِ ٍ ل و ََف ّق َه ُ َ
الل ّه و َهَذ َا قِسْمٌ لَخّصْ نَا ف ِيه ِ الْك َلَام َ فِي أرْبَعَة ِ ل الْق َاض ِي أَ بُو الْف َضْ ِ
قَا َ
س َل ّم َ. والت ّسْل ِِيم وزِ يارَة ِ قَبْرِه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ الصّ لَاة ِ عَلَيْه ِ َ
محَبتِه ِ وَم ُنَاصَ حَتِه ِ و َتَو ْق ِيرِه ِ و َبِرّه ِ وَح ُ ْكم ِ َ
تَصْ دِيقِه ِ و َاتّبَاعِه ِ فِي س َُن ّتِه ِ وَطَاع َتِه ِ و َ َ
)ال ْبَابُ الأَ َ ّولُ( )فِي فرض ال ِْإ يمَان بِه ِ ووجوب طاعته وأتباع سنته(
الل ّه تَع َالَى) :ف َآم ِن ُوا ب َِالل ّه ِ وَرَسُولِه ِ و ُ
َالن ّورِ ال َ ّذ ِي ل َ إذ َا تَق ََر ّر َ بِمَا ق َ ّدمْنَاه ُ ثُب ُوتُ نُب ُ َو ّتِه ِ و ِ َ
َصح ّة ُ رِسالَتِه ِ وَجَبَ الإيمانُ بِه ِ و َتَصْ ديق ُه ُ ف ِيم َا أَ تَى بِه ِ * قَا َ
ل )ف َآم ِن ُوا ب َِالل ّه ِ وَرَسُولِه ِ َ
الن ّب ِ ِيّ ال ُأ ِم ّ ِيّ( الآيَة َ ،فالايمانُ بالنبيّ )إ َن ّا أَ ْرسَل ْنَاك َ شَاهِدًا وَم ُبَش ِّر ًا و َنَذِير ًا ،لِتُؤْم ِن ُوا ب َِالل ّه ِ وَرَسُولِه ِ( و َقَا َ
أنزلنا( ،و َقَالَِ :
ل تَع َالَى) :وَم َنْ ل َ ْم يُؤْم ِنْ ب َِالل ّه ِ وَرَسُولِه ِ ف َِإ َن ّا أَ عْتَدْن َا
ن إ َلّا بِه ِ وَل َا يَصِ ُحّ ِإسْ لَام ٌ إ َلّا مَع َه ُ قَا َ
ن ل َا يَت ِم ّ إيمَا ٌ س َل ّم َ و َاج ٌ
ِب م ُتَع َي ّ ٌ مُحَم ّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
Shamela.org ١٧٦
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
)*(
)إذ َا ج َاءَك َ
الل ّه تَع َالَىِ :
ل َ ْب و َهَذ َا ه ُو َ النّف َاقُ ،قَا َ و َهَذِه ِ الْحَالَة ُ ال ْم َحْ م ُودَة ُ التامة ،وأما الحال ال ْم َ ْذم ُوم َة ُ فال َش ّه َادَة ُ ب َِالل ّسَا ِ
ن د ُونَ تَصْ دِيق الْق َل ِ
ن اعْتِق َادِه ِ ْم
ك عَ ِ
ي ك َاذِبُونَ فِي قَو ْلِه ِ ْم ذَل ِ َ
ن ال ْمُنَافِق ِينَ لكاذبون( أَ ْ الل ّه ِ و ََالل ّه ُ يَعْلَم ُ ِإ َن ّ َ
ك لَرَسُولُه ُ و ََالل ّه ُ يَشْهَد ُ ِإ َ ّ ل َ ال ْمُنَافِق ُونَ قَالُوا نَشْهَد ُ ِإ َن ّ َ
ك لَرَسُو ُ
ن اس ْ ِم ال ِْإ يمَان ك ضَمَائ ِر ُه ُ ْم ل َ ْم يَنْفَعْه ُ ْم أ ْن يَق ُولُوا ب ِألْسِنَتِه ِ ْم م َا لَي َ
ْس فِي قُلُو بِه ِ ْم فَخَرَجُوا ع َ ِ و َتَصْ دِي ِقه ِ ْم و َه ُ ْم ل َا يَعْت َقد ُونَه ُ فَلَم ّا ل َ ْم ت ُ َ
صد ّْق ذَل ِ َ
ن َ
الن ّارِ و َبَقِ َي عَلَيْه ِم ح ُ ْكم ُ ال ِْإسْ لَام بإظْ ه َارِ ل مِ َ
ك الأسْ ف َ ِ
ن فِي الد ّ ْر ِ
ن وَلَحِق ُوا ب ِالْك َاف ِري َ خرَة ِ ح ُ ْ
كم ُه ُ ِإ ْذ ل َ ْم يَكُنْ مَعَه ُ ْم إيمَا ٌ و َل َ ْم يَكُنْ لَه ُ ْم فِي الآ ِ
ن أَ حْك َامُه ُ ْم عَلَى ال َ ّ
ظوَاهِرِ بِمَا أظْ ه َر ُوه ُ من عَلَامَة ِ ال ِْإسْ لَام ِإ ْذ ل َ ْم ُ
يجْع َلْ ن فِي أَ حْك َا ِم ال ُد ّن ْيَا ال ْمُتَعَلّقَة ِ ب ِالْأَ ئ َِم ّة ِ وَح ُ َ ّ
كا ِم المسلمن ال َ ّذ ِي َ شَه َادَة ِ اللّسَا ِ
شقَقْتَ ع َنْ ل َ
)هل ّا َ الت ّح َ ُكّم ِ عَلَيْهَا وَذ َ َمّ ذَل ِ َ
ك و َقَا َ ن َ س َل ّم َ ع َ ِ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل إلى ال َس ّر َائِر ِ وَل َا ُأم ِرُوا ب ِال ْب َحْ ِ
ث عَنْهَا بَلْ نَهى َ لِل ْب َش َر سَب ِي ٌ
يف ض َ
الت ّأْ ل ِ ِ ج ع َنْ غ َرَ ِ
ْب؟ و َفِي بَسْطِ هَذ َا خُر ُو ٌ
حضُورِ قَل ٍ صف َاتِه ِ و َتَبَاي ُ ِن ح َالاتَه ِ من ق َُو ّة ِ يَق ِينٍ و َتَصْ مِيم اعْتِق َادٍ وَوُض ِ
ُوح مَعْرفَة ٍ وَدَو َا ِم ح َالَة ٍ و َ ُ ِ
ِ
صدْن َا إ ْن شَاء َ الل ّٰه تعالى
و َف ِيم َا ذَكَر ْن َا غ ُني َة ٌ فيما ق َ َ
__________
)قوله مهله( المهل بفتح الميم والهاء النؤدة )قوله مع المهلة( بضم الميم وإسكان الهاء هي الاسم من أمهله إذا أنظره )قوله وهذا نبذ(
بفتح النون وسكون الموحدة بعدها ذال معجمة أي شئ يسير وفى بعض النسخ وهذه نبذ بضم النون وفتح الموحدة جمع نبذة وهى
القطعة )قوله أَ ْو ق َ ْد يُعْر َُض فيه( في الصحاح عرض له أمر كذا يعرض أي ظهر وعرض العود على الإناء والسيف على فخذه يعرضه
و يعرضه أيضا فهذه وحدها بالضم وعرضت له القول وعرضت أيضا بالـكسر يقال مرنى فلان فما عرضت وما عرضت ولا يعرض له
ولا يعرض له لغتان جيدتان )*(
Shamela.org ١٧٧
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
)إذ َا نَهَي ْتُك ُ ْم ع َنْ شئ فاجتنبوه و َإذ َا أَ م َْرتُك ُ ْم ب ِأَ ْمر ٍ ف َأْ تُوا مِن ْه ُ م َا اسْ تَطَعْتُم ْ( * و َفِي حَدِيث أبي هريرة رضي الل ّٰه عنه ،عَن ْه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ
الل ّه ِ وَم َنْ ي َأْ بَى؟ قَالَ) :م َنْ أَ طَاعَنِي دَخ َ َ
ل الْج َنَ ّة َ وَم َنْ عَصَانِي فَق َ ْد أَ بَى( ل َ ل ُأ َمّتِي ي َ ْدخ ُلُونَ الْجَ ّنة َ ِإ َلّا م َنْ أَ بَى( قَالُوا ي َا رَسُو َ
س َل ّم َ )ك ُ ُ ّ
وَ َ
ْش
ل ي َا قَو ْ ِم ِإن ّي ر َأْ يتُ الْجيَ َ
ل أَ تى قَوْم ًا فَق َا َ الل ّه بِه ِ كَمَث َ ِ
ل رَج ُ ٍ س َل ّم َ )م َثَل ِي وَم َث َ ُ
ل م َا بَع َثَنِي َ الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ الصّ ح ِ
ِيح عَن ْه ُ صَلَ ّى َ ِيث الآخَر ِ َ
و َفِي الْحَد ِ
ل من أَ طَاعَنِي و َا َت ّب َ َع ما ِ
جئ ْتُ بِه ِ ،ومثل من عَصَانِي ك م َث َ ُ
حهُمْ ،فَذ َل ِ َ
ْش ف َأَ ه ْلـَكُه ُ ْم و َاجْ تَا َ طَائِف َة ٌ مِنْه ُ ْم ف َأصْ بَحُوا مَك َانَه ُ ْم فَص ََب ّ َ
حهُم ُ الْجيَ ُ
ل ف ِيهَا م َأْ د ُبَة ً و َبَع َثَ د َاعِيًا فَم َنْ أَ ج َابَ ال َد ّاعِ ي َ ِيث الآخَر ِ فِي م َثَلِه ِ :كَمَث َ ِ
ل من بَن َى د َار ًا وَجَع َ َ ن الْحَقّ ( و َفِي الْحَد ِ
جئ ْتُ بِه ِ م ِ َ
وَكَذّبَ م َا ِ
ن ال ْم َأْ د ُبَة ِ فَال َد ّار ُ الْج َنَ ّة ُ و َال َد ّاعِ ي مُحَم ّدٌ صَلَ ّى الل ّٰه عليه وسلم
ل ال َد ّار َ و َل َ ْم ي َأْ ك ُلْ م ِ َ
ِب ال َد ّاعِ ي ل َ ْم ي َ ْدخ ُ ِ
يج ِ
ن ال ْم َأْ د ُبَة ِ وَم َنْ ُ ل ال َد ّار َ و َأَ ك َ َ
ل مِ َ دَخ َ َ
الل ّه َ و َمُحَم ّدٌ فَر ْقٌ بَيْنَ َ
الن ّاسِ( . الل ّه َ وَم َنْ ع َص َى مُحَم ّدًا فَق َ ْد ع َص َى َ فمن أطاع محمد فَق َ ْد أَ طَاعَ َ
الل ّه ُ و َيَغْفِر ْ لـَك ُ ْم
يح ْبِبْكُم ُ َ تح ُِب ّونَ َ
الل ّه َ فَا َت ّبِع ُونِي ُ كن ْتُم ْ ُ
الل ّه تَع َالَى )قُلْ ِإ ْن ُ ل َ ل س َُن ّتِه ِ و َالاق ْتِد َاء ِ بِهَدْيِه ِ فَق َ ْد قَا َ فصل و َأَ َمّا وَجُوبُ ات ّبَِاعِه ِ و َامْت ِثَا ِ
ك لا يُؤْم ِن ُونَ ح ََت ّى ل )فَلا وَر َب ِّ َ ن ب َِالل ّه ِ وَكَل ِمَاتِه ِ و َا َت ّبِع ُوه ُ لَع َل ّـك ُ ْم تهتدون( و َقَا َ ل )ف َآم ِن ُوا ب َِالل ّه ِ وَرَسُولِه ِ َ
الن ّب ِ ِيّ ال ُأ ِم ّ ِيّ ال َ ّذ ِي يُؤْم ِ ُ ذ ُنُوبَكُمْ( و َقَا َ
س َل ّم َ و َاسْ تَسْلَم َ و َأَ سْ لَم َ إذ َا انْق َاد َ. يُحَكِّم ُوك َ ف ِيم َا شَ ج َر َ بَيْنَه ُ ْم ِ -إلَى قَو ْلِه ِ -تسليما( أي يَنْق َاد ُوا لِ ح ُ ْ
كمِكَ ،يقال َ
ل تَع َالَى )لَق َ ْد ك َانَ لـَك ُ ْم في رسول
و َقَا َ
Shamela.org ١٧٨
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
__________
)قوله واجتاحهم( بالجيم في أوله والحاء المهملة في آخره أي استأصلهم )قوله مأدبة( بضم الدال المهملة وفتحها ،في القاموس :هي
طعام صنع لدعوى أو عرس )قوله فَر ْقٌ بَيْنَ َ
الن ّاسِ( بإسكان الراء أي يفرق بين المؤمنين والكافرين بالإيمان من المؤمنين وعدمه من
الكافرين )قوله بهدية( بفتح الهاء وسكون الدال أي بطر يقه ومذهبه.
)*(
ل مُح َم ّد بن عَل ِ ٍيّ التَرْم ِذيّ :ا ْل ُأسْ وَة ُ فِي َ
الر ّسُول الاق ْتِد َاء ُ بِه ِ و َالاتّبَاع ُ لِس ُن ّتِه ِ الل ّه َ و َال ْيَوْم َ الآخر( الآيَة َ ،قَا َ الل ّٰه ُأسْ وَة ٌ َ
حسَن َة ٌ لم َِنْ ك َانَ يَرْجُو َ
َاط
ل فِي قَو ْلِه ِ تَع َالَى )صِر َ
ل س َ ْه ٌ
اب لِل ْمُت َخَلّف ِينَ عَن ْه ُ و َقَا َ
ل ه ُو َ عِت َ ٌ
ن بِمَعْنَاه ُ و َق ِي َ
ن ال ْمُفَسّر ِي َ
حدٍ م ِ َ
ل غَي ْر ُ و َا ِ
ل و َقَا َ
ل أَ ْو فِعْ ٍ
مخَالَف َتِه ِ فِي قَو ْ ٍ
و َتَرْك ُ ُ
الل ّه َ تَع َالَى أَ ْرسَلَه ُ ب ِال ْهُد َى وَدِي ِن الْحَقّ ِ لِيُزَكّ ِيَه ُ ْم
ن َ ك وَو َعَد َهُم ُ الاه ْتِد َاء َ ب ِات ّبَِاعِه ِ ل ِأَ َ ّ ل بِمُتَابَعَة ِ ال ُ ّ
س َن ّة ِ ف َأَ م َرَه ُ ْم تَع َالَى بِذَل ِ َ ال َ ّذ ِي َ
ن أَ ن ْعَمْتَ عَلَيْهِمْ( قَا َ
محَب ّت َه ُ تَع َالَى فِي الآيَة ِ ا ْل ُأ ْ
خر َى وَمَغْف ِرَتِه ِ ِإذ َا ا َت ّب َع ُوه ُ و َآث َر ُوه ُ عَلَى أَ ه ْوَائِه ِ ْم وَم َا و َيُع َل ِّمَهُم ُ الْكِتَابَ و َالْح ِ ْ
كم َة َ و َيَهْدِيَه ُ ْم إلى صراط فمستقيم وَو َعَد َه ُ ْم َ
ن
ض عَلَيْه ِ ،وَر ُويَ ع َ ِ
ك الاع ْتِر َا ِ صح ّة َ إيمَانه ِ ْم بانْق ِيَادِه ِ ْم لَه ُ وَرِضَاه ُ ْم بِ ح ُ ْ
كمِه ِ و َتَرْ ِ ح إليْه ِ نُف ُوسُه ُ ْم و َأَ َ ّ
ن ِ تج ْن َ ُ
َ
ْب
كع ِ
ت فِي َ تح ُِب ّونَ الل ّٰه( الآيَة َ ،وَرُوِيَ أَ َ ّ
ن الآيَة َ ن َزَل َ ْ كن ْتُم ْ ُ
الل ّه تَع َالَى )قُلْ ِإ ْن ُ
ل َ الل ّه ف َأَ ن ْز َ َ
ِب َنح ُ ّ
الل ّه أنا ُ
ل َ ن أَ َ ّ
ن أَ ق ْوَام ًا قَالُوا ي َا رَسُو َ الْحَسَ ِ
محَب ّة ال ْعَبْدِ لل ّٰه تَعْظ ِيم ُه ُ لَه ُ و َهَي ْبَت ُه ُ مِن ْه ُ وَم َحب ّة َ
الل ّه لَه ُ رَحْمَت ُه ُ لَه ُ و َإر َاد َتُه ُ ل َ يح ُ ّ
ِب م ُطيعُ! و َيُق َا ُ ن المحُ َ ِّب لم َِنْ ُ لَو ْ ك َانَ ح ُُب ّ َ
ك صادقًا لأ َطعْت َه ُ * إ َ ّ
ات وَسَي َأْ تِي بَعْد ُ ِفات ال َذ ّ ِ
الر ّحْمَة ِ و َالإر َادَة ِ والمَدْح ك َانَ من ص ِ ل الْقُشَيْر ُِيّ ف َِإذ َا ك َانَ بِمَعْن َي َ
حه ِ و َثَنَائِه ِ عَلَيْه ِ ،قَا َ
الجيل لَه ُ و َتَكُونُ بِمَعْن َي م َ ْد ِ
ل وَح َ َ ّدث ْنَا
ن س َ ْه ٍل ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو الأَ صْ ب َِغ ع ِيس َى ب ْ ُ الل ّه تَع َالَى ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو إسحاق إبراهيم ابن َ
جعْفَرٍ الْفَق ِيه ُ قَا َ ل َ محَب ّة ِ الْعَبْدِ غَي ْر ُ هَذ َا بِ حَو ْ ِ
فِي ذكر محبة َ
Shamela.org ١٧٩
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
ْب
صع ٌ
ل )الْقُر ْآنُ َ ن الشئ أصنعه؟ فو الل ّٰه ِإن ِ ّي ل ِأَ ع ْلَمُه ُ ْم ب َِالل ّه ِ و َأَ َ
ش ُ ّده ُ ْم لَه ُ َ
خشْي َة ً ،وَر ُويَ عنه صلى الل ّٰه عليه وسلم َأن ّه ُ قَا َ قَو ْ ٍم يَت َنَز ّه ُونَ ع َ ِ
خسِر َ ال ُد ّن ْيَا
ن وَحَدِيثِي َ
حفِظَه ُ ج َاء َ م َ َع الْقُر ْآنِ ،وَم َنْ تَهَاوَنَ ب ِالْقُر ْآ ِ
ك بِ حَدِيثِي و َفَهِم َه ُ و َ َ
ن اسْ تَمْسَ َ
َب عَلَى من كَر ِه َه ُ ،و َه ُو َ الْحَكَم ُ ،فَم َ ِ
مُسْت َصْ ع ٌ
الل ّه ُ تَع َالَى )وَم َا آت َاكُم ُ
ل َ ت ُأ َمّتِي أَ ْن ي َأْ خُذ ُوا بِقَو ْل ِي و َيُطيع ُوا أَ ْمر ِي و َيَت ّب ِع ُوا س َُن ّتِي ،فَم َنْ رَضِيَ بقوله فقدر رَضِيَ ب ِالْقُر ْآنِ( قَا َ
خرَة َُ ،أم ِرَ ْ
و َالآ ِ
ن اق ْتَد َى بِي فَه ُو َ م ِن ِ ّي وَم َنْ رَغِبَ ع َنْ س َُن ّتِي فَلَي َ
ْس م ِن ِ ّي( وَع َنْ أَ بِي ه ُر َي ْرَة َ رَضِيَ الل ّٰه س َل ّم َ )م َ ِ ل صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل فَخُذ ُوه ُ( الآيَة َ و َقَا َ َ
الر ّسُو ُ
عنه
__________
س َل ّم َ قيل اسمه إبراهيم الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ )قوله وفي حديث أبي رافع( هو مَو ْلَى رَسُو ِ
وقيل ثابت وقيل هرمز )قوله لا ألفين( بضم الهمزة وكسر الفاء وفتح المثناة التحتية وتشديد النون أي لا أجدن )قوله على أر يكته(
الأر يكة السرير في الحجلة من دونه ستر ولا يسمى السرير منفرد أر يكة وقيل هو كل ما اتكئ عليه من سرير أو فراش أو منصة قاله ابن
الأثير ،وفى الصحاح الأر يكة سرير مزين في قبة أو بيت و َإذ َا لَم يَكُن فيه سرير فهو حجد والجمع الأرائك )قوله مستصعب( بكسر العين
من استصعب الأمر بمعنى صعب )قوله وهو الحكم( بفتح الحاء والكاف.
)*(
الل ّه بن الل ّه ِ وَخَيْر َ ال ْهَد ِ
ْي هَدْيُ مُح َم ّدٍ ،و َش َ َرّ الأمور محدثاتها( وَع َن عَب ْد َ ِيث ك ِتَابُ َ
ن الْحَد ِ ل )إ َ ّ
ن أَ حْ سَ َ عن النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم أنه قَا َ
محَكَم َة ٌ أَ ْو س َُن ّة ٌ قَائِم َة ٌ أَ ْو فَرِ يضَة ٌ س َل ّم َ )ال ْعِلْم ُ ثَلَاثَة ٌ فَمَا سِو َى ذَل ِ َ
ك فَه ُو َ ف َضْ لٌ :آيَة ٌ ُ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ الل ّه عَن ْهُ :قَا َ
عَم ْرو بن العاص رصي َ
ل ل فِي س َُن ّة ٍ خَيْر ٌ م ِنْ ع َم َ ٍ
ل كَث ِيرٍ فِي بِدْعَة ٍ( و َقَا َ س َل ّم َ ع َم َ ٌ
ل قَلِي ٌ ل صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ الل ّه تَع َالَى قَا َ
ن رَحِمهما َ
ن بن أَ بِي الْحَسَ ِ
ن الْحَسَ ِ
عَادِلَة ٌ( وَع َ ِ
ن َ
الن ّب ِ ِيّ صلى الل ّٰه عليه ك بِهَا( وَع َنْ أَ بِي ه ُر َي ْرَة َ رَضِيَ الل ّٰه عَن ْه ُ ع َ ِ
س َ ل الْعَبْد َ الْج َنَ ّة َ ب ِال ُ ّ
س َن ّة ِ تَم َ َ ّ خ ُ
الل ّه َ تَع َالَى ي ُ ْد ِ
ن َ )إ َ ّ
س َل ّم َ ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عليه السلام و َ َ
سب ْع ِينَ
ل اف ْت َرق ُوا عَلَى اث ْنَتَيْنِ و َ َ )إ َ ّ
ن بَنِي ِإسْر َائيِ َ س َل ّم َ ِ ل صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ك بِس َُن ّتِي عِنْد َ فَسَادِ ُأ َمّتِي لَه ُ أَ ْ
جر ُ م ِائَة ِ شَه ِيدٍ( و َقَا َ س ُ س َل ّم َ قَا َ
ل )ال ْمُتَم َ ِّ وَ َ
ل
جر ِ مِث ْ َ
ن الْأَ ْ ِث )م َنْ أَ حْ يَا س َُن ّة ً م ِنْ س َُن ّتِي ق َ ْد ُأم ِيت َْت بَعْدِي ف َِإ َ ّ
ن لَه ُ م ِ َ ل ب ْ ِن الْحا َر ِ س َل ّم َ قَا َ
ل لِب ِلا ِ الن ّب ِ َيّ صلى الل ّٰه عليه و َ َ
َ
__________
)قوله وخير الهدى( بفتح الهاء وسكون الدال بمعنى السمت والطر يقة ،أو بضم الهاء وفتح الدال ضد الضلال )قوله أَ ْو فَرِ يضَة ٌ عَادِلَة ٌ(
قال ابن الأثير أراد العدل في القسمة أي معدلة على السهام المذكور في الكتاب والسنة من غير جور ،و يحتمل أن يريد أنها مستنبطة م ِن
الْكِتَاب و َال ُ ّ
س َن ّة فتكون هذه الفر يضة تعدل بما أخر عنها انتهى )قوله وعن الحسن بن أبى الحسن( هو البصري.
)*(
)فصل( وأما ورد عن السلف والأئمة من اتباع سنته والاقتداء بهديه وسيرته ٣.١.٣
ل بِهَا ل َا
ل آث َا ِم م َنْ عَم ِ َ
الل ّه َ وَرَسُولَه ُ ك َانَ عَلَيْه ِ مِث ْ ُ
ن اب ْتَدَعَ بِدْع َة ً ضَلالَة ً ل َا تُرْض ِي َ ُص م ِنْ ُأجُورِه ِ ْم َ
شي ْئًا وَم َ ِ ل بِهَا م ِنْ غَيْر ِ أَ ْن يَنْق َ
م َنْ عَم ِ َ
شي ْئًا(
س َ ك م ِنْ أَ ْوز َارِ َ
الن ّا ِ ُص ذَل ِ َ
يَنْق ُ
ن ب ْ ِن أَ بِيالر ّحْم ِن عَبْدِ َ خ أَ بُو ِعم ْرَانَ م ُوس َى ب ْ ُ اع سُن ّتِه ِ والاق ْتِد َاء ِ بِهَدْيِه ِ وَسِيرَتِه ِ فَح َ ّدثَنَا ال َ ّ
شي ْ ُ ن اتّب َ ِ
ف و َالْأَ ئ َِم ّة ِ م ِ ِ
ن السّل َ ِ )فصل( وأما وَرَد َ ع َ ِ
ض ٍ
اح ن وَ َ ّن م َس َ َرّة َ قَالا ح َ َ ّدثَنَا مُحَم ّد ُ ب ْ ُ
ن أَ صْ ب َ َغ وَوَه ْبُ ب ْ ُن نَصْرٍ ح َ َ ّدثَنَا قَاسِم ُ ب ْ ُ ل ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو ع ُم َر َالْحَاف ُِظ ح َ َ ّدثَنَا سَع ِيد ُ ب ْ ُ
تلَِيدٍ الْفَق ِيه ُ سَمَاعًا عَلَيْه ِ قَا َ
ن ل ي َا أَ ب َا عَبْدِ َ
الر ّحْم َ ِ الل ّه ِ ب ْ َ
ن ع ُم َر َ فَق َا َ ل خ َالِد ِ ب ْ ِن أَ سِيدٍ َأن ّه ُ سَأَ َ
ل عَبْد َ َ ل م ِنْ آ ِ
َاب ع َنْ رَج ُ ٍ يح ْي َى ح َ َ ّدثَنَا م َال ِكٌ ع َ ِ
ن اب ْ ِن شِه ٍ ن َ ح َ َ ّدثَنَا َ
يح ْي َى ب ْ ُ
Shamela.org ١٨٠
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
أصحَابَ ال ُ ّ
سنَنِ أَ ع ْلَم ُ ن ْ ن -فَخُذ ُوه ُ ْم بال ُ ّ
سنَنِ ف َِإ َ ّ ل إ َّ
ن ناسًا يُجَادلُونَك ُ ْم -يَعْنِي ب ِالْقُر ْآ ِ ن أَ ي ُ
الل ّغَة ِ و َقَا َ ض و َال َ ّلح ْ ِ عَن ْه ُ ِإلَى ع َُم ّالِه ِ بتَِع َ ُل ّم ِ ال ُ ّ
س َن ّة ِ و َالف َرَائ ِ ِ
س َل ّم َ يَصْ نَعُ ،وَع َنْ عَل ِ ٍيّ حِينَ ق َرَنَ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ الل ّه ،و َفِي خ َبَرِه ِ حِينَ صَلَ ّى بِذِي الْحل َُيْفَة ِ رَكْ ع َتَيْنِ فَق َا َ
ل أَ صْ ن َ ُع كَمَا ر َأَ ي ْتُ رَسُو َ بِكِتَاب َ
ن َ
الن ّاسِ ،وَعَن ْهُ: س َل ّم َ لِقَو ْ ِ
ل أَ حَدٍ م ِ َ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ل ل َ ْم أَ كُنْ أَ دَع ُ س َُن ّة َ رَسُو ِ
اس عَن ْه ُ و َت َ ْفعَلُه ُ؟ قَا َ ل لَه ُ عُثْم َانُ ت َر َى أَ ن ِ ّي أَ نْهَ ى َ
الن ّ َ فَق َا َ
س َل ّم َ م َا اسْ تَطَعْتُ ،وَك َانَ ابن مَسْع ُودٍ يَق ُولُ: الل ّه وَس َُن ّة ِ نَب ِيّه ِ مُحَم ّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ اب َ إ َلّا َأن ّي لَسْتُ بِنَبِيّ وَل َا يُوحى ِإل َيّ و َلـَكِن ّي أَ عْم َ ُ
ل بِكِت َ ِ
ق
سه ِ نَطَ َ ق ب ِالْح ِ ْ
كمَة ِ وَم َنْ أَ َمّرَ ال ْه َو َى عَلَى ن َ ْف ِ سه ِ قَوْل ًا و َفِعْل ًا نَطَ َ ِيريّ :من أَ َمّرَ ال ُ ّ
س َن ّة َ عَلَى ن َ ْف ِ ل أَ بُو عُثْم َانَ ا ْلحـ ُ
س َل ّم َ فَعَلَه ُف َ ْفعَل ْت ُه ُ ،و َقَا َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
َ
ب ِال ْبِدْع َة ،وقال
__________
)قوله فتحات( بالحاء المهملة أي فتناثر )قوله بالظنة( بكسر الظاء المعجمة المشالة وتشديد النون المفتوحة أي التهمة )قوله وقال أبو
Shamela.org ١٨١
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
عثمان الحـيرى( بحاء مهلمة مكسورة فمثناة تحتية ساكنة فراء و ياء للنسبه إلى محلة بنيسابور تعرف بالحـيرة هو شيخ الصوفية بنيسابور،
ذكره القشيرى في الرسالة وذكر هَذ َا الْحَدِيث عَن ْه.
)*(
فصل ومخالفة أمره وتبديل سنته ضلال وبدعة متوعد من الل ّٰه عليه بالخذلان والعذاق ٣.١.٤
جبْر ِيلُ.
ك إمام ًا يُقْتَد َى بِكَ ،قلُ ْتُ من أن ْتَ ؟ قَالَِ :
جعَل َ ك ال ُ ّ
س َن ّة َ و َ َ باسْ تِعْمال ِ َ
الل ّه تَع َالَى )فَل ْيَحْذَرِ ال َ ّذ ِي َ
ن يُخَالِف ُونَ ع َنْ أَ ْمرِه ِ ل َ ن والعذاق قَا َ ل و َبِدْع َة ٌ م ُت َو َ َع ّدٌ م ِن َ
الل ّه عَلَيْه ِ بالخِذْلا ِ ل س َُن ّتِه ِ ضَلَا ٌ
مخَالَف َة ُ أ ْمرِه ِ و َتَبْدِي ُ
فصل و َ ُ
ل م ِنْ بَعْدِ م َا تَبېَ ّنَ لَه ُ ال ْهُد َى و َيَت ّب ِـعْ غَيْر َ سَب ِي ِ
ل ال ْمُؤْم ِنِينَ نُوَل ِ ّه ِ ما تولى( ق َ
الر ّسُو َ َاب أَ ل ِيم ٌ( و َقَالَ) :وَم َنْ يُش َاق ِ ِ
أَ ْن تُصِ يبَه ُ ْم فِت ْن َة ٌ أَ ْو يُصِ يبَه ُ ْم عَذ ٌ
ن ع ََت ّ ٍ
اب بِق ِرَاءَتِي عَلَيْهِم َا قالا حدثنا أبو القاسم خاتم بن محمد حدثنا أبو الحسن ن بْ ُ جعْفَرٍ وَع َبد ُ َ
الر ّحْم َ ِ الل ّه ِ ب ْ ُ
ن أَ بِي َ الآيَة َ ،ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو مُحَم ّدٍ عَبْد ُ َ
ن الْق َاس ِ ِم ح َ َ ّدثَنَا م َال ِكٌ ع َ ِ
ن ن مَسْر ُو ٍر ال َد ّ َب ّاغ ُ ح َ َ ّدثَنَا أَ حْمَد ُ بن أَ بِي سُلَيْم َانَ ح َ َ ّدثَنَا سحنون ابن سَع ِيدٍ ح َ َ ّدثَنَا اب ْ ُ
القابسي حدثنا أَ بُو الْحُسَيْنِ ب ْ ُ
ن ع َنْ العلاء بن عَبْدِ َ
الر ّحْم َ ِ
ل ع َنْ صفَة ِ ُأ َمّتِه ِ و َف ِيه ِ )فَلَيُذ َاد َ َ ّ
ن رِج َا ٌ س َل ّم َ خَر َ َ
ج ِإلَى المَقْبَرَة ِ وَذَك َر َ الْحَدِيثَ فِي ِ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ن رَسُو َ
ع َنْ أَ بيِه ِ ع َنْ أَ بِي ه ُر َي ْرَة َ أَ ّ
س أنت
ل فَس ُحْ ق ًا فَس ُحْ ق ًا فَس ُحْ ق ًا( وَرَو َى أَ ن َ ٌ ل ف َُأن َادِيه ِم أَ ل َا ه َل ُ َمّ أَ ل َا ه َل ُ َمّ فَيُق َا ُ
ل ِإ َ ّنه ُ ْم ق َ ْد ب َ ّدلُوا بَعْدَك َ ف َأَ قُو ُ الضّ ا ُ ّ
حوْض ِي كَمَا يُذ َاد ُ ال ْب َع ِير ُ َ
َ
ْس
ل فِي أ ْمر ِن َا م َا لَي َ ْس م َِن ّي( و َقَا َ
ل )من أَ ْدخ َ َ ل )فَم َنْ رَغِبَ ع َنْ س َُن ّتِي فَلَي َ
س َل ّم َ قَا َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ َ
ل )لا ألفين أحدكم متكئا عَلَى أَ رِ يكَتِه ِ ي َأْ تيِه ِ الْأَ مْرُ م ِنْ أَ ْمر ِي س َل ّم َ قَا َ الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن َ مِن ْه ُ فَه ُو َ ر َ ُدّ( وَرَو َى ابن أَ بِي ر َاف ٍ
ِـع ع َنْ أَ بيِه ِ ع َ ِ
الل ّه ِ صَلَ ّى
ل َ ن م َا ح َرّم َ رَسُو ُ الل ّه ِ ا َت ّبَعْنَاه ُ( ز َاد َ فِي حَد ِ
ِيث الم ِ ْقد َادِ )أَ ل َا و َِإ َ ّ اب َ ل ل َا أَ ْدرِي م َا وَجَدْن َا فِي ك ِت َ ِ م َِم ّا أَ م َْرتُ بِه ِ أَ ْو نَهَي ْتُ عَن ْه ُ فَيَق ُو ُ
كفَى بِقَو ْ ٍم حُمْق ًا -أَ ْو قال ضلال -أ ْن يَرْغ َب ُوا ع ََم ّا
ِف ) َ
اب فِي كَت ٍ ل م َا ح َرّم َ َ
الل ّهُ( وقال صلى الل ّٰه عليه وسلم وجئ بِكِت َ ٍ س َل ّم َ مِث ْ ُ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
َ
ل صَلَ ّى الل ّٰه عليه وسلم
ك الْكِتَابَ يُت ْلَى عليهم( الآيَة َ ،و َقَا َ
ت )أو لم يكفهم أنا أنزنا عَلَي ْ َ ج َاء َ بِه ِ نَب ُِيّه ُ ْم ِإلَى غَيْر ِ نَبِيِّه ِ ْم أَ ْو ك ِت َ ٍ
اب غَيْر ِ ك ِتاَبِهِمْ( فَنَزَل َ ْ
)هل كالمتنطعون( وقال أبو بكر
__________
)قوله فيلذادن( كذا رواه أكثر الرواة عن مالك الموطأ ومعناه ليطردن ورواه يحيى وابن أبى نافع ومطرف فلا يذادن ومعناه فلا تفعلوا
فعلا يوجب ذلك ومنه فلا ألفين أحدكم على رقبته بعير أي لا تفعلوا ما يوجب ذلك )قوله ألا هلم( أي تعالوا وأقبلوا لا يثنى ولا يجمع
ولا يؤنث في لغة الحجاز يين خلافا لنبى تميم وبلغة الأولين جاء القرآن قال الل ّٰه تعالى )قل هلم شهداءكم( وقال تعالى )والقائلين لإخوانهم
هلم إلينا( )قوله فسحقا( بإسكان الحاء المهملة وضمها أي فبعدا )قوله المتنطعون( قيل معناه المتعمقون المبالغون في الأمور.
)(*) (٢ - ٢
Shamela.org ١٨٢
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
الباب الثاني في لزوم محبته صلى الل ّٰه عليه وسلم ٣.٢
الل ّه ِ مُحَم ّد ُ بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا يعقوب ابن إ ب ْر َاه ِيم َ ح َ َ ّدثَنَا اب ْ ُ
ن عُلَي ّة َ ع َنْ عَبْدِ الْعَزِيز ُ ب ْ ِن ح َ َ ّدثَنَا المَرْوَز ُِيّ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو عَبْدِ َ
ن أَ حَد ُك ُ ْم ح ََت ّى أَ كُونَ أَ ح َ ّ
َب ِإلَيْه ِ م ِنْ وَلَدِه ِ وَو َالِدِه ِ الل ّه عَن ْه ُ أن رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم قَالَ) :ل َا يُؤْم ِ ُ
س رَضِيَ َ
َيب ع َنْ أَ ن َ ٍ
صُه ٍ
اث م َنْ ك َُنّ ف ِيه ِ وَجَد َ ح َلَاوَة َ ال ِْإ يمَانِ:
س َل ّم َ )ثَل َ ٌ س عَن ْه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ نح ْوَه ُ وَع َنْ أَ ن َ ٍ
الل ّه عَن ْه ُ َ
س أَ جْم َع ِينَ( وَع َنْ أَ بِي ه ُر َي ْرَة َ رَضِيَ َ و َ
َالن ّا ِ
َب ِإلَيْه ِ م َِم ّا سِوَاهُمَا وأن يحب
الل ّه ُ وَرَسُولُه ُ أَ ح َ ّ
أَ ْن يَكُونَ َ
__________
)قوله وعظم( بكسر العين وفتح الظاء المعجمة.
Shamela.org ١٨٣
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
س َل ّم َ عَب ْد الل ّٰه ابن مَسْع ُودٍ و َأَ بُو م ُوس َى و َأَ ن َ ٌ
س الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َ َ
ن َ ْظ ع َ ِ َب( وَرَو َى هَذ َا َ
الل ّف َ ل )المَر ْء ُ م َ َع م َنْ أَ ح َ ّ الل ّه ِ ِإن ِ ّي ُأح ُِب ّ َ
ك قَا َ ل َ رَسُو َ
ن
حس ُ َ َالص ّدِيق ِينَ و َال ُش ّهَد َاء ِ و َ
َالصّ الِ حـ ِينَ و َ َ ن َ
الن ّب ِيِّينَ و ِّ الل ّه ُ عَلَيْه ِ ْم م ِ َ
ن أَ نْعَم َ َ ل ف َُأولَئ ِ َ
ك م َ َع ال َ ّذ ِي َ الل ّه َ و َ
َالر ّسُو َ الله تَع َالَى )وَم َنْ يُط ِ
ِـع َ ل َّ ُل َا أَ ر َاك َ ف َأَ ن ْز َ َ
ل )م َا ب َالُكَ؟( س َل ّم َ يَنْظ ُر ُ ِإلَيْه ِ ل َا ي َ ْطر ُ
ِف فَق َا َ الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل عِنْد َ َ
أولئك رفيقا( فَد َعَا بِه ِ فَق َرأَ َ ه َا عَلَيْه ِ * و َفِي حَدِيث آخَر َ ك َانَ رَج ُ ٌ
الل ّه ُ
ك َ ك ف َِإذ َا ك َانَ يَوْم َ الْق ِيَامَة ِ ر َفَع َ َ ن َ
الن ّظَرِ ِإلَي ْ َ ل ب ِأَ بِي أَ ن ْتَ و َ ُأمِّي أَ تَمَت ّ ُع م ِ َ
قَا َ
__________
ت في ثوبان الل ّه ُ عليه وسلم فقال لأنت أحب إلي من أهلى( قال البغوي في تفسيره :أَ َ ّ
ن الآيَة َ ن َزَل َ ْ الن ّبِيّ صَلَ ّى َن رَج ُل ًا أَ تَى َ )قوله وَر ُويَ أَ َ ّ
س َل ّم َ وعن النقاش أَ َ ّنهَا ن َزَل َ ْ
ت فِي عبد الل ّٰه بن زيد بن عبد ربه. الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ مَو ْلَى رَسُو ِ
)*(
فصل فيما روى عن السلف والأئمة )من محبتهم للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وشوقهم له( ٣.٢.٢
الل ّه عَن ْه ُ )م َنْ أَ ح ََب ّنِي ك َانَ مَع ِي فِي الْج َنَ ّة ِ(
س رَضِيَ َ
الل ّه ُ الآيَة َ * و َفِي حَدِيث أَ ن َ ٍ
ل َ بتَِفْضِ يلِه ِ ف َأَ ن ْز َ َ
س َل ّم َ وشوقهم له( ن السلف والأئمة )من محبتهم للنبي صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ فصل ف ِيم َا رُوِيَ ع َ ِ
سل ِم ٌ ح َ َ ّدثَنَا قُتَي ْب َة ُ ح َ َ ّدثَنَا يَعْق ُوبُ ب ْ ُ
ن عَبْدِ سفْيَانَ ح َ َ ّدثَنَا م ُ ْ الر ّاز ُِيّ ح َ َ ّدثَنَا الْجلُُود ُِيّ ح َ َ ّدثَنَا اب ْ ُ
ن ُ ح َ َ ّدثَنَا الْق َاض ِي ال َش ّه ِيد ُ حدثنا العذري حدثنا َ
طابُ ل ِأَ َ ّ
ن الل ّه ُ عَن ْه ُ أَ ْن ت ُ ْسل ِم َ أَ ح ُ ّ
َب ِإل َيّ م ِنْ أَ ْن ي ُ ْسل ِم َ الْخ َ ّ ل لِل ْع ََب ّا ِ
س رَضِيَ َ اب قَا َ
ط ِنح ْوَه ُ ع َنْ ع ُم َر َ ب ْ ِن الْخ َ ّ ِإسْ لَام َ أَ بِي طَال ٍِب ك َانَ أَ ق ََر ّ لِعَي ْن ِ َ
ك وَ َ
Shamela.org ١٨٤
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
ل
الل ّه عَنْهُم َا بَعْد َ قَتْلِه ِ فَاسْ تَغْف َر َلَه ُ و َقَا َ َجت إ َلّا ح ًُب ّا لل ّٰه وَرَسُولِه ِ ،وَو َق ََف ابن ع ُم َر َعَلَى ابن ُ
الز ّبَيْر ِ رَضِيَ َ ض عن أرض وَم َا خَر ْ
وَل َا رَغْب َة ً ب ِأَ رِ ٍ
Shamela.org ١٨٥
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
صد ُورِه ِ ْم ح َاج َة ً يح ُِب ّونَ م َنْ ه َاجَر َ ِإلَيْه ِ ْم و َلا َ
يجِد ُونَ فِي ُ ن تبوؤا ال َد ّار َ و ِ
َالإ يمَانَ م ِنْ قَبْلِه ِ ْم ُ الل ّه تَع َالَى )و َال َ ّذ ِي َ
ل َ سه ِ وَم ُوافَقَة ِ شَهْوَتِه ِ قَا َ
ه َو َى ن َ ْف ِ
الل ّه تَع َالَى * ح َ َ ّدثَنَا الْق َاض ِي أَ بُو عَل ِ ٍيّ الْحَاف ُِظ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو م َِم ّا ُأوتُوا و َيُؤ ْث ِر ُونَ عَلَى أَ نْفُسِه ِ ْم و َلَو ْ ك َانَ بِه ِ ْم خصاصة( و ْ
َإسخ َ ُ
اط ال ْع ِبَادِ فِي رِض َى َ
س بن
ل أَ ن َ ُ الل ّه ِ الأَ نْصَار ُِيّ ع َنْ أَ بيِه ِ ع َنْ عَل ِ ِيّ ب ْ ِن ز َيْدٍ ع َنْ سعيد بن ال ْمُسَي ّ ِ
ِب قَا َ ن ح َا ِت ٍم ح َ َ ّدثَنَا مُحَم ّد ُ ب ْ ُ
ن عَبْدِ َ ح َ َ ّدثَنَا م ُ ْ
سل ِم ُ ب ْ ُ
__________
)قوله ومنشطه ومكرهه( بفتح أولهما وثالثهما مصدران.
)*(
ك غ ٌّ
ِش ل ِأَ حَدٍ فَافْع َلْ ( ْس فِي قَل ْب ِ َ س َل ّم َ )ي َا بُن َ ّي ِإ ْن قَدَرْتَ أَ ْن تُصْ ب ِ َ
ح و َتُمْسِيَ لَي َ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ل ل ِي رَسُو ُ
الل ّه ُ عَن ْه ُ قَا َ
م َال ِكٍ رَضِيَ َ
ل ن َات ّص َ
َف بِهِذِه ِ الصّ فَة ِ فَه ُو َ ك َام ِ ُ ك م ِنْ س َُن ّتِي ،وَم َنْ أحْ يَا س َُن ّتِي فقد أحبني ومن أحبى ك َانَ مَع ِي فِي الْج َنَ ّة ِ( فَم َ ِ
ل ل ِي )ي َا بُن َ ّي وَذَل ِ َ
ث َُم ّ قَا َ
الل ّه َ
َب َح َبّهُم َا فَق َ ْد أَ ح ََب ّنِي وَم ِنْ أَ ح ََب ّنِي فَق َ ْد أَ ح َ ّ يح ُِب ّه ُ( و َقَا َ
ل )م َنْ أَ َ َب م َنْ ُ م ِإن ِ ّي ُأح ُِب ّه ُ ف َأَ ح َ ّ
)الل ّه ُ َ ّ
ن َ ح َبّهُم َا( و َفِي رِو َايَة فِي الْحَسَ ِ ُأ ِ
ح ُبّهُم َا ف َأَ ِ
صحَابِي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فيحبى أحبهم الل ّه َ فِي أَ ْ )الل ّه َ َ
ل َ الل ّهَ( و َقَا َ
َض َ ضنِي فَق َ ْد أَ بْغ َ ضنِي وَم َنْ أَ بْغ َ َ
وَم َنْ أبْغ َضَهُم َا فَق َ ْد أَ بْغ َ َ
ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني وَم َنْ آذ َانِي فَق َ ْد آذى الل ّٰه ومن آذى الل ّٰه يوشك أن يأخذه( وقال فِي فَاطِم َة َ رَضِيَ
ل لِع َائِش َة َ فِي أسامة بن زيد )أحيه فَإن ّي ُأح ُِب ّه ُ( ،و َقَالَ) :آيَة ُ ال ِْإ يمَان ح ُ ّ
ُب الْأَ نْصَارِ و َآية ُ )إ َ ّنهَا ب ِضْ ع َة ٌ من يغضبني ما أغضيها( و َقَا َ
الل ّه عَنْهَا ِ
َ
ق بُغْضُهُمْ( و َفِي حَدِيث ابن ع ُم َر َ )من أَ ح َ ّ
َب الْع َر َبَ فَبِحُب ِ ّي النّف َا ِ
__________
Shamela.org ١٨٦
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
)قوله اسحاق التجيبى( تجيب بضم أوله عند المحدثين وكثير من الأدباء وبفتحه عنه الباقين ،والتاء عند هؤلاء أصلية ،اسم لقبيلة من
كنده )قوله غرضا( بفتح العين المعجمة والراء أي هدفا يرمى عليه )قوله يوشك( أي يقرب ويسرع.
)*(
ح َبّه ُ ْم وَم َنْ أَ بْغ َضَه ُ ْم فَب ِبُغْض ِي أَ بْغ َضَه ُ ْم فَبِالْحَق ِيقَة ِ م َنْ أحب شيئا أحب كل
أَ َ
س َل ّم َ يَتَتَب ّ ُع ال ُد ّب ّاء َ من الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ س حِينَ ر َأى َ
ل أَ ن َ ٌ
س و َق َ ْد قَا َ ات َ
الن ّ ْف ِ ف ح ََت ّى في ال ْمُبَاح ِ
َات و َشَه َو َ ِ شئ يحبه( وهذه سِيرة ُ ال َ ّ
سل َ ِ
Shamela.org ١٨٧
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
جلباب وهو الإزار ،قال القتيبى معناه أن يرفض الدنيا ويزهد فيها و يصبر على الفقر والتقلل فكنى بالتجفاف والجلباب عن الصبر لأنه
يستر الفقير كما يستران البدن.
)*(
فصل في معنى المحبة للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وحقيقتها ٣.٢.٤
س َل ّم َ ح ّقِه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ك هَذ َا نَظَر ْتَ هَذِه ِ الْأَ سْ بَابَ ك َُل ّه َا فِي َ
ن ِإلَيْهَا ،ف َِإذ َا تَق ََر ّر َ ل َ َ
ُب من أَ حْ سَ َ
ُوس عَلَى ح ِّ ت ُ
الن ّف ُ و َإنْع َامِه ِ عَلَيْه ِ فَق َ ْد جُبِل َ ِ
س َل ّم َ فَع َلِم ْتَ َأن ّه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
ج َام ِـ ٌع لِهذِه ِ المَع َانِي َ
الث ّلاثَة ِ المُوجِبَة ِ للمحبة.
ج ِإلَى زِي َادَة ٍ.
يح ْتَا ُ ن فَق َ ْد ق ََر ّرْنا مِنْهَا قَب ْ ُ
ل ف ِيم َا م َ َّر من الكتاب مالا َ ق و َالبَاطِ ِ
ل الْأَ خْلَا ِ ل ُ
الصّ ورَة ِ والظّاهِرِ وكما ِ أَ َمّا جَمَا ُ
شفَق َتِه ِ عَلَيْهِم ُ الل ّه تَع َالَى لَه ُ من ر َأْ فَتِه ِ بِه ِ ْم وَرَحْمَتِه ِ لَه ُ ْم وَهِد َايَتِه ِ إ ي ّاه ُ ْم و َ َ َاف َ و َأَ َمّا إحْ سَانُه ُ و َإنْع َام ُه ُ عَلَى أ َمّتِه ِ فَك َذل ِ َ
ك ق َ ْد م َ َّر مِن ْه ُ فِي أ ْوص ِ
الل ّه ب ِِإذْنِه ِ و َيَت ْلُوا عَلَيْه ِم آياتِه ِ و َي ُزَكّ يه ِ ْم و َيُع َلّمُه ُم
الن ّارِ وأنه بالمؤمنين رؤف رَحِيم ٌ وَرَحْم َة ٌ لِلْع َالم َي ِنَ وَم ُبَش ِّر ًا و َنَذِير ًا وَد َاعِيًا ِإلَى َ ن َ و َاسْ تِنْق َاذِه ِ ْم بِه ِ م ِ َ
ل
وأيّ ِإفْضَا ٍ خطَرًا من إحْ سَانِه ِ ِإلَى جَم ِ
ِيع ال ْمُؤْم ِنينَُ ، َأيّ إحْ سَان أج َ ُ ّ
ل ق َ ْدر ًا و َأَ ْعظَم ُ َ كم َة َ و َيَهْدِيه ِ ْم ِإلَى صِر َاطٍ مُسْتَق ٍِيم ،ف ُ
الْكِتَابَ و َالْح ِ ْ
ن العَم َايَة ِ وَد َاعِيَه ُ ْم ِإلَى الف ِ
َلاح و َالـك َرَامَة ِ أَ ع َ ُ ّم مَنْف َعة ً و َأَ كْ ث َر ُ فَائِدة ً من إنْع َامِه ِ عَلَى ك ََاف ّة ِ المُسْل ِمِينَ؟ ِإ ْذ ك َانَ ذَرِ يعَتُه ُ ْم ِإلَى الهِد َايَة ِ وَم ُن ِْقذ ُه ُ ْم م ِ َ
ك َأن ّه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عليه َالن ّع ِيم َ ال َس ّرْمَد َ فَق َد اسْ تَبَانَ ل َ َ
شاهِد َ لَه ُ ْم و َالمُوجِبَ لَهُم ُ ال ْبَق َاء ال َد ّائِم َ و َ
َ وَو َسيلَتَه ُ ْم ِإلَى ر َ ّبِه ِ ْم وَشَفيعَه ُ ْم و َالمُتَك َل ِ ّم َ عَنْه ُ ْم و َال َ ّ
ِب لِل ْمَح ََب ّة ِ الحقيقة شرعا
س َل ّم َ مُسْتَوْج ٌ
وَ َ
__________
)قوله واخترام النفوس( بالخاء المعجمة.
Shamela.org ١٨٨
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
يح ُ ّ
ِب من م َن َح َه ُ فِي دُن ْيَاه ُ بِمَا ق َ ّدمْناه ُ من صَ ح ِ
ِيح الآثارِ و َعَادَة ً وَجِبلَ ّة ً بِمَا ذَكَر ْن َاه ُ آنِف ًا لإفاضَتِه ِ الإحْ سَانَ و َع ُم ُومِه ِ الإجْمَالَ ،ف َِإذ َا ك َانَ ال ِْإنْس َانُ ُ
ن َ
الن ّع ِِيم وَو َقَاه ُ ما لا يفى من ل مُنْقَط ِـ ٌع فَم َنْ م َن َح َه ُ م َا ل َا يَب ِيد ُ م ِ َ م ََرة ً أَ ْو م ََرتَيْنِ مَعْر ُوفًا أَ و اسْ تَنْقَذَه ُ من هَلـَكَة ٍ أَ ْو م َض َ َرّة ٍ م ُ ّدة َ َ
الت ّأذّي بِهَا قَلِي ٌ ّ ّ
ن سِيرَتِه ِ أو حاكم لما يؤثر من قوام طر يقته أو قاص بعيد الدار لما يشاد من طب ِْع ملك لِ ح ُ ْ
س ِ ب ،و َإذ َا ك َانَ ي ُ ّ
ُحب بال ّ َاب الجحَ ِِيم أوْلى بالح ُ ّ
عَذ ِ
صف َتِه ِ
الل ّه عَن ْه ُ فِي ِ
ل عَلِيّ رَضِيَ َ
ل ،و َق َ ْد قَا َ كمَال أَ ح َُقّ ب ِالْح ُ ّ
ب و َأوْلَى ب ِال ْمَي ْ ِ ل عَلَى غَايَة ِ م َرَات ِِب ال ْـ َ
علمه أَ ْو ك َر َ ِم شِيم َتِه ِ فَم َنْ جَم َ َع هَذِه ِ الْخِصَا َ
س َل ّم َ من ر َآه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
محَب ّة ً ف ِيه ِ. الصّ ح َابَة ِ َأن ّه ُ ك َانَ ل َا يَص ُ
ْرف بَصَرَه ُ عَن ْه ُ َ بَدِيه َة ً ه َابَه ُ و َمنْ خ َالَطَه ُ مَعْرِف َة ً أح ََب ّه ُ وَذَكَر ْنا ع َنْ بَعْض َ
صحُوا ل َِل ّه ِ وَرَسُولِه ِ ،م َا ج ِإذ َا ن َ َ يجِد ُونَ م َا يُنْفِق ُونَ حَر َ ٌ ن لا َ الل ّه تَع َالَى )و َلا عَلَى ال َ ّذ ِي َ ل َ س َل ّم َ قَا َ فصل فِي وجوب مناصفته صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
مخ ْل ِصِ ينَ مُسْل ِمِينَ فِي السّرّ وال ْع َلانَي ّة. صحُوا ل َِل ّه ِ وَرَسُولِه ِ ِإذ َا ك َانُوا ُ ل َ
الت ّ ْفسِير ِ إذ َا ن َ َ ل أَ ه ْ ُ
ل و ََالل ّه ُ غَف ُور ٌ رَحِيم ٌ( قَا َ عَلَى ال ْم ُحْ سِنِينَ م ِنْ سَب ِي ٍ
ن ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو بكر
ن عَبْدِ ال ْمُؤْم ِ ِالل ّه ِ ح َ َ ّدثَنَا اب ْ ُ
ن عَبْدِ َ ُف ب ْ ُ ن مُح َم ّدٍ ح َ َ ّدثَنَا يُوس ُ
حسَيْنُ ب ْ ُ ح َ َ ّدثَنَا الْفَق ِيه ُ أَ بُو ال ْوَلِيدِ بِق ِرَاءَتِي عَلَيْه ِ ح َ َ ّدثَنَا ُ
__________
)قوله لما يشاد( بضم المثناة التحتية وتخفيف الشين المعجمة وفى آخره دال مهملة مخففة ،في الصحاح أشاد بذكره أي يرفع من قدره
)قوله شيمته( بكسر الشين المعجمة أي خلقته.
)*(
ِ ٍ
يم ال َد ّار ّ ِ
ِي قال قال رسول ن أَ بِي صَالح ع َنْ عَطَاء ب ْ ِن يَز ِيد َ ع َنْ تَم ِ ٍ س ح َ َ ّدثَنَا ز ُهَيْر ٌ ح َ َ ّدثَنَا سُهَي ْ ُ
ل بْ ُ لتمار ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو د َاوُد َ ح َ َ ّدثَنَا أَ حْمَد ُ ب ْ ُ
ن يُون ُ َ
الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ ل َ الت ّجِيب ُيّ :نَصِ يحة ُ رَسُو ِ
ل أَ بُو إ ب ْر َاه ِيم ُِإ ْسحَاقُ ُ َالت ّخ َُل ّ ُ
ق ب ِأَ خْلاقِه ِ الـكَر ِيمَة ِ و َآد َابِه ِ الجملية ،و َقَا َ ب عَنْهَا و َنَشْر ِه َا ،و َ
ب و َال َذ ّ ّ بال َ ّ
طل َ ِ
ل
ل بِهَا ،و َقَا َ ض عَلَيْهَا و َال َد ّعْوَة ُ ِإلَى َ
الل ّه و َِإلَى ك ِتَابِه ِ و َِإلَى رَسُولِه ِ وإليها إلى الْعَم َ ِ ق بِمَا جاء بِه ِ و َالاعْتِصَام ُ بِس ُن ّتِه ِ و َنَشْر ُه َا و َالح َ ُ ّ س َل ّم َ َ
الت ّصْ دِي ُ وَ َ
Shamela.org ١٨٩
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
ح لَه ُ يَقْتَض ِي نُصْ ح َيْنِ نُصْ ح ًا ل أَ بُو بَكْر ٍ الآجُر ُّيّ و َغَي ْرُه ُ ُ
الن ّصْ ُ س َل ّم َ ،و َقَا َ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ وب اعْتِق َاد ُ َ
الن ّصِ يحَة ِ ل ِرَسُو ِ َات الْق ُل ُ ِ
من مَفْر ُوض ِ
س وأموال ل ُ
الن ّف ُو ِ سم ِْع و َال َ ّ
طاعَة ِ لَه ُ و َب َ ْذ ِ صحَابِه ِ لَه ُب َِالن ّصْر ِ و َالمحَُام َاة ِ عَن ْه ُ وَمُع َاد َاة ِ من عَاد َاه ُ و َال َ ّ
ح أَ ْ
فِي حَيَاتِه ِ و َنُصْ ح ًا بَعْد َ مَمَاتِه ِ فَفِي حَيَاتِه ِ نُصْ ُ
ل )و َيَن ْصُر ُونَ الل ّٰه ورسوله( الآيَة َ ،و َأَ َمّا نَصِ يح َة ُ ال ْمُسْل ِمينَ لَه ُ بَعْد َ الل ّه َ عَلَيْه ِ( الآيَة َ ،و َقَا َ
صد َقُوا م َا عَاهَد ُوا َ ل َ
ل الل ّٰه تَع َالَى )رِج َا ٌ د ُونَه ُ كَمَا قَا َ
مجَانَب َة ُ من رَغِبَ ع َنْ وأصحَابِه ِ و َ ُ
ل بَي ْتِه ِ ْ ش َ ّدة ُ المحََب ّة لَه ُ و َالمُثَاب َرَة ُ عَلَى تعلم سنته والنفقة فِي شَر ِيع َتِه ِ و َ َ
محَب ّة ُ آ ِ لو ِ و َفَاتِه ِ فالتِز َام ُ َ
الت ّو ْق ِير ِ و َالإجْلا ِ
الل ّه
ل َ ل لَه ُ م َا فَع َ َ ِالصّ فّارِ رؤى فِي َ
الن ّو ْ ِم فَق ِي َ ُوف ب َ ك خُر َاسَانَ وَمَشَاه ِير ِ ُ
الث ّ َو ّارِ المَعْر َ ْث أَ ح َد م ُلُو ِ
الل ّي ِ ال ِْإم َام ُ أَ بُو الْق َاس ِ ِم الْقُشَيْر ُِيّ أَ َ ّ
ن عَم ْرو بن َ
ح لْأَ ئ َِم ّة ِ المُسْل ِمِينَ فَطَاعَتُه ُ ْم فِي الْحَقّ وَم َع ُونَتُه ُ ْم ف ِيه ِ و َأمْرُه ُ ْم بِه ِ ك وَغَف َر َ ل ِي * وما ُ
الن ّصْ ُ س َل ّم َ ف َأعْنت ُه ُ و َنَص ْرتُه ُ فَشَك َر َ َ
الل ّه ل ِي ذَل ِ َ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
س و َإفْسَادِ ِيب َ
الن ّا ِ كت ِم َ عَنْه ُ ْم من ُأم ُور المُسْل ِمينَ و َتَرْك ُ الخُر ِ
ُوج عَلَيْهِم ُ و َتَضْر ِ ن وَجْه ٍ و َتَن ْب ِيهُه ُ ْم عَلَى م َا غَف َلُوا عَن ْه ُ و َ ُ
و َت َ ْذكِير ُه ُ ْم إ ي ّاه ُ عَلَى أَ حْ سَ ِ
قُلُو بِه ِ ْم عَلَيْهِم ُ والصح لِع َا َمّة ِ المُسْل ِمينَ إ ْرشَاد ُه ُ ْم ِإلَى مَصَالِ ح ِه ْم وَم َع ُونَتُه ُ ْم فِي أ ْمر ِ دِينِه ِ ْم
ست ْر ُ عَوْر َاتِه ِ ْم وَد َف ْ ُع المضار عنهم وجل المَنَاف ِ
ِـع ِإلَيْه ِ ْم جه ِ ْم و َ َ
مح ْتَا ِ
ل و َتَن ْب ِيه ُ غَافِله ِ ْم و َتَب ْصِ ير ُ ج َاه ِل ِه ْم وَر َفْد ُ ُ
ل و َالفِعْ ِ
وَدُن ْيَاه ُ ْم ب ِالْقَو ْ ِ
اب الثالث )فِي تعظيم أمره ووجوب توقيره وبره(
ال ْب َ ِ
)إ َن ّا أَ ْرسَل ْنَاك َ شَاهِدًا وَم ُبَش ِّر ًا و َنَذِير ًا لِتُؤْم ِن ُوا ب َِالل ّه ِ وَرَسُولِه ِ وتعزروه وتوقروه( وقال )يا أيها ال َ ّذ ِي َ
ن آم َن ُوا لا تقدموا الل ّه تَع َالَى ِ
ل َ قَا َ
__________
)قوله الثوار( بالمثلثة وتشديد الواو وفى آخره راء :أي الأبطال )قوله صعدت( بكسر العين )قوله ذروة( بكسر المعجمة وضمها )قولها
َالل ّه ل ِي( قال ابن قرقول في قوله فشكر الل ّٰه :أي أثابه وقيل قبل عمله وقيل أثنى عليه بذلك وذكره لملائكته )قوله وتضريب( بالضاد
فَشَك َر َ
المعجمة ،في الصحاح التضريب بين الناس الإغراء )*(
ل تجْع َلُوا د ُعَاء َ
الر ّسُو ِ َ ل تَع َالَى )لا َ
ْت النبي( الثلاث آيات و َقَا َ
صو ِ الل ّه ِ ورسوله ،و) :يا أيها ال َ ّذ ِي َ
ن آم َن ُوا لا تَرْف َع ُوا أَ صْ وَاتَك ُ ْم فَو ْقَ َ َي َبَيْنَ يَد ِ
بَي ْنَك ُ ْم كَد ُعَاء ِ بَعْضِ ك ُ ْم بعضا( فأوجب تعالى تعذيره و َتَو ْق ِيرَه ُ و َأل ْزَم َ إك ْرَام َه ُ وتعظيمه ،وقال ابن ع ََب ّاس تُع َزّر ُوه ُ ُ
تج ُِل ّو ُه و َقَا َ
ل المُبَرّد ُ تُع َزّر ُوه ُ
الت ّق َ ُ ّد ِم بين يديه بالقول
ن َ طبَر ُِيّ تُع ِين ُونَه ُ ،و َقُرِئ َ تعززوه براءين م ِ َ
ن الع ِز ّ ،وَنَهى ع َ ِ ل ال َ ّ
َش تَن ْصُر ُونَه ُ ،وقَا َ
ل الْأخْ ف ُ
تُبَالغ ُوا فِي تَعْظ ِيمِه ِ ،و َقَا َ
الل ّه لا تقولوا قبل أن يقول وإذا قال وسوء الأدب بسبقه بالكلام على قول ابن عباس وغيره هو اختيار ثعلب ،قال سهل ابن عبد َ
ل أَ ْو غَيْرِه ِ من أ ْمر ِ دِينِه ِ ْم إ َلّا
ك من قَتَا ٍل بِقَضَاء ِ أ ْمر ٍ قبل قضاء ف ِيه و َأَ ْن يَفْتَاتُوا بشئ فِي ذَل ِ َ
َالت ّع َ ُج ّ ِ
فاستمعوا له وأنصتوا ،ونهوا عن التقدم و َ
َالث ّوْرِيّ ث َُم ّ بأ ْمرِه ِ وَل َا يَسْبِق ُوه ُ بِه ِ ،و َِإلَى هَذ َا يَرْجِـ ُع قَو ْلُه ُ الحسن ومجاهد والصحاك و َال ُ ّ
سدّيّ و َ
ل
الل ّه فِي ِإه ْمَا ِ سلَم ِ ُ ّ
ي َات ّق ُوا َ ل ال ُ ّ
الت ّق َ ُ ّد ِم ،و َقَا َ
ل ال ْمَاو َ ْرد ُِيّ َات ّق ُوه يَعْنِي فِي َ
الل ّه َ سَم ِي ٌع عَل ِيم ٌ( قَا َ
ن َ الل ّه َ ِإ َ ّ
ل )و ََات ّق ُوا َ
ك فَق َا َ وَعَظَه ُ ْم وَح َ َ ّذر َه ُ ْم ُ
مخَالَف َة َ ذَل ِ َ
ض
يجْه َر ُ بَعْضُه ُ ْم لِبَعْ ٍ
ل كَمَا َ
صو ْتِه ِ و َالج َ ْهرِ لَه ُ ب ِالقَو ْ ِ
ْت فَو ْقَ َ ِيع ح ُ ْرم َتِه ِ َإن ّه ُ سَم ِي ٌع لِقَو ْلـِك ُ ْم عَل ِيم ٌ بِفِعْل ِـكُمْ ،ث َُم ّ نَهَاه ُ ْم ع َنْ ر َف ِْع َ
الصّ و ِ ح ّقِه ِ و َتَضْ ي ِ
َ
Shamela.org ١٩٠
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
بَعْضِ ك ُ ْم
__________
قوله تعزيره( بالراء أي تعظيمه وتوقيره )*(
كقَو ْلِه ِ فِي الآيَة ا ْل ُأخْرى )لا الل ّه ي َا نَبِ َ ّي َ
الل ّه ،و َهَذ َا َ ل َ ِب أ ْن يُنَاد َى بِه ِ :ي َا رَسُو َ يح ُ ّ
َف م َا ُظِم ُوه ُ وَو َق ِّر ُوه ُ و َن َاد ُوه ُ بأشْر ِض و َلـِكنْ ع َ ّ لِبَعْ ٍ
خشِيَ
ت هَذِه ِ الآيَة ُ أَ قَام َ فِي مَنْزِلِه ِ و َ َ يم وَك َانَ فِي ُأذ ُنَيْه ِ صَمَمٌ فَك َانَ يَرْف َ ُع َ
صو ْتَه ُ ،فَلَم ّا ن َزَل َ ْ الن ّبِيّ صَلَ ّى الل ّٰه عليه وسلم في مخافرة بَنِي تَم ِ ٍ
ِيب َ
خط ِ
َ
ل و َأنا الل ّه أ ْن َ
نجْه َر َ ب ِالْق َو ِ خشِيتُ أ ْن أكُونَ هَلـَكْتُ ،نَهَان َا َ
الل ّه لَق َ ْد َ س َل ّم َ فَق َا َ
ل ي َا نَبِ ّي َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن يَكُونَ حَب َِط ع َمَلُه ُ ث َُم ّ أتَى َ
أَ َ ّ
س َل ّم َ )ي َا ث َاب ِتُ أَ م َا تَرْض َى أَ ْن تَع َ
ِيش الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ْت ،فَق َا َ جه ِير ُ َ
الصّ و ِ امْرُؤ َ
الل ّه ل َا ُأكَل ّم ُ َ
ك بَعْد َه َا إ َلّا ل َ ل والل ّٰه ي َا رَسُو َ
ت هَذِه ِ الآيَة ُ قَا َ ل يَوْم َ الْيم َا َمَة ِ ،وَر ُويَ أَ َ ّ
ن أَ ب َا بَكْر ٍ لَم ّا ن َزَل َ ْ ل الْج َنَ ّة َ؟( فَق ُت ِ َ
ل شَه ِيدًا و َت َ ْدخ ُ َ
حَم ِيدًا و َتُقْت َ َ
س َل ّم َ بَعْد َ هَذِه ِ الآيَة ِ ح ََت ّى يَسْت َ ْفهِم َه ُ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ كأخِي السّر َارِ و َأَ َ ّ
ن ع ُم َر َ ك َانَ إذ َا حَدّثَه حَدّثَه ك َأخِي السّر َارِ م َا ك َانَ ي ُ ْسمِـ ُع رَسُو َ
ل الل ّٰه
فأن ْز َ َ
__________
)قوله كأخى السرار( وهو بكسر السين المهملة النجوى ،وقال ابن الأثير المساررة )*(
فصل في عادة الصحابة في تعظيمه صلى الل ّٰه عليه وسلم وتوقيره وإجلاله ٣.٣.١
)إ َ ّ
ن ت ِ
ل ن َزَل َ ْ الل ّه ُ قُلُو بَه ُ ْم ل ِ َلت ّقْو َى لَه ُ ْم مَغْف ِرَة ٌ و َأَ ْ
جر ٌ عظيم( و َق ِي َ ن َ ح َ
ن امْت َ َ الل ّه ِ ُأولَئ ِ َ
ك ال َ ّذ ِي َ ل َ ن يَغ ُُضّ ونَ أَ صْ وَاتَه ُ ْم عِنْد َ رَسُو ِ
ن ال َ ّذ ِي َ
)إ َ ّ
تَع َالَى ف ِيه ِ ْم ِ
س َل ّم َ فِي َ ِ
سفَرٍ ِإ ْذ ن َاد َاه ُ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ سال بَي ْنَا َ
صفْوَانُ بن ع َ َ ّ
يم ن َاد َ ْوه ُ ب ِاسْمِه ِ ،وَرَو َى َ
ك م ِنْ وَر َاء الحجرات( فِي غَيْر ِ بَنِي تَم ِ ٍ ال َ ّذ ِي َ
ن يُنَاد ُون َ َ
Shamela.org ١٩١
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
أصحَابِه ِ، ي فِي م ُل ْـكِه ِ و َِإ َن ّي والل ّٰه م َا ر َأَ ي ْتُ م َلِك ًا فِي قَو ْ ٍم ق ُ َّط مِث ْ ُ
ل مُحَم ّدٍ فِي ْ َالن ّج َاش ِ َ ّ
كس ْرى فِي م ُل ْـكِه ِ و َقَي ْصَر َ فِي م ُل ْـكِه ِ و َ
ْش إن ّي جئت ِ
مَعْشَر َ ق ُر َي ٍ
الل ّه
ل َ س لَق َ ْد ر َأَ ي ْتُ رَسُو َ
أصحَابُه ُ ،و َق َ ْد ر َأَ ي ْتُ قَوْم ًا ل َا يُسْل ِم ُونَه ُ أبد ًا ،وَع َنْ أَ ن َ ٍ
أصحابُه ُ م َا يعظم محمد ْ و َفِي رِو َايَة ٍ إ ْن ر َأَ ي ْتُ م َلِك ًا ق ُ َّط يُع َ ّ
ظم ُه ُ ْ
ْش ل ِعُثْم َانَ فِي شع َرَة ٌ إ َلّا فِي ي َد رَج ُ ٍ
ل وَم ِنْ هَذ َا لَم ّا أذِن َْت ق ُري ٌ َاف بِه ِ أصحابه فما يرويدن أ ْن تَق َ َع َ صَلَ ّى الل ّٰه عليه وسلم والحلاق َ
يح ْلِق ُه ُ و َأط َ
الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ ل َ ل ح ََت ّى يَط َ
ُوف بِه ِ رَسُو ُ كن ْتُ ل ِأَ ف ْع َ َ س َل ّم َ ِإلَيْه ِ ْم فِي الق َضِ َي ّة ِ أَ بَى و َقَا َ
ل م َا ُ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ جه َه ُ َ ْت حِينَ و َ َ ّ
اف ب ِالبَي ِ
الطّو َ ِ
الل ّه ُ عليه وسلم الل ّه صَلَ ّى َ أصحَابَ رَسُول َ ن ْ س َل ّم َ ،و َفِي حَدِيث طَل ْح َة َ أَ َ ّ عَلَيْه ِ و َ َ
__________
وليس لواحدة منهن في هذا شئ )قوله عام القضية( يريد العام الذى جرت فيه القضية أي الصلح وهو عام الحديبية ولا يريد عام
القضاء لأن عام القضاء في السنة السابعة بعد الحديبية بسنة )قوله والحلاق يحلقه( الذى حلق له عليه السلام في عمرة الجعرانة أبو هند
َاع في شرح مسلم للنووي المشهور أنه معمر بن عبد الل ّٰه العدوى وقيل اسمه خراش بن أمية بن ربيعة الكليبي وهو حلق له فِي حَ َ ج ّة ِ ال ْوَد ِ
بضم الكاف منسوب إلى كليب بن حبيشة )قوله في القضية( أي قضية صلح الحديبية لأنه إنما )*(
فصل واعلم أن حرمة النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم بعد موته وتوقيره وتعظيمه لازم كما كان حال حياته ٣.٣.٢
الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ ل َ ل رَسُو ُ
ض عَن ْه ُ ِإ ْذ طَل َ َع طَل ْح َة ُ فَق َا َ ل سَل ْه ُ ع ََم ّنْ ق َضى َ
نح ْب َه ُ ،وكانوا يَهَابُونَه ُ و َيُوق ّر ُونَه ُ ،فَسَألَه ُ ف َأَ عْرَ َ قَالُوا لْأَ عْرَابِيّ جاه ِ ٍ
س َل ّم َ
وَ َ
ك هَي ْب َة ً لَه ُ
ق وَذَل ِ َ س َل ّم َ جالسًا القُر ْفُصَاء َ ُأرْعدْتُ م ِ َ
ن الف َر َ ِ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ )هَذ َا م َِم ّنْ ق َضى َ
نح ْب َه ُ ،و َفِي حَدِيث قَيْلَةَ :فَلَم ّا ر َأَ ي ْت رَسُول َ
كن ْتُ ُأرِيد ُ
ِب لَق َ ْد ُ س َل ّم َ يَقْرَع ُونَ ب َابَه ُ ب ِالْأَ ظَافِرِ ،و َقَا َ
ل البَر َاء ُ بن عاز ٍ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ أصحَابُ رَسُول َ
و َتَعظ ِيم ًا ،و َفِي حَدِيث المُغ ِير َة ك َانَ ْ
خر ُ سِنِينَ من هَي ْبَتِه ِ س َل ّم َ ع َ ِ
ن الْأَ مْر فأؤ ّ الل ّه صلى الل ّٰه عليه و َ َ
ل َ ل رَسُو َ
أ ْن أسْ أ َ
Shamela.org ١٩٢
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
س َل ّم َ اصْ ف ََر ّ وَم َا رأته يُح َ ّدثُ ع َنْ رَسُول َالت ّب َ ُس ّم ف َِإذ َا ذُك ِر َ عِنْدَه ُ َ
الن ّبِيّ صلى الل ّٰه عليه و َ َ جعْفَرِ بن مُحَم ّدٍ وَك َانَ كَث ِير َ ال ُد ّعَابَة ِ و َ
كن ْتُ أر َى َ
و َلَق َ ْد ُ
خصَال ِإ َمّا مُصَل ّيًا وإما صامتا و َِإ َمّا يَقْر َُأ كن ْتُ أر َاه ُ إ َلّا عَلَى ثَل َ ِ
اث ِ س َل ّم َ إ َلّا عَلَى َطه َارَة ٍ ،و َلَق َد اخْ تَلَفْتُ إليْه ِ زَم َان ًا فَمَا ُ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ َ
الن ّبِيّ صَلَ ّى
ن بن الْق َاس ِ ِم ي َ ْذك ُر ُ َ ل ،و َلَق َ ْد ك َانَ عَب ْد َ
الر ّحْم ِ الل ّه ع َ َّز وَج َ َ ّ
يخْشَوْنَ َ ن ال ْع ُلمَاء ِ و َال ْع ُب ّادِ ال َ ّذ ِي َ
ن َ الْقُر ْآنَ وَل َا يَتَك ََل ّم ُ ف ِيم َا ل َا يعْن ِيه ِ وَك َانَ م ِ َ
س َل ّم َ و َلَق َ ْد ُ
كن ْتُ آتي الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ِف مِن ْه ُ ال َد ّم ُ و َق َ ْد ج َ ّ
َف لِسَانُه ُ فِي فمَِه ِ هَي ْب َة ً مِن ْه ُ ل ِرَسُو ِ س َل ّم َ فَيُنْظَر ُ ِإلَى لَو ْنِه ِ ك ََأن ّه ُ نُز َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
َ
الز ّهْر َِيّ وَك َانَ منس َل ّم َ بَكى ح ََت ّى ل َا يَبْقَى فِي عَي ْنَي ْه دُم ُوعٌ ،و َلَق َ ْد ر َأي ْتُ ُ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ الل ّه بن ُ
الز ّبَيْر ِ ف َِإذ َا ذُك ِر َ عِنْدَه ُ َ عَام ِرَ بن عَب ْد َ
ن
صفْوَانَ بن سُلَي ٍْم وَك َانَ م ِ َكن ْتُ آتي َ ك ولا عرفته ،لقد ُ س َل ّم َ فَك ََأن ّه ُ م َا ع َرَف َ َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ س و َأق ْر َبِه ِ ْم ف َِإذ َا ذُك ِر َ عِنْدَه ُ َ أه ْن َأ َ
الن ّا ِ
المتعبدين
__________
ن بن الْق َاسِمِ( يعنى ابن مُحَم ّد بن أَ بِي بكر الصديق ولد زمن )قوله الدعابة( بالدال المهملة المضمومة هي المزاح )قوله و َلَق َ ْد ك َانَ عَب ْد َ
الر ّحْم ِ
عائشة كان أفصل أهل زمانه )قوله تزف( بضم النون وكسر الزاى )قوله وقد جف( بفتح الجيم من الجفاف )قوله وَك َانَ من أه ْن َأ(
Shamela.org ١٩٣
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
بنون وهمزة في آخره من غير مد )قوله صفوان بن سليم( بضم السين المهملة وفتح اللام هو الامام القوة يقال إنه لم يضع حنه إلى
الأرض أربعين سنة )*(
فصل في سيرة السلف في تعظيم رواية حديث رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم وسنته ٣.٣.٣
اس عَن ْه ُ و َيَت ْرُكُوه ُ ،وَر ُويَ ع َنْ قَتَادَة َ َأن ّه ُ ك َانَ إذ َا سَم ِـ َع ل يَبْكِي ح ََت ّى يَق ُوم َ
الن ّ ُ س َل ّم َ بَكى فَلَا ي َز َا ُ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن ف َِإذ َا ذُك ِر َ َ
المجُْتَهِدِي َ
ل الل ّٰه تعالى )يا أيها ال َ ّذ ِي َ
ن آم َن ُوا لا ل قَا َ
ل لَه ُلو جَعَل ْتَ مُسْت َملِيًا ي ُ ْسمِعُهُمْ ،فَق َا َ ل ولما كَثُر َ عَلَى م َال ِكٍ َ
الن ّاس ق ِي َ لو َ
َالز ّو ي ُ الحديث أحذه العَوِ ي ُ
Shamela.org ١٩٤
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
فصل ومن توقيره صلى الل ّٰه عليه وسلم وبره بر آله وذريته وأمهات المؤمنين ٣.٣.٤
س َل ّم َ ِإ َلّا عَلَى وُضُوء وَل َا يُحَدّث إ َلّا عَلَى َطه َار َة ،وَك َان الْأَ عْم َش إذ َا أر َاد أن يُحَدّث و َه ُو عَلَى غَي ْر وُضُوء تَيمَ ّم الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ َ
س َل ّم وَسَلـَك َه ال َ ّ
سلَف الل ّه عَلَي ْه و َ َ س َل ّم و َبِر ّه بر آلِه وَذُرّ َي ّتِه و َ ُأ َمّهَات ال ْمُؤْم ِنين أَ ْزو َاجِه كَمَا ح ّ
َض عَلَي ْه صَلَ ّى َ فصل وَم ِن تَو ْق ِير ِه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
ْت( الآية :وقال تعالى )وأزواجه أمهاتهم( * أَ خْبَر َن َا
ل ال ْبَي ِ
س أَ ه ْ َ )إ َن ّمَا يُر ِيد ُ َ
الل ّه ُ لِي ُ ْذه ِبَ عَنْكُم ُ الر ِّجْ َ الل ّه تَع َالَى ِ
الل ّه عَنْه ُم قَال َ َ
الصّ الِ ح رَض ِي َ
شي ِْخ أَ بِي بَكْر ٍ
ن ال ْم ُ ْقرِي الْفَر ْغَان ِ ُيّ ح َ َ ّدثَتْنِي ُأ ُمّ الْق َاس ِ ِم بِن ْتُ ال َ ّ
ل م ِنْ ك ِتَابِه ِ وَكَتَب ْتُ م ِنْ أَ صْ لِه ِ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو الْحَسَ ِ
ن أَ حْمَد َ الْع َ ْد ُ
خ أَ بُو مُحَم ّدِ ب ْ ُ ال َ ّ
شي ْ ُ
يح ْي َى ه ُو َ ا ْلح َِم ّان ِ ُيّ ح َ َ ّدثَنَا وَكِي ٌع ع َنْ أَ بيِه ِ ع َنْ سَع ِيدِ
ل ح َ َ ّدثَنَا َ
ن ِإسْمَاعِي َ ل ح َ َ ّدثَنَا َ
يح ْي َى ه ُو َ اب ْ ُ ت ح َ َ ّدثَنِي أَ بِي حديثا ح َاتِم ٌ ه ُو َ اب ْ ُ
ن عُقَي ْ ٍ الْخ َ َ ّف ُ
اف قَال َ ْ
Shamela.org ١٩٥
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
ل
ل عَق ِي ٍ
جعْفَرٍ و َآ ُ
ل َ
ل عَل ِ ٍيّ و َآ ُ
ل بَي ْتِه ِ؟ قَال آ ُ
ل بَيْتِي -ثَلَاث ًا (-قلُ ْنَا ل ِز َيْدٍ م َنْ أَ ه ْ ُ س َل ّم َ )أَ نْشُد ُكُم ُ َ
الل ّه َ أَ ه ْ َ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ل رَسُو ُ
ل قَا َ
قَا َ
الل ّه عَن ْه ارْقُب ُوا مُحَم ّدًا فِي أَ ه ْل بَي ْت ِه ،و َقَال أيْضًا وال َ ّذ ِي ن َ ْفس ِي بيَِدِه لَق َرَابَة رَسُول
ح َبّهُم َا( و َقَال أَ بُو بَك ْر رَض ِي َ )الل ّه ُ َ ّم ِإن ِ ّي ُأ ِ
ح ُبّهُم َا ف َأَ ِ و َيَق ُول َ
حسَنًا( و َقَال )م َنْ أَ ح ََب ّنِي الل ّه ُ م َنْ أَ ح َ ّ
َب َ َب َس َل ّم )أَ ح َ ّ َب ِإلَيّ أن أصِل من ق َرَابَتِي ،و َقَال صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ س َل ّم أَ ح ّ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ َ
س َل ّم )م َنْ أَ ه َانَ قُر َيْش ًا ل صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَي ْه و َ َ حسَيْنٍ -و َأَ ب َاهُمَا و َ ُأ َمّهُم َا ك َانَ مَع ِي فِي دَر َ َ
جتِي يَوْم َ الْق ِيَامَة ِ( و َقَا َ ن وَ ُ
حس َ ٍ و َأَ ح َ ّ
َب هَذ َي ْ ِن -و َأَ شَار َ ِإلَى َ
س َل ّم ل ِ ُأمّ سَلَم َة )ل َا تُؤْذِينِي فِي عَائِش َة( ومن عُقْب َة س َل ّم )ق َ ّدِم ُوا ق ُر َيْش ًا وَل َا تَق َ َ ّدم ُوه َا( و َقَال صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الل ّهُ( و َقَال صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَي ْه و َ َ أَ ه َانَه ُ َ
جع َل الْحَسَن عَلَى ع ُنُق ِه و َه ُو يقول :ب ِأَ بِي شَبيه ب َِالن ّبِيّ * لَي ْس شَب ِيهًا بِعَل ِي.
الل ّه عَن ْه و َ َ
بن الْحا َرِث ر َأَ ي ْت أَ ب َا بَك ْر رَض ِي َ
حسَي ْن قَال أتَي ْت ع ُم َر بن عَب ْد ال ْعَزِيز فِي ح َاج َة فَق َال ل ِي إذ َا ك َان ل َك
حسَن بن ُ
الل ّه بن َ
الل ّه عَن ْه يَضْ ح َك * وَر ُوي ع َن عَب ْد َ
و َعَلِيّ رَض ِي َ
الل ّه أن ي َر َاك عَلَى ب َابِي * وعن الشعبى ح َاج َة ف َأَ ْرسِل ِإلَيّ أَ و اكْ ت ُب فَإن ّي أسْ ت َحْ يِي م ِن َ
__________
س َل ّم َ جَمَاع َة ٌ الحسن بن علي
)قوله ارقبوا محمدا( أي :ارعوه واحترموه )قوله ب ِأَ بِي شَبيه ب َِالن ّبِيّ( قيل المشهور بالشبه للنبي صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َ َ
ن عَبْدِ ال ْم ُ َ ّ
طل ِْب ويشبهه الحسن بن وجعفر بن أبي طالب وقثم بن العباس والسائب بن يزيد من أجداد الشافعي وأبو سفيان بن الحرث ب ْ ُ
علي بن أبي طالب بنصفه الأسفل ويشبه عبد الل ّٰه بن جعفر بن أبي طالب ،ويشبهه ك َاب ِس بن ر َبِيع َة بن مالك السامى بالسين المهملة
رجل من أهل البصرة
وجه إليه معاو ية وأقطعه قطيعة ،ويشبهه أيضا عبد الل ّٰه بن عامر بن كريز بضم الكاف وفتح الراء ،ويشبهه أيضا مسلم بن مغيث في سيرة
أبى الفتح اليعمرى ومن نظمه :بخمسة شبه المختار من مضر * يا حسن ما حولوا من شبهه الحسن بجعفر وابن عم المصطفى قثم * وسائب
Shamela.org ١٩٦
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
زيد فَق َال لَي ْت هَذ َا عَبْدِي فَق ِيل لَه ه ُو مُحَم ّد بن ُأسَام َة ،فَطَأْ طَأ ابن ع ُم َر ر َأْ سَه و َنَق َر بيَِدِه الْأَ رْض و َقَال لَو ر َآه رَسُول َ
الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه
س َل ّم عَلَى ع ُم َر بن عَب ْد الْعَزِيز وَم َعَه َا مو ْلى الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ س َل ّم لأح ََب ّه ،و َقَال الْأَ وز َاعِ يّ دَخ َلَت بِنت أسَام َة بن زيد صَاحِب رَسُول َ
وَ َ
جع َل يَدَيْهَا بَي ْن يَد َي ْه و َيَد َاه فِي ثيَِاب ِه وَم َش َى بِهَا ح ََت ّى أَ جْلَسَه َا عَلَى َ
مج ْلِسَه وَج َلَس بَي ْن يَدَيْهَا لَهَا يُمْسِك بيَِدِه َا فَق َام لَهَا ع ُم َر وَم َش َى ِإلَيْهَا ح ََت ّى َ
الل ّه فِي ثَلَاثَة آلاف و َل ِ ُأسَام َة بن زيد فِي ثَلَاثَة آلاف وخمسمائة وَم َا ت َر َك لَهَا ح َاج َة إ َلّا قصاها ولما فرص ع ُم َر بن الْخ َ ّ
طاب لاب ْنِه عَب ْد َ
__________
)قوله عبدى( قال ابن قرقول بالياء من العبودية للبيهقي وللكافة بالنون ،والأول أوجه )قوله على مجلس( قال ابن برى في كتاب الفروق،
المسجد ،اسم الميت الذى يسجد فيه ،والموضع الذى يوضع فيه الجبهة المسجد بفتح الجيم ومثله المجاس بكسر اللام البيت ،وبفتحها
موضع التكرمة وهو الذى نهى الشارع عن الجلوس فيه بغير إذن
الل ّه( فِي ثلاثة آلاف قيل ما الجمع بين هذا وبين ما رواه البخاري في الهجرة عن صاحبه )قوله ولما ف َر َض ع ُم َر بن الْخ َ ّ
طاب لاب ْنِه عَب ْد َ
نافع أن عمر كان فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلاف وفرض لابن عمر ثلاث آلاف وخمسمائة فَق ِيل لَه ه ُو من المهاجرين فلم نقصته
عن أربعة آلاف؟ قال إنما هاجر به أبواه يقول ليس هو كمن هاجر بنفسه؟ وأجيب بأن ابن عمر فرض له مرتان أو لها ثلاثة آلاف
والأخرى )*(
س َل ّم من أبِيك الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ َب ِإلَى رَسُول َ الل ّه ل ِأَ بِيه لَم ف ََضّ ل ْت َه فو الل ّٰه م َا سَبَقَنِي ِإلَى مَشْه َد؟ فَق َال لَه ل ِأَ َ ّ
ن ز َيْد ًا ك َان أَ ح ّ قَال عَب ْد َ
الل ّه صَلَ ّى س َل ّم عَلَى حُب ّي * و َبلََغ م ُع َاوِ يَة أ ّ
ن ك َاب ِس بن ر َبيِع َة يُشْب ِه ب ِرَسُول َ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ُب رَسُول َ و َ ُأسَامة أَ ح ّ
َب إلي ْه من ْك ف َآثرْت ح ّ
س َل ّم فَلَم ّا دَخ َل عَلَي ْه من ب َاب الد ّار قَام ع َن سَر ِير ِه و َتلََقّاه و َقَب ّل بَي ْن عَي ْنَي ْه و َأقْطَع َه الْمر ْعَاب لِشَبَه ِه صُور َة رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
َ
جعْف َر بن سلميان و َن َال مِن ْه م َا ن َال وَحُم ِل مَغْش ًِي ّا عَلَي ْه دخل عَلَي ْه َ
الن ّاس ف َأفَاق فَق َال الل ّه لَم ّا ضَر َبَه َ
ن م َالِك ًا رَحِم َه َ
عليه وسلم * وَر ُوي أَ ّ
Shamela.org ١٩٧
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
فصل ومن توقيره وبره صلى الل ّٰه عليه وسلم توقير أصحابه ٣.٣.٥
حسْن َ
الث ّنَاء عَلَيْه ِم و َالاسْ تِغْف َار لَه ُم أصحَاب ِه و َب ُر ّه ُم وَمَعْرِف َة َ
ح ّقه ِم و َالاق ْتِد َاء بِه ِم و َ ُ س َل ّم تَو ْق ِير ْ فصل وَم ِن تَو َق ِير ِه و َبِر ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
جه َلَة ُ
الر ّو َاة وَض َُل ّال الشّيع َة و َالمُب ْتَدِع ِين الق َادِح َة فِي أحِد و َال ِْإ ْمسَاك ع ََم ّا شَ ج َر بَيْنَه ُم وَمُع َاد َاة من عَاد َاه ُم و َالإضْر َاب ع َن أخْ بَار المُؤَرّخِين و َ َ
الت ّأْ و يلات و َيُخ ََر ّج لَه ُم أصْ و َب المخََارِج ِإذ ه ُم
مِنْه ُم و َأن يلُ ْتَم َس لَه ُم ف ِيم َا نُق ِل عَنْه ُم من مِث ْل ذَل ِك ف ِيم َا ك َان بَيْنَه ُم م ِن الف ِتَن أحْ سَن َ
أَ ه ْل ذَل ِك وَل َا ي ُ ْذك َر
__________
)قوله ع ََم ّا شَ ج َر بَيْنَه ُم( أي عما اختلف بينهم يقال شجر بين القوم إذا اختلف الأمر بينهم )*(
س َل ّم )إذ َا حسَناتُه ُم و َفَضَائِلُه ُم وَحَم ِيد سِيرَه ِم و َي ُ ْسكَت ع ََم ّا وَر َاء ذَل ِك كَمَا قَال صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ أحد مِنْه ُم بِس ُوء وَل َا يُغْم َص عَلَي ْه أمْر بل نذكر َ
ل
ل رَسُو ُ
ل قَا َ
ش ع َنْ حُذ َيْف َة َ قَا َ
حر َا ٍ
ن ع ُيَي ْن َة َ ع َنْ ز َائِدَة َ ع َنْ عَبْدِ ال ْمَلِكِ ب ْ ِن ع ُمَيْرٍ ع َنْ ر َب ْع ِيّ ب ْ ِن ِ
سفْيَانُ ب ْ ُ الصّ َب ّ ِ
اح ح َ َ ّدثَنَا ُ ن َ ح َ َ ّدثَنَا الْحَسَ ُ
ن بْ ُ
صحَابِي ك َُالن ّجُو ِم ب ِأَ ّيِهِم ُ اق ْتَد َي ْتُم ُ اه ْتَد َي ْتُم ْ( وَع َن أَ نَس رضي الل ّٰه ن م ِنْ بَعْدِي أَ بِي بَكْر ٍ و َع ُم َر َ( و َقَال )أَ ْ الل ّه ِ صلى الل ّٰه عليه وسلم )اقتدا ب َِالل ّذ ِي َ
َ
صحَابِي ل َا
الل ّه َ فِي أَ ْ طع َام ُ ِإ َلّا بِه ِ( و َقَال َ
)الل ّه َ َ ح ال َ ّ ل الْمل ِ ِْح فِي ال َ ّ
طع َا ِم ل َا يَصْ ل ُ ُ صحَابِي كَمَث َ ِ
ل أَ ْس َل ّم )مَث ْ ُ
الل ّه عَلَي ْه و َ َعنه قال قال رسول الل ّٰه صَلَ ّى َ
تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني وَم َنْ آذ َانِي فَق َ ْد آذى الل ّٰه ومن
آذى الل ّٰه يوشك أن
__________
)قوله ولا يغمص( بسكون الغين المعجمة بعدها صاد مهملة أي يعاب )قوله الحسين بن الصباح( هو البزار -بالراء في آخره )قوله ع َنْ
ر َب ْع ِيّ ب ْ ِن حراش(
ربعى بكسر الراء وسكون الموحدة وحراش بكسر الحاء المهملة وتخفيف الراء وفى آخره شين معجمة )*(
الل ّه ِ
صحَابِي ف َعَلَيْه ِ لَعْن َة ُ َ ل ُأحُدٍ ذ َه َبًا م َا بلَ َ َغ م ُ َ ّد أَ حَدِه ِ ْم وَل َا نَصِ يف َه ُ و َقَا َ
ل م َنْ س َ ّ
َب أَ ْ ق أَ حَد ُك ُ ْم مِث ْ َ ي َأْ خُذَه ُ و َقَال ل َا تَس ُُب ّوا أَ ْ
صحَابِي فَلَو ْ أَ نْف َ َ
صحَابِي
الل ّه َ اخْ تَار َ أَ ْ
ن َ سكُوا و َقَال فِي حَدِيث ج َاب ِر ِإ َ ّ
صحَابِي ف َأَ ْم ِ
ل ِإذ َا ذُك ِر َ أَ ْ
الل ّه ُ مِن ْه ُ صَرْفًا وَل َا ع َ ْدل ًا و َقَا َ
ل َ والملائكة والناس أجمعين ،ل َا يَقْب َ ُ
صحَابِي ك ُلِّه ِ ْم خَيْر ٌ( الن ّب ِيِّينَ و َال ْمُرْسَلِينَ و َاخْ تَار َ ل ِي مِنْه ُ ْم أَ رْبَع َة ٌ أَ ب َا بَكْر ٍ و َع ُم َر ُ وَعُثْم َانُ و َعَل ًِي ّا فَجَعَلَه ُ ْم خَيْر َ أَ ْ
صحَابِي و َفِي أَ ْ عَلَى جَم ِ
ِيع الْع َالم َي ِنَ سِو َى َ
س َبّه ُم فَلَي ْس لَه في َض َ
الصّ ح َابَة َ و َ َ ضنِي و َقَال م َال ِك بن أَ نَس و َغَي ْر ُه :م َنْ أَ ب ْغ َ َب ع ُم َر َ فَق َ ْد أَ ح ََب ّنِي وَم ِنْ أَ بْغ َ
َض ع ُم َر َ فَق َ ْد أَ بْغ َ َ و َقَال )م َنْ أَ ح َ ّ
ِيظ بِهِم ُ
الل ّه تَع َالَى )لِي َغ َ
أصحَاب مُحَم ّد فَه ُو ك َاف ِر قَال َ
ن جاؤا من بعدهم( الآيَة ،و َقَال :من غَاظَه ْ فئ ال ْمُسْل ِمِينَ ح ّ ٌ
َق و َن َزع ب ِآية الحَش ْر )و َال َ ّذ ِي َ
Shamela.org ١٩٨
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
ض ع َنْ ع ُم َر َ وَع َنْ عَل ِ ٍيّ وَع َنْ عُثْم َانَ و َطل ْح َة َ والزبير وسعد سعيد وَعَبْدِ
اس ِإن ِ ّي ر َا ٍ ك أَ ُ ّيهَا َ
الن ّ ُ ض ع َنْ أَ بِي بَكْر ٍ فَاعْرَف ُوا لَه ُ ذَل ِ َ
اس ِإن ِ ّي ر َا ٍ َ
الن ّ ُ
فصل ومن إعظامه وإكباره إعظام جميع أسبابه وإكرام مشاهده وأمكنته من مكة والمدينة ومعاهده وما لمسه صلى الل ّٰه عليه ٣.٣.٦
وسلم أو عرف به
الل ّه هَذ َا َ
الن ّبِيّ مؤدّب ْض و َل َ ْم ي َرَنِي ِإ َلّا م ِنْ بَع ِيدٍ( قَال م َال ِك رَحِم َه َ
صحَابِي ل َ ْم يَر ِ ْد عَل َيّ الْحَو َ صحَابِي وَرَد َ عَل َيّ الْحَو َ
ْض وَم َنْ ل َ ْم َ
يحْف َ ْظنِي فِي أَ ْ أَ ْ
الل ّه و َأَ م َر جو ْف َ
الل ّي ْل ِإلَى ال ْب َقيع فَي َ ْدع ُو لَه ُم و َيَسْتَغْف ِر ك َال ْم ُوَدّع لَه ُم و َبِذَل ِك أم َرَه َ يخ ْر ُج فِي َ
جعَله ر َحم َة لِلْع َالم َِين َ الْخَل ْق ال َ ّذ ِي هَد َان َا َ
الل ّه ب ِه و َ َ
س َل ّم إ َلّا لَه َ
شف َاع َة يَو ْم الْق ِيَام َة، أصحَاب مُحَم ّد صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ كعْب لَي ْس أح َد من ْ
النبي بِ حُبّه ِم وَم ُوَالاتِه ِم وَمُع َاد َاة من عَاد َاه ُم ،وَر ُوي ع َن َ
محْذ ُور َة ق َِصّ ة فِي مُق َ َ ّدم ر َأْ سِه إذ َا ق َع َد و َأ ْرسَلَه َا أَ صَاب َت الْأَ رْض فَق ِيل لَه ألا صف َِي ّة بِن ْت َ
نجْد َة قَالَت ك َان لأبي َ عُر ِف ب ِه وَر ُوي ع َن َ
شعَرِه س َل ّم بيَِدِه ،وكانت قَلَنْس ُو َة خ َالِد بن ال ْوَلِيد َ
شع َرَات من َ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ تح ِْلقُه َا فَق َال لَم أكُن بال َ ّذ ِي أحْلِقُه َا و َق َد م َ َس ّه َا رَسُول َ
َ
س َل ّم َ
كثْر َة من قُت ِل ف ِيهَا الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ أصحَاب َ
ش َ ّدة أن ْك َر عَلَي ْه ْ
س َل ّم فَسَقَطَت قَلَنْس ُوتُه فِي بَعْض حُر ُوب ِه فَشَ ّد عَلَيْهَا َ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
Shamela.org ١٩٩
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
ض َمّنَت ْه
فَق َال لَم أَ ف ْعَلْه َا بِس َب َب الْق َلَنْس ُو َة بَل لم َِا ت َ َ
__________
)قوله قصة( بضم القاف وتشديد الصاد المهملة :ما على الجبهة من شعر الرأس )قوله في قلنسوة خالد( أي قبعته )*(
ضع ًا يَد َه عَلَى م َ ْقع َد َ
الن ّبِيّ صلى الل ّٰه عليه وسلم س َل ّم لِئ َل ّا ُأسْ لَب ب َر َ َ
كتَهَا و َتَق َع فِي أيْدِي المشركين ،ورؤى ابن ع ُم َر و َا ِ شعَرِه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ من َ
الل ّه ل َا يَرْكَب ب ِال ْمَدِين َة د ََاب ّة
ضعَه َا عَلَى و َجْ ه ِه ،ولهذا ك َان م َال ِك رَحِم َه َ
من المنبر ثم و َ َ
س َل ّم بِ حَاف ِر د َاب ّة ،وَر ُوي عَن ْه َأن ّه و َه َب لِل َ ّ
شافِعِيّ ك ُرَاعًا كَث ِير ًا ك َان الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الل ّه أن أطَأ تُرْبَة ف ِيهَا رَسُول َ
وَك َان يَق ُول أسْ ت َحْ يي م ِن َ
ي ع َن أَ حْم َد بن ف َضْ لُو َي ْه الزّاه ِد وكان من الر ّحْمن ال ُ ّ
سلَم ِ ّ شافِعِيّ أ ْمسِك مِنْهَا د ََاب ّة ف َأَ ج َابَه بِمِث ْل هَذ َا الْجَوَاب و َق َد ح َك َى أَ بُو عَب ْد َ
عِنْد َه فَق َال ال َ ّ
س َل ّم أَ خ َذ الْقَو ْس بيَِدِه ،و َق َد أَ ف ْتى م َال ِك الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ن َ العزاة ُ
الر ّم َاة َأن ّه قَال :م َا م َسسْت الْقَو ْس بيَِدِي إ َلّا عَلَى َطه َارة مُن ْذ بلََغَنِي أَ ّ
الن ّبِيّ صَلَ ّى
ف ِيم َن قَال تُرْبَة ال ْمَدِين َة رَد َِي ّة يُض ْرب ثَلَاثِين دِ َرّة و َأَ م َر بحسبه وَك َان لَه قَدْر و َقَال م َا أحْ وَج َه ِإلَى ضرْب ع ُنُق ِه :تُرْبَة د ُف ِن ف ِيهَا َ
س َل ّم فِي ال ْمَدِين َة )م َنْ أَ حْد َثَ ف ِيهَا حَد َث ًا أَ ْو آو َى ُ
محْدِث ًا فَعَلَيْه ِ لَعْن َة ُ الصّ حِيح َأن ّه قَال صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ س َل ّم يَزْع ُم أَ نَها غَي ْر طَي ّب َة! و َفِي َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
َ
س َل ّم من الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الل ّه ُ مِن ْه ُ صَرْفًا وَل َا ع َ ْدل ًا( وَحُكِي أَ ن جهْج َاه ًا الغِف َاريّ أَ خ َذ ق َضِ يب َ
ل َ الل ّه ِ و َال ْمَلَائِكَة ِ والناس أجمعين لا يَقْب َ ُ
َ
الل ّه عَن ْه و َتَنَاولَه لَي ْكسِر َه عَلَى رُكْ بَت ِه
ي َد عُثْم َان رَض ِي َ
__________
محْدِث ًا( قال ابن الأثير :الحدث الأمر المنكر الذى ليس بمعتاد ولا معروف في السنة ،والمحدث )قوله م َنْ أَ حْد َثَ ف ِيهَا حَد َث ًا أَ ْو آو َى ُ
يروى بكسر الدال وفتحها فمعنى الـكسر من نضر خائنا أو آواه وأجاره من خصمه ،ومعنى الفتح.
الأمر المبتدع نفسه فيكون معنى الإيواء فيه الرضى والصبر عليه فإنه إذا رضى البدعة وأقر فاعلها ولم ينكرها عليه فقد آواه )*(
الن ّاس ف َأَ خَذ َت ْه الأَ كِل َة فِي رُكْ بَت ِه فَقَطَعَه َا وَم َات قَب ْل الحَو ْل و َقَال صَلَ ّى َ
الل ّه عليه وسلم )من خلف عَلَى مِن ْبَر ِي ك َاذِب ًا فليتبوأ فَصَاح ب ِه َ
ل الْجَو ْهَرِيّ لَم ّا وَر َد ال ْمَدِين َة ز َائِر ًا و َقرب من بُي ُوتهَا ت َر َ َجّل وَم َشى ب َاك ِياً مُن ْ ِ
شدًا الن ّارِ( وَح ُ ّدِث ْتُ أَ َ ّ
ن أَ ب َا الْف َضْ ِ ن َ مقعد ،م ِ َ
و َلَم ّا ر َأَ ي ْنَا رَس ْم من لَم يَد َع لَنَا * فُؤَاد ًا ل ِعِر ْفَان ُ
الر ّسوم وَل َا ل َُب ّا ن َزَل ْنَا ع َن الأكْ وَار نَمْش ِي ك َرَام َة * لم َِن بان عَن ْه أن نلم به رَكْباَ وَحُكِي ع َن
س َل ّم أنْش َأ يَق ُول م ُتَم َث ّل ًا ر ُف ِـع الْ حِجَاب لَنَا فَلَاح لِنَاظِر * قَم َر تَقَطّع د ُونَه الر ّسُول صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ بَعْض المُريدِين َأن ّه لَم ّا أشْر َف عَلَى مَدِين َة َ
الر ّح َال حَر َام ق ََر ّب ْنَنَا من خَي ْر من وطئ الثرى * فلها عليا ح ُ ْرم َة وَذِم َام وَحُكِي ع َن
ي بنَِا بلعن مُحَم ّدًا * فَظَه ُور ُه ُنّ عَلَى َ
الأوْه َام و َإذ َا المَط ّ
بَعْض ال ْمَشَايخ أنه حج ماشى فَق ِيل لَه فِي ذَل ِك فقال الْعَب ْد الأب ِق ي َأْ تِي ِإلَى بَي ْت مَو ْلاه ر َاك ِباً لَو قَدَرْت أن أمْشي عَلَى ر َأْ سِي م َا مَشَي ْت عَلَى
جبْر ِيل وم ِيك َائِيل وَع َرجَت مِنْهَا ال ْمَلَائِك َة و ُ
َالر ّوح و َضَ َج ّت ع َرَصَاتُهَا َالت ّنْز ِيل و َت َر َ َدّد بِهَا ِ
قَدَمَيّ ،قَال الْق َاض ِي وَجَدِير لِمواطِن ع ُمرت بال ْوَحْي و َ
َ
بالت ّ ْقدِيس و ََالت ّسْب ِيح و َاشْ تَمَلَت تُرْبَتُهَا عَلَى َ
جسَد سيد البشر َ
__________
)قوله ولما رأينا( هذا البيتان لأبى طالب أحمد بن الحسين المتنبي )قوله رفع الحجاب( هذه الأبيات لأبى نواس الحكمى يمدح بها أمين
الدولة )قوله فَظَه ُور ُه ُنّ عَلَى َ
الر ّح َال( هو بالمهملة جمع رحل ،كذا رأيت بخط شيخنا كمال الدين الدميري الشافعي )*(
الل ّه وَس َُن ّة رَسُولِه م َا ان ْت َش َر مَد َارِس آي َات وَمَسَاجِد وَصَلَوات وَمَشَاه ِد الْفَضَائ ِل و َا ْلخـَيْر َات وَمَع َاه ِد ال ْبَر َاه ِين و َال ْمُعْجِزَات
و َان ْت َش َر عَنْهَا من دِين َ
حي ْث انْفَجَر َت ُ
الن ّب َُو ّة و َأَ ي ْن فَاض ع ُبَابُهَا وَم َوَاطِن طويت وَم َنَاسِك الد ّين وَمَشَاعِر ال ْمُسْل ِمِين وَم َوَاق ِف سَي ّد ال ْمُرْسَلِين وَم ُتَبَو ّأ خ َات َم َ
الن ّب ِيّين َ
فيها لرسالة و َأَ َ ّول أَ رْض م َّس جِل ْد ال ْم ُصْ طَفى ت ُر َابَهَا أن نعظم ع َرَصَاتُهَا و َٺُتَن َ َس ّم نَف َح َاتُهَا
ُص ب ِالآي َات عِنْدِي ل ِأَ جْلِك لَو ْع َة وَصَبَابَة * و َتَش َ ُو ّق م ُت َو َق ّد
و َتُق ََب ّل ر ُبُوعُه َا وَجُدُر َاتُهَا ي َا د َار خَي ْر ال ْمُرْسَلِين وَم َن ب ِه * هُد َى الْأَ ن َام وَخ ّ
َات لَوْل َا
شف ِ الت ّقْب ِيل و َ
َالر ّ َ كثْر َة َ
شيْبِي بَيْنَهَا * من َ جر ِي * من تِل ْـك ُم الْجُدر َات و َالْع َرَصَات ل َ ُأعَفّر َ ّ
ن مَصُون َ محَا ِ
َلأت َ
ا ْلجم ََرَات و َعَلِيّ عَهْد إن م ْ
تح َِي ّتِي * لقطين تلك الد ّار و َالْ حجُ ُرَات أزْكَى م ِن الْمِسْك الْع َوَادِي و َالْأَ عَادِي ز ُ ْرتُهَا * أبَد ًا و َلَو سَ ح ْبا على ال ْوَجَنَات لـَكِن سَأهْدِي من َ
حف ِيل َ
Shamela.org ٢٠٠
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
ات * و َنَوامِي َ
الت ّسْل ِيم والبركات ال ْمُف ََت ّق نَفْح َة * تَغْشَاه ب ِالآصَال و َال ْب ُك ُرَات وَتَخ ُُصّ ه ب ِزَو َاك ِي َ
الصّ لَو َ ِ
__________
)قوله عبابها( العباب بضم العين المهملة وبموحدتين :معظم السيل وارتفاعه وكثرته )قوله ي َا د َار خَي ْر المرسلين( الظاهر أن هذه الأبيات
للمصنف )قوله صبابة( هي رقة الشوق )قوله من حفيل( بفتح الحاء المهلمة وكسر الفاء أي جميع ،في الصحاح حفل القوم واحتفلوا
أي اجتمعوا )قوله لقطين( بفتح القاف وكسر الطاء المهملة :أي المقم )قوله المفتق( بتشديد المثناة الفوقية المتفوحة أي المستخرج
الرائحة )*(
الباب الرابع في حكم الصلاة عليه والتسليم وفرض ذلك وفضيلته ٣.٤
ل ِ َلر ّحْم َة م ِن َ
الل ّه ،و َق َد وَر َد فِي
م ارْحم ْه( فَهَذ َا د ُعَاء ،و َقَال بَك ْر الْقُشَيْر ِيّ َ :
الصّ لَاة م ِن م ا ْغف ِر لَه َ
الل ّه ُ ّ الصّ لَاة َ
الل ّه ُ ّ صف َة صَلَاة ال ْمَلَائِك َة عَلَى من ج َلَس يَن ْتَظ ِر َ
الْحَدِيث ) ِ
س َل ّم تَشْر ِيف وَزِي َاد َة تَكْرِم َة ،و َقَال أَ بُو ال ْع َالِي َة :صَلَاة َ
الل ّه و َثَنَاؤ ُه س َل ّم رَحْمة وللنبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الل ّه تَع َالَى لم َِن د ُون َ
َ
س َل ّم فِي حَدِيث تَعْل ِيم َ
الصّ لَاة عَلَي ْه بي ْن عَلَي ْه عِن ْد ال ْمَلَائِك َة وَصَلَاة ال ْمَلَائِك َة ال ُد ّعَاء قَال الْق َاض ِي أَ بُو الْف َضْ ل :و َق َد ف ََر ّق َ
الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
كي ْر نزلت هَذِه الآيَة الت ّسْل ِيم ال َ ّذ ِي أمر َ
الل ّه تَع َالَى ب ِه عِبَاد َه فَق َال الْق َاض ِي أَ بُو بَك ْر بن ب ُ َ ل أَ َ ّنهُم َا بِمَعْنَيين ،و َأَ َمّا َ لَفْظ َ
الصّ لَاة و َلفْظ ال ْبَرَك َة فَد َ ّ
س َل ّم عِن ْد
الل ّه عَلَي ْه و َ َ أصحَابَه أن يُس َلّم ُوا عَلَي ْه وَكَذَل ِك من بعْد َه ُم ُأم ِروا أن يُس َلّم ُوا عَلَى َ
الن ّبِيّ صَلَ ّى َ الل ّه ْس َل ّم ف َأَ م َر َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ عَلَى َ
ُ
سلَام م َصْ دَر ًا ك ََالل ّذ َاذ و ََالل ّذ َاذ َة. سلام َة ل َك وَم َع َك ،و َيَكُون ال َ ّسلَام عَلَي ْه ثَلَاثَة وُجُوه :أحدهما ال َ ّ حضُورِه ِم قَبْر َه وعند ذِكْر ِه ،و َفِي معني ال َ ّ ُ
ل
ح ْفظَك وَرِعَايَتِك م ُتو َ ّ الث ّانِي أَ ي ال َ ّ
سلَام عَلَى ِ َ
فصل اعلم أن الصلاة على النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم فرض على الجملة غير محدد بوقت ٣.٤.١
Shamela.org ٢٠١
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
تجْزِه وَل َا سَلَف لَه فِي هَذ َا القَو ْل وَل َا س َُن ّة ي َت ّب ِعُه َا
ن صَلَ ّى عَلَي ْه قَب ْل ذَل ِك لَم ُ
سد َة و َِإ ّ الت ّش َ ُهّد الآخِر قَب ْل ال َ ّ
سلَام فَصَلاتُه فَا ِ وسلم من بعده َ
و َق َد ب َالَغ فِي إنْك َار هَذِه المَسْأَ لَة عَلَي ْه لِمخَُالف َت َه ف ِيهَا من تَق َ َ ّدم َه جَمَاع َة وَش ََن ّع ُوا عَلَي ْه الْخ ِلَاف ف ِيهَا مِنْه ُم ال َ ّ
طبَرِيّ و َالْقُشَيْر ِيّ و َغَي ْر و َاحِد ،و َقَال
س َل ّم فإن ت َر َك ذَل ِك ت َارك فَصَلاتُه ُ
مجْزِئَة الل ّه عَلَي ْه و َ َ َب أن لا يُصَلّي أَ ح َد صَلَاة إلى صَلَ ّى ف ِيهَا عَلَى رَسُول َ
الل ّه صَلَ ّى َ أَ بُو بَك ْر بن المُنْذِر :يُسْتَح ّ
أصحَاب َ
الر ّأي و َغَيْرِه ِم و َه ُو قَو ْل جُم َل أَ ه ْل ال ْعِل ْم وَحُكِي ع َن م َال ِك سفْيَان َ
الث ّوْرِيّ و َأَ ه ْل الـكُوف َة من ْ فِي مَذْه َب م َال ِك و َأَ ه ْل ال ْمَدِين َة و َ ُ
وسفيان
__________
شافِعِيّ فِي ذلك( قال النووي نقل أصحابنا فر يضة الصلاة في التشهد عن عمر بن الخطاب وابنه ونقله الشيخ أبو حامد عن ش ّذ ال َ ّ
)قوله و َ َ
ابن مسعود و َأَ بِي سَع ِيد الْخ ُ ْدرِي ورواه البيهقى وغيره عن الشعبى وهو أحد الروايتين عن أحمد )قوله ولا ستة يتبعها( قيل له سنة وهى
ما رآه ابن حبان والحاكم في صحيحيهما من حديث ابن مسعود الأنصاري أنهم قالوا كيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا؟
الل ّه ُ َ ّ
م صلى عليه محمد -إلى آخر الحديث( )*( ل )ق ُولُوا َ
فَق َا َ
كه َا فِي َ
الصّ لَاة الإعَاد َة و َأَ ْوجَب ِإ ْسحَاق كه َا في التشهد مسئ ،وشذا ال َ ّ
شافِعِيّ ف َأَ ْوجَب عَلَى ت َارِ ِ الت ّش َ ُهّد الأخر مُسْتَح ََب ّة و َأَ ّ
ن ت َارِ َ أ َ ّنهَا فِي َ
س َل ّم فَرِ يضَة، الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الصّ لَاة عَلَى َ
ن َ الإعاد َة م َع تَع َ ُمّد تَرْ ِ
كه َا د ُون النّسْيَان وَح َكى أَ بُو مُح َم ّد بن أَ بِي ز َي ْد ع َن مُح َم ّد بن الم َو ّاز أَ ّ
الصّ لَاة ،و َقالَه مُحَم ّد بن عَب ْد الْحَك َم و َغَي ْر ُه وَح َكى ابن الق ََصّ ار وَع َب ُد ال ْو َ َه ّاب أَ ّ
ن مُحَم ّد بن المَو ّاز ي َر َاه َا قَال أَ بُو مُحَم ّد يُر ِيد لَيْسَت من ف َرَائ ِض َ
شافِعِيّ وَح َكى أَ بُو يَعْلَى العَبْدِيّ المَالـِكِيّ ع َن المَذْه َب ف ِيهَا ثَلَاثَة أق ْوَال :ال ْوُجُوب وال ُ ّ
س َن ّة و َالنّدْب و َق َد خ َالَف كقَو ْل ال َ ّ فَرِ يَضَة فِي َ
الصّ لَاة َ
الصّ لَاة و َه ُو قَو ْل جَمَاع َة الفُقَه َاء إ َلّا ال َ ّ
شافِعِيّ طابِيّ و َلَيْسَت ب ِوَاجِب َة فِي َ
شافِعِيّ فِي هَذِه المَسْألَة قَال الْخ َ ّ
شافِعِيّ و َغَي ْر ُه ال َ ّ
أصحَاب ال َ ّ الْخ َ ّ
طابِيّ من ْ
شافِعِيّ و َإجْمَاعُه ُم عَلَي ْه ،و َق َد ش ََن ّع َ
الن ّاس الصّ الِ ح قَب ْل ال َ ّ
سلَف َ
الصّ لَاة ع َم َل ال َ ّ
وَل َا أع ْلَم لَه ف ِيهَا ق ُ ْدو َة و َال َد ّليل عَلَى أ َ ّنهَا لَيْسَت من فُر ُوض َ
س َل ّم لَي ْس ف ِيه َ
الصّ لَاة عَلَى الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ عَلَي ْه هَذِه المسألة جد و َهَذ َا تَش َُهّد ابن مَسْع ُود ال َ ّذ ِي اخْ تَار َه ال َ ّ
شافِعِيّ و َه ُو ال َ ّذ ِي ع َل ّم َه لَه َ
الن ّبِيّ صَلَ ّى
َ
س َل ّم كأبي ه ُر َي ْر َة و َاب ْن ع ََب ّاس وَج َاب ِر و َاب ْن ع ُم َر و َأَ بِي سَع ِيد الْخ ُ ْدرِي
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الت ّش َ ُهّد ع َن َ
الن ّبِيّ صَلَ ّى َ ل من رَو َى َ
س َل ّم وَكَذَل ِك ك ُ ّ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
َ
الل ّه بن ُ
الز ّبَي ْر لَم ي َ ْذك َر ُوا ف ِيه صَلَاة على النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم وقد و َأَ بِي م ُوس َى الْأَ شْ عَرِيّ وَع َب ُد َ
__________
)قوله وأوجب إسحاق( هو ابن إبراهيم بن مخلد الإمام أبا يعقوب بن راهو يه المروزى عالم خراسان )قوله و َهَذ َا تَش َُهّد ابن مسعود( ذكر
ابن الملقن التشهدات الواردة عنه صلى الل ّٰه عليه وسلم في تخريج أحاديث الرافعى فبلغت ثلاثة عشر تشهدا )*(
Shamela.org ٢٠٢
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
فصل في المواطن التى يستحب فيها الصلاة والسلام على النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم ٣.٤.٢
نح ْو َه ع َن أَ بِي سَع ِيد ،و َقَال ابن ع ُم َر الت ّش َ ُهّد كَمَا يُع َلّمُنَا ال ُ ّ
سور َة م ِن الْقُر ْآن ،و َ َ س َل ّم يُع َلّمُنَا َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ قَال ابن ع ََب ّاس وَج َاب ِر ك َان َ
الل ّه عَن ْه و َفِي الْحَدِيث الت ّش َ ُهّد عَلَى الْمنِ ْب َر كَمَا يُع َلّم ُون الصّ ب ْيَان فِي الْكِتَاب ،و َع َل ّم َه أيْضًا عَلَى الْمنِ ْب َر ع ُم َر بن الْخ َ ّ
طاب رَض ِي َ ك َان أَ بُو بَك ْر يُع َلّمُنَا َ
كل ّهم رِوايَة هَذ َا ضع ّف أَ ه ْل الْحَدِيث ُ ل عَلِيّ م َ َّرة فِي ع ُمُرِه ،و َ َ ل عَل َيّ( قَال ابن الق ََصّ ار مَعْنَاه ك َام ِلَة أَ و لم َِن لَم ي ُ َ
ص ّ )ل َا صَلَاة َ لم َِنْ ل َ ْم ي ُ َ
ص ِّ
ل ف ِيهَا عَل َيّ و َعَلَى أَ ه ْ ِ
ل بَيْتِي ل َ ْم س َل ّم )م َنْ صَلَ ّى صَلَاة ً ل َ ْم ي ُ َ
ص ِّ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ جعْف َر ع َن ابن مَسْع ُود ع َن َ الْحَدِيث و َفِي حَدِيث أَ بِي َ
الْخَو ْلانِيّ أَ َ ّ
ن عمرو بن
__________
)قوله وفي حديث أبي جعفر( هو الإمام محمد بن علي بن الحسين )قوله أبو هانئ( بهمزة في آخره )قوله أن عمرو بن مالك الجنبى( بجيم
ونون فموحدة و ياء للنسبة إلى جنب بطن من مذحج )*(
ل على النبي صلى الل ّٰه س َل ّم رَج ُل ًا ي َ ْدع ُو فِي صَلَات ِه فَلَم ي ُ َ
ص ّ الن ّب ِ ُيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَي ْه و َ َ ن ع ُبَيْدٍ يَق ُول سَم ِـ َع َ م َال ِكٍ الْجنَْب ِ َيّ أَ خْبَرَه ُ َأن ّه سَم ِـ َع فَضَالَة َ ب ْ َ
ل
ص ِّ َالث ّنَاء ِ عَلَيْه ِ ث َُم ّ لِي ُ َ
الل ّه ِ و َ
)إذ َا صَلَ ّى أحدكم فتيبدأ بِتَحْمِيدِ َ ل هَذ َا( ث َُم ّ د َعَاه ُ فَق َا َ
ل لَه ُ و َلِغَيْرِه ِ ِ س َل ّم )عَج ِ َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ عليه وسلم فقال َ
الل ّه
طاب رَض ِي َ الل ّه ِ و َه ُو َ أَ صَ ُ ح ّ * وَع َن ع ُم َر بن الْخ َ ّس َل ّم َ ث َُم ّ لِي َ ْدع ُ بَعْد ُ بِمَا شَاءَ( و َيُرْو َى م ِنْ غَيْر ِ هَذ َا السد بِتمَْجِيدِ َ الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ عَلَى َ
* و َقَال ابن عَطَاء :لِل ُد ّعَاء أ ْرك َان و َأجن ِح َة و َأسْ بَاب و َأوْقَات ف َِإن و َاف َق أ ْرك َانَه قَوِي و َإن و َاف َق اجْ نَحَته طَار فِي ال َ ّ
سم َاء و َإن
__________
)قوله فإنه أجدر( بفتح الهمزة وسكون الجيم وفتح الدال المهملة أي حق )قوله كقدح( بفتح القاف والدال قال الهروي أراد لا
تؤخروني في الذكر كالراكب يعلق قدحه في آخر رحله و يجعله خلفه )قوله هراقه( يقال أراق الماء ير يقه وهراقة ير يقه بفتح الهاء )- ٥
(*) (٢
حضُور الْق َل ْب و َالر َّق ّة و َالاسْ تِك َانَة و َالْخُش ُوع و َت َ ُ
عل ّق الْق َل ْب ب ِالل ّٰه و َقَطْع ُه م ِن الْأَ سْ بَاب و َاف َق م َوَاق ِيت َه فَاز و َإن و َاف َق أسْ بَابَه أنْ ج َح ف َأ ْرك َانُه ُ
س َل ّم. الصّ لَاة عَلَى مُحَم ّد صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الأسحَار و َأَ سْ بَابُه َ
ْ و َأجْ نِحَت ُه الصّ دْق وَم َواق ِيت ُه
Shamela.org ٢٠٣
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
يخْت ِم ب ِه أيْضًا ال ْـكُت ُب، الصّ دْر الأَ َ ّول و َ ُأحْدِث عِن ْد وِلايَة بنى هاشم فمصى ب ِه ع َم َل َ
الن ّاس فِي اقْطَار الْأَ رْض وَمِنْه ُم من َ و َلَم يَكُن هَذ َا فِي َ
اب( وَم ِن م َوَاطِن ال َ ّ
سلَام عَلَى ك الْكِت َ ِ
ل الملائكة تستغفر له م َا د َام َ اسْم ِي فِي ذَل ِ َ س َل ّم )م َنْ صَلَ ّى عَل َيّ فِي ك ِت َ ٍ
اب ل َ ْم ت َز َ ِ و َقَال صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
Shamela.org ٢٠٤
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
ل الل ّه ِ ب ْ ِن أَ بِي بَكْر ِ ب ْ ِن ح َ ْز ٍم ع َنْ أَ بيِه ِ ع َنْ عَمْرِو ب ْ ِن سُلَي ٍْم ُ
الز ّر َق ِ ِيّ أَ َن ّه ُ قَا َ الل ّه ِ ح َ َ ّدثَنَا َ
يح ْي َى ح َ َ ّدثَنَا م َال ِكٌ ع َنْ عَبْدِ َ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو ع ِيس َى ح َ َ ّدثَنَا ع ُبَيْد ُ َ
Shamela.org ٢٠٥
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
Shamela.org ٢٠٦
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
شف َاع َة مُحَم ّد الـكُبْر َى( هي التى للفصل بين أهل الموقف )قوله وَع َن
)قوله وخطة فصل( الخطة الأمر والقصد والفصل القطع )قوله َ
و ُهَي ْب بن الورد( بالتصغير وهو عبد الوهاب المكى )*(
أفْضَل م َا سَأل َك لِن َ ْفسِه و َأَ عْط مُحَم ّدًا أفْضَل م َا سَأل َك لَه أَ ح َد من خ َلْق ِك و َأَ عْط مُحَم ّدًا أفضل م َا أن ْت مسؤل لَه ِإلَيّ يَو ْم الْق ِيَام َة وَع َن ابن
الصّ لَاة عَلَي ْه ف َ َإن ّك ُم ل َا ت َ ْدر ُون لَع َ ّ
ل ذَل ِك يُعْر َض س َل ّم ف َأَ حْ سِن ُوا َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الل ّه عَن ْه َأن ّه ك َان يَق ُول إذ َا ص ََل ّي ْتُم عَلَى َ
مَسْع ُود رَض ِي َ
عَلَي ْه و َق ُولُوا اللهم اجْ ع َل صَلَوَات ِك وَرَحْمَت َك و َب َرَك َات ِك عَلَى سَي ّد ال ْمُرْسَلِين و َإم َام ال ْم َُت ّق ِين وَخ َاتِم َ
الن ّب ِيّين مُحَم ّد عبدك ورسولك إمام ا ْلخـَي ْر و َقَائِد
ل مُحَم ّدٍ كَمَا ص ََل ّي ْتَ عَلَى ِإ ب ْر َاه ِيم َ ِإ َن ّ َ
ك ل عَلَى مُحَم ّدٍ و َآ ِ
ص ّ
م َ خر ُون َ
الل ّه ُ ّ م ابْعَث ْه مَق َام ًا مَح ْم ُود ًا يَغْبِط ُه ف ِيه الأ َ ّولُون والآ ِ الر ّحْم َة َ
الل ّه ُ ّ ا ْلخـَي ْر و َرسُول َ
الصّ لَاة و َتَكْث ِير َ
الث ّنَاء ع َن مج ِيد * وَم َا يُؤ ْث َر من ت َ ْطوِ يل َ
ك عَلَى مُحَم ّدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم َإن ّك حَم ِيد َ الل ّه ُ َ ّ
م ب َارِ ْ مج ِيدٌ َ
حَم ِيدٌ َ
سلَام الت ّش َ ُهّد من قَو ْلِه ال َ ّ
سلَام عَلَي ْك أيها النبي ورحمة الل ّٰه وبركاته ال َ ّ سلَام كَمَا ق َد عُلّم ْتُم ه ُو م َا ع َل ّمَه ُم فِي َ
أَ ه ْل البيت و َغَيْرِه ِم كَث ِير و َقَو ْلُه و َال َ ّ
سلَام على رسول الل ّٰه ال َ ّ
سلَام عَلَى مُحَم ّد الل ّه ور ُسله ال َ ّ الل ّه ال َ ّ
سلَام عَلَى أنب ِياء َ الل ّه الصالِ حـ ِين و َفِي تَش َُهّد عَلِيّ ال َ ّ
سلَام عَلَى نَبِ ّي َ عَلَي ْنَا و َعَلَى عِبَاد َ
سلَام عَلَي ْنَا و َعَلَى ال ْمُؤْم ِنين والمؤم ِنَات من غَاب مِنْه ُم وَم ِن شهد الل ّٰه ا ْغف ِر لِمحُ َمّد وتَق َب ّل َ
شف َاع َت َه وا ْغف ِر ل ِأَ ه ْل بَي ْت ِه و َا ْغف ِر ل ِي الل ّه ال َ ّ
بن عَب ْد َ
الل ّه وبركاتُه جاء فِي هَذ َا الْحَدِيث ع َن سلَام عَلَي ْك أ ُ ّيهَا َ
الن ّبِيّ ورحمة َ الل ّه الصالِ حـ ِين ال َ ّ و َل ِوَالِد َيّ وَم َا وَلَد َا و َا ْرحَمْهُم َا ال َ ّ
سلَام عَلَي ْنَا و َعَلَى عباد َ
عَلِيّ :ال ُد ّعَاء ل ِ َلن ّبِيّ
الصّ لَاة عَلَي ْه عَن ْه أيْضًا قَب ْل :ال ُد ّعَاء لَه بالرمة و َلَم ي َأْ ت فِي غَيْر ِه م ِن الْأَ ح َادِيث ال ْمَر ْف ُوعة
س َل ّم بالغُفْرَان * و َفِي حَدِيث َ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
المعر ُوف َة و َق َد ذ َه َب أَ بُو ع ُم َر بن عَب ْد البَر ّ و َغَي ْر ُه ِإلَى َأن ّه ل َا يُدْعى َ
للن ّبِيّ صلى الل ّٰه عليه وسلم
__________
)قوله ولوالدي( َإن ّمَا قَال ذَل ِك للتعليم لا الدعاء )*(
فصل في فضيلة الصلاة على النبي والتسليم عليه والدعاء له ٣.٤.٤
م ا ْرحَم مُحَم ّدًا وآل مُحَم ّد كَمَا ت َر َ َ ّحم ْت عَلَى إ ب ْر َاه ِيم وآل إ ب ْر َاه ِيم و َلَم ي َأْ ت هَذ َا فِي حَدِيث صحيح و َحُ َ ج ّت ُه قَو ْلُه فِي ال َ ّ
سلَام: س َل ّم َ
الل ّه ُ ّ صلى عَلَي ْه و َ َ
Shamela.org ٢٠٧
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
)قوله الوسيلة( أي القرب من الل ّٰه والمنزلة عنده وفى الحديث أنها دَرَجَة ٍ فِي الْج َنَ ّة ِ )قوله النصرى( بالنون والصاد المهملة والأصح عند
الذهبي أنه تابعي وحديثه مرسل )*(
الر ّحْمن بن عَو ْف عَن ْه صَلَ ّى َ
الل ّه َات( وَم ِن رِو َايَة عَب ْد َ ك صَلَاة ً صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ عَشْر ًا وَر َف َع َه ُ عَشْر َ دَرَج ٍ ل ن َاد َانِي فَق َال م َنْ صَلَ ّى عَلَي ْ َ
جبْر ِي َ
ِ
الل ّه إن ّي ُأكْ ث ِر َ
الصّ لَاة عَلَي ْك فكم أَ جْ ع َل ل َك من صَلَاتِي؟ قَال) :م َا شِئ ْت( الر ّادِف َة جاء ال ْمَو ْت بِمَا ف ِيه( فَق َال ُأبَيّ بن َ
كعْب ي َا رَسُول َ َ
قَال :الر ّب ْع؟ قَال) :م َا شِئ ْت و َإن زِدْت فَه ُو خير( قَالُ :
الث ّلُث؟ قَال) :م َا شِئ ْت و َإن زدت فهو خير( قَال ،الن ّصْ ف؟ قَال) :م َا شِئ ْت
الل ّه فَاجْ ع َل صَلَاتِي ك َُل ّه َا ل َك قَال إذ َا ت ُ ْكفَى و َإن زِدْت فَه ُو خَي ْر( قَالُ :
الث ّلُثَي ْن؟ قَال) :م َا شِئ ْت و َإن زِدْت فَه ُو خَي ْر( قَال :ي َا رَسُول َ
و َيُغْف َر ذَن ْب ُك.
ل
جبْر ِي ُ س َل ّم ف َرَأي ْت من بشره وطلافته ولم أر َه ق َّط فَسَأل ْت ُه ،فقال )وما يمنعى و َق َ ْد خَر َ َ
ج ِ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ وَع َن أَ بِي طلحة :دَخ َل ْت عَلَى َ
ك ِإ َلّا صلى الل ّٰه عليه وسلم ْس أَ حَدٌ م ِنْ ُأ َمّت ِ َ
ك يُصَل ِّي عَلَي ْ َ ك ُأبَش ِ ّرُك َ أَ َن ّه ُ لَي َ
الل ّه َ تَع َالَى بَع َثَنِي ِإلَي ْ َ
ن َ ل ِإ َ ّ
آنِف ًا ف َأَ ت َانِي بِبِشَارَة ٍ م ِنْ ر َب ِ ّي ع َ َّز وَج َ َ ّ
الت ّا َمّة ِ
َب هَذِه ِ ال َد ّعْوَة ِ َ
الل ّه ُ َ ّم ر ِّ
ل حِينَ ي َ ْسم َ ُع النِّد َاء َ
َ س َل ّم م َنْ قَا َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الل ّه قَال قَال َ
وَم َلَائِكَت ُه ُ بِهَا عَشْر ًا وَع َن ج َاب ِر بن عَب ْد َ
سعْد بن أَ بِي و ََق ّاص
شف َاعَتِي يَوْم َ الْق ِيَامَة ِ( وَع َن َ آت مُحَم ّدًا ال ْوَسِيلَة َ و َالْف َضِ يلَة َ و َابْعَث ْه ُ مَق َام ًا مَح ْم ُود ًا ال َ ّذ ِي و َعَدْتَه ُ ح ََل ّ ْ
ت لَه ُ َ و َ
َالصّ لَاة ِ الْق َائِمَة ِ ِ
ن مُحَم ّدًا عَبْدُه ُ وَرَسُولُه ُ رَضِيتُ ب َِالل ّه ِ ر َ ًب ّا و َبِم ُ َ
ح َمّدٍ رَسُول ًا ك لَه ُ و َأَ َ ّ
الل ّه ُ وَحْدَه ُ ل َا شَر ِي َ
ل حِينَ ي َ ْسم َ ُع ال ْم ُؤَذِّنَ و َأَ ن َا أَ شْهَد ُ أَ ْن ل َا ِإلَه َ إلا َ
م َنْ قَا َ
و َب ِال ِْإسْ لَا ِم دِينًا غُف ِر َ لَه ُ.
ن عَل َيّ أَ ق ْوَام ٌ م َا
ق ر َقَب َة ً( و َفِي بَعْض الآثار )لَيَرِد َ َ ّ
س َل ّم َ عَل َيّ عَشْر ًا فَك َأَ َن ّمَا أَ عْت َ َ
س َل ّم قَال )م َنْ َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ن َ وَرَو َى ابن وَه ْب أَ ّ
ن أَ نْ جَاك ُ ْم يَوْم َ الْق ِيَامَة ِ م ِنْ أَ ه ْوَالِهَا
أَ ْعر ِفُه ُ ْم ِإ َلّا بِكَثْرَة ِ صَلَاتِه ِ ْم عَل َيّ( و َفِي آخَر َ ِإ َ ّ
وَم َوَاطِنِهَا أَ كْ ث َر ُك ُ ْم عَل َيّ صَلَاة ً( وَع َنْ أَ بِي بَك ْر الصديق َ
الصّ لَاة عَلَى َ
الن ّبِيّ صلى الل ّٰه
__________
)قوله فكم أَ جْ ع َل ل َك من صلاتي( قيل الصلاة هنا بمعنى الدعاء والمعنى أن لى زمانا أدعو فيه لنفسي فكم أَ جْ ع َل ل َك من ذلك الزمان
Shamela.org ٢٠٨
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
فصل في ذم من لم يصل على النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم وإثمه ٣.٤.٥
ج ُّ
ي ح َ َ ّدثَنَا مُحَم ّد ُ الصّ يْر َف ِ ُيّ قَالا ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو يَعْلَى ح َ َ ّدثَنَا ال ِّ
سن ْ ِ الل ّه ُ ح َ َ ّدثَنَا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسن َ
ح َ َ ّدثَنَا الْق َاض ِي ال َش ّه ِيد ُ أَ بُو عَل ِ ٍيّ رَحِم َه ُ َ
ن ب ْ ِن ِإ ْسحَاقَ ع َنْ سَع ِيدِ ب ْ ِن أَ بِي سَع ِيدٍ ن إبراهيم ال َد ّ ْور َق ِ ُيّ ح َ َ ّدثَنَا ر َبْع ِ ُيّ ابن إ ب ْر َاه ِيم َ ع َنْ عَبْدِ َ
الر ّحْم َ ِ ُوب ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو ع ِيس َى ح َ َ ّدثَنَا أَ حْمَد ُ ب ْ ُ
مح ْب ٍ
ن َ
اب ْ ُ
ل دخل رمصان ث َُم ّ
ل ذُكِر ْتُ عِنْدَه ُ فلم يصل على وَرَغِم َ أَ ن ُْف رَج ُ ٍ
ع َنْ أَ بِي ه ُر َي ْرَة َ قال قال رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم رغم أنف رَج ُ ٍ
ل
ك فَق َا َ ل آم ِينَ ث َُم ّ صَعِد َ فَق َا َ
ل آم ِينَ فَسَأَ لَه ُ م ُع َاذ ٌ ع َنْ ذَل ِ َ س َل ّم صع َد الْمنِ ْب َر فَق َال آم ِينَ ث َُم ّ صَعِد َ فَق َا َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ن َ ِيث آخ َر أَ ّ
و َفِي حَد ٍ
ل ف ِيم َنْ
الل ّه ُ ق ُلْ آم ِينَ فَق ُل ْتُ آم ِينَ و َقَا َ ك فَمَاتَ يدخل َ
الن ّار َ ف َأَ بْعَدَه ُ َ ل عَلَي ْ َ ص ِّ ل ي َا مُحَم ّد ُ م َنْ سُم ِّيتُ بَيْنَ يَد َيْه ِ فَل َ ْم ي ُ َ
ل أَ ت َانِي فَق َا َ
جبْر ِي َ
ن ِ)إ َ ّ
ِ
ك وَم َنْ أَ ْدرَك َ أَ بَو َيْه ِ أَ ْو أَ حَد َهُمَا فَل َ ْم يَب َر ّهُمَا فَمَاتَ مِثْلَه ُ( وَع َنْ عَل ِ ِيّ ب ْ ِن أَ بِي طَال ٍِب عَن ْه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ ل ذَل ِ َ
أَ ْدرَك َ رَمَضَانَ فَل َ ْم يُقْب َلْ مِن ْه ُ فَمَاتَ مِث ْ َ
فصل في تخصيصه صلى الل ّٰه عليه وسلم بتبليغ صلاة من صلى عليه أو سلم من الأنام ٣.٤.٦
ق
ل على أحطئ بِه ِ َطرِ ي َ س َل ّم )م َنْ ذُكِر ْتُ عِنْدَه ُ فَل َ ْم ي ُ َ
ص ِّ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَي ْه و َ َ ل َ ل رَسُو ُ
ل قَا َ ل عَل َيّ( وَع َنْ َ
جعْفَرِ بن مُحَم ّد ع َن أَ بيِه ِ قَا َ ص ِّ
يُ َ
الْج َنَ ّة ِ.
ل عَل َيّ( وَع َن أَ بِي
ص ِّ
ل م َنْ ذُكِر ْتُ عِنْدَه ُ فَل َ ْم ي ُ َ ل كُ َ ّ
ل ال ْبَخِي ِ )إ َ ّ
ن ال ْبَخِي َ س َل ّم قَال ِ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ن رَسُول َ
وَع َن عَلِيّ بن أَ بِي طَال ِب أَ ّ
س َل ّم
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ الل ّه َ و َيُص َُل ّوا عَلَى َ
الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ س َل ّم )أَ ُي ّمَا قَو ْ ٍم ج َلَس ُوا َ
مج ْلِسًا ث َُم ّ تَف ََر ّق ُوا قَب ْ َ
ل أَ ْن ي َ ْذك ُر ُوا َ هريرة قَال أَ بُو الْق َاسِم صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
Shamela.org ٢٠٩
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
)قوله ترة( بكسر المثناة الفوقية وفتح الراء المخففة أي نقص وقيل تبعة )قوله من الجفاء( بفتح الجيم والمد هو ترك البر والصلة )*(
ْف ح َ َ ّدثَنَا ال ْم ُ ْقرِئ ُ ح َ َ ّدثَنَا َ
حي ْوَة ُ ع َنْ أَ بِي صَ خْرٍ حُمَيْدِ ب ْ ِن زِي َادٍ ن د َاسَة َ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو د َاوُد َ ح َ َ ّدثَنَا اب ْ ُ
ن عَو ٍ ن ح َ َ ّدثَنَا اب ْ ُ الْحَاف ُِظ ح َ َ ّدثَنَا اب ْ ُ
ن عَبْدِ ال ْمُؤْم ِ ِ
س َل ّم َ قَالَ) :م َا م ِنْ أَ حَدٍ يُسَل ِ ّم ُ عَل َيّ ِإ َلّا ر َ َدّ
ل الل ّٰه صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َ َ الل ّه ِ ب ْ ِن قُسَي ْطٍ ع َنْ أَ بِي ه ُر َي ْرَة َ رَضِيَ الل ّٰه عَن ْه ُ أَ َ ّ
ن رَسُو َ ع َنْ يَز ِيد َ ب ْ ِن عَبْدِ َ
شي ْب َة ع َن أَ بِي ه ُر َي ْر َة قَال قَال رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم )من صَلَ ّى عَل َيّ الل ّه ُ عَل َيّ ر ُوحِي ح ََت ّى أَ ر ُ َدّ عَلَيْه ِ ال َ ّ
سلَام َ( وَذَك َر أَ بُو بَك ْر بن أَ بِي َ َ
عِنْد َ قَبْر ِي سَمِعْت ُه ُ وَم َنْ صَلَ ّى عَل َيّ ن َائيًِا بلُِّغْت ُه ُ( .
نح ْو َه ع َن أَ بِي ه ُر َي ْر َة. ن الل ّٰه م َلَائِك َة ُ س ََي ّاحِينَ فِي الأرض بلغوني ع َنْ ُأ َمّتِي ال َ ّ
سلَام َ( و َ َ ن ابن مَسْع ُود :إ ّ
وَع َ ِ
ل جُمُعَة ٍ ف َِإ َن ّه ُ يُؤ ْتَى بِه ِ مِنْك ُ ْم فِي ك ُ ّ ِ
ل جُم ُعَة ٍ. سلَا ِم عَلَى نَب ِيِّك ُ ْم ك ُ َ ّ
ن ال َ ّ
وَع َن ابن ع ُم َر :أكْ ث ِر ُوا م ِ َ
َت صَلَاتُه ُ عَل َيّ حِينَ يَفْرُغَ مِنْهَا.
ن أَ حَدًا ل َا يُصَل ِّي عَل َيّ ِإ َلّا عُرِض ْ
و َفِي رِو َايَة :ف َِإ َ ّ
كن ْتُم ْ فَص َُل ّوا عَل َيّ ف َِإ َ ّ
ن صَلاتَك ُ ْم تَب ْلُغُنِي( . س َل ّم َ ) َ
حي ْثُم َا ُ ن عَن ْه ُ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن الْحَسَ ِ
وَع َ ِ
س َل ّم َ يُسَل ِ ّم ُ عَلَيْه ِ و َيُصَل ِّي عَلَيْه ِ ِإ َلّا بلُ ِّغ َه ُ. ْس أَ حَدٌ م ِنْ ُأ َمّة ِ مُحَم ّدٍ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن اب ْ ِن ع ََب ّا ٍ
س لَي َ وَع َ ِ
ِض عَلَيْه ِ اسْم ُه ُ. ن الْعَبْد َ ِإذ َا صَلَ ّى عَلَى َ
الن ّب ِ ِيّ صلى الل ّٰه عليه وسلم عُر َ وَذَك َر َ بَعْضُه ُ ْم أَ َ ّ
الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى الل ّٰه عليه وسلم فإن رسول الل ّٰه
جد َ فَسَل ِ ّ ْم عَلَى َ
س ِ
ن ب ْ ِن عَل ِ ٍيّ ِإذ َا دَخ َل ْتَ ال ْم َ ْ
ن الْحَسَ ِ
وَع َ ِ
__________
)قوله ابن عوف( ه ُو مُحَم ّد بن عوف بن سفيان الحمصى شيخ أبى داود والنسائي )قوله المقرى( هو أبو عبد الرحمن عبد الل ّٰه بن بريد
أحد الشيوخ البخاري )قوله نائيا( أي بعيدا )قوله بلغته( بضم الباء الموحدة وكسر اللام المشددة )قوله وعن أبى مسعود( كذا و َق َع فِي
كثير من النسخ والصواب ابن مسعود
)قوله إلا بلغه( بضم الموحدة وكسر اللام المشددة )*(
فصل في الاختلاف في الصلاة على غير النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم وسائر الأنبياء عليهم السلام ٣.٤.٧
Shamela.org ٢١٠
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
س َل ّم و َهَذ َا غَي ْر معروف من م َ ْذه ِبه، بعض شيوخ :مَذْه َبُ م َال ِكٍ أَ َن ّه ُ ل َا يَج ُوز ُ أَ ْن يصل عَلَى أح َد م ِن الْأَ ن ْب ِيَاء سِو َى مُحَم ّد صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
يح ْي َى لسْت الصّ لَاة على غير الأنيباء وما ينبغى لما أَ ن نَت َع َ َ ّدى م َا أم ِْرن َا ب ِه قَال َ
يح ْي َى بن َ و َق َد قَال م َال ِك فِي الم ْبس ُوط لِي َحْ ي َى ابن ِإ ْسحَاق أك ْر َه َ
آخ ُذ بِقَو ْلِه وَل َا ب َأْ س ب َ
ِالصّ لَاة عَلَى الْأَ ن ْب ِيَاء كلهم و َعَلَى غَيْرِه ِم.
الصّ لَاة عَلَي ْه و َف ِيه و َعَلَى أ ْزو َاجِه و َعَلَى آلِه و َق َد وَجَدْت مُع َل ّق ًا
س َل ّم َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ و َاحْ ت َجّ بِ حَدِيث ابن ع ُم َر وبما جاء فِي حَدِيث تَعْليم َ
س َل ّم قَال و َب ِه نَق ُول و َلَم يَكُن الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الصّ لَاة عَلَى غَي ْر َ ع َن أبى عمران الفارسى رَو َى ع َن ابن ع ََب ّاس رَض ِي َ
الل ّه عَنْهُم َا ك َرَاه َة َ
الر ّ َزّاق ع َن أَ بِي هريرة رضي اللٰه عنه قال :قال رسول اللٰه صلى اللٰه عليه وسلم )ص َُل ّوا عَلَى أن ْب ِيَاء ِ
يُسْتَعْم َل ف ِيم َا م َض َى ،و َق َد رَو َى عَب ْد َ
ّ ّ ّ
حم وال ُد ّعَاء وَذَل ِك عَلَى
والصّ لَاة فِي لِسَان الع َر َب بَمَعْن َي ال َت ّر َ ُ ّ
َ الل ّه َ بَعَثَه ُ ْم كَمَا بعثنى( قالوا :والأساند ع َن ابن ع ََب ّاس لَي ّن َة
ن َ الل ّه ِ وَرُسُلِه ِ ف َِإ َ ّ
َ
الإطْ لاق ح ََت ّى يَم ْن َع مِن ْه حَدِيث صحيح أَ و إجماع ،وقد قال تعالى :ه ُو َ ال َ ّذ ِي يُصَل ِّي عليكم وملائكته الآيَة َ و َقَال :خ ُ ْذ م ِنْ أَ مْوَالِه ِ ْم َ
صد َق َة ً
تُطَهّ ِر ُه ُ ْم و َت ُزَكّ ِيه ِ ْم بِهَا وصل عليهم الآيَة َ.
صد َقَتِه ِم
م صل على آل أبي أوفى وكان إذا أتاه قَو ْم ب ِ َ س َل ّمَ :
الل ّه ُ ّ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ات م ِنْ ر َ ّبِه ِ ْم ورحمة :و َقَال َ و َقَالُ :أولَئ ِ َ
ك عَلَيْه ِ ْم صَلَو َ ٌ
جه ِ وَذُرِّ َي ّتِه ِ ،و َفِي آخر :و َعَلَى آل مُحَم ّد ،ق ِيل أت ْبَاع ُه و َق ِيل
ل عَلَى مُحَم ّدٍ و َعَلَى أَ ْزو َا ِ
ص ِّ الل ّه ُ َ ّ
م َ قَال :اللم صل على آل فلان ،وفي حديث الصلاةَ :
أ َمّت ُه و َق ِيل آل
بَي ْت ِه و َق ِيل الْأَ ت ْبَاع ولرهط و َالْعَشِير َة و َق ِيل آل َ
الر ّج ُل وَلَد ُه و َق ِيل قَوْم ُه(*) (٢ - ٦) ،
الل ّه عَلَي ْه وسلم من آل مُح َم ّد؟ قال )كل نفسي( و يجئ عَلَى
الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الصّ د َق َة ،و َفِي رِو َايَة أَ نَس سُئ ِل َ
و َق ِيل أَ ه ْلُه ال َ ّذين حُرِّم َت عَلَيْه ِم َ
س َل ّم َ
الل ّه ُ ّم اجْ ع َل صَلَوَات ِك و َب َرَك َات ِك عَلَى الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ل مُحَم ّدٍ مُحَم ّدٌ ن َ ْفس ُه ُ ف َ َإن ّه ك َان يَق ُول فِي صلاته عَلَى َ ن أَ َ ّ
ن المُرَاد َ ب ِآ ِ َب الْحَسَ ِ
مَذْه ِ
الل ّه تَع َالَى ب ِه ه ُو َ
الصّ لَاة عَلَى مُحَم ّد ن َ ْفسِه و َهَذ َا مِث ْل ن الفَر ْض ال َ ّذ ِي أم َر َ ل ب ِالفَر ْض و َيأْ تِي َ
بالن ّفْل ل ِأَ ّ آل مُحَم ّد يُر ِيد ن َ ْفسَه ل ِأَ َن ّه كان لا ُ
يخ ِ ّ
ساعِدِيّ فِي َ
الصّ لَاة س َل ّم )لَق َ ْد ُأوتِي َ م ِْزم َار ًا م ِنْ م ََزام ِير ِ آ ِ
ل د َاوُد َ( يُر ِيد من م ََزام ِير د َاو ُد ،و َفِي حَدِيث أَ بِي حُمَي ْد ال َ ّ قَو ْلِه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
س َل ّم و َعَلَى أَ بِي بَك ْر وعمر ذَك َر َه م َال ِك الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ل عَلَى مُحَم ّد و َأ ْزو َاجِه وَذُرِّ َي ّتِه ،و َفِي حَدِيث ابن ع ُم َر َأن ّه ك َان يُصَلَ ّي عَلَى َ
ص ّ
م َ َ
الل ّه ُ ّ
يو َ
َالصّ حِيح من رِو َايَة غَيْر ِه و َي َ ْدع ُو لأبي بَك ْر وعمر. يح ْي َى الأنْد َلُس ِ ّ
فِي المُوطّ إ من رِو َايَة َ
م اجْ ع َل مِن ْك عَلَى فُلان صَلَوَات قَو ْم أب ْر َار الذين يَق ُوم ُون صحَابنَِا بالغَي ْب فَنَق ُول َ
الل ّه ُ ّ وَرَو َى ابن وَه ْب ع َن أَ نَس بن م َال ِك ك َُن ّا ن َ ْدع ُو ل ِأَ ْ
الل ّه ،وَر ُوي ع َن ابن ع ََب ّاس، بالل ّي ْل و َيصُوم ُون بال َنّهَار قَال الْق َاض ِي و َال َ ّذ ِي ذ َه َب إلَي ْه المحُ َ ّقق ُون و َأم ِيل إليه م َا قَالَه م َال ِك و َ ُ
سفْيَان رَحِمَهُم َا َ َ
واخْ تَار َه غَي ْر و َاحِد م ِن الفُقَه َاء و َالمُتَكَل ّمِين َأن ّه لا يُصَلَ ّى عَلَى غَي ْر الْأَ ن ْب ِيَاء عِن ْد ذِكْرِه ِم بَل هو شئ ُ
يخ ْت َّص ب ِه الْأَ ن ْب ِيَاء توقيرا وتعزيزا كما يخص
س َل ّم وَسَائ ِر الْأَ ن ْب ِيَاء الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ تخ ْصِ يص َ
الل ّه َ تَع َالَى عِنْد َ ذكره بالتنز يه والتقديس والتعظيم ولا يشاركه فيه غيره كذلك يجب َ
َ
ِالصّ لَاة و ََالت ّسْل ِيم وَل َا يُش َار َك ف ِيه سِوَاه ُم كَمَا أمر الل ّٰه به بِقَو ْلِه )ص َُل ّوا عَلَيْه ِ وسلموا تسليما( و َيُذُك َر من سِوَاه ُم
ب َ
ن سَبَق ُون َا بالإيمان( وقال )والذين ا َت ّب َع ُوه ُ ْم
م ِن الْأَ ئ َِم ّة و َغَيْرِه ِم ب ِالغُفْرَان و َالر ّض َى كَمَا قَال تَع َالَى )يَق ُولُونَ ر َ َب ّنَا ا ْغفِر ْ لَنَا و َِلإخْ وَاننَِا ال َ ّذ ِي َ
ن رَضِيَ الل ّٰه
ب ِِإحْ سَا ٍ
Shamela.org ٢١١
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
فصل في حكم ز يارة قبره صلى الل ّٰه عليه وسلم وفضيلة من زاره سلم عليه وكيف يسلم ويدعو ٣.٤.٨
الصّ دْر الأَ َ ّول كَمَا قَال أَ بُو ِعم ْرَان و َِإ َن ّمَا أحد َثَه َ
الر ّافِضَة و َالمُتِشَي ّع َة فِي بَعْض الْأَ ئ َِم ّة فَشَارَكُوه ُم عِن ْد عنهم( أيْضًا فَه ُو أمْر لَم يَكُن مَعْر ُوفًا فِي َ
تجْع َلُوا
َالت ّو ْق ِير قَالُوا و َق َد قَال تَع َالَى )لا َ مج ْر َى ال ُد ّعَاء و َالمُوَاجَهة لَي ْس ف ِيهَا مَعْن َي َ
الت ّعْظ ِيم و َ س َل ّم عَلَى من صَلَ ّى عَلَي ْه َ
مج ْرَاه َا َ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
الن ّاس بَعْضُه ُم لِبَعْض ،و َهَذ َا اخْ ت ِيَار ال ِْإم َام أَ بِي يج ِب أَ ن يَكُون ال ُد ّعَاء لَه ُ
مخَالِف ًا لِد ُعَاء َ ل بَي ْنَك ُ ْم كَد ُعَاء ِ بَعْضِ ك ُ ْم بعضا( فكذلك َ الر ّسُو ِد ُعَاء َ
َ
سف َرائِنِ ّي من شُي ُوخِنَا ،وبه قَال أبو عمر بن عبد البر ال ْمُظَ َ ّفر الإ ِ
س َل ّم س َُن ّة من الل ّه عليه وسلم وفضيلة من زاره سلم عَلَي ْه وكيف يسلم ويدعو وز يارة قَبْر ِه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ فصل فِي حكم ز يارة قبره صَلَ ّى َ
ل
جعْفَرٍ قَا َ
ن َ ل ح َ َ ّدثَنَا الْحَسَ ُ
ن بْ ُ ن خَي ْر ُونَ قَا َ سُنَن ال ْمُسْلمين مُج ْم َع عليها وفضيلة م ُرَ َغّب ف ِيهَا * ح َ َ ّدثَنَا الْق َاض ِي أَ بُو عَل ِ ٍيّ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو الْف َضْ ِ
ل بْ ُ
س َل ّم يُر ِيد بال ْوُجُوب هنا وُجُوب نَدْب و َت َرَغِيب و َت َأْ كِيد ل َا وُجُوب فَر ْض و َالْأَ وْلَى عندي أَ ّ
ن مَنْع َه ي ِإلَى قَبْر ِه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ش ّد ال ْمُط ِ ّ
َ
م ل َا تعجعل )الل ّه ُ َ ّ
س َل ّم َ س َل ّم و ََأن ّه لَو قَال زُرْن َا النبي لَم يَك ْرَه ْه لِقَو ْلِه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ وَك َرَاه َة م َال ِك لَه لإضَافَت ِه ِإلَى قَب ْر َ
الل ّه ِ عَلَى قَو ْ ٍم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد( قَبْر ِي و َثَنًا يُعْبَد ُ بَعْدِي ،اشْ ت َ ّد غَضَبُ َ
__________
س َل ّم لاسْ تِعْم َال الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ )قوله وَكَر ِه م َال ِكٌ أَ ن يقال( قَال أَ بُو ع ُم َر بن عَب ْد البَر ّ َإن ّمَا كَر ِه م َال ِك أَ ن يقال طَواف الز ّي َار َة وز يارة َ
َب أن يُخ َّص ب ِأَ ن يقال س ََل ّم ْنَا عَلَى النبي صلى
الن ّبِيّ صَلَ ّى الل ّٰه عليه وسلم بهذا اللفظ مع الناس و َأح ّ
الن ّاس ذلك بعضهم لبعض فكره تَسْو يَة َ
َ
ش ّد الل ّٰه عليه وسلم ،قال وأيضا الز ّي َار َة م ُبَاح َة بَي ْن َ
الن ّاس وَو َاجِب َ
س َل ّم ،يُر ِيد وجوب التبرع لا وجوب الفرائض )*( ي ِإلَى قَبْر ِه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ال ْمُط ِ ّ
سم ًا لِل ْبَاب والل ّٰه أَ ع ْلَم ،قَال ِإ ْسحَاق بن إ ب ْر َاه ِيم الْفَق ِيه :ومما لَم فَحَم َى إضَاف َة هَذ َا اللّفْظ ِإلَى القَب ْر و ََالت ّش َُب ّه بِفِعْل أولئ ِك ق َ ْطع ًا لِلذّرِ يع َة و َ َ
ح ْ
Shamela.org ٢١٢
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
الل ّه عَلَي ْك ي َا فُلان و َلَم ت َ ْسق ُط لَه ح َاجة وَع َن يَز ِيد ابن أَ بِي سَع ِيد الم َ ْهرِيّ قَدِمْت عَلَى ع ُم َر بن عَب ْد الْعَزِيز فَلَم ّا و َ َدّعْت ُه قَال :ل ِي ِإلَي ْك حاجة:
َ
سلَام ،قَال غَي ْر ُه وَك َان يُبْر ِد إلَي ْه البَر ِيد م ِن ال َ ّ
شام قَال بَعْضُه ُم ر َأَ ي ْت س َل ّم ف َأَ قْرِه من ّي ال َ ّ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ إذ َا أتَي ْت ال ْمَدِين َة سَتَر َى قَب ْر َ
س َل ّم ث ُم ّ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الصّ لَاة فَسَ َل ّم عَلَى َ
س َل ّم ف َو َق َف ف َر َف َع يَد َي ْه ح ََت ّى ظَنَن ْت َأن ّه اف ْتتح َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ أَ نَس بن م َال ِك أتى قَب ْر َ
س َل ّم وَد َعَا يقف ووجه ِإلَى القَب ْر ل َا ِإلَى القِبْلَة و َيَدْنُو و َيُسَل ّم وَل َا
الن ّبِيّ صَلَ ّى الل ّٰه عَلَي ْه و َ َ
ان ْصَر َف و َقَال م َال ِك فِي رِو َايَة ابن وَه ْب إذ َا سَلَم عَلَى َ
س َل ّم ي َ ْدع ُو و َلـكِن يُسَل ّم ويَمْض ِي ،قَال ابن أَ بِي م ُلَيْك َة من الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ يَم َّس القَب ْر بيَِدِه و َقَال في المَبْس ُوط ل َا أر َى أَ ن يَق ِف عِن ْد قبر َ
َب أن يقوم وجاء أح ّ
__________
)قوله وَك َان يُبْر ِد إلَي ْه البريد( المراد بالبريد هنا الرسول المستعجل )*(
س َل ّم فَل ْي َجْ ع َل القْندِيل ال َ ّذ ِي فِي القِبْلَة عِن ْد القَب ْر عَلَى ر َأْ سِه ،و َقَال ناف ِـع :ك َان ابن ع ُم َر يُسَل ّم عَلَى القَب ْر ر َأي ْت ُه م ِائَة مرة الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ َ
ضع ًا سلَام عَلَى أَ بِي بَك ْر ال َ ّ
سلَام عَلَى أَ بِي ث ُم ّ ينصرف ،وروى ابن ع ُم َر و َا ِ س َل ّم ال َ ّ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ سلَام عَلَى َ
وأكثر يجئ ِإلَى القَب ْر فَيَق ُول ال َ ّ
الن ّبِيّ صَلَ ّى الل ّٰه عليه وسلم من المنبر ثم و َ َ
ضعَه َا عَلَى و َجْ ه ِه. يَد َه عَلَى مَقْع َد َ
ح ُّ
سوا ر ُ َمّانَة الْمنِ ْب َر التي تلَ ِي القَب ْر بِمَيَامِنِه ِم ث ُم ّ اسْ تَقْبَلُوا أصحَاب النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم إذ َا خلَا ال ْم َ ْ
سجِد َ وَع َن ابن قُسَي ْط و َال ْعُتْبِيّ ك َان ْ
س َل ّم فَيُصَلّي عَلَى النبي و َعَلَى أَ بِي الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الل ّيْثِيّ َأن ّه ك َان يَق ِف عَلَى قَب ْر َ
يح ْي َى َ
القِبْلَة ي َ ْدع ُون ،و َفِي المُو َطّ أ من رِو َايَة يحيى بن َ
يح ْضُرُك َ و َتُسَل ِّم عَلَى أَ بِي ض الْج َنَ ّة ِ ،وَمِن ْبَر ِي عَلَى تُرْعَة ٍ م ِنْ ترع الجنة( ثم تَق ِْف ب ِالْقَبْر ِ م ُت َوَا ِ
ضع ًا م ُت َو َق ِّرًا فَتُصَل ِّي عَلَيْه ِ و َٺُثْنِي بِمَا َ ر َ ْوضَة ٌ م ِنْ رِي َا ِ
الل ّه عليه وسلم بالليل والنهار ولا تدع أن تأتي مسجد قبا و َقُب ُور ال ُش ّهَد َاء،
بَك ْر وعمر و َت َ ْدع ُو لهما وأكثر من الصلاة في مسجد النبي صلى َ
س َل ّم إذ َا دَخ َل وَخ َرج يَعْنِي فِي ال ْمَدِين َة و َف ِيم َا بَي ْن ذَل ِك قَال مُح َم ّد و َإذ َا خَر َج الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ قَال م َال ِك فِي ك ِتَاب مُح َم ّد :و َيُسَل ّم عَلَى َ
الن ّبِيّ صَلَ ّى
ن َ س َل ّم أَ ّ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ جع َل آخِر ع َ ْهدِه الو ُق ُوف ب ِالْقَب ْر وَكَذَل ِك من خَر َج مُسَاف ِرًا ،وَرَو َى ابن وَه ْب ع َن فاطِمة بِن ْت َ
َ
Shamela.org ٢١٣
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
ا ْل ُأ َمّة و َ َ
ص ْدرِه َا انهم ك َانُوا يَفْعلُون ذَل ِك :و يُك ْر َه إ َلّا لم َِن ج َاء من َ
سف َر أَ و أراد َه ،قَال ابن الْق َاسِم وَر َأَ ي ْت أَ ه ْل ال ْمَدِين َة إذ َا خَرَجُوا مِنْهَا أَ و
صد ُوا لِذَل ِك و َأَ ه ْل ال ْمَدِين َة مُق ِيم ُون دَخ َلُوه َا أتَوا الْقَب ْر فَس ََل ّم ُوا ،قَال وَذَل ِك ر َأْ ي قَال الباجيّ فَفَر ْق بَي ْن أَ ه ْل ال ْمَدِين َة و َال ْغ ُر َب َاء ل ِأَ ّ
ن ال ْغ ُر َب َاء ق َ َ
الل ّه ِ عَلَى قَو ْ ٍم َاتّ خَذ ُوا
تج ْع َلْ قَبْرِي و َثَنًا يُعْبَد ُ ،اشْ ت َ ّد غَضَبُ َ الل ّه ُ َ ّ
م ل َا َ س َل ّمَ ، بِهَا لَم يَقْصِ د ُوها من أجْل الْقَب ْر و َالتّسْل ِيم ،و َقَال صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
تجْع َلُوا قَبْر ِي عِيدًا( وَم ِن ك ِتَاب أَ حْم َد بن سَع ِيد الهِنْدِيّ ف ِيمن و َق َف ب ِالقبر :ل َا يلَْصَق ب ِه وَل َا يَمَسّه وَل َا
جد َ( و َقَال )ل َا َ
قبور أنبيائهم مَسَا ِ
َب م َوَاضِـع الت ّن َُ ّفل
س َل ّم و َأح ّ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ سلَام فِي مسجد َ يَق ِف عِنْد َه َطوِ يل ًا ،و َفِي ال ْعُت ْب َِي ّة يَبْد َأ ُ
بالر ّكوع قَب ْل ال َ ّ
فصل فيما يلزم من دخل مسجد النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم من الأدب سوى ما قدمناه وفضله وفضل الصلاة فيه وفى مسجد ٣.٤.٩
مكة وذكر قبره ومنبره وفصل سكنى المدينة ومكة
ِب
ِي عن سعيد ابن ال ْمُسَي ّ ِ ن ُ
الز ّهْر ّ ِ سفْيَانُ ع َ ِ ن د َاسَة َ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو د َاوُد َ ح َ َ ّدثَنَا مُسَ َ ّدد ٌ ح َ َ ّدثَنَا ُ ح َ َ ّدثَنَا أبو محمد بن عبد المومن ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو بَكْر ِ ب ْ ُ
جدِي هَذ َا
س ِ
جدِ الْحَرَا ِم وَم َ ْ
س ِ ل ِإ َلّا ِإلَى ثَلاثَة ِ مَسَا ِ
جد َ :ال ْم َ ْ س َل ّم َ قَالَ) :ل َا تُش َ ُ ّد َ
الر ّح َا ُ الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن َ الل ّه ُ عَن ْه ُ ع َ ِ
ع َنْ أَ بِي ه ُر َي ْرَة َ رَض ِي َ
الل ّه بن عَم ْرو س َل ّم عِن ْد دُخُول ال ْم َ ْ
سجِد( وَع َن عَب ْد َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ سلَام عَلَى َ
الصّ لَاة وال َ ّ
جدِ الْأَ ق َص َى( و َق َد تَق َدم َت الآثار فِي َ
س ِ
و َال ْم َ ْ
ن ن ال َ ّ
شيْطَا ِ سجِد قَال :أَ ع ُوذ ُ ب َِالل ّه ِ ال ْعَظ ِ
ِيم و َب ِو َجْ هِه ِ الـْكَر ِي ِم وَسُلْطَانِه ِ الْقَدِي ِم م ِ َ ن َ
الن ّبِيّ صلى الل ّٰه عليه وسلم كان إذ َا دَخ َل ال ْم َ ْ بن العاص أَ ّ
Shamela.org ٢١٤
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
)قوله روي أن النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم سأل أي مجسد( أخرج هذا الحديث مسلم في آخر المالك والترمذي والـكسائي في التفسير )*(
سجِد فَد َعَا بِصَاحِبه
صو ْت ًا فِي ال ْم َ ْ
الل ّه عَن ْه َ الل ّه سَم ِـع ع ُم َر بن الْخ َ ّ
طاب رَض ِي َ رَحِم َه َ
جد َن َا ل َا يُرْف َع ف ِيه الصوت ،قال مُحَم ّد بن مَسْلم َة:
س ِ كن ْت من ه َاتَي ْن الْقَر ْيَتَي ْن ل ِأَ َدّب ْت ُك إ ّ
ن مَ ْ فَق َال م َِم ّن أن ْت؟ قَال :رَج ُل من ثَق ِيف ،قَال لَو ُ
سجِد ب ِر َف ْع الصّ و ْت ولا بشئ م ِن الْأَ ذ َى وأن يُنَز ّه ع ََم ّا يُك ْر َه ،قَال الْق َاض ِي ح َك َى ذَل ِك ك َُل ّه الْق َاض ِي ِإسْمَاعِيل
ل َا يَن ْبَغ ِي لأح َد أن يَعْتَمِد ال ْم َ ْ
س َل ّم و َال ْع ُلَمَاء ك ُُل ّه ُم م َُت ّفِق ُون أَ ّ
ن حُكْم سَائ ِر ال ْمَسَاجد هَذ َا الحُك ُم ،قَال الْق َاض ِي الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ فِي مَبْس ُوطِه فِي باب فضل مسجد َ
س َل ّم الْجهْر عَلَى ال ْمُصَلّين ف ِيم َا يُخَل ّط عَلَيْه ِم صَلاته ُم و َلَي ْس م َِم ّا يُخ َّص الر ّسُول صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ سجِد َ
ِإسْمَاعِيل و َقَال مُحَم ّد بن مَسْلَم َة و َيُك ْر َه فِي م َ ْ
سجِدن َا و َقَال أَ بُو ه ُر َي ْر َة عَن ْه صَلَ ّى بالت ّل ْب ِي َة فِي مَسَاجِد ا ْلجم ََاعَات إ َلّا ال ْم َ ْ
سجِد الْحَرَام وَم َ ْ الصّ و ْت َ
ب ِه ال ْمَسَاجِد ر َف ْع الصوت و َق َد كَر ِه ر َف ْع َ
اس فِي مَعْن َي هَذ َا ف َ
الن ّ ُ ل الْق َاض ِي اخْ تَل َ َ
جدِ الْحَرَا ِم( قَا َ ْف صَلَاة ٍ ف ِيم َا سِوَاه ُ ِإ َلّا ال ْم َ ْ
س ِ جدِي هَذ َا خَيْر ٌ م ِنْ أَ ل ِ س َل ّم )صَلَاة ٌ فِي م َ ْ
س ِ الل ّه عَلَي ْه و َ َ
َ
الاستثناء على اختلفاهم فِي ال ْمُف َاضَلَة ِ بَيْنَ م َ َك ّة َ و َال ْمَدِينَة ِ فَذ َه َبَ م َال ِكٌ في رواية أشْه َب عَن ْه وقاله ابن نافه صاحِب ُه وجماعة أصحابه ِإلَى أن
الر ّسُول أفضل م ِن الصلاة في سائر المساجد بألف الصّ لَاة فِي مسجد َ
ن َ
مَعْن َي الْحَدِيث أَ ّ
__________
كن ْت من هاتين القريتين( يريد مكة والمدينة )قوله الْق َاض ِي ِإسْمَاعِيل فِي مبسوطه( هو ابن اسحاق بن اسماعيل بن ح ََم ّاد ُ ب ْ ُ
ن ز َيْدٍ )قوله لَو ُ
ن َ
الصّ لَاة فِي مسجد الرسول إلى الأزدي مولاهم البغدادي المالـكى توفى فجاءه سنة اثنين وثمانين ومائتين )قوله ِإلَى أن مَعْن َي الْحَدِيث أَ ّ
جدِي هذا آخره( قيل يرد هذا التأو يل ما في مسند أحمد من حديث عبد الل ّٰه ابن الزبير أن النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم قال )صَلَاة ٌ فِي م َ ْ
س ِ
جدِي هذا(
س ِ
سجِد الْحَرَام أفْضَل م ِن مائة صَلَاة ٌ فِي م َ ْ
ْف صَلَاة ٍ فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام ،وَصَلَاة فِي ال ْم َ ْ
أفضل م ِنْ أَ ل ِ
قال حديث حسن )*(
س َل ّم أفْضَل م ِن َ
الصّ لَاة ف ِيه بِد ُون الأل ْف ،و َاحْ تَجُوا بِمَا روي عن الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الصّ لَاة فِي مسجد َ
ن َ صَلَاة إ َلّا ال ْم َ ْ
سجِد الْحَرَام ف َِإ ّ
Shamela.org ٢١٥
القسم الثاني )فيما يجب على الأنام من حقوقه صلى الل ّٰه عليه وسلم( ٣
Shamela.org ٢١٦
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
ا ْلحم َُيْدِيّ إ َلّا اسْ تُجِيب ل ِي ،و َقَال أَ بُو الْحَسَن مُحَم ّد بن الْحَسَن و َأَ ن َا فَمَا دَعَو ْت َ
الل ّه بشئ في هذا الملتزم منذ سمعت هذا من مُحَم ّد بن إدريس
الل ّه بشئ في هذا الملتزم منذ سمعت هذا م ِن إ َلّا استجِيب ل ِي :قَال أَ بُو ُأسَام َة وَم َا أذك ُر الْحَسَن بن رَشِيق قَال ف ِيه َ
شي ْئًا و َأَ ن َا فَمَا دعوت َ
الْحَسَن بن رشيق إ َلّا استجيب ل ِي من أمْر ال ُد ّن ْيَا و َأَ ن َا أ ْرجُو أن يُسْت َج َاب ل ِي من أمْر الآ ِ
خر َة قَال الع ُ ْذرِيّ و َأَ ن َا فَمَا دعوت الل ّٰه بشئ في
هذا الملتزم منذ سمعت هذا من أَ بِي ُأسَام َة إ َلّا استجيب ل ِي قَال أَ بُو عَلِيّ و َأَ ن َا فَق َد دَع َوت َ
الل ّه ف ِيه ب ِأشْ يَاء كثيرة استجيب
__________
)قوله الملتزم( هو ما بين الحجر الأسود وباب الـكعبة ،قال الأزرقي هو قدر أربعة
أذرع ،سمى بذلك لان الناس يلتزمونه في الدعاء )*(
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
سع َة ف َضْ لِه أَ ْن يَسْتَجِيب ل ِي بَق َِي ّتَهَا ،قَال الْق َاض ِي أَ بُو الفضل ذَكَر ْن َا نُبَذًا من هذه النّكَت فِي هَذ َا الْف َصْ ل و َِإ ْن لَم
ل ِي بَعْضُه َا وأنا أ ْرجُو من ِ
تَكُن م ِن ال ْبَاب لتملقها بالْف َصْ ل ال َ ّذ ِي قَبْلَه ح ْرصًا عَلَى تَمَام الف َائِدة والل ّٰه المُو ََف ّق لِلصّ وَاب ب ِرَحْمَت ِه
س َل ّم وَم َا يَسْتَحِيل فِي َ
حقّه أَ و يَج ُوز عَلَي ْه وَم َا يَم ْتَن ِـع أَ و يَصِ حّ م ِن الأحْ وَال الب َشَر ِي ّة أن يضاف للن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الْق َس َم الثالث ف ِيم َا يَجب َ
إليه:
ل
ن م َْر ي َم َ ِإلا رَسُو ٌ
ح اب ْ ُ
ل أفائن مات أو قتل( الآية ،وقال تعالى )م َا ال ْمَسِي ُ
س ُ ل ق َ ْد حلت م ِنْ قَبْلِه ِ ُ
الر ّ ُ الل ّه تَع َالَى )وَم َا مُحَم ّدٌ ِإلا رَسُو ٌ
قال َ
ن ال ْمُرْسَلِينَ ِإلا ِإ َ ّنه ُ ْم لَي َأْ ك ُلُونَ ال َ ّ
طع َام َ و َيَمْش ُونَ فِي ك مِ َ
ن الطعام( و َقَال )وَم َا أَ ْرسَل ْنَا قَب ْل َ َ ل و َ ُأ ُمّه ُ ِ
ص ّدِيق َة ٌ ك َان َا ي َأْ ك ُلا ِ س ُ ت م ِنْ قَبْلِه ِ ُ
الر ّ ُ ق َ ْد خ َل َ ْ
س َل ّم وَسَائ ِر الْأَ ن ْب ِيَاء م ِن البشر أرسلوا إلى الب َش َر ح َمّد صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الأسواق( و َقَال تَع َالَى )قُلْ ِإ َن ّمَا أَ ن َا بَشَر ٌ مِثْلـُك ُ ْم يُوحَى ِإل َيّ( الآيَة َ فَم ُ َ
الل ّه تَع َالَى( و َلَو ْ جَعَل ْنَاه ُ م َلَك ًا لَجَعَل ْنَاه ُ رَج ُلا( أَ ي لَما ك َان إلا في صُور َة
مخَاطَبَتَه ُم قَال َ و َلَوْل َا ذَل ِك لَما أطَاق َ
الن ّاس مُق َاوَمَتَه ُم و َالق َب ُول عَنْه ُم و َ ُ
ض
مخَالَطَتُه ُم إذ ل َا تُط ِيق ُون مُق َاوَم َة الملك ومحاطبته وَرُؤْيَتِه إذ َا ك َان عَلَى صُور َت ِه ،و َقَال تَع َالَى )ق ُلْ لَو ْ ك َانَ فِي الأَ ْر ِ الب َش َر الذين يُمْكِنُك ُم ُ
جنْسِه أَ و من خصه الل ّه إ ْرسَال الملَ َك إ َلّا لم َِن ه ُو من ِ سم َاء ِ م َلَك ًا رَسُولا( أَ ْ
ي ل َا يُمْكِن فِي س َُن ّة َ ن ال َ ّ
م َلائِكَة ٌ يَمْش ُونَ م ُ ْطم َئ ِنِّينَ لَنَز ّل ْنَا عَلَيْه ِ ْم م ِ َ
الل ّه تَع َالَى وبين
سلَام وَسَائ ِط بَي ْن َ الل ّٰه تعالى واصطفاه وفواه عَلَى مُق َاوَم َت ِه ك َالْأَ ن ْب ِيَاء والرسل فالأنبياء و ُ
َالر ّسُل عَلَيْه ِم ال َ ّ
خنقه يُبَل ّغ ُونَه ُم أو َام ِرَه و َنَواه ِيه وَوَعْد َه وَوَعِيد َه و َيُع َرِّف ُونَه ُم بِمَا لَم يَعْلَم ُوه من أمره وحلقه وَج َلالِه وَسُلْطَان ِه وَج َب َر ُوت ِه وَم َلـَكُوت ِه فَظَوَاه ِر ُه ُم
و َأَ جْ سَاد ُه ُم و َبِن ْيَتُه ُم م َُت ّصف َة ب ِأَ ْوصَاف ال ْب َش َر طَارِئ عَلَيْهَا م َا يَطْرَأ عَلَى البشر من الأعراض و َالْأسْ ق َام و َال ْمَو ْت و َالف َنَاء و َنُع ُوت الإنْس َانيِ ّة
الت ّغ َ ُي ّر والآفات لا يلحفها
حه ُم و َبَواطِنُه ُم م ُت ّصِ ف َة ب ِأَ ع ْلَى من أَ ْوصَاف ال ْب َش َر م ُتَعَلّق َة ب ِال ْمَلإ الْأَ ع ْلَى م ُتَشَبِّه َة ب ِصِ ف َات ال ْمَلَائِك َة سَلِيم َة م ِن َ
و َأ ْرو َا ُ
ضعْف الإنْس َان َيِ ّة ِإذ لَو ك َان َت بواطنهم خالصة للبشيرة َ
كظَوَاهِرِه ِم لَما أطَاق ُوا الْأخْذ ع َن ال ْمَلَائِك َة وَرُؤْيَتَه ُم ومخاطبتهم غَالِبًا عَج ْز ال ْب َش َر َي ّة وَل َا َ
صف َات ال ْب َش َر لَما أطَاق ال ْب َش َر
ومخالتهم كَمَا ل َا يُط ِيق ُه غَي ْرهم م ِن ال ْب َش َر و َلَو ك َان َت أجْ سَاد ُه ُم وَظَوَاه ِر ُه ُم م ُت ّسمة بنِ ُع ُوت ال ْمَلَائِك َة و َبِ خ ِلَاف ِ
Shamela.org ٢١٧
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
)قوله إنى أظل( بفتح الظاء المعجمة )قوله يطعمنى( قيل على ظاهره وإطعام أهل الجنة لا يفطر وقيل معناه يجعله في قوة الطاعم
والشارب )*(
الباب الأول فيما يختص بالأمور الدينية والكلام في عصمة نبينا عليه الصلاة والسلام وسائر الأنبياء ٤.١
صلوات الل ّٰه عليهم
فصل في حكم عقد قلب النبي صلى الل ّٰه عليبه وسلم من وقت نبوته ٤.١.١
كَل ْم َة الْإجْماع عَلَى خُر ُوجِه عَنْه ُم و َتَنَزْ يِهه ع َن كَث ِير م ِن الآفَات التي تَق َع عَلَى الاخْ ت ِيار و َعَلَى غَي ْر الاخْ تيار كَمَا سَنب َّي ّن ُه إن شَاء َ
الل ّه تَع َالَى
ف ِيم َا ن َأتِي ب ِه م ِن التّف َاصِيل
ن م َا تَع ََل ّق مِن ْه بِطَرِ يق َ
الت ّوْحِيد و َال ْعِل ْم ب ِالل ّٰه س َل ّم من وقت نبوته اع ْلَم م َنَحَنَا َ
الل ّه إياك تَو ْف ِيق َه أ ّ الن ّبِيّ صَلَ ّى الل ّٰه عليبه و َ َ
فصل فِي حكم عقد قلب َ
صف َات ِه و َال ِْإ يمَان ب ِه و َبِمَا ُأوحِي إلي ْه فَعَلَى غَايَة ال ْمَعْرِف َة وَوُضُوح ال ْعِل ْم و َاليِق ِين و َالان ْتِف َاء ع َن الْجَهْل شئ من ذَل ِك و َال َ ّ
شكّ أَ و الر ّي ْب ف ِيه. وَ ِ
اضح َة أن يَكُون فِي عُق ُود الْأَ ن ْب ِيَاء
ل م َا يُضَاد ال ْمَعْرِف َة بِذَل ِك و َال ْي َقين ،هذا ومع إجْمَاع المسلمين عَلَي ْه ،وَل َا يَصِ حّ ب ِال ْبَر َاه ِين ال ْو َ ِ
العصمة من ك ُ ّ
سواه وَل َا يعترص عَلَى هَذ َا بِق َول ِإ ب ْر َاه ِيم عَلَي ْه ][٢ - ٧
طم َأْ نِين َة الْق َل ْب و َتَرْك ال ْمُنَاز َع َة
الل ّه تَع َالَى لَه ب ِإحْ يَاء ال ْمَو ْتَى و َلـكِن أر َاد ُ ال َ ّ
سلَام قَال بلََى و َلـَكِن لِي َ ْطم َئ ِ ّن قَلْبِيِ ،إذ لَم يَش ُكّ إ ب ْر َاه ِيم فِي إخْ بَار َ
سلَام ِإ َن ّمَا أراد احتبار
ن إ ب ْر َاه ِيم عَلَي ْه ال َ ّ الث ّانِي بِكَيْف َِي ّت ِه وَمُشَاهَد َت ِه * ال ْوَجْه َ
الث ّانِي أَ ّ لم ُِشَاهَد َة الْإحْ يَاء فَحَصَل لَه ال ْعِل ْم الأَ َ ّول ب ِو ُق ُوع ِه و َأر َاد ال ْعِل ْم َ
صدّق بِمَنْزِلَت ِك م ِن ّي وَخ َُل ّت ِك و َاصْ طِف َائ ِك
مَنْز ِلَت ِه عِن ْد ر َب ّه وَعِل ْم ِإج َابَتِه دَعْوَتَه بِس ُؤَال ذَل ِك من ر َب ّه و يَكُون قَو ْله تعالى )أو لم تؤمن( أي ت ُ َ
والن ّظَرِ ي ّة ق َد ٺَتَف َاضَل فِي ق َُو ّتِهَا،
ن لَم يَكُن فِي الأَ َ ّول شَكّ ِإذ ال ْع ُلُوم ال َض ّر ُورِ َي ّة َ * ال ْوَجْه الثالث َأن ّه سَأل زِي َاد َة يَق ِين و َق َُو ّة ُ
طم َأْ نِين َة و َِإ ّ
الن ّظَرِ َي ّات ،ف َأر َاد الان ْتِق َال م ِن النظر أو الخـير إلى مشاهدة و َال َت ّر َقّي من عِل ْم ال ْيَق ِين
مج َو ّز فِي َ وَطَر َي َان ال ُ ّ
شكُوك عَلَى ال َض ّر ُورِ َي ّات مُم ْتَن ِـع و ُ
كشْف غِطَاء ال ْع ِيَان لِيَزْد َاد بنِ ُور ال ْيَق ِين تَم َُ ّكناً فِي ح َالِه * ال ْوَجْه
الل ّه سَأل َ
ِإلَى عَي ْن اليقين فليس ا ْلخـَب َر ك َال ْمُع َاينة ،ولهذا قَال سَهْل بن عَب ْد َ
ن ر ََب ّه ُ
يحْيِي و َيُمِيت طَلَب ذَل ِك من ر َب ّه لِي َصِ حّ احْ ت ِج َاج ُه عِيَان ًا * الوجه الخامس قول بَعْضهم ه ُو الرابع َأن ّه لَم ّا احْ ت َجّ عَلَى المُشْرِكِين بأ ّ
سُؤال عَلَى َطرِ يق الْأَ د َب ،المراد أقْدِرْني عَلَى إحْ يَاء ال ْمَو ْتَى ،و َقَو ْلُه لِي َ ْطم َئ ِ ّن قَلْبِي عن هَذِه ا ْل ُأمْن ِية * ال ْوَجْه السادس َأن ّه أر َى من ن َ ْفسِه
نح ْن أحَقّ بال َ ّ
شكّ من إ ب ْر َاه ِيم نَفْي ل ِأَ ن يَكون إ ب ْر َاه ِيم شَكّ س َل ّم َ شكّ وَم َا شَكّ لـكِن لِي ُج َاو َب فَيزْد َاد قُر ْبُه وقول نب ِينا صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ال َ ّ
شكّ مِن ْه ِإ َمّا عَلَى
لكن ّا أوْلى بال َ ّ
نح ْن م ُوق ِن ُون ب ِال ْب َعث و َإحْ يَاء الل ّٰه موتى ،فلو شَكّ إ ب ْر َاه ِيم َ
وإب ْع َاد للخواطر الضعفية أن تَظ ُنّ هَذ َا ب ِإ ب ْر َاه ِيم أَ ي َ
طر يق الأدب
__________
)قوله فليس ا ْلخـَب َر ك َال ْمُع َاينة( روى أحمد في مسنده عن ابن عباس مرفوعا :ليس الخـبر كالمعاينة.
)*(
Shamela.org ٢١٨
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
الت ّوَاضُع و َالإشْ ف َاق أن حُم ِلَت ق َِصّ ة إ ب ْر َاه ِيم عَلَى اختيار ح َالِه أو زِ ياد َة يَق ِينه * ف َِإ ّ
ن أَ و أن يُر ِيد أ َمّت َه الذين يَج ُوز عَلَيْه ِم الشك أَ و عَلَى َطرِ يق َ
يخْط ُر
الل ّه قَل ْب َك أن َ ل ال َ ّذ ِي َ
ن يقرؤن الْكِتَابَ م ِنْ قَب ْلِكَ( الآيَتَيْنِ -فَاحْذ َ ْر ثَب ّتَ َ َك م َِم ّا أَ ن ْزَل ْنَا ِإلَي ْ َ
ك فَاسْ أَ ِ كن ْتَ فِي ش ٍّ
قلُ ْت فَمَا معني قوله )ف َِإ ْن ُ
س َل ّم ف ِيم َا ُأوحِي إلي ْه و ََأن ّه م ِن الب َش َر ،فم َِث ْل ببَِال ِك م َا ذَك َر َه ف ِيه بَعْض ال ْمُفَسّر ِين ع َن ابن ع ََب ّاس أَ و غَيْر ِه من إث ْبَات شَكّ ل ِ َلن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
س َل ّم و َلَم يَسْأل ،و َ َ
نح ْو َه ع َن ابن جُبَي ْر والحسن ،وَح َك َى قَتَاد َة الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ هَذ َا ل َا يَج ُوز عَلَي ْه جُم ْلَة بَل ق َد قَال ابن ع ََب ّاس لَم يَش ُكّ َ
س َل ّم قَال م َا أشُكّ وَل َا أَ سْ أل ،و َعَا َمّة ال ْمُفَسّر ِين عَلَى هذا ،واخْ تَلَف ُوا فِي مَعْن َي الآيَة فَق ِيل المُرَاد ق ُل ي َا مُحَم ّد لِلشاكّ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ن َ أَ ّ
س َل ّم أن يَسْأل الْأَ ن ْب ِيَاء ليلة ال ِْإسْر َاء جعَلنا ،ح َكاه مَكّيّ ،و َق ِيل ُأم ِر َ
الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الرحمن( ِإلَى آخر الآيَة عَلَى َطرِ يق الإنْك َار أَ ي م َا َ
سؤَال ف َرُوِي أَ َن ّه قَال )ل َا أسْ أل ق َد اكفيت( قاله ابن ز َي ْد ،و َق ِيل سَل ُأم َم من أ ْرسَل ْنَا ه َل
يح ْتَاج ِإلَى ال ُ ّ
ن َ
ش ّد يَق ِينًا من أَ ّ
ع َن ذَل ِك فَك َان أ َ
س َل ّم بِمَا بُعث ِت ب ِه
الل ّه عَلَي ْه و َ َ مجَاه ِد و َال ُ ّ
سدّيّ و َالضّ َح ّاك و َقَتَاد َة و َالمُرَاد بِهَذ َا و َال َ ّذ ِي قَبْلَه إع ْلام ُه صَلَ ّى َ جاؤهم بِغَي ْر َ
الت ّوْحِيد؟ و َه ُو مَعْن َي قَو ْل ُ
الرسل و ََأن ّه تَع َالَى لَم ي َأْ ذ َن فِي عِبَاد َة غَيْر ِه لأح َد ر َ ًدّا عَلَى مُشْرِك ِي الع َر َب و َغَيْرِه ِم فِي قَو ْلِه ِمَ :إن ّمَا نَعْبُد ُه ُم ليقربو إلى الل ّٰه زلفى ،وكذلك
Shamela.org ٢١٩
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
َالن ّخْ ع ِي و َاب ْن ن ضَم ِير )ظنوا( عائد على الأتباع والأمم لا عَلَى الْأَ ن ْب ِيَاء و ُ
َالر ّسُل ،و َه ُو قَو ْل ابن ع ََب ّاس و َ و َعَلَى هَذ َا أكْ ث َر ال ْمُفَسّر ِين( و َق ِيل إ ّ
الت ّ ْفسِير بِسِوَاه م َِم ّا ل َا يلق بِمَن ْصِ ب ال ْع ُلمَاء فَكَي ْف
مجَاه ِد كَذَبُوا ب ِالْفَت ْح فَلَا ت َ ْشغ َل ب َال َك من شَاذّ َ
جُبَي ْر وَجَمَاع َة م ِن ال ْع ُلمَاء و َبَهَذ َا ال ْمَعْن َى ق َرَأ ُ
س َل ّم لِ خديج َة )لَق َد َ
خشِيت عَلَى ن َ ْفس ِي( لَي ْس مَعْنَاه بالْأَ ن ْب ِيَاء؟ وَكَذَل ِك م َا وَر َد فِي حَدِيث السّيرة وَمَبْد َإ ال ْوَحْي من قَو ْله صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
تح ْتَمِل ق َُو ّتُه مُق َاوَم َة ال ْمَل َك و َأَ عْبَاء ال ْوَحْي فَيَن ْخَلـِ ـع قَل ْب ُه أَ و تَزْه َق ن َ ْفس ُه، الل ّه بَعْد ر ُ ْؤ يَة المَلك و َلـكِن لَعلَ ّه َ
خش ِي أن ل َا َ ال َ ّ
شك ف ِيم َا آتاه َ
الل ّه تَع َالَى لَه ُ
بالن ّب َُو ّة ل َأوّل م َا ع ُرضَت عَلَي ْه م ِن الصّ حِيح َأن ّه قَالَه بَعْد لِق َائ ِه الملَ َك أَ و يَكُون ذَل ِك قَب ْل لِق َائ ِه و َإع ْلَام َ
هَذ َا عَلَى م َا وَر َد فِي َ
ن ذَل ِك ك َان أ َ ّول ًا فِي المَنَام ث ُم ّ ُأري شجَر و َبَد َأت ْه المَنَام َات و َ
َالت ّبَاشِير كَمَا رُوِي فِي بَعْض طُر ُق هَذ َا الْحَدِيث أَ ّ س َل ّم عَلَي ْه الْ حجَ َر و َال َ ّ
الْع َج َائ ِب و َ َ
سلَام لِئ َل ّا يَفْج َأه الأمْر مُشَاهَد َة وَمُشَافَه َة فَلَا يحتمل ل َأوّل ح َالَة بِن ْي َة ال ْب َشَر َِي ّة و َفِي َ
الصّ حِيح فِي ال ْيَقَظَة مِث ْل ذَل ِك ت َأْ نِيسًا له عليه ال َ ّ
ت ث َُم ّ حُب ِّبَ ِإلَيْه ِ الْخلََاءُ، الصّ ادِق َة ُ ،قَال َ ْ الر ّؤْي َا َ ن ال ْوَح ِْي ُ س َل ّم َ م ِ َ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ الل ّه عَنْهَا :أَ َ ّول م َا بُد َئ َ بِه ِ رَسُو ُع َن عَائِش َة رَض ِي َ
ْس عَشْرَة َ سَن َة ً ي َ ْسم َ ُع س َل ّم َ بِم َ َك ّة َ خَم َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ حر َاء ٍ )الْحَدِيث( وَع َن ابن ع ََب ّاس :مَكَثَ َ
الن ّب ِ ُيّ صَلَ ّى َ ت ِإلَى أَ ْن ج َاءَه ُ الْح َُقّ و َه ُو َ فِي غَارِ ِ
و َقَال َ ْ
س َل ّم َ الن ّب ِ َيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن َ ن ِإ ْسحَاقَ ع َنْ بَعْضِه ِ ْم أَ َ ّ ن سِنينَ يُوحَى ِإلَيْه ِ ،و َق َ ْد رَو َى اب ْ ُ شي ْئًا و َثَمَا ِ
سب ْ َع سِنِينَ وَل َا ي َر َى َ الصّ و ْتَ و َي َر َى َ
الضّ و ْء َ َ َ
كشْف ر َأْ سه َا )الْحَدِيث( َإن ّمَا يُصِ يب ُه ف َقالت لَه خدِيجة ُأوَجّه ِإلَي ْك من يَرْقيك قَال أَ َمّا الآن فَلَا ،وَحَدِيث خديجة و َاخْ ت ِبَار ُها أمْر ِ
جبْر ِيل ب ِ َ
شكّ عَنْهَا ل ِأَ نّهَا فَعَلَت ذَل ِك ل ِ َلن ّبِيّ
ن ال َ ّذ ِي ي َأْ تِيه م َل َك و َي َز ُول ال َ ّ
س َل ّم و َأَ ّ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ صح ّة نُب ُ َو ّة رَسُول َ
ذَل ِك فِي حَقّ خَدِيج َة لتحقق َ
ن
يح ْي َى بن ع ُْرو َة ع َن هِشَام ع َن أَ بِيه ع َن عَائِش َة أَ ّ س َل ّم و َلِي َخْ تَب ِر ه ُو ح َاله بِذَل ِك بَل ق َد وَر َد فِي حَدِيث عَب ْد َ
الل ّه بن مُحَم ّد بن َ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
س َل ّم ي َا ابن ع ّ
م ه َل الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ تخـْب ِر الأمْر بِذَل ِك ،و َفِي حَدِيث ِإسْمَاعِيل ابن أَ بِي حكيم أ َ ّنهَا قَالَت لرسول َ
وَر َق َة أم َر خ َديجة أن ُ
__________
Shamela.org ٢٢٠
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
ك عَلَى آث َارِه ِ ْم ِإ ْن ل َ ْم يُؤْم ِن ُوا بِهَذ َا الحديث أسفا( و َيُصَحّ ح مَعْن َي هَذ َا الت ّأوِ يل حَدِيث رواه شَر ِيك ع َن عَب ْد َ
الل ّه بن )فَلَع ََل ّ َ
ك ب َاخِـ ٌع ن َ ْفسَ َ
س َل ّم و ََات ّف َق ر َأْ يُه ُم عَلَى الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الن ّ ْدو َة ل ِ َلت ّشاو ُر فِي شَأن َ
ن ال ْمُشْرِكِين لَم ّا اجْ تَم َع ُوا بِد َار َ
الل ّه أ ّ
مُحَم ّد بن عَق ِيل ع َن ج َاب ِر بن عَب ْد َ
جبْر ِيل فَق َال) :ي َا أَ ُ ّيهَا ال ْم َُز ّمّ ِل ،ي َا أَ ُ ّيهَا ال ْم ُ َ ّدث ّ ِر( أو خاف
أن يَق ُولُوا َإن ّه سَاحِر اشْ ت َ ّد ذَل ِك عَلَي ْه و َت َز َمّل فِي ثيَِابه و َتَد َ َث ّر ف ِيهَا ف َأت َاه ِ
__________
)قوله مُحَم ّد بن عَق ِيل( بفتح العين المهملة ابن علي بن أبي طالب )قوله بدار الندوة( بفتح النون وإسكان الدال المهملة وهى دار بناها
قصى بن كلاب وجعل بابها إلى الـكعبة ليجتمع فيها العرب للمشاورة وللختان وللنكاح وإذا قدمت غير نزلت وإذا ارتحلت منا وسميت
بدار الندوة من الندى -بتشديد الياء -وهو المجتمع ،وهى الآن من الحرم )*(
ن الفَتْر َة ل ِأَ مْر أَ و سَب َب مِن ْه فَخَش ِي أن تَكُون عُق ُوبَة من ر َب ّه فَفَع َل ذَل ِك بنِ َ ْفسِه و َلَم يَر ِد بَعْد شَرْع ب ِال َنّهْ ي ع َن ذَل ِك فَيُعْتَر َض ب ِه ،ونحو
أَ ّ
الل ّه فِي يُونُس )فَظ ََنّ أَ ْن لَنْ ن َ ْقدِر َ عليه( مَعْنَاه ُ أن هذا ف ِرَار يُونُس عَلَي ْه ال َ ّ
سلَام خَشي َة تَكْذِيب قَوْم ِه لَه لَم ّا و َعَد َه ُم ب ِه م ِن العَذ َاب وقول َ
سن ظ ََن ّه بِمَو ْلاه َأن ّه لا يقصى عَلَي ْه العُق ُوبَة
ح َّ
الل ّه و َأَ ن ل َا يُضَي ّق عَلَي ْه ملـكه فِي خُر ُوجِه و َق ِيل َ
لَن نُضَي ّق عَلَي ْه ،قَال مَكّيّ َطمِـع فِي رَحِم َة َ
شدِيد وقيل نواحذه بِغَضَب ِه وَذ َه َاب ِه ،و َقَال ابن ز َي ْد مَعْنَاه أفظن أن لَن ن َ ْقدِر عَلَي ْه؟ عَلَى
و َق ِيل نُقَدّر عَلَي ْه م َا أصَابَه ،و َق َد قُرِئ نُقَدّر عَلَي ْه ب ِالت ّ ْ
)إ ْذ ذ َه َبَ مغاضبا َ
الصّ حِيح م ُغ َاضِبًا لِقَوْم ِه لـِكُ ْفرِه ِم صف َات ر َب ّه ،وَكَذَل ِك قَو ْله ِ
يجْه َل صف َة من ِ
ن َ
الاسْ ت ِ ْفه َام وَل َا يلَِيق أَ ن يُظَنّ بِنَبِيّ أَ ّ
كي ْف ب ِالْأَ ن ْب ِيَاء؟
الل ّه كفر لا لميق ب ِال ْمُؤْم ِنين ف َ َ
الل ّه مُع َاد َاة لَه وَم َعاد َاة َ والضّ َح ّاك و َغَيْرِهِمَا ل َا ل ِر َب ّه ع َّز وَج َ ّ
ل ِإذ مُغ َاضَب َة َ و َه ُو قَو ْل ابن ع ََب ّاس َ
الت ّو َ ُجّه ِإلَى أمر
وقيل مستحيبا من قومه أن ي َ ِسم ُوه ب ِال ْـكَذِب أَ و يَقْتُلُوه كَمَا وَر َد فِي ا ْلخـَب َر و َق ِيل مُغ َاضِبًا لِبَعْض ال ْمُلُوك ف ِيم َا أَ م َره ب ِه م ِن َ
َ
الل ّه ب ِه عَلَى ل ِسان نَبِ ّي آخر فَق َال لَه يُونُس غَيْر ِي أق ْو َى عَلَي ْه م ِن ّي فَع َز َم عَلَي ْه فَخَر َج لِذل ِك م ُغ َاضِبًا ،و َق َد رُوِي ع َن ابن ع ََب ّاس أَ ّ
ن إ ْرسَال أمره َ
ل م ِن الآيَة بِقَو ْلِه )فَنَبَذْن َاه ُ ب ِالْع َرَاءِ.
يُونُس و َنُب ُ َو ّتَه َإن ّمَا ك َان بَعْد أَ ْن نَبَذ َه الْحُوت و َاسْ تُدِ ّ
وت( وَذَك َر الْق َِصّ ة ث ُم ّ قَال
ِب الْح ُ ِ سق ِيم ٌ ،و َأَ ن ْبَت ْنَا عَلَيْه ِ شَ ج َرَة ً م ِنْ ي َ ْقط ِينٍ ،و َأَ ْرسَل ْنَاه ُ ِإلَى م ِائَة ِ ألف( و َيُسْتَد َل أيْضًا بِقَو ْلِه )و َلا تَكُنْ َ
كصَاح ِ هو َ
Shamela.org ٢٢١
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
الر ّو َاي َات و َِإ َن ّمَا هذا عَد َد للاسْ تِغْف َار ل َا لِلْغ َي ْن فَيَكُون المُرَاد بَهَذ َا ال ْغ َي ْن إشَار َة ِإلَى
فِي ال ْيَو ْم ِإذ لَي ْس يَقْت َضِ يه ل َ ْفظ ُه ال َ ّذ ِي ذَكَر ْن َاه و َه ُو أَ كْ ث َر َ
س َل ّم د ُف ِـع إليه من مُق َاسَاة الب َش َر وَسِيَاسَة غَف َلات قَل ْب ِه و َفَت َرات ن َ ْفسِه و َس َ ْهوِه َا ع َن مُد َاوَم َة ال َذ ّك ْر وَمُشَاهَد َة الحَقّ بِمَا ك َان صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
ل هَذ َا فِي طَاع َة ر ََب ّه ا ْل ُأ َمّة ومعناة الأه ْل وَمُق َاوَم َة الو َلِيّ و َالعَدُوّ وَم َصْ لَح َة َ
الن ّفْس وَك ََل ّف َه م ِن أعْبَاء أداء الر ِ ّسَالَة وَحَم ْل الأم َانَة و َه ُو فِي ك ُ ّ
س َل ّم أَ رْف َع الخَل ْق عِن ْد َ
الل ّه مَك َانَة و َأع ْلَاه ُم دَرَج َة و َأتَم ّه ُم ب ِه مَعْرِف َة وَك َان َت ح َالُه عِن ْد خ ُلُوص وَعِبَاد َة خ َالق ِه و َلـَكِن لَم ّا ك َان صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
شغْلِه بِسِواها غ ًَضّ ا
س َل ّم ح َال فَتْرَت ِه عَنْهَا و َ ُ قَل ْب ِه وَخ ُلُو هَم ّه و َتَف َرّدِه ب ِر ََب ّه و َإق ْبَالِه بِك َُل َّي ّت ِه عَلَي ْه ومقامه هنا لك أرْف َع ح َالَي ْه ر َأى صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
الل ّه من ذَل ِك ،هَذ َا أوْلَى وُجُوه الْحَدِيث و َأشْه َر ُه َا و َإلى مَعْن َي م َا أشَرْنا ب ِه م َال كَث ِير م ِن
خ ْفضًا من ر َف ِيع مَق َام ِه فَاستَغْف َر َ
من عَلِيّ ح َالِه و َ َ
مح َي ّاه و َه ُو مَبْنِيّ عَلَى جَوَاز الف َتَر َات و َالغَف َلات و َال َس ّهْو فِي حو ْلَه فَق َار َب و َلَم ي َرد و َق َد ق ََر ّب ْنَا غَام ِض مَعْنَاه و َ َ
كشَفْنَا لِل ْمُسْتَف ِيد ُ َ
الن ّاس وَح َام َ
غَي ْر َطرِ يق البَلاغ عَلَى م َا سَي َأتِي
س َل ّم ع َن هَذ َا جُم ْلَة و َأَ جَلَ ّه أَ ّ
ن يَج ُوز عَلَي ْه فِي الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ص َو ّفة م َِم ّن قَال بتَِنْز ِيه َ
وذ َه َب َت طَائِف َة م ِن أرْب َاب الق ُلُوب وَمَشْي َخ َة المُت َ َ
ح َال سَهْو
شفَق َت ِه عَلَيْه ِم فَيسْتَغْف َر س َل ّم لاه ْتَم َام ِه بِه ِم و َ َ
كثْر َة َ م فِك ْر َه من أمْر أ َمّت َه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ م خ َاطِر َه و َيَغ ُ ّ
ن مَعْن َي الْحَدِيث م َا يُه ِ ّ
أَ و فَتْر َة إلى أَ ّ
س َل ّم الل ّه ُ سكينته عليه( و َيَكُون اسْ تِغْف َار ُه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ل َ لَه ُم ،قَالُوا و َق َد يَكُون الْغ َي ْن هنا عَلَى قَل ْب ِه ال َ ّ
سكِين َة ٺَتَغَشّاه لِقَو ْلِه تَع َالَى )ف َأَ ن ْز َ َ
عِنْد َه َا إظْ ه َار ًا لِل ْع ُب ُود َِي ّة والاف ْتِق َار ،قَال ابن عَطَاء اسْ تِغْف َار ُه و َفِعْلُه هَذ َا تَعْرِ يف لِل ْ ُأ َمّة يَحْم ِلُه ُم عَلَى الاستِغْف َار ،قَال غَيْر ِه و َيَسْتَشِعرون الْحَذ َر
شك ْرًا لل ّٰه وَم ُلازَم َة ل ِع ُب ُودِ َي ّتِه
يح ْتَمِل أن تَكُون هَذِه الإعَانَة ح َالَة حشية و َإ ْعظَام تَغْشى قَل ْب َه فَيْسَت ْغ ِفر حِينَئ ِذ ُ
وَل َا يَرْكَن ُون ِإلَى الْأَ مْن ،و َق َد َ
شكُور ًا؟( و َعَلَى هَذِه ال ْوُجُوه الْأَ خِير َة يُحْم َل م َا رُوِي فِي بَعْض طُر ُق هَذ َا الْحَدِيث عَن ْه صَلَ ّى
كَمَا قَال فِي م ُلازَم َة ال ْع ِبَادة )أَ فَلا أَ كُونُ عَبْدًا َ
الل ّه َ فَإن قلت فَمَا مَعْن َي قَو ْله تَع َالَى لمحمد صَلَ ّى َ
الل ّه عليه وآلِه سب ْع ِينَ م َ َّرة ٍ ف َأَ سْ تَغْف ِر ُ َ س َل ّم ِإ َن ّه ُ لَيُغ َا ِ
ن عَلَى قَلْبِي فِي ال ْيَو ْ ِم أَ كْ ثَر َ م ِنْ َ الل ّه عَلَي ْه و َ َ
َ
ك أَ ْن
ك بِه ِ عِلْم ٌ ِإن ِ ّي أَ عِظ ُ َ
ْس ل َ َ
ن الْجا َه ِلِينَ( وقوله لنوح عليه السلام )فلا تسألني م َا لَي َ
الل ّه ُ لَجم ََعَه ُ ْم عَلَى ال ْهُد َى فَلا تَكُونَنّ م ِ َ
وسلم )و َلَو ْ شَاء َ َ
الل ّه لَو شَاء س َل ّم ل َا تَكُونَنّ م ِن َ
يجْه َل أَ ن َ تَكُونَ من الجاهلين( ؟ فَاع ْلَم َأن ّه ل َا يلُ ْتف َت فِي ذَل ِك ِإلَى قَو ْل من قال في آيَة نَب ِي ّنَا صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
الل ّه
صف َات َ
ن وَعْد َك الْحَقّ ِإذ ف ِيه إث ْبَات الْجَهْل بصف َة من ِ
الل ّه حَقّ ل ِقوله و َِإ ّ
ن وَع ْد َ لَجم ََعَه ُم عَلَى الهُد َى وفي آية نوح ل َا تَكُونَنّ م َِم ّن َ
يجْه َل أَ ّ
وَذَل ِك ل َا يَج ُوز عَلَى الْأَ ن ْب ِيَاء و َال ْم َ ْقصُود و َ ْعظُه ُم أن ل َا يَتَشَ َبّه ُوا فِي أمورهم
__________
)قوله بهم( بمثناة تحتية وكسر الهاء ،يقال أهمنى الأمر :أفلقني )*(
كي ْف و َآية نُوح
كوْنِه ِم عَلَى تِل ْك الصّ ف َة التي نَهَاه ُم ع َن ال ْـكَو ْن عَلَيْهَا ف َ َ
ب ِ ِسم َات الجا َه ِلِين كَمَا قَال إن ّي أعِظ ُك و َلَي ْس فِي آية مِنْهَا د َلِيل عَلَى َ
قبلها )فلا
يح ْتَاج ِإلَى إذْن و َق َد تَج ُوز إباح َة ال ُ ّ
سؤال ف ِيه اب ْتِد َاء فَنَهَاه ن مِث ْل هَذ َا ق َد َ
ك به علم( فَحَمْل م َا بَعْد َه َا عَلَى ما قَب ْلَه َا أوْلَى ل ِأَ ّ
ْس ل َ َ
تسألني م َا لَي َ
)إ َن ّه ُ
الل ّه تَع َالَى نِعْم َت َه عَلَي ْه بإع ْلام ِه ذَل ِك بِقَو ْلِه ِ الل ّه أن يَسْالَه ع ََم ّا طَو َى عَن ْه ع ِل ْم َه و َأَ ك ََن ّه من غَي ْب ِه م ِن ال َ ّ
سب َب ال ْم ُوجِب لِهَلَاك اب ْنه ثم أكل َ َ
الصّ ب ْر عَلَى إعْرَاض قَوْم ِه وَل َا يحرج عِن ْد ل غَي ْر ُ صَالِ ٍح( ح َكى مَعْنَاه مَكّيّ كَذَل ِك ُأم ِر نَب ُِي ّنَا فِي الآيَة ا ْل ُأ ْ
خر َى بالتِز َام َ ك ِإ َن ّه ُ ع َم َ ٌ
ْس م ِنْ أَ ه ْل ِ َ
لَي َ
الت ّح ُس ّر ،ح َكاه أَ بُو بكر بن فورك وقيل معنى الخطاب لأمة محمد أي فلا تكونوا من الجالين ،حكاه أبو
ذَل ِك فَيُق َارب حال الجاهل ب ِ ِش َ ّدة َ
مُحَم ّد مَكّيّ ،و َقَال مِثْلُه فِي القرآن كثير ،فَبِهذا الْف َضْ ل وَجَب الْقَو ْل بع ِصْ مة الْأَ ن ْب ِيَاء مِن ْه بَعْد ُ
الن ّب َُو ّة ق َ ْطع ًا فَإن قلُ ْت فإذ ق ََر ّرْت عِصْ مَتَه ُم
كقَو ْلِه )لئَ ِ ْن س َل ّم عَلَى ذَل ِك إن ف َعَلَه و َ َ
تحْذِير ِه مِن ْه َ نبي ّنا صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الل ّه ل ِ َ
من هَذ َا و ََأن ّه ل َا يَج ُوز عليهم شئ من ذَل ِك فَمَا مَعْن َي إذ َا وعِيد َ
ْف
ضع َ ك و َلا يَض ُ ُرّك َ( الآيَة و َقَو ْلُه تَع َالَى ِ
)إذ ًا لأَ ذ َق ْنَاك َ ِ ن الل ّٰه مالا يَنْف َع ُ َ
أَ شْرَكْ تَ ليحبطن عملك( الآيَة و َقَو ْلُه تَع َالَى )و َلا ت َ ْدع ُ م ِنْ د ُو ِ
Shamela.org ٢٢٢
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
يخْتِم ْ على ض يُضِ ُل ّوك َ ع َنْ سبيل الل ّٰه( وقوله )وأن يَش َِإ َ
الل ّه ُ َ الْحيََاة ِ( الآيَة و َقَو ْلُه )لأَ خَذْن َا منه باليمين( و َقَو ْلُه )و َِإ ْن تُط ِـعْ أَ كْ ثَر َ م َنْ فِي الأَ ْر ِ
Shamela.org ٢٢٣
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
انتفع على والده وعلى إمام الحرمين وتوفى سنة أربع وخمسمائة بنيسابور نقل الرافعى عنه في البدل )*(
شمْس ح ْ
كم َة و َإيمان ًا كَمَا تَظَاه َر َت ب ِه أَ خْ بَار المَب ْدإ وَل َا يُش ََب ّه عَلَي ْك بِقَو ْل ِإ ب ْر َاه ِيم فِي ال ْـكَوْكَب و َالقَم َر و َال َ ّ الشيطان مِن ْك ث ُم ّ غَسَلَه وَم َلأه ِ
هَذ َا
الن ّظَر و َالاسْ تِدْلال و َقَب ْل لُزُوم َ
الت ّكْلِيف وَذ َه َب مُعْظَم الحُذ َاق م ِن ال ْع ُلمَاء و َال ْمُفَسّر ِين ر َب ّي ف َ َإن ّه ق َد ق ِيل ك َان هَذ َا فِي سِنّ ال ُ ّ
طف ُول َِي ّة و َاب ْتِد َاء َ
ِإلَى َأن ّه َإن ّمَا قَال ذَل ِك م ُبَكّتاً لِقَوْم ِه وَمُسْتَدِل ًا عَلَيْه ِم و َق ِيل مَعْنَاه الاسْ ت ِ ْفه َام ال ْوَارِد مَوْرِد الإنْك َار ،و َالمُرَاد فَهَذ َا ر َب ّي ،قَال َ
الز ّجّاج قَو ْله )هَذ َا
الل ّه ع َّز
شي ْئًا من ذَل ِك وَل َا أشْر َك ق َّط بالل ّٰه َطر ْف َة عَي ْن :قَو ْل َ ن شُرَك َائِي َ؟ أَ ي عِنْد َكُم ،و َيَد ُ ّ
ل عَلَى َأن ّه لَم يَعْب ُد َ ر َب ِ ّي( أَ ي عَلَى قولـِك ُم كَمَا قَال أَ ي ْ َ
كن ْتُم ْ تَعْبُد ُونَ أَ ن ْتُم ْ و َآب َاؤ ُكُم ُ الأَ قْدَم ُونَ؟ ف َِإ َ ّنه ُ ْم عَد ُ ّو ٌ ل ِي ِإلا ر َ ّ
َب ال ْع َالم َي ِنَ( ل لأَ بيِه ِ و َقَوْمِه ِ م َا تَعْبُد ُونَ( ثم قَالَ) :أَ ف َرأَ َ ي ْتُم ْ م َا ُ
)إ ْذ قَا َ
ل عَن ْه ِ
وَج َ ّ
ن الش ِّرْكِ ،و َقَو ْلُه) :و َاجْ نُبْنِي و َبَنِ َ ّي أَ ْن نَعْبُد َ الأَ صْ نَام َ( ف َِإن قلُ ْت فَمَا مَعْن َي قَو ْله) :لئَ ِ ْن ل َ ْم يَهْدِنِي )إ ْذ ج َاء َ ر ََب ّه ُ بِق َل ٍ
ْب سَل ٍِيم( أَ ي م ِ َ و َقَالِ :
ن لَم يُؤ َي ّ ْدنِي بِم َع ُونَتِه أكُن مِث ْلـَك ُم فِي ضَلَالَتِك ُم وَعِبَاد َتِك ُم عَلَى مَعْن َي الإشْ ف َاق و َالحَذ َر و َإ َلّا فَه ُو
ن الْقَو ْ ِم الضالين( ق ِيل َإن ّه إ ّ
ر َب ِ ّي لأَ كُونَنّ م ِ َ
كف َر ُوا ل ِرُسُلِه ِ ْم لَن ُخْ رِج ََن ّك ُ ْم م ِنْ أَ ْرضِنَا أَ ْو لَت َع ُود ُ َ ّ
ن في ملتنا( ث ُم ّ قَال ل ال َ ّذ ِي َ
ن َ مَعْصُوم في الأزل من َ
الضّ لَال ف ِإن قلُ ْت فَمَا مَعْن َي قَو ْلِه) :و َقَا َ
الل ّه ُ منها( فَلَا يُشْكل عَلَي ْك ل َ ْفظَة العَو ْد و َأ َ ّنهَا تَقْتَض ِي أَ َ ّنه ُم َإن ّمَا الل ّه ِ كَذِب ًا ِإ ْن عُدْن َا فِي م َِل ّتِك ُ ْم بَعْد َ ِإ ْذ َ
نَج ّان َا َ بَعْد ع َن ُ
الر ّسُل )قَدِ اف ْتَر َي ْنَا عَلَى َ
يعودون ِإلَى م َا ك َانُوا ف ِيه من م َِل ّتِه ِم فَق َد ت َأْ تِي هَذِه الل ّ ْفظَة فِي ك َلَام الْع َر َب لَغَي ْر م َا ليس
__________
)قوله مبكتا( أي معتفا )*(
الصّ ي ْر ُور َة كَمَا جاء فِي حَدِيث الجَهنميين عَاد ُوا حُمَم ًا و َلَم يَكُونُوا قَب ْل كَذَل ِك ،ومثل قَو ْل ال َ ّ
شاعِر - :تِل ْك المَكارِم ل َا قَعْبَان لَه اب ْتِد َاء بِمَعْن َي َ
من لبََن * شِيبا بماء فعادا بَعْد أب ْوَالا
الضّ لال ال َ ّذ ِي ه ُو الـكُفْر؟ ق ِيل ضَال ًا ع َن ُ
الن ّب َُو ّة ن قلت فما معنى قوله) :وجدك ضالا فهدى( فَلَي ْس ه ُو م ِن َ
وما كان قَب ْل كَذَل ِك ،ف َِإ ّ
نح ْو َه ع َن ال ُ ّ
سدّيّ و َغَي ْر صم َك من ذَل ِك و َهَد َاك بالإيمان و َإلَى إ ْرشَادِه ِم و َ َ فَهَد َاك ِإلَيْهَا ،قاله ال َ ّ
طبَر ِيّ ،و َق ِيل وَجَد َك بَي ْن أَ ه ْل الضَلَال فَع َ َ
الت ّح َ ُي ّر و َلِهَذ َا كان صلى الل ّٰه عليه وسلم يخلو ب ِغ َار ِ
حر َاء فِي َالضّ لَال هه ُنَا َ
و َاحِد ،و َق ِيل ضال ًا ع َن شَر ِيع َت ِك أَ ي ل َا تَعْرِفُه َا فَهَد َاك ِإلَيْهَا ،و َ
طَلَب م َا يَت َو َ َجّه ب ِه ِإلَى ر ََب ّه و َيَت َش َ َرّع ب ِه ح ََت ّى هَد َاه َ
الل ّه ِإلَى ال ِْإسْ لَام قَال مَعْنَاه المشيرى و َق ِيل ل َا تَعْرِف الْحَقّ فَهَد َاك إلي ْه ،و َهَذ َا مِث ْل قَو ْلِه
ك م َا ل َ ْم تَكُنْ تَعْلَم ُ( قَالَه عَلِيّ بن ع ِيس َى ،قَال ابن ع ََب ّاس لَم تَكُن لَه ضَلَالَة مَع َصِ ي َة و َق ِيل هَد َى :أَ ي بَي ْن أمْرَك ب ِال ْبَر َاه ِين
تَع َالَى (:و َع َل ّم َ َ
وقيل) :وجدك ضالا( بين مكة والمدينة فهدك ِإلَى ال ْمَدِين َة و َق ِيل ال ْمَعْن َى وَجَد َك فَهَد َى بك ضَال ًا * وَع َن جعفر ابن مُح َم ّد )وَوَجَدَك َ
محَب ّتِي ل َك فِي الْأَ ز َل أي ل َا تَعْرِفُه َا فَمَنَن ْت عَلَي ْك بِمَعْرفَتِي ،و َق َرأ الحسن بن علي )ووجدك ضال فَهَد َى( أَ ي اه ْتَد َى بك،
ضَالا( ع َن َ
محَب ّت ِك الْقَدِيم َة )إ َن ّ َ
ك لَفِي ضلالك القديم( أَ ي َ ِب كما قَالِ : ل ال ْمُح ّ مح ِبًا لم َِعْرفَتِي َ
والضّ ا ّ و َقَال ابن عَطَاء) :وَوَجَدَك َ ضَا ًلّا( أَ يُ :
__________
شاعِر( هو أمية بن أبى الصلت ،قاله من جملة أبيات ،وأوله. )قوله حمما( بضم الحاء المهملة أي فحما جمع حممة )قوله ومثله قَو ْل ال َ ّ
تِل ْك المَكارِم ل َا قَعْبَان من لبََن * شِيبا بماء فعادا بعد أبوالا )*(
محَب ّة بَي ّن َة ،و َقَال الجن َُي ْد و َلَم يُر ِيد ُوا هه ُنا فِي الد ّين إذ لو قَالُوا ذَل ِك فِي نَبِ ّي َ
الل ّه لـَكَفر ُوا وَمِثْلُه عِن ْد هَذ َا قَو ْله إنا لَنَر َاه َا فِي ضَلال م ُبِين أَ ي َ
وَوَجَد َك م ُت َح َير ًا فِي بَيَان م َا أنزل ِإلَي ْك فَهَد َاك لِبَيَان ِه لقوله )وأنزلناه
بالن ّب َُو ّة ح ََت ّى أظْ ه َر َك فَهَد َى بك ال ُ ّ
سعَد َاء وَل َا أع ْلَم أحَدًا قَال م ِن ال ْمُفَسّر ِين ف ِيهَا ضال ًا إليك الذكر( الآيَة ،و َق ِيل وَوَجَد َك لَم يَعْرِف ْك أح َد ُ
شي ْئًا ب ِغَي ْر ق َصْ د.
ن الضالين( أي م ِن المخُْط ِئِين الْف َاع ِلِين َ ع َن ال ِْإ يمَان ،وَكَذَل ِك فِي ق َِصّ ة م ُوس َى عَلَي ْه ال َ ّ
سلَام قَو ْله) :فَعَلْتُهَا ِإذ ًا و َأَ ن َا م ِ َ
الن ّاسِين و َق َد ق ِيل ذَل ِك فِي قَو ْلِه )وَوَجَدَك َ ضَالا فَهَد َى( أَ ي ناسيًا كَمَا قَال تَع َالَى) :أَ ْن تَضِ َ ّ
ل قالَه ابن ع َرف َة ،و َقَال الْأَ زْه َريّ :مَعْنَاه م ِن َ
َ
Shamela.org ٢٢٤
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
كن ْت ت َ ْدرِي ن ال َ ّ
سمْر َقَنْدِيّ قَال :مَعْنَاه م َا ُ الإ يمَانُ( فالجَواب :أَ ّ
كن ْتَ ت َ ْدرِي م َا الْكِتَابُ و َلا ِ
إحداهما( فإن قلُ ْت فَمَا مَعْن َي قَو ْلِه) :م َا ُ
نح ْو َه ،قَال وَل َا ال ِْإ يمَان ال َ ّذ ِي ه ُو الْف َرَائض و َالأحْك َام،
كي ْف ت َ ْدع ُو الخَل ْق ِإلَى ال ِْإ يمَان ،و َقَال بَك ْر الْق َاض ِي َ
قَب ْل ال ْوَحْي أن تَقْرَأ الْقُر ْآن وَل َا َ
قال :فكان قيل مُؤْم ِنًا بتَِوْحِيدِه ث ُم ّ ن َزَلَت الْف َرَائض التي لَم يَكُن يَدْريهَا قبل
__________
)قوله وقال الجنيد( هو أبو القاسم الجنيد بن محمد بن الجنيد الحراز القواريرى الزاهد أصله من نهاوند ومنشؤه ومولده بالعراق ،شيخ
الطر يقة وسيد الطائفة تفقه على أبى ثور وكان يفتى بحلقته وله من العمر عشرون سنة ،كذا في الطبقات للسبكي ،واختص بصحبة
ل م َا أخذنا التصوف عن القيل والقال ولـكن عن الجوع
السرى السقطى والحارث بن أسد المحاسبى وأبى حمزة البغدادي ك َانَ يَق ُو ُ
وترك الدنيا وقطع المألوفات وكان يقول طر يقنا مضبوط بالكتاب والسنة من لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث ولم يتفقه لا يقتدى
به ،توفى سنة سبع وتسعين ومائتين بالشونيز ية عند خاله السرى )قوله قالَه ابن ع َرَف َة( هو العبدى المؤدب ،يروى عن ابن المبارك )- ٨
(*) (٢
ف َزَاد َ
بالت ّكْلِيف إيمَان ًا و َه ُو أحْ سَن وَجُوه ِه قلُ ْت فما معني قوله:
ن مَعْنَاه لم َِن
الل ّه اله َر َويّ أَ ّ ن الْغ َافِلِينَ( فاع ْلَم َأن ّه لَي ْس بمعنى قوله) :و َال َ ّذ ِي َ
ن ه ُ ْم ع َنْ آياتنا غافلون( بَل ح َكى أَ بُو عَب ْد َ كن ْتَ م ِنْ قَبْلِه ِ لم َ ِ َ
)و َِإ ْن ُ
ن َ
الن ّبِيّ الل ّه عَن ْه أَ ّ الْغ َافِلين ع َن ق َِصّ ة يسف إذ لَم تَعْلَمه َا إ َلّا ب ِو َحْ ينَا وَكَذَل ِك الْحَدِيث ال َ ّذ ِي يَرْو ي ِه عُثْم َان بن أَ بِي َ
شي ْب َة بِس َنَدِه ع َن ج َاب ِر رَض ِي َ
ل لِصَاحِبِه ِ اذْه َب ح ََت ّى تَق ُوم خ َلْف َه فَق َال
س َل ّم ق َ ْد ك َانَ يَشْهَد ُ من ال ْمُشْرِكِينَ مَشَاهِد َه ُ ْم فَسَمِـ َع ملـكين حلفه أحَد ُهُمَا يَق ُو ُ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
جدًا و َقَال ه ُو مَوْضُوع أَ و شَب ِيه
حن ْب َل ِ
كي ْف أق ُوم خ َلْف َه وعهده بالستلاء الْأَ صْ نَام؟ فَلَم يشْهَدْه ُم بَعْد ،فَهَذ َا حَدِيث أن ْك َر َه أَ حْم َد بن َ
الآخ َر َ
ن عُثْم َان وهم فِي إسناده ،و َالْحَدِيث بالجم ُْلَة مُن ْك َر غَي ْر م َُت ّف َق عَلَى إسْ نَادِه فَلَا يلُ ْتَف َت إلي ْه ،و َال ْمَعْر ُوف
بالمَوْضُوع ،و َقَال ال َد ّار َق ُ ْطنِي يُق َال إ ّ
َت ِإل َيّ الأَ صْ نَام ُ( و َقَو ْلُه فِي الْحَدِيث الآخ َر ال َ ّذ ِي رَو َت ْه ُأمّ أيْم َن
الل ّه ُ عَلَيْه ِ وآلِه وسلم خِلافُه عِن ْد أَ ه ْل ال ْعِل ْم من قَو ْلِه )بُغِّض ْ
عن النبي صلى َ
حضُور بَعْض أعْيَادِه ِم وَع ََزم ُوا عَلَي ْه بَعْد كراهت ِه لِذَل ِك فَخَر َج مَعَه ُم وَرَجَع مرعوبا فقال )كلما د َنَو ْت مِنْهَا من حِين ك َل ّم َه ع َُم ّه وآلُه فِي ُ
بحـِير َا حين استحلف النبي صلى الل ّٰه سه ُ( فَمَا شَه ِد بَعْد لَه ُم عِيدًا ،و َقَو ْلُه فِي ق َِصّ ة َ
صَنَم تَمَث ّل ل ِي شَ خ ْص أب ْي َض طَو يل يَصِ يح بي وَر َاءَك َ ل َا تَم َ َ ّ
الن ّبِيّ س ْفرِت ِه م َع ع ََم ّه أَ بِي طَال ِب و َه ُو صَبيّ وَر َأى ف ِيه سلامات ُ
الن ّب َُو ّة فاختبره بِذَل ِك فَق َال لَه َ عليه وسلم باللات و َالع ُز ّى ِإذ لق ِي َه بال َ ّ
شام فِي َ
فصل ٤.١.٣
قَب ْل نبوته يُخَالف المشركين فِي و ُق ُوفِه ِم بمزدلفة فِي الحج فَك َان يقف
ه ُو بعرفة ل ِأَ َن ّه ك َان موقف إ ب ْر َاه ِيم عَلَي ْه ال َ ّ
سلَام.
الل ّه ق َد ب َان بِمَا قدمناه عُق ُود الْأَ ن ْب ِيَاء فِي َ
الت ّوْحِيد و َال ِْإ يمَان و َالَوَحَي وَعِصْ مَتُه ُم فِي ذَل ِك عَلِيّ م َا بيناه، فصل قَال الْق َاض ِي أَ بُو الْف َضْ ل و ََف ّق َه َ
فأما م َا عَد َا هَذ َا ال ْبَاب من عُق ُود قُلُوبه ِم فجماعها أ َ ّنهَا مملوءة علما و يقينا عَلَى الجملة ،وأنها ق َد احتوت م ِن المعرفة والعلم بأمور الدين
س َل ّم فِي والدنيا ما لا شئ فوقه وَم ِن طالع الأحبار واعتني بالحديث و َتأمل م َا قلناه وجده و َق َد قدمنا مِن ْه في حَقّ نبينا صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
ن أحوالهم فِي هَذِه المعارف تختلف ،فأما م َا تعلق مِنْهَا بأمر ال ُد ّن ْيَا
ال ْبَاب الرابع أَ َ ّول قسم من هَذ َا الْكِتَاب م َا ينبه عَلَى م َا وراءه الا أَ ّ
فلا يشترط فِي حَقّ الْأَ ن ْب ِيَاء العصمة من عدم معرفة الْأَ ن ْب ِيَاء ببعضها أَ و اعتقادها عَلَى خِلَاف م َا هِي عَلَي ْه وَل َا وصم عَلَيْه ِم ف ِيه ِإذ هممهم
متعلقة بالآخرة وأنبائها وأمر الشر يعة وقوانينها ،وأمور ال ُد ّن ْيَا تضادها بخلاف غَيْرِه ِم من أَ ه ْل ال ُد ّن ْيَا الذين يعلمون ظاهرا م ِن الحياة ال ُد ّن ْيَا
Shamela.org ٢٢٥
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
شي ْئًا ح ََت ّى اسْ تَق َر ّ عِل ْم جُم ْلَتِهَا عِنْد َه ِإ َمّا ب ِوَحْي م ِن َ
الل ّه أَ و إذْن أن يَشْر َع فِي شي ْئًا َ الن ّوَازِل ال َش ّرْع َِي ّة فَق َد ك َان ل َا يَعْلَم مِنْهَا أ َ ّول ًا إ َلّا م َا ع َل ّم َه َ
الل ّه َ َ
س َل ّم و َتَق ََر ّر َت الل ّه و َق َد ك َان يَن ْتَظ ِر ال ْوَحْي فِي كَث ِير مِنْهَا و َلـك َِن ّه لَم يَمُت ح ََت ّى اسْ تَفْر َغ عِل ْم جَم ِيعِه َا عِنْد َه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ يحْك ُم بِمَا أر َاه َ
ذَل ِك و َ َ
َالر ّي ْب و َان ْتِف َاء الجَهْل و َب ِالجم ُْلَة فَلَا يَصِ حّ منه الجهل بشئ من تَف َاصِيل ال َش ّرْع ال َ ّذ ِي أمر بال َد ّعْو َة
شكّ و َ
الت ّحْ ق ِيق وَر َف ْع ال َ ّ
م َع َارِفُه َا لَدَي ْه عَلَى َ
إلي ْه إذ
فصل واعلم أن الأمة مجمعة على عصمة النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم من الشيطان ٤.١.٤
الل ّه و َتَعْيين أسْمَائ ِه الْحُسْنى و َآي َات ِه ال ْـكُبْر َى ل َا تَصِ حّ دَعْوَتُه إلى م َا لا يَعْلَم ُه و َأَ َمّا م َا تَع ََل ّق بَع َ ْقدِه من م َلـَكُوت ال َ ّ
سم َوَات و َالْأَ رْض وَخ َلق َ
و َ ُأم ُور الآ ِ
خر َة و َأشْر َاط الساعة وأحْ وَال ال ُ ّ
سعَد َاء و َالأشْ ق ِيَاء وَعِل ْم م َا ك َان وَم َا يَكُون م َِم ّا لَم يعلمه إلا ب ِوَحْي فَعَلى م َا تَق َ َ ّدم من َأن ّه مَعْصُوم
ف ِيه ل َا ي َأْ خُذ ُه ف ِيم َا ُأعْل ِم مِن ْه شَكّ وَل َا ر َي ْب بَل ه ُو ف ِيه عَلَى غَايَة اليَق ِين َ
لـكن ّه ل َا يُشْتَر َط لَه ال ْعِل ْم ب ِجَم ِيع تَف َاصِيل ذَل ِك و َإن ك َان عِنْد َه من
ْب بَشَرٍ )فَلا تَعْلَم ُ )إن ِ ّي ل َا أَ ع ْلَم ُ ِإ َلّا م َا ع َل ّمَنِي ر َب ِ ّي( و َلِقَو ْلِه وَل َا َ
خطَر َ عَلَى قَل ِ س َل ّم ِ عِل ْم ذَل ِك م َا لَي ْس عِن ْد جَم ِيع ال ْب َش َر لِقَو ْلِه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
س َل ّم )أَ سْ أل ُ َ
ك الل ّه عَلَي ْه و َ َ ْس م َا ُأخْ فِ َي لَه ُ ْم م ِنْ قرة أعين( و َقَو ْل م ُوس َى لِلخضر )هل أتبعك لى أَ ْن تُع َل ِّم َ ِ
ن م َِم ّا علمت رشدا( و َقَو ْلُه صَلَ ّى َ نَف ٌ
ْب عِنْدَك َ( و َق َ ْد ك س ََم ّي ْتَ بِه ِ ن َ ْفسَ َ
ك أَ وِ لتأثرت بِه ِ فِي عِلْم ِ الْغَي ِ ل اس ْ ٍم ه ُو َ ل َ َ ك الْحُسْن َى م َا عَلِم ْتَ مِنْهَا وَم َا ل َ ْم أَ ع ْلَمْ( و َقَو ْلُه )أَ سْ أل ُ َ
ك بِك ُ ّ ِ ب ِأَ سْمَائ ِ َ
خف َاء ب ِه إذ مَعْلُوم َاتُه تَع َالَى ل َا ل ذِي عِلْم ٍ عَل ِيم ٌ( قَال زيد بن أسلم و َغَي ْر ُه ح ََت ّى يَنْت َهِ ي ال ْعِل ْم ِإلَى َ
الل ّه و َهَذ َا م َا ل َا َ الل ّه ُ تَع َالَى )و َفَو ْقَ ك ُ ّ ِ
ل َ قَا َ
الت ّوْحِيد و َال َش ّرْع و َال ْمَع َارِف و َا ْل ُأمور ال َد ّين ِية
س َل ّم فِي َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ يُحَاط بِهَا وَل َا مُنْت َهى لَهَا ،هَذ َا حُكْم عَقْد َ
كف َايَتِه مِن ْه ل َا فِي جِسمِه ب ِأن ْوَاع الأَ ذ َى وَل َا عَلَى خ َاطِرِه س َل ّم م ِن ال َ ّ
شيْطَان و َ ِ الل ّه عَلَي ْه و َ َ ن ا ْل ُأ َمّة مُج ْمعة عَلَى عِصْ مة َ
الن ّبِيّ صَلَ ّى َ فصل و َاعَلم أَ ّ
ل حدثنا أبو بكر البرقاني وغيره حدثنا أَ بُو
ن خَي ْر ُونَ ال ْع َ ْد ُ ب ِالوْسَاوِس و َق َد أَ خْبَر َن َا الْق َاض ِي الْحَاف ِظ أَ بُو عَلِيّ رَحِم َه الل ّٰه قَال ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو الْف َضْ ِ
ل بْ ُ
ن
الْحَسَ ِ
Shamela.org ٢٢٦
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
شغْل
شيَاطِين لَه في غير موطن رغبة في إطماء نُوره و َإماتَة ن َ ْفسِه و َإ ْدخ َال ُ صُ ح ْبَت َه وَل َا ُأقْدِر عَلَى ال ُد ّنُو ّ مِن ْه؟ و َق َد ج َاءَت الآثار بتِ َ َ
صدّي ال َ ّ
س َل ّم و َأسَر َه * فَفِي َ
الصّ ح َاح قَال أَ بُو ه ُر َي ْر َة عَلَي ْه ِإذ يئِس ُوا من إغْوَائ ِه فانْق َلب ُوا خ َاسِرين كَتَع َُر ّضِه لَه فِي صَلَات ِه ف َأخَذ َه َ
الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
الل ّه ُ الر ّ َزّاق فِي صُورَة ِ؟ ؟ ؟ -فَشَ َ ّد عَل َيّ ي َ ْقطَ ُع عَل َيّ َ
الصّ لَاة َ ف َأَ مْكنِنِي َ ض ل ِي -قَال عبد َ ن ال َ ّ
شيْطَانَ ع َرَ َ )إ َ ّ
س َل ّم ِ عَن ْه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
__________
)قوله عباس الترقفى( عباس بالموحدة والسين المهملة ،الترقفى بفتح المثناة الفوقية وسكون الراء وضم القاف وكسر الفاء و ياء النسبة
)قوله فشد على فدعته( شد جمل ودعته بالعين المهملة قال ابن الأثير :الدعت بالدال والذال الدفع العنيف ،والذعت أيضا المعك في
التراب قال النووي وأنكر الخطابى المهملة وقال لا يصح ،وصححها غيره وصوبها وإن كانت المعجمة أوضح وأشهر ،وقال ابن قرقول وعند
ابن الحذاء في حديث ابن أبى شيبة فذغته بذال وغين معجمتين )*(
َب ا ْغفِر ْ ل ِي و َه َْب ل ِي ملكا( الآيَة َ، مِن ْه ُ فَذَع َُت ّه ُ و َلَق َ ْد هَمَمْتُ أَ ْن ُأوثِق َه ُ ِإلَى سَارِ يَة ٍ ح ََت ّى تُصِ بحُوا تَنْظ ُر ُونَ ِإلَيْه ِ فَذَكَر ْتُ قَو ْ َ
ل أَ خِي سُلَيْم َانَ )ر ِّ
ف َر َدّه ُ
َالن ّب ِ ُيّ
َاب م ِنْ ن َا ٍر لِي َجْ عَلَه ُ فِي و َجْ ه ِي ،و َ يس ج َاءَنِي ب ِشِه ٍ الل ّه ِ ِإ بْل ِ ُ
الل ّه ُ خ َاسِئًا( * و َفِي حَدِيث أَ بِي ال َد ّ ْرد َاء عَن ْه صلى الل ّٰه عليه وسلم )إن عَد ُ ُ ّو َ َ
ل
ح م ُوثَق ًا يَتَلاع َبُ بِه ِ وِلْد َانُ أَ ه ْ ِ الصّ لَاة ِ وَذَك َر َتَع َوذَه ُ ب َِالل ّه ِ مِن ْه ُ ولعنه لَه ُ ث َُم ّ أَ رَدْتُ آخُذُه ُ( ،وَذَك َر َ َ
نح ْوَه ُ و َقَال )لأَ صْ ب َ َ س َل ّم َ فِي َ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
ك فِي حَدِيثِه ِ فِي ال ِْإسْر َاء )وَطَلَب عفريت له بشعلة نار فعلمه جبر يل ما يتعوذ به منه( ذكره في الموطإ ،ولما لم يقدر على
ال ْمَدِينَة ِ( وَكَذَل ِ َ
الن ّجْدِيّ س َل ّم و َتَص ُو ّرِه فِي صُور َة ال َ ّ
شي ْخ َ الل ّه عَلَي ْه و َ َ كق َضيته م َع ق ُر َي ْش فِي الائْتم َِار بِقَت ْل َ
الن ّبِيّ صَلَ ّى َ أداه بِمُبَاشَرَت ِه تَس ََب ّب َ
بالت ّوَسُط إلى عِد َاه َ
شيْطَانُ أَ عْمَالَهُمْ( الآيَة ،وَم َ َّرة يُن ْذر بِش َأن ِه عِن ْد بَيْع َة ن لَهُم ُ ال َ ّ
خر َى فِي غ َْزو َة يَو ْم بَدْر فِي صُور َة سُر َاق َة بن مالك و َه ُو قَو ْله )و َِإ ْذ ز َيَ ّ َ وَم َ َّرة أ ْ
Shamela.org ٢٢٧
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
شيْطَان أَ و فِعْلِه كَمَا قَال تَع َالَى) :طَل ْعُه َا ك َأَ َن ّه ُ رؤس الشياطين( و َقَال صَلَ ّى َ
الل ّه ل قَبح من شَ خ ْص أَ و فَعْل بال َ ّ
ك َلَام الْع َر َب فِي و َصْ فِه ِم ك ُ ّ
ن قَو ْل يُوشَع ل َا يلَ ْزَم ُنَا الجواب س َل ّم) :فَل ْيُق َاتِل ْه ُ ف َِإ َن ّمَا ه ُو َ َ
شيْطَانٌ( ،وأيضا ف َِإ ّ عَلَي ْه و َ َ
__________
)قوله ويثبتهم( من التثبيت وفى نسخة ويثيبهم من الثواب )*(
ل م ُوس َى لِف َتَاه ُ( و َالمَرْوِيّ َأن ّه َإن ّمَا نبى بَعْد مَو ْت م ُوس َى و َق ِيل: عَن ْه ،إذ لَم يَث ْب ُت لَه فِي ذَل ِك الوقت نُب ُ َو ّة م َع م ُوس َى ،قَال َ
الل ّه تَع َالَى) :وإذ قَا َ
قُبَي ْل مَو ْت ِه ،وقول م ُوس َى ك َان قَب ْل نُب ُ َو ّت ِه بِد َلِيل الْقُر ْآن وقصة يُوسُف ق َد ذُك ِر
شيْطَان ذَك َر ر ََب ّه أحد صَاحِبي
ن ال َ ّذ ِي أنْس َاه ال َ ّ
أ َ ّنهَا ك َان َت قَب ْل نُب ُ َو ّت ِه ،وقد قال المفسرون في قوله) :أنساه الشيطان( قَو ْليَ ْن :أحَد ُهُمَا :أَ ّ
ن مِث ْل هَذ َا من فعل ال َ ّ
شيْطَان لَي ْس ف ِيه تسلط عَلَى ن ي َ ْذك ُر لِل ْمَلِك شَأْ ن يُوسُف عَلَي ْه ال َ ّ
سلَام ،وأيضا ف َِإ ّ السّجْ ن وَر ََب ّه المَلك :أَ ي أنْس َاه أَ ّ
يُوسُف و يوشع بوساوس ونزغ و َِإ َن ّمَا ه ُو بشغل خواطر هما ب ُِأم ُور ُأخ َر و َت َ ْذكِيرِهِما من ُأم ُورِهِمَا م َا يُنْسِيهِم َا م َا نَسِيَا ،و َأَ َمّا قَو ْله صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه
شيْطَان شيْطَانٌ( فَلَي ْس ف ِيه ذِك ْر تَس َُل ّط ِه عَلَي ْه وَل َا و َسْ وَسَت ِه لَه بَل إ ّ
ن ك َان بِمُقْت َضى ظَاهرِه فَق َد بَي ْن أمْر ذَل ِك ال َ ّ )إ َ ّ
ن هَذ َا و َادٍ بِه ِ َ س َل ّمِ :
وَ َ
ن تَس َُل ّط ال َ ّ
شيْطَان فِي ذَل ِك ال ْوَادِي َإن ّمَا ك َان عَلَى بلال بِقَو ْلِه) :إن شيطان أَ تَى بِلال ًا فَل َ ْم ي َز َلْ يُه َ ّدِئُه ُ كَمَا يُه َ ّد ُأ َ
الصّ ب ِ ُيّ ح ََت ّى ن َام َ( فَاع ْلَم أَ ّ
Shamela.org ٢٢٨
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
جعَل ْنَاه تَن ْب ِيهًا عَلَى سَب َب الصّ لَاة ،و َأَ َمّا إ ّ
ن َ شيْطَانٌ( تَن ْب ِيهًا عَلَى سَب َب النّو ْم ع َن َ )إ َ ّ
ن هَذ َا و َادٍ بِه ِ َ جعَل ْنَا قَو ْلهِ : ال ْم ُو َ َكّل بِك َلاءَة الْف َجْ ر ،هَذ َا إ ّ
ن َ
الر ّحِيل ع َن ال ْوَادِي وَع ِلَ ّة لِتَرْك َ
الصّ لَاة ب ِه و َه ُو د َلِيل مَسَاق حَدِيث ز َي ْد بن أسْ لَم فَلَا اع ْتِر َاض ب ِه فِي هَذ َا ال ْبَاب لِبَيَان ِه وإرتفاع إشكاله. َ
__________
)وقوله يهدئه( بسكون الهاء وكسر الدال المخففة بعدها همزة ،في الصحاح أهدأت الصبى إذا جعلت تضرب عليه بكفك وتسكنه لينام
)قوله بكلاءة( أي بحراسة )*(
فصل وأما أقواله صلى الل ّٰه عليه وسلم فقد قامت الدلائل الواضحة بصحة المعجزة على صدقه ٤.١.٥
صدْق ِه و َأَ جْمَع َت ا ْل ُأ َمّة ف ِيم َا ك َان َطرِ يق ُه البَلاغ َأن ّه
اضح َة بص َح ّة المُعْجِز َة عَلَى ِ
س َل ّم فَق َد قَام َت ال َد ّلائ ِل ال ْو َ ِ فصل و َأَ َمّا أق ْوَالُه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
مَعْصُوم ف ِيه من الأخبار عن شئ مِنْهَا بِ خ ِلَاف م َا ه ُو ب ِه ل َا ق َصْ دًا وَل َا عَمْدًا وَل َا سَهْو ًا وَل َا غَلَطًا أَ َمّا تَع َ ُمّد الخنف فِي ذَل ِك فمن ْت َف بِد َلِيل
المعجزة القائِم َة مَق َام
سب ِيل عِن ْد ال ُأسْ تَاذ أَ بِي ِإ ْسحَاق
جه َة الغَلَط فِي ذَل ِك فَبِهَذ َه ال َ ّ
صد َق ف ِيم َا قَال اتّف َاقًا ،و َبإطْ بَاق أَ ه ْل الملَ ِ ّة إجْماعًا و َأما و ُق ُوع ُه عَلَى ِ
الل ّه َ
قول َ
الإسْ ف َرائِني وَم ِن قَال بِقَو ْلِه وَم ِن جهة الإجْمَاع فَق َط وَوُر ُود ال َش ّرْع بان ْتِف َاء ذَل ِك وعصمة النبي ل َا من مُقْت َض َى المُعْجِز َة ن َ ْفسِه َا عِن ْد الْق َاض ِي
أَ بِي بَك ْر ال ْبَاق َِل ّانِي وَم ِن وافقه لاختلاف بَيْنَه ُم فِي مُقْت َض َى د َلِيل ال ْمُعْجِز َة ل َا نُطَو ّل بِذِكْر ِه فَن َخْ ر ُج ع َن غ َرَض الْكِتَاب فَل ْنَعْت َمد عَلَى م َا و َق َع
عَلَي ْه إجْمَاع المُسْل ِمين َأن ّه ل َا يَج ُوز عَلَي ْه خ ُل ْف فِي القَو ْل إب ْلاغ ال َش ّر ِيع َة و َالإع ْلام بِمَا أخْب َر ب ِه ع َن ر ََب ّه وَم َا أ ْوح َاه إلي ْه من و َحْ ي ِه ل َا عَلَى وَجْه
الل ّه ِ أَ أَ كْ ت ُبُ
ل َ سخْ ط و َ
َالصّ ح ّة و َالمَرض ،و َفِي حَدِيث عَب ْد الل ّٰه ابن عَم ْرو قلُ ْت ي َا رَسُو َ الر ّض َى و َال َ ّ
العَمْد وَل َا عَلَى غَي ْر عَم ْد وَل َا فِي ح َالي َ
ح ً ّقا( و َل ْنَز ِ ْد م َا أَ شَرْن َا إلي ْه من د َلِيل
ك كُلِّه ِ ِإ َلّا َ
ل فِي ذَل ِ َ
ل نَع َ ْم ف َِإن ِ ّي ل َا أَ قُو ُ كُ َ ّ
ل م َا أَ سْم َ ُع مِنْكَ؟ قَال )نَع َم( قلُ ْتُ فِي الر ِّض َى و َالْغَضَبَ ؟ قَا َ
ن ال ْمُعْجِز َة قَائِمة مَق َام قَو ْل الل ّه إ َلّا ِ
صدْقًا و َأَ ّ ح ً ّقا وَل َا يُبَل ّغ ع َن َ
صدْق ِه و ََأن ّه ل َا يَق ُول إ َلّا َ
ال ْمُعْجِز َة عَلَي ْه بَيَان ًا :فَنَق ُول إذ َا قامت ال ْمُعْجِز َة عَلَى َ
ق الل ّه ِ ِإلَيْك ُ ْم لا بلغكم م َا ُأ ْرسِل ْتُ بِه ِ إليكم وأبين لـَك ُ ْم م َا نُز ِّ َ
ل عَلَيْك ُ ْم )وَم َا يَنْط ِ ُ ل َ صد َق ْت ف ِيم َا ت َ ْذك ُر ُه عني و َه ُو يَق ُول ِإن ِ ّي رَسُو ُ
الل ّه لَه َ
َ
ل فَخُذ ُوه ُ وَم َا نَهَاك ُ ْم عَن ْه ُ فَانْتَه ُوا ،فَلَا يَصِ ُحّ ل ب ِالْحَقّ ِ م ِنْ ر ََب ّكُمْ ،وَم َا آت َاكُم ُ َ
الر ّسُو ُ حي ٌ يُوحَى( و َق َ ْد ج َاءكُم ُ َ
الر ّسُو ُ َ ن ال ْه َو َى ِإ ْن ه ُو َ ِإلا و َ ْ
عَ ِ
ط و َال َس ّهْو َ لَمَا تَمَي ّز َ لَنَا م ِنْ غَيْرِه ِ ولا اختلط الْح َُقّ
ج َو ّزْن َا عَلَيْه ِ ال ْغَل َ َ
ي وَجْه ٍ ك َانَ ،فَلَو ْ َ
مخـْبَرِه ِ عَلَى أَ ّ ِ
اف ُ
اب خ َبَر ٌ بِ خ ِل َ ِ
أَ ْن يُوجَد َ مِن ْه ُ فِي هَذ َا ال ْب َ ِ
حدَة ً م ِنْ غير خصوص فتبر يه النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم عن ذَل ِك ك َُل ّه و َاجِب بُرْه َان ًا
ل ،فَال ْمُعْجِزَة ُ مُشْتَمِلَة ٌ عَلَى تَصْ د َيقِه ِ جُم ْلَة ً و َا ِ
ب ِال ْبَاطِ ِ
و َإجْماعًا كَمَا قاله أَ بُو ِإ ْسحَاق
الن ّبِيّ صلى الل ّٰه عليه وسلم لما قرأ سورة و َ
َالن ّجْ م و َقَال )أَ ف َرأَ َ ي ْتُم ُ ن َ فصل و َق َد تَو َ َ ّ
جه َت هه ُنا لِبَعْض الطاعِنِين سُؤَالات مِنْهَا م َا رُوِي من أَ ّ
شف َاعَتَهَا لَتُرْتَج َى ،وأنها
شف َاعَتَهَا لِتُرْتَجى و َيُرْو َى تُرْتَض َى ،و َفِي رِو َايَة إن َ
ن َ الل ّاتَ و َال ْع َُز ّى وَم َنَاة َ َ
الث ّالِث َة َ الأخرى( قَال تِل ْك الغ َرَانِيق العُلى و َِإ ّ َ
Shamela.org ٢٢٩
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
ن لَنَا فِي الْك َلَام عَلَى مُشْكل هَذ َا الْحَدِيث م َأْ خ َذي ْن أحَد ُهُمَا فِي تَوْه ِين أصْ لِه و َ
َالث ّاني عَلَى تَسْلِيمِه، الل ّه أَ ّ
كادوا ليفتنونك( الآيَة ،فاع ْلَم أَ ك ْرَم َك َ
ن هَذ َا حَدِيث لَم يُخ ََر ّجْه أَ ح َد من أَ ه ْل الصّ َح ّة وَل َا رَو َاه
أَ َمّا ال ْم َأْ خ َذ الأوّل فَي َ ْكف ِيك أَ ّ
سق ِيم
ل صحيح و َ َ ثِق َة بِس َن َد سَل ِيم م ُت ّصِ ل و َِإ َن ّمَا ُأولـِ ـع ب ِه و َبمِثْلِه ال ْمُفَس ِّر ُون و َال ْم ُؤَرّخُون ال ْم ُولَع ُون بِك ُ ّ
ل غ َريب ال ْمُتَل َ ّقف ُون من الصحف ك ُ ّ
ضعْف نَق َلَت ِه َالت ّ ْفسِير و َتَع ََل ّق بِذَل ِك ال ْمُل ِ
حد ُون م َع َ الن ّاس ببَِعْض أَ ه ْل الأه ْوَاء و َ
حي ْث قَال لَق َد بلُ ِي َ
صد َق الْق َاض ِي بَك ْر ُ بن الْع َلَاء ال ْمَالـِكيّ َ
وَ َ
الصّ لَاة ،وآخ َر يَق ُول قالها فِي ن َادِي قَوْم ِه حِين ُأنْز ِلَت عَلَي ْه
و َاضْ ط ِرَاب رِو َاي َات ِه و َانْقِطَاع إسْ نَادِه و َاخت ِلَاف كَل ِمَات ِه فَق َائ ِل يَق ُول َإن ّه فِي َ
شعْب َة إ َلّا ُأم ََي ّة بن خ َالِد و َغَي ْر ُه يُرْسِلُه ع َن سَع ِيد بن جُبَي ْر و َِإ َن ّمَا يُعْر َف
س َل ّم ب ِإسْ نَاد م َُت ّصِ ل يَج ُوز ذِك ْر ُه إ َلّا هَذ َا و َلَم يُسْنِدْه ع َن ُ
صَلَ ّى الل ّٰه علبه و َ َ
الل ّه َأن ّه ل َا يُعْر َف من َطرِ يق يَج ُوز
ع َن الك َلْبِيّ ع َن أَ بِي صالح ع َن ابن ع ََب ّاس فَق َد بَي ْن ل َك أَ بُو بَك ْر رحمه َ
حق ِيق َة م َع َه ،و َأَ َمّا حَدِيث الْك َلْبِي فم ِ َمّا
الضّ عْف م َا نَب ّه عَلَي ْه م َع و ُق ُوع الشك ف ِيه كَمَا ذَك َر َن َاه ال َ ّذ ِي ل َا يُوثَق ب ِه وَل َا َ
ذِك ْر ُه سِو َى هَذ َا و َف ِيه م ِن َ
الل ّه و َال َ ّذ ِي مِن ْه فِي الصحيح أن النبي صلى الل ّٰه عليه و َ َ
س َل ّم َ ق َرأَ َ الر ّواية عَن ْه وَل َا ذِك ْر ُه لِق ُ َو ّة َ
ضعْف ِه وَكَذِب ِه كَمَا أشَار إلي ْه ال ْبَز ّار رَحِم َه َ ل َا تَج ُوز َ
ل ،ف َأَ َمّا من جِهة ال ْمَعْن َى فَق َد قَام َت الْ َحجُ ّة ق َ
الن ّ ْق ِ ْس ،هَذ َا تَوْه ِين ُه ُ م ِنْ َطرِ ي ِ َالن ّجْ ِم و َه ُو َ بِم َ َك ّة َ فَسَجَد َ مَع َه ُ ال ْمُسْل ِم ُونَ و َال ْمُشْرِكُونَ و َالْج ُِنّ و ِ
َالإن ُ و َ
س َل ّم و َن َز َاه ِت ِه ع َن مثل هذه الرذبلة ِإ َمّا من تَم َن ّيه أن يُنْز َل عَلَي ْه مِث ْل هَذ َا من مَدْح آلِهة غَي ْر َ
الل ّه و َأَ جْم َعت ال ُأ َمّة عَلَى عِصْ م َت ِه صَلَ ّى َ
الل ّه عليه و َ َ
س َل ّم أَ ّ
ن م ِن الْقُر ْآن م َا الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ يج ْعل ف ِيه م َا لَي ْس مِن ْه و َيَعْتق َد َ
شيْطَان و َيُش ََب ّه عَلَي ْه الْقُر ْآن ح ََت ّى َ
كفْر أَ و أن يَتَسَ َو ّر عَلَي ْه ال َ ّ
و َه ُو ُ
Shamela.org ٢٣٠
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
ت طَائِف َة ٌ مِنْه ُ ْم أَ ْن يُضِ ُل ّوك َ وَم َا يُضِ ُل ّونَ ِإلا أَ نْف ُسَه ُ ْم وَم َا الل ّه ِ عَلَي ْ َ
ك وَرَحْمَت ُه ُ لَه َ َمّ ْ ل َ لَه؟ و َهَذ َا مِث ْل قَو ْلِه تَع َالَى فِي الآيَة الأخرى )و َلَو ْلا ف َضْ ُ
الل ّه تَع َالَى )يَك َاد ُ سنابرقه يذهب بالأبصار( و َلَم يضرونك من شئ( و َق َد رُوِي ع َن ابن ع ََب ّاس ك ُ ّ
ل م َا فِي الْقُر ْآن كاد فَه ُو م َا ل َا يَكُون قَال َ
يَذْه َب و َأَ ك َاد ُأخْ ف ِيهَا و َلَم ي َ ْفع َل ،قَال الْقُشَيْر ِيّ الْق َاض ِي و َلَق َد طَالَب َه ق ُر َي ْش و َثَقيف إذ م َّر بآلِهتِه ِم أن يُقْبل بو َجْ ه ِه ِإلَيْهَا وَو َعَد ُوه ال ِْإ يمَان ب ِه
ن فعل فما فَع َل وَل َا ك َان لِي َ ْفع َل ،قَال ابن الأن ْبَارِيّ م َا قَار َب َ
الر ّسُول وَل َا رَكَن و َق َد ذُكر َت فِي مَعْن َي هَذِه الآيَة تَف َاسِير إ ّ
الل ّه تَع َالَى امْت َ ّن عَلَى رسوله ب ِع ِصْ مِت ِه وٺَث ْب ِيت ِه بِمَا كاد َه
ن َ سفْسافَه َا فَلَم يَب ْق فِي الآيَة إ َلّا أَ ّ ُأخ َر م َا ذَك َرَناه من نص َ
الل ّه عَلَى عِصْ م َة رسوله ت َرُدّ ِ
س َل ّم و َه ُو م َ ْفه ُوم الآيَة ،و َأَ َمّا المأْ َ خ َذ الثاني فَه ُو مَبْنِي عَلَى ب ِه الـكُ َ ّفار وَر َام ُوا من فِت ْنَت ِه وَم ُرَاد ُن َا من ذَل ِك تَنْز ِيه ُه وَعِصْ م َت ُه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
َث و َال َ ّ
سمِين فم َِنْهَا ل ح َال فَق َد أج َاب ع َن ذَل ِك أئمة ال ْمُسْل ِمِين بأجْ وبة مِنْهَا الغ ّ الل ّه من ِ َ
صح ّت ِه و َلـَكِن عَلَى ك ُ ّ تَسِليم الْحَدِيث لَو صَ ح ّ و َق َد أعاذ َنا َ
سور َة فَجَر َى هَذ َا الْك َلَام عَلَى لِسَان ِه بِ حُكْم َ
الن ّو ْم و َهَذ َا س َل ّم أصَابَت ْه سِن َة عِن ْد ق ِرَاءَت ِه هَذِه ال ُ ّ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ن َ م َا رَو َى قَتَاد َة وَمُق َات ِل أَ ّ
شيْطَان عَلَي ْه فِي نَو ْم الل ّه عَلَى لِسَان ِه وَل َا يَسْتَو ْل ِي ال َ ّ س َل ّم مِثْلُه فِي ح َالَة من أحْ والِه وَل َا َ
يخ ْلُق ُه َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ل َا يَصِ حّ ِإذ ل َا يَج ُوز عَلَى َ
س َل ّم ح َ َ ّدث ن َ ْفسَه فَق َال ذَل ِك ال َ ّ
شيْطَان الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ن َ وَل َا يَقَظَة ل ِع ِصْ م َت ِه فِي هَذ َا ال ْبَاب من جَم ِيع الْعَمْد و َال َس ّهْو و َفِي قَو ْل الْك َلْبِيّ أَ ّ
ل هذه ل َا يَصِ حّ الر ّحْمن قَال و َسَه َا فَلَم ّا ُأخْب ِر بِذ َل ِك قَال َإن ّمَا ذَل ِك م ِن ال َ ّ
شيْطَان وَك ُ ّ عَلَى لِسَان ِه ،و َفِي رِو َايَة ابن شِه َاب ع َن أَ بِي بَك ْر بن عَب ْد َ
س َل ّم قالَه أث ْنَاء تِلاو َت ِه الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ل َ س َل ّم ل َا سَهْو ًا وَل َا ق َصْ دًا وَل َا يَتَق َ َو ّلِه ال َ ّ
شيْطَان عَلَى لِسَان ِه و َق ِيل لَع َ ّ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ أن يَق ُولَه َ
Shamela.org ٢٣١
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
شيْطَان س َل ّم ك َان كَمَا أم َرَه ربه ي ُرَت ّل الْقُر ْآن تَرْتِيل ًا و َيُف َصّ ل الآي تَفْصِ يل ًا فِي ق ِرَاءَت ِه كَمَا رَو َاه الثّق َات عَن ْه فَي ُ ْمكِن ت َر َ ُ ّ
صد ال َ ّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
س َل ّم بَحَي ْث ي َ ْسم َع ُه من د َن َا إلي ْه من الـكفا فَظ َُن ّوها الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ سك َتَات وَد َُسّ ه فيها ما اختلفه من تِل ْك الْكَل ِمَات ُ
محَاك ِياً نَغْم َة َ لِتِل ْك ال َ ّ
س َل ّم و َأشَاع ُوه َا و َلَم ي َ ْقد َح ذَل ِك عِن ْد ال ْمُسْل ِمِين بِ ح ْفظ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ من قول َ
س َل ّم فِي ذَمّ الْأَ وْث َان وعيبها عُر ِف مِن ْه و َق َد ح َكى م ُوس َى بن الل ّه وَتَح َُ ّقق ِهم من ح َال َ
الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ال ُ ّ
سور َة قَب ْل ذَل ِك عَلَى م َا أن ْز َلَهَا َ
ن ال ْمُسْل ِمِين لَم ي َ ْسم َع ُوه َا و َِإ َن ّمَا ألْقَى ال َ ّ
شيْطَان ذَل ِك فِي أسْمَاع ال ْمُشْرِكِين و َقُلُو بِه ِم و َيَكُون م َا رُوِي من حُزْن نح ْو هَذ َا ،و َقَال إ ّ
عُقْب َة فِي مَغ َازِ يه َ
الث ّالِث َة ا ْل ُأ ْ
خر َى خ َاف الـكُ َ ّفار أن ي َأتِي س َل ّم لَم ّا ق َرَأ هَذِه ال ُ ّ
سور َة و َبلََغ ذكرت اللات و َالع َُز ّى وَم َنَاة َ الل ّه عليه و َ َ
الآية -و َق ِيل إن النبي صلى َ
بشئ من ذَمّهَا فَسَبَق ُوا إلى مدحها
__________
)قوله وَر َف َع تِلَاو َة تِل ْك اللفظين( الظاهر أن يقال تينك كَمَا و َق َ َع فِي بعض النسخ وكذا قوله بتلك الكلمتين :الظاهر أن يقال بتينك )*(
ن و َال ْغَو ْا ف ِيه ِ لَع َل ّـك ُ ْم
الن ّبِيّ صَلَ ّى الل ّٰه عليه وسلم وبشنعوا عَلَي ْه عَلَى عَادِتِه ِم وقو ْلِه ِم )لا ت َ ْسم َع ُوا لِهَذ َا الْقُر ْآ ِ
بتِلِ َك الكل ِمَت ْين لِي ُخَلّط ُوا فِي تِلَاو َة َ
Shamela.org ٢٣٢
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
حك َايَتِهَا فليس ف ِيه الل ّه و َ ُأولئ ِك ه ُم الْك َاذِبون ،وَم َا و َق َع من ذِكْر ِه َا فِي حَدِيث أَ نَس رَض ِي َ
الل ّه عَن ْه وَظَاه ِر ِ ال ْـكَذِب الذين ل َا يُؤم ِن ُون ب ِآيات َ
ل عَلَى َأن ّه شَاهَد َها و َلَعلَ ّه ح َكى م َا سَم ِـع و َق َد عَل ّل البزاز حَدِيثه ذَل ِك و َقَال :رَو َاه ث َاب ِت عَن ْه و َلَم يُتَابَع عَلَي ْه ،وَرَو َاه حَم ِيد ع َن أَ نَس
م َا يَد ُ ّ
الل ّه ولهذا والل ّٰه أَ ع ْلَم لَم يُخ َر ّج أَ ه ْل َ
الصّ حِيح حَدِيث ثابت وَل َا حَم ِيد قَال وأظن حميدًا َإن ّمَا سَمِع َه من ثابت ،قَال الْق َاض ِي أبو الفضل و ََف ّق َه َ
الل ّه عَن ْه ال َ ّذ ِي خ َرّج َه أَ ه ْل الصّ َح ّة وَذَكَر ْناه و َلَي ْس ف ِيه ع َن أَ ن َس قول شئ
الل ّه بن عزيز بن رفيع ع َن أَ نَس رَض ِي َ
والحصحيح حَدِيث عَب ْد َ
من ذلك من قَب ْل ن َ ْفسِه إ َلّا من ِ
حك َايَتِه ع َن المُرْت َد النّصْر َانيّ
س َل ّم ف ِيم َا ُأوحِي إلي ْه وَل َا جَوَاز لِلنّسْيَان و َالغَلَط عَلَي ْه و َ
َالت ّحْ رِ يف ف ِيم َا و َلَو ك َان َت صَ ح ِيح َة لَم ّا ك َان ف ِيهَا قَدْح وَل َا تَوْه ِيم ل ِ َلن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
الن ّبِيّ صَلَ ّى
ن الكات ِب قَال لَه عَل ِيم حَكِيم أَ و كَتَب َه فَق َال لَه َ
الل ّه ِإذ لَي ْس ف ِيه لَو صَ ح ّ أَ كَث َر من أَ ّ
بلَ ّغ َه وَل َا َطعْن فِي نَظْم الْقُر ْآن وأن من عِن ْد َ
الر ّسُول لَهَا ِإذ ك َان م َا تَق َ َ ّدم م َِم ّا أمْلَاه
الر ّسُول قَب ْل إظْ ه َار َ
س َل ّم كَذَل ِك ه ُو فَسَبَق َه لِسَانُه أَ و قلمه لِكَل ِم َة أَ و كَل ِمَتَي ْن م َِم ّا نُز ّل عَلَى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
َ
حسّه ل عَلَيْهَا و َيَقْت َض َي و ُق ُوعَه َا بِق ُ َو ّة ق ُ ْدر َة الكات ِب عَلَى الْك َلَام وَمَعْرِفَته ب ِه و َ َ
جوْد َة ِ َ
الر ّسُول يَد ُ ّ
و َفِطْنَت ِه كَمَا يَت ّف ِق ذَل ِك لِلْع َارِف إذ َا سَم ِـع البَي ْت أن يَسْب ِق إلى قاف ِيَت ِه أَ و مُب ْت َدإ الْك َلَام الْحَسَن إلى م َا يَت ِم ّ ب ِه وَل َا يَت ّف ِق ذَل ِك فِي جُم ْلَة الْك َلَام
Shamela.org ٢٣٣
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
س َل ّم أن صَ ح ّ ك ُ ّ
ل صَوَاب فَق َد يَكُون هَذ َا ف ِيم َا ف ِيه من مَق َاطِـع الآي كَمَا ل َا يَت ّف ِق ذَل ِك فِي آية وَل َا سُور َة ،وَكَذَل ِك قَو ْلُه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
س َل ّم ث ُم ّ أَ حْك َم َ
الل ّه من ذَل ِك م َا أَ حْك َم و َنَس َخ م َا نَس َخ كَمَا ق َد وجد ذَل ِك الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ص َو ّبَهَا لَه َ
س َل ّم ف َ َ فَذَك َر َه َا ل ِ َلن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
)إ ْن تُع َ ّذِبْه ُ ْم ف َِإ َ ّنه ُ ْم عِبَادُك َ و َِإ ْن تَغْفِر ْ لَه ُ ْم ف َِإ َن ّ َ
ك أَ ن ْتَ ال ْعَزِيز ُ الحكيم( و َهَذِه ق ِرَاءَة الجم ُْه ُور و َق َد ق َرَأ فِي بَعْض مقاطيع الآى مثله قَو ْلِه تَع َالَىِ :
جَمَاع َة َ
فإن ّك أن ْت الغَف ُور الرحيم و َلَيْسَت م ِن المُصْ حَف وَكَذَل ِك كَل ِمَات ج َاءَت عَلَى و َجْ ه َي ْن فِي غَي ْر المَق َاطِـع ق َرَأ بهما مع ًا ا ْلجم ُْه ُور و َثَبَتَتَا
ل هَذ َا ل َا يُوجِب ر َي ْبًا وَل َا يُس َب ّب
ُص الْحَقّ ( وَك ُ ّ
كي َْف ننشرها ،وننشزها - -و يقضى اللحق ،و َيَق ّ
فِي المُصْ حَف مِث ْل )و َانْظُر ْ ِإلَى ال ْعِظَا ِم َ
س َل ّم غَلَطًا وَل َا وَه ْمًا و َق َد ق ِيل إ ّ
ن هَذ َا يحتمل ل ِ َلن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
وَع َن أي شئ و َقَع َت و ََأن ّه لَم يَكُن لَه ُم تَو َُق ّف وَل َا ت َر َ ُدّد فِي شئ مِنْهَا وَل َا اسْ تِث ْبَات ع َن حاله عِن ْد ذَل ِك ه َل و َق َع ف ِيهَا سَهْو أم ل َا ،ولما
س َل ّم لَه ُم واحْ ت َجّ عَلَي ْه ع ُم َر رَض ِي َ
الل ّه الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ خي ْب َر بإق ْرَار رَسُول َ
احْ ت َجّ ابن أَ بِي الْحُقَي ْق الْيَه ُودِيّ عَلَى ع ُم َر حِين أجْلاه ُم من َ
ل الْيَه ُود ُِيّ ك َان َْت ه ُز َيْلَة ُ م ِنْ أَ بِي الْق َاس ِ ِم فَق َا َ
ل لَه ُع ُم َر ُ كَذَب ْتَ ي َا خي ْبَر َ؟( فَق َا َ ك ِإذ َا ُأ ْ
خر ِجْ تَ م ِنْ َ س َل ّمَ ) :
كي َْف ب ِ َ عَن ْه بِقَو ْلِه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
س َل ّم لِغَلَط الل ّه ِ وأيضًا ف َِإ ّ
ن أخْ بَار َه و َآث َاره وَسِير َه وَشَمَائِلَه مُعْت َن َى بِهَا مُسْت َ ْقص ّى تَف َاصِيلُه َا و َلَم يَر ِد فِي شئ مِنْهَا اسْ ت ِ ْدر َاك ُه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ عَد ُ َ ّو َ
فِي قَو ْل قاله أَ و اع ْتِر َاف ُه بوَه ْم فِي شئ أخْب َر ب ِه و َلَو كان
__________
)قوله وجده( بكسر الجيم :ضد الهزل.
)*(
س َل ّم ع ََم ّا أشَار ب ِه عَلَى الْأَ نْصَار في تلقيح النحل وَك َان ذَل ِك ر َأي ًا ل َا سلَام رُجُوع ُه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ذَل ِك لَنُق ِل كَمَا نُق ِل من ق َِصّ ت ِه عَلَي ْه ال َ ّ
كقَو ْلِه و ََالل ّه ِ ل َا أَ حْل ُِف عَلَى يَمِينٍ ف َُأر َى غَي ْر ُه َا خَيْر ًا مِنْهَا ِإ َلّا ف َعَل ْتُ ال َ ّذ ِي ح َلَفْتُ
خ َبَر ًا و َغَي ْر ذَل ِك م ِن ا ْل ُأم ُور التي لَيْسَت من هَذ َا ال ْبَاب َ
ق ي َا ز ُبَي ْر ُ ح ََت ّى يبلغ الماء الجدر كَمَا سَنُبَيِّنُ ك ُ َ ّ
ل م َا فِي هَذ َا م ِنْ تخ ْت َصِ م ُونَ ِإل َيّ -الْحَدِيث -و َقَو ْلُه اسْ ِ
ك َ ّفر ْتُ ع َنْ يَمِينِي ،و َقَو ْلُه ُ ِإ َن ّك ُ ْم َ
عَلَيْه ِ و َ َ
Shamela.org ٢٣٤
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
فصل فإن قلت فما معنى قوله صلى الل ّٰه عليه وسلم في حديث السهو ٤.١.٨
عَلَى الْأَ ن ْب ِيَاء خ ُل ْف فِي القَو ْل فِي وَجْه م ِن ال ْوُجُوه ل َا بِق َصْ د وَل َا بِغَي ْر ق َصْ د وَل َا نَتَسَامَح م َع من تسامح في تجوز ذَل ِك عَلَيْه ِم ح َال ال َس ّهْو ف ِيم َا
الن ّب َُو ّة وَل َا الاتّس َام ب ِه فِي ُأم ُورِه ِم و َأحْ وَال دُن ْيَاه ُم ل ِأَ ّ
ن ذَل ِك ك َان يُزْرِي لَي ْس َطرِ يق ُه ال ْبَلَاغ ،نَع َم و َب ِأَ َن ّه ل َا يَج ُوز عَلَيْه ِم الـكَذِب قَب ْل ُ
Shamela.org ٢٣٥
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
)قوله أقصرت الصلاة( قال ابن الأثير يروى على ما لم يسم فاعله وعلى تسمية الفاعل بمعنى النقص ،وقال المزى :الصحيح بناء أقصرت
لما لم يسم فاعله من قبل الرواية ومن قبل المعنى لأن غيرها قصرها ولموافقة لفظ القرآن هو أن تقصروا من الصلاة )قوله بنية التعسف(
أي بقصد الأخذ على غير الطر يق ،والتعسف والمعسف والاعتساف بمعنى واحد.
)*(
مح ْت َمل و َف ِيه سلَام أَ ي أَ ن ّي س ََل ّم ْت ق َصْ دًا و َسَهَو ْت ع َن العدد أَ ي لَم أسْ ه فِي نَفْس ال َ ّ
سلَام و َهَذ َا ُ ن قَو ْلَه ُ و َلَم أن ْس ر َاجِـع ِإلَى ال َ ّ
وَوَجْه ث َان أَ ّ
ن احْ تَم َله َ
الل ّفْظ من قوله كل ذلك لم يكن أي لم يجتمع القصر والنسيان بل كان بَعْد وَوَجْه ث َال ِث و َه ُو أبْعَد ُه َا م َا ذ َه َب إلي ْه بَعْضُه ُم و َِإ ِ
سف الآخ َر مِنْهَا ،قَال الْق َاض ِي أَ بُو الْف َضْ ل و ََف ّق َه َ
الل ّه والذي أقُول و َي َ ْظه َر ل ِي َأن ّه أق ْر َب من مح ْتَمِل ل َِل ّفْظ عَلَى بَعْد بَعْضَه َا و َتَع َ ُ ّ
هَذِه ال ْوُجُوه ُ
هَذِه ال ْوُجُوه كلها أن قَو ْله لَم أن ْس إن ْكار ل َِل ّفْظ الذي نَف َاه ع َن ن َ ْفسِه و َأن ْك َر َه عَلَى غَيْرِه بِقَو ْلِه :بِئْسَم َا
ل نَسِيتُ آيَة َ كَذ َا وَكَذ َا و َلـَك َِن ّه ُ نُس ِ ّيَ ،و َبِقَو ْلِه فِي بَعْض رِو َايات الْحَدِيث الآخ َر لَسْتُ أَ ن ْسَى و َلـكِنْ ُأنسَ ّى فَلَم ّا قَال لَه
لأَ حَدِك ُ ْم أَ ْن يَق ُو َ
ن ك َان جرى شئ من ذَل ِك فَق َد نُس ّي ح ََت ّى سَأل
الصّ لَاة َ أَ ْم نَسِيتَ أن ْك َر قَصْر َه َا كَمَا كان ونسيانه هو من قبل نفسه و ََأن ّه إ ّ
سائ ِل أق َصَرْتَ َ
ال َ ّ
صدْق وَحَق لَم تُقْص َر و َلَم يَن ْس َ
حق ِيق َة ح َ ّقق َأن ّه نُسّي و َ ُأجْري عَلَي ْه ذَل ِك ليَس ُنّ فَقَو ْلُه عَلَى هَذ َا لَم أن ْس و َلَم تُقْص َر وَك ُ ّ
ل ذَل ِك لَم يَكُن ِ غير فَت َ َ
س َل ّم ك َان يَسْه ُو وَل َا يَن ْسى وَلِذَل ِك نَفى الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ن َ و َلـَك َِن ّه نُسّي * وَوَجْه آخ َر اسْ تَثَرْتُه من ك َلَام بَعْض المَشَايخ وَذَل ِك َأن ّه قَال إ ّ
ن النّسْيَان غَفْلَة و َآف َة و َال َس ّهْو َإن ّمَا ه ُو ُ
شغْل. ع َن ن َ ْفسِه النّسْيَان قَال ل ِأَ ّ
س َل ّم يَسْه ُو فِي صَلات ِه وَل َا يَغْف ُل عَنْهَا وكان ي َ ْشغَلُه ع َن حَرَكات َ
الصّ لَاة م َا فِي الصلاة الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ قَال فكان َ
__________
)قوله ولـكنه نسى( بضم النون وكسر السين المهملة المشددة.
)قوله ولـكن أنسى( بضم الهمزة وفتح النون وتشديد السين المفتوحة.
)*(
شغْل ًا بِهَا ل َا غَفْلَة عَنْهَا فَهَذ َا إن تَح َ ّقق عَلَى هَذ َا ال ْمَعْن َى لَم يَكن فِي قَو ْلِه )م َا ق َصَرْتُ وَم َا نَسِيتُ ( خ ُل ْف فِي قول وعند أَ ّ
ن قَو ْله) :م َا ق َصَرْتُ ُ
الصّ لَاة ولـكِن ّي الصّ لَاة َ وَم َا نَسِيتُ ( بِمَعْن َي ال َت ّرْك ال َ ّذ ِي ه ُو أَ ح َد و َجْ ه َي النّسْيَان أر َاد والل ّٰه أع ْلَم أَ ن ّي لَم ُأ َ
سل ّم من رَكْ ع َتَي ْن ت َارِك ًا لإكمَال َ َ
الصّ حِيح ِإن ِ ّي لأَ ن ْسَى أَ ْو ُأنسَ ّى ،ل ِأَ س َُنّ .
س َل ّم فِي الْحَدِيث َ نَسِيت و َلَم يَكُن ذَل ِك من تِلْق َاء ن َ ْفس ِي و َال َد ّلِيل عَلَى ذَل ِك قَو ْله صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
)إن ِ ّي سقيم -بَلْ فَعَلَه ُ كَب ِير ُه ُ ْم هذا( و َقَو ْلُه ات ِإ ب ْر َاه ِيم َال ْم َ ْذكُورَة ُ أنها كَذِباتُه ُ َ
الث ّلَاث المَنْصُوصَة فِي الْقُر ْآن مِنْهَا اث ْنَتَان قَو ْلهِ : و َأَ َمّا ق َِصّ ة ُ كَل ِم َ ِ
لِل ْمَلِك ع َن ز َ ْوجَت ِه :إ َ ّنهَا ُأخْ تي :فاع ْلَم أك ْرَم َك َ
الل ّه أن هذه كلها خ َارِج َة ع َن الـكَذِب ل َا فِي الق َصْ د وَل َا فِي
ن
سق ِيم ٌ( فَق َال الْحَسَن و َغَي ْر ُه مَعْنَاه :سَأسْ ق َم أَ ي :أَ ّ غَيْر ِه وَهِي د َاخِلَة فِي باب المعار يض التي ف ِيهَا مَنْد ُوح َة ع َن الـكَذِب أَ َمّا قَو ْلُهِ :
)إن ِ ّي َ
سق ِيم الق َل ْب مخ ْلُوق مُع ََر ّض لِذَل ِك فاعْتَذ َر لِقَوْم ِه م ِن الخُر ُوج مَعَه ُم ِإلَى عِيدِه ِم بِه َذا و َق ِيل بَل َ
سق ِيم بِمَا قُدّر عَلِيّ م ِن المَو ْت و َق ِيل َ ل َ
كُ ّ
بِمَا ُأشاهِد ُه من ُ
ك ْفرِكُم وَعِنَادِكُم و َق ِيل بَل كانت الحم ُ ّى ت َأْ خُذ ُه عِن ْد طُلُوع َ
نج ْم مَعْلُوم فَلَم ّا رآه
__________
)قوله للملك( قال السهيلي على بن قتيبة إن اسمه صادوف وقيل سنان بن علوان )قوله إنها أختى( قيل إنما لم يقل إنها زوجتى لأن ذلك
الجبار كان على دين المجوس وفى دينهم أن أخا الأخت أحق بها من غيره فأراد إبراهيم عليه السلام أن يستعصم من الجبار بذكر الشرع
الذى عليه ذلك الجبار ،واعترض بأن الذى جاء بدين المجوس زرادشت وهو متأخر عن إبراهيم ،وأجيب بأن دين المجوس متقدم على
زرادشت وإنما زرادشت زاد فيه أمورا ،وفى حاشية التفتازانى على الـكشاف إنه إنما لم يقل زوجتى لأن ذلك الجبار كان لا يتعرض
إلا لذوات الأزواج.
Shamela.org ٢٣٦
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
Shamela.org ٢٣٧
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
الر ّذ َائ ِل الْأَ ن ْب ِيَاء فَغَي ْر ُه ُم بم َ ْدرَج َة سَب ِيلِه َا وَدَر َك لَيل ِها إ َلّا من ع َ َ
صم َه والت ّع َاطِي وال َد ّعْو َى وإن نُز ّه ع َن هَذِه َ
كب ْر و َالع ُجْ ب َ
ويروثه ذَل ِك م ِن ال ْـ ِ
س َل ّم تَحَفُظًا من مِث ْل هذا مما ق َد عُل ِم ب ِه )أَ ن َا سَيِّد ُ وَلَد ِ آدَم َ وَل َا فَخ ْر َ( ح ُ ّفظ مِنْهَا أوْلَى لِن َ ْفسِه و َلِيُقْتَد َى ب ِه ،ولهذا قَال صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الل ّه فالت ّ َ
َ
ن َ
الن ّب ِ ِيّ صلى الل ّٰه عليه وسلم ،وأما و َهَذ َا الْحَدِيثُ إحدى حججا لقائلين بِنُب َُو ّة ِ الْخَضِر ِ لِقَو ْلِه ِ ف ِيه ِ أَ ن َا أَ ع ْلَم ُ م ِنْ م ُوس َى وَل َا يَكُونُ ال ْو َل ِ ُيّ أَ ع ْلَم َ م ِ َ
ل أَ َن ّه ُ ب ِوَح ٍْي،
ِف و َبِقَو ْلِه ِ وَم َا فَعَل ْت ُه ُ ع َنْ أَ ْمر ِي ،فَد َ َ ّ
الأنبياء فيتفاضلون فِي ال ْمَع َار ِ
د ُف ِـع إلي ْه من م ُوس َى ،و َقَال آخ َر َإن ّمَا ُألج ِئ م ُوس َى ِإلَى الخَض ِر ل ِ َلت ّأْ دِيب ل َا ل ِ َلت ّعْل ِيم
فصل و َأَ َمّا م َا يَتَع ََل ّق بالجَوَارِح م ِن الْأعْمَال وَل َا َ
يخ ْر ُج من جُم ْلَتِهَا القول باللسان
__________
)قوله لِقَو ْلِه ِ ف ِيه ِ أَ ن َا أَ ع ْلَم ُ م ِنْ م ُوس َى( هكذا وقع في كثير من الأصول وهو غير صواب لأن الضمير المضاف إليه القول عائد حينئذ على
الخضر والضمير المجرور بقى عائد على الحديث السابق وليس فيه أن الخضر قال أَ ن َا أَ ع ْلَم ُ م ِنْ موسى والصواب ما في بعض النسخ وهو
لقوله فيه إنه أَ ع ْلَم ُ م ِنْ م ُوس َى و يكون المضير المضاف إليه القول عائدا على الل ّٰه تعالى والضمير المنصوب بأن عائد على الخطر وقد سبق
أن في الحديث :بَل عَب ْد لَنَا بِم َجْ مع ال ْب َحْ ر َين أع ْلَم مِن ْك.
)*(
الت ّوْحِيد وَم َا ق َ ّدمْنَاه من م َع َارِف ِه ال ْم ُخْ ت َصة ب ِه فأجْم َع ال ْمُسْل ِم ُون عَلَى
ف ِيم َا عَد َا ا ْلخـَب َر ال َ ّذ ِي و َق َع ف ِيه الْك َلَام وَل َا الاعْتِق َاد بالْق َل ْب ف ِيم َا عدا َ
عِصْ مَة ِ الْأَ ن ْب ِيَاء م ِن الْف َوَاحِش و َالْك َبَائ ِر ال ْم ُوب ِقات وَمُسْتَن َد ا ْلجم ُْه ُور فِي ذَل ِك الإجْماع ال َ ّذ ِي ذَك َر َن َاه وهو مذهب الْق َاض ِي أَ بُو بَك ْر وَم َنَعَه َا غَيْر ِه
كتْم َان الر ِ ّسَالَة و َ
َالت ّقْصِ ير بِد َلِيل الْعَقْل م َع الإجْماع و َه ُو قَو ْل الك َافة ،واختار الْأَ سْ تَاذ أَ بُو ِإ ْسحَاق وَكَذَل ِك ل َا خِلَاف أَ َ ّنه ُم مَعْصُوم ُون من ِ
ل ذلك
ن كُ ّ فِي َ
الت ّب ْلِيغ ،ل ِأَ ّ
يَقْتَض ِي ال ْع ِصْ م َة مِن ْه ال ْمُعْجِز َة م َع الإجْماع عَلَى ذَل ِك م ِن الْك ََاف ّة ،و َا ْلجم ُْه ُور قائل ب ِأَ َ ّنه ُم مَعْصُوم ُون من ذَل ِك من قَب ْل الل ّٰه معتصمون باخْ ت ِيَارِه ِم
الصّ غ َائ ِر فَجَو ّز َه َا جَمَاع َة م ِن ال َ ّ
سلَف و َغَيْرِه ِم عَلَى الْأَ ن ْب ِيَاء و َه ُو الن ّج َار ف َ َإن ّه قَال ل َا قدر لهم على المَع َاص ِي أصْ ل ًا ،و َأَ َمّا َ
حسَي ْنًا َ
وَكَسبِه ِم إ َلّا ُ
جعْف َر ال َ ّ
طبَر ِيّ و َغَي ْر ُه م ِن الْفُقَه َاء و َال ْم ُحَدّثِين و َال ْمُتَكَل ّمِين ،و َسن ُورِد بعد هذا ما احْ تجوا ب ِه ،وذ َه َب َت طائفة أخرى إلى ال ْو َق ْف مَذْهب أبي َ
يح ِيل و ُق ُوع َها مِنْه ُم ولم ي َأْ ت فِي الشّرْع قاطع ب ِأحد ال ْو َجه َين ،وذ َه َب َت طَائِف َة ُأ ْ
خر َى م ِن المحُ َ ّقق ِين م ِن الْفُقَه َاء و َال ْمُتَك َل ّمِين وقالوا ال ْعَقْل ل َا ُ
الصّ غ َائ ِر وتعيينها من الْك َبَائ ِر ،و َإشْ كال ذَل ِك و َقَو ْل ابن ع ََب ّاس
الن ّاس فِي َ
الصّ غ َائ ِر كع ِصْ مَتِه ِم م ِن الْك َبَائ ِر ،قَالُوا :لاخْ ت ِلَاف َ
ِإلَى عِصْ مَتِهم م ِن َ
يج ِب
مخَالفة ال ْبَاري فِي أي أمْر ك َان َ الل ّه ب ِه فَه ُو كَب ِير َة و ََأن ّه َإن ّمَا سُم ّي مِنْهَا َ
الصّ غ ِير بالإضَاف َة إلى م َا ه ُو أكْ ب َر مِن ْه و َ َ ل م َا عُص ِي َ
ن كُ ّ
و َغَي ْر ُه إ ّ
كو ْنُه كَبير َة ،قَال الْق َاض ِي أَ بُو مُح َم ّد
َ
__________
)قوله والموبقات( بكسر الموحدة أي المهلكات )قوله وتعيينها( هو بالجر عطف على الصغائر )قوله وإشكال ذلك( هو بالجر عطف على
اختلاف الناس وذلك إشارة إلى تعيينها.
)*(
الل ّه صَغ ِير َة إ َلّا عَلَى مَعْن َي أ َ ّنهَا تُغ ُتَف َر باجْ ت ِنَاب الك َبَائ ِر وَل َا يَكُون لَهَا ح ُكم م َع ذَل ِك بِ خ ِلَاف عَب ْد الو َ َه ّاب ل َا يُمْكِن أن يُق َال إ ّ
ن فِي مَع َاص ِي َ
Shamela.org ٢٣٨
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
الل ّه تَع َالَى و َه ُو قَو ْل الْق َاض ِي أَ بِي بَك ْر وجماعة أئمة الأشْ ع َر َي ّة وَكَث ِير من
الك َبَائ ِر إذ َا لَم يُتب مِنْهَا فلا يحبطها شئ والمَشِيئ َة فِي العَفْو عَنْهَا ِإلَى َ
حقُه َا ذَل ِك بالك َبَائ ِر وَل َا
كثْرَتِهِا إذ يلُ ْ ِ يخ ْتَل ِف أَ َ ّنه ُم مَعْصُوم ُون ع َن تَك ْرار َ
الصّ غ َائ ِر و َ َ أئم ّة الفُق َهاء ،و َقَال بَعْض أئ َِم ّتنا :وَل َا َ
يج ِب عَلَى القَو ْليَ ْن أن َ َ
فِي صَغ ِيرة أ َدّت
شم َة وأسقطت المروؤة و َأ ْوجَب َت الإ ْزر َاء و َالخَسَاسَة ،فَهَذ َا أيْضًا م َِم ّا يُعْص َم عَن ْه الْأَ ن ْب ِيَاء إجْماعًا ،ل ِأَ ّ
ن مِث ْل هَذ َا يَح ُّط مَن ْصِ ب ِإلَى إز َالة الح ِ ْ
المتسيم ب ِه و َي ُزرِي بِصَاحِبه و َيُنَفّر الق ُلُوب عَن ْه و َالْأَ ن ْب ِيَاء م ُنَز ّه ُون ع َن ذَل ِك ،بَل يلَْحَق بَهَذ َا م َا ك َان من قَبيل المُبَاح ف َأدّى ِإلَى مِثْلُه
ل بَعْض الْأَ ئ َِم ّة عَلَى
لخُر ُوجِه بِمَا أ َدّى إلي ْه ع َن اس ْم المُبَاح ِإلَى الحَظْر ،و َق َد ذ َه َب بَعْضُه ُم ِإلَى عِصْ مَتِهم من م ُوَاق َع َة المَك ْر ُوه ق َصْ دًا ،و َق َد اسْ تَد َ ّ
الصّ غ َائ ِر بالمَصِ ير ِإلَى امتثال أفعالهم وا َت ّبَاع آثارِه ِم وسِيرَه ِم مُطْلَق ًا ،وَجُمْه ُور الفُقَه َاء عَلَى ذَل ِك من ْ
أصحَاب م َال ِك والشافعي عصمتهم م ِن َ
ن اخْ تَلَف ُوا فِي حُكْم ذَل ِك ،وَح َكى ابن خويز منداذ و َأَ بُو الف َر َج ع َن م َال ِك الت ِزام
و َأَ بِي حَن ِيف َة من غَي ْر ال ْتِز َام قَرِين َة بَل مُطْلَق ًا عِن ْد بَعْضُه ُم و َِإ ّ
أصحَابِنا و َقَو ْل أكْ ث َر أَ ه ْل الع ِرَاق و َاب ْن سُر َْيج والإصْ طَخْ رِيّ
ذَل ِك وُجُوب ًا و َه ُو قَو ْل الأبْهَرِيّ و َاب ْن الق َصّ ار وأكْ ث َر ْ
__________
)قوله إلى الحظر( بالحاء المهملة والظاء المعجمة :أي المنع )قوله وابن سريج( بالسين المهملة والجيم هو أَ بُو الْع ََب ّا ِ
س أَ حْمَد ُ بن عمر بن سريج
البغدادي :أخذ عن الأنماطي ،كانت وفاته سنة ست وثلاثمائة )قوله والاصطخري( هو أبو سعيد الحسن بن أحمد بن بريد ،توفى سنة
ثمان وعشرين وثلاثمائة كان هو وابن سريج شيخي الشافعية ببغداد )(*) (٢ - ١٠
شافع َِي ّة عَلَى أَ ّ
ن ذَل ِك نَدْب ،وذهبت طائِف َة ِإلَى الإب َاح َة. شاف ِع َِي ّة و َأكْ ث َر ال َ ّ
و َاب ْن خَي ْران م ِن ال َ ّ
و َقَي ّد بَعْضُه ُم الاتّبَاع ف ِيم َا ك َان م ِن ا ْل ُأم ُور الدين ِي َة وعُل ِم ب ِه مَقْصِ د الْقُر ْبَة وَم ِن قَال بالإب َاح َة فِي أفعاله لم يقبد قَال فَلَو َ
ج َو ّزْن َا عَلَيْه ِم َ
الصّ غ َائ ِر
لَم يُمْكِن الاق ْتِد َاء بهم فِي أفْع َالِه ِمِ ،إذ لَي ْس ك ُ ّ
ل فِعْل م ِن أف ْع َالِه يَتمََي ّز مقصد به م ِن القُر ْبَة أَ و الإب َاح َة أَ و الحَظَر أَ و المَعْصِ ي َة،
وَل َا يصح أو يُؤْم َر المَرء ب ِامْت ِثال أمْر لَعلَ ّه مَعْصِ ي َة ل َا سِي َم ّا عَلَى من ي َر َى م ِن ال ُأصُولِيّين ت َ ْقدِيم الفِعْل عَلَى القَو ْل إذ َا تعارضا ،ونزيد هَذ َا
ل أَ و فِعْل و ََأن ّه م َت َى
س َل ّم مُجْم ِع ُون عَلَى َأن ّه ل َا يُق ِر ّ عَلَى مُن ْك َر من قَو ْ ُ الصّ غ َائ ِر وَم ِن نَف َاها ع َن نَب ِي ّنا صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ج َو ّز َ
حُ َ ج ّة بأن نَق ُول من َ
ل عَلَى جَوَازِه فَكَيف يَكُون هَذ َا حالُه فِي حَقّ غيرهن ث ُم ّ يُج َو ّز و ُق ُوع ُه مِن ْه فِي ن َ ْفسِه و َعَلَى
س َل ّم د َ ّ شي ْئًا فَسَكَت عَن ْه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ر َأَ ى َ
الز ّجْر و َال َنّهْ ي ع َن فِعْل المك ْر ُوه،
الن ّدْب عَلَى الاق ْتِد َاء بِفِعْلِه يُنَافي َ
تج ِب عِصْ م َت ُه من م ُوَاقَع َة المَك ْر ُوه كَمَا قيل وإذ الحظْر أَ و َ
هَذ َا المأْ َ خ َذ َ
كي ْف تَو َ َ ّ
جه َت و َفِي كُلّ؟ ؟ كالاق ْتِد َاء ب ِأمْوَالِه فَق َد س َل ّم َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الصّ ح َابَة ق َ ْطع ًا الاق ْتِد َاء ب ِأفْع َال َ
وأيضا فَق َد علم من دين َ
جه ُم ب ِر ُ ْؤ يَة ابن ع ُم َر إ ي ّاه ج َالسًا لِقَضَاء ح َاجَت ِه مُسْتَقْبل ًا بَي ْت ال ْم َ ْقدِس
نَبَذ ُوا خَواتيمَه ُم حِين نَب َذ خ َاتَم َه ،وَخ َلَع ُوا نِع َالَه ُم حِين خ َلَع و َاحْ ت ِج َا ُ
و َاحْ ت َجّ غَي ْر و َاحِد مِنْه ُم فِي غير شئ م َِم ّا بابُه الع ِبَادة أَ و الع َاد َة بِقَو ْلِه ر َأَ ي ْت رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم ي َ ْفعَلُه و َقَال) :ه َلا خ َب ّرْت ِيهَا أَ ن ِ ّي
س َل ّم َ وغ َضِ بَ رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم عَلَى الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ مح ْت َ َج ّة ًُ ) :
كن ْتُ أَ فْعَلُه ُ أَ ن َا وَرَسُو ُ ُأقَب ِّ ُ
ل و َأَ ن َا صَائِم ٌ( و َقَالَت عَائِش َة ُ ُ
ال َ ّذ ِي أَ خْبَر َ بِمِث ْ ِ
ل هَذ َا عَن ْه ُ
__________
)قوله وابن خيران( هو أَ بُو عَل ِ ٍيّ الْحُسَيْنُ بن صالح بن خيران البغدادي.
)*(
Shamela.org ٢٣٩
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
س َل ّم عَلَى الآخ َر قَو ْله و َاعْتِذ َار ُه بِمَا ذَك َر َن َاه ،و َأَ َمّا ال ْمُبَاح َات فَجَائ ِز و ُق ُوعُه َا منم ِإذ لَي ْس ف ِيهَا قَدْح بَل هِي م َأْ ذ ُون ف ِيهَا ولما أن ْك َر صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
و َأيْدِيهم كأيدي غيرهم مسلمة عَلَيْهَا
صد ُور ُه ُم من أَ ن ْوار ال ْمَعْرِف َة و َاصْ طُف ُوا ب ِه من تَع َُل ّق باله ْم بالل ّٰه و َال َد ّار الآ ِ
خر َة ل َا إ َلّا أَ َ ّنه ُم بِمَا خ ُُصّ وا ب ِه من ر َف ِيع المَن ْزلَة و َش ُرحَت لَه ُم ُ
ي َأْ خُذ ُون م ِن الم ْبَاحات إ َلّا ال َض ّر ُور َات م َِم ّا يتقون ب ِه عَلَى سُلُوك َطرِ يقِه ِم وَصَلَاح دِينِه ِم و َضَر ُور َة دُن ْيَاه ُم وَم َا ُأخِذ عَلَى هذه السبيل
س َل ّم ،فَبَان ل َك عَظ ِيم ف َضْ ل َ
الل ّه عَلَى نَب ِي ّنَا و َعَلَى خصَال نَب َِي ّنَا صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ التحقق طَاع َة وَصَار قُر ْبَة كَمَا بَي ّنَا مِن ْه أَ َ ّول الْكِتَاب طَر َفًا فِي ِ
جع َل أفْع َالَه ُم ق ُر ُبات وَطَاعات بَع ِيد َة ع َن وَجْه المخَُالَف َة وَرَس ْم المَعْصِ ي َة. سائر أنيبائه عَلَيْه ِم ال َ ّ
سلَام بأن َ
ل عَي ْب
الل ّه تَنْز ِيهُه ُم من ك ُ ّ ج َو ّز َه َا آخَر ُون و َ
َالصّ حِيح إن شَاء َ فصل و َق َد اخْ تُل ِف فِي عصْ مَتِه ِم من المعاصي قبل ُ
الن ّب َُو ّة فمَنَعَه َا قَو ْم و َ َ
َالن ّواهِي َإن ّمَا تكون بَعْد تَق َر ّر ال َش ّرْع و َق َد اخْ تُل ِف ص ُو ّر ُه َا ك َال ْمُمْتَن ِـع ف َِإ ّ
ن ال ْم َع َاص ِي و َ كي ْف و َال ْمَسْأَ لَة ت َ َ ل م َا يُوجِب َ
الر ّي ْب ف َ َ وَعِصْ مَتَه ُم من ك ُ ّ
س َل ّم قَب ْل أن يُوحى إلي ْه ه َل ك َان م َُت ّبع ًا ل ِشَرْع قَبْلَه أم ل َا؟ الن ّاس فِي حال نَب َِي ّنَا صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ َ
ح َ ّقه حِينَئذ ِإذ الْأَ حْك َام ال َش ّرْع َِي ّة
فَق َال جَمَاع َة لم يكن متبعا لشئ و َهَذ َا قَو ْل الجم ُْه ُور فال ْمَع َاص ِي عَلَى هَذ َا الْقَو ْل غَي ْر مَوْجُود َة وَل َا مُعْتَبَر َة فِي َ
س َن ّة وَمُقْتَد َى ف ِر َق ا ْل ُأ َمّة الْق َاض ِي
سي ْف ال ُ ّ
َالن ّوَاهِي و َتَق َُر ّر ال َش ّر ِيع َة ثم احتلفت حُ ج َج الْق َائِلِين بِهَذِه ال ْمَق َالَة عَلَيْهَا فَذ َه َب َ
َإن ّمَا ٺتعلق بالأوامر و َ
ست ْر ُه فِي الْع َاد َة ِإذ سمْع و َحُ َ ج ّت ُه َأن ّه لَو كان ذَل ِك لَن ُقل ولما أ ْمكَن َ
كتْم ُه و َ َ الن ّقْل وَم َوَارِد الخـَب َر من طر يق ال َ ّ
أَ بُو بَك ْر ِإلَى أن َطرِ يق ال ْعِل ْم بِذَل ِك َ
ك َان من مُه ِ ّم أَ ْمر ِه و َأَ وْلى م َا اه ْتُب ِل ب ِه من سِيرَت ِه و َلَفَخَر ب ِه أَ ه ْل تِل ْك ال َش ّر يع َة وَل َا احْ ت َجّ وا ب ِه عَلَي ْه ولم يؤثر شئ من ذَل ِك جُم ْلَة ،وَذ َهب َت
طَائِف َة ِإلَى امْتنَاع ذَل ِك
سدِيد َة و َاسْ ت ِنَاد ذَل ِك ِإلَى َ
الن ّقْل عَقْل ًا قَالُوا :ل ِأَ َن ّه يَب ْع ُد أن يَكُون مت ْب ُوعًا من عرفا تابع ًا ،و َبَنَو ْا هَذ َا على التحسين والتقبيح وهى طر يفة غَي ْر َ
س َل ّم و َتَرْك قَطْع الْحُكْم عَلَي ْه بشئ فِي ذَل ِك كَمَا تقدم للقاضى أبى بكر أولى و َأظْ ه َر ،و َقَالَت فِر ْق َة ُأخْرى بال ْو َق ْف فِي أ ْمر ِه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
الن ّقْل و َه ُو مَذْه َب أَ بِي المَع َال ِي ،و َقَالَت فِر ْق َة ث َالِث َة َإن ّه ك َان عَام ِل ًا
يح ِل ال ْو َجْ ه َي ْن مِنْهَا الْعَقْل وَل َا اسْ تَبَان عندها فِي أحَدِهُمَا َطرِ يق َ
ِإذ لَم ُ
الت ّعيِين وَص ََم ّم ،ث ُم ّ اخْ تلَف َت
ب ِشَرْع من قَبْلَه ،ثم اختلوا ه َل يَتَع َيَ ّن ذَل ِك انشرع أم ل َا ف َو َق َف بَعْضُه ُم ع َن تَعْيين ِه و َأَ ْحج َم وَجَس َر بَعْضُه ُم عَلَى َ
الل ّه عَلَيْه ِم ،فهذه جُم ْلَة المَذ َاه ِب فِي هَذِه المَسْألَة
هَذِه ال ْم ُع َي ّنة فيمن ك َان يَت ّبع فَق ِيل نُوح و َق ِيل إ ب ْر َاه ِيم و َق ِيل م ُوس َى و َق ِيل ع ِيس َى صَلَوات َ
و َالْأَ ظْ ه َر ف ِيهَا م َا ذ َه َب إلي ْه الْق َاض ِي أَ بُو بَك ْر و َأَ ب ْعد ُه َا مَذ َاه ِب ال ْمُع َي ّنين ِإذ لَو كان شئ من ذَل ِك لَنُق ِل كَمَا ق َ ّدمْناه و َلَم يَخف جُم ْلَة وَل َا حُ َ ج ّة
الصّ حِيح َأن ّه لَم
ن ع ِيس َى آخِر الْأَ ن ْب ِيَاء فَلَزم َت ش َر يع َت ُه من جاء بَعْد َه َا إذ لَم يَث ْب ُت ع ُم ُوم دَعْوة ع ِيس َى بل َ
لَه ُم فِي أَ ّ
ن ا َت ّبِـعْ م ِلَ ّة َ ِإ ب ْر َاه ِيم َ حَن ِيف ًا( وَل َا للآخَر ِين فِي قَو ْلِه
س َل ّم ،وَل َا حُ َ ج ّة أيضا لِلآخ َر فِي قَو ْلِه )أَ ِ يَكُن لنبي دَعْو َة عامة إلا لنبيا صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
Shamela.org ٢٤٠
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
ل نَبِ ّي فصل هَذ َا حُكْم ما تكون المخَُالَف َة ف ِيه م ِن الأعمال ع َن ق َصْ د و َه ُو م َا يُس َ َمّى مَعْصي َة و َي َ ْدخ ُل َ
تح ْت قَبْلَه يلَ ْتَزِم ُه بِمَسَاق حُ ج ّت ِه فِي ك ُ ّ
التكلف ،و َأَ َمّا م َا يَكُون بِغَي ْر ق َصْ د و َتَع َ ُمّد كال َس ّهْو و َالنّسْيَان فِي الوضائف ال َش ّرْع َِي ّة م َِم ّا تَق َر َر ال َش ّرْع بِعَد َم تَع َُل ّق الخِطَاب ب ِه و َتَرْك المُؤَاخَذ َة
عَلَي ْه فأحْ وَال الْأَ ن ْب ِيَاء فِي ت َر َك المُؤَاخَذ َة ب ِه وَكَونه لَي ْس بِمَعْصِ ي َة لَه ُم م َع ُأمَمهم سواء ث ُم ّ ذَل ِك عَلَى نَو ْعَي ْن م َا َطرِ يق ُه البَلَاغ و َت َ ْقرِير ال َش ّرْع
و َتَع َُل ّق الأحْكام و َتَعْل ِيم ا ْل ُأ َمّة بالفعْل و َأخْذ ُه ُم باتّبَاع ِه ف ِيه وَم َا
يخ ْت َّص بنِ َ ْفسِه ،أَ َمّا الأوّل فَح ُ ْ
كم ُه عِن ْد جَمَاع َة م ِن ال ْع ُلمَاء حُكْم ال َس ّهْو فِي القَو ْل فِي هَذ َا ال ْبَاب ،و َق َد ذَك َرَنا الاتّف َاق ه ُو خ َارِج ع َن هَذ َا م َِم ّا َ
س َل ّم وَعِصْ م َت ِه من جوازه عليه ق َصْ دًا أو سَهْو ًا ،فكذلك قَالُوا الأف ْع َال فِي هَذ َا ال ْبَاب ل َا الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ عَلَى امْتنَاع ذَل ِك فِي حَقّ َ
الت ّشكِيك و َيُس ََب ّب
الت ّب ْلِيغ و َالأَ داء وَطُرُوّ هَذِه الع َوَارِض عَلَيْهَا يُوجِب َ
يَج ُوز طُرُوّ المخَُالَف َة ف ِيهَا ل َا عَمْدًا وَل َا سَهْو ًا ل ِأَ نّهَا بِمَعْن َي القَو ْل من جهة َ
المَطَاعِن ،واعتذوا ع َن أح َاديث ال َس ّهْو بتَِوْجِيهَات ن َ ْذك ُر ُها بَعْد هَذ َا وإلى هَذ َا مال أبو إسحاق ،وذهب الأ َ
كث ْر م ِن الفُق َهاء و َالمُتَك َلمِين ِإلَى
ن المخَُالَف َة فِي الأفْع َال البَلاغ َِي ّة و َالأحْك َام ال َش ّرْعِي ّة سَهْو ًا وَع َن غَي ْر ق َصْ د مِن ْه ج َائز عَلَي ْه كَمَا تفرر من أح َاديث ال َس ّهْو في
أَ ّ
مخَالَف َة ذَل ِك تُناق ِضُه َا و َأَ َمّا ال َس ّهْو فِي الأفْع َال فغير
الصلاة وترقوا بَي ْن ذَل ِك و َبَي ْن الأق ْوَال البَلاغ َِي ّة لِق ِيَام ال ْمُعْجِز َة عَلَى الصّ دْق فِي القَو ْل و َ ُ
الن ّب َُو ّة بَل غَلَطَات الفعل وعفلات الق َل ْب من سِمَات البشر كَمَا قَال صَلَ ّى الل ّٰه عليه وسلم )إنما أنا بَشَر ٌ أَ ن ْسَى كَمَا مناقص لَهَا وَل َا قادِح فِي ُ
س َل ّم َ سَب َبُ ِإفَادَة ِ عِلْم ٍ و َت َ ْقرِير ِ شَر ٍْع كما قال صلى ح ّقِه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ تَنْسَوْنَ ف َِإذ َا نَسِيتُ فَذَك ِّر ُونِي( نَع َ ْم بَلْ ح َالَه ُ النِّسْيَانُ و َال َس ّهْو ه ُنَا فِي َ
)إن ِ ّي لأَ ن ْسَى أَ ْو ُأنسَ ّى ل ِأَ س َُنّ ( بَلْ قد رُوِيَ )لَسْتُ أَ ن ْسَى و َلـَكِنْ ُأنسَ ّى ل ِأَ س َُنّ ( و َهَذِه الحالة ز يادة لَه فِي التبليغ وتمام عليه فِي
الل ّٰه عليه وسلم ِ
ن ُ
الر ّسُل ل َا تُق َر عَلَى السهو والغلط بَل ينبهون عَلَي ْه النّعْم َة بعيدة ع َن سمات النقص وأغراض الطعن فإن القائلين بتجويز ذَل ِك يشترطون أَ ّ
الصّ حِيح و َقَب ْل انقراضهم عَلَى قَو ْل الآخرين و َأَ َمّا م َا لَي ْس طر يقه ال ْبَلَاغ وَل َا بيان الأحكام
و يعرفون حكمه بالفور عَلَى قَو ْل بَعْضُه ُم و َه ُو َ
من
__________
)قوله لا يجوز طروه( بهمزة في آخره أو بواو مشددة لغتان فيه.
)*(
فصل في الكلام على الأحاديث المذكور فيها السهو منه صلى الل ّٰه عليه وسلم ٤.١.١٢
س َل ّم وَم َا يختص ب ِه م ِن أمور دينه وأذكار قلبه م َِم ّا لَم يفعله ليتبع ف ِيه فالأكثر من طبقات علماء ا ْل ُأ َمّة عَلَى جواز أفعاله صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
السهو والغلط عَلَي ْه ف ِيهَا ولحوق الفترات والغفلات بقلبه وَذَل ِك بِمَا كلفه من مقاساة الْخَل ْق وسياسات ا ْل ُأ َمّة ومعاناة الأهلي وملاحظة
و َلَي ْس فِي هَذ َا شئ يحط من رتبته ويناقض معجزته وذهبت طائفة إلى منع السهو والنسيان والغفلات والفترات فِي حقه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه
س َل ّم جملة وهو مذهب جَمَاع َة المتصوفة وأصحاب علم القلوب والمقامات ولهم فِي هَذِه الأحاديث مذاهب نذكرها بَعْد هَذ َا إن شَاء َ
الل ّه. وَ َ
س َل ّم َ و َق َد ق َ ّدمْنَا فِي الْفُصُول قَب ْل هَذ َا م َا يَج ُوز ف ِيه عَلَي ْه ال َس ّهْو فصل فِي الْك َلَام عَلَى الْأَ ح َادِيث المذكور ف ِيهَا السهو مِن ْه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
س َل ّم وَم َا يَم ْتَن ِـع و َأَ ح َل ْنَاه فِي الْأَ خْ بَار جُم ْلَة ،و َفِي الأق ْوَال الدينية ق َ ْطع ًا ،و َأجزْن َا و َق ُوع َه فِي الْأَ فْع َال الد ّين ِية عَلَى ال ْوَجْه ال َ ّذ ِي صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
س َل ّم فِي َ
الصّ لَاة ثَلَاثَة نح ْن نَبْس ُط القَو ْل ف ِيه الصحيح م ِن الْأَ ح َادِيث ال ْوَارِد َة فِي س َ ْهوِه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ر ََت ّب ْنَاه و َأشَرْن َا إلى م َا وَر َد فِي ذَل ِك و َ َ
سلَام م ِن اث ْنَتَي ْنَ ،
الث ّاني حَدِيث ابن بحينة في القام من اثنتين، أحاديث :أولها حديث ذي ال ْيَد َي ْن فِي ال َ ّ
__________
)قوله ابن بحينة( بضم الموحدة وفتح الحاء المهملة بعدها مثناة تحتية ساكنة ونون :هو عبد الل ّٰه بن مالك بن القشب -بكسر القاف
Shamela.org ٢٤١
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
)إن ِ ّي ل َا أَ ن ْسَى و َلـَكِنْ ُأنسَ ّى ل ِ ُأس َُنّ ( وذهب ابن ناف ِـع وَع ِيس َى بن دِينَار َأن ّه َ
الر ّاوي و َق َد رُوِي ِ
يح ْتَمِل م َا قالاه أن ي ُريد إن ّي أن ْسى فِي ال ْي َ ْقظَة
ن مَعْنَاه التقسيم أَ ي :أن ْسى أَ ن َا أَ و يُنْسِينِي الل ّٰه ،قال القاضي أبو ال ْوَلِيد ال ْبَاجِي َ
لَي ْس بِش َكّ و َأَ ّ
فر ّغي لَه فأضَاف أح َد َ
الن ّسْيَانَي ْن و َ ُأنَسّى فِي َ
الن ّو ْم أَ و أن ْسى عَلَى سبيل عَاد َة ال ْب َش َر م ِن ال ُذ ّه ُول ع َن الشئ و َال َس ّهْو أَ و أنَسّى م َع إق ْبَال ِي عَلَي ْه و َت َ ُ
أصحَاب المعاني والكلام عَلَى ِإلَى ن َ ْفسِه ِإذ ك َان لَه بَعْض ال َ ّ
سب َب ف ِيه و َنَفى الآخ َر ع َن ن َ ْفسِه ِإذ ه ُو ف ِيه ك َالمُضْ طَر ّ ،وَذ َه َب َت طَائِف َة من ْ
س َل ّم َالن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ن النّسْيَان ذ ُه ُول وَغَفْلَة و َآفة قَال و َ الْحَدِيث ِإلَى أن النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم ك َانَ يَسْه ُو فِي َ
الصّ لَاة ِ وَل َا يَن ْس َى ل ِأَ ّ
الصّ لَاة م َا فِي َ
الصّ لَاة شغلا س َل ّم يَسْه ُو فِي صلاته و َيُشْغِلُه ع َن حَرَك َات َ شغْل فكان صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ م ُنَز ّة عَنْهَا و َال َس ّهْو ُ
__________
الل ّه ُ فُلان ًا( هو عبد الل ّٰه بن يزيد الخطمى الأنصاري ،قاله النووي عن الخطيب البغدادي. حم َ َ )قوله ر َ ِ
)*(
ن سَهْو َة عَلَي ْه ال َ ّ
سلَام ك َان بِهَا ل َا غَفْلَة عَنْهَا و َاحْ ت َجّ بِقَو ْلِه فِي الرّو َايَة ا ْل ُأ ْ
خر َى إني ل َا أن ْسى ،وَذ َه َب َت طَائِف َة ِإلَى مَن ْع هَذ َا كُل ّه عَن ْه وقالوا :إ ّ
كي ْف يَكُون م ُتَعْمّدًا سَاه ِيًا فِي ح َال وَل َا حُ َ ج ّة لَه ُم
يح ْلَى مِن ْه ب ِطائ ِل ل ِأَ َن ّه َ
عَمْدًا و َق َصْ دًا لِيَس ُنّ و َهَذ َا قَو ْل م َْرغ ُوب عَن ْه م ُتَنَاق ِض المَق َاصِد ل َا ُ
الت ّع َ ُمّد و َالق َصْ د و َقَال فِي قَو ْلِه ِم َإن ّه أم ِر بتَِع َ ُمّد صُور َة النّسْيَان ليَس ُنّ لِقَو ْلِهِ :
)إن ِ ّي لأَ ن ْسَى أَ ْو أنسى( وقد أثبت أَ ح َد الوصفين و َنَفَى مناقضة َ
)إ َن ّمَا أَ ن َا بَشَر ٌ مِث ْلـُك ُ ْم أَ ن ْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ( و َق َد مال ِإلَى.
ِ
هَذ َا عَظ ِيم م ِن المحُ َ ّقق ِين من أئ َِم ّت ِنَا و َه ُو أبو المُظَ َ ّفر الاسْ ف ِرَائن ّي و َلَم يَرْتَضِ ه غَيْر ِه مِنْه ُم وَل َا أرْتَضِ يه وَل َا حُ َ ج ّة لِهَاتَي ْن الطّائِف َتَي ْن فِي قَو ْلِه ِ
)إن ِ ّي ل َا
أَ ن ْسَى و َلـَكِنْ ُأنسَ ّى( ِإذ لَي ْس ف ِيه نَفْي حُكْم النّسْيَان با ْلجم ُْلَة و َِإ َن ّمَا ف ِيه نَفْي ل َ ْفظ ِه وَك َرَاه َة لقبله َ
كقَو ْلِه
الل ّه َ قَب ََض أَ ْرو َاحَنَا( وقول بِلَال ف ِيه :م َا ُألْق ِي َت عَلِيّ؟ ومة مثلها قط ،و َلـَكِن مِث ْل هَذ َا َإن ّمَا يَكُون مِن ْه لأمر يُر ِيد ُه َ
الل ّه من إث ْبَات ن َ )إ َ ّ
ِ
Shamela.org ٢٤٢
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
الل ّه ُ لأَ يْقَظَنَا و َلـَكِنْ أَ ر َاد َ أَ ْن يَكُونَ لم َِنْ بَعْد َكُمْ ،الثاني أَ ّ
ن قَل ْب َه ل َا حُكْم و َت َأْ سِيس س َُن ّة وإظْ ه َار شَرْع ،وكما قَال فِي الْحَدِيث الآخ َر لَو ْ شَاء َ َ
مح ْر ُوسًا و ََأن ّه ك َان يَنَام ح ََت ّى يَنْف ُخ وحتى ي ُ ْسم َع غط ِيط ُه ث ُم ّ يُصَلّي وَل َا يَت َو َ َ ّ
ضأ الن ّو ْم ح ََت ّى يَكُون مِن ْه الحدث فيما لَم ّا رُوِي َأن ّه ك َان َ
يَسْتَغْرِق ُه َ
ل الن ّو ْم ف ِيه نَوْم ُه م َع أه ْله فَلَا يُمْكِن الاحْ ت ِج َاج ب ِه عَلَى وُضُوئ ِه بمُج ََر ّد َ
الن ّو ْم ِإذ لَع َ ّ وَحَدِيث ابن ع ََب ّاس الم َ ْذكُور ف ِيه وُضُوءه عِن ْد ق ِيامه م ِن َ
ُ
ذَل ِك لملامة الْأَ ه ْل أَ و لِ حَد َث آخر فَكَيف
ضأ و َق ِيل ل َا يَنَام قَل ْب ُه من أجْل َأن ّه يُوحى إلي ْه فِي َ
الن ّو ْم الصّ لَاة فَصَلّى و َلَم يَت َو َ َ ّ
و َفِي آخِر الْحَدِيث نفسه ث ُم ّ نام ح ََت ّى سَمِعْت غَط ِيطَه ث ُم ّ أقيمت َ
و َلَي ْس فِي ق َِصّ ة ال ْوَادي إ َلّا نَو ْم عَي ْنَي ْه ع َن رؤ ية الشمس و َلَي ْس هَذ َا من فِعْل الق َل ْب و َق َد قَال صَلَ ّى الل ّٰه عليه وسلم :إن الل ّٰه قبض أرواحا
و َلَو ْ شَاء َ لَر َدّه َا ِإلي ْنَا فِي حِينِ غَي ْر ُ هَذ َا.
س َل ّم َ
الت ّغْلِيس الل ّه عَلَي ْه و َ َ الن ّو ْم لَم ّا قَال لِب ِلال أكْلَأ لَنَا ُ
الصّ ب ْح ،فَق ِيل فِي الجَوَاب َإن ّه ك َان من شَأْ نه صَلَ ّى َ ف َِإن ق ِيل فَلَوْل َا عَاد َتُه م ِن اسْ تِغْرَاق َ
ُ
بالصّ ب ْح وَم ُرَاعاة أَ َ ّول الف َجْ ر ل َا تَصِ حّ م َِم ّن ن َام َت عَي ْن ُه إذ ه ُو ظَاهر ي ُ ْدر َك بالجَوَارِح الظّاه ِر َة ف َو َ َكّل بلال ًا بمُرَاعاة أ َ ّولِه لِيُعْل ِم َه بِذَل ِك كما لَو
شُغل بِشُغْل غَي ْر َ
الن ّو ْم ع َن م ُرَاعات ِه.
س َل ّم ِ
)إن ِ ّي أَ ن ْسَى س َل ّم ع َن القَو ْل نَسيت و َق َد قَال صلى الل ّٰه عليه و َ َ ن ق ِيل فَمَا مَعْن َي نَهِيه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ف َِإ ّ
__________
)قوله اكلأ لنا( أي :احفظ لنا.
)*(
من هَذِه الآيات ج َائز عَلَي ْه بَعْد بَلَاغ م َا ُأم ِر ببَِلَاغ َة و َتَوصِيله ِإلَى عِبَادِه ث ُم ّ يَسْت َ ْذك ِر ُه َا من أ َمّت َه أَ و من قَب ْل ن َ ْفسِه إ َلّا ما ق َضى َ
الل ّه نَسْخ َه
مح ْو َه م ِن
وَ َ
س َل ّم م َا هَذ َا سَبيلُه ك ََر ّة و َيَج ُوز أن يُنَسّي َه مِن ْه قَب ْل ال ْبَلَاغ م َا ل َا يُغَي ّر الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الْق ُلُوب و َتَرْك اسْ ت ْذك َارِه ،و َق َد يج ُوز أن يَن ْسى َ
ن َ ْظم ًا وَل َا يُخَل ّط ح ُكْ مًا م َِم ّا ل َا ي ُ ْدخِل خ َلَلًا فِي الخـَب َر ث ُم ّ يُذَك ّر ُه إ ي ّاه و َيَسْت َحيل دَو َام نِس َيَان ِه لَه لِ حِفْظ َ
الل ّه ك ِتَاب ِه و َتَكْلِيف ِه بَلَاغ َه.
جوّزِين ل ِ َ
لصّ غ َائ ِر عَلَى الْأَ ن ْب ِيَاء م ِن الْفُقَه َاء فصل فِي الرد عَلَى من أجاز عَلَيْه ِم الصغائر والكلام عَلَى ما احتجوا ب ِه فِي ذَل ِك اع ْلَم أن ال ْم ُ َ
و َال ْم ُحَدّثِين وَم ِن شَايَعَه ُم عَلَى ذَل ِك م ِن ال ْمُتَك َل ّمِين احْ ت َُجّ وا عَلَى ذَل ِك ب ِظوَاه ِر كَث ِير َة م ِن
__________
)قوله ومن شايعهم( أي تابعهم :من شيعة الرجل وهم أتباعه.
)*(
ل م َا احْ ت َُجّ وا ب ِه م َِم ّا
سل ِم ف َكي ْف وَك ُ ّ
تجْوِيز الْك َبَائ ِر وَخَرْق الإجْماع وَم َا ل َا يَق ُول ب ِه م ُ ْ
الْقُر ْآن و َالْحَدِيث إن التزموا ظَوَاه ِر َه َا أفْضَت بهم ِإلَى َ
اخْ تُل ِف ال ْمُفَس ِّر ُون فِي مَعْنَاه و َتَق َابلََت الاحْ تِم َالات فِي مُقْتَضَاه وَج َاءت أقاو يل ف ِيهَا لِل َ ّ
سلَف بِ خ ِلَاف م َا ال ْتَزَم ُوه من ذَل ِك ف َِإذ َا لَم يَكُن
نح ْن
َصح ّة غَيْرِه وَجَب تَرْك ُه و َالمصِ ير ِإلَى م َا صَ ح ّ و َه َا َ مَذْهَبُه ُم إجْمَاعا وكان الخ ِلَاف ف ِيم َا احْ ت َُجّ وا ب ِه قَدِيمًا و َقَام َت الدّل َالة عَلَى َ
خطَإ قَو ْلِه ِم و ِ َ
ك وَم َا ت َأَ َ ّ
خر َ( ،وقوله الل ّه ُ م َا تَق َ َ ّدم َ م ِنْ ذَن ْب ِ َ
ك َ س َل ّم )لِيَغْف ِر َ ل َ َ الل ّه ،فمن ذَل ِك قَو ْله تَع َالَى لِنَب ِي ّنا صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ن َأْ خ ُذ فِي النّظَر ف ِيهَا إن شَاء َ
Shamela.org ٢٤٣
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
َض َظهْرَك َ( وقوله )عفا الل ّٰه عنك لِم َ أَ ذِن ْتَ لَهُمْ( وقوله
ك وِ ْزرَك َ ال َ ّذ ِي أَ نْق َ
ضعْنَا عَن ْ َ
)فاستغفر لذنبك والمؤمنين والمؤمنات( وقوله )وَو َ َ
َاب عظيم( وقوله )عَب ََس سك ُ ْم ف ِيم َا أَ خ َ ْذتُم ْ عَذ ٌ الل ّه ِ سَب َ َ
ق لَم َ َ ّ ن َ اب م ِ َ
)لَو ْلا ك ِت َ ٌ
كقَو ْلِه )وَع َص َى آدَم ُ ر ََب ّه ُ فغوى( وقوله )فَل َم ّا آت َاهُمَا صَالِ حاً َ
جع َلا و َتَو َلَ ّى أَ ْن جاءه الأعمى( الآيَة وَم َا ق َّص من قِصَص غَيْر ِه م ِن الْأَ ن ْب ِيَاء َ
ن الظالمين( وَم َا ذَك َر َه من ق َِصّ ة د َاو ُد،
كن ْتُ م ِ َ
ك ِإن ِ ّي ُ لَه ُ شُرَك َاءَ( الآيَة و َقَو ْلُه عَن ْه )ر َ َب ّنَا ظَلَم ْنَا أَ نْفُسَنَا( الآية و َقَو ْلُه ع َن يُونُس ) ُ
سب ْح َان َ َ
كع ًا و َأَ ن َابَ ( ِإلَى قَو ْله )مآب( وقوله )ولقد همت به وهم بها( وَم َا ق َّص من قصته م َع و َقَو ْلُه )وَظ ََنّ د َاوُد ُ أَ َن ّمَا فتاه فَاسْ تَغْف َر َ ر ََب ّه ُ وَخ َرّ ر َا ِ
)الل ّه ُ َ ّم ا ْغفِر ْ
س َل ّم فِي د ُعَائ ِه َ ل ال َ ّ
شيْطَانِ( وقول النبي صلى القله عَلَي ْه و َ َ ل هَذ َا م ِنْ ع َم َ ِ
إخوت ِه ،و َقَو ْلُه ع َن م ُوس َى )ف َوَك َزَه ُ م ُوس َى فَق َض َى عَلَيْه ِ قَا َ
س َل ّم نح ْوَه ُ من أ ْدعِيَت ِه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ل ِي م َا ق َ ّدمْتُ وَم َا أَ َ ّ
خرْتُ وَم َا أَ سْرَرْتُ وَم َا أَ ع ْلَن ْتُ ( و َ َ
ُالل ّه َ
)إن ِ ّي لأَ سْ تَغْف ِر َ
ِيث أَ بِي ه ُر َي ْر َة ِ )إ َن ّه ُ لَي ُغ َانُ عَلَى قَلْبِي ف َأَ سْ تَغْف َر َ
ُالل ّهَ( و َفِي حَد ِ وَذَك َر الْأَ ن ْب ِيَاء فِي المَو ْق ِف ذ ُنُو بَه ُم فِي حَدِيث ال َ ّ
شف َاع َة ،و َقَو ْلُه ِ
الل ّه لَه )و َلا تخاطبي سب ْع ِينَ م َرة ً( و َقَو ْلُه ُ تَع َالَى ع َنْ ن ُ ٍ
ل َ وح )و َِإلا تَغْفِر ْ لى وترحمني( الآيَة َ ،و َق َ ْد ك َانَ قَا َ َّ و َأَ تُوبُ ِإلَيْه ِ فِي ال ْيَو ْ ِم أَ كْ ثَر َ م ِنْ َ
ن ظَلَم ُوا إنهم مغرقون( و َقَال ع َن إ ب ْر َاه ِيم )و َال َ ّذ ِي أَ طْ م َ ُع أَ ْن يَغْف ِر َ ل ِي َ
خط ِيئَتِي يوم الدين( و َقَو ْلُه ع َن م ُوس َى )تبت إليك( و َقَو ْلُه فِي ال َ ّذ ِي َ
ك وَم َا ت َأَ َ ّ
خر َ( فَهَذ َا ق َد اخْ تُل ِف الل ّه ُ م َا تَق َ َ ّدم َ م ِنْ ذَن ْب ِ َ
ك َ ظوَاه ِر ،فأ َمّا احْ ت ِج َا ُ
جه ُم يقوله )لِيَغْف ِر َ ل َ َ )و َلَق َ ْد فَتَن ّا سليمان( ِإلَى م َا أشْ ب َه هَذِه ال َ ّ
الن ّب َُو ّة و َبَعْد َه َا ،و َق ِيل المُرَاد م َا و َق َع ل َك من ذَن ْب وَم َا لَم يَق َع أع ْلَم َه َأن ّه مغَف ُور لَه ،و َق ِيل المُتَقَدّم ف ِيه ال ْمُفَس ِّر ُون ،فَق ِيل المُرَاد م َا ك َان قَب ْل ُ
الل ّه تَع َالَى عَلَي ْه مَعْصِ ي َة بَل لَم يَع ُ َ ّده أَ ه ْل ال ْعِل ْم مُع َاتَب َة ،و َغَل ّط ُوا من ذ َه َب إلى ذَل ِك ،قَال ن ِ ْفطَو ي ْه و َق َد ح َاشاه َ
الل ّه فَيُع َ ّد معصية وَل َا ع َ ّده َ
الل ّه تَع َالَى )ف َأْ ذ َ ْن مخـ َي ّر ًا فِي أَ مْرَ ي ْن قَالُوا و َق َد ك َان لَه أن يَفْع َل م َا شَاء ف ِيم َا لَم يُنْز َل عَلَي ْه ف ِيه وَحْي ف َ َ
كي ْف و َق َد قَال َ تَع َالَى من ذَل ِك بَل ك َان ُ
طلـِ ـع عَلَي ْه من سِرّهم َأن ّه لَو لَم ي َأْ ذ َن لَه ُم لَقَعَد ُوا و ََأن ّه ل َا حَر َج عَلَي ْه ف ِيم َا فَع َل و َلَي ْس
الل ّه بِمَا لَم ي َ َ ّ
لم َِنْ شِئ ْتَ منهم( فَلَم ّا أذِن لَه ُم أع ْلَم َه َ
Shamela.org ٢٤٤
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
لو َ
َالر ّق ِيقِ( و َل َ ْم صد َقَة ِ الْخيَ ْ ِ س َل ّم( عَف َا َ
الل ّه ُ لـَك ُ ْم ع َنْ َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ )عفا( هه ُنَا بِمَعْن َي غَف َر بَل كَمَا قَال َ
نح ْو َه لِلْقُشَيْر ِيّ ،قَال :و َِإ َن ّمَا يَق ُول ال ْعَفْو ل َا يَكُون إ َلّا ع َن ذَن ْب :من لَم يَعْرف ك َلَام الْع َر َب،
تج ِب عَلَيْه ِم ق َّط أَ ي لَم يلُ ْز ْمك ُم ذَل ِك ،و َ َ
الل ّه عنك أَ ي لَم يلزمك ذنبا ،قَال ال َد ّاو ُديّ :رُوِي أ َ ّنهَا ك َان َت تَكْر ِمه ،قَال مكى هو استفحتاح ك َلَام مِث ْل أصْ لَح َك َ
الل ّه قَال وَمَعْن َي عفا َ
الل ّه ،و َأَ َمّا قَو ْلُه فِي ُأسَارى بد )م َا ك َانَ لِنَب ِ ٍيّ أَ ْن يَكُونَ لَه ُ أَ سْر َى( الآيَتَيْنِ فَلَي ْس ف ِيه إلزام
ن مَعْنَاه عَافاك َ و َأع َ َّزك ،وَح َكى ال َ ّ
سمْر َقَنْدِيّ أَ ّ
ُص ب ِه و َفُضّ ل من بَي ْن سائر الْأَ ن ْب ِيَاء فَك َأنه قَال م َا ك َان هَذ َا لِنبيّ غيرك كَما قَال صَلَ ّى َ
الل ّه س َل ّم بَل ف ِيه بَيَان م َا خ ّ ذنب للنبي صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
ض الدنيا( الآية ،قيل معنى :الْخِطَاب ل َلن ّب ِ ٍيّ قَبْل ِي( ف َِإ ّ
ن ق ِيل فَمَا مَعْن َي قَو ْله تَع َالَى) :تُر ِيد ُونَ ع َرَ َ تح ِ َ ّ س َل ّم ) ُأح َِل ّ ْ
ت ل ِي الْغ َنَائِم ُ و َل َ ْم َ عَلَي ْه و َ َ
تَج ّرد غ َرَضُه ل ِغر َض ال ُد ّن ْيَا و َحد َه و َالاسْ تِكْثَار مِنْهَا و َلَي ْس المراد بَهَذ َا النبي صلى الل ّٰه عليه ولم وَل َا عَلَي ْه ْ
أصحَاب ِه ،بَل لمن أر َاد ذَل ِك مِنْه ُم و َ َ
ق َد رُوِي ع َن الضحاك أنها ن َزَلَت حِين انْه َز َم المُشْرِكُون يَو ْم
الل ّه ِ سَبَقَ(
ن َ اب م ِ َ سلَب وَجَم ْع الْغ َنَائِم ع َن الق ِتَال ح ََت ّى َ
خش ِي ع ُم َر أن يَعْط ِف عَلَيْه ِم ال ْعَدُوّ ث ُم ّ قال تَع َالَى) :لَو ْلا ك ِت َ ٌ الن ّاس بال َ ّ
بَدْر و َاشْ ت َغ َل َ
ن ل َا ُأعَذّب أحَدًا إ َلّا بَعْد ال َنّهْ ي لَع َ َ ّذب ْتُك ُم ،فَهَذ َا يَنْفِي أن يَكُون أمْر
فاخْ تَلَف ال ْمُفَس ِّر ُون فِي مَعْن َي الآيَة فَق ِيل :مَعْنَاه َا لولا َأن ّه سَب َق مني أَ ّ
الأس ْرى مَعْصِ ي َة ،و َق ِيل ال ْمَعْن َى :لولا إيمَانُك ُم ب ِالْقُر ْآن و َه ُو الْكِتَاب السابق فاستوجبتم ب ِه َ
الصّ فْح لَع ُوقب ْتُم عَلَى الغنائم ،و َي ُز َاد هَذ َا القول تفسيرا
__________
)قوله ولا علية( بكسر العين المهملة وسكون اللام :في الصحاح وعلى في الشرف بالـكسر يعلى علا ،و يقال أيضا بالفتح وفلان من علية
الناس.
وهو جمع رجل على :أي شر يف رفيع ،مثل صبى وصبية.
)*(
كن ْتُم م َِم ّن ُأح َِل ّت لَه ُم ال ْغ َنَائِم لَع ُوقِب ْتُم كَمَا ع ُوق ِب من تَع َ َ ّدى ،و َق ِيل :لَوْل َا َأن ّه سَب َق فِي الل ّوح
كن ْتُم مُؤْم ِنين بالقرآن و َ ُ
و َبَيَان ًا بأن يُق َال لَوْل َا م َا ُ
الل ّه تَع َالَى) :فَك ُلُوا م َِم ّا غ َنِمْتُم ْ المحَْف ُوظ أ َ ّنهَا ح َلَال لـكم لَع ُوقِب ْتُم ،فَهَذ َا كله ينفي الذنب والمعصية ل ِأَ ّ
ن من فعل م َا أحل له لَم يعص ،قَال َ
ل عَلَيْه ِ ال َ ّ
سلَام ُ ِإلَى س َل ّم قد خير فِي ذَل ِك ،و َق َد رُوِي ع َن عَلِيّ رضي الل ّٰه عَن ْه قَال ج َاء َ ِ
جبْر ِي ُ ح َلالا طيبا( و َق ِيل :بَل ك َان صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
ك فِي ال ُأسَار َى إن شاؤا القتل وإن شاؤا الْفِد َاء َ عَلَى أَ ْن يقتل منهم فِي الْع َا ِم ال ْمُقْب ِ ِ
ل صحَاب ِ َ س َل ّم َ يَوْم َ ب َ ْد ٍر فَق َا َ
ل خَي ْر ُ أَ ْ الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ َ
صح ّة م َا قلُ ْنَا و َأَ َ ّنه ُم لَم ي َ ْفع َلُوا إ َلّا م َا ُأذ َن لَه ُم ف ِيه لـكِن بَعْضَه ُم مال إلى أضْ ع َف ال ْو َجْ هي ْن
ل م َِن ّا ،و َهَذ َا دليل عَلَى ِ َ
مِث ْلُهُمْ ،فَق َالُوا الْفِد َاء ُ و َيَقْت َ ُ
ضعْف اخْ تيارِه ِم و َتَصَويب اخْ ت ِيَار غَيْرِه ِم وَك ُُل ّه ُم غَي ْر عُصَاة وَل َا ْ
الإثخَان و َالقَت ْل فعونبوا عَلَى ذَل ِك و َبَي ْن لَه ُم َ م َِم ّا ك َان الْأَ صْ لَح غَيْر َه م ِن
س َل ّم فِي هَذِه الْق َ
َضي ّة طبَر ِيّ ،و َقَو ْلُه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ نح ْو هَذ َا أشَار ال َ ّ
مُذْنبِِېن و َِإلَى َ
ي م َنْ أَ خَذ َ بِمأْ َ خَذِه ِ فِي ِإع َْزازِ الد ِّي ِن و َإظْ ه َار كَل ِمَت ِه سم َاء ِ عَذ ٌ
َاب م َا نَجَا مِن ْه ُ ِإ َلّا ع ُم َر ُ( ِإشَارَة ً ِإلَى هَذ َا م ِنْ تَصْ وي ِِب ر َأْ يِه ِ وَر َأْ ِ ن ال َ ّ
ل مِ َ
)لَو ن َز َ َ
ن هَذِه القضية لو استوجبت عذابا نجا مِن ْه ع ُم َر وعين ع ُم َر ل ِأَ َن ّه أَ َ ّول من أشَار بِقَت ْلِه ِم و َلـَكِن َ
الل ّه لَم يُقَدّر عَلَيْه ِم فِي ذَل ِك و َإباد َة عَدُوّه و َأَ ّ
صس َل ّم حَك َم بِمَا ل َا ن َ ّ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ن َ عَذ َاب ًا لِ حلّه لَه ُم ف ِيم َا سَب َق ،و َقَال ال َد ّاوُدِيّ والخـَب َر بَهَذ َا ل َا يَث ْب ُت ،و َلَو ثَب َت لَم ّا ج َاز أن يُظَنّ أَ ّ
الل ّه تَع َالَى ع َن ذَل ِك ،و َقَال الْق َاض ِي بَك ْر بن ال ْع َلَاء أخبر الل ّٰه تعالى نبه فِي هَذِه
ص وَل َا جُع ِل الْأَ مْر ف ِيه إلي ْه و َق َد نَز ّه َه َف ِيه وَل َا د َلِيل من ن َ ّ
ن ت َأْ وِ يلَه و َافق م َا كَتَب َه لَه من إحْلَال
الآيَة أَ ّ
كيْسَان وَصَاحِب ِه فَمَا ع َت َب الل ّٰه
الل ّه بن جَ ح ْش التي قُت ِل ف ِيهَا ابن الْحَضْر َ ِميّ ب ِالْحَك َم بن َ
الغنائم و َالفداء و َق َد كان قبل هَذ َا فادَوْا فِي سر ية عَب ْد َ
س َل ّم فِي شَأْ ن الأسْر َى ك َان عَلَى تأوِ يل و َبَصِ ير َة الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ل عَلَى أن فِعْل َ
عليهم وذلك قبل بَدْر بأزْي َد من عَام ،فهذا كله يَد ُ ّ
كثْر َة أسْر َاه َا والل ّٰه اع ْلَم إ َظه َار نِعْم َت ِه و َت َأكِيد
الل ّه تَع َالَى أر َاد ل ِعِظَم أمْر بَدْر و َ َ
الل ّه تَع َالَى عَلَيْه ِم لـَكِن َ
و َعَلَى م َا تَقَدّم قَب ْل مِثْلُه فَلَم ينكره َ
Shamela.org ٢٤٥
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
ل ذَل ِك لَه ُم ل َا عَلَى و َجه عِتَاب و َإنْك َار و َتَذْنِيب ،هَذ َا مَعْن َي كلامه ،و َأَ َمّا قَو ْله )عَب ََس
ح ّ من ّت ِه بتَِعْرِ يفه ِم م َا كَتَب َه فِي َ
الل ّو ْح ال ْم َحْ ف ُوظ من ِ َ
صدّي لَه م َِم ّن ل َا يَتَز ََك ّى وأن َ
الصّ وَاب و َالأوْلَى ن ذَل ِك المُت َ َ س َل ّم بَل إع ْلَام َ
الل ّه أَ ّ و َتَو َلَ ّى( الآيات فَلَي ْس ف ِيه إث ْبَات ذَن ْب لَه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
س َل ّم لَم ّا ف َع َل و َت َ َ
صدّيه لِذاك الكافر كان طَاع َة لل ّٰه وتَب ْلِيغ ًا الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الر ّج ُلَي ْن الإق ْبَال عَلَى الأعْم َى و َفِعْل َ
كشِف ل َك ح َال َ
ك َان لَو ُ
الل ّه عَلَي ْه من ذَل ِك إع ْلَام بِ حال َ
الر ّج ُلَي ْن وتَوْه ِين أمر الكاف ِر مخَالَف َة لَه وَم َا ق َِصّ ة َ
الل ّه لَه ل َا مَعْصِ ي َة و َ ُ
عَن ْه و َاسْ تِئ ْلَافًا لَه كَمَا شَر َع َه َ
س َل ّم ك أَ َلّا ي َز ّ َك ّى و َق ِيل أر َاد ب ِع َب َس و َتَو َلَ ّى الكاف ِر ال َ ّذ ِي ك َان م َع َ
الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ عِنْد َه و َالإشَار َة ِإلَى الإعْرَاض عَن ْه بِقَو ْلِه وَم َا عَلَي ْ َ
ظالِمِينَ( وقوله )أَ ل َ ْم ن ال َ ّ سلَام و َقَو ْلُه تَع َالَى )ف َأَ ك َلا منها( بعد قوله )و َلا تَقْر َب َا هَذِه ِ ال َ ّ
شجَرَة َ فَتَكُون َا م ِ َ قالَه أَ بُو ت َُم ّام * و َأَ َمّا ق َِصّ ة آد َم عَلَي ْه ال َ ّ
كمَا ع َنْ تلـكما الشجرة( أَ نْه َ ُ
__________
)قوله فِي سر ية عَب ْد الل ّٰه بن جحش( هذه السر ية كانت في رجب من السنة الثانية وكان مع عبد الل ّٰه ثمانية رهط من المهاجرين ولم يكن
معه من الأنصاري أحد )قوله وذلك قبل بَدْر بأزْي َد من عام( قيل بل كلاهما في سنة واحدة ،تلك في رجب وبدر في رمضان.
)*(
الل ّه تَع َالَى ق َد أخْب َر بعذره بقوله )و َلَق َ ْد
ن َ و َتَص ْر يح ُه تَع َالَى عَلَي ْه بالمَعْصِ ي َة بِقَو ْلِه تَع َالَى )وَع َص َى آدَم ُ ر ََب ّه ُ فغوى( أَ ي جهل و َق ِيل أخْ طَأ فإ ّ
الل ّه إلي ْه من ذَل ِك بِقَو ْلِه )إن هَذ َا عَد ُ ّو ٌ ل فَنَسِيَ و َل َ ْم َ
نج ِ ْد له عزما( قَال ابن ز َي ْد نَس ِي عَد َاو َة إبْلِيس لَه وَم َا عَه ِد َ عَهِدْن َا ِإلَى آدَم َ م ِنْ قَب ْ ُ
ك لزومك( الآيَة ،ق ِيل نَس ِي ذَل ِك بِمَا أظْ ه َر لهما ،و َقَال ابن ع ََب ّاس َإن ّمَا سُم ّي ال ِْإنْس َان إن ْسان ًا ل ِأَ َن ّه ع ُهد إلي ْه فَنَس ِي و َق ِيل لَم يَقْصِ د ال ْم ُخ َالَفة
لَ َ
يح ْل ِف بالل ّٰه حانثًِا و َق َد رُوِي عُذْر آد َم بمث ْل اصحـِينَ( تَو َ َه ّمَا أَ ّ
ن أحَدًا ل َا َ ن َ
الن ّ ِ كمَا لم َ ِ َ ك َنّهُم َا اغ ْتَر ّا بِ حَل ِف إبْلِيس لهما ِ
)إن ِ ّي لـ َ ُ اسْ تِحْلال ًا لَهَا و َلـ ِ
هَذ َا فِي بَعْض الآثار ،و َقَال ابن جُبَي ْر ح َلَف بالل ّٰه لهما ح ََت ّى غ َ َّرهُمَا و َالْمؤْم ِن ُ
يخ ْدع و َق َد ق ِيل نس ِي و َلَم يَن ْو ال ْم ُخ َالَف َة فلَِذَل ِك قَال )و َل َ ْم َ
نج ِ ْد له
الل ّه تَع َالَى
ن َ ن العَز ْم هنا الْحَز ْم و َالصّ ب ْر و َق ِيل ك َان عِن ْد أكْل ِه سكران وهذا فيه ضعف ل ِأَ ّ
عزما( أَ ي ق َصْ دًا لِل ْم ُخ َالف َة و َأكْ ث َر ال ْمُفَسّر ِين عَلَى أَ ّ
وَصَف خَم ْر الْجَ ّنة أ َ ّنهَا ل َا ت ُ ْسك ِر ف َِإذ َا ك َان ناسِيًا لَم تكن مَعْصِ ي َة وَكَذَل ِك إن ك َان ملبسًا عَلَي ْه غَالِطًا ِإذ الاتّف َاق عَلَى خُر ُوج الن ّاسِي وال َ ّ
ساهي
ع َن حُكْم
شي ْخ أَ بُو بَك ْر بن فورك وغيره َإن ّه يُم ْكن أن يَكُون ذَل ِك قَب ْل ُ
الن ّب َُو ّة ودليل ذَل ِك قَو ْله )وَع َص َى آدَم ُ ر ََب ّه ُ فَغ َو َى ث َُم ّ اجْ تَبَاه ُ الت ّكلِيف ،و َقَال ال َ ّ
َ
ر َُب ّه ُ فَتَابَ عليه وهدى( فَذَك َر أَ ّ
ن الاجْ ت ِبَاء والهِد َاية ك َان بَعْد الع ِصْ يَان و َق ِيل بَل أك َلَه َا مت َأوّل ًا و َه ُو ل َا يعلم أ َ ّنهَا الشجرة التي نهي عَنْهَا ل ِأَ َن ّه
الل ّه لم
ن َ الل ّه ع َن شجرة مخصوصه ل َا عَلَى الجنس ،ولهذا ق ِيل َإن ّمَا ك َان َت َ
الت ّو ْبَة من ترك التحفظ ل َا م ِن المخالفة ،و َق ِيل تأول أَ ّ تأول نهى َ
ينهه عَنْهَا نهي تحريم.
الل ّه تَع َالَى )وَع َص َى آدَم ُ ر ََب ّه ُ فغوى ،وقال :فَتَابَ عَلَيْه ِ و َهَد َى( و َقَو ْلُه فِي حَدِيث ال َ ّ
شف َاع َة ويذكر ذنبه ل حال فَق َد قَال َ
ن ق ِيل فعَلَى ك ُ ّ
ف َِإ ّ
وإني
الل ّه ،و َأَ َمّا ق َِصّ ة يُونُس فَق َد م َض َى الْك َلَام
نهيت ع َن أكل الشجرة فعصيت :فسيأتي الجواب عَن ْه وَع َن أشباهه مجمل ًا آخر الْف َصْ ل إن شَاء َ
عَلَى بَعْضَه َا آنفا وليس فِي ق َِصّ ة يونس نص عَلَى ذنب وِإنما ف ِيهَا أبق وذهب مغاضبًا و َق َد تكلمنا عَلَي ْه ،وقيل إنما نقم َ
الل ّه عَلَي ْه خروجه ع َن
الل ّه عَنْه ُم قَال :والل ّٰه ل َا ألقاهم بوجه كذاب ابد ًا و َق ِيل بَل ك َانُوا
قومه فارا من نزول العذاب ،و َق ِيل بَل لَم ّا وعدهم العذاب ث ُم ّ عفا َ
يقتلون من كذب فخاف ذَل ِك ،و َق ِيل ضعف ع َن حمل أعباء الرسالة.
شحُونِ( و َق َد تقدم الْك َلَام َأن ّه لَم يكذبهم ،و َهَذ َا كله لَي ْس ف ِيه نص عليه معصية إ َلّا عَلَى قوله مرغوب عَن ْه و َقَو ْلُه )أَ ب َ َ
ق ِإلَى الْفُل ْكِ ال ْم َ ْ
ظالِمِينَ( فاظلم وضع الشئ فِي غَي ْر موضعه فَهَذ َا اعتراف مِن ْه عِن ْد بَعْضُه ُم بِذَن ْبِه فإ َمّا
ن ال َ ّ
كن ْتُ م ِ َ قَال ال ْمُفَس ِّر ُون تباعد ،و َأَ َمّا قَو ْله ِ
)إن ِ ّي ُ
ضعْف ِه ع ََم ّا َ
حم ّلَه أَ و لِد ُعَائ ِه بالْعَذ َاب عَلَى قومه ،و َق َد د َعَا نُوح بِهَلَاك قَوْم ِه فَلَم يُؤاخ َذ ،و َقَال ن يَكُون لِ خُر ُوجِه ع َن ق َوم ِه بِغَي ْر إذْن ر ََب ّه أَ و ل ِ َ
أَ ّ
Shamela.org ٢٤٦
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
ظل ْم و َأضَاف ال ُ ّ
ظل ْم ِإلَى ن َ ْفسِه اع ْتِر َافًا و َاست ِحْ ق َاقًا ومثل هَذ َا قَو ْل آد َم و َحوَاء )ر َ َب ّنَا ظَلَم ْنَا أَ نْفُسَنَا( إذ كانا ي فِي مَعْنَاه نَز ّه ر ََب ّه ع َن ال ُ ّ
الوَاسِط ّ
يج ِب جهِم َا م ِن الْجَ ّنة و َِإن ْز َالِهَم َا إلى الْأَ رْض * و َأَ َمّا ق َِصّ ة د َاو ُد عَلَي ْه ال َ ّ
سلَام فَلَا َ سب َب فِي و َضْ عِهِم َا فِي غَي ْر المَوْضِـع ال َ ّذ ِي ان ْزلا ف ِيه و َإ ْ
خر َا ِ ال َ ّ
طر َه ف ِيه الأخْ بَارِ ُي ّون ع َن أَ ه ْل الكِتَاب ال َ ّذ ِين بَدّلُوا وغَي ّر ُوا و َنَق َلَه بَعْض ال ْمُفَسّر ِين و َلَم يَن ُّص َ
الل ّه عَلَى شئ من ذَل ِك وَل َا س َّ
أن يلُ ْتَف َت إلى م َا َ
الل ّه عَلَي ْه قَو ْله) :وَظ ََنّ د َاوُد ُ أَ َن ّمَا فَتَن ّاه ُ( ِإلَى قَو ْله) :وحسن مآب( وقوله في أواب فمعنى
ص َ وَر َد فِي حَدِيث صحيح والذي ن َ ّ
__________
)قوله إنما نقم( بفتح القاف ،وقد تكسر.
)*(
ن قَال ل ِ َلر ّج ُل أن ْزل ل ِي ع َن
الت ّ ْفسِير أوْلى ،قَال ابن ع ََب ّاس و َاب ْن مَسْع ُود :م َا ز َاد د َاو ُد عَلَى أَ ّ
فتناه اخبرناه وأ َ ّواب قَال قتادة م ُطيع و َهَذ َا َ
خطَبَهَا عَلَى شغْلَه بال ُد ّن ْيَا و َهَذ َا ال َ ّذ ِي يَن ْبَغ ِي أن يُع َ َو ّل عَلَي ْه من أ ْمر ِه و َق ِيل َ
الل ّه عَلَى ذَل ِك و َنَبّه َه عَلَي ْه و َأن ْك َر عَلَي ْه ُ
امْرَأت ِك و َأكْ فِل ْن ِيهَا فَع َاتَب َه َ
ك فَظ ََل ّم َه بَقَو ْل
ن ذَن ْب َه ال َ ّذ ِي اسْ تَغْف َر مِن ْه قَو ْله لأح َد الخَصْ م َي ْن لَق َ ْد ظَلَم َ َ خطْبَت ِه ،و َق ِيل بَل أخب بَق َل ْب ِه أن يُسْتَشْه َد ،وح َك َى ال َ ّ
سمْر َقَنْدِيّ أَ ّ ِ
خش ِي عَلَى ن َ ْفسِه وظَنّ م ِن الْفِت ْن َة بِمَا بُس َط لَه م ِن ال ْمُل ْك و َال ُد ّن ْيَا ،ولى نَفْي م َا أضِيف فِي الْأَ خْ بَار ِإلَى د َاو ُد ذ َه َب
خَصْ مِه ،و َق ِيل بَل لَم ّا َ
سل ِم و َق ِيل أَ حْم َد بن نَص ْر و َأَ بُو تَم ّام و َغَيْرِهِمَا م ِن المحُ َ ّقق ِين ،قَال ال َد ّاوُدِيّ :لَي ْس فِي ق َِصّ ة د َاو ُد و َ ُأورِ يا خ َب َر يث ْب ُت وَل َا يُظَنّ بِنَبِيّ َ
محَب ّة قَت ْل م ُ ْ
صم َا إلي ْه رَج ُلَان فِي نتَِاج غ َنَم عَلَى ظَاه ِر الآية * و َأَ َمّا ق َِصّ ة يُوسُف و َإخْ وَت ِه فَلَي ْس عَلَى يُوسُف مِنْهَا تَع َ ّقب و َأَ َمّا
ن الخَصْ م َي ْن َالل ّذ ِين اخْ ت َ َ
إ ّ
إخْ وَتُه فَلَم ٺَث ْب ُت نُب ُ َو ّتُه ُم فَيل ْز َم الْك َلَام عَلَى أفْع َالِه ِم وَذِك ْر الْأَ سْ بَاط وعدهم في القرآن عند ذكر الأنبياء ،قال المفسرون
ن أبناء الأسباط و َق َد ق ِيل إ َ ّنه ُم ك َانُوا حِين فَع َلُوا بيِ ُوسُف م َا فَع َلُوه صِغ َار الأسْ نَان ولهذا لَم يُمَي ّز ُوا يُوسُف حِين اجْ تَم َع ُوا ب ِه
يريد م ِنْ نَبِ ٍ ّي م ِ َ
ت بِه ِ و َه َ َ ّ
م بِهَا لَو ْلا الل ّه ُ تَع َالَى ف ِيه )و َلَق َ ْد ه َم ّ ْ
ولهذا قَالُوا أَ ْرسِل ْه معنا غَدًا نَرْتَع و َنلَْع َب وإن ثَبَت َت لَه ُم نُب ُ َو ّة فَبَعْد هَذ َا والل ّٰه أَ ع ْلَم ،و َأَ َمّا قَو ْل َ
س َل ّم ع َن ربه الن ّفْس ل َا يُؤَاخ ُذ به وليس سَي ّئة لِقَو ْلِه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ أن رأى برهان ربه( فَعَلى مَذْه َب كثير من الفقهاء والمحدثين أنهم َ
حسَن َة ً( فَلَا مَعْصِ ي َة فِي هَم ّه إذا )إذ ه َ َ ّ
م عَبْدِي بِس َي ِّئَة ٍ فَل َ ْم يَعْم َلْه َا كُت ِب َْت لَه ُ َ
__________
)قوله أو ر ياء( بفتح الهمزة وسكون الواو كسر الراء بعدها مثناة تحتية وهمزة ممدودة )*(
الن ّفْس سَي ّئ َة و َأَ َمّا م َا لَم تُو ََطّ ن عَلَي ْه َ
الن ّفْس من هُم ُومِهَا وَخَوَاطِرِه َا م إذا وظنت عَلَي ْه َ و َأ َمّا عَلَى مَذْه َب المحُ َ ّقق ِين م ِن الفُقَه َاء و َال ْمُتكل ّمِين ف َِإ ّ
ن ال ْه َ ّ
م يُوسُف من هَذ َا و َيَكُون قَو ْله )وما أبرى نفسي( الآيَة أَ ي م َا ُأبَر ّئُهَا من هَذ َا اله َ ّم
الل ّه ه ّ
فَه ُو ال ْمَعْفُو ّ ع َنه و َهَذ َا ه ُو الْحَقّ فَيَكُون إن شَاء َ
ن الن ّفْس لَم ّا ز ُكّي قَب ْل وبرى ف َ َ
كي ْف و َق َد حكى أَ بُو ح َاتِم ع َن أَ بِي ع َب ِيدة أَ ّ أَ و يَكُون ذَل ِك مِن ْه عَلَى طرق الت ّوَاضُع و َالاع ْتِر َاف بِمُخ َالَف َة َ
Shamela.org ٢٤٧
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
)*(
الن ّ َ ّقاش :لَم يَقْتلُ ْه ع َن عَم ْد مُر ِيد ًا لِلْقَت ْل و َِإ َن ّمَا وَك َز َه وَكز َة
قَال ابن جُر َيج قَال ذَل ِك من أجل َأن ّه ل َا يَن ْبَغ ِي لِنَبِيّ أن يَقْت ُل ح ََت ّى يُؤْم َر ،و َقَال َ
ي ُريد بِهَا د َف ْع ظُل ْم ِه قَال و َق َد ق ِيل أن هَذ َا كان قبل النبوة وهو مقتضى للتلاوة و َقَو ْلُه تَع َالَى فِي قصته )وفتناك فتنا( أي اب ْتَلَي ْناك اب ْتِلَاء
بَعْد اب ْتِلَاء ق ِيل فِي هَذِه الْق َِصّ ة وَم َا جَر َى لَه م َع فِرْعَو ْن و َق ِيل إلماؤه فِي َ
الت ّابُوت و َاليَم ّ و َغَي ْر ذَل ِك و َق ِيل معناه أخْلَصْ نَاك إخْلاصًا قَاله ابن
الن ّار إذ َا خ ََل ّصْ تَهَا و َأَ صْ ل الفتنة معنى الاحتبار وإظْ ه َار م َا بَطَن إ َلّا َأن ّه اسْ تُعْمِل فِي ع َْرف ال َش ّرْع
مجَاه ِد من قَو ْلِه ِم فَتَن ْت الف َِضّ ة فِي َ
جُبَي ْر و َ ُ
ن م َل َك ال ْمَو ْت جاءَه فَلَطَم عَي ْن َه فَفَق َأها )الْحَدِيث( لَي ْس ف ِيه م َا وفى اخْ ت ِبَار أ َدّى إلى م َا يُك ْر َه وَكَذَل ِك م َا رُوِي فِي ا ْلخـَب َر َ
الصّ حِيح من أَ ّ
يج ِب ِإذ ه ُو ظَاه ِر الأَ مْر بَي ْن ال ْوَجْه جائز الفِعْل ل َأن م ُوس َى د َاف َع ع َن ن َ ْفسِه من أتاه سلَام َ
بالت ّعَدّي و َفِعْل م َا ل َا َ يحْك َم عَلَى م ُوس َى عَلَي ْه ال َ ّ
ُ
صو ّر لَه فِي صورة آدمِي وَل َا يُمْكِن َأن ّه عَل ِم حِينَئذ َأن ّه مُل ْك المَو ْت فَد َاف َع َه ع َن ن َ ْفسِه مُد َافَع َة أدّت ِإلَى ذ َه َاب عَي ْن تِل ْك
لإت ْلافِه َا و َق َد ت ُ ُ
الل ّه تَع َالَى َأن ّه رَسُولُه إلي ْه اسْ تَسْلَم، ص َو ّر لَه ف ِيهَا المَلك امْت ِح َان ًا م ِن َ
الل ّه فَلَم ّا جاءَه بَعْد و َأع ْلَم َه َ ُ
الصّ ور َة التي ت َ َ
شقّ ه ُو الجَسَد ال َ ّذ ِي ُألْقِي عَلَى كُرْسِي ّه حِين عُر ِض عَلَي ْه وَهِي عُق ُوبَت ُه و َمِ ح ْنَت ُه و َق ِيل بَل مات ف َُألْقِي عَلَى
صحَاب المَع َاني :و َال َ ّالل ّهِ( قَال أَ ْ
َ
ح ْرصُه عَلَى ذَل ِك و َتَمَن ّيه ،و َق ِيل ل ِأَ َن ّه لَم يَسْتَث ْن لَم ّا اسْ تَغْر َق َه م ِن الْحِر ْص و َغَلَب عَلَي ْه م ِن َ
التمَّن ّي و َق ِيل عُق ُوبَت ُه أن سُل ِب كُرْسِي ّه م َي ّتًا ،و َق ِيل ذَن ْب ُه ِ
َب بِق َل ْب ِه أن يَكُون الْحَقّ لأخْ تَان ِه عَلَى خَصْ مِه ِم و َق ِيل أوخِذ بِذَن ْب قار َف َه بَعْض نِس َائ ِه وَل َا يَصِ حّ م َا نَق َلَه الأخْ بَارِ ُي ّون
م ُلـْكه وَذَن ْب ُه أن أح ّ
ن الشياطين ل َا يُس ََل ّط ُون عَلَى مِث ْل هَذ َا ،و َق َد عُص ِم الْأَ ن ْب ِيَاء شيْطَان ب ِه و َتَس َُل ّط ِه عَلَى م ُل ْـك ِه و َتَص ُرّف ِه في أمته بالجور فِي ح ُ ْ
كم ِه ل ِأَ ّ من ت َ ُ
شب ّه ال َ ّ
الصّ حِيح َأن ّه نَسي أن الل ّه؟ فَعَن ْه أجْ وبَة أَ حَد ُه َا م َا رُوِي فِي الْحَدِيث َ من م ِثِلِه ،وإن سُئ ِل لِم َ ل َ ْم يَق ُل سُلَيْم َان فِي الْق َِصّ ة الم َ ْذكُور َة إن شَاء َ
الل ّه ،والثاني َأن ّه لَم ي َ ْسم َع صَاحِب َه و َ ُ
شغْل عَن ْه و َقَو ْلُه )و َه َْب ل ِي م ُلْك ًا لا ينبغي لأَ حَدٍ يَق ُولَهَا وَذَل ِك ليفذ م ُرَاد َ
م ِنْ بَعْدِي( لَم ي َ ْفع َل هَذ َا سُلَيْم َان غَيْر ِه عَلَى ال ُد ّن ْيَا ولا نقاسة بِهَا و َلـَكِن مَقْصِ د ُه فِي ذَل ِك عَلَى م َا ذَك َر َه ال ْمُفَس ِّر ُون أن ل َا يُس ََل ّط عَلَي ْه أَ ح َد
شيْطَان ال َ ّذ ِي سَلَب َه إ َي ّاه مسدة امتحانه على قوله من قَال ذَل ِك.
كما سُل ّط عَلَي ْه ال َ ّ
اص مِن ْه ،و َق ِيل لِيَكُون د َليل ًا
الل ّه ورُسُلِه بِ خ َو َ ّ
يخ ْت َّص بِهَا كاخْ تِصَاص غَيْرِه من أن ْب ِيَاء َ الل ّه ف َضِ يلَة وَخ َا َ ّ
صة َ و َق ِيل بَل أر َاد أن يَكُون لَه م ِن َ
شف َاع َة ونحو هَذ َا * و َأَ َمّا ق َِصّ ة نوح عَلَي ْه
س َل ّم بال َ ّ و َحُ َ ج ّة عَلَى نبوته كإلابة الحَدِيد لأبِيه و َإحْ يَاء المَو ْتى ل ِع ِيس َى و َاخْ تصَاص مُحَم ّد صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
ال َ ّ
سلَام
طوِي عَن ْه من ذَل ِك ل َا فَظَاه ِر َة العُذْر و ََأن ّه أخ َذ ف ِيهَا بالت ّأْ وِ يل وَظَاه ِر اللّفْظ لِقَو ْلِه تَع َالَى و َأَ ه ْل َك ،فَطَلَب مُقْت َضى هَذ َا َ
الل ّفْظ و َأَ ر َاد عِل ْم م َا ُ
الل ّه عَلَي ْه َأن ّه لَي ْس من أهله ال َ ّذ ِين و َعَد َه بِنَجاتِه ِم لـِكُ ْفرِه و َع َمَلِه ال َ ّذ ِي ه ُو غَي ْر صَالِ ح و َق َد أع ْلَم َه َأن ّه مُغْرِق ال َ ّذ ِين
الل ّه فَبيَ ّن َ
َأن ّه شَكّ فِي وَع ْد َ
Shamela.org ٢٤٨
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
مخَاطَب ِت ِه ف ِيه ِم فووخذ بِه َذا التأو يل وَع ُتب عَلَي ْه و َأشْ ف َق ه ُو من ِإق ْدام ِه عَلَى ر ََب ّه لِس ُؤَالِه م َا لَم يُؤْذ َن له في السؤال فيه
ظَلَم ُوا وَنَهَاه ع َن ُ
الن ّ َ ّقاش ل َا يَعْلَم بِكُفْر اب ْنِه و َق ِيل فِي الآيَة غَي ْر هَذ َا وَك ُ ّ
ل هَذ َا ل َا ي َ ْقض ِي عَلَى نُوح بِمَعْصِ ي َة سِو َى م َا ذَكَر ْن َاه من ت َأْ وِ يلِه وَك َان نُوح ف ِيم َا ح َكاه َ
فصل فإن قلت فإذا نفيت عنهم صلوات الل ّٰه عليهم الذنوب والمعاصي ٤.١.١٤
سلَام م َا من أَ ح َد إ َلّا أَ لَمّ بِذَن ْب أَ و ك َاد إلا يحيى ابن زَكَر ِ َي ّا أَ و كَمَا قَال عَلَي ْه ال َ ّ
سلَام؟ فالْجَوَاب عَن ْه كَمَا ن ق ِيل فَمَا مَعْن َي قَو ْله عَلَي ْه ال َ ّ
ف َِإ ّ
تَق َ َ ّدم من ذ ُنُوب الْأَ ن ْب ِيَاء التي و َقَع َت عن غَي ْر ق َصْ د وَع َن سَهْو وَغَفْلَة
الل ّه عَلَيْه ِم ال ُذ ّنُوب والمَع َاص ِي بِمَا ذَك َرَتَه م ِن اخْ ت ِلَاف ال ْمُفَسّر ِين و َتأوِ يل المحققين فَمَا مَعْن َي قَو ْله
فصل ف َِإن قلُ ْت ف َِإذ َا نَفي ْت عَنْه ُم صَلَوَات َ
تَع َالَى) :وَع َص َى آدَم ُ ر ََب ّه ُ فغوى( وَم َا تكرر فِي الْقُر ْآن والحديث َ
الصّ حِيح م ِن اع ْتِر َاف الْأَ ن ْب ِيَاء بذنوبهم وتوبتهنم و َاسْ تِغْف َارِه ِم و َبُكائِه ِم عَلَى
الل ّه و َإ َي ّاك أن دَرَج َة الْأَ ن ْب ِيَاء فِي الر ّف ْع َة و َالع ُلُو ّ والمعرفة
ما سلف منهم و َإشْ فاقِه ِم و َه َل ي ُ ْشف َق و َيُتَاب و َيُسْتَغْف َر من ل َا شئ؟ فاعلم وفقنا َ
بالل ّٰه وَس َُن ّت ِه فِي عبادة وعظم سلطانه وقوة بطشه م َِم ّا يحملهم عَلَى الخوف مِن ْه جل جلاله والإشفاق م ِن المؤاخذة بِمَا ل َا يؤاخذ ب ِه غَيْرِه ِم
و َأَ َ ّنه ُم فِي تصرفهم بأمور لَم ينهوا عَنْهَا وَل َا أمروا بِهَا ث ُم ّ ووخذوا عَلَيْهَا وعوتبوا بسببها وحذروا م ِن المؤاخذة بِهَا وأتوها على وجه التأو يل أَ و
ال َس ّهْو أَ و تزيد من أمور الدنيا المباحة خائفون وجلون وَهِي ذنوب بالإضافة ِإلَى عَلِيّ منصبهم ومعاص بالنسبة ِإلَى كمال طاعتهم ل َا أ َ ّنهَا
خر ُه و َأذْناب الناس ن الذنب م َأْ خُوذ من الشئ الدنى َ
الر ّذْل وَمِن ْه ذ َن َب كل شئ أَ ي آ ِ كَذُنُوب غَيْرِه ِم ومَع َاصِيه ِم ف َِإ ّ
__________
)قوله فإن قيل فما مَعْن َي قَو ْلِه م َا من أحد إلا ألم بذنب( أجاب النووي عن ذلك بأن هذا الحديث ضعيف لا يجوز الاحتجاج به رواه
أبو يعلى الموصلي في مسنده وفى إسناده عَل ِ ِيّ ب ْ ِن ز َيْدٍ بن جدعان.
)*(
ر ُ َذّالُه ُم فكان هَذِه أدْنى أف ْعالِه ِم و َأسْ و َأ م َا َ
يجْرِي من أحْ وَالِه ِم لِت َ ْطه ِيرِه ِم و َتنْز ِيهه ِم وَعِمَارة بَوَاطِنِهم وَظَوَاهِرِهم بالعَم َل الصالح والكلم
ظاه ِر والخَفَيّ والخَشْي َة لل ّٰه و َإ ْعظَام ِه فِي السّر ّ والع َلَانيِ َة و َغَيْرِه ِم يَت َل َو ّث م ِن الك َبَائ ِر و َالق َب َ ِ
ائح والف َوَاحِش م َا تَكُون بالإضافة الطيب والذّك ْر ال َ ّ
حسَنَات الأب ْر َار سَي ّئَات المُق َربِين أَ ي ي َر َ ْونَهَا بالإضَاف َة إلى عَلِيّ أحْ وَالِه ِم كال َ ّ
سي ّئات وَكَذَل ِك حق َه كالحَسَنَات كَمَا ق ِيل َ
إلى هذه الهَنَات فِي َ
ن تِل ْك الشجرة
كيْفَم َا كانت من سَهْو أَ و ت َأو يل فهى مخالفة وترك و َقَو ْلُه غوى أَ ي جهل أَ ّ الع ِصْ يَان ال َت ّرْك و َالمخَُالَف َة فَعَلَى مُقْت َضى َ
الل ّ ْفظَة َ
هِي التي نهي عَنْهَا والغي الجهل و َق ِيل أخطأ م َا طلب م ِن الخلود ِإذ أك َلَه َا وخاب َت ُأمْن َِي ّت ُه و َهَذ َا يُوسُف عَلَي ْه ال َ ّ
سلَام قد ووخذ بِقَو ْلِه
Shamela.org ٢٤٩
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
كثْر َة البَل ْوى ،و َقَال بَعْضُه ُم :يُؤَاخِذ الْأَ ن ْب ِيَاء ل لَه اتخذت من د ُونِي وَك ِيل ًا ل َ ُأطِيلَنّ حَبْسَك ،فَق َال :ي َا ر ّ
َب أن ْسَى قَل ْبي َ ُف ق ِي َ
ك يُوس ُ
ذَل ِ َ
بمثاقيل ال َذ ّرّ لمكانتهم عنده و يجاوز ع َن سائر الْخَل ْق لقلة
مبالاته بهم فِي أضْ ع َاف م َا أتَو ْا ب ِه من سُوء الأد َب و َق َد قَال المحُ ْت َجّ للفرقة
__________
)قوله رذالهم( بضم الراء وتخفيف الذال ،ذكره الفارابى في ديوان الأدب ،يقال هو رذال المال وغيره يعنى خسيسه )قوله الهيئات(
بمثناة تحتية ساكنة بعد الهاء فهمزة وفى بعض النسخ) :الهنات( بنون مخففة من غير همزة ،جمع هنة ،وهى خصلة الشر.
)*(
ال ُأولَى عَلَى سِيَاق م َا قلُ ْنَاه إذ َا ك َان الْأَ ن ْب ِيَاء يُؤاخَذ ُون بِه َذا م َِم ّا ل َا يُؤَاخ َذ ب ِه غَيْرِه ِم م ِن ال َس ّهْو و َالنّسْيَان وَم َا ذَكَر ْتَه وَح َالُه ُم ارْف َع فَحَالُه ُم إذ َا
الل ّه أَ ن َا ل َا نُث ْب ِت ل َك المُؤَاخَذ َة فِي هَذ َا عَلَى حد م ُؤَاخَذ َة غَيْرِه ِم ،بَل نَق ُول إ َ ّنه ُم يُؤَاخَذ ُون
فِي هَذ َا أسْ و َأ ح َال ًا من غَيْرِه ِم ،فاع ْلَم أك ْرَم َك َ
بِذ َل ِك فِي ال ُد ّن ْيَا لِيكون ذَل ِك ز يادة فِي درجاتهم ويبتلون بِذ َل ِك ليكون استشعارهم لَه سببًا لمنماة رتبهم كَمَا قَال )ث َُم ّ اجْ تَبَاه ُ ر َُب ّه ُ فَتَابَ
عَلَيْه ِ و َهَد َى( و َقَال لداود )فَغَفَر ْن َا له ذلك( لآية و َقَال بَعْد قَو ْل م ُوس َى تُب ْت ِإلَي ْك.
َآب( و َقَال بَعْض المُت َكل ّمين ز َلّات
نم ٍس َ ك عَلَى الناس( و َقَال بَعْد ذِك ْر فِت ْن َة سُلَيْم َان و َإنابَتِه )فَس ََخّ ر ْن َا لَه ُ الر ِّيح َ( ِإلَى )و َ ُ
ح ْ )إن ِ ّي اصْ طَفَي ْت ُ َ
ِ
نح ْو م َِم ّا قدمناه وأيضًا فلينبه غَيْرِه ِم م ِن البشر مِنْه ُم أَ و م َِم ّن لَي ْس فِي
ظاه ِر ز َلّات و َفِي الْحَق ِيق َة ك َرَام َات وَزُلَف و َأشار ِإلَى َ
الْأَ ن ْب ِيَاء فِي ال َ ّ
درجتهم بمؤاخذتهم بِذَل ِك فيستشعروا الحذر و يعتقدوا المحاسبة ليلتزموا الشكر عَلَى النعم و يعدوا الصبر عَلَى المحن بملاحظة م َا و َق َع بأهل
هَذ َا النصاب الرفيع المعصوم فكيف بمن سواهم ،ولهذا قَال صَالِ ح المري ذِك ْر د َاو ُد ب َ ْسطَة للتوابين ،قَال ابن عَطَاء لَم يَكُن م َا نص َ
الل ّه
س َل ّم وأيضًا فَيُق َال لَه ُم َ
فإن ّك ُم وَم ِن و َافَقَك ُم تَق ُولُون تَع َالَى من ق َِصّ ة صَاحِب الحُوت نَقْصً ا لَه و َلـَكِن اسْ ت ِزادة من نَب ِي ّنا صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
ج َو ّ ْزت ُم من و ُق ُوع الصغائر علهيم هِي مَغْف ُور َة عَلَى هَذ َا فَمَا ب ِغُفْرَان َ
الصّ غ َائ ِر باجتناب الكبائر ولا خلاف فِي عِصْ م َة الْأَ ن ْب ِيَاء م ِن الكبائر فَمَا َ
مَعْن َي
__________
)قوله و يعدوا( بضم أوله وكسر ثانيه مضارع أعد )قوله صالح المرى( بضم الميم وتشديد الراء و ياء للنسبة إلى مرة الواعظ الزاهد ابن
بشير بفتح الموحدة وكسر الشين المعجمة )*(
خو ْف إ ْعظَام و َتَع َُب ّد لل ّٰه لأنهم آمن ُون. ل َِل ّه ِ و َأَ ع ْلَمُك ُ ْم بِمَا أَ َت ّقِي( قَال الحا َرِث بن أسَدَ :
خو ْف ال ْمَلَائِك َة و َالْأَ ن ْب ِيَاء َ
يح ُ ّ
ِب الت ّ َو ّابِينَ و َ ُ
الل ّه تَع َالَى )إن الل ّٰه يحب َ
الل ّه قَال َ ن فِي َ
الت ّو ْبَة ِ و َالاسْ تِغْف َارِ مَعْن َي آخر لطيفا أشار إلي ْه بَعْض ال ْع ُلمَاء و َه ُو استدعاء محبة َ ف َِإ َ ّ
الل ّه و َالاسْ تِغْف َار ف ِيه مَعْن َي َ
الت ّو ْبَة، ل حِين اسْ تِدْعَاء لِمحَ َب ّة َ ال ْمُتَطَهِّرِينَ( فإحْد َاث ُ
الر ّسُل والأنبياء الاسْ تِغْف َار و َ
َالت ّو ْبَة والإنابة والأ ْو بَة فِي ك ُ ّ
Shamela.org ٢٥٠
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
بشئ م َِم ّا قررناه من أمور الشرع وأداه ع َن ر ََب ّه م ِن ال ْوَحْي ق َ ْطع ًا وعقْل ًا وشَرْعًا وَعِصْ م َت ِه ع َن الـكَذِب وَخ ُل ْف القَو ْل مُن ْذ نَب ّأه َ
الل ّه وأَ ْرسَلَه
ق َصْ دًا أَ و غَي ْر ق َصْ د و َاسْ ت ِح َالَة ذَل ِك عَلَي ْه شَرْعًا و َإجْمَاعًا و َنَظَرًا و َبُرْهان ًا وتَن ْزيه ِه عَن ْه قَب ْل ُ
الن ّب َُو ّة ق َ ْطع ًا و َتَنْز ِيه ِه ع َن الكبائر إجْمَاعًا وَع َن َ
الصّ غ َائ ِر
تحْق ِيق ًا وَع َن اسْ تِد َام َة ال َس ّهْو و َالغَفْلَة و َاسْ تِم ْرَار الغَلَط و َالنّسْيَان عَلَي ْه ف ِيم َا شَر َع َه للأمة وَع َصْ م َت ِه فِي ك ُ ّ
ل ح َالات ِه من رضى وَغَضَب وَج َد َ
يجْه َل
ن من َ
خطَرها ف َِإ ّ ن ٺَتَل َ ّقاه باليم َِين و َتَش ُ ّد عَلَي ْه يد َ
الضّ نين و َت َ ْقد ُر هَذِه الفُصُول حَقّ ق َ ْدرِه َا و َتَعْلَم عَظ ِيم قائدتها و َ َ وَم َْزح فَي َجب عَلَي ْك أَ ّ
س َل ّم أَ و يَج ُوز أَ و يَسْتَحِيل عَلَي ْه وَل َا يَعْرِف صُو َر أحْك َام ِه ل َا ي َأْ من أن يَعْتَق ِد فِي بَعْضَه َا خِلَاف م َا هِي عَلَي ْه يج ِب ل ِ َلن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ م َا َ
حي ْث ل َا ي َ ْدرِي و َي َ ْسق ُط فِي ه ُ َو ّة ال َد ّرْك الأسْ ف َل م ِن َ
الن ّار ِإذ ظَنّ البَاطِل ب ِه اعْتِق َاد وَل َا يُنَز ّه ُه ع ََم ّا ل َا َ
يج ِب أن يُضَاف إلي ْه فَيَه ْلِك من َ
صف َِي ّة
سجِد م َع َ سلَام عَلَى َ
الر ّج ُلَي ْن اللذين ر َأياه لَي ْل ًا و َه ُو مُعْت ِكف فِي الم َ ْ ل بِصَاحِب ِه د َار الب َوَار ولهذا م َا احْ تَاط عَلَي ْه ال َ ّ
م َا ل َا يَجوز عَلَي ْه يُح ّ
شي ْئًا فَتَه ْلِك َا( * هَذِه
كمَا َ
ِف فِي قُلُوب ِ ُ مج ْر َى ال َد ّ ِم و َِإن ِ ّي َ
خشِيتُ أَ ْن ي َ ْقذ َ ن اب ْ ِن آدَم َ َ
يجْرِي م ِ ِ صف َِي ّة ،ث ُم ّ قَال لهماِ :إ َ ّ
ن الشَيْطَانَ َ فَق َال لهما :إنه َ
أك ْرَم َك
الل ّه إحْد َى فوائِد م َا تَك َل ّم ْنا عَلَي ْه فِي هَذِه الفُصُول و َل َع ّل ج َاه ِل ًا ل َا يَعْلَم
َ
__________
)قوله وخطرها( بفتح الخاء والطاء المهملة أي قدرها )قوله فِي ه ُ َو ّة ال َد ّرْك( الهوة العميقة في الصحاح ودركات النار منازل أهلها والنار
دركات والجنة درجات والقعر الآخر درك ودرك.
)*(
ن ال ُ ّ
سكُوت أوْلَى و َق َد اسْ تَبَان ل َك َأن ّه م ُتَع َيَ ّن لِلْف َائِد َة التي ذَكَر ْن َاه َا ن الْك َلَام ف ِيهَا جُم ْلَة من فُضُول ال ْعِل ْم و َأَ ّ
شي ْئًا مِنْهَا ي َر َى أَ ّ
بِ جَهْلِه إذ َا سَم ِـع َ
وفائدة ثانية يظطر ِإلَيْهَا فِي ُأصُول الْفَقْه و َيُب ْت َنى عَلَيْهَا مَسَائ ِل لا ٺتعد م ِن الْفِقْه و َيُتَخَل ّص بها من تشعيب مختلفي الفقهاء فِي ع ِ َ ّدة مِنْهَا وَهِي
الن ّبِيّ صَلَ ّى
صد َق َ
س َل ّم وأفعاله و َه ُو ب َاب عظيم وأصل كَبير من أصول الفقه وَل َا بُد م ِن بنائه عَلَى َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الحكم فِي أقوال َ
س َل ّم فِي أخباره وبلاغه و ََأن ّه ل َا يجوز عَلَي ْه ال َس ّهْو ف ِيه وعصمته م ِن المخالفة فِي أفعاله عَمْدًا و َبِ حَسَب اختلافهم فِي وقوع َ
الصّ غ َائ ِر الل ّه عَلَي ْه و َ َ
َ
و َق َع خِلَاف فِي امتثال الفعل بَسْط بَيَان ِه فِي كُت ُب ذَل ِك ال ْعِل ْم فَلَا نُطَو ّل ب ِه و َفَائِد َة ثالِث َة يحتاج إليها الحاكم والمفتي فيمن أضاف ِإلَى َ
الن ّبِيّ
س َل ّم َ
شي ْئًا من هَذِه الأمور ووصفه بِهَا فعن لَم يعرف م َا يجوز وَم َا يمتنع عَلَي ْه وَم َا و َق َع الإجماع ف ِيه والخلاف َ
كي ْف يصمم صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
سل ِم حرام أَ و يسقط حقا و يضيع حرمة
فِي الفتيا فِي ذَل ِك وَم ِن أَ ي ْن يدري ه َل م َا قاله في نقص أَ و مدح فإما أَ ن يجـترئ عَلَى سفك دم م ُ ْ
س َل ّم؟ وبسبيل هَذ َا م َا ق َد اخْ تُل ِف أرْباب الأصُول وأئمة ال ْع ُلمَاء والمحققين فِي عصمة ال ْمَلَائِك َة للن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ َ
ن ال ْمَلَائِك َة مؤمنون فضلاء وأتفق أئ َِم ّة ال ْمُسْل ِمِين أَ ّ
ن حُكْم المُرْسَلِين مِنْه ُم حُكْم فصل فِي القَو ْل فِي عصمة ال ْمَلَائِكَة ِ أجمع ال ْمُسْل ِم ُون عَلَى أَ ّ
والت ّب ْلِيغ ِإلَيْه ِم كالْأَ ن ْب ِيَاء م َع ا ْل ُأم َم واختلفوا فِي غَي ْر ال ْمُرْسَلِين مِنْه ُم
حق ُوق الْأَ ن ْب ِيَاء َ
الن ّب ِيّين سواء فِي الع ِصْ م َة م َِم ّا ذَكَر ْن َا عِصْ متَه ُم مِن ْه و َأَ َ ّنه ُم فِي ُ
َ
Shamela.org ٢٥١
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه ن هَذِه الأخْ بَار لَم يُرْو منها شئ ل َا َ
سق ِيم وَل َا صَ ح ِيح ع َن رَسُول َ و َاب ْن ع ََب ّاس فِي خبرهِمَا واب ْتلائِهِم َا ،فاعلم أك ْرَم َك َ
الل ّه أَ ّ
شي ْئًا يُؤْخ َذ بِق ِيَاس و َال َ ّذ ِي مِن ْه فِي الْقُر ْآن اخْ تَلف ال ْمُفَس ِّر ُون فِي مَعْنَاه ،و َأن ْك َر م َا قَال بَعْضُه ُم ف ِيه كَثير م ِن ال َ ّ
سلَف كَمَا س َل ّم و َلَي ْس ه ُو َ
وَ َ
الل ّه أَ َ ّول
سنذكره ،وهذه الْأَ خْ بَار من كُت ُب اليَه ُود و َاف ْتِر َائِه ِم كَمَا ن َ َصّ ه َ
الآيات م ِن اف ْتِر َائِه ِم بِذَل ِك عَلَى سُلَيْم َان وت َ ْكف ِيرِه ِم إ َي ّاه ،و َق َد انْطَو َت الْق َِصّ ة عَلَى شُن َع عَظ ِيم َة وها نحن نحـبر فِي ذَل ِك م َا يشكف غِطَاء
هَذِه
الل ّه فاخْ تُل ِف أ َ ّول ًا فِي ه َار ُوت وم َار ُوت ه َل هما م َلَك َان أَ و إنْس َِي ّان ،و َه َل هما المُرَاد ب َال ْمَلـَكَي ْن أم ل َا ،وهل القراءة
ن شَاء َ
الإشْ ك َالات إ ّ
الل ّه تَع َالَى أمْتَحَن َ
الن ّاس ن َ ن م ِنْ أحد( نافية أو موجية؟ ف َأكْ ث َر ال ْمُفَسّر ِين أَ ّ
م َلـَكَي ْن أو مل ِـكَي ْن ،وهل م َا فِي قَو ْله )وَم َا أنزل( )وَم َا يُع َل ِّمَا ِ
ن فِت ْن َة ٌ فَلا ت َ ْكفُر ْ( وتعليمهما )إ َن ّمَا َ
نح ْ ُ الل ّه تَع َالَى ِ كفْر ،فَم َن تَع ََل ّم َه َ
كف َر ،وَم ِن ت َرَك َه آم َن ،قَال َ ب ِال ْمَلـَكَي ْن لِتَعْل ِيم السّحْ ر و َتَبيين ِه و َأن ع َمَلَه ُ
الن ّاس لَه تَعْل ِيم إنْذ َار أَ ي يَق ُولان لم َِن ج َاء يَطْلُب تَع َُل ّم َه ل َا ت َ ْفع َلُوا كذا ف َ َإن ّه يُف ََر ّق بَي ْن ال ْمَر ْء وَز َ ْوجِه وَل َا تَتَخَي ّلُوا بِكَذ َا ف َ َإن ّه سِ ح ْر فَلَا ت َ ْكف ُر ُوا
َ
ف َعَلَى هَذ َا فِعْل ال ْمَلـَكَيْنِ طَاع َة و َتَص َ ُرّفُهُم َا ف ِيم َا أمرا ب ِه لَي ْس بِمَعْصِ ي َة وَهِي لغَيْرِهِمَا ف ِتَْن َة ،وَرَو َى ابن وَه ْب ع َن خ َالِد بن أَ بِي ِعم ْرَان َأن ّه ذَك َر
نح ْن ننزههما ع َن هَذ َا فَق َرأ بعضهم )وما أنزل على الملـكين( فَق َال خ َالِد لَم يُنْز َل عَلَيْهَم َا
عِنْد َه هاروت وماروت وأنهما يُع َلّمَان السّحْ ر فَق َال َ
فَهَذ َا خ َالِد عَلَى ج َلَالَت ِه وعلمه نزههما ع َن تعليم السحر ال َ ّذ ِي ق َد ذَك َر غَيْر ِه انهما مأذون لهما فِي تعليمه بشر يطة أن يبيننا َأن ّه كفر و ََأن ّه
الل ّه وابتلاء ،فكيف ل َا ينزههما ع َن كبائر المعاصي والـكفر المذكورة فِي تِل ْك الْأَ خْ بَار ،وقوله خ َالِد لَم ينزل يريد أَ ّ
ن )م َا( امتحان م ِن َ
نافية و َه ُو قَو ْل ابن ع ََب ّاس ،قَال مَكّيّ وتقدير الْك َلَام وَم َا كفر سُلَيْم َان يريد بالسحر ال َ ّذ ِي افتعلته عَلَي ْه الشياطين واتبعهم فِي ذَل ِك اليهود
الل ّه فِي ذَل ِك
جبْر ِيل وميكائيل ادعى اليهود عليهما المجئ ب ِه كَمَا ادعوا عَلَى سُلَيْم َان فأكذبهم َ
وَم َا أنزل عَلَى الملـكين ،قَال مَكّيّ هما ِ
سِحْ ر َ.
اس ال ّ كف َر ُوا يُع َل ِّم ُونَ َ
الن ّ َ و َلـَك َِنّ ال َ ّ
شيَاطِينَ َ
ببابل هاروت وماروت:
ق ِيل :هما رَج ُلان تعلماه ،قَال الْحَسَن :هار ُوت ومار ُوت علجان من أهل بابل ،وقرأ ،وَم َا ُأنْز ِ َ
ل عَلَى ال ْمَل ِـكَيْنِ بِكَس ْر َ
الل ّام وتكون )م َا(
إ يجَاب ًا عَلَى هَذ َا ،وَكَذَل ِك قراءة عَب ْد َ
الر ّحْمن بن أبزى بكسر اللام ،ولـكنه قَال الملكان ه ُنَا د َاو ُد وسليمان وتكون )م َا( نفيًا عَلَى م َا
الل ّه ،حكاه ال َ ّ
سمْر َقَنْدِيّ والقراءة بكسر اللام شاذة فمحمل الآيَة عَلَى تقدير أَ بِي مُحَم ّد تقدم ،و َق ِيل :كانا ملـكين من بَنِي إسرائيل فمسخهما َ
الل ّه َ
الل ّه بأنهم مطهرون و )ك ِرَا ٍم ب َرَرَة ٍ( و )لا يَعْصُونَ َ
حسَن ينزه ال ْمَلَائِك َة ويذهب الرجس عَنْه ُم و يطهرهم تطهيرا و َق َد وصفهم َ
مَكّيّ َ
م َا أَ م َرَهُمْ( ومما يذكرونه ق َِصّ ة إبليس و ََأن ّه ك َان م ِن ال ْمَلَائِك َة ورئيسا فبهم وم ِن خزان الْجَ ّنة ِإلَى آخر م َا حكوه و ََأن ّه استثناه م ِن ال ْمَلَائِك َة
Shamela.org ٢٥٢
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
يس( و َهَذ َا أيْضًا لَم يتفق عَلَي ْه بَل الأكثر ينفون ذَل ِك و ََأن ّه أَ بُو الجن كَمَا آد َم أو الإنس وهو قوله الْحَسَن وقتادة
بِقَو ْلِه )فَسَجَد ُوا ِإلا ِإ بْل ِ َ
و َاب ْن ز َي ْد ،و َقَال شهر بن حوشب ك َان م ِن الج ِنّ ال َ ّذ ِين طَرَدَتْه ُم ال ْمَلَائِك َة فِي الْأَ رْض حِين أفْسَد ُوا ،و َالاسْ تث ْنَاء من غَي ْر الجن ْس شَائع فِي
الل ّه فحرقوا
ن خلق ًا م ِن ال ْمَلَائِك َة عصوا َ
ن( ومما رووه في الْأَ خْ بَار أَ ّ الل ّه تَع َالَى )م َا لَه ُ ْم بِه ِ م ِنْ عِلْم ٍ ِإلا ات ّبَِاعَ ال َ ّ
ظ ِّ ك َلَام ال ْع َر َب سائغ و َق َد قَال َ
الل ّه إ َلّا إبليس فِي أخبار ل َا أصل لَهَا تردها صحاح الْأَ خْ بَار
ن يسجدوا لآدم فأبوا فحرقوا ث ُم ّ أخرون كَذَل ِك ح ََت ّى سجد لَه من ذَك َر َ
وأمروا أَ ّ
فَلَا يشتغل بِهِا والل ّٰه أعلم
__________
)قوله علجان( العلج بكسر العين المهملة وسكون اللام بعدها جيم :الرجل من كفار
العجم وغيرهم )قوله أبزى( بفتح الهمزة وسكون الموحدة وفى آخره الف مقصورة اختلف في صحبته )قوله ابن حوشب( بفتح الهاء
المهملة وسكون الواو وفتح الشين المعجمة بعدها موحدة )(*) (٢ - ١٢
الباب الثاني فيما يخصهم في الأمور الدنيو ية وما يطرأ عليهم من العوارض البشر ية ٤.٢
ال ْبَاب الثاني فيما يخصهم فِي الأمور الدنيو ية وَم َا يطرأ عَلَيْه ِم م ِن العوارض البشر ية
ن جسمه وظاهره خالص للبشر يجوز عليه من الآفات والتغييرات س َل ّم وَسَائ ِر الْأَ ن ْب ِيَاء و ُ
َالر ّسُل م ِن البشر و َأَ ّ ق َد ق َ ّدمْنَا َأن ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
ن الشئ َإن ّمَا يسمى ناقصً ا بالإضافة ِإلَى م َا ه ُو
والآلام والأسقام وتجزع كأس الحمام م َا يجوز عَلَى البشر و َهَذ َا كله لَي ْس بنقيصة ف ِيه ل ِأَ ّ
الل ّه تَع َالَى عَلَى أَ ه ْل هَذِه الدار ف ِيهَا يحيون وفيها يموتون وَمِنْهَا يخرجون وخلق جميع البشر بمدرجة
أتم مِن ْه وأكمل من نوعه و َق َد كَت َب َ
س َل ّم واشتكى وأصابه الحر والقر وأدركه الجوع والعطش ولحقه الغضب والضجر وناله الإعياء والتعب الغير فَق َد مرض صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
ومسسه الضعف والـكبر وسقط فجحش شقه وشجه الـكفار وكسروا رباعيته وسقي السم وسحر وتداوى واحتجم وتنشر وتعوذ ث ُم ّ قضى
س َل ّم ولحق بالرفيق الأعلى وتخلص من د َار الامْت ِح َان و َالبَل ْو َى و َهَذِه سِمَات الب َش َر نحبه فتوفي صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
__________
)قوله بمدرجة الغير( المدرجة بفتح الميم وسكون الدال :المذهب والمسلك ،والغير بكسر الغين المعجمة وفتح المثناة التحتية :الاسم من
قولك غيرت الشئ فتغير )قوله فجحش( بضم الجيم وكسر الحاء المهملة بعدها شين معجمة :أي خدش )قوله السم(
بتثليث السين والأفصح فتحها و يليه بضم )قوله وتنشر( من النشرة وهى الرقية والتعويذ )قوله بالرفيق الأعلى( قال ابن الأثير وهو
الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون وقيل هو مرتفق الجنة ،وقيل الرفيق الأعلى :الل ّٰه تعالى لأنه رفيق بعباده وقال ابن قرقول :أهل
اللغة لا يعرفون هذا ،ولعله تصحيف من الرفيع )*(
الل ّه ذَل ِك
مح ِيص عَنْهَا و َأَ صَاب غَيْر ِه م ِن الْأَ ن ْب ِيَاء م َا ه ُو أَ ْعظَم مِن ْه فَق ُت ّلُوا قَت ْل ًا وَرُم ُوا في النار ونشروا بال ْمَنَاشِير وَمِنْه ُم من و َقَاه َ
التي ل َا َ
الن ّاس فَلَئِن لَم يَكْف نَبَي ّنَا ر ََب ّه ي َد ابن قمَ ِئ َة يَو ْم ُأح ُد وَل َا حَ ج َب َه ع َن ع ُي ُون
صم َه كَمَا عُص ِم بَعْد نَب ُِي ّنَا م ِن َ
فِي بَعْض الأوْقَات وَمِنْه ُم من ع َ َ
جهْل و َف َر َس
سي ْف غَوْر َث و َحَ ج َر أَ بِي َ عِد َاه عِن ْد دَعْوَت ِه أَ ه ْل ال َ ّ
طائ ِف فَلَق َد أَ خ َذ عَلَى ع ُيون ق ُر َي ْش عِن ْد خُر ُوجِه ِإلَى ثَو ْر و َأ ْمسَك عَن ْه َ
ح ْ
كمَت ِه م اليَه ُود َِي ّة وهكذا سَائ ِر أن ْب ِيَائ ِه مُب ْتَلى وَم ُع َافى وَذَل ِك من تَمَام ِ
سُر َاق َة و َلئَِن لَم يَق ِه من سِ ح ْر ابن الأعْص َم فلقد و َقَاه م َا ه ُو أ ْعظَم من س َ ّ
ح َ ّقق بامْت ِح َانِه ِم بَشَر َِي ّتَه ُم و َيَرْتَف ِـع الال ْت ِبَاس ع َن أَ ه ْل الضعف ف ِيه ِملِي ُ ْظه ِر شَر َفَه ُم فِي هَذِه المَق َام َات و َيُبېَ ّن أمْرَه ُم و َيُت ِم ّ كَل ِمَت َه ف ِيه ِم و َلِي ُ َ
ضل ّوا بِمَا ي َ ْظه َر م ِن الع َج َائ ِب عَلَى أيديهم ضَلَال النصاري ب ِع ِيس َى ابن م َْر ي َم وليكون فِي محنهم تسلية لأممهم ووفور لأجورِه ِم عِن ْد لئل ًا ي َ ُ
تخ ْت َّص ب ِأجْ سَامِه ِم ال ْب َش َر َي ّة المقصود بِهَا
َالت ّغْيير َات الم َ ْذكُور َة َإن ّمَا َ
ربهم تَمَام ًا عَلَى ال َ ّذ ِي أحسن ِإلَيْه ِم ،قَال بَعْض المحُ َ ّقق ِين وهذه الطوارى و َ
مُق َاوم َة البشر ومعناة بَنِي آد َم لمُشَاكَلة الجِن ْس و َأَ َمّا بوَاطِنُه ُم فمنزهه غالبًا ع َن ذَل ِك معصومة منه متعلقة بالملإ الأع ْلَى و َال ْمَلَائِك َة لأخْذِه َا
)إن ِ ّي لَسْتُ كهيئتكم إني أبيت يطعمني ن عَي ْن َيّ تَنَام َا ِ
ن وَل َا يَنَام ُ قَلْبِي( و َقَال ِ )إ َ ّ
عَنْه ُم و َتلََقّيهَا الوَحْي مِنْه ُم قال وقد قال صلى الل ّٰه عليه وسلم ِ
Shamela.org ٢٥٣
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
ل )لَسْتُ
ربي ويسقيني( و َقَا َ
ن الآفات التي تحل ظاهرة من ضعف وجوع أَ ن ْسَى و َلـَكِنْ ُأنسَ ّى لِيُسْت َ ّن بِي( ف َأخْب َر أَ ّ
ن س ِ َرّه و َباطِن َه وروحه خلاف جسمه وظاهره و َأَ ّ
وسهر
__________
)قوله ووشروا( يقال أشرت الخشبة إشراء ووشرتها وشرا :إذا شققتها ،مثل نشرتها ،والمئشار بالهمزة :المنشار بالنون ،وقد تترك الهمزة
)*(
فصل فإن قلت فقد جاءت الأخبار الصحيحة أنه صلى الل ّٰه عليه وسلم سحر ٤.٢.١
Shamela.org ٢٥٤
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
ل فَق َالَ) :م َا تَصْ ن َع ُونَ؟( قَالُوا :ك َُن ّا نَصْ ن َع ُه ُ ،قَالَ) :لَع َل ّـك ُ ْم س َل ّم َ ال ْمَدِين َة َ و َه ُ ْم ي ُأَ ب ّ ِر ُونَ َ
الن ّخْ َ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ابن خَد ٍِيج قَالَ :قَدِم َ رَسُو ُ
Shamela.org ٢٥٥
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
)إ َن ّمَا أَ ن َا بَشَر ٌ ِإذ َا أمرتكم بشئ م ِنْ دِينِك ُ ْم فَخُذ ُوا بِه ِ و َِإذ َا أم َْرتُك ُ ْم بشئ من
ك لَه ُفَق َالَِ : لَو ْ ل َ ْم تَفْع َلُوا ك َانَ خَيْر ًا( فَتَرَكُوه ُ فَنَفَض ْ
َت ،فَذَك َر ُوا ذَل ِ َ
ِيث اب ْ ِن
ن( و َفِي حَد ِ )إ َن ّمَا ظَنَن ْتُ ظنا فلا تؤاخذني ب ِال َ ّ
ظ ِّ س )أَ ن ْتُم ْ أَ ع ْلَم ُ ب ِأَ ْمر ِ دُن ْيَاكُمْ( و َفِي حَد ٍ
ِيث آخَر َ ِ رأى ف َِإ َن ّمَا أَ ن َا بَشَر ٌ( و َفِي رِو َايَة ِ أَ ن َ ٍ
ف َِإ َن ّمَا أَ ن َا بَشَر ٌ أخطئ و َ ُأصِيبُ ( و َهَذ َا عَلَى م َا ق ََر ّرْن َاه ف ِيم َا قاله من ق ِب َل ن َ ْفسِه فِي ُأم ُور ال ُد ّن ْيَا وظنه من أحوالها ل َا م َا قاله من قَب ْل نفسه
س َل ّم ل َم ّا ن َز َ َ
ل بأدنى مياه بدر قَال لَه الحباب ابن المنذر :أهذا واجتهاده فِي شرع شرعه وسنة سنها وكما حكى ابن إسحاق َإن ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
الر ّأي والْحَر ْب والمكيدة( قَال ف َ َإن ّه لَي ْس بِمَنْز ِل،
ن نتقدمه أم ه ُو الرأي والحرب والمكيدة؟ قَال )ل َا بَل ه ُو َ
الل ّه لَي ْس لَنَا أَ ّ
منزل أنزلـكه َ
أنْه َض ح ََت ّى ن َأْ تِي أدْنى ماء من القوم فننزله ث ُم ّ نَغ َ َو ّر م َا وراءه
__________
)قوله ابن خديج(
بفتح الخاء المعجمة وكسر الدال المهملة وفى آخره جيم )قوله يأبرون( بموحدة مخففة قبل الراء ،وفى رواية الطبري يؤبرون بهمزة مفتوحة
وموحدة مشددة )قوله فنفضت( بنون وفاء وضاد معجمة أي أسقطت حملها ،قال ابن قرقول م َا عَد َا هَذ َا الرواية تصحيف )قوله
الخرص( بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء بعدها صاد مهملة :أي الحزر والتقدير )قوله الحباب( بضم الحاء المهملة وبموحدتين )قوله
حتى تعور( بالعين المهملة أو المعجمة وتشديد الواو ،قال السهيلي بضم العين المهملة وسكون الواو ،قال وقد جاء على لغة من يقول
قول القول وبوع للباع انتهى وقال الحافظ المرى تعوير القلب -بالعين المهملة -إفساده وتغويره بالمعجمة -إزالة المأمنة و َلَي ْس هَذ َا من
مقدور البشر بخلاف الأول )*(
فصل وأما ما يعتقده في أمور أحكام البشر الجار ية على يديه ٤.٢.٣
مقيد البال بمصالح ا ْل ُأ َمّة الدينية والدنيو ية و َلـَكِن هَذ َا َإن ّمَا يَكُون فِي بَعْض الأمور و يجوز في النادر و َف ِيم َا سبيله التدقيق فِي حراسة ال ُد ّن ْيَا
س َل ّم م ِن المعرفة بأمور ال ُد ّن ْيَا ودقائق مصالحها وسياسة واستثمارها ل َا فِي الـكثير المؤذن بالبله والغفلة و َق َد تواتر بالنقل عَن ْه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
فرق أهلها م َا ه ُو معجز فِي الب َشر م َِم ّا ق َد نبهنا عَلَي ْه فِي باب معجزاته من هَذ َا الْكِتَاب.
فصل و َأَ َمّا م َا يعتقده فِي أمور أحكام البشر الجار ية عَلَى يديه وقضاياهم ومعرفة المحق م ِن المبطل وعلم المصلح م ِن المفسد فبهذه السبيل
نحْوٍ م َِم ّا أسمع، ن بح َُجّ تِه ِ م ِنْ بَعْ ٍ
ض ف َأَ قْض ِي لَه ُعَلَى َ ضك ُ ْم أَ ْن يَكُونَ أَ لْح َ َ تخ ْت َصِ م ُونَ ِإل َيّ و َلَع َ َ ّ
ل بَعْ ُ )إ َن ّمَا أَ ن َا بَشَر ٌ و َِإ َن ّك ُ ْم َ
س َل ّم ِ لِقَو ْلِه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
__________
)قوله ألحن بحجته( في الصحاح اللحن -بالتحر يك -الفطنة وقد لحن وفى الحديث )ولعل أحدكم ألحن بحجته( أي أفطن بها ،ومنه
قَو ْل ع ُم َر بن عبد العزيز :عجبت لمن لاحن الناس كيف لا يعرف جوامع الكلم فاطنهم انتهى )*(
الن ّارِ( * ح َ َ ّدثَنَا الْفَق ِيه أَ بُو ال ْوَلِيد رَحِم َه الل ّٰه حدثنا الحسين
ن َ شي ْئًا ف َِإ َن ّمَا أَ قْطَ ُع لَه ُ ق ِ ْطع َة ً م ِ َ
فَم َنْ ق َضي ْتُ لَه ُ م ِنْ حَقّ ِ أَ خِيه ِ بشئ فَلَا ي َأْ خ ُ ْذ مِن ْه ُ َ
بن محمد الحافظ حدثنا أبو ع ُم َر ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو مُحَم ّد ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو بَك ْر ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو د َاو ُد ح َ َ ّدثَنَا مُحَم ّد بن كثير أَ خْبَر َن َا ُ
سفْيَان ع َن هِشَام بن ع ُْرو َة ع َن
ل س َل ّم )الْحَدِيث( و َفِي رِو َايَة ُ
الز ّهْرِيّ ع َن ع ُْرو َة( فَلَع َ َ ّ أبيه عن ز َي ْن َبَ بِن ْت ُأمّ سَلَم َة ع َن أم سَلَم َة قَالَت قَال رَسُول َ
الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
Shamela.org ٢٥٦
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
س َل ّم عَلَى ال َ ّ
ظاه ِر وَم ُوجَب غَلبَات يج ْري أحْك َام َه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ض ف َأَ حْ سَبُ أَ َن ّه ُ صَادِقٌ ف َأَ قْضِيَ لَه ُ( و ُ
ضك ُ ْم أَ ْن يَكُونَ أَ بْل َ َغ م ِنْ بَعْ ٍ
بَعْ ُ
الل ّه فِي ذَل ِك ف َ َإن ّه تَع َالَى لَو شَاء لأطْ لَع َه ح ْ
كم َة َ ظنّ ب ِشِه َاد َة ال َ ّ
شاه ِد و َيَمين الحَالف وَم ُراعَاة الأشْ ب َه وَمَعْرِف َة العْف َاص و َالْوِك َاء م َع مُقْت َض َى ِ ال َ ّ
مخَب ّآت ضَمَائر ُأ َمّت ِه فَت َولَ ّى الحُكْم بَيْنَه ُم بِمُج ََر ّد يَق ِين ِه وَع ِل ْم ِه دون ح َاج َة ِإلَى اع ْتِر َاف أَ و بَي ّن َة أَ و يَمِين أَ و ُ
شبْه َة و َلـَكِن لَم ّا عَلَى سَر َائ ِر عِبَادِه و َ ُ
الل ّه أ َمّت َه باتباعه والاقتداء ب ِه فِي أفْع َالِه و َأحْ وَالِه و َقَضَاي َاه وَسِيَر ِه وَك َان هَذ َا
أم َر َ
الل ّه ب ِه لَم يَكُن لل ْ ُأ َمّة سَب ِيل إلى الاق ْتِد َاء ب ِه فِي شئ من ذَل ِك وَل َا قَام َت حُ َ ج ّة بِق َضِ َي ّة من قَضَاي َاه لأحد لَو ك َان م َِم ّا َ
يخ ْت َّص ب ِع ِل ْم ِه و َيُؤ ْث ِر ُه َ
فِي شَر ِيعته لأ َن ّا ل َا نَعْلَم م َا ُأطْ لـِ ـع عَلَي ْه ه ُو فِي تِل ْك الْق َضِ َي ّة بح ْ
كم ِه ه ُو إذ َا في ذلك
__________
)قوله ابن كثير( هو بفتح الكاف وكسر المثلثة )قوله العفاص( بكسر العين المهملة وتخفيف الفاء وفى آخره صاد مهملة :هو الوعاء
الذى يكون فيه الشئ وفيه عفاص القارورة للجلد أي بلبسه رأسها )قوله والوكاء( بكسر الواو والمد هو الخيط الذى يشد به الوعاء ،ثم
ل م َا يربط به :صرة أو غيرها )*(
استعمل فِي ك ُ ّ
هَذ َا ف ِيم َا طر يقه الخـبر المحض م َِم ّا يدخله الصدق والـكذب فأما المعار يض الموهم ظاهرها خِلَاف باطنها فجائز ورودها مِن ْه فِي ا ْل ُأم ُور
ال ُد ّن ْيَوِ َي ّة ل َا َِ
س ّيم َا لِق َصْ د المَصْ لَح َة كَتَو ْريَته ع َن وَجْه
__________
)قوله بما أتوا( بقصر الهمزة أي بما جاؤا )قوله ولا يفصم( بالفاء والصاد المهملة :من فصم الشئ كسره من غير أن بين )*(
مَغ َاز ي ِه لِئَل ًا يأْ خ ُذ العَد ُ ّو ح ّذر َه وكما رُوِي من ممازَحِت ِه وَد ُعَابَتِه لِبَسْط أ َمّت َه وتطبيب قُلُوب ال ْمُؤْم ِنين من صَ حَابتِِه وتأْ كِيدًا فِي تَح َُب ّبِهم وَم َس َ َرّة
ل جم َل
ن كُ ّ اض؟( و َهَذ َا ك ُل ّه ِ
صدْق ل ِأَ ّ جه َا) :أَ ه ُو َ ال َ ّذ ِي ب ِعَي ْنِه ِ بَي َ ٌ
الن ّاقَة ِ و َقَو ْلُه ُ لِل ْمَر ْأَ ة ِ َال ّتِي سَأَ لَت ْه ُ ع َنْ ز َ ْو ِ
ك عَلَى اب ْ ِن َ
كقَو ْلِه لأَ ْحم ِل َن ّ َ
نُف ُوسِه ِم َ
حق ًا ،هَذ َا كُل ّه ف ِيم َا بابُه الخـَب َر * ف َأَ َمّا م َا
ل ِإ َلّا َ
ح وَل َا أَ قُو ُ س َل ّم ِ
)إن ِ ّي لأَ م َْز ُ ل إنْس َان بِعَي ْن ِه بَيَاض؟( و َق َد قَال صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ابن ناقة وَك ُ ّ
بابُه غَي ْر الخـَب َر م َِم ّا صُور َتُه صُور َة الأمْر و َال َنّهْ ي فِي ا ْل ُأم ُور ال ُد ّن ْي َو َي ّة فَلَا يَصِ حّ مِن ْه أيْضًا وَل َا يَج ُوز عليه أن يأمرا أحدا بشئ أَ و يَنْهي أحدًا
ْب؟ س َل ّم )م َا كان لنبي أَ ْن تَكُونَ لَه ُ خ َائنِ َة ُ الأَ ع ْيُنِ( ف َ َ
كي َْف أَ ْن تَكُونَ لَه ُ خ َائنِ َة ُ قَل ٍ عن شئ و َه ُو يُبْط ِن خلافه و َق َد قَال صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
الل ّه
ك زوجك( الآية؟ فاع ْلَم أَ ك ْرَم َك َ ل ل َِل ّذ ِي أَ ن ْعَم َ َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َأَ ن ْعَمْتَ عَلَيْه ِ أَ ْمسِكْ عَلَي ْ َ ف َِإ ْن قلت فما معني قوله تعالى في ق َِصّ ة ِ ز َيْدٍ )و َِإ ْذ تَق ُو ُ
Shamela.org ٢٥٧
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
الل ّه تَع َالَى ك َان أَ ع ْلَم نَب َِي ّه أن ز َي ْن َب سَتَكُون من أزَو َاجِه فَلَم ّا
ن َ الت ّفْسير ع َن عَلِيّ بن حسين أَ ّال ْمُفَسّر ِين و َأصَ ح ّ م َا فِي هَذ َا م َا حَك َاه أَ ه ْل َ
__________
ك عَلَى اب ْ ِن الناقة( هو بكسر الكاف خطاب لحاضنته أم أيمن لما روى سعد )قوله ودعابته( بضم الدال المهملة أي مزاحه )قوله لأَ ْحم ِل َن ّ َ
بإسناده أن أم أيمن جاءت إلى رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم فقالت احملني قال )احملك على ولد الناقة( فقالت إليه إنه لا يطيقني.
فقال )لا أحملك إلا على ولد الناقة والإبل كلها ولد النوق( )قوله خائنة الأعين( قال ابن الصلاح في مشكله قيل هي الإيماء بالعين
س َل ّم َ وجهه في غزوة مؤنة )قوله أن زينب( هي الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ وقيل مفارقة النظر )قوله في قصة زيد( هو ابن حارثة مَو ْلَى رَسُو ِ
بنت جحش وفى أزواجه عليه السلام زينب أخرى بنت )*(
الل ّه مُب ْدي ِه وَم ُ ْظه ِر ُه
الل ّهَ( وأخْ فَى مِن ْه فِي ن َ ْفسِه ما أعلمه الل ّٰه به من أنه يتزوجها بما َ ق َك و ََات ّ ِ
ك ز َ ْوج َ َ
شك َاه َا إلي ْه زيد قَال لَه )أَ ْمسِكْ عَلَي ْ َ
َ
الل ّه ي ُز َ ّوج ُه
ن َ س َل ّم يُعْل ِم ُه أَ ّ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ جبْر ِيل عَلَى َ بِتمََام ال َت ّزْوِيج وَطَلَاق ز َي ْد لَهَا ،وَرَو َى نحو عَم ْرو بن فائِد ع َن ُ
الز ّهْرِيّ قَال ن َز َل ِ
الل ّه ِ مَفْع ُولا( أي ل َا
ز َي ْن َب بِنت جَ ح ْش فَذ َل ِك ال َ ّذ ِي أخْ فَى فِي ن َ ْفسِه ،و يُص ََحّ ح هَذ َا قَو ْل ال ْمُفَسّر ِين فِي قَو ْلِه تَع َالَى بَعْد هَذ َا )وَك َانَ أَ مْرُ َ
س َل ّم م َِم ّا ك َان أع ْلَم َه ل َأن ّه ال َ ّذ ِي أخْ ف َاه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ن الل ّٰه لَم يُب ْد من أ ْمر ِه معها غَي ْر زَو َاجِه لَهَا ،فَد َ ّ جه َا ،و َي ُ ِ
وضح هَذ َا أَ ّ ب ُ ّد ل َك أن تَتَز َ َ ّو َ
ل َأن ّه لَم يَكُن عَلَي ْه حرج فِي الأمر،
الل ّه ُ لَه ُ س َُن ّة َ الل ّٰه( الآيَة ،فَد َ ّ ب ِه تَع َالَى و َقَو ْلُه تَع َالَى فِي الْق َِصّ ة) :م َا ك َانَ عَلَى َ
الن ّب ِ ِيّ م ِنْ حَر ٍَج ف ِيم َا ف َر ََض َ
الل ّه ِ فِي ال َ ّذ ِي َ
ن خ َلَو ْا م ِنْ قَبْلُ( أي الل ّه تَع َالَى) :س َُن ّة َ َ الل ّه ليؤثم نبيه ف ِيم َا أحل لَه مثال فعله لمن قبله م ِن ُ
الر ّسُل ،قَال َ قَال ال َ ّ
طبَر ِيّ م َا ك َان َ
س َل ّم عِن ْد م َا أعْجَبَت ْه ومحبته الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الن ّب ِيّين ف ِيم َا أحل لَه ُم و َلَو ك َان عَلَى م َا رُوِي فِي حَدِيث قَتَاد َة من و ُق ُوعه َا من قَل ْب َ
م ِن َ
طلاق زيد لَهَا لكان ف ِيه أعظم الحرج وَم َا ل َا يليق ب ِه من مد عَي ْنَي ْه لَم ّا
نُهِ ي عَن ْه من زهرة الحياة ال ُد ّن ْيَا ولكان هَذ َا نفس الحسد المذموم ال َ ّذ ِي ل َا يرضاه وَل َا يتسم ب ِه الأتقياء ،فكيف سَي ّد الْأَ ن ْب ِيَاء؟ قَال
س َل ّم وبفضله وكيف يقال رآها فأعجبته وَهِي بِن ْت عمته و َلَم الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الْقُشَيْر ِيّ و َهَذ َا إقدام عظيم من قائله وقلة معرفة بحق َ
يزل يراها
__________
خريمة تزوجها فِي ش َ ْهرِ رَمَضَانَ على رأس أخذ وثلاثين شهرا من الهجرة ومكثت عنده ثمانية أشهر وتوفيت ودفنت بالبقيع )قوله ابن
فائد( بالفاء وكذا ذكره ابن ماكولا )قوله وَهِي بِن ْت عمته( لأن أمها أمية بنت عبد المطلب )*(
الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه الل ّه طلاق زيد لَهَا وتزويج َ س َل ّم و َه ُو زوجها لزيد؟ و َِإ َن ّمَا َ
جع َل َ مُن ْذ ولدت وَل َا ك َان النّسَاء يحتجبن مِن ْه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
س َل ّم إياها لإزالة حرمة التبني وإبطال سنته كَمَا قَال) :م َا ك َانَ مُح َم ّدٌ أَ ب َا أَ حَدٍ م ِنْ رِج َالـِكُمْ( * وقال )لكيلا يَكُونَ عَلَى ال ْمُؤْم ِنِينَ
عَلَي ْه و َ َ
س َل ّم ل ِز َي ْد الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ن ق ِيل فَمَا الفائدة فِي أمر َ الل ّي ْث ال َ ّ
سمْر َقَنْدِيّ ف َِإ ّ نح ْو َه لابن فورك ،و َقَال أَ بُو َ
َاج أَ ْدعِيَائِهِمْ( ،و َ َ
ج فِي أَ ْزو ِ
حَر َ ٌ
س َل ّم ع َن طلاقها ِإذ لَم تكن بَيْنَهُم َا ألفة وأخفى فِي نفسه م َا أعلمه الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الل ّه أَ ع ْلَم نبيه أ َ ّنهَا زوجته فنهاه َ
ن َ كه َا فَه ُو أَ ّ
بإ ْمسَا ِ
الل ّه بزواجها ليُبَاح مِث ْل ذَل ِك لأمته كما قال تعالى )لكيلا يَكُونَ عَلَى الل ّه ب ِه فَلَم ّا طلقها زيد خشي قَو ْل َ
الن ّاس يتزوج امْرَأَ ة ابنه فأمره َ َ
َاج أَ ْدعِيَائِهِمْ( و َق َد ق ِيل ك َان أمره لزيد بإمساكها قمع ًا للشهوة ورد ًا للنفس ع َن هواها وهذا إذا جوزنا عَلَي ْه َأن ّه
ج فِي أَ ْزو ِ
ال ْمُؤْم ِنِينَ حَر َ ٌ
رآها فجأة واستحسنها ومثل هَذ َا ل َا نكرة ف ِيه لَم ّا طبع عَلَي ْه ابن آد َم م ِن استحسانه الْحَسَن ونظرة الفجأة معفو عنها ث ُم ّ قمع نفسه عَنْهَا وأمر
زيد ًا بإمساكها و َِإ َن ّمَا تنكر
تِل ْك الز يادات َال ّتِي فِي الْق َِصّ ة والتعو يل والأولى م َا ذكرناه ع َن عَلِيّ بن حسين وحكاه ال َ ّ
سمْر َقَنْدِيّ وهو قول ابن عَطَاء واستحسنه الْق َاض ِي
س َل ّم منزه ع َن َالن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الت ّ ْفسِير ،قَال و َ
الْقُشَيْر ِيّ وعليه عول أَ بُو بَك ْر بن فورك و َقَال َإن ّه مَعْن َي ذَل ِك عِن ْد المحققين من أَ ه ْل َ
Shamela.org ٢٥٨
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
فصل فإن قلت قد تقررت عصمته صلى الل ّٰه عليه وسلم ٤.٢.٥
س َل ّم فَق َد أخطأ قَال و َلَي ْس مَعْن َي الخشية ه ُنَا الخوف و َِإ َن ّمَا مَعْنَاه الاستحياء أَ ي يستحيي مِنْه ُم أَ ّ
ن يقولوا تزوج ز َ ْوج َة بالنبي صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
س َل ّم م ِن َ
الن ّاس ك َان َت من إرجاف المنافقين واليهود تشغيبهم عَلَى ال ْمُسْل ِمِين بقولهم تزوج ز َ ْوج َة ابنه بَعْد ن خشيته صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ابنه و َأَ ّ
الل ّه عَلَى هَذ َا ونَز ّه َه ع َن الال ْتِف َات ِإلَيْه ِم ف ِيم َا أحَلّه لَه كَمَا ع َتَب َه عَلَى م ُرَاعَاة رَض ِي أزواجه
نهيه ع َن نكاح حلائل الأبناء كَمَا ك َان ف َعتَب َه َ
اس و ََالل ّه ُ أَ ح َُقّ أن تخشاه( و َق َد رُوِي ع َن تخ ْش َى َ
الن ّ َ الل ّه ُ لَكَ( الآيَة ،كَذَل ِك قَو ْله :لَه هه ُنَا )و َ َ ل َ في سورة التحريم بقوله) :لِم َ تُح َرِ ّم ُ م َا أَ ح َ َ ّ
س َل ّم َ
شي ْئًا لـَكَتم هذا الآيَة لَم ّا ف ِيهَا من عَت ْب ِه و َإبْد َاء م َا أخْ ف َاه الل ّه صلى الل ّٰه عليه و َ َ
الْحَسَن وعائشة :لَو كَتَم رَسُول َ
س َل ّم فِي أق ْوَاله فِي جَم ِيع أَ حْ وَالِه و ََأن ّه ل َا يَصِ حّ مِن ْه ف ِيهَا خ ُل ْف وَل َا اضْ ط ِرَاب فِي عَم ْد ن قلُ ْت ق َد تَق َرّر َت عِصْ م َت ُه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ فصل ف َِإ ّ
س َل ّم ال َ ّذ ِي صح ّة وَل َا م َرَض وَل َا ج َ ّد وَل َا م َْزح وَل َا رِض ّى وَل َا غَضَب و َلـَكِن م َا مَعْن َي الْحَدِيث فِي وَص َِي ّت ِه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ وَل َا سَهْو وَل َا ِ َ
ل ح َ َ ّدثَنَا الْق َاض ِي أَ بُو ال ْوَلِيدِ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو ذ َ ٍرّ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو مُحَم ّدٍ و َأَ بُو الهيثم و َأَ بُو ِإ ْسحَاقَ قَالُوا ح َ َ ّدثَنَا ح َ َ ّدثَنَا بِه ِ الْق َاض ِي ال َش ّه ِيد ُ أَ بُو عَل ِ ٍيّ رَحِم َه ُ َ
الل ّه ُ قَا َ
الل ّه ِ
ن ع ُبَيْدِ َ
ِي ع َ ِ ن ُ
الز ّهْر ّ ِ ن ه َم ّا ٍم أَ خْبَر َن َا مَعْم َر ٌ ع َ ِ
ق بْ ُ الل ّه ِ ح َ َ ّدثَنَا عَبْد ُ َ
الر ّ َزّا ِ ل ح َ َ ّدثَنَا عَل ِ ُيّ ب ْ ُ
ن عَبْدِ َ ُف ح َ َ ّدثَنَا مُح َم ّد ُ ب ْ ُ
ن ِإسْمَاعِي َ ن يُوس َمُح َم ّد ُ ب ْ ُ
__________
الر ّ َزّاق( ع َن همام عن معمر( هذا يقع في كثير من النسخ والصواب ما في بعضها وهو عبد الراق بن همام أو عَب ْد الر ّزّاق
َ َ )قوله عَب ْد َ
ع َن معمر لأن عبد الرزاق لا يروى = )*(
س َل ّم َ )ه َل ُم ّوا الن ّب ِ ُيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ل فَق َا َ س َل ّم َ و َفِي ال ْبَي ِ
ْت رِج َا ٌ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ س قَال لَم ّا احْ تُضِر َ رَسُو ُ الل ّه ِ ع َ ِ
ن اب ْ ِن ع ََب ّا ٍ ابن عَبْدِ َ
س َل ّم َ ق َ ْد غَلَب َه ُ ال ْو َ َ
ج ُع )الْحَدِيثَ ( و َفِي رِو َايَة )آتُونِي أَ كْ ت ُْب الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ ن رَسُو َ أَ كْ ت ُبُ لـَك ُ ْم ك ِتَاب ًا لَنْ تَضِ ُل ّوا بَعْدَه ُ( فَق َا َ
ل بَعْضُه ُ ْم ِإ َ ّ
الن ّب ِ َيّ
ن َ ض طُر ُقِه ِِ :إ َ ّ
ن ال َ ّذ ِي أَ ن َا ف ِيه ِ خَيْر ٌ( و َفِي بَعْ ِ لـَك ُ ْم ك ِتَاب ًا لَنْ تَضِ ُل ّوا بَعْدِي أَ بَد ًا( فَتَنَازَع ُوا فقالوا ماله أَ هَج َرَ :اسْ ت َ ْفهِم ُوه ُ ،فَق َا َ
ل )دَع ُونِي ف َِإ َ ّ
س َل ّم َ يَهْجُر ُ. صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
س َل ّم ق َد اشتد ب ِه الوجع وعندنا ك ِتَاب َ
الل ّه حسبنا وكثر الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ن َ هج ْر ،ويروى أهجرًا ،و َف ِيه فَق َال ع ُم َر إ ّ
و َفِي رِو َايَة هَج َر ويُرْوى أ ُ
س َل ّم ك ِتَاب ًا الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ اللعط فمال ق ُوم ُوا ع ََن ّي و َفِي رِو َايَة و َاخْ تَلَف أَ ه ْل البَي ْت و َاخْ ت َ َ
صم ُوا فمَِنْه ُم من يَق ُول ق َرِّبوا يَكْت ُب لـَك ُم رَسُول َ
س َل ّم غَي ْر معصوم م ِن الأمْرَاض وَم َا يَكُون من ع َوَارِضِه َا الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ وَمِنْه ُم من يَق ُول ما قَال ع ُم َر ،قَال أئ َِم ّتُنَا فِي هَذ َا الْحَدِيث أن َ
سمِه مَعْصُوم أن يَكُون مِن ْه م ِن القَو ْل أث ْنَاء ذَل ِك م َا يَطْع َن فِي مُعْجِزَت ِه و َيُؤَدِي إلى فَسَاد فِي نح ْو َه م َِم ّا يَطْرَأ عَلَى ِ
ج ْ من شِدة وَجَع غشى و َ َ
شَر ِيع َت ِه من هَذ َي َان أَ و اخْ ت ِلال فِي الكلام.
و َعَلَى هَذ َا ل َا يَصِ حّ ظَاه ِر رِو َايَة من روى فِي الحديث هجر
__________
= عن همام واسم أبيه همام.
ويروى عن معمر.
ومعمر بفتح الميمين وسكون العين المهملة )قوله أهجر( بفتح الهمزة والهاء والجيم و َفِي رِو َايَة هَج َر بفتح الهاء والجيم من غير همزة.
وفى رواية أهجر بفتح الهمزة وضم الهاء قال ابن الأثير أي هل تغير كلامه واختلط لما به من المرض.
Shamela.org ٢٥٩
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
وهذا أحسن ما يقال فيه ولا يجعل إخبارا فيكون من الفحش والهذيان والقائل كان عمر لا يظن به ذلك انتهى ،وقد أفرد ابن دحية
هذه اللفظة بتأليف )*(
هج ْرًا إذ هذى ،وأهجر هجرا إذ َا أفْحَش ،و َأَ هَج َر تَعْدية هَج َر ،و َِإ َن ّمَا الأصَ ح ّ و َالأوْلى أَ هَج َر؟ عَلَى َطرِ يق الإن ْكار عَلَى من
ِإذ مَعْنَاه هذى يُق َال هَجر ُ
الر ّو َاة فِي حَدِيث ُ
الز ّهْرِيّ المُتَقَدّم ،و َفِي حَدِيث مُح َم ّد بن سَلَام ع َن قَال لا يكتب ،هكذا رِوايَتُنَا ف ِيه في صحيح ال ْب ُخ َارِيّ من رِو َايَة جميع ُ
خشِي َ تَط َُر ّقَ المُنَافِق ِين وَم ِن فِي قَل ْبه م َرَض لَم ّا كُت ِب فِي ذَل ِك الْكِتَاب فِي الخلَ ْو َة وأن يَتَق َ َو ّلُوا فِي س َل ّم َ ،و َق َ ْد ق ِيلَِ :إ َ ّ
ن ع ُم َر َ َ الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
َ
س َل ّم لَه ُم عَلَى َطرِ يق المَشْور َة و َالاخْ ت ِبَار وهل الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ذَل ِك الأقاو يل كادّعاء الرّافِضَة الوَصِي ّة و َغَي ْر ذَل ِك ،و َق ِيل َإن ّه ك َان م ِن َ
يَت ّفق ُون عَلَى ذَل ِك أم يختلفوا(
__________
)قوله المشورة( في الصحاح :المشورة الشورى وكذلك المشورة بضم الشين ،تقول منه شاورته واستشرته )*(
Shamela.org ٢٦٠
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
مجيبًا فِي هَذ َا الْكِتَاب لَم ّا طُل ِب مِن ْه ل َا َأن ّه الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه وسلم ك َان ُ ن َ فَلَم ّا اخْ تَلَف ُوا ت َرَك َه ،و َقَالَت طَائِف َة ُأ ْ
خر َى :أن مَعْن َي الْحَدِيث أَ ّ
ل فِي مِث ْل هَذِه الْق َِصّ ة بقول
أصحَاب ِه ف َأج َاب رَغْبَتَهم وَك َر َه ذَل ِك غيرهم لِل ْعِل َل َال ّتِي ذَكَر ْن َاه َا ،و َاسْ تُدِ ّ
ابتَد َا بالأمْر ب ِه بَل اق ْتَضَاه مِن ْه بَعْض ْ
س َل ّم ف َِإ ّ
ن ك َان الأمْر فينا عَلِم ْنَاه ،وَك َرَاه َة عَلِيّ هَذ َا وقولِه :والل ّٰه ل َا أفْع َل -الْحَدِيث الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الْع ََب ّاس لِعَلِيّ :انْطَلِق بنا ِإلَى رَسُول َ
الل ّه وأن تَدَع ُوني م َِم ّا طَلَب ْتُم ،وَذَك َر ن ال َ ّذ ِي أَ ن َا فيه خير :أَ ي ال َ ّذ ِي أَ ن َا ف ِيه خَي ْر من إ ْرسَال الأمْر و َتَرْ ِ
كك ُم وَك ِتَاب َ ل بِقَو ْلِه دَع ُونِي ف َِإ َ ّ
-و َاسْ تُدِ ّ
ن ال َ ّذ ِي طُل ِب ك ِتَابَه أمْر الخ ِلَاف َة بَعْد َه و َتَعْيِين ذَل ِك
أَ ّ
طبَر ُِيّ ح َ َ ّدثَنَا عَبْد ُ الْغ َافِرِ الْف َارِس ِ ُ ّ
ي ن ق ِيل فما وجه حَدِيث َه أيْضًا الذى حدثنا الْفَق ِيه ُ أَ بُو مُحَم ّدٍ الْخُشَن ِ ُيّ بِق ِرَاءَتِي عَلَيْه ِ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو عَل ِ ٍيّ ال َ ّ
فصل ف َِإ ّ
ْث ع َنْ سَع ِيدِ ب ْ ِن أَ بِي سَع ِيدٍ ع َنْ سَال ِ ٍم
اج ح َ َ ّدثَنَا قُتَي ْب َة ُ ح َ َ ّدثَنَا لَي ٌ
ن الْ َحج ّ ِ سفْيَانَ ح َ َ ّدثَنَا م ُ ْ
سل ِم ُ ب ْ ُ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو أَ حْمَد َ الْجلُُود ُِيّ قَا َ
ل ح َ َ ّدثَنَا ِإ ب ْر َاه ِيم ُ ب ْ ُ
ن ُ
Shamela.org ٢٦١
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
ك َ ّفار َة لَم ّا أصَابَه و َتَمْحِي َة لَم ّا اجْتَر َم وأن تَكُون عُق ُوبَت ُه لَه فِي ال ُد ّن ْيَا سَب َب العَفْو و َالغُفْرَان كَمَا جاء فِي الْحَدِيث الآخ َر
يجْع َل ذَل ِك لَه َ
أن َ
س َل ّم لَه الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ِيث ُ
الز ّبَي ْر وقول َ شي ْئًا ف َع ُوق ِبَ بِه ِ فِي ال ُد ّن ْيَا فَه ُو َ لَه ُ َ
ك َ ّفارَة ٌ ،ف َِإ ْن قلُ ْتَ فَمَا مَعْن َي حَد ِ ك َ
)وَم َنْ أَ صَابَ م ِنْ ذَل ِ َ
ل له ق ي َا ز ُبَي ْر ُ ح ََت ّى يَب ْل ُ َغ ال ْـ َ
كعْبَيْنِ( فَق َا َ حِينَ تَخَاصُمِه ِ م َع الْأَ نْصَارِيّ فِي شِر َاج الحَر ّة )اسْ ِ
__________
الل ّه ُ بَطْنَكَ( الذى في صحيح مسلم في كتاب الأدب عن ابن عباس )قوله تربت يمينك( قاله لأم سلمة وفى رواية لعائشة )قوله ولا أَ شْ ب َ َع َ
قال كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم فتواريت خلف باب فجاء فخطاني خطاه وقال اذهب ادع
الل ّه ُ بطنه
ل ل ِي اذهب فادع لى معاو ية ،قال فجئت فقلت هو يأكل ،فقال ل َا أَ شْ ب َ َع َ لى معاو ية ،قال فجئت فقلت هو يأكل ،قال :ث َُم ّ قَا َ
َاع )قوله عند المعتبة( بفتح المثناة الفوقية وكسرها )قوله فِي شِر َاج )قوله عقرى حلقى( قاله لصفية بنت حبى بن أخطب فِي حَ َ ج ّة ِ ال ْوَد ِ
الحَر ّة( الشراج بكسر الشين المعجمة وتخفيف الراء وفى آخره جيم جمع شرجة وهى مسيل الماء والحرة بفتح الحاء المهملة :أرض ذات
حجارة سود )*(
ق ي َا ز ُبَي ْر ُ ث َُم ّ احْب ِْس ح ََت ّى يبلغ
س َل ّم َ ث ُم ّ قَال) :اسْ ِ الل ّه ِ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ الْأَ نْصَار ُِيّ أَ ْن ك َانَ يا رسول الل ّٰه اب ْ َ
ن ع ََم ّتِكَ؟ فَتَلَو ّنَ وَجْه ُ رَسُو ِ
سل ِم مِن ْه فِي هَذِه الْق َِصّ ة أمْر ي ُريب ولـكنه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه س َل ّم م ُنَز ّه أن يَق َع بنَِفْس م ُ ْ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ن َ الجدر( الْحَدِيث فالجواب أَ ّ
الت ّو َُسّ ط و ُ
َالصّ ل ْح فَلَم ّا لَم يَرْض بِذَل ِك الآخ َر وَلَج ّ و َقَال م َا ل َا َ
يج ِب اسْ تَو ْفَى ح َ ّقه عَلَى طر يق َ س َل ّم نَد َب ُ
الز ّبَي ْر أ َ ّول ًا إلى الاق ْتِصَار عَلَى بَعْض َ وَ َ
ح َ ّقه ولهذا تَرْجَم ال ْب ُخ َارِيّ عَلَى هَذ َا الْحَدِيث) :باب إذ َا أشَار ال ِْإم َام ُ
بالصّ ل ْح فأبى( حَك َم عَلَي ْه بالحُكْم: س َل ّم ل ِ ُلز ّبَي ْر َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ َ
حقّه. س َل ّم حِينَئ ِذ ُ
للز ّبَي ْر َ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ وَذَك َر فِي آخِر الْحَدِيث :فاسْ تَو ْعى رَسُول َ
ل م َا فَعَلَه فِي حال غَضَبه وَرِضَاه و ََأن ّه
س َل ّم فِي ك ُ ّ و َق َد جَع َل ال ْمُسْل ِم ُون هَذ َا الْحَدِيث أصْ ل ًا فِي ق َضِ َي ّت ِه ،و َف ِيه الاق ْتِد َاء ب ِه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
الصّ حِيح ،وَكَذَل ِك الْحَدِيث فِي إقَاد َت ِه عُك َاشَة من ن َ ْفسِه لَم يَكُن لِتَع َ ُمّد
س َل ّم فِي هَذ َا َإن ّمَا ك َان لل ّٰه تَع َالَى ل َا لِن َ ْفسِه كَمَا جاء فِي الْحَدِيث َ
عَلَي ْه و َ َ
ن عُك َاشَة قَال لَه :و َضَر َب ْت َني بالقَضَيب ،فَلَا أ ْدرِي أعْمدًا أم أرَدْت ضَرْب َ
الن ّاق َة؟ فَق َال حَمَلَه الغَضَب عَلَي ْه بَل و َق َع فِي الْحَدِيث ن َ ْفسِه أَ ّ
س َل ّم ) ُأعيذ ُك الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ َ
س َل ّم( وَكَذَل ِك فِي حَدِيث َه الآخ َر م َع الْأَ عْرَابِيّ حِين طَلب عَلَي ْه ال َ ّ
سلَام الاق ْتصَاص الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ بالل ّٰه ي َا عُك َاشَة أن يَتَعَمّد َك رَسُول َ
مِن ْه ،فَق َال الْأَ عْرَابِيّ
__________
)قوله أن كان ابن عمتك( أي من أجل ذلك حكمت له ،وعمته هي صفية أم الزبير )قوله ولج( بفتح اللام وتشديد الجيم )*(
فصل وأما أفعاله صلى الل ّٰه عليه وسلم الدنيو ية ٤.٢.٧
Shamela.org ٢٦٢
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
إلى ال ِْإسْ لَام ،ومثل هَذ َا عَلَى هَذ َا الوَجْه ق َد خَر َج من ح َد مُد َار َاة ال ُد ّن ْيَا إلى السّيَاسَة الد ّيني ّة و َق َد ك َان يَسْت َأْ لِفُه ُم بأمْوَال َ
الل ّه العَرِ يضَة
صفْوَان لَق َد أ ْعطَانِي و َه ُو أبغض الْخَل ْق ِإلَيّ فَمَا زال يعطيني ح ََت ّى صار أحب
فَكَي ْف بالكل ِم َة الل ّي ّنة؟ قَال َ
__________
)قوله في مهنته( بفتح الميم وكسرها :أي خدمته )قوله ويتسمت( أي يقصد سمته )قوله في ملاءته بضم الميم والمد )*(
Shamela.org ٢٦٣
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
الخلق إلى ،قوله ف ِيه بئس ابن العشيرة ه ُو غَي ْر غيبة بَل ه ُو تعر يف م َا علمه مِن ْه لمن لَم يعلم ليحذر حاله و يحـترز مِن ْه وَل َا يوثق بجانبه ك ُ ّ
ل
الثقة لا سيما وَك َان مطاعًا متبوعًا ،ومثل هَذ َا إذ َا ك َان لضرورة ودفع مضرة لَم يَكُن بغيبة بَل ك َان جائز ًا بَل واجبًا فِي بَعْض الأحيان
س َل ّم كَع َاد َة المحدثين فِي تجريح الرواة والمزكين فِي الشهود ،فإن ق ِيل فَمَا مَعْن َي المُعْضِ ل الوَارِد فِي حَدِيث بَر ِير َة من قَو ْلِه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
س َل ّم )اشْ تَر ِيهَا و َاشْ تَرِطِي لَهُم ُ ال ْوَل َاءَ( فَفَعَل َ ْ
ت، ن موَال ِي بَر ِير َة أَ بَو ْا بَيْعَه َا إ َلّا أَ ْن يكون لَه ُم ال ْوَل َاء فَق َال لَهَا صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ل ِع َائِش َة و َق َد أخْبَرَت ْه أَ ّ
ثَبَاتِها فَلَا اع ْتِر َاض بِهَا ِإذ يقع لَه ُم بِمَعْن َي عَلَيْه ِم قال الل ّٰه تعالىُ ) :أولَئ ِ َ
ك لَهُم ُ َ
الل ّعْن َة ُ( وقال )و َِإ ْن أَ سَأْ تُم ْ فَلَه َا( فعلى هَذ َا اشترطي عَلَيْه ِم الولاء
س َل ّم ووعظه الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ل َك و َيَكُون قيام َ
__________
)قوله المعضل( بكسر الضاد المعجمة ،اسم فاعل.
وهو الذى لا يهتدى وجهه )قوله بريرة( هي بنت صفوان ،قيل كانت قبطية وقيل حبشية )*(
ن قَو ْله صَلَ ّى الل ّٰه عليه وسلم )اشترط لَهُم ُ ال ْوَل َاءَ( لَي ْس عَلَى مَعْن َي الأمْر
لَم ّا سلف لَه ُم من شرط الولاء لأنفسهم قَب ْل ذَل ِك * وَوَجْه ثان أَ ّ
س َل ّم لَه ُم قَب ْل أَ ّ
ن ال ْوَل َاء لمن أعْت َق فَك َأنه قال: الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ن شَرْطَه لَه ُم ل َا يَنْف َعُه ُم بَعْد بَيَان َ
سوِ يَة والإع ْلام بأ ّ لـَكِن عَلَى مَعْن َي َ
الت ّ ْ
س َل ّم َ لَه ُ ْم و َت َ ْقرِ يعُه ُ ْم عَلَى الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ خ َ ْط غَي ْر ُ ن َاف ٍ
ِـع ،و َِإلَى هَذ َا ذهب الداوودى و َغَي ْرُه ُ و َتَو ْبيِ ُ )اشترطي أولا تَشْتِرِطِي ف َِإ َن ّه ُ شَر ٌ
ن ن مَعْن َي قَو ْلِه )اشْ تَرِطِي لَهُم ُ ال ْوَل َاء( أي :أظْ هِرِي لَه ُم ح ُ ْ
كم َه و َبَيّنِي عِنْد َه ُم سَن ّت َه أَ ّ َ ل هَذ َا * ال ْوَجْه الث ّال ِث أَ ّ ك يَد ُ ُ ّ
ل عَلَى ع ِل ْمِه ِ ْم بِه ِ قَب ْ َ ذَل ِ َ
ن ق ِيل فَمَا مَعْن َي فعل س َل ّم م ُبَي ّنًا ذَل ِك وَم ُو َبّ خًا عَلَى ُ
مخَالَف َة م َا تَقَدّم مِن ْه ف ِيه ،ف َِإ ّ ال ْوَل َاء َإن ّمَا ه ُو لم َِن أعْت َق ،ث ُم ّ بَعْد هَذ َا قَام ه ُو صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
سق َايَة فِي رَحْلِه و َأخَذِه باس ْم سَر ِقَتِهَا وَم َا جَر َى عَلَى إخْ وت ِه فِي ذلك وقوله إنكم لسارقون و َلَم يَسْر ِق ُوا؟
جع َل ال ّ يُوسُف عَلَي ْه ال َ ّ
سلَام بأخِيه ِإذ َ
ن فِعْل يُوسُف ك َان من أمْر الل ّٰه لقومه تعالى )كذلك؟ ؟ ؟ ؟ لِي ُوس َ
ُف م َا ك َانَ لِي َأْ خُذ َ أَ خ َاه ُ فِي ل عَلَى أَ ّ
ن الآيَة تَد ُ ّ
الل ّه أَ ّ
فاع ْلَم أك ْرَم َك َ
ن يُوسُف ك َان أع ْلَم أخاه بأن ّي أَ ن َا أخُوك
الل ّهُ( الآيَة ف َِإذ َا ك َان كَذَل ِك فَلَا اع ْتِر َاض ب ِه ك َان ف ِيه م َا ف ِيه ،وأَ يْضًا ف َِإ ّ
دِي ِن ال ْمَلِكِ ِإلا أَ ْن يَش َاء َ َ
فَلَا تَب ْتَئ ِس فكان م َا جرى عَلَي ْه بَعْد هَذ َا من و ََف ّق َه ورغبته و َعَلَى يقين من عقى الخـَي ْر لَه ب ِه و َإز َاح َة ال ُ ّ
سوء و َالمَضَر َة عَن ْه بِذَل ِك ،و َأَ َمّا قَو ْله
شبَه َه ولعل قائله
ل ُ )أَ َي ّتُهَا ال ْع ِير ُ ِإ َن ّك ُ ْم لَسَارِق ُونَ( فَلَي ْس من قَو ْل يُوسُف فَيَل ْز َم عَلَي ْه جَوَاب َ
يح ِ ّ
__________
)قوله ك َان ف ِيه م َا فيه( هو بدل من قوله فَلَا اع ْتِر َاض ب ِه جواب لإذا ،والذى فيه هو أنه كيف يجوز أن يأمر الل ّٰه بمثل هذا؟ )*(
فصل فإن قيل فما الحكمة في إجراء الأمراض وشدتها عليه ٤.٢.٨
حسّن لَه الت ّأوِ يل كائنًِا من ك َان ظنّ عَلَى صُور َة الحَال ذَل ِك و َق َد ق ِيل قَال
إن ُ
ذَل ِك لِفِعْلِه ِم قَب ْل بيِ ُوسُف و َبَي ْعِه ِم لَه و َق ِيل غَي ْر هَذ َا وَل َا يلَ ْز َم أن نُقَو ّل الْأَ ن ْب ِيَاء م َا لَم ي َأْ ت أَ َ ّنه ُم قالُوه ح ََت ّى يُطْلَب الخلََاص مِن ْه وَل َا يلَ ْز َم
الاعْتِذ َار ع َن ز َلّات غَيْرِه ِم.
الل ّه ب ِه ش ّدتِهَا عَلَي ْه و َعَلَى غَيْر ِه م ِن الْأَ ن ْب ِيَاء عَلَى جميعهم ال َ ّ
سلَام ،وَم َا ال ْوَجْه ف ِيم َا اب ْتَلاه ُم َ جر َاء الأمْرَاض و َ ِ ن ق ِيل فَمَا الح ِ ْ
كم َة فِي إ ْ فصل ف َِإ ّ
م ِن ال ْبَلَاء و َامْت ِح َانِه ِم بِمَا امتحنوا ب ِه ك َأَ ُي ّوب و َيَعْق ُوب وَدَن ْيَال و َ َ
يح ْي َى وزَكَر ِ َي ّا وَع ِيس َى ِوإب ْر َاه ِيم و َيُوسُف و َغَيْرِه ِم صلوات َ
الل ّه عَلَيْه ِم وهم
Shamela.org ٢٦٤
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
َب ُوب ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو ع ِيس َى التِّرْمِذ ُِيّ ح َ َ ّدثَنَا قُتَي ْب َة ُ ح َ َ ّدثَنَا ح ََم ّاد ُ ب ْ ُ
ن ز َيْدٍ ع َنْ عَاص ِ ِم ب ْ ِن بَهْد َلَة َ ع َنْ م ُصْ ع ِ مح ْب ٍ
ن َ ج ُّ
ي ح َ َ ّدثَنَا مُحَم ّد ُ ب ْ ُ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو عَل ِ ٍيّ ال ِّ
سن ْ ِ
ك عَن ْه ُ بِذَن ْبِه ِ ح ََت ّى يُوَافِي َ بِه ِ يَوْم َ الْق ِيَامَة ِ( و َفِي ل لَه ُ العُق ُوبَة َ فِي ال ُد ّن ْيَا ،و َِإذ َا أَ ر َاد َ َ
الل ّه ُ بِعَبْدِه ِ ال َش ّ َرّ أَ ْمسَ َ الل ّه ُ بِعَبْدِه ِ ا ْلخـَيْر َ عَج ّ َ
وسلم )إذ أَ ر َاد َ َ
ش ّد كى
الل ّه تَع َالَى ك َان بَلاؤ ُه أ َ
ل من ك َان أَ ك ْر َم عَلَى َ سمْر َقَنْد ُِيّ أَ َ ّ
ن كُ َ ّ سم َ َع تَض َ ُرّع َه ُ( وَح َك َى ال َ ّ
الل ّه ُ عَبْدًا اب ْتَلاه ُ لِي َ ْ
َب َ)إذ َا أَ ح َ ّ
ِيث آخَر َ ِ
حَد ٍ
يخ ْتَب َر ُ ب ِال ْبَلَاءِ ،و َق َ ْد حُكِي َ أَ َ ّ
ن ن ب َِالن ّارِ و َال ْمُؤْم ِ ُ
ن ُ يتبين ف َضْ لُه و َيَسْتَوْجِب الث ّوَاب كَمَا رُوِي ع َن لقمان َأن ّه قَال ي َا بُن َ ّي الذ َه َبُ و َالْف َِضّ ة ُ ُ
يخ ْتَبَر َا ِ
اب ْتِلاء يَعْق ُوب بيِ ُوسُف كان سببه التفاته في صلاته إليه و يوسف نائم
__________
)قوله ع َنْ عَاص ِ ِم ب ْ ِن بهدلة( قال الذهبي في ترجمته قال يحيى القطان ما وجدت رجلا اسمه عاصم إلا وجدته ردئ الحفظ )*(
م ر يح َه و َاشْ تهَاه و َبَك َى
شوِيّ وهما يَضْ حَك َان وَك َان لَه ُم ج َار يَتِيم ف َش َ ّ
محبة له ،وقيل :بل اجتمع يوما هو وابنه يوسف عَلَى أكْل حَم َل م َ ْ
و َبَكَت لَه ج َ َ ّدة لَه عَجُوز لِبُك َائ ِه وبينهما ِ
جد َار وَل َا علم عِن ْد يَعْق ُوب واب ْنِه ف َع ُوق ِب يَعْق ُوب بالبُك َاء أسف ًا عَلَى يُوسُف إلى أن سألت حدثتاه
و َاب ْي ََضّ ت عَي ْناه م ِن الْحُز ْن فَلَم ّا علم بِذَل ِك ك َان بَق َِي ّة حَيَات ِه ي َأْ م ُر م ُنَادِي ًا يُنَادي عَلَى َ
س ْطحِه
ن سبب بلاء أيوب َأن ّه دخل الل ّه عَلَيْهَا ،وَر ُوي ع َن َ
الل ّي ْث أَ ّ أَ ل َا من ك َان م ُ ْفط ِرًا فَل ْيَتَغ َد عِن ْد آل يَعْق ُوب وَع ُوق ِب يُوسُف بالمِح ْن َة َال ّتِي نص َ
م َع أَ ه ْل قريته عَلَى ملـكهم فكلموه فِي ظلمه وأغلظوا لَه إ َلّا أيوب ف َ َإن ّه رفق ب ِه مخافة عَلَى زرعه فعاقبه َ
الل ّه ببلائه ،ومحنة سُلَيْم َان لَم ّا ذكرناه
من نيته فِي كون الْحَقّ فِي جنبه أصهاره أَ و للعمل بالمعصية فِي داره وَل َا علم عِنْد َه و َهَذِه فائدة شدة المرض والوجع بالنبي صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه
س َل ّم الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الل ّه ر َأَ ي ْت َ
س َل ّم ،وَع َن عَب ْد َ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ س َل ّم ،قَالَت عَائِش َة م َا ر َأَ ي ْت الوجع عَلَى أَ ح َد أشد مِن ْه عَلَى رَسُول َ
وَ َ
جر ُ
ك الأَ ْ ك أَ َ ّ
ن لَ َ ن مِنْكُمْ( قلُ ْتُ ذَل ِ َ
ك رَج ُلا ِ ل أَ ج َلْ ِإن ِ ّي ُأوع َ ُ
ك كَمَا يُوع َ ُ شدِيد ًا ،قَا َ
ك وَعْك ًا َ شدِيد ًا فَق ُل ْتُ ِإ َن ّ َ
ك لَت ُوع َ ُ ك وَعْك ًا َ
فِي مرضه يُوع َ ُ
ل و ََالل ّه ِ م َا ُأطِي ُ
ق س َل ّم َ فَق َا َ الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ض َع يَدَه ُ عَلَى َ ِيث أَ بِي سَع ِيدٍ أَ َ ّ
ن رَج ُل ًا و َ َ ك كَذَلِكَ( و َفِي حَد ِ
ل )أَ ج َلْ ذَل ِ َ
م َ َّرتَيْنِ قَا َ
__________
)قوله أكل حمل( بفتح الحاء المهملة والميم ،وهو من الضأن الجذع أو دونه ،قال ابن دريد والجذع من الضأن ما تمت له سنة وقيل
أقل منها )قوله بالمحنة( بنون بعد الحاء المهملة )قوله فِي جنبه أصهاره( بجيم ونون وموحدة :في القاموس.
الجنبة والجانبة والجنب ،شق إنسان )قوله وعن عبد الل ّٰه هو ابن مسعود )*(
Shamela.org ٢٦٥
القسم الثالث فيما يجب للنبى صلى الل ّٰه عليه وسلم وما يستحيل في حقه ٤
س َل ّم )م َنْ يُرِدِ َ
الل ّه ُ بِه ِ مجَاه ِد ،و َقَال أَ بُو ه ُر َي ْر َة عَن ْه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ يج ْز َى بِمَصَائ ِبَ ال ُد ّن ْيَا فَتَكُونُ لَه ُ َ
ك َ ّفارَة ً ،وَرُوِيَ هَذ َا ع َنْ عَائِش َة َ و َأبي و ُ ُ
كه َا( و َقَال فِي رِو َايَة أَ بِي الل ّه ُ بِهَا عَن ْه ُ ح ََت ّى ال َ ّ
شوْك َة َ يُش َا ُ سل ِم َ ِإ َلّا ي ُ َ
ك ّف ِر ُ َ ب مِن ْه ُ( و َقَال فِي رِو َايَة ِ عَائِش َة َ )م َا م ِنْ م ُصِ يبَة ٍ تُصِ يبُ ال ْم ُ ْ خَيْر ًا يُصِ ْ
خطَاي َاه ُ( ك َ ّفر َالل ّٰه بها من َ
كه َا ِإ َلّا َ
شوْك َة َ يُش َا ُن وَل َا أَ ذ ًى وَل َا غ َ ٍ ّم ح ََت ّى ال َ ّ َب وَل َا ه َ ٍ ّم وَل َا ح ُ ْز ٍ
ن من نصف وَل َا وَص ٍ سَع ِيد )م َا يُصِ يب ال ْمُؤْم ِ َ
Shamela.org ٢٦٦
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
ش َ ّدة الخَو ْف من ن ُز ُول المَو ْت فَيَسْت َع ِ ّد من إصابته وعلم تعهدها له للبقاء ر ََب ّه و َيُعْرِض ع َن د َار ال ُد ّن ْيَا الـكَث ِير َة الأنْك َاد
ش َ ّدتِهَا ِ
المَم َات و َبِقَدْر ِ
الل ّه و َقَب ْل العباد و يؤدي الحقوق ِإلَى أهلها وينظر ف ِيم َا يحتاج إلي ْه و َيَكُون قَل ْب ُه مُع َل ّق ًا بالمَعاد فَيَتَن َصّ ل من ك ُ ّ
ل م َا يخشى تباعته من قَب ْل َ
س َل ّم المغفور لَه م َا تقدم وَم َا تأخر ق َد طلب التنصل في مرضه م َِم ّن ك َان من وصية فيمن يخلفه أَ و أمر يعهده و َهَذ َا نبينا صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
لَه عَلَي ْه مال أَ و حَقّ فِي بدن وأقاد من نفسه وماله وأمكن م ِن القصاص مِن ْه عَلَى م َا ورد في حَدِيث الْف َضْ ل وحديث
__________
)قوله كانجعاف( بكسر الجيم :أي كانقلاع )قوله ولهذا ما كره السلف موت الفجاءة( )ما( هنا زائدة وكذلك فيما يقع في بعض
سلَف أَ َ ّنه ُم ك َانُوا يَك ْر َه ُون مَو ْت انفجاءة )قوله كأخذة الأسف( الأخذة بفتح الهمزة وسكون الخاء المعجمة،
النسخ ولهذا ما ذُك ِر ع َن ال َ ّ
والأسف بفتح السين المهملة الغضب )قوله تباعته( بكسر أوله :أي تبعته )قوله من قبل( بكسر القاف وفتح الموحدة )(٢ - ١٤
)*(
الل ّه وعترته ،وبالأنصار عيبته ،ودعا إلى كُت ُب ك ِتَاب لِئ َل ّا تضل أ َمّت َه بَعْد َه ِإ َمّا في النص عليه الخلافة
الوفاة وأوصى بالثقلين بَعْد َه :ك ِتَاب َ
الل ّه أَ ع ْلَم بمراده ث ُم ّ ر َأَ ى الإمساك عَن ْه أفضل وخير ًا وهكذا سيرة عباد الل ّٰه ال ْمُؤْم ِنين وأوليائه المتقين و َهَذ َا ك ُل ّه يحرمه غالبًا الـكفار
أو َ
الل ّه لَه ُم
لإمْلَاء َ
يخ ِِّصم ُونَ فَلا يَسْتَط ِيع ُونَ
حدَة ً ت َأْ خُذ ُه ُ ْم و َه ُ ْم َ
صي ْح َة ً و َا ِ
الل ّه تَع َالَى )م َا يَنْظ ُر ُونَ ِإلا َ
حي ْث ل َا يَعْلَم ُون ،قَال َ
جه ُم من َ
لِيَزْد َاد ُوا إثْمًا و َلَيَسْتَدْر َ
الل ّه ِ ك َأَ َن ّه ُ عَلَى غَض ٍ
َب ال ْم َحْ ر ُوم ُ م ِنْ حُرِم َ سب ْح َانَ َ س َل ّم فِي رَج ُل مات فُج ْأةُ ) : تَوْصِي َة ً و َلا ِإلَى أَ ه ْلِه ِ ْم يَرْجِع ُونَ( ولذلك قال صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
ن الموت يأتي ال ْمُؤْم ِن غالبا مُسْت َع ِد لَه مُن ْتَظ ِر لِ حلُُولِه
جر ِ( وَذَل ِك ل ِأَ ّ
َف لِلْك َافِرِ أَ وِ الْف َا ِ وَص َِي ّت َه ُ( و َقَال) :مَو ْتُ الْفُجْأَ ة ِ ر َاح َة ٌ لِل ْمُؤْم ِ ِ
ن و َأَ خْذَة ُ أَ س ٍ
و َالف َاجِر م َن َِي ّت ُه عَلَى غَي ْر اسْ تِعْد َاد وَل َا ُأه ْب َة وَل َا مُقَدّمات مُنْذِر َة م ُْزعِ جَة )بَلْ ت َأْ ت ِيه ِ ْم بَغْت َة ً فَتَبْهَتُه ُ ْم فَلا يَسْتَط ِيع ُونَ ر َ َدّه َا و َلا ه ُ ْم يُنْظَر ُونَ(
فكان المَو ْت أشد شئ عَلَي ْه وف ِراق ال ُد ّن ْيَا أفْظَع أمْر َ
صدَم َه وأك ْر َه شئ لَه.
الل ّه ِ كَرِه َ الل ّٰه لقاءه( الل ّه ِ أَ ح َ ّ
َب الل ّٰه لقاءه ،ومنكره لِق َاء َ َ س َل ّم بِقَو ْلِه) :م َنْ أَ ح َ ّ
َب لِق َاء َ َ و َِإلَى هَذ َا ال ْمَعْن َى أشَار صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
__________
)قوله بالأنصار عيبته( بفتح العين المهملة وسكون المثناة التحتية أراد أنهم موضع سره وأمانته كعيبة الثياب التى يضع فيها الشخص
متاعه )قوله أفظع( بالفاء والظاء المعجمة أي أعظم وأشد )*(
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
الل ّه تَع َالَى أذ َاه فِي ك َتَاب ِه و َأجْمَع َت ا ْل ُأ َمّة عَلَى قَت ْل م ُتَن َ ّقصِ ه م ِن ال ْمُسْل ِمِين وسابك قال الل ّٰه من بر ّ و َتَو ْق ِير و َتَعْظ ِيم و َإك ْرَام و َبحَسَب هَذ َا ح َرّم َ
تعالى:
الل ّه ِ لَه ُ ْم عَذ ٌ
َاب أَ ل ِيم ٌ( ل َ ن يُؤْذ ُونَ رَسُو َ الل ّه ُ فِي ال ُد ّن ْيَا و َالآ ِ
خرَة ِ و َأَ ع َ ّد لَه ُ ْم عَذ َاب ًا مُهِينًا( وقال) :و َال َ ّذ ِي َ الل ّه َ وَرَسُولَه ُ لَعَنَهُم ُ َ
)إن الذى يُؤْذ ُونَ َ
الل ّه ِ و َلا أَ ْن تَن ْ ِ
كحُوا أَ ْزو َاج َه ُ م ِنْ بَعْدِه ِ أَ بَد ًا ِإ َ ّ
ن ذ َلـِك ُ ْم ك َانَ عِنْد َ الل ّٰه عظيما( وقال تعالى ل َ الل ّه تَع َالَى) :وَم َا ك َانَ لـَك ُ ْم أَ ْن تُؤْذ ُوا رَسُو َ
و َقَال َ
ن الْيَه ُود ك َانُوا يَق ُولُون ر َاعِنَا ي َا مُحَم ّد: في تحريم التّعْرِ يض لَه) :يا أيها ال َ ّذ ِي َ
ن آم َن ُوا لا تَق ُولُوا ر َاعِنَا و َق ُولُوا انْظُر ْن َا واسمعوا( الآيَة ،وَذَل ِك أَ ّ
الل ّه ال ْمُؤْم ِنين ع َن التّش َُب ّه بِه ِم و َقَطَع ال َذ ّرِ يع َة بِن َهْ ي ال ْمُؤْم ِنين عَنْهَا لِئ َل ّا
أَ ي أ ْرعِنَا سَمْع َك و َاسْم َع م َِن ّا ،و َيُع َرّضُون بالكلمة يريدون الرعوبة فَن َهى َ
Shamela.org ٢٦٧
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
يَت َو َ َ ّ
صل بِهَا ال ْكاف ِر و َال ْمُنَاف ِق ِإلَى سَب ّه والاسْ تِه ْزَاء ب ِه و َق ِيل بل لما فيه من مُشَارَك َة اللفظ ل ِأَ نّهَا عِن ْد الْيَه ُود بِمَعْن َي اسْم َع ل َا سَمِعْت ،و َق ِيل :بَل
س َل ّم و َتَعْظ ِيمه ل ِأَ نّهَا فِي لُغ َة الْأَ نْصَار بِمَعْن َي ا ْرع َنَا نرعك فنهوا عن ذلك ِإذ م ُضْ م َن ُه الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ لَم ّا ف ِيهَا من قلَ ّة الأد َب وعدم تَو ْق ِير َ
أَ َ ّنه ُم لا يرعون إلا برعايته لهم
__________
)قوله و بحسب هذا( بفتح السين أي بقدر )قوله و يعترضون( بتشديد الراء المكسورة )قوله الرعونة( بضم الراء أي الحمق )قوله إذ
مضمنه( بضم الميم الأولى وفتح الضاد المعجمة )*(
الت ّكَن ِ ّي بِكُن ْيَتِه ِ فَق َال) :س َُم ّوا ب ِاسْم ِي وَل َا تُك َُن ّوا
ن َ س َل ّم ق َد نَهَ ى ع َ ِ ل ح َال و َهَذ َا ه ُو صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ س َل ّم و َاجِب الر ّعَايَة بِك ُ ّ و َه ُو صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
س َل ّم اسْ ت َج َاب ل ِرَج ُل ن َاد َى ي َا أَ ب َا الْق َاسِم ،فَق َال :لَم أعْن ِكَ ،إن ّمَا دَعَو ْت بِكُن ْيَتِي( صَيَانَة ً لِن َ ْفسِه وَحِمَايَة ع َن أذ َاه ِإذ ك َان صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
الت ّكَن ّي بِكُن ْيَت ِه لِئ َل ّا يَت َأ َذّى بإج َابَة.
هَذ َا ،فَن َهى حِينَئ ِذ ع َن َ
دَعْو َة غَيْر ِه لم َِن لَم يَدْع ُه و َيجد بذلك المنافقون والمستهزؤن ذَرِ يع َة ِإلَى أذ َاه و َالإ ْزر َاء ب ِه فَيُنَاد ُونَه ف َِإذ َا ال ْتَف َت قَالُواَ :إن ّمَا أرَدْن َا هَذ َا لِسِوَاه.
تَعْن ِيتًا لَه و َاسْ تخْ ف َافًا بِ ح َ ّقه عَلَى عاد َة
ل وجه ،فحمل محققوا ال ْع ُلمَاء نَه ْي َه ع َن هَذ َا عَلَى م ُ َ ّدة حَيَات ِه و َأج َاز ُوه بَعْد و َفات ِه
س َل ّم حِمى أذ َاه بِك ُ ّ ستَهْزِئِين فَحمى صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ المَجُ ّان و َال ْم ُ ْ
ن ذَل ِك عَلَى
الل ّه أَ ّ
ن شَاء َ للن ّاس فِي هَذ َا الْحَدِيث مَذ َاه ِب لَي ْس هَذ َا مَوْضِعَه َا وَم َا ذَكَر ْن َاه ه ُو مَذْه َب الجم ُْه ُور و َ
َالصّ وَاب إ ّ لارْتِف َاع العِلَ ّة ،و َ َ
الل ّه منع من ندائه ب ِه بِقَو ْلِه: طر يق تعظيمه وتوقيره وعلى سبيل الندب والاستحباب ل َا عَلَى التحريم وَلِذَل ِك لَم ينه ع َن اسْم ُه ل ِأَ َن ّه قد ك َان َ
ِ
الل ّه و َق َد ي َ ْدع ُونَه بِكُن ْيَت ِه أَ ب َا الْق َاسِم ل بَي ْنَك ُ ْم كَد ُعَاء بَعْضِ ك ُ ْم بَعْضًا( و َِإ َن ّمَا ك َان ال ْمُسْل ِم ُون ي َ ْدع ُونَه ي َا رَسُول َ
الل ّه ي َا نَبِ ّي َ تجْع َلُوا د ُعَاء َ
الر ّسُو ِ َ )لا َ
الت ّسَمي باسْم ِه و َتَنْز ِيه ِه ع َن ذَل ِك ل عَلَى ك َرَاه َة َ س َل ّم م َا يَد ُ ّ الل ّه عَن ْه عنه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ بَعْضُه ُم فِي بَعْض الأحْ وَال ،و َق َد رَو َى أَ نَس رَض ِي َ
إذ َا لَم يُو ََق ّر ،فَق َال )تُس َ ُمّونَ أَ وْلاد َك ُ ْم مُحَم ّدًا ث َُم ّ تلَْع َن ُونَهُمْ( وَر ُوي
__________
)قوله تعنينا( بعين مهملة فنون مكسورة يقال عنته تعنيتا إذا شدد عليه وألزمه ما يصعب عليه أداؤه ،كذا في القاموس )قوله المجان(
بضم الميم وتشديد الجيم في الصحاح المجون أن لا يبالى الإنسان ما صنع وقد مجن بالفتح يمجن مجونا فهو ماجن )*(
جعْف َر ال َ ّ
طبَر ِيّ ،وَح َك َى مُحَم ّد بن س َل ّم( حَك َاه أَ بُو َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الل ّه عَن ْه كَت َب ِإلَى أَ ه ْل الـكُوف َة ل َا يُسَمّى أَ ح َد باس ْم َ
ن ع ُم َر رَض ِي َ
أَ ّ
طاب :ل َا سعْد َأن ّه نَظَر ِإلَى رَج ُل اسْم ُه مُحَم ّد وَرَج ُل يُس َُب ّه و َيَق ُول لَه فعل َ
الل ّه بك ي َا مُحَم ّد وَصَن َع ،فَق َال ع ُم َر لابن أخيه مُحَم ّد بن زيد بن الْخ َ ّ َ
الر ّحْمن و َأر َاد أن يَم ْن َع لهذا أن يُس َ َمّى أح َد ب ِأسْمَاء
َب ب ِك والل ّٰه ل َا تُدْعى مُحَم ّدًا م َا دُمْت ح ًَي ّا وَس ََم ّاه عَب ْد َ
س َل ّم يُس ّ أر َى مُحَم ّدًا صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
لأنبياء إك ْرَام ًا لَه ُم بِذَل ِك و َغَي ْر أسْمَاءه ُم و َقَال ل َا تُس َ ُمّوا بأسْمَاء الْأَ ن ْب ِيَاء ث ُم ّ أ ْمسَك ،و ُ
َالصّ وَاب جَوَاز هَذ َا كُل ّه بَعْد َه َ
س َل ّم الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ن َ الصّ ح َابَة عَلَى ذَل ِك و َق َد س ََم ّى جَمَاع َة مِنْه ُم ابته مُحَم ّدًا وَك ََن ّاه ب ِأَ بِي الْق َاسِم وَر ُوي أَ ّ
س َل ّم بِد َلِيل إطْ بَاق َ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
س َل ّم مُحَم ّد الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ كن ْيَت ُه و َق َد س ََم ّى ب ِه َ
ن ذَل ِك اسم ال ْم َ ْهدِيّ و َ ُ
الل ّه عليه وسلم أَ ّ
الل ّه عَن ْه و َق َد أخْب َر صلى َ
أذِن فِي ذَل ِك لِعَلِيّ رَض ِي َ
بن طَل ْح َة و َمُحَم ّد بن عمرو ابن حزم و َمُحَم ّد بن ثابت بن قيس و َغَي ْر واحد و َقَال) :م َا ض َ َرّ أَ حَد ُك ُ ْم أَ ْن يَكُونَ فِي بَي ْتِه ِ مُحَم ّدٌ و َمُحَم ّد َا ِ
ن و َثَلَاثَة ٍ،
و َق َد ف َصّ ل ْت الْك َلَام فِي هَذ َا القِس ْم عَلَى ب َابَي ْن كَمَا قدمناه
__________
س َل ّم غير مُحَم ّد بن طَل ْح َة قال الذهبي محمد بن الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ س َل ّم مُحَم ّد بن طلحة( قال س ََم ّى ب ِه َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ )قوله و َق َد س ََم ّى ب ِه َ
خليفة شهد الفتح فيما يقال وكان اسمه عبد مناف فغيره النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم ،وذكر الحاكم فيمن دخل خراسان من الصحابة محمد
س َل ّم َ مُحَم ّدًا.
س َل ّم َ وكان اسمه ناهية وكان مجوسيا فسافر بتجارة إلى الحجاز فأسلم وسماه النبي صلى الل ّٰه عَلَيْه ِ و َ َ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َ مَو ْلَى رَسُو ِ
قال الذهبي رواه الحاكم بسند مظلم ومحمد بن نبيط بن جابر ولد على عهد رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم فسماه محمد وحنكه فيما قيل
Shamela.org ٢٦٨
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
ومحمد بن هلال بن المعلى سماه النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم وشهد الفتح ،قاله أبو موسى )*(
الباب الأول في بيان ما هو في حقه صلى الل ّٰه عليه وسلم سب أو نقص من تعر يض أو نص ٥.١
عُلَمَاء الأ ْمصَار وَسَلَف ا ْل ُأ َمّة و َق َد ذَك َر غَي ْر و َاحِد الإجْمَاع على قَتْلِه و َت َ ْكف ِيرِه وأشَار بَعْض ال َ ّ
ظاهِرِ َي ّة و َه ُو أَ بُو مُحَم ّد عَلِيّ بن أَ حْم َد الفارس ّ
ي
س َل ّم ال ْمُتَنَقّص لَه الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ن شَاتِم َ
ِإلَى الخ ِلَاف فِي تَكْفير المسخف ب ِه و َال ْمَعْر ُوف م َا ق َ ّدمْنَاه قَال مُحَم ّد بن سُ ح ْن ُون أجْم َع ال ْع ُلمَاء أَ ّ
ك َاف ِر و َال ْوَعِيد ج َار عَلَي ْه بِعَذ َاب
__________
)قوله كالزندقة( قال ابن قرقول :الزنادقة من لا يعتقد ملة من الملل المعروفة ثم استعمل ذلك فيمن عطل الأديان وأنكر الشرائع وفيمن
أظهر الإسلام وأسر غيره وأصله من كان على مذهب مانى ونسبوا إلى كتابه الذى وضعه في إبطال النبوة ثم عربته العرب انتهى )قوله
ظاهِرِ َي ّة( هو المعروف بابن حر علي بن أحمد ابن سعيد بن حزم اليزيدى الأموي القرطبى الطاهري توفى سنة خمس
وأشَار بَعْض ال َ ّ
وخمسين وأربعمائة )*(
حسَي ْن بن خ َالِد الْفَق ِيه فِي مِث ْل هَذ َا بِقَت ْل خ َالِد بن
كف َر ،و َاحْ ت َجّ إ ب ْر َاه ِيم بن ُ
ك ْفرِه و َعَذ َاب ِه َ الل ّه لَه وَح ُ ْ
كم ُه عند الأمة قتل وَم ِن شَكّ فِي ُ َ
Shamela.org ٢٦٩
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
مج ْل ِس الْق َاض ِي أَ بِي الْع ََب ّاس بن طَال ِب لِل ْمُنَاظَر َة ف َر ُفِع َت عَلَي ْه ُأم ُور مُن ْك َر َة من هَذ َا ال ْبَاب فِي الاسْ تِه ْزَاء بالل ّٰه و َأن ْب ِيَائ ِه و َنِبَي ّنَا وَك َان م َِم ّن َ
يح ْض ُر َ
كسًا ث ُم ّ ُأنْز ِل و َ ُأ ْ
حر ِق يح ْي َى بن ع ُم َر و َغَي ْر ُه م ِن الفُقَه َاء و َأَ م َر بِقَتْلِه وَصَل ْب ِه فَط ُع ِن بال َ ّ
سكّين وَصُل ِب م ُن َ ّ س َل ّم فأحْ ض َر لَه الْق َاض ِي َ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
بالن ّار ،وَح َك َى بَعْض المؤرخين َأن ّه لَم ّا رفعت خشبته وزالت عَنْهَا الأيدي استدارت وحوله ع َن
َ
Shamela.org ٢٧٠
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عليه وسلم وذكر حديثا عنه صد َق رَسُول َ
يح ْي َى بن ع ُم َر َ القبلة فكان آية للجميع وكبر َ
الن ّاس ،وجاء كلب فولغ فِي دمه فَق َال َ
سلِمٍ( و َقَال
صلى الل ّٰه عليه وسلم أنه قَال) :ل َا يلَ َ ُغ الْك َل ْبُ فِي د َ ِم م ُ ْ
__________
)قوله الطليطلى( بضم الطائين وفتح اللام الأولى وكسر الثانية )قوله وختن حيدرة( في الصحاح الخـتن ك ُ َ ّ
ل من ك َان من المرأة مثل
الأب والأخ وعند العامة ختن الرجل زوج ابنته.
وحيدرة بفتح الحاء المهملة وسكون المثناة التحتية الأسد.
والمراد هنا علي بن أبي طالب فان أمه فاطمة بنت أسد سمته في أول ولادته باسم أبيها وكان أبو طالب غائبا فلما قدم سماه عليا فغلب
على تسمية أبى طالب وفى صحيح مسلم من إنشاد على * أنا الذى سمتن أمي حيدره * )قوله لا يلغ( بفتح أوله وثانيه و يقال ولغ بفتح
اللام وكسرها يلغ بفتح اللام )*(
فصل في الحجة في إ يجاب قتل من سبه أو عابه صلى الل ّٰه عليه وسلم ٥.١.١
ن اخْ تَلَف ُوا فِي حُكْم قَتْلِه عى م َا ال ْبَاب كُل ّه م َِم ّا عده ال ْع ُلمَاء س ًَب ّا أَ و تَن َُ ّقصً ا يجب قَت ْل قائِلِه لَم َ
يخ ْتَلف فِي ذَل ِك م ُتَق َ ّدمُه ُم وَل َا متأخرهم و َِإ ّ
الن ّسْيَان أَ و ال َ ّ
سحْ ر أَ و م َا أصَابَه من أشَرْنا إليه و َنُبَي ّن ُه بَعْد وَكَذَل ِك أق ُول حُكْم من غ َمَصَه أَ و غَيْر ِه ب ِرعَايَة الغ َنَم أَ و ال َس ّهْو أَ و َ
جُرْح أَ و هَزِيم َة لِبَعْض جُي ُوشِه أَ و أذى من عدوه أَ و شدة من زمنه أَ و بالميل ِإلَى نسائه فحـكم هَذ َا كُل ّه لم َِن قصد ب ِه نقصه القتل و َق َد
مضى من مذاهب ال ْع ُلمَاء فِي ذَل ِك و يأتي م َا يدل عَلَي ْه.
س َل ّم َ فمَ ِن الْقُر ْآن لَعْن ُه الل ّٰه تَع َالَى لم ُِؤْذِيه فِي ال ُد ّن ْيَا والآ ِ
خر َة وق ِرَانُه تَع َالَى أذ َاه فصل فِي الحجة فِي إ يجاب قتل من سبه أَ و عَابَه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
ن ال َ ّذ ِي َ
ن يُؤْذ ُونَ الل ّٰه ورسوله( )إ َ ّ
الل ّعْن َإن ّمَا يَسْتَوْجِبه من ه ُو كاف ِر وَحُكْم الكافر الْقَت ْل فَق َال ِ
ن َ الل ّه و َأَ ّ
َب َب ِأَ ذ َاه وَل َا خِلَاف فِي قَت ْل من س ّ
الآيَة و َقَال فِي قات ِل ال ْمُؤْم ِن مِث ْل ذَل ِك فَم َن لَعْنَت ِه فِي ال ُد ّن ْيَا القَت ْل قَال َ
الل ّه تعالى
خزْيٌ فِي الدنيا( و َق َد يَق َع القَت ْل بِمَعْن َي َ
الل ّعْن قَال ك لَه ُ ْم ِ
)م َل ْع ُونِينَ أَ يْنمََا ثُقِف ُوا أخذوا وقتولا تقتيلا( و َقَال فِي المحَاربين وَذِك ْر عُق ُوبَتِهم )ذَل ِ َ
الل ّه و َل ِأَ َن ّه ف َر ّق بَي ْن أذّاهُمَا و َأذ َى ال ْمُؤْم ِنين و َفِي أذ َى ال ْمُؤْم ِنين م َا د ُون القَت ْل م ِن
الل ّه ُ أنى يؤفكون( أَ ي لَعَنَه ُم َ
ل الخراصون( و )قَاتلََهُم ُ َ
)قُت ِ َ
ك لا يُؤْم ِن ُونَ ح ََت ّى يُحَكِّم ُوك َ ف ِيم َا شَ ج َر َ
الل ّه تَع َالَى )فَلا وَر َب ِّ َ الل ّه ونَب َِي ّه أ َ
ش ّد من ذَل ِك و َه ُو الْقَت ْل و َقَال َ ال َض ّرْب و َ
َالن ّك َال فَك َان حُكْم م ُؤذِي َ
ص ْدرِه حَرَج ًا من قَضَائ ِه و َلَم يُس َل ّم لَه وَم ِن تَن َ ّقصَه فَق َد ن َاق َض هَذ َا و َقَال َ
الل ّه تعالى )يا أيها بينهم( الآيَة فَسَلَب اس ْم ال ِْإ يمَان ع ََم ّن وج َد فِي َ
الن ّب ِ َيّ
ن يُؤْذ ُونَ َ
ْس ال ْم َصِ ير ُ( و َقَال تَع َالَى )وَمِنْهُم ُ ال َ ّذ ِي َ
جه َ َن ّم ُ يَصْ لَوْنَهَا فَب ِئ َ
سبُه ُ ْم َ
ح ْ
الل ّهُ( ث ُم ّ قَال ) َ تعالى )وإذا جاؤك ح ََي ّوْك َ بِمَا ل َ ْم يُحَي ِّ َ
ك بِه ِ َ
الل ّه ِ لَه ُ ْم عَذ ٌ
َاب ن يؤذون الرسول َ و َيِق ُولُونَ ه ُو َ ُأذُنٌ( ث ُم ّ قَال )و َال َ ّذ ِي َ
كفَرْت ُم بِقَو ْلـِك ُم فِي رَسُول كفَرْتُم ْ بَعْد َ إيمانكم( قَال أَ ه ْل َ
الت ّ ْفسِير َ أليم( و َقَال تَع َالَى )و َلئَ ِ ْن سَأَ لْتَه ُ ْم لَيَق ُول ُ َنّ ِإ َن ّمَا ك َُن ّا نحوذ ونلعب( إلى قوله )ق َ ْد َ
Shamela.org ٢٧١
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
ن ب ْ ِن ز َب َالَة َ حدثنا
ن مُحَم ّدِ ب ْ ِن الْحَسَ ِ ن نُ ٍ
وح ح َ َ ّدثَنَا عَبْد ُ الْعَزِيز ِ ب ْ ُ ن ال َد ّار َق ُ ْطن ِ ُيّ و َأَ بُو ع ُم َر َ ب ْ ُ
ن ح ََي ّو َيْه ِ ح َ َ ّدثَنَا مُحَم ّد ُ ب ْ ُ ل ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو الْحَسَ ِ
ِإج َازَة ً قَا َ
__________
)قوله ابن زبالة( بفتح الزاى وتخفيف الموحدة )*(
ن الْحُسَيْنِ ب ْ ِن عَل ِ ٍيّ ع َنْ أَ بيِه ِ أَ َ ّ
ن جعْفَرٍ ع َنْ عَل ِ ِيّ ب ْ ِن م ُوس َى ع َنْ أَ بيِه ِ ع َنْ ج َ ّدِه ِ ع َنْ محمد بن علي بت الْحُسَيْنِ ع َنْ أَ بيِه ِ ع َ ِ
عبد الل ّٰه بن م ُوس َى ب ْ ِن َ
س َل ّم ،و َبلََغ ال ْمُه َاجِر بن أَ بِي ُأم ََي ّة أَ م ِير الْيم ََن الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الل ّه سَمِعْت أَ بِي يَق ُول فيك قول ًا قَبيح ًا فقتله فَلَم يش ُقّ ذَل ِك عَلَى َ
ي َا رَسُول َ
الل ّه عَن ْه ن امْرَأة هناك فِي الرّدّة غ ََن ّت بِس ّ
َب النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم فَقَطَع يَد َه َا و َن َز َع ثَن ِيّتَهَا فبَلَغ أَ ب َا بَك ْر رَض ِي َ الل ّه عَن ْه أَ ّ
لأبي بَك ْر رَض ِي َ
الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه خ ْطم َة َ
ن ح َ ّد الْأَ ن ْب ِيَاء لَي ْس يُشْبه الحُد ُود وَع َن ابن ع ََب ّاس هَج َت امْرَأة من َ
ذَل ِك فَق َال لَه لَوْل َا م َا فَعَل ْت لأم َْرتُك بِقَتْلِه َا ل ِأَ ّ
س َل ّم َ فقال )ل َا يَن ْتَط ِ ُ
ح الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ الل ّه ِ فَنَه ََض فَق َتَلَه َا ف َأَ خْبَر َ َ
الن ّب ِ ُيّ صَلَ ّى َ ل َ ل م ِنْ قَوْمِهَا أَ ن َا ي َا رَسُو َ
ل رَج ُ ٌ س َل ّم فَق َا َ
ل )م َنْ ل ِي بِهَا؟( فَق َا َ عَلَي ْه و َ َ
ت
جعَل َ ْ س َل ّم َ فَيَزْجُر ُه َا فَلَا تَنْز َ ِ
جر ُ فَلَم ّا ك َان َْت ذ َاتَ لَيْلَة ٍ َ الن ّب ِ َيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ُب َن أَ عْم َى ك َان َْت لَه ُ ُأ ُمّ وَلَدٍ تَس ُ ّ
س أَ َ ّ
ف ِيهَا عنزان( وعن أبى ع ََب ّا ٍ
كن ْت س َل ّم َ بِذ َل ِ َ
ك ف َأَ هْدَر َ دَمَهَا ،و َفِي حَدِيث أَ بِي بَرْز َة الأسلمي ُ الن ّب ِ َيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ س َل ّم َ و َتَشْتُم ُه ُ فَق َتَلَه َا و َأَ ع ْلَم َ َ الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ تَق َ ُع فِي َ
يَوْم ًا ج َالِسًا عِن ْد أَ بِي بَك ْر الصديق فَغ َضب عَلَى رَج ُل م ِن ال ْمُسْل ِمِين
َب أَ ب َا بكر وَرَو َاه َ
الن ّسَائِي :أتيت أَ ب َا بَك ْر و َق َد أغلظ لرجل فرد عَلَي ْه وَح َك َى الْق َاض ِي ِإسْمَاعِيل و َغَي ْر و َاحِد م ِن الْأَ ئ َِم ّة فِي هَذ َا الْحَدِيث أنه س ّ
قَال فَق ُل ْت
__________
ح ف ِيهَا عَنْز َانِ( أي لا يجرى ف ِيهَا خ ُل ْف وَل َا نزاع )قوله أبى برزة( بموحدة مفتوحة وراء ساكنة بعدها زاى اسمه فضلة
)قوله ولا يَن ْتَط ِ ُ
بن عبيد على الصحيح )*(
س َل ّم ،قَال الْق َاض ِي أَ بُو مُحَم ّد بن الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الل ّه دعني أضرب عنقه فَق َال :اجلس فليس ذَل ِك لأحد إ َلّا رَسُول َ
ي َا خليفة رَسُول َ
Shamela.org ٢٧٢
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
س َل ّم بِك ُ ّ
ل م َا أ ْغضَبه أو آداه أَ و سَب ّه الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ل الْأَ ئ َِم ّة بَهَذ َا الْحَدِيث عَلَى قَت ْل من أ ْغضَب َ
نصر و َلَم يُخَال ِف عَلَي ْه أَ ح َد ،فَاسْ تَد َ ّ
ل الل ّه عَن ْه فَكَت َب إلي ْه ع ُم َرَ :أن ّه ل َا َ
يح ِ ّ َب ع ُم َر رَض ِي َ
وَم ِن ذَل ِك ك ِتَاب ع ُم َر بن عَب ْد الْعَزِيز ِإلَى عَام ِله ب ِالـكُوف َة و َق َد استشَار َه فِي قَت ْل رَج ُل س ّ
ل دَم ُه ،وَسَأل َ
الر ّشيد مالِك ًا فِي س َل ّم فَم َن س ََب ّه فَق َد ح َ ّ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الن ّاس إ َلّا رَج ُل ًا س ّ
َب رَسُول َ َب أحد م ِن َ
سل ِم بس ّ
قَت ْل ا ْمر ِئ م ُ ْ
ن فُقَه َاء ال ْع ِرَاق اف ْتَو ْه بِ جَلْد ِه فَغ َضب م َال ِك و َقَال :ي َا أَ م ِير ال ْمُؤْم ِنين م َا بَق َاء ا ْل ُأ َمّة بَعْد َ
شت ْم س َل ّم وَذَك َر لَه أَ ّ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ رَج ُل شَتَم َ
س َل ّم جُلِد. الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ صحَاب َ
نَبِيّهَا؟ من شَتَم الْأَ ن ْب ِيَاء قُت ِل وَم ِن شَتَم أَ ْ
صحَاب مناقب م َال ِك ومؤلفي أخباره و َغَيْرِه ِم وَل َا أدري من
قَال الْق َاض ِي أَ بُو الْف َضْ ل :كذا و َق َع فِي هَذِه الحكاية رواها غَي ْر و َاحِد من أَ ْ
هَؤْل َاء الفقهاء بالعراق ال َ ّذ ِين أفتوا الرشيد بِمَا ذَك َر و َق َد ذكرنا مذهب العراقيين بقتله ولعلهم م َِم ّن لَم يشهر بعلم أو من ل َا يوثق بفتواه أو يميل
َب أو يَكُون رجع وتاب ع َن سبه فَلَم يقله لمالك
َب أو غَي ْر س ّ
ب ِه هواه أو يَكُون م َا قاله يحمل عَلَى غَي ْر السب فيكون الخ ِلَاف ه َل ه ُو س ّ
عَلَى أصله و َِإ َلّا فالإجماع عَلَى قَت ْل من س ََب ّه كَمَا ق َ ّدمْنَاه و َيَد ُل عَلَى قَتْلِه من
س َل ّم فَق َد َظه َر َت عَلَام َة م َرَض قَل ْب ِه و َبُرْه َان سرطويته و َ ُ
ك ْفرِه ،ولهذا م َا حَك َم ن من س ََب ّه أو تَن َ ّقصَه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ جه َة النّظَر و َالاعت ْبَار أَ ّ
ِ
لَه كَث ِير م ِن
فصل فإن قلت فلم لم يقتل النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم اليهودي الذى قال له السام عليكم ٥.١.٢
الث ّوْرِيّ وأبي حنيفة و َالـكو َف ِيّين والقول الآخر َأن ّه دليل عَلَى الـكُفْر فَيُقْت َل
بالر ّدّة وَهِي رِو َايَة الشّام ِيّين ع َن م َال ِك والأ ْوز َاعِ يّ وقول َ
ال ْع ُلمَاء َ
ن يُكُون م ُتَم َادِي ًا عَلَى قَو ْلِه غَي ْر مُنْك ِر لَه وَل َا مُقْلـِ ـع عَن ْه فَهَذ َا كاف ِر ،و َقَو ْلُه ِإ َمّا صَر ِيح ُ
كفْر كالتّكْذِيب يحْك َم لَه بالـكُفْر إ َلّا أَ ّ
ح َ ً ّدا وإن لَم ُ
الل ّه
كفْر أيْضًا فَهَذ َا ك َاف ِر بِلَا خِلَاف قَال َ نحْوِه أو من كَل ِمَات الاسْ تِه ْزَاء و َال َذ ّمّ فاع ْتِر َافُه بِهَا و َت َر َك تَو ْبَتِه عَنْهَا د َلِيل اسْ تِحْلالِه لِذَل ِك و َه ُو ُ وَ َ
كف َر ُوا بَعْد َ إسلامهم( قَال أَ ه ْل َ
الت ّ ْفسِير هِي قَو ْلُه ُم إن ك َان م َا يَق ُول مُحَم ّد يح ْلِف ُونَ ب َِالل ّه ِ م َا قَالُوا و َلَق َ ْد قَالُوا كلمة ال ْـكُ ْفرِ و َ َ
تَع َالَى فِي مِثْلِه ) َ
جعْنَا ِإلَى ال ْمَدِينَة ِ لَي ُخْ رِج ََنّ
حق ًا لَن َحْ ن شَر ّ م ِن ا ْلحم َِير و َق ِيل بَل قَو ْل بَعْضُه ُم م َا مثلنا ومِث ْل مُحَم ّد إ َلّا قَو ْل القائل سَم ّن ك َل ْب َك يأْ ك ُلك و )لئَ ِ ْن ر َ َ
َ
الز ّنْدِيق يُقْت َل ول ِأَ َن ّه ق َد غَي ّر دِين َه و َق َد قَال صَلَ ّى َ
الل ّه كم َه حُكْم َ ن حُ ْ الأَ ع ُ َّز منها الأذل( و َق َد ق ِيل إن قائل مِث ْل هَذ َا إن ك َان مُسْتَتِر ًا ب ِه أَ ّ
َاب الْحُر ّ من أ َمّت َه يُح َ ّد فَك َان َت
س َل ّم فِي الْحُرْم َة مَز َِي ّة عَلَى أ َمّت َه وَس ّ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ س َل ّم )م َنْ غَي ّر َ دِين َه ُ فَاضْر ِبُوا ع ُنُق َه ُ( ولأن لِ حُكْم َ
عَلَي ْه و َ َ
س َل ّم القَت ْل لِعَظ ِيم ق َ ْدرِه و َ ُ
شف ُوف مَنْزِلَت ِه عَلَى غَيْر ِه العُق ُوبَة لم َِن س ََب ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
سام عَلَيْك ُم و َهَذ َا د ُعَاء عَلَي ْه وَل َا قَت َل الآخ َر ال َ ّذ ِي قَال لَه إن
س َل ّم اليَه ُودِيّ ال َ ّذ ِي قَال لَه ال َ ّ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ن قلُ ْت فَلَم لَم يَقْت ُل َ
فصل ف َِإ ّ
سم َة
هَذِه لَق ِ ْ
__________
)قوله وشفوف( بضم الشين المعجمة وتخفيف الفاء أي فضل منزلته )*(
س َل ّم من ذَل ِك و َقَال ق َد ُأوذِي م ُوس َى بأكْ ث َر من هَذ َا فَصَب َر وَل َا قَت َل المُنَافِق ِين الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ م َا ُأريد بِهَا وجْه َ
الل ّه و َق َد ت َأذّى َ
الل ّه وإياك أن النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم كان أَ َ ّول ال ِْإسْ لَام يَسْت َأل ِف عَلَي ْه َ
الن ّاس و َيُمَي ّل ال َ ّذ ِين ك َانُوا يُؤْذ ُونه فِي أَ كْ ث َر الأحْ يَان؟ فَاع ْلَم وفقنا َ
قُلُو بَه ُم و َيَمِيل إلي ْه و يجيب ِإلَيْه ِم ال ِْإ يمَان و َي ُز َيّن ُه فِي قُلُو بِه ِم و َيُد َارِئُه ُم و َيَق ُول لأصحابه َإن ّمَا بُعث ْتُم م ُي َسَر ِين و َلَم تُبْع َث ُوا م ُن َ ّفرِين و َيَق ُول )يَس ِ ّر ُوا
س َل ّم يُد َارِي الـكُفّار وال ْمُنَافِق ِين صحَابَه ُ( وَك َان صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ن مُح َم ّدًا يَقْت ُ ُ
ل أَ ْ اس أَ َ ّ ث َ
الن ّ ُ كِن ُوا وَل َا تُن َ ّف ِر ُوا( و َيَق ُول )ل َا يَتَح َ ّد ِ
س ّ
وَل َا تُعَس ِّر ُوا و َ َ
جف َائه ِم م َا ل َا يَج ُوز لَنَا ال ْيَو ْم الصّ ب ْر لَه ُم عَلَي ْه وَك َان يُرْفِقُه ُم بال ْعَطَاء و َالإحْ سَان
يح ْتَمِل من أذ َاه ُم و َيَصْ ب ِر عَلَى َ
و َيُجْمل صُ ح ْبَتَه ُم و َيُغْض ِي عَنْه ُم و َ َ
ل يح ُ ّ
ِب ال ْم ُحْ سِنِينَ( و َقَا َ الل ّه َ ُ
ن َ ْف عَنْه ُ ْم و َاصْ ف َحْ ِإ َ ّ ل ت ََ ّ
طلـِ ـ ُع عَلَى خ َائنَِة ٍ مِنْه ُ ْم ِإلا قَلِيلا مِنْه ُ ْم فَاع ُ الل ّه تَع َالَى فَق َال تَع َالَى )و َلا ت َز َا ُ
وبذلك أم َرَه َ
Shamela.org ٢٧٣
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
الن ّاس ل ِ َلت ّ ُأل ّف أَ َ ّول ال ِْإسْ لَام وَجَم ْع الْكَل ِم َة
ك و َبَي ْن َه ُ عَد َاوَة ٌ ك َأَ َن ّه ُ ولى حميم( وَذَل ِك لِ حا َج َة َ
ن ف َِإذ َا ال َ ّذ ِي بَي ْن َ َ تَع َالَى )ادْف َعْ ب َِال ّتِي ِ
هي َ أَ حْ سَ ُ
خط ِل وَم ِن عهد بِقَتْله يَو ْم الْفَت ْح وَم ِن أ ْمكَن َه قَتْلُه الل ّه عَلَى ال َد ّين كُل ّه قَت َل من قَد َر عَلَي ْه واشْ تَه َر أمْرُه َ
كفِعْلِه بابن َ عَلَي ْه فَلَم ّا اسْ تَق َر ّ و َأظْ ه َر َه َ
سل ْك صُ ح ْبَت ِه والانحراط فِي جُم ْلة م ُ ْظه ِري الإيمَان ب ِه م َِم ّن ك َان يُؤْذِيه ك َاب ْن
غِيلَة من يَه ُود و َغَيْرِه ِم أَ و غَلب َة م َِم ّن لَم يُنْظِمْه قَب ْل ِ
__________
)قوله ويرفقهم بالعطاء( في الصحاح الرفق ضد العنف وقد رفق به يرفق.
وحكى أبو زيد رفقت به بمعنى )(*) (٢ - ١٥
الأشْر َف وأبي راف ِـع والنظر وعُقْب َة وَكَذَل ِك نَد َر دم جمَاع َة سواهم ككعب ابن زهير وابن زبعر و َغَيْرِهِمَا م َِم ّن آذ َاه ح ََت ّى ألْقَو ْا بأيْدِيه ِم
ظاه ِر وأكْ ث َر تِل ْك الكلمات َإن ّمَا ك َان يَق ُولُهَا الق َائ ِل مِنْه ُم ُ
خفْي َة س َل ّم عَلَى ال َ ّ ولَق ُوه مسلمين و َبوَاطِن المنافقين مُسْتَتِر َة وَح ُ ْ
كم ُه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
يح ْلِف ُون بالل ّٰه ما قالوا ولقد قالوا كلمة الـكفر وَك َان م َع هَذ َا ي َ ْطم َع فِي فَي ْأَ تِه ِم وَرُجُوعِه ِم
يح ْلِف ُون عَلَيْهَا إذ َا نُمِي َت و َيُنْك ِر ُونَهَا و َ َ
ومع أمْثَالِه و َ َ
جفْوَتِه ِم كما صبر أولو العَز ْم م ِن ُ
الر ّسُل ح ََت ّى فاء كثير مِنْه ُم باطنًا كَمَا فاء ِإلَى ال ِْإسْ لَام و َتَو ْبَتِه ِم فَي َصْ بر صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه وسلم عَلَى ه َنَاتِه ِم و َ َ
الل ّه بعد بكثير مِنْه ُم وقام مِنْه ُم للدين وزراء وأعوان وحماة وأنصار كَمَا ج َاءَت ب ِه الْأَ خْ بَار وبهذا
ظاهرًا وأخلص سر ًا كَمَا أظهر جهرًا ونفع َ
س َل ّم من أقوالهم م َا ر ُف ِـع و َِإ َن ّمَا نَق َلَه الوَاحِد وَم ِن الل ّه ع َن هَذ َا السؤال قَال ولعله لَم يثبت عِنْد َه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ أجاب بَعْض أئمتنا رحمهم َ
سلَام لَم يَصِ ل رُت ْب َة الشّه َاد َة فِي هَذ َا ال ْبَاب من صَبيّ أو عَب ْد أَ و امْرَأة و َالدّم َاء ل َا تُسْتَبَاح إ َلّا ب ِعَدْليَ ْن و َعَلَى هَذ َا يُحْم َل أمْر اليَه ُودِيّ فِي ال َ ّ
س َل ّم الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ كي ْف نَبّه َت عَلَي ْه عَائِش َة و َلَو ك َان صَرّح بِذَل ِك لَم تَنْفَرِد ب ِع ِل ْم ِه ولهذا نَب ّه َ
و َأَ َ ّنه ُم لَو ّوْا ب ِه ألْسِنَتَه ُم و َلَم يُبَي ّن ُوه أَ ل َا ت َر َى َ
صدْقِه ِم فِي
صدْقِه ِم فِي فِعْلِه ِم و َقِلّة ِ
أصحَابَه عَلَى فِعْلِه ِم و َقِلّة ِ
ْ
__________
)قوله وابن الزبعرى( بكسر الزاى وفتح الموحدة وسكون العين المهملة والقصر في الأصل السيئ الخلق ،وقال أبو عبيدة :الـكثير شعر
الوجه والحاجبين واللحيين )قوله فيأتهم( أي رجوعهم )قوله حتى فاء( بالمد :أي رجع )*(
سل ّم أحد ُه ُم ف َ َإن ّمَا يَق ُول ال َ ّ
سام عَلَيْك ُم فَق ُولُوا عَلَيْك ُم وَكَذَل ِك قَال ن اليَه ُود إذ َا َ
سَلامِه ِم وخيَانَتِه ِم فِي ذَل ِك ليًا ب ِأَ لْسَنَتِه ِم و َطعْنًا فِي الدين فَق َال إ ّ
بَعْض
س َل ّم لَم يَقْت ُل ال ْمُنَافِق ِين ب ِع ِل ْم ِه ف ِيه ِم و َلَم ي َأْ ت َأن ّه قام ِت بينه على نِف َاقِه ِم فلذلك ت َر َ َ
كه ُم وأيضا الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ن َ أصحَابنَِا البَغْد َادِيّين إ ّ
ْ
ن الأمر ك َان س ِ ًرّا وباطِنًا وَظَاه ِر ُه ُم ال ِْإسْ لَام والإيمان وإن ك َان من أَ ه ْل ال َذ ّمّة بالعَهْد و َالج ِوَار و َ
َالن ّاس قَرِيب ع َ ْهد ُه ُم بال ِْإسْ لَام لَم ف َِإ ّ
كو ْن من ي َُتّه َم َ
بالن ّف َاق من جُم ْلَة ال ْمُؤْم ِنين و َصَ حَابَة سَي ّد ال ْمُرْسَلِين و َأنصار يَتمَي ّز بَعْد الخبَ ِيث م ِن الطيب و َق َد شَاع ع َن الم َ ْذكُورِين فِي الْع َر َب َ
س َل ّم لِنف َاقِه ِم وَم َا يَبْد ُر مِنْه ُم وَع ِل ْم ِه بِمَا أس َ ُرّوا فِي أنْفُسِه ِم لوَج َد المُن َ ّفر م َا يَق ُول ولا ارتبا الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الد ّين بحُكْم ظَاهِرِهم فلو قَتَلَه ُم َ
ظاه ِرة عَلَيْه ِم من حدود جر َاء ِ الأَ حْك َام ال َ ّ اف ِإ ْ
الل ّه ُ ع َنْ قَتْلِه ِ ْم و َهَذ َا بِ خ ِل َ ِ
ن نَهَانِي َ ل ُأولِئ ِ َ
ك ال َ ّذ ِي َ صحَابَه ُ ،و َقَا َ ن مُح َم ّدًا يَقْت ُ ُ
ل أَ ْ اس أَ َ ّ ث َ
الن ّ ُ ل َا يَتَح َ ّد ِ
س َل ّم، الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الن ّاس فِي ع ِل ْمِه َا و َق َد قَال مُحَم ّد بن المَو ّاز لَو أَ ظْ ه َر ال ْمُنَافِق ُون نَف َاقَه ُم لَق َتَلَه ُم َ الزنا و َالْق َتل و َشبْه ِه لِظُه ُورِه َا و َاسْ ت ِوَاء َ
وقاله الْق َاض ِي أَ بُو الْحَسَن بن الْق َصّ ار ،و َقَال قَتَاد َة في تفسير
__________
)قوله أخذ الترة( بكسر المثناة الفوقفية وتره يتره ترة إذا لم يدرك دم قتيله )*(
ك بِه ِ ْم ث َُم ّ لا يُجَاوِر ُون َ َ
ك ف ِيهَا ِإلا قَلِيلا م َل ْع ُونِينَ جف ُونَ فِي ال ْمَدِينَة ِ لَنُغْرِيَن ّ َ
ض و َال ْمُر ْ ِ قَو ْلِه تَع َالَى) :لئَ ِ ْن ل َ ْم يَن ْتَه ِ ال ْمُنَافِق ُونَ و َال َ ّذ ِي َ
ن فِي قُلُو بِه ِ ْم م َرَ ٌ
الل ّهِ( الآيَة ،قَال مَعْنَاه إذ َا أظْ ه َر ُوا النّف َاق ،وَح َكى مُح َم ّد بن مَسْلَم َة فِي المَبْس ُوط ع َن ز َي ْد بن أسْ لَم أَ ّ
ن أَ يْنمََا ثُقِف ُوا ُأ ِ
خذ ُوا و َقُت ِّلُوا تَقْت ِيلا س َُن ّة َ َ
Shamela.org ٢٧٤
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
قَو ْلَه
سم َة م َا ُأرِيد الن ّب ِ ُيّ ج َاهِدِ ال ْـكُ َ ّفار َ و َال ْمُنَافِق ِينَ و َاغ ْل ُ ْظ عَلَيْهِمْ( نَسَخَها م َا ك َان قبلها و َقَال بَعْض مَشَايِ خَنَا لَع َ ّ
ل الق َائ ِل هَذِه ق ِ ْ تعالى )يا أيها َ
فِي الْحَدِيث ه َل ك َان هَذ َا اليَه ُودِيّ من أَ ه ْل العَهْد والذّمّة أَ و الْحَر ْب وَل َا يترك موجب الأدلة للأمر المحتمل والأولى فِي ذَل ِك كُل ّه
والأظهر من هذه الوجوه مقصد الاستئلاف والمداراة عَلَى الدين لعلهم يؤمنون وَلِذَل ِك ترجم ال ْب ُخ َارِيّ عَلَى حَدِيث القسمة والخوارج
)باب من ترك قتال الخوارج
س َل ّم عَلَى سحره وسمه و َه ُو أعظم الن ّاس عَن ْه( ولما ذكرنا مَعْنَاه ع َن م َال ِك وقررناه قَب ْل و َق َد صبر لَه ُم صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ للتألف ولئلا ينفر َ
الل ّه عَلَيْه ِم وأذن لَه فِي قتل من حينه مِنْه ُم وإنزالهم من صياصبهم وقذف فِي قلوبهم الرعب وكتب عَلَى من شاء
ن نصره َ
من سبه ِإلَى أَ ّ
منهم الجلاء وأخرجهم من ديارهم وخرب بيوتهم بأيديهم وأيدي ال ْمُؤْم ِنين وكاشفهم بالسب فَق َال ي َا إخوة القردة والخنازير وحكم ف ِيه ِم
الل ّه هِي العليا وكلمة ال َ ّذ ِين كفروا السفلى ف َِإ ّ
ن سيوف ال ْمُسْل ِمِين وأجلاهم من جوارهم وأورثهم أرضهم وديارهم وأموالهم لتكون كلمة َ
سه ِ فِي شئ يُؤ ْتَى ِإلَيْه ِ ق ُ َّط ِإ َلّا أَ ْن تُنْتَه َ َ
ك س َل ّم )م َا ان ْتَقَم َ لِن َ ْف ِ الل ّه عَنْهَا َأن ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ قلُ ْت فَق َد جاء فِي الْحَدِيث َ
الصّ حِيح ع َن عَائِش َة رضي َ
الل ّه َال ّتِي ان ْتَق َم لَهَا و َِإ َن ّمَا يَكُون الل ّه ِ فَيَن ْتَقِم ُ ل َِل ّهِ( فاع ْلَم أَ ّ
ن هَذ َا ل َا يَقْتَض ِي َأن ّه لَم يَن ْتَق ِم م َِم ّن س ََب ّه أَ و آذ َاه أَ و كَذّبَه ف َِإ ّ
ن هَذِه من حُر ُمات َ ح ُ ْرم َة ُ َ
م َا ل َا يَنتَق ِم مِن ْه لَه ف ِيم َا تَع َل ّق بِس ُوء أد َب أَ و مُع َام َلَة م ِن القَو ْل والفِعْل بالنّفْس و َالمَال م َِم ّا لم ي َ ْقصُد فاع ِلُه ب ِه أذ َاه لـَكِن م َِم ّا جُبِلَت عَلَي ْه
__________
)قوله من حينه( بمهملة مفتوحة ومثناة تحتية مشددة ونون أي أراد هلاكه من الحـين بفتح المهملة وهو الهلاك )قوله من صياصهم(
أي حصونهم )*(
سف َه كَجبَ ْذ الْأَ عْرَابِيّ إز َار َه ح ََت ّى أث ّر فِي ع ُنُق ِه وكر َف ْع َ
صو ْت الآخ َر عِنْد َه وَكَجَحْد الأعراب م ِن الجَف َاء والجهل أو جبل عَلَي ْه الب َش َر م ِن ال ّ
الْأَ عْرَابِيّ شِر َاءَه مِن ْه ف َرَسَه َال ّتِي شهد ف ِيهَا خزيمة وكما ك َان من تظاهر زوجيه عَلَي ْه وأشباه هَذ َا م َِم ّا يحسن الصفح عَن ْه و َق َد قَال بَعْض علمائنا
س َل ّم حرام ل َا يجوز بفعل مباح وَل َا غَيْر ِه و َأَ َمّا غَيْرِه فيجوز بفعل مباح م َِم ّا يجوز للانسان فعله و َِإ ّ
ن تأذى ب ِه الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ن أذى َ
إ ّ
غَيْر ِه واحتج بعموم قَو ْلِه
س َل ّم فِي حَدِيث فاطمة )إنما ب ِضْ ع َة ٌ م ِن ِ ّي يُؤْذِينِي الل ّه ُ في الدنيا والآخرة( وبقوله صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الل ّه َ وَرَسُولَه ُ لَعَنَهُم ُ َ ن ال َ ّذ ِي َ
ن يُؤْذ ُونَ َ )إ َ ّ
تَع َالَىِ :
Shamela.org ٢٧٥
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
م َِم ّا يبلغه من أذى أَ ه ْل الْكِتَاب والمنافقين فصفح عَنْه ُم رجاء استئلافهم واستئلاف غَيْرِه ِم كَمَا قررناه قَب ْل وبالل ّٰه التوفيق
__________
)قوله كَجبَ ْذ الْأَ عْرَابِيّ إز َار َه( قال المزى لا يصح أن يكون للإزار ذكر هنا لأن الإزار ما يتزر به الإنسان في وسطه والرداء ما يجعله على
عاتقه وأكتافه والرواية في الحديث بردائه و يقع ذَل ِك فِي بَعْض النسخ )قوله زوجيه( بمثناة تحتية ساكنة )*(
فصل قال القاضى تقدم الكلام في قتل القاصد لسبه والإزراء به ٥.١.٣
س َل ّم وتَوَات َر ا ْلخـَب َر بِهَا ع َن أَ و يَغ ُّض من م َْرتبته أَ و شَر َف نَس َب َه أَ و و ُف ُور ع ِل ْم ِه أَ و زُهْدِه أَ و يُكَذّب بِمَا اشْ تَه َر من ُأم ُور أخْب َر بِهَا صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
جه َت ِه وإن َظه َر بِد َلِيل ح َالِه َأن ّه لَم يَعْتَمِد ذَمّه و َلَم يَقْصِ د
ب فِي ِ قصْ د ل ِر َد خ َبَر ِه أَ و ي َأْ تِي بِسَف َه م ِن الْقَو ْل أَ و قَب ِيح م ِن الْك َلَام ونوع م ِن ال َ ّ
س ّ
ضب ْط لِلسَان ِه.
سك ْر أضْ طَر ّه إلي ْه أَ و قِلّة م ُرَاقَب َة و َ َ س ََب ّه ِإ َمّا لِ جَه َالَة حملته عَلَى م َا قاله أَ و ل ِ َ
ضجِر أَ و ُ
وعَج ْر َف َة وَتَه َ ُو ّر فِي ك َلَام ِه فَحـُكْم هَذ َا ال ْوَجْه حُكْم ال ْوَجْه الأوّل الْقَت ْل دون تلََعْثُم ِإذ ل َا يُعْذ َر أَ ح َد فِي ال ْـكُفْر ب ِالْجَه َالَة وَل َا بدعوى زلل اللسان
ولا بشئ م َِم ّا ذكرناه إذ َا
__________
)قوله أو لضجر( أي لقلق )قوله وعجرفة( في الصحاح جمل به تعجرف وعجرفة كان فيه خرقا وقلة مبالاة لسرعته )قوله وَتَه َ ُو ّر فِي
ك َلَام ِه( التهور الوقوع في الشئ بقلة مبالاة )قوله دون تلعثم( في الصحاح تلعثم الرجل في الأمر إذا تمكث فيه )*(
ك َان عقله فِي فطرته سليم ًا إ َلّا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان وبهذا أفتى الأندلسيون عَلَى ابن ح َاتِم فِي نَفْيه ُ
الز ّه ْد ع َن رسول الل ّٰه صلى
س َل ّم فِي أيْدِي العَد ُ ّو يُقْت َل إ َلّا أن ُب َ
الن ّبِيّ صلى الل ّٰه تعالى عَلَي ْه و َ َ الل ّٰه تَع َالَى عليه وآله وسلم ال َ ّذ ِي ق َ ّدمْنَاه و َقَال مُحَم ّد بن سُ ح ْن ُون فِي المَأم ُور يَس ّ
يُعْلَم تَب َ ُص ّر ُه أَ و إك ْرَاه ُه وَع َن أَ بِي محمد ابن أَ بِي زيد ل َا يُعْذ َر بدَعْو َى زَل َل اللسان فِي مِث ْل هَذ َا و َأف ْتى أبو الحسن القابسي ف ِيم َن شَتَم َ
الن ّبِيّ
سك ْره يُقْت َل ل ِأَ َن ّه يُظَنّ ب ِه َأن ّه يَعْتَق ِد هَذ َا و ي َ ْفعَلُه فِي صَ حْوِه و َأيْضًا ف َ َإن ّه ح َد ل َا ي ُ ْسقِط ُه ال ُ ّ
سك ْر ك َالْقَذْف و َالْقَت ْل وَسَائ ِر س َل ّم فِي ُ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
الحُد ُود ل ِأَ َن ّه أ ْدخَلَه عَلَى ن َ ْفسِه ل ِأَ ّ
ن من شَر ِب الخم َ ْر عَلَى عِل ْم من زَو َال عَقْلِه بِهَا و َإت ْيَان م َا يُن ْك َر مِن ْه فَه ُو ك َالْع َام ِد لَم ّا يَكُون بِس َبَب ِه و َعَلَى هذا
س َل ّم وهل أن ْتُم إلا عبيد لأبى للن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ أل ْزَمْنَاه الطّلَاق و َال ْع ِتَاق و َالْقِصَاص و َالحُد ُود وَل َا يُعْتَر َض عَلَى هَذ َا بِ حَدِيث حَم ْز َة و َقَو ْلُه َ
الن ّبِيّ صَلَ ّى
قَال ف َع َر َف َ
يحْد ُث عَنْهَا مَعْف ُوا عَن ْه كَمَا
مح َر ّمة فَلَم يَكُن فِي جِنَاي َاتَها إثْم وَك َان حُكْم م َا َ س َل ّم َأن ّه ثمل فَان ْصَر َف ل ِأَ ّ
ن الخم َ ْر ك َان َت حِينَئ ِذ غَي ْر ُ الل ّه عَلَي ْه و َ َ
َ
يحْد ُث م ِن النّو ْم و َشُرْب الدّو َاء ال ْم َأْ م ُون
َ
ن يقصد ِإلَى تَكْذيبه ف ِيم َا قاله أَ و أتى ب ِه أَ و وُجُود َه أَ و ي َ ْكف ُر أَ و يَنْفِي نُبُو ّتَه أو رسالته ب ِه ان ْتَق َل بِقَو ْلِه ذَل ِك إلى دِين
فصل ال ْوَجْه الثالث أَ ّ
آخر غير
__________
ثمل بفتح المثلثة وكسر الميم :أي سكران ،يقال ثمل الرجل بالـكسر ،ثملا :إذا أخذ فيه الشراب.
Shamela.org ٢٧٦
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
)*(
يج ِب قَتْلُه ث ُم ّ يُنْظَر فإن ك َان م ُصَرّح ًا بِذ َل ِك ك َان ح ُ ْ
كم ُه أشْ ب َه بِ حُكْم ال ْمُرْت َد و َق ِوي الخ ِلَاف فِي اسْ ت ِتَابتِِه و َعَلَى م ِل ّت ِه أم ل َا؟ فَهَذ َا ك َاف ِر بإجْمَاع َ
ن ك َان متسترا س َل ّم إ ّ
ن ك َان ذَك َر َه بنِق ِيصَة ف ِيم َا قاله من كَذِب أَ و غَيْر ِه و َِإ ّ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ القَو ْل الآخ َر ل َا ت ُ ْسق ِط القَت ْل عنه تَو ْبَت ُه لِ حَقّ َ
الز ّنْدِيق ل َا ت ُ ْسق ِط قَتْلَه التّو ْبَة عِنْد َن َا كَمَا سَنُبَي ّن ُه قَال أَ بُو حنيفة وأصحابه من برئ من مُح َم ّد أَ و ك َذب ب ِه فَه ُو م ُْرت َد ح َلَال بِذ َل ِك فَح ُ ْ
كم ُه حُكْم َ
ن مُح َم ّدًا ليس بنبي أو لَم يُرْسَل أَ و لم ينزل عليه قُر ْآن و َِإ َن ّمَا ه ُو شئ تَقَوّلَه يُقْت َل و َقَال
ال َد ّم إ َلّا أن يَرْجِـع و َقَال ابن الْق َاسِم فِي المسلم إذ َا قَال إ ّ
س َل ّم وأن ْك َر َه م ِن ال ْمُسْل ِمِين فَه ُو بِمَنْز ِلَة المُرْت َد وَكَذَل ِك من أع ْلَن بتَِكْذِيبه َأن ّه ك َال ْمُرْت َد يُسْتَتَاب وَكَذَل ِك الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ كف َر ب ِرسول َ
وَم ِن َ
قَال ف ِيم َن تَنَب ّأ وزعم أنه يُوحَى إليه وقاله سُ ح ْن ُون و َقَال ابن الْق َاسِم دعا ِإلَى ذَل ِك أَ و جهرا وقال أصبغ و َه ُو ك َال ْمُرْت َد ل ِأَ َن ّه ق َد َ
كف َر بِكِتَاب
الل ّه و َقَال أشْه َب فِي يَه ُودِيّ تَنَب ّأ أَ و زَع َم َأن ّه
الل ّه م َع الْفِر ْيَة عَلَى َ
َ
س َل ّم للن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ن ك َان مُعْلِنًا بِذَل ِك فإن ت َاب و َِإ َلّا قُت ِل وَذَل ِك ل ِأَ َن ّه مُكَذّب َ ُأرْسل ِإلَى َ
الن ّاس أَ و قَال بَعْد نَب ِيك ُم نَبِ ّي َأن ّه يُسْتَتَاب إ ّ
الل ّه فِي دعواه عَلَي ْه الرسالة والنبوة ،و َقَال مُحَم ّد بن سحنون من شك فِي حرف م َِم ّا جاء ب ِه مُحَم ّد صلى الل ّٰه
فِي قَو ْلِه ل َا نَبِ ّي بَعْدِي مفتر عَلَى َ
س َل ّم ك َان ح ْ
كم ُه عِن ْد الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الل ّه فَه ُو كافر جاحد ،و َقَال :من كذب َ
عليه وسلم عن َ
فصل الوجه الرابع أن يأتي من الكلام بمجمل و يلفظ من القول بمشكل ٥.١.٥
ا ْل ُأ َمّة القتل ،و َقَال أَ حْم َد بن أَ بِي سُلَيْم َان صاحب سحنون :من قال إن النبي صلى الل ّٰه عَلَي ْه و َ َ
س َل ّم أسْ و َد قتل.
نح ْو َه أَ بُو عُثْم َان الْح َ ّداد قَال :لَو قَال َإن ّه مات قَب ْل أن يلَ ْتَحِي أَ و َأن ّه كان بناهرت و َلَم يَكُن
س َل ّم بأَ سْ و َد و َقَال َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ لم يمكن َ
كفْر وال ْمُظْهر ُ له كاف ِر و َف ِيه الاسْ ت ِتَابَة و َالمُسِر ّ لَه زِنْدِيق يُقْت َل دون
صف َت ِه وَم َوَاضِع ِه ُ
ن هَذ َا نَفْي قَال حبيب بن ربيع تَبْدِيل ِ
بِتِهَام َة قتل ل ِأَ ّ
اسْ ت ِتَابَة
س َل ّم أَ و غَيْر ِه أَ و يُتَرَدّد فِي الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ شكِل يمكن حمله عَلَى َ
فصل ال ْوَجْه الرابع أن ي َأْ تِي م ِن الْك َلَام بِمُجْ م َل و َيلَ ْفظ م ِن القَو ْل بِم ُ ْ
المُرَاد ب ِه من سَلَام ِت ِه م ِن ال ْمَك ْر ُوه أَ و شَرّه ف َهه ُنَا م ُتَرَدّد النَظَر وَحَيْر َة ال ْع ِب َر وَم َ
َظن ّه اخْ ت ِلَاف المجُْتَهِدِين ووقفة اسْ تِبْر َاء المُق َلّد ِين لِيَه ْلِك من
س َل ّم وَحَمى حِمى ع ِْرضِه فَجَس َر عَلَى الْقَت ْل وَمِنْه ُم من الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ يح ْيَا من حَيّ ع َن بَي ّن َة فمَِنْه ُم من غَل ّب ح ُ ْرم َة َ
هلك ع َن بَي ّن َة و َ َ
عَظّم ح ُ ْرم َة الدم
__________
ثمل الرجل بالـكسر ثملا إذا أخذ فيه الشراب )قوله بتهامة( بكسر الفوقية اسم لكل ما نزل عن نجد من بلاد الحجاز ومكة من التهم
بفتح التاء والهاء وهو شدة الحر وركود اللريح وقال ابن قرقول سميت بذلك لتغير هوائها يقال تهم الرهن إذا تغير
)قوله متردد( بفتح الراء والدال الأولى المشددة )قوله وحيرة العبر( الحـيرة بفتح الحاء المهملة وسكون المثناة التحتية والعبر بكسر العين
المهملة وفتح الموحدة )قوله ومظنة( بفتح الميم وكسر الظاء المعجمة وتشديد النون ،في الصحاح مظنة الشئ موضعه ومألفه الذى يظن
كونه فيه )*(
س َل ّم فَق َال لَه ال َ ّ
طال ِب ل عَلَى مُحَم ّد صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ شبْه َة لاحْ تِم َال القَو ْل و َق َد اخْ تُل ِف أئِم ّتُنا فِي رَج ُل أ ْغضَب َه غ َريمُه فَق َال لَه ص ّ
وَدَر َأ الحَد بال ّ
س َل ّم أَ و شَتم ال ْمَلَائِك َة ال َ ّذ ِين يُص َُل ّون عَلَي ْه؟ قَال :ل َا الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الل ّه عَلَى من صَلَ ّى عَلَي ْه فَق ِيل لِس ُحْ ن ُون ه َل ه ُو كَم َن شَتَم َ
ل َا صَلَ ّى َ
شت ْم ،و َقَال أَ بُو ِإ ْسحَاق البَرْقِيّ وأصْ ب َغ بن الف َر َج ل َا يُقْت َل ل ِأَ َن ّه َإن ّمَا شَتَم َ
الن ّاس صفْت من الغَضَب لأنه لم يَكُن م ُضْ مِرًا ال ّ
إذ َا ك َان عَلَى م َا و َ َ
س َل ّم ولـكنه لَم ّا احْ تَم َل الْك َلَام عِنْد َه و َلَم تكن م َع َه قَرِين َة تَد ُ ّ
ل الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ نح ْو قَو ْل سُ ح ْن ُون ل ِأَ َن ّه لَم يَعْذِرْه بالغضَب فِي شَتَم َ
و َهَذ َا َ
ن مراده َ
الن ّاس الل ّه عَلَيْه ِم وَل َا مُق َ ّدم َة يُحْم ِل عَلَيْهَا كلامه بَل القرينة تدل عَلَى أَ ّ
شت ْم ال ْمَلَائِك َة صَلَوات َ
عَلَى شتم النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم أو َ
Shamela.org ٢٧٧
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
غَي ْر هَؤْل َاء ل ِأَ جْل قَو ْل الآخر لَه صَلَ ّى عَلَى َ
الن ّب ِ ِيّ فحمل قَو ْله وسبه لم َِن يُصَلّي عَلَي ْه الآن لأجْل أمْر الآخ َر لَه بَهَذ َا عِن ْد غضبه هَذ َا معنى
قوله سُ ح ْن ُون وهو مطابق لعلة صاحبيه وذهب الحا َرِث بن مسكين الْق َاض ِي و َغَي ْر ُه فِي مِث ْل هَذ َا لإلى القتل وتوقف أَ بُو الْحَسَن القابسي فِي
ل صَاحِب فُنْد ُق قَر ْنان و َلَو ك َان نَب ًِي ّا م ُْرسل ًا فأم َر بِشَدّه بالق ُي ُود و َالت ّضْ ي ِيق عَلَي ْه ح ََت ّى يُسْت َ ْفه َم البَي ّن َة ع َن جُم ْلَة ألف َاظِه
قَت ْل رَج ُل قَال ك ُ ّ
أخف قَال و َلـَكِن
ّ أصحَاب الف َنَادق الآن فَمَعْلُوم َأن ّه لَي ْس ف ِيه ِم نَبِ ّي م ُْرسل فيكون أمْرُه
ل عَلَى مَقْصدِه ه َل أر َاد ْ
وَم َا يَد ُ ّ
خر ِين
ل صَاحِب فُنْد ُق م ِن المُتَق َ ّدم ِين و َال ْمُتأ ّ
ظَاه ِر ل َ ْفظ ِه العُم ُوم لِك ُ ّ
و َق َد ك َان ف ِيم َن تَقدّم م ِن الْأَ ن ْب ِيَاء ُ
والر ّسُل م ِن اكْ تَسَب ال ْمَال قَال وَد َم المسلم ل َا ي ُ ْقد َم عَلَي ْه إ َلّا ب ِأَ مْر بَي ْن وَم َا ت ُرَدّ إليه التأو يلات ل َا بُد
الل ّه بَنِي ِإسْر َائِيل ولعن
الل ّه الع َر َب و َلَع َن َ
الل ّه ف ِيم َن قَال لَع َن َ من إمْعان َ
الن ّظَر ف ِيه هَذ َا مَعْن َي كلامه وح ُكي ع َن أَ بِي مُحَم ّد بن أَ بِي ز َي ْد رَحِم َه َ
الل ّه ن عَلَي ْه الأد َب بِقَدْر اجْ تِهَاد ال ُ ّ
سلْطَان وَكَذَل ِك أف ْتى ف ِيم َن قَال :لعن َ الل ّه بَنِي آد َم وَذَك َر َأن ّه لَم ي ُرد الْأَ ن ْب ِيَاء و َِإ َن ّمَا أرَدْت الظّالمِين مِنْه ُم أَ ّ
َ
من حرم المسكر و َقَال لَم أَ ع ْلَم من حَرّم َة وفيمن لَع َن حَدِيث ل َا يَب َع حاض َر لِبَاد ولعن م َا جاء ب ِه َأن ّه إ ّ
ن ك َان يُعْذ َر بالجَهل وعدم معرفة
سلَام َأن ّه إن ثَب َت عَلَي ْه ذَل ِك قُت ِل قَال الْق َاض ِي و ََف ّق َه َ
الل ّه و َق َد ك َان اخْ تَلَف شُي ُوخُنَا ف ِيم َن قَال لِشَاه ِد الل ّه ِإلَى آد َم عَلَي ْه ال َ ّ
قَال ل ِرَج ُل لَع َن َك َ
شيْخُنَا أَ بُو ِإ ْسحَاق بن َ
جعْف َر يرى قَتْلَه لِبَشَاع َة ظَاه ِر شَه ِد عليه بشئ ث ُم ّ قَال لَه تَتّهِمُنِي؟ فَق َال لَه الآخ َر :الْأَ ن ْب ِيَاء يُتّه َمون فَكَي ْف أن ْت؟ فكان َ
الل ّفْظ عِنْد َه أن يَكُون خ َبَر ًا ع ََم ّن اتّهَمَه ُم م ِن ال ْـكُ َ ّفار و َأف ْت َى ف ِيهَا
اللفظ وَك َان الْق َاض ِي أَ بُو مُح َم ّد بن مَنْصُور يتوقف ع َن القتل الاحتمال َ
ش َ ّدد الْق َاض ِي أَ بُو مُح َم ّد تَصْ ف ِيد َه و َأطَال سج ْن َه ث ُم ّ اسْ تحْلَف َه بَعْد عَلَى تَكْذِيب م َا ش ُهد ب ِه
الل ّه بن الْحَاجّ بِنَح ْو من هَذ َا و َ َ
قاض ِي قُرْطُب َة أَ بُو عَب ْد َ
الل ّه بن ع ِيس َى أيام قَضَائ ِه ُأتِيّ ب ِرَج ُل ه َات َر
شيْخَنَا الْق َاض ِي أَ ب َا عَب ْد َ
عليه إذ دَخ َل فِي شَه َاد َة بعض من شهد عليه وهن ثم أطْ لَق َه وَشَاهَدْت َ
الر ّج ُل أن يَكُون قَال ذَل ِك و َشَه ِد عَلَي ْه لفف م ِن َ
الن ّاس فأمر رَج ُل ًا اسْم ُه مُحَم ّد ث ُم ّ قَصَد ِإلَى ك َل ْب ف َضَر َبَه برجْلِه و َقَال لَه :قم ي َا مُحَم ّد ف َأن ْك َر َ
سو ْط وأطلقه
ب ِه ِإلَى السجن وتقص ّى ع َن حاله وهل يَصْ حَب من يُسْتَر َاب بِدِينه فَلَم ّا لم يَجد م َا يُقَو ّى الر ّيب َة باعْتِق َادِه ضَر َبَه بال ّ
__________
)قوله ابن مناس( بفتح الميم وتخفيف النون وفى آخره سين مهملة )قوله هاتر رجلا( أي فاتحه في القول من الهترة وهو الباطل والسقط
من الكلام )قوله لَف ِيف م ِن َ
الن ّاس( أي ما اجتمع من الناس من قبائل شتى )*(
فصل ال ْوَجْه الخامس أن ل َا يَقْصِ د نَقْصً ا وَل َا ي َ ْذك ُر عَي ْبًا وَل َا س ًَب ّا لـكنه يَنْز َع بِذِك ْر بَعْض أ ْوصَاف ِه أَ و يَسْتَشْه ِد ببَِعْض أَ حْ وَالِه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه
س َل ّم الْجَائز َة عَلَي ْه فِي ال ُد ّن ْيَا عَلَى َطرِ يق ضَرْب المثل والحجة لنفسه أو لغيره أو عَلَى التشبه ب ِه أَ و عِن ْد هضيمة نالته أو غضاضة لحقته لَي ْس
وَ َ
س َل ّم أَ و عَلَى طر يق التأسي وطر يق التحقيق بَل عَلَى مَقْصِ د ال َت ّرْف ِيع لِن َ ْفسِه أَ و لِغَيْرِه أَ و عَلَى سَب ِيل التمّْث ِيل وعدم التّو ْق ِير لِنَب ِي ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
Shamela.org ٢٧٨
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
حظْو َة الـك َرَام َة ح ََت ّى شَب ّه من شَب ّه فِي ك َرَام َة نالَهَا أَ و إزارة وَغ ًَضّ ا فَمَا و َق ّر ُ
الن ّب َُو ّة وَل َا عَظّم الرسالة ولا غزر ح ُ ْرم َة الاصْ طِف َاء وَل َا عزز ُ
خطَر َه و َشَرّف ق َ ْدر َه و َألز َم
الل ّه َ مَع ََر ّة قَصَد الان ْتِف َاء مِنْهَا أَ و ضرب مثل لتطبيب َ
مج ْلِسِه أَ و إغ ْلاء فِي و َصْ ف لِت َحْ سِين ك َلَام ِه بم َن عَظّم َ
تَو ْق ِير َه و َب ِره ونهى ع َن جهر
__________
)قوله الضنك( أي الضيق )قوله فادح( بالفاء وبالدال المكسورة أي شاف )قوله ابن هانئٍ الأندلسي( هو أبو القاسم محمد الشاعر شاعر
العرب كالمتنبي في الشرق توفى سنة اثنتين وستين وثلاثمائة وعمره ست وثلاثون سنة وقيل اثنان وأربعون سنة ببرقة متوجها من مصر
إلى المغرب أضافه شخص فعربدوا عليه فقتلوه وقيل بل وجد مخنوقا وقيل بل نام فوجد ميتا )*(
القَو ْل لَه ورفع الصوت عِنْد َه فحق هَذ َا إن درئ عَن ْه القتل :الأدب والسجن وقوة تعزيره بحسب شنعة مقاله ومقتضى قبح م َا نطق ب ِه
ومألوف عادته لمثله أَ و ندوره وقرينة كلامه أو ندمه عَلَى ما سبق مِن ْه و َلَم يزل المتقدمون ينكرون مِث ْل هَذ َا م َِم ّن جاء ب ِه و َق َد أنكر الرشيد
ستَهْزِئ بِعَصَا م ُوس َى وأم َر
َف خَصِ يب و َقَال لَه يابن ال ّلخ ْنَاء أن ْت الم ُ ْ عَلَى أَ بِي نواس قَو ْله فإن يَك باقي سِ ح ْر فِرْعَو ْن ف ِيك ُم * ف َِإ ّ
ن عَصَا م ُوس َى بِك ّ
Shamela.org ٢٧٩
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
اب م َِم ّا قَال و َأظْ ه َر النّد َم عَلَي ْه فَق َال أَ بُو الْحَسَن
ش ّالن ّاس و َأشْ ف َق ال َ ّ س َل ّم ُأم ًّي ّا فَش ُن ّع عَلَي ْه مَق َالُه و َ َ
كفّر َه َ الل ّه عَلَي ْه و َ َ
َ
كو ْن هَذ َا ُأمّي ّا نَق ِيصَة
كو ْن النبي ُأمّي ّا آيَة لَه و َ َ
س َل ّم و َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ مخْط ِئ فِي استشهادته بَصِ ف َة َ
أَ َمّا إطْ لَاق ال ْـكُفْر عَلَي ْه فَخَطَأ لـكنه ُ
ن قَو ْله: س َل ّم لـكنه إذ َا اسْ تَغْف َر وت َاب واع ْتَر َف وَلَجَأ ِإلَى َ
الل ّه فَيُتْر َك ل ِأَ ّ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ جه َالت ِه احْ ت ِج َاج ُه ب ِصِ ف َة َ
جه َالَة وَم ِن َ
ف ِيه و َ َ
)ل َا يَنْت َهي ِإلَى حد الْقَت ْل وَم َا َطرِ يق ُه الأدب فَطَوع فاعله بالدم عَلَي ْه يوجب الـكف عَن ْه ونزلت أيْضًا مسألة استفتى ف ِيهَا بَعْض ق ُضاة
الل ّه فِي رَج ُل تنقصه آخر بشئ فَق َال لَه َإن ّمَا تريد
الأندلس شيخنا الْق َاض ِي أَ ب َا مُحَم ّد بن مَنْصُور رَحِم َه َ
Shamela.org ٢٨٠
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
س َل ّم -فأفتاه بإطالة سجنه وإيجاع أدبه ِإذ لَم يقصد السب الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ نقضي بقولك -و َأَ ن َا ب ِش ْر وجميع البشر يلحقهم النقص ح ََت ّى َ
وَك َان بَعْض فُقَه َاء الأندلس أفتى بقتله
يخ ْتَلف
حك َايَتِه و َق ِرين َة مَق َالَت ِه و َ َ
ن يَق ُول القائل ذَل ِك حاكيا عن غَيْر ِه و َآثِر ًا لَه ع َن سِوَاه فَهَذ َا يُنْظَر فِي صُور َة ِ
فصل ال ْوَجْه السادس أَ ّ
الحُكْم باختلاف ذَل ِك عَلَى أربعة وُجُوه :ال ْوُجُوب ،و َالنّدْب ،والـك َرَاه َة ،والت ّحْ رِيم فإن ك َان أخْب َر ب ِه عَلَى وَجْه الشّه َاد َة و َالتّعْرِ يف بقائله
والإنكار والإعلام بِقَو ْلِه والتّنْف ِير مِن ْه والت ّجْ رِيح لَه فَهَذ َا م َِم ّا يَن ْبَغ ِي امْت ِثَالُه و َيُحْمد فاع ِلُه وَكَذَل ِك إن ح َكاه فِي ك ِتَاب أو فِي مجلس عَلَى طر يق
يج ِب وَمِن ْه م َا يُسْتَحَب بحسَب ح َال َات الحاكي لِذَل ِك و َالمحَ ْكي عَن ْه فإن كان القائل الر ّد لَه َ
والن ّقْض عَلَى قائله والفُت ْيَا بِمَا يلَ ْزَم ُه و َهَذ َا منه م َا َ َ
صدّى لأن يُؤ ْخذ عَن ْه ال ْعِل ْم أو رِواية الحديث أَ و ي ُ ْقطَع بح ُ ْ
كم ِه أَ و شَه َاد َت ِه أَ و فُت ْيَاه فِي الحُق ُوق وَجَب عَلَى سَام ِع ِه الإشاد َة بِمَا لِذَل ِك م َِم ّن ت َ َ
للن ّاس عَن ْه والشهادة عَلَي ْه بِمَا قاله ووجب عَلَى من بلغه ذَل ِك من أئ َِم ّة ال ْمُسْل ِمِين إنكاره وبيان كفره وفساد قَو ْله بقطع
سُمع مِن ْه و َالتّنْف ِير َ
ضرره ع َن ال ْمُسْل ِمِين وقيام ًا بحقّ سَي ّد ال ْمُرْسَلِين وَكَذَل ِك إن ك َان م َِم ّن يعظ الع َامّة أَ و يُؤدّب الصّ ب ْيَان ف َِإ ّ
ن من هَذِه سَر ِيرَتُه لا يؤمن عَلَى
س َل ّم ولحق شر يعته الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ إلقاء ذَل ِك فِي قلوبهم فيتأكد فِي هَؤْل َاء الإ يجاب لحق َ
س َل ّم و َاجِب وَحِمَايَة ع ِْرضِه م ُت َع َيّن و َنُصْرَتُه عَلَى الأذى ح ًَي ّا و َميتًا مُسْت َحقّ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ن لَم يَكُن القائ ِل بِهَذِه السّبيل فالْق ِيَام بح َقّ َ
و َِإ ّ
سق َط ع َن الباقي الفَر ْض و َبَقِي الاسْ ت ِحْ بَاب فِي
ل مُؤْم ِن لـكنه إذا قَام بَهَذ َا من َظه َر ب ِه الْحَقّ و َفُصِ لَت ب ِه الق َضِ ي ّة وبان ب ِه الأمْر َ
عَلَى ك ُ ّ
تكْث ِير ال َش ّه َاد َة عَلَي ْه وع َضْ د التّحْذِير مِن ْه و َق َد أجْم َع السّلَف عَلَى بَيَان حال المُتّه َم فِي الْحَدِيث ف َ َ
كي ْف بِمِث ْل هَذ َا و َق َد سُئ ِل أَ بُو مُحَم ّد بن أَ بِي
الل ّه تَع َالَى أيَسع ُه أن ل َا يؤدى شهادته قَال :إن ر َجا نَف َاذ الحُكْم ب ِشهادته فليشهد وَكَذَل ِك إن عَل ِم
ز َي ْد ع َن الشّاه ِد يَسْمع مِث ْل هَذ َا فِي حَقّ َ
ن الْحا َكِم ل َا ي َر َى القتل بِمَا شهد ب ِه ويرى الاستتابه والأدب فليشهد و يلزمه ذَل ِك و َأَ َمّا الإباحة لحكاية قَو ْله لغير هذين المقصدين فلَا
أَ ّ
س َل ّم والتمضمض بسوء ذكره لأحد ل َا ذاكرًا وَل َا آثرا لغير الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ أرى لَهَا مدخل ًا فِي هَذ َا ال ْبَاب فليس التفكه بعرض رَسُول َ
غرض شرعي بمباح و َأَ َمّا للأغراض المتقدمة فمتردد بَي ْن الإ يجاب والاستحباب و َق َد حكى َ
الل ّه تَع َالَى مقالات المفترين عَلَي ْه و َعَلَى رسله
الل ّه عَلَي ْنَا فِي محكم ك ِتاب ِه وَكَذَل ِك و َق َع من أمثاله
فِي ك ِتَاب ِه عَلَى وجه الإنكار لقولهم والتحذير من كفرهم والوعيد عليه والرد عليهم بِمَا تلاه َ
س َل ّم الصحيحة عَلَى الوجوه المتقدمة وأجمع السلف والخلف من أئ َِم ّة الهدى عَلَى حكايات مقالات الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ فِي أحاديث َ
ن ك َان وَر َد
الـكفرة والملحدين فِي كتبهم ومجالسهم ليبينوها للناس وينقضوا شبهها عَلَيْه ِم و َِإ ّ
حن ْب َل إنكار لبعض هَذ َا عَلَى الحا َرِث بن أسد فقد صنع أَ حْم َد مِثْلُه فِي رده عَلَى الجهمية والقائلين بالمخلوق و َهَذِه الوجوه الشائعة
لأحمد بن َ
الحكاية عنها ف َأَ َمّا ذكرها عَلَى غَي ْر هَذ َا من حكاية سبه والإزراء بمنصبه عَلَى وجه الحكايات والأسمار والطرف وأحاديث َ
الن ّاس ومقالاتهم
فِي الغث والسمير ومضاحك المجان ونوادر السخفاء والخوض فِي ق ِيل وقال ومالا يَعْنِي فكل هَذ َا ممنوع وبعضه أشد فِي المنع والعقوبة
من بَعْض فَمَا ك َان من قائله الحاكي لَه عَلَى غَي ْر قصد أو معرفة بمقدار م َا حكاه أَ و لَم تكن عادته أَ و لَم يَكُن الْك َلَام م ِن البشاعة حيث ه ُو
ن ك َان ولَم يظهر على حاكيه استحسانه واستصوابه ز ُجر ع َن ذَل ِك ونهي ع َن العودة إلي ْه و َِإ ّ
ن قوم ببعض الأدب فَه ُو مستوجب لَه و َِإ ّ
ن رجل ًا سَأل مالك ًا ع ََم ّن يَق ُول الْقُر ْآن مخلوق فَق َال م َال ِك كافر فاق ْتلُوه فَق َال
حي ْث ه ُو ك َان الأدب أشد ،و َق َد حكي أَ ّ
لفظه من البشاعة َ
الل ّه عَلَى طر يق الزجر والتغليظ بدليل َأن ّه لَم ينفذ قتله و َِإ ّ
ن اتهم إنما حكيته ع َن غَيْر ِي فَق َال م َال ِك َإن ّمَا سمعناه مِن ْك و َهَذ َا من م َال ِك رَحِم َه َ
هَذ َا الحاكي ف ِيم َا ح َكاه أنه اختلقه ونسبه ِإلَى غَيْر ِه أو ك َان َت تِل ْك عادة له أَ و ظهر استحسانه لِذَل ِك أَ و ك َان مولع ًا بِمِثْلِه والاستخفاف لَه
أو التحفظ لمثله وطلبه ورواية أشْ ع َار هجوه صَلَ ّى َ
الل ّه
__________
Shamela.org ٢٨١
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
)قوله على الجهمية( هم أتباع جهم بن صفوان أبى محرز السمرقندى هلك في زمان صغار التابعين أعنى من رأى من الصحابة واحدا
أو اثنين )قوله والطرف( بضم الطاء المهملة جمع طرفة )*(
فصل الوجه السابع أن يذكر ما يجوز على النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم ٥.١.٨
اب ن َ ْفسِه يُؤَاخ َذ بِقَو ْلِه وَل َا تَنْف َع ُه نسْبَت ُه ِإلَى غَيْر ِه فيبادر بقتله و يعجآ إلى ال ْهَاوِ يَة ُأ َمّه و َق َد قَال أَ بُو
س ّس َل ّم وسبه فَحـُكْم هَذ َا حُك َم ال َ ّ
عَلَي ْه و َ َ
س َل ّم فَه ُو ُ
كفْر و َق َد ذَك َر بَعْض من أَ ل ْف فِي الإجْمَاع إجْمَاع الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ هج ِي ب ِه َ
شطْر بَي ْت م َِم ّا ُ
حف ِظ َ
ع ُبَي ْد الْق َاسِم بن سَلَام ف ِيم َن َ
Shamela.org ٢٨٢
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
و َف َضِ يلَة ث َابتِ َة ف ِيه و َقَاعِد َة مُعْجِزَتُه إذ معجزته ال ْع ُظم َى م ِن الْقُر ْآن العَظ ِيم َإن ّمَا هِي م ُت َعَلق َة بِطَر يق المَع َارِف و َال ْع ُلُوم م َع م َا م ُن َح صَلَ ّى َ
الل ّه
س َل ّم و َف َُضّ ل ب ِه من ذَل ِك كَمَا ق َ ّدمْنَاه فِي القِس ْم الأول وَوُجُود مِث ْل ذَل ِك من رَج ُل لَم يَقْرأ و َلَم يَكْت ُب و َلَم يُدارِس وَل َا لُقّن مُقْت َض َى
عَلَي ْه و َ َ
العَجَب وَمُنْت َهَ ى ال ْع ِب َر وَمُعْجِز َة ال ْب َش َر و َلَي ْس فِي ذَل ِك نَقيصَة ِإذ المطلوب م ِن الكِتَابَة والقراءة المَعْرف َة و َِإ َن ّمَا هي آلة.
__________
)قوله على صناديد( جمع صنديد وهو الشجاع السيد )قوله ونمى( بتشديد الميم )قوله في كتاب أرميا( بفتح الهمزة وسكون الراء وكسر
الميم والقصر )قوله وليس فيه ذلك نقيصة( الضمير المجرور بفى عائد إلى الرجل في قوله وَوُجُود مِث ْل ذَل ِك من رجل والإشارة بذلك
راجعة إلى ما أشير إليه بذلك )*(
سطَة و َالسّب َب ،و َا ْل ُأم َّي ّة فِي غَيْرِه نَق ِيصَة ل ِأَ نّهَا حصَلَت َ
الثمّ ْر َة و َالمَطْلُوب اسْ تُغْنِي ع َن ال ْوَا ِ سطَة م ُوَصّلة ِإلَيْهَا غَي ْر م ُرَاد َة فِي ن َ ْفسِه َا ف َِإذ َا َ
لَهَا وَو َا ِ
جع َل شَر َف َه ف ِيم َا ف ِيه محطة سواه وحياته ف ِيم َا ف ِيه هلاك من عداه
سَب َب الْجَه َالَة وَعُن ْوَان الْغ َبَاو َة فَسُب ْح َان من بايَن أمْرَه من أمْر غَيْرِه و َ َ
حشْوَت ِه ك َان تَمَام حَيَات ِه و َغَايَة قوة نفسه وثبات روعه و َه ُو ف ِيم َن سواه منتهى هلاكه وحتم موته وفنائه وهلم جَرّا خر َاج ُ هَذ َا شَقّ قلبه وإ ْ
الْأَ ح َادِيث م َِم ّا فِي ظَاهِرِه إشْ كال يَقْتَض ِي ُأم ُور ًا ل َا تلَِيق بِه ِم بِ حَال و َ َ
تح ْتَاج ِإلَى تأو يل
__________
)قوله وإخراج حشوته( الحشوة بكسر الحاء المهملة وضمها وبالشين المعجمة الأمعاء )قوله روعه( بضم الراء وفى آخره هاء الضمير أي
قلبه -قوله وحتم موته( بفتح الحاء المهملة وسكون التاء الفوقية )قوله مهنته( بفتح الميم وحكى الـكسائي كسرها وأنكره الأسمعي )قوله
ومآثره( أي مكارمه ومفاخره التى تؤثر عنه )*(
الت ّح َ ُ ّدث بمِث ْل ذَل ِك
الل ّه م َالك ًا فلقد ك َر َه َ و َت َر َ ُدّد احْ تمال فَلَا َ
يج ِب أن يُتَحَدّث مِنْهَا إلا بالصحيح وَل َا يُرْو َى مِنْهَا إ َلّا المَعْلُوم الث ّاب ِت وَرَحِم َ
الت ّح َ ُ ّدث بِمِث ْل هَذ َا فَق ِيل لَه إ ّ
ن ابن عَج ْلان يُح َ ّدث بِهَا فَق َال الن ّاس ِإلَى َ
م ِن الْأَ ح َادِيث المُوهِم َة ل ِ َلت ّشْبيه و َالمُشْكلة ال ْمَعْن َى و َقَال :م َا ي َ ْدع ُو َ
لَم يَكُن م ِن الفُقَه َاء و َلَي ْت َ
الن ّاس و َافَق ُوه عَلَى تَرْك الْحَدِيث بِهَا وَسَاع َدوه عَلَى َطيّهَا فأكْ ث َر ُه َا ليس تحتع ع َم َل و َق َد حُكِي ع َن جَمَاع َة م ِن
س َل ّم أ ْورَد َه َا عَلَى ق ْوم ع َرَب ي َ ْفهَم ُون َالن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ تح ْت َه ع َم َل و َ
سلَف بَل عَنْه ُم عَلَى ا ْلجم ُْلَة أَ َ ّنه ُم ك َانُوا يَك ْر َه ُون الْك َلَام ف ِيم َا لَي ْس َ
ال َ ّ
شكِل َة ث ُم ّ جاء من غَلَب َت عَلَي ْه ح َ ّقه َم م ُ ْ مجَازِه و َاسْ تِع َار َت ِه و َبلَِيغ ِه و َإيجَازِه فَلَم تَكُن فِي َ
حق ِيق َت ِه و َ َ
ك َلَام ال ْع َر َب عَلَى و َجْ ه ِه و َتَص َرفَاتِه ِم فِي َ
الع ُجْ م َة وَد َاخ َلَت ْه ا ْل ُأم َّي ّة فَلَا يَكاد ي َ ْفه َم من مَق َاصِد
الْع َر َب إ َلّا ن َ َص ّها و َصَر ِ يحَه َا وَل َا يَتَح َ ّقق إشَار َاتِهَا ِإلَى غ َرَض الإ يجَاز ووحْ يِهَا و َتَب ْلِيغَه َا و َتَل ْو يحِه َا فَتَف َر ّق ُوا فِي تأو يله َا أَ و حَم ْلِه َا عَلَى ظَاهِرِه َا شَذر
كف َر ف َأَ َمّا م َا ل َا يَصِ حّ من هَذِه الْأَ ح َادِيث ف َوَاجِب أن ل َا ي ُ ْذك َر مِنْهَا شئ فِي حَقّ َ
الل ّه وَل َا فِي حَقّ أن ْب ِيَائ ِه مَذ َر فمنهم من آم َن ب ِه وَمِنْه ُم من َ
حه َا و َتَرْك ال ُ ّ
شغْل بِهَا إ َلّا أن ت ُ ْذك َر عَلَى وَجْه التّعْرِ يف ب ِأ َ ّنهَا ضَع ِيف َة ال ْمَق َاد وَل َا يُتَحَدّث بِهَا وَل َا يُتَك ََل ّف الْك َلَام عَلَى مَع َان ِيهَا ،و َ
َالصّ وَاب َطر ْ ُ
الإسْ نَاد و َق َد أن ْك َر َ الأشْ يَاخ عَلَى أَ بِي بَك ْر بن فُور َك تَك َُل ّف َه فِي م ُ ْ
شكِل ِه الْك َلَام عَلَى أحاديث ضعيفة و َاه ِي َة ِ
__________
)قوله شذر مذر( بكسر الشين المعجمة والميم وبفتحهما في الصحاح تفرقوا شذر مذر بالتحر يك والنصب وشذر مذر بالـكسر إذا ذهبوا
في كل وجه )*(
Shamela.org ٢٨٣
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
فصل ومما يجب على المتكلم فيما يجوز على النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم وما لا يجوز ٥.١.٩
مَوْضُوع َة ل َا أصْ ل لَهَا أَ و مَنْق ُولَة ع َن أَ ه ْل الكِتَاب ال َ ّذ ِين يلَ ْبِس ُون الْحَقّ بالبَاطِل ك َان ي َ ْكف ِيه طرحها و يعنيه ع َن الْك َلَام عَلَيْهَا َ
الت ّن ْب ِيه عَلَى
حه َا أكْ شَف اللبس وأشْ فَى َ
للن ّفْس ضعْفه َا ِإذ الم َ ْقصُود ب ِالْك َلَام عَلَى مُشْكل م َا ف ِيهَا إز َالَة اللّب ْس بِهَا و َاجْ ت ِثَاثُهَا من أَ صْ له َا و َ َطر ْ ُ
َ
س َل ّم وَم َا ل َا يَج ُوز و َال َذ ّاك ِر من ح َالات ِه م َا ق َ ّدمْنَاه فِي الف َصْ ل قَب ْل هَذ َا الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ يج ِب عَلَى المُتَك ََل ّم ف ِيم َا يَج ُوز عَلَى َ
فصل ومما َ
س َل ّم وذِك ْر تِل ْك الأَ حْ وَال ال ْوَاجِب من تَو ْق ِير ِه و َتَعْظ ِيمِه و َي ُر َاقب عَلَى َطرِ يق المُذ َاك َر َة والتعْل ِيم أن يلَ ْتَز ِم فِي ك َلَام ِه عِن ْد ذَكْر ِه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
ح َال لِسَان ِه وَل َا يُهْمِلَه و َت َ ْظه َر عَلَي ْه عَلَامات الأَ د َب عِن ْد ذِكْر ِه ف َِإذ َا ذَك َر م َا قاساه م ِن ال َ ّ
شد َائِد َظه َر َ عليه الإشْ ف َاق والارْتِمَاض والغَي ْظ
مجَاري أعماله س َل ّم لَو قَد َر عَلَي ْه و ُ
َالن ّصر َة لَو أ ْمكَنَت ْه و َإذ َا أخ َذ فِي أب ْوَاب الع ِصْ م َة و َتَك َلّم عَلَى َ عَلَى عَدُوّه وَم َو َ َدّة الفِد َاء ل ِ َلن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
وأقواله صلى الل ّٰه عليه وسلم
حسَن َ
الل ّفْظ و َأد َب ال ْع ِبَار َة م َا أَ ْمكَن َه و َاجْ تَن َب بَشِيع ذَل ِك وَهَج َر م ِن ال ْع َبَار َة م َا يَقْب ُح ك َلْفَظَة الْجَهْل و َالـكَذِب و َالمَعْصِ ي َة ف َِإذ َا تَك َلّم تَح ََر ّى أ َ
فِي الأَ ق ْوَال قَال ه َل يَج ُوز عَلَي ْه الْخل ُ ْف فِي القَو ْل و َال ِْإخبار بِ خ ِلَاف م َا و َق َع سَهْو ًا
__________
)قوله يلبسون( بكسر الموحدة أي يخلطون )قوله والارتماض( بالضاد المعجمة يقال ارتمض الرجل من كذا أي اشتد قلقه )قوله
تحرى( بالحاء المهملة أي توخى وقصد )*(
نح ْو َه م ِن ال ْع ِبَار َة و َيَتَجَن ّب ل َ ْفظَة الـكَذِب جُم ْلَة و َاحَد َة و َإذ َا تَك َلّم عَلَى ال ْعِل ْم قَال ه َل يَج ُوز أن ل َا يَعْلَم إ َلّا م َا علم وهل يُمْكِن أن
أَ و غَلَطًا و َ َ
ل َا يَكُون عِنْد َه علم من بَعْض الأشْ يَاء ح ََت ّى يُوحَى إلي ْه وَل َا يَق ُول بِ جَهْل لِقُب ْح َ
الل ّفْظ و َبَش َاع َت ِه وإذا تكلم فِي الأفْع َال قَال ه َل يَج ُوز منه
َالن ّوَاهِي وَم ُوَاقَع َة َ
الصّ غ َائ ِر فَه ُو أوْلَى وآدب من قَو ْلِه ه َل يَج ُوز أن يَعْص ِي أَ و يُذْن ِب أَ و يَفْع َل كذا وكذا من ال ْم ُخ َالَف َة فِي بَعْض الْأَ و َام ِر و َ
س َل ّم وَم َا َ
يج ِب لَه من تعزيز و َإ ْعظَام و َق َد ر َأَ ي ْت بَعْض ال ْع ُلمَاء لَم يَتَحَفّظ من هَذ َا فَق ُب ّح أن ْواع المَع َاص ِي فهذا من حَقّ تَو ْق ِير ِه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
مِن ْه.
و َلَم أَ سْ ت َصْ وب عِبار َتَه ف ِيه وَوَجَدْت بَعْض الْجَائِر ِين قَو ْله لأجْل تَرْك تَح َُ ّفظ ِه فِي ال ْع ِبَار َة م َا لَم يَق ُل ْه وَش ََن ّع عَلَي ْه بِمَا يأباه و َي ُ َ
ك َ ّفر قائِلُه و َإذ َا
س َل ّم أ ْوجَب و َال ْتِز َام ُه آك َد ح َ ّقه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ خطَابِه ِم فَاسْ تِعْم َالُه فِي َ ك َان مِث ْل هَذ َا بَي ْن َ
الن ّاس مُسْتَعْمل ًا فِي آدابِه ِم وَحُسن مُع َاشَرِتِه ِم و َ ِ
ن لَسِحْ رًا ف َأَ َمّا م َا
ن ال ْبَيَا ِ س َل ّم ِإ َ ّ
ن مِ َ تحْرِير ُه َا وتهذيبا يُعَظّم الأمْر أَ و يُهَو ّنُه ولهذا قَال صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ فَجَوْد َة العبارة تقبح الشئ أَ و تُحَسّن ُه و َ َ
كقَو ْلِه ل َا يَج ُوز عَلَي ْه الـكَذِب جُم ْلَة ولا الن ّف ِْي عَن ْه ُ و َ
َالت ّنْز ِيه فَلَا حَر َج فِي تَس ْريح الع ِبار َة وتصريها ف ِيه َ جهَة ِ َ أَ ْورَدَه ُ عَلَى ِ
__________
ن لسحرا( قال ابن قرقول قيل أورده مورد ن ال ْبَيَا ِ )قوله ِإ َ ّ
ن مِ َ
الذم لشبهة بعمل السحر في قلب القلوب وجلب الأفئدة وتز يين القبيح وتقبيح الحسن وقيل أورده مورد المدح أي يترضى به الساخط
ويستزل به الصعب ولذلك قالوا فيه السحر الحلال ويشهد له )إن من الشعر لحكمة( الحديث )*(
الباب الثاني في حكم سابه وشانئه ومتنقصه مؤذبه وعقوبته وذكر استتباته ووراثته ٥.٢
Shamela.org ٢٨٤
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
ال ْبَاب الثاني فِي حكم سابه وشانئه ومتنقصه مؤذبه وعقوبته وذكر استتباته ووراثته
س َل ّم وَذَكَر ْن َا إجْمَاع ال ْع ُلمَاء عَلَى قَت ْل فاع ِل ذَل ِك وقائِلِه و َ
تخ ْيير ال ِْإم َام فِي قَتْلِه أَ و صَل ْب ِه حقّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ق َد ق َ ّدمْنَا م َا ه ُو س ّ
َب وأذ َى فِي َ
سلَف وجُمه ُور ال ْع ُلمَاء قَتْلُه ح َ ً ّدا ل َا ُ
كفْرًا إن أظْ ه َر ن مشْه ُور مَذْه َب م َال ِك وأصحابه وقو ْل ال َ ّ
عَلَى م َا ذَكَر ْن َاه و َق َرّرْنا الْ حجُ َج عَلَي ْه وبعد فاع ْلَم أَ ّ
الز ّنْدِيق وَمُسِرّ الـكُفْر فِي هَذ َا القَو ْل الت ّو ْبَة مِن ْه ولهذا ل َا تُقْب َل عندهم تو ْبَت ُه وَل َا تَنْف َع ُه اسْ تِق َالَت َه وَل َا فَي ْأتُه كَمَا ق َ ّدمْنَاه قَب ْل وَح ُ ْ
كمه حُكْم َ َ
وسواء ك َان َت تَو ْبَت ُه عَلَى هَذ َا بَعْد الق ُ ْدر َة عَلَي ْه وال َش ّهاد َة عَلَى قَو ْله )أو جاء تائبًِا من قَب ْل نفسه ل ِأَ َن ّه ح َد وَجَب ل َا تُسْقط ُه التّو ْبَة َ
كسَائ ِر
الل ّه إذ َا
ي رَحِم َه َ الْحُد ُود قَال ال َ ّ
شي ْخ أَ بُو الْحَسَن القابس ّ
ب ل ِأَ َن ّه ه ُو ح َ ُ ّده و َقَال أَ بُو مُحَم ّد بن أَ بِي ز َي ْد مِثْلُه و َأَ َمّا م َا بَي ْن َه و َبَي ْن َ
الل ّه فَتَو ْبَت ُه تَنْف َع ُه ،و َقَال الت ّو ْبَة قُت ِل بال َ ّ
س ّ ب وتاب مِن ْه وأظْ ه َر َ أق َر ّ بال َ ّ
س ّ
ابن سُ ح ْن ُون من شَتَم النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم م ِن المُوَحّدِين ث ُم ّ ت َاب ع َن ذَل ِك لَم تزل توبته عنه القَت ْل وَكَذَل ِك ق َد اخْ تُل ِف فِي الزّنْدِيق إذ َا
جاء تائبًا فحـكى الْق َاض ِي أَ بُو الْحَسَن بن الْق َصّ ار فِي ذَل ِك قَو ْليَ ْن ،قَال من شُي ُوخَنَا :من قَال أق ْتلُُه بإق ْرَارِه ل ِأَ َن ّه ك َان ي َ ْقدِر عَلَى َ
ست ْر ن َ ْفسِه
ل عَلَى صحّتِهَا بمَجِيئ ِه فَك َأنّنَا و َقَفْنَا عَلَى باطِن ِه خش ِي ال ُ ّ
ظه ُور عَلَي ْه فَبَادر لِذَل ِك وَمِنْه ُم من قَال اق ْب َل تَو َبت َه لأني أسْ تَدِ ّ خفْنَا َأن ّه َ
فَلَم ّا اع ْتَر َف ِ
س َل ّم أق ْو َى ل َا يُت َ َ
صو ّر ف ِيهَا الخ ِلَاف الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ َاب َ
بِ خ ِلَاف من أسَرَت ْه البَي ّن َة قَال الْق َاض ِي أَ بُو الْف َضْ ل و َهَذ َا قَو ْل أصْ ب َغ وَمَسْألَة س ّ
حق ُوق الآد َميّين و َالزّنْدِيق إذ َا ت َاب س َل ّم ولأمّت ِه بِس َبَبه ل َا تُسْقط ُه التّو ْبَة َ
كسَائ ِر ُ للن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ عَلَى الأصل المتقدم ل ِأَ َن ّه حَقّ م ُتَع َلق َ
بَعْد الق ُ ْدر َة عَلَي ْه ف َعِن ْد م َال ِك و ََالل ّي ْث و َِإ ْسحَاق و َأَ حْم َد ل َا تُقْب َل تَو ْبَت ُه وعند ال َ ّ
شافِعِيّ تُقْب َل و َاخْ تُل ِف ف ِيه ع َن أَ بِي حنيفة و َأَ بِي يُوسُف وَح َك َى
الل ّه عَن ْه يُسْتَتَاب ،قَال مُحَم ّد بن سُ ح ْن ُون و َلَم ي َز ُل الْقَت ْل ع َن المسلم بالتّو ْبَة من سَب ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه ابن المُنْذِر ع َن عَلِيّ بن أَ بِي طَال ِب رَض ِي َ
س َل ّم ل ِأَ َن ّه لَم يَن ْت َقل من دِين ِإلَى غَيْر ِه و َِإ َن ّمَا فعل
وَ َ
__________
)قوله وأبى يوسف( هو القاضى صاحب أبى حنفية يعقوب بن إبراهيم بن خبيب بن حبيش بن سعد بن خيثمة الأنصاري توفى سنة
اثنين وثمانين ومائة وهو ابن تسع وستين سنة روى عنه أحمد بن حنبل وابن معين وغيرهما )*(
شي ْئًا ح َ ُ ّده عِنْد َن َا القَت ْل ل َا عَفْو ف ِيه لأحد كالزّنْدِيق لأنه لم ينتفل من
َ
الل ّه تَع َالَى عَلَى مَشْه ُور القَو ْل
َب َمح ْت َ ًج ّا لِسُق ُوط اعْت ِبَار تَو ْبَتِه و َالْفَر ْق بَي ْن َه و َبَي ْن من س ّ
ظَاه ِر ِإلَى ظاهر ،و َقَال الْق َاض ِي أَ بُو مُحَم ّد بن نَص ْر ُ
الل ّه بِنُب َُو ّت ِه و َال ْبَارِي تعالى م ُنَز ّه ع َن جميع المَع َايب
جن ْس تلَ ْحق ُه المَع َرة إ َلّا من أك ْرَم َه َ
س َل ّم بَشَر و َال ْب َش َر ِ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ن َ باسْ تَتَابَتِه أَ ّ
ن الْارتد َاد مَعْن َي يَنْفَرِد ب ِه س َل ّم كالارْتِد َاد المَقْب ُول ف ِيه َ
الت ّو ْبَة ل ِأَ ّ جن ْس تلَْحَق المَع ََر ّة بِ جِنْسِه و َلَي ْس س َُب ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ق َ ْطع ًا و َلَي ْس من ِ
س َل ّم تَع َل ّق ف ِيه حَقّ لآد َميّ فكان كالمُرْت َد يَقْت ُل حِين الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ َب َالمُرْت َ ّد ل َا حَقّ ف ِيه لِغَيْر ِه م ِن الآدميين فقبلت تَو ْبَت ُه وَم ِن س ّ
ن تَو ْبَة المُرْت َد إذ َا قُبِلَت ل َا تُسْقط ذ ُنُوبَه من؟ ؟ ؟ و َسَر ِق َة و َغَيْر ِه َا
ن تَو ْبَت َه ل َا تُسْقط عَن ْه حد القَت ْل و َالْقَذْف و َأيْضًا ف َِإ ّ
ارْتِد َادِه أَ و ي َ ْقذِف ف َِإ ّ
س َل ّم لـِكُ ْفرِه لـَكِن لمعنى يَرْجِـع إلى تعظيم ح ُ ْرم َت ِه وَزَو َال المَع َر ّة ب ِه وَذَل ِك ل َا تُسْقط ُه َ
الت ّو ْبَة ،قَال الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ساب َ
ّ و َلَم يُقْت َل
ن س ََب ّه لَم يَكُن بِكَل ِم َة تَقْتضي ال ْـكُفْر و َلـَكِن بِمَعْن َي الإ ْزر َاء و َالاسْ ت ِخْ ف َاف أَ و ل ِأَ ّ
ن بَتَو ْبَتِه وإظْ ه َار إنابَتِه الْق َاض ِي أَ بُو الْف َضْ ل ي ُريد والل ّٰه أَ ع ْلَم ل ِأَ ّ
س َل ّم ث ُم ّ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ َب َارْتَف َع عَن ْه اس ْم ال ْـكُفْر ظاهرًا والل ّٰه أَ ع ْلَم ب ِسَر ِيرَت ِه وبقي حُكْم السب عَلَي ْه ،و َقَال أَ بُو عمران العابسى من س ّ
ن السب من ارْت َد ع َن ال ِْإسْ لَام قُت ِل و َلَم يُسْتَت َب ،ل ِأَ ّ
__________
)قوله كالمرد يقتل( هو بفتح المثناة التحتية في أوله )*(
يح ْتَاج ِإلَى تَفْصِ يل * و َأَ َمّا عَلَى حق ُوق الآد ََمي ّين َال ّتِي ل َا تُسْقط ع َن المُرْت َ ّد وكلام شُي ُوخِنَا هَؤْل َاء مَبْنِيّ عَلَى القَو ْل بِقَتْلِه ح َ ً ّدا ل َا ُ
كفْرًا و َه ُو َ ُ
سل ِم ع َن م َال ِك وَم ِن وافقه عَلَى ذَل ِك م َِم ّن ذَكَر ْن َاه و َقَال ب ِه من أَ ه ْل ال ْعِل ْم فقد ص َرحُوا َأن ّه رِ َدّة قَالُوا و َيُسْتَتَاب مِنْهَا فإن
رِو َايَة الوليد ابن م ُ ْ
Shamela.org ٢٨٥
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
تاب نُكّل وإن أَ بِي قُت ِل فَحـُكِم لَه بحُكْم المُرتَ َد مُطَْلق ًا فِي هَذ َا ال ْوَجْه والوجه الأوّل أشْه َر و َأظْ ه َر
نح ْن نَبْس ُط الْك َلَام ف ِيه فَنَقَو ْل من لَم ي َر َه رِدّة فَه ُو يُوجِب القَت ْل ف ِيه ح َ ً ّدا و َِإ َن ّمَا نقول ذَل ِك م َع ف َصْ لَي ْنِ :إ َمّا م َع إنْك َارِه م َا شُه ِد
لَم ّا ق َ ّدمْنَاه و َ َ
الل ّه من س َل ّم و َ َ
تحْق ِير ِه م َا عَظّم َ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ َالت ّو ْبَة عَن ْه فَنَقْتلُُه ح َ ً ّدا لِثَبَات كَل ِم َة الـكُفْر عَلَي ْه فِي حَقّ َ
عَلَي ْه به أو إظهاره الإق ْلاع و َ
كي ْف ٺُث ْب ِت ُون عَلَي ْه الـكُفْر و َيَشْه َد عَلَي ْه بِكَل ِم َة
ظه ِر عَلَي ْه وأن ْك َر أَ و تاب فإن ق ِيل ف َ َ
الز ّنْدِيق إذ َا ُ جر َي ْنَا ح ُ ْ
كم َه فِي ميراث ِه و َغَي ْر ذَل ِك حُكْم َ حقّه وأ ْ
َ
نح ْن وإن أث ْبَت ْنا لَه حُكْم الكاف ِر فِي القَت ْل فَلَا ن َ ْقطَع عَلَي ْه بِذ َل ِك لإق ْرَارِه َ
بالت ّوْحِيد تحْكُم ُون عَلَي ْه بح ُ ْ
كم ِه م ِن الاسْ ت ِتَابَة وتَوَاب ِعِه ِا قلُ ْنَا َ الـكُفْر وَل َا َ
ن ذَل ِك ك َان مِن ْه و َه َل ًا ومعصية و ََأن ّه مقلع ع َن ذَل ِك نادم عَلَي ْه وَل َا يمتنع إثبات بَعْض أحكام ُ
والن ّب َُو ّة وإن ْكارِه م َا شُه ِد ب ِه عَلَي ْه أَ و زَعْم ِه أَ ّ
الصّ لَاة و َأَ َمّا من علم َأن ّه سبه معتقدًا لاستحلاله فلا
ن لَم ٺثبت لَه خصائصه كقتل تارك َ
الـكفر عَلَى بَعْض الأشخاض و َِإ ّ
__________
)قوله وهلا( في الصحاح الوهل بالتحر يك الفزع قال أبو زيد :وهل يوهل في الشئ وعن الشئ وهلا إذا غلط فيه وسها )(٢ - ١٧
)*(
Shamela.org ٢٨٦
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
ل يَو ْم أَ و جُم ُعة م َ َّرة و َفِي م َا رجيت توبته ،وَح َك َى ابن القصار ع َن أبي حنيفة َأن ّه يستتاب ثَلَاث مرات فِي ثَلَاثَة أ َي ّام أَ و ثَلَاث جُم َع ك ُ ّ
ك ِتَاب مُحَم ّد ع َن ابن الْق َاسِم ي ُ ْدعَى المُرْت َ ّد ِإلَى ال ِْإسْ لَام ثَلَاث مرات ف َِإن أبى ضُر ِب َت ع ُنُق ُه واخْ تُل ِف عَلَى هَذ َا ه َل يُه َ ّدد أَ و يُش َ َ ّدد عَلَي ْه
طع َام بِمَا ل َا يَض ُ َرّه و َقَال أصْ ب َغ يُخ َوف أ َي ّام
تج ْو يع ًا وَل َا تَعطيشًا و َيُؤ ْتى م ِن ال َ ّ
أ َي ّام الاسْ ت ِتابَة لِيَت ُوب أم ل َا فَق َال م َال ِك م َا عَلِم ْت فِي الاسْ ت ِتابَة َ
طابثي يُوع َظ فِي تِل ْك الأ َي ّام و َيُذ َك ّر بالْجَ ّنة و َيُخ َو ّف َ
بالن ّار قَال أصْ ب َغ وأيّ الاستتابة بالقتل وبعرض عَلَي ْه ال ِْإسْ لَام و َفِي ك ِتَاب أَ بِي الْحَسَن ال َ ّ
المَوَاضِـع ح ُبس ف ِيهَا م ِن ال ُ ّ
سجُون م َع َ
الن ّاس أَ و وَحْد َه إذ َا اسْ ت ُوث ِق مِن ْه سَوَاء و َيُوق َف مالُه إذ َا خِيف أن يُت ْلِف َه عَلَى ال ْمُسْل ِمِين و ي ُ ْطع َم مِن ْه
س َل ّم نَبْهَان ال َ ّذ ِي ارْت َ ّد أرْبَع م َ َّرات أَ و خَمْسًا قَال الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ و َيُسْقى وَكَذَل ِك يُسْتَتَاب أبد ًا ك ُ َل ّمَا رَجَع وارْت َ ّد و َق َد اسْ تَتَاب رَسُول َ
ابن وَه ْب ع َن م َال ِك يُسْتَتَاب أبدا ك ُ َل ّمَا رجع و َه ُو قَو ْل ال َ ّ
شافِعِيّ و َأَ حْم َد
الرأّْ ي إن لَم يَت ُب فِي َ
الر ّابِع َة قُت ِل د ُون اسْ تتَابة وإن تاب ضُر ِب ضَرْب ًا وجِيع ًا صحَاب َ وقاله ابن الْق َاسِم و َقَال ِإ ْسحَاق يُقْت َل فِي َ
الر ّابِع َة و َقَال أَ ْ
خش ُوع َ
الت ّو ْبَة قَال ابن المُنْذِر وَل َا نَعْلَم أحدا سجْ ن ح ََت ّى ي َ ْظه َر عَلَي ْه ُ يخ ْر ُج م ِن ال َ ّ
و َلَم َ
__________
طابثي( هو بطاء مهملة وباء موحدة مكسورة وثاء مثلثة )*( )قوله أَ بِي الْحَسَن ال َ ّ
أ ْوجَب عَلَى المُرْت َد فِي الم َر ّة الأولى أدب ًا إذ َا رجع و َه ُو عَلَى مَذْه َب م َال ِك و َال َ ّ
شافِعِيّ و َالـكوفي
فصل هَذ َا حكم من ثبت عَلَي ْه ذَل ِك بِمَا يجب ثبوته من إقرار أَ و عدول لَم يدفع ف ِيه ِم ف َأَ َمّا من لَم تَت ِم ّ ال َش ّه َاد َة عليه بِمَا شَه ِد عَلَي ْه ال ْوَاحِد أَ و
الل ّف ِيف م ِن َ
الن ّاس أَ و ثَب َت قَو ْلُه لـَكِن احْ تم َل و َلَم يَكُن صر يحا وَكَذَل ِك إن تاب عَلَى القَو ْل بقبول توبته فَهَذ َا يدرأ عَن ْه القَت ْل ويتسلط َ
عَلَي ْه اجتهاد ال ِْإم َام بقدر شهرة حاله وقوة ال َش ّه َاد َة عَلَي ْه وضعفها وكثرة السماع عَن ْه وصوره حاله م ِن التهمة فِي الدين والنبر بالسفه والمجون
فَم َن قوي أمره أذاقه من شديد النكال م ِن التضييق فِي السجن والشد فِي القيود إلى العاية َال ّتِي هِي منتهى طاقته م َِم ّا ل َا يمنعه القيام
ل من وجب عَلَي ْه القَت ْل لـَكِن وقف ع َن قتله لمعنى أوجبه وتربص ب ِه لإشكال وعائق
لضرورته وَل َا يقعده ع َن صلاته و َه ُو حكم ك ُ ّ
اقتضاه أمره وحالات الشدة فِي نكاله تختلف بحسب اخْ ت ِلَاف حاله و َق َد رَو َى ال ْوَلِيد ع َن مالك والْأَ وز َاعِ يّ أَ نَها رِ َدّة ف َِإذ َا تاب نكل
ولمالك فِي العتبية وكتاب مُحَم ّد من رِو َايَة أشهب إذ َا تاب
__________
)قوله والنبر( بالنون المفتوحة والموحدة الساكنة والراء مصدر نبره ينبره نبرا أي لقنه )*(
Shamela.org ٢٨٧
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
وللحاكم ه ُنَا فِي تنكيله موضع اجتهاد والل ّٰه ولي الإرشاد
صف َه بغير الوَجْه ال َ ّذ ِي َ
كف َر ب ِه فَلَا خِلَاف عِنْد َن َا فصل هَذ َا حُكْم المسلم ف َأَ َمّا ال َذ ّمّيّ إذ َا ص َ َرّح بِس َب ّه أَ و ع َّرض أَ و اسْ تَخ ّ
َف بِق َ ْدرِه أَ و و َ َ
فِي قتله إن
__________
)قوله عتاب( بفتح العين المهمة وتشديد المثناة الفوقية )*(
والث ّوْرِيّ وأت ْباعَه ُما من أَ ه ْل الـكُوف َة ف َِإ َ ّنه ُم قَالُوا ل َا يُقْت َل
لَم يُسْلم لأنا لَم نُعْط ِه ال َذ ّ َمّة أَ و العَهْد عَلَى هَذ َا و َه ُو قَو ْل عامّة ال ْع ُلمَاء إ َلّا أَ ب َا حَن ِيف َة َ
ل بَعْض شُي ُوخنا عَلَى قَتْلِه بِقَو ْلِه تَع َالَى )و َِإ ْن نَكَث ُوا أَ يْمَانَه ُ ْم م ِنْ بَعْدِ ع َ ْهدِه ِ ْم
ن م َا ه ُو عَلَي ْه م ِن الشّرْك أعظم و َلـَكِن يُؤْدّب و يعذر واسْ تَد َ ّ
ل ِأَ ّ
س َل ّم لابن الأشْر َف وأشْ باه ِه ولأ َن ّا لَم نُعاهِدْه ُم و َلَم نُعْطِه ِم ال َذ ّمّة الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ل أيْضًا عَلَي ْه بِقَت ْل َ
وَطَع َن ُوا فِي دينكم( الآيَة ،و َيُسْتَد َ ّ
عَلَى هَذ َا وَل َا يَج ُوز لَنَا أن ن َ ْفع َل ذَل ِك مَعَه ُم ف َِإذ َا أتَو ْا م َا لَم يُعْطَو ْا عَلَي ْه العَهْد وَل َا الذ ّ َمّة فَق َد نَقَضُوا ذِ َمّتَه ُم وصار ُوا ُ
كفّار ًا أَ ه ْل حَرْب
ن ذِ َمّتَه ُم ل َا تُسْقط ح ُدود ال ِْإسْ لَام عَنْه ُم م ِن القَطْع فِي سَرِق َة أمْوالِه ِم والقَت ْل لم َِن قَتَلُوه مِنْه ُم و َِإ ّ
ن ك َان ذَل ِك يُقْتَلُون لـِكُ ْفرِه ِم وأيضًا ف َِإ ّ
س َل ّم يقتلون ب ِه ووردت لأصحابنا ظواهر تقتضي الخ ِلَاف إذ َا ذكره الذمي بالوجه ال َ ّذ ِي حلال ًا عندهم فكذلك سبهم للنبي صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
كفر ب ِه ستقف عَلَيْهَا من ك َلَام ابن الْق َاسِم و َاب ْن سُ ح ْن ُون بَعْد وَح َك َى أَ بُو المصعب الخ ِلَاف ف ِيهَا ع َن أصحابه المدنيېن واختلفوا إذ َا سبه ث ُم ّ
ن ال ِْإسْ لَام يجب م َا قبله بخلاف المسلم إذ َا سبه ثم ناب لأنا نعلم باطنة الكافر فِي بغضه لَه وتنقصه
أسلم فَق ِيل ،يسقط إسلامه قتله ل ِأَ ّ
بقلبه لكنا منعناه من إظهاره فَلَم يزدنا م َا أظهره إ َلّا مخالفة للأمر ونقضًا للعهد ف َِإذ َا رجع ع َن دينه الأوّل ِإلَى ال ِْإسْ لَام سقط م َا قبله،
سل ِم بخلافه
ف( والم ُ ْ
كف َر ُوا ِإ ْن يَنْتَه ُوا يُغْفَر ْ لَه ُ ْم م َا ق َ ْد سَل َ َ الل ّه تَع َالَى )قُلْ ل َِل ّذ ِي َ
ن َ قَال َ
ِإذ ك َان ظ َُن ّنا بِباطِن ِه حُكْم ظاهِرِه وخلاف م َا ب َدا مِن ْه الآن فَلَم نَقْب َل بَعْد رُجُوع َه وَل َا اسْ تَنَمْنا ِإلَى باطِن ِه إذ ق َد بدت سرائره وما ثَبت
س َل ّم وَجَب عَلَي ْه للن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الساب قتله ل ِأَ َن ّه حَقّ َ
ّ عَلَي ْه م ِن الأحْكام باقية عَلَي ْه لَم يسقطها شئ و َق ِيل ل َا يُسْقط إسلام ال َذ ّمّيّ
لانْتَهاك ِه حُرْمته وق َصْ دِه إلْحَاق َ
الن ّق ِيصَة والمَع َر ّة ب ِه فَلَم يَكُن رُجُوع ُه ِإلَى ال ِْإسْ لَام بالذي ي ُ ْسقِط ُه
كَمَا وجب عَلَي ْه من حقوق ال ْمُسْل ِمِين من قَب ْل إسْ لام ِه من قَت ْل و َقَذْف و َإذ َا ك َُن ّا ل َا نَقْب َل تَو ْبَة المسلم فَأ ِ ّ
ن ل َا نقبل توبة الكافر أولى.
جش ُون و َاب ْن عَب ْد الحَك َم وأصْ ب َغ ف ِيم َن شَتَم نَب ِي ّنا من أَ ه ْل الذ ّ َمّة أَ و أَ حَدًا
قَال م َال ِك فِي ك ِتَاب ابن حبيب المبسوط و َاب ْن الْق َاسِم و َاب ْن الما ِ
سلَام قتل إ َلّا أَ ن يُسْلم و َقَالَه ابن الْق َاسِم فِي العتبية وعند مُحَم ّد و َاب ْن سُ ح ْن ُون و َقَال سُ ح ْن ُون وأصبغ ل َا يقال لَه أسلم وَل َا
م ِن الْأَ ن ْب ِيَاء عَلَيْه ِم ال َ ّ
صحَاب م َال ِك َأن ّه قَال من سب رسول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم أَ و غَيْر ِه
ل َا تسلم و َلـَكِن إن أسلم فَذ َل ِك لَه توبة و َفِي ك ِتَاب مُحَم ّد أَ خْبَر َن َا أَ ْ
سل ِم أَ و كافر قُت ِل و َلَم يُسْتَت َب وَر ُوي لَنَا ع َن م َال ِك إ َلّا أن ي ُ ْسل ِم الكافر و َق َد رَو َى ابن وَه ْب ع َن ابن عمر أَ ّ
ن ر َاه ِبًا تَنَاو َل م ِن َ
الن ّب ِيّين من م ُ ْ
ن مُحَم ّدًا لَم يُرْسَل ِإلَي ْنَا َإن ّمَا أرسل ِإلَيْك ُم
س َل ّم فَق َال ابن ع ُم َر فَه َلا قتلتموه وَرَو َى ع ِيس َى ع َن ابن الْق َاسِم فِي ذمي قَال إ ّ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ َ
و َِإ َن ّمَا نبينا موسى أَ و ع ِيس َى ونحو هَذ َا ل َا شئ
__________
)قوله في كتاب محمد( هو أبو المواز )*(
الل ّه تَع َالَى أق ََر ّه ُم عَلَى مِثْله و َأَ َمّا إن س ََب ّه فَق َال لَي ْس بِنَبِيّ أَ و لَم يُرْسَل أَ و لَم يُنْز َل عَلَي ْه قُر ْآن وإنما هو شئ تقوله أَ و َ
نح ْو هَذ َا ن َ عَلَيْه ِم ل ِأَ ّ
الن ّصْر َانِيّ دِينُنَا خَي ْر من دِينِك ُم َإن ّمَا دِينُك ُم دِين ا ْلحم َِير ونحو هَذ َا م ِن القبيح أَ و سَم ِـع المؤذن يَق ُول أشهد أَ ّ
ن فَيُقْت َل قَال ابن الْق َاسِم و َإذ َا قَال َ
س َل ّم َ
شتْم ًا الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ سجْ ن الطو يل قَال و َأَ َمّا إن شَتَم َ
الل ّه ففي هَذ َا الأدب المُوجِـع وال َ ّ
الل ّه فَق َال كَذَل ِك يعطيكم َ
مُحَم ّدًا رَسُول َ
يُعْر َف ف َ َإن ّه يقتل إ َلّا أَ ن ي ُ ْسل ِم قاله م َال ِك غَي ْر م َ َّرة و َلَم يقل يستتاب قَال ابن الْق َاسِم ومحمل قَو ْله عِنْدِي إن أسلم طائع ًا ،و َقَال ابن سُ ح ْن ُون فِي
سؤالات سُلَيْم َان بن سالم فِي
Shamela.org ٢٨٨
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
جع َة م َع السجن الطو يل و َفِي النوادر من رِو َايَة سُ ح ْن ُون عَن ْه من شتم الْأَ ن ْب ِيَاء م ِن
اليهودي يقول لمؤذن إذ َا تَشَهّد كَذَب ْت يُع َاق َب العُق ُوبة المُو ِ
الز ّهْرِيّ قَال ُأتيت بنَِصْر َانِيّ قَال والذي اصْ طَفَى ع ِيس َى عَلَى مُحَم ّد فاخْ تُل ِف عَلَيّ
خِلَاف م َا رُوِي ع َن المدنيېن فِي ذَل ِك فحـ َكى أَ بُو المُصْ ع َب ُ
ف ِيه ف َض َر ب ْت ُه ح ََت ّى قَتَل ْت ُه أَ و عَاش يَوْم ًا و َلَيْلَة وأم َْرت من جر بِرِجْلِه وطُرح عَلَى ْ
مز بلََة ف َأَ ك َلَت ْه الكلاب وسئل أَ بُو المصعب ع َن نصراني قَال
يخـبر ُكُم َأن ّه فِي الجنة ماله لم ع ِيس َى خلق مُحَم ّدًا فَق َال يُقْت َل و َقَال ابن الْق َاسِم سَألنا مالك ًا ع َن نَصْر َانِيّ بِمِص ْر شُه ِد عَلَي ْه َأن ّه قَال م ِ ْ
سكِين مُحَم ّد ُ
ينفع ن َ ْفسَه ِإذ ك َان َت الكلاب ت َأْ ك ُل سَاقَي ْه لَو قَتَلُوه اسْ تَر َاح مِن ْه َ
الن ّاس قَال م َال ِك أر َى أَ ن تُضْر َب ع ُنُق ُه قَال و َلَق َد كدت أن ل َا أتكلم
س َل ّم م ِن الْيَه ُود والنّصَار َى الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ف ِيهَا بشئ ث ُم ّ ر َأَ ي ْت َأن ّه ل َا يسعني الصمت قَال ابن كنانة فِي المبسوطة من شتم َ
ف َأرى للإمام أَ ن يحرقه بالنار و َِإن شَاء قَتَله ث ُم ّ حَر َق جثته و َِإن شَاء أحرقه بالنار ح ًَي ّا إذ َا تهافتوا فِي سبه و َلَق َد كُت ِب ِإلَى م َال ِك من مصر
الل ّه وأكتب ث ُم ّ يحرق
وَذَك َر مسألة ابن الْق َاسِم المُتَق َ ّدم َة قَال فأم َرَنِي م َال ِك فَكَتَب ْت بأن يقتل وتضرب عنقه فَكَتَب ْت ث ُم ّ قلُ ْت ي َا أَ ب َا عَب ْد َ
بالنار فَق َال َإن ّه لحقيق بِذَل ِك وَم َا أولاه ب ِه فكتبته بيدي بَي ْن يديه فَمَا أن ْك َر َه وَل َا عَابَه ونفذت الصحيفة بِذَل ِك فَق ُت ِل وحرق ،وأفنى عبيد
يح ْي َى و َاب ْن لُبَابَة فِي جَمَاع َة
الل ّه بن َ
َ
__________
)قوله على مزبلة( بفتح الميم وٺثليث الموحدة )*(
فصل في ميراث من قتل في سب النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم وغسله والصلاة عليه ٥.٢.٤
Shamela.org ٢٨٩
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
القابسي) :إن قتل و َه ُو منكر للشهادة عَلَي ْه فالحكم فِي ميراثه عَلَى م َا أظهر من إقراره يَعْنِي لورثته والقتل حد ثبت عَلَي ْه لِيس من الميراث
في شئ وَكَذَل ِك لَو أقر بالسب وأظهر َ
الت ّو ْبَة لقتل ِإذ ه ُو حده وحكمه فِي ميراثه وسائر أحكامه حكم ال ِْإسْ لَام و َلَو أقر بالسب وتمادى
عَلَي ْه وأبى َ
الت ّو ْبَة مِن ْه فقتل عَلَى ذَل ِك ك َان كافرًا وميراثه لل ْمُسْل ِمِين وَل َا يغسل وَل َا يصلى عَلَي ْه وَل َا يكفن وتستر عورته و يوارى كَمَا يفعل
شي ْخ أَ بِي الحسن فِي المجاهر المتمادي بَي ْن ل َا يمكن الخ ِلَاف ف ِيه ل ِأَ َن ّه كافر مرتد غَي ْر تائب وَل َا مقلع و َه ُو مِث ْل قَو ْل أَ صْ ب َغ
بالـكفار وقول ال َ ّ
وَكَذَل ِك فِي ك ِتَاب ابن سُ ح ْن ُون فِي الزّنْدِيق يتمادى عَلَى قَو ْلِه ،وَمِثْلُه لابن الْق َاسِم فِي العُت ْبي ّة وِ ِلجم ََاع َة من أَ ْ
صحَاب م َال ِك فِي ك ِتَاب ابن حَبيب
كفْر َه مِثْلُه ،قَال ابن الْق َاسِم وح ُ ْ
كم ُه حُكْم ال ْمُرْت َ ّد ل َا تَر ِثُه م ِن ال ْمُسْل ِمِين وَل َا من أَ ه ْل الد ّين ال َ ّذ ِي ارْت َد إلي ْه وَل َا يَج ُوز و َصاياه ف ِيم َن أع ْلَن ُ
ل ب َِالت ّو ْبَة فَلَا
الز ّنْدِيق ال َ ّذ ِي ي َ ْستَه ِ ّ
يخ ْتَلَف فِي ميراث َ
وَل َا عِتْق ُه ،و َقَالَه أَ صْ ب َغ قُت ِل عَلَى ذَل ِك أَ و مات عَلَي ْه و َقَال أَ بُو مُحَم ّد بن أَ بِي زيد و َِإ َن ّمَا ُ
تُقْب َل مِن ْه ف َأَ َمّا المُتَم َادِي فَلَا خِلَاف َأن ّه ل َا يُور َث ،و َقَال
الل ّه تَع َالَى ث ُم ّ مات و َلَم تُع َ َ ّدل عَلَي ْه بَي ّن َه أَ و لَم تُقْب َل َإن ّه يُصَلَ ّى عَلَي ْه ،وَرَو َى أَ صْ ب َغ ع َن ابن الْق َاسِم فِي ك ِتَاب ابن حبيب
َب َأَ بُو مُحَم ّد فيم َن س ّ
ف ِيم َن ك َ َذّب برَسُول الل ّٰه صلى الل ّٰه عليه وسلم أَ و أع ْلَن دِينًا م َِم ّا يُف َارِق ب ِه ال ِْإسْ لَام أ ّ
ن ميراثه لل ْمُسْل ِمِين ،و َقَال :بقول مالك إن م ِيراث
الل ّه عَن ْه المُرْت َد لل ْمُسْل ِمِين وَل َا تَر ِثُه وَر َثَت ُه ر َبيِع َة و َال َ ّ
شافِعِيّ و َأَ بُو ثَو ْر و َاب ْن أَ بِي لَيْلَى واختلف ف ِيه ع َن أَ حْم َد و َقَال عَلِيّ بن أَ بِي طَال ِب رَض ِي َ
و َاب ْن مَسْع ُود وابن المسيب والحسن والشعبى وعمر بن عبد العزيز والحكم والأوزاعي والليث وإسحاق و َأَ بُو حنيفة يَر ِثُه ورثت ُه م ِن ال ْمُسْل ِمِين
حسَن بين وهو على رأي
و َق ِيل ذَل ِك ف ِيم َا كسبه قَب ْل ارْتِدادِه وَم َا كسبه فِي الارتداد فَلِل ْمُسْل ِمِين وتفصيل أَ بِي الْحَسَن فِي باقي جوابه َ
أَ صْ ب َغ وخلاف قَو ْل سُ ح ْن ُون واختلافهما عَلَى قولي م َال ِك فِي ميراث الزّنْدِيق فمرة ورثه ورثته م ِن ال ْمُسْل ِمِين قامت عَلَي ْه بِذَل ِك بَي ّن َة فأن ْك َر َها
الت ّو ْبَة ،وقاله أَ صْ ب َغ و َمُحَم ّد بن مَسْلَم َة و َغَي ْر واحِد من أصحابه ل ِأَ َن ّه م ُ ْظه ِر للإسلام بإن ْكاره أَ و تَو ْبَتِه وَح ُ ْ
كم ُه حُكْم أو اع ْتَر َف بِذَل ِك وأظْ ه َر َ
المنافقين الذين
__________
)قوله أم لم تقتل( بضم المثناة الفوقية أوله )قوله ربيعة( هو ابن أبى عبد الرحمن واسم أبى عبد الرحمن فروخ مولى المنكدر قَال م َال ِك
ن عَل ِ ِيّ ب ْ ِن الْحُسَيْنِ وابنه محمد كانا يجلسان في حلقته استقدمه أبو العباس السفاح رَحِم َه الل ّٰه ذهبت حلاوة الفقه منذ مات أَ بُو َ
جعْفَرٍ مُحَم ّد ُ ب ْ ُ
إلى الأنبار لتوليته القضاء فلم يفعل.
توفى سنة ست وثلاثين ومائة )*(
٥.٣الباب الثالث في حكم من سب الل ّٰه تعالى وملائكته وأنبياءه وكتبه وآل النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم وأزواجه
وصحبه
ن م َالَه تَب َع لِدَم ِه، س َل ّم وَرَو َى ابن ناف ِـع عَن ْه فِي العُت ْبية وكتاب مُحَم ّد أَ ّ
ن ميراثَه ِلجم ََاع َة ال ْمُسْل ِمِين ل ِأَ ّ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ك َانُوا عَلَى عهد رَسُول َ
و َقَال ب ِه أيضًا جَمَاع َة من أصحابه ،وقاله أشه َب والمُغ ِير َة وَع َب ُد ال ْمَلِك و َمُحَم ّد ،وسُ ح ْن ُون
وَذ َه َب ابن قاسم فِي العُت َْبي ّة ِإلَى َأن ّه إن اعتَر َف بِمَا شُه ِد عَلَي ْه ب ِه وتاب فَق ُتل فَلَا يُور َث وإن لم يُقر ّ ح ََت ّى مات أَ و قُت ِل وُرّث ،قَال وَكَذَل ِك
س َل ّم فَيُقْت َل ه َل الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ُب َكفْرًا ف َِإ َ ّنه ُم يَت َوار َثُون بوِراثَة ال ِْإسْ لَام وسُئ ِل أَ بُو الْق َاسِم بن الكات ِب ع َن النصراني يَس ّ
ل من أسَرّ ُ
كُ ّ
يَر ِثُه أَ ه ْل دينِه أم ال ْمُسْل ِم ُون ف َأَ ج َاب َأن ّه لل ْمُسْل ِمِين لَي ْس عَلَى جه َة الْمِيراث ل ِأَ َن ّه ل َا تَوار ُث بَي ْن أَ ه ْل مل ّتَي ْن و َلـَكِن ل ِأَ َن ّه من فَيئِه ِم لنَقْضِ ه
العَهْد هَذ َا مَعْن َي قَو ْلِه واخْ تصار ُه
س َل ّم وأزواجه وصحبه الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الل ّه تَع َالَى وملائكته وأنبياءه وكتبه وآل َ
َب َال ْبَاب الثالث فِي حكم من س ّ
الل ّه تَع َالَى من ال ْمُسْل ِمِين كافر حلال الد ّم واختلف فِي است ِتَابته فَق َال ابن الْق َاسِم فِي ال ْمَبْس ُوط و َفِي ك ِتَاب ابن سُ ح ْن ُون
ساب َ
ّ ن
ل َا خِلَاف أَ ّ
Shamela.org ٢٩٠
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
الل ّه تَع َالَى م ِن ال ْمُسْل ِمِين قُتل و َلَم يُسْتَت َب إ َلّا أن يَكُون اف ْتراء عَلَى َ
الل ّه َب َو َمُحَم ّد وَرَو َاه ابن الْق َاسِم ع َن م َال ِك فِي ك ِتَاب ِإ ْسحَاق بن يحى يمن س ّ
بارْتداده ِإلَى دِين دان ب ِه وأظْ ه َر َه فَيُسْتَتَاب وإن لَم ي ُ ْظهِر ْه لَم يُسْتَتب ،و َقَال فِي ال ْمَبْس ُوطَة مُطَر ّف
ّب ح ََت ّى يستتاب وَكَذَل ِك اليَه ُودِيّ والنّصْر َانِيّ فإن
وَع َب ُد ال ْمَلك مِثْلُه ،و َقَال ال ْم َخْ ز ُو ِميّ و َمُحَم ّد بن مَسْلَم َة و َاب ْن أبي حازم لا يقتل الملم بالس ّ
تابُوا قبل مِنْه ُم وإن لَم يَت ُوبُوا قُتلوا وَل َا بُد م ِن الاسْ ت ِتابَة وَذَل ِك كُل ّه كالرّدّة و َه ُو ال َ ّذ ِي ح َكاه الْق َاض ِي ابن نَص ْر ع َن المَذْه َب وأف ْتى أَ بُو مُحَم ّد
ل ل ِساني فَق َال يقتل بظاهر كفره وَل َا الل ّه فَق َال َإن ّمَا أردْت أن الْع َن ال َ ّ
شيْطَان ف َز َ ّ بن أَ بِي زيد ف ِيم َا حُكِي عَن ْه فِي رَج ُل لَع َن رَج ُل ًا و َلَعن َ
يقبل عذره و َأَ َمّا ف ِيم َا
الت ّب َُر ّم
الل ّه تَع َالَى فمعذور واختلف فُقَه َاء قُرْطُب َة فِي مسالة هارون ابن حبيب أخي عَب ْد الْملك الْفَق ِيه وَك َان ضَي ّق الصّ دْر كثير َ
بينه و َبَي ْن َ
وَك َان ق َد شُه ِد عَلَي ْه ب ِشَه َاد َات مِنْهَا َأن ّه قَال عِن ْد اسْ ت ِلاله من مرض لقيت فِي م َرَضي هَذ َا م َا لَو قَتَل ْت أَ ب َا بَك ْر وعمر لَم استوجب هَذ َا كُل ّه
ن مضمن قَو ْله تجوير لل ّٰه تَع َالَى وتظلم مِن ْه والتعر يض ف ِيه كالتصريح وأفتى أخُوه عَب ْد ال ْمَلك بن
ف َأفتى إ ب ْر َاه ِيم ابن حسين بن خ َالِد بقتله و َأَ ّ
الت ّثْق ِيل فِي الحبَ ْس وال َ ّ
شدّة ن الْق َاض ِي ر َأى عَلَي ْه َ
حسَي ْن بن عاص ِم وسعيد بن سُلَيْم َان الْق َاض ِي بِطَر ْح القَت ْل عَن ْه إ َلّا أَ ّ
حَبيب ِوإب ْر َاه ِيم بن ُ
فصل وأما من أضاف إلى الل ّٰه تعالى ما لا يليق به ٥.٣.١
Shamela.org ٢٩١
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
الل ّه لَم يُك َلّم م ُوس َى تَكْلِيم ًا اسْ تُتيب فإن تاب و َِإ َلّا قُتل( و َاب ْن حَب ِيب و َغَي ْره من
عمل عمر ابن عَب ْد الْعَزِيز ،قَال ابن الْق َاسِم) :من قَال إن َ
أصحَابِنا يرى تكفيرهم
ْ
__________
)قوله بصبيغ( بفح الصاد المهملة وكسر الموحدة وفى آخره غين معجمة هو ابن عسل بكسر العين وسكون السين المهملتين قال يحيى
بن معين كان يتبع مشكل القرآن ويسأل عنه عمر فضربه عمر وأمر أن لا يجالس )قوله من الإباضية( بكسر الهمزة وتخفيف الموحدة
والضاد المعجمة وتشديد المثناة أصحاب عبد الل ّٰه بن إباض التميمي الخارجي ظهر في زمن مروان بن محمد آخر بنى أمية وقيل في آخر
أمره ،يزعمون أن مخالفيهم من أهل القبلة كفار غير مشركين يجوز قتالهم وغنيمة سلاحهم وكراعم عند الحرب دون غيره ودارهم دار
الإسلام إلا معسكر سلطانهم وتقبل شهادة مخالفيهم عليهم كذا في المواقف )(*) (٢ - ١٨
و َت َ ْكف ِير أمْثَالِه ِم م ِن الخَوَارِج و َالقَدَرِ َي ّة و َالمُرْجِئ َة ،و َق َد رُوِي أيْضًا ع َن سُ ح ْن ُون مِثْلُه ف ِيم َن قَال لَي ْس لل ّٰه ك َلَام َأن ّه كافر واختلفت الروايات
ع َن م َال ِك ف َأطْ لَق فِي رِو َايَة الشام َِي ّين أَ بِي مُسْه ِر وَم َْرو َان بن مُحَم ّد الطاطِريّ ) :الـكُفْر عَلَيْه ِم( و َق َد شُووِر فِي ز َواج القَدَرِيّ فَق َال :ل َا
الل ّه
شي ْئًا من ذات َ كفّار و َقَال من وَصَف َ ن خَيْر ٌ م ِنْ مشرك( وروى عند أيْضًا أَ ه ْل الأه ْواء ك ُُل ّه ُم ُ الل ّه تَع َالَى) :و َلَعَبْدٌ مُؤْم ِ ٌ
ت ُز َ ّوجْه( قَال َ
الل ّه بن َ ْفسِه و َقَال ف ِيم َن قَال الْقُر ْآن َ
مخ ْلُوق كافر فاق ْتُلُوه و َقَال جسَدِه ي َد أَ و سَم ْع أَ و بَص َر قُط ِـع ذَل ِك مِن ْه ل ِأَ َن ّه شَب ّه َ
تعالى وأشار إلى شئ من َ
يجْلَد و يوجع ضربا و يحبس ح ََت ّى يتوب و َفِي رِو َايَة ب ِش ْر بن بَك ْر التنيسي عَن ْه يقتل وَل َا تقبل توبته قَال الْق َاض ِي أَ بُو
أيْضًا فِي رِو َايَة ابن نافع ُ
الل ّه ُ
الت ّسْتَر ِيّ من أئ َِم ّة العراقيين جوابه مختلف يقتل المستبصر الداعية و َعَلَى الل ّه البرنكاني والقاضي أَ بُو عَب ْد َ
عَب ْد َ
__________
)قوله والقدر ية( هم طائفة ينكرون أن الل ّٰه قدر الأشياء في القدم وقد انقرضوا وصار القدر ية
لقبا للمعتزلة لإسنادهم أفعال العباد إلى قدرتهم وإنكارهم القدر فيها كذا في شرح مسلم للنووي )قوله والمرجئة( لقبوا بذلك لأنهم
يرجئون العمل عن النية أي يؤخرون في الرتبة عنها وعن الاعتقاد من أرجاء آخره وَمِن ْه ُ قَو ْلُه ُ تَع َالَى )أرجه وأخاه( أو لأنهم يقولون
لا تضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الـكفر طاعة فهم يعطلون الرجاء وعلى هذا ينبغى أن يهمز لفظ المرجئة كذا في المواقف
)قوله الطاطرى( بطائين مهملتين ثانيهما مفتوحة نسبة إلى نوع من الثياب البيض كان يبيعها )قوله بشر التنيسى( بشر بالموحدة والشين
المعجمة الساكنة والتنيسى بمثناة فوقية ونون مشددة مكسورة وسين مهملة نسبه إلى تنيس قر ية بقرب تونة وكلاهما بقرب دمياط وقد
أكلهما البحر وصارا بحـيرة ماء )قوله بقتل المستبصر( بقتل بالباء الموحدة في أوله )*(
شافِعِيّ ل َا يستتاب القدري وأكثر أقوال ال َ ّ
سلَف تكفيرهم الصّ لَاة خلفهم وَح َك َى ابن المنذر ع َن ال َ ّ
هَذ َا الخ ِلَاف اختلف قَو ْله فِي إعادة َ
الل ّي ْث وابن عيينة وبن لهيعة روى عَنْه ُم ذَل ِك ف ِيم َن قَال بخلق الْقُر ْآن وقاله ابن المُبَار َك والأودي ووكيع وحفص بن غياث وممن قَال ب ِه َ
و َأَ بُو ِإ ْسحَاق الفزارى؟ ؟ ؟ ؟ وعلي بن عاصم فِي آخرين وه ُو من قَو ْل أَ كْ ث َر ال ْم ُح َ ّدِثِينَ و َالْفُقَه َاء ِ و َال ْمُتَكَل ِّمِينَ فيهم وفى الخوارج والقدر ية
حن ْب َل وَكَذَل ِك قالوا فِي الوافقة والشاكة فِي هَذِه الأصول وممن رُوِي
و َأَ ه ْل الأهواء المضلة وأصحاب البدع المتأولين و َه ُو قَو ْل أَ حْم َد بن َ
عَن ْه مَعْن َي القَو ْل الآخر بترك تكفيرهم عَلِيّ بن أَ بِي طَال ِب و َاب ْن ع ُم َر والحسن ال ْبَصْرِيّ و َه ُو رأي جَمَاع َة م ِن الفُقَه َاء النظار والمتكلمين
الصّ ح َابَة والتابعين ورثة أَ ه ْل حروراء و َمن عرف بالقدر م َِم ّن مات مِنْه ُم ودفنهم فِي مقابر ال ْمُسْل ِمِين وجرى أحكام
واحتجوا بتوريث َ
ال ِْإسْ لَام عَلَيْه ِم ،قَال
ِإسْمَاعِيل الْق َاض ِي وإنما قَال م َال ِك فِي القدر ية وسائر أَ ه ْل البدع يستتابون ف َِإن تابوا و َِإ َلّا قتلوا ل ِأَ َن ّه م ِن الفساد فِي الْأَ رْض كَمَا قَال فِي
المحارب إن ر َأَ ى الإمام قتله و َِإن لَم يقتل قتله وفساد المحارب َإن ّمَا ه ُو فِي الأموال
__________
بقتل بالباء الموحدة في أوله )قوله وحفص بن غياث( بالغين المعجمة المكسورة والمثناة التحتية الخفيفة )قوله حروراء( بفتح الحاء
المهملة والمد قر ية بقرب الـكوفة على ميلين فيها اجتمع الخوارج وتعاقدوا فنسبوا إليها )*(
Shamela.org ٢٩٢
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
ومصالح ال ُد ّن ْيَا و َِإن ك َان ق َد يدخل أيْضًا فِي أمر الد ّين من سبيل الحج والجهاد ،وفساد أَ ه ْل البدع معظمه عَلَى الد ّين و َق َد يدخل فِي أمر
نح ْو من هَذ َا ذهب الْق َاض ِي أَ بُو بَك ْر إمام ض َ ّده و َاختلاف قولي م َال ِك فِي ذَل ِك وتَو َُق ّف ُه ع َن إعَاد َة َ
الصّ لَاة خ َلْفَه ُم مِن ْه و َِإلَى َ َ
بالت ّ ْكف ِير أَ و ِ
أَ ه ْل الت ّحْ ق ِيق و َالْحَقّ و َقَال إ َ ّنهَا من ال ْمُعْوصات إذا الْقَو ْم لَم يُصَرّحُوا باسم
__________
)قوله المعوصات( بضم الميم وسكون العين المهملة وكسر الواو من التعو يض في المسائل وغيرها وهو استخراج ما يصعب معناه )*(
نح ْو اضْ ط ِرَاب قَو ْل إمامه م َال ِك بن أَ نَس ح ََت ّى قاله فِي بَعْض ك َلَامه إ َ ّنه ُم
الـكُفْر و َِإ َن ّمَا قَالُوا قَوْل ًا يُؤَدّي إلي ْه واضطرب قَو ْلِه فِي المسألة عَلَى َ
يخ ْتَلف فِي م ُوَار َثَتِه ِم عَلَى الخ ِلَاف فِي ميراث ل م ُنَاكَحَتُه ُم وَل َا أكْل ذ َب َائِ ح ِهم وَل َا َ
الصّ لَاة عَلَى م َيّتِه ِم و َ ُ تح ِ ّ كفّر َه ُم َ
بالت ّأْ و يل ل َا َ عَلَى ر َأْ ي من َ
المُرْت َد وقال أيضا نورث ميتهم ورثتهم م ِن ال ْمُسْل ِمِين وَل َا نورثهم من المسلمين وأكثر ميله إلى ترك الت ّ ْكف ِير بالمَآل وَكَذَل ِك اضْ طَر َب ف ِيه
حد َة و َه ُو الْجَهْل ب ِوُجُود ال ْبَارِي تَع َالَى و َقَال م َ َّرة م ِن ن الـكُفْر خَصْ لَة و َا ِ شيْخِه أَ بِي الْحَسَن الْأَ شْ عَرِيّ و َأكْ ث َر قَو ْلِه تَرْك الت ْكف ِير و َأَ ّقَو ْل َ
الل ّه فِي أجْ وبَتِه
طر ُق فليس ب ِع َارِف ب ِه و َه ُو ك َاف ِر و َلِمِث ْل هَذ َا ذ َه َب أَ بُو المعالي رَحِم َه َ جس ْم أو المسِيح أَ و بَعْض من يلَْق َاه فِي ال ُ ّ الل ّه ِ
ن َاعْتَق َد أَ ّ
سل ِم عَنْهَا عَظ ِيم فِي
خر َاج م ُ ْ
ن إ ْدخ َال كاف ِر فِي المل ِّة و َإ ْ
لأبي مُحَم ّد عَب ْد الْحَقّ وَك َان سَألَه ع َن المَسْألة فاعْتَذ َر لَه بأن الغَلَط ف ِيهَا يَصْ ع ُب ل ِأَ ّ
خطَر والخَطَأ
ن اسْ ت ِبَاح َة دِم َاء المُصَلّين المُوَحّدِين َ يج ِب الاحْتِر َاز م ِن الت ّ ْكف ِير فِي أَ ه ْل َ
الت ّأْ وِ يل ف َِإ ّ الد ّين وقال غَي ْر ُهُمَا م ِن المحُ َ ّقق ِين :ال َ ّذ ِي َ
س َل ّم ف َِإذ َا قَالُوه َا يَعْنِي ال َش ّه َاد َة ع َ َ
صم ُوا سل ِم و َاحِد و َق َد قَال صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ جم َة من دم م ُ ْ
مح ْ َ
سفْك َ
فِي تَرْك أل ْف كاف ِر أه ْون م ِن الخَطَإ فِي َ
الل ّه ِ
حسَابُه ُ ْم عَلَى َ
م ِن ِ ّي دِم َاءَه ُ ْم وأموالهم إلا بححقها و َ ِ
__________
)قوله فِي أجْ وبَتِه لأبي مُحَم ّد عَب ْد الْحَقّ ( هو عن صاحب الأحكام لأن الإمام كانت وفاته قبل مولد عبد الحق صاحب الأحكام )قوله
محجمة( بكسر الميم الأولى هي قارورة الحجام )*(
فال ِعصْ م َة م َ ْقط ُوع بِهَا م َع ال َش ّه َاد َة وَل َا تَرْتَف ِـع و َيُسْتَبَاح خِلافُه َا إلا بقاطع ولا قاطع من شَرْع وَل َا ق ِيَاس عَلَي ْه وألفاظ الْأَ ح َادِيث ال ْوَارِد َة
الر ّافِضَة بال َش ّرْك وإطْ لاق َ
الل ّعْن َة فِي ال ْبَاب مُع ََر ّضة لَلتأو يل فَمَا ج َاء مِنْهَا فِي التّصْر ِيح بِكُفْر القَدَرِ َي ّة و َقَو ْله ل َا سَهْم لَه ُم فِي ال ِْإسْ لَام و َت َ ْسمِيَت ُه َ
يج ِيب الآخر َ
بأن ّه ق َد وَر َد مِث ْل هَذِه الألفاظ عَلَيْه ِم وَكَذَل ِك فِي الْخَوَارِج و َغَيْرِه ِم من أَ ه ْل الأه ْوَاء فَق َد يحت ْج بِهَا من يَق ُول َ
بالت ّ ْكف ِير و َق َد ُ
كفْر وإشْرِاك د ُون إشْر َاك و َق َد وَر َد مِثْلُه فِي الر ّياء وعُق ُوق الوالدين َ
والز ّوْج كفْر د ُون ُ كف َرة عَلَى طر يق َ
الت ّغْلِيظ و ُ فِي الْحَدِيث فِي غَي ْر الـ َ
ُ
والز ّور و َغَي ْر معصية و َإذ َا ك َان محتمل ًا للأمْرَ ي ْن فَلَا ي ُ ْقطَع عَلَى أح َدهمَا إ َلّا بِد َلِيل قاطِـع ،و َقَو ْلُه فِي الخَوَارِج ه ُم من شَر ّ البَر َِي ّة و َهَذِه ِ
صف َة
تح ْت أدِيم ال َ ّ
سم َاء طُوبي لم َِن قَتَله ُم أَ و قَتَلُوه ،و َقَال) :ف َِإذ َا وَجَدْتموه ُم فاقتلوهم قَت ْل عَاد( وظاه ِر هَذ َا الـكُفْر لا الـكُ َ ّفار ،و َقَال شَرّ قَب ِيل َ
سيما م َع تَشْب ِيهِه ِم بِع َاد فَي َحْ ت َجّ ب ِه من ي َر َى تكفيرهم فيقول لَه الآخر َإن ّمَا ذَل ِك من قتلهم لخروجهم عَلَى ال ْمُسْل ِمِين وبغيهم عليهم بدليله م ِن
ل من حكم بقتله يحكم
الْحَدِيث نفسه يقتلون أَ ه ْل ال ِْإسْ لَام فقتلهم ههنا حد ل َا كفر وَذَك ْر عاد تشبيه للقتل وحله ل َا للمقتول و َلَي ْس ك ُ ّ
Shamela.org ٢٩٣
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
الل ّه فَق َال لعله يصلي ف َِإن احتجوا بِقَو ْلِه صلى الل ّٰه عليه وسلم يقرؤن
بكفره و يعارضه بقول خ َالِد فِي الْحَدِيث دعني أضرب عنقه ي َا رَسُول َ
جر َه ُ ْم فأخبر
الْقُر ْآنَ ل َا يُجَاوِز ُ حَنَا ِ
الر ّمْيَة ِ ث َُم ّ ل َا يَع ُود ُونَ ِإلَيْه ِ ح ََت ّى يَع ُود َ ال َس ّ ْهم ُ عَلَى فَو ْقِه ِ(
ن َ ن الدين م ُرُوقَ ال َس ّ ْه ِم م ِ َ
ن ال ِْإ يمَان لَم يدخل قلوبهم وَكَذَل ِك قَو ْله )يَم ْر ُق ُونَ م ِ َ
أَ ّ
ن مَعْن َي ل َا يجاوز حناجرهم ل َا يفهمون معانيه وبقوله )سبق الفرث والدم( يدل عَلَى َأن ّه لَم يتعلق م ِن ال ِْإسْ لَام بشئ أجابه الآخرون أَ ّ
بقلوبهم وَل َا تنشرح لَه صدورهم وَل َا تعمل ب ِه جوارحهم وعارضوهم بِقَو ْلِه ويتمارى فِي الفوق و َهَذ َا يقتضي التشكك فِي حاله و َِإن
احتجوا بقول أَ بِي سَع ِيد الْخ ُ ْدرِي فِي هَذ َا الْحَدِيث.
ج فِي هَذِه ِ ا ْل ُأ َمّة ِ( و َلَم يقل )م ِنْ هَذِه ِ( وتحرير أَ بِي سَع ِيد الرّو َايَة وإتقانه َ
الل ّفْظ أجابهم س َل ّم يَق ُولَ :
يخ ْر ُ ُ الل ّه صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ سَمِعْت رَسُول َ
الآخرون بأن العبارة بفي ل َا تقتضي تصر يحًا بكونهم من غَي ْر ا ْل ُأ َمّة بخلاف لفظه م ِن َ -ال ّتِي هِي للتبعيض وكونهم م ِن ا ْل ُأ َمّة م َع َأن ّه ق َد
رُوِي ع َن أَ بِي ذَرّ وعلي وأبي أمامة و َغَيْرِه ِم في هَذ َا الْحَدِيث يخرج من ُأ َمّتِي ،وسيكون من ُأ َمّتِي ،وحروف المعاني مشتركة فَلَا تعو يل
عَلَى إخراجهم م ِن ا ْل ُأ َمّة؟ ؟ ؟ وَل َا عَلَى إدخالهم فيما بمن لـَكِن أَ ب َا سَع ِيد رَض ِي َ
الل ّه عَن ْه أجاد م َا شَاء فِي التّن ْب ِيه ال َ ّذ ِي نَب ّه عَلَي ْه و َهَذ َا
سع َة فقه َ
الصّ ح َابَة وتحقيقهم للمعاني واستنباطها م ِن الأل ْفاظ وتحْرِيرِه ِم لَهَا وتَو َق ّيه ِم فِي الرّو َايَة هَذِه المذاهب المَعْر ُوف َة لأهل م َِم ّا يَد ُ ّ
ل عَلَى ِ
السنة ولغيرهم
__________
)قوله من الرمية( أي المرمية من الصيد )قوله على فوقه( الفوق بضم الفاء موضع الوتر من السهم )قوله سبق الفرث والدم( أي مر
سر يعا فلم يعلق بشئ من دمها وفرثها )*(
م ِن الف ِر َق ف ِيهَا منالات كَث ِير َة م ُضْ طَرِبَة سَ خ ِيف َة أق ْر َبُهَا قَو ْل َ
جهْم و َمُحَم ّد
ل متأول كان تأوليه تَشْبيهًا لل ّٰه بَخَلْق ِه وتج ْوير ًا لَه فِي ن الـكُفْر بالل ّٰه الْجَهْل ب ِه ل َا ي َ ْكف ُر احد بغير ذَل ِك و َقَال أَ بُو الهُذ َي ْل إ ّ
ن كُ ّ ابن شبيب أَ ّ
الل ّه فَه ُو كافر و َقَال بَعْض المتكلمين إن ك َان م َِم ّن ع َّرف الأصْ ل وبنى
شي ْئًا قديمًا ل َا يُق َال لَه َ
ل من أث ْب َت َ
فِعْلِه وتَكْذِيبًا لِ خـَبَر ِه فَه ُو كاف ِر وك ُ ّ
الل ّه فَه ُو كافر وإن لَم يَكُن من هَذ َا ال ْبَاب ففاسق إ َلّا أن يَكُون م َِم ّن لَم يعرف الأصل فَه ُو مخطئ غَي ْر
عَلَي ْه وَك َان ف ِيم َا ه ُو من أوْصاف َ
الل ّه بن الْحَسَن العنبري ِإلَى تصويب أقوال المجتهدين فِي أصُول الد ّين ف ِيم َا ك َان ع ُْرضَة ل ِ َلت ّأْ وِ يل وفار َق فِي دلك ف ِر َقكافر وذهب ع ُبَي ْد َ
ن الْحَقّ فِي ُأصُول الد ّين فِي واحد والمخُْط ِئ ف ِيه آثم عاص فاسِق و َِإ َن ّمَا الخ ِلَاف فِي تكفيره و َق َد حكى الْق َاض ِي
ا ْل ُأ َمّة ِإذ أجْم َع ُوا سِواه عَلَى أَ ّ
الل ّه ع َن د َاو ُد الأَ صْ بَهَانِيّ و َقَال وحكى قوم عَنْهُم َا أَ َ ّنهُم َا قَال َا ذَل ِك فِي ك ُ ّ
ل من علم الل ّٰه سبحانه من حالِه أَ بُو بَك ْر ال ْبَاق َِل ّانِي مِث ْل قَو ْل ع ُبَي ْد َ
ن كثير ًا م ِن العامة والنساء والبلُ ْه
نح ْو هَذ َا القَو ْل الجاحظ وثمامة فِي أَ ّ
اسْ تِفْراغ ال ْو ُسْ ع فِي طَلَب الْحَقّ من أَ ه ْل م ِلّت ِنَا أَ و من غير هم و َقَال َ
ومُق َلّد َة النصارى واليهود
__________
)قوله ع َن د َاو ُد الأَ صْ بَهَانِيّ( هو إمام أهل الظاهر )قوله الجاحظ( هو عمرو بن بحر ،إليه تنسب الجاحظية من المعتزلة ،توفى سنة خمس
وخمسين ومائتين بالبصرة )قوله وثمامة( هو ابن اشر بن أبى معين التميرى قال الذهبي كان من كبار المعتزلة ورؤس الضلالة وكان له
أيضا اتصال بالرشيد ثم المأمون وكان ذا نوادر وملح )*(
و َغَيْرِه ِم ل َا حُ َ ج ّة لل ّٰه عَلَيْه ِم ِإذ لَم تَكُن لَه ُم طِباع يُم ْكن معها الاسْ تِدْلال و َق َد نحا الغزالي قريبًا من هَذ َا المَن ْحى فِي ك ِتَاب َ
الت ّ ْفرِق َة وقائ ِل هَذ َا
كُل ّه كافر بالإجْماع على كفر من لم يكذر أحدًا م ِن َ
الن ّصَار َى واليَه ُود
ك ْفرِه ِم فَم َن وقف
ن الت ّوق ِيف والإجْماع اتّفَق َا عَلَى ُ
ل من فَار َق دِين ال ْمُسْل ِمِين أَ و و َق َف فِي تكفير هم أوشك قَال الْق َاض ِي أَ بُو بَك ْر ل ِأَ ّ
وَك ُ ّ
ص والتّو ْق ِيف أَ و شَكّ ف ِيه والتكذيب أو الشك ف ِيه ل َا يقع إلا من كافر فِي ذَل ِك فَق َد كذّب َ
الن ّ ّ
__________
Shamela.org ٢٩٤
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
)قوله الغزالي( بفتح العين المعجمة وتشديد الزاى قال النووي في التبيان في أداه حملة القرآن بتخفيف الزاى نسبة إلى غزالة قر ية من
قرى طوس وقال ابن الأثير إن التخفيف خلاف المشهور قال وأظن أن هذه النسبة في التشديد إلى الغزال على عادة أهل جرجان
ن أهل طوس أنه منسوب إلى غزالة بنت كعب الأحبار
وخوارزم كالقصارى إلى القصار ،قال وحكى لى بعض من يُنْسَبُ إليْه ِ م ِ َ
انتهى وفى الطبقات للسبكي وكان والده يغزل الصوف ويبيعه بدكان بطوس ولما حضرته الوفاة أوصى به وبأخيه أحمد إلى صديق له
متصوف من أهل الخـير وقال له إن لى تأسفا على تعلم الخط وأشتهي استدراك ما فاتني في ولدى فعلهما الخط ولا عليك ان تنفد في
ذلك جميع ما خلفته لهما فلما مات أبوهما أقبل الصوفى على تعليمهما إلى أن فنى الذى خلفه لهما أبوهما وتعذر على الصوفى القيام يفوتهما
قال لهما أرى أن تلجأ إلى مدرسة كأنكما من طلبة العلم فيحصل لـكما قوت يعينكما على وقتكما ففعلا ذلك فكان السبب في سعادتهما
وكان الغزالي يقول طلبنا العلم لغير الل ّٰه فأبى أن يكون إلا لل ّٰه ،ولد رحمه الل ّٰه سنة خمسين وأربعمائة بطوس وتوفى سنة خمس وخمسمائة
)*(
الل ّه
الل ّه أَ و م َع َ ل مَق َالَة صَرّحَت بنَِفْي ُ
الر ّبُوبي ّة أَ و ال ْوَحْد َانيِ ّة أَ و عِبَادة أحد غَي ْر َ ال َش ّرْع وَل َا مجَال لِلْعَقْل ف ِيه والفصل البَيّن فِي هَذ َا أَ ّ
ن كُ ّ
َالن ّصَار َى و َالمجَُوس و َال َ ّذ ِين أشركوا
صحَاب الاث ْنَي ْن م ِن الد ّيصَانيِ ّة و َالمَانَوِ ي ّة وأشْ بَاهِه ِم م ِن الصّ ابئِِين و َ
كفْر كَمَق َالَة ال َد ّهْرِ ي ّة وَسَائ ِر ف ِر َق أَ ْ
فهي ُ
الل ّه من مُش ْركي الْع َر َب و َأَ ه ْل الهن ْد والصّ ين وال ُ ّ
سود َان بعبادة الأوثان أَ و ال ْمَلَائِك َة أَ و الشيطاين أَ و الشمس أَ و النجوم أَ و َ
الن ّار أَ و أحد غَي ْر َ
و َغَيْرِه ِم م َِم ّن ل َا يَرْجع ِإلَى ك ِتَاب وَكَذَل ِك الق َرَام ِطة و َأَ ْ
صحَاب الحلُُول والت ّنَاسُخ م ِن الباطِن ّية و َالطّيَار َة م ِن الرّو َافض وَكَذَل ِك م ِن اع ْتَر َف
بإلاهي ّة الل ّٰه
__________
)قوله الدهر ية( بفتح الدال طائفه مخلدون جمع دهري بفتحها والدهرى بالضم الشيخ الـكبير ،قال ثعلب هما جميعا منسوبان إلى الدهر
وإنما غيروا في النسب كما قالوا سهلى المنسوب إلى الأرض السهلة )قوله من الديصانية( بكسر الدال المهملة وسكون المثناة التحتية
وتخفيف الصاد قوم يقولون بالنور والظلمة كالمانية إلا أن المانية يقولون النور والظلمة حيان والديصانة يقولون النور حى والظلمة ميت
)قوله المانية( وفى بعض النسخ المانو ية نسبة إلى مانى الزنديق ظهر في زمن سابور بن أردشير وادعى النبوة وادعى أن للعالم أصلين نورا
وظلمة وهما قديمان فقبل قوله سابور فلما ملك بهرام ساخه وحشا حلده تبنا وقتل أصحابه وهرب بعضهم إلى الصين )*(
صو ّر أَ و ادّعَى لَه وَلَد ًا أَ و صَاحَب َة أَ و و َالِد ًا أو متولد من شئ أَ و كائن ووحْدانِي ّت ِه ولـكنه اعْتَق َد َأن ّه غَي ْر حَيّ أَ و غَي ْر قديم و ََأن ّه ُ
محْد َث أَ و م ُ َ
كقَو ْل الإلهيين م ِن
كفْر بإجْماع ال ْمُسْل ِمِين َ
شي ْئًا قديمًا غَي ْره أَ و أنثم صَانِع ًا للعالم سواه أَ و مُدَبّر ًا غَي ْره فَذ َل ِك كُل ّه ُ
ن مَع َه فِي الأزل َ
عَن ْه أَ و أَ ّ
الل ّه و َال ْع ُر ُوج
مجَالسَة َ
سف َة والمُن َجّ مِين و َالطّبَائ ِع ِيّين وَكَذَل ِك م َن ادّعى ُ
الْف َلا ِ
الأشخَاص كتول بَعْض المُت َصو ّف َة والباطنية النصارى والقرامطة وَكَذَل ِك ن َ ْقطَع عَلَى كفر من قَال بقدم
ْ إلي ْه وَمُك َالَمَت َه أَ و ح ُلُوله فِي أَ ح َد
العالم أَ و بقائه أَ و شك فِي ذَل ِك عَلَى مذهب بَعْض الفلاسفة والدهر ية أَ و قَال بتناسخ الأرواح وانتقالها أبد الآباد فِي الأشخاص وتعذيبها
أَ و تنعمها ف ِيهَا بحسب زكائها وخبثها وَكَذَل ِك م ِن اعترف بالإلهية والوحدانية ولـكنه جحد ُ
الن ّب َُو ّة من أصلها عموم ًا أو نُب ُ َو ّة نبينا صَلَ ّى َ
الل ّه
س َل ّم خصوصًا أَ و أحد م ِن الْأَ ن ْب ِيَاء ال َ ّذ ِين نص َ
الل ّه عَلَيْه ِم بَعْد ع ِل ْم ِه بذلك فَه ُو كاف ِر بِلَا ر َي ْب كالبَر َاهِم َة ومُعْظَم اليَه ُود والأر ُوسِي ّة م ِن عَلَي ْه و َ َ
ط ِلَة والقرامطة والإسماعيلية والعنبر ية م ِن الرافضة
جبْر ِيل وَكال ْم ُع َ ّ ن ً
علي ّا ك َان المبعوث إلي ْه ِ النصاري والغ ُرَابيِ ّة م ِن الروافض الزاعمين أَ ّ
و َِإن ك َان بَعْض هَؤْل َاء ق َد أشْرَكُوا فِي كُفر آخ َر م َع من قَبْلَه ُم وَكَذَل ِك من د َان بالوحْد َانيِ ّة وصحة النبوة
__________
)قوله والغرابية( بضم الغين المعجمة قالوا محمد بعلى أشبه م ِن الغ ُرَاب بالغراب والدواب بالدواب وبعث الل ّٰه جبر يل إلى على فغلظ
Shamela.org ٢٩٥
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
فيلعنون -لعنهم الل ّٰه -صاحب الريش و يعنون به جبر يل عليه السلام )*(
جو ّز عَلَى الْأَ ن ْب ِيَاء الـكَذِب ف ِيم َا أتَوا ب ِه ادعى فِي ذَل ِك المصلحة نزعمه أو لم يذعها فَه ُو كافر بإجْماع
ونبوة نبينا صلى الل ّٰه عليه وسلم و َلـَكِن َ
ن ظواهر ال َش ّرْع وأكثر م َا ج َاءت ب ِه ُ
الر ّسُل ن هَؤْل َاء زعموا أَ ّ
كالمتفلسفين وبعض الباطنية والروافض وغلاة المتصوفة وأصحاب الإباحة ف َِإ ّ
َ
َالن ّار لَي ْس مِنْهَا شئ عَلَى مقْت َض َى لفظها ومفهوم خطابها و َِإ َن ّمَا م ِن الْأَ خْ بَار ع ََم ّا ك َان و َيَكُون من ُأم ُور الآ ِ
خر َة والحَش ْر ،و َالْق ِيَام َة ،والْجَنة ،و َ
س َل ّم و َبَعْد َه فكذلك ك ُ ّ
ل إمام عِن ْد وكالخرمية القائلين بتواتر ُ
الر ّسُل وكأكثر الرافضة القائلين بمشاركة عَلِيّ فِي الرسالة للنبي صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
الن ّب َُو ّة والحجَ ّة وكال ْب َز يغي ّة والبَيَانيِ ّة مِنْه ُم الق َائِلِين بِنُب َُو ّة بِز ِيغ و َبَيَان و َأشْ بَاه هَؤْل َاء أَ و من ادّعى ُ
الن ّب َُو ّة لِن َ ْفسِه أَ و جو ّز هَؤْل َاء يقوم مقامه فِي ُ
صو ّف َة وَكَذَل ِك م َن ادّعى مِنْه ُم َأن ّه يوحى إلي ْه وإن لَم ي َ ّدع ُ
الن ّب َُو ّة أَ و َأن ّه سف َة وغُلاة المُت َ َ
صف َاء الق َل ْب إلى م َْرتَبَتِهَا كالف َلَا ِ
اكْ تِسَابَهَا والبُلُوغ ب ِ َ
يَصْ ع َد ِإلَى ال َ ّ
سم َاء و َي َ ْدخ ُل الْجنة و َي َأْ ك ُل من ثِمَارِه َا و َيُع َان ِق
س َل ّم َأن ّه خ َات َم َ
الن ّب ِيّين ل َا نَبِ ّي بَعْد َه وأخْب َر عن س َل ّم ل ِأَ َن ّه أخْب َر صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الْحور العين فهؤلاء ك ُُل ّه ُم ُ
ك َ ّفار مُكَذّبُون للنبي صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
الل ّٰه
__________
)قوله كالعيسو ية( نسبة إلى أبى عيسى بن إسحاق بن يعقوب الأصبهاني كان موجودا في خلافة المنصور وخالف اليهود في أشياء منها
أنه حرم الذبائح )قوله وكخرمية( بالخاء المعجمة المضمومة في الصحاح :تخرم :دان بدين الخرمية وهم أصحاب التناسخ والإباحة )قوله
وكالبز يغية والبيانية( البز يغية بالموحدة والزاى المكسورة والغين المعجمة نسبة إلى بز يغ والبيانية إلى بيان بن سمعان النهدي التميمي قال
إن روح الل ّٰه جل وعلا حلت في على ثم في ابنه محمد بن الحنفية ثم في ابنه أبى هاشم ثم في بيان )*(
الن ّب ِيّين و ََأن ّه أ ْرسِل كاف ّة لِلن ّاس وأجْمَع َت ا ْل ُأ َمّة عَلَى حَم ْل هَذ َا الْك َلَام عَلَى ظاهِرِه و َأَ ّ
ن م َ ْفه ُوم َه المُرَاد ب ِه د ُون ت َأْ و يل وَل َا تَع َالَى َأن ّه خ َات َم َ
ل م ِن دافع نص الكتاب أو
كفْر هَؤْل َاء الطّوَائ ِف كلها ق َ ْطع ًا إجْماعًا وسمعا وكذلك وق َع الإجْماع عَلَى ت َ ْكف ِير ك ُ ّ
تخ ْصيص فَلَا شَكّ فِي ُ
َ
كفّر من لم يُكَفّر من د َان
خص حديثا مجمعا عَلَى نَقْلِه م َ ْقط ُوعًا ب ِه مُجمَع ًا عَلَى حَم ْلِه عَلَى ظَاهِرِه كَت َ ْكف ِير الخَوَارِج بإب ْطال الر ّجْ م ولهذا ن ُ َ
بِغَي ْر ملّة ال ْمُسْل ِمِين م ِن المل ِ َل أَ و و َق َف ف ِيه ِم أَ و شَكّ أَ و صَ َح ّح مَذْهَبَه ُم وإن أظْ ه َر م َع ذَل ِك ال ِْإسْ لَام و َاعْتَقَد َه و َاعْتَق َد إبْطَال ك ُ ّ
ل مذْه َب
ل قائ ِل قَال قَوْل ًا يُت َوصّل ب ِه إلى تَضْ لِيل ا ْل ُأ َمّة وت ْكف ِير جميع
سِواه فَه ُو ك َاف ِر بإظْ ه َارِه م َا أظْ ه َر من خِلَاف ذَل ِك وَكَذَل ِك ن َ ْقطَع بتِ َ ْكف ِير ك ُ ّ
س َل ّم ِإذ لَم تُقَدّم ع َ ًلي ّا وكفرت عليا ِإذ لَم يَتَقَدّم و َيَطْلُب
الل ّه عَلَي ْه و َ َ كقَو ْل الكُمَيْلِي ّة م ِن الرافِضَة بتِ َ ْكف ِير جَم ِيع ا ْل ُأ َمّة بَعْد َ
الن ّبِيّ صَلَ ّى َ َ
الصّ ح َابَة َ
حقّه فِي التّقْديم فهؤلاء ق َد كفروا من وُجُوه
َ
Shamela.org ٢٩٦
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
لأنهم أبْطَلُوا الشّر ِيع َة بأسْر ِها إذ قع انْقَطَع نَقْلُه َا ونَقْل الْقُر ْآن ِإذ ن َاق ِلُوه كفرة عَلَى زَعْمِه ِم و َِإلَى هَذ َا والل ّٰه أَ ع ْلَم أشار م َال ِك فِي أحد قوليه
بقتل من كفر الصحابة ثم كفروا من وجه آخر بسبهم النبي صلى الل ّٰه عليه وسلم على
__________
)قوله الكميلية( ليس من الفرق ما يلقب بالكميلية وإنما منهم فرقة من الشيعة ثلقب بالكاملية نسبة إلى أبى كامل قال بكفر الصحابة
بترك بيعة على وبكفر على بترك طلب الحق وقال بالتناسخ في الأرواح عند الموت وإنما الإمامة نور ينتقل من شخص إلى آخر وقد يصير
في شخص نبوة بعد ما كانت في آخر إمامة )*(
الل ّه عَلَى رَسُولِه وآلِه الل ّه عَن ْه و َه ُو يَعْلَم َأن ّه ي َ ْكف ُر بَعْد َه عَلَى قولهم لعنة َ
الل ّه عَلَيْه ِم وصلى َ مقتضى قولهم وَزَعْمِه ِم َأن ّه عهد ِإلَى عَلِيّ رَض ِي َ
وَكَذَل ِك نُكَفّر بكل فعْل أجْم َع ال ْمُسْل ِم ُون َأن ّه ل َا يَصْ د ُر إ َلّا من كافر وإن ك َان صاحِب ُه م ُصَرّح ًا بال ِْإسْ لَام م َع فِعْلِه ذَل ِك الفعل كال ُ ّ
سجُود
شمْس والقَم َر والصّ لِيب والنار والسعي ِإلَى الكنائس والبيع م َع أهلها والتزيي بزيهم من شد الزنانير وفحص الرؤس فَق َد أجمع
لِلصّ ن ْم ولل ّ
ن هَذ َا ل َا يوجد إ َلّا من كافر و َأَ ّ
ن هَذِه الأفعال علامة عَلَى الـكُفْر و َِإن صَرّح فاع ِلُها بال ِْإسْ لَام وَكَذَل ِك أجْم َع ال ْمُسْل ِم ُون عَلَى ال ْمُسْل ِم ُون أَ ّ
صو ّف َة
َأصحاب الإب َاح َة م ِن الق َرامطَة وبعض غُلاة المُت َ َ ل القَت ْل أَ و شُرْب الخم َ ْر أو الزّنا م َِم ّا حَرّم َ
الل ّه بَعْد ع ِل ْم ِه بِتَحْرِيمِه ك ْ ل م ِن اسْ ت َح َ ّ
ت َ ْكف ِير ك ُ ّ
ل من كَذّب وأن ْك َر قاعِد َة من ق َوَاع ِد ال َش ّرْع وَم َا عُر ِف يَق ِينًا بالنّقْل ال ْمُت َوات ِر من فِعْل َ
الر ّسُول وَو َق َع الإجْماع وَكَذَل ِك ن َ ْقطَع بتِ َ ْكف ِير ك ُ ّ
كوْنُها الل ّه عَلَي ْنَا فِي ك ِتاب ِه َ
الصّ لَاة عَلَى ا ْلجم ُْلَة و َ َ ال ْمُت ّصِ ل عَلَي ْه كمن أن ْك َر وُجُوب الصّ لوات الخم َ ْس وعَد َد رَكَعاتِها وسَ ج َداتِها و َيَق ُول َإن ّمَا أ ْوجَب َ
خَمْسًا و َعَلَى هَذِه الصّ فات وال ُش ّر ُوط ل َا أع ْلَم ُه
س َل ّم خبر واحد وَكَذَل ِك أجمع عَلَى ت َ ْكف ِير من قَال من الْخَوارِج الر ّسُول صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ِإذ لَم يَر ِد ف ِيه فِي الْقُر ْآن نص ج َليّ والخـبر ب ِه ع َن َ
إن
__________
)قوله وفحص الرؤس( بفاء مفتوحة وحاء وصاد مهملتين في الصحاح ،وفى الحديث فحصوا عن رؤسهم :كأنهم حلقوا وسطها وتركوها
مثل أفاحيص القطا )*(
ن الف َرائ ِض أسْماء رجال ُأم ِرُوا بولايتهم والخبََائث وال ْم َح َارِم أسماء رجال ُأمُر ِوا بالبراءة َ
الصّ لَاة طَرَفي النهار و َعَلَى ت َ ْكف ِير الباطِني ّة فِي قولهم إ ّ
ن العبادة وطول المجاهدة إذ َا صفت نفوسهم أفضت بِه ِم ِإلَى إسْ قاطها وإباح َة كل شئ لَه ُم ور َف ْع عُه َد
مِنْه ُم وقول بَعْض المتصوفة إ ّ
الش ّرائ ِـع.
صف َة الحَجّ أَ و قَال الحَجّ واجب فِي الْقُر ْآن واسْ تِقْبَال القِبْلَة كَذَل ِك و َلـَكِن عَنْه ُم وَكَذَل ِك إن أن ْك َر مُنْك ِر م َ َك ّة أَ و البيت أَ و ال ْم َ ْ
سجِد الْحَرَام أَ و ِ
ن َ
الن ّبِيّ ن تِل ْك الب ُ ْقع َة هِي م َ َك ّة والبَي ْت و َال ْم َ ْ
سجِد الْحَرام ل َا أَ ْدرِي ه َل هِي تِل ْك أَ و غَيْر ِه َا ولعل الناقِلين أَ ّ كو ْنُه عَلَى هذه الهيأة المُت َعار َف َة و َأَ ّ
س َل ّم فسرها بِهَذِه التفاسير غَلِط ُوا ووَهِم ُوا فَهَذ َا ومِثْلُه ل َا م ِْر يَة فِي ت َ ْكف ِيرِه إن ك َان م َِم ّن يُظَنّ ب ِه علم ذَل ِك وممن خالَط ال ْمُسْل ِمِين صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
وامْتَدّت صُ ح ْبَت ُه لَه ُم إ َلّا أَ ن يَكُون حَدِيث عَهْد بإسْ لام فَيُق َال لَه سَب ِيلك أن تَسْأل ع َن هَذ َا ال َ ّذ ِي لَم تَعْلَم ْه بَعْد كاف ّة ال ْمُسْل ِمِين فَلَا َ
تج ِد
ن هَذِه ا ْل ُأم ُور كَمَا ق ِيل ل َك و َأَ ّ
ن تِل ْك الب ُ ْقع َة هِي م َ َك ّة والبَي ْت ال َ ّذ ِي س َل ّم أَ ّ الر ّسُول صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ بَيْنَه ُم خِلافًا كاف ّة ع َن كاف ّة ِإلَى مُع َاص ِر َ
صف َات س َل ّم وال ْمُسْل ِم ُون وحَ ُ ج ّوا ِإلَيْهَا وطَاف ُوا بها و َأَ ّ
ن تِل ْك الأفْع َال هِي ِ الر ّسُول صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ف ِيهَا ه ُو الـكعبة والقِبْلَة َال ّتِي صَلَ ّى لَهَا َ
Shamela.org ٢٩٧
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
Shamela.org ٢٩٨
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
كافر كال ُ ّ
سجُود لِلصّ نَم و َالم ْشي ِإلَى الك َنَائ ِس بالتِز َام الز َّن ّار م َع أَ ْ
صحَابِهَا فِي أعْيَادِه ِم أَ و يَكُون ذَل ِك القَو ْل أَ و الْفِعْل ل َا يُمْكِن م َع َه ال ْعِل ْم بالل ّٰه
الل ّه تَع َالَى
صف َات َ ن فاع ِلَهُم َا كاف ِر مُنْسِلخ م ِن ال ِْإ يمَان ف َأَ َمّا من نَفَى ِ
صف َة من ِ قَال فهذان الضّرْب َان وإن لَم يَكُونا َ
جهْل ًا بالل ّٰه فَهُم َا عَلَم أَ ّ
ال َذ ّات َيِ ّة
نص
كمَال ال ْوَاجِب َة لَه تَع َالَى فَق َد ّ
صف َات الـ َ كقَو ْلِه :لَي ْس بِع َالِم ولا قادر وَل َا م ُريد وَل َا م ُتَك َلّم و َ ِ
شب ْه ذَل ِك من ِ أَ و جَ حَد َه َا مُسْتَبْصِر ًا فِي ذَل ِك َ
كفْر من نَفَى عَن ْه تَع َالَى الو َصْ ف بِهَا و َأعْرَاه عَنْهَا و َعَلَى هَذ َا حُم َل قَو ْل سُ ح ْن ُون من قَال لَي ْس لل ّٰه كلام فهو كافر أئِم ّتُنَا عَلَى الإجماع عَلَى ُ
كفّر َه بَعْضُه ُم وحُكِي ذَل ِك ع َن أَ بِي
صف َة من هذه الصفات فاخْ تَلَف ال ْع ُلمَاء ههنا ف َ َ جه ِل ِ كفّر المُت َأَ َ ّولِين كَمَا ق َ ّدمْنَاه ف َأَ َمّا من َ
و َه ُو ل َا ي ُ َ
يخْرِج ُه ع َن اس ْم ال ِْإ يمَان و َإلي ْه رَجَع الْأَ شْ عَرِيّ
ن هَذ َا ل َا ُ
طبَر ِيّ و َغَي ْر ُه و َقَال ب ِه أَ بُو الْحَسَن الْأَ شْ عَرِيّ م َ َّرة وذ َه َب َت طَائِف َة ِإلَى أَ ّ جعْف َر ال َ َّ
ن
سوْد َاء و َأَ ّن مَق َالَه حَقّ واحَتجّ هَؤْل َاء بِ حَدِيث ال ّ قَال :ل ِأَ َن ّه لَم يَعْتَق ِد ذَل ِك اعْتَق َاد ًا ي َ ْقطَع بِصَوَاب ِه و َي َر َاه دِينًا و َشَرْعًا و َِإ َن ّمَا ي َ ْكف ُر م َ ِ
ن اعتَق َد أَ ّ
َ
الن ّبِيّ صلى الل ّٰه عليه وسلم إنما
__________
كفّر( بسكون الهاء وفتح الواو ضمير غيبة عائد على سحنون )قوله لحديث السوداء( هو ما رواه أبو داود في الإيمان )قوله و َه ُو ل َا ي ُ َ
الن ّب ِ َيّ صَلَ ّى الل ّٰه عليه وسلم و َقَا َ
ل والنسائي في الوصايات من حديث الشريد بن سويد الثقفى أن أمه أوصته أن يعتق عنها رقبة مؤمنة ف َأَ تَى َ
ل الل ّٰه إن أمي أوصت أن أعتق عنها رقبة مؤمنة وعندي جار ية سوداء نوبية فذكر نحو حديث معاو ية بن الحكم السلمى إلى أن
ي َا رَسُو َ
قال أين الل ّٰه؟ قالت في السماء ،قال من أنا؟ قالت :أن ْت رَسُول َ
الل ّه ،قال أعتقها فإنها مؤمنة )*(
الل ّه لَه قَالُوا و َلَو بوحِث أكْ ث َر
الل ّه ث ُم ّ قَال :فَغَف َر َ
ل َ ض ّ
الل ّه علي و َفِي رِو َايَة ف ِيه لَعَلّي أ ِ طَلَبَ مِنْهَا َ
الت ّوْحِيد َ ل َا غَيْر َ و َبِ حَدِيث الْق َائ ِل لئَِن قَد َر َ
شف ُوا عَنْهَا لَم ّا وُجِد من يَعْلمها إ َلّا الأقَلّ ،و َق َد أجاب الآخر ع َن هَذ َا الْحَدِيث ب ِوُجُوه مِنْهَا أَ ّ
ن قَد َر بمعنى قدر َ
الن ّاس ع َن الصّ فات وُكو ِ
ش ُك ّه فِي الق ُ ْدر َة عَلَى إحْ يَائ ِه بَل فِي نَفْس البَعْث ال َ ّذ ِي ل َا يُعْلَم إ َلّا ب ِشَرْع ولعله
وَل َا يَكُون َ
كفْرًا ف َأَ َمّا م َا لَم يرد ب ِه شَرْع فَه ُو من ُ
مجَوّز َات العُق ُول أَ و يَكُون قَد َر لَم يَكُن وَر َد عِنْد َه ُم ب ِه شَرْع ي ُ ْقطَع عَلَي ْه فَيكُون ال َ ّ
شكّ ف ِيه حِينَئ ِذ ُ
بِمَعْن َي ضَي ّق و َيَكُون م َا فعله بنِ َ ْفسِه إزْراء عَلَيْهَا وَغ َضبًا ل ِع ِصْ يانِها و َق ِيلَ :إن ّمَا قَال م َا قاله و َه ُو غَي ْر عاق ِل لِك َلامه وَل َا ضابط لِل ْفظ ِه م َِم ّا استولى
مجَاز مج َر ّد َ
الت ّوْحِيد و َق ِيل بَل هَذ َا من َ عَلَي ْه م ِن الْجَز َع والْخَشْي َة َال ّتِي أذْه َب َت ل َُب ّه فَلَم يُؤاخ َذ ب ِه و َق ِيل ك َان هَذ َا فِي زَم َن الفَتْر َة و َ َ
حي ْث يَنْف َع ُ
كقَو ْلِه تَع َالَى )لَعلَ ّه ُ يَتَذ َ َك ّر ُ أَ ْو َ
يخ ْش َى( الت ّحْ ق ِيق و َه ُو يُس َ َمّى تَجَاه ُل العارِف وله أمْثِلَة فِي ك َلَامَه ِم َ
ك َلَام الْع َر َب ال َ ّذ ِي صُور َتُه الشّكّ وَمَعْنَاه َ
وقوله )و َِإ َن ّا أَ ْو ِإ َي ّاك ُ ْم لَعَلَى هُدًى أَ ْو فِي ضلال مبين( ف َأَ َمّا من أث ْب َت ال ْو َصْ ف ونَفَى الصّ ف َة فَق َال أق ُول عالِم
__________
الل ّه( قال صاحب الصحاح :أضل عنه أي :أخفى عليه وأغيب ،م ِنْ قَو ْلِه ِ تَع َالَى )أئذا ضللنا في الأرض( أي خفينا ل َ ض ّ )قوله لَعَلّي أ ِ
الل ّه :أفوته و يخفى عليه مكاني ،وقيل :لعلى أغيب عن عذاب الل ّٰه )*(
ل َ ض ّ
وغبنا ،وقال ابن الأثير :لَعَلّي أ ِ
و َلـَكِن ل َا عِل ْم لَه وَم ُتَك َلّم و َلـَكِن ل َا ك َلَام لَه وهكذا فِي سائ ِر الصّ فات عَلَى مَذْه َب المُعْتَزِلَة فَم َن قَال بالمَآل لما يُؤَدّيه إلي ْه قَو ْلُه ويَس ُوق ُه إلي ْه
كفّر َه ل ِأَ َن ّه إذ َا نَفَى العِل ْم ان ْتفى و َصْ ف عالم ِإذ ل َا يُوصف ب ِعالِم إ َلّا من لَه علم فكأ َ ّنه ُم ص َ َرّحُوا عِنْد َه بِمَا أدى إلي ْه قَو ْلُه ُم وهكذا عِن ْد
مَذْه َب ُه َ
الت ّأْ وِ يل م ِن المُشَبّه َة و َالقَدَرِ َي ّة و َغَيْرِه ِم وَم َن لَم ي َر أخْذ َه ُم بِمآل قولِه ِم وَل َا أل ْزَمَه ُم م ُوجِب مذهبم لَم ي َر إكف َار َه ُم قَال
هَذ َا سائ ِر ف ِر َق أَ ه ْل َ
ن
كفْر بَل نقول إ ّ لأنهم إذ َا و ُقفوا عَلَى هَذ َا قَالُوا ل َا نقول لَي ْس ب ِعالِم ونْ حن نَن ْتَفِي م ِن القَو ْل بالمال ال َ ّذ ِي أل ْزَمْتُم ُوه لَنَا ونَعَتْق ِد َ
نح ْن و َأن ْتُم َأن ّه ُ
الت ّأْ وِ يل و َإذ َا فَهِمْت َه َات ّضَح ل َك المُوجِب لاخْ ت ِلاف
الن ّاس فِي إكْ ف َار أَ ه ْل َ
ف َ قولنا لا يؤول إلي ْه عَلَى م َا أ َ ّ
صل ْنَاه فعلى هذي ْن المَأخَذ َي ْن اخْ تَل َ َ
الن ّاس فِي ذَل ِك َ
والصّ وَاب تَرْك إكفارهم َ
والإعراض عن الْحَت ْم عَلَيْه ِم بالْخُس ْران وإجْراء حُكْم ال ِْإسْ لَام عَلَيْه ِم فِي ق ِصاصِه ِم ووِراثاتِه ِم وم ُنَاكَحاتِه ِم ودِي َاتِه ِم والصلواة عَلَيْه ِم وَد َفْنِه ِم
Shamela.org ٢٩٩
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
الز ّجْر واله َجْ ر ح ََت ّى يَرْجِع ُوا ع َن ب ِ ْدعَتِه ِم و َهَذِه ك َان َت سِير َة
شدِيد َ
ك َنّه ُم يُغَل ّظ عَلَيْه ِم ب ِو َجيع الأد َب و َ
فِي مَق َاب ِر ال ْمُسْل ِمِين وسائ ِر م ُعام َلاتِه ِم لـ ِ
الصّ دْر الأوّل ف ِيه ِم فَق َد ك َان نَش َأ عَلَى زمن َ
الصّ ح َابَة و َبَعْد َه ُم فِي التابعين من قَال بِهذِه الأق ْوال م ِن القَد َر و َرأي الْخَوارِج والاع ْتِز َال فَمَا َ
والن ّفْي والقَت ْل عَلَى قَدْر أحْ والهم لأنهم فُسّاق ض َُل ّال
ك َنّه ُم هَج َر ُوهم وأدّبُوه ُم بال َض ّرْب َ
أزاحُوا لَه ُم قَبْر ًا وَل َا قَطَع ُوا لأحد مِنْه ُم م ِيراث ًا لـ ِ
صحَاب كبائر
عُصَاة أَ ْ
فصل هذا حكم المسلم الساب لل ّٰه تعالى وأما الذمي ٥.٣.٤
الل ّه تَع َالَى بِغَي ْر ال ْوَجْه ال َ ّذ ِي ذُك ِر فِي ك ِتاب ِه قُت ِل إ َلّا أَ ن ي ُ ْسل ِم و َقَال المخَ ْز ُومِي فِي المَبْس ُوطَة و َمُح َم ّد بن مَسْلَم َة و َاب ْن أَ بِي حازِم ل َا
أَ ه ْل الأديان َ
يُقْت َل ح ََت ّى يُسْتَتَاب ،مُسْل ِمًا ك َان أَ و كاف ِرًا فإن تاب و َِإ َلّا قُت ِل و َقَال مُطَر ّف وَع َب ُد ال ْمَلِك مِث ْل قَو ْل م َال ِك و َقَال أَ بُو مُح َم ّد بن أَ بِي زيد من
كف َر قُت ِل إ َلّا أَ ن ي ُ ْسل ِم و َق َد ذَكَر ْن َا قَو ْل ابن الْجلََاب قَب ْل وَذَكَر ْنا قَو ْل ع ُبَي ْد َ
الل ّه و َاب ْن لُبَابَة وشُي ُوخ الل ّه تَع َالَى بِغَي ْر ال ْوَجْه ال َ ّذ ِي ب ِه َ
َب َس ّ
َب
نح ْو القَو ْل الآخ َر ف ِيم َن س ّ الل ّه و َ
َالن ّبِيّ وإجْماعَه ُم عَلَى ذَل ِك و َه ُو َ الأنْد َلُسِيّين فِي النَصْر َانيِ ّة وفُت ْياه ُم بقَت ْل ِها لِسَبّها بال ْوَجْه ال َ ّذ ِي َ
كف َرت ب ِه َ
الل ّه وسب نَب ِي ّه لأ َن ّا عاهَدْناه ُم عَلَى أن لا ي ُ ْظه ِر ُوا لَنَا َ
شي ْئًا َب َ س َل ّم مِنْه ُم بال ْوَجْه ال َ ّذ ِي َ
كف َر ب ِه وَل َا فَر ْق فِي ذَل ِك بَي ْن س ّ الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ َ
شي ْئًا مِن ْه فَه ُو نَقْض لِع َ ْهدِه ِم واختلف ال ْع ُلمَاء فِي الذّمّيّ إذ َا ت َزَنْد َق فَق َال م َال ِك
شي ْئًا من ذَل ِك فَم َتى فَع َلُوا َ
ك ْفرِه ِم وأن ل َا ي ُ ْسمِع ُونا َ
من ُ
جش ُون يُقْت َل ل ِأَ َن ّه دِين ل َا يُق َر ّ عَلَي ْه أَ ح َد
كفْر و َقَال عَب ْد ال ْمَلِك بن المَا ِ ومُط ََر ّف و َاب ْن عَب ْد الحكم وأصْ ب َغ ل َا يُقْت َل ل ِأَ َن ّه خَر َج من ُ
كفْر إلى ُ
ج ْز يَة قَال ابن حَب ِيب وَم َا أَ ع ْلَم من قاله غَيْر ِه
ولا يوخذ عليه ِ
فصل هَذ َا حُكْم من ص َ َرّح بِس َب ّه وإضافة م َا ل َا يلَِيق بِ جَلالِه وإلهِي ّت ِه * ف َأَ َمّا مُفْتَرِي الـكَذِب عَلَي ْه تَبار َك و َتَع َالَى بادّعاء الإلهي ّة أَ و َ
الر ّسالة أَ و
َ
الن ّافي
كفْر قائ ِل ذَل ِك
سكْر ِه أَ و غَم ْر َة جُن ُون ِه فَلَا خِلَاف فِي ُ الل ّه خالق َه أَ و ر ََب ّه أَ و قَال لَي ْس ل ِي ر ّ
َب أَ و ال ْمُتَك َلّم بِمَا ل َا يُعْق َل من ذَل ِك فِي ُ أن يَكُون َ
وم ُ َ ّدعِيه م َع سَلام َة عَقْلِه كَمَا ق َ ّدمْناه لـكنه تُقْب َل تَو ْبَت ُه عَلَى ال ْمَشْه ُور و َتَنْف َع ُه إنابَت ُه وت ُ ْنج ِيه م ِن القَت ْل فَي ْأته لـكنه ل َا يَسْلَم من عَظ ِيم َ
الن ّك َال
Shamela.org ٣٠٠
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
جهْلِه إ َلّا من تَك ََر ّر مِن ْه ذَل ِك وع ُرف اسْ تِهانَت ُه وَل َا ي ُر ََف ّه ع َن شدِيد ال ْعِق َاب لِيَكُون ذَل ِك ز ْ
جر ًا لمثله ع َن قَو ْلِه وله ع َن العَوْد َة لـِكُ ْفرِه أَ و َ
بِمَا أتى ب ِه فَه ُو د َلِيل عَلَى سُوء َطوِ َي ّتِه وكَذِب تَو ْبَتِه وصار كالزّنْدِيق ال َ ّذ ِي ل َا ن َأم َن باطِن َه وَل َا نَقْب َل رُجُوع َه وحُكْم ال َ ّ
سك ْران فِي ذَل ِك حُكْم
الصاحِي و َأَ َمّا ال ْم َجْ ن ُون وال ْمَعْت ُوه فَمَا علم أنه قال من ذَل ِك فِي حال غَم ْرَت ِه وذ َهاب مَيْزِه فَلَا نَظَر ف ِيه وَم َا فَعَلَه من ذَل ِك فِي حال ميزه و َِإن
لَم يَكُن مَع َه عقله وسقط تكليفه أدب عَلَى ذَل ِك لينزجر عَن ْه كَمَا يؤدب عَلَى قبائح الأفعال و يوالى أدبه عَلَى ذَل ِك ح ََت ّى ينكف عنها كَمَا
الل ّه عَن ْه من ا َدّعى لَه الإلِه َِي ّة و َق َد قَت َل عَب ْد الملَِك بن
تؤدب البهيمة عَلَى سوء الْخلق ح ََت ّى تراض و َق َد أحرق عَلِيّ بن أَ بِي طَال ِب رَض ِي َ
م َْرو َان الحا َرِث المتنب وصَلَب َه وفَع َل ذَل ِك غَي ْر و َاحِد م ِن الخل َُف َاء والمُلُوك بأشْ بَاهِه ِم وأجْم َع علماء و َقْتِه ِم عَلَى صَوَاب فِعْلِه ِم والمخَُال ِف فِي
ك ْفرِه ِم كاف ِر وأجْم َع فُقَه َاء بَغْد َاد أ َي ّام المُقْتَدِر م ِن
ذَل ِك من ُ
__________
)قوله فيأته( بفتح الفاء وكسرها أي رجوعه )قوله طويته( بفتح الطاء المهملة أي :ضمرته )*(
المَالـِك َِي ّة وقاض ِي ق ُضاتِهَا أبو عم ال ْمَالـِكِيّ عَلَى قَت ْل الْحلَ ّاج وصَل ْب ِه
لِدَعْوَاه الإله َِي ّة والقول بالحلُُول و َقَو ْلُه - :أَ ن َا الْحَقّ -م َع تم ُ ّ
سكه فِي الظّاه ِر بالشّر ِيع َة و َلَم يَقْبَلُوا تَو ْبَت َه وَكَذَل ِك حَكَم ُوا فِي ابن أَ بِي الع َزَاف ِير
نح ْو مَذْه َب الحلَ ّاج بَعْد هَذ َا أيام الرّاض ِي بالل ّٰه وقاضي ق ُضاة بغداد يَوْم َئ ِذ أَ بُو الْحُسَي ْن بن أَ بِي ع ُم َر المالـكي ،و َقَال ابن عَب ْد
وَك َان عَلَى َ
الل ّه تَع َالَى خالِق ُه أَ و ر َُب ّه أَ و قَال لَي ْس ل ِي ر ّ
َب فَه ُو م ُْرت َد ،و َقَال ن َ وأصحَابُه :من جَ ح َد أَ ّ
ْ الحَك َم فِي المبسوط من تَن َب ّأ قُت ِل ،و َقَال أَ بُو حَن ِيف َة
ابن الْق َاسِم فِي ك ِتَاب ابن حبيب و َمُح َم ّد فِي العُت َْبي ّة ف ِيم َن تنبأ يستتاب أسَر ّ ذَل ِك أَ و أعلنه وهو كالمرتد وقاله سحنون وغيره وقاله أشْه َب فِي
يَه ُودِيّ تَن َب ّأ وادّعى َأن ّه رسول ِإلَي ْنَا إن ك َان؟ ؟ ؟ ؟ ؟ بِذَل ِك اسْ تُت ِيب فإن تاب و َِإ َلّا قُت ِل.
ل و َِإ َن ّمَا أراد لَعْن ال َ ّ
شيْطَان يُقْت َل بِكُ ْفرِه وَل َا يُقْب َل ع ُ ْذر ُه و َهَذ َا عَلَى القَو ْل ن لِسَان ِه ز َ ّ
و َقَال أَ بُو مُحَم ّد بن أَ بِي زيد فَم َن لَع َن بارئَه وادّعى أَ ّ
الل ّه إن تاب أ َدّب فإن عاد ِإلَى
الل ّه أَ ن َا َ
سك ْرَان قَال :أَ ن َا َ الآخ َر من َأن ّه ل َا تُقْب َل تَو ْبَت ُه و َقَال أَ بُو الْحَسَن القاب ِس ّ
ي فِي َ
__________
)قوله الحلاج( هو الحسين بن منصور من أهل البيضاء بلدة بفارس نشأ بواسط والعراق وصحب الجنيد وغيره ،ضرب ألف سوط
وقطعت أطرافه وحز رأسه وأحرقت جثته في ذى القعدة سنة تسع وثلاثمائة بأمر المقتدر )قوله وَكَذَل ِك حَكَم ُوا فِي ابن أَ بِي الع َزَاف ِير(
بفتح المهملة وتخفيف الزاى وبعد الألف فاء مكسورة فمثناة تحتية ساكنة فراء :هكذا في النسخ ،وفى تاريخ الذهبي محمد بن علي أَ بُو
جعْفَرٍ مُح َم ّد ُ بن أبى العزافر بغير ياء الزنديق أحدث مذهبا في الرفض ببغداد ثم قال بالتناسخ ومخرق على الناس وظهر منه ادعاء الربوبية
َ
)*(
كفْر المُتَلَاعبِين
ن هَذ َا ُ
طوِلب مُطَالَب َة الزّنْدِيق ل ِأَ ّ
مِث ْل قَو ْلِه ُ
الل ّفْظ م َِم ّن لَم يَضْ ب ِط ك َلَام َه وأه ْم َل لِسَانَه بِمَا يَقْتَض ِي الاسْ تخْ ف َاف ب ِعَظَم َة ر َب ِّه وَج َلالَة مَو ْلاه
سق َط القَو ْل و َسُ خ ْف َ
فصل و َأَ َمّا من تَك ََل ّم من َ
الل ّه من م َلـَكُوت ِه أَ و ن َز َع م ِن الْك َلَام لِمخَ ْلُوق بِمَا ل َا يلَِيق إ َلّا فِي حَقّ خالِق ِه غَي ْر قاصِد لِل ْـكُفْر
ظم َأَ و ت َ َمث ّل فِي بَعْض الأشياء ببَِعْض م َا ع َ َ ّ
كبْر ِيائ ِه
جهْلِه ب ِعَظ ِيم ع َ ِّزت ِه و ِ
ل عَلَى تلاعبه بدينه واستخفافه بحُرْم َة ر َب ّه و َ َ
والاسْ ت ِخْ ف َاف وَل َا عام ِد لِل ْإلْحَاد ف َِإن تَك َر ّر هَذ َا مِن ْه وَعُر ِف ب ِه د َ ّ
والت ّن ْ ُ ّقص ل ِر َب ّه و َق َد أف ْتى ابن حبيب وأصْ ب َغ بن خ َلِيل من فُقَه َاء
كفْر ل َا م ِر يَة ف ِيه وَكَذَل ِك إن ك َان م َا أ ْورَد َه يُوجِب الاسْ ت ِخْ ف َاف َ
ْ و َهَذ َا ُ
قُرْطُب َة بِقَت ْل المَعْر ُوف بابن أخي عَجَب وَك َان خَر َج يَوْم ًا فأخذه المطر فَق َال :بدأ الخراز يرش جلوده ،وَك َان بَعْض الفُقَه َاء بِهَا أَ بُو زيد
صَاحِب الثمانية وَع َبد الأَ ع ْلَى بن وَه ْب وأبان بن ع ِيس َى ق َد توقفوا ع َن سفك دمه وأشاروا إلى َأن ّه عبث م ِن القَو ْل يكفي ف ِيه الأدب
Shamela.org ٣٠١
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
نح ْن
َب عبدناه ث ُم ّ ل َا ننتصر لَه؟ إنا إذ َا لعبيد سُوء م َا َ
وأفتى بِمِثْلِه الْق َاض ِي حِينَئ ِذ م ُوس َى بن ز ياد فَق َال ابن حبيب :دمه فِي عنقي ،أيُشْتَم ر ّ
لَه بعابدين ،وبَك َى ور ُفع ال ْمَجْل ِس إلى الأمير بِهَا عَب ْد َ
الر ّحْمن
__________
)قوله الخراز( بالخاء المعجمة والراء المشددة وفى آخره زاى )قوله صاحب الثمانية( بضم المثلثة في أوله وكسر النون وتشديد المثناة تحتية
)*(
ابن الحَك َم الأمَوِيّ وكانت عَجَب ع ََم ّه هَذ َا ال ْمَطْلُوب من َ
حظَاياه و َأَ ع ْلَم باختلاف الفُقَه َاء فخرج الإذْن من عِنْد َه بالأخْذ لقول ابن حبيب
س َبّه ُم.
وصاحبه وأمر بقتله فقتل وَصُل ِب بحَضْر َة الْفَق ِيهَين وَع ََزل الْق َاض ِي لِتُهْم َت ِه بالمُد َاه َن َة فِي هَذِه الْق َِصّ ة وَو َ َّبخ بَق َِي ّة الفُقَه َاء و َ َ
حد َة و َالْف َل ْت َة ال َ ّ
شارِدة ما لم يكن تقصا و َإ ْزر َاء فَي ُع َاق َب و َأَ َمّا من َ
صدَر َت عَن ْه من ذَل ِك الهَن َة الوَا ِ
الل ّه ع َن رَج ُل ناد َى عَلَيْهَا و َيُؤ َ َدّب بِقَدْر مُقْتَضَاه َا و َ ُ
شنْع َة مَعْنَاه َا وَصُور َة حال قائِلِه َا و َشَرْح سَببهَا وَمُق َارِنهَا ،و َق َد سُئ ِل ابن الْق َاسِم رَحِم َه َ
سف َه فلا شئ عَلَي ْه قَال الْق َاض ِي أَ بُو الْف َضْ ل و َشَرْح قَو ْله َأن ّه ل َا
م لَب ّي ْك قَال إن ك َان جاه ِل ًا أو فاله عَلَى وجْه َ رَج ُل ًا باسْم ِه ف َأج َابَه لَب ّي ْك َ
الل ّه ُ ّ
كف َر ،هَذ َا مُق َت َض َى قَو ْلِه و َق َد أسْر َف كثير من سُ خَف َاء قَت ْل عَلَي ْه والجا َه ِل يُزْج َر و يُع َل ّم و َال َ ّ
سف ِيه يُؤَدّب و َلَو قالها عَلَى اعْتِق َاد إن ْز َالِه مَنْز ِلَة ر َب ّه لـ َ
خ ُ ّفوا عَظ ِيم هذه الْحُرْم َة فأتَو ْا من ذَل ِك بِمَا نُنَز ّه ك ِتَابَنَا و َلِسَانَنَا و َأق ْلَام َنَا ع َن ذِكْر ِه ولوْل َا أَ َن ّا ق َ َ
صدْن َا ال ُ ّ
شع َرَاء وم ُ َتّهَمِيه ِم فِي هَذ َا ال ْبَاب واسْ ت َ َ
كي ْنَاه فِي هَذِه الْفُصُول ،و َأَ َمّا م َا وَر َد فِي هَذ َا من أَ ه ْل الجَه َالَة وأغَالِيط
شي ْئًا م َِم ّا يَثْق ُل ذِك ْر ُه عَلَي ْنَا م َِم ّا ح َ َ
كي ْناه َا لَما ذَكَر ْن َا َ
ص مَسَائ ِل ح َ َنَ ّ
كقَو ْل بَعْض الأعْرَاب
اللّسَان َ
__________
كقَو ْل بَعْض الأعْرَاب( قال ابن الأثير وسمع سليمان رجلا من الأعراب في )قوله من سخفاء( جمع سخيف أي رقيقا العقل )قوله َ
ل أَ شْهَد ُ أَ َ ّ
ن لا أبا له ولا صاحبة ولا ولد انتهى قال ابن الأثير سنة مجدبة يقول رب العباد إلى آخره فحمله سليمان أحسن محمل و َقَا َ
وأكثر ما يستعمل لا أبا لك في المدح أي لا كافى لك غير نفسك وقد يذكر في معرض الذم وقد يذكر في معرض التعجب ودفع العين
وقد يذكر في معنى جد في أمرك وشمر له )*(
كن ْت ت َ ْسق ِينا فما بَد َا لَك َا أنْز ِل عَلَي ْنَا الْغَي ْث ل َا أَ ب َا لَكا فِي أشْ بَاه لهذا من ك َلَام الج َُهّال و َمن لَم يُقَوّمْه ثِق َاف
رب العباد مالنا ومالكا * ق َد ُ
جر ُه و َالإغ ْلَاظ لَه ع َن ال ْعوْد َة ِإلَى مِثْلِه قَال أَ بُو سُلَيْم َان تأدِيب الشر يعة والعلم فِي هَذ َا الباب فلما يصدر إ َلّا من جاهل َ
يج ِب تَعْلِيم ُه وَز َ ْ
طابِيّ و َهَذ َا تَه َ ُو ّر م ِن القَو ْل والل ّٰه م ُنَز ّه ع َن هَذِه ا ْل ُأم ُور و َق َد رَو َي ْنَا ع َن عَو ْن بن عَب ْد َ
الل ّه الْخ َ ّ
الل ّه الْك َل ْب و َف َع َل ب ِه كَذ َا وكَذ َا وَك َان بَعْض من أ ْدرَكْنا من َأن ّه قَال لِيُعَظّم أحَد ُكُم ر ََب ّه أَ ن ي ُ ْذك َر اسْم ُه فِي كل شئ ح ََت ّى ل َا يَق ُول أ ْ
خز َى َ
الل ّه تَع َالَى إ َلّا ف ِيم َا يَت ّصِ ل بِطَاع َت ِه وَك َان يَق ُول للإنسان ج ُزيت خَيْر ًا و َقَل ّمَا يَق ُول ج َزاك َ
الل ّه خَيْر ًا إ ْعظَام ًا لاسْم ِه تَع َالَى مشايخنا فلما ي َ ْذك ُر اسم َ
صف َات ِه
خوْضِه ِم ف ِيه تَع َالَى و َفِي ذكر ِ
كثْر َة َ
ي ك َان يَعيب عَلَى أَ ه ْل الْك َلَام َ ن ال ِْإم َام أَ ب َا بَك ْر ال َ ّ
شاش ِ ّ ن يُمْتَه َن فِي غَي ْر قُر ْبَة ،وح َ َ ّدثَنَا الثق َة أَ ّ
أَ ّ
س َل ّم عَلَى الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ ساب َ
ّ ل و َيُنَز ّل الْك َلَام فِي هَذ َا البَاب تَن ْز يلَه فِي باب
إجْلال ًا لاسْمه تَع َالَى يقول هَؤْل َاء يَتمََنْد َلُون بالل ّٰه ع َّز وَج َ ّ
ال ْوُجُوه َال ّتِي ف ََصّ ل ْنَاه َا والل ّٰه الموفق
__________
)قوله ثقاف( بكسر المثلثة وتخفيف الفاء وهو في الأصل اسم لما يسوى به الرماح )قوله تَه َ ُو ّر م ِن القَو ْل( التهور بفتح المثناة الفوقية
والهاء وضم الواو تشديدها الوقوع في الشئ بقلة مبالاة )قوله يتمندلون( في الصحاح المنديل معروف تقول منه تمندلت بالمنديل )*(
َف بِه ِم أو ك َ َذّبَه ُم ف ِيم َا أتوا ب ِه أَ و أن ْك َر َه ُم و َجَ حَد َه ُم حُكْم نَب ِي ّنَا صَلَ ّى َ
الل ّه الل ّه تَع َالَى وَم َلائكَت َه واسْ تَخ ّ َب سَائ ِر أن ْبيَاء َ
)فصل( وَحُكْم من س ّ
الل ّه ِ ورسله( الآيَة و َقَال تَع َالَى ن ي َ ْكف ُر ُونَ ب َِالل ّه ِ وَرُسُلِه ِ و َيُر ِيد ُونَ أَ ْن يُف َرِّقُوا بَيْنَ َ
ن ال َ ّذ ِي َ
)إ َ ّ س َل ّم عَلَى م َساق م َا ق َ ّدمْنَاه قَال َ
الل ّه تَع َالَى ِ عَلَي ْه و َ َ
Shamela.org ٣٠٢
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
س َل ّم أشْ ب َه بِعَلِيّ م ِن الغ ُرَاب بالغراب و َقَال أَ بُو ع َن سُ ح ْن ُون و َهَذ َا قَو ْل الغ ُرَاب َيِ ّة م ِن الر ّواف ِض س ُُم ّوا بِذَل ِك لقولهم ك َان َ
الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
وأصحابُه عَلَى أصْ لِه ِم من ك َ َذّب ب ِأح َد م ِن الْأَ ن ْب ِيَاء أَ و تَن َ ّقص
حَن ِيف َة ْ
أحدا منهم أو يرى مِنْه ُم فَه ُو م ُْرت َد و َقَال أَ بُو الْحَسَن القابسي فِي ال َ ّذ ِي قَال لآخ َر ك ََأن ّه وَجْه م َال ِك الغ َضْ بَان لَو عُر ِف َأن ّه قَصَد ذمّ ال ْمَلِك
كو ْن ِه م ِن ال ْمَلَائِك َة
قُت ِل قَال الْق َاض ِي أَ بُو الْف َضْ ل و َهَذ َا كُل ّه فيمن تكلم فيهم بما قلناه على جملة الملائكة والنبيين أو على معين ممن حققنا َ
ح َ ّققْنَا عليه با ْلخـَب َر ال ْمُت َوَات ِر و َال ْم ُ ْ
شتَه ِر المتفق عليه بالإجماع القاطع لجـبر يل وم ِيكائِيل وَم َال ِك وخَز َنَة الل ّه عَلَي ْه فِي ك ِتاب ِه أَ و َ
ص َ والن ّب ِيّين م َِم ّن ن َ ّ
َ
كعَز ْرائيل وإسرافيل ورضوان والحَفَظَة جه َ َن ّم َ
والز ّب َانيِ َة وحَمَلة العَر ْش ال ْم َ ْذكُورِين فِي الْقُر ْآن م ِن ال ْمَلَائِك َة وَم ِن سُم ّي ف ِيه من الْأَ ن ْب ِيَاء و َ الْج َنَ ّة و َ
ومُن ْك َر ونَكير م ِن ال ْمَلَائِك َة الم َُت ّف َق عَلَى قَب ُول الخـبر بهما ف َأَ َمّا من لَم ٺَث ْب ُت الْأَ خْ بَار بتَِعْيين ِه وَل َا وق َع الإجْماع عَلَى َ
كو ْن ِه م ِن ال ْمَلَائِك َة أَ و الْأَ ن ْب ِيَاء
كَهار ُوت ومار ُوت فِي ال ْمَلَائِك َة والْخضر ول ُ ْقم َان وذِي القَر ْنَين ومريم وآسِي َة وخالد بن سنان المذكورة َأن ّه نَبِ ّي أَ ه ْل الرس وزرادشت
ال َ ّذ ِي ت َ ّدعِ ي ال ْم َجْ وس و َال ْم ُؤَرّخُون نُب ُ َو ّتَه فَلَي ْس الْحُكْم فِي سابّه ِم والكاف ِر بِه ِم كالْحُكْم ف ِيم َن ق َدمناه ِإذ لَم ٺثبت لَه ُم تِل ْك الحرمة و َلـَكِن يزجر
من تنقصهم وآذاهم و يؤدب بقدر حال المنقول
ف ِيه لا سيما من عرفت صديقيته وفضله مِنْه ُم وإن لَم ٺَث ْب ُت نُب ُ َو ّتُه و َأَ َمّا إن ْكار نُبُوّتِه ِم أَ و َ
كو ْن الآخ َر م ِن ال ْمَلَائِك َة فإن ك َان ال ْمُتَك َلّم فِي ذلك
__________
)قوله ومنكر( بفتح الكاف كذا قيده ابن العربي المكى الْق َاض ِي أَ بُو بَك ْر )قوله وزرادشت( بزاى مفتوحة وراء فألف فدال مضمومة
فشين معجمة فمثناة صاحب كتاب المجوس )*(
من أَ ه ْل ال ْعِل ْم فَلَا ح َرج لاخْ ت ِلاف ال ْع ُلمَاء فِي ذَل ِك و َِإن ك َان من ع َوَامّ الناس زُجِر ع َن الْخَو ْض فِي مِث ْل هَذ َا ف ِإن عاد ُأدّب ِإذ لَي ْس
تح ْت َه ع َم َل لأهل ال ْعِل ْم فَكَي ْف لِل ْع َا َمّة؟
سلَف الْك َلَام فِي مِث ْل هَذ َا م َِم ّا لَي ْس َ
لَه ُم الْك َلَام فِي مِث ْل هَذ َا و َق َد كَر ِه ال َ ّ
س َبّه ُما أَ و جَ حَد َه أَ و حَرْفًا مِن ْه أَ و آيَة أَ و ك َ َذّب ب ِه أَ و بشئ مِن ْه أَ و
َف بالْقُر ْآن أَ و ال ْمُصَحف أَ و بشئ مِن ْه أَ و َ
)فصل( وأَ ع ْلَم أن م ِن اسْ تَخ ّ
كَذّب بشئ م َِم ّا صُرّح ب ِه ف ِيه من حُكْم أَ و خ َب َر أَ و أث ْب َت م َا نَفاه أَ و نَفَى م َا أث ْبَت َه عَلَى عِل ْم مِن ْه بِذَل ِك أَ و شك في شئ من ذَل ِك فَه ُو ك َاف ِر عِن ْد
ِيم حَم ِيدٍ( ح َ َ ّدثَنَا الْفَق ِيه ُ أَ بُو
ل م ِنْ حَك ٍ
ل م ِنْ بَيْنِ يَد َيْه ِ و َلا م ِنْ خ َلْفِه ِ تَنْز ِي ٌ الل ّه تَع َالَى )و َِإ َن ّه ُ لَكِت َ ٌ
اب عَز ِيز ٌ لا ي َأْ تيِه ِ ال ْبَاطِ ُ أَ ه ْل ال ْعِل ْم بإجْماع قَال َ
ن د َاسَة َ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو د َاوُد َ ح َ َ ّدثَنَا أَ حْمَد ُ
ن ح َ َ ّدثَنَا اب ْ ُ ن عَبْدِ ال ْبَر ِّ ح َ َ ّدثَنَا اب ْ ُ
ن عَبْدِ ال ْمُؤْم ِ ِ الل ّه ُ ح َ َ ّدثَنَا أَ بُو عَل ِ ٍيّ ح َ َ ّدثَنَا اب ْ ُ
ن أَ حْمَد َ رَحِم َه ُ َ
ال ْوَلِيدِ هِشَام ُ ب ْ ُ
نالل ّه ُ عَلَيْه ِ وسلم قال )الْمِرَاء ُ فِي الْقُر ْآ ِ الن ّب ِ ِيّ صَلَ ّى َ
ن َ ن ه َار ُونَ ح َ َ ّدثَنَا مُح َم ّد ُ بن عمرو عن أَ بِي سَلَم َة َ ع َنْ أَ بِي ه ُر َي ْرَة َ ع َ ِ
ل ح َ َ ّدثَنَا يَز ِيد ُ ب ْ ُ
حن ْب َ ٍ
ن َ
بْ ُ
الل ّه ِ م ِ َ
ن ال ْمُسْل ِمِينَ فَق َ ْد اب َس َل ّم )م َنْ جَ حَد َ آيَة ً م ِنْ ك ِت َ ِشكّ و َبِمَعْن َى الْجِد َال ،وَع َن ابن ع ََب ّاس عن النبي صلى الل ّٰه عليه و َ َ كفر( تؤول بِمَعْن َى ال َ ّ
س َبّهَا أَ و اسْ تَخ ّ
َف بِهَا فَه ُو ك َاف ِر و َق َد أَ جْم َع الل ّه ِ المُنَز ّلَة أَ و َ
كف َر بِهَا أَ و لَعَنَهَا أَ و َ ل وَكُت ُبَ َ
َالإنْ ج ِي َ ك ِإ ْن جَ حَد َ َ
الت ّوْر َاة َ و ِ حَ َ ّ
ل ضَرْبُ ع ُنُقِه ِ( وَكَذَل ِ َ
Shamela.org ٣٠٣
القسم الرابع في تصرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام ٥
ن الْقُر ْآن ال ْمَت ْلُو ّ فِي جَم ِيع أَ قْطَار الأَ رْض ال ْمَكْت ُوب
ال ْمُسْل ِم ُون أَ ّ
الن ّاسِ( ِإ َن ّه ك َلَام َ
الل ّه وَو َحْ ي ُه َب َ فِي ال ْم ُصْ حَف ب ِأَ يْدِي ال ْمُسْل ِمِين م َِم ّا جَمَع َه ال َد ّ َف ّتَان من أَ َ ّول )ا ْلحم َْد ُ ل َِل ّه ِ ر ِّ
َب العالمين ِ -إلَى آخِر -قُلْ أَ ع ُوذ ُ ب ِر ِّ
صدًا لِذَل ِك أَ و ب َ ّدلَه بِ حَر ْف آخ َر مَك َانَه أَ و ز َاد ف ِيه
ن من نَق َص مِن ْه حَرْفًا قَا ِ س َل ّم و َأَ ّ
ن جَم ِيع م َا ف ِيه حَقّ و َأَ ّ المُنَز ّل عَلَى نَب ِي ّه مُحَم ّد صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ
الإجْمَاع عَلَي ْه و ُأ ْجم ِـع عَلَى أَ َن ّه لَي ْس م ِن الْقُر ْآن عَامِدًا لِك ُ ّ
ل هَذ َا أَ َن ّه ك َاف ِر و َلِهَذ َا ر َأَ ى م َال ِك حَرْفًا م َِم ّا لَم يَشْتَمِل عَلَي ْه المُصْ حَف ال َ ّذ ِي و َق َع ِ
الل ّه عَنْهَا ب ِالْفِر ْيَة لأَ َن ّه خ َالَف الْقُر ْآن وَم َن خ َالَف الْقُر ْآن قُت ِل أَ ي لأَ َن ّه ك َ َذّب بِمَا ف ِيه ،و َقَال ابن الْق َاسِم من
َب عَائِش َة رَض ِي َ
قَت ْل من س ّ
الر ّحْم َن بن مَهْدِيّ و َقَال مُحَم ّد بن سُ ح ْن ُون ف ِيم َن قَال ال ْمُع َ َو ّذ َت َان لَيْسَتَا من ك ِتَاب َ
الل ّه الل ّه تَع َالَى لَم يُك َل ِّم م ُوس َى تَكْلِيم ًا يُقْت َل و َقَالَه عَب ْد َ
ن َ قَال ِإ ّ
الل ّه لَم يُك َل ِّم م ُوس َى تَكْلِيم ًا
ن َ ل من ك َ َذّب بِ حَر ْف مِن ْه قَال وَكَذَل ِك ِإن شَه ِد شَاه ِد عَلَى من قَال ِإ ّ
يُضْر َب ع ُنُق ُه ِإ َلّا أَ ن يَت ُوب وَكَذَل ِك ك ُ ّ
س َل ّم و َقَال أَ بُو عُثْم َان الْح َ ّداد جَم ِيع الن ّبِيّ صَلَ ّى َ
الل ّه عَلَي ْه و َ َ الل ّه لَم ي َ ّتخ ِذ ِإ ب ْر َاه ِيم خ َلِيل ًا لأَ َ ّنهُم َا اجْ تَمَع َا عَلَى أَ َن ّه ك َ َذّب َ
ن َ وشَه ِد آخ َر عَلَي ْه أَ َن ّه قَال ِإ ّ
كفْر وَك َان أَ بُو الْع َالِي َة ِإذ َا ق َرَأ عِنْد َه رَج ُل لَم يَق ُل لَه لَي ْس كَمَا ق َرأْ َ ت و َيَق ُول أَ َمّا ن الْ جحَ ْد لِ حَر ْف م ِن َ
الت ّنْز ِيل ُ الت ّوْحِيد م َُت ّفِق ُون أَ ّ
من يَن ْتَحِل َ
__________
)قوله المعوذتان( قال النووي أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن وأن من جحد شيئا منها
كفر وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه ،قال ابن حزم في أول كتاب المجلى هذا كذب على ابن
مسعود موضوع وإنما صح عنه قراءة عاصم عن زيد بن حنيس عن عبد الل ّٰه بن مسعود وفيها الفاتحة والمعوذتان انتهى )*(
كف َر ب ِآية م ِن
الل ّه بن مَسْع ُود من َ
كف َر ب ِه كُل ّ ِه و َقَال عَب ْد َ أَ ن َا ف َأَ ق ْرَأ كَذ َا فَبَلَغ ذَل ِك ِإ ب ْر َاه ِيم فَق َال أَ ر َاه سَم ِـع أَ َن ّه من َ
كف َر بِ حَر ْف مِن ْه فَق َد َ
كف َر كف َر ب ِه كُل ّ ِه و َقَال أَ صْ ب َغ بن الف َر َج من ك َ َذّب ببَِعْض الْقُر ْآن فَق َد ك َ َذّب ب ِه كُل ّ ِه وَم َن ك َ َذّب ب ِه فَق َد َ
كف َر ب ِه وَم َن َ الْقُر ْآن فَق َد َ
الل ّه َ
الت ّوْر َاة ف َشَه ِد عَلَي ْه بِذَل ِك شَاه ِد ث ُم ّ شَه ِد ي ع ََم ّن خاضم يَه ُودِ ًي ّا فَحل ََف لَه ب َِالت ّوْر َاة فَق َال الآخ َر لَع َن َ
كف َر ب َِالل ّه و َق َد سُئ ِل الق َاب ِس ِ ّ
ب ِه فَق َد َ
ْالث ّانِي ع ََل ّق الأَ مْر ب ِصِ ف َة َ
تح ْتَمِل شاه ِد ال ْوَاحِد ل َا يُوجِب الْقَت ْل و َ
آخ َر أَ َن ّه سَأَ لَه ع َن الْق َضِ َي ّة فَق َال ِإ َن ّمَا لَعَن ْت تَوْر َاة الْيَه ُود فَق َال أَ بُو الْحَسَن ال َ ّ
شاهِد َان عَلَى لعن التوراة مجرد لَضَاق َ
الت ّأْ وِ يل، تحْرِ يفِه ِم و َلَو َات ّف َق ال َ ّ
الل ّه لِتَبْدِيلِه ِم و َ الت ّأْ وِ يل ِإذ لَعلَ ّه ل َا ي َر َى الْيَه ُود م ُتَم َ ِّ
سكِين بشئ من عِن ْد َ َ
و َق َد اتفق فُقَه َاء بغداد عَلَى استتابة ابن شنبوذ المقرئ أَ ح َد أئ َِم ّة المقرئين المتصدرين بِهَا م َع ابن ُ
مجَاه ِد لقراءته وإقرائه بشواذ م ِن الحروف
م َِم ّا لَي ْس فِي المصحف وعقدوا عَلَي ْه
__________
)قوله ابن شنبوذ( قيل إنه بإسكان النون وهو الحسن محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت المقرئء البغدادي قال ابن خلكان كان من
مشاهير القراء ذادين وسلامة صدر وقيل كان كثيرا اللحن قليل العلم تفرد بقراءة من الشواذ كان يقرأ بها في المحراب فانكب على وبلغ
أمره الوزير بن مقلة في شهر ربيع الآخر سَن َة ثَلَاث وَعِشْر ِين وثلاثمائة فاعتقله بداره واستحضره هو والقاضى أبا الحسين عمر بن محمد
وأبا بكر أحمد بن موسى بن مجاهد المقرئ وجماعة من أهل الفرات فأغلظ القول عليهم فأمر الوزير بضربه فضرب سبع؟ ؟ ؟ فدعا على
الوزير بقطع يده وتشتيت شمله فكان الأمر كذلك ثم كتب محضرا بما كان يقرؤه واستتيب أن ل َا يَقْرَأ إلا بمصحف أمير المؤمنين عثمان
وكتب خطه في آخره وأطلق