Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 26

‫مجلة الحكمة للدراسات الفلسفية‬

‫المجلد‪ /11‬الع ــدد‪ ،)2023( 01 :‬ص‪1018-1004 :‬‬


‫‪Eissn :2602-5264 Issn : 2353-0499‬‬

‫عوائق تعليم اللغة الفرنسية في التعليم االبتدائي والمتوسط‬


‫‪Obstacles to teaching French in primary and intermediate‬‬
‫‪education‬‬
‫أمزيان فازية‪،1‬‬
‫‪ 1‬جامعة الجزائر‪( 2‬الجزائر)‪fazia.ameziane@univ-alger2.dz ،‬‬
‫تاريخ االستالم‪ 2023/01/14 :‬تاريخ القبول‪ 2023/02/20 :‬تاريخ النشر‪2023/03/05 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫تهدف دراستنا إلى معرفة األسباب الخفية وراء ضعف التالميذ في مادة اللغة‬
‫الفرنسية‪ ،‬وكذا معرفة األسباب وراء تدني أداء المعلم داخل الصف الدراس ي في هذه‬
‫المادة الدراسية‪..‬أما النتائج المتوصل إليها من خالل هذه الدراسة أن هناك تأثير‬
‫املحيط المستوى للتالميذ في التحصيل الدراس ي فيها‪ ،‬كما أن اثر اختالف ميوالت‬
‫وقدرات التالميذ يؤثر في التحصيل الدراس ي فيها‪ ،‬وهذا لعدم فهم دروسها التي‬
‫يقدمها المعلم‪ ،‬فكلما كان فهم أكثر لهذه الدروس كان هناك حب لها وبالتالي الميل‬
‫واالهتمام بها ‪ ،‬و الذي يؤدي بهم إلى النجاح الدراس ي والتمكن من اختيار التخصص‬
‫المرغوب فيه مستقبال‪ ،‬كما أن للعوامل البيداغوجية أيضا تؤثر على ذلك منها‬
‫نقص في تكوين المعلم‪ ،‬استعمال احدث الطرق البيداغوجية‪ ،‬الحجم الساعي لها‪،‬‬
‫كثافة البرامج ‪،‬تغيير المعلم‪ ،‬استعمال الوسائل التعليمية والتكنولوجيات الحديثة‪،‬‬
‫إلى جانب ذلك تطرقنا إلى األسباب التي أدت بالمعلمين لعزوف من مهنة التدريس‬
‫المتمثلة أساسا في الصعوبة في التعامل مع التالميذ بسبب عدم فهمهم واستيعابهم‬
‫بشكل جيد لدروس مادة اللغة الفرنسية‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪ :‬المعلم‪ ،.‬التلميذ‪ ،.‬التحصيل الدراس ي‪ ،.‬اللغة‪ ،.‬اللغة األجنبية‪ ،.‬اللغة‬
‫الفرنسية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أمزيان فازية‬

Abstract:
Our study aims to find out the hidden reasons behind the students’
weakness in the French language, as well as to know the reasons
behind the low performance of the teacher in the classroom in this
subject. The impact of the different tendencies and abilities of the
students affects the academic achievement in them, and this is because
they do not understand the lessons offered by the teacher, the more
they understand these lessons, the more there is love for them and
therefore the tendency and interest in them, which leads them to
academic success and being able to choose the desired specialization
in the future. The pedagogical factors also affect this, including the
lack of teacher training, the use of the latest pedagogical methods, the
hourly size of them, the intensity of programs, changing the teacher,
the use of educational means and modern technologies. Mainly in the
difficulty in dealing with students due to their lack of understanding
and assimilation well of the French language lessons.
Keywords: teacher; student; academic achievement; language;
foreign language; French language
__________________________________________
‫ أمزيان فازية‬:‫المؤلف المرسل‬

‫ مقدمة‬.1
‫إن موضوع تعليم اللغات آثار فضول واهتمام الكثير من الباحثين والمفكرين في‬
‫ فأصبح الفرد في أمس الحاجة إلى تحصيل قدر كبير من المعلومات‬،‫حقل التربية‬
‫ ومن‬،‫والمهارات من جهة وإلى التكيف مع األوضاع الجديدة باستمرار من جهة أخرى‬
‫ثم أصبح دور المدرسة ال يقتصر فقط على تلقين مبادئ المعرفة في الميادين‬
،‫ وإنما يمتد إلى تعليم التالميذ ثقافات مجتمعات مختلفة غير مجتمعه‬،‫املختلفة‬
‫وهذا باعتماده على لغات مختلفة ليتمكن من التواصل والتفاعل واالحتكاك مع‬
‫ وحيث نجد النظام التعليمي الجزائري‬،‫أفراد املجتمع الثقافات املختلفة األخرى‬
‫اصدر في مرسوم القانون التوجيهي للتربية بضرورة تدريس اللغات األجنبية في‬
‫ ولهذا أولت الجزائر اهتماما كبيرا‬،‫المدارس الجزائرية وفي جميع المراحل التعليمية‬
‫ وتأتي اللغة الفرنسية في مقدمتها بجكم الظروف التاريخية‬،‫لتعليم اللغات األجنبية‬
2
‫عوائق تعليم اللغة الفرنسية في التعليم االبتدائي والمتوسط‬
‫التي عرفتها البالد من قبل‪ ،‬أين وضعت لها برامج ومناهج ومقررات خاصة بها‪ ،‬ورغم‬
‫اإلصالحات التي قامت بها وزارة التربية الوطنية إال أن تدني وضعف مستوى التالميذ‬
‫في هذه المادة الدراسية يتبين بشكل مستمر ومتواصل ويزداد من عام ألخر وهذا ما‬
‫أكده بعض الباحثين من أهل االختصاص‪ ،‬كما يالحظ أيضا ذلك من خالل نشر‬
‫ذلك في مواقع شبكات التواصل االجتماعي وكذا بعض الجرائد التي تهتم بالمشكالت‬
‫التربية والتحصيل الدراس ي للتالميذ‪،‬إضافة إلى منافستها من قبل اللغة االنجليزية‬
‫مؤخرا أين اصدر قرارا بتدريسها ابتداءا من المرحلة االبتدائية‪ ،‬ومن اجل ذلك‬
‫وجب االهتمام بهذه الظاهرة وإخضاع المناهج المدرسية للتطوير واإلثراء‬
‫والمراجعة الدائمة في ضوء أراء املختصين‪ ،‬فتعليم اللغة الفرنسية في المدرسة‬
‫الجزائرية تعترضه صعوبات كثيرة التي تؤدي إلى أحيانا اإلخفاق والرسوب والفشل‬
‫المدرس ي‪ ،‬ومن خالل كل ما سبق وانطالقا بما استفدناه من البحث االستطالعي‬
‫وبعض القراءات قمنا بطرح مجموعة من التساؤالت ملحاولة معرفة هل هناك تدني‬
‫في تعلم اللغة الفرنسية في التعليم المتوسط؟ وهل يعود ذلك ألسباب للمستوى‬
‫الثقافي الذي ينتمي اليه التالميذ؟ أو هل أن اختالف ميوالت وقدرات التالميذ يؤثر في‬
‫تحصيلهم الدراس ي في هذه المادة الدراسية؟ أو هل يعود ذلك ألسباب بيداغوجية؟ ا‬
‫والى عزوف المعلمين من تدريس مادة اللغة الفرنسية؟ أما فرضيات بحثنا فتتمثل‬
‫في‪:‬الفرضية األولى‪ :‬المستوى الثقافي للتالميذ يؤثر بشكل فعال في تحصيلهم الدراس ي‬
‫في مادة اللغة الفرنسية‪ .‬الفرضية الثانية‪ :‬اختالف ميوالت وقدرات التالميذ تنعكس‬
‫سلبا على تحصيلهم الدراس ي في مادة اللغة الفرنسية‪ .‬الفرضية الثالثة‪ :‬العوامل‬
‫البيداغوجية لها اثر بالغ في التحصيل الدراس ي للتالميذ في مادة اللغة الفرنسية‪ .‬أما‬
‫الفرضية األخيرة فتتمثل في‪ :‬عزوف المعلمين في تعليم اللغة الفرنسية يؤثر في‬
‫التحصيل الدراس ي فيها للتالميذ‪ .‬وتهدف الدراسة الى‪ :‬تهدف هذه الدراسة إلى‬
‫التعرف على األسباب الخفية وراء ضعف التحصيل الدراس ي للتالميذ‪ ،‬إضافة إلى‬
‫التعرف على السبب األساس ي وراء تدني مستوى أداء المعلم داخل الصف الدراس ي‬
‫الذي يدفع التالميذ نحو تدني مستواهم في مادة اللغة الفرنسية‪ ،‬وهذا من خالل‬
‫الوقوف على هذه الحيثيات ‪ ،‬ويمكن للباحث التأكد من معرفة كيف أن مادة اللغة‬
‫الفرنسية تسببت في تدني وضعف مستواهم الدراس ي فيها‪ ،‬وهذا من خالل مالحظة‬
‫‪3‬‬
‫أمزيان فازية‬
‫التالميذ أثناء تواصلهم داخل الصف الدراس ي من اجل الكشف عن ذلك‪ ،‬وما‬
‫يصاحب ذلك من ظواهر ونتائج والكشف أيضا عن مدى انعكاساته على حياته‬
‫التعليمية خاصة والعملية عامة‪ ،‬االعتماد على املختصين(املختصين) المعلمين‬
‫حسب خبرتهم بغية الوصول إلى مجموعة من المقترحات التي تضمن االستفادة قدر‬
‫اإلمكان من هذا التعليم مع تجنب سلبياته‪.‬‬
‫تحديد المفاهيم األساسية‪":‬يقوم الباحث بالتطرق الختيار المفاهيم الخاصة‬
‫ببحثه‪ ،‬ألنها تبدو ذات وذات وزن كبير في هذا العمل وتحديد مفاهيم البحث يعتبر‬
‫من أهم متطلبات البحث العلمي ألنه ليس هناك اتفاق بين العلماء والباحثين حول‬
‫مفهوم واحد ألغلب المصطلحات " ( احمد حويتي‪ ،0222 ،‬ص ‪ ،)20‬لذلك سوف‬
‫نقتصر هنا على عرض بعض التعاريف االصطالحية واللغوية وكذا التعاريف‬
‫اإلجرائية للمفاهيم األساسية المستخدمة في البحث والتي تتبناها هذه الدراسة‪.‬‬
‫مفهوم المعلم‪ :‬المعلمون جماعة مهنية متميزة في املجتمع فهم الذين يقومون‬
‫بحفظ التراث الثقافي واالجتماعي لنقله إلى األجيال حتى يرسخوا القيم والعادات‬
‫والتقاليد والنظام‪ ،‬وهم الذين يكونون إطارات المستقبل ومهمتهم تكمن في قدرتهم‬
‫على إحداث التغيرات المرغوبة في ضوء األهداف التوعية في سلوك التالميذ "‪.‬‬
‫(ابراهيم مذكور واخرون‪ ،5701،‬ص ‪.)530‬‬
‫وهناك مفهوم آخر للمعلم أنه‪ ":‬هو كل شخص يمتلك معرفة يعلمها لآلخر‬
‫الذي هو بحاجة إليها‪ ،‬وهنا يشير لفظ المعلم إلى كل األشخاص الذين يتحملون‬
‫مهمة تربية التالميذ داخل الدارس ويشير إلى كل فرد يعمل في قسم دراس ي مع جماعة‬
‫من التالميذ وهو بصفة عامة يقوم بمهام التدريس "‪( .‬إبراهيم مذكور وآخرون‪،‬‬
‫‪ ،5701‬ص ‪.)530‬‬
‫التعريف اإلجرائي لمفهوم المعلم‪ :‬نحن نقصد بالمعلم من خالل هذه الدراسة‬
‫الشخص الذي يمارس حاليا مهنة التدريس في مدرسة حكومية بمؤهل تربوي ويمتاز‬
‫بصفات المعلم الناجح الذي يعمل على نقل المعرفة من الحاضر إلى المستقبل‬
‫إضافة في استيعاب جميع التغيرات الحضارية المعاصرة حتى يستوعبها التلميذ‬
‫بشكل جيد‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫عوائق تعليم اللغة الفرنسية في التعليم االبتدائي والمتوسط‬
‫مفهوم التلميذ‪ :‬لقد عرف حساني أحمد التلميذ على أنه " الطرف المستقبل في‬
‫العملية التعليمية‪ ،‬إذ يمتلك قد ات‪ ،‬عادات واهتمامات تهيئه لالنتباه واالستيعاب"‪.‬‬
‫ر‬
‫أما عوف محمود فأعطى تعريفا آخر على أن التلميذ " هو املحور األول والهدف‬
‫األخير من عملية التربية والتعليم وهو الطب من أجله تنشأ المدرسة وتجهز بكافة‬
‫اإلمكانيات"‪ ( .‬محمود عوف‪ ،5771 ،‬ص ‪.)33‬‬
‫المفهوم االجرائي للتلميذ‪ :‬هو عنصر هام في العملية التعليمية‪ ،‬وبدون‬
‫وجوده ال يكون هناك التعليم‪.‬‬
‫التحصيل الدراس ي‪ :‬نستعمله في التعبير عن النتائج املحصل عليها كل نهاية‬
‫فصل دراس ي‪ ،‬أي قدرة الطالب على استيعاب المهارات والخبرات الدراسية في‬
‫مستوى معين وتقاس بالمعدل العام املحصل عليه في جميع المواد الدراسية‬
‫المقررة في آخر السنة ويكون عدم التحصيل الدراس ي بالتأخر الدراس ي أو الرسوب‪.‬‬
‫‪ -‬تربويا‪ :‬يعرف التحصيل الدراس ي بأنه إنجاز تعليمي أو تحصيل دراس ي للمادة‪،‬‬
‫ويعني بلوغ مستوى معين من الكفاية في الدراسية سواء أكان في المدرسة أو‬
‫الجامعة‪ ،‬ويحدد ذلك اختبارات مقننة أو تقارير المعلمين‪ ،‬أو االثنين معا‪،‬و"‬
‫التحصيل الدراس ي هو مجموعة الخبرات المعرفية والمهارات التي يستطيع التلميذ‬
‫أن يستوعبها ويحفظها ويتذكرها عند الضرورة‪ ،‬مستخدما في ذلك عوامل متعددة‬
‫كالفهم واالنتباه والتكرار الموزع على فترات زمنية معينة" (الطاهر سعد الله‪،5775 ،‬‬
‫ص ‪ ، )161‬القدرة على فهم الدروس واستيعابها يربطونه أيضا بالنتائج املحصل عليها‪.‬‬
‫التحصيل الدراس ي "‪"Acquisition scolaire‬‬
‫التحديد اللغوي‪ ":‬هو الش يء املحصل عليه والذي أكتسب بطريقة غير وراثية‪،‬‬
‫معترف به‪ ،‬ال يمكن االحتجاج عليه"‬
‫التحديد السوسيولوجي‪" :‬هو مدى استيعاب التالميذ لما تعلموه من خبرات‬
‫معينة في مادة دراسية مقررة وتقاس الدرجات التي يحصل عليها التالميذ في‬
‫االختبارات التحصيلية "‪( .‬منهوري رشاد صالح‪ ،5771،‬ص ‪)31‬‬
‫أما حسين سليمان قورة فيعرف التحصيل الدراس ي بأنه‪ ":‬عبارة عن مجموع‬
‫العام لجميع نقاط التلميذ املحصل عليها في كافة المواد الدراسية والتي يتحدد من‬
‫خاللها نجاح التلميذ أو رسوبه"‪( .‬قورة حسين سليمان‪ ،5702 ،‬ص ‪)05‬‬
‫‪5‬‬
‫أمزيان فازية‬
‫التحديد اإلجرائي‪ :‬أما المقصور بالتحصيل الدراس ي في هذا العمل‪ ،‬هو قدرة‬
‫التلميذ على استيعاب الدروس المقدمة في القسم ويقاس مستوى التحصيل‬
‫بالمعدل املحصل عليه في جميع المواد المقررة وبمعنى أدق نقصد به أيضا كل ما‬
‫أنجزه التلميذ في مادة دراسية أو مجموعة مواد ويقدر هذا التحصيل بالدرجات‪،‬‬
‫وذلك من خالل النتائج العددية املحصل عليها من طرف التالميذ خالل امتحانات‬
‫الفصول الدراسية الثالثة التي تجريها المؤسسة التعليمية في نهاية العام الدراس ي‬
‫والتي تسمح بانتقال التلميذ من سنة ألخرى‪.‬‬
‫اللغات األجنبية‪ :‬هي جميع اللغات التي يتعلمها التلميذ بصفة رسمية في‬
‫المدرسة ما عدا اللغة األم أي اللغة العربية بالنسبة للتلميذ الجزائري‪.‬‬
‫تحديد مفهوم اللغة األجنبية‪ " :‬هي اللغة التي يتعلمها الفرد بعد لغته األولى غير‬
‫موظف تلك اللغة‪ ،‬فالعربي الذي يتعلم اللغة الفرنسية في البالد العربية يتعلمها‬
‫كلغة أجنبية"‪.‬‬
‫تعريف اللغة األجنبية‪ :‬يعرف علي تعوينات اللغة هي أداة التواصل على‬
‫المستوى العالمي إذ تساعد على نقل المعلومات بين البلدان الناطقة والمستخدمة‬
‫لهذه اللغة‪ ،‬وقد تكون اللغة األجنبية األولى أو الثانية أو أكثر‪ ،‬فأما األولى فهي التي‬
‫يتعلمها الفرد في إطار مدرس ي ويمكن أن تتداول في محيطه وبيئته االجتماعية‬
‫واالقتصادية وحياته العامة‪ ،‬مثل الفرنسية في بلدان المغرب العربي‪ ،‬أما الثانية فهي‬
‫تلك التي يتعلمها الفرد في إطار مدرس ي كذلك لكن فرص استعماله لها قليلة جدا‬
‫مثل األلمانية" (تعوينات علي‪ ،5770 ،‬ص ‪)05‬‬
‫مفهوم اللغة الفرنسية‪ :‬تعرف حفيظة تازروني اللغة الفرنسية " أنها من بين‬
‫العناصر األساسية المشكلة للخريطة اللغوية الجزائرية‪ ،‬وهذا ليس باعتبارها لغة‬
‫السكان األصليين‪ ،‬وال ألنها لغة وطنية أو رسمية‪،‬ولكن باعتبارها لغة تدرس في كل‬
‫مراحل التعليم كلغة أجنبية أولى‪ ،‬وتبقى أيضا لغة بعض التخصصات العلمية في‬
‫الجامعة الجزائرية إضافة لكونها لغة التواصل واالستعمال في بعض المؤسسات‬
‫ولدى األسر المثقفة "‪ (.‬حفيظة تازروتي‪ ،0223 ،‬ص ‪)73‬‬

‫‪6‬‬
‫عوائق تعليم اللغة الفرنسية في التعليم االبتدائي والمتوسط‬
‫التعريف اإلجرائي للغة الفرنسية ‪ :‬تعتبر اللغة الفرنسية اللغة الثانية التي‬
‫يتعلمها التلميذ في المدرسة الجزائرية ‪ ،‬وتدرس هذه اللغة في جميع أطوار التعليم ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك فهي اللغة التي يتم بها التعليم إلى يومنا هذا في أغلب التخصصات‬
‫العلمية و التقنية و الثقافية في الجامعات و المعاهد الجزائرية ‪ ،‬و يبدأ الطفل في‬
‫تعلمها ابتداء من السنة الثالثة في إطار المنظومة التربوية الحالية‪ ،‬و يتعلمها و‬
‫يتكلمها معظم بلدان العالم باعتبارها وسيلة للتفتح على العالم ‪ ،‬و كذا االطالع على‬
‫التوثيق و المبادالت الثقافية مع الحضارات األجنبية األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬المناهج المتبعة في الدراسة أو مناهج الدراسة‪:‬‬
‫يسعى الباحث في ميدان علم االجتماع للبحث عن الحقيقة و العوامل المؤدية‬
‫لواقع الظاهرة عن طريق بناء و استعمال منهج معين لهدف الكشف عن هذه‬
‫الحقيقة مصحوبا بمجموعة من التقنيات المنهجية ‪ ،‬و بما أن " قيمة البحث العلمي‬
‫مرتبطة ارتباطا وثيقا باألسلوب الذي يتبعه كل باحث لبلوغ األهداف المتوفاة من‬
‫بحثه ‪ ،‬فإن صحة الطريقة المنتهجة للوصول للحقيقة العلمية هي التي تضفي على‬
‫الدراسة أو البحث طابع الجدية و إعطاء تفسيرات صادقة و معبرة عن الواقع"‬
‫(بوحوش عمار‪ ،5777 ،‬ص ‪ ،)00‬وقد تم االعتماد وفرضت علينا هذه الدراسة إتباع‬
‫المناهج التالية‪:‬‬
‫الدراسة االستطالعية‪ :‬حيث أننا لجأنا إلى هذا المنهج واستعملنا فيه فروضا‬
‫مبدئية عن موضوع الدراسة‪،‬وذلك للبحث عنها ولمعرفة صحتها أو إلغائها‪.‬‬
‫المنهج الوصفي التحليلي‪ :‬فهو من المناهج التي يشاع استعمالها في العلوم‬
‫االجتماعية نظرا ألهميتها في " وصف الظاهرة المدروسة وتصويرها كميا عن طريق‬
‫جمع معلومات مقننة عن المشكلة وتصنيفها وتحليلها وإخضاعها للدراسة الدقيقة‬
‫"‪(.‬بوحوش عمار‪ ،5777 ،‬ص ‪)512‬‬
‫المنهج الكمي ‪ :‬إن موضوع بحثنا يحتوي على متغيرات قابلة للقياس بمؤشرات‬
‫و الذي هو تعليم اللغة الفرنسية للتالميذ بعدة مؤشرات ‪ ،‬وجب علينا إتباع المنهج‬
‫الكمي الذي يعرفه ‪ R.Bondon‬على أنه " المنهج الذي يظهر من خالل جمع‬
‫المعطيات والبيانات باالستمارة و تفريغها في جداول إحصائية‪ ،‬تساعدنا على‬
‫التفسير والتحليل أكثر و تضمن بذلك جزءا و لو يسيرا من الفصل المنهجي‬
‫‪7‬‬
‫أمزيان فازية‬
‫"‪1979, Raymond boudon,‬‬ ‫والقطيعة االبستيمولوجية بين األنا و الموضوع‬
‫)‪ ، p31‬المنهج اإلحصائي ‪ :‬يستعمل الباحث المنهج اإلحصائي في دراسته لغرض دقة‬
‫أكثر للنتائج الرقمية املحصل عليها‪ ،‬و لتفادي األحكام الذاتية و الوصول إلى نتائج‬
‫علمية و موضوعية دقيقة‪ ،‬و ذلك من خالل تعامله مع النسب و األرقام‪" ،‬فالتحليل‬
‫اإلحصائي يساعدنا على قياس مختلف المؤشرات والمتغيرات البيئية والمتفاعلة مع‬
‫الظاهرة قيد الدراسة وهذا بمساعدة جملة من األدوات واألساليب اإلحصائية‪ ،‬ذلك‬
‫أن اإلحصاء يهتم بوصف الظاهرة وتبويب المعطيات وتمثيلها بيانيا من أجل تمكين‬
‫الباحث من وصف بيانات بحثه وتلخيصها بصورة كمية" (غالم محمد صالح‬
‫الدين‪ ،5773‬ص ‪.)51‬‬
‫كان الهدف من استعمالنا لهذه التقنية هو الحصول على معطيات قابله‬
‫للتحويل إلى معطيات عددية‪،‬وهذا بحكم المتغيرات الواردة في فرضيات الدراسة‬
‫المقصودة في الدراسة‪،‬وعلى هذا األساس قمنا بإعداد استمارتين واحده منها موجهه‬
‫للتالميذ وأخرى موجهه للمعلمين وتتضمن مكوناتها مجموعه من األسئلة‪،‬التي تم‬
‫صياغتها وتصميمها وفقا قواعد منهجيه‪،‬حيث اشتملت االستمارة على سائله مغلقه‬
‫وأخرى مفتوحة‪ ،‬إذن تبعا لنوع المنهج املختار وجب علينا اختيار أدوات اقتراب‬
‫تتماش ى مع األهداف المراد تحقيقها ‪ ،‬و كانت التقنية المستعملة هي االستمارة‬
‫باعتبار أن المبحوثين يتمثلون في عينة التالميذ و عينة المعلمين ‪ ،‬و كان االتصال‬
‫بهم بطريقة مباشرة في بعض متوسطات والية البليدة‪ ،‬هما بمثابة مكان إجراء‬
‫التحقيق المبدئي و من ثمة استطعنا تحديد العينة التي كانت بطريقة عمدية‬
‫وقصدية‪ ،‬و هذا خدمة ألغراض البحث و كذلك تماشيا مع النموذج التحليلي المتبع‬
‫في بداية البحث (اإلشكالية والفرضيات )‪،‬حيث استخدمنا طريقة إحصائية تمثلت‬
‫في تكميم المعطيات املحصل عليها في الميدان عن طريق االستمارة حتى تكون دراسة‬
‫علمية مدعمة بوسائل إحصائية تم االعتماد عليها في تفسير الظاهرة المراد دراستها‬
‫والتأكد من الفرضيات المطروحة‪ ،‬وقد قام الباحث بتفريغ البيانات ومعالجتها‬
‫إحصائيا باستخدام البرنامج اإلحصائي‪، SPSS‬إذن بصفة عامي هذه هي أهم‬
‫الخطوات و األسس المنهجية المستخدمة أو المتبعة في تحقيقنا الميداني‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫عوائق تعليم اللغة الفرنسية في التعليم االبتدائي والمتوسط‬
‫‪ .2‬اللغة‪ :‬يتصل اإلنسان مع أفراد املجتمع الذي يعيش فيه وال يمكن أن يعيش‬
‫منعزال عنهم‪ ،‬بل هو قادر على اتصال دائم مع أفراد مجتمعه وأفراد املجتمعات‬
‫األخرى نتيجة التبادل العلمي والثقافي واالجتماعي‪ ،‬وهذه االتصاالت ال بد أن تظهر‬
‫أثارها على المستوى اللغوي في شكل تداخل أو احتكاك لغوي‪ ،‬وهذا ما يبرز في‬
‫الحقيقة تعليم اللغات األجنبية بالنسبة لجميع املجتمعات عن طريق اللغة‪ ،‬والتي هي‬
‫الوسيلة األولى التي تساعد على االتصال بين األفراد والجماعات املختلفة‪ ،‬ألنه بهذه‬
‫اللغة يتمكن من معرفة مختلف الثقافات الموجودة في العالم‪ ،‬وبالتالي االستفادة‬
‫منها في مختلف املجاالت العلمية‬
‫‪ .1.2‬تعريف اللغة‪ :‬نجد العديد من الباحثون الذين أعطوا تعاريف مختلفة‬
‫للغة‪.‬‬
‫‪ .1.1.2‬تعريف اللغة لغة‪ :‬اللغة هي " مجموعة من المصطلحات والتراكيب إلي‬
‫يعبر بها كل قوم عن مقاصدهم‪ ،‬علم اللغة هو علم يبحث عن مدلول كلمتها ومعرفة‬
‫أصولها وتركيز قواعدها وكتب اللغة هي القواميس‪ ( ".‬مدرس ي القباني ‪،5732‬ص ‪.)06‬‬
‫‪ .2.1.2‬تعريف اللغة اصطالحا‪ :‬يعرف احمد بدوي زكي اللغة على انها " وسيلة‬
‫االتصال المباشر بين البشر عن طريق األلفاظ أو األصوات الوضعية التي تدل على‬
‫معاني‪ ،‬وتختلف باختالف العصور والشعوب" (زكي احمد‪ ،5777 ،‬ص ‪)01‬‬
‫أما تعريف اللغة عند إبراهيم أنيس تعني " أي جمع لغة ولغات‪ ،‬يقال أي‬
‫اختالف كالمهم‪ ،‬وهي من لغا في القول واللغة هي الكالم الذي يصدر من‬
‫اللسان"‪(.‬ابراهيم انيس واخرون ‪ ،5703 ،‬ص ‪.)32‬‬
‫أما تعريف ياقوت سليمان محمود فاللغة "عبارة عن أصوات يعبر يها كل قوم‬
‫عن أعراضهم"‪ ( .‬ياقوت سليمان محمود‪ ،5703 ،‬ص ‪.)52‬‬
‫كما يعرفها أيضا محمد صالح سمك على " أنها أداة يستطيع اإلنسان بواسطتها‬
‫أن يتفاهم مع غيره من أفراد املجتمع في المواقف الحياتية املختلفة‪ ،‬وبواسطتها‬
‫يستطيع نقل أفكاره وأحاسيسه وحاجاته إلى غيره من الناس الذين يعيشون معه‪،‬‬
‫وعن طريقها يستطيع أن يعرف األفكار وأحاسيس وحاجات غيره من الناس‪ ،‬فاللغة‬
‫وسيلة هامة في مجال الفهم واإلفهام"‪(.‬محمد صالح سمك‪ ،0222 ،‬ص ‪.)51‬‬

‫‪9‬‬
‫أمزيان فازية‬
‫‪ .2.2‬لغات التدريس في المدرسة الجزائرية‪ :‬لقد عرف النظام التعليمي‬
‫الجزائري تدريس مجموعة من اللغات من بينها‪:‬‬
‫‪ .1.2.2‬تعلم اللغة العربية أو اللغة األم‪ :‬كما يطلق عليها أيضا مصطلح اللغة‬
‫األولى‪ ،‬ليدل على اللغة التي يتقنها الفرد أكثر من غيرها‪ ،‬واللغة العربية لها لغتين‬
‫مختلفتين وهما اللغة العربية العامية واللغة العربية الفصحى‪.‬‬
‫‪.1.1.2.2‬اللغة العربية العامية‪ :‬هي أول لغة يتعلمها الطفل في محيطه األسري‪،‬‬
‫ولهذا تعتبر اللغة العربية العامية اللغة المستخدمة في التواصل اليومي سواءا في‬
‫البيت أو خارجه‪ ،‬حيث أن " اكتساب اللغة يتم أكثر ما يتم في المراحل المبكرة من‬
‫الحياة الن اكتساب اللغة مرتبط باألم بالدرجة األولى كونها تالغي ابنها وتدربه على‬
‫األصوات اللغوية حتى يستوي لسانه‪ ،‬وتستقيم مخارج الحروف لديه على الوجه‬
‫الصحيح الذي تعارف عليه املحيط"‪( .‬حنفي بن عيس ى‪ ،0223 ،‬ص ‪.)500‬‬
‫‪.2.1.2.2‬اللغة العربية الفصحى‪ :‬يبدأ الطفل تعلم اللغة العربية الفصحى عند‬
‫دخوله الروضة أو المدرسة‪ ،‬وهي اللغة المتعلمين المكتوبة واملحكية في ظروف‬
‫محددة‪ ،‬وهي اللغة المشتركة في العالم العربي(ميشال‪ ،‬زكريا ‪ ،5773 ،‬ص‪.)12‬‬
‫ويتعلمها أفراد املجتمع عن طريق التعليم الرسمي‪.‬‬
‫‪.3.1.2.2‬اللغة االمازيغية‪:‬تستعمل هذه اللغة في بعض مناطق الجزائر من‬
‫خالل اللهجات املختلفة مثل القبائلية‪،‬الشاوية‪ ،‬االوراس‪ ،‬ميزاب‪...‬تعتبر هذه‬
‫المناطق أكثر تجمعا للناطقين باالمازيغية" (‪.) Ghetas,Cherifa.1995,p23‬‬
‫‪.2.2.2‬تعلم اللغات األجنبية‪ :‬يطلق على أية لغة يتعلمها اإلنسان بعد إتقان‬
‫لغته األولى‪ ،‬ويشمل تعلم أية لغة من اللغات‪ ،‬وبأي قدر كان شريطة أن تأتي تعلم‬
‫اللغة الثانية في وقت متأخر عن اللغة األولى‪ ،‬واللغة األجنبية هي " اللغة التي يتعلمها‬
‫الطالب تعلما رسميا على إحدى موضوعات المناهج المدرسية‪ ،‬ويختلف السن‬
‫الذي يقوم فيه تعليم اللغة األجنبية باختالف املجتمعات والفلسفات التربوية‬
‫والظروف السياسية"‪.1‬ويتوقف التمييز بين اللغة األولى واللغة األجنبية على أساس‬
‫البيئة التي يتم فيها تعلم إحداهما‪ ،‬فمكتسب اللغة األولى يلتقطها من بيئتها التي‬
‫تستخدم فيها للتواصل اليومي العادي‪ ،‬بينما يعتمد متعلم اللغة األجنبية كليا على‬

‫‪10‬‬
‫عوائق تعليم اللغة الفرنسية في التعليم االبتدائي والمتوسط‬
‫عدد محدد من الحصص التربوية داخل القسم في المدرسة‪ .‬ومن بين هذه اللغات‬
‫األجنبية نجد اللغة الفرنسية ‪.‬‬
‫‪.1.2.2.2‬اللغة الفرنسية‪:‬وتسمى أيضا اللغة األجنبية األولى‪ ،‬تدرس اللغة‬
‫الفرنسية في جميع األطوار التعليمية جنبا لجنب مع اللغة العربية‪،‬كما تعتبر أيضا‬
‫لغة تدريس بعض التخصصات العلمية في الجامعات الجزائرية‪ ،‬إلى جانب ذلك تمثل‬
‫لغة التواصل واالستعمال في بعض المؤسسات الوطنية واإلدارات ولدى بعض‬
‫العائالت التي لها مستوى ثقافي عال(حفيظة‪ ،‬تازروتي ‪ ،0223،‬ص‪ .)73‬يبدأ الطفل‬
‫تعلمها ابتداء من السنة الثالثة ابتدائي في إطار المنظومة التربوية الحالية‪.‬‬
‫‪.2.2.2.2‬اللغة االنجليزية‪ :‬أو اللغة الحية‪ :‬كما تدعى أيضا باللغة األجنبية‬
‫الثانية‪ ،‬والتي أصبحت في منافسة مع اللغة الفرنسية‪ ،‬إلى جانب هاتين اللغتين‬
‫األجنبيتين نجد اللغة االسبانية‪ ،‬األلمانية‪ ،‬االيطالية في بعض التخصصات اللغات‬
‫األجنبية في الثانويات والجامعات وغيرها من اللغات‪.‬‬
‫‪.3.2.2‬تعليم اللغات األجنبية و أثره على اللغة األولى‪ :‬إن تعلم اللغة األجنبية ال‬
‫يتم في الظروف الطبيعية التي يتم فيها تعلم اللغة األم‪ ،‬كون أن اللغة األم يلقاها‬
‫الطفل جاهزة عند األسرة بدون بذل مجهود إلتقانها عكس اللغة األجنبية كونها‬
‫أجنبية عنه‪ ،‬وغير متوفرة في بيئته األسرية التي تتحاور باللغة المنشأ أي لغة التنشئة‬
‫االجتماعية للفرد‪ ،‬فهذه اللغة ليست لغته األصلية‪ ،‬والهي لغة وطنه‪ ،‬فلهذا ال بد أن‬
‫يبذل مجهودات معتبرة ليتم إتقانها‪ " ،‬فالطفل يتعلم هذه اللغة في سن مبكرة كجزء‬
‫ال يتجزأ من نموه المعرفي‪ ،‬العقلي‪ ،‬االجتماعي السيكولوجي‪ ،‬وكوسيلته للتعامل مع‬
‫مجتمعه واالنخراط فيه والبقاء كواحد من أفراده‪ ،‬والنتيجة الحتمية لذلك أن‬
‫الطفل يتقن في نهاية األمر لغته أي إتقان‪ ،‬ولكن األمر مختلف بالنسبة لتعلم اللغة‬
‫األجنبية ليست جزءا أساسيا من عملية نموه ونضجه"( نايف‪ ،‬خرما‪ ،‬علي‪ ،‬حجاج ‪،‬‬
‫‪ ،5733‬ص‪ .)03‬وباعتبار أن يوجد فرق بين الطفل الذي يتم تعلم اللغة األم‪ ،‬والطفل‬
‫الذي يتعلم اللغة األجنبية‪ ،‬وتعترضه الكثير من الصعوبات للتعود عليها وإتقانها‪.‬‬
‫‪.3‬التحصيل الدراس ي‪ :‬يعد التحصيل الدراس ي العنصر األساس ي الذي يمكن‬
‫من خالله التعرف على مشكالت اإلخفاق أو الرسوب بعض التالميذ في مادة دراسية‬
‫أو في بعض المواد الدراسية أو معظمها وهذا حسب قدرات كل تلميذ أين نجدهم‬
‫‪11‬‬
‫أمزيان فازية‬
‫يختلفون في تحصيلهم الدراس ي فنجد منهم المتفوقين والناجحين وكذا المتوسطين‬
‫إلى جانبهم الضعفاء‪ ،‬فنجد بعض التالميذ ال يستطيعون أن يكونوا مثل أقرانهم‬
‫اآلخرين في قدرة التعلم واكتساب المعلومات املختلفة مما يؤدي إلى كثرة شكاوي‬
‫جذرية وحقيقية للمشكلة وأسبابها البقاء في الفصول نفسها لعدة سنين دون وجود‬
‫معالجات المعلمين واإلدارة المدرسية وأولياء األمور‪ ،‬والسبب في ذلك يعود إلى أنهم‬
‫قد ال يدركون األسباب الحقيقية لهذا اإلخفاق أو االنخفاض عالمات هؤالء التالميذ‪،‬‬
‫وبالتالي انخفاض تحصيلهم الدراس ي المتواصل والمستمر‪ ،‬والنتيجة هي الرسوب‬
‫وهذا ما أدى بنا لنبين ذلك من خالل ما هي األسباب والعوامل التي توصلت إلنتاج‬
‫ثالث مستويات متفاوتة ومختلفة من التحصيل الدراس ي علما انه التالميذ يدرسون‬
‫في الدروس من طرف معلم واحد لمادة اللغة الفرنسية‪.‬‬
‫‪.1.3‬مفهوم التحصيل الدراس ي‪ :‬إن التحصيل الدراس ي يعتبر مسالة هامة في‬
‫الحقل التربوي سواءا عند التالميذ أنفسهم‪ ،‬والذي يتعدى ليصل إلى المعلمين‬
‫الذين ينشطون في هذا الحقل التربوي أين يدركون مدى مستوى التالميذ من حيث‬
‫النجاح والرسوب‪ ،‬وكما نجد بعض التالميذ الذين ال يستطيعون أن يكونوا مثل‬
‫أقرانهم في قدرة التعلم واكتساب المعلومات والمعارف املختلفة‪ ،‬الذي يؤدي بهم إلى‬
‫التعرض لبعض المشكالت التربوية‪ ،‬والسبب كونهم ال يعرفون األسباب الخفية لهذا‬
‫اإلخفاق الدراس ي وانخفاض الدرجات التحصيلية للتالميذ‪ ،‬الذي يؤدي بهم إلى تدني‬
‫تحصيلهم الدراس ي سواءا في جميع المواد التعليمية أو في مادة دراسية ما أو بعضها‪.‬‬
‫ونجد العديد من التعاريف لمفهوم التحصيل الدراس ي في العديد من الدراسات‬
‫التربوية ‪:‬‬
‫‪.1.1.3‬التعريف اللغوي للتحصيل الدراس ي‪ :‬نجد تعريفا لغويا في المعجم‬
‫الوسيط انه "حصوال‪ :‬بقي وذهب ما سواه‪ ،‬يقال حصل الذهب من حجر المعدن‪،‬‬
‫ويقال حصل العلم وحصل المال‪ ،‬تحصل الش يء‪ :‬تجمع و ثبت‪ ،‬و يقال تحصل من‬
‫المناقشة‪ ،‬و حاصل الجمع أو الضرب في علم الحساب‪ :‬نتيجته"( ابن جني ‪ ،‬تر‬
‫محمد علي‪ ،‬النجار ‪ ،5736 ،‬ص‪.)27‬‬

‫‪12‬‬
‫عوائق تعليم اللغة الفرنسية في التعليم االبتدائي والمتوسط‬
‫‪.2.1.3‬التعريف التربوي للتحصيل الدراس ي‪ :‬يعرف معظم التربويين أن‬
‫التحصيل الدراس ي على انه انجاز تعليمي أو تحصيل دراس ي لمادة دراسية ما‪ ،‬أو‬
‫لجميع المواد الدراسية التعليمية أو بعضها‪ ،‬ويعني بلوغ مستوى ما من الكفاءة في‬
‫الدراسة في البيئة التعليمية‪ ،‬ويحدد ذلك باختبارات مقننة أو تقارير المعلمين أو‬
‫االثنين معا‪.‬‬
‫ويعرف فاخر عاقل على "أن التحصيل الدراس ي هو مجموعة من الخبرات‬
‫المعرفية والمهارات التي يستطيع التلميذ أن يستوعبها ويحفظها ويتذكرها عند‬
‫الضرورة‪ ،‬مستخدما في ذلك عوامل متعددة كالفهم واالنتباه والتكرار الموزع على‬
‫فترات زمنية معينة"( فاخر‪ ،‬عاقل ‪ ،5705 ،‬ص‪.)526‬‬
‫كما نجد عيساوي عبد الرحمان عرفه على انه" مقدار المعرفة أو المهارة التي‬
‫حصلها الفرد نتيجة التدريب والمرور بخبرات سابقة‪ ،‬وتستخدم كلمة تحصيل غالبا‬
‫لتشير إلى التحصيل الدراس ي أو التعليم‪ ،‬أو تحصيل العامل من الدراسات التدريبية‬
‫التي يلتحق بها" (عبد الرحمان‪ ،‬عيساوي ‪ ،5731 ،‬ص‪.)566‬‬
‫ونجد بودخيلي محمد موالي يعرف التحصيل الدراس ي على انه" النجاح واألداء‬
‫الناجح والمتميز في مواضيع وميادين ودراسات خاصة‪ ،‬والناتج عادة عن المهارة‬
‫والعمل الجاد المصحوبين باالهتمام وهو الذي كثيرا ما يختصر في شكل عالمات‬
‫ونقط ودرجات أو مالحظات وصفية" (محمد موالي‪ ،‬بودخيلي‪ ،0221 ،‬ص ‪.)306‬‬
‫‪.3.1.3‬التعريف اإلجرائي للتحصيل الدراس ي‪ :‬التحصيل الدراس ي يعني أن‬
‫يحقق التلميذ لنفسه أعلى مستوى من العلم والمعرفة في جميع ميادين المعرفة‪،‬‬
‫والتحصيل الدراس ي يساهم في تنمية قدراته الفردية والتحصيل الدراس ي هو معدل‬
‫التلميذ في مستوى السنة الدراسية في آخر السنة للصفوف الدراسية في مادة اللغة‬
‫الفرنسية بعد إجراء االختبارات التحصيلية للفصول الدراسية التي تعبر عن مدى‬
‫اكتساب التلميذ للمهارات والخبرات المقررة في البرنامج الدراس ي لمادة دراسية ما‪.‬‬
‫فالتحصيل الدراس ي هو كل ما يستوعبه التلميذ من المادة الدراسية أو المواد‬
‫الدراسية األخرى الذي يسمح له إما باالنتقال إلى القسم األعلى أو عدم االنتقال‪،‬‬
‫وهذا بعد إجراء االختبارات التحصيلية في أخر العام الدراس ي في جميع المراحل‬

‫‪13‬‬
‫أمزيان فازية‬
‫التعليمية‪ ،‬إذ هو مقياس الذي به يمكن للمعلمين قياس المستوى التحصيلي‬
‫للتلميذ‪.‬‬
‫‪ .2.3‬قياس التحصيل الدراس ي‪ :‬األسرة التربوية تعرف بان االختالفات‬
‫المعرفية بين األفراد هي ثمرة املجهودات‪ " ،‬أن فكرة المدرسة الموحدة القائمة على‬
‫أساس المساواة في المعاملة‪ ،‬والتي تقوم على مبدأ عام أن كل التالميذ يستفيدون‬
‫من نفس نمط التعليم وكلهم أمام فرص متكافئة الستيعاب البرنامج‪ ،‬ألنه ال يمكن‬
‫أن نأمل بان التالميذ الذين لم يستفيدوا من فرص لتعليم المتكافئة أن يصلوا إلى‬
‫مستويات متكافئة من الكفاءة والقدرة"‪ .5‬وبهذا تقوم المدرسة باختبارات تحصيلية‬
‫من طرف المعلم نفسه لمعرفة ما إذا كان التالميذ استوعبوا ما درسوه من معارف‬
‫ومهارات التي قدمت لهم في الصف الدراس ي أم لميتم ذلك‪ .‬كما نجد طرق مختلفة‬
‫ومتعددة في قياس التحصيل الدراس ي فمنها مثال‪:‬‬
‫‪.3.2.3‬أهمية االختبارات التحصيلية‪ :‬وتكمن أهميتها في‪:‬‬
‫‪-‬توفير مؤشرات حقيقية توضح مقدار التقدم الذي أحرزه المتعلم قياسيا‬
‫باألهداف‪.‬‬
‫‪-‬استشارة دافعية التالميذ للتعلم من خالل حثهم على تركيز االنتباه في الخبرات‬
‫التعليمية‪.‬‬
‫‪--‬وسيلة جيدة للتعلم‪ ،‬فنتائج االختبار تعمل على تعزيز السلوك‪.‬‬
‫‪-‬زيادة مستوى إتقان المادة الدراسية والتي تساعد على انتقال األثر‪.‬‬
‫‪-‬تقييم المناهج الدراسية ومدى مالئمتها لحاجات التالميذ‪.‬‬
‫‪-‬التعرف على مكان الضعف ومكان القوة عند التالميذ‪.‬‬
‫‪-‬تقييم طرائق التدريس‪.‬‬
‫‪-‬تقييم البرنامج التعليمي المعتمد‪.‬‬
‫‪.3.3‬مهارات تحسين مستوى التحصيل الدراس ي‪ :‬كل نظام تعليمي يقاس‬
‫بكفاءة املخرجات ونواتج التعلم أو مخرجات التعلم‪ ،‬أي ما هو الش يء الذي ينتج عند‬
‫نهاية البرنامج التعليمي و ما يتوقع أن ينتج عند التالميذ‪ ،‬فال نتحدث فقط على‬
‫مستوى التحصيل الدراس ي‪ ،‬وإنما يجب أن نهتم بمستوى التفكير‪ ،‬مستوى السلوك‬

‫‪14‬‬
‫عوائق تعليم اللغة الفرنسية في التعليم االبتدائي والمتوسط‬
‫والمهارات وقدرة التواصل مع اآلخرين‪ ،‬وعند نهاية العام الدراس ي أي املحصلة‬
‫النهائية لعملية المرور بخبرة أو موقف تدريس ي معين التي هي عبارة عن المعارف‪،‬‬
‫المهارات والخبرات واالتجاهات التي يحصل عليها التلميذ في موقف تعليمي معين‬
‫سواء كان التلميذ في مرحلة الروضة أو في جميع المراحل التعليمية‪ ،‬ولكي يكون‬
‫هناك ارتفاع مستوى التحصيل الدراس ي التالميذ ال بدمن توفير بعض الشروط‬
‫لعملية التعلم منها‪:‬‬
‫‪-‬تميز المعلم بصفات مميزة وخاصة‪.‬‬
‫‪-‬البحث لمعرفة الصعوبات التي يواجهها التالميذ في تنفيذ األعمال المطلوبة‬
‫منهم وتكافؤ الفرص فيما بينهم‪.‬‬
‫‪-‬دراسة التقارير التي وضعتها لجان متابعة التحصيل الدراس ي للعام السابق‬
‫بالمدرسة واالستفادة من توصياتها ومقترحاتها‪.‬‬
‫‪-‬االهتمام بمتابعة جميع التالميذ سواءا النجباء أو المتدني مستواهم‪.‬‬
‫‪-‬الحرص على النمو المنهي بااللتحاق بالدورات والورش التدريبية‪.‬‬
‫‪-‬االطالع والتعلم المستمر ومواكبة كل ما هو جديد في مجال التعليم‪.‬‬
‫‪-‬العمل على تفعيل الوسائل واألدوات و المواد واألجهزة ومصادر التعلم‪.‬‬
‫‪ -‬فالمعلم هو العنصر الفعال الذي يستطيع أن يظهر الطاقات الكامنة لدى‬
‫التالميذ ويحركها ويوجهها نحو اإلبداع والتميز‪.‬‬
‫‪.4‬العوامل المؤثرة في التحصيل الدراس ي في مادة اللغة الفرنسية‪ :‬هناك‬
‫الكثير من العوامل التي يمكن أن تؤثر في عملية التحصيل الدراس ي للتالميذ في مادة‬
‫اللغة الفرنسية ومدى اكتسابهم لهذه المادة الدراسية حيث نجد بعضها خاص‬
‫بالتلميذ والبعض األخر خارج عن إرادة التلميذ أي خاص باملحيط االجتماعي والبيئة‬
‫التي يعيش فيها‪ ،‬ويمكن أن نذكر بعضا من هذه العوامل‪:‬‬
‫‪.1.4‬العوامل الخاصة بالتلميذ‪ :‬لقد نجد التالميذ يختلفون من حيث قدراتهم‬
‫وميوالتهم حول عملية التعلم وهذه خاصة بمجموعة من العوامل من بينها‪:‬‬
‫‪.1.1.4‬العوامل الشخصية‪ :‬ونعني بها كل ما يتعلق بذاتية التلميذ من حيث‬
‫القدرات العقلية وصحة الجسم وحاالته االنفعالية والنفسية‪ " ،‬ونقصد بالشخصية‬
‫أنها مجموعة الخصائص الجسمية والعقلية واالجتماعية واالنفعالية الثابتة ثباتا‬
‫‪15‬‬
‫أمزيان فازية‬
‫نسبيا والتي تميز الفرد عن غيره من أفراد املجتمع‪ ،‬وتحدد أساليب تفاعله مع البيئة‬
‫التي يعيش فيها" (محمود عبد الحليم‪ ،‬منس ي ‪ ،‬ص‪.)530‬‬
‫‪.2.1.4‬العوامل الجسمية‪ :‬نجد بعض التالميذ في الصف الدراس ي يعانون من‬
‫ضعف البصر وضعف حاسة السمع وكذا صعوبة النطق أين يجدون صعوبة كبيرة‬
‫في متابعة الدروس داخل الصف الدراس ي وهذا تقريبا في جميع المواد الدراسية أين‬
‫يضعف تحصيلهم الدراس ي‪ ،‬وفي هذا الصدد يرى محمد مصطفى زيدان أن" ضعف‬
‫البصر وضعف السمع والنطق و عاهات حركية التي تؤثر تأثيرا كبيرا في على تحصيله‬
‫الدراس ي" (محمد مصطفى‪ ،‬زيدان ‪ ،5733 ،‬ص ‪ .)533‬كما نجد ان الجسم السليم‬
‫للتلميذ من بين العوامل التي تؤدي به إلى تحصيل دراس ي جيد‪ "،‬فالتلميذ الذي يلقى‬
‫عناية من طرف أسرته ومدرسته باملحافظة على سالمته الجسمية ينعكس ايجابيا‬
‫على حالته النفسية‪ ،‬فيصبح منتوجه الدراس ي أحسن و أفضل وهو بذلك يتوق‬
‫دائما إلى النجاح ومواصلة دراسته" (محمود عبد المنعم‪ ،‬منس ي‪ .‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪ .)533‬ويمكن القول أن العوامل الجسمية ترتبط ارتباطا وثيقا بالتحصيل‬
‫الدراس ي للتلميذ‪.‬‬
‫‪ .3.1.4‬العوامل العقلية‪ :‬يعتبر نقص الذكاء من بين العوامل التي تؤثر في‬
‫التحصيل الدراس ي للتالميذ وهذا يكون باختالف وتباين القدرات العقلية لدى‬
‫التالميذ رغم أنهم يتلقون نفس المعلومات والخبرات التعليمية إال انه نجد هناك‬
‫اختالف في معدالتهم واختالف النتائج المتحصل عليها‪.‬‬
‫‪ .4.1.4‬العوامل النفسية‪ :‬نجد مثال القلق والخوف تسبب للتلميذ عدم القدرة‬
‫على التركيز في الصف الدراس ي‪ ،‬وعدم مراعاة األولياء لميوالته‪ ،‬إلى جانب وجود‬
‫الدافع نحو تعلم مادة دراسية معينة‪،‬الن التلميذ ال يقوم بنشاط من غي دافعي الن‬
‫الدافع الذاتي يعمل كقوة محركة تدفع بطاقات التلميذ إلى العمل بأقص ى إمكانياته‬
‫لتحقيق التفوق" (يوسف‪ ،‬مصطفى وآخرون ‪ ،5731،‬ص ‪.)130‬‬
‫‪ .2.4‬العوامل الخاصة بالبيئة المدرسية‪:‬‬
‫‪ :.1.2.4‬مهما استحدثنا في طرق وأساليب التعليم ومهما طورنا مناهجه وتزويده‬
‫بأحدث األجهزة االلكترونية‪ ،‬إلى أن ذلك ال يأتي بالفائدة للتالميذ إال بوجود المعلم‬

‫‪16‬‬
‫عوائق تعليم اللغة الفرنسية في التعليم االبتدائي والمتوسط‬
‫الكفء‪ ،‬وأحيانا ما يكون عائقا يؤدي إلى تدني مستوى التالميذ‪ ،‬حيث نجد أن‬
‫التجارب والبحوث التربوية الميدانية أثبتت ذلك أي أن فشل أو نجاح األهداف‬
‫التعليمية تعتمد بالدرجة األولى على كفاءة المعلم وقدرته على التواصل وفهم‬
‫المتعلم خاصة انه هو الفاعل األساس ي فيما يسمى في الدراسات التربوية باإلدارة‬
‫الصفية‪.‬‬
‫‪.2.2.4‬المناهج و البرامج‪ :‬لكي تحقق المناهج التعليمية والبرامج المدرسية‬
‫وظائفها ال بد من أن تراعي قدرات و رغبات التالميذ من جهة و احتياجات املجتمع‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬وكذلك ضبط البرنامج التعليمي وتوفير الكتب المدرسية التي يجب‬
‫أن يكون إعدادها بطريقة ايجابية من حيث المادة التعليمية‪ ،‬الن كل ما سبق أثاره‬
‫الهامة على مستوى التحصيل الدراس ي للتالميذ في مادة اللغة الفرنسية‪ ،‬حيث أن‬
‫صعوبة المواد والمناهج الدراسية بالنسبة للتالميذ تؤدي بإجحافهم عن الدراسة‬
‫وهروبهم من هذه المادة الدراسية‪.‬‬
‫‪ .3.2.4‬دروس الدعم المدرس ي‪ :‬تعتبر دروس الدعم ودروس االستدراك ضرورية‬
‫لمعالجة النقص عند بعض التالميذ والتي سطرتها المنظومة التربوية كحل لمشكلة‬
‫اإلخفاق المدرس ي وتعمل على تحسين مستوى التحصيل الدراس ي للتالميذ‪ ،‬إال أنها‬
‫تبقى حبر على ورق اي غير مطبقة على ارض الواقع مما جعل بعض التالميذ يلجئون‬
‫إلى الدروس الخصوصية كبديل لها‪.‬‬
‫‪ .3.4‬العوامل الخاصة بالبيئة األسرية‪ :‬تعرض العديد من الباحثين لتحديد‬
‫ضعف التحصيل الدراس ي للتالميذ في مادة اللغة الفرنسية أين ارجعوا سبب ذلك إلى‬
‫العوامل األسرية التي قد تؤثر على الحياة التعليمية للتالميذ "فالجو العائلي الذي‬
‫تسوده الخالفات أو مشاكل أسرية كالطالق يؤدي إلى االضطرابات العاطفية التي‬
‫تؤدي إلى عدم االستقرار واالطمئنان‪ ،‬وهذا من شانه خلق اضطراب نفس ي عند‬
‫التلميذ والذي سيؤثر عليه في استيعابه المواد الدراسية‪ ،‬وبالتالي تحصيله الدراس ي‬
‫عكس التلميذ الذي يعيش في جو عائلي يسوده االستقرار واالطمئنان والتفاهم‪،‬‬
‫فهذا الجو الذي يشجع التلميذ على الدراسة و تحضيره واستعداده للتعليم وقدرته‬
‫على االستيعاب وفهم المواد الدراسية‪ ،‬وبالتالي يكون تحصيله الدراس ي جيد وكبير"‬
‫(محمود خليفة‪ ،‬بركات ‪ ،5707 ،‬ص‪ . )311‬ونجد معظم الباحثون التربويون‬
‫‪17‬‬
‫أمزيان فازية‬
‫واالجتماعيون يرون انه يوجد بعض الظروف الصعبة التي يعيشها التلميذ في‬
‫محيطه األسري التي تؤدي به إلى نتائج سلبية‪ ،‬وبالتالي عدم التفوق ونجاح األبناء من‬
‫بينها‪:‬‬
‫‪.1.3.4‬المستوى االقتصادي لألسرة‪ :‬قد يؤثر هذا العامل في التحصيل‬
‫الدراس ي في مادة اللغة الفرنسية‪ ،‬أين يظهر جليا من خالل ممارسة كل من األب واألم‬
‫وظيفة أين يتحتم غيابهم عن البيت‪ ،‬فلهذا نالحظ الكثير من األسر الميسورة الحال‬
‫بمنح أبنائهم دروسا خصوصية لتحسين مستواهم حيث "أخذت الدروس‬
‫الخصوصية شكل التعود واإلدمان" (حسن محمد‪ ،‬حسان وآخرون ‪ ،0220 ،‬ص‪.)12‬‬
‫إال أن بعض التالميذ الضعفاء ال يستطيعون اخذ دروسا خصوصية نظرا لدخل‬
‫األسرة الضعيف بالتالي سيؤثر ذلك في مستوى تحصيله الدراس ي‪.‬‬
‫‪.2.3.4‬المستوى االقتصادي لألسرة‪:‬إن اختالف المستويات االجتماعية‬
‫والثقافية لألسرة الجزائرية حول تعليم مادة اللغة الفرنسية من شانه التأثير في‬
‫التحصيل الدراس ي للتالميذ‪ ،‬أما في قضية التباين اللغوي بين الفئات االجتماعية‬
‫وفقا لتباين الوسط االجتماعي والثقافي‪ ،‬ويرى الباحثون أن األطفال المندحرون من‬
‫عائالت ميسورة ومثقفة يستطيعون تحقيق نجاح عال مقارنة بأبناء الفئة الغير‬
‫المثقفين وهذا راجع إلى التباين الشاسع في اللغة المكتسبة بوصفها مؤشرا رئيس ي‬
‫للرأسمال الثقافي للفرد ولعائلته "فاللغة تتيح ألفرادها فرصا أكثر من للنجاح‬
‫والتفوق وعلى العكس فكلما تباينت درجة التقارب بين لغة الوسط اللغوي ولغة‬
‫المدرسة كلما تقلصت فرص النجاح المدرس ي لألطفال"( علي‪ ،‬تعوينات‪ ،5770 ،‬ص‬
‫‪ .)533‬ويرى بيار بورديو أن عدم تكافؤ الفرص المدرسية لألطفال المنحدرين من‬
‫مختلف الطبقات االجتماعية‪ ،‬الن كل األسر لها جانب معين لنقل رأسمالها بطرق‬
‫مختلفة ومباشرة من األولياء إلى األبناء خاصة من خالل التنشئة االجتماعية وعملية‬
‫االتصال األسري‪ ،‬وفي هذا الصدد يعرف بورديو الرأسمال الثقافي على انه "مجمل‬
‫المؤهالت الفكرية والثقافية الموروثة من املحيط األسري والقدرات والمهارات‪،‬‬
‫وهذا الرأسمال يمكن أن يتجسد في ثالث حاالت‪ :‬الحالة األولى‪ :‬على شكل ذاتي ويتخذ‬
‫شكل تنظيم دائم من المؤهالت والمقتضيات مثل القدرة على التعبير ومواجهة‬

‫‪18‬‬
‫عوائق تعليم اللغة الفرنسية في التعليم االبتدائي والمتوسط‬
‫الجمهور‪ ،‬الحالة الثانية‪ :‬موجود على شكل موضوعي كاألشياء المرتبطة بالثقافة‬
‫كالكتب‪ ،‬الموسوعات‪ ،‬المؤلفات‪ ،‬والرسومات الفنية‪ ،‬أما الحالة الثالثة‪ :‬توجد على‬
‫أساس مؤسساتي‪ ،‬إذ يظهر في األلقاب والشهادات العلمية التي تعطي هذا الصنف‬
‫من الرأسمال أصالة للفرد"‪.‬‬
‫(‪.) Bourdieu, Pierre.1979, PP5-6‬‬
‫‪.3.3.4‬المستوى التعليمي لألولياء‪:‬لقد أكدت العديد من الدراسات الميدانية‬
‫أن اإلرث الثقافي والتربوي لألسرة في التحصيل الدراس ي لألبناء أين كلما كان الرصيد‬
‫الثقافي للغة الفرنسية موجودا في األسرة كلما ارتفع المستوى التعليمي للوالدين‪،‬‬
‫وهذا ما يبينه دراستنا هذه حيث نجد معظم أفراد عينة البحث لديهم تقريبا مستوى‬
‫ثانوي‪ ،‬إذ كلما كان هناك ارتفاع المستوى التعليمي لألولياء كلما ازدادت القدرة على‬
‫االهتمام بالدراسة عامة وباللغة الفرنسية خاصة لدى األبناء والعكس صحيح‪ ،‬أي‬
‫كلما كان مستوى التحصيل الدراس ي لألولياء ضعيف سينعكس ذلك على األبناء‪.‬‬
‫‪ .4.3.4‬مدى تشجيع األولياء لتعلم اللغة الفرنسية‪:‬قد يتأثر التحصيل‬
‫الدراس ي للتلميذ في مادة اللغة الفرنسية بنوعية خطاب أسرته حول هذه اللغة‪ ،‬فإذا‬
‫كانت موجودة و حاضرة في أسرته فسوف تدفعه النظرة االيجابية عنها من قبل‬
‫أوليائهم مما ينعكس ايجابيا على تحصيلهم الدراس ي في هذه المادة الدراسية‪،‬‬
‫وعندما تكون غائبة في محيطه األسري يؤدي به في اغلب األحيان إلى اإلخفاق‬
‫المدرس ي أو الفشل و التسرب المدرس ي‪ ،‬فنجد بعض األسر تقوم بتجنيد قوي‬
‫لتجعل التلميذ يتجاوز الصعوبات التي تعترضه في مادة اللغة الفرنسية بالنصح‬
‫والتشجيع المعنوي‪ ،‬و لهذا بينا في دراستنا التي قمنا بها في مدى تشجيع األولياء‬
‫للتفوق في هذه المادة وعالقته بالمستوى التعليمي لألولياء‪.‬‬
‫وفي األخير توصلنا إلى القول بان كلما كان هناك اهتمام األولياء بتشجيع أبنائهم‬
‫و ترغيبهم في التحصيل الجيد في مادة اللغة الفرنسية كلما كان تحصيلهم الدراس ي‬
‫جيد في هذه المادة‪ ،‬وكلما كان اإلهمال والالمباالة و عدم تشجيعهم لهم سيؤثر‬
‫بشكل بالغ على تحصيلهم الدراس ي في هذه المادة الدراسية و الذي ينعكس سلبا على‬
‫تحصيلهم الدراس ي العام‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫أمزيان فازية‬
‫‪ .5.3.4‬تعاون األسرة مع المدرسة لتعلم اللغة الفرنسية‪:‬إن األسرة التي ال‬
‫تملك المؤشرات الثقافية تكون غير واعية بأمور التربية‪ ،‬وال تستطيع أن تهيأ أبنائها‬
‫لتعلم مادة اللغة الفرنسية‪ ،‬فعدم امتالك األسرة لرصيد ثقافي خاص بها سيصعب‬
‫عليهم ذلك عكس التالميذ الذين ينتمون إلى وسط اجتماعي عال وأسرة مثقفة‬
‫تساعدهم في التكيف الجيد في حصة مادة اللغة الفرنسية‪.‬‬
‫‪ .6.3.4‬الحوار باللغة الفرنسية في املحيط األسري‪:‬لقد كشفت بعض‬
‫الدراسات أن هناك أنماطا للحياة األسرية والتفاعل المتبادل بين الطفل واألولياء‬
‫تساعده على التطور اللغوي وان اكتساب اللغة يرتبط ارتباطا وثيقا بحجم هذا‬
‫التفاعل‪ ،‬فاألسرة التي تحاور أبناءها باللغة الفرنسية وتحرص على قضاء الوقت‬
‫الكافي معهم وإجراء مناقشات معهم وهذا بإشراك الطفل مما تساعده على تطوره‬
‫اللغوي بكافة أبعاده وجوانبه (محمود احمد‪ ،‬السيد‪ ،5733،‬ص ‪ . )11‬فالطفل في‬
‫عملية تواصلية مستمرة مع املحيط اللفظي الذي يعيش فيه‪ ،‬فإذا كان هذا املحيط‬
‫سويا كان تطوره سويا‪ ،‬وإذا كان هذا املحيط اللفظي غير سويا وال يحتوي على‬
‫التفاعل مع الطفل كان تطوره مضطربا (معمر‪ ،‬نواف الهوارنة‪ ،0252 ،‬ص‪ .)33‬إن‬
‫حوار الوالدين مع أطفالهم باللغة الفرنسية يمتد إلى ما وراء مؤسسة األسرة إلى‬
‫مؤسسة المدرسة أين يظهر التالميذ تفوقهم على زمالئهم الذين ينعدم حوارهم أو‬
‫استعمالهم للغة الفرنسية في البيت‪ ،‬وهذا ما يؤثر على تحصيلهم الدراس ي في هذه‬
‫المادة الدراسية‪ .‬ومن خالل هذه الدراسة بينت لنا مدى وجود عالقة بين اللغة‬
‫السائدة في البيت مع المستوى التعليمي لآلباء‪.‬‬
‫ويتبين من خالل دراستنا أن نوع اللغة السائدة عند أفراد العينة في البيت هي‬
‫اللغة العربية هي الغالبة التي تعتبر خاصية املجتمع الجزائري‪ ،‬أما استعمال المزج‬
‫بين اللغات في البيت من طرف األولياء فهو ضعيفا نوعا ما مقارنة باللغة العربية‪،‬‬
‫وهذا ما يمثله أباء التالميذ الذين كان تكوينهم من قبل تعليم مزدوج آو فرنكوفوني‪،‬‬
‫أما استعمال اللغة الفرنسية فقط في البيت فهو ضئيل جدا‪ ،‬حيث ال تحظى‬
‫باالستعمال كالتحدث والتحاور بين أفراد األسرة في حياتهم اليومية‪ ،‬وهذا ما يؤكده‬
‫لنا الضعف اللغوي الذي يعاني منه معظم التالميذ في هذه المادة الدراسية في‬

‫‪20‬‬
‫عوائق تعليم اللغة الفرنسية في التعليم االبتدائي والمتوسط‬
‫الصفوف الدراسية والذي يبينه لنا ضعف المستوى التعليمي لألولياء في مادة اللغة‬
‫الفرنسية‪.‬‬
‫‪.7.3.4‬المطالعة باللغة الفرنسية‪ :‬نجد الكثير من األسر التي ال تملك مكتبة في‬
‫البيت‪ ،‬وإن توفرت لديهم فتكون بنسبة قليلة جدا الناطقة باللغة الفرنسية‪ ،‬ومعظم‬
‫الكتب المتواجدة باللغة العربية‪ ،‬وهذا يؤثر وينعكس بشكل كبير على تحصيل‬
‫األبناء في مادة اللغة الفرنسية‪ ،‬يعتبر افتقار التالميذ للمطالعة باللغة الفرنسية‬
‫عامال هاما من بين العوامل التي تؤثر بقوة على نتائجهم الدراسية كون أن التلميذ‬
‫عند مطالعته باللغة الفرنسية هذا من شانه أن يزيد من إثراء قاموسه اللغوي فيها‬
‫والتي تمنحه فرصا أكثر في النجاح‪ .‬إن لغة المطالعة لدى األولياء لها تأثيرا كبيرا في‬
‫اكتساب التلميذ رصيدا لغويا ثقافيا في اللغة الفرنسية‪ ،‬إال انه حسب ما نراه في‬
‫الواقع أن أغلبية األسر تراجعت نظرتها لقيمة الكتاب و تكاد المقروئية منعدمة حتى‬
‫باللغة العربية‪ ،‬لكن على العموم يمكن القول أن التحصيل الدراس ي في مادة اللغة‬
‫الفرنسية للتلميذ له عالقة وطيدة بوجود أو عدم وجود الكتب باللغة الفرنسية في‬
‫البيت‪ ،‬وهذا بشرط أن تكون مستغلة من طرف األبناء‪ ،‬وهذا ما تبينه الدراسة التي‬
‫قمنا بها حيث قمنا بتوزيع أفراد عينة البحث حسب نوع الكتب المتوفرة في البيت‪.‬‬
‫و مما سبق يمكن القول أن مجرد توفر الكتب باللغة الفرنسية في البيت دون‬
‫استعمالها من طرف األبناء فإنها ال تعود بالفائدة على األبناء‪ ،‬وليس مؤشرا قويا‬
‫لمدى مطالعة التالميذ بها‪ ،‬كما أن في بعض األحيان تكون هذه الكتب ليست من‬
‫مستواهم‪ ،‬إال انه تبقى المطالعة باللغة الفرنسية في البيت مهمة جدا بالنسبة لهم‬
‫وهذا للرفع أكثر مستواهم فيها وبالتالي الحصول على نتائج جيدة في هذه المادة‬
‫الدراسية‪.‬‬
‫‪ .8.3.4‬استعمال وسائل االتصال و التكنولوجيات الحديثة‪:‬تلعب هذه‬
‫الوسائل دورا بالغ األهمية‪ ،‬إذ "يبدأ الفرد استعمالها منذ الطفولة المبكرة ويمتد إلى‬
‫شيخوخته‪ ،‬ومن طرق تحصيل المعرفة عنده ثالثة وهي المشاهدة املخالطة‬
‫والقراءة‪ ،‬وقد أصبحت هذه الوسائل رئيسية وضرورية والتي تتمثل في آالت مسجلة و‬
‫أشرطة واسطوانات وإذاعة وتلفزة ولوحة ملبدة وصور متحركة ثم املخابر اللغوية"‬
‫(عبد القادر‪ ،‬بن محمد ‪ ،5732 ، ،‬ص ‪ .)21‬فالمعلم الذي ال يعتمد في التدريس على‬
‫‪21‬‬
‫أمزيان فازية‬
‫هذه الوسائل التعليمية ستؤثر على حظوظ نجاح التالميذ في هذه المادة‪ ،‬كما يمكن‬
‫آن تنعكس سلبا على نتائج التالميذ أيضا إذا لم يحسنوا استعمالها‪ ،‬وفي األخير يمكن‬
‫أن نقول آن استعمال الوسائل التعليمية بمختلف أنواعها تعود بالفائدة بشكل كبير‬
‫على التالميذ حيث تزيد في حظوظهم في النجاح وبالتالي تعوض نوعا ما النقص الذي‬
‫يعانون منه والذي لم تستطيع المدرسة القيام به نظرا ربما لضيق الوقت أو كثرة‬
‫البرامج الدراسية‪.‬‬
‫النتائج المتوصل إليها‪:‬‬
‫أما النتائج المتوصل إليها من خالل هذه الدراسة انك لما كان هناك ارتفاع في‬
‫المستوى التعليمي لألولياء في مادة اللغة الفرنسية‪ ،‬وكان استعمالها في البيت‪ ،‬وكان‬
‫هناك تشجيهم ومساعدتهم ومتابعتهم لألبناء في مراجعة ومراقبة في انجاز الفروض‬
‫والواجبات المنزلية‪ ،‬وكلما كان استعمالها خارج المدرسة ومتابعة البرامج والقنوات‬
‫التلفزيونية واإلذاعية الناطقة باللغة الفرنسية‪ ،‬كلما كان هناك التحصيل الدراس ي‬
‫لألبناء مرتفع‪ ،‬والعكس صحيح‪ .‬أي كلما كان المستوى الثقافي للتلميذ مرتفع كلما‬
‫كانت نتائجه جيدة في مادة اللغة الفرنسية‪ ،‬وبالتالي النجاح في مادة اللغة الفرنسية‬
‫والعكس صحيح‪.‬‬
‫وفيما يخص اثر اختالف ميوالت وقدرات التالميذ في التحصيل الدراس ي في مادة‬
‫اللغة الفرنسية فحسب مدى اختالف فهم دروس مادة اللغة الفرنسية التي يقدمها‬
‫المعلم مع مدى حب أو كره التالميذ لهذه المادة الدراسية‪ ،‬أي كلما كان هناك فهم‬
‫أكثر لدروس مادة اللغة الفرنسية كان هناك حب لها‪ ،‬وبالتالي االهتمام بها من طرف‬
‫التالميذ‪ ،‬وكلما يكون الفهم فيها ضعيفا فال يميلون وال يهتمون بها‪ ،‬وبالتالي تؤثر في‬
‫التحصيل الدراس ي للتالميذ‪ ،‬وكلما كانت هناك مادة أساسية في البرنامج الدراس ي‪،‬‬
‫كلما كان هناك االهتمام والميل إليها في هذه المرحلة الحاسمة والعكس صحيح‪،‬‬
‫وكذا عدم وعي وإدراك التالميذ ألهمية هذه المادة الدراسية المستقبلية للتمكن من‬
‫التفوق والنجاح فيها للتمكن من اختيار التخصص المناسب مستقبال‪ ،‬وعندما‬
‫يكون الميل واالهتمام بمادة اللغة الفرنسية كلما النجاح في التخصص المرغوب فيه‬

‫‪22‬‬
‫عوائق تعليم اللغة الفرنسية في التعليم االبتدائي والمتوسط‬
‫مستقبال والعكس صحيح‪ ،‬والفهم هو المشكل الرئيس ي الذي يعاني منه التالميذ‬
‫الذي أدى بهم إلى عدم االهتمام بها‪.‬‬
‫كما أن هناك تأثير العوامل البيداغوجية في التحصيل الدراس ي للتالميذ أين‬
‫نجد ذلك في نقص تكوين المعلمين يؤثر في تحصيل التالميذ في مادة اللغة الفرنسية‪،‬‬
‫كما أن رغم استعمال احدث الطرق في التدريس والحجم الساعي المقرر لمادة اللغة‬
‫الفرنسية إال أن النتائج الدراسية للتالميذ تبقى ضعيفة‪ ،‬كم يعتبر أيضا تغيير‬
‫المعلم من حين ألخر يؤثر بشكل فعال في التحصيل الدراس ي في هذه المادة‬
‫الدراسية‪ ،‬كما نجد معظم المعلمين ال يراعون استعمالهم لوسائل االتصال‬
‫والتكنولوجيات الحديثة‪ ،‬وكذا كثافة البرامج الدراسية ‪ ،‬كل ما سبق يؤثر سلبيا على‬
‫التحصيل الدراس ي للتالميذ‪ ،‬الذي يؤدي بهم إلى صعوبات في جميع المهارات اللغوية‬
‫الذي سببه العوامل البيداغوحية‪.‬‬
‫و أخيرا يمكن أن القول معظم المعلمين يرغبون في التخلي عن مهنة تدريس‬
‫مادة اللغة الفرنسية‪ ،‬والبحث عن مهنة أخرى‪ ،‬وهذا نظرا لصعوبة التعامل مع‬
‫التالميذ أين مستواهم ضعيف جدا في هذه المادة الدراسية‪ ،‬الذي ال يسمح له‬
‫باألداء الفعال داخل الصف الدراس ي مما يدفع بالتالميذ إلى عدم النجاح الدراس ي‪،‬‬
‫أين يرون أنهم المتسببون في عدم نجاحهم‪ ،‬ولرفع التهمة على أنفسهم فيضطرون‬
‫للهروب والتخلي والنفور عن هذه المهنة الشاقة لسبب المستوى الضعيف للتالميذ‬
‫فيها‪ ،‬وعدم إعطاء أهمية لها‪ ،‬إلى جانب عدم توفر الظروف المالئمة لتدريسها بشكل‬
‫الئق‪.‬‬
‫خاتمة‪ :‬تعتبر اللغة الفرنسية فعل حضري في غاية األهمية في عصر العولمة‬
‫والتقنية واالنفجار المعرفي العالمي والتحوالت السياسية المتسارعة والعالقات‬
‫االقتصادية الدولية المتنامية‪ ،‬كما أنها وسيلة لنقل المعارف والعلوم من امة إلى‬
‫أخرى‪ ،‬وهي ضرورية لكثير من دول العالم سواءا متقدمة أو متخلفة‪ ،‬ونظرا لكل ما‬
‫سبق نجد اللغة الفرنسية تحتل مكانة خاصة لدى بعض الطبقات االجتماعية‪ ،‬إلى‬
‫جانب ذلك نجد كل من األسرة والمدرسة يتعاونان ويهتمان بتعليمها لألبناء‪ ،‬وهذا‬
‫ببذل كل الجهود المتوفرة لديهم‪ ،‬حيث نجد أن البيئة الثقافية عامة والمستوى‬
‫الثقافي للوالدين مهم جدا في رفع المستوى التعليمي واللغوي للطفل‪ ،‬فاألولياء‬
‫‪23‬‬
‫أمزيان فازية‬
‫المثقفين يقدرون التعليم‪ ،‬وهذا نتيجة وعيهم الثقافي الذي بدوره يكون له أثرا كبيرا‬
‫على األبناء نحو النتائج الدراسية مما يؤدي إلى التحصيل الجيد لهم‪ ،‬وباعتبار أن كل‬
‫أسرة تؤثر بطريقتها الخاصة على نتائج أبنائها متخذة جملة من االستراتيجيات تحاول‬
‫من خاللها الحفاظ على مصالحها ونفوذها بواسطة االستثمار في األبناء في الميدان‬
‫المدرس ي‪ ،‬وذلك بتوريث الرأسمال الثقافي الموجود في األسرة لألبناء كسالح لمواجهة‬
‫العراقيل في المستقبل‪ ،‬كما انه طريقة في نفس الوقت إلعادة مكانتها ضمن النسق‬
‫التربوي‪ ،‬إضافة إلى هذا هناك عوامل مرتبطة بنمط تسيير وتنظيم المدرسة كالبرامج‬
‫والمعلمين وأساليب التقويم‪ .‬وفي األخير يمكن أن نقول أن مشكلة ضعف التالميذ و‬
‫تدني مستواهم في اللغة الفرنسية بلغت درجة من التفاقم واالنتشار مما جعلها يعلم‬
‫بها الخاص والعام‪ ،‬فهي ال تدرج فقط ضمن مشاكل التربية التي يعرفها إال أهل‬
‫االختصاص من إطارات التربية من بيداغوجيين وإداريين فقط‪ ،‬وإدارة المؤسسات‬
‫التعليمية وصوال إلى األولياء وجميع أفراد املجتمع‪.‬‬
‫قائمةالمراجع‪:‬‬
‫‪ .5‬إبراهيم‪ ،‬أنيس و آخرون‪ .‬المعجم الوسيط‪ ،‬مطابع دار المعارف‪ :‬مصر‪.5703 ،‬‬
‫‪ .0‬إبراهيم‪ ،‬مذكور وآخرون‪ ،‬معجم العلوم االجتماعية‪ ،‬الهيئة المصرية للكتاب‪:‬‬
‫القاهرة‪.5701 ،‬‬
‫‪ .3‬ابن جني ‪ ،‬تر محمد علي‪ ،‬النجار‪ :‬المعجم الوسيط‪ ،‬دار الدعوة للطباعة و‬
‫النشر‪:‬القاهرة‪.5736 ،‬‬
‫‪ .1‬أحمد حويتي‪ ،‬المسائل المنهجية في الرسائل العلمية‪ ،‬دار الحفيد للنشر الجزائر‪،‬‬
‫‪.0222‬‬
‫‪ .1‬بحوش عمار‪ ،‬دليل الباحث في المنهجية والرسائل لجامعية‪ ،‬المؤسسة الوطنية‬
‫للكتاب‪ :‬الجزائر‪.5777 ،‬‬
‫‪ .6‬تعوينات علي‪ ،‬صعوبات تعلم اللغة العربية المكتوبة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪:‬‬
‫الجزائر‪.5770 ،‬‬
‫‪ .0‬حسن محمد‪ ،‬حسان وآخرون‪ .‬التربية وقضايا املجتمع المعاصر‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة‪ :‬اإلسكندرية‪.0220 ،‬‬

‫‪24‬‬
‫عوائق تعليم اللغة الفرنسية في التعليم االبتدائي والمتوسط‬
‫‪ .3‬حفيظة‪ ،‬تازروتي‪ :‬اكتساب اللغة العربية عند الطفل الجزائري‪ ،‬دار القصبة‪:‬‬
‫الجزائر‪.0223 ،‬‬
‫‪ .7‬حنفي‪ ،‬بن عيس ى‪ .‬محاضرات في علم النفس اللغوي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجزائرية‪:‬‬
‫الجزائر‪،‬ط‪.0223 ،0‬‬
‫‪ .52‬زكي احمد‪ ،‬بدوي‪ .‬معجم مصطلحات العلوم االجتماعية‪ ،‬دون دار النشر‪ :‬بيروت‪،‬‬
‫‪.5777‬‬
‫‪ .55‬الطاهر سعد الله‪ ،‬عالقة القدرة على التفكيراالبتكاري بالتحصيل الدراس ي‪ ،‬الجزائر‪:‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية‪.5775 ،‬‬
‫‪ .50‬عبد الرحمان‪ ،‬عيساوي‪ :‬علم النفس بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار النهضة العربية‬
‫للطباعة و النشر‪.5731،‬‬
‫‪ .53‬عبد القادر‪ ،‬بن محمد‪ .‬تقرير حول تعليم اللغات األجنبية في الجزائر‪ ،‬مجلة همزة‬
‫وصل‪ ،‬وزارة التربية الوطنية‪ ،‬العدد‪.5732 ،51‬‬
‫‪ .51‬علي‪ ،‬تعوينات‪ .‬صعوبات تعلم اللغة العربية المكتوبة في الطور الثالث من التعليم‬
‫األساس ي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ :‬الجزائر‪.5770،‬‬
‫‪ .51‬غالم محمد صالح الدين‪ ،‬األساليب اإلحصائية االستداللية البارا مترية والالبارامترية‬
‫في تحليل بيانات البحوث النفسية والتربوية‪ ،‬دار الفكر العربي‪،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.5773 ،5‬‬
‫‪ .56‬فاخر‪ ،‬عاقل‪ :‬معجم علم النفس‪ ،‬دار الماليين‪ :‬بيروت‪ ،‬ط‪.5705 ،0‬‬
‫‪ .50‬قورة حسين سليمان‪ ،‬الدروس الخاصة والتحصيل الدراس ي‪ ،‬دار المعارف للطباعة‬
‫والنشرا‪:‬لقاهرة‪.5702،‬‬
‫‪ .53‬محمد صالح سمك‪ :‬فن تدريس اللغة العربية والتربية الدينية‪ ،‬دار الفكر العربي‬
‫للطباعة والنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪.0222 ،3‬‬
‫‪ .57‬محمد مصطفى‪ ،‬زيدان‪ .‬دراسة سيكولوجية تربوية لتلميذ التعليم العام‪ ،‬دار‬
‫الشروق‪ :‬السعودية‪.5733،‬‬
‫‪ .02‬محمد موالي‪ ،‬بودخيلي‪ :‬نطق التحفيزاملختلفة وعالقتها بالتحصيل الدراس ي‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ :‬الجزائر‪.0221 ،‬‬
‫‪ .05‬محمود احمد‪ ،‬السيد‪ .‬اللغة تدريبا و اكتسابا‪ ،‬دار الفيصل الثقافية‪ :‬الرياض‪.5733 ،‬‬
‫‪ .00‬محمود خليفة‪ ،‬بركات‪ .‬علم النفس التعليمي‪ ،‬دار القلم‪ :‬الكويت‪ ،‬ط‪.5707 ،3‬‬
‫‪ .03‬محمود عبد الحليم‪ ،‬منس ي‪.‬علم النفس التربوي للمعلمين‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪:‬‬
‫مصر‪ ،‬ب ت‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫أمزيان فازية‬
‫‪ .01‬محمود عوف‪ ،‬المدرس في المدرسة واملجتمع‪ ،‬مكتبة أنجلو مصرية‪ :‬القاهرة‪.5771 ،‬‬
‫‪ .01‬مدرس ي‪ ،‬القباني‪ .‬القاموس الجديد للطالب‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر‪ :‬الجزائر‪.5732 ،‬‬
‫‪ .06‬معمر‪ ،‬نواف الهوارنة‪ .‬اكتسب اللغة عند الطفل‪ ،‬الهيئة العامة السورية للكتاب‪:‬‬
‫دمشق‪.0252 ،‬‬
‫‪ .00‬منهوري رشاد صالح‪ ،‬التنشئة االسرية والتأخرالدراس ي‪ ،‬دار المعرفة‬
‫الجامعية‪:،‬القاهرة‪. 5771،‬‬
‫‪ .03‬ميشال‪ ،‬زكريا‪ .‬قضايا السنية تطبيقية‪ ،‬دار العلم للماليين‪ :‬لبنان‪ ،‬ط‪.5773 ،5‬‬
‫‪ .07‬نايف‪ ،‬خرما‪ ،‬علي‪ ،‬حجاج‪ :‬اللغات األجنبية تعليمها وتعلمها‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة‪:‬‬
‫الكويت‪.5733،‬‬
‫‪ .32‬ياقوت‪ ،‬سليمان محمود‪ .‬فقه اللغة وعلم اللغة‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ :‬مصر‪.5703 ،‬‬
‫‪ .35‬يوسف‪ ،‬مصطفى وآخرون‪ .‬اإلرشاد النفس ي والتوجيه التربوي‪ ،‬دار المريخ‪:‬‬
‫السعودية‪ ،‬ط‪.5731 ،5‬‬
‫‪32. Boudon Raymond, Les méthodes en sociologie, édition PUF,1970.‬‬
‫‪33. Bourdieu, Pierre. Les trois états du capital culturel, acte de la‬‬
‫‪recherche en sciences sociales, n°30, édition minuit : Paris, 1979.‬‬
‫‪34. Dictionnaire de la langue française, Le petit larousse, édition‬‬
‫‪larousse- bordas, Paris,1998 .‬‬
‫‪35. Ghetas, Cherifa .L’enfant et l’apprentissage de la langue arabe a‬‬
‫‪l’école fondamentale , éssai d’analyse des compétences narrative et‬‬
‫‪textuelle de l’enfant algérien entre cinq et neuf ans, thèse de doctoract‬‬
‫‪, université stendhal, Grenoble :Paris,1995‬‬

‫‪26‬‬

You might also like