Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 68

‫المصادر الفكرية للقانون الجنائي‬

‫القانون الجنائي العام‬


‫األسدس الثاني‬ ‫”الفكر الفلسفي وأثره في التجريم والعقاب“‬
‫ذ‪ .‬عبد اللطيف اهادي‬
‫الموسم الجامعي ‪2020 – 2019‬‬
‫االفواج ‪ 4‬و ‪ 5‬و ‪6‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫مقــــــدمــــــــة‬

‫‪ -‬تحتل مسألة عالقة االرادة االنسانية بالجريمة حيزا واسعا في الفكر االنساني‬
‫‪ -‬فقد كانت محل اهتمام الفالسفة والمفكرين منذ القدم‬
‫‪ -‬وتعتبر في الوقت الراهن من القضايا المهمة في نطاق الفقه الجنائي‬
‫المــقــدمــــة‬ ‫‪ -‬بل هي وراء انقسام الفكر القانوني الجنائي إلى متاهات فلسفية متباينة بشأن‬
‫المسؤولية الجنائية والعقاب‬
‫‪ -‬هذا االنقسام أفرز ثالثة اتجاهات‪:‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬
‫مقــــــدمــــــــة‬ ‫مقــــــدمــــــــة‬

‫‪ -‬االتجاه األول‪ :‬وقف عند حدود الذات االنسانية واستوحى منها الخير‬ ‫‪ -‬االتجاه الثاني‪ :‬تجاوز أنصاره في بحثهم عن الخير والشر حدود الذات‬
‫والشر‬ ‫االنسانية‪ ،‬وتشبثوا بعوامل خارجية عنها ومؤثرة فيها كالعوامل‬
‫وجعل من األهلية الجنائية أمرا مسلما به‪ ،‬فاعتمد بذلك حرية االرادة‬ ‫الراجعة للوراثة أو المرض أو البيــئة أو الظــــروف االجتــــــماعية‬
‫والمسؤولية األخالقية‪ ،‬ووجد أن أساس إيقاع العقاب بالجاني هو‬ ‫أو الحضارية‪..‬‬
‫االنتقام للمجنى عليه أو لآللهة أو المجتمع‪،‬‬ ‫فقد رفضوا األهلية الجنائية والمسؤولية األخالقية‪ ،‬وأنكروا بالتالي‬
‫وربط مدى جسامة العقوبة التي يتعين ايقاعها بالجاني بمقدار الضرر‬ ‫فكرة العقاب‬
‫الذي تحدثه الجريمة الواقعة‪ ،‬أو بمقدار ما يرضي ضمير العدالة أو‬ ‫ونادوا باتخاذ تدابير األمن أو الدفاع االجتماعي ضد األشخاص الخطرين‬
‫المعنى األخالقي( أوال)‬ ‫بعيدا عن مفهوم الخطأ أو الذنب (ثانيا)‬
‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬

‫مقــــــدمــــــــة‬ ‫مقـــــدمــــــة‬

‫‪ -‬االتجاه الثالث‪ :‬بين االتجاه األول والثاني برزت اتجاهات مدارس‬ ‫‪ -‬بناء على ذلك سنقف على االتجاهات الثالث من خالل‬
‫الوسط في محاولة التوفيق بين رأيين متناقضين فلسفيا‬ ‫النقط التالية‪:‬‬
‫فهو اتجاه يعتمد من جهة حرية االرادة والمسؤولية األخالقية‪ ،‬ومن‬ ‫أوال‪ :‬مذاهب االرادة الحرة والمسؤولية األخالقية‪.‬‬
‫جهة أخرى يعتد بتلك العوامل التي من شأنها التأثير على االرادة‬
‫وبالتالي إعطاء المسؤولية الجنائية والعقاب مدى جديدا‪(.‬ثالثا)‬ ‫ثانيا‪ :‬مذاهب الحتمية واالنسياق‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مذاهب التوفيق أو الوسط‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬
‫أوال‪ :‬مذاهب االرادة الحرة والمسؤولية األخالقية‬

‫‪ -‬تسلم مذاهب االرادة الحرة والمسؤولية األخالقية في نطاق‬


‫المسؤولية الجنائية بمقولة توفر األهلية الجنائية(ملكة التمييز وحرية‬
‫أوال‪ :‬مذاهب االرادة الحرة والمسؤولية األخالقية‬ ‫االختيار) في كل انسان بلغ سنا معينة‪.‬‬
‫‪ -‬وبما أنه يكون في مقدوره توجيه سلوكه باتجاه األعمال المحرمة‬
‫عليه ‪ ،‬لذا فإنه البد أن يكون مسؤوال عما يرتكب منها‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬

‫أوال‪ :‬مذاهب االرادة الحرة والمسؤولية‬ ‫أوال‪ :‬مذاهب االرادة الحرة والمسؤولية‬
‫األخالقية‬ ‫األخالقية‬
‫‪ -‬المدرسة التقليدية‪( :‬الكالسيكية)‬ ‫‪ -‬روسو‪ :‬جعل من العقد االجتماعي األساس الفلسفي لحق‬
‫في القرن ‪ ،19‬ومع تصاعد الحركة الفكرية التي صاحبت التطور‬ ‫الدولة في العقاب باعتباره وظيفة من وظائف الدولة التي‬
‫الصناعي في أوروبا وظهور الطبقة البورجوازية تشبث بعض الفالسفة‬ ‫أنيطت بها بموجب العقد االجتماعي‬
‫بالقواعد األخالقية الطبيعية من أجل تحديد سلطة الدولة وضرورة اتساق‬
‫غايتها مع القوانين الطبيعية وذلك في إطار ما سمي بنظرية العقد االجتماعي‬ ‫‪ -‬العقد االجتماعي المترتب عن حصيلة تنازل كل فرد عن‬
‫التي نادى بها (جان جاك روسو) من فرنسا و(توماس هوبز‪ -‬وجون لوك )‬ ‫حقه الخاص في الدفاع عن نفسه‬
‫من إنجلترا و( بكاريا) من إيطاليا‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬
‫أوال‪ :‬مذاهب االرادة الحرة والمسؤولية‬ ‫أوال‪ :‬مذاهب االرادة الحرة والمسؤولية‬
‫األخالقية‬ ‫األخالقية‬
‫‪ -‬بذلك نادى روسو بان تصار العقوبة إلى الحد األدنى الذي تتحقق به‬ ‫& ففي باب المسؤولية‪:‬‬
‫حماية الجماعة من شرور االجرام‬
‫‪ -‬تبنت المدرسة التقليدية المبدأ األخالقي في المسؤولية الجنائية‬
‫‪ -‬بكاريا‪ :‬صاغ في كتابه (الجرائم والعقوبات) الصادر سنة ‪1764‬‬ ‫فنادت بأن توافر أهلية االنسان من أجل مساءلته عن أخطائه شرط‬
‫معتمدا في تحليله الفلسفي للمسؤولية الجنائية والعقاب‪ ،‬على نظرية‬
‫العقد االجتماعي‬
‫لمساءلته جنائيا‬
‫بناء على ذلك اعتبرت أول نظرية منسجمة في القانون الجنائي سميت‬ ‫‪ -‬بذلك فمساءلة االنسان عن الخطأ يتطلب تمتعه بملكتي التميز‬
‫فيما بعد بالمدرسة التقليدية‪.‬‬ ‫واالختيار‪ ،‬وهو ما يعني بأنه ال يمكن أن يترتب خطأ أو مسؤولية‬
‫جنائية في حالة انعدام االدراك(لجنون أو عاهة عقلية)‬

‫‪13‬‬

‫أوال‪ :‬مذاهب االرادة الحرة والمسؤولية األخالقية‬ ‫أوال‪ :‬مذاهب االرادة الحرة والمسؤولية األخالقية‬
‫& في باب العقاب‪:‬‬
‫‪ -‬االنتقادات‪:‬‬
‫‪ -‬تقوم فلسفة العقوبة على أساس أخالقي‪ ،‬قوامه أن وقوع‬
‫‪ -‬المغاالة في حرية االختيار للفرد بحيث اعتبرت االختيار يكاد‬ ‫الجريمة يِؤدي إلى اختالل في الوجود ‪ ،‬ومعاقبة الجاني‬
‫يكون مطلقا لدى االنسان‬ ‫يبرره إعادة االختالل الذي حصل في الوجود بإعادة‬
‫االستقرار إلى حياة الجماعة‬
‫‪ -‬إرادة االنسان كاملة ومتساوية لدى جميع األشخاص‬
‫‪ -‬في هذا الباب يتطابق مفهوم المدرسة التقليدية مع المفهوم‬
‫‪ -‬مسؤولية الجناة واحدة عندما يكونون كاملي االدراك والتمييز‬ ‫األخالقي ألرسطو الذي يرى في العقوبة تصحيح‬
‫دون أدنى اعتبار إلى مبدأ تفريد العقاب‬ ‫لالختالل الذي حصل في الوجود‬

‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬
‫أوال‪ :‬مذاهب االرادة الحرة والمسؤولية األخالقية‬ ‫أوال‪ :‬مذاهب االرادة الحرة والمسؤولية األخالقية‬

‫‪ -‬وبالرجوع إلى أهم منظري المدرسة التقليدية بكاريا الذي يعتبر‬ ‫‪ -‬غير أن فكرة التناسب بين العقوبة والجريمة لم تلق اتفاقا‬
‫الجريمة خرق للعقد االجتماعي‪ ،‬فإنه يرى في العقاب الذي‬ ‫مطلقا من لدن مناصري المدرسة التقليدية ‪:‬‬
‫توقعه الدولة هو بهدف حماية الجماعة من التعرض للجريمة في‬
‫المستقبل سواء من الجاني أو غيره‪ ،‬وليس نتيجة العقد‬ ‫‪ .‬نجد بنتام يعتبر بأن العقوبة التحقق للجماعة نفعا إال‬
‫االجتماعي بهدف التنكيل بالمتهم‬ ‫إذا اتسمت بالقسوة ‪ ،‬فتجعل كل شخص أقدم على ارتكاب‬
‫‪ -‬ولبلوغ الغاية التي حددها بكاريا من العقوبة يجب في نظره‬ ‫الجريمة يعلم بأنه سيخضع لعقوبة أشد قسوة من المنفعة‬
‫إيجاد تناسب بين العقوبة والجريمة بمعنى عقوبة تناسب مقدار‬ ‫التي حصل عليها ‪ ،‬وهو ما سيؤدي ته لإلحجام عن‬
‫الضرر الذي تحدثه الجريمة‪ ،‬ولهذا فإنه يمكن أن يحقق الهدف‬ ‫اإلجرام‪ ،‬بذلك فالعقوبة الرادعة وحدها الكفيلة بتحقق‬
‫من العقوبة عندما يفوق تأثيرها النفسي أذاها الجسدي للجاني‬ ‫الردع العام‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬

‫أوال‪ :‬مذاهب االرادة الحرة والمسؤولية‬ ‫أوال‪ :‬مذاهب االرادة الحرة والمسؤولية‬
‫األخالقية‬ ‫األخالقية‬
‫‪ -‬بناء على ما سبق‪ ،‬وبخلفية تصورات فكر المدرسة التقليدية‬ ‫المدرسة التقليدية الحديثة‪( :‬النيوكالسيك)‬
‫الكالسيكية تمت صياغة مبدأ الشرعية على يد بكاريا تفاديا لتعسف‬
‫القاضي في مجال التجريم والعقاب‬ ‫‪ -‬كانت لفكرة العدالة المطلقة التي نادى بها الفيلسوف األلماني(كانت)‬
‫‪ -‬مختلف األفكار التي أتى بها بكاريا تم تبنيها من طرف الثورة‬ ‫في نهاية القرن ‪ 18‬كأساس لمشروعية حق العقاب‪ ،‬تأثيرها على‬
‫الفرنسية‪:‬‬ ‫أنصار المدرسة التقليدية من أتباع (بكاريا) فظهرت مدرسة جديدة‬
‫‪ .‬مبدأ الشرعية‬ ‫تجنح إلى التوفيق بين فكرة المنفعة التي نادت بها المدرسة التقليدية‬
‫‪ .‬مبدأ شخصية العقوبة ووضع سقف للعقوبة‬ ‫وفكرة العدالة المطلقة مجردة عن فكرة المنفعة التي نادى بها كانت‬
‫‪.‬إلغاء العقوبات البدنية‬ ‫فدعيت بمدرسة التوفيق أو المدرسة التقليدية الجديدة‪.‬‬
‫‪ .‬اإلنقاص من عدد الجرائم المعاقب عليها باإلعدام‬
‫‪19‬‬ ‫‪20‬‬
‫أوال‪ :‬مذاهب االرادة الحرة والمسؤولية‬ ‫أوال‪ :‬مذاهب االرادة الحرة والمسؤولية‬
‫األخالقية‬ ‫األخالقية‬
‫‪ -‬تبنت المدرسة النيوكالسيكية المبدأ األخالقي في المسؤولية‬ ‫غير أن أنصار المدرسة التقليدية الجديدة لم يأخذوا فكرة الحرية‬ ‫‪-‬‬
‫الجنائية فما دام االنسان قادرا على التميز بين الخير والشر ومن ثم‬ ‫التي نادى بها كانت على إطالقها بل وجدوا أن لحرية االرادة‬
‫يختار الشر فيجب أن يساءل عن اختياره‬ ‫درجات متباينة من شخص آلخر‪ ،‬بل إنها ليست واحدة لدى الفرد‬
‫نفسه من وقت إلى اخر‪.‬‬
‫‪-‬بذلك فكانت يربط بين حرية االرادة بمعنى أخالقي قوامه ”الواجب“‬ ‫ولهذا فإن مسؤولية الجاني تكون كاملة إذا ما أتيح له التمتع بحرية‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬والواجب هو ”القانون“ الذي يحدد ما ينبغي أن يكون عليه السلوك‬ ‫اختياره كاملة‪ ،‬وتنقص بقدر يتناسب ودرجة نقصان هذه الحرية‬
‫بصفة األمر الذي اليقبل جداال وال نقاشا‬ ‫الضابط المستخدم كمعيار لمدى هذه الحرية‪ ،‬هو مدى مقدرة الفرد‬ ‫‪-‬‬
‫على مقاومة الدوافع الشريرة التي تحيط به فتغريه بارتكاب الجريمة‬
‫‪ -‬بذلك فالشر ال ينبغي أن يكون‪ ،‬سواء كان موجودا أو من الممكن أن‬
‫يوجد في المستقبل ‪ ،‬تلك هي صرخة العقل‬ ‫وهذه المقدرة تتفاوت من شخص إلى اخر تفاوتها بالنسبة لنفس‬ ‫‪-‬‬
‫الشخص من وقت آلخر‪ ،‬األمر الذي يترتب عليه التسليم بتفاوت‬
‫‪ -‬إذن تعليل الحرية برأي كانت يبرره الواجب إذ ليس الواجب ممكنا‬ ‫المسؤولية الجنائية‪،‬وبالتالي إمكانية األخذ بنظام المسؤولية الجنائية‬
‫إال بالحرية ‪ ،‬ووجوده يدل على وجودها‪.‬‬ ‫المخففة‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬

‫أوال‪ :‬مذاهب االرادة الحرة والمسؤولية‬


‫األخالقية‬
‫‪ -‬في باب العقوبة‪ :‬فأنصار المدرسة التقليدية الجديدة وجدوا أن الغاية‬
‫من العقاب إرضاء الجانب األخالقي بإرضاء العدالة والمصلحة‬ ‫ثانيا‪ :‬مــــذاهب الحتمية واالنسياق‬
‫االجتماعية بتحقيق كل من المنع العام والخاص‬
‫‪ -‬لهذا ينبغي تقييد العقوبة بحد أقصى بحيث ال تتعدى ما تقتضيه‬
‫العدالة‪ ،‬وال بما تستلزمه المصلحة االجتماعية ‪،‬يترك للقاضي‬
‫تقريرها بما يتالءم مع درجة المسؤولية الجنائية للجاني‬
‫‪ -‬األمر الذي أدى بالمدرسة التقليدية الجديدة للتوسع في الظروف‬
‫المخففة‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪24‬‬
‫ثانيا‪ :‬مــــذاهب الحتمية واالنسياق‬ ‫ثانيا‪ :‬مــــذاهب الحتمية واالنسياق‬
‫& المدرسة الوضعية‪:‬‬ ‫& المدرسة الوضعية‪:‬‬

‫‪ -‬لقد لقيت فكرة الحتمية واالنسياق صدى لدى أنصار المدرسة الوضعية‬ ‫‪ -‬غير أن أنصار هذه المدرسة الوضعية اختلفوا بشأن العوامل التي تتحكم بالجاني فتدفعه إلى‬
‫االيطالية التي أسسها (لمبروزو) الطبيب النفساني صاحب كتاب‬ ‫ارتكاب الجريمة‪:‬‬
‫(االنسان المجرم)‪ ،‬و(أنريكو فيري) صاحب كتاب علم االجتماع‬ ‫‪‬حددها(لمبروزو) في شخص المجرم الخلقي والعقلي والعصبي على وجه الخصوص‪،‬‬
‫الجنائي‪ ،‬و(جارو فالو) صاحب كتاب علم اإلجرام‪.‬‬ ‫فقرر بأن هناك صلة كبيرة بين المجرم وبين وجود خلل عضوي وعيب نفساني فيه‪.‬‬
‫‪ -‬ترفض المدرسة الوضعية القانون الجنائي بقواعده ومبادئه المتعلقة‬ ‫‪‬في حين يرى( أنريكو فيري) أن الجاني تدفعه إلى ارتكاب الجريمة عوامل الوسط والعوامل‬
‫الشخصية العضوية‪ ،‬في إطار تفاعل تختلف نسبة العوامل فيه باختالف الجرائم والمجرمين‬
‫بالجريمة كواقعة قانونية‪ ،‬وتنكر المسؤولية األخالقية‪ ،‬إذ ال وجود‬
‫للخطأ أو الذنب‬ ‫وتوصل إلى ما يدعى بقانون الكثافة الجنائي الذي يفيد بأنه إذا تكاثفت ظروف طبيعية معينة‪،‬‬
‫وظروف اجتماعية معينة‪ ،‬فال بد من ظهور نسبة معينة من الجرائم ال تقبل زيادة أو‬
‫‪ -‬فاإلنسان فاقد االرادة مجبر على ارتكاب الجريمة التي تنجم عن عوامل‬ ‫نقصانا‪.‬‬
‫متعددة فردية واجتماعية‪ ،‬فهي نتيجة محتومة ينساق إليها الجاني‬
‫طواعية تحت تأثير هذه العوامل‪.‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪26‬‬

‫ثانيا‪ :‬مــــذاهب الحتمية واالنسياق‬ ‫ثانيا‪ :‬مــــذاهب الحتمية واالنسياق‬


‫& المدرسة الوضعية‪:‬‬ ‫تتصل التدابير المتخذة ضد المجرم بالطابع الوقائي وال صلة لها‬ ‫‪-‬‬
‫‪‬في رأي (فولمير) أنه من الالزم عند دراسة المجرم التأكيد على العامل الطبيعي‬
‫بالعقوبة أو الجزاء بالمفهوم االنتقامي مادام الغرض منها حماية أمن‬
‫والعامل االجتماعي ألنهما يمثالن أهمية متساوية‬
‫الجماعة‬
‫‪ -‬ولئن كانت المدرسة الوضعية تجد أن قيام المسؤولية األخالقية وما تفترضه من‬
‫لذا يتعين أن يتحدد مداها تبعا لدرجة الخطورة التي تنطوي عليها‬ ‫‪-‬‬
‫الخطأ يكذبه الواقع العضوي‪ ،‬والنفسي للمجرم وما يؤدي إليه ذلك من انعدام‬
‫شخصية الجاني بالنسبة للجماعة‬
‫حرية االختيار لديه ‪،‬فإنها ال تنفي عن الجاني مسؤوليته القانونية أو االجتماعية‬ ‫وإذا كان التدبير يتخذ في مواجهة الخطورة ذاتها‪ ،‬فال بد من تطبيق‬ ‫‪-‬‬
‫عن جريمته التي تطال المجتمع في أمنه واستقراره‬ ‫األساليب العلمية في دراسة المجرم سعيا وراء تحديد نوع خطورته‬
‫‪ -‬مما يمنح للجماعة الحق في اتخاذ التدابير التي من شأنها القضاء على مسببات‬
‫ومقدارها‬
‫الجريمة لمنع تكرار وقوعها‪ ،‬سواء كان مصدرها شخصا عاقال أو مجنونا‬ ‫كما أن من أجل أن يتناسب نوع التدبير مع هذه الخطورة‪ ،‬يتعين‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬فالمجنون الذي يخشى أن يحدث مرضه العقلي جريمة تنال المجتمع هو بذات‬
‫تصنيف المجرمين على أساس نوع خطورتهم وتحديد التدابير المالئمة‬
‫الخطر الذي يهدده به غير المجنون من المجرمين‪.‬‬
‫لكل صنف‪.‬‬
‫‪27‬‬ ‫‪28‬‬
‫ثانيا‪ :‬مــــذاهب الحتمية واالنسياق‬ ‫ثانيا‪ :‬مــــذاهب الحتمية واالنسياق‬

‫‪ -‬تقييم اراء المدرسة الوضعية‪:‬‬ ‫بعد ارتكاب الجريمة تبنت المدرسة الوضعية فكرة إصالح المجرمين عن طريق‬ ‫‪-‬‬
‫معاملتهم جنائيا تبعا لدرجة خطورتهم‪ ،‬وذلك من خالل تفريد العقاب وما يتطلبه‬
‫‪ -‬يعود للمدرسة الوضعية الفضل في بناء سياسة جنائية تقوم على أسس‬ ‫ذلك من فحص الجاني ذاتيا واجتماعيا لتحديد الفئة التي ينتمي إليها وبالتالي تعيين‬
‫نوع المعاملة الجنائية المالئمة‬
‫علمية من أجل مكافحة الظاهرة اإلجرامية‪ ،‬يبدو فيها الجاني محور هذه‬
‫السياسة‪.‬‬ ‫وهي مهمة القاضي الذي ينبغي فيه أن يكون متخصصا‪ ،‬ملما بعلم اإلجرام‬ ‫‪-‬‬
‫مع ضرورة بناء منشات جنائية متخصصة تتولى التنفيذ الجنائي طبقا للتفريد‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬أما الجريمة في ذاتها كواقعة مادية فليس لها قيمة تذكر إال لكونها من‬ ‫العلمي للمعاملة الجنائية‪ ،‬وتبعا لنوع الفئة التي ينتمي إليها الجاني‪.‬‬
‫أعراض الحالة الخطرة لديه‪ ،‬فمن أجل درء الجريمة قبل وقوعها‪ ،‬دعت‬ ‫لكن وبالرغم مما قيمة المدرسة الوضعية‪ ،‬فإنها لم تستطع تبرير موقفها من مجمل‬ ‫‪-‬‬
‫المدرسة الوضعية إلى اتخاذ تدابير وقائية من شأنها القضاء على العوامل‬ ‫السياسة الجنائية التي نادت بها والتي تقوم على أساس المسؤولية القانونية أو‬
‫الخارجية التي تهيئ الفرص لإلجرام‪.‬‬ ‫االجتماعية وبالتالي إصالح المجرمين عن طريق معاملتهم معاملة جنائية خاصة‬
‫تبعا لدرجة خطورتهم مما أوقعها في تناقضات فلسفية غير قابلة للتوفيق‬

‫‪29‬‬ ‫‪30‬‬

‫ثانيا‪ :‬مــــذاهب الحتمية واالنسياق‬ ‫ثانيا‪ :‬مــــذاهب الحتمية واالنسياق‬


‫فإذا صح أن اإلنسان ينساق إلى الجريمة تحت ضغط العوامل المحيطة به والتي‬ ‫‪-‬‬ ‫& مدرسة الدفاع االجتماعي‪( :‬فليبو كرامتيكا)‬
‫تؤدي إلى سلب إرادته سلبا تاما‬
‫فكيف يمكن تصور إمكان إصالح إرادته هذه وتقويمها عن طريق الردع الخاص‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬تنتمي مدرسة الدفاع االجتماعي إلى مدرسة علم االجتماع للقانون الجنائي‬
‫فالقول بذلك بعني التسليم فلسفيا بوجود إرادة حرة لدى اإلنسان يمكن إن ترتدع وهذا‬ ‫‪-‬‬ ‫التي ظهرت في أواخر القرن ‪ 19‬وبداية القرن ‪ 20‬على يد الفقيه( بران) أحد‬
‫ينطبق على الردع العام أيضا‬ ‫مؤسسي االتحاد الدولي للقانون الجنائي صاحب كتاب (الدفاع االجتماعي‬
‫فإنكار الردع العام من بين إغراض التدابير الجنائية يؤدي بال شك إلى العصف بأهم‬ ‫‪-‬‬ ‫وتطور القانون الجنائي)‬
‫القيم المستقرة في المجتمع‪ ،‬وكذلك القضاء على الوظيفة التربوية للقانون‬
‫‪ -‬تنكر مدرسة الدفاع االجتماعي المسؤولية الجنائية بإنكارها الخطأ‬
‫كما أن العوامل الداخلية للمجرم التي تدفعه إلى اإلجرام والتي كانت محور البناء‬ ‫‪-‬‬
‫الفكري للمدرسة الوضعية قد تبين خطئوها علميا‪ ،‬وهو ما أدى ببعض أنصار هذه‬ ‫‪ -‬المجرم ينساق إلى تصرفه المضاد للمجتمع بسبب مرضه االجتماعي الناتج‬
‫المدرسة إلى طرح العامل العضوي جانبا والتشبث بالعوامل األخرى البعيدة عن‬
‫التكوين الجسمي لإلنسان‪.‬‬ ‫عن سؤ التكيف‪ ،‬والجريمة مظهر من مظاهر االضطراب والخلل االجتماعي‬
‫‪31‬‬ ‫‪32‬‬
‫ثانيا‪ :‬مــــذاهب الحتمية واالنسياق‬ ‫ثانيا‪ :‬مــــذاهب الحتمية واالنسياق‬
‫& مدرسة الدفاع االجتماعي‪( :‬فليبو كرامتيكا)‬ ‫& مدرسة الدفاع االجتماعي‪( :‬فليبو كرامتيكا)‬
‫‪ -‬في باب العقوبة ترفض المدرسة فكرة العقوبة التي يرتبط مفهومها‬ ‫‪ -‬تلك الوسائل قد تكون‪:‬‬
‫بالمسؤولية األخالقية القائمة على فكرة الخطأ‪ ،‬كما ترفض فكرة الخطورة‬ ‫‪ .‬إما وقائية سابقة عن الجريمة وذلك بالقضاء على الخلل‬
‫االجرامية وما تستوجبه من اتخاذ تدابير األمن والوقاية القائمة على تجريد‬ ‫االجتماعي ذاته‬
‫االنسان من أدميته وإقصائه وعزله‪.‬‬
‫‪.‬أو الحقة لها وذلك بإعادة التكييف االجتماعي لمحدثها عن‬
‫‪ -‬اذا دعت المدرسة إلى إلغاء قانون العقوبات وما يتضمنه من مصطلحات‬ ‫طريق إصالحه والعودة به مرة أخرى إلى حظيرة المجتمع‬
‫الجريمة والمجرم والعقاب‬ ‫‪ -‬بذلك اعتبرت المدرسة ذات دور مهم في التأكيد على بناء سياسة‬
‫‪ -‬بذلك فإنه يتعين نبذ فكرة الجريمة والمجرم واالتجاه نحو سياسة جنائية‬ ‫جنائية إنسانية النزعة ذات طابع إصالحي محورها دراسة شخصية‬
‫قوامها إصالح المجتمع والدفاع عنه بالوسائل االنسانية الفعالة‬ ‫الجاني على هدى معطيات العلوم التجريبية الحديثة لتحديد سلوكه‬
‫الشاذ‪ ،‬وبالتالي تقرير المعاملة المالئمة له بهدف عالجه أو تقويمه‬
‫وإعداده للتالف االجتماعي‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬

‫ثانيا‪ :‬مــــذاهب الحتمية واالنسياق‬ ‫ثانيا‪ :‬مــــذاهب الحتمية واالنسياق‬


‫غير أن مدرسة الدفاع االجتماعي التي حملت المسؤولية للمجتمع وأنكرت‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬فمن جهة يتمسك بالمسؤولية االخالقية وهو ما يعني بأنه يرفض‬
‫المسؤولية األخالقية وما يرتبط بها من فكرة الخطأ والعقاب‬
‫أقامت المدرسة بذلك الشرعية في بناء سياستها الجنائية التخاذ تدابير الدفاع‬ ‫‪-‬‬ ‫فكرة الجبرية في تفسير ظاهرة االجرام‪.‬‬
‫االجتماعي االصالحية والعالجية على فكرة مجردة‪( ،‬كمن يدق مسمارا في‬
‫الهواء ويعلق عليه أفكاره)إذ ليس من الممكن تجاهل القانون الجنائي‬ ‫‪ -‬من جهة أخرى بأن الهدف من العقوبة هو الدفاع االجتماعي وذلك‬
‫ووظيفته‬ ‫عن طريق اتخاذ التدابير االجتماعي الوقائية والعالجية والتربوية‬
‫وإذا كان من الممكن تصور قيام عدالة جنائية خالصة من االعتبارات‬ ‫‪-‬‬ ‫المالئمة لشخص المجرم‪ ،‬ألن هدف السياسة الجنائية هو تأهيل‬
‫القانونية‪ ،‬فإنه من غير المستبعد تصور انتهاك هذه العدالة عندما يتم تطبيق‬
‫تدابير الدفاع االجتماعي على الفرد عنوة وتحكما‬ ‫المجرم الستعادة تكيفه وانسجامه مع المجتمع‪.‬‬
‫كل ذلك أدى ببعض أنصار مدرسة الدفاع االجتماعي إلى تبني فكرة مد‬ ‫‪-‬‬
‫الجسور بين الدفاع االجتماعي والقانون الجنائي تحت اسم (الدفاع‬
‫االجتماعي)الذي نادى به (مارك أنسل)‬
‫‪35‬‬ ‫‪36‬‬
‫ثالثا‪ :‬مذاهــــب التوفـــيق أو الوسط‬
‫‪ -‬في زخم الصراع الدائر بين فلسفة السياسة الجنائية التي نادت بها‬
‫المدرسة الوضعية‪ ،‬وفلسفة السياسة العقابية التي تبنتها المدرسة‬
‫النيوكالسيكية‬
‫ثالثا‪ :‬مذاهــــب التوفـــيق أو الوسط‬ ‫‪ -‬جرت محاولة التوفيق بينهما في نطاق مذهب واحد يتضمن أفضل ما‬
‫بين الفلسفتين من تعاليم ‪.‬‬
‫‪ -‬ومذاهب التوفيق بالرغم من تعددها واختالف درجة ميلها باتجاه تعاليم‬
‫المدرسة النيوكالسيكية أو الوضعية ورفضها للمسلمات الفلسفية في‬
‫االختيار واالنسياق‪ ،‬قد اختطت لنفسها منهجا واقعيا قوامه حماية‬
‫المجتمع من االتجاهات الخطرة للمجرم‪ ،‬واالعتماد على الخطورة‬
‫االجرامية باعتبارها ” حالة نفسية يحتمل من جانب صاحبها أن يكون‬
‫مصدر لجريمة مستقبلية“كأساس للجزاء الجنائي‪.‬‬

‫‪37‬‬ ‫‪38‬‬

‫ثالثا‪ :‬مذاهــــب التوفـــيق أو الوسط‬ ‫ثالثا‪ :‬مذاهــــب التوفـــيق أو الوسط‬


‫إذن ما مفهوم الخطورة االجرامية عند مدارس التوفيق؟‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬بذلك فالخطورة االجرامية هي حالة نفسية كامنة في شخص الجاني‪ ،‬وفي‬
‫يذهب الرأي السائد في فقه القانون الجنائي إلى القول بأن الخطورة‬ ‫‪-‬‬ ‫كل األحوال فإن الجريمة أهم أمارة تكشف عن وجود الخطورة االجرامية‬
‫االجرامية هي‪:‬‬ ‫من خالل طبيعة الواقعة ومدى جسامتها ووسائل تنفيذها‪ ،‬ومكانها وزمانها‪،‬‬
‫حالة نفسية يحتمل من جانب صاحبها أن يكون مصدر لجريمة‬ ‫”‬ ‫والضرر الذي تخلف عنها والدوافع التي حركت فكرتها ومدى تجاوبها‬
‫مستقبلية“‬ ‫وتنافرها مع القيم السائدة في المجتمع‪ ،‬ومشاعر الجاني وسلوكه أثناء وبعد‬
‫لذا فهي حالة كامنة في االنسان سببها عوامل متعددة عضوية أو‬ ‫‪-‬‬ ‫تنفيذ الجريمة‪.‬‬
‫وراثية أو بيئة تجعل من نفسيته مصدرا لإلجرام‪.‬‬
‫‪ -‬ومن المدارس التي اعتمدت على معيار الخطورة االجرامية كأساس‬
‫فاالحتمال إذا هو معيار للكشف عن الخطورة االجرامية وعن مداها‬ ‫‪-‬‬ ‫للجزاء‪:‬‬
‫فالخطورة االجرامية هي بهذا الوصف نوع من التوقع ينصرف إلى‬ ‫‪-‬‬
‫المستقبل‪ ،‬واالحتمال يحتل المنزلة الوسطى بين الحتمية واإلمكان‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪40‬‬
‫ثالثا‪ :‬مذاهــــب التوفـــيق أو الوسط‬ ‫ثالثا‪ :‬مذاهــــب التوفـــيق أو الوسط‬
‫االتحاد الدولي للقانون الجنائي‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬ ‫‪ -‬وكان من نتيجة ذلك تسليم االتحاد الدولي بفكرة الخطورة االجرامية‬
‫‪ -‬تأسس االتحاد الدولي للقانون الجنائي سنة ‪1880‬‬ ‫واإلقرار بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬عقد مجموعة من المؤتمرات بدأت مند سنة ‪ ،1889‬وانتهت عام ‪1913‬‬ ‫‪ .‬تفريد العقوبة وتفريد تنفيذها تبعا للفئة التي ينتمي إليها المجرم‪.‬‬
‫‪ -‬بعد انحالل االتحاد بسبب وفاة مؤسسيه وظروف الحرب العالمية األولى‪ ،‬نشأت‬
‫الجمعية الدولية للقانون الجنائي سنة ‪ 1924‬بباريس وتابعت نشاط المؤسسة‬ ‫‪ .‬اتخاذ التدابير الوقائية ضد من تكشف عن خطورتهم االجرامية‬
‫األولى‬ ‫سوابقهم القضائية‬
‫‪ -‬تبنى االتحاد الدولي للقانون الجنائي فكرة المسؤولية األخالقية كأساس للمسؤولية‬
‫واعتمد فكرة العقاب بوصفه جزاءا وليس تدبيرا وقائيا‬ ‫‪.‬عزل أو ابعاد المجرمين الخطرين دون التقييد بمدة معينة مادامت‬
‫‪ -‬وبما أن الجريمة ظاهرة اجتماعية‪ ،‬وجب مكافحتها اعتمد االتحاد المنهج العلمي‬
‫الخطورة باقية ويترك أمر البث في االفراج عنهم لسلطة إدارية‬
‫الذي خطته المدرسة الوضعية وذلك عن طريق التركيز على شخص مرتكب‬ ‫طبية اجتماعية‬
‫الجريمة ذاتيا واجتماعيا الختيار ما يالئمه من المعاملة العقابية بهدف تقويمه‬
‫ومنعه من العودة إلى االجرام‬
‫‪41‬‬ ‫‪42‬‬

‫ثالثا‪ :‬مذاهــــب التوفـــيق أو الوسط‬ ‫ثالثا‪ :‬مذاهــــب التوفـــيق أو الوسط‬


‫ب‪ -‬المدرسة الفنية القانونية‪:‬‬ ‫‪ -‬كما تعتمد المدرسة الفنية فكرة اتخاذ التدابير التي نادت بها المدرسة‬
‫‪ -‬تنطلق هذه المدرسة من اعتبارات علمية بحيث تعتمد على ما يخلص إليه‬ ‫الوضعية على أساس من المسؤولية األخالقية‪،‬وذلك بإعطاء االسناد‬
‫العلم وحده دون أدنى اعتبار إلى المسلمات الفلسفية في االختيار واالنسياق‬
‫‪ -‬كما أنها تأخذ طابعا فنيا من حيث النظر إلى العقوبة على أنها مجرد وسيلة‬
‫المعنوي مفهوما نفسيا من حيث ربطه بالخطورة‪ ،‬إذ يكفي لتحقيق‬
‫أو أداة ال غاية‬ ‫هذا االسناد والحكم على شخصية ما بأنها خطرة أن يثبت لديها ميل‬
‫فالعقوبة لو استخدمت بشكل جيد وطبقا لقواعد فنية‪ ،‬قادرة على تحقيق‬ ‫واضح إلى االجرام بغض النظر عن تمتعها بحرية‬
‫غايتها بغض النظر عن الجوانب الفلسفية والدينية التي تقوم عليها‪.‬‬ ‫االختيار‪،‬فالمسؤولية في هذه الحالة تكون قائمة على أساس السلوك‬
‫لهذا ينبغي أن تقتصر وظيفة العقوبة على تقويم الجاني(الردع الخاص)‬ ‫االجتماعي الذي يتألف من حالة نفسية عضوية تنم عن الخطورة‪.‬‬
‫‪،‬هذه الفكرة محور فلسفة المدرسة الوضعية‪ ،‬ومتى تعرضت الجماعة‬
‫لحاالت استثنائية تتطلب تكتيف الجهود فإنه يتعين أن تتعدد وظائف‬
‫العقوبة بحيث تصبح صالة للردع العام‬
‫‪43‬‬ ‫‪44‬‬
‫األحكــام العــامة للجــريمة‬
‫الفصـل األول‪ :‬مفــهوم الجريمة‬
‫القانون الجنائي العام‬
‫األسدس الثاني‬ ‫مفــهوم الجريمة‪:‬‬
‫ذ‪ .‬عبد اللطيف اهادي‬ ‫• االتجاه االجتماعي أو الموضوعي في تعريف الجريمة‪ :‬يحصر هذا االتجاه‬
‫الموسم الجامعي ‪2020 – 2019‬‬ ‫الجريمة في األفعال التي من شأنها أن تلحق ضررا بمصالح الجماعة‪.‬‬
‫االفواج ‪ 4‬و ‪ 5‬و ‪6‬‬ ‫• فهو يعتبر الجريمة سلوكا مناهضا للتعايش االجتماعي‪ ،‬وفعال يسبب اضطرابا‬
‫‪ -‬ملف رقم ‪- 2‬‬ ‫اجتماعيا‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫• ويعاب على هذا التعريف انه أغفل دور المشرع في عملية التجريم والعقاب‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫الفصـل األول‪ :‬مفــهوم الجريمة‬ ‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‪.‬‬


‫• والواقع أن هناك نوعا من التالزم والتكامل بين التعريفين‪ ،‬بحيث ال يعمد المشرع‬ ‫• ‪ -‬ال تقوم الجريمة إال إذا توافرت مقوماتها وبنيانها القانوني‪ ،‬وذلك بتوفرها على‬
‫إلى تجريم فعل من األفعال إال إذا كان ينطوي على خطورة على النظام‬ ‫أركانها وعناصرها العامة التي بدونها ال تتحقق وهي‪ :‬الركن القانوني وقوامه‬
‫االجتماعي‪.‬‬ ‫وجود نص تشريعي يجرم الفعل ويعاقب عليه‪ ،‬وركن مادي وركن معنوي‪.‬‬
‫• ويسير المشرع الجنائي المغربي في هذا االتجاه‪ ،‬حيث نجده يأخذ بالمفهوم القانوني‬ ‫• والجدير بالمالحظة أن المشرع المغربي لم ينص إال على الركنين القانوني والمادي‬
‫للجريمة في (الفصل‪ 110‬ق ج) الذي ينص على أن‪ ":‬الجريمة هي عمل أو امتناع‬
‫– وفقا لما نص عليه في الفصل (‪110‬ق ج)‬
‫مخالف للقانون الجنائي ومعاقب عليه بمقتضاه"‬
‫• كما تبنى المفهوم االجتماعي للجريمة في نطاق الفصل األول من القانون الجنائي‬ ‫• أما الركن المعنوي فيستفاد من مقتضيات الفصلين‪ 132 :‬و‪133‬ق ج اللذان‬
‫الذي جاء فيه‪ " :‬يحدد التشريع الجنائي أفعال اإلنسان التي يعدها جرائم بسبب ما‬ ‫يشترطان القدرة على التمييز واإلدراك لقيام المسؤولية الجنائية‪.‬‬
‫تحدثه من اضطراب اجتماعي ويوجب زجر مرتكبيها بعقوبات أو بتدابير وقائية‪".‬‬ ‫• وسنتناول إتباعا أركان الجريمة‬

‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬
‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬ ‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬
‫الركن القانوني للــجريمة(مبدأ شرعية التجريم والعقاب)‬ ‫الركن القانوني للــجريمة(مبدأ شرعية التجريم والعقاب)‬

‫‪ -‬مضمون مبدأ شرعية التجريم والعقاب‬


‫• الركن القانوني للــجريمة‪ :‬يعرف أيضا بالركن الشرعي ومؤداه أن أي‬
‫يعتبر مبدأ شرعية الجرائم وعقوباتها أو ال جريمة وال عقوبة إال بنص‬ ‫•‬
‫تصرف صادر عن الفرد ال يكتسب صفة الجريمة إال إذا خضع لنص يجرمه‬ ‫الحجر األساسي للتشريع الجنائي ولحمته‪.‬ومعناه أن أي سلوك صادر عن‬
‫ويعاقب عليه‪ ،‬وال يخضع في ظروف ارتكابه لسبب من أسباب التبرير أو‬ ‫الفرد ال يعد جريمة –ولو أضر بالغير‪-‬إال إذا نص القانون على تجريمه‬
‫اإلباحة‬ ‫وقرر له عقوبة محددة‪.‬‬
‫• ومعلوم أن تحديد األفعال التي تعد جرائم وبيان عناصرها والعقوبات‬
‫• واشتراط خضوع الفعل أو االمتناع لنص من نصوص التجريم كي يكتسب‬ ‫المقررة لها‪-‬سواء من حيث نوعها أو مقدارها‪ -‬كل ذلك من اختصاص‬
‫صفة عدم المشروعية معناه حصر مصادر التجريم والعقاب في مصدر واحد‬ ‫السلطة التشريعية المختصة احتراما لمبدأ الفصل بين السلطات‪.‬‬
‫هو النص القانوني الجنائي‪.‬وهو المبدأ المشهور المعبر عنه بمبدأ " شرعية‬ ‫• وبذلك يمثل النص القانوني أهمية خاصة في تقرير مبدأ شرعية التجريم‬
‫الجرائم وعقوباتها" أو مبدأ "ال جريمة وال عقوبة إال بنص"‪.‬‬ ‫والعقاب بحيث يصبح القانون المكتوب هو المصدر الوحيد للتشريع‬
‫الجنائي دون غيره من مصادر القانون كالعرف مثال‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬

‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬ ‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬


‫الركن القانوني للــجريمة(مبدأ شرعية التجريم والعقاب)‬ ‫الركن القانوني للــجريمة(مبدأ شرعية التجريم والعقاب)‬

‫‪ -‬وقد احتضن المشرع الجنائي المغربي هذا المبدأ وكرسه في الفصل‬ ‫‪ -‬أهمية مبدأ شرعية التجريم والعقاب وتقديره‬
‫الثالث من المجموعة الجنائية الذي نص على انه‪ " :‬ال يسوغ‬ ‫يعد هذا المبدأ أهم قيد يرد على سلطة الدولة في ممارستها لحقها في‬
‫مؤاخذة أحد على فعل ال يعد جريمة بصريح القانون وال معاقبته‬ ‫العقاب‪ ،‬بما يتضمنه من ضمانات لفائدة المواطنين‪.‬‬
‫بعقوبات لم يقررها القانون‪".‬‬
‫فهو صمام األمان ضد تعسف السلطة‪-‬السيما القضائية – وتحكمها‪.‬‬
‫‪ -‬كما يكتسي هذا المبدأ قيمة دستورية ببالدنا‪،‬وهذا ما يفهم من الفصل‬
‫(‪ )23‬من دستور ‪ 2011‬الذي قرر بأنه‪" :‬ال يجوز إلقاء القبض‬ ‫وبمقتضاه ال يمكن للقاضي أن ينظر إال الجرائم التي نص عليها‬
‫على أي شخص أو اعتقاله أو متابعته أو إدانته‪ ،‬إال في الحاالت‬ ‫المشرع‪ ،‬كما ال يجوز له أن يقوم بتكملة النصوص الجنائية الناقصة‬
‫وطبقا لإلجراءات التي ينص عليها القانون ‪".‬‬ ‫الن ذلك يدخل في صميم وظيفة المشرع‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬
‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬ ‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬
‫الركن القانوني للــجريمة(مبدأ شرعية التجريم والعقاب)‬ ‫الركن القانوني للــجريمة(مبدأ شرعية التجريم والعقاب)‬

‫‪ -‬وفي حال عدم وجود نص يجرم الفعل فال يملك القاضي سوء الحكم بالبراءة‬ ‫• ورغم ذلك فلم يسلم هذا المبدأ من بعض االنتقادات يمكن إجمالها في‬
‫دونما لجوء للقياس أو إلى مصدر آخر من مصادر القانون وهذا على خالف‬ ‫ما يلي‪:‬‬
‫فروع القانون‪-‬الخاص‪ -‬األخرى كالقانون المدني والتجاري‪.‬‬
‫• ‪ -‬كونه يصيب التشريع الجنائي بالجمود والعجز عن مواجهة تطور‬
‫الحياة ومالحقة الوقائع االجتماعية المتطورة باستمرار‪ ،‬ألن‬
‫‪ -‬إن هذا المبدأ يسمح لألفراد مسبقا بمعرفة األفعال‪ -‬أو االمتناعات‪ -‬التي‬
‫يحضر عليهم اتيانها‪ ،‬وذلك من خالل رسم الحدود التي تفصل بين المشروع‬ ‫المشرع عندما يجرم األفعال المضرة بمصالح المجتمع الجوهرية‬
‫وغير المشروع‪ ،‬وهذا يمكن هؤالء األفراد من سلوك السبل المشروعة وهم‬ ‫إنما يضع في حسبانه المصالح القائمة وقت التشريع مع أن هذه‬
‫آمنين مطمئنين دونما جزع من العقاب‪.‬‬ ‫المصالح والقيم هي قابلة بطبيعتها للتطور‪ ،‬وهو ما قد يؤدي إلى‬
‫إفالت كثير من األفعال الضارة بمصالح المجتمع وحقوق األفراد‬
‫من العقاب لغياب نص يجرمها‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬

‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬ ‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬


‫الركن القانوني للــجريمة(مبدأ شرعية التجريم والعقاب)‬ ‫الركن القانوني للــجريمة(مبدأ شرعية التجريم والعقاب)‬

‫• ‪ -‬إن هذا المبدأ ال يساير االتجاهات الجنائية الحديثة في تفريد العقاب‪ ،‬ألنه‬ ‫• وبالنسبة لالنتقاد الثاني فهو مردود أيضا الن اغلب التشريعات الجنائية‬
‫يفترض الجريمة كيانا قانونيا متجردا عن شخص مرتكبها‪ ،‬ويحدد العقوبة‬ ‫الحديثة تحدد للعقوبة حدين‪ :‬أدنى وأقصى على نحو يمكن القاضي‪-‬‬
‫وفق األضرار المادية للجريمة ‪،‬ال استنادا إلى الخطورة الكامنة في شخص‬ ‫استنادا إلى سلطته التقديرية‪ -‬من تحديد العقوبة التي تالئم وضعية‬
‫مرتكبها‪.‬‬ ‫الجاني وظروفه‪.‬‬
‫• ‪ -‬بيد أن هذه المؤاخذات واالنتقادات لم تستطع مع ذلك النيل من هذا المبدأ‬ ‫• كما تقرر عقوبتين أو أكثر بالنسبة لبعض الجرائم حتى ينتقي منها‬
‫الذي ظل صامدا طوال قرون‪.‬‬ ‫القاضي العقوبة المناسبة‪ .‬كما ترخص له بإيقاف تنفيذ العقوبة المحكوم‬
‫• فالقول بان المبدأ يحول دون تطور التشريع الجنائي هو قول مردود مادام أن‬ ‫بها‪.‬‬
‫المشرع الجنائي بوسعه دائما ان يتدخل لسد أي نقص او قصور يعتري‬
‫نصوص التجريم والعقاب‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬
‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬ ‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬
‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬ ‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬

‫• يترتب عن تطبيق مبدأ ال جريمة وال عقوبة إال بنص نتائج‬ ‫• أوال‪ :‬حصر مصادر القاعدة الجنائية في النص التشريعي فقط‬
‫هامة تتمثل أساسا في‪:‬‬ ‫• يترتب عن إعمال مبدأ شرعية التجريم والعقاب حصر مصادر‬
‫القاعدة الجنائية في النص التشريعي المكتوب وحده دون غيره من‬
‫• ‪‬حصر مصادر القاعدة الجنائية في النص التشريعي دون‬ ‫مصادر القاعدة القانونية األخرى كالعرف مثال أو الشريعة‬
‫غيره من القواعد القانونية األخرى‪.‬‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬أو قواعد العدالة والقانون الطبيعي‪ .‬وبناء على ذلك فانه ال‬
‫يسوغ للقاضي اعتبار فعل من األفعال جريمة إال إذا نص القانون‬
‫• ‪‬عدم التوسع في تفسير النصوص والتقيد بالتفسير الضيق لها‪.‬‬ ‫الجنائي صراحة على ذلك‪ .‬وكلما كان النص الجنائي تنقصه مقومات‬
‫وجوده قانونا‪ ،‬تعين على القاضي االمتناع عن تطبيقه والحكم‬
‫• ‪‬عدم رجعية النص الجنائي‪.‬‬ ‫بالبراءة‪.‬‬
‫• ‪‬تحديد نطاق تطبيق النصوص الجنائية من حيث المكان‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬

‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬ ‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬


‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬ ‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬

‫• ثانيا‪ :‬مبدأ التفسير الضيق للنصوص الجنائية وعدم جواز القياس عليها‬ ‫• وفي المادة الجنائية تحديدا يكتسي التفسير أهمية خاصة نزوال عند‬
‫مقتضيات مبدأ شرعية التجريم والعقاب‪ ،‬فهذا المبدأ يصبح عديم‬
‫• يقصد بالتفسير إعطاء المعنى الصحيح للقاعدة القانونية بهدف تطبيقها تطبيقا‬ ‫الجدوى إذا أطلقت سلطة القاضي الجنائي في التفسير على نحو يسمح‬
‫صحيحا وسليما‪ .‬وهو عملية ضرورية تسبق تطبيق النص القانوني على‬ ‫له بمد نطاق التجريم والعقاب إلى حاالت غير مشمولة بالنص الجنائي‪.‬‬
‫الوقائع المعروضة على القضاء‪.‬‬ ‫• ومن المتفق عليه أيضا‪ -‬في المجال الجنائي‪ -‬ان القياس محظور في‬
‫إطار النصوص الجنائية‪ ،‬الن السماح به يؤدي إلى خلق جريمة أو‬
‫•وقد تكون القاعدة القانونية واضحة الداللة ال تثير إشكاال من حيث تطبيقها‪،‬‬ ‫عقاب لم يرد بشأنها نص تشريعي‪ ،‬وهو ما يخالف مبدأ شرعية الجرائم‬
‫لكن قد يكتنفها اللبس والغموض‪ ،‬وهنا يتعين على المفسر اللجوء إلى القواعد‬ ‫والعقوبات‪ .‬فهذا المبدأ يستلزم وجود نص جنائي صريح في جميع‬
‫األحوال‪ ،‬وال يغني عنه استخالص قصد المشرع من نصوص أخرى‪.‬‬
‫الخاصة بالتفسير من أجل الوصول إلى مراد المشرع من تلك القاعدة‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬
‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬ ‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬
‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬ ‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬

‫• ولذلك ال يجوز للقاضي الجنائي أن يلجا للقياس من اجل تكملة‬ ‫ثـالـثـا‪ :‬قاعدة عدم رجعية النص الجنائي‬
‫سكوت القانون الجنائي فيما يتعلق بالتجريم والعقاب‪ ،‬والحكم‬
‫بعقوبات خارج النطاق الذي رسمه القانون‪.‬‬ ‫• تعتبر قاعدة عدم رجعية النصوص الجنائية نتيجة الزمة‬
‫لمبدأ شرعية الجرائم والعقوبات‪.‬‬
‫• فمثال إذا كان المشرع المغربي في نطاق الفصل ‪ 571‬ق ج‬
‫يعاقب على إخفاء أشياء متحصلة من جناية أو جنحة‪ ،‬فانه ال‬ ‫• فالنص الجنائي ال يسري إال على األفعال التي ارتكبت في‬
‫يجوز معاقبة شخص لقيامه بإخفاء أشياء متحصلة من مخالفة‬ ‫ظله‪ ،‬وال يجوز تطبيقه بأثر رجعي‪ ،‬والقول بخالف ذلك‬
‫قياسا على ما جاء في الفصل أعاله ما دام أن المشرع لم يجرم‬ ‫بقدر ما يسيء الى مركز المتهم يصطدم بمبدأ شرعية‬
‫ذلك صراحة‪.‬‬
‫التجريم والعقاب‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬

‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬ ‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬


‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬ ‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬

‫• وألهمية القاعدة وقيمتها‪ ،‬كرستها معظم التشريعات الجنائية‬ ‫• وتفترض قاعدة عدم الرجعية‪ ،‬أال يطبق القانون الجنائي على ما‬
‫المقارنة‪ ،‬بل وأصبغت عليها قيمة دستورية‪.‬‬ ‫سبقه من وقائع‪ ،‬فال يتناول بالتجريم فعال كان مباحا قبل نفاذه‪ ،‬وال‬
‫تطبق عقوبة اشد على فعل سابق على نفاذه إذا كان معاقبا عليه‬
‫• فالدستور المغربي نص على المبدأ وجعله ينطبق على كافة‬ ‫بعقوبة أخف وقت ارتكابه‪.‬‬
‫القوانين‪ .‬حيث ينص الفصل(‪ )6‬من دستور ‪ 2011‬في فقرته‬
‫األخيرة على أنه "ليس للقانون اثر رجعي"‪.‬‬ ‫• ‪ .‬فهذا المبدأ يمثل ضمانا قويا ألمن وطمأنينة األفراد ولتامين‬
‫االستقرار داخل المجتمع‪ ،‬الن إقراره هو الذي يرسم الحدود‬
‫• كما اقره القانون الجنائي في فصله الرابع الذي نص على انه‪ " :‬ال‬ ‫الفاصلة بين المباح من األفعال والمحظور منها‪.‬‬
‫يؤاخذ أحد على فعل لم يكن جريمة بمقتضى القانون الذي كان‬
‫ساريا وقت ارتكابه“‬ ‫• وحتى يكون العقاب على فعل من األفعال مشروعا البد وان يكون‬
‫هذا الفعل مجرما ومعاقبا عليه قبل ارتكابه‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪20‬‬
‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬ ‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬
‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬ ‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬

‫• االستثناءات التي ترد على قاعدة عدم الرجعية‬ ‫• االستثناءات التي ترد على قاعدة عدم الرجعية‬
‫• أ‪ -‬حالة النـصوص القانونية المفــسرة‬ ‫• ب‪ -‬حالة النصوص الجنائية األصلح للمتهم‬
‫• القانون التفسيري هو الذي يستهدف المشرع من خالله توضيح نص‬ ‫• وهو استثناء هام يرد على قاعدة عدم الرجعية‪ ،‬ويتعلق األمر‬
‫قانوني سابق واستجالء معناه‪ .‬فهو بذلك ال يضيف أحكاما جديدة وال‬ ‫بالنصوص الجنائية التي تخدم مصلحة المتهم والتي تسري بأثر‬
‫يعدل أحكاما قائمة‪ ،‬ولذلك فان النصوص التفسيرية تلحق‬ ‫رجعي على األفعال التي ارتكبت قبل صدوره ما دام لم يصدر‬
‫بالنصوص السابقة التي صدرت تفسيرا لها وتندمج معها‪ ،‬وتكتسب‬ ‫بشأنها حكم بات‪ .‬وقد جاء النص على هذا االستثناء في الفصل ‪6‬‬
‫بذلك تأثيرا رجعيا فتسري على الوقائع التي حدثت خالل الفترة‬ ‫من القانون الجنائي الذي جاء فيه‪" :‬في حالة وجود عدة قوانين‬
‫الفاصلة ما بين تاريخ النصين القانونيين المفسر والمفسر‪،‬والتي لم‬ ‫سارية المفعول بين تاريخ ارتكاب الجريمة والحكم النهائي بشأنها‬
‫يفصل فيها بصفة نهائية‬ ‫يتعين تطبيق القانون األصلح للمتهم"‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬

‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬ ‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬


‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬ ‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬

‫• وبناء على هذا النص‪ ،‬فان أعمال هذا االستثناء يقتضي تحقيق‬ ‫• الشرط الثاني‪ :‬أال يكون قد صدر حكم نهائي في موضوع الدعوى‬
‫شرطين‪:‬‬ ‫العمومية الناشئة عن الجريمة المرتكبة قبل نفاذ القانون الجديد‬
‫األرحم بالمتهم‪ .‬والمقصود هنا بالحكم النهائي‪ ،‬الحكم البات الذي‬
‫• الشرط األول‪ :‬أن يكون القانون الجديد أصلح للمتهم من القانون الذي‬ ‫حاز قوة الشيء المقضي فيه‪ ،‬واستنفذ بذلك كل طرق الطعن‪.‬‬
‫ارتكبت الواقعة اإلجرامية في ظله‪ .‬ويكون النص الجنائي في صالح‬
‫المتهم إذا كان يسقط وصف التجريم عن الفعل الذي ارتكبه الجاني‪،‬‬ ‫• على أنه يجب التمييز بين القانون الجديد الذي يخفف العقاب والذي‬
‫أو يخفف من وصف التجريم كاعتبار الفعل جنحة بعد أن كان‬ ‫يسري مفعوله قبل صدور حكم نهائي في الدعوى الجنائية الناشئة‬
‫جناية‪ ،‬أو يعفي من العقاب أو يخفف منه‪ ،‬أو يضيف مانعا من موانع‬ ‫عن الجريمة المرتكبة قبل صدوره‪ ،‬والقانون الجديد الذي يضفي‬
‫المسؤولية أو عذرا من األعذار القانونية المخففة‪.‬‬ ‫اإلباحة على الفعل اإلجرامي المرتكب قبل نفاذه‪ ،‬والذي يسري بأثر‬
‫رجعي حتى على األفعال التي ارتكبت في ظل القانون السابق‬
‫‪23‬‬ ‫‪ 24‬وصدرت بشأنها أحكام ولو كانت نهائية‪.‬‬
‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬ ‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬
‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬ ‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬

‫• ففي هذه الحالة يوضع حد لتنفيذ العقوبة المحكوم بها‪ .‬وذلك طبقا لما‬ ‫• ج‪ -‬حالة النصوص التي تقرر تدبــيرا وقائيا لم يكن موجودا من‬
‫جاء في الفصل ‪ 5‬ق ج‪" :‬ال يسوغ مؤاخذة أحد على فعل لم يعد‬ ‫قبل‪.‬‬
‫يعتبر جريمة بمقتضى قانون صدر بعد ارتكابه‪ .‬فان صدر حكم‬ ‫• بموجب الفقرة الثانية من الفصل ‪ 8‬من القانون الجنائي‪ ،‬فانه" ال‬
‫باإلدانة فان العقوبات المحكوم بها ‪ ،‬أصلية كانت أو إضافية‪ ،‬يجعل‬ ‫يحكم اال بالتدابير الوقائية المنصوص عليها في القانون النافذ وقت‬
‫حدا لتنفيذها"‪.‬‬
‫صدور الحكم"‬
‫• واستنادا الى نص الفصل ‪ 7‬ق ج فان المشرع استثنى القوانين‬ ‫• ومؤدى هذا النص انه اذا ارتكب شخص جريمة‪ ،‬وقبل انتهاء‬
‫المؤقتة من نطاق تطبيق القانون االصلح للمتهم‪ ،‬حيث تظل الجرائم‬ ‫محاكمته صدر قانون جديد يوجد تدبيرا وقائيا لم يكن مقررا من‬
‫المرتكبة خالل مدة تطبيقها محكومة بالقانون المؤقت على الرغم‬ ‫قبل‪ ،‬فانه يطبق ‪-‬مع ذلك‪ -‬عليه حتى ولو اعتبر اشد من القانون‬
‫من انتهاء العمل به وصدور قانون جديد يبيح الفعل المرتكب او‬ ‫السابق الذي ارتكبت الجريمة في ظله‪.‬‬
‫‪ 25‬يخفف من عقوبته‪.‬‬ ‫‪26‬‬

‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬ ‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬


‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬ ‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬

‫• ويجد ذلك تبريره في كون ان التدابير الوقائية الجديدة هي ليست‬ ‫• د‪ -‬حالة القوانــيـن الجنائية الشكلية أو اإلجرائية‪.‬‬
‫بطبيعتها عقوبات تستهدف الزجر والردع‪ ،.‬وانما الغاية منها‬ ‫• إن القواعد الجنائية الشكلية وعلى خالف القواعد الجنائية‬
‫مواجهة الخطورة االجرامية لدى مرتكب الجريمة ومنعه من‬ ‫الموضوعية ال تتصل بعملية التجريم والعقاب وإنما هي مقررة‬
‫ارتكاب جرائم أخرى‪.‬‬ ‫أساسا لضمان حسن سير العدالة الجنائية‪.‬‬
‫• وبذلك فهي مقررة لمصلحة المتهم والمجتمع معا‪ .‬ومن تم فانها‬ ‫• فهي تنظم المحاكم وتبين اختصاصاتها‪ ،‬كما تنظم إجراءات البحث‬
‫تسري فور نفاذها على ما ارتكب قبل صدورها من جرائم ما دام لم‬ ‫التمهيدي‪ ،‬والتحقيق اإلعدادي‪ ،‬والمحاكمة‪ ،‬وتنفيذ العقوبات‪..‬‬
‫يصدر بشأنها حكم نهائي‪.‬‬

‫‪27‬‬ ‫‪28‬‬
‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬ ‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬
‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬ ‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬

‫• ولذلك فان المحاكم تطبق هذه القواعد بأثر فوري مباشر‬ ‫• رابعا‪ :‬تطبيق القانون الجنائي من حيث المكان‬
‫بمجرد صدورها على جميع األشخاص الذين يحاكمون أمامها‬ ‫• يعد القانون الجنائي مظهرا أساسيا من مظاهر سيادة الدولة‪ ،‬ولذلك‬
‫بغض النظر عن تاريخ ارتكابهم لألفعال التي توبعوا من‬ ‫فان الدولة تملك‪-‬مبدئيا‪ -‬كامل الحق في تطبيق قانونها الجنائي على ما‬
‫أجلها‪.‬‬ ‫يرتكب داخل إقليمها من جرائم‪.‬‬
‫• وهي تطبق على هذا النحو ولو لم تكن في مصلحة المتهم‪،‬‬ ‫• ولذلك يعتبر مبدأ إقليمية القانون الجنائي من أهم المبادئ التي يرتكز‬
‫ألنها ال تخلق جرائم جديدة‪ ،‬وال تشدد عقوبات‪.‬‬ ‫عليها تطبيق هذا القانون من حيث المكان‪.‬‬
‫• والى جانب هذا المبدأ هناك مبادئ أخرى تحكم تنازع القوانين‬
‫الجنائية في المكان هي‪ :‬مبدأ شخصية القانون الجنائي‪ ،‬وعينية النص‬
‫‪29‬‬ ‫‪ 30‬الجنائي‪ ،‬وعالمية (أو شمولية) النص الجنائي‪.‬‬
‫• ‪1‬‬
‫•‬

‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬ ‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬


‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬ ‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬

‫• ‪ -‬مبد أ إقليمية النص الجنائي‬ ‫• وعلى العكس من ذلك ال يطبق هذا المبدأ على الجرائم المرتكبة‬
‫خارج إقليم الدولة ولو كان مرتكبها من مواطني هذه الدولة‪.‬‬
‫• مؤدى هذا المبدأ أن النص الجنائي يطبق على كل شخص –‬
‫• وقد جاء النص على هذا المبدأ في الفصل ‪ 10‬من القانون الجنائي‬
‫مواطن أو أجنبي أو ال جنسية له ‪ -‬يرتكب جريمة في أي‬
‫الذي جاء فيه ‪ ":‬يسري التشريع الجنائي المغربي على كل من‬
‫منطقة أو إقليم خاضع لسيادة الدولة‪ ،‬أيا كانت المصلحة‬
‫يوجد بإقليم المملكة من وطنيين وأجانب‪ ،‬وعديمي الجنسية‪ ،‬مع‬
‫المعتدى عليها‪.‬‬ ‫مراعاة االستثناءات المقررة في القانون العام الداخلى والقانون‬
‫الدولي”‬

‫‪31‬‬ ‫‪32‬‬
‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬ ‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬
‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬ ‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬

‫• بيد أن قاعدة اإلقليمية هاته تعرف بعض االستثناءات بعضها مقررة‬ ‫• ‪ - 2-‬مبدأ شخصية النص الجنائي‬
‫في القانون العام الداخلي وتهم شخص الملك(الفصل ‪ 46‬من‬ ‫• مؤدى هذا المبدأ أن النص الجنائي الوطني يطبق على كل مواطن‬
‫الدستور) وأعضاء البرلمان(الفصل ‪ 64‬من الدستور)‪،‬‬ ‫يحمل الجنسية الوطنية‪-‬المغربية – ولو ارتكب جريمته خارج إقليم‬
‫الدولة‪.‬‬
‫• والبعض اآلخر تقرره قواعد القانون الدولي العام وتتعلق بأعضاء‬ ‫• ولهذا المبدأ وجهان اثنان‪:‬‬
‫السلك الدبلوماسي األجنبي‪ .‬فهذه األخيرة تتمتع بحصانة تحول دون‬ ‫• وجه ايجابي أو مبدأ الشخصية االيجابية‪ ،‬ويعني تطبيق النص‬
‫خضوعها للسيادة اإلقليمية لدولة أجنبية الن ذلك من شانه المساس‬ ‫الجنائي على عل كل مواطن يحمل جنسية الدولة ارتكب جريمته في‬
‫بسيادة الدولة التي يمثلونها‪.‬‬
‫الخارج‪.‬‬
‫•‬
‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬

‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬ ‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬


‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬ ‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬

‫• ووجه سلبي او ما يسمى بالشخصية السلبية‪ ،‬والذي يسمح بتطبيق‬ ‫• ‪ -‬مبدأ عينية النص الجنائي‬
‫القانون الجنائي الوطني على كل أجنبي ارتكب جريمة ضد مواطن‬ ‫• وفقا لهذا المبدأ‪ ،‬فان النص الجنائي الوطني يطبق على كل الجرائم‬
‫مغربي مقيم بالخارج‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع الجنائي‬ ‫التي تمس المصالح األساسية والجوهرية للدولة او تشكل خطورة‬
‫المغربي اخذ بمبدأ شخصية النص الجنائي اإليجابي في نطاق‬ ‫على كيان الدولة وامنها‪ ،‬بغض النضر عن جنسيتهم او مكان‬
‫المادتان ‪707‬و‪708‬ق م ج اللتان تجيزان إمكانية تطبيق النص‬ ‫اقترافهم لها‪.‬‬
‫الجنائي المغربي على كل مواطن مغربي‬
‫• والذي حمل المشرع المغربي على تطبيق النص الجنائي الوطني‬
‫• يرتكب خارج المملكة فعال له صفة جناية أو جنحة‪ ،‬كما اخذ بمبدأ‬ ‫على األجانب في حال اقترافهم لمثل هذه الجرائم‪ ،‬ما تنطوي عليه‬
‫شخصية النص الجنائي السلبي في نطاق المادة ‪ 710‬من قانون‬ ‫هذه األخيرة من خطورة تهدد كيان الدولة واستقرارها‪،‬‬
‫المسطرة الجنائية‬
‫‪35‬‬ ‫‪36‬‬
‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬ ‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬
‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬ ‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬

‫• ويتعلق األمر بالجرائم الماسة بأمن الدولة‪ ،‬وتزييف او تزوير النقود‬ ‫• ‪ - 4‬مبدأ عالمية أو شمولية النص الجنائي‬
‫او األوراق البنكية الوطنية المتداولة بالمغرب بصفة قانونية‪ ،‬او‬ ‫• يقصد بهذا المبدأ ان كل جريمة ارتكبت داخل إقليم الدولة–المغربية‪-‬‬
‫ارتكاب جناية ضد أعوان او مقار البعثات الدبلوماسية او القنصلية‬ ‫يطبق عليها القانون الجنائي الوطني‪ ،‬مادام مرتكبها يقيم بالمغرب‬
‫بالمغرب(م ‪ 711‬ق م ج)‪.‬‬ ‫او وقع القبض عليه فيه‪ ،‬بغض النظر عن جنسيته‪ ،‬وسواء كان‬
‫فاعال أصليا ام مساهما ام مشاركا‪.‬‬
‫• ويكتسي هذا المبدا اهمية خاصة في ظل المخاطر الناجمة عن‬
‫االجرام الدولي الحديث‪ ،‬بفعل تنامي ظاهرة الجريمة وتنوع أشكالها‬
‫وأنماطها وتجاوزها حدود الدول؛ كالجريمة المنظمة عبر الوطنية‬
‫وفي مقدمتها اإلرهاب‪ ،‬واالتجار في المخدرات وتبييض االموال‪،‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ 38‬والهجرة غير المشروعة والمتاجرة بالنساء واألطفال‬

‫الفصـل الثـانـي‪ :‬أركان الجريمة‬


‫الركن القانوني للــجريمة(نتائج قاعدة شرعية التجريم والعقاب)‬

‫• ويستدعي في الوقت نفسه تضافر جهود الدول وتكثيف التعاون‬ ‫القانون الجنائي العام‬
‫والتآزر فيما بينها في مجال مكافحتها ومتابعة الجناة الذين يضبطون‬ ‫األسدس الثاني‬
‫فوق تراب إحدى الدول‪ ،‬دونما اعتبار لجنسيتهم او مكان ارتكابهم‬
‫ذ‪ .‬عبد اللطيف اهادي‬
‫لجرائمهم‪.‬‬
‫الموسم الجامعي ‪2020 – 2019‬‬
‫• والجدير بالذكر ان المشرع المغربي وان لم يكرس هذا المبدا ضمن‬
‫االفواج ‪ 4‬و ‪ 5‬و ‪6‬‬
‫المبادئ العامة للقانون الجنائي‪ ،‬إال أنه انخرط مع ذلك في العديد من‬
‫االتفاقيات الدولية الثنائية السيما تلك المتعلقة بتسليم المجرمين‪ ،‬مما‬ ‫‪ -‬ملف رقم ‪- 4‬‬
‫‪1‬‬

‫يعكس اهتمامه وانشغاله بالموضوع‬

‫‪39‬‬
‫الركن المادي‬

‫• القانون الجنائي ال يعاقب على النوايا وما يضمره الفرد في ذهنه من‬
‫أفكار إجرامية في خيال صاحبها‪.‬‬
‫الركن المادي‬ ‫• الفصل ‪:1‬‬
‫• يحدد التشريع الجنائي أفعال اإلنسان التي يعدها جرائم‪ ،‬بسبب ما‬
‫تحدثه من اضطراب اجتماعي‪ ،‬ويوجب زجر مرتكبيها بعقوبات أو‬
‫بتدابير وقائية‪.‬‬

‫الركن المادي‬ ‫• الفصل ‪115‬‬


‫• أفعال اإلنسان‪:‬‬
‫• ‪ -1‬نشاط إجرامي إيجابي أو سلبي‪:‬‬ ‫• ال يعاقب على محاولة الجنحة إال بمقتضى نص خاص في‬
‫• الركن المادي ال يتحقق دائما‪ ،‬وبالتالي نكون‪:‬‬
‫القانون‪.‬‬
‫• في صورة المحاولة حيث يشرع الجاني في تنفيذ نشاطه‬ ‫• الفصل ‪116‬‬
‫االجرامي ويتوقف عن إتمام تنفيذه لسبب خارج عن إرادته‪.‬‬
‫أو تم هذا النشاط ولكن أخفق في تحقيق النتيجة اإلجرامية‪:‬‬ ‫• محاولة المخالفة ال يعاقب عليها مطلقا‪.‬‬
‫• الفصل ‪114‬‬ ‫• الفصل ‪117‬‬
‫• كل محاولة ارتكاب جناية بدت بالشروع في تنفيذها أو بأعمال ال لبس فيها‪،‬‬
‫تهدف مباشرة إلى ارتكابها‪ ،‬إذا لم يوقف تنفيذها أو لم يحصل األثر المتوخى‬ ‫• يعاقب على المحاولة حتى في األحوال التي يكون الغرض‬
‫منها إال لظروف خارجة عن إرادة مرتكبها‪ ،‬تعتبر كالجناية التامة ويعاقب عليها‬ ‫فيها من الجريمة غير ممكن بسبب ظروف واقعية يجهلها‬
‫بهذه الصفة‪.‬‬ ‫الفاعل‪.‬‬
‫• الفصل ‪129‬‬
‫• يعتبر مشاركا في الجناية أو الجنحة من لم يساهم مباشرة في تنفيذها‬
‫الركن المادي‬ ‫ولكنه أتى أحد األفعال اآلتية‪:‬‬
‫• ‪ - 1‬أمر بارتكاب الفعل أو حرض على ارتكابه‪ ،‬وذلك بهبة أو وعد أو‬
‫تهديد أو إساءة استغالل سلطة أو والية أو تحايل أو تدليس إجرامي‪.‬‬
‫• في صور المساهمة أو المشاركة‪:‬‬ ‫• ‪ - 2‬قدم أسلحة أو أدوات أو أية وسيلة أخرى استعملت في ارتكاب‬
‫• إذا اقتصر الجاني على تنفيذ جزء من النشاط المحقق للجريمة ونفذ‬ ‫الفعل‪ ،‬مع علمه بأنها ستستعمل لذلك‪.‬‬
‫بقية األجزاء فاعل أو فاعلون آخرون أو اقتصر دوره على مجرد‬ ‫• ‪ - 3‬ساعد أو أعان الفاعل أو الفاعلين للجريمة في األعمال التحضيرية‬
‫تقديم المساعدة للفاعل األصلي المرتكبة للجريمة‪:‬‬ ‫أو األعمال المسهلة الرتكابها‪ ،‬مع علمه بذلك‪.‬‬
‫• الفصل ‪128‬‬ ‫• ‪ - 4‬تعود على تقديم مسكن أو ملجأ أو مكان لالجتماع‪ ،‬لواحد أو أكثر‬
‫من األشرار الذين يمارسون اللصوصية أو العنف ضد أمن الدولة أو‬
‫• يعتبر مساهما في الجريمة كل من ارتكب شخصيا عمال من أعمال‬ ‫األمن العام أو ضد األشخاص أو األموال مع علمه بسلوكهم اإلجرامي‪.‬‬
‫التنفيذ المادي لها‪.‬‬ ‫• أما المشاركة في المخالفات فال عقاب عليها مطلقا‪.‬‬

‫• الفصل ‪130‬‬ ‫• في صورة الفاعل المعنوي‪:‬‬


‫• إذا سخر لتنفيذ الجريمة شخصا غير مسؤول جنائيا بسبب ظروفه أو صفته الشخصية‬
‫• المشارك في جناية أو جنحة يعاقب بالعقوبة المقررة لهذه الجناية أو‬
‫الجنحة‪.‬‬ ‫• الفصل ‪131‬‬
‫• وال تؤثر الظروف الشخصية التي ينتج عنها تشديد أو تخفيف أو إعفاء‬ ‫• من حمل شخصا غير معاقب‪ ،‬بسبب ظروفه أو صفته الشخصية‪ ،‬على‬
‫من العقوبة إال بالنسبة لمن تتوفر فيه‪.‬‬ ‫ارتكاب جريمة‪ ،‬فإنه يعاقب بعقوبة الجريمة التي ارتكبها هذا الشخص‪.‬‬
‫• أما الظروف العينية المتعلقة بالجريمة‪ ،‬والتي تغلظ العقوبة أو تخفضها‪،‬‬
‫فإنها تنتج مفعولها بالنسبة لجميع المساهمين أو المشاركين في الجريمة‬
‫ولو كانوا يجهلونها‪.‬‬
‫• صورة تعدد الجرائم‬
‫• واجه المشرع المغربي تعدد الجرائم بتطبيق عقوبة الفعل األشد‪.‬‬
‫• الفصل ‪118‬‬
‫• الفعل الواحد الذي يقبل أوصافا متعددة يجب أن يوصف بأشدها‪.‬‬
‫الركن المادي‬
‫• الفصل ‪119‬‬
‫• تعدد الجرائم هو حالة ارتكاب شخص جرائم متعددة في آن واحد أو في أوقات‬ ‫• يتطلب بذلك الركن المادي التعرض للنقط التالية‪:‬‬
‫متوالية دون أن يفصل بينها حكم غير قابل للطعن‪.‬‬
‫• الفصل ‪120‬‬
‫• عناصر الركن المادي‪.‬‬
‫• في حالة تعدد جنايات أو جنح إذا نظرت في وقت واحد أمام محكمة واحدة‪ ،‬يحكم‬ ‫• المحاولة‪.‬‬
‫بعقوبة واحدة سالبة للحرية ال تتجاوز مدتها الحد األقصى المقرر قانونا لمعاقبة‬
‫الجريمة األشد‪.‬‬ ‫• المساهمة والمشاركة‪.‬‬
‫• أما إذا صدر بشأنها عدة أحكام سالبة للحرية‪ ،‬بسبب تعدد المتابعات‪ ،‬فإن العقوبة‬ ‫• الفاعل المعنوي‪.‬‬
‫األشد هي التي تنفذ‪.‬‬
‫• تعدد الجرائم‪.‬‬
‫• غير أن العقوبات المحكوم بها‪ ،‬إذا كانت من نوع واحد‪ ،‬جاز للقاضي‪ ،‬بقرار معلل‪،‬‬
‫أن يأمر بضمها كلها أو بعضها بشرط أن ال تتجاوز الحد األقصى المقرر في القانون‬
‫للجريمة األشد‪.‬‬

‫عناصر الركن المادي‬ ‫أ‪ -‬فعل‬

‫• فعل‬ ‫• ال قيام ألية جريمة بدون نشاط إجرامي يصدر من الجاني‪:‬‬


‫• نشاط إيجابي‬
‫• نتيجة‬ ‫• نشاط سلبي‬
‫• عالقة سببية‬ ‫• الفصل ‪110‬‬
‫• الجريمة هي عمل أو امتناع مخالف للقانون الجنائي ومعاقب عليه بمقتضاه‪.‬‬
‫• النشاط اإليجابي في مختلف تمظهراته من خالل األمثلة التالية‪:‬‬ ‫• الفصل ‪293‬‬
‫• الفصل ‪175‬‬ ‫• كل عصابة أو اتفاق‪ ،‬مهما تكن مدته أو عدد المساهمين فيه‪ ،‬أنشئ أو وجد للقيام‬
‫بإعداد أو ارتكاب جنايات ضد األشخاص أو األموال‪ ،‬يكون جناية العصابة‬
‫• المؤامرة هي التصميم على العمل‪ ،‬متى كان متفقا عليه ومقررا بين‬ ‫اإلجرامية بمجرد ثبوت التصميم على العدوان باتفاق مشترك‪.‬‬
‫شخصين أو أكثر‪.‬‬
‫• الفصل ‪309‬‬
‫• الفصل ‪230‬‬
‫• يعاقب بالحبس من شهر واحد إلى ثالثة من كان معتقال أو مقبوضا عليه قانونا‬
‫• كل قاض أو موظف عمومي‪ ،‬أو أحد رجال أو مفوضي السلطة‬ ‫بمقتضى حكم أو أمر قضائي من أجل جناية أو جنحة ثم هرب أو حاول الهروب‬
‫العامة أو القوة العمومية يدخل‪ ،‬بهذه الصفة‪ ،‬مسكن أحد األفراد‪،‬‬ ‫من المكان المخصص لالعتقال بأمر السلطة المختصة أو من مكان الشغل أو‬
‫رغم عدم رضائه‪ ،‬في غير األحوال التي قررها القانون‪ ،‬يعاقب‬ ‫أثناء نقله‪.‬‬
‫بالحبس من شهر إلى سنة وغرامة من مائتين إلى خمسمائة درهم‪.‬‬
‫• ويعاقب المتهم بالحبس من سنتين إلى خمس سنوات إذا كان الهروب أو‬
‫• وتطبق أحكام الفقرة الثانية من الفصل ‪ 225‬على الجريمة‬ ‫محاولته قد وقع باستعمال العنف ضد األشخاص أو بتهديدهم أو بواسطة الكسر‬
‫المنصوص عليها في هذا الفصل‪.‬‬ ‫أو نقب السجن‪.‬‬

‫• الفصل ‪317‬‬
‫• من كان قد حكم عليه باإلقامة اإلجبارية كعقوبة جنائية أصلية وفقا للفصل ‪،25‬‬
‫ثم غادر المكان أو المنطقة المحددة إلقامته دون إذن من السلطة المختصة‬
‫يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات‪.‬‬
‫• الفصل ‪382‬‬
‫• من تزيا علنا بغير حق بزي نظامي أو بذلة مميزة إلحدى الوظائف أو الصفات‬
‫أو بشارة رسمية أو وسام وطني أو أجنبي يعاقب بالحبس من ثالثة أشهر إلى‬ ‫عناصر الركن المادي‬
‫سنة وغرامة من مائتين إلى ألف درهم‪ ،‬أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط‪ ،‬ما لم‬
‫يكون الفعل ظرفا مشددا في جريمة أشد‪.‬‬

‫• وفصول أخرى‬
‫• ‪ -2‬بالنسبة لجرائم النتيجة ينبغي التمييز بين الجريمة المعاقب على محاولتها‬
‫وبين الجرائم التي ال تعاقب المحاولة فيها‪:‬‬
‫عناصر الركن المادي‬ ‫• فاألولى‪ :‬يتم فيها الركن المادي إما بتحقيق النتيجة اإلجرامية كالقتل‪ ،‬وإما‬
‫بالبدء في التنفيذ المكون للمحاولة بشروطها وفق الفصول ‪ 114‬و‪.117‬‬
‫• ‪ -1‬النشاط اإلجرامي لكي يتم به ركن الجريمة المادي يجب أن‬ ‫• الفصل ‪114‬‬
‫يتحقق في إحدى الصور‪:‬‬
‫• بالنسبة للجرائم الشكلية يتعين أن يكون وفق المادة ‪ 398‬من ق ج‪:‬‬ ‫• كل محاولة ارتكاب جناية بدت بالشروع في تنفيذها أو بأعمال ال لبس فيها‪،‬‬
‫• الفصل ‪398‬‬ ‫تهدف مباشرة إلى ارتكابها‪ ،‬إذا لم يوقف تنفيذها أو لم يحصل األثر المتوخى‬
‫منها إال لظروف خارجة عن إرادة مرتكبها‪ ،‬تعتبر كالجناية التامة ويعاقب‬
‫• من اعتدى على حياة شخص بواسطة مواد من شأنها أن تسبب الموت عاجال أو‬ ‫عليها بهذه الصفة‪.‬‬
‫آجال أيا كانت الطريقة التي استعملت أو أعطيت بها تلك المواد وأيا كانت‬
‫النتيجة‪ ،‬يعد مرتكبا لجريمة التسميم ويعاقب باإلعدام‪.‬‬ ‫• الفصل ‪117‬‬
‫• فالركن المادي ال يتحقق إال إذا كانت المواد التي أعطيت للضحية‬ ‫• يعاقب على المحاولة حتى في األحوال التي يكون الغرض فيها من‬
‫من شأنها فعال أن تسبب الموت عاجال أو آجال‪.‬‬ ‫الجريمة غير ممكن بسبب ظروف واقعية يجهلها الفاعل‪.‬‬

‫• الثانية‪ :‬الجرائم التي ال تعاقب المحاولة فيها‪ ،‬ال يتحقق ركنها المادي إال بتحقق‬
‫النتيجة اإلجرامية‪.‬‬
‫• وما دامت النتيجة لم تحصل يعتبر الركن المادي غير قائم‪.‬‬ ‫• الفصل ‪240‬‬
‫• أما النشاط السلبي المكون للركن المادي فيتحقق بمجرد الترك أو االمتناع‬
‫عن القيام بعمل إيجابي‪(:‬االمتناع جريمة واالمتناع وسيلة الرتكاب جريمة)‬ ‫• كل قاض أو موظف عمومي‪ ،‬له اختصاصات قضائية‪ ،‬امتنع من‬
‫• االمتناع جريمة‪:‬‬ ‫الفصل بين الخصوم ألي سبب كان‪ ،‬ولو تعلل بسكوت القانون أو‬
‫غموضه‪ ،‬وصمم على االمتناع‪ ،‬بعد الطلب القانوني الذي قدم إليه‬
‫• الفصل ‪209‬‬
‫ورغم األمر الصادر إليه من رؤسائه‪ ،‬يمكن أن يتابع ويحكم عليه‬
‫• يؤاخذ بجريمة عدم التبليغ عن المس بسالمة الدولة‪ ،‬ويعاقب بالحبس من‬ ‫بغرامة من مائتين وخمسين إلى ألفين وخمسمائة درهم على األكثر‪،‬‬
‫سنتين إلى خمس سنوات وغرامة من ألف إلى عشرة آالف درهم‪ ،‬كل شخص‬
‫وبالحرمان من تولي الوظائف العمومية من سنة إلى عشر سنوات‪.‬‬
‫كان على علم بخطط أو أفعال تهدف إلى ارتكاب أعمال معاقب عليها بعقوبة‬
‫جناية بمقتضى نصوص هذا الباب‪ ،‬ورغم ذلك لم يبلغ عنها فورا السلطات‬
‫القضائية أو اإلدارية أو العسكرية بمجرد علمه بها‪.‬‬
‫•‬
‫• الفصل ‪299‬‬
‫• في غير الحالة المنصوص عليها في الفصل ‪ ،209‬يعاقب بالحبس‬
‫من شهر إلى سنتين وغرامة من مائتين إلى ألف درهم‪ ،‬أو بإحدى هاتين‬
‫العقوبتين وحدها‪ ،‬من علم بوقوع جناية أو شروع فيها ولم يشعر بها السلطات‬
‫فورا‪.‬‬
‫• االمتناع وسيلة الرتكاب جريمة‪:‬‬
‫• تضاعف العقوبة إذا كان ضحية الجناية أو ضحية محاولة ارتكاب الجناية طفال‬
‫• يجرم المشرع الواقعة التي حصلت أمام الممتنع الذي كان في إمكانه منع‬
‫تقل سنه عن ثمان عشرة سنة‪.‬‬
‫حدوثها‪ ،‬ولكنه لم يفعل‪:‬‬
‫• يستثنى من تطبيق الفقرتين السابقتين أقارب الجاني وأصهاره إلى غاية الدرجة‬
‫• حالة الغرق‪ ،‬السرقة‪...‬لكنه امتنع قاصدا حصول النتائج‪.‬‬
‫الرابعة‪ .‬وال يسري هذا االستثناء إذا كان ضحية الجناية أو محاولة ارتكاب‬
‫الجناية طفال تقل سنه عن ثمان عشرة سنة ‪.‬‬ ‫• هل نتابع عن نتيجة الفعل األصلي أم عن عدم التبليغ؟‬
‫• االمتناع عن أداء الشهادة ‪430‬؛‬ ‫• فيعد بذلك قاتال للغريق ومحدثا للجروح التي أصابت األعمى‪ ،‬ألن امتناعه عن‬
‫التدخل يكون الركن المادي لتلك الجرائم‪.‬‬
‫• عدم التدخل لمنع وقوع جريمة ‪431‬؛‬
‫• االمتناع عن تقديم المساعدة ‪...468‬‬

‫• ‪ -1‬مجرد االمتناع وعدم التدخل‬


‫• ال ترتكب بهما جريمة عمدية إيجابية كمبدأ عام المادتين ‪ 431 – 430‬تقرران‬
‫عقوبات جنحية لمن أمسك عمدا عن منع وقوع جناية أو جنحة‪ .‬أو عن تقديم‬
‫مساعدة لشخص في خطر‪.‬‬

‫• موقف المشرع الجنائي المغربي‪:‬‬


‫• سلك المشرع الجنائي المغربي موقفا وسطا‪ ،‬بحيث لم يعتبر االمتناع كافيا‬ ‫• ‪ -2‬عدم التدخل لمنع وقوع جريمة‬
‫الرتكاب الجريمة اإليجابية إخالصا منه للنظرية التقليدية‪.‬‬ ‫• يكون جريمة مستقلة – المادة ‪-430‬‬
‫• وتتلخص أحكام القانون الجنائي في القواعد األربع التالية‪:‬‬ ‫• الفصل ‪430‬‬
‫• من كان في استطاعته‪ ،‬دون أن يعرض نفسه أو غيره للخطر‪ ،‬أن يحول بتدخله‬
‫المباشر دون وقوع فعل يعد جناية أو دون وقوع جنحة تمس السالمة البدنية‬
‫لألشخاص‪ ،‬لكنه أمسك عمدا عن ذلك‪ ،‬يعاقب بالحبس من ثالثة أشهر إلى خمس‬
‫سنوات وغرامة من مائتين إلى ألف درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط‪.‬‬
‫•‬
‫• ‪ -3‬االمتناع المتعمد‬ ‫• ‪ -4‬الجرائم الماسة باألطفال والعجزة الناتجة عن الترك أو التعرض للخطر قد‬
‫يعاقب عليها بالعقوبة المقررة لحالة ارتكابها بوسائل إيجابية‪.‬‬
‫• عن تقديم المساعدة لشخص في خطر تنشأ عنه جريمة مستقلة ويعاقب عليها‬
‫بعقوبة جنحية‪ -‬المادة ‪.431‬‬ ‫• الفصول ‪ 392‬إلى ‪ .396‬والمادة ‪ 463‬وكذلك المواد من ‪ 408‬إلى ‪.411‬‬
‫• الفصل ‪463‬‬
‫• الفصل ‪431‬‬
‫• إذا نتج عن التعريض للخطر أو الترك موت الطفل أو العاجز‪ ،‬وكانت لدى‬
‫• من أمسك عمدا عن تقديم مساعدة لشخص في خطر‪ ،‬رغم أنه كان يستطيع أن‬
‫يقدم تلك المساعدة إما بتدخله الشخصي وإما بطلب اإلغاثة‪ ،‬دون تعريض نفسه‬ ‫الجاني نية إحداثه‪ ،‬فإنه يعاقب بالعقوبات المقررة في الفصول ‪ 392‬إلى ‪،397‬‬
‫على حسب األحوال‪.‬‬
‫أو غيره ألي خطر‪ ،‬يعاقب بالحبس من ثالثة أشهر إلى خمس سنوات وغرامة‬
‫من مائتين إلى ألف درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط‪..‬‬

‫ب‪ -‬نتيجة إجرامية‬


‫• النتيجة بمثابة ما يشخصه االعتداء من تغيير في العالم الخارجي وما يمثله من‬
‫انتهاك ألحد حقوق الجماعة‪.‬‬

‫ب‪ -‬نتيجة إجرامية‬ ‫• النتيجة إذن هي التغيير الذي تحدثه الجريمة في العالم الخارجي الذي يشمل‬
‫الواقع المادي والواقع المعنوي النفسي‪:‬‬
‫• القتل – خيانة األمانة – السرقة‪...‬‬

‫• اعتبار النتيجة كأحد عناصر الركن المادي ال تتحقق الجريمة‬


‫بدونه قائم على مبدأ أن التجريم ال يتعلق إال باالعتداء الفعلي‬
‫على أحد حقوق الجماعة‪.‬‬
‫ب‪ -‬نتيجة إجرامية‬

‫• غير أن هذا المبدأ كثيرا ما يخرج عنه المشرع الجنائي بتجريمه‬


‫للتصرفات التي يرى فيها تهديدا باالعتداء وخطرا على المجتمع‪.‬‬
‫• بذلك ينبغي التمييز بين الجرائم الشكلية وجرائم النتيجة‪.‬‬
‫ج‪ -‬عالقة سببية‬
‫• الجرائم الشكلية ال تتطلب النتيجة كعنصر في الركن المادي‪.‬‬

‫ج‪ -‬عالقة سببية‬ ‫ج‪ -‬عالقة سببية‬


‫ثبوت حصول وقيام عالقة سببية بين نشاط الجاني وبين النتيجة‬ ‫•‬ ‫• تثور صعوبة تفسير العالقة السببية عندما تشترك مع نشاط الجاني‬
‫اإلجرامية‪.‬‬ ‫أسباب أخرى في إحداث النتيجة وكان ذلك النشاط وحده عاجز عن‬
‫بمعنى أن النشاط هو السبب المباشر لحصول النتيجة‪ ،‬وإذا انتفت‬ ‫•‬ ‫تحقيقها وهذه األسباب قد تكون سابقة كمرض؛ معاصرة للجريمة‬
‫هذه العالقة انتفت الجريمة‪.‬‬ ‫كجرح الضحية بأداة ملوثة ؛ الحقة لفعل الجاني كإهمال الضحية‪.‬‬
‫هذا العنصر خاص بجرائم النتيجة دون الشكلية التي ال وجود فيها‬ ‫•‬ ‫• ما الحل؟ هل نؤاخذ الجاني بالنتيجة التي تحققت؟‬
‫لهاته العالقة‪.‬‬
‫• أم نقتصر على مساءلته على فعله المباشر‪ ،‬وما عدا‬
‫تتطلب العالقة السببية مجهودا من القاضي في الكشف عن وجودها‬ ‫•‬ ‫ذلك ينسب إلى شخص آخر أو للضحية أو للقدر؟‬
‫بإبراز التسلسل الطبيعي بين الفعل والنتيجة‪.‬‬
‫ج‪ -‬عالقة سببية‬ ‫ج‪ -‬عالقة سببية‬
‫ينظر الفقه إلى فعل الجاني ما إذا كان كافيا إلحداث النتيجة التي وقعت أم‬ ‫•‬ ‫فالنشاط هو الذي مهد لتدخل األسباب األخرى‪ ،‬ولواله لما حدثت‬ ‫•‬
‫ال؟‬ ‫الجريمة المسؤول عنها‪،‬‬
‫وإذا لم يكن‪ ،‬فهل كان في اإلمكان حدوثها لوال ذلك الفعل؟‬ ‫•‬ ‫لهذا الرأي وجاهته من حيث حماية المجتمع وتمنع الجاني من‬ ‫•‬
‫رأي أول يشترط لمساءلة الجاني أن يكون نشاطه كافيا إلحداث النتيجة‬ ‫•‬ ‫التحجج بأسباب أجنبية عن النشاط‪.‬‬
‫التي وقعت ‪ ،‬وإال اقتصرت مسؤوليته على نشاطه المباشر فقط ضرورة‬
‫كفاية فعل الجاني إلحداث النتيجة‪.‬‬ ‫من العدالة مع المساءلة التخفيف في العقوبة‪.‬‬ ‫•‬
‫رأي ثاني وضع معيارا أكثر صرامة ضد الجاني يتلخص في أن‬ ‫•‬ ‫رأي ثالث اعتبر أن هده األسباب المضافة إلى النشاط إذا كانت‬ ‫•‬
‫المسؤولية تتقرر في كل حالة يكون فيها النشاط االجرامي ضروري‬
‫إلحداث النتيجة ولو لم يكن كافيا وحده لوقوعها‪:‬‬ ‫منتظرة حسب العادي من األحوال فإنه ال يلتفت إليها وتعتبر كأن لم‬
‫تحدث‪ ،‬أما إذا كانت غير عادية فتجب مسؤولية الجاني وتقصرها‬
‫الجرح المقترن بإهمال الطبيب= قتل الخطأ‬ ‫•‬ ‫على فعله المباشر فقط‪.‬‬
‫إضرام النار المقرون برياح= قتل عمد = حسب األحوال‬ ‫•‬

‫ج‪ -‬عالقة سببية‬


‫يعاب على هذا الراي أنه يجعل مقياس المسؤولية هو توقع الجاني او‬ ‫•‬
‫عدم توقعه لما يترتب على نشاطه المباشر‪.‬‬
‫التوجه الواقعي‪:‬‬ ‫•‬
‫يجب تقدير المسؤولية بناء على خطورة الجاني وعمله اإلجرامي‪.‬‬ ‫•‬ ‫المحاولة‬
‫التوجه القانوني‪:‬‬ ‫•‬
‫ال يحدد معيار صريح لرابطة السببية‪ ،‬وهو ما يفيد بأن المشرع ترك‬ ‫•‬
‫المجال للقضاء ليقرر في كل قضية التحقق من وجود رابطة السببية‬
‫أو انعدامها‪.‬‬
‫المحاولة‬ ‫المحاولة‬

‫• يتطلب فهم المحاولة الوقوف على‪:‬‬ ‫• مراحل ارتكاب الجريمة‬


‫• مراحل ارتكاب الجريمة؛‬
‫• ال ينفذ المشروع اإلجرامي دفعة واحدة‪ ،‬وإنما يسبق النتيجة اإلجرامية التي‬
‫• عناصر المحاولة؛‬
‫يستهدفها الجاني مراحل معينة‪ ،‬تنطلق من مجرد فكرة تراود عقل الجاني‬
‫• صور المحاولة (الموقوفة‪ -‬الخائبة‪ -‬المستحيلة)‬ ‫ووجدانه‪ ،‬قد يتخلى عنها وقد يعقد العزم على ارتكابها ‪ .‬وإذا صمم الجاني‬
‫• عقاب المحاولة‪.‬‬ ‫على تنفيذ جريمته‪ ،‬فإنه يبدأ في اإلعداد والتحضير لها؛ كشراء سالح أو‬
‫أداة تستخدم في تنفيذها‪.‬فإذا ما انتهى من هذا اإلعداد أقدم على تنفيذ جريمته‬
‫حتى بلوغ النتيجة المجرمة‪.‬‬

‫المحاولة‬ ‫موقف القانون الجنائي المغربي‬


‫النصوص القانونية‬
‫• أما إذا تم البدء في التنفيذ وانعدم العدول االختياري ولم تتحقق النتيجة التي كان‬
‫يترجاها الجاني‪ ،‬فإننا نكون أمام محاولة وبناءا عليه ‪ ،‬فإنه يتعين التمييز بين‬
‫الفصل ‪ : 114‬كل محاولة ارتكاب جناية بدت بالشروع في تنفيذها أو بأعمال ال لبس فيها‪،‬‬
‫مرحلتين سابقتين للمحاولة وهما مرحلة التفكير في الجريمة ومرحلة التحضير‬
‫تهدف مباشرة إلى إرتكابها‪ ،‬إذا لم يوقف تنفيذها أو لم يحصل األثر المتوخى منها إال لظروف‬
‫لها ‪.‬‬ ‫خارجة عن إرادة مرتكبها‪ ،‬تعتبر كالجناية التامة ويعاقب عليها بهذه الصفة‪.‬‬
‫• اختلف الفقه حول معيار تمييز المحاولة عن األعمال التحضيرية فذهب فريق‬
‫الفصل ‪ :115‬ال يعاقب على محاولة الجنحة إال بمقتضى نص خارج في القانون‪.‬‬
‫إلى األخذ ب‬
‫التركيز على الركن المادي للمحاولة‬ ‫•المعيار الموضوعي‪:‬‬ ‫‪.‬الفصل ‪ : 116‬محاولة المخالفة ال يعاقب عليها مطلقا‬

‫التركيز على القصد الجنائي لدى الفاعل‬ ‫• المعيار الشخصي‪:‬‬ ‫الفصل ‪ :117‬يعاقب على المحاولة حتى في األحوال التي يكون الغرض فيها من الجريمة غير‬
‫ممكن بسبب ظروف واقعية يجهلها الفاعل‬
‫المحاولة‬ ‫عناصر المحاولة‬
‫• حرصا منه على تفادي العيوب التي تعتري االتجاهين‬ ‫ال وجود للمحاولة إذا لم يتوفر البدء في التنفيذ أو العمل الذي‬
‫البدء في‬
‫(الموضوعي والشخصي)‪ ،‬عمل المشرع الجنائي المغربي على‬ ‫ال لبس فيه والهادف مباشرة إلى ارتكاب الجريمة ألن ما دون‬
‫ذلك يعتبر مجرد أعمال تحضيرية‬ ‫التنفيذ‬
‫المزج بين عناصرهما‪ .‬وهكذا وبالرجوع إلى الفصل ‪ 114‬ق ج‬
‫نجده قد اشترط البدء في التنفيذ‪ ،‬حيث أورد عبارة"كل محاولة‬
‫ارتكاب جناية بدت بالشروع في تنفيذها‪ ،"..‬وهو تطبيق للمعيار‬ ‫انعدام العدول ال تتحقق المحاولة المعاقب عليها كلما كان توقيف نشاط الفاعل‬
‫• تت‬
‫الموضوعي‪ .‬إال أنه أضاف عبارة"أو بأعمال ال لبس فيها تهدف‬ ‫أو الحيلولة دون حصول النتيجة راجعا إلى إرادة الفاعل و‬ ‫االرادي‬
‫مباشرة الى ارتكابها‪ "..‬وفي هذا أخذ بالمعيار الشخصي‪.‬‬ ‫اختياره‬

‫المحاولة‬ ‫المحاولة‬
‫• صور المحاولة‬
‫يكون العدول اإلرادي كلما كان توقف الفاعل عن إتمام الفعل‬ ‫العدول‬ ‫الجريمة الموقوفة‪ :‬كل جريمة يبدأ الفاعل في تنفيذها أال أنه يتوقف عنى إتمام‬
‫نابعا من إرادته واختياره‬ ‫هذا التنفيذ لسبب خارجي عن إرادته ‪ ،‬كإلقاء القبض عليه مثال (قتل‪ ،‬اغتصاب‪)...‬‬
‫أي دون أن يكون مضطرا إليه بإكراه مادي أو معنوي‬
‫اإلرادي‬
‫الجريمة الخائبة‪ :‬كل جريمة أتى الفاعل ركنها المادي واستنفذ كل‬
‫األنشطة اإلجرامية التي اعتقد أنها ستوصله إلى النتيجة إال أن مسعاه خاب‬
‫بالنسبة للمرحلة التي يعتد فيها بالعدول‬ ‫وفشل ‪ ،‬دون تدخل أي عامل أجنبي أو عدول من قبله كالخطأ في التصويب‬
‫‪...‬‬
‫الجرائم الشكلية ‪ :‬كقاعدة التوقف اإلرادي قبل إنهاء النشاط الذي يكون الركن المادي‬ ‫الجريمة المستحيلة‪ :‬كل جريمة ال تتحقق فيها النتيجة المتوخاة من نشاط الجاني‬
‫جرائم النتيجة ‪ :‬يبقى العدول ممكنا إلى أن تتحقق النتيجة‬ ‫الستحالة ذلك إما من الناحية القانونية (من يستولي على منقوالت قاصدا سرقتها فيتضح أنها‬
‫في ملكه) أو المادية ( من يضع مادة يعتقدها سامة في طعام آلخر وهو يقصد تسميمه في حين‬
‫أنها ليست كذلك)‬
‫المحاولة‬ ‫المحاولة‬

‫• نطاق المحاولة‬ ‫• في نطاق الجرائم الشكلية السلبية ال يمكن أن تتحقق المحاولة؛ كما في‬
‫• يمكن تصور المحاولة في الجرائـم العمديـة وفي الجرائم البسيطة وفي جرائم‬ ‫جريمة االمتناع عن أداء النفقة المحكوم بها‪ ،‬وعدم التصريح باالزدياد‪،‬‬
‫النتيجة التي يتطلب المشرع في نمـوذجها القانـوني توافـر نتيجة إجرامية معينـة‪.‬‬ ‫فهي إما أن ترتكب تامة وإما أال يتحقق فيها وصف الجريمة بالمرة‪.‬‬
‫• غيـر متصـورة في جرائم غير العمديـة‪ ،‬والجرائم االعتياديـة التي تتطـلب‬ ‫• وبالمقابل يمكن تصور المحاولة في صورة الجريمة الموقوفة في نطاق‬
‫تكـرار الفعـل مرتيـن أو أكثر كجـريمة التسـول مثال‬ ‫الجرائم الشكلية االيجابية؛ كجريمة التسميم (ف ‪398‬ق ج)‪ ،‬وتزييف‬
‫النقود (ف ‪ 334‬ق ج)‪ .‬ففي هذه الجرائم تتحقق المحاولة متى تم إيقاف‬
‫• وبالنسبة لجرائم الشكلية فإذا كانت المحاولة غير متصورة مطلقا في صورة‬ ‫الجاني قبل إنهاء األعمال المكونة للنشاط اإلجرامي؛ كضبط الجاني مثال‬
‫الجريمة الخائبة والمستحيلة‪ ،‬إال أنه بالنسبة لصورة الجريمة الموقوفة ينبغي‬ ‫وهو يدس المادة السامة في شراب –أو أكل‪ -‬مهيأ للتناول‬
‫التمييز بين حالة ارتكابها بفعل إيجابي‪ ،‬والرتكابها بفعل سلبي‪:‬‬
‫• ‪.‬‬

‫المحاولة‬

‫• العقاب على المحاولة‬


‫• محاولة الجناية‪ :‬يعاقب عليها بالعقوبة المقررة للجناية التامة (الفصل‬
‫‪.) 114‬‬ ‫المساهمة والمشاركة‬
‫• محاولة الجنحة‪ :‬يعاقب عليها إذا نص القانون صراحة على ذلك بالعقوبة‬
‫المقررة لهذه الجنحة (الفصل ‪)115‬‬
‫• محاولة المخالفة‪ :‬غير معاقب عليها إطالقا (الفصل ‪)116‬‬
‫المساهمة والمشاركة‬

‫• تعدد الجناة في الجريمة يتم من الناحية القانونية في إحدى صورتين‪:‬‬


‫• األولى‪ :‬يقوم كل واحد من الجناة بتنفيذ بعض الوقائع المادية للجريمة‬ ‫أوال‪ :‬المساهم‬
‫= المساهم‬
‫• الثانية‪ :‬أن يقوم أحد الجناة بتنفيذ الوقائع والعناصر المادية للجريمة‬
‫بمفرده في حين تقتصر مهمة اآلخرين على القيام بأفعال ثانوية غير‬
‫داخلية في عناصر الجريمة كما حددها القانون= المشارك‬

‫أوال‪ :‬المساهم‬ ‫أوال‪ :‬المساهم‬


‫• المساهمة تتحقق في الحاالت التالية‪:‬‬

‫• الفصل ‪128‬‬ ‫• أ‪ -‬كل من ارتكب عمال من أعمال التنفيذ المادي للجريمة يعتبر مساهما‪ ،‬أي‬
‫فاعال أصليا سواء كان تعاونه مع المجرم أو المجرمين عن طريق االتفاق أو‬
‫• يعتبر مساهما في الجريمة كل من ارتكب شخصيا عمال من أعمال التنفيذ‬ ‫جمعتهم الصدفة فحصل اتفاق ضمني؛‬
‫المادي لها‪.‬‬
‫• ب‪ -‬إذا اعتبر المشرع أن القيام ببعض األعمال مساهمة في الجريمة بنص‬
‫• صفة مساهم في الجريمة ال تقتصر على حالة التنفيذ الفعلي لبعض األعمال‬ ‫تشريعي وإن لم تكن تلك األعمال داخلة في الركن المادي للجريمة (المحرض‪،‬‬
‫المكونة للركن المادي للجريمة‪،‬‬ ‫المدبر‪)...‬‬
‫• وإنما قد تتحقق وإن لم ينفذ الفاعل شيئا من العمل المادي للجريمة‪.‬‬ ‫• ج‪ -‬إذا ثبت وجود االتفاق والتصميم بين الفاعلين على تنفيذ الجريمة‪ ،‬فتتحقق‬
‫المساهمة وكأن العمل الذي يقوم به بعض المساهمين في االتفاق ال يدخل في‬
‫األعمال التنفيذية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المساهم‬

‫• تتحقق المساهمة في حالة ثبوت االتفاق والتصميم ولو‬


‫لم يعرف من قام بالفعل المادي من المساهمين‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المشارك‬

‫ثانيا‪ :‬المشارك‬
‫ثانيا‪ :‬المشارك‬
‫• الفصل ‪129‬‬
‫• يعتبر مشاركا في الجناية أو الجنحة من لم يساهم مباشرة في تنفيذها ولكنه أتى أحد األفعال اآلتية‪:‬‬
‫• على عكس المساهمة ال يقوم المشارك بأعمال مادية من‬ ‫• ‪ - 1‬أمر بارتكاب الفعل أو حرض على ارتكابه‪ ،‬وذلك بهبة أو وعد أو تهديد أو إساءة استغالل سلطة أو‬
‫قبيل تنفيذ الجريمة وإنما يساعد الفاعل األصلي بأعمال‬ ‫والية أو تحايل أو تدليس إجرامي‪.‬‬
‫• ‪ - 2‬قدم أسلحة أو أدوات أو أية وسيلة أخرى استعملت في ارتكاب الفعل‪ ،‬مع علمه بأنها ستستعمل لذلك‪.‬‬
‫تحضيرية أو يشجعه على ارتكاب الجريمة من خالل القيام‬ ‫• ‪ - 3‬ساعد أو أعان الفاعل أو الفاعلين للجريمة في األعمال التحضيرية أو األعمال المسهلة الرتكابها‪،‬‬
‫باألفعال المنصوص عليها في المادة ‪.129‬‬ ‫مع علمه بذلك‪.‬‬
‫• ‪ - 4‬تعود على تقديم مسكن أو ملجأ أو مكان لالجتماع‪ ،‬لواحد أو أكثر من األشرار الذين يمارسون‬
‫اللصوصية أو العنف ضد أمن الدولة أو األمن العام أو ضد األشخاص أو األموال مع علمه بسلوكهم‬
‫اإلجرامي‪.‬‬
‫• أما المشاركة في المخالفات فال عقاب عليها مطلقا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المشارك‬

‫• بذلك يعالج موضوع المشاركة من خالل ضرورة التعرض للنقط التالية‪:‬‬


‫• أساس العقاب على أفعال المشاركة؛‬
‫• صور المشاركة أو أركان جريمة المشاركة؛‬
‫‪ -1‬أساس العقاب‬
‫• عقوبة المشاركة‪.‬‬

‫‪ -1‬أساس العقاب‬
‫• عمل الشريك مرتبط بتنفيذ الجريمة‪،‬‬
‫• ضرورة وجود عالقة سببية بين الفاعل األصلي والشريك من خالل هدف‬
‫تحقيق الجريمة كما لو كانت بإيعاز أو مساعدة من الشريك‪.‬‬
‫• لذلك اختلف الفقه بشأن المبرر القانوني للعقاب‪:‬‬ ‫‪ -2‬أركان المشاركة‬
‫• نظرية استعارة اإلجرام من الفاعل األصلي (فرنسا) ويترتب عنها اآلثار التالية‪:‬‬
‫• معاقبة الشريك مقترن بتحقق الفعل األصلي‪ :‬امتناع الفاعل عن التنفيذ يحول دون‬
‫عقاب الشريك‪.‬‬
‫• الظروف العينية المتعلقة بالجريمة ذاتها والتي تشدد أو تخفف من العقوبة تنتج‬
‫آثارها بالنسبة للشريك ولو كلن ال يعلمها‪.‬‬
‫‪ 1-2‬الشرط المفترض أو وجود فعل أصلي‬
‫‪ -2‬أركان المشاركة‬
‫معاقب عليه‬
‫• نستخلص من المادتين ‪ 129‬و‪ 130‬من ق‪ .‬ج أن المشاركة في‬ ‫• ‪ -‬إتيان سلوك يدخل ضمن حاالت المادة ‪،129‬‬
‫الجريمة تقتضي اجتماع ركنين أساسيين‪:‬‬ ‫• ‪ -‬قصد التدخل في نشاط الفاعل األصلي‪.‬‬
‫• ركن مادي قوامه إتيان الجاني نشاطه في صورة من الصور المبينة‬ ‫• ‪ -‬الفعل الذي يساهم به المشارك معاقب عليه في ق‪.‬ج‪.‬‬
‫قانونا؛‬ ‫• ‪ -‬شرط يجب التحقق من توافره قبل البحث في مدى توافر ركني المشاركة‬
‫المشار إليهما‪.‬‬
‫• ركن معنوي قوامه حصول المشاركة بقصد جنائي‪.‬‬
‫• من المتعين قبل تحقق هذين الركنين أن يتوافر ثمة شرط مفترض‬
‫مؤداه وقوع فعل أصلي معاقب عليه كجريمة‪.‬‬

‫‪ 1-2‬الشرط المفترض أو وجود فعل أصلي‬ ‫‪ 1-2‬الشرط المفترض أو وجود فعل أصلي‬
‫معاقب عليه‬ ‫معاقب عليه‬
‫• ‪ -‬ذاك ما حرصت محكمة النقض على تأكيده صراحة في بعض قراراتها‪:‬‬ ‫• أ‪ -‬ضرورة وجود فعل أصلي معاقب عليه‪:‬‬
‫• «يعتبر مشاركا من ساعد أو أعان الفاعل في األعمال التحضيرية أو المسهلة‬ ‫• لما كان المشرع ال يجرم فعل المشاركة لذاته وإنما لما يؤدي إليه من نتيجة غير‬
‫الرتكاب الجريمة مع علمه بذلك‪ ،‬ولكي يكون فعل المشارك خاضعا لعقوبة‬ ‫مشروعة كانت المشاركة تقتضي بطبيعتها وقوع فعل معاقب‪.‬‬
‫الفصل ‪ 353‬من ق‪.‬ج أن يكون هناك فاعل اصلي قابل ألن تناله العقوبة»‪.‬‬
‫• وينبني على هذا االعتبار أن العمل المكون للمشاركة ال تمثله دائرة التجريم إذا‬
‫• هذا الشرط المفترض تبعة من تبعات نظام استعارة التجريم حيث يعتبر عمل‬ ‫كان الفعل األصلي ال يعد جريمة كالتحريض على االنتحار‪،‬‬
‫المشارك عمال مرتبطا بنشاط الفاعل األصلي نفسه الذي منه يستمد الصفة غير‬
‫المشروعة‪.‬‬ ‫• أو إذا وقف الفاعل عند األعمال التحضيرية أو عند المحاولة وكانت المحاولة‬
‫غير معاقب عليها‪.‬‬
‫• أو إذا بدأ الفاعل في تنفيذ الجريمة ثم عدل عن اتمامها باختياره‪،‬‬
‫‪ 1-2‬الشرط المفترض أو وجود فعل أصلي‬ ‫‪ 1-2‬الشرط المفترض أو وجود فعل أصلي‬
‫معاقب عليه‬ ‫معاقب عليه‬
‫• وكذلك الحكم لو كان الفعل الذي ارتكبه الفاعل األصلي مجردا من الصفة غير‬ ‫• ال عبرة إذن لما يطرأ للفاعل من عوارض أو أسباب‬
‫المشروعة كأن يساعد المشارك شخصا في حالة دفاع شرعي او إذا سقطت‬
‫الجريمة التي ارتكبها الفاعل األصلي بالتقادم أو العفو الشامل أو إلغاء القانون‪.‬‬ ‫واقعية أو قانونية تحول دون محاكمته أو معاقبته‪.‬‬
‫• ب‪ -‬كفاية وجود فعل أصلي معاقب عليه‪:‬‬ ‫• فمحاكمة المشارك جائزة ولو كان الفاعل مجهوال أو في‬
‫• ‪ -‬ال يشترط أن يكون عقاب الفاعل ممكنا‪ ،‬بمعنى أنه ليس تمة تالزم ضروري‬ ‫حالة قرار أو توفي‪...‬‬
‫بين العقاب على الفعل وعقاب فاعله‪،‬‬
‫• ‪ -‬تبعية المشارك تقتصر على وصف الفعل وليس عقاب الفاعل‪.‬‬

‫‪ 2-2‬الركن المادي‬
‫• هو النشاط االجرامي الذي يقترفه المشارك وما يترتب عليه من آثار‪.‬‬
‫• احتراما لمبدأ الشرعية الجنائية فقد حصر المشرع هذا النشاط في صور معينة‬
‫‪ 2-2‬الركن المادي‬ ‫ال تقوم المشاركة بدونها‪.‬‬
‫• أ‪ -‬التعداد القانوني للصور التي يتحقق بها النشاط المادي في المشاركة‪ :‬المادة‬
‫‪:129‬‬
‫• األمر أو التحريض؛‬
‫• تقديم وسيلة ارتكاب جريمة؛‬
‫• المساعدة أو اإلعانة على األعمال التحضيرية للجريمة أو المسهلة الرتكابها؛‬
‫• التعود على تقديم مسكن أو ملجأ‪.‬‬
‫‪ 3-2‬الركن المعنوي‬

‫• المادة ‪ 129‬صريحة‪:‬‬
‫• ‪ -‬حصول المشاركة بقصد جنائي‪:‬‬
‫‪ 3-2‬الركن المعنوي‬ ‫• ثبوت نية المشاركة في الجريمة التي يرتكبها الفاعل األصلي‪.‬‬
‫• المادة ‪ : 129‬تؤكد علم الجاني باستعمال الوسيلة الرتكاب الفعل اإلجرامي‪.‬‬
‫• «‪...‬قدم‪ ، ...‬مع علمه بأنها ستستعمل لذلك‪ ....‬ساعد أو أعان الفاعل أو‬
‫الفاعلين للجريمة‪ ،...‬مع علمه بذلك‪ ...‬تعود على تقديم مسكن أو ملجأ أو‬
‫مكان لالجتماع‪... ،‬مع علمه بسلوكهم اإلجرامي‪.‬‬

‫‪ -3‬عقوبة المشاركة‬

‫• نصت المادة ‪ 130‬من ق‪.‬ج على العقوبات‪:‬‬


‫‪ -3‬عقوبة المشاركة‬ ‫• عقوبة الفعل المقررة في الجناية أو الجنحة؛‬
‫• ال تؤثر الظروف الشخصية التي ينتج عنها تشديد أو تخفيف أو إعفاء من‬
‫العقوبة إال بالنسبة لمن تتوفر فيه‪،‬‬
‫• أما الظروف العينية المتعلقة بالجريمة والتي تؤثر على العقوبة فإنها تنتج أثرها‬
‫بالنسبة لجميع المساهمين أو المشاركين في الجريمة ولو كانوا يجهلونها‪.‬‬
‫• استعارة العقاب‪.‬‬
‫الفاعل المعنوي‬

‫• المادة ‪ 131‬من ق‪.‬ج‪:‬‬

‫الفاعل المعنوي‬ ‫• «من حمل شخصا غير معاقب‪ ،‬بسبب ظروفه أو صفته الشخصية‪،‬‬
‫على ارتكاب جريمة‪ ،‬فإنه يعاقب بعقوبة الجريمة التي ارتكبها هذا‬
‫الشخص»‬
‫• إقرار المشرع لنظرية الفاعل المعنوي للجريمة؛‬
‫• الفاعل المعنوي غير المباشر من يدفع إلى ارتكاب الجريمة منفذا ال يجوز تقرير‬
‫مسؤوليته عنها‪.‬‬

‫الفاعل المعنوي‬ ‫الفاعل المعنوي‬

‫• إذن هو الذي يسخر غيره في تنفيذ الجريمة فيكون في يده بمثابة أداة‬ ‫• إذن الجريمة تتم بفاعلين‪:‬‬
‫يستعين بها في تحقيق عناصرها‪.‬‬ ‫• ‪ -‬مادي‪ :‬يقوم بتنفيذ الجريمة دون أن تتوفر لديه المسؤولية الجنائية‪.‬‬
‫• مثال‪:‬‬ ‫• ‪ -‬معنوي‪ :‬يقوم بتسخير األول لتنفيذ الجريمة‪.‬‬
‫• ‪ -‬إغراء مجنون؛‬ ‫• ‪ -‬تبرير نظرية الفاعل المعنوي ؛‬
‫• ‪ -‬دفع الطفل إلضرام النار؛‬ ‫• ‪ -‬نطاق نظرية الفاعل المعنوي‪.‬‬
‫• ‪ -‬طلب معطف من خادم في مطعم مملوك للغير فيمكنه الخادم منه وهو‬
‫معتقد بأنه له‪.‬‬
‫تعدد الجرائم‬

‫• حالة ارتكاب شخص جرائم متعددة في آن واحد أو‬


‫تعدد الجرائم‬ ‫في أوقات متوالية دون أن يفصل بينها حكم غير قابل‬
‫للطعن‪.‬‬
‫• المتابعة عن الفعل األشد؛‬
‫• تطبق العقوبة األشد‪.‬‬

‫تعدد الجرائم‬ ‫تعدد الجرائم‬

‫• الفصل ‪118‬‬ ‫• الفصل ‪120‬‬


‫• الفعل الواحد الذي يقبل أوصافا متعددة يجب أن يوصف بأشدها‪.‬‬ ‫• في حالة تعدد جنايات أو جنح إذا نظرت في وقت واحد أمام محكمة واحدة‪،‬‬
‫• الفصل ‪119‬‬ ‫يحكم بعقوبة واحدة سالبة للحرية ال تتجاوز مدتها الحد األقصى المقرر قانونا‬
‫لمعاقبة الجريمة األشد‪.‬‬
‫• تعدد الجرائم هو حالة ارتكاب شخص جرائم متعددة في آن واحد أو في أوقات‬
‫متوالية دون أن يفصل بينها حكم غير قابل للطعن‪.‬‬ ‫• أما إذا صدر بشأنها عدة أحكام سالبة للحرية‪ ،‬بسبب تعدد المتابعات‪ ،‬فإن العقوبة‬
‫األشد هي التي تنفذ‪.‬‬
‫• غير أن العقوبات المحكوم بها‪ ،‬إذا كانت من نوع واحد‪ ،‬جاز للقاضي‪ ،‬بقرار‬
‫معلل‪ ،‬أن يأمر بضمها كلها أو بعضها بشرط أن ال تتجاوز الحد األقصى المقرر‬
‫في القانون للجريمة األشد‪.‬‬
‫تعدد الجرائم‬
‫• الفصل ‪121‬‬
‫• تضم العقوبات المالية سواء كانت أصلية أو مضافة إلى عقوبة سالبة للحرية‪ ،‬إال‬
‫إذا قرر الحكم خالف ذلك بعبارة صريحة‪.‬‬
‫القانون الجنائي العام‬
‫• الفصل ‪122‬‬ ‫األسدس الثاني‬
‫ذ‪ .‬عبد اللطيف اهادي‬
‫• في حالة تعدد الجنايات أو الجنح‪ ،‬تضم العقوبات اإلضافية وتدابير الوقاية‪ ،‬ما لم‬
‫يقرر الحكم خالف ذلك بنص معلل‪.‬‬ ‫الموسم الجامعي ‪2020 – 2019‬‬
‫االفواج ‪ 4‬و ‪ 5‬و ‪6‬‬
‫• إال أن التدابير الوقائية التي ال تقبل بطبيعتها أن تنفذ معا في نفس الوقت يراعى‬
‫في ترتيب تنفيذها مقتضيات الفصل ‪.91‬‬ ‫‪ -‬ملف رقم ‪- 5‬‬
‫‪1‬‬

‫• الفصل ‪123‬‬
‫• ضم العقوبات لزومي دائما في المخالفات‪.‬‬

‫• الفصل ‪110‬‬
‫الركن المعنوي للجريمة‬ ‫• الجريمة هي عمل أو امتناع مخالف للقانون الجنائي ومعاقب عليه‬
‫بمقتضاه‪.‬‬
‫• تعريف يتضمن الركنين المادي والقانوني‬
‫• تعرض القانون الجنائي للركن المعنوي في الفصلين ‪ 132‬و‪134‬‬
‫• وذلك باشتراط القدرة على التميز واإلدراك لقيام المسؤولية الجنائية‪.‬‬
‫• الفصل ‪132‬‬ ‫• الفصل ‪134‬‬
‫• كل شخص سليم العقل قادر على التمييز يكون مسؤوال شخصيا عن‪:‬‬ ‫• ال يكون مسؤوال‪ ،‬ويجب الحكم بإعفائه‪ ،‬من كان وقت ارتكابه الجريمة‬
‫المنسوبة إليه‪ ،‬في حالة يستحيل عليه معها اإلدراك أو اإلرادة نتيجة لخلل في‬
‫• الجرائم التي يرتكبها‪.‬‬
‫قواه العقلية‪.‬‬
‫• الجنايات أو الجنح التي يكون مشاركا في ارتكابها‪.‬‬
‫• وفي الجنايات والجنح‪ ،‬يحكم باإليداع القضائي في مؤسسة لعالج األمراض‬
‫• محاوالت الجنايات‪.‬‬ ‫العقلية وفق الشروط المقررة في الفصل ‪.76‬‬
‫• محاوالت بعض الجنح ضمن الشروط المقررة في القانون للعقاب عليها‪.‬‬ ‫• أما في مواد المخالفات ‪ -‬فإن الشخص الذي يحكم بإعفائه ‪ -‬إذا كان خطرا على‬
‫• وال يستثنى من هذا المبدأ إال الحاالت التي ينص فيها القانون صراحة على‬ ‫النظام العام‪ -‬يسلم إلى السلطة اإلدارية‪.‬‬
‫خالف ذلك‪.‬‬

‫الركن المعنوي في الجنايات والجنح‬


‫الركن المعنوي للجريمة‬ ‫• إذا تخلفت اإلرادة االجرامية‪ ،‬تخلف الركن المعنوي في الجرائم‪،‬‬
‫فالقاعدة أن السلوكيات غير المشروعة يجب أن تكون إرادية‪.‬‬

‫‪‬يتكون الركن المعنوي للجريمة من العمد أو الخطأ‪،‬‬ ‫• اإلرادة قد يكون الفاعل يريد من ورائها السلوك االجرامي‬
‫والنتيجة‪،‬‬
‫‪ ‬يتوفر العمد باتجاه إرادة الجاني إلى ارتكاب فعل أو االمتناع عن‬
‫فعل‪ ،‬متى كان هذا االرتكاب أو االمتناع مجرما ً قانوناً‪ ،‬وذلك بقصد‬ ‫• وفي هذه الحالة فإن الركن المعنوي يتخذ صورة القصد الجنائي‪.‬‬
‫إحداث نتيجة مجرمة‪.‬‬ ‫• وإما أن تكون ارادة الفاعل تريد السلوك فقط‪ ،‬وال تريد النتيجة‪،‬‬
‫‪‬ويتوفر الخطأ إذا وقعت النتيجة اإلجرامية بسبب خطأ الفاعل سواء‬ ‫ففي هذه الحالة يتخذ الركن المعنوي صورة الخطأ غير المقصود‪.‬‬
‫أكان هذا الخطأ إهماالً أم عدم انتباه أم عدم احتياط أو طيشا ً أو‬ ‫• إذاً الركن المعنوي في الجنايات والجنح‪:‬‬
‫رعونة أو عدم مراعاة القوانين أو اللوائح أو األنظمة أو األوامر‪.‬‬
‫إما أن يكون قصداً إجراميا ً ‪ /‬وإما خطأ ً غير مقصود‪.‬‬ ‫•‬
‫الركن المعنوي‬ ‫الركن المعنوي‬

‫• الركن المعنوي للجريمة هو اإلرادة الجنائية‪ ،‬أي توجيه اإلرادة فعال إلى تحقيق‬ ‫• وهذه الحاالت التي سردتها المادة ‪ 432‬والتي تتحقق بها الجريمة الغير العمدية‬
‫النشاط اإلجرامي‪ ،‬أو على األقل تعطيل هذه اإلرادة ‪ ،‬وارتكاب الجريمة عن‬ ‫يمكن جمعها في عبارة مختصرة هي‪ :‬الخروج عن سلوك الشخص المتبصر‬
‫طريق اإلهمال‪.‬‬ ‫اليقظ فالذي يتسبب في قتل أو جرح بحادثة سير ال يسأل جنحيا إذا التزم في‬
‫• في جرائم اإلهمال تتوفر اإلرادة الجنائية بثبوت رعونة أو عدم احتياط أو عدم‬ ‫سيره كل االحتياطات التي يلتزمها السائق المتبصر‪ ،‬ويكون مسؤوال إذا خرج‬
‫تبصر في سلوك الجاني فقد نصت المادة ‪ 432‬المتعلقة بجريمة القتل الخطأ على‬ ‫عن هذا السلوك‪.‬‬
‫أن‪« :‬من ارتكب‪ ،‬بعدم تبصره أو عدم احتياطه أو عدم انتباهه أو إهماله أو‬ ‫• ولذلك فإن الركن المعنوي في الجرائم غير العمدية يتحقق بثبوت رعونة أو عدم‬
‫عدم مراعاته النظم أو القوانين‪ ،‬قتال غير عمدي‪ ،‬أو تسبب فيه عن غير قصد‪،‬‬ ‫احتياط في سلوك الجاني‪ ،‬وكلما اثبت المتهم انعدام هذه الرعونة انتفى الركن‬
‫يعاقب بالحبس من ثالثة أشهر إلى خمس سنوات وغرامة من مائتين‬ ‫المعنوي وتخلص من المسؤولية‪.‬‬
‫وخمسين إلى ألف درهم‪».‬‬

‫الركن المعنوي‬ ‫الركن المعنوي‬

‫• أما في الجرائم العمدية فإن الركن المعنوي ال يتحقق فيها إال بتوجيه اإلرادة إلى‬ ‫• فيلزم إذن لتوافر القصد الجنائي في الجرائم العمدية‪:‬‬
‫تحقيق واقعة إجرامية معينة مع العلم بحقيقة تلك الواقعة‪ ،‬وبأن القانون يجرمها‪،‬‬
‫ويعبر عن الركن المعنوي في هذه الحالة بالعمد أو النية االجرامية‪.‬‬ ‫• أ‪ -‬نشاط إرادي (فعل أو امتناع) موجه إلى تحقيق واقعة‬
‫• فالذي يبدد وديعة ال يؤاخذ و ال يتحقق لديه القصد الجنائي إال إذا قام بهذا التبديد‬ ‫إجرامية‪.‬‬
‫عمدا أي بتوجيه إرادته مع علمه بحقيقة ما هو مقدم عليه وهو بتبديد مال مملوك‬ ‫• ب‪ -‬اإلحاطة بحقيقة هذه الواقعة من الناحية الواقعية‪.‬‬
‫للغير وضع لديه ليرده أو ليستعمله في غرض معين‪ ،‬ومع علمه أيضا بأن‬
‫القانون وهو المادة ‪ 547‬يجرم هذا الفعل ويعاقب عليه بالحبس من ستة أشهر‬ ‫• ج‪ -‬العلم بحكم القانون فيها‪.‬‬
‫إلى ثالث سنوات وغرامة من مائتين إلى ألف درهم‪.‬‬
‫الركن المعنوي‬ ‫الركن المعنوي‬

‫• هذا هو مقتضى وصف هذا النوع من الجرائم « بالعمد» آلن العمد ال يتوفر‬ ‫• هذا المبدأ وإن كان يبدو غير عادل إذا الحظنا أن العلم بجميع القوانين وتفسيرها‬
‫بكامل عناصره إال إذا اجتمعت هذه الشروط الثالثة‪،‬‬ ‫السليم أمر مستحيل حتى على المتخصصين‪،‬‬
‫• ولكن التشريعات الجنائية كلها التجأت إلى حيلة قانونية فيما يخص العلم بحكم‬ ‫• إال أن استقرار األوضاع وتحقيق غاية التشريع يفرضان األخذ به‪.‬‬
‫القانون‪،‬‬ ‫• نستخلص بذلك أن الركن المعنوي في الجرائم العمدية يتحقق بالشرطين الباقيين‬
‫• فقررت أن العلم بالقانون الجنائي وتفسيره على الوجه الصحيح مفروضان في‬ ‫فقط‪ ،‬وهما توجيه اإلرادة إلى تنفيذ الواقعة اإلجرامية مع العلم واإلحاطة‬
‫جميع األفراد‪ ،‬وأنه ال يعذر أحد بالجهل أو الغلط في القانون ‪ ،‬ولم يشد القانون‬ ‫بحقيقتها من حيث الواقع‪.‬‬
‫المغربي عن هذا اإلجماع فقرر في المادة الثانية‪:‬‬
‫• «ال يسوغ ألحد أن يعتذر بجهل التشريع الجنائي‪».‬‬

‫عناصر الركن المعنوي في الجريمة‬ ‫‪ -1‬توجيه اإلرادة إلى تحقيق الواقعة‬


‫العمدية‬ ‫اإلجرامية‬
‫• فما لم يتعمد الجاني تنفيذ الواقعة المكونة للجريمة‪،‬‬
‫• ال يتحقق الركن المعنوي كمن يوقد النار في ملكه فتمتد منه إلى ملك الغير ال‬
‫• توجيه اإلرادة إلى تحقيق الواقعة اإلجرامية ‪.‬‬ ‫يتابع بجريمة اإلحراق العمد لملك الغير‪ ،‬ألن نشاطه االرادي لم يكن موجها إلى‬
‫هذه الواقعة (وهذا ال ينافي إمكانية متابعته باإلحراق الغير العمدي المادة ‪607‬‬
‫• العلم بحقيقة ما يقدم عليه من الناحية الواقعية‪.‬‬ ‫و ‪.)608‬‬
‫• المادة ‪« :607‬يعاقب بالحبس من شهر إلى سنتين أو بالغرامة من مائتين إلى‬
‫خمسمائة درهم من تسبب في غير الحاالت المشار إليها في الفصل ‪435‬‬
‫والفقرة الخامسة من الفصل ‪ ،608‬في إحداث حريق في أمالك عقارية أو‬
‫منقولة للغير وكان ذلك ناتجا عن عدم تبصره أو عدم احتياطه أو عدم انتباهه أو‬
‫إهماله أو عدم مراعاته النظم أو القوانين‪».‬‬
‫• وإثبات وجود هذا القصد لدى الجاني أو عدم وجوده مسألة موضوعية‪ ،‬تنفرد‬ ‫• بل إن القانون نفسه يراعي هذا الدافع بصفة استثنائية فيقرر اإلعفاء نهائيا من‬
‫محكمة الموضوع بالبت فيه دون أن تتعرض لرقابة المجلس األعلى إال في‬ ‫العقوبة‪( ،‬م ‪ 299-297 -295‬الفقرة الثانية)‬
‫إعطائه التعليل القانوني رأيها‪ ،‬وذلك بإيراد الوقائع التي استخلصت منها وجود‬ ‫• أو يخفض العقوبة كالمادة ‪ 418‬التي تخفض العقوبة في جرائم القتل أو الضرب‬
‫أو انعدام القصد‪.‬‬ ‫أو الجرح إذا ارتكبها أحد الزوجين ضد الزوج وشريكه عند مفاجأتهما متلبسين‬
‫• وتوجيه اإلرادة يتحقق بمظهره التنفيذي أما الدافع أو التعليل الذي حمل الجاني‬ ‫بالخيانة الزوجية‪.‬‬
‫على إنجاز فعله فال يعتد به القانون‪.‬‬ ‫• الفصل ‪418‬‬
‫• فمن سرق بدافع إطعام صغاره الجياع ال يختلف في نظر القانون عمن سرق‬ ‫• «يتوفر عذر مخفض للعقوبة في جرائم القتل أو الجرح أو الضرب‪ ،‬إذا ارتكبها‬
‫ضحية فقيرا ذا عيال بدافع حرمانه مما حل بيده وبقائه مع عياله في حالة عوز‬ ‫أحد الزوجين ضد الزوج اآلخر وشريكه عند مفاجأتهما متلبسين بجريمة‬
‫وحرمان‪ ،‬كالهما مجرم من الناحية الجنائية يستحق العقاب‪.‬‬ ‫الخيانة الزوجية‪».‬‬
‫• وبطبيعة الحال فإن القاضي يتدخل ويراعي هذا الدافع إن كان نبيال أو سافال‬ ‫• ‪---------------------------------------‬‬
‫ويقدر العقوبة بمقياس مختلف في حدود سلطته التي تتمثل في الحدين‪.‬‬
‫• ‪ -‬تم تغيير هذا الفصل بمقتضى المادة األولى من القانون رقم ‪ 24.03‬المتعلق‬
‫بتغيير وتتميم مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬سالف الذكر‪.‬‬

‫• والمادة ‪ 397‬التي تعاقي على قتل الوليد عمدا باإلعدام عند سبق‬
‫اإلصرار أو الترصد ن وباألشغال الشاقة عند انتفائهما‪،‬‬
‫• ولكن األم سواء كانت فاعلة اصلية أو مشاركة في قتل وليدها تعاقب‬
‫بالسجن من خمس إلى عشر سنوات‪.‬‬
‫• وقد ارتأى المشرع في هذه النصوص ان يراعي الدافع الشريف‬
‫للجاني وهو عاطفة القرابة الباعثة على مساعدة الجاني في المواد‬ ‫‪ -2‬العلم بحقيقة ما يقدم عليه من الناحية الواقعية‬
‫‪ 295‬و‪ 297‬و ‪ .299‬والغيرة على العرض الدافعة للزوج إلى‬
‫استعمال العنف واألم إلى قتل وليدها خوفا من انكشاف الحمل من‬
‫سفاح‪.‬‬
‫‪ -2‬العلم بحقيقة ما يقدم عليه من الناحية الواقعية‬ ‫‪ -2‬العلم بحقيقة ما يقدم عليه من الناحية‬
‫الواقعية‪.‬‬
‫• ال يكفي لقيام القصد الجنائي نوجيه النشاط اإلرادي إلى الواقعة اإلجرامية وإنما يلزم أيضا أن‬ ‫• ومثال الغلط في الواقعة‪ :‬المسافر الذي يأخذ عند نهاية السفر حقيبة مسافر آخر‬
‫يكون الجاني مدركا لحقيقة ما يفعل‪،‬‬ ‫معتقدا أنها حقيبته ال يكون مرتكبا لجريمة السرقة وكذا كاتب الضبط الذي يسلم‬
‫• فمن يأخذ منقوال يعتقد أنه له‪ ،‬ثم يتبين أنه مملوك للغير ال يؤاخذ بجريمة السرقة مثال‪.‬‬ ‫وثيقة أحد الخصوم لخصم آخر معتقدا أنها له ال يؤاخذ بجرية معتقدا أنها مة‬
‫• وينتفي العلم بالواقعة اإلجرامية كما عرفها القانون بالجهل أو الغلط‪.‬‬ ‫تبديد هذه الوثيقة‪.‬‬
‫مثال الجهل‪ :‬الموثق الذي يتلقى معلومات غير صحيحة من المتعاقدين فيكتبها وهو يجهل‬ ‫•‬ ‫• وشرط انعدام القصد الجنائي بجهل أو غلط‪ ،‬أن يكون هذا الجهل أو الغلط‬
‫زوريتها‪ ،‬فال يؤاخذ بجريمة التزوير‪،‬‬ ‫منصبا على العناصر المكونة للجريمة كما حددها القانون‪،‬‬
‫• وكذاك ضابط الشرطة الذي يتلقى وشاية من مبلغ معتقدا أنها أخبار صحيحة ولكن ثبت أنها‬ ‫• أما إذا اقتصر القصد الجنائي كمن يسرق لوحة معتقدا أنها مجرد لوحة عادية ال‬
‫مجرد وشاية كاذبة‪ ،‬فال يعتبر الضابط الذي كتب الوشاية بيده مرتكبا لجريمة التزوير‪ ،‬ألنه‬
‫حين الكتابة كان يجهل تلفيقها‪.‬‬
‫قيمة لها‪ ،‬ومن يسرق سيارة معتقدا أنها لزيد الذي يريد االنتقام منه ثم تبين أنها‬
‫مملوكة لعمرو‪.‬‬

‫• الفصل ‪510‬‬

‫‪ -2‬العلم بحقيقة ما يقدم عليه من الناحية‬ ‫• يعاقب على السرقة بالسجن من خمس إلى عشر سنوات إذا اقترنت بواحد من الظروف اآلتية‪:‬‬
‫• ‪ -‬استعمال العنف أو التهديد به أو تزي بغير حق بزي نظامي أو انتحال وظيفة من وظائف‬
‫الواقعية‪.‬‬ ‫السلطة‪.‬‬
‫• ‪ -‬وقوعها ليال‪.‬‬
‫• في هذيم المثلين‪ ،‬يؤاخذ الجاني بالسرقة‪ ،‬ألن صفة المسروق أو مالكه ال يدخالن‬
‫في عناصر تكوين جريمة السرقة التي عرفتها المادة ‪ 505‬بأنها االختالس‬ ‫• ‪ -‬ارتكابها من شخصين أو أكثر‪.‬‬
‫عمدى لمال مملوك للغير‪.‬‬ ‫• ‪ -‬استعمال التسلق أو الكسر أو استخدام نفق تحت األرض أو مفاتيح مزورة أو كسر األختام‪،‬‬
‫حتى ولو كان المكان الذي ارتكبت فيه السرقة غير معد للسكنى‪ ،‬أو كان الكسر داخليا‪.‬‬
‫• وإذا نعلق الجهل أو الغلط بأحد الظروف المشددة‪ ،‬فإن الجريمة تبقى قائمة‪،‬‬
‫• ‪ -‬ارتكاب السرقة في أوقات الحريق أو االنفجار أو االنهدام أو الفيضان‪ ،‬أو الغرق أو الثورة أو‬
‫ولكن الجاني ال يؤاخذ بالظرف المشدد الذي كان يجهله وقت ارتكاب الجريمة‪،‬‬ ‫التمرد أو أية كارثة أخرى‪.‬‬
‫• فمن يسرق منقوال يتعلق بسالمة وسائل النقل وهو يجهل صفته هذه ال تطبق‬ ‫• ‪ -‬إذا وقعت السرقة على شيء يتعلق بسالمة وسيلة من وسائل النقل‪ ،‬الخاص أو العام‪.‬‬
‫عليه الفقرة األخيرة من المادة ‪.510‬‬
‫أوالً ‪ :‬القصد اإلجرامي‬

‫• وكذلك من يقتل شخصا عمدا وهو يجهل أنه من‬ ‫• البد من اإلشارة إلى أن الركن المعنوي ضروري لقيام‬
‫الجريمة قانوناً‪ ،‬فال يكفي الركن المادي وحده‪،‬‬
‫أصوله ال يخضع للمادة ‪:396‬‬
‫• بل البد أن يكون هناك عالقة نفسية بين السلوك ونتائجه‬
‫• «من قتل عمدا أحد أصوله يعاقب باإلعدام‪».‬‬ ‫وبين الفاعل الذي صدر عنه السلوك‪،‬‬
‫• إذا القاعدة لدينا هي أن ال جريمة بدون ركن معنوي‪،‬‬
‫• وجوهر الركن المعنوي هو القصد الجنائي‪.‬‬

‫• نظرية العلم ‪:‬‬


‫ماهية القصد اإلجرامي‬
‫• لكي يقوم القصد قانوناً‪ ،‬يكفي أن تتجه إرادة الفاعل إلى‬
‫• يتكون القصد اإلجرامي من عنصرين هما‪:‬‬ ‫السلوك فقط‪،‬‬
‫• العلم؛‬ ‫• أما النتيجة فيكفي العلم بأنها قد تترتب على السلوك‪،‬‬
‫• واإلرادة‪.‬‬
‫• أي أنها تستبعد إرادة النتيجة من عناصر القصد‪ ،‬فتكتفي‬
‫• إال أن الفقه أنقسم بشأن الدور الذي يلعبه كل منهما إلى‬ ‫بمجرد العلم‪.‬‬
‫نظريتين‪:‬‬
‫• مثال‪ :‬جريمة القتل‪:‬‬
‫• نظرية العلم؛‬
‫• حيث ان من شأن السلوك االجرامي ان يؤدي الى الوفاة‪،‬‬
‫• نظرية اإلرادة‪.‬‬
‫بالرغم من عدم الرغبة في حدوثها‪.‬‬
‫• نظرية اإلرادة‪:‬‬
‫• يتوافر القصد إذا عندما يريد الفاعل السلوك والنتيجة معا ً إلى جانب‬
‫العلم بكافة العناصر األخرى التي يتكون منها الركن المادي‬
‫للجريمة‪.‬‬
‫• فالقاتل مثالً يدرك أن أمامه إنسانا ً حيا ً ويدرك خطورة فعله على‬
‫حياته ولكنه يريد على وجه التحديد أن تتحول تلك الخطورة إلى‬ ‫عناصر القصد اإلجرامي ( العلم واالرادة)‬
‫مساس فعلى بحق المجنى عليه في الحياة‪.‬‬
‫• اغلب الفقهاء نادوا بضرورة تبني النظريتين معا‪.‬‬
‫• فالقصد إذاً يمكن تعريفه‪ :‬بأنه العلم بعناصر الجريمة كما هي محددة‬
‫في نموذجها القانوني وإرادة متجهة إلى تحقيق هذه العناصر أو‬
‫قبولها‪.‬‬

‫• عناصر القصد اإلجرامي ( العلم واالرادة)‬


‫• أي يجب أن يعلم الجاني في جريمة القتل مثال أنه يعتدي على إنسان حي‪ ،‬وأن‬
‫أوال‪ :‬العلم‪:‬‬ ‫يعلم في جريمة السرقة أنّ المال المختلس مملوك للغير‪.‬‬
‫القاعدة في التشريعات الجنائية‪ ،‬حتى يتوافر العلم الذي يقوم به القصد اإلجرامي إلى جانب‬ ‫•‬ ‫• فإذا كان الجاني يجهل مثل هذه الحقائق انتفى القصد الجنائي لديه‪ .‬وانتفاء‬
‫اإلرادة‪ ،‬يتعين أن يحيط الجاني علما ً بجميع العناصر القانونية للجريمة‪،‬‬
‫العلم يرجع إلى تصور مغلوط للواقع قام في ذهن الجاني‪.‬‬
‫فإذا انتفى العلم بأحدها بسبب الجهل أو الغلط‪ ،‬انتفى القصد الجنائي بدوره‪.‬‬ ‫•‬
‫• مثال يعتقد الطبيب الشرعي أن سلوكه(التشريح) يرد على انسان ميتن ثم يتضح‬
‫• ويعتبر من العناصر القانونية و التي يتطلب القانون علم الجاني بها حتى يتوافر القصد الجنائي‬
‫له ان الشخص حي ولكن بفعل التشريح قد توفى‪.‬‬
‫لديه ما يلي ‪:‬‬
‫• هنا ال يتوافر القصد اإلجرامي في جريمة القتل‪ ،‬ألنه كان ال يعلم بصفة الحياة‬
‫• ‪ -1‬العلم الذي يقوم به القصد الجنائي‪:‬‬ ‫وقت التشريح ولكنه قد يسأل عن جريمة القتل الخطأ اذا تبث انها نتيجة اهمال‬
‫• العلم بكافة عناصر الجريمة – أي الواقعة المادية التي نص عليها التشريع‪ ،‬بمعنى كافة مراحل‬ ‫الطبيب‬
‫السلوك فعالً كان أم تركاً‪ ،‬كما يشمل عالقة السببية بين السلوك والنتيجة‪.‬‬
‫• نفس الشيء بالنسبة للصيدلي الذي بدل ان يعطي الدواء المحدد من طرف‬
‫• أي العناصر القانونية للجريمة وهي‪:‬‬
‫الطبيب المعالج يعطي خطأ مادة سامة تسبب في موت الضحية‪ ،‬هنا ال يسأل عن‬
‫(‪ )1‬العلم بموضوع الحق المعتدى عليه ‪:‬‬ ‫جريمة التسميم لكنه يسأل عن القتل الخطأ‪.‬‬
‫• يجب أن تتوافر في موضوع الحق المعتدى عليه خصائص معينة‪ ،‬اهمها علم الجاني بالحق‬
‫المعتدى عليه باعتباره مجرم في القانون الجنائي‪.‬‬
‫‪ -2‬العلم بصالحية السلوك إلحداث النتيجة ‪:‬‬ ‫‪ -3‬العلم بزمان ومكان السلوك ‪:‬‬
‫• المشرع يأخذ بإرادة السلوك مع العلم بالنتيجة‪.‬‬
‫• األصل أن المشرع ال يعتد بزمان أو مكان اقتراف‬
‫• إذاً يجب أن يعلم الجاني صالحية سلوكه إلحداث االعتداء على موضوع الحق‪ ،‬وأن يتوقع‬
‫النتيجة التي تنجم عن هذا االعتداء‪،‬‬ ‫الجريمة‪ ،‬ولكنه يضع استثنا ًء عليه في بعض الجرائم‪،‬‬
‫• مثال‪ :‬من يستعمل المواد المفجرة وال يعلم بطبيعتها انها مواد مفجرة ال يسئل عن الجريمة‬ ‫زمن معين‪ ،‬تقديراً‬
‫ٍ‬ ‫• فيتطلب للمعاقبة عليها أن تقع في‬
‫المقصودة‬
‫منه أنها ال تشكل خطورة إال في ذلك الزمن‪،‬‬
‫• ومن يتداول وثائق حاسوب مزورة معتقدا بصحتها ال يعد القصد الذي يتطلبه المشرع في‬
‫جريمة تداول مستندات مزورة موجود‬ ‫• مثل‪ :‬اشترط لكي تشدد الجريمة ان ترتكب في زمن‬
‫الحرب‪ ،‬فيتوافر القصد الجنائي إذا كان يعلم الجاني بقيام‬
‫حالة الحرب وقت ارتكابها‪.‬‬

‫مكان معين‬
‫ٍ‬ ‫• كذلك قد يشترط المشرع أن يرتكب السلوك في‬
‫حتى يصبح جريمة‪ ،‬تقديراً منه‪ ،‬بأن السلوك ال يشكل خطراً‬
‫على الحق المعتدى عليه إال إذا ارتكب في ذلك المكان‪،‬‬
‫• وهنا يتعين علم الجاني بذلك حتى يتوافر لديه قصد‬
‫• مثال ‪ :‬جريمة السرقة تشدد الى جناية اذا ارتكبت ليال‬ ‫ارتكابها‪.‬‬
‫• واذا ارتكب نهارا تبقى جنحة‪.‬‬
‫• مثل جريمة زنا الزوج‪ ،‬يشترط ان يرتكب الفعل في منزل‬
‫الزوجية‬
‫• والقتل بدافع الشرف يجب ان تتلبس الزوجة على فراش‬
‫الزوجية‬
‫• وجريمة التجمهر ال تتم إال في مكان عام‬
‫(‪ )4‬العلم بالصفات التي يتطلبها التشريع في الجاني أو‬ ‫• مثل جريمة الرشوة يشترط ان تقع من موظف عام‪ ،‬فإذا‬
‫المجني عليه‬ ‫لم يعلم الراشي بهذه الصفة وقت ارتكابه الجريمة ال يتوافر‬
‫• القاعدة العامة أن تشمل حماية المشرع كل‬ ‫لدية القصد الجنائي‬
‫األشخاص داخل المجتمع‪ ،‬لكنه خرج على هذه‬ ‫• وجريمة التحقير( تقع ضد موظف في الخدمة العامة او‬
‫القاعدة‪،‬‬ ‫قاضي او موظف في المحكمة الشرعية)‬
‫• فيتطلب في بعض الجرائم توافر صفة معينة في‬ ‫• اذا لم يعلم الجاني بهذه الصفة انتفى القصد االجرامي في‬
‫الجاني أو المجني عليه‪،‬‬ ‫هذه الجريمة ولكن قد يعاقب على جريمة اخرى هي القذف‬
‫• وجريمة اإلجهاض صفة المرأة الحامل‪ ،‬فيجب أن يعلم‬
‫• وبالتالي يتخلف القصد إذا كان الجاني ال يعلم بالصفة‬ ‫الجاني بحملها‪.‬‬
‫المطلوبة قانونا ً‪.‬‬
‫• جريمة الزنا صفة المرأة المتزوجة‬

‫(‪ )5‬العلم بتوافر صفة معينة لبعض الوقائع ‪:‬‬ ‫أثر انتفاء العلم على توافر القصد اإلجرامي‬
‫• قد يتطلب المشرع في بعض الجرائم توافر صفة معينة‬
‫• الجهل هو انتفاء العلم بالواقعة‪ ،‬أما الغلط هو العلم‬
‫لبعض الوقائع التي تقوم عليها‪:‬‬
‫بها(الواقعة) على نحو يخالف الحقيقة‪.‬‬
‫• كصفة المال المملوك للغير في جرائم السرقة والنصب‬
‫وخيانة األمانة‪.‬‬ ‫• فإن انتفى العلم بالواقعة أو بحقيقتها‪ ،‬انتفى القصد الجنائي‬
‫• وكصفة المال العام ‪ ،‬في جرائم المال العام‪ ،‬مثل الكسب‬ ‫(‪ )1‬انتفاء العلم بالتشريع‪:‬‬
‫غير المشروع‪ ،‬إهدار المال العام االختالس‬ ‫(أ) انتفاء العلم بالتشريعات التجريمية‪:‬‬
‫• ‪ .‬فإذا لم يعلم الجاني بهذه الصفات وقت ارتكابه السلوك‬ ‫• من المعلوم أن الجهل بالتشريع أو الغلط فيه ال يعدم القصد‬
‫المكون لها ال يتوافر القصد الجنائي لديه‪.‬‬ ‫الجنائي‪ ،‬باعتبار أن العلم به أمر مفترض في الناس كافة‪،‬‬
‫بعد نشره في الجريدة الرسمية‬
‫(ب) الغلط الحتمي بالتشريعات التجريمية‪:‬‬
‫• يقصد به الغلط الذي يخلو من اإلهمال أو التقصير‪ ،‬بحيث‬ ‫• وهو ما أيده القضاء الفرنسي‪ ،‬في قضية المرأة التي‬
‫ينفي الخطأ من جانب الفاعل‪،‬‬ ‫امتهنت معالجة بعض عيوب البصر‪ ،‬بواسطة رياضة‬
‫العيون‪،‬‬
‫• فإذا ما قام الشخص بفعل تحت تأثير الغلط الحتمي كان‬
‫كافيا ً لنفي افتراض العلم بالتشريع‪.‬‬ ‫• حيث سألت عميد اطباء العيون واكد لها انها تباشر‬
‫عمل مشروع وال يعتبر عملها عمل بالمجال الطبي‬
‫• إال أنه يفترض فيه حتى ينعدم القصد الجنائي‪ ،‬أن الفاعل‬
‫وبالتالي ال يتطلب شهادة الطب‪،‬‬
‫تثبت وتحرى واعتقد اعتقاداً جازما ً بأن سلوكه مشروع‬
‫بنا ًء على أسباب معقولة ومقبولة‪ ،‬بحيث يقع فيها‬ ‫• حيث قررت براءتها العتقادها أنها تباشر عمالً‬
‫اإلنسان العادي‪.‬‬ ‫مشروعاً‪،‬‬

‫(ج) استحالة العلم بالتشريعات التجريمية‪:‬‬ ‫(د) انتفاء العلم بالتشريعات غير التجريمية‪:‬‬
‫• من المعلوم بأنه ال تكليف بمستحيل‪ ،‬وبالتالي إذا‬ ‫• قد يتطلب المشرع العلم ببعض التشريعات األخرى في‬
‫كانت هناك استحالة مطلقة بالعلم بالتشريع‪ ،‬فيمكن‬ ‫بعض الجرائم‪،‬‬
‫عندئذ االحتجاج بالجهل بالقانون‪ ،‬وال يسأل الشخص‬ ‫• مثل القانون المدني لمعرفة الملكية بالنسبة لجريمة‬
‫جنائيا لعدم وجود القصد الجنائي‬ ‫السرقة‪،‬‬
‫• مثال‪ :‬حدوث قوة قاهرة حالت بين شطري الوطن‪،‬‬ ‫• والقانون اإلداري لمعرفة صفة الموظف العام بالنسبة‬
‫األمر الذي أدى إلى عدم العلم بالتشريع الجديد‪ ،‬وعدم‬ ‫لجريمة الرشوة‪.‬‬
‫وصول الجريدة الرسمية الى أحد شطري الوطن‪.‬‬ ‫• فإذا جهل الجاني هنا التشريعات األخرى ذات الصلة‪،‬‬
‫فهل يؤدي ذلك إلى انتفاء القصد الجنائي لديه وعدم قيام‬
‫الجريمة؟‬
‫• من المستقر عليه فقها ً وقضا ًء هو أن الجهل أو الغلط‬ ‫(‪ )2‬انتفاء العلم بالوقائع‪:‬‬
‫بالتشريعات األخرى التي تدخل ضمن عناصر الجريمة‬ ‫• ال يعاقب المشرع في الضفة الغربية‪ ،‬كفاعل أو محرض‬
‫ينفي القصد الجنائي‪.‬‬ ‫كل من أقدم على سلوك في جريمة مقصودة بعامل غلط‬
‫مادي جوهري واقع على أحد العناصر المكونة للجريمة ‪.‬‬
‫• فمكتشف الكنز الذي يستولي عليه اعتقاداً منه أن‬
‫القانون المدني يخوله ذلك‪ ،‬مع أن هذا القانون يجعله‬ ‫• مثال‪ :‬ينتفي القصد لدى الصياد الذي يرى حيوانا ً عن بعد‬
‫لمالك العقار‪،‬‬ ‫فيطلق النار عليه‪ ،‬فإذا به إنسانا ً وليس حيواناً‪،‬‬

‫• إذ ال يرتكب جريمة السرقة‪ ،‬النتفاء القصد اإلجرامي‬ ‫• فالغلط هنا ينفي القصد ألنه ينصب على واقعة تدخل‬
‫ضمن عناصر جريمة القتل وهو إنسان حي‪.‬‬
‫لديه‪.‬‬

‫• وإن كان يمكن اعتباره مسئوالً عن جريمة قتل غير‬ ‫(أ) الغلط في محل الجريمة‪:‬‬ ‫•‬
‫مقصود‪ ،‬إذا توافرت شروط الخطأ غير المقصود‪،‬‬ ‫• قد يكون الغلط في الشخص أو الشخصية أو الصفة‪ ،‬فيكون الغلط‬
‫متعلق بمحل الجريمة‪ ،‬ومن المعلوم أن محل الجريمة ال يدخل‬
‫• إما إذا لم يكن الغلط ناشئا ً عن خطأ وقع فيه الصياد(‬ ‫ضمن عناصر الجريمة التي يجب تحقق العلم بها للقول بتوافر‬
‫المجني عليه كان يلبس مالبس حيوان) هنا ال يكون‬ ‫القصد الجنائي‪ ،‬أي ال يعتبر غلط جوهري‪ ،‬وبالتالي ال ينتفي‬
‫مسئوالً قط‪،‬‬ ‫القصد الجنائي‬
‫• مثل جريمة القتل المقصود تشدد عقوبتها في القانون الفلسطيني‬
‫• والجدير بالذكر‪ ،‬أن القصد الجنائي ال ينتفي إذا كان الغلط‬
‫إذا كان المجني عليه والد أو والدة أم جد أو جدة الجاني‪.‬‬
‫منصبا ً على واقعة ال تدخل ضمن العناصر المكونة‬
‫للجريمة‪،‬‬ ‫• فالغلط في الشخصية هنا‪ ،‬ينفي القصد الجنائي‪.‬‬
‫• ويسأل الجاني عن القتل المقصود البسيط (جريمة قتل عادية)‬
‫• مثال الغلط في محل الجريمة‪ ،‬أو توجيه السلوك‬ ‫وليس القتل المقصود المشدد ( جريمة قتل االوصول)‬
‫(ب) الغلط في النتيجة اإلجرامية‬
‫• مثال‪ :‬من يريد ان يقتل أ‪ ،‬ولكنه اخطأ وقتل ب‬ ‫• الغلط أو الخطأ في النتيجة اإلجرامية‪ ،‬هو توجيه‬
‫السلوك أو االنحراف عن الهدف على نحو يحقق معه‬
‫• يسأل عن القتل المقصود‪ ،‬الن شخص المجني عليه‬ ‫نتيجة غير تلك التي أرادها الجاني‪.‬‬
‫ليس عنصر في جريمة القتل‬
‫• فالغلط في النتيجة يؤدي إلى تغيير المصلحة القانونية‬
‫• اذ يكفي ان تتحقق النتيجة وهي ازهاق الروح إلنسان‬ ‫التي تناولها السلوك بالعدوان‪،‬‬
‫حي‬ ‫• وهو عكس الغلط في محل الجريمة والتي تظل‬
‫المصلحة التي يحميها المشرع كما هي‪.‬‬

‫• فهنا تتوافر جريمتان األولى مسؤولية مقصودة ويسأل عنها‬


‫• مثال‪ :‬إذا أراد الشخص إضرام النار في منزل غريمه‪،‬‬ ‫كجريمة تامة اذا تحققت النتيجة أو ناقصة في حالة المحاولة‬
‫وذلك بإلقاء قنبلة على المنزل‪ ،‬فإذا به يحرق غريمه‬ ‫أي لم تتحقق النتيجة‪(،‬اضرام النار في البيت)‬
‫أيضاً‪،‬‬
‫• والثانية يسأل عنها كجريمة تامة ألنها وقعت فعالً‪ ،‬ولكن‬
‫• فهنا النتيجة التي حدثت أبدلت المصلحة القانونية‬ ‫مسئوليته عنها تكون مسئولية قصديه احتماليه‪( .‬اصابة‬
‫التي تناولها السلوك بالعدوان من إضرام النار إلى‬ ‫غريمة)‬
‫المساس بالحياة‪.‬‬
‫• الن الجريمة وقعت ولم تكن محل قصد الجاني‪ ،‬ولم تكن‬
‫النتيجة محل علمه‬
‫• ‪ ،‬ولكن كان يجدر به أن يتوقع وجود غريمه في البيت‪،‬‬
‫• ثانيا ً ‪ :‬ماهية اإلرادة‬
‫• مثال اخر‪ :‬أ يصوب مسدسة الى ب‪ ،‬ولكن الرصاصة‬ ‫• تعتبر العنصر الثاني للقصد اإلجرامي بعد العلم‪ ،‬وهي قوة نفسية‬
‫توجه كل أعضاء الجسم أو بعضها نحو تحقيق غرض غير مشروع‬
‫انحرفت الى ج وقتلته‬
‫أو المساس بحق أو مصلحة يحميها القانون‪.‬‬
‫• القصد الجنائي يكون موجود الن الغلط تعلق بشخص‬ ‫• فاإلرادة يجب أن تنصرف إلى السلوك والنتيجة في الجرائم المادية‬
‫المجني عليه وهو غلط غير جوهري‬
‫• مثل‪ :‬في جريمة القتل إرادة السلوك االجرامي وإزهاق الروح‪.‬‬
‫• ويسأل أ عن محاولة قتل ب وقتل مقصود ل ج‬ ‫• وإلى السلوك فقط في الجرائم المعنوية‬
‫• ويعاقب بعقوبة الجريمة االشد وهي القتل المقصود‬ ‫• مثل‪ :‬جريمة الملكية الفكرية أن تتجه إرادة الجاني إلى نسبة‬
‫المؤلف إليه أو أي جزء منه‪،‬‬

‫• ثالثا ً ‪ :‬التمييز بين الباعث والغرض والغاية‪:‬‬ ‫• في المثال يعتبر االستيالء( الغرض)‬
‫• مثال للتوضيح‪:‬‬ ‫• االرادة المتجه اليه ( القصد االجرامي)‬
‫• محمد يشعر بالحاجة للطعام‪ ،‬يتصور ان اشباعها يكون‬ ‫• اشباع الحاجة الى طعام ( الغاية)‬
‫باالستيالء مال مملوك لجاره‬ ‫• االحساس بالحاجة والدافع النفسي الشباعها (الدافع او الباعث)‬
‫• فيجعل االستيالء غرض يسعى اليه ويتصور الوسيلة الى‬ ‫• لتتميز اكثر تسأل المتهم ما يلي‬
‫ذلك االخذ والنقل‬
‫• س‪ -‬ما هو غرضك من دخول بيت جارك؟ ج‪ -‬االستيالء على‬
‫• فتنطلق لديه قوة نفسية تدفع يده الى اخراج المال من‬ ‫ماله‬
‫حيازة جارة واالستيالء عليه‬ ‫• س‪ -‬ما الذي دفعك لالستيالء على المال؟ ج‪ -‬الجوع‬
‫• س‪ -‬ما هي غايتك من االستيالء على المال؟ ج‪ -‬االكل‬
‫• فال اعتبار بالباعث أو الغاية‪ ،‬وإن كان يمكن‬ ‫القانون الجنائي العام‬
‫األسدس الثاني‬
‫النظر إليهما في تقدير العقوبة‪ (،‬تشديد وتخفيف)‬
‫ذ‪ .‬عبد اللطيف اهادي‬
‫أما الغرض فهو المطلوب لتوافر القصد الجنائي •‬ ‫الموسم الجامعي ‪2020 – 2019‬‬
‫االفواج ‪ 4‬و ‪ 5‬و ‪6‬‬
‫‪ -‬ملف رقم ‪- 6‬‬
‫‪1‬‬

‫المسؤولية الجنائية‬
‫المسؤولية الجنائية‬
‫مفهوم وأساس المسؤولية الجنائية‬

‫• تحديد المقصود بالمسؤولية الجنائية‬


‫• المسؤولية الجنائية وعوارضها‬ ‫• إن قوام المسؤولية الجنائية هو اإللتزام بتحمل النتائج القانونية المترتبة‬
‫على ارتكاب فعل يحظره القانون الجنائي ويعاقب عليه‪ .‬وعلى هذا‬
‫األساس فإن هذه المسؤولية تمثل رد الفعل اإلجتماعي تجاه المخالفات‬
‫التي تنتهك حرمة العالقات اإلجتماعية‪ .‬فهي بذلك‪ -‬تحمل معنى‬
‫المؤاخذة أو تحمل التبعة‪ .‬والجاني بمقتضى هذه المسؤولية يتحمل‬
‫الجزاء الذي ترتبه القواعد القانونية كأثر للفعل الذي يرتكبه هذا األخير‬
‫خروجا على أحكامها‬
‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬
‫المسؤولية الجنائية‬ ‫المسؤولية الجنائية‬
‫مفهوم وأساس المسؤولية الجنائية‬ ‫مفهوم وأساس المسؤولية الجنائية‬

‫• تحديد المقصود بالمسؤولية الجنائية‬ ‫•‬


‫أســاس المسـؤولية الجـنائية‬
‫• اختلفت المدارس و االتجاهات الفقهية حول تحديد اساس المسؤولية الجنائية‪:‬‬
‫• والمسؤولية الجنائية‪-‬كما هو معلوم‪ -‬ال تقوم إال إذا توافرت ابتداء‬
‫جميع أركان الجريمة وعناصرها‪ ،‬حيث تتم مساءلة الجاني الذي‬ ‫• فالمدرسة التقليدية تقيم هذه المسؤولية على الخطأ و المسؤولية األخالقية‪،‬‬
‫فاإلنسان في ظلها يتمتع بملكة اإلدراك التي تمكنه من التمييز بين الخير و‬
‫اتخذ‪-‬من خالل الجريمة التي ارتكبها‪ -‬مسلكا مناهضا لقيم المجتمع‬ ‫الشر‪ ،‬و يملك إرادة حرة يختار بها سلوك هذا الطريق أو ذاك‪ .‬و هذا ما لم‬
‫ومصالحه‪ .‬وذلك من خالل التعبير عن اللوم االجتماعي إزاء هذا‬ ‫يكن عديم اإلدراك و اإلرادة كالمجنون و الطفل القاصر و المضطر‪ .‬فال‬
‫المسلك‪ ،‬والذي يتخذ مظهرا محسوسا اجتماعيا في شكل عقوبة أو‬ ‫يسأل جنائيا أي منهم‪ ،‬و ال عبرة بما قد ينسب إلى أحدهم من أفعال و لو‬
‫كانت ضارة بالمجتمع‪.‬‬
‫تدبير وقائي‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬

‫المسؤولية الجنائية‬ ‫المسؤولية الجنائية‬


‫مفهوم وأساس المسؤولية الجنائية‬ ‫مفهوم وأساس المسؤولية الجنائية‬

‫• أســاس المسـؤولية الجـنائية‬ ‫أســاس المسـؤولية الجـنائية‬ ‫•‬


‫فالمشرع المغربي من جهة اشترط اإلدراك و حرية االختيار لقيام المسؤولية الجنائية‪ ،‬حيث‬ ‫•‬
‫• أما المدرسة الوضعية فهي تبني هذه المسؤولية على أساس حماية المجتمع‬ ‫جاء في الفصل ‪ 132‬من القانون الجنائي‪" :‬كل شخص سليم قادر على التمييز يكون مسؤوال‬
‫من األضرار التي يمكن أن تلحقه من أي كان‪ ،‬و لو كان عديم االدراك‬ ‫شخصيا عن‪:‬‬
‫واالرادة كالمجنون مثال‪ .‬فهي بذلك تقيم هذه المسؤولية على أساس المسؤولية‬ ‫الجرائم التي يرتكبها‪.‬‬ ‫•‬
‫االجتماعية المستقلة عن الخطأ‪.‬‬ ‫الجنايات و الجنح التي يكون مشاركا في ارتكابها‪.‬‬ ‫•‬
‫• و بالنسبة للقانون المغربي فقد تاثر‪ -‬على غرار العديد من التشريعات‬ ‫محاوالت الجنايات‪.‬‬ ‫•‬
‫المقارنة‪ -‬بمبادئ المدرسة التقليدية الجديدة مع تأثر محدود بالمدرسة‬ ‫محاوالت بعض الجنح ضمن الشروط المقررة في القانون للعقاب عليها‪.‬‬ ‫•‬
‫الوضعية‪.‬‬ ‫و ال يستثنى من هذا المبدأ إال الحاالت التي ينص فيها القانون صراحة على خالف ذلك"‪.‬‬ ‫•‬
‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬
‫المسؤولية الجنائية‬ ‫المسؤولية الجنائية‬
‫مفهوم وأساس المسؤولية الجنائية‬ ‫مفهوم وأساس المسؤولية الجنائية‬

‫• أســاس المسـؤولية الجـنائية‬ ‫• أســاس المسـؤولية الجـنائية‬


‫• كما نص الفصل ‪ 143‬من القانون الجنائي على أنه‪" :‬ال يكون مسؤوال ويجب‬ ‫• أما تأثر المشرع المغربي بمبادئ المدرسة الوضعية فيبدوا واضحا في‬
‫الحكم بإعفائه من كان وقت ارتكابه الجريمة المنسوبة إليه في حالة يستحيل‬
‫عليه معها اإلدراك و اإلرادة نتيجة لخلل في قواه العقلية"‪.‬‬ ‫إقراره للتدابير الوقائية بالنسبة للمختلين عقليا الذين يرتكبون جنايات‬
‫أوجنح‪ ،‬والذين يحكم بإيداعهم في مؤسسة لعالج األمراض العقلية وفق‬
‫• و بالنسبة للقاصر عديم التمييز ‪-‬الذي لم يبلغ اثني عشر عاما‪ -‬فهو يعتبر‬
‫الشروط المقررة في الفصل ‪ 76‬ق‪.‬ج‪ ،‬و كذا تطبيق تدابير الحماية و‬
‫كذلك غير مسؤول جنائيا (ف ‪ 138‬ق ج) و إذا ثبت أن ملكتي اإلدراك‬
‫واإلرادة ناقصتين لدى الفاعل‪ ،‬فإن مسؤوليته الجنائية تكون ناقصة تبعا لذلك‬ ‫التهذيب في حق األحداث الجانحين‪.‬‬
‫(الفصالن‪ 135 :‬و ‪ 139‬من القانون الجنائي)‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬

‫المسؤولية الجنائية‬ ‫المسؤولية الجنائية‬


‫مفهوم وأساس المسؤولية الجنائية‬ ‫عوارض المسؤولية الجنائية‬

‫• شخصية المسؤولية الجنائية‪:‬‬ ‫• إن مناط المسؤولية الجنائية هو إدراك الفرد لمعنى أفعاله و حريته في اختيار‬
‫• يعد هذا المبدأ من المبادئ الراسخة في األنظمة الجنائية الحديثة‪ ،‬و قد‬ ‫سلوك الجريمة‪ .‬و لذلك تفترض األهلية الجنائية عنصرين‪ :‬اإلدراك و‬
‫كرسه المشرع المغربي بصريح الفصل ‪ 132‬ق ج الذي جاء في فقرته‬ ‫االختيار‪ .‬وإذا انتفى أحد العنصرين فال يكون تصرف الشخص محال‬
‫األولى‪" :‬كل شخص سليم العقل قادر على التمييز يكون مسؤوال شخصيا"‪.‬‬ ‫للمؤاخذة و المساءلة الجنائية‪.‬‬
‫ومؤدى هذا المبدأ أن المسؤولية الجنائية ال تطال سوى من ارتكب شخصيا‬ ‫• و في هذا الصدد نص الفصل ‪ 132‬من القانون الجنائي على أن "كل شخص‬
‫فعال يجرمه القانون و يعاقب عليه‪ .‬إال أن الفقرة األخيرة من هذا الفصل‬ ‫سليم العقل قادر على التمييز يكون مسؤوال جنائيا عن الجرائم التي يرتكبها"‪.‬‬
‫استثنت "الحاالت التي ينص فيها القانون صراحة على خالف ذلك"‪ .‬و بهذا‬ ‫كما نص الفصل ‪ 134‬من نفس القانون على أنه‪" :‬ال يكون مسؤوال و يجب‬
‫االستثناء ترك المشرع الباب مفتوحا للمسؤولية الجنائية عن فعل الغير‪ .‬إال‬ ‫الحكم بإعفائه من كان وقت ارتكاب الجريمة المنسوبة إليه في حالة يستحيل‬
‫أنه على المستوى التطبيقي بقى حاالت هذه المسؤولية قليلة جدا تقتصر على‬ ‫عليه معها اإلدراك أو اإلرادة نتيجة لخلل في قواه العقلية‪".‬‬
‫التضامن في أداء الغرامات ‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬
‫المسؤولية الجنائية‬ ‫المسؤولية الجنائية‬
‫عوارض المسؤولية الجنائية‬ ‫عوارض المسؤولية الجنائية‬

‫• العــاهــات العقــليــة‬ ‫• حالة الخلل في القوى العقلية‬


‫• لم يعرف المشرع المغربي الخلل العقلي‪ ،‬و يمكن القول بأن هذا المصطلح‬
‫في تناوله لألحكام المتعلقة بالعاهات العقلية ميز المشرع المغربي بين‬ ‫•‬ ‫يستوعب كل الحاالت التي من شأنها تعطيل الملكات الذهنية عن العمل‬
‫حالتين‪:‬‬ ‫بصورة طبيعية‪ ،‬حيث يدخل في نطاقه كل االضطرابات التي تلحق بذهن‬
‫(عقل) الفاعل وتؤدي إلى إلحاق خلل به على نحو يفقده اإلدراك‪ .‬كما في‬
‫• حالة الخلل العقلي" و اعتبرها مانعا من موانع المسؤولية‪.‬‬ ‫حالة الجنون‪ ،‬سواء كان مستمرا مطبقا‪ ،‬أو متقطعا متناوبا‪ ،‬و في األمراض‬
‫العقلية األخرى كالعته أو البله الناشئ عن عدم اكتمال النمو الطبيعي للملكات‬
‫• و "حالة الضعف العقلي" ورتب على قيامها تخفيف المسؤولية الجنائية‬ ‫الذهنية و العقلية لسبب يعود غالبا إلى اضطرابات عضوية هرمونية‪ ،‬و‬
‫للفاعل فقط‪.‬‬ ‫مرض اليقظة أثناء النوم‪ ،‬و مرض الصرع الذي يؤدي إلى فقدان الشخص‬
‫إلدراكه و وعيه‪ ،‬و الجنون الهستيري‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪13‬‬

‫المسؤولية الجنائية‬ ‫المسؤولية الجنائية‬


‫عوارض المسؤولية الجنائية‬ ‫عوارض المسؤولية الجنائية‬

‫• حالة الخلل في القوى العقلية‬ ‫حالة الخلل في القوى العقلية‬ ‫•‬


‫• هذا و يترتب على توافر حالة الخلل العقلي امتناع مسؤولية المتهم الجنائية لعدم‬ ‫و في مثل هذه الحاالت غالبا ما يلجأ القاضي إلى االستعانة بالخبرة الطبية الفنية‪ ،‬و في‬ ‫•‬
‫هذا المعنى نص الفصل ‪ 76‬من القانون الجنائي على أنه‪" :‬إذا تبين لمحكمة الموضوع‬
‫توافر عنصري اإلدراك و اإلرادة و بالتالي استحالة عقابه‪ ،‬و ذلك طبقا للفصل‬ ‫بعد إجراء خبرة طبية‪ ،‬أن الشخص المتابع أمامها بجناية أو جنحة‪ ،‬كان عديم‬
‫‪ 134‬من القانون الجنائي السالف ذكره‪ .‬و في هذه الحالة فإن المحكمة تحكم‬ ‫المسؤولية تماما وقت ارتكاب الفعل بسبب اختالل عقلي‪ ،‬فإنه يجب عليها‪:‬‬
‫عليه باإلعفاء و ليس بالبراءة‪ ،‬ألن الجريمة تكون ثابتة في حق المختل عقليا إال‬ ‫‪ ‬أن تثبت أن المتهم كان وقت الفعل في حالة خلل عقلي يمنعه تماما من اإلدراك أو‬ ‫•‬
‫أنه ال يسأل جنائيا عنها‪.‬‬ ‫اإلرادة‪.‬‬
‫• و يعود أمر البت في وجود حالة الخلل العقلي من عدمه إلى محكمة الموضوع‬ ‫‪ ‬أن تصرح بانعدام مسؤوليته مطلقا و تحكم بإعفائه‪.‬‬ ‫•‬
‫التي لها أن تقرر ما إن كان الفاعل وقت ارتكابه للفعل المجرم في حالة خلل‬ ‫‪ ‬أن تأمر في حالة استمرار الخلل العقلي بإيداعه في مؤسسة لعالج األمراض‬ ‫•‬
‫عقلي أو ال‪ .‬شريطة أن يؤسس وجهة نظرها على أسباب سائغة منطقية‪.‬‬ ‫العقلية"‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪15‬‬
‫المسؤولية الجنائية‬ ‫المسؤولية الجنائية‬
‫عوارض المسؤولية الجنائية‬ ‫عوارض المسؤولية الجنائية‬

‫• حالة الخلل في القوى العقلية‬ ‫• حالة الضعـف العقـلي‬


‫• و بناء على هذا النص فإنه يتعين على المحكمة في حالة امتناع مساءلة الفاعل‬ ‫• الضعف العقلي هو درجة وسطى بين الخلل العقلي و كمال القوى العقلية‪،‬‬
‫بسبب خلله العقلي أن تأمر وجوبا بوضعه في مؤسسة لألمراض العقلية إذا‬ ‫ولذلك أطلق عليه البعض الجنون الناقص‪ ،‬و الضعف العقلي لدى الشخص‬
‫كانت الجريمة التي ارتكبها جناية أو جنحة‪ ،‬و كان الخلل العقلي مازال‬ ‫يؤدي إلى انتقاص ملكتي االدراك و االرادة لديه‪ ،‬مما يؤثر تبعا لذلك على‬
‫مستمرا‪ ،‬و إذا كانت الجريمة المرتكبة من قبله تشكل مخالفة‪ ،‬فإن الشخص‬ ‫مسؤوليته الجنائية التي تغدو ناقصة‪ .‬و هذا ما قرره المشرع المغربي في‬
‫الذي يحكم بإعفائه إذا كان خطرا على النظام العام‪ ،‬فإنه يسلم إلى السلطة‬ ‫الفصل ‪ 135‬من القانون الجنائي الذي نص على أنه‪" :‬تكون مسؤولية الشخص‬
‫اإلدارية (الفقرة الخيرة من الفصل ‪ 134‬ق ج)‪.‬‬ ‫ناقصة إذا كان وقت ارتكابه الجريمة مصابا بضعف في قواه العقلية من شأنه‬
‫أن ينقص إدراكه و إرادته و يؤدي إلى تقليص مسؤوليته جزئيا‪.‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬

‫المسؤولية الجنائية‬ ‫المسؤولية الجنائية‬


‫عوارض المسؤولية الجنائية‬ ‫عوارض المسؤولية الجنائية‬
‫• حالة الضعـف العقـلي‬
‫• صغر الـســــــن‬
‫• و في الجنايات و الجنح تطبق على الجاني العقوبات أو التدابير الوقائية المقررة في‬
‫الفصل ‪ .78‬أما في المخالفات فتطبق العقوبات مع مراعاة حالة المتهم العقلية"‪.‬‬ ‫• صغر السن هو مرحلة طبيعية من مراحل العمر التي يمر بها كل إنسان‪،‬‬
‫• و واضح من النص أن المشرع المغربي تأثر بمبادئ المدرسة التقليدي الجديدة التي‬ ‫ومعلوم أن الملكات العقلية ال تولد مع اإلنسان من يوم مولده‪ ،‬و إنما تنمو و‬
‫أخذت بفكرة تدرج المسؤولية الجنائية‪ ،‬من مسؤولية كاملة وتامة‪ ،‬إلى مسؤولية‬ ‫تتطور مع تقدم العمر‪ .‬و على هذا األساس فإن صغر السن أو القصور الجنائي‬
‫ناقصة‪ ،‬إلى منعدمة‪ ،‬و ذلك بحسب قوة اإلدراك و اإلرادة لدى مرتكب الجريمة‪.‬‬
‫كما يكون سببا في انتفاء الوعي و اإلدراك قد يكون سببا في نقصانه و عدم‬
‫• و إذا كانت المسؤولية الجنائية للفاعل –ضعيف العقل‪ -‬تبقى ناقصة‪ ،‬فإنه بالمقابل‬
‫يتحمل مسؤوليته المدنية كاملة إذا تسبب فعله في إلحاق ضرر بالغير (ف ‪ 96‬من‬ ‫كفايته‪ .‬و لذلك يتم تحديد المسؤولية الجنائية للقاصر على هذا األساس‪ .‬فهي قد‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع) وهذا على خالف فاقد اإلدراك الكلي – المختل عقليا‪ -‬الذي تمتنع مسؤوليته‬ ‫تمتنع كليا أو جزئيا بحسب ما إذا كان اإلدراك و التمييز عند الصغير منعدما أو‬
‫الجنائية و المدنية على السواء‪.‬‬ ‫ناقصا و ذلك بالنظر إلى سنه‪.‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪19‬‬
‫المسؤولية الجنائية‬ ‫المسؤولية الجنائية‬
‫عوارض المسؤولية الجنائية‬ ‫عوارض المسؤولية الجنائية‬

‫• صغر الـســــــن‬ ‫• صغر الـســــــن (حالة انعدام المسؤولية الجنائية)‬

‫• وقد أخذ المشرع الجنائي المغربي بعامل السن كدليل على انعدام اإلدراك‬ ‫• بناء على هذا النص فإن الحدث الذي يرتكب جريمة و عمره لم يصل بعد ‪12‬‬
‫والتمييز لدى القاصر‪ ،‬أو نقصانه أو كماله‪ ،‬و حدد المسؤولية الجنائية على هذا‬ ‫سنة فإنه يكون غير أهل للمسؤولية الجنائية لعدم تمييزه‪ ،‬و لذلك تنعدم‬
‫مسؤوليته الجنائية بصفة مطلقة فال يتعرض للعقاب‪ ،‬إال أن ذلك ال يحول دون‬
‫األساس‪ .‬و سنعرض تباعا لكل حالة على حدة‪.‬‬
‫إمكانية الحكم عليه بأحد التدابير المنصوص عليها في قانون المسطرة الجنائية‬
‫• حالة انعدام المسؤولية الجنائية‬ ‫و هي‪:‬‬
‫• نص الفصل ‪ 138‬من القانون الجنائي على أن‪" :‬الصغير الذي لم يبلغ سنه اثني‬ ‫• تسليمه ألبويه أو حاضنه أو الوصي عليه أو المقدم عليه أو كافله أو الشخص أو‬
‫المؤسسة المعهود إليها برعايته في حال ارتكابه مخالفة من المخالفات (الفقرتان ‪ 2‬و ‪3‬‬
‫عشر عاما يعتبر غير مسؤول جنائيا النعدام تمييزه‪.‬‬
‫من م ‪ 468‬من ق‪ .‬م‪ .‬ج)؛‬
‫‪20‬‬ ‫‪21‬‬

‫المسؤولية الجنائية‬ ‫المسؤولية الجنائية‬


‫عوارض المسؤولية الجنائية‬ ‫عوارض المسؤولية الجنائية‬

‫• صغر الـســــــن (حالة انعدام المسؤولية الجنائية)‬


‫• صغر الـســــــن (حالة انعدام المسؤولية الجنائية)‬
‫• في حال ارتكابه جنحة‪ :‬تنبيهه تسليمه ألبويه أو حاضنة أو الوصي عليه أو المقدم‬
‫عليه‪ ،‬أو حاضنه أو كافله أو المكلف برعايته (ف ‪ 1‬من م ‪ 480‬من ق‪ .‬م‪ .‬ج)؛‬ ‫• في حال ارتكابه لجناية يمكن الحكم في حقه بتدير أو أكثر من تدابير الحماية‬
‫• و إذا كان الحدث – دون ‪ 12‬سنة ‪ -‬مهمال أو كان أبواه أو الوصي عليه أو المقدم عليه‬ ‫أو التهذيب المنصوص عليها في م ‪ 481‬من ق‪ .‬م‪ .‬ج‪ .‬م‪ ( .‬ف ‪ 2‬من م‬
‫أو كافله أو حاضنه أو الشخص أو المؤسسة المكلفة برعايته ال يتوفرون على الصفات‬ ‫‪ 493‬من من ق‪.‬م‪.‬ج)‪.‬‬
‫األخالقية المطلوبة‪ ،‬فإن غرفة األحداث لدى المحكمة االبتدائية تسلمه إلى شخص‬
‫جدير بالثقة أو الى مؤسسة مرخص لها‪ .‬و يمكنها أن تأمر عالوة على ذلك‪ ،‬بوضع‬ ‫• وتجدر االشارة الى أن المادة ‪ 473‬من قانون المسطرة الجنائية منعت إيداع‬
‫الحدث تحت نظام الحرية المحروسة‪ ،‬إما بصفة مؤقتة لفترة اختبار واحد أو أكثر تحدد‬ ‫الحدث دون ‪ 12‬سنة كاملة بمؤسسة سجنية‪ ،‬و لو بصفة مؤقتة و مهما كان‬
‫مدتها‪ ،‬و إما بصفة نهائية إلى أن يبلغ سنا ال يمكن أن يتجاوز ‪ 18‬سنة (الفقرة ‪ 5‬من‬ ‫نوع الجريمة التي ارتكبها‪.‬‬
‫المادة ‪ 480‬من ق‪.‬م‪.‬ج)‪.‬‬

‫‪22‬‬ ‫‪23‬‬
‫المسؤولية الجنائية‬ ‫المسؤولية الجنائية‬
‫عوارض المسؤولية الجنائية‬ ‫عوارض المسؤولية الجنائية‬

‫• صغر الـســــــن (حالة المسؤولية الجنائية الناقصة)‬ ‫• صغر الـســــــن (حالة المسؤولية الجنائية الناقصة)‬
‫* تسليم الحدث ألبويه أوللوصي أوللمقدم عليه أولكافله أومن في حكمهم؛‬
‫•تعرض الفصل ‪ 139‬من القانون الجنائي لهذه الحالة‪ ،‬فحدد المرحلة العمرية التي‬
‫تكون فيها المسؤولية الجنائية للحدث ناقصة‪ ،‬حيث قرر بأن الحدث الذي أتم اثنتي‬ ‫* إخضاعه لنظام الحرية المحروسة طبقا للمواد ‪ 496‬إلى‪ 500‬من ق‪.‬م‪.‬ج؛‬
‫عشرة سنة و لم يبلغ الثامنة عشرة يعتبر مسؤوال مسؤولية جنائية ناقصة بسبب عدم‬ ‫* إيداعه في معهد أو مؤسسة عمومية أو خاصة للتربية أو التكوين المهني ومعدة لهذه الغاية؛‬
‫اكتمال تمييزه‪ .‬و هو ما قررته أيضا الفقرة األخيرة من المادة ‪ 458‬من قانون‬ ‫* إيداعه تحت رعاية مصلحة أو مؤسسة عمومية مكلفة بالمساعدة؛‬
‫المسطرة الجنائية‪.‬‬
‫* إيداعه في معهد أو مؤسسة عمومية أو خاصة للتربية أو التكوين المهني ومعدة لهذه الغاية؛‬
‫• واستنادا إلى ذلك فإن القاصر خالل هذه المرحلـة العمريـة و إن كان يعتبر مسؤوال‬ ‫* إيداعه بقسم داخلي صالح إليواء جانحين أحداث ال يزالون في سن الدراسة؛‬
‫عن أفعاله التـي يرتكبها‪ ،‬إال أن مسؤوليتـه الجنائيـة تبقى ناقصة أو مخففة بسبب عدم‬
‫اكتمال تمييزه وتمتعه بعذر صغر السن‪ .‬وفي هذه الحالة فإنه في حال ارتكابه جناية‬ ‫* إيداعه بمؤسسة معدة للعالج أو للتربية الصحية؛‬
‫أو جنحة‪ ،‬فإن قاضي األحداث يتخذ إما تدبير أو أكثر من تدابير الحماية أو التهذيب‬ ‫* إيداعه بمصلحة أو مؤسسة عمومية معدة للتربية المحروسة أو التربية اإلصالحية‪.‬‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 481‬من قانون المسطرة الجنائية وهي كالتالي‪:‬‬ ‫و تتخذ هذه التدابيرو في جميع األحوال‪ -‬لمدة ال تتجاوز تاريخ بلوغ الحدث ‪18‬سنة كاملة من عمره‪.‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪25‬‬

‫المسؤولية الجنائية‬ ‫المسؤولية الجنائية‬


‫عوارض المسؤولية الجنائية‬ ‫عوارض المسؤولية الجنائية‬

‫• صغر الـســــــن (حالة المسؤولية الجنائية الناقصة)‬ ‫• صغر الـســــــن (مرحلة اكتمال المسؤولية الجنائية)‬
‫• كما أجازت المادة ‪ 482‬ق‪.‬م‪.‬ج لغرفة األحداث أن تعوض أو تكمل‬ ‫• حدد المشرع المغربي سن الرشد الجنائي بإتمام الشخص ‪ 18‬سنة‬
‫التدابير السابقة – المنصوص عليها في المادة ‪ 481‬ق‪.‬م‪.‬ج – بعقوبة‬ ‫ميالدية كاملة‪ ،‬و هو ما قرره الفصل ‪ 140‬من القانون الجنائي و كذا‬
‫حبسية أو مالية بالنسبة لألحداث خالل هذه المرحلة متى ارتأت‬ ‫المادة ‪ 458‬من قانون المسطرة الجنائية الجديد‪.‬‬
‫ضرورة لذلك‪ ،‬وذلك اعتبارا لظروف أو شخص الحدث الجانح‪ ،‬لكن‬
‫• فببلوغ الفتى هذا السن يصبح كامل األهلية للمسؤولية الجنائية و يتحمل‬
‫شريطة أن تعلل مقررها في هذا الصدد‪ ،‬و في هذه الحالة يخفض‬
‫تبعا لذلك كل األفعال المج َرمة التي يرتكبها‪.‬‬
‫الحدان األقصى و األدنى المنصوص عليهما في القانون إلى النصف‪.‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪27‬‬
‫الجزاء الجنائي‬

‫القانون الجنائي العام‬


‫األسدس الثاني‬
‫• العقـــــــوبــــــــات‬
‫ذ‪ .‬عبد اللطيف اهادي‬
‫الموسم الجامعي ‪2020 – 2019‬‬ ‫• التدابيـــر الوقائيـــــة‬
‫االفواج ‪ 4‬و ‪ 5‬و ‪6‬‬
‫‪ -‬ملف رقم ‪- 7‬‬
‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫الجزاء الجنائي‬ ‫الجزاء الجنائي‬


‫العقوبة (ماهيــــة العقــوبــــة‪ ،‬خصائصها ووظائفها)‬
‫مفهوم الجزاء الجنائي‬

‫• الجزاء الجنائي هو رد الفعل االجتماعي إزاء كل من تقررت مسؤوليته‬ ‫• ماهيــــة العقــوبــــة‪.‬‬


‫الجنائية‪ ،‬وهو بذلك يمثل النتيجة القانونية المترتبة على مخالفة نصوص‬
‫التجريم الواردة في القانون الجنائي‪.‬‬ ‫• تمثل العقوبة أقصى درجات الحماية التشريعية للقيم والمصالح الفردية‬
‫• ويتخذ الجزاء الجنائي صورتان هما ‪ :‬العقوبة والتدبير الوقائي‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫والجماعية‪ ،‬وأقوى أدوات السلطة العامة‪ ،‬وأعتى ما تملكه الدولة في‬
‫من اختالف مجال كل منهما‪ ،‬فإن غرضهما يبقى واحدا هو مكافحة اإلجرام‬
‫والتصدي له‬ ‫ترسانتها‪ .‬ويتولى القضاء توقيع هذه العقوبة باسم المجتمع على كل‬
‫شخص ارتكب فعال محظورا جنائيا‪ .‬فهي بذلك تتضمن معنى اإلدانة‬
‫• والمشرع الجنائي المغربي ـ متأثرا في ذلك بالمدرسة الوضعية ـ قسم من‬
‫جهته الجزاء الجنائي إلى قسمين ‪ :‬العقوبة والتدبير الوقائي‪ .‬حيث جاء في‬ ‫االجتماعية للمجرم‪.‬‬
‫الفصل األول من المجموعة الجنائية ‪" :‬يحدد التشريع الجنائي أفعال اإلنسان‬
‫التي يعدها جرائم‪ ،‬بسبب ما تحدثه من اضطراب اجتماعي‪ ،‬ويوجب زجر‬ ‫• ويتمثل مضمون العقوبة في أثر معين يلحق الجاني الذي ثبتت‬
‫مرتكبيها بعقوبات أو بتدابير وقائية"‪.‬‬ ‫مسؤوليته الجنائية‪ ،‬عن طريق االنتقاص من حقوقه ومصالحه المالية‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬
‫الجزاء الجنائي‬ ‫الجزاء الجنائي‬
‫العقوبة (ماهيــــة العقــوبــــة‪ ،‬خصائصها ووظائفها)‬ ‫العقوبة (ماهيــــة العقــوبــــة‪ ،‬خصائصها ووظائفها)‬

‫• خصائـص العـقـوبـة‬ ‫• خصائـص العـقـوبـة‬


‫• تتميز العقوبة بعدة خصائص تميزها‪ ،‬وتشكل في نفس الوقت مبادئ تراعيها التشريعات‬ ‫• ـ شخصية العقوبة مؤداها أن العقوبة ال توقع إال على شخص المحكوم عليه‬
‫الجنائية في وضع سياستها العقابية ونجمل هذه الخصائص فيما يلي ‪:‬‬
‫بها بمقتضى حكم قضائي دون سواه‪ ،‬فهي تناله في شخصه أو ماله أو‬
‫• ـ شرعية العقوبة أو قانونيتها‪ :‬معنى هذه الخاصية أن العقوبة تعبر عن مبدأ قانوني‬ ‫اعتباره أو حقوقه المدنية والوطنية وال تمتد إلى غيره أيا كانت صلة القرابة‬
‫دستوري مؤداه أن "ال جريمة وال عقوبة إال بنص" فهي بذلك تقررت لتأكيد سيادة‬ ‫التي تجمعه به‪.‬‬
‫القانون‪.‬‬
‫• والقانون الجنائي المغربي وإن لم ينص صراحة على مبدأ شخصية العقوبة‪،‬‬
‫• وتطبيقا لهذه الخاصية فإن المشرع هو صاحب االختصاص في تحديد نوع العقوبة‬ ‫فإنه قرر شخصية المسؤولية الجنائية في الفصل ‪ 132‬منه‪ .‬ومما الشك فيه‬
‫ومقدارها‪ ،‬وال يملك القاضي إال أن يحكم بالعقوبة المحددة قانونا‪ ،‬وإن ظلت له سلطة‬ ‫أن التسليم بشخصية المسؤولية الجنائية كمبدأ يؤدي حتما إلى القول بشخصية‬
‫تقديرية في تفريد العقاب تبعا لخطورة الجريمة وشخصية المجرم‪ .‬وقد كرس دستور‬
‫‪ 2011‬مبدأ شرعية العقوبة في مادته (‪ )23‬الذي نص على أنه ‪" :‬ال يجوز إلقاء القبض‬ ‫العقوبة‪ ،‬وال يستثنى من هذا المبدأ إال حاالت استثنائية قليلة خرج بها المشرع‬
‫على أي شخص أو اعتقاله أو متابعته أو إدانته إال في الحاالت وحسب اإلجراءات‬ ‫عن األصل السابق حين عاقب الشخص على فعل ارتكبه شخص أو أشخاص‬
‫المنصوص عليها في القانون‪.‬‬ ‫آخرون غيره‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬

‫الجزاء الجنائي‬ ‫الجزاء الجنائي‬


‫العقوبة (ماهيــــة العقــوبــــة‪ ،‬خصائصها ووظائفها)‬ ‫العقوبة (ماهيــــة العقــوبــــة‪ ،‬خصائصها ووظائفها)‬

‫• خصائـص العـقـوبـة‬ ‫• وظائـف العقـوبـة وأغـراضها‬


‫• قضائية العقوبة ‪ :‬أي أن السلطة القضائية هي التي تتولى توقيعها طبق‬ ‫• للعقوبة وظائف وأغراض تشكل في حد ذاتها أساسا لمشروعية حق العقاب‪ .‬وتكمن‬
‫شروط ومسطرة محددين‪.‬‬ ‫هذه الوظائف فيما يلي ‪:‬‬
‫• ـ المساواة في العقوبة‪ :‬يقصد بمبدأ المساواة الذي تخضع له العقوبة‪ ،‬أن‬ ‫• ـ الردع الخاص والردع العام ‪ :‬فالعقوبة تتغيا أساسا حماية المجتمع وصيانته من‬
‫تكون هذه األخيرة واحدة بالنسبة للكافة‪ ،‬بحيث تطبق على كل من اقترف‬ ‫براثن اإلجرام وشروره‪ ،‬وهي وظيفة نفعية للعقوبة تتحقق عن طريق منع المجرم‬
‫فعال يجرمه القانون‪ .‬وهذا نتيجة لمبدأ "مساواة الجميع أمام القانون"‪ ،‬وذلك‬ ‫من العود إلى ارتكاب الجرائم والقضاء على احتمال سقوطه في براثنها مرة أخرى‪،‬‬
‫مع األخذ بعين االعتبار ما يرافق هذا المبدأ من تباين في عقاب المحكوم عليه‬ ‫وهو ما يسمى بالردع أو المنع الخاص‪ ،‬مما يخلف لديه الشعور بالندم والرغبة في‬
‫تبعا الختالف وتباين ظروف ومالبسات ارتكاب الجريمة من شخص آلخر‪،‬‬ ‫التوبة‪ .‬ويتخذ الردع الخاص عدة صور وأشكال‪ ،‬فقد ينال من حرية المحكوم عليه ـ‬
‫مما يقتضي من القاضي عند تقدير العقوبة مراعاة ظروف كل متهم على حدة‬ ‫وهو الغالب ـ بحيث يتخذ شكل عقوبة سالبة للحرية‪ ،‬وقد يطال ذمته المالية‬
‫إعماال لمبدأ تفريد العقوبات‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫( ‪8‬الغرامة)‪ ،‬بل وقد يمس حياته (عقوبة اإلعدام)‪.‬‬
‫الجزاء الجنائي‬ ‫الجزاء الجنائي‬
‫العقوبة (ماهيــــة العقــوبــــة‪ ،‬خصائصها ووظائفها)‬ ‫العقوبة (ماهيــــة العقــوبــــة‪ ،‬خصائصها ووظائفها)‬

‫• وظائـف العقـوبـة وأغـراضها‬ ‫• وظائـف العقـوبـة وأغـراضها‬


‫• أما الردع العام فيتحقق من خالل منع كافة الناس ـ األغيار ـ من االقتداء‬ ‫• ـ وظيفة اإلصالح ‪ :‬فضال عن الوظيفة الجزائية والردعية للعقوبة‪ ،‬أصبحت‬
‫بالمجرم‪ ،‬وذلك عن طريق التهديد بالعقاب‪ .‬فالتخويف والجزع من العقاب‬ ‫هاته األخيرة ـ مع تطور فلسفة العقوبة وتأثير الفكر الجنائي الحديث ـ تهدف‬
‫يحول دون ارتكاب األفراد لجرائم جديدة في المستقبل‪ ،‬مما يساهم في الحد‬ ‫إلى إعادة تكيف الشخص المدان داخل المجتمع وإلى إصالحه وتقويمه‬
‫من اإلجرام واالنحراف في المجتمع‪ ،‬ويحقق بالتالي األمن واالستقرار في‬ ‫وتأهيله لالندماج في وسطه االجتماعي بعد اإلفراج عنه‪.‬‬
‫ربوعه‪.‬‬
‫• ‪ -‬تحقيق العدالة ‪ :‬وتعد من أهم األهداف التي تسعى إليها العقوبة‪ .‬ذلك أن‬
‫إنزال العقوبة المناسبة بالجاني المذنب‪ ،‬بقدر ما يخلف ارتياحا لدى الضحية‬
‫وذويه وأفراد المجتمع بصفة عامة‪ ،‬يرضي الشعور بالعدالة‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬

‫الجزاء الجنائي‬ ‫الجزاء الجنائي‬


‫العقوبة (أنـــــواع العــقــــوبـــات)‬ ‫العقوبة (أنـــــواع العــقــــوبـــات)‬

‫• صنف المشرع الجنائي المغربي العقوبات إلى صنفين أساسيين ‪ :‬عقوبات‬ ‫• اوال ‪ :‬العقـوبـات األصليــة‬
‫أصلية وعقوبات إضافية‪ .‬وهو ما قرره الفصل ‪ 14‬من المجموعة الجنائية‬ ‫تعرض القانون الجنائي للعقوبات األصلية في المواد ‪ 17 ،16‬و‪ .18‬وهذه العقوبات طبقا‬ ‫•‬
‫الذي نص على أن ‪" :‬العقوبات إما أصلية أو إضافية‪ .‬فتكون أصلية عندما‬ ‫للمادة ‪ 15‬من نفس القانون إما جنائية‪ ،‬أو جنحية‪ ،‬أو ضبطية‪.‬‬
‫يسوغ الحكم بها وحدها دون أن تضاف إلى عقوبة أخرى‪ .‬وتكون إضافية‬ ‫‪ -‬العقوبـات الجنائيـة األصليـة‬ ‫•‬
‫عندما ال يسوغ الحكم بها وحدها أو عندما تكون ناتجة عن الحكم بعقوبة‬ ‫حصرت المادة ‪ 16‬من القانون الجنائي هذه العقوبات فيما يلي ‪:‬‬ ‫•‬
‫أصلية"‪.‬‬ ‫اإلعــدام‪.‬‬ ‫•‬
‫• وبناء على هذا النص فإن أساس التمييز بين العقوبات األصيلة والعقوبات‬ ‫السجن المؤبد‪.‬‬ ‫•‬
‫اإلضافية‪ ،‬هو أن العقوبات األولى يجوز الحكم بها وحدها دون أن تتوقف‬ ‫السجن المؤقت من خمس سنوات إلى ثالثين سنة‪.‬‬ ‫•‬
‫على الحكم بعقوبة أخرى‪ ،‬أما العقوبة اإلضافية فال يمكن الحكم بها وحدها‬ ‫اإلقامة اإلجبارية‪.‬‬ ‫•‬
‫وإنما تكون دائما مضافة إلى عقوبة أصلية‪.‬‬ ‫التجريد من الحقوق الوطنية‪.‬‬ ‫•‬
‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬
‫الجزاء الجنائي‬ ‫الجزاء الجنائي‬
‫العقوبة (أنـــــواع العــقــــوبـــات)‬ ‫العقوبة (أنـــــواع العــقــــوبـــات)‬

‫• العقوبات الجنحيـة األصلية‬ ‫• العقـوبـات الضبطيـة األصليـة‬


‫• تشمل هذه العقوبات الحبس والغرامة (الفصل ‪ 17‬ق‪.‬ج)‬ ‫• تطبق هذه العقوبات في المخالفات‪.‬‬
‫• العقوبات الجنحية األصلية هي‪:‬‬ ‫• (الفصل ‪ 18‬ق‪.‬ج)‬
‫• ‪ – 1‬الحبس؛‬ ‫• ـ العقوبات الضبطية األصلية هي‪:‬‬
‫• ‪ - 2‬الغرامة التي تتجاوز ‪ 1200‬درهم‪.‬‬ ‫• ‪ - 1‬االعتقال لمدة تقل عن شهر؛‬
‫• وأقل مدة الحبس شهر وأقصاها خمس سنوات‪ ،‬باستثناء حاالت العود أو‬ ‫• ‪ - 2‬الغرامة من ‪ 30‬درهم إلى ‪ 1200‬درهم‪.‬‬
‫غيرها التي يحدد فيها القانون مددا أخرى‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬

‫الجزاء الجنائي‬ ‫الجزاء الجنائي‬


‫العقوبة (أنـــــواع العــقــــوبـــات)‬
‫التدابير الوقائية‬
‫ثانيا ‪ :‬العــقــــوبـــات االضافية( الفصل ‪ 36‬من ق ج)‬
‫• ‪ - 1‬الحجر القانوني‬
‫• يعد نظام التدابير الوقائية أو االحترازية ـ أو تدابير األمن ـ من أهم ما ابتدعه‬
‫• ‪ - 2‬التجريد من الحقوق الوطنية‬
‫الفكر الجنائي المعاصر‪ .‬وهذه التدابير مستوحاة من فلسفة المدرسة الوضعية‬
‫• ‪ - 3‬الحرمان المؤقت من ممارسة بعض الحقوق الوطنية أو المدنية أو العائلية‬ ‫التي تؤسس المسؤولية الجنائية على المصلحة االجتماعية من جهة‪ ،‬وتنادي‬
‫• ‪ - 4‬الحرمان النهائي أو المؤقت من الحق في المعاشات التي تصرفها الدولة والمؤسسات العمومية‪.‬‬ ‫بجعل الجزاء متناسبا مع خطورة المجرم من جهة أخرى‪.‬‬
‫• غير أن هذا الحرمان ال يمكن أن يطبق على األشخاص المكلفين بالنفقة على طفل أو أكثر‪ ،‬مع مراعاة‬
‫األحكام الواردة في أنظمة المعاشات في هذا الشأن‪.‬‬
‫• فقد لفتت ـ هذه المدرسة ـ االنتباه إلى االهتمام بالدراسة العلمية لشخصية‬
‫المجرم‪ ،‬وعدم االهتمام فقط بماديات الجريمة وجسامتها‪ .‬كما كشف علماء‬
‫• ‪ - 5‬المصادرة الجزئية لألشياء المملوكة للمحكوم عليه‪ ،‬بصرف النظر عن المصادرة المقررة كتدبير وقائي‬
‫في الفصل ‪.89‬‬ ‫اإلجراء أن العقوبة ال تكفي لوحدها للدفاع عن المجتمع ضد الجريمة‪ ،‬وتظل‬
‫• ‪ - 6‬حل الشخص المعنوي‪.‬‬ ‫قاصرة عن تحقيق أغراضها على الوجه األكمل‪ ،‬بل وال تجدي بالنسبة‬
‫لبعض الجناة؛ كالمجانين ومدمني المخدرات‪ ،‬والمجرمين العائدين‪،‬‬
‫• ‪ - 7‬نشر الحكم الصادر باإلدانة‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫واألحداث الجانحين‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫الجزاء الجنائي‬ ‫الجزاء الجنائي‬
‫التدابير الوقائية (مفهــــوم التدابير الوقائيـــــة وخصائصها)‬ ‫التدابير الوقائية (مفهــــوم التدابير الوقائيـــــة وخصائصها)‬

‫• ماهيـة التدابيـر الوقائية‬ ‫• خصائص التدابيـر الوقائية‬


‫• التدابير الوقائي جزاء جنائي يتمثل في مجموعة من اإلجراءات التي يقررها‬ ‫• ثمة خصائص تشترك فيها كل من التدابير الوقائية والعقوبة معا‪ ،‬وأخرى‬
‫القانون‪ ،‬ويوقعها القضاء على من تثبت خطورته ـ أو خطورتهم ـ اإلجرامية‪ ،‬فهي‬ ‫تميزها عن هذه األخيرة‪ .‬ويمكننا أن نجمل هذه الخصائص فيما يلي ‪:‬‬
‫إذن قررت لمواجهة هذه الخطورة‬
‫• ـ شرعية التدبير الوقائي ‪ :‬التدبير الوقائي ـ مثله مثل العقوبة ـ مصدره دائما‬
‫• وهكذا فإن قوام التدبير الوقائي هو مواجهة الخطورة الكامنة في الشخص‪ .‬والمقصود‬ ‫القانون‪ ،‬ويخضع لقاعدة شرعية الجرائم والعقوبات‪ ،‬وال يمكن الحكم به ما لم‬
‫به ليس ردع الجاني وزجره بسبب ارتكابه جريمة من الجرائم كما هو الشأن بالنسبة‬
‫يرد بشأنه نص قانوني صريح‪ .‬وهو ما أكد عليه الفصل ‪ 8‬من القانون‬
‫للعقوبة‪ ،‬وإنما اتقاء خطورته‪.‬‬
‫الجنائي الذي ينص على أنه ‪" :‬ال يجوز الحكم بأي تدبير وقائي إال في‬
‫• والمالحظ أن التدابير الوقائية في التشريع الجنائي المغربي‪ ،‬تعتبر إجراءات تضاف‬ ‫األحوال وطبق الشروط المقررة في القانون"‪.‬‬
‫إلى العقوبة األصلية أو اإلضافية التقليديتين‪ .‬وتبقى الحاالت التي يُسمح فيها بتوقيع‬
‫التدبير الوقائي وحده بدل العقوبة محدودة للغاية‬
‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬ ‫•‬

‫الجزاء الجنائي‬ ‫الجزاء الجنائي‬


‫التدابير الوقائية (مفهــــوم التدابير الوقائيـــــة وخصائصها)‬ ‫التدابير الوقائية (مفهــــوم التدابير الوقائيـــــة وخصائصها)‬

‫• خصائص التدابيـر الوقائية‬ ‫• خصائص التدابيـر الوقائية‬


‫• ـ قضائية التدبير الوقائي ‪ :‬مؤدى هذه الخاصية وجوب صدور حكم قضائي‬ ‫• ‪ -‬اتساع نطاق التدابير الوقائية ‪ :‬فمجال إعمال هذه التدابير هو أوسع بكثير مقارنة بنطاق‬
‫يقضي بالتدبير الوقائي وفق اإلجراءات المحددة قانونا‪.‬‬ ‫العقوبة‪ ،‬فهي تشمل عدة فئات وإن كانوا غير مسؤولين جنائيا‪ ،‬كالمختلين عقليا مثال‪.‬‬
‫• ـ األثر الفوري المباشر للتدبير الوقائي ‪ :‬مؤدى هذه الخاصية أن النص القانوني الذي يقرر‬
‫• ـ جوهر التدبير الوقائي هو مواجهة الخطورة اإلجرامية ‪ :‬فالتدبير الوقائي ـ‬ ‫تدبيرا وقائيا يطبق بأثر فوري وال يخضع لقاعدة عدم رجعية النص الجنائي‪ ،‬كما هو الشأن‬
‫كما سبقت اإلشارة إلى ذلك ـ ال يقصد به الردع واإليالم مباشرة‪ ،‬وإنما أساسا‬ ‫بالنسبة للعقوبة‪ .‬وفي هذا الصدد نصت الفقرة الثانية من الفصل الثامن من القانون الجنائي بأنه‬
‫مواجهة خطورة شخصية الجاني للحيلولة بينه وبين احتمال إقدامه على‬ ‫‪" :‬ال يحكم إال بالتدابير المنصوص عليها في القانون النافذ وقت صدور الحكم"‪.‬‬
‫ارتكاب الجريمة في المستقبل‪.‬‬ ‫• شخصية التدبير الوقائي ‪ :‬يتميز التدبير الوقائي بأنه شخصي مثله في ذلك مثل العقوبة‪ ،‬أي‬
‫يتجه إلى شخص من توافرت لديه الخطورة اإلجرامية‪ ،‬دون أن تمتد آثاره إلى غيره من‬
‫األفراد‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪20‬‬
‫الجزاء الجنائي‬ ‫الجزاء الجنائي‬
‫التدابير الوقائية (انواعها)‬ ‫التدابير الوقائية (انواعها)‬
‫• التدابير الوقائية الشخصية (الفصل ‪ 61‬من ق ج)‬

‫• أنـــــواع التـــدابيـــــر الــــوقــائـيــــة‬ ‫‪ – 1‬اإلقصاء؛‬ ‫•‬


‫‪ - 2‬اإلجبار على اإلقامة بمكان معين؛‬ ‫•‬
‫• تناول المشرع الجنائي المغربي أنواع التدابير الوقائية في الفصول ‪ 61‬إلى‬ ‫‪ - 3‬المنع من اإلقامة؛‬ ‫•‬
‫‪ 92‬من القانون الجنائي‪.‬‬ ‫‪ - 4‬اإليداع القضائي داخل مؤسسة لعالج األمراض العقلية؛‬ ‫•‬
‫‪ - 5‬الوضع القضائي داخل مؤسسة للعالج؛‬ ‫•‬
‫• قسم المشرع التدابير الوقائية إلى نوعين ‪:‬‬
‫‪ - 6‬الوضع القضائي في مؤسسة فالحية؛‬ ‫•‬
‫• تدابير وقائية شخصية‪.‬‬ ‫‪ - 7‬عدم األهلية لمزاولة جميع الوظائف أو الخدمات العمومية؛‬ ‫•‬
‫‪ - 8‬المنع من مزاولة مهنة أو نشاط أو فن سواء كان ذلك خاضعا لترخيص إداري أم ال؛‬ ‫•‬
‫• وتدابير وقائية عينية‪.‬‬ ‫‪ - 9‬سقوط الحق في الوالية الشرعية على األبناء؛‬ ‫•‬
‫‪ -10‬منع المحكوم عليه من االتصال بالضحية؛‬ ‫•‬
‫‪ -11‬إخضاع المحكوم عليه لعالج نفسي مالئم‪.‬‬ ‫•‬
‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬

‫•‬

‫الجزاء الجنائي‬
‫التدابير الوقائية (انواعها)‬

‫التدابير الوقائية العينية(الفصل ‪ 62‬من ق ج)‬ ‫•‬


‫•‬
‫• ‪ - 1‬مصادرة األشياء التي لها عالقة بالجريمة أو األشياء الضارة أو الخطيرة أو المحظور امتالكها‪.‬‬
‫• ‪ - 2‬إغالق المحل أو المؤسسة التي استغلت في ارتكاب الجريمة‪.‬‬

‫‪23‬‬

You might also like