Professional Documents
Culture Documents
مادة العلاجات النفسية 2 من تقديم الاستاذة الدكتورة أمال بن عبد الرحمان
مادة العلاجات النفسية 2 من تقديم الاستاذة الدكتورة أمال بن عبد الرحمان
3
احملاضرة :1العالج السلوكي.
متهيد:
العالج السلوكي هو أسلوب عالجي يطبق خالهلا نظرايت التعلم االجتماعي ومبادئ السلوك يف عملية العالج
النفسي هبدف تعديل ،ضبط السلوك املرضي ،حتويره أو توجيههم توجيها إجيابيا صحيحا يوافق مبادئ السلوك السوي،
إذن هي حماولة نفسية مربجمة ألحداث تغيري يف سلوك األفراد املرضى إىل سلوك سوي إجيايب.
4
-4خطوات العالج السلوكي:
-1حتديد السلوك احملوري املراد عالجه أو تعديله ويطلق عليه خط األساس من العناصر اآلتية :جتميع املعلومات
عن العميل من املصادر البشرية وغري البشرية ،وتطبيق املقاييس العلمية لتحديد مظاهر السلوك املشكل ،واملالحظة
م
املسجلة حول مظاهر السلوك.
-3حتديد الظروف اليت حيدث فيها السلوك املضطرب من خالل حتليل املعلومات اليت مت ُجعها من خالل ُجع
البياانت الكمية ملقدار شيوع أو معدل السلوك املضطرب ،التوقيت الذي حتدث فيها ،مع حتديد الظروف اليت
ترتبط بزايدة أو نقص حدوثه ،ث تعطى فرصة ملتابعة التطورات العالجية هلذا السلوك بكل دقة.
-4مع من حدث.
-7كيفية استجابة األخرين االستجابة العادية عند بقية االفراد وتفسري تعارضها معه.
-8املكاسب اليت حصل عليها من إجراء السلوك اخلاطئة ،أي املكاسب الثانوية.
-9كل مالحظات ترتبط بظهور املشكلة مثل" :صراع االبوين ،ممارسة العادة السرية ،تناول خمدرات
أوأدوية..اخل"
-6حتديد الظروف السابقة للسلوك املضطرب ويتضمن ذلك تعديل العالقات بني االستجاابت وبني املواقف اليت
حتدث فيها.
5
-7تعديل الظروف البدنية وفيها توجه اجلهود حنو تقليل احتمال حدوث السلوك ،ألنه غري مرغوب أو غري متوافق
ويكون الرتكيز على تعديل االستجاابت وتتابعها هبدف زايدة احتمال حدوث السلوك غري املرغوب يف الظروف اليت
ال يتكرر فيها من خالل ":االسرة ،املدرسة تشجيع االجتاه اإلجيايب لدى الطالب وابتكار وممارسة منوذج سلوكي
معارض للسلوك الالتوافقي.
-8إهناء العالج حني يصل الفرد اىل السلوك املرغوب املعدل وتعميم هذا السلوك يف املواقف ذات الصلة.
-1القياس البمعدي.
-10تتبع احلالة من خالل أسلوب يتم االتفاق عليه مع العميل أو ويل األمر( .عبد املنصف حسن علي رشوان)،
خالصة:
إن املعاجل السلوكي بعد تشخيصه حلالة املفحوص ،و حتديد أهم التقنيات املالئمة ملواجهة صعوابته ،وللتخفيف
من معاانته كتحديد أي أسلوب يعاجل االضطراب سواء كان خوف أو قلق ..اخل ،فعلى املعاجل يف هذه احلالة أن
يقوم بشرح بسيط للمراحل املختلفة ،و اليت مير هبا العالج ،و بعد ذلك يبدأ املعاجل يف تعريف املفحوص لألسلوب
الذي يستخدمه يف العالج .
6
احملاضرة :2العالج املعريف.
متهيد:
إن "أرون بيك " من الباحثني املعاصرين الذين لديهم أحباث عديدة يف جمال التشخيص و عالج حاالت
االكتئاب ،وكذلك بعض املقاييس املعرفية يف جمال التشخيص و قياس االكتئاب ،فقد وجد أن النموذج املعريف يقدم
تفسري أبسط و أقرب ملشكالت املرضى عما تفعله نظرية التحليل النفسي ونظرية العالج السلوكي واليت ال تقدم
تفسريا لألعصبة النفسية أو حتسني املرضى( .مفتاح .حممد عبد العزيز ،2001 ،ص)69
يرفض العالج املعريف ما تنادي به املدرسة التحليلية أبن الالشعور هو مصدر االضطراب النفسي ،و كذلك ما
تنادي به املدرسة السلوكية مبا أهنا تعطي للسلوك من أمهية ،و كذلك ما تدعيه مدرسة الطب األعصبة التقليدية من
اختالالت الفيزيولوجية والكيمائية هي السبب يف االضطراابت االنفعالية.
ويقوم العالج املعريف على الفكرة القائلة أبهنا ":يفكر فيه الناس ويقولونه حول أنفسهم ،وكذلك اجتاهاهتم
وأراءهم ،إمنا هي أمور هامة وذات صله وثيقة بسلوكهم الصحيح واملرضى" ،فاملعاجلني املعرفيني يستخدموا طرق حلل
املشكالت اليت يستخدموهنا خالل الفرتات العادية من حياهتم ،يقول "أرون بيك" ":أن وصفات العالج ،ميكن أن
توضع يف صورة بسيطة ،فاملعاجل يساعد على التعرف على التفكري الشخصي ،وأن يتعلم طرق أكثر واقعية لصياغة
خرباته وهذه الطريقة تعطي معىن للمرض ،آلهنا تتح هلم استخدام معرفتهم عن املفاهيم اخلاطئ وتفسريات خاطئة يف
وقت مبكر( .مفتاح .حممد عبد العزيز ،2001 ،ص)71
7
ومع أن العالج السلوكي حمدود ،ألنه يغفل تفكري املفحوصني املتعلق أبنفسهم واملتعلق ابملعاجل وابلعالج ،إالا
أنه بسبب أتكيده على أمهية احلصول على املادة املوضوعية من املفحوصني ،وأمهية التخطيط املنسق لعملية العالج
وأمهية التحديد الكمي للتغري السلوكي ،أصبح ذا قيمة يف نظر "بيك" شجعه على استخدامه يف العالج املعريف،
وابلتايل أصبح العالج معريف سلوكي
-3اهلدف من العالج املعريف هو تصحيح منط التفكري لدى املريض ،حبيث تصحح صورة عن الواقع يف نظره
ويصبح التفكري منطقيا ،كما يركز العالج املعريف على حل املشكالت ( .مفتاح .حممد عبد العزيز ،2001 ،ص ص
)72-71
-2التعامل مع التفكري غري املنطقي فقد ال يكون هناك تشويش للواقع ،وإمنا يكون التفكري نفسه قائماً على
أساس افرتاضات خاطئة ،ومشتمالً على استنتاجات خاطئة أو الوصول إىل استنتاجات خاطئة من املشاهدات،
أوحدوث زايدة يف التعميمات ،فمثالً مريض االكتئاب يالحظ أن هناك تسرابً أبحد صنابري املاء ،أو أن إحدى
درجات السلم مكسورة ،فيستنتج أن املنزل برمته يف تدهور وأنه اتلف ،ويف احلقيقة أن املنزل حبالة ممتازة ماعدا
املشكالت الصغرية ،فنجد أنه أجرى زايدة تعميم كبرية .وبنفس النهج فإن املرضى الذين يعانون من مصاعب انُجة
عن سلوكهم الظاهر ،كثرياً ما يبدؤون مبقدمات خاطئة ،وعلى املعاجل أن يتناول هذه األفكار اخلاطئة ومناقشتها
وإثبات عدم منطقيتها يف اجللسات العالجية( .حممد ،الشناوي وحممد ،عبد الرمحن ،1998 ،ص )151
8
-3املبدأ األساسي لتطبيق العالج املعريف:
تعتمد النظرية املعرفية يف تناول األمراض النفسية على تفسري الكيفية اليت تتم من خالهلا معاجلة املعلومات،
وتفرتض هذه النظرية أن االضطراابت لدى الفرد انتج وجود أخطاء يف معاجلة املعلومات لديه ،مما يرتتب عليها
وجود أبنية معرفية "خمططات" كامنة عاجزة عن التكيف تسيطر على املريض ،بناء على ما ينتج عنها من أفكار
تلقائية تصاحب االضطراب وتساعد على استمراره.
ونظراً للتطورات السريعة اليت حتدث يف العلوم املعرفية بصورة عامة ،ويف نظرية العالج املعريف بصورة خاصة ،فقد
مت حتديد مبادئ خاصة ابلعالج املعريف السلوكي الذي ميارس ضمن حدود مسلمات النظرية املعرفية.
-1التعرف على األفكار املرتبطة بسوء التكيف وتعطل قدرة الفرد على التعامل مع مواجهة خربات احلياة.
-2ملئ الفراغات يكون عندما يتحدث املريض عن ألحداث و ردود أفعاله عادة توجد فجوة بني املثري واالستجابة
ويف نظرية ":إليس" العالج العقالين االنفعايل فإن هذه الفجوة يف األفكار أو املعتقدات اليت تقع على املعاجل مهمة
ملئ هذا الفراغ ،و هذا ميكن أن يتم من خالل تعليم املريض أن يركز على االفكار اليت حتدث أثناء معايشة املثرية
واالستجابة.
-3االبتعاد والرتكيز اليت متث ل حسب" بيك " العملية اليت ينظر هبا موضوعا إىل االفكار واألبعاد وهي تشمل
االعرتاف أبن األفكار التلقائية ليست هي الواقع وال يوثق هبا ،وهي ضارة ابلتكيف وخارجية عن إطار الفرد.
-4تدقيق االستجاابت على الرغم مما حتاوله مع املريض ليصبح قادر على التمييز بني العمليات العقلية الداخلية
واملثريات اخلارجية ،إال أهنم ال يزال حباجة اىل أن يتعلم أساليب احلصول على معلومات دقيقة مثل االستنتاجات
ومتحيصها مع الواقع واستخدام قواعد الربهان
-5تغيري القواعد من خالل أن حتل حملها قواعد أكثر واقعية وأكثر تكيفا.
(مفتاح .حممد عبد العزيز ،2001 ،ص ص )72-71
- 6إحداث تغيري يف البناء املعريف.
-7حتقيق التفاعل بني العوامل املعريف هو العوامل األخرى املرتبطة ابألداء االجتماعي للعميل.
9
-5عيوب العالج املعريف:
-1االساليب اليت يستخدمها املعاجل املعريف تعتمد على التعامل مع االفكار فقطو تتجاهل املشاعر والتصرفات أي
السلوكيات.
-2اعتبار االفكار اليت تولد االنفعاالت وتوجهها يف حني أن بعض يؤكد على أن االنفعاالت أقوي من االفكار
فليس من السهل أن جتعل شخص حيب شخص أخر مبجرد اقناعه بذلك.
(مفتاح .حممد عبد العزيز ،2001 ،ص ص )76-75
خالصة:
العالج النفسي املعريف يركز على أمهية الطرق الذاتية اليت ينظر ويفسر من خالهلا الفرد ملا يدور حوله يف تغيري
السلوك ،حيث يرى يف نظريته ،نظرية التصورات الشخصية أن الشخص يقوم بصياغة تصورات (توقعات) حول ما
جيري من حوله ،ث يتفحص هذه التصورات ،وبناء على النتائج اليت يتوصل إليها يقوم بتصحيح أو تعديل هذه
التصورات ،أي أنه يقوم إبعطاء معاين للظواهر لكي يستطيع فيما بعد توقع ما قد حيدث وحياول التحكم به.
العالج السلوكي املعريف هو أحد طرق العالج النفسي الذي يستعمل يف الكثري من األمراض النفسية مثل الكآبة،
القلق ،تعكر املزاج الثنائي القطب وحاالت نفسية أخرى ،ويستند على مساعدة املريض يف إدراك وتفسري طريقة
تفكريه السلبية ،هبدف تغريها إىل أفكار أو قناعات إجيابية أكثر واقعية ،ويستعمل هذا النوع من العالج بصورة
متزامنة مع األدوية املستعملة لعالج النفسي.
هو أحد األساليب العالجية احلديثة اليت هتتم بصفة أساسية ابملدخل املعريف لالضطراابت النفسية ،ويهدف
هذا األسلوب إىل إزالة األمل النفسي وما يشعر به الفرد من ضيق وكرب ،وذلك من خالل التعرف على املفاهيم
واإلشارات الذاتية اخلاطئة وحتديدها والعمل على تصحيحها ومن ث تعديلها .ويتوقف حتقيق هذا اهلدف على
وجود عالقة عالجية دافئة بني املعاجل واملريض ،الذي جيب أن يتصف ابلقبول ،التقبل ،الود ،الدفء ،التعاون
10
واملشاركة الوجدانية ،وأن يقوم املعاجل بتدريب املريض وتعليمه كيفية التعرف على املشكالت وحلها ،وعلى مكوانهتا
األساسية وأسباهبا وعالقتها ابالضطراب( .عبد هللا ،2000 ،ص ص )69-67
يعترب "دوانلد هربربت" هو مؤسس العالج املعريف السلوكي الذي يعرفه" فرميان" " :أبنه أحد أنواع العالج
السلوكي الذي يهدف لتصحيح املفاهيم اخلاصة ابلسلوك الالسوي ،فهناك اجتاهني أساسيني يف علم النفس مها
االجتاه املعريف واالجتاه السلوكي ،ومن خالهلما بدأت األفكار املعرفية والسلوكية األول يهتم ابجلوانب املعرفية واألخر
يركز علي اجلوانب السلوكية( .علي ،حسني زيدان وآخرون ،2016 ،ص )255
عرفه" ستيفن وبيك" أبنه " :تلك املداخل اليت تسعى إىل تعديل أو ختفيف االضطراابت النفسية القائمة
ويم َّ
عن طريق املفاهيم الذهنية اخلاطئة أو العمليات املعرفية"( Steven & Beck, A, 1995, p442) .
فالعالج املعريف السلوكي يعتمد على تعديل ،أو تغيري املكوانت املعرفية اخلاطئة أو السلبية عن الذات
أواآلخرين أبخرى صحيحة أو إجيابية(Ibid, 1995, p249) .
العالج املعريف السلوكي أسلوب عالجي حياول تعديل السلوك والتحكم يف االضطراابت النفسية من خالل
تعديل أسلوب تفكري املريض وإدراكاته لنفسه وبيئته (.إبراهيم ،عبد الستار ،1993 ،ص )342
كما عرف ":أبنه منهج عالجي حياول تعديل السلوك الظاهر من خالل التأثري يف عمليات التفكري لدى العميل.
وتتمثل أساليبه العديدة يف التدريب على مهارات مواجهة التحكم يف القلق ،التحصن ضد الضغوط -أسلوب
صورة الذات املثالية -التدريب على التعليم الذايت _ وقف األفكار"( .مليكة ،لويس كامل ،1994 ،ص)174
تمعترب املدرسة املعرفية السلوكية من املدارس احلديثة يف جمال علم النفس بصفة عامة ،ويف جمال العالج النفسي
بصفة خاصة ،حيث بدأ االهتمام ابالجتاه املعريف السلوكي مع بداية النصف األخري من القرن العشرين ،ومل يكن
ذلك االهتمام وليد املصادفة ،ولكنه كان مبثابة تصديق لفكرة أن الناس ال يضطربون بسبب األحداث ،ولكن بسبب
ما يرتبط هبذه األحداث من أفكار( .حممد ،الشناوي وحممد ،عبد الرمحن ،1998،ص)211
عرف "كندول ) Kendall "(1993العالج املعريف السلوكي أبنه " حماولة دمج الفنيات املستخدمة يف ويم َّ
العالج السلوكي ،اليت ثبت جناحها يف التعامل مع السلوك ومع اجلوانب املعرفية لطالب املساعدة ،هبدف إحداث
تغيريات مطلوبة يف سلوكه ،ابإلضافة إىل ذلك يهتم العالج املعريف السلوكي ابجلانب الوجداين للمريض ،وابلسياق
االجتماعي من حوله ،من خالل استخدام اسرتاتيجيات معرفية ،سلوكية ،انفعالية ،اجتماعية وبيئية ،إلحداث التغيري
املرغوب فيه"( .انصر ،بن ابراهيم احملارب ،2000 ،ص )10
إذن العالج املعريف السلوكي قد يساعدك املفحوص على التحكم أبعراض هذه االضطراابت ،ومن غري احملتمل
أن يكون هلذا العالج أتثري سليب على حياة االنسان ،يبدأ بعد معرفة األسباب عملية استبدال تدرجيي للمشاعر
السلبية أبفكار إجيابية وواقعية.
11
-2نشأة العالج املعريف السلوكي:
ظهر مصطلح العالج املعريف السلوكي يف بداية الثلث األخري من هذا القرن ،ويهتم هذا النوع من العالج
النفسي ابجلانب الوجداين للمريض ،وابلسياق االجتماعي من حوله من خالل استخدام اسرتاتيجيات معرفية
وسلوكية وانفعالية واجتماعية وبيئية ،إلحداث التغري املرغوب فيه .فكلمة معريف Cognitiveمشتقه من مصطلح
خدمت بعض املصطلحات العربية كرتُجة هلذا املصطلح ،منها على سبيل املثال ال احلصرCognitionولقد است ِ
م
تعرف ،ذهن" ،إال أن كلمة معريف تمستخدم بكثرة يف الرتاث النفسي والكلمات الثالث األوىل" :استغراق
"استغراقَّ ،
أو َّتعرف أو ذهن" هي الرتُجات املناسبة ل ـ ) ( . (Cognitionانصر ،بن ابراهيم احملارب ،2000 ،ص )11
نشأ العالج السلوكي املعريف نتيجةً للجمع بني العالج املعريف والعالج السلوكي االنفعايل العقالين ،الذين استممدا
من علم النفس املعريف واملدرسة السلوكية .ويعتمد العالج السلوكي املعريف على النظرية اليت توضح مدى ارتباط كل
معا يف صور معقدة .فمن من أفكاران (املعرفة) ومشاعران (العاطفة) وسلوكياتنا (السلوك) ببعضها ،ومدى تفاعلها ً
خالل هذا املنظور يتضح أن هناك أساليب حمددة يكون فيها خلل أو اضطراب يف تفسري العامل أو تقييمه (ويبدو
ذلك غالبًا من خالل اخلطط أو املعتقدات السلبية اخلاطئة اليت يتبناها الفرد) ميكن أن تؤدي إىل معاانة هذا الفرد
من الضغوط واالضطراابت النفسية أو املشكالت السلوكية .ويتمثل اهلدف من معظم أساليب العالج املعريف
السلوكي يف اكتشاف وحتديد اضطراابت التفاعل أو التواصل ،وذلك من خالل الطرق املنهجية املختلفة اليت يتبعها
املعاجل النفسي ملساعدة املريض يف التغلب على هذه االضطراابت النفسية وجتاوزها واحليلولة دون حدوثها ليعيش
حياة سعيدة وآمنة)Beck, A, et all, 2007,p8( .
كبريا من
يعد العالج السلوكي أحد اجملاالت الغنية ابلبحث ،حبيث يعد من اجملاالت البحثية اليت القت إقباالً ً
الباحثني النفسيني ،كما أنه حيظى بقاعدة عريضة من الدراسات واألعمال البحثية ،وترجع أصوله إىل مفاهيم ومبادئ
املدرسة السلوكية ووف ًقا للعالج السلوكي ،ميكن أن تنبئ األحداث والظواهر البيئية عن الطريقة اليت نفكر ونشعر
هبا .إن سلوكنا حيدد شروط مدى أتثران ابلظروف والبيئة احمليطة بنا واليت يتم تقييمنا وف ًقا هلا .ويف بعض األحيان،
يدفع هذا التقييم السلوك إىل زايدة تعزيز الذات ،ويف أحيان أخرى يقلل السلوك من العقاب.
وغالبًا ما يستدعي األمر من أخصائي العالج السلوكي إجراء حتليل السلوك التطبيقي .لقد قاموا بدراسة العديد
من اجلوانب بدءًا من عوامل أتخر النمو ووصوالً إىل االكتئاب واضطراابت القلق .وفيما يتعلق مبجال الصحة النفسية
مؤخرا يف القائمة التابعة جلمعية علم النفس األمريكية حيتوي على عدد من املمارسات ِ
وحاالت اإلدمان ،نمشر مقال ً
عددا هائالً منها يعتمد على مبادئ االشرتاط اإلجرائي جيدا يف هذا الصدد ِ
ووجد أن هناك ً م العملية الواعدة واملنظمة ً
والسلوك اإلستجايب(O'Donohue W, Ferguson KE , 2006, p 7) .
12
هذا ،وقد ظهرت أساليب التقييم املتعددة من خالل هذا املنهج ،ومن بينها التحليل الوظيفي "علم النفس"،
مما أدى إىل وجود اهتمام ابلغ بنظام التعليم املدرسي .وعالوةً على ذلك ،فهناك برامج التدخل العالجي متعددة
أيضا نتيجةً هلذا املنهج السلوكي املعريف ،ومن بينها طريقة تعزيز اجملتمع لعالج املشكالت
احملاور اليت قد نشأت ً
املرتبطة حباالت اإلدمان وعالج التقبل وااللتزام والعالج النفسي التحليلي الوظيفي ،مبا يف ذلك العالج السلوكي
اجلديل والتنشيط السلوكي .وابإلضافة إىل ذلك ،فهناك أساليب عالجية حديثة حمددة قد استندت يف نشأهتا إىل
هذا املنهج ،مثل التعامل مع حاالت الطوارئ والعالج ابلتعرض للمخاوف النفسية.
-1حتديد األفكار احلالية للمفحوص اليت تساهم يف استمرار الوضع االنفعايل له ،والتعرف على السلوكيات غري
املرغوب فيها .ث التعرف على العوامل املؤثرة اليت أثرت على أفكاره عند ظهور االضطراب
-2وبعد ذلك التعرف على األسلوب املعريف الذي يفسر من خالله املفحوص احلوادث اليت يتعرض هلا ،مثالً":
عزو النجاح للحظ ولوم النفس على الفشل".
-3ث يقوم املعاجل بصياغة املشكلة يف اجللسات األوىل ،ولكنه يستمر يف إجراء تعديالت عليها كلما حصل على
معلومات جديدة.
-4يتطلب العالج املعريف السلوكي وجود عالقة عالجية جيدة بني املعاجل واملفحوص جتعل املريض يثق يف املعاجل
ويتطلب ذلك قدرة املعاجل على التعاطف واالهتمام ابملفحوص ،وكذلك على االحرتام الصادق وحسن االستماع.
-5يشدد العالج املعريف السلوكي على أمهية التعاون واملشاركة النشطة .العمل كفريق يشرتك يف وضع جداول عمل
للجلسات ويف إعداد الواجبات املنزلية اليت يقوم هبا املريض بني اجللسات.
-6يسعى املعاجل إىل حتديد أهداف معينة ،يسعى لتحقيقها وحل مشكالت حمددة.
-7يركز العالج املعريف السلوكي على احلاضر ،حيث يتم الرتكيز على املشكالت احلالية ،وعلى مواقف معينة تثري
القلق لدى املفحوص ،ومع ذلك فقد يتطلب األمر الرجوع إىل املاضي يف حالة:
13
ب -عدم حدوث تغري يذكر يف اجلوانب املعرفية ،السلوكية واالنفعالية.
ج -عندما يشعر املعاجل أبن هناك حاجة لفهم الكيفية اليت تطورت هبا األفكار غري الفعالة لدى املفحوص.
-8العالج املعريف السلوكي عالج تعليمي ،يهدف إىل جعل املفحوص معاجلاً لنفسه ،كما أنه يهتم كثرياً بتزويد
املفحوص ابملهارات الالزمة ملنع عودة االضطراب بعد التحسن "االنتكاس".
-9العالج املعريف السلوكي عالج مكثف قصري املدى ،يتم عالج معظم احلاالت يف مدة ترتاوح ما بني 12-4
جلسة ،وقد يستمر إىل فرتة أطول من ذلك.
-10تتم اجللسات يف العالج املعريف السلوكي ،وفق جدول عمل حمدد حياول املعاجل تنفيذه ،للتعرف على الوضع
االنفعايل للمفحوص ،ويطلب من املفحوص تقدمي ملخص ملا حدث خالل األسبوع املاضي ،إعداد جدول أعمال
اجللسة "ابلتعاون مع املفحوص" ،التعرف على رد فعل املريض حول اجللسة السابقة ،مراجعة الواجبات املنزلية،
تقدمي ملخصات ملا مت يف اجللسة بني احلني واآلخر ،ث أخذ رأي املريض فيما مت يف هناية اجللسة.
يقومها
-11يعلام العالج املعريف السلوكي املفحوص كيف يتعرف على األفكار واالعتقادات غري الفعالة وكيف ا
ويستجيب هلا .
-12يستخدم العالج املعريف السلوكي فنيات متعددة إلحداث تغيريات يف التفكري ،املزاج ،والسلوك.
-13يؤكد العالج املعريف السلوكي على أن يكون املعاجل صرحياً مع املريض ويناقش معه وجهة نظره (املعاجل) حول
املشكلة (الصياغة) ويعرتف أبخطائه ويسمح للمفحوص مبعارضته ،وعدم القيام بذلك يتعارض مع الطبيعة التعاونية
بني املعاجل واملريض اليت يركز عليها العالج املعريف السلوكي.
-14يركز املعاجل املعريف السلوكي بصورة عامة على التعامل مع أعراض االضطراب النفسي الذي يعاين منه
املفحوص أكثر من تركيزه على العوامل اليت تعزي إليها هذه األعراض.
إذن املعاجل املعريف السلوكي يركو على عدة جوانب من أجل جناح العملية العالجية ،خاصة نوعية العالقة بني"
املعاجل واملفحوص".
.1مساعدة املريض للتوصل إىل منظور جديد لفهم مشكلته ،وتعليمه كيف أن معارفه ميكن أن تساعد يف تفسري
أسباب االستجاابت االنفعالية والسلوكية اليت تتسم بسوء التكيف.
.2وكذلك مساعدة الفرد يف معرفة أن التغيري املعريف له أمهية رئيسية يف العالج.
14
.3أن اهلدف من العالج املعريف السلوكي هو تصحيح التحريف يف التفكري لدى املريض والتعامل مع التفكري غري
املنطقي ،حبيث تصحح صورة الواقع يف نظره ويصبح التفكري منطقياً ،معتمداً يف ذلك على عدة أسس أمهها:
املشاركة العالجية ،وتوطيد املصداقية مع العميل ،واختزال املشكلة اليت يعاين منها العميل ومساعدته يف معرفة
كيفية التعلم يف حل املشاكل ،وذلك من خالل املشاركة النشطة يف حل املشكلة.
-5جلسات العالج املعريف السلوكي:
ميكن تطبيق العالج املعريف السلوكي بشكل فردي أو ُجاعي ،ميكن أيضا تطبيقه عن طريق كتب املساعدة
الذاتية أو برانمج حاسويب .إذا كان العميل يف املعاجلة الفردية فإنك عادة ستلتقي مع املعاجل ما بني 5اىل 20جلسة،
كل أسبوع أو أسبوعني ومتتد كل جلسة ما بني 30اىل 60دقيقة ،يف اجللسات 4 -2األوىل ،سيتفحص املعاجل
إذا كان ابستطاعتك أن تستعمل هذا النوع من العالج ،ولك أيضا لرتى هل يشعر براحة مع هذا النوع من املعاجلة.
سيسأل املعاجل أيضا بعض األسئلة حول توجهاك واملاضي من حياتك ،على الرغم من أن هذا العالج يركز
على اآلن واملكان ،فرمبا حتتاج أحياان للتحدث عن املاضي ،لتفهم كيفية أتثريه عليك اآلن .أنت تقرر ما تريد أن
تتعامل معه على املدى القريب ،املتوسط والبعيد مع املعاجل.
قد تستمر فرتات العالج واجللسات من 6أسابيع اىل 6أشهر ،وهذا يعتمد على نوع املشكلة ومدى استجابة
املفحوص للعالج .توفر العالج املعريف السلوكي قد خيتلف من منطقة ألخرى و رمبا يكون هناك قائمة انتظار قبل
بدء العالج ،يوجد دائما خطورة أبن االكتئاب أو القلق قد يعود اثنية بنكسة معينة ،و اذا ما حدث ذلك فإن
املهارات اليت اكتسبها املريض ابلعالج املعريف السلوكي ستسهل عليه التحكم أبعراضها ،لذلك فمن املهم أن يستمر
بتطبيق مهارات العالج املعريف السلوكي حت بعد أن يشعر بتحسن ،و هناك بعض األحباث اليت تشري اىل أن العالج
املعريف السلوكي رمبا يكون أفضل من مضادات االكتئاب ملنع عودة االكتئاب ،إذا دعت الضرورة فبإمكان املفحوص
القيام بدورة أخرى لتسرتجع مهاراته( .علي ،حسني زيدان وآخرون ،2016 ،ص )255
أن يبغ املعاجل املفحوص أبن لديه معلومات هامة جيب عليه طرحها يف اجللسات ،للتوصل إىل أفضل الطرق
للتغلب على ما يعانيه من مشكالت ،فلدى للمعاجل فنيات وأسلوب عالجي مالئم ،ولدى املفحوص املعلومات
عن خرباته الفريدة ،وهو الشخص الوحيد الذي يستطيع شرح أفكاره ،مشاعره ،وهذه اخلربات حتدد الكيفية اليت
تستخدم هبا القواعد العالجية اليت ينوي املعاجل تطبيقها( .انصر ،بن ابراهيم احملارب ،2000،ص ص )39-38
إذن أن العالقة اإلجيابية بني املعاجل واملفحوص من األسس اهلامة للتوصل إىل عالج انجح ،ويفرتض من املعاجل
املعريف السلوكي الناجح أن يوفر بيئة آمنة يثق هبا املفحوص ،قوامها معاجل يتصف ابلدفء ،التعاطف والصدق مع
عمالئه ،وجيب أن تظهر هذه اخلصال بوضوح يف رغبة املعاجل الصادقة يف التعرف على خربات ،أفكار ومشاعر
املفحوص.
15
-6تقنيات العالج املعريف السلوكي:
وهناك العديد من األساليب العالجية اليت تستخدمها العالج املعريف السلوكي منها.
أو ما يسمى بتحديد األفكار التلقائية " :يقصد هبا تلك األفكار اليت تسبق مباشرة أي انفعال غري سار،
وهذه األفكار أتيت بسرعة كبرية وبصورة تلقائية ،وأحياانً دون أن يالحظها الشخص ذلك ،وهي أفكار غري معقولة،
تسبب االنفعال غري الصحيح حلدث معني ،وابلتايل تؤدي إىل توقع نتيجة غري سارة يف النهاية .وهتدف هذه التقنية
إىل حماولة التعرف على تلك األفكار ،ومن ث تبديلها أبفكار إجيابية ،ولذلك يطلب من املفحوص أن يسجل
االفكار التلقائية على ورقة كواجب يومي ،ويدون فيها كل األفكار التلقائية اليت مرت بذهنه يف كل يوم مير به،
وتعترب هذه الواجبات اليومية جزء من العالج( .اجلليب ،اليحىي ،1996 ،ص )271
ويرى" آرون ،بيك " ":أن الشخص قد يكون غري مدرك متاما لألفكار التلقائية اليت تؤثر كثرياً على أسلوب
املريض وشعوره ومدى استمتاعه خبرباته ،غري أنه يستطيع بشيء من التدريب أن يزيد إدراكه هلذه األفكار ويتعرف
عليها بدرجة عالية من التناسق ،ويف هذه الفنية يطلب املعاجل من املريض أن يركز على تلك األفكار والصور اليت
تسبب له ضيقاً ال مربر له ،أو تدفعه إىل سلوك سليب اهنزامي.
إىل أن هناك العديد من األسباب اليت جتعل بعض املفحوصني جيدوا صعوبة يف التعرف على هذه األفكار ،فقد
يتعود املريض على استخدام هذه األفكار بصورة آلية ،ويعتقد أهنا أفكاراً معقولة مما جيعله ال يهتم هبا .ونظراً ألن
األفكار املرتبطة ابخلطر تؤدي إىل القلق ،حياول بعض املفحوصني تفاديها بطريقة ظاهرة أو ابطنة ،وقد حياول
املفحوص عندما يعي صورة أو فكرة مرتبطة مبأساة متوقعة كبت هذه الصورة ،أو التخلص منها بسرعة عن طريق
إشغال نفسه أو االبتعاد عن املوقف ،وهذا جيعل تذكر الصورة أو الفكرة بوضوح أمراً صعباً .ويف مثل هذه احلاالت
من األفضل أن يصر املعاجل بلطف على طرح األسئلة ،كي تستثار األفكار املفيدة اليت يستطع املعاجل استخدامها
للتعرف على دقة اخلياالت أو األفكار اليت ذكرها املريض.
16
-2-6فنية وقف األفكار : Idea's Termination Technique
بعد رصد االفكار يستعمل املعاجل تقنية غالباً ما تكون األفكار اخلاطئة هلا أتثري متزايد ،وجند أن الفكرة اخلاطئة
رمبا تستدعي فكرة أخرى ،وإذا استمرت تلك العملية دون أن يتم إيقافها ،قد جند العميل غري قادر على االستجابة
هلذه األفكار بشكل مؤثر ،وذلك نتيجة ألن ظهور تلك األفكار اخلاطئة أسرع من قدرة العميل على إظهار
استجاابت جتاه تلك األفكار .وعندما تكون هذه هي املشكلة جند أن احلل هو أن يتعلم العميل كيفية وقف تدفق
وتزايد هذه األفكار كي يستطيع أن يتعامل معها بشكل أكثر فاعلية .وهذه العملية (وقف تدفق األفكار اخلاطئة)
عملية بسيطة إىل حد ما ،حيث إن العميل يقوم ببساطة إبيقاف هذا التيار من األفكار بواسطة منبه مفاجئ سواءٌ
أكان هذا املنبه حقيقي أم خيايل ،ث بعد ذلك يتحول إىل أفكار أخرى قبل أن يعود هذا التيار من األفكار مرة
أخرى ،وذلك من خالل النصيحة اليت يتم توجيهها للعميل بشكل متكرر وهي ال تقلق بشأن ذلك ،وبسبب عدم
قدرة العميل على استخدام هذه الفنية بسهولة ،جند أن الشرح البسيط هلذا األسلوب غري مؤثر بشكل ٍ
كاف وال
يتمتع ابملصداقية ،حيث إن هذا األسلوب يكون أكثر فاعليه عندما يتم عرضه على العميل بشكل مفصل .وبعد
أن جيد العميل أن هذا األسلوب له أتثري ،يشعر يف هذا الوقت أبنه يتمتع ابملصداقية وأنه يستطيع أن يتعلم استخدام
عال ،قائالً (توقف) ،أو العض على قطعة قماش موضوعة حول معصم منبه أكثر مرونة ،مثل ختيل النداء بصوت ٍ
يده ،ويكون استخدام أسلوب إيقاف الفكرة أسهل بكثري يف بداية تواتر هذا األفكار.
-4-6استخدام تقنية التخيل إلعادة اخلربة االنفعالية : Using Imagery to Get Back the
Emotive Experienceعندما ال يستطيع املعاجل استخدام األسئلة البسيطة املباشرة إلاثرة األفكار التلقائية،
فمن املمكن أن يطلب املعاجل من املريض ختيل املوقف أو متثيله ،ويف حالة كون املوقف عبارة عن تفاعل مع اآلخرين
فباإلمكان االستعانة بعدد مناسب من الناس للعب األدوار إىل جانب املريض.
17
هذه التقنيات تفيد كالً من املعاجل واملفحوص ،يف التعرف على األفكار السلبية اليت تؤدي إىل التوتر واالضطراب،
ومن ث تبديلها أبفكار إجيابية تؤدي إىل هناية حسنة ،وذلك من خالل الواجبات اليومية اليت تمعترب بدورها جزء من
العالج ،ومن ثا تفيد املعاجل يف اختيار األسلوب املناسب للتعامل معها.
يمقصد ابملراقبة الذاتية يف العالج املعريف السلوكي ،قيام املفحوص مبالحظة وتسجيل ما يقوم به يف مفكرة،
أو مناذج معدة مسبقاً من املعاجل وفقاً لطبيعة مشكلة املفحوص ،و حيرص املعاجل على البدء يف استخدام املراقبة
الذاتية أبسرع وقت ممكن ،خالل عملية التقومي لكي يتمكن من التعرف على مشكلة املفحوص بشكل يسمح له
إبعداد صياغة مشكلة املريض و االستمرار يف استخدامها ،ملتابعة العملية العالجية ،و ابإلضافة إىل ذلك فاملراقبة
الذاتية تؤدي يف الغالب إىل اخنفاض معدل تكرار السلوكيات غري املرغوب فيها لدى املريض ،وتقدم أدلة حتد من
ميل املفحوص إىل تذكر فشله بدالً من تذكر جناحاته( .انصر ،بن ابراهيم احملارب ،2000،ص )118
ويف هذه التقنية يطلب من املفحوص أن يوضح كيف يرى نفسه مقارنة مع اآلخرين ،يطلب من املفحوص الذي
لديه االعتقاد "أان شخص عدمي الفائدة" أن يعرف املقصود بعدمي الفائدة ،ث يطلب منه أن يشري أين سيكون بعض
الناس الذين يعرفهم على معيار متدرج هلذه الصفة .يبدأ بصفر "عدمي الفائدة متاماً" و( %100فعال جداً) ،وهي
فنية مفيدة الستبدال األفكار التلقائية وكذلك االعتقادات األساسية ،وتفيد يف التعامل مع التفكري الثنائي كل شيء
أو ال شيء( .انصر ،بن ابراهيم احملارب ،2000،ص)217
وهذه الفنية إحدى الفنيات املعرفية ،فرغم أن العالج املعريف يؤيد التوجيه حنو االكتشاف املوجه أكثر من
املواجهة املباشرة ألراء املفحوص ،إال أنه يف بعض األحيان البد للمعاجل من املواجهة املباشرة ،و يظهر هذا األسلوب
عندما يكون للمفحوص شعور ابالنتحار ،فبالتايل جيب على املعاجل أن يعمل بسرعة و بشكل مباشر على مواجهة
هذا الشعور ابليأس ،كما تكون املواجهة املباشرة انفعة يف املواقف اليت يتدخل املعاجل فيها للعالج بشكل سريع يف
الوقت الذي ال يكون للمفحوص فيه الرغبة أو املقدرة على املشاركة الفعالة يف عملية العالج ،فالتنفيذ والنقاش احلاد
يعترب يف جوهره من األدوات اخلطرية ؛ وذلك ألنه من الصعب أن تقدم جدالً مقنعاً دون أن تسبب للمريض نوعاً
من الدونية واهلزمية والضيق ،كما أهنا بال نقاش سوف تتحول ببساطة إىل نزاع معريف.
18
وبشكل عام فإن فكرة أتكيد املعلومات أبكرب قدر ممكن من التعاون أفضل من جمرد إرسال مبادئ منطقية جمردة
أو فلسفية ،ث يتم بعد ذلك التحول إىل أسلوب التوجيه حنو االكتشاف مبجرد أن يكون هذا ممكناً.
هو مكون رئيسي يف العالج املعريف السلوكي وكذلك يف العالج السلوكي الضطراابت القلق ،فقد وجد الباحثون
يف هذا اجملال ،أن التعريض املستمر للمثريات اليت تسبب القلق ينتج عنه تشتت استجابة القلق لدى الفرد الذي
يعاين من القلق ،فالتعريض له عدة أشكال يتخذها منها ":التعريض التخيلي ،والتعريض املتدرج ،والتعريض يف احلي
(الواقع) ،وهذا النوع من التعريض يكون بدون تدرج ،والبد من توفر شروط هلذا النوع من التعريض من أمهها موافقة
املفحوص ،كما يوجد أنواع أخرى من التعريض منها التعريض مبساعدة املعاجل للموقف الذي يسبب القلق بطريقة
مباشرة(Thomas, H , et. all, 1994,422) .
ويعود اهلدف من هذه الفنية إىل التأثري على األعراض السلبية للقلق إبطفائها ،وذلك مبواجهة املثريات من
انحية ،ومواجهة سلوك التجنب الذي هو معزز للقلق من انحية أخرى.
-2يمولاِد القلق السلوك التجنيب الذي يتعزز بدوره عن طريق تقليل مستوى القلق ،حيث إن املثريات اليت تقرتن ابألمل
أو احلرمان محت ِدث ردود فعل انفعالية سلبية ،وهذه االنفعاالت بدورها تؤدي إىل استجاابت جتنبيه دفاعية تعزز
االستجاابت الدفاعية اليت تؤدي إىل إزالة أو إيقاف املثري الشرطي ،الذي يبعث على اخلوف أو القلق بنجاح.
واعتماداً على ذلك ،يمطلب يف هذا اإلجراء من املفحوص ختيل املواقف اليت تبعث على اخلوف لديه وذلك خالفاً
للتقليل احلساسية التدرجيي ،الذي يشتمل على االنتقال ابملفحوص تدرجياً من املوقف األقل إاثرة إىل املوقف األكثر
إاثرة؛ حيث يب دأ هذا اإلجراء ابملوقف الذي يبعث على احلد األقصى من القلق ،بل إن املعاجل يهول األمر ،وذلك
هبدف إبقاء املفحوص يف حالة من القلق الشديد مدة طويلةُ( .جال ،اخلطيب ،2001،ص)360
19
ولقد أشار "بيك " Beckإىل أن فنية التخيل تمستخدم يف عالج اضطراابت القلق لتوضيح العالقة بني التفكري
والعواطف ،فيطلب املعاجل من املفحوص أن يتخيل مشهداً أو منظراً غري سار ويالحظ استجاابته ،فإذا أظهر
املفحوص استجاابت انفعالية وعاطفية سالبة عندئذ يبحث عن حمتوى أفكاره .ث يطلب املعاجل من املفحوص أن
يتخيل مشهداً ساراً ويصف مشاعره ،كي يستطيع املفحوص أن يدرك التغيري يف حمتوى أفكاره اليت أثرت يف مشاعره،
وابلتايل ميكن أن يغري مشاعره إذا غري أفكارمها سبق ،أن فنية التخيل تساعد املفحوص يف تعلم وإدراك أن تغيري
األفكار(السلبية) اليت تؤدي إىل مشاعر سلبية ،يؤدي إىل تغيري هذه املشاعر نتيجة تغيري حمتوى هذه األفكار وإبداهلا
أبخرى إجيابية .
تلعب الواجبات املنزلية دوراً هاماً يف كل العالجات النفسية و هلا دور خاص يف زايدة فعالية العالج املعريف
السلوكي إذ إهنا الفنية الوحيدة اليت يبدأ ،و خيتم هبا املعاجل املعريف السلوكي كل جلسة عالجية ،وتساهم يف حتديد
درجة التعاون و األلفة القائمة بني املعاجل و املفحوص ،وذلك يؤثر يف طريقة أداء املفحوص يف كل خطوات أومهام
الربانمج العالجي ،ويستطيع املعاجل تقوية العالقة العالجية بتكليف املفحوص بعمل واجبات منزلية ،ويقدم كل
واجب منزيل على أنه جتربة مناسبة الكتشاف بعض العوامل املعرفية املتعلقة ابملشكلة اليت يواجهها حديثاً .وأتخذ
الواجبات املنزلية عدة أشكال فيطلب املعاجل من املفحوص تسجيل األفكار اآللية ،واالجتاهات املختلة وظيفياً ،أو
إجراء جتربة سلوكية أو معرفية هلا أهداف حمددة و متعلقة مبشكلته ،وجيب أن يالحظ املعاجل أن للواجبات املنزلية
دوراً هاماً يف زايدة فعالية العالج املعريف السلوكي ،وتكوين األلفة و التعاون بينه و بني املفحوص ،إذا اهتم إبعطاء
واجبات بسيطة ومركزة ومتصلة مبشكلة املفحوص ،وتوضيح األساس املنطقي لكل واجب منزيل ،ابإلضافة إىل
توضيح كيفية إجرائها و االهتمام مبراجعتها يف بداية كل جلسة ،إن الواجبات املنزلية تستخدم لتحسني إدراك األفكار
اآللية وعالقتها بردود الفعل االنفعالية ،كما أهنا تساعد على تقدم العالج املعريف السلوكي سريعاً ،و تعطي فرصة
للمفحوص ملمارسة مهارات ووجهات نظر جديدة ومنطقية ،ملعرفة أفكاره املختلة و اجتاهاته غري العقالنية وحماولة
تعديلها .كما أهنا تمعترب جزءاً متمماً لنتائج العالج.
تمستخدم فنية صرف االنتباه يف العالج املعريف السلوكي ألهداف حمددة وقصرية املدى ،وذلك أبن يمطلب من
املفحوص الذي يعاين من القلق ،مثالً القيام بسلوك يصرف انتباهه عن األعراض اليت يشعر هبا ،ألن الرتكيز على
هذه األعراض جيعلها تزداد سوءاً ،ولكن لفنية صرف االنتباه بعض اجلوانب السلبية اليت قد تؤثر سلباً على سري
العملية العالجية على املدى البعيد ،عندما يستخدمه املفحوص كأسلوب لتجنب األعراض ،ويستطيع املعاجل املعريف
السلوكي استخدام فنية صرف االنتباه يف بداية العالج لكي جيعل العميل يمدرك أن ابستطاعته التحكم يف األعراض
20
اليت يشكو منها ،وهذه خطوة مهمة جداً يف العالج ،وقد تستخدم هذه الفنية يف مراحل متأخرة من العالج للتعامل
مع األعراض ،عندما يكون العميل يف وضع ال يسمح له بتحدي األفكار السلبية التلقائية ،مثال ذلك :عندما أتيت
املفحوص األعراض و هو يتحدث مع شخص ما ففي هذه احلالة إبمكان املفحوص طرد األفكار السلبية من خالل
االقرتاب أكثر من الشخص الذي يتحدث معه مما يمغطَّي اجملال البصري للمفحوص ،أو الرتكيز على احملادثة نفسها
بدالً من األفكار املتعلقة بتقوميه لنفسه ،ومن املمكن استخدام أساليب صرف االنتباه لتوضيح النموذج املعريف
السلوكي لالضطراابت النفسية للمفحوص ،فقد يطلب املعاجل من املفحوص عندما يكون قلقاً خالل اجللسة أن
يصف بصوت مسموع حمتوايت الغرفة ،و من ث يستخدم األسئلة ليوضح للمفحوص كيف أن مترينات صرف النظر
ختفف من القلق ،مما يدلل على أن األفكار تلعب دوراً كبرياً يف ظهور األعراض لديه ،و فيما يلي بعض األساليب
املستخدمة يف صرف االنتباه :
درب املفحوص على مالحظة البيئة احمليطة به ككل ب -الوعي احلسي :Sensational Awarenessيم َّ
ابستخدام النظر ،السمع ،الذوق ،اللمس ،و الشم مستعيناً ابألسئلة التالية ":ما الذي تراه ابلضبط إذا نظرت
حولك ؟ .ما الذي تستطيع مساعه داخل جسمك ؟ يف الغرفة ؟ خارج الغرفة ؟ خارج املبىن ؟".
ج -التمرينات العقلية :Mental Exercisesيشتمل ذلك مثالً على العد إىل اخللف من 100بطرح 7كل
مرة ،التفكري يف أمساء احليواانت اليت تبدأ ابحلرف (أ) ث ابحلرف (ب) ...و هكذا .تذكر حادثة معينة ابلتفصيل .
د -الذكرايت و اخلياالت السارة : Pleasing Memories and Imagesتذكر احلوادث السارة أبكرب قدر
ممكن من الوضوح مثالً ( رحلة سعيدة) أو التخيل (ما الذي سيفعله العميل لو كسب شيء غري متوقع) .أن فنية
صرف االنتباه تفيد يف خفض مستوى القلق والتوتر عند الفرد بعدة طرق من شأهنا أن تصرف انتباه الفرد عن
األعراض اليت يشعر هبا نتيجة لألفكار اليت تدور يف ذهنه ،مما يؤدي به إىل تغيري حمتوى تفكريه إىل أمور أخرى جتعله
أكثر هدوءاً وأقل توتراً( .انصر ،بن ابراهيم احملارب ،2000،ص )208
21
-12-6فنية ملء الفراغ : Filling in the Blank Technique
من اإلجراءات األساسية ملساعدة العميل على توضيح أفكاره التلقائية أن ندربه على مالحظة سلسلة األحداث
اخلارجية وردود أفعاله جتاهها .وقد يذكر العميل أحياانً عدد من املواقف اليت أحس فيها بكدر وضيق ال مربر له.
ففي هذه احلالة تكون هناك دائماً فجوة ما بني املؤثر أو املثري واالستجابة االنفعالية .وقد يكون ابستطاعة العميل
أن يفهم سر كدره االنفعايل إذا أمكنه أن يتذكر ويسرتجع األفكار اليت وقعت له خالل هذه الفجوة( .آرون ،بيك،
،2000ص)192
وهي من إحدى الفنيات الفعالة ملواجهة األفكار اخلاطئة ،حبيث تدعم أو ال تدعم الفكرة بواسطة احلدث
املتاح ،حت لو كانت هناك بعض التأويالت األخرى اليت تكون مناسبة بشكل أكثر هلذا الدليل .فالعملية ال تشمل
فقط جمرد اختبار للدليل ،ولكنها تضع يف االعتبار أيضاً مصدر تلك املعلومات ومدى صالحية استخدام اآلراء اليت
انتهى إليها العميل ،ابإلضافة إىل التفكري يف ما إذا كان املفحوص قد أغفل بعض املعلومات املتاحة .والكثري من
العمالء يبدأ إبصدار احلكم النهائي مثل "أان لست شخص جيد" ،ث بعد ذلك خيتار األحداث اليت تدعم وجهة
نظره والرأي الذي انتهي إليه .اخلاطئ الكامن وراء تفسرياهتم ومعتقداهتم املشوهة ،إذ يمطلب من املفحوص أن يقدم
الدليل امل ؤيد أو املعارض ملعتقداته وتفسرياته لألحداث ،وأن يقوم بتسجيل الدليل املؤيد أو املعارض يف العمود
املخصص لذلك .إن طريق اختبار الدليل من املمكن حتديد ومواجهة األفكار اليت انتهى إليها املفحوص ،ومن ث
العمل على تغيريها .
ويكون احلوار الذايت عن األفكار األساسية يف النظرية املعرفية ،فاإلنسان يسلك حبسب ما يفكر ،ويف ميدان
ممارسة العالج الذايت ينصب جزء من دور املعاجل على تدريب األشخاص على تعديل مستوى أفكارهم ،اليت تثري
القلق ،االكتئاب وعدم الثقة ،فاحلوار مع النفس عند أي نشاط معني من شأنه أن ينبه الفرد إىل أتثري أفكاره السلبية
على سلوكه ،وحديث املرء مع نفسه وما حيويه من انطباعات وتوقعات عن املواقف اليت تواجهه ،هو السبب يف
تفاعله املضطرب .وهلذا يعتمد املعاجل املعريف السلوكي على حماولة حتديد مضمون مثل هذا احلديث ،والعمل على
تعديله كخطوة أساسية يف مساعدة الفرد على التغلب على اضطرابه ،خاصة املواقف اليت تستثري القلق واالكتئاب.
22
-15-6التعرف على أساليب التفكري اخلاطئ غري الفعال:
عند التفكري يف حل مشكلة معينة أو فهمها ،حتدث أخطاء يف الفهم والتفسري مما يشوه صورة الواقع وابلتايل
يثري االضطراابت السلوكية .فمن التحريفات املعرفية اليت حتدث ما أييت :املبالغة وتتمثل يف امليل للمبالغة يف إدراك
األشياء ،أو اخلربات الواقعية وإضفاء دالالت مبالغ فيها ،كتصور اخلطر والدمار فيها .ومن الثابت أن املبالغة يف
إدراك نتائج األشياء مييز األشخاص املصابني ابلقلق ،فتفكري الشخص يف حاالت القلق يتميز ابملبالغة يف تفسري
املوقف ،مما يؤدي إىل إاثرة مشاعر اخلوف والتوتر ،فهو يتوقع الشر لنفسه وألسرته أو ممتلكاته ،أو يتوقع اخلوف من
فقدان مركزه أو وظيفته واألشخاص املهمني يف حياته ،كما جند أن التقليل من املخاطر الواقعية ،قد تكون له أيضاً
نتائج انفعالية سلوكية مماثلة ،إذ يؤدي ذلك إىل االندفاع وتكرار التجارب الفاشلة ،كما قد يؤدي إىل ختفيض الدافع
إىل مواصلة اجلهد واإلجناز .إن الفرد ينبغي أن يراعي التوسط يف التعامل مع األمور واملشكالت ،فال يبالغ يف تفسري
املوقف فيزيد من شعوره ابخلوف ،ويف املقابل ال يقلل من شأن أي موقف واملخاطر املرتتب عليه فيصبح اندفاعياً
مبال ابلفشل الذي قد يتعرض له( .عبد الستار ،إبر اهيم ،1998 ،ص ص)312-307 غري ٍ
يف جمال علم النفس من الثابت أن امليل للتعميم من اجلزء إىل الكل ،يعترب من العوامل احلامسة يف كثري من
األمراض االجتماعية ،كالتعصب أو غريها ،فكثري من اخلصائص السلبية ننسبها جلماعة معينة لكي نربر تعصبنا
حنوها قد يكون يف احلقيقة تعميماً خاطئاً خلربة سيئة مع فرد ينسب هلذه اجلماعة .والتعميم أسلوب من التفكري
يرتبط ابألمناط املرضية ،وخاصة االكتئاب والفصام ،ويعترب التعميم اخلاطئ أيضاً من العوامل احلامسة يف اكتساب
املخاوف املرضية( .عبد الستار ،إبراهيم ،1998 ،ص ص)312-307
إن املعاجل املعريف السلوكي ينبغي أن يقدر دور هذا العامل يف املسامهة يف اضطراابت البشر ،لذا فعليه أن يؤكد
ابستمرار لعميله أبنه ال يوجد شيء أكيد متاماً ،وإمنا قد يكون مرجحاً بدرجة قليلة أو كثرية .
مييل بعض األفراد إلدراك األشياء إما بيضاء أو سوداء ،جيدة أو سيئة ،خبيثة أو طيبة ،دون أن يدرك أن الشيء
الواحد الذي قد يبدو يف ظاهر األمر سيئاً ،قد تكون فيه أشياء إجيابية ،أو يؤدي إىل نتائج إجيابية .وينظر املفحوص
إىل املوقف ،وكأنه حمصور يف احتمالني فقط وليس على أساس أنه متصل يشتمل على درجات كثرية بني طرفيه.
ميكن االستفادة هنا من فنية املتصل املعريف ،اليت ورد ذكرها سابقاً ،يف تصحيح هذه األفكار التلقائية السلبية من
23
خالل استخدام معيار متدرج لصفة ما (صفر ،)%100-سيجد من خالهلا أن هناك أكثر من احتمالني هلذه
الصفة كما كان يعتقد ويدرك سابقا( .عبد الستار ،إبراهيم ،1998 ،ص )307
وهو أسلوب خاطئ يف التفكري ،كأن يعزل الشخص خاصية معينة من سياقها العام ،ويؤكدها يف سياق آخر.
فمثالً شخص يرفض التقدم لعمل جديد مناسب ،ذلك ألنه سبق أن مرفِض يف عمل سابق ألسباب ال عالقة هلا
إبمكانياته ومواهبه ومبا يتطلبه العمل اجلديد .والتجريد االنتقائي من األخطاء اليت تشيع يف أفكار املكتئبني ،فقد
تبني أن املكتئب يركز على جزء من التفاصيل السلبية ويتجاهل املوقف ككل (مثالً يعود إىل املنزل بعد حفلة أولقاء،
وال يذكر من هذا اللقاء إال أن فالانً جتاهله ،وفالانً قاطعه يف الكالم وأنه كان جيب أن يقول كذا وكذا ،وأن ال
يقول كذا وكذا ..إخل( .عبد الستار ،إبراهيم ،1998 ،ص )312
إن التجريد االنتقائي قد يكون مفيداً يف بعض احلاالت إذا استفاد منه الفرد يف تعديل بعض جوانب القصور
فيه ،فمثالً يف املثال األول رفض طلب التوظيف لسبب معني ،قد يكون دافع للفرد لتطوير نفسه يف هذا اجلانب
الذي يعاين من القصور فيه .أما ابلنسبة للمثال الثاين قد جتعل الفرد يفكر يف تقومي نفسه ،فقد يكون لبعض
سلوكياته سبب يف جتاهل أو جتنب الناس له فيصلحها ،أو ألنه حياول دائماً أن حيتكر أي حوار يف ُجاعة ما ،لذلك
يقاطعه اآلخرون فيعدل من طريقته .أما جمرد الرتكيز على السلبيات و التفكري فيها دون اخلوض يف أسباهبا ،فهو
يؤدي ابلفرد إىل التوتر والقلق بسبب األفكار اخلاطئة ،اليت قد تراوده حينها أبنه إنسان فاشل ال يصلح لشيء،
أو أنه منبوذ و مكروه من اجلميع ،أخطاء احلكم واالستنتاج :كثرياً من حاالت القلق و االكتئاب و العدوان يكون
السلوك فيها انجتاً عن خطأ يف تفسري احلادثة ،بسبب عدم توافر معلومات معينة أو سياق خمتلف.
"االستنتاج العشوائي" أو "اخلطأ يف االستنتاج" هو الوصول إىل استنتاجات دون أدلة كافية ،أو أبدلة واهية ال
تتفق مع الواقع املوضوع ،وعادة ما يكون االستنتاج اخلاطئ من النوع السيئ ،ومما له انعكاسات سلبية على حياة
الفرد .لعب الدور يعين تدريب على حتمل اإلحباط ،والتحكم يف السلوكيات غري املرغوبة ومعاجلة نواحي القصور
يف السلوك االجتماعي ،كما يستخدم لعب الدور يف مساعدة األفراد على ممارسة السلوكيات اليت يرغبون يف أن
تنمو لديهم ،كي يصبحوا أكثر وعياً النفعاالهتم وأسلوب تفاعلهم مع اآلخرين ،ويعد لعب الدور أحد الطرق اليت
تمعني على منو املهارات االجتماعي .فتق نية لعب الدور تتيح للفرد الفرصة لتجربة طرق بديلة للتغلب على السلوكيات
غري املرغوبة ،خصوصاً عند مقارنة النتائج املرتتبة على االختيار ما بني السلوك املرغوب وغري املرغوب.
24
-19-6فنية األسئلة السقراطية واالكتشاف املوجه :
العالج املعريف السلوكي عملية جتريبية تعاونية ،يشرتك فيها املعاجل واملفحوص يف وضع أهداف العالج ،وجدول
أعمال كل جلسة وُجع األدلة املنظم لصاحل أو ضد اعتقادات املفحوص ،بطريقة تشبه الطريقة العلمية لفحص
الفروض .ويتم فحص هذه الفروض ابستخدام األسئلة السوقراطية "نسبة إىل سقراط" من قبل املعاجل ،بدالً من
التحدي املباشر ألفكار العميل و اعتقاداته ،إىل جانب الفنيات املعرفية السلوكية األخرى ،و يف األسلوب األول
من أساليب هذه الفنية ،يقدم املعاجل وجهة النظر البديلة على املفحوص مباشرة ،كأن يشري إىل عدم التناسق ووجود
أخطاء يف التفكري ،ويسأل العميل عن مدى موافقته وفهمه لذلك .أما يف األسلوب الثاين فيكون اهلدف من األسئلة
السوقراطية توجيه املفحوص إىل تفحص جوانب وضعه خارج نطاق الفحص والتدقيق ،ومساعدته اكتشاف خيارات
وحلول مل أيخذها بعني االعتبار من قبل ،وأخرياً تعويد العميل على الرتوي والتفكري وطرح األسئلة "على نفسه" ،يف
مقابل االندفاع التلقائي ومتكينه بذلك من البدء يف تقومي اعتقاداته وأفكاره املختلفة مبوضوعية .إن هذه الفنية حيصل
املعاجل على معلومات عن املفحوص وعن خرباته الفريدة ،فهو الذي يستطيع شرح أفكاره ،ومشاعره ،وهذه املعلومات
بدورها تفيد املعاجل يف حتديد الكيفية اليت تستخدم هبا القواعد العالجية اليت ينوي املعاجل تطبيقها( .انصر ،بن ابراهيم
احملارب ،2000 ،ص)132
تبني أهنا متيز األشخاص الناجحني ،من وجهيت نظر الصحة النفسية
يشري مفهوم أتكيد الذات إىل خاصية َ
والفاعلية يف العالقات االجتماعية ،وبعد أن كان توكيد الذات ينظر إليه كصفة شخصية عامة تتكون لدى الشخص
كما تتكون صفات :مثل االنبساط أو االنطواء و تبقى اثبتة أو مقاومة للتغيري ،أصبحت النظرة النفسية األحدث
ميكن تطويرها و تغيريها من خالل التدريب".
لتوكيد الذات ":هي أهنا قدرةٌ م
)(Garner, D.M. and Wolley , S.C. 1991,p 729
25
كثريا من التلقائية ،واحلرية يف التعبري عن املشاعر اإلجيابية والسلبية معا ،وهي
تتضمن ً
م وابختصا ٍر فإن التوكيدية
بعبارة أخرى تساعدان على حتقيق أكرب قدر ممك ٍن من الفاعلية والنجاح ،عندما ندخل يف عالقات اجتماعية مع
اقف خاط ٍئ من صنع اآلخرين ،ودوافعهم يف
اآلخرين ،أو على أحسن تقدير تساعدان على أال نكون ضحااي ملو َ
مثل هذه املواقف.
26
": -25-6العقاب"Punishment
ويقصد ِبه تقدمي مثري منفر أو مكروه عقب استجابة سلبية و ي ٌقصد به أيضا توقيع أتثري لفظي أو بدين
أوإظهار منبه مؤمل عند حدوث السلوك غري املرغوب فيه أو الدال على االضطراب وخيالف عن التدعيم السليب من
حيث نتائج كل منهما ،و يتضمن األبعاد املؤقت للعميل لفرتات قصرية يف مكان ال يعود عليه مبدعمات اجتماعية
أونفسية .ويساعد هذا األسلوب اعطاء العميل فرصة للتأمل يف سلو ِ
كه هبدوء.
-26-6تقدمي النمذجة ":" Punishment
يف هذا التكنيك يتم عرض مناذج حقيقية أو رمزية للسلوك املطلوب ،ويطلق عليه "التعلم االجتماعي عن طريق
التقليد" ،ويتم من خالل ذلك متابعة النماذج والتدريب على أتكيد الذات ولعب األدوار ويتوقف هذا األسلوب
على وجود منوذج ميكن أن يؤدي الدور املراد تعلمه إبتقان وبصورة مسلسلة تؤدي إىل كشف خطوات أتديته أداء
السلوك ويتم عن طريق أربع عمليات:
أ -االنتباه Attentionاىل خصائص السلوك املرغوب فيه.
ب -االستيعاب والتذكر Rétentionعن طريق التكرار والتدريب على السلوك املعروض.
ج -أعادة القيام التلقائي ابلسلوك Motoric Reproductionعن طريق مساعدة العميل لتقليد
النموذج بشكل لفظي أو رمزي أو متثيلي يف مواقف احلياة الفعلية والواقعية.
د -التدعيم Reinfercementوهذا املؤثر يساعد العميل على ممارسة السلوك املطلوب ويطلق عليه
عملية الواقعية.
النمذجة هي عملية تغري السلوك نتيجة مالحظة سلوك اآلخرين .وهذه العملية أساسية يف معظم مراحل التعلم
اإلنساين ألننا نتعلم معظم االستجاابت من مالحظة اآلخرين وتقليدهم ،وكثريا ما تكون عملية التعلم ابلتقليد
أوالنمذجة عملية عفوية ال حاجة لتصميم برامج خاصة حلدوثها ،ولكن هذا صحيح ابلنسبة لألشخاص املعوقني
وخباصة ذوي اإلعاقات الشديدة ،منهم كثريا ما يعانون من عجز عن التقليد ولذا على معلميهم والقائمني على
تنشئتهم تعليمهم مهارات التقليد.
وغالبا ما يلجأ معدلو السلوك إىل هذا األسلوب عندما خيفق الشخص املعوق يف االستجابة للتعليمات
اللفظية .ويف الواقع ،فالنمذجة نوع خاص من املثريات التلقينية يوضح فيه معدل السلوك للشخص كيف يؤدي
السلوك .ويف هذه احلالة فإن الشخص يكون مالحظا ( )Observerومعدل السلوك يكون منوذجا (.)Model
و يف التدريب على التقليد يقوم معدل السلوك مبا يلي :الفوز ابنتباه املالحظ ،تقدمي تعليمات لفظية للمالحظ،
أتدية السلوك املراد من املالحظ تقليده ،البدء بسلوك بسيط نسبيا واستخدام التلقني اجلسدي عند احلاجة ،تعزيز
املالحظ عند تقليد السلوك املنمذج بنجاحُ( .جال .اخلطيب)2001،
27
-27-6وضع احلدود والقواعد:
ويمقصد به وضع قاعدة معينة يكون املطلوب أن يتم السلوك وفقآ هلا ويتم حتديد التدعيم املتوقع عند تنفيذ
السلوك املطلوب ويتم استخدام أسلوب العقاب عند خمالفته للقواعد املوضوعة.
ويتضمن ذلك مساعدة العميل يف الدخول بعالقات اجتماعية متدهم برصيد هائل من املعلومات واملهارات اليت
تساعدهم على القدرة على التوافق:
.1مهارات التفاعل :مثل مهارات احلضور أو مهارات إستجابية ومهارات تعبريية أو مهارات الرتكيز.
.2مهرات ُجع املعلومات والتحليل مثل :مهرات الوصف والتحليل ومهرات االستكشاف وتوجيه األسئلة
وطلب املعلومات.
.3املهارات العملية والتطبيقية :مهارات التوجيه ومهارات توفري املعونة ومهارات املواجهة مهارات احلوار
واملناقشة .
-28-6التعليمات الشفهية ":" Verbal Instruction
ويقصد هبا التوجيهات والنصائح اليت تمستخدم كأدلة أو مثريات وميكن استخدامها يف إحداث التغيري املطلوب
يف السلوك ويتم االسرتشاد هبا تدرجييا من املواقف البسيطة اىل املواقف األكثر صعوبة للسلوك الذي يتعامل هبا
الفرد.
-9سلوك االنتفاء" Extention" :وهو تعلم الكف عن القيام بعمل ما أو إصدار استجابة أو الغاء التدعيم
الذي يلي السلوك ومنه جتاهل السلوك غري املرغوب وحني ينخفض معدل السلوك فإن االنتفاء يكون قد حقق
أتثريه ويستخدم يف حالتني مها:
أ -إذا مل يكف العميل عن القيام بعمل من شأنه أن يقلل من معدل االستجابة لتعديل السلوك.
ب -إذا أستمر العميل بفعل نفس السلوك ومل يستجب للتدعيمات السلبية ،و يتم تطبيقه مع العمالء لكبح
ُجاحهم بعد أن استخدمت أساليب أخرى و مل حتقق فائدة مرجوة( .عبد املنصف حسن علي رشوان)
هناك عدة مراحل جيب اتباعها يف أثناء حل املشكلة املطروحة ،وهي :مرحلة إدراك وجود املشكلة وفيها يدرك
الفرد أبن لديه مشكلة ،فمن املهم أن ينتبه إىل مشاعره عندما يكون متوتراً ،مضطرابً ،مثاراً ..اخل .فاملثري يذكرك
أبنك قلق فهناك شيء ما غري سليم ،مرحلة خفض اإلاثرة عن طريق التوقف عن التفكري التلقائي (قف وفكر قبل
أن تتصرف) ،فضبط النفس يكسر دائرة اإلاثرة املفرطة ،وفرط اإلاثرة ميكن أن يستثري سلوكيات غري مرغوبة ،ألهنا
تستطيع أن تقطع تسلسل حل املشكلة .ومرحلة صياغة للمشكلة من خالل الرتكيز على املطلوب عمله ،وليس من
خالل مسبب اإلحباط ،وتقدير حجم املعلومات املتاحة ،ث عرض املشكلة يف شكل ميكن حله بشكل إجيايب وهبذا
حندد اهلدف .مرحلة التفكري بطريقة احلل البديل يشري إىل السلوك العقلي املنتج حللول بديلة عديدة ملشكلة واحدة
28
لالختيار من بينها مرحلة التفكري ابلعواقب فإذا فكر الفرد يف عواقب الفعل الذي سيقوم به ،سواءٌ أكان على نفسه
أو على اآلخرين أو األشياء احمليطة به سيكف عن هذا الفعل ،مرحلة تقييم النتائج من خالل النظر إىل السبب،
النتيجة والعالقات بينهما ،التعلم من النتائج ،و هل وصلت إىل اختيار جيد أم ال ،تعلم األخطاء ،جتنب لوم الذات
على حماولة تغيري التفكري الضعيف غري اجملدي ،تعلم القيمة اإلسرتاتيجية حلل املشكالت.
-1خالل جلسات املعاجلة يتبع املثري املنفر املعزز غري املقبول ،والذي يراد التخلص منه مباشرة ويستمر اقرتاهنما
ملدة زمنية قصرية وبعد ذلك خيتفي كل من املثري واملعزز يف الوقت نفسه.
-2يقرتن زوال املثري عادة بظهور مثري يريد املسرتشد أن حيصل عليه كمعزز بديل للمعزز غري املقبول.
-3يقوم امل ِ
عدل بتنظيم الظروف البيئية وابلتايل حيصل املسرتشد على التعزيز يف حال اختياره للمعزز البديل وعزوفه
م
عن املعزز غري املقبول.
يتم استخدام هذا األسلوب أثناء ممارسة املفحوص للعادة السرية ،عندما تراود خياله جتربة مكروهة تعافها النفس،
يستخدم بفعالية يف عالج النشاط احلركي الزائد ،السلوك العدواين ،ومع حاالت االحنراف اجلنسي ،اللزمات العصبية،
التدخني ،اإلدمان ،اجلنوح وحاالت السمنة الناجتة عن الشراهة يف الطعام.
إذن تمعترب الفنيات اليت تمستخدم يف العالج املعريف السلوكي ،إذ تتيح هذه الفنية الفرصة للتنفيس االنفعايل،
تفريغ الشحنات ،الرغبات الظاهرة واملكبوتة ،ويتم ذلك من خالل متثيل سلوك أو موقف اجتماعي معني ،كما لو
أنه حيدث ابلفعل ،على أن يقوم املعاجل بدور الطرف اآلخر من التفاعل ،احلوار واملناقشة .ويتكرر لعب الدور حت
يتم تعلم السلوك املرغوب.
29
التدرجيي. احملاضرة :4تقنية تقليل احلساسية التدرجيي أو التحصني
متهيد:
إن أكثر االجتاهات النظرية اليت أظهرت جناحا يف معاجلتها للمخاوف املرضية ،كما دلت على ذلك الدراسات
التجريبية ،هي نظرايت التعلم ،و خاصة أساليب تقليل احلساسية التدرجيي ،أو ما يسمى ابلتحصني التدرجيي
" " systematic desensitizationو اإلشراط املضاد " " counter conditioningواإلشراط اإلجرائي
بواسطة تشكيل السلوك تدرجييا " ،" shapingو قد شهدت السنوات املاضية اهتماما متزايدا لإلجراء املعروف
ابسم تقليل احلساسية التدرجيية ،و الذي كان "جوزيف ويليب "Joseph Wolpe ،قد طوره عام ،1958وصف"
وليب" أسس النظرية اليت استمد منها هذا اإلجراء يف كتابه "العالج النفسي ابلكف املتبادل" ،فقد اقرتح أن تقليل
احلساسية التدرجيي هو أحد أشكال اإلشراط املضاد ،ويعين استخدام قوانني التعلم هبدف استبدال االستجابة
أبخرى ،حيث افرتض أنه ابإلمكان حمو استجابة مضادة هلا لوجود املثري الذي يستجرها و هذا ما يطلق عليه اسم
الكف املتبادل .واالستجاابت املتناقضة ال ميكن أن حتدث يف وقت واحد ،فعلى سبيل املثال ال يستطيع إنسان أن
يشعر ابخلوف والقلق وهو يف حالة اسرتخاء اتم ذلك أن االسرتخاء يكبح هذه االستجابة االنفعالية.
وقد أثبت "جوزيف وليب" يف كتابه أن ما يقرب من %90من حالة اخلوف والقلق اليت قام بعالجها "حنو
200حالة" شفيت ابستخدام هذا املبدأ .املهم أن الفكرة العامة والرئيسية هلذا األسلوب العالجي حول إزالة
االستجابة املرضية "اخلوف أو القلق" تدرجييا من خالل استبداهلا بسلوك آخر معارض للسلوك املرضي عند ظهور
املوضوعات املرتبطة به( .إبراهيم ،عبد الستار)1994،
يقوم العالج السلوكي بطريقة التحصني التدرجيي على تشجيع الشخص العصايب القلق على مواجهة مواقف
القلق تدرجييًّا ،واهلدف الرئيسي من ذلك هو حتييد مشاعر املريض العصابية إبلغاء احلساسية املبالغ فيها حنو تلك
املواقف ،و يكون ذلك خالل التعرض التدرجيي للمواقف املثرية للقلق مع إحداث استجاابت معارضة هلذا القلق
متاما خاصيته املهددة و يتحول إىل موقف حمايد ،أي إىل أن أثناء عرض كل درجة منه إىل أن يفقد هذا املوقف ً
تلغي العالقة االشرتاطية بني املثري و االستجابة ،وهذا ما سوف يقوم به( .إيهاب ،الببالوي ،2001،ص)177
خالصة:
العالج املعريف السلوكي هو أحد األساليب العالجية احلديثة ،اليت هتتم بصفة أساسية ابملدخل املعريف السلوكي
لالضطراابت النفسية ،فهذا األسلوب يهدف إىل إزالة األمل النفسي وما يشعر به الفرد من ضيق وكرب ،وذلك من
خالل التعرف على املفاهيم واإلشارات الذاتية اخلاطئة ،والعمل على تصحيحها ومن ث تعديلها .وتدريب املفحوص
على تغيري هذه االستجابة غري تكيفية والتعرف مكوانهتا األساسية وأسباهبا وعالقتها ابالضطراب.
30
احملاضرة :5العالج بتقنية االسرتخاء Relaxation
متهيد:
الشك أن الضغوط النفسية تعترب آفة العصر ،و أهنا تزداد يوما بعد يوم ،مما جيعلها متثل حجر الزاوية يف نشوء
االضطراابت النفسية ،و بصفة خاصة مع ازدايد التقنية و مطالب احلياة ،و كذلك تشابك ظروف احلياة يف عاملنا
املعاصر ،فكل فرد متوتر أكثر عرضة للقيام بسلوكيات غري مرغوبة ،بل قد تسبب له مشاعر سلبية مثل القلق،
فاالسرتخاء عامل عضلي نفسي يعمل على خفض التوتر ،ألن اخلربة الذاتية ألي حالة من احلاالت الوجدانية هلا
ارتباط بعملية تقلص العضالت اليت ترافقها بشدة ،مبعىن آخر إن هناك عالقة بني درجة التوتر العضلي وب ين
إدراك الفرد حلالته االنفعالية ،فإذا زال التوتر العضلي تزول عن الفرد حالة التوتر النفسي الوجداين.
استخدام تقنية االسرتخاء العضلي كأسلوب عالجي ،يعطي للعميل تصورا عاما لطبيعة اضطرابه النفسي ،ويوضح
له أن ذلك االسرتخاء من أهم األساليب العالجية اليت تؤدي إىل خفض التوتر والقلق النفسي ،كما أشار إليها
العديد من العلماء والباحثني يف هذا اجملال ،ومما جيب ذكره للعميل ،وأن تدريبات االسرتخاء اليت يتدرب عليها
املفحوص ما هي إال وسيلة لتنمية قدرته على التحكم يف الذات والتخلص السريع من االنفعاالت والقلق النفسي.
وهذا النوع من االسرتخاء حيقق اسرتخاء ملختلف العضالت بعد إدراك شعوري من العميل مبدى التوتر العضلي
الذي يتحقق عن طريق استخدام أجهزة التغذية الراجعة البيولوجية ( )Biofeedbackاليت ِ
تبصر املفحوص أوالعميل
مبدى توتره العضلي.
ويعترب عامل النفس األمريكي" جاكوبسون " Jacobsenمن أوائل العلماء الذين حبثوا يف تدريبات االسرتخاء
وتطبيقاهتا يف جمال العالج النفسي ،وقد توصل إىل أن حالة االسرتخاء خربة مضادة حلالة القلق واالنفعاالت احلادة،
وتقوم الفكرة األساسية لفنية االسرتخاء على أن اجلسم يف حالة القلق واالنفعاالت احلادة يتعرض لعمليتني مها الشد
العضلي والتوتر النفسي ،وتكون ُجيع عضالت اجلسم مشدودة يف درجة توازي التوتر النفسي الذي يكون عليه
اإلنسان يف حالة القلق ،وإذا مت إيقاف أو حتويل حالة التوتر والشد العضلي جلسم اإلنسان إىل حالة من االسرتخاء،
فإن التوتر النفسي ال ميكن أن يستمر على نفس الوضع ،إمنا يتحول إىل حالة من االسرتخاء مما خيفض درجة القلق
متوترا جسميًا ومسرتخيًا نفسيًا يف آن واحد( .حسام الدين عزب،1981 ،
عند اإلنسان .وبذلك ال يكون اإلنسان ً
)111
31
الشخص أثناءها اكتساب القدرة على الرتكيز ،واإلحياء
م ومن املفيد يف إجناح هذه عملية االسرتخاء أن حياول
يستخدم شريطًا مسجالً لالسرتخاء التصاعدي أو إن كان ميارس التدريب مبعاونة املعاجل ،فيتم بذلك
م أيضا إن كا َن
ً
تدريب التفكري على الرتكيز يف عملية الشد و اإلرخاء ،فإذا الحظ الشخص أن تشتتا ما يعرتي انتباهه و أفكاره
ينصح ال مبقاومة هذه املشتتات وإمنا فقط بتجاهلها وإعادة تركيزه إراداي إىل اإلحساس ابجلسد أو العضالت،
فإنهم م
تستخدم ملكةم التخيل للمساعدة على حتقيق أكرب
َ أيضا أن
أو إىل الرتكيز يف صوت الشريط أو املعاجل ،ومن املكن ً
وقت ممكن ،فيستطيع الشخص من خالل خلق صوٍر ٍ
ذهنية للحظات حياته اليت كان قد ٍر من االسرتخاء يف أقصر ٍ
ٍ
األمر بتدريبات االسرتخاء حيقق أكرب قد ٍر من القضاء على التوتر .وعندما م
يتعلق م يعيشها مبشاعر هادئة وفياضة أن َ
الشخص تدريبات االسرتخاء
م يتقن
يف حاالت املشكالت املتعلقة بصورة اجلسد فإن للتخيل وظيفةً أخرى ،فبعد أن َ
وتصبح عمليةً سهلةً ابلنسبة له ،يبدأ املعاجلم يف إرشاده إىل كيفية التدرب التدرجيي من خالل التخيل أوالً على
م
هناك من حيجمون عن ٍ
بشكل أو آبخر لآلخرين .فعلى سبيل املثال َ معرى
التعرض للمواقف اليت يكو من جسدهم فيها ًّ
يرشد املعاجلم الشخص إىل أن يبدأ يف ختيل نفسه يف ذلك
نظرا خلجلهم من هيئة أجسادهم ،وهنا م ممارسة الرايضة ً
يج
أيضا تدر م
حيدث حالة االسرتخاء اليت تعود على إحداثها والدخول فيها بنفسه ،ومن املمكن ً َ املوقف بعد أن
حبيث ال ينتقل الشخص من ٍ
مرحلة إىل املرحلة اليت تليها إال بعد إتقان املرحلة املواقف املتخيلة من األسهل لألصعب م
م
يستغل ،حالة اهلدوء اليت حيدثها يف نفسه يف مساعدته على
َّ يعلم الشخص أنيستغل املعاجلم أو م
ُّ األوىل متاما ،فهنا
ينتقل بعد ذلك إىل أداء
يتقن الشخص كل املراحل املطلوبة من خالل التخيل ممواجهة ما خيشى مواجهته ،وعندما م
نفس املواقف يف احلياة الواقعية)Polonsky , W.H. 2001, p10( .
فعملية االسرتخاء تساعد على إطالق التوتر والقلق ،مما ينتج عنه توافق أفضل مع املوقف الذي سبب القلق،
كما أن إطالق التوتر العضلي ِ
حيسن قدرة الفرد على االستماع ملا يقوله اآلخرون والتفكري بشكل أفضل ،ومن ث
التفاعل مع احلدث بطريقة إجيابية( .بشري ،الرشيدي ،راشد ،على ،2000،ص ص )302 –300
ترجع الدراسة املنظمة لالسرتخاء إىل كتاب االسرتخاء التصاعدي ( )Jacobson,1964ملؤلفه جاكبسون، م
ميكن أن يؤدي إىل الكثري من التحسن يف العديد من االضطراابت
الكاتب أن استخدام طرق االسرتخاء م م بني
حيث َ
م
االكتئاب ،اللياقة الصحية البدنية والنفسية ،وتاله بعد ذلك
م النفسية والضغوط احلياتية املختلفة ومنها القلق ،و
يستخدم كطريقة ملساعدة
م الكثريون من املعاجلني السلوكيني يف استخدام وتطوير أساليب تدريبات االسرتخاء ،فأصبح
مصدرا لإلاثرة االنفعالية لديه (كالظهور أو احلديث أمام
ً الشخص على اكتساب اهلدوء إزاء املواقف اليت قد تكو من
الناس ،أو املقابالت الشخصية عند الرتشح لعمل ما على سبيل املثال) ،واكتساب املعانني من عدم الرضا عن صورة
ستجعل قدرهتم على مواجهة املواقف اليت يتجنبوهنا أكربم بكث ٍري.
م أجسادهم ملهارة القدرة على االسرتخاء
()Jacobson , E. 1964, p110
32
العديد من اإلشارات إىل أمهية
َ جيد
ئ لقانون ابن سينا ،ولغريه من علماء العرب واملسلمني القدماء م
لعل القار َ
ابتعادا عن الضجيج ،كطر ٍيق للصحة النفسية والبدنية على حد
الراحة واالسرتخاء ،ابلصالة واالنعزال املؤقت ً
سواء( .إبراهيم ،عبد الستار ،1998 ،ص )238
يتم التدريب على االسرتخاء يف غرفة هادئة ذات إضاءة خافتة ،وتكون بعيدة عن الضوضاء اخلارجية ،ومن
األفضل أن تشتمل الغرفة على أريكة ،حت ميكن تسيري االسرتخاء عن طريق استلقاء العميل عليها ،فإذا مل توجد
األريكة ،ميكن استخدم كرسي كبري ومريح ،ويف املعتاد أن يستغرق التدريب على االسرتخاء من جلستني إىل ثالث
جلسات ،كما ميكن ملعاجل أثناء التدريب أن يستعمل بعض الكلمات املشجعة واملساعدة مثل " :خذ نفسا عميقا،
احتفظ بعضالتك مسرتخية ،الحظ كيف حتس اآلن أن عضالتك دافئة وثقيلة ،ومسرتخية .ويف مايلي عرض مفصل
هلذه التمارين:
عضـالت اجلبهة:
عضـالت العينني:
عضـالت الفكني:
33
وأخرياً بعد أن قمت إبجراء تدريبات االسرتخاء على ُجيع عضالت اجلسم ،حاول أن جتري ُجيع التدريبات
اآلن ،مع الرتكيز على الفرق بني حاليت الشد واالسرتخاء بعد االنتهاء من كل مترين .كذلك حاول أن تستمتع حبالة
االسرتخاء اليت تكون عليها بعد االنتهاء من التمرينات ،قد تواجهك بعض الصعوابت مع بعض العضالت ،فهذا
األمر معتاد ،وجيب أن ال يقلقك ،بل حاول تكرار التمرين حت تشعر ابلفرق بني احلالتني وتستمتع به ،إنه من املهم
أن تصل إىل هذه املرحلة و إال لن حتصل على نتائج إجيابية من تدريباتك على االسرتخاء.
تقنية االسرتخاء تعترب أمر مطلوب يف حد ذاته يف مواجهة الضغوط النفسية وما ينشأ من قلق ،خماوف ،تشتت
أو تزاحم يف األفكار ،بل وما ينتج عن هذه الضغوط من اضطراابت نفسية وفسيولوجية مثل " :العمليات اجلراحية،
ضغط الدم ،السكري ،قرحة املعدة وأمراض القلب" ،بل أن بعض العلماء يرجع مرض السرطان إىل هذه الضغوط،
جدا .من العمل معهم ألنه يعمل وهلذا حيتاج املعاجل أن يستخدم أسلوب االسرتخاء مع مرضاه يف مرحله مبكرة ً
على هتدئته الفرد ،ومن أكثر طرق االسرتخاء شيوعا هي برامج العالج اليت طورها "جاكوبسون ".
خالصة:
كما أن مواجهة الفرد لتلك املواقف وهم يف حالة االسرتخاء سيقلل جدا من األفكار السلبية التأثري اليت عادة
ما هتاُجهم وال يستطيعون مقاومتها وهم يف حالة التوتر ،فمن املمكن للمدرب على االسرتخاء أن يسرتخي يف ُجيع
املواقف اليت يريد االسرتخاء فيها حت و هو يقود سيارته مثالً ،ألن االسرتخاء ال يشرتط فيه أن يكو َن كليا ،مبعىن
ميكن أن يبقيها الشخص يف حالة اسرتخاء ،وهذا ٍ ٍ ٍ
أن بعض العضالت اليت ال نستخدمها يف موقف أو نشاط معني م
كثريا يف التقليل من مستوى توتره يف ذلك املوقف ،و من األفضل أن يبدأ الشخص بتدريب عضو ما يساعدهم ً
واحد أو جمموعة واحدة من العضالت من أعضاء جسده على االسرتخاء.
34
وابلتايل فإن جذور علم النفس اإلنساين ميكن أن توجد يف الوجودية االعتقاد أبن اإلنسان ميكنه أن جيد املعىن من
خالل إنشائه ،وهذا هو هدف العالج الوجودي ،والعالج الوجودي بدوره مرتبط فلسفيا بعلم الظواهر.
يهتم العالج املتمركز حول العميل إبظهار املعاجل حلالة من االنفتاح والتعاطف التقدير اإلجيايب غري املشروط جتاه
العميل ،وذلك ملساعدته على التعبري عن ذاته وتطويرها.
أيخذ العالج اجلشطاليت والذي كان يمسمي يف األصل "العالج ابلرتكيز" ،الشكل التجرييب -الوجودي ،حيث
يمسهل من عملية الدراية جتاه السياقات املختلفة يف احلياة ،من خالل االنتقال من احلديث عن املواقف البعيدة نسبيا
إىل العمل واخلربة املباشرة احلالية ،وهناك شكل من أشكال العالج اإلنساين أكثر إجيازا ،وهو هنج " املعطيات
البشرية" ،والذي عمرض عام ،1989وأيخذ شكل التمركز علي احلل ،اعتمادا على حتديد االحتياجات العاطفية
كاحلاجة لألمن واحلكم الذايت و االتصال واالجتماعي ،ويستخدم هذا النهج طرق تربوية ونفسية خمتلفة ملساعدة
الناس على تلبية تلك االحتياجات بشكل كامل ومناسب.
)(Deci. Edward ; L .Ryan ; Richard. M 1985,p10
وتشري ( )Roberta Greene, 1991إىل أن العالج املتمركز حول العميل يرتكز على األطر النظرية األساسية
التالية:
-1اإلميان بقيمة اإلنسان وأنه ميتلك القدرات واإلمكانيات والقدرة على استثمارها من خالل عملية االستثمار
الذايت.
-2عملية االستثمار الذايت (وهي القدرة على توظيف الطاقات الكامنة يف الوصول إىل التوافق النفسي
واالجتماعي) ،هي عملية مستمرة مدى احلياة.
35
-3اإلنسان يستطيع أن حيقق النمو النفسي واالجتماعي مت ما توفر املناخ اإلجيايب الذي يساعده على ذلك.
-4االحرتام والتعاطف والعالقة املهنية هي مقومات العملية العالجية ومت ما توفرت أنشأت حالة من االستقرار
تساهم يف دفع عملية العالج حنو حتقيق أهدافها.
-5دور األخصائي االجتماعي هو دور املساعد وليس األساسي يف العملية العالجية ويقع على عاتقه توفري االحرتام
والتقدير.
-6الرتكيز على املوقف احلايل واآلين وما يرتبط به من مشاعر وسلوك حيضرها العميل للعملية العالجية.
الوصول إىل معرفة العميل لذاته هو اهلدف النهائي للعالج فإذا ما حتقق ذلك أصبح العميل قادراً على -7
التمتع ابالستقالل يف الشخصية والتكامل يف وظائفها)Cain, D. J. 1988, pp 353-390) .
العالج الزواجي هو أعمق من االستشارة النفسية ،حبيث حيرص املعاجل على دراسة احلاالت النفسية لكل من
الزوجني على صعيد فردي وُجاعي ،لكي يتمكن من حل املشاكل النفسية يتفادى مضاعفاهتا وأتثريها على العالقة
الزوجية.
36
.4تفادي خطر اإلصابة ابألمراض اجلسدية املرتبطة ابالضطراابت النفسية يف حال تفاقمها ،وجتناب أتثري املضاعفات
على منط حياة األفراد ومحايتهم من ادمان العالقة.
.5تعزيز الرتابط والتعاون بني الزوجني يساعد يف للمشاكل واالضطراابت النفسية واليت تنعكس سلباً على عالقتهما
أبطفاهلما.
.6تشجع هذه التقنية األزواج على سرد قصص عن مشكلتهم ،حبيث يطلب املعاجل من الزوجني وصف إحدى
مشاكلهما ث يساعد كل منهما اآلخر على حتديد األجزاء السلبية من السرد ،لذلك جيد األزواج طرقًا جديدة
للتعامل مع مشاكلهم القدمية.
.3خطوات تطبيق تقنيات العالج الزوجي:
طورها العامل "جون جومتان ،" Jean Gottmanأستاذ علم النفس يف جامعة واشنطن استخدام هذه الطريقة من
التقنيات العالجية لزايدة احلب واملودة بني األزواج ،ويعتمد هذا العالج على سبعة مبادئ يتم تعديلها وف ًقا
الحتياجات وأمناط األزواج:
.1وضع خطط احلب :هذا املبدأ يعلم األزواج أن يكونوا على دراية مستمرة ابحلياة اليومية لبعضهم البعض
وأهدافهم وقيمهم وتطلعاهتم وأحالمهم.
.2التعبري عن احلب واملودة :من خالل هذا ،يتمكن األزواج من تقدير تفرد بعضهم البعض واختالفاهتم
واالستمتاع وتعلم التعايش على الرغم من االختالفات.
.3بدالً من االبتعاد عن بعضكما البعض ،اقرتاب من بعضكما البعض :يتم تشجيع األزواج على االهتمام
املستمر حت أبكثر األمور تفاهة اليت تبدو مهمة للشريك.
.4احصل على نظرة إجيابية :يسمح العالج الزوجي أو العالج الزواجي لألزواج برؤية اإلجيابيات والنظارات
نصف املمتلئة بدالً من إلقاء اللوم على بعضهم البعض على كل ما يفعلونه .هذا يساعد على بناء الثقة بينهما.
.5إدارة الصراع :يتمكن األزواج من قبول أتثري بعضهم البعض يف حياهتم والتحدث عن مشاكلهم ،وحتدث
عن خمتلف الصراعات النفسية اليت يعايشوهنا أبرحيية.
.6اجعل أحالم احلياة تتحقق :ال ميكن أن تكون أحالمك خمتلفة ً
متاما عن أحالم زوجك .يساعد الزواج
معا لتحقيق هذا املستقبل .تساعدك طريقة "جومتان" على فهم ذلك.
األزواج على بناء مستقبل مشرتك والعمل ً
.7لديك رابطة قوية :ال حيدث الرابط القوي بني األزواج إال عندما يثري كل منهم حياة اآلخر ويساعد كل
منهما اآلخر يف العثور على معىن يف احلياة.
خالصة:
إن خمتلف التدخالت العالجية مع األزواج تساعدهم على جتاهل أخطاء املاضي ،والرتكز أكثر على اجلانب
اإلجيايب يف زوج أو زوجة ،قد يطلب املعاجل من الزوجني تسجيل اللحظات السعيدة اليت مروا هبا ،ث يشرح ملاذا
37
كانوا سعداء يف تلك اللحظات ،فيتيح ذلك للزوجني الرتكيز على اللحظات اإلجيابية واالستمتاع هبا ،وميكن لألزواج
السعي وراء النوااي اإلجيابية يف السلوك السليب لشريك احلياة وتفسريها تفسري اجيايب ،وابلتدريج سيكون الزوجني
قادرين على االستماع ،وفهم بعضهم البعض ،وحل مشكالهتما الزوجية بكل هدوء.
فعالة يف العالقات
العالج األسري عرفه " فرج عبد القادر طه" ":أبنه أسلوب منظم يهدف إىل حتقيق تغريات ا
األسرية أو الزوجية املضطربة غري الصحي ،وذلك من خالل عمليات تفاعل صحي بني أفراد األسرة وتوفري الفرص
احملققة له حتت توجيه املعاجل ،واهلدف النهائي هو البحث عن الطرق املؤدية لتحقيق تعايش بني ُجيع أفراد األسرة
حبيث يتحقق أفضل صور التفاعل اإلجيايب ،وختتزل بذلك مواقف الصراع والتصادم ،كما أن موقف العالج األسري
دائما تفاعلي ووحدة متكاملة ،وال يكون املدخل إال مدخالً ُجعيًا ،أي أنه موقف البد من أن يشمل كل أو معظم
ً
أفراد األسرة وبدرجات متفاوتة وف ًقا ملوقع وأمهية كل فرد فيها ،فالعالج األسري أحد اجتاهات املمارسة احلديثة يف
طريقة العمل مع احلاالت الفردية ويهدف إىل تغيري بعض عناصر نسق العالقات األسرية ذات التأثري السليب على
قيام األسرة وأعضائها بوظائفهم .فالعالج األسري أو العالج اجملمعي هو ذلك العمل الذي يقوم به املعاجل مع
األزواج والعائالت ،كما أنه يركز على العالقات األسرية ابعتبارها عامال مهما يف جمال الصحة النفسية .ويهتم هذا
كثريا ابلعالقات وأساليب التفاعل بني األشخاص وال سيما مالحظة كيف أن التغيري الذي يطرأ العالج النفسي ً
على أحد األفراد سوف يؤثر على اجملموعة أبكملها .ويتم توجيه العالج األسري هنا ملعظم أفراد اجملموعة كلما أمكن
ذلك .وميكن أن تشمل أهداف العالج األسري يف هذه احلاالت تعزيز التواصل بني أفراد اجملموعة ،وترسيخ الدور
الصحي ومساع أفراد اجملموعة وهم يعربون عن مشاعرهم ومشكالهتم ومناقشة السلوكيات والتحدايت واملشكالت
38
املشرتكة فيما بينهم .ومن أشهر علماء النفس املسامهني يف جمال العالج األسري "جون جومتان وجاي هايل وسو
ساتري")Bitter, J. & Corey. G, 2001( . جونسون وفرجينيا
اذن العالج األسري هو أسلوب خمطط يركز على التدخل يف نواحي سوء التكيف األسري ،وهو يهدف إىل
حتسني التوظيف الدينامي لألسرة كوحدة كلية ،ويعترب استخدام أشكال اجللسات األسرية هي الوسيلة العالجية
األساسية فيه وهذا ال مينع من استخدام املقابالت الفردية أو اجلماعية إذا تطلب األمر ذلك.
.2احملافظة على التجانس الداخلي لألسرة يف ديناميتها وتفاعلها الدائم مع احمليط اخلارجي يف تغري مستمر حسب
املستجدات اخلارجية وحسب منو أفرادها ،فعندما يهتـز التجانس األسري يبذل خمتلف األفراد الكثري من الطاقة
()V. Satir, 1982,p14 للمحافظة عليه.
.3العمل على وضع حدود مناسبة الحتياجات األسرة وحتقيق التوازن فيها ،والقدرة على جعل األسرة تتغري من
حيث تنظيمها ومكانة أفرادها للتكيف مع وضعية جديدة ،حيث أن فقدان أحد األفراد يعيد تنظيم كل النسق،
فتتغري املكانة والعالقات وكل فرد عليه اختاذ مكانة جديدة وفقا لآلخـرين ،هذا التغري ينشئ نسق جديد متكيف
()Picard, D, 1998, p69 مع الواقع اجلديد.
.5مساعدة األسرة على رفع مستوى األداء االجتماعي وأداء وظائفها بشكل أفضل.
.6مساعدة على تساوي األعراض مع الغاايت يف حالة تصلب النسق ،ومقاومته للتغري تظهر األعراض اليت تؤدي
وظيفة احملافظة على التجانس ،فاألزمات األسرية تتناسب مع عدم قدرة النسق املتصلب على استدخال التغري .
()Marc.E ; Picard .D,1989,p196
.7فهذه الطاقة داخل النسق بفعل االضطراابت العالئقية قد تصبح سلبية وتؤثر على الطفل فتظهر عليه األعراض
()Scelle,R,1997 , p52 وابلتايل جيسد الطفل معاانة اجلماعة األسرية.
()Mannoni, M,1964, p79 . 8فهم وتفسري األعـراض اليت تظهر عند الـطـفـل و اليت قد يكون اآلابء مصدرها
39
ختتلف أهداف العالج األسري من أسرة ألخرى ،حسب نوع التغري املطلوب لذلك جيب أن يسأل املعاجل
األسري كل فرد فيها عن ما يتمناه من تغريات ،وعليه أن يناقش هذه التغريات حت يصل إىل ما حيقق التوازن
السليم الذي حيقق إشباع احتياجات أعضائها.
العملية العالجية تتطلب ثالثة مراحل مهما كان مستوى االضطراب ومدى انتشاره:
.1.4املرحلة األوىل :يتم فيها حتديد األعراض والتعرف على االضطراابت الدافعة هلا ،وتوضيح طبيعة العالقات،
االتصاالت وثقافة احلياة األسرية .ث حياول األخصائي النفساين يف هذه املرحلة جذب أفراد األسرة للمسامهة يف
العالج ،وتشمل هذه املرحلة املهام اآلتية:
.1االجتماع األول ينطوي على مقابلة اجلماعية ،فيها يقوم بتعريف نفسه لألسرة ،ويالحظ يف نفس الوقت هذه
األسرة من حيث ":تقدمها للجلوس يف أماكن حمددة ،فيكتشف دور كل فرد منها "القائد والتابع..اخل" ،وكيفية
عرض املشكلة ،وتنتهي هذه املهمة أبنه يضع القواعد األساسية للمقابالت الالحقة.
.2عرض املشكلة يف هذا اجملال يسأل األخصائي عن ما هي املشكالت ،وماذا تريد األسرة ،وفيها يعرض جوانب
االختالف وكيفية إدارة احلوار ،عليه حينها أن يالحظ التفاعل بني أفراد األسرة ،ويف هذا حياول األخصائي أن يعيد
صياغة املشكلة على أهنا ختص األسرة وليس الفرد صاحب املشكلة فقط.
.3التفاعل أو وضع القواعد ":ويعين ذلك أن األخصائي حياول أن يمدخل كل أفراد األسرة يف احلديث ،ليعرف
كيف يتفاعل مع كل منهم ،فبالرغم من أن كل فرد له شخصيته متفردة إال أنه أثناء االجتماع مع األسرة يضبط
سلوكه ،ومالحظة األخصائي هلذا التفاعل تساعده على تصور طرق بديلة للتفاعل عند تفكريه يف احللول ،وحياول
األخصائي أثناء التفاعل أن يوسع بؤرة االهتمام ،فبدالً من أن تركز األسرة على الفرد صاحب املشكلة ،حياول هو
أن يوسع تعريفهم للمشكلة ،حبيث يرى لكل منهم دوره يف موقف األسرة احلايل ويوضح كيف يساهم يف استمرار
الوضع ،مما يساعد على سهولة ُجع املعلومات ووضع قواعد جديدة لتناول مشكالت األسرة ورؤية حقيقة األسرة.
ويف هناية هذه اجللسة أو اجللسات األوىل حيدد ما هو التغيري املطلوب ،أي أنه يسأل أفراد األسرة عما تريده
األسرة من العالج وحماولته تشكيل أهداف العالج لتحقيقها.
.2.4املرحلة الثانية :هي أصعب وأهم مرحلة ،حيث يتوقف عليها إما جناح أو فشل العملية العالجية ،وهي عملية
التوعية اليت يتم من خالهلا تفسري األعراض ،وربط االضطراب أبسباب األعراض ،كما يتم خالهلا التحضري النفسي
لألفراد ودفعهم حنو الشعور ابلرغبة يف التغري وتغيري اآلخر .متثل هذه املرحلة جوهر العالج األسري ،حيث يتفق
املعاجل مع األسرة على القيام بزايرهتم ابنتظام مرة كل أسبوع وترتاوح مدة الزايرة من ساعة إىل ساعة ونصف تقريبًا،
40
اجه املعاجل بعض املقاومة من بعض أفراد األسرة يف كشف أسرارها وإظهار مواطن ضعفها
ويف هذه املرحلة قد يو ا
فيها ،وقد أتخذ هذه املقاومة شكالً شعورًاي أو ال شعورًاي .ويركز املعاجل هنا على التفاعالت بني أعضاء األسرة
والوقوف على خربات كل فرد يف األسرة ،ونظرة كل فرد يف اآلخر حت يتمكن من معرفة ألوان الضغط ومواطن
سرا ،وال ينظم تكتالت أو حتيزات داخل األسرة ،وأن حيرص أحدا من أفراد األسرة ً
الصراع ،وحيرص على أال يقابل ً
أثناء اجللسات على مساعدة األسرة يف تغيري منط العالقات والتجمعات اهلدامة داخل األسرة .
.3.4املرحلة الثالثة :مرحلة العالج الواعي وفيه يتم االشرتاك مع األفراد قصد التغيري تدرجييا ،حسب طبيعة احلياة
األسرية وطبيعة االضطراب .يتم فيها متابعة التغريات ونتائجها ث العمل على تعميمها على كل أفراد األسرة ويف كل
اجملاالت ،كما يتم تكييف وتوحيد اجلهود وتدعيم الثبات على اإلجيابيات ،يستغرق العالج األسري كما يرى"
ابل "Bellمن 20 -8جلسة ،وال ينهي املعاجل تدخله إال بعد التأكد من أن األسرة قد أصبحت قادرة على حل
صراعاهتا ،وأن يف مقدورها قيادة نفسها بنجاح ،وأهنا تستطيع أداء وظائفها االجتماعية ابلشكل املطلوب ،ويتفق
معظم األخصائيني النفسانيني الذين مارسوا العالج الفردي والعالج األسري على أن العالج األسري عادة ما ينتهي
بيسر وسهولة مقارنة ابلعالج الفردي ،حيث أن األسرة قد اعتادت من خالل اجللسات األسرية أن تعتمد على
نفسها يف حل مشاكل العالقات فيها ،ويف هناية العالج األسري جيب أن يقوم األخصائي النفساين جبهود تدعيم
األسرة أو زايدة فاعليتها لإلبقاء على التغيريات واملكاسب اليت حتققت مع ضمان االستمرار يف عملية التغيري كلما
)(Les relations familiales, le handicap et le traitement familial , pp 11-28 لزم األمر .
إذن العالج األسري هو عملية يقوم هبا املعاجل ملعاجلة املشكالت األسرة ،حيث يتعامل مع أفراد األسرة الواحدة
كجماعة أو كوحدة من خالل التعرف على طبيعة العالقات االجتماعية اليت جتمع بني أفراد أو أعضاء هذه اخللية
األسرية ،وكذلك طرق االتصال بينهم" صوره وأمناطه" ،والتعرف على الدور واملكاانت داخل األسرة ،وهناك الكثري
من احلاالت تتطلب التعرف على اتريخ األسرة والرتكيز هنا يكون كنظام موحد ،وأمناط العالقات واالتصاالت بني
أفرادها.
خامتة املطبوعة:
يستهدف العالج النفسي إعادة بناء الشخصية ،على أسس تؤدي إىل زايدة قدرة الفرد على إجياد إشباع
حلاجاته الذاتية بطرق مقبولة ابلنسبة للفرد ،هو ابلنسبة للعامل حميط به وحتريره حبث ينمي قدراته .فقد أتسست مسعة
"سيجموند فرويد" الشهرية كمؤسس للعالج النفسي عن طريق استخدامه ملصطلح التحليل النفسي ،وكذلك ارتباطه
بنظام شامل من النظرايت و األساليب ،و قد طور آخرون مناهج أخرى للعالج النفسي ،كالعالج اجلشطلي" لفريتز
ولورا بريلز" ،التواصل الالعنفي" ،ملارشال روزنربغ" ،والتحليل التفاعلي "إلريك برن" ،و قد كونت هذه املناهج ما
أصبح يعرف الحقا ابسم العالج النفسي اإلنساين ،و زاد انتشار جمموعات وكتب املساعدة الذاتية .وأنشأ "ألربت
طور الطبيب النفسي" آرون بيك" بصورة مستقلة شكل إليس "خالل عقد اخلمسينيات العالج العقلي االنفعايل ،و ا
41
من أشكال العالج النفسي املعروف ابسم العالج املعريف الحقا ،واحتوي كل من العالج املعريف والعالج العقلي
االنفعايل ،تقنيات قصرية نسبيا ذات تركيب وتنظيم يركز على الوقت احلاضر ،وهتدف هذه التقنيات إىل حتديد
وتغيري املعتقدات الشخصية والتقييمات وأمناط التفاعل ،على عكس التقنيات طويلة املدي املبنية على الرؤية املوجودة،
واليت تمستخدم يف عالجات الدينامية النفسية أو العالجات اإلنسانية.
املراجع ابلعربية:
.1إبر اهيم ،عبد الستار) ":(1998العالج النفسي السلوكي املعريف احلديث أساليب وميادين تطبيقه" ،الفجر،القاهرة.
.4آرون بيك (" : )2000العالج املعريف و االضطراابت االنفعالية " ،ترُجة :عادل ،مصطفى ،دار اآلفاق ،القاهرة ،ط.1
.5إيهاب الببالوي ( ": )2001قلق الكفيف تشخصيه وعالجه" ،مكتبة زهراء الشرق ،القاهرة.
.6براهيم ،عبد الستار( ":)1994العالج النفسي السلوكي املعريف احلديث" ،دار الفجر ،القاهرة.
.7حامد .عبد السالم زهران (" :)1997الصحة النفسية و العالج النفسي" ،عامل الكتب ،القاهرة ،ط.2
.8حامد .عبد السالم زهران (" :)1998الصحة النفسية و العالج النفسي" ،عامل الكتب ،القاهرة ،ط.3
.9محدي احلجار ،حممد ( ":)1998املدخل اىل علم النفس املرضى" ،دار النهضة العربية ،بريوت ،ط.1
.12الشناوي حممد حمروس ":العالج السلوكي احلديث" ،دار قباء ،القاهرة .1998
.13صباح .السقا( ": )2009العالج املعريف السلوكي لالكتئاب" ،حماضرة يف مشفي البشر لألمراض النفسية العصبية .
.14عادل عبد هللا حممد (": )2000العالج املعريف و السلوكي أسس و تطبيقات" ،دار الرشاد ،القاهرة.
.15عبد الستار ،ابراهيم ( ": )1980العالج النفسي احلديث" ،علم املعرفة ،الكويت.
.16العزة و عبد اهلادي(" :)2001نظرايت اإلرشاد و العالج النفسي" ،دار الثقافة ،عمان.
.17علي حسني زيدان وآخرون( ": )2016مناذج ونظرايت املمارسه املهنيه يف خدمه الفرد" ،دار السحاب ،القاهرة .
.19حممد ،الشناوى وحممد ،عبد الرمحن( " :)1998العالج السلوكي احلديث أسسه و تطبيقاته " ،دار قباء ،القاهرة.
.20مفتاح حممد عبد العزيز( ":)2001علم النفس العالجي اجتاهات حديثة " ،دار قباء ،القاهرة.
.21مفتاح .حممد عبد العزيز ( ": )2001علم النفس العالجي" ،دار قباء ،القاهرة ،ط.1
.22انصر ،بن ابراهيم احملارب ( ": )2000املرشد يف العالج اإلستعرايف السلوكي" ،دار الزهراء ،الرايض.
.23نصار كريستني(" : )1998اجتاهات معاصرة يف العالج النفسي" ،شركة املطبوعات ،بريوت ،ط.1
املعاجم و القواميس:
.24ال بالنش .حان و بونتاليس .ج -ب (":)2002معجم مصطلحات التحليل النفسي" ،ترُجة حجازي .مصطفى ،املؤسسة
اجلامعية للدراسات ،بريوت ،ط.4
42
مت نشر هذا اجلزء إبذن خطي،"" الدليل املوحد ملصطلحات اإلعاقة والرتبية اخلاصة والتأهيل:)2001( ُجال اخلطيب.25
مملكة البحرين، املنامة،من املكتب التنفيذي جمللس وزراء العمل و الشؤون االجتماعية بدول جملس التعاون لدول اخلليج العريب
29.Bitter, J. & Corey, G.(2001) "Family Systems Therapy", in Gerald Corey (ed, Theory and
Practice of Counseling and Psychotherapy. Belmost, CA: Brooks/Cole.
35.Garner, D.M. and Wolley, S.C. (1991) : ''Confronting the Failure of Behavioral and
Dietary Treatments For Obesity. Clinical Psychology Review'', 11, 729-780
36.Huber, W, )1993(: ''Les psychothérapies, quelle thérapie pour quel patient?'', Ed
Nathan, Paris.
37. Jacobson , E. (1964) : ''Progressive Relaxation. Chicago '', University of Chicago Press.
44.Picard, D : '' Politesse, savoir-vivre et relations sociales '', Paris, Ed PUF, 1998.
45.Polonsky , W.H. (2001) : '' Relaxation Training. In '', J. L. Jacobson and A. M. Jacobson
(Eds), Psychiatric Secrets , 2nd Edition. Hanley and Belfus, Inc.