Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 43

‫جامعة غرداية‬

‫كلية العلوم االجتماعية واالنسانية‬


‫قسم علم النفس وعلوم التربية واالرطوفونيا‬

‫محاضرات مادة العالجات النفسية ‪2‬‬

‫للمستوى ماستر ‪ 1‬علم النفس العيادي‬

‫السداسي الثاني من أعداد وتقديم‪:‬‬

‫األستاذة الدكتورة أمال بن عبد الرحمان‬

‫تخصص علم النفس العيادي‬

‫للموسم الجامعي‪2024-2023 :‬‬


‫‪1‬‬
‫عنوان الماستر‪ :‬علم النفس العيادي‬
‫السداسي‪ :‬الثاني‬
‫اسم الوحدة‪ :‬وحدة التعليمية األساسية‬
‫اسم المادة‪ :‬العالجات النفسية ‪2‬‬
‫الرصيد‪05 :‬‬
‫المعامل‪02:‬‬
‫أهداف التعليم‪( :‬ذكر ما يفترض على الطالب اكتسابه من مؤهالت بعد نجاحه في هذه المادة‪ ،‬في ثالثة‬
‫أسطر على األكثر)‬
‫يمكن التعرف على مختلف التقنيات والفنيات العالجية بمختلف توجهاتها النظري المستخدمة في عالج‬
‫االضطرابات النفسية‪.‬‬
‫المعارف المسبقة المطلوبة‪ ( :‬وصف تفصيلي للمعرف المطلوبة والتي تمكن الطالب من مواصلة هذا‬
‫التعليم‪ ،‬سطرين على األكثر)‪.‬‬
‫أن يكون الطالب قد اكتسب المفاهيم األساسية المرتبطة بالشخصية واالضطرابات النفسية‬
‫محتوى المادة‪( :‬إجبارية تحديد المحتوى المفصل لكل مادة مع اإلشارة إلى العمل الشخصي للطالب)‬
‫برنامج وحدة العالج السلوكي المعرفي‪:‬‬
‫المحاضرة (‪ :)1‬العالج السلوكي‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف العالج السلوكي‪.‬‬
‫‪ -2‬االصول النظرية التاريخية للعالج السلوكي‪.‬‬
‫‪ -3‬أهداف العالج السلوكي‪.‬‬
‫‪ -4‬خطوات العالج السلوكي‪.‬‬
‫المحاضرة ‪ :2‬العالج المعرفي‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف العالج المعرفي ‪.‬‬
‫‪ -2‬أهداف العالج المعرفي‪.‬‬
‫‪ -3‬المبدأ األساسي لتطبيق العالج المعرفي‪:‬‬
‫‪ -4‬خطوات العالج المعرفي‪:‬‬
‫‪ -5‬عيوب العالج المعرفي‪:‬‬
‫المحاضرة ‪ :3‬العالج المعرفي السلوكي‪.‬‬
‫‪ -1‬نشأة العالج المعرفي السلوكي‪.‬‬
‫‪ -2‬تعريف العالج المعرفي السلوكي‪.‬‬
‫‪ -3‬المبادئ األساسية لتطبيق العالج المعرفي السلوكي‪.‬‬
‫‪ -4‬األهداف الرئيسية للعالج المعرفي السلوكي‪.‬‬
‫‪ -5‬جلسات العالج المعرفي السلوكي‪.‬‬
‫‪ -6‬تقنيات العالج المعرفي السلوكي‪.‬‬
‫المحاضرة ‪ :4‬تقنية تقليل الحساسية التدريجي أو التحصين التدريجي‪.‬‬

‫المحاضرة ‪ :5‬العالج بتقنية االسترخاء ‪. Relaxation‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ -1‬تعريف بالتقنية االسترخاء‪.‬‬

‫‪ -2‬طرق تطبيق تقنية االسترخاء‪.‬‬


‫‪ -3‬استعماالت تقنية االسترخاء‪.‬‬

‫المحاضرة ‪ :6‬علم النفس اإلنساني‪.‬‬


‫المحاضرة ‪ :7‬روجرز العالج النفسي المتمركز حول العميل‪.‬‬
‫المحاضرة ‪ :8‬العالج األسري‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف العالج األسري‪.‬‬
‫‪ -2‬الجذور التاريخية للعالج األسري‪.‬‬
‫‪ -3‬أهداف العالج األسري‪.‬‬
‫‪ -4‬مراحل العالج االسري‪.‬‬
‫المحاضرة ‪ :8‬العالج الزواجي‪.‬‬
‫خاتمة‪.‬‬

‫محاضرات مادة العالجات النفسية ‪2‬‬


‫مقدمة‪:‬‬
‫مُجعت منهجيات العالج املعريف و العالج السلوكي حتت مظلة املصطلح العام العالج السلوكي املعريف يف فرتة‬
‫السبعينيات‪ ،‬و الحقا تطورت "موجة اثلثة" من العالج املعريف السلوكي تضمنت العالج ابلقبول وااللتزام والعالج‬
‫السلوكي اجلديل‪ ،‬كما تطورت أساليب اإلرشاد النفسي‪ ،‬مبا يف ذلك العالج املرتكز على احلل والتدريب املنهجي‪.‬‬
‫متتنع عالجات ما بعد احلداثة مثل العالج ابلرواية والعالج ابلتماسك عن فرض تعريفات للصحة النفسية واملرض‬
‫النفسي‪ ،‬و ترى العالج على أنه عملية بِناء تتم بواسطة املفحوص و املعاجل يف سياق اجتماعي‪ ،‬وتطور أيضا العالج‬
‫املنهجي الذي يركز على دينامية األسرة أو اجملموعة‪ ،‬وكذلك علم نفس ما وراء الشخصي‪ ،‬والذي يركز على اجلانب‬
‫الروحي يف معاانة اإلنسان‪ ،‬كما تطور عددا من التوجهات يف العقود الثالثة املاضية مثل العالج املختصر والعالج‬
‫النفسي احلديث متعدد االوجه‪ ،‬علم النفس اجلسدي‪ ،‬العالج التعبريي وعلم النفس اإلجيايب‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫احملاضرة ‪ :1‬العالج السلوكي‪.‬‬
‫متهيد‪:‬‬
‫العالج السلوكي هو أسلوب عالجي يطبق خالهلا نظرايت التعلم االجتماعي ومبادئ السلوك يف عملية العالج‬
‫النفسي هبدف تعديل‪ ،‬ضبط السلوك املرضي‪ ،‬حتويره أو توجيههم توجيها إجيابيا صحيحا يوافق مبادئ السلوك السوي‪،‬‬
‫إذن هي حماولة نفسية مربجمة ألحداث تغيري يف سلوك األفراد املرضى إىل سلوك سوي إجيايب‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف العالج السلوكي‪:‬‬


‫يتضمن العالج السلوكي تعديل أو إزالة السلوك غري سوي للتخلص منه‪ ،‬يتم من خالل جهود األخصائي‬
‫النفساين‪ ،‬اليت تمسهم يف إحداث التغيري املطلوب‪ ،‬فريكز العالج السلوكي على السلوك القابل للمالحظة وللقياس‪،‬‬
‫ويركز على ضرورة فهم العالقة السلوكية بني البيئة والسلوك‪ ،‬مع استخدم املناهج العلمية يف حتليل السلوك اعتمادا‬
‫على الرصد والتسجيل كشف عن البياانت من خالل أسلوب جترييب‪ ،‬ينظر العالج السلوكي إىل منو السلوك وارتقائه‬
‫بشكل شامل‪ ،‬ويهتم ابألعراض احلالية لذا يسمى أسلوب ال اترخيي‪.‬‬
‫‪ -2‬االصول النظرية التارخيية للعالج السلوكي‪:‬‬
‫بداايت ظهور هذه التقنية العالجية كأسلوب العالجي يف بداايت القرن العشرين‪ ،‬كرد لالنتقادات اليت وجهت‬
‫اىل بعض املدارس واالجتاهات القائمة على التحليل النفسي‪ ،‬واليت كانت قابلة على حتليل و تفسري السلوك اخلارجي‬
‫للفرد‪ ،‬اإلشارات البدائية يف هذه التقنية ظهرت و جتلت يف رؤى كل من العامل "جون واطسون" ‪1875-1958‬‬
‫مؤسس املدرسة السلوكية‪ ،‬والعامل "فرانكس" يف شكل جمموعة من التطبيقات املبكرة اليت تضمنت استخدام االشرتاط‬
‫املنفر و ذلك يف عالج اإلدمان وكانت مؤسسة على نظرايت العامل النفسي الشهري "ابفلوف" مؤسس نظرية "التعلم‬
‫االشرتاطي"‪ ،‬واليت تعترب أحد األركان الرئيسية للعالج السلوكي‪ ،‬ويف مخسينيات القرن املاضي قام العامل "سكينر" قام‬
‫بوضع األسس الفنية العلمية‪ ،‬و كذلك كتاب العالج النفسي بطريقة الكف التباديل لـ ـ ــ" وليب"‪ ،‬كما أن ل ــ"إيزنك"‬
‫إسهامات ال غىن عنها من خالل أتليفه لكتاب‪ ":‬العالج السلوكي والعصايب"‪ ،‬الذي اشتمل على العديد من املبادئ‬
‫اليت أسهمت بتطوير العالج السلوكي‪.‬‬
‫‪ -3‬أهداف العالج السلوكي‪:‬‬

‫‪ -‬حتديد املشكالت يف مصطلحات سلوكية‪.‬‬


‫‪ -‬مساعده العمالء على إدراك دور األحداث وأتثريها على السلوك‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على تقييم التغريات السلوكية واملعرفية‪( .‬علي‪ ،‬حسني زيدان وآخرون‪ ،2016 ،‬ص ‪)258‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -4‬خطوات العالج السلوكي‪:‬‬
‫‪ -1‬حتديد السلوك احملوري املراد عالجه أو تعديله ويطلق عليه خط األساس من العناصر اآلتية‪ :‬جتميع املعلومات‬
‫عن العميل من املصادر البشرية وغري البشرية‪ ،‬وتطبيق املقاييس العلمية لتحديد مظاهر السلوك املشكل‪ ،‬واملالحظة‬
‫م‬
‫املسجلة حول مظاهر السلوك‪.‬‬

‫‪ -2‬االتفاق مع العميل أو ويل األمر‪.‬‬

‫‪ -3‬حتديد الظروف اليت حيدث فيها السلوك املضطرب من خالل حتليل املعلومات اليت مت ُجعها من خالل ُجع‬
‫البياانت الكمية ملقدار شيوع أو معدل السلوك املضطرب‪ ،‬التوقيت الذي حتدث فيها‪ ،‬مع حتديد الظروف اليت‬
‫ترتبط بزايدة أو نقص حدوثه‪ ،‬ث تعطى فرصة ملتابعة التطورات العالجية هلذا السلوك بكل دقة‪.‬‬

‫‪ -4‬حتديد العوامل املسؤولة عن استمرار السلوك املضطرب ويتضمن ذلك‪:‬‬

‫‪ -1‬نوع السلوك "ضرب‪ ،‬سب‪ ،‬عدوان‪ ،‬كذب‪ ،‬سرقة‪ ..‬اخل"‪.‬‬

‫‪ -2‬اتريخ حدوث السلوك‪.‬‬

‫‪ -3‬الوقت الذي يستغرقهم‪ ،‬مبعىن مدة حدوث االضطراب‪.‬‬

‫‪ -4‬مع من حدث‪.‬‬

‫‪-5‬كم مرة حيدث يف اليوم‪ ،‬حتديد تكرار السلوك‪.‬‬

‫‪ -6‬ما الذي حدث قبل ظهور السلوك‪.‬‬

‫‪ -7‬كيفية استجابة األخرين االستجابة العادية عند بقية االفراد وتفسري تعارضها معه‪.‬‬

‫‪ -8‬املكاسب اليت حصل عليها من إجراء السلوك اخلاطئة‪ ،‬أي املكاسب الثانوية‪.‬‬

‫‪ -9‬كل مالحظات ترتبط بظهور املشكلة مثل‪" :‬صراع االبوين‪ ،‬ممارسة العادة السرية‪ ،‬تناول خمدرات‬
‫أوأدوية‪..‬اخل"‬

‫‪ -10‬حتديد واختيار الظروف اليت ميكن أن تعدل أو تغري من عملية العالج‪.‬‬

‫‪ -6‬حتديد الظروف السابقة للسلوك املضطرب ويتضمن ذلك تعديل العالقات بني االستجاابت وبني املواقف اليت‬
‫حتدث فيها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -7‬تعديل الظروف البدنية وفيها توجه اجلهود حنو تقليل احتمال حدوث السلوك‪ ،‬ألنه غري مرغوب أو غري متوافق‬
‫ويكون الرتكيز على تعديل االستجاابت وتتابعها هبدف زايدة احتمال حدوث السلوك غري املرغوب يف الظروف اليت‬
‫ال يتكرر فيها من خالل‪ ":‬االسرة‪ ،‬املدرسة تشجيع االجتاه اإلجيايب لدى الطالب وابتكار وممارسة منوذج سلوكي‬
‫معارض للسلوك الالتوافقي‪.‬‬

‫‪ -8‬إهناء العالج حني يصل الفرد اىل السلوك املرغوب املعدل وتعميم هذا السلوك يف املواقف ذات الصلة‪.‬‬

‫‪ -9‬حتديد مظاهر التحسن من خالل‪:‬‬

‫‪ -1‬القياس البمعدي‪.‬‬

‫‪ -2‬إعادة تطبيق املالحظة‪.‬‬

‫‪ -3‬طرح التساؤل على األفراد احمليطني ابلظاهرة السلوكية‪.‬‬

‫‪ -10‬تتبع احلالة من خالل أسلوب يتم االتفاق عليه مع العميل أو ويل األمر‪( .‬عبد املنصف حسن علي رشوان‪)،‬‬

‫خالصة‪:‬‬
‫إن املعاجل السلوكي بعد تشخيصه حلالة املفحوص‪ ،‬و حتديد أهم التقنيات املالئمة ملواجهة صعوابته‪ ،‬وللتخفيف‬
‫من معاانته كتحديد أي أسلوب يعاجل االضطراب سواء كان خوف أو قلق ‪..‬اخل‪ ،‬فعلى املعاجل يف هذه احلالة أن‬
‫يقوم بشرح بسيط للمراحل املختلفة‪ ،‬و اليت مير هبا العالج‪ ،‬و بعد ذلك يبدأ املعاجل يف تعريف املفحوص لألسلوب‬
‫الذي يستخدمه يف العالج ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫احملاضرة ‪ :2‬العالج املعريف‪.‬‬
‫متهيد‪:‬‬
‫إن "أرون بيك " من الباحثني املعاصرين الذين لديهم أحباث عديدة يف جمال التشخيص و عالج حاالت‬
‫االكتئاب‪ ،‬وكذلك بعض املقاييس املعرفية يف جمال التشخيص و قياس االكتئاب‪ ،‬فقد وجد أن النموذج املعريف يقدم‬
‫تفسري أبسط و أقرب ملشكالت املرضى عما تفعله نظرية التحليل النفسي ونظرية العالج السلوكي واليت ال تقدم‬
‫تفسريا لألعصبة النفسية أو حتسني املرضى‪( .‬مفتاح‪ .‬حممد عبد العزيز‪ ،2001 ،‬ص‪)69‬‬

‫‪ -1‬تعريف العالج املعريف‪:‬‬


‫إال أن بعض العلماء يرى أن العالج املعريف السلوكي ارتبط ابسم "بيك‪ ،"Beck،‬ألن العالج املعريف ارتبط‬
‫بصورة غالبة ابسم" بيك " ‪ ،‬مع أنه وضع البنية األوىل هلذا األسلوب العالجي‪ ،‬فقد كانت أفكار "كيلي "‪Kelly‬‬
‫حول التصورات الشخصية مصدراً هاماً يف العالج املعريف‪ ،‬فلقد كان "لكيلي " أثراًكبرياً على حركة العالج املعريف‪،‬‬
‫ألنه ركز على أمهية الطرق الذاتية اليت ينظر و يفسر من خالهلا الفرد ما يدور حوله من تغيري السلوك‪ ،‬أما عامل النفس‬
‫الشهري " إليس "‪ Ellis‬فقد درس عدداً كبرياً من األس اليب العالجية‪ ،‬ث توصل إىل ما أمساه ابلعالج العقالين‪،‬‬
‫ولكنه غري امسه إىل العالج العقالين االنفعايل‪ ،‬فقد اعتمد "إليس" يف نظريته على دمج جوانب من العالجات‬
‫اإلنسانية و السلوكية‪ ،‬وكان "إليس " قد اقرتح يف بداية صياغته لنظريته العالج العقالين االنفعايل عدداً من األفكار‬
‫اليت يعتقد أهنا املسئولة عن االضطراابت العصابية‪( .‬انصر‪ ،‬بن ابراهيم احملارب‪ ،2000 ،‬ص ص‪)10-6‬‬

‫يرفض العالج املعريف ما تنادي به املدرسة التحليلية أبن الالشعور هو مصدر االضطراب النفسي‪ ،‬و كذلك ما‬
‫تنادي به املدرسة السلوكية مبا أهنا تعطي للسلوك من أمهية‪ ،‬و كذلك ما تدعيه مدرسة الطب األعصبة التقليدية من‬
‫اختالالت الفيزيولوجية والكيمائية هي السبب يف االضطراابت االنفعالية‪.‬‬

‫ويقوم العالج املعريف على الفكرة القائلة أبهنا‪ ":‬يفكر فيه الناس ويقولونه حول أنفسهم‪ ،‬وكذلك اجتاهاهتم‬
‫وأراءهم‪ ،‬إمنا هي أمور هامة وذات صله وثيقة بسلوكهم الصحيح واملرضى"‪ ،‬فاملعاجلني املعرفيني يستخدموا طرق حلل‬
‫املشكالت اليت يستخدموهنا خالل الفرتات العادية من حياهتم‪ ،‬يقول "أرون بيك"‪ ":‬أن وصفات العالج‪ ،‬ميكن أن‬
‫توضع يف صورة بسيطة‪ ،‬فاملعاجل يساعد على التعرف على التفكري الشخصي‪ ،‬وأن يتعلم طرق أكثر واقعية لصياغة‬
‫خرباته وهذه الطريقة تعطي معىن للمرض‪ ،‬آلهنا تتح هلم استخدام معرفتهم عن املفاهيم اخلاطئ وتفسريات خاطئة يف‬
‫وقت مبكر‪( .‬مفتاح‪ .‬حممد عبد العزيز‪ ،2001 ،‬ص‪)71‬‬

‫‪7‬‬
‫ومع أن العالج السلوكي حمدود‪ ،‬ألنه يغفل تفكري املفحوصني املتعلق أبنفسهم واملتعلق ابملعاجل وابلعالج‪ ،‬إالا‬
‫أنه بسبب أتكيده على أمهية احلصول على املادة املوضوعية من املفحوصني‪ ،‬وأمهية التخطيط املنسق لعملية العالج‬
‫وأمهية التحديد الكمي للتغري السلوكي‪ ،‬أصبح ذا قيمة يف نظر "بيك" شجعه على استخدامه يف العالج املعريف‪،‬‬
‫وابلتايل أصبح العالج معريف سلوكي‬

‫‪ -2‬أهداف العالج املعريف‪:‬‬


‫يهدف العالج املعريف إىل حتقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬التعامل مع حتريف الفرد للواقع والذي يمستنتج دون متييز‪ ،‬مثالً عندما يرى أن اآلخرين يريدون أن يؤذوه‪،‬‬
‫ومثالً قد يرى مريض االكتئاب أنه مل يعد قادراً على أن يكتب على اآللة الكاتبة‪ ،‬أو أن يقرأ أو يقود سيارة‪ ،‬ومع‬
‫ذلك فحينما يطلب منه أداء هذه املهمة فإنه يقوم أبدائها‪ .‬وهناك حتريفات سهلة الكشف نسبياً‪ ،‬من أمثلة ذلك‬
‫(أين عبئ على أسريت)‪ ،‬وهناك أحكام يتطلب التحقق منها جهداً أكرب‪ .‬مثل " ال أحد حيبين "‪ ،‬ويف مثل هذه‬
‫احلاالت فإن اجللسات العالجية‪ ،‬وبصفة خاصة عندما يصبح املريض مدرابً على تسجيل أفكاره اآللية‪ ،‬تزودان بعمل‬
‫جيد لكشف التحريفات‪ ( .‬آرون‪ ،‬بيك‪،2000 ،‬ص ‪)175‬‬
‫‪ -2‬التعرف على التفكري غري املنطقي مشوش وإمنا يكون التفكري نفسه قائما على أساس افرتاضات أواستنتاجات‬
‫خاطئة عن املشاهد واالحداث‪ ،‬التعامل مع عملية التحريف الواقع و اليت تبدأ لدى مرضى البارنواي يف صورة اهلذاءات‬
‫وكذلك يف بعض االمراض االخرى‪.‬‬

‫‪ -3‬اهلدف من العالج املعريف هو تصحيح منط التفكري لدى املريض‪ ،‬حبيث تصحح صورة عن الواقع يف نظره‬
‫ويصبح التفكري منطقيا‪ ،‬كما يركز العالج املعريف على حل املشكالت‪ ( .‬مفتاح‪ .‬حممد عبد العزيز‪ ،2001 ،‬ص ص‬
‫‪)72-71‬‬

‫‪ -2‬التعامل مع التفكري غري املنطقي فقد ال يكون هناك تشويش للواقع‪ ،‬وإمنا يكون التفكري نفسه قائماً على‬
‫أساس افرتاضات خاطئة‪ ،‬ومشتمالً على استنتاجات خاطئة أو الوصول إىل استنتاجات خاطئة من املشاهدات‪،‬‬
‫أوحدوث زايدة يف التعميمات‪ ،‬فمثالً مريض االكتئاب يالحظ أن هناك تسرابً أبحد صنابري املاء‪ ،‬أو أن إحدى‬
‫درجات السلم مكسورة‪ ،‬فيستنتج أن املنزل برمته يف تدهور وأنه اتلف‪ ،‬ويف احلقيقة أن املنزل حبالة ممتازة ماعدا‬
‫املشكالت الصغرية‪ ،‬فنجد أنه أجرى زايدة تعميم كبرية‪ .‬وبنفس النهج فإن املرضى الذين يعانون من مصاعب انُجة‬
‫عن سلوكهم الظاهر‪ ،‬كثرياً ما يبدؤون مبقدمات خاطئة‪ ،‬وعلى املعاجل أن يتناول هذه األفكار اخلاطئة ومناقشتها‬
‫وإثبات عدم منطقيتها يف اجللسات العالجية‪( .‬حممد‪ ،‬الشناوي وحممد‪ ،‬عبد الرمحن‪ ،1998 ،‬ص ‪)151‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -3‬املبدأ األساسي لتطبيق العالج املعريف‪:‬‬
‫تعتمد النظرية املعرفية يف تناول األمراض النفسية على تفسري الكيفية اليت تتم من خالهلا معاجلة املعلومات‪،‬‬
‫وتفرتض هذه النظرية أن االضطراابت لدى الفرد انتج وجود أخطاء يف معاجلة املعلومات لديه‪ ،‬مما يرتتب عليها‬
‫وجود أبنية معرفية "خمططات" كامنة عاجزة عن التكيف تسيطر على املريض‪ ،‬بناء على ما ينتج عنها من أفكار‬
‫تلقائية تصاحب االضطراب وتساعد على استمراره‪.‬‬

‫ونظراً للتطورات السريعة اليت حتدث يف العلوم املعرفية بصورة عامة‪ ،‬ويف نظرية العالج املعريف بصورة خاصة‪ ،‬فقد‬
‫مت حتديد مبادئ خاصة ابلعالج املعريف السلوكي الذي ميارس ضمن حدود مسلمات النظرية املعرفية‪.‬‬

‫‪ -4‬خطوات العالج املعريف‪:‬‬

‫‪ -1‬التعرف على األفكار املرتبطة بسوء التكيف وتعطل قدرة الفرد على التعامل مع مواجهة خربات احلياة‪.‬‬
‫‪ -2‬ملئ الفراغات يكون عندما يتحدث املريض عن ألحداث و ردود أفعاله عادة توجد فجوة بني املثري واالستجابة‬
‫ويف نظرية ‪":‬إليس" العالج العقالين االنفعايل فإن هذه الفجوة يف األفكار أو املعتقدات اليت تقع على املعاجل مهمة‬
‫ملئ هذا الفراغ‪ ،‬و هذا ميكن أن يتم من خالل تعليم املريض أن يركز على االفكار اليت حتدث أثناء معايشة املثرية‬
‫واالستجابة‪.‬‬
‫‪ -3‬االبتعاد والرتكيز اليت متث ل حسب" بيك " العملية اليت ينظر هبا موضوعا إىل االفكار واألبعاد وهي تشمل‬
‫االعرتاف أبن األفكار التلقائية ليست هي الواقع وال يوثق هبا‪ ،‬وهي ضارة ابلتكيف وخارجية عن إطار الفرد‪.‬‬
‫‪ -4‬تدقيق االستجاابت على الرغم مما حتاوله مع املريض ليصبح قادر على التمييز بني العمليات العقلية الداخلية‬
‫واملثريات اخلارجية‪ ،‬إال أهنم ال يزال حباجة اىل أن يتعلم أساليب احلصول على معلومات دقيقة مثل االستنتاجات‬
‫ومتحيصها مع الواقع واستخدام قواعد الربهان‬
‫‪ -5‬تغيري القواعد من خالل أن حتل حملها قواعد أكثر واقعية وأكثر تكيفا‪.‬‬
‫(مفتاح‪ .‬حممد عبد العزيز‪ ،2001 ،‬ص ص ‪)72-71‬‬
‫‪ - 6‬إحداث تغيري يف البناء املعريف‪.‬‬

‫‪ -7‬حتقيق التفاعل بني العوامل املعريف هو العوامل األخرى املرتبطة ابألداء االجتماعي للعميل‪.‬‬

‫(علي‪ ،‬حسني زيدان وآخرون‪ ،2016 ،‬ص ص ‪)259-258‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -5‬عيوب العالج املعريف‪:‬‬
‫‪ -1‬االساليب اليت يستخدمها املعاجل املعريف تعتمد على التعامل مع االفكار فقطو تتجاهل املشاعر والتصرفات أي‬
‫السلوكيات‪.‬‬
‫‪ -2‬اعتبار االفكار اليت تولد االنفعاالت وتوجهها يف حني أن بعض يؤكد على أن االنفعاالت أقوي من االفكار‬
‫فليس من السهل أن جتعل شخص حيب شخص أخر مبجرد اقناعه بذلك‪.‬‬
‫(مفتاح‪ .‬حممد عبد العزيز‪ ،2001 ،‬ص ص ‪)76-75‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫العالج النفسي املعريف يركز على أمهية الطرق الذاتية اليت ينظر ويفسر من خالهلا الفرد ملا يدور حوله يف تغيري‬
‫السلوك‪ ،‬حيث يرى يف نظريته‪ ،‬نظرية التصورات الشخصية أن الشخص يقوم بصياغة تصورات (توقعات) حول ما‬
‫جيري من حوله‪ ،‬ث يتفحص هذه التصورات‪ ،‬وبناء على النتائج اليت يتوصل إليها يقوم بتصحيح أو تعديل هذه‬
‫التصورات‪ ،‬أي أنه يقوم إبعطاء معاين للظواهر لكي يستطيع فيما بعد توقع ما قد حيدث وحياول التحكم به‪.‬‬

‫احملاضرة ‪ :3‬العالج املعريف السلوكي‪:‬‬


‫متهيد‪:‬‬

‫العالج السلوكي املعريف هو أحد طرق العالج النفسي الذي يستعمل يف الكثري من األمراض النفسية مثل الكآبة‪،‬‬
‫القلق‪ ،‬تعكر املزاج الثنائي القطب وحاالت نفسية أخرى‪ ،‬ويستند على مساعدة املريض يف إدراك وتفسري طريقة‬
‫تفكريه السلبية‪ ،‬هبدف تغريها إىل أفكار أو قناعات إجيابية أكثر واقعية‪ ،‬ويستعمل هذا النوع من العالج بصورة‬
‫متزامنة مع األدوية املستعملة لعالج النفسي‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف العالج املعريف السلوكي‪:‬‬

‫هو أحد األساليب العالجية احلديثة اليت هتتم بصفة أساسية ابملدخل املعريف لالضطراابت النفسية‪ ،‬ويهدف‬
‫هذا األسلوب إىل إزالة األمل النفسي وما يشعر به الفرد من ضيق وكرب‪ ،‬وذلك من خالل التعرف على املفاهيم‬
‫واإلشارات الذاتية اخلاطئة وحتديدها والعمل على تصحيحها ومن ث تعديلها‪ .‬ويتوقف حتقيق هذا اهلدف على‬
‫وجود عالقة عالجية دافئة بني املعاجل واملريض‪ ،‬الذي جيب أن يتصف ابلقبول‪ ،‬التقبل‪ ،‬الود‪ ،‬الدفء‪ ،‬التعاون‬

‫‪10‬‬
‫واملشاركة الوجدانية‪ ،‬وأن يقوم املعاجل بتدريب املريض وتعليمه كيفية التعرف على املشكالت وحلها‪ ،‬وعلى مكوانهتا‬
‫األساسية وأسباهبا وعالقتها ابالضطراب‪( .‬عبد هللا‪ ،2000 ،‬ص ص ‪)69-67‬‬

‫يعترب "دوانلد هربربت" هو مؤسس العالج املعريف السلوكي الذي يعرفه" فرميان"‪ " :‬أبنه أحد أنواع العالج‬
‫السلوكي الذي يهدف لتصحيح املفاهيم اخلاصة ابلسلوك الالسوي‪ ،‬فهناك اجتاهني أساسيني يف علم النفس مها‬
‫االجتاه املعريف واالجتاه السلوكي‪ ،‬ومن خالهلما بدأت األفكار املعرفية والسلوكية األول يهتم ابجلوانب املعرفية واألخر‬
‫يركز علي اجلوانب السلوكية‪( .‬علي‪ ،‬حسني زيدان وآخرون‪ ،2016 ،‬ص ‪)255‬‬
‫عرفه" ستيفن وبيك" أبنه‪ " :‬تلك املداخل اليت تسعى إىل تعديل أو ختفيف االضطراابت النفسية القائمة‬
‫ويم َّ‬
‫عن طريق املفاهيم الذهنية اخلاطئة أو العمليات املعرفية"‪( Steven & Beck, A, 1995, p442) .‬‬

‫فالعالج املعريف السلوكي يعتمد على تعديل‪ ،‬أو تغيري املكوانت املعرفية اخلاطئة أو السلبية عن الذات‬
‫أواآلخرين أبخرى صحيحة أو إجيابية‪(Ibid, 1995, p249) .‬‬

‫العالج املعريف السلوكي أسلوب عالجي حياول تعديل السلوك والتحكم يف االضطراابت النفسية من خالل‬
‫تعديل أسلوب تفكري املريض وإدراكاته لنفسه وبيئته ‪(.‬إبراهيم‪ ،‬عبد الستار‪ ،1993 ،‬ص ‪)342‬‬
‫كما عرف‪ ":‬أبنه منهج عالجي حياول تعديل السلوك الظاهر من خالل التأثري يف عمليات التفكري لدى العميل‪.‬‬
‫وتتمثل أساليبه العديدة يف التدريب على مهارات مواجهة التحكم يف القلق‪ ،‬التحصن ضد الضغوط ‪ -‬أسلوب‬
‫صورة الذات املثالية ‪ -‬التدريب على التعليم الذايت _ وقف األفكار"‪( .‬مليكة‪ ،‬لويس كامل‪ ،1994 ،‬ص‪)174‬‬
‫تمعترب املدرسة املعرفية السلوكية من املدارس احلديثة يف جمال علم النفس بصفة عامة‪ ،‬ويف جمال العالج النفسي‬
‫بصفة خاصة‪ ،‬حيث بدأ االهتمام ابالجتاه املعريف السلوكي مع بداية النصف األخري من القرن العشرين‪ ،‬ومل يكن‬
‫ذلك االهتمام وليد املصادفة‪ ،‬ولكنه كان مبثابة تصديق لفكرة أن الناس ال يضطربون بسبب األحداث‪ ،‬ولكن بسبب‬
‫ما يرتبط هبذه األحداث من أفكار‪( .‬حممد‪ ،‬الشناوي وحممد‪ ،‬عبد الرمحن‪ ،1998،‬ص‪)211‬‬
‫عرف "كندول )‪ Kendall "(1993‬العالج املعريف السلوكي أبنه " حماولة دمج الفنيات املستخدمة يف‬ ‫ويم َّ‬
‫العالج السلوكي‪ ،‬اليت ثبت جناحها يف التعامل مع السلوك ومع اجلوانب املعرفية لطالب املساعدة‪ ،‬هبدف إحداث‬
‫تغيريات مطلوبة يف سلوكه‪ ،‬ابإلضافة إىل ذلك يهتم العالج املعريف السلوكي ابجلانب الوجداين للمريض‪ ،‬وابلسياق‬
‫االجتماعي من حوله‪ ،‬من خالل استخدام اسرتاتيجيات معرفية‪ ،‬سلوكية‪ ،‬انفعالية‪ ،‬اجتماعية وبيئية‪ ،‬إلحداث التغيري‬
‫املرغوب فيه"‪( .‬انصر‪ ،‬بن ابراهيم احملارب‪ ،2000 ،‬ص ‪)10‬‬
‫إذن العالج املعريف السلوكي قد يساعدك املفحوص على التحكم أبعراض هذه االضطراابت‪ ،‬ومن غري احملتمل‬
‫أن يكون هلذا العالج أتثري سليب على حياة االنسان‪ ،‬يبدأ بعد معرفة األسباب عملية استبدال تدرجيي للمشاعر‬
‫السلبية أبفكار إجيابية وواقعية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -2‬نشأة العالج املعريف السلوكي‪:‬‬

‫ظهر مصطلح العالج املعريف السلوكي يف بداية الثلث األخري من هذا القرن‪ ،‬ويهتم هذا النوع من العالج‬
‫النفسي ابجلانب الوجداين للمريض‪ ،‬وابلسياق االجتماعي من حوله من خالل استخدام اسرتاتيجيات معرفية‬
‫وسلوكية وانفعالية واجتماعية وبيئية‪ ،‬إلحداث التغري املرغوب فيه‪ .‬فكلمة معريف ‪ Cognitive‬مشتقه من مصطلح‬
‫خدمت بعض املصطلحات العربية كرتُجة هلذا املصطلح‪ ،‬منها على سبيل املثال ال احلصر‬‫‪Cognition‬ولقد است ِ‬
‫م‬
‫تعرف‪ ،‬ذهن"‪ ،‬إال أن كلمة معريف تمستخدم بكثرة يف الرتاث النفسي والكلمات الثالث األوىل‪" :‬استغراق‬
‫"استغراق‪َّ ،‬‬
‫أو َّتعرف أو ذهن" هي الرتُجات املناسبة ل ـ ) ‪( . (Cognition‬انصر‪ ،‬بن ابراهيم احملارب‪ ،2000 ،‬ص ‪)11‬‬
‫نشأ العالج السلوكي املعريف نتيجةً للجمع بني العالج املعريف والعالج السلوكي االنفعايل العقالين‪ ،‬الذين استممدا‬
‫من علم النفس املعريف واملدرسة السلوكية‪ .‬ويعتمد العالج السلوكي املعريف على النظرية اليت توضح مدى ارتباط كل‬
‫معا يف صور معقدة‪ .‬فمن‬ ‫من أفكاران (املعرفة) ومشاعران (العاطفة) وسلوكياتنا (السلوك) ببعضها‪ ،‬ومدى تفاعلها ً‬
‫خالل هذا املنظور يتضح أن هناك أساليب حمددة يكون فيها خلل أو اضطراب يف تفسري العامل أو تقييمه (ويبدو‬
‫ذلك غالبًا من خالل اخلطط أو املعتقدات السلبية اخلاطئة اليت يتبناها الفرد) ميكن أن تؤدي إىل معاانة هذا الفرد‬
‫من الضغوط واالضطراابت النفسية أو املشكالت السلوكية‪ .‬ويتمثل اهلدف من معظم أساليب العالج املعريف‬
‫السلوكي يف اكتشاف وحتديد اضطراابت التفاعل أو التواصل‪ ،‬وذلك من خالل الطرق املنهجية املختلفة اليت يتبعها‬
‫املعاجل النفسي ملساعدة املريض يف التغلب على هذه االضطراابت النفسية وجتاوزها واحليلولة دون حدوثها ليعيش‬
‫حياة سعيدة وآمنة‪)Beck, A, et all, 2007,p8( .‬‬

‫كبريا من‬
‫يعد العالج السلوكي أحد اجملاالت الغنية ابلبحث‪ ،‬حبيث يعد من اجملاالت البحثية اليت القت إقباالً ً‬
‫الباحثني النفسيني‪ ،‬كما أنه حيظى بقاعدة عريضة من الدراسات واألعمال البحثية‪ ،‬وترجع أصوله إىل مفاهيم ومبادئ‬
‫املدرسة السلوكية ووف ًقا للعالج السلوكي‪ ،‬ميكن أن تنبئ األحداث والظواهر البيئية عن الطريقة اليت نفكر ونشعر‬
‫هبا‪ .‬إن سلوكنا حيدد شروط مدى أتثران ابلظروف والبيئة احمليطة بنا واليت يتم تقييمنا وف ًقا هلا‪ .‬ويف بعض األحيان‪،‬‬
‫يدفع هذا التقييم السلوك إىل زايدة تعزيز الذات‪ ،‬ويف أحيان أخرى يقلل السلوك من العقاب‪.‬‬

‫وغالبًا ما يستدعي األمر من أخصائي العالج السلوكي إجراء حتليل السلوك التطبيقي‪ .‬لقد قاموا بدراسة العديد‬
‫من اجلوانب بدءًا من عوامل أتخر النمو ووصوالً إىل االكتئاب واضطراابت القلق‪ .‬وفيما يتعلق مبجال الصحة النفسية‬
‫مؤخرا يف القائمة التابعة جلمعية علم النفس األمريكية حيتوي على عدد من املمارسات‬ ‫ِ‬
‫وحاالت اإلدمان‪ ،‬نمشر مقال ً‬
‫عددا هائالً منها يعتمد على مبادئ االشرتاط اإلجرائي‬ ‫جيدا يف هذا الصدد ِ‬
‫ووجد أن هناك ً‬ ‫م‬ ‫العملية الواعدة واملنظمة ً‬
‫والسلوك اإلستجايب‪(O'Donohue W, Ferguson KE , 2006, p 7) .‬‬

‫‪12‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد ظهرت أساليب التقييم املتعددة من خالل هذا املنهج‪ ،‬ومن بينها التحليل الوظيفي "علم النفس"‪،‬‬
‫مما أدى إىل وجود اهتمام ابلغ بنظام التعليم املدرسي‪ .‬وعالوةً على ذلك‪ ،‬فهناك برامج التدخل العالجي متعددة‬
‫أيضا نتيجةً هلذا املنهج السلوكي املعريف‪ ،‬ومن بينها طريقة تعزيز اجملتمع لعالج املشكالت‬
‫احملاور اليت قد نشأت ً‬
‫املرتبطة حباالت اإلدمان وعالج التقبل وااللتزام والعالج النفسي التحليلي الوظيفي‪ ،‬مبا يف ذلك العالج السلوكي‬
‫اجلديل والتنشيط السلوكي‪ .‬وابإلضافة إىل ذلك ‪ ،‬فهناك أساليب عالجية حديثة حمددة قد استندت يف نشأهتا إىل‬
‫هذا املنهج‪ ،‬مثل التعامل مع حاالت الطوارئ والعالج ابلتعرض للمخاوف النفسية‪.‬‬

‫‪ -3‬املبادئ األساسية لتطبيق العالج املعريف السلوكي‪:‬‬


‫نظراً للتطورات السريعة اليت حتدث يف العلوم املعرفية بصورة عامة‪ ،‬ويف نظرية العالج املعريف بصورة خاصة‪ ،‬فقد‬
‫مت حتديد خاصة ابلعالج املعريف السلوكي الذي ميارس ضمن حدود مسلمات النظرية املعرفية‪ .‬ويعتمد العالج املعريف‬
‫السلوكي على صياغة مشكلة املفحوص‪ ،‬وتنقيحها بصورة مستمرة ضمن اإلطار املعريف‪ ،‬ويركز املعاجل يف صياغة‬
‫مشكلة املفحوص على عوامل متعددة مثل‪":‬‬

‫‪ -1‬حتديد األفكار احلالية للمفحوص اليت تساهم يف استمرار الوضع االنفعايل له‪ ،‬والتعرف على السلوكيات غري‬
‫املرغوب فيها‪ .‬ث التعرف على العوامل املؤثرة اليت أثرت على أفكاره عند ظهور االضطراب‬

‫‪ -2‬وبعد ذلك التعرف على األسلوب املعريف الذي يفسر من خالله املفحوص احلوادث اليت يتعرض هلا‪ ،‬مثالً‪":‬‬
‫عزو النجاح للحظ ولوم النفس على الفشل"‪.‬‬

‫‪ -3‬ث يقوم املعاجل بصياغة املشكلة يف اجللسات األوىل‪ ،‬ولكنه يستمر يف إجراء تعديالت عليها كلما حصل على‬
‫معلومات جديدة‪.‬‬

‫‪ -4‬يتطلب العالج املعريف السلوكي وجود عالقة عالجية جيدة بني املعاجل واملفحوص جتعل املريض يثق يف املعاجل‬
‫ويتطلب ذلك قدرة املعاجل على التعاطف واالهتمام ابملفحوص‪ ،‬وكذلك على االحرتام الصادق وحسن االستماع‪.‬‬
‫‪ -5‬يشدد العالج املعريف السلوكي على أمهية التعاون واملشاركة النشطة‪ .‬العمل كفريق يشرتك يف وضع جداول عمل‬
‫للجلسات ويف إعداد الواجبات املنزلية اليت يقوم هبا املريض بني اجللسات‪.‬‬

‫‪ -6‬يسعى املعاجل إىل حتديد أهداف معينة‪ ،‬يسعى لتحقيقها وحل مشكالت حمددة‪.‬‬

‫‪-7‬يركز العالج املعريف السلوكي على احلاضر‪ ،‬حيث يتم الرتكيز على املشكالت احلالية‪ ،‬وعلى مواقف معينة تثري‬
‫القلق لدى املفحوص‪ ،‬ومع ذلك فقد يتطلب األمر الرجوع إىل املاضي يف حالة‪:‬‬

‫أ ‪ -‬رغبة املفحوص الشديدة يف القيام بذلك‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ب‪ -‬عدم حدوث تغري يذكر يف اجلوانب املعرفية‪ ،‬السلوكية واالنفعالية‪.‬‬

‫ج‪ -‬عندما يشعر املعاجل أبن هناك حاجة لفهم الكيفية اليت تطورت هبا األفكار غري الفعالة لدى املفحوص‪.‬‬
‫‪ -8‬العالج املعريف السلوكي عالج تعليمي‪ ،‬يهدف إىل جعل املفحوص معاجلاً لنفسه‪ ،‬كما أنه يهتم كثرياً بتزويد‬
‫املفحوص ابملهارات الالزمة ملنع عودة االضطراب بعد التحسن "االنتكاس‪".‬‬

‫‪ -9‬العالج املعريف السلوكي عالج مكثف قصري املدى‪ ،‬يتم عالج معظم احلاالت يف مدة ترتاوح ما بني ‪12-4‬‬
‫جلسة‪ ،‬وقد يستمر إىل فرتة أطول من ذلك‪.‬‬

‫‪ -10‬تتم اجللسات يف العالج املعريف السلوكي‪ ،‬وفق جدول عمل حمدد حياول املعاجل تنفيذه‪ ،‬للتعرف على الوضع‬
‫االنفعايل للمفحوص‪ ،‬ويطلب من املفحوص تقدمي ملخص ملا حدث خالل األسبوع املاضي‪ ،‬إعداد جدول أعمال‬
‫اجللسة "ابلتعاون مع املفحوص"‪ ،‬التعرف على رد فعل املريض حول اجللسة السابقة‪ ،‬مراجعة الواجبات املنزلية‪،‬‬
‫تقدمي ملخصات ملا مت يف اجللسة بني احلني واآلخر‪ ،‬ث أخذ رأي املريض فيما مت يف هناية اجللسة‪.‬‬

‫يقومها‬
‫‪ -11‬يعلام العالج املعريف السلوكي املفحوص كيف يتعرف على األفكار واالعتقادات غري الفعالة وكيف ا‬
‫ويستجيب هلا ‪.‬‬

‫‪ -12‬يستخدم العالج املعريف السلوكي فنيات متعددة إلحداث تغيريات يف التفكري‪ ،‬املزاج‪ ،‬والسلوك‪.‬‬

‫‪ -13‬يؤكد العالج املعريف السلوكي على أن يكون املعاجل صرحياً مع املريض ويناقش معه وجهة نظره (املعاجل) حول‬
‫املشكلة (الصياغة) ويعرتف أبخطائه ويسمح للمفحوص مبعارضته‪ ،‬وعدم القيام بذلك يتعارض مع الطبيعة التعاونية‬
‫بني املعاجل واملريض اليت يركز عليها العالج املعريف السلوكي‪.‬‬

‫‪ -14‬يركز املعاجل املعريف السلوكي بصورة عامة على التعامل مع أعراض االضطراب النفسي الذي يعاين منه‬
‫املفحوص أكثر من تركيزه على العوامل اليت تعزي إليها هذه األعراض‪.‬‬

‫(انصر‪ ،‬بن ابراهيم احملارب‪ ،2000 ،‬ص ‪)39-38‬‬

‫إذن املعاجل املعريف السلوكي يركو على عدة جوانب من أجل جناح العملية العالجية‪ ،‬خاصة نوعية العالقة بني"‬
‫املعاجل واملفحوص"‪.‬‬

‫‪ -4‬األهداف الرئيسية للعالج املعريف السلوكي‪:‬‬

‫‪ .1‬مساعدة املريض للتوصل إىل منظور جديد لفهم مشكلته‪ ،‬وتعليمه كيف أن معارفه ميكن أن تساعد يف تفسري‬
‫أسباب االستجاابت االنفعالية والسلوكية اليت تتسم بسوء التكيف‪.‬‬
‫‪ .2‬وكذلك مساعدة الفرد يف معرفة أن التغيري املعريف له أمهية رئيسية يف العالج‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ .3‬أن اهلدف من العالج املعريف السلوكي هو تصحيح التحريف يف التفكري لدى املريض والتعامل مع التفكري غري‬
‫املنطقي‪ ،‬حبيث تصحح صورة الواقع يف نظره ويصبح التفكري منطقياً‪ ،‬معتمداً يف ذلك على عدة أسس أمهها‪:‬‬
‫املشاركة العالجية‪ ،‬وتوطيد املصداقية مع العميل‪ ،‬واختزال املشكلة اليت يعاين منها العميل ومساعدته يف معرفة‬
‫كيفية التعلم يف حل املشاكل‪ ،‬وذلك من خالل املشاركة النشطة يف حل املشكلة‪.‬‬
‫‪ -5‬جلسات العالج املعريف السلوكي‪:‬‬
‫ميكن تطبيق العالج املعريف السلوكي بشكل فردي أو ُجاعي‪ ،‬ميكن أيضا تطبيقه عن طريق كتب املساعدة‬
‫الذاتية أو برانمج حاسويب‪ .‬إذا كان العميل يف املعاجلة الفردية فإنك عادة ستلتقي مع املعاجل ما بني ‪ 5‬اىل‪ 20‬جلسة‪،‬‬
‫كل أسبوع أو أسبوعني ومتتد كل جلسة ما بني ‪ 30‬اىل ‪ 60‬دقيقة‪ ،‬يف اجللسات ‪ 4 -2‬األوىل‪ ،‬سيتفحص املعاجل‬
‫إذا كان ابستطاعتك أن تستعمل هذا النوع من العالج‪ ،‬ولك أيضا لرتى هل يشعر براحة مع هذا النوع من املعاجلة‪.‬‬
‫سيسأل املعاجل أيضا بعض األسئلة حول توجهاك واملاضي من حياتك‪ ،‬على الرغم من أن هذا العالج يركز‬
‫على اآلن واملكان‪ ،‬فرمبا حتتاج أحياان للتحدث عن املاضي‪ ،‬لتفهم كيفية أتثريه عليك اآلن‪ .‬أنت تقرر ما تريد أن‬
‫تتعامل معه على املدى القريب‪ ،‬املتوسط والبعيد مع املعاجل‪.‬‬
‫قد تستمر فرتات العالج واجللسات من ‪ 6‬أسابيع اىل ‪ 6‬أشهر‪ ،‬وهذا يعتمد على نوع املشكلة ومدى استجابة‬
‫املفحوص للعالج‪ .‬توفر العالج املعريف السلوكي قد خيتلف من منطقة ألخرى و رمبا يكون هناك قائمة انتظار قبل‬
‫بدء العالج‪ ،‬يوجد دائما خطورة أبن االكتئاب أو القلق قد يعود اثنية بنكسة معينة‪ ،‬و اذا ما حدث ذلك فإن‬
‫املهارات اليت اكتسبها املريض ابلعالج املعريف السلوكي ستسهل عليه التحكم أبعراضها‪ ،‬لذلك فمن املهم أن يستمر‬
‫بتطبيق مهارات العالج املعريف السلوكي حت بعد أن يشعر بتحسن‪ ،‬و هناك بعض األحباث اليت تشري اىل أن العالج‬
‫املعريف السلوكي رمبا يكون أفضل من مضادات االكتئاب ملنع عودة االكتئاب‪ ،‬إذا دعت الضرورة فبإمكان املفحوص‬
‫القيام بدورة أخرى لتسرتجع مهاراته‪( .‬علي‪ ،‬حسني زيدان وآخرون‪ ،2016 ،‬ص ‪)255‬‬
‫أن يبغ املعاجل املفحوص أبن لديه معلومات هامة جيب عليه طرحها يف اجللسات‪ ،‬للتوصل إىل أفضل الطرق‬
‫للتغلب على ما يعانيه من مشكالت‪ ،‬فلدى للمعاجل فنيات وأسلوب عالجي مالئم‪ ،‬ولدى املفحوص املعلومات‬
‫عن خرباته الفريدة‪ ،‬وهو الشخص الوحيد الذي يستطيع شرح أفكاره‪ ،‬مشاعره‪ ،‬وهذه اخلربات حتدد الكيفية اليت‬
‫تستخدم هبا القواعد العالجية اليت ينوي املعاجل تطبيقها‪( .‬انصر‪ ،‬بن ابراهيم احملارب‪ ،2000،‬ص ص ‪)39-38‬‬
‫إذن أن العالقة اإلجيابية بني املعاجل واملفحوص من األسس اهلامة للتوصل إىل عالج انجح‪ ،‬ويفرتض من املعاجل‬
‫املعريف السلوكي الناجح أن يوفر بيئة آمنة يثق هبا املفحوص‪ ،‬قوامها معاجل يتصف ابلدفء‪ ،‬التعاطف والصدق مع‬
‫عمالئه‪ ،‬وجيب أن تظهر هذه اخلصال بوضوح يف رغبة املعاجل الصادقة يف التعرف على خربات‪ ،‬أفكار ومشاعر‬
‫املفحوص‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -6‬تقنيات العالج املعريف السلوكي‪:‬‬

‫وهناك العديد من األساليب العالجية اليت تستخدمها العالج املعريف السلوكي منها‪.‬‬

‫‪ -1-6‬تقنية رصد األفكار اخلاطئة‪:‬‬

‫أو ما يسمى بتحديد األفكار التلقائية‪ " :‬يقصد هبا تلك األفكار اليت تسبق مباشرة أي انفعال غري سار‪،‬‬
‫وهذه األفكار أتيت بسرعة كبرية وبصورة تلقائية‪ ،‬وأحياانً دون أن يالحظها الشخص ذلك‪ ،‬وهي أفكار غري معقولة‪،‬‬
‫تسبب االنفعال غري الصحيح حلدث معني‪ ،‬وابلتايل تؤدي إىل توقع نتيجة غري سارة يف النهاية‪ .‬وهتدف هذه التقنية‬
‫إىل حماولة التعرف على تلك األفكار‪ ،‬ومن ث تبديلها أبفكار إجيابية‪ ،‬ولذلك يطلب من املفحوص أن يسجل‬
‫االفكار التلقائية على ورقة كواجب يومي‪ ،‬ويدون فيها كل األفكار التلقائية اليت مرت بذهنه يف كل يوم مير به‪،‬‬
‫وتعترب هذه الواجبات اليومية جزء من العالج‪( .‬اجلليب‪ ،‬اليحىي‪ ،1996 ،‬ص ‪)271‬‬

‫ويرى" آرون‪ ،‬بيك "‪ ":‬أن الشخص قد يكون غري مدرك متاما لألفكار التلقائية اليت تؤثر كثرياً على أسلوب‬
‫املريض وشعوره ومدى استمتاعه خبرباته‪ ،‬غري أنه يستطيع بشيء من التدريب أن يزيد إدراكه هلذه األفكار ويتعرف‬
‫عليها بدرجة عالية من التناسق‪ ،‬ويف هذه الفنية يطلب املعاجل من املريض أن يركز على تلك األفكار والصور اليت‬
‫تسبب له ضيقاً ال مربر له‪ ،‬أو تدفعه إىل سلوك سليب اهنزامي‪.‬‬

‫(آرون‪ ،‬بيك‪ ،‬ترُجة‪ :‬عادل‪ ،‬مصطفى‪،2000 ،‬ص ‪)189‬‬

‫إىل أن هناك العديد من األسباب اليت جتعل بعض املفحوصني جيدوا صعوبة يف التعرف على هذه األفكار‪ ،‬فقد‬
‫يتعود املريض على استخدام هذه األفكار بصورة آلية‪ ،‬ويعتقد أهنا أفكاراً معقولة مما جيعله ال يهتم هبا‪ .‬ونظراً ألن‬
‫األفكار املرتبطة ابخلطر تؤدي إىل القلق‪ ،‬حياول بعض املفحوصني تفاديها بطريقة ظاهرة أو ابطنة‪ ،‬وقد حياول‬
‫املفحوص عندما يعي صورة أو فكرة مرتبطة مبأساة متوقعة كبت هذه الصورة‪ ،‬أو التخلص منها بسرعة عن طريق‬
‫إشغال نفسه أو االبتعاد عن املوقف‪ ،‬وهذا جيعل تذكر الصورة أو الفكرة بوضوح أمراً صعباً‪ .‬ويف مثل هذه احلاالت‬
‫من األفضل أن يصر املعاجل بلطف على طرح األسئلة‪ ،‬كي تستثار األفكار املفيدة اليت يستطع املعاجل استخدامها‬
‫للتعرف على دقة اخلياالت أو األفكار اليت ذكرها املريض‪.‬‬

‫(انصر‪ ،‬بن ابراهيم احملارب‪ ،2000،‬ص ص ‪)110-109‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -2-6‬فنية وقف األفكار ‪: Idea's Termination Technique‬‬

‫بعد رصد االفكار يستعمل املعاجل تقنية غالباً ما تكون األفكار اخلاطئة هلا أتثري متزايد‪ ،‬وجند أن الفكرة اخلاطئة‬
‫رمبا تستدعي فكرة أخرى‪ ،‬وإذا استمرت تلك العملية دون أن يتم إيقافها‪ ،‬قد جند العميل غري قادر على االستجابة‬
‫هلذه األفكار بشكل مؤثر‪ ،‬وذلك نتيجة ألن ظهور تلك األفكار اخلاطئة أسرع من قدرة العميل على إظهار‬
‫استجاابت جتاه تلك األفكار‪ .‬وعندما تكون هذه هي املشكلة جند أن احلل هو أن يتعلم العميل كيفية وقف تدفق‬
‫وتزايد هذه األفكار كي يستطيع أن يتعامل معها بشكل أكثر فاعلية‪ .‬وهذه العملية (وقف تدفق األفكار اخلاطئة)‬
‫عملية بسيطة إىل حد ما‪ ،‬حيث إن العميل يقوم ببساطة إبيقاف هذا التيار من األفكار بواسطة منبه مفاجئ سواءٌ‬
‫أكان هذا املنبه حقيقي أم خيايل‪ ،‬ث بعد ذلك يتحول إىل أفكار أخرى قبل أن يعود هذا التيار من األفكار مرة‬
‫أخرى‪ ،‬وذلك من خالل النصيحة اليت يتم توجيهها للعميل بشكل متكرر وهي ال تقلق بشأن ذلك‪ ،‬وبسبب عدم‬
‫قدرة العميل على استخدام هذه الفنية بسهولة‪ ،‬جند أن الشرح البسيط هلذا األسلوب غري مؤثر بشكل ٍ‬
‫كاف وال‬
‫يتمتع ابملصداقية‪ ،‬حيث إن هذا األسلوب يكون أكثر فاعليه عندما يتم عرضه على العميل بشكل مفصل‪ .‬وبعد‬
‫أن جيد العميل أن هذا األسلوب له أتثري‪ ،‬يشعر يف هذا الوقت أبنه يتمتع ابملصداقية وأنه يستطيع أن يتعلم استخدام‬
‫عال‪ ،‬قائالً (توقف)‪ ،‬أو العض على قطعة قماش موضوعة حول معصم‬ ‫منبه أكثر مرونة‪ ،‬مثل ختيل النداء بصوت ٍ‬
‫يده‪ ،‬ويكون استخدام أسلوب إيقاف الفكرة أسهل بكثري يف بداية تواتر هذا األفكار‪.‬‬

‫)‪(Freeman, D, et, all, 1993,63‬‬

‫‪ -3-6‬طريقة مناقشة أحداث اخلربات االنفعالية ‪: Discussion of the Events of Emotive‬‬


‫‪ Experiences‬يف هذه الطريقة يطلب من املفحوص تذكر آخر حادث أو موقف من احلوادث أو املواقف املرتبطة‬
‫ابملوضوع االنفعايل لديه‪ ،‬على أن يكون من احلوادث أو املواقف اليت يتذكرها جيداً‪ ،‬حبيث يصف املفحوص احلادثة‬
‫بشيء من التفصيل‪ ،‬و حياول املعاجل جعل املفحوص يتذكر األفكار املرتبطة بظهور و استمرار رد الفعل االنفعايل‬
‫ابستخدام أسئلة مثل‪ ":‬ما هو أسواً ما توقعت حدوثه عندما كنت قلقاً جداً ؟‪ ،‬ما الذي خطر يف ذهنك آنذاك ؟‬
‫هل ختيلت شيئاً ما يف تلك اللحظة ؟"‪.‬‬

‫‪ -4-6‬استخدام تقنية التخيل إلعادة اخلربة االنفعالية ‪: Using Imagery to Get Back the‬‬
‫‪ Emotive Experience‬عندما ال يستطيع املعاجل استخدام األسئلة البسيطة املباشرة إلاثرة األفكار التلقائية‪،‬‬
‫فمن املمكن أن يطلب املعاجل من املريض ختيل املوقف أو متثيله‪ ،‬ويف حالة كون املوقف عبارة عن تفاعل مع اآلخرين‬
‫فباإلمكان االستعانة بعدد مناسب من الناس للعب األدوار إىل جانب املريض‪.‬‬

‫(انصر‪ ،‬بن ابراهيم احملارب‪ ،2000،‬ص ص ‪)112-109‬‬

‫‪17‬‬
‫هذه التقنيات تفيد كالً من املعاجل واملفحوص‪ ،‬يف التعرف على األفكار السلبية اليت تؤدي إىل التوتر واالضطراب‪،‬‬
‫ومن ث تبديلها أبفكار إجيابية تؤدي إىل هناية حسنة‪ ،‬وذلك من خالل الواجبات اليومية اليت تمعترب بدورها جزء من‬
‫العالج‪ ،‬ومن ثا تفيد املعاجل يف اختيار األسلوب املناسب للتعامل معها‪.‬‬

‫‪ -5-6‬تقنية املراقبة الذاتية ‪:The Technique of Self Monitoring‬‬

‫يمقصد ابملراقبة الذاتية يف العالج املعريف السلوكي‪ ،‬قيام املفحوص مبالحظة وتسجيل ما يقوم به يف مفكرة‪،‬‬
‫أو مناذج معدة مسبقاً من املعاجل وفقاً لطبيعة مشكلة املفحوص‪ ،‬و حيرص املعاجل على البدء يف استخدام املراقبة‬
‫الذاتية أبسرع وقت ممكن‪ ،‬خالل عملية التقومي لكي يتمكن من التعرف على مشكلة املفحوص بشكل يسمح له‬
‫إبعداد صياغة مشكلة املريض و االستمرار يف استخدامها‪ ،‬ملتابعة العملية العالجية‪ ،‬و ابإلضافة إىل ذلك فاملراقبة‬
‫الذاتية تؤدي يف الغالب إىل اخنفاض معدل تكرار السلوكيات غري املرغوب فيها لدى املريض‪ ،‬وتقدم أدلة حتد من‬
‫ميل املفحوص إىل تذكر فشله بدالً من تذكر جناحاته‪( .‬انصر‪ ،‬بن ابراهيم احملارب‪ ،2000،‬ص ‪)118‬‬

‫‪ -6-6‬تقنية املتصل املعريف ‪: Cognitive Continuum Technique‬‬

‫ويف هذه التقنية يطلب من املفحوص أن يوضح كيف يرى نفسه مقارنة مع اآلخرين‪ ،‬يطلب من املفحوص الذي‬
‫لديه االعتقاد "أان شخص عدمي الفائدة" أن يعرف املقصود بعدمي الفائدة‪ ،‬ث يطلب منه أن يشري أين سيكون بعض‬
‫الناس الذين يعرفهم على معيار متدرج هلذه الصفة‪ .‬يبدأ بصفر "عدمي الفائدة متاماً" و‪( %100‬فعال جداً)‪ ،‬وهي‬
‫فنية مفيدة الستبدال األفكار التلقائية وكذلك االعتقادات األساسية‪ ،‬وتفيد يف التعامل مع التفكري الثنائي كل شيء‬
‫أو ال شيء‪( .‬انصر‪ ،‬بن ابراهيم احملارب‪ ،2000،‬ص‪)217‬‬

‫‪ -7-6‬فنية اجلدل املباشر ‪: Direct Dialogue Technique‬‬

‫وهذه الفنية إحدى الفنيات املعرفية‪ ،‬فرغم أن العالج املعريف يؤيد التوجيه حنو االكتشاف املوجه أكثر من‬
‫املواجهة املباشرة ألراء املفحوص‪ ،‬إال أنه يف بعض األحيان البد للمعاجل من املواجهة املباشرة‪ ،‬و يظهر هذا األسلوب‬
‫عندما يكون للمفحوص شعور ابالنتحار‪ ،‬فبالتايل جيب على املعاجل أن يعمل بسرعة و بشكل مباشر على مواجهة‬
‫هذا الشعور ابليأس‪ ،‬كما تكون املواجهة املباشرة انفعة يف املواقف اليت يتدخل املعاجل فيها للعالج بشكل سريع يف‬
‫الوقت الذي ال يكون للمفحوص فيه الرغبة أو املقدرة على املشاركة الفعالة يف عملية العالج‪ ،‬فالتنفيذ والنقاش احلاد‬
‫يعترب يف جوهره من األدوات اخلطرية ؛ وذلك ألنه من الصعب أن تقدم جدالً مقنعاً دون أن تسبب للمريض نوعاً‬
‫من الدونية واهلزمية والضيق‪ ،‬كما أهنا بال نقاش سوف تتحول ببساطة إىل نزاع معريف‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫وبشكل عام فإن فكرة أتكيد املعلومات أبكرب قدر ممكن من التعاون أفضل من جمرد إرسال مبادئ منطقية جمردة‬
‫أو فلسفية‪ ،‬ث يتم بعد ذلك التحول إىل أسلوب التوجيه حنو االكتشاف مبجرد أن يكون هذا ممكناً‪.‬‬

‫)‪(Freeman, D, et , all, 1993, p55‬‬

‫‪ -8-6‬فنية التعريض ‪: Exposure Technique‬‬

‫هو مكون رئيسي يف العالج املعريف السلوكي وكذلك يف العالج السلوكي الضطراابت القلق‪ ،‬فقد وجد الباحثون‬
‫يف هذا اجملال‪ ،‬أن التعريض املستمر للمثريات اليت تسبب القلق ينتج عنه تشتت استجابة القلق لدى الفرد الذي‬
‫يعاين من القلق‪ ،‬فالتعريض له عدة أشكال يتخذها منها‪ ":‬التعريض التخيلي‪ ،‬والتعريض املتدرج‪ ،‬والتعريض يف احلي‬
‫(الواقع)‪ ،‬وهذا النوع من التعريض يكون بدون تدرج ‪ ،‬والبد من توفر شروط هلذا النوع من التعريض من أمهها موافقة‬
‫املفحوص‪ ،‬كما يوجد أنواع أخرى من التعريض منها التعريض مبساعدة املعاجل للموقف الذي يسبب القلق بطريقة‬
‫مباشرة‪(Thomas, H , et. all, 1994,422) .‬‬

‫ويعود اهلدف من هذه الفنية إىل التأثري على األعراض السلبية للقلق إبطفائها‪ ،‬وذلك مبواجهة املثريات من‬
‫انحية‪ ،‬ومواجهة سلوك التجنب الذي هو معزز للقلق من انحية أخرى‪.‬‬

‫‪ -9-6‬فنية التخيل ‪:Imagination Technique‬‬

‫تقوم هذه الفنية على افرتاضني أساسني مها‬

‫‪ -1‬يمكتسب القلق وفق قوانني االشرتاط الكالسيكي‪.‬‬

‫‪ -2‬يمولاِد القلق السلوك التجنيب الذي يتعزز بدوره عن طريق تقليل مستوى القلق‪ ،‬حيث إن املثريات اليت تقرتن ابألمل‬
‫أو احلرمان محت ِدث ردود فعل انفعالية سلبية‪ ،‬وهذه االنفعاالت بدورها تؤدي إىل استجاابت جتنبيه دفاعية تعزز‬
‫االستجاابت الدفاعية اليت تؤدي إىل إزالة أو إيقاف املثري الشرطي‪ ،‬الذي يبعث على اخلوف أو القلق بنجاح‪.‬‬
‫واعتماداً على ذلك‪ ،‬يمطلب يف هذا اإلجراء من املفحوص ختيل املواقف اليت تبعث على اخلوف لديه وذلك خالفاً‬
‫للتقليل احلساسية التدرجيي‪ ،‬الذي يشتمل على االنتقال ابملفحوص تدرجياً من املوقف األقل إاثرة إىل املوقف األكثر‬
‫إاثرة؛ حيث يب دأ هذا اإلجراء ابملوقف الذي يبعث على احلد األقصى من القلق‪ ،‬بل إن املعاجل يهول األمر‪ ،‬وذلك‬
‫هبدف إبقاء املفحوص يف حالة من القلق الشديد مدة طويلة‪ُ( .‬جال‪ ،‬اخلطيب‪ ،2001،‬ص‪)360‬‬

‫‪19‬‬
‫ولقد أشار "بيك "‪ Beck‬إىل أن فنية التخيل تمستخدم يف عالج اضطراابت القلق لتوضيح العالقة بني التفكري‬
‫والعواطف‪ ،‬فيطلب املعاجل من املفحوص أن يتخيل مشهداً أو منظراً غري سار ويالحظ استجاابته‪ ،‬فإذا أظهر‬
‫املفحوص استجاابت انفعالية وعاطفية سالبة عندئذ يبحث عن حمتوى أفكاره‪ .‬ث يطلب املعاجل من املفحوص أن‬
‫يتخيل مشهداً ساراً ويصف مشاعره‪ ،‬كي يستطيع املفحوص أن يدرك التغيري يف حمتوى أفكاره اليت أثرت يف مشاعره‪،‬‬
‫وابلتايل ميكن أن يغري مشاعره إذا غري أفكارمها سبق‪ ،‬أن فنية التخيل تساعد املفحوص يف تعلم وإدراك أن تغيري‬
‫األفكار(السلبية) اليت تؤدي إىل مشاعر سلبية‪ ،‬يؤدي إىل تغيري هذه املشاعر نتيجة تغيري حمتوى هذه األفكار وإبداهلا‬
‫أبخرى إجيابية ‪.‬‬

‫‪ -10-6‬فنية الواجبات املنزلية ‪:Homework Technique‬‬

‫تلعب الواجبات املنزلية دوراً هاماً يف كل العالجات النفسية و هلا دور خاص يف زايدة فعالية العالج املعريف‬
‫السلوكي إذ إهنا الفنية الوحيدة اليت يبدأ‪ ،‬و خيتم هبا املعاجل املعريف السلوكي كل جلسة عالجية ‪ ،‬وتساهم يف حتديد‬
‫درجة التعاون و األلفة القائمة بني املعاجل و املفحوص‪ ،‬وذلك يؤثر يف طريقة أداء املفحوص يف كل خطوات أومهام‬
‫الربانمج العالجي‪ ،‬ويستطيع املعاجل تقوية العالقة العالجية بتكليف املفحوص بعمل واجبات منزلية‪ ،‬ويقدم كل‬
‫واجب منزيل على أنه جتربة مناسبة الكتشاف بعض العوامل املعرفية املتعلقة ابملشكلة اليت يواجهها حديثاً‪ .‬وأتخذ‬
‫الواجبات املنزلية عدة أشكال فيطلب املعاجل من املفحوص تسجيل األفكار اآللية‪ ،‬واالجتاهات املختلة وظيفياً‪ ،‬أو‬
‫إجراء جتربة سلوكية أو معرفية هلا أهداف حمددة و متعلقة مبشكلته‪ ،‬وجيب أن يالحظ املعاجل أن للواجبات املنزلية‬
‫دوراً هاماً يف زايدة فعالية العالج املعريف السلوكي‪ ،‬وتكوين األلفة و التعاون بينه و بني املفحوص‪ ،‬إذا اهتم إبعطاء‬
‫واجبات بسيطة ومركزة ومتصلة مبشكلة املفحوص‪ ،‬وتوضيح األساس املنطقي لكل واجب منزيل‪ ،‬ابإلضافة إىل‬
‫توضيح كيفية إجرائها و االهتمام مبراجعتها يف بداية كل جلسة‪ ،‬إن الواجبات املنزلية تستخدم لتحسني إدراك األفكار‬
‫اآللية وعالقتها بردود الفعل االنفعالية‪ ،‬كما أهنا تساعد على تقدم العالج املعريف السلوكي سريعاً‪ ،‬و تعطي فرصة‬
‫للمفحوص ملمارسة مهارات ووجهات نظر جديدة ومنطقية‪ ،‬ملعرفة أفكاره املختلة و اجتاهاته غري العقالنية وحماولة‬
‫تعديلها‪ .‬كما أهنا تمعترب جزءاً متمماً لنتائج العالج‪.‬‬

‫‪ -11-6‬فنية صرف االنتباه أو وقف االفكار اخلاطئة ‪:Distraction Technique‬‬

‫تمستخدم فنية صرف االنتباه يف العالج املعريف السلوكي ألهداف حمددة وقصرية املدى‪ ،‬وذلك أبن يمطلب من‬
‫املفحوص الذي يعاين من القلق‪ ،‬مثالً القيام بسلوك يصرف انتباهه عن األعراض اليت يشعر هبا‪ ،‬ألن الرتكيز على‬
‫هذه األعراض جيعلها تزداد سوءاً‪ ،‬ولكن لفنية صرف االنتباه بعض اجلوانب السلبية اليت قد تؤثر سلباً على سري‬
‫العملية العالجية على املدى البعيد‪ ،‬عندما يستخدمه املفحوص كأسلوب لتجنب األعراض‪ ،‬ويستطيع املعاجل املعريف‬
‫السلوكي استخدام فنية صرف االنتباه يف بداية العالج لكي جيعل العميل يمدرك أن ابستطاعته التحكم يف األعراض‬

‫‪20‬‬
‫اليت يشكو منها‪ ،‬وهذه خطوة مهمة جداً يف العالج‪ ،‬وقد تستخدم هذه الفنية يف مراحل متأخرة من العالج للتعامل‬
‫مع األعراض‪ ،‬عندما يكون العميل يف وضع ال يسمح له بتحدي األفكار السلبية التلقائية‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬عندما أتيت‬
‫املفحوص األعراض و هو يتحدث مع شخص ما ففي هذه احلالة إبمكان املفحوص طرد األفكار السلبية من خالل‬
‫االقرتاب أكثر من الشخص الذي يتحدث معه مما يمغطَّي اجملال البصري للمفحوص‪ ،‬أو الرتكيز على احملادثة نفسها‬
‫بدالً من األفكار املتعلقة بتقوميه لنفسه‪ ،‬ومن املمكن استخدام أساليب صرف االنتباه لتوضيح النموذج املعريف‬
‫السلوكي لالضطراابت النفسية للمفحوص‪ ،‬فقد يطلب املعاجل من املفحوص عندما يكون قلقاً خالل اجللسة أن‬
‫يصف بصوت مسموع حمتوايت الغرفة‪ ،‬و من ث يستخدم األسئلة ليوضح للمفحوص كيف أن مترينات صرف النظر‬
‫ختفف من القلق‪ ،‬مما يدلل على أن األفكار تلعب دوراً كبرياً يف ظهور األعراض لديه‪ ،‬و فيما يلي بعض األساليب‬
‫املستخدمة يف صرف االنتباه ‪:‬‬

‫درب املفحوص على الرتكيز على شيء ما‬


‫أ‪ -‬الرتكيز على شيء معني ‪ :Focus on a Particular Object‬يم َّ‬
‫ويصفه ابلتفصيل لنفسه ابستخدام األسئلة التالية واإلجابة عليها‪" :‬أين هو ابلضبط ؟ ما حجمه ؟ ما لونه ؟ كم‬
‫يوجد منه ؟ ما الفائدة منه‪ ..‬اخل"‪.‬‬

‫درب املفحوص على مالحظة البيئة احمليطة به ككل‬ ‫ب‪ -‬الوعي احلسي‪ :Sensational Awareness‬يم َّ‬
‫ابستخدام النظر‪ ،‬السمع‪ ،‬الذوق ‪ ،‬اللمس‪ ،‬و الشم مستعيناً ابألسئلة التالية‪ ":‬ما الذي تراه ابلضبط إذا نظرت‬
‫حولك ؟‪ .‬ما الذي تستطيع مساعه داخل جسمك ؟ يف الغرفة ؟ خارج الغرفة ؟ خارج املبىن ؟‪".‬‬

‫ج‪ -‬التمرينات العقلية ‪ :Mental Exercises‬يشتمل ذلك مثالً على العد إىل اخللف من ‪ 100‬بطرح ‪ 7‬كل‬
‫مرة ‪ ،‬التفكري يف أمساء احليواانت اليت تبدأ ابحلرف (أ) ث ابحلرف (ب) ‪ ...‬و هكذا‪ .‬تذكر حادثة معينة ابلتفصيل ‪.‬‬

‫د‪ -‬الذكرايت و اخلياالت السارة ‪ : Pleasing Memories and Images‬تذكر احلوادث السارة أبكرب قدر‬
‫ممكن من الوضوح مثالً ( رحلة سعيدة) أو التخيل (ما الذي سيفعله العميل لو كسب شيء غري متوقع)‪ .‬أن فنية‬
‫صرف االنتباه تفيد يف خفض مستوى القلق والتوتر عند الفرد بعدة طرق من شأهنا أن تصرف انتباه الفرد عن‬
‫األعراض اليت يشعر هبا نتيجة لألفكار اليت تدور يف ذهنه‪ ،‬مما يؤدي به إىل تغيري حمتوى تفكريه إىل أمور أخرى جتعله‬
‫أكثر هدوءاً وأقل توتراً‪( .‬انصر‪ ،‬بن ابراهيم احملارب‪ ،2000،‬ص ‪)208‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -12-6‬فنية ملء الفراغ ‪: Filling in the Blank Technique‬‬

‫من اإلجراءات األساسية ملساعدة العميل على توضيح أفكاره التلقائية أن ندربه على مالحظة سلسلة األحداث‬
‫اخلارجية وردود أفعاله جتاهها‪ .‬وقد يذكر العميل أحياانً عدد من املواقف اليت أحس فيها بكدر وضيق ال مربر له‪.‬‬
‫ففي هذه احلالة تكون هناك دائماً فجوة ما بني املؤثر أو املثري واالستجابة االنفعالية‪ .‬وقد يكون ابستطاعة العميل‬
‫أن يفهم سر كدره االنفعايل إذا أمكنه أن يتذكر ويسرتجع األفكار اليت وقعت له خالل هذه الفجوة‪( .‬آرون‪ ،‬بيك‪،‬‬
‫‪ ،2000‬ص‪)192‬‬

‫‪-13-6‬فنية اختبار الدليل ‪: Alternatives Choosing Technique‬‬

‫وهي من إحدى الفنيات الفعالة ملواجهة األفكار اخلاطئة‪ ،‬حبيث تدعم أو ال تدعم الفكرة بواسطة احلدث‬
‫املتاح‪ ،‬حت لو كانت هناك بعض التأويالت األخرى اليت تكون مناسبة بشكل أكثر هلذا الدليل‪ .‬فالعملية ال تشمل‬
‫فقط جمرد اختبار للدليل‪ ،‬ولكنها تضع يف االعتبار أيضاً مصدر تلك املعلومات ومدى صالحية استخدام اآلراء اليت‬
‫انتهى إليها العميل‪ ،‬ابإلضافة إىل التفكري يف ما إذا كان املفحوص قد أغفل بعض املعلومات املتاحة‪ .‬والكثري من‬
‫العمالء يبدأ إبصدار احلكم النهائي مثل "أان لست شخص جيد"‪ ،‬ث بعد ذلك خيتار األحداث اليت تدعم وجهة‬
‫نظره والرأي الذي انتهي إليه‪ .‬اخلاطئ الكامن وراء تفسرياهتم ومعتقداهتم املشوهة‪ ،‬إذ يمطلب من املفحوص أن يقدم‬
‫الدليل امل ؤيد أو املعارض ملعتقداته وتفسرياته لألحداث‪ ،‬وأن يقوم بتسجيل الدليل املؤيد أو املعارض يف العمود‬
‫املخصص لذلك‪ .‬إن طريق اختبار الدليل من املمكن حتديد ومواجهة األفكار اليت انتهى إليها املفحوص‪ ،‬ومن ث‬
‫العمل على تغيريها ‪.‬‬

‫‪ -14-6‬فنية احلوار الذايت ‪: Monologue Technique‬‬

‫ويكون احلوار الذايت عن األفكار األساسية يف النظرية املعرفية‪ ،‬فاإلنسان يسلك حبسب ما يفكر‪ ،‬ويف ميدان‬
‫ممارسة العالج الذايت ينصب جزء من دور املعاجل على تدريب األشخاص على تعديل مستوى أفكارهم‪ ،‬اليت تثري‬
‫القلق‪ ،‬االكتئاب وعدم الثقة‪ ،‬فاحلوار مع النفس عند أي نشاط معني من شأنه أن ينبه الفرد إىل أتثري أفكاره السلبية‬
‫على سلوكه‪ ،‬وحديث املرء مع نفسه وما حيويه من انطباعات وتوقعات عن املواقف اليت تواجهه‪ ،‬هو السبب يف‬
‫تفاعله املضطرب‪ .‬وهلذا يعتمد املعاجل املعريف السلوكي على حماولة حتديد مضمون مثل هذا احلديث‪ ،‬والعمل على‬
‫تعديله كخطوة أساسية يف مساعدة الفرد على التغلب على اضطرابه‪ ،‬خاصة املواقف اليت تستثري القلق واالكتئاب‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -15-6‬التعرف على أساليب التفكري اخلاطئ غري الفعال‪:‬‬

‫‪Identifying Wrong and Non-Effective Thinking Methods‬‬

‫عند التفكري يف حل مشكلة معينة أو فهمها‪ ،‬حتدث أخطاء يف الفهم والتفسري مما يشوه صورة الواقع وابلتايل‬
‫يثري االضطراابت السلوكية‪ .‬فمن التحريفات املعرفية اليت حتدث ما أييت‪ :‬املبالغة وتتمثل يف امليل للمبالغة يف إدراك‬
‫األشياء‪ ،‬أو اخلربات الواقعية وإضفاء دالالت مبالغ فيها‪ ،‬كتصور اخلطر والدمار فيها‪ .‬ومن الثابت أن املبالغة يف‬
‫إدراك نتائج األشياء مييز األشخاص املصابني ابلقلق‪ ،‬فتفكري الشخص يف حاالت القلق يتميز ابملبالغة يف تفسري‬
‫املوقف‪ ،‬مما يؤدي إىل إاثرة مشاعر اخلوف والتوتر‪ ،‬فهو يتوقع الشر لنفسه وألسرته أو ممتلكاته‪ ،‬أو يتوقع اخلوف من‬
‫فقدان مركزه أو وظيفته واألشخاص املهمني يف حياته‪ ،‬كما جند أن التقليل من املخاطر الواقعية‪ ،‬قد تكون له أيضاً‬
‫نتائج انفعالية سلوكية مماثلة‪ ،‬إذ يؤدي ذلك إىل االندفاع وتكرار التجارب الفاشلة‪ ،‬كما قد يؤدي إىل ختفيض الدافع‬
‫إىل مواصلة اجلهد واإلجناز‪ .‬إن الفرد ينبغي أن يراعي التوسط يف التعامل مع األمور واملشكالت‪ ،‬فال يبالغ يف تفسري‬
‫املوقف فيزيد من شعوره ابخلوف‪ ،‬ويف املقابل ال يقلل من شأن أي موقف واملخاطر املرتتب عليه فيصبح اندفاعياً‬
‫مبال ابلفشل الذي قد يتعرض له‪( .‬عبد الستار‪ ،‬إبر اهيم‪ ،1998 ،‬ص ص‪)312-307‬‬ ‫غري ٍ‬

‫‪ -16- 6‬التعميم الزائد‪:‬‬

‫يف جمال علم النفس من الثابت أن امليل للتعميم من اجلزء إىل الكل‪ ،‬يعترب من العوامل احلامسة يف كثري من‬
‫األمراض االجتماعية‪ ،‬كالتعصب أو غريها‪ ،‬فكثري من اخلصائص السلبية ننسبها جلماعة معينة لكي نربر تعصبنا‬
‫حنوها قد يكون يف احلقيقة تعميماً خاطئاً خلربة سيئة مع فرد ينسب هلذه اجلماعة ‪.‬والتعميم أسلوب من التفكري‬
‫يرتبط ابألمناط املرضية‪ ،‬وخاصة االكتئاب والفصام‪ ،‬ويعترب التعميم اخلاطئ أيضاً من العوامل احلامسة يف اكتساب‬
‫املخاوف املرضية‪( .‬عبد الستار‪ ،‬إبراهيم‪ ،1998 ،‬ص ص‪)312-307‬‬

‫إن املعاجل املعريف السلوكي ينبغي أن يقدر دور هذا العامل يف املسامهة يف اضطراابت البشر‪ ،‬لذا فعليه أن يؤكد‬
‫ابستمرار لعميله أبنه ال يوجد شيء أكيد متاماً‪ ،‬وإمنا قد يكون مرجحاً بدرجة قليلة أو كثرية ‪.‬‬

‫‪ -17-6‬املقياس الثنائي والتطرف‪:‬‬

‫مييل بعض األفراد إلدراك األشياء إما بيضاء أو سوداء‪ ،‬جيدة أو سيئة‪ ،‬خبيثة أو طيبة‪ ،‬دون أن يدرك أن الشيء‬
‫الواحد الذي قد يبدو يف ظاهر األمر سيئاً‪ ،‬قد تكون فيه أشياء إجيابية‪ ،‬أو يؤدي إىل نتائج إجيابية‪ .‬وينظر املفحوص‬
‫إىل املوقف‪ ،‬وكأنه حمصور يف احتمالني فقط وليس على أساس أنه متصل يشتمل على درجات كثرية بني طرفيه‪.‬‬
‫ميكن االستفادة هنا من فنية املتصل املعريف‪ ،‬اليت ورد ذكرها سابقاً‪ ،‬يف تصحيح هذه األفكار التلقائية السلبية من‬

‫‪23‬‬
‫خالل استخدام معيار متدرج لصفة ما (صفر ‪ ،)%100-‬سيجد من خالهلا أن هناك أكثر من احتمالني هلذه‬
‫الصفة كما كان يعتقد ويدرك سابقا‪( .‬عبد الستار‪ ،‬إبراهيم‪ ،1998 ،‬ص ‪)307‬‬

‫‪ -18-6‬التجريد االنتقائي ‪:‬‬

‫وهو أسلوب خاطئ يف التفكري‪ ،‬كأن يعزل الشخص خاصية معينة من سياقها العام‪ ،‬ويؤكدها يف سياق آخر‪.‬‬
‫فمثالً شخص يرفض التقدم لعمل جديد مناسب‪ ،‬ذلك ألنه سبق أن مرفِض يف عمل سابق ألسباب ال عالقة هلا‬
‫إبمكانياته ومواهبه ومبا يتطلبه العمل اجلديد ‪ .‬والتجريد االنتقائي من األخطاء اليت تشيع يف أفكار املكتئبني‪ ،‬فقد‬
‫تبني أن املكتئب يركز على جزء من التفاصيل السلبية ويتجاهل املوقف ككل (مثالً يعود إىل املنزل بعد حفلة أولقاء‪،‬‬
‫وال يذكر من هذا اللقاء إال أن فالانً جتاهله‪ ،‬وفالانً قاطعه يف الكالم وأنه كان جيب أن يقول كذا وكذا‪ ،‬وأن ال‬
‫يقول كذا وكذا‪ ..‬إخل‪( .‬عبد الستار‪ ،‬إبراهيم‪ ،1998 ،‬ص ‪)312‬‬

‫إن التجريد االنتقائي قد يكون مفيداً يف بعض احلاالت إذا استفاد منه الفرد يف تعديل بعض جوانب القصور‬
‫فيه‪ ،‬فمثالً يف املثال األول رفض طلب التوظيف لسبب معني‪ ،‬قد يكون دافع للفرد لتطوير نفسه يف هذا اجلانب‬
‫الذي يعاين من القصور فيه‪ .‬أما ابلنسبة للمثال الثاين قد جتعل الفرد يفكر يف تقومي نفسه‪ ،‬فقد يكون لبعض‬
‫سلوكياته سبب يف جتاهل أو جتنب الناس له فيصلحها‪ ،‬أو ألنه حياول دائماً أن حيتكر أي حوار يف ُجاعة ما‪ ،‬لذلك‬
‫يقاطعه اآلخرون فيعدل من طريقته‪ .‬أما جمرد الرتكيز على السلبيات و التفكري فيها دون اخلوض يف أسباهبا‪ ،‬فهو‬
‫يؤدي ابلفرد إىل التوتر والقلق بسبب األفكار اخلاطئة‪ ،‬اليت قد تراوده حينها أبنه إنسان فاشل ال يصلح لشيء‪،‬‬
‫أو أنه منبوذ و مكروه من اجلميع‪ ،‬أخطاء احلكم واالستنتاج‪ :‬كثرياً من حاالت القلق و االكتئاب و العدوان يكون‬
‫السلوك فيها انجتاً عن خطأ يف تفسري احلادثة‪ ،‬بسبب عدم توافر معلومات معينة أو سياق خمتلف‪.‬‬

‫(عبد الستار‪ ،‬إبر اهيم‪ ،1998 ،‬ص ‪)313‬‬

‫"االستنتاج العشوائي" أو "اخلطأ يف االستنتاج" هو الوصول إىل استنتاجات دون أدلة كافية‪ ،‬أو أبدلة واهية ال‬
‫تتفق مع الواقع املوضوع‪ ،‬وعادة ما يكون االستنتاج اخلاطئ من النوع السيئ‪ ،‬ومما له انعكاسات سلبية على حياة‬
‫الفرد‪ .‬لعب الدور يعين تدريب على حتمل اإلحباط‪ ،‬والتحكم يف السلوكيات غري املرغوبة ومعاجلة نواحي القصور‬
‫يف السلوك االجتماعي‪ ،‬كما يستخدم لعب الدور يف مساعدة األفراد على ممارسة السلوكيات اليت يرغبون يف أن‬
‫تنمو لديهم‪ ،‬كي يصبحوا أكثر وعياً النفعاالهتم وأسلوب تفاعلهم مع اآلخرين‪ ،‬ويعد لعب الدور أحد الطرق اليت‬
‫تمعني على منو املهارات االجتماعي‪ .‬فتق نية لعب الدور تتيح للفرد الفرصة لتجربة طرق بديلة للتغلب على السلوكيات‬
‫غري املرغوبة‪ ،‬خصوصاً عند مقارنة النتائج املرتتبة على االختيار ما بني السلوك املرغوب وغري املرغوب‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -19-6‬فنية األسئلة السقراطية واالكتشاف املوجه ‪:‬‬

‫‪Socratic Question and Guided Discovery Technique‬‬

‫العالج املعريف السلوكي عملية جتريبية تعاونية‪ ،‬يشرتك فيها املعاجل واملفحوص يف وضع أهداف العالج‪ ،‬وجدول‬
‫أعمال كل جلسة وُجع األدلة املنظم لصاحل أو ضد اعتقادات املفحوص‪ ،‬بطريقة تشبه الطريقة العلمية لفحص‬
‫الفروض‪ .‬ويتم فحص هذه الفروض ابستخدام األسئلة السوقراطية "نسبة إىل سقراط" من قبل املعاجل‪ ،‬بدالً من‬
‫التحدي املباشر ألفكار العميل و اعتقاداته‪ ،‬إىل جانب الفنيات املعرفية السلوكية األخرى‪ ،‬و يف األسلوب األول‬
‫من أساليب هذه الفنية‪ ،‬يقدم املعاجل وجهة النظر البديلة على املفحوص مباشرة‪ ،‬كأن يشري إىل عدم التناسق ووجود‬
‫أخطاء يف التفكري‪ ،‬ويسأل العميل عن مدى موافقته وفهمه لذلك‪ .‬أما يف األسلوب الثاين فيكون اهلدف من األسئلة‬
‫السوقراطية توجيه املفحوص إىل تفحص جوانب وضعه خارج نطاق الفحص والتدقيق‪ ،‬ومساعدته اكتشاف خيارات‬
‫وحلول مل أيخذها بعني االعتبار من قبل‪ ،‬وأخرياً تعويد العميل على الرتوي والتفكري وطرح األسئلة "على نفسه"‪ ،‬يف‬
‫مقابل االندفاع التلقائي ومتكينه بذلك من البدء يف تقومي اعتقاداته وأفكاره املختلفة مبوضوعية‪ .‬إن هذه الفنية حيصل‬
‫املعاجل على معلومات عن املفحوص وعن خرباته الفريدة‪ ،‬فهو الذي يستطيع شرح أفكاره‪ ،‬ومشاعره‪ ،‬وهذه املعلومات‬
‫بدورها تفيد املعاجل يف حتديد الكيفية اليت تستخدم هبا القواعد العالجية اليت ينوي املعاجل تطبيقها‪( .‬انصر‪ ،‬بن ابراهيم‬
‫احملارب‪ ،2000 ،‬ص‪)132‬‬

‫‪ -20-6‬تقنية توكي ُد الذات‪:‬‬

‫تبني أهنا متيز األشخاص الناجحني‪ ،‬من وجهيت نظر الصحة النفسية‬
‫يشري مفهوم أتكيد الذات إىل خاصية َ‬
‫والفاعلية يف العالقات االجتماعية‪ ،‬وبعد أن كان توكيد الذات ينظر إليه كصفة شخصية عامة تتكون لدى الشخص‬
‫كما تتكون صفات‪ :‬مثل االنبساط أو االنطواء و تبقى اثبتة أو مقاومة للتغيري‪ ،‬أصبحت النظرة النفسية األحدث‬
‫ميكن تطويرها و تغيريها من خالل التدريب"‪.‬‬
‫لتوكيد الذات ‪ ":‬هي أهنا قدرةٌ م‬
‫)‪(Garner, D.M. and Wolley , S.C. 1991,p 729‬‬

‫فتقنية توكيد الذات‪َ ":‬‬


‫يتعلم فيها الفرد كيف يعرب حبرية عن آرائه وعن مشاعره جتاه نفسه وجتاه اآلخرين‪،‬‬
‫كيف يستطيع فرض نفسه على املواقف بدالً من السماح للمواقف أو لآلخرين بفرض أنفسهم أو آرائهم عليه‪،‬‬
‫مستعدا ملواجهة اآلراء و التوجهات السلبية‪ ،‬اليت قد يقابلها لدى اآلخرين‪ ،‬و لعل ممارسة اهلواايت والفنون‬
‫ً‬ ‫فيكون‬
‫تفيد يف هذه العملية‪( .‬إبراهيم عبد الستار‪ ،1998 ،‬ص‪)291‬‬

‫‪25‬‬
‫كثريا من التلقائية‪ ،‬واحلرية يف التعبري عن املشاعر اإلجيابية والسلبية معا‪ ،‬وهي‬
‫تتضمن ً‬
‫م‬ ‫وابختصا ٍر فإن التوكيدية‬
‫بعبارة أخرى تساعدان على حتقيق أكرب قدر ممك ٍن من الفاعلية والنجاح‪ ،‬عندما ندخل يف عالقات اجتماعية مع‬
‫اقف خاط ٍئ من صنع اآلخرين‪ ،‬ودوافعهم يف‬
‫اآلخرين‪ ،‬أو على أحسن تقدير تساعدان على أال نكون ضحااي ملو َ‬
‫مثل هذه املواقف‪.‬‬

‫‪ -21-6‬التدعيم اإلجيايب‪:" Positive Rein For Cément ":‬‬


‫ويقصد به املكافئة أو اجلزاء أو الثواب الذي أييت عقب االستجابة ويؤدي ابلفرد العميل إىل الرضا عندما يقوم‬
‫ابلسلوك املرغوب ويكون التدعيم يف صورة مادية أو معنوية كتقدمي‪ ":‬نقود‪ ،‬الطعام‪ ،‬املدح‪ ،‬األشياء احملببة كالرحالت‬
‫يعززه‪ ،‬يدعمه ويثبته‪ ،‬ويؤدي اىل النزعة حنو تكرار السلوك‬
‫أو اللعب وينعكس كل ذلك على السلوك السوي‪ ،‬مما ا‬
‫إذا تكرر املوقف‪.‬‬
‫‪ -22-6‬التدعيم السلب" ‪:" Négative Reinfor Cément‬‬
‫وفيه يتم تعريض العميل اىل مثري غري سار مقدما ث إزالته مباشرةً بعد ظهور االستجابة املرغوبة‪ ،‬أو إزالة مثري‬
‫مكروه منفر يلي صدور االستجابة‪ ،‬ويستخدم مع سلوك العمالء الذي يبدون تكاسال أو امتناعا عن اإلجابة حنو‬
‫سلوك واحد أو أكثر من مظاهر االضطراب السلوكي لديهم من خالل حرماهنم من األنشطة احملببة لديهم‪.‬‬
‫‪ -23-6‬التدعيم املتمايز "‪:" Differential Reinfrcement‬‬
‫هذا التدعيم يف اجتاهني‪:‬‬
‫أ‪ -‬زايدة استجابة سوية‪.‬‬
‫ب‪ -‬إنقاص استجابة مشكلة أو حذفها‪.‬‬
‫ويتم ذلك من خالل تقدمي تدعيم مثري اتيل لوقوع االستجابة السوية مع وقف التدعيم عند وقوع االستجابة‬
‫املشكلة يف نفس الوقت من خالل مثري مرغوب يساعد العميل على التغلب على الرتدد واخلربة بني السلوكية‪.‬‬
‫‪ -24-6‬تشكيل االستجابة "‪:" Response Shaping‬‬
‫ويقصد به تقدمي املثري يلي إصدار استجاابت مرغوبة بطريقة متتابعة ويتضمن ذلك تقسم السلوك املراد تعلمه‬
‫اىل خطوات ومراحل صغرية وتدعيم السلوك‪ ،‬كلما أجنز خطوة من هذه اخلطوات اليت تؤدي اىل حتقيق أداء السلوك‬
‫ِ‬
‫بكامله يف النهاية ويستخدم هذا األسلوب العالجي يف املقابالت األخرية بقصد حتديد السلوك النهائي املرغوب‬
‫الوصول اليه‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫"‪:‬‬ ‫‪ -25-6‬العقاب"‪Punishment‬‬
‫ويقصد ِبه تقدمي مثري منفر أو مكروه عقب استجابة سلبية و ي ٌقصد به أيضا توقيع أتثري لفظي أو بدين‬
‫أوإظهار منبه مؤمل عند حدوث السلوك غري املرغوب فيه أو الدال على االضطراب وخيالف عن التدعيم السليب من‬
‫حيث نتائج كل منهما‪ ،‬و يتضمن األبعاد املؤقت للعميل لفرتات قصرية يف مكان ال يعود عليه مبدعمات اجتماعية‬
‫أونفسية‪ .‬ويساعد هذا األسلوب اعطاء العميل فرصة للتأمل يف سلو ِ‬
‫كه هبدوء‪.‬‬
‫‪ -26-6‬تقدمي النمذجة "‪:" Punishment‬‬
‫يف هذا التكنيك يتم عرض مناذج حقيقية أو رمزية للسلوك املطلوب‪ ،‬ويطلق عليه "التعلم االجتماعي عن طريق‬
‫التقليد"‪ ،‬ويتم من خالل ذلك متابعة النماذج والتدريب على أتكيد الذات ولعب األدوار ويتوقف هذا األسلوب‬
‫على وجود منوذج ميكن أن يؤدي الدور املراد تعلمه إبتقان وبصورة مسلسلة تؤدي إىل كشف خطوات أتديته أداء‬
‫السلوك ويتم عن طريق أربع عمليات‪:‬‬
‫أ‪ -‬االنتباه ‪ Attention‬اىل خصائص السلوك املرغوب فيه‪.‬‬
‫ب‪ -‬االستيعاب والتذكر ‪ Rétention‬عن طريق التكرار والتدريب على السلوك املعروض‪.‬‬
‫ج‪ -‬أعادة القيام التلقائي ابلسلوك ‪ Motoric Reproduction‬عن طريق مساعدة العميل لتقليد‬
‫النموذج بشكل لفظي أو رمزي أو متثيلي يف مواقف احلياة الفعلية والواقعية‪.‬‬
‫د‪ -‬التدعيم ‪ Reinfercement‬وهذا املؤثر يساعد العميل على ممارسة السلوك املطلوب ويطلق عليه‬
‫عملية الواقعية‪.‬‬
‫النمذجة هي عملية تغري السلوك نتيجة مالحظة سلوك اآلخرين‪ .‬وهذه العملية أساسية يف معظم مراحل التعلم‬
‫اإلنساين ألننا نتعلم معظم االستجاابت من مالحظة اآلخرين وتقليدهم‪ ،‬وكثريا ما تكون عملية التعلم ابلتقليد‬
‫أوالنمذجة عملية عفوية ال حاجة لتصميم برامج خاصة حلدوثها‪ ،‬ولكن هذا صحيح ابلنسبة لألشخاص املعوقني‬
‫وخباصة ذوي اإلعاقات الشديدة‪ ،‬منهم كثريا ما يعانون من عجز عن التقليد ولذا على معلميهم والقائمني على‬
‫تنشئتهم تعليمهم مهارات التقليد‪.‬‬

‫وغالبا ما يلجأ معدلو السلوك إىل هذا األسلوب عندما خيفق الشخص املعوق يف االستجابة للتعليمات‬
‫اللفظية‪ .‬ويف الواقع‪ ،‬فالنمذجة نوع خاص من املثريات التلقينية يوضح فيه معدل السلوك للشخص كيف يؤدي‬
‫السلوك‪ .‬ويف هذه احلالة فإن الشخص يكون مالحظا (‪ )Observer‬ومعدل السلوك يكون منوذجا (‪.)Model‬‬
‫و يف التدريب على التقليد يقوم معدل السلوك مبا يلي‪ :‬الفوز ابنتباه املالحظ‪ ،‬تقدمي تعليمات لفظية للمالحظ‪،‬‬
‫أتدية السلوك املراد من املالحظ تقليده‪ ،‬البدء بسلوك بسيط نسبيا واستخدام التلقني اجلسدي عند احلاجة‪ ،‬تعزيز‬
‫املالحظ عند تقليد السلوك املنمذج بنجاح‪ُ( .‬جال‪ .‬اخلطيب‪)2001،‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ -27-6‬وضع احلدود والقواعد‪:‬‬

‫ويمقصد به وضع قاعدة معينة يكون املطلوب أن يتم السلوك وفقآ هلا ويتم حتديد التدعيم املتوقع عند تنفيذ‬
‫السلوك املطلوب ويتم استخدام أسلوب العقاب عند خمالفته للقواعد املوضوعة‪.‬‬
‫ويتضمن ذلك مساعدة العميل يف الدخول بعالقات اجتماعية متدهم برصيد هائل من املعلومات واملهارات اليت‬
‫تساعدهم على القدرة على التوافق‪:‬‬
‫‪ .1‬مهارات التفاعل‪ :‬مثل مهارات احلضور أو مهارات إستجابية ومهارات تعبريية أو مهارات الرتكيز‪.‬‬
‫‪ .2‬مهرات ُجع املعلومات والتحليل مثل‪ :‬مهرات الوصف والتحليل ومهرات االستكشاف وتوجيه األسئلة‬
‫وطلب املعلومات‪.‬‬
‫‪ .3‬املهارات العملية والتطبيقية‪ :‬مهارات التوجيه ومهارات توفري املعونة ومهارات املواجهة مهارات احلوار‬
‫واملناقشة ‪.‬‬
‫‪ -28-6‬التعليمات الشفهية "‪:" Verbal Instruction‬‬
‫ويقصد هبا التوجيهات والنصائح اليت تمستخدم كأدلة أو مثريات وميكن استخدامها يف إحداث التغيري املطلوب‬
‫يف السلوك ويتم االسرتشاد هبا تدرجييا من املواقف البسيطة اىل املواقف األكثر صعوبة للسلوك الذي يتعامل هبا‬
‫الفرد‪.‬‬
‫‪ -9‬سلوك االنتفاء‪" Extention" :‬وهو تعلم الكف عن القيام بعمل ما أو إصدار استجابة أو الغاء التدعيم‬
‫الذي يلي السلوك ومنه جتاهل السلوك غري املرغوب وحني ينخفض معدل السلوك فإن االنتفاء يكون قد حقق‬
‫أتثريه ويستخدم يف حالتني مها‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا مل يكف العميل عن القيام بعمل من شأنه أن يقلل من معدل االستجابة لتعديل السلوك‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا أستمر العميل بفعل نفس السلوك ومل يستجب للتدعيمات السلبية‪ ،‬و يتم تطبيقه مع العمالء لكبح‬
‫ُجاحهم بعد أن استخدمت أساليب أخرى و مل حتقق فائدة مرجوة‪( .‬عبد املنصف حسن علي رشوان)‬

‫‪ -29-6‬فنية التدريب على حل املشكالت ‪: Problem Solving Skills‬‬

‫هناك عدة مراحل جيب اتباعها يف أثناء حل املشكلة املطروحة‪ ،‬وهي‪ :‬مرحلة إدراك وجود املشكلة وفيها يدرك‬
‫الفرد أبن لديه مشكلة‪ ،‬فمن املهم أن ينتبه إىل مشاعره عندما يكون متوتراً‪ ،‬مضطرابً‪ ،‬مثاراً‪ ..‬اخل‪ .‬فاملثري يذكرك‬
‫أبنك قلق فهناك شيء ما غري سليم‪ ،‬مرحلة خفض اإلاثرة عن طريق التوقف عن التفكري التلقائي (قف وفكر قبل‬
‫أن تتصرف)‪ ،‬فضبط النفس يكسر دائرة اإلاثرة املفرطة‪ ،‬وفرط اإلاثرة ميكن أن يستثري سلوكيات غري مرغوبة‪ ،‬ألهنا‬
‫تستطيع أن تقطع تسلسل حل املشكلة‪ .‬ومرحلة صياغة للمشكلة من خالل الرتكيز على املطلوب عمله‪ ،‬وليس من‬
‫خالل مسبب اإلحباط‪ ،‬وتقدير حجم املعلومات املتاحة‪ ،‬ث عرض املشكلة يف شكل ميكن حله بشكل إجيايب وهبذا‬
‫حندد اهلدف‪ .‬مرحلة التفكري بطريقة احلل البديل يشري إىل السلوك العقلي املنتج حللول بديلة عديدة ملشكلة واحدة‬
‫‪28‬‬
‫لالختيار من بينها مرحلة التفكري ابلعواقب فإذا فكر الفرد يف عواقب الفعل الذي سيقوم به‪ ،‬سواءٌ أكان على نفسه‬
‫أو على اآلخرين أو األشياء احمليطة به سيكف عن هذا الفعل‪ ،‬مرحلة تقييم النتائج من خالل النظر إىل السبب‪،‬‬
‫النتيجة والعالقات بينهما‪ ،‬التعلم من النتائج‪ ،‬و هل وصلت إىل اختيار جيد أم ال‪ ،‬تعلم األخطاء‪ ،‬جتنب لوم الذات‬
‫على حماولة تغيري التفكري الضعيف غري اجملدي‪ ،‬تعلم القيمة اإلسرتاتيجية حلل املشكالت‪.‬‬

‫‪ -30-6‬تقنية العالج التنفري "‪:" Aversion‬‬


‫أسلوب العالج ابلتنفري‪ ":‬هو طريقة تربط االستجابة بشيء منفر هبدف كف االستجابة وإطفائها‪ ،‬وتقوم على‬
‫حيمل العميل ويغرم شيئاً مادايً‬
‫ممارسة العميل ألدوار اجتماعية‪ ،‬تساعده على االستبصار مبشكلته‪ ،‬وذلك أبن ا‬
‫أومعنوايً إذا قام ابلسلوك غري املرغوب‪ ،‬وهذا يؤدي إىل تقليل ذلك السلوك مستقبالً‪.‬‬

‫خطوات تطبيق إجراءات املعاجلة ابلتنفري ‪:‬‬

‫تتمثل خطوات تطبيق إجراءات املعاجلة ابلتنفري يف ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬خالل جلسات املعاجلة يتبع املثري املنفر املعزز غري املقبول‪ ،‬والذي يراد التخلص منه مباشرة ويستمر اقرتاهنما‬
‫ملدة زمنية قصرية وبعد ذلك خيتفي كل من املثري واملعزز يف الوقت نفسه‪.‬‬

‫‪ -2‬يقرتن زوال املثري عادة بظهور مثري يريد املسرتشد أن حيصل عليه كمعزز بديل للمعزز غري املقبول‪.‬‬
‫‪ -3‬يقوم امل ِ‬
‫عدل بتنظيم الظروف البيئية وابلتايل حيصل املسرتشد على التعزيز يف حال اختياره للمعزز البديل وعزوفه‬
‫م‬
‫عن املعزز غري املقبول‪.‬‬

‫تكمن استعماالته يف‪:‬‬

‫يتم استخدام هذا األسلوب أثناء ممارسة املفحوص للعادة السرية‪ ،‬عندما تراود خياله جتربة مكروهة تعافها النفس‪،‬‬
‫يستخدم بفعالية يف عالج النشاط احلركي الزائد‪ ،‬السلوك العدواين‪ ،‬ومع حاالت االحنراف اجلنسي‪ ،‬اللزمات العصبية‪،‬‬
‫التدخني‪ ،‬اإلدمان‪ ،‬اجلنوح وحاالت السمنة الناجتة عن الشراهة يف الطعام‪.‬‬

‫إذن تمعترب الفنيات اليت تمستخدم يف العالج املعريف السلوكي‪ ،‬إذ تتيح هذه الفنية الفرصة للتنفيس االنفعايل‪،‬‬
‫تفريغ الشحنات‪ ،‬الرغبات الظاهرة واملكبوتة‪ ،‬ويتم ذلك من خالل متثيل سلوك أو موقف اجتماعي معني‪ ،‬كما لو‬
‫أنه حيدث ابلفعل‪ ،‬على أن يقوم املعاجل بدور الطرف اآلخر من التفاعل‪ ،‬احلوار واملناقشة‪ .‬ويتكرر لعب الدور حت‬
‫يتم تعلم السلوك املرغوب‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫التدرجيي‪.‬‬ ‫احملاضرة ‪ :4‬تقنية تقليل احلساسية التدرجيي أو التحصني‬
‫متهيد‪:‬‬
‫إن أكثر االجتاهات النظرية اليت أظهرت جناحا يف معاجلتها للمخاوف املرضية‪ ،‬كما دلت على ذلك الدراسات‬
‫التجريبية‪ ،‬هي نظرايت التعلم‪ ،‬و خاصة أساليب تقليل احلساسية التدرجيي‪ ،‬أو ما يسمى ابلتحصني التدرجيي‬
‫"‪ " systematic desensitization‬و اإلشراط املضاد "‪ " counter conditioning‬واإلشراط اإلجرائي‬
‫بواسطة تشكيل السلوك تدرجييا "‪ ،" shaping‬و قد شهدت السنوات املاضية اهتماما متزايدا لإلجراء املعروف‬
‫ابسم تقليل احلساسية التدرجيية‪ ،‬و الذي كان "جوزيف ويليب‪ "Joseph Wolpe ،‬قد طوره عام ‪ ،1958‬وصف"‬
‫وليب" أسس النظرية اليت استمد منها هذا اإلجراء يف كتابه "العالج النفسي ابلكف املتبادل"‪ ،‬فقد اقرتح أن تقليل‬
‫احلساسية التدرجيي هو أحد أشكال اإلشراط املضاد‪ ،‬ويعين استخدام قوانني التعلم هبدف استبدال االستجابة‬
‫أبخرى‪ ،‬حيث افرتض أنه ابإلمكان حمو استجابة مضادة هلا لوجود املثري الذي يستجرها و هذا ما يطلق عليه اسم‬
‫الكف املتبادل‪ .‬واالستجاابت املتناقضة ال ميكن أن حتدث يف وقت واحد‪ ،‬فعلى سبيل املثال ال يستطيع إنسان أن‬
‫يشعر ابخلوف والقلق وهو يف حالة اسرتخاء اتم ذلك أن االسرتخاء يكبح هذه االستجابة االنفعالية‪.‬‬
‫وقد أثبت "جوزيف وليب" يف كتابه أن ما يقرب من ‪ %90‬من حالة اخلوف والقلق اليت قام بعالجها "حنو‬
‫‪ 200‬حالة" شفيت ابستخدام هذا املبدأ‪ .‬املهم أن الفكرة العامة والرئيسية هلذا األسلوب العالجي حول إزالة‬
‫االستجابة املرضية "اخلوف أو القلق" تدرجييا من خالل استبداهلا بسلوك آخر معارض للسلوك املرضي عند ظهور‬
‫املوضوعات املرتبطة به‪( .‬إبراهيم‪ ،‬عبد الستار‪)1994،‬‬

‫يقوم العالج السلوكي بطريقة التحصني التدرجيي على تشجيع الشخص العصايب القلق على مواجهة مواقف‬
‫القلق تدرجييًّا‪ ،‬واهلدف الرئيسي من ذلك هو حتييد مشاعر املريض العصابية إبلغاء احلساسية املبالغ فيها حنو تلك‬
‫املواقف‪ ،‬و يكون ذلك خالل التعرض التدرجيي للمواقف املثرية للقلق مع إحداث استجاابت معارضة هلذا القلق‬
‫متاما خاصيته املهددة و يتحول إىل موقف حمايد‪ ،‬أي إىل أن‬ ‫أثناء عرض كل درجة منه إىل أن يفقد هذا املوقف ً‬
‫تلغي العالقة االشرتاطية بني املثري و االستجابة‪ ،‬وهذا ما سوف يقوم به‪( .‬إيهاب‪ ،‬الببالوي‪ ،2001،‬ص‪)177‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫العالج املعريف السلوكي هو أحد األساليب العالجية احلديثة‪ ،‬اليت هتتم بصفة أساسية ابملدخل املعريف السلوكي‬
‫لالضطراابت النفسية‪ ،‬فهذا األسلوب يهدف إىل إزالة األمل النفسي وما يشعر به الفرد من ضيق وكرب‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل التعرف على املفاهيم واإلشارات الذاتية اخلاطئة‪ ،‬والعمل على تصحيحها ومن ث تعديلها‪ .‬وتدريب املفحوص‬
‫على تغيري هذه االستجابة غري تكيفية والتعرف مكوانهتا األساسية وأسباهبا وعالقتها ابالضطراب‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫احملاضرة ‪ :5‬العالج بتقنية االسرتخاء ‪Relaxation‬‬
‫متهيد‪:‬‬
‫الشك أن الضغوط النفسية تعترب آفة العصر‪ ،‬و أهنا تزداد يوما بعد يوم‪ ،‬مما جيعلها متثل حجر الزاوية يف نشوء‬
‫االضطراابت النفسية‪ ،‬و بصفة خاصة مع ازدايد التقنية و مطالب احلياة‪ ،‬و كذلك تشابك ظروف احلياة يف عاملنا‬
‫املعاصر‪ ،‬فكل فرد متوتر أكثر عرضة للقيام بسلوكيات غري مرغوبة‪ ،‬بل قد تسبب له مشاعر سلبية مثل القلق‪،‬‬
‫فاالسرتخاء عامل عضلي نفسي يعمل على خفض التوتر‪ ،‬ألن اخلربة الذاتية ألي حالة من احلاالت الوجدانية هلا‬
‫ارتباط بعملية تقلص العضالت اليت ترافقها بشدة‪ ،‬مبعىن آخر إن هناك عالقة بني درجة التوتر العضلي وب ين‬
‫إدراك الفرد حلالته االنفعالية‪ ،‬فإذا زال التوتر العضلي تزول عن الفرد حالة التوتر النفسي الوجداين‪.‬‬

‫استخدام تقنية االسرتخاء العضلي كأسلوب عالجي‪ ،‬يعطي للعميل تصورا عاما لطبيعة اضطرابه النفسي‪ ،‬ويوضح‬
‫له أن ذلك االسرتخاء من أهم األساليب العالجية اليت تؤدي إىل خفض التوتر والقلق النفسي‪ ،‬كما أشار إليها‬
‫العديد من العلماء والباحثني يف هذا اجملال‪ ،‬ومما جيب ذكره للعميل‪ ،‬وأن تدريبات االسرتخاء اليت يتدرب عليها‬
‫املفحوص ما هي إال وسيلة لتنمية قدرته على التحكم يف الذات والتخلص السريع من االنفعاالت والقلق النفسي‪.‬‬
‫وهذا النوع من االسرتخاء حيقق اسرتخاء ملختلف العضالت بعد إدراك شعوري من العميل مبدى التوتر العضلي‬
‫الذي يتحقق عن طريق استخدام أجهزة التغذية الراجعة البيولوجية (‪ )Biofeedback‬اليت ِ‬
‫تبصر املفحوص أوالعميل‬
‫مبدى توتره العضلي‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف ابلتقنية االسرتخاء‪:‬‬

‫ويعترب عامل النفس األمريكي" جاكوبسون ‪ " Jacobsen‬من أوائل العلماء الذين حبثوا يف تدريبات االسرتخاء‬
‫وتطبيقاهتا يف جمال العالج النفسي‪ ،‬وقد توصل إىل أن حالة االسرتخاء خربة مضادة حلالة القلق واالنفعاالت احلادة‪،‬‬
‫وتقوم الفكرة األساسية لفنية االسرتخاء على أن اجلسم يف حالة القلق واالنفعاالت احلادة يتعرض لعمليتني مها الشد‬
‫العضلي والتوتر النفسي‪ ،‬وتكون ُجيع عضالت اجلسم مشدودة يف درجة توازي التوتر النفسي الذي يكون عليه‬
‫اإلنسان يف حالة القلق‪ ،‬وإذا مت إيقاف أو حتويل حالة التوتر والشد العضلي جلسم اإلنسان إىل حالة من االسرتخاء‪،‬‬
‫فإن التوتر النفسي ال ميكن أن يستمر على نفس الوضع‪ ،‬إمنا يتحول إىل حالة من االسرتخاء مما خيفض درجة القلق‬
‫متوترا جسميًا ومسرتخيًا نفسيًا يف آن واحد‪( .‬حسام الدين عزب‪،1981 ،‬‬
‫عند اإلنسان‪ .‬وبذلك ال يكون اإلنسان ً‬
‫‪)111‬‬

‫‪31‬‬
‫الشخص أثناءها اكتساب القدرة على الرتكيز‪ ،‬واإلحياء‬
‫م‬ ‫ومن املفيد يف إجناح هذه عملية االسرتخاء أن حياول‬
‫يستخدم شريطًا مسجالً لالسرتخاء التصاعدي أو إن كان ميارس التدريب مبعاونة املعاجل‪ ،‬فيتم بذلك‬
‫م‬ ‫أيضا إن كا َن‬
‫ً‬
‫تدريب التفكري على الرتكيز يف عملية الشد و اإلرخاء ‪ ،‬فإذا الحظ الشخص أن تشتتا ما يعرتي انتباهه و أفكاره‬
‫ينصح ال مبقاومة هذه املشتتات وإمنا فقط بتجاهلها وإعادة تركيزه إراداي إىل اإلحساس ابجلسد أو العضالت‪،‬‬
‫فإنهم م‬
‫تستخدم ملكةم التخيل للمساعدة على حتقيق أكرب‬
‫َ‬ ‫أيضا أن‬
‫أو إىل الرتكيز يف صوت الشريط أو املعاجل‪ ،‬ومن املكن ً‬
‫وقت ممكن‪ ،‬فيستطيع الشخص من خالل خلق صوٍر ٍ‬
‫ذهنية للحظات حياته اليت كان‬ ‫قد ٍر من االسرتخاء يف أقصر ٍ‬
‫ٍ‬
‫األمر بتدريبات االسرتخاء‬ ‫حيقق أكرب قد ٍر من القضاء على التوتر‪ .‬وعندما م‬
‫يتعلق م‬ ‫يعيشها مبشاعر هادئة وفياضة أن َ‬
‫الشخص تدريبات االسرتخاء‬
‫م‬ ‫يتقن‬
‫يف حاالت املشكالت املتعلقة بصورة اجلسد فإن للتخيل وظيفةً أخرى‪ ،‬فبعد أن َ‬
‫وتصبح عمليةً سهلةً ابلنسبة له‪ ،‬يبدأ املعاجلم يف إرشاده إىل كيفية التدرب التدرجيي من خالل التخيل أوالً على‬
‫م‬
‫هناك من حيجمون عن‬ ‫ٍ‬
‫بشكل أو آبخر لآلخرين‪ .‬فعلى سبيل املثال َ‬ ‫معرى‬
‫التعرض للمواقف اليت يكو من جسدهم فيها ًّ‬
‫يرشد املعاجلم الشخص إىل أن يبدأ يف ختيل نفسه يف ذلك‬
‫نظرا خلجلهم من هيئة أجسادهم‪ ،‬وهنا م‬ ‫ممارسة الرايضة ً‬
‫يج‬
‫أيضا تدر م‬
‫حيدث حالة االسرتخاء اليت تعود على إحداثها والدخول فيها بنفسه‪ ،‬ومن املمكن ً‬ ‫َ‬ ‫املوقف بعد أن‬
‫حبيث ال ينتقل الشخص من ٍ‬
‫مرحلة إىل املرحلة اليت تليها إال بعد إتقان املرحلة‬ ‫املواقف املتخيلة من األسهل لألصعب م‬
‫م‬
‫يستغل‪ ،‬حالة اهلدوء اليت حيدثها يف نفسه يف مساعدته على‬
‫َّ‬ ‫يعلم الشخص أن‬‫يستغل املعاجلم أو م‬
‫ُّ‬ ‫األوىل متاما‪ ،‬فهنا‬
‫ينتقل بعد ذلك إىل أداء‬
‫يتقن الشخص كل املراحل املطلوبة من خالل التخيل م‬‫مواجهة ما خيشى مواجهته‪ ،‬وعندما م‬
‫نفس املواقف يف احلياة الواقعية‪)Polonsky , W.H. 2001, p10( .‬‬

‫فعملية االسرتخاء تساعد على إطالق التوتر والقلق‪ ،‬مما ينتج عنه توافق أفضل مع املوقف الذي سبب القلق‪،‬‬
‫كما أن إطالق التوتر العضلي ِ‬
‫حيسن قدرة الفرد على االستماع ملا يقوله اآلخرون والتفكري بشكل أفضل‪ ،‬ومن ث‬
‫التفاعل مع احلدث بطريقة إجيابية‪( .‬بشري‪ ،‬الرشيدي‪ ،‬راشد‪ ،‬على‪ ،2000،‬ص ص ‪)302 –300‬‬

‫ترجع الدراسة املنظمة لالسرتخاء إىل كتاب االسرتخاء التصاعدي (‪ )Jacobson,1964‬ملؤلفه جاكبسون‪،‬‬ ‫م‬
‫ميكن أن يؤدي إىل الكثري من التحسن يف العديد من االضطراابت‬
‫الكاتب أن استخدام طرق االسرتخاء م‬ ‫م‬ ‫بني‬
‫حيث َ‬
‫م‬
‫االكتئاب‪ ،‬اللياقة الصحية البدنية والنفسية‪ ،‬وتاله بعد ذلك‬
‫م‬ ‫النفسية والضغوط احلياتية املختلفة ومنها القلق‪ ،‬و‬
‫يستخدم كطريقة ملساعدة‬
‫م‬ ‫الكثريون من املعاجلني السلوكيني يف استخدام وتطوير أساليب تدريبات االسرتخاء‪ ،‬فأصبح‬
‫مصدرا لإلاثرة االنفعالية لديه (كالظهور أو احلديث أمام‬
‫ً‬ ‫الشخص على اكتساب اهلدوء إزاء املواقف اليت قد تكو من‬
‫الناس‪ ،‬أو املقابالت الشخصية عند الرتشح لعمل ما على سبيل املثال)‪ ،‬واكتساب املعانني من عدم الرضا عن صورة‬
‫ستجعل قدرهتم على مواجهة املواقف اليت يتجنبوهنا أكربم بكث ٍري‪.‬‬
‫م‬ ‫أجسادهم ملهارة القدرة على االسرتخاء‬
‫(‪)Jacobson , E. 1964, p110‬‬

‫‪32‬‬
‫العديد من اإلشارات إىل أمهية‬
‫َ‬ ‫جيد‬
‫ئ لقانون ابن سينا‪ ،‬ولغريه من علماء العرب واملسلمني القدماء م‬
‫لعل القار َ‬
‫ابتعادا عن الضجيج‪ ،‬كطر ٍيق للصحة النفسية والبدنية على حد‬
‫الراحة واالسرتخاء‪ ،‬ابلصالة واالنعزال املؤقت ً‬
‫سواء‪( .‬إبراهيم‪ ،‬عبد الستار‪ ،1998 ،‬ص ‪)238‬‬

‫‪ -2‬طرق تطبيق تقنية االسرتخاء‪:‬‬

‫يتم التدريب على االسرتخاء يف غرفة هادئة ذات إضاءة خافتة‪ ،‬وتكون بعيدة عن الضوضاء اخلارجية‪ ،‬ومن‬
‫األفضل أن تشتمل الغرفة على أريكة‪ ،‬حت ميكن تسيري االسرتخاء عن طريق استلقاء العميل عليها‪ ،‬فإذا مل توجد‬
‫األريكة‪ ،‬ميكن استخدم كرسي كبري ومريح‪ ،‬ويف املعتاد أن يستغرق التدريب على االسرتخاء من جلستني إىل ثالث‬
‫جلسات‪ ،‬كما ميكن ملعاجل أثناء التدريب أن يستعمل بعض الكلمات املشجعة واملساعدة مثل‪ " :‬خذ نفسا عميقا‪،‬‬
‫احتفظ بعضالتك مسرتخية‪ ،‬الحظ كيف حتس اآلن أن عضالتك دافئة وثقيلة‪ ،‬ومسرتخية‪ .‬ويف مايلي عرض مفصل‬
‫هلذه التمارين‪:‬‬

‫التمرين األول‪ :‬تدريبات التنفس‪:‬‬

‫التمرين الثاين‪ :‬تدريبات الذراعني‪:‬‬

‫التمرين الثالث‪ :‬تدريبات الرجلني‪.‬‬

‫التمريـن الرابع‪ :‬عضالت الكتفني‪:‬‬

‫التمرين اخلامس‪ :‬عضالت الوجه‬

‫عضـالت اجلبهة‪:‬‬

‫عضـالت العينني‪:‬‬

‫عضـالت الفكني‪:‬‬

‫التمرين السادس‪ :‬عضلة الرقبة‪.‬‬

‫التمرين السابع‪ :‬عضالت الصدر‪.‬‬

‫التمرين الثامن‪ :‬عضالت الظهر‪.‬‬

‫التمرين التاسع‪ :‬عضالت البطن‪.‬‬

‫التمرين العاشر‪ :‬عضالت الرجلني‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫وأخرياً بعد أن قمت إبجراء تدريبات االسرتخاء على ُجيع عضالت اجلسم‪ ،‬حاول أن جتري ُجيع التدريبات‬
‫اآلن‪ ،‬مع الرتكيز على الفرق بني حاليت الشد واالسرتخاء بعد االنتهاء من كل مترين‪ .‬كذلك حاول أن تستمتع حبالة‬
‫االسرتخاء اليت تكون عليها بعد االنتهاء من التمرينات‪ ،‬قد تواجهك بعض الصعوابت مع بعض العضالت‪ ،‬فهذا‬
‫األمر معتاد‪ ،‬وجيب أن ال يقلقك‪ ،‬بل حاول تكرار التمرين حت تشعر ابلفرق بني احلالتني وتستمتع به‪ ،‬إنه من املهم‬
‫أن تصل إىل هذه املرحلة و إال لن حتصل على نتائج إجيابية من تدريباتك على االسرتخاء‪.‬‬

‫‪ -3‬استعماالت تقنية االسرتخاء‪:‬‬

‫تقنية االسرتخاء تعترب أمر مطلوب يف حد ذاته يف مواجهة الضغوط النفسية وما ينشأ من قلق‪ ،‬خماوف‪ ،‬تشتت‬
‫أو تزاحم يف األفكار‪ ،‬بل وما ينتج عن هذه الضغوط من اضطراابت نفسية وفسيولوجية مثل‪ " :‬العمليات اجلراحية‪،‬‬
‫ضغط الدم‪ ،‬السكري‪ ،‬قرحة املعدة وأمراض القلب"‪ ،‬بل أن بعض العلماء يرجع مرض السرطان إىل هذه الضغوط‪،‬‬
‫جدا‪ .‬من العمل معهم ألنه يعمل‬ ‫وهلذا حيتاج املعاجل أن يستخدم أسلوب االسرتخاء مع مرضاه يف مرحله مبكرة ً‬
‫على هتدئته الفرد‪ ،‬ومن أكثر طرق االسرتخاء شيوعا هي برامج العالج اليت طورها "جاكوبسون "‪.‬‬

‫(حممد‪ ،‬حمروس الشناوي و حممد‪ ،‬السيد عبد الرمحن‪ ،1998 ،‬ص‪)83‬‬

‫خالصة‪:‬‬
‫كما أن مواجهة الفرد لتلك املواقف وهم يف حالة االسرتخاء سيقلل جدا من األفكار السلبية التأثري اليت عادة‬
‫ما هتاُجهم وال يستطيعون مقاومتها وهم يف حالة التوتر‪ ،‬فمن املمكن للمدرب على االسرتخاء أن يسرتخي يف ُجيع‬
‫املواقف اليت يريد االسرتخاء فيها حت و هو يقود سيارته مثالً‪ ،‬ألن االسرتخاء ال يشرتط فيه أن يكو َن كليا‪ ،‬مبعىن‬
‫ميكن أن يبقيها الشخص يف حالة اسرتخاء‪ ،‬وهذا‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫أن بعض العضالت اليت ال نستخدمها يف موقف أو نشاط معني م‬
‫كثريا يف التقليل من مستوى توتره يف ذلك املوقف‪ ،‬و من األفضل أن يبدأ الشخص بتدريب عضو‬ ‫ما يساعدهم ً‬
‫واحد أو جمموعة واحدة من العضالت من أعضاء جسده على االسرتخاء‪.‬‬

‫احملاضرة ‪ :6‬علم النفس اإلنسان‪.‬‬


‫تستند العالجات النفسية اإلنسانية واليت تمعرف أيضا ابسم "العالجات التجريبية" على علم النفس اإلنساين‪،‬‬
‫وقد ظهرت هذه العالجات كرد فعل على كل من املدرسة السلوكية والتحليل النفسي‪ ،‬ويطلق عليها اسم " القوة‬
‫الثالثة"‪ ،‬وهتتم هذه العالجات ابلتنمية البشرية واحتياجات الفرد‪ ،‬مع الرتكيز على معىن الذاتية‪ ،‬ورفض احلتمية‪،‬‬
‫واالهتمام ابلنمو اإلجيايب بدال من االهتمام ابألمراض‪ .‬يفرتض البعض قدرة اإلنسان الكامنة علي حتقيق أقصى قدر‬
‫من إمكاانته‪ ،‬والنزعة لتحقيق ذاته‪ ،‬وتكمن مهمة هذا العالج يف خلق بيئة متناغمة تزدهر فيها هذه القدرة والنزعة‪،‬‬

‫‪34‬‬
‫وابلتايل فإن جذور علم النفس اإلنساين ميكن أن توجد يف الوجودية االعتقاد أبن اإلنسان ميكنه أن جيد املعىن من‬
‫خالل إنشائه ‪ ،‬وهذا هو هدف العالج الوجودي‪ ،‬والعالج الوجودي بدوره مرتبط فلسفيا بعلم الظواهر‪.‬‬

‫يهتم العالج املتمركز حول العميل إبظهار املعاجل حلالة من االنفتاح والتعاطف التقدير اإلجيايب غري املشروط جتاه‬
‫العميل‪ ،‬وذلك ملساعدته على التعبري عن ذاته وتطويرها‪.‬‬

‫أيخذ العالج اجلشطاليت والذي كان يمسمي يف األصل "العالج ابلرتكيز"‪ ،‬الشكل التجرييب‪ -‬الوجودي‪ ،‬حيث‬
‫يمسهل من عملية الدراية جتاه السياقات املختلفة يف احلياة‪ ،‬من خالل االنتقال من احلديث عن املواقف البعيدة نسبيا‬
‫إىل العمل واخلربة املباشرة احلالية‪ ،‬وهناك شكل من أشكال العالج اإلنساين أكثر إجيازا‪ ،‬وهو هنج " املعطيات‬
‫البشرية"‪ ،‬والذي عمرض عام ‪ ،1989‬وأيخذ شكل التمركز علي احلل‪ ،‬اعتمادا على حتديد االحتياجات العاطفية‬
‫كاحلاجة لألمن واحلكم الذايت و االتصال واالجتماعي‪ ،‬ويستخدم هذا النهج طرق تربوية ونفسية خمتلفة ملساعدة‬
‫الناس على تلبية تلك االحتياجات بشكل كامل ومناسب‪.‬‬
‫)‪(Deci. Edward ; L .Ryan ; Richard. M 1985,p10‬‬

‫احملاضرة ‪ :7‬روجرز العالج النفسي املتمركز حول العميل‪.‬‬


‫متثل العالقة الفريدة بني املفحوص و املعاجل مركبة أو وسيلة لتحقيق العالج‪ ،‬وقد بدأت بعض املواضيع‬
‫الفكرية ذات الصلة ابلعالج النفسي يف الظهور خالل عقد ‪ 1950‬اعتمادا علي أعمال "كارل روجرز وأبراهام‬
‫ماسلو"‪ ،‬والتسلسل اهلرمي لالحتياجات البشرية‪ ،‬وقد جلب روجرز العالج النفسي املتمركز حول الشخص إىل‬
‫االنتباه العام‪ ،‬وكانت هناك متطلبات أساسية للعالج أبن يستلم (العميل أو املريض أو املفحوص) ثالثة "حاالت"‬
‫أساسية من مستشاره أو معاجله‪ :‬التقدير اإلجيايب غري املشروط ويوصف أحياان بـ" تثمني أو تقدير" إنسانية العميل‪،‬‬
‫والتزامن أو التعاون بني املعاجل و املفحوص ‪ ،‬والفهم التعاطفي للمفحوص‪ .‬وكان يمعتقد أن هذا النوع من التفاعل‬
‫سيمم اكن العميل من الوصف والتعبري الكامل عن نفسه‪ ،‬وابلتايل يتطور وفقا لقدراته الفطرية‪.‬‬

‫(كريستني نصار‪ ،1998 ،‬ص ‪)66‬‬

‫وتشري (‪ )Roberta Greene, 1991‬إىل أن العالج املتمركز حول العميل يرتكز على األطر النظرية األساسية‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلميان بقيمة اإلنسان وأنه ميتلك القدرات واإلمكانيات والقدرة على استثمارها من خالل عملية االستثمار‬
‫الذايت‪.‬‬

‫‪ -2‬عملية االستثمار الذايت (وهي القدرة على توظيف الطاقات الكامنة يف الوصول إىل التوافق النفسي‬
‫واالجتماعي)‪ ،‬هي عملية مستمرة مدى احلياة‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫‪ -3‬اإلنسان يستطيع أن حيقق النمو النفسي واالجتماعي مت ما توفر املناخ اإلجيايب الذي يساعده على ذلك‪.‬‬
‫‪ -4‬االحرتام والتعاطف والعالقة املهنية هي مقومات العملية العالجية ومت ما توفرت أنشأت حالة من االستقرار‬
‫تساهم يف دفع عملية العالج حنو حتقيق أهدافها‪.‬‬
‫‪ -5‬دور األخصائي االجتماعي هو دور املساعد وليس األساسي يف العملية العالجية ويقع على عاتقه توفري االحرتام‬
‫والتقدير‪.‬‬
‫‪ -6‬الرتكيز على املوقف احلايل واآلين وما يرتبط به من مشاعر وسلوك حيضرها العميل للعملية العالجية‪.‬‬

‫الوصول إىل معرفة العميل لذاته هو اهلدف النهائي للعالج فإذا ما حتقق ذلك أصبح العميل قادراً على‬ ‫‪-7‬‬
‫التمتع ابالستقالل يف الشخصية والتكامل يف وظائفها‪)Cain, D. J. 1988, pp 353-390) .‬‬

‫احملاضرة ‪ :8‬العالج الزواجي‪.‬‬


‫متهيد‪:‬‬
‫تثري التفاعالت الزواجية اإلجيابية مشاعر الدودة‪ ،‬احلب‪ ،‬األلفة بني الزوجني‪ ،‬واليت تنمي التوافق الزواجي‪ ،‬الرضا‪،‬‬
‫السعادة الزوجية‪ ،‬كما تثري التفاعالت الزواجية السلبية مشاعر العدائية‪ ،‬النفور‪ ،‬اليأس بني الزوجني‪ ،‬ومن ث تنشأ‬
‫بينهم االختالالت الزواجية‪ ،‬ويظهر الكرب واالنفصال العاطفي وغريها من العالقات الزواجية املضطربة اليت تؤثر‬
‫على الزوجني وعلى استمرار العالقة بينهما ابلسلب‪ ،‬هلذا ختصص تقنية العالج الزواجي" ‪Techniques de‬‬
‫‪ " Thérapie Conjugale‬بزوجني فقط املرأة والرجل‪.‬‬
‫‪ .1‬تعريف تقنية العالج الزواجي‪:‬‬
‫هو مدخل عالجي يهدف إىل التقليل من حدة اخلالفات الزوجية‪ ،‬من خالل تفعيل جوانب التواصل العاطفي‬
‫الزوجني‪( .‬إكرام‪ ،‬بنت حممد الصاحل‪ ،2017،‬ص ص ‪)99-98‬‬ ‫يف العالقة الزوجية‪ ،‬وتدعيم عوامل االرتباط والقبول بني‬

‫العالج الزواجي هو أعمق من االستشارة النفسية‪ ،‬حبيث حيرص املعاجل على دراسة احلاالت النفسية لكل من‬
‫الزوجني على صعيد فردي وُجاعي‪ ،‬لكي يتمكن من حل املشاكل النفسية يتفادى مضاعفاهتا وأتثريها على العالقة‬
‫الزوجية‪.‬‬

‫‪.2‬أهداف تقنية العالج الزواجي‪:‬‬

‫‪ .1‬احلد من اخلالفات الزوجية ومساعدة الزوجني على التفاهم والتقارب أكثر‪.‬‬


‫‪ .2‬معاجلة املشاكل واالضطراابت النفسية الشخصية عند الزوجني مثل مشكل النرجسية‪.‬‬
‫‪ .3‬التخفيف من مضاعفاهتا على أفراد العائلة على الصعيدين الشخصي واألسري‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ .4‬تفادي خطر اإلصابة ابألمراض اجلسدية املرتبطة ابالضطراابت النفسية يف حال تفاقمها‪ ،‬وجتناب أتثري املضاعفات‬
‫على منط حياة األفراد ومحايتهم من ادمان العالقة‪.‬‬
‫‪ .5‬تعزيز الرتابط والتعاون بني الزوجني يساعد يف للمشاكل واالضطراابت النفسية واليت تنعكس سلباً على عالقتهما‬
‫أبطفاهلما‪.‬‬
‫‪ .6‬تشجع هذه التقنية األزواج على سرد قصص عن مشكلتهم‪ ،‬حبيث يطلب املعاجل من الزوجني وصف إحدى‬
‫مشاكلهما ث يساعد كل منهما اآلخر على حتديد األجزاء السلبية من السرد‪ ،‬لذلك جيد األزواج طرقًا جديدة‬
‫للتعامل مع مشاكلهم القدمية‪.‬‬
‫‪.3‬خطوات تطبيق تقنيات العالج الزوجي‪:‬‬

‫طورها العامل "جون جومتان ‪ ،" Jean Gottman‬أستاذ علم النفس يف جامعة واشنطن استخدام هذه الطريقة من‬
‫التقنيات العالجية لزايدة احلب واملودة بني األزواج‪ ،‬ويعتمد هذا العالج على سبعة مبادئ يتم تعديلها وف ًقا‬
‫الحتياجات وأمناط األزواج‪:‬‬
‫‪ .1‬وضع خطط احلب‪ :‬هذا املبدأ يعلم األزواج أن يكونوا على دراية مستمرة ابحلياة اليومية لبعضهم البعض‬
‫وأهدافهم وقيمهم وتطلعاهتم وأحالمهم‪.‬‬
‫‪ .2‬التعبري عن احلب واملودة‪ :‬من خالل هذا‪ ،‬يتمكن األزواج من تقدير تفرد بعضهم البعض واختالفاهتم‬
‫واالستمتاع وتعلم التعايش على الرغم من االختالفات‪.‬‬
‫‪ .3‬بدالً من االبتعاد عن بعضكما البعض‪ ،‬اقرتاب من بعضكما البعض‪ :‬يتم تشجيع األزواج على االهتمام‬
‫املستمر حت أبكثر األمور تفاهة اليت تبدو مهمة للشريك‪.‬‬
‫‪ .4‬احصل على نظرة إجيابية‪ :‬يسمح العالج الزوجي أو العالج الزواجي لألزواج برؤية اإلجيابيات والنظارات‬
‫نصف املمتلئة بدالً من إلقاء اللوم على بعضهم البعض على كل ما يفعلونه‪ .‬هذا يساعد على بناء الثقة بينهما‪.‬‬
‫‪ .5‬إدارة الصراع‪ :‬يتمكن األزواج من قبول أتثري بعضهم البعض يف حياهتم والتحدث عن مشاكلهم‪ ،‬وحتدث‬
‫عن خمتلف الصراعات النفسية اليت يعايشوهنا أبرحيية‪.‬‬
‫‪ .6‬اجعل أحالم احلياة تتحقق‪ :‬ال ميكن أن تكون أحالمك خمتلفة ً‬
‫متاما عن أحالم زوجك‪ .‬يساعد الزواج‬
‫معا لتحقيق هذا املستقبل‪ .‬تساعدك طريقة "جومتان" على فهم ذلك‪.‬‬
‫األزواج على بناء مستقبل مشرتك والعمل ً‬
‫‪ .7‬لديك رابطة قوية ‪:‬ال حيدث الرابط القوي بني األزواج إال عندما يثري كل منهم حياة اآلخر ويساعد كل‬
‫منهما اآلخر يف العثور على معىن يف احلياة‪.‬‬
‫خالصة‪:‬‬

‫إن خمتلف التدخالت العالجية مع األزواج تساعدهم على جتاهل أخطاء املاضي‪ ،‬والرتكز أكثر على اجلانب‬
‫اإلجيايب يف زوج أو زوجة‪ ،‬قد يطلب املعاجل من الزوجني تسجيل اللحظات السعيدة اليت مروا هبا‪ ،‬ث يشرح ملاذا‬

‫‪37‬‬
‫كانوا سعداء يف تلك اللحظات‪ ،‬فيتيح ذلك للزوجني الرتكيز على اللحظات اإلجيابية واالستمتاع هبا‪ ،‬وميكن لألزواج‬
‫السعي وراء النوااي اإلجيابية يف السلوك السليب لشريك احلياة وتفسريها تفسري اجيايب‪ ،‬وابلتدريج سيكون الزوجني‬
‫قادرين على االستماع‪ ،‬وفهم بعضهم البعض‪ ،‬وحل مشكالهتما الزوجية بكل هدوء‪.‬‬

‫احملاضرة ‪ :9‬تقنية العالج األسري‪.‬‬


‫متهيد‪:‬‬
‫تطورا هائالً يف ممارسة اخلدمة االجتماعية‪ ،‬إال أنه تولاد عنه بعض االنتقادات‬
‫إن ظهور العالج األسري أحدث ً‬
‫متاما ابلنسبة حلركة التحليل النفسي‪ ،‬حيث حول‬‫اليت وجهت لنظرية اخلدمة االجتماعية وممارستها‪ ،‬مثل ما حدث ً‬
‫بشدة اهتمام األخصائيني االجتماعيني للرتكيز على العمليات النفسية الداخلية‪ ،‬أكثر من تركيز االهتمام على‬
‫العوامل الدينامية األخرى‪ ،‬واليت هلا عالقة بطبيعة املشكلة وعلى الرغم من اعرتاف املعاجلني األسريني أبمهية أداء‬
‫الفرد داخل األسرة إال أهنم مل يرحبوا بفكرة العالقات العالجية املنفردة يف ضوء استخدامهم للعالج األسري‪ ،‬مما‬
‫ساعد على ضعف العالقة بني املداخل األسرية واملداخل الفردية‪.‬‬

‫‪ .1‬تعريف العالج األسري ‪:‬‬

‫فعالة يف العالقات‬
‫العالج األسري عرفه " فرج عبد القادر طه" ‪ ":‬أبنه أسلوب منظم يهدف إىل حتقيق تغريات ا‬
‫األسرية أو الزوجية املضطربة غري الصحي‪ ،‬وذلك من خالل عمليات تفاعل صحي بني أفراد األسرة وتوفري الفرص‬
‫احملققة له حتت توجيه املعاجل‪ ،‬واهلدف النهائي هو البحث عن الطرق املؤدية لتحقيق تعايش بني ُجيع أفراد األسرة‬
‫حبيث يتحقق أفضل صور التفاعل اإلجيايب‪ ،‬وختتزل بذلك مواقف الصراع والتصادم‪ ،‬كما أن موقف العالج األسري‬
‫دائما تفاعلي ووحدة متكاملة‪ ،‬وال يكون املدخل إال مدخالً ُجعيًا ‪ ،‬أي أنه موقف البد من أن يشمل كل أو معظم‬
‫ً‬
‫أفراد األسرة وبدرجات متفاوتة وف ًقا ملوقع وأمهية كل فرد فيها‪ ،‬فالعالج األسري أحد اجتاهات املمارسة احلديثة يف‬
‫طريقة العمل مع احلاالت الفردية ويهدف إىل تغيري بعض عناصر نسق العالقات األسرية ذات التأثري السليب على‬
‫قيام األسرة وأعضائها بوظائفهم‪ .‬فالعالج األسري أو العالج اجملمعي هو ذلك العمل الذي يقوم به املعاجل مع‬
‫األزواج والعائالت‪ ،‬كما أنه يركز على العالقات األسرية ابعتبارها عامال مهما يف جمال الصحة النفسية‪ .‬ويهتم هذا‬
‫كثريا ابلعالقات وأساليب التفاعل بني األشخاص وال سيما مالحظة كيف أن التغيري الذي يطرأ‬ ‫العالج النفسي ً‬
‫على أحد األفراد سوف يؤثر على اجملموعة أبكملها‪ .‬ويتم توجيه العالج األسري هنا ملعظم أفراد اجملموعة كلما أمكن‬
‫ذلك‪ .‬وميكن أن تشمل أهداف العالج األسري يف هذه احلاالت تعزيز التواصل بني أفراد اجملموعة‪ ،‬وترسيخ الدور‬
‫الصحي ومساع أفراد اجملموعة وهم يعربون عن مشاعرهم ومشكالهتم ومناقشة السلوكيات والتحدايت واملشكالت‬

‫‪38‬‬
‫املشرتكة فيما بينهم‪ .‬ومن أشهر علماء النفس املسامهني يف جمال العالج األسري "جون جومتان وجاي هايل وسو‬
‫ساتري"‪)Bitter, J. & Corey. G, 2001( .‬‬ ‫جونسون وفرجينيا‬

‫اذن العالج األسري هو أسلوب خمطط يركز على التدخل يف نواحي سوء التكيف األسري‪ ،‬وهو يهدف إىل‬
‫حتسني التوظيف الدينامي لألسرة كوحدة كلية‪ ،‬ويعترب استخدام أشكال اجللسات األسرية هي الوسيلة العالجية‬
‫األساسية فيه وهذا ال مينع من استخدام املقابالت الفردية أو اجلماعية إذا تطلب األمر ذلك‪.‬‬

‫‪ .3‬أهداف العالج األسري‪:‬‬

‫مستخدما التأثري على مناطق الضغط األسري‬


‫ً‬ ‫‪ .1‬إحداث تغريات يف بيئة صاحب املشكلة هو الذي تقدم ابملشكلة‬
‫خاصة تلك اليت يفرضها أي فرد من أفراد النسق األسري‪ ،‬كما أنه يهدف إىل زايدة إشباع غالبية احتياجات أعضاء‬
‫األسرة‪ ،‬ومساعدهتم على تناول مشكالهتم بطريقة بناءة‪.‬‬

‫‪ .2‬احملافظة على التجانس الداخلي لألسرة يف ديناميتها وتفاعلها الدائم مع احمليط اخلارجي يف تغري مستمر حسب‬
‫املستجدات اخلارجية وحسب منو أفرادها‪ ،‬فعندما يهتـز التجانس األسري يبذل خمتلف األفراد الكثري من الطاقة‬
‫(‪)V. Satir, 1982,p14‬‬ ‫للمحافظة عليه‪.‬‬

‫‪ .3‬العمل على وضع حدود مناسبة الحتياجات األسرة وحتقيق التوازن فيها‪ ،‬والقدرة على جعل األسرة تتغري من‬
‫حيث تنظيمها ومكانة أفرادها للتكيف مع وضعية جديدة‪ ،‬حيث أن فقدان أحد األفراد يعيد تنظيم كل النسق‪،‬‬
‫فتتغري املكانة والعالقات وكل فرد عليه اختاذ مكانة جديدة وفقا لآلخـرين‪ ،‬هذا التغري ينشئ نسق جديد متكيف‬
‫(‪)Picard, D, 1998, p69‬‬ ‫مع الواقع اجلديد‪.‬‬

‫‪ .5‬مساعدة األسرة على رفع مستوى األداء االجتماعي وأداء وظائفها بشكل أفضل‪.‬‬

‫‪.6‬مساعدة على تساوي األعراض مع الغاايت يف حالة تصلب النسق‪ ،‬ومقاومته للتغري تظهر األعراض اليت تؤدي‬
‫وظيفة احملافظة على التجانس‪ ،‬فاألزمات األسرية تتناسب مع عدم قدرة النسق املتصلب على استدخال التغري ‪.‬‬
‫(‪)Marc.E ; Picard .D,1989,p196‬‬
‫‪ .7‬فهذه الطاقة داخل النسق بفعل االضطراابت العالئقية قد تصبح سلبية وتؤثر على الطفل فتظهر عليه األعراض‬
‫(‪)Scelle,R,1997 , p52‬‬ ‫وابلتايل جيسد الطفل معاانة اجلماعة األسرية‪.‬‬

‫(‪)Mannoni, M,1964, p79‬‬ ‫‪ . 8‬فهم وتفسري األعـراض اليت تظهر عند الـطـفـل و اليت قد يكون اآلابء مصدرها‬

‫‪39‬‬
‫ختتلف أهداف العالج األسري من أسرة ألخرى‪ ،‬حسب نوع التغري املطلوب لذلك جيب أن يسأل املعاجل‬
‫األسري كل فرد فيها عن ما يتمناه من تغريات‪ ،‬وعليه أن يناقش هذه التغريات حت يصل إىل ما حيقق التوازن‬
‫السليم الذي حيقق إشباع احتياجات أعضائها‪.‬‬

‫‪ .4‬مراحل العالج االسري‪:‬‬

‫العملية العالجية تتطلب ثالثة مراحل مهما كان مستوى االضطراب ومدى انتشاره‪:‬‬

‫‪.1.4‬املرحلة األوىل‪ :‬يتم فيها حتديد األعراض والتعرف على االضطراابت الدافعة هلا‪ ،‬وتوضيح طبيعة العالقات‪،‬‬
‫االتصاالت وثقافة احلياة األسرية‪ .‬ث حياول األخصائي النفساين يف هذه املرحلة جذب أفراد األسرة للمسامهة يف‬
‫العالج‪ ،‬وتشمل هذه املرحلة املهام اآلتية‪:‬‬

‫‪.1‬االجتماع األول ينطوي على مقابلة اجلماعية‪ ،‬فيها يقوم بتعريف نفسه لألسرة‪ ،‬ويالحظ يف نفس الوقت هذه‬
‫األسرة من حيث‪ ":‬تقدمها للجلوس يف أماكن حمددة‪ ،‬فيكتشف دور كل فرد منها "القائد والتابع‪..‬اخل"‪ ،‬وكيفية‬
‫عرض املشكلة‪ ،‬وتنتهي هذه املهمة أبنه يضع القواعد األساسية للمقابالت الالحقة‪.‬‬

‫‪ .2‬عرض املشكلة يف هذا اجملال يسأل األخصائي عن ما هي املشكالت‪ ،‬وماذا تريد األسرة‪ ،‬وفيها يعرض جوانب‬
‫االختالف وكيفية إدارة احلوار‪ ،‬عليه حينها أن يالحظ التفاعل بني أفراد األسرة‪ ،‬ويف هذا حياول األخصائي أن يعيد‬
‫صياغة املشكلة على أهنا ختص األسرة وليس الفرد صاحب املشكلة فقط‪.‬‬

‫‪ .3‬التفاعل أو وضع القواعد‪ ":‬ويعين ذلك أن األخصائي حياول أن يمدخل كل أفراد األسرة يف احلديث‪ ،‬ليعرف‬
‫كيف يتفاعل مع كل منهم‪ ،‬فبالرغم من أن كل فرد له شخصيته متفردة إال أنه أثناء االجتماع مع األسرة يضبط‬
‫سلوكه‪ ،‬ومالحظة األخصائي هلذا التفاعل تساعده على تصور طرق بديلة للتفاعل عند تفكريه يف احللول‪ ،‬وحياول‬
‫األخصائي أثناء التفاعل أن يوسع بؤرة االهتمام‪ ،‬فبدالً من أن تركز األسرة على الفرد صاحب املشكلة‪ ،‬حياول هو‬
‫أن يوسع تعريفهم للمشكلة‪ ،‬حبيث يرى لكل منهم دوره يف موقف األسرة احلايل ويوضح كيف يساهم يف استمرار‬
‫الوضع‪ ،‬مما يساعد على سهولة ُجع املعلومات ووضع قواعد جديدة لتناول مشكالت األسرة ورؤية حقيقة األسرة‪.‬‬

‫ويف هناية هذه اجللسة أو اجللسات األوىل حيدد ما هو التغيري املطلوب‪ ،‬أي أنه يسأل أفراد األسرة عما تريده‬
‫األسرة من العالج وحماولته تشكيل أهداف العالج لتحقيقها‪.‬‬

‫‪.2.4‬املرحلة الثانية‪ :‬هي أصعب وأهم مرحلة‪ ،‬حيث يتوقف عليها إما جناح أو فشل العملية العالجية‪ ،‬وهي عملية‬
‫التوعية اليت يتم من خالهلا تفسري األعراض‪ ،‬وربط االضطراب أبسباب األعراض‪ ،‬كما يتم خالهلا التحضري النفسي‬
‫لألفراد ودفعهم حنو الشعور ابلرغبة يف التغري وتغيري اآلخر‪ .‬متثل هذه املرحلة جوهر العالج األسري‪ ،‬حيث يتفق‬
‫املعاجل مع األسرة على القيام بزايرهتم ابنتظام مرة كل أسبوع وترتاوح مدة الزايرة من ساعة إىل ساعة ونصف تقريبًا‪،‬‬

‫‪40‬‬
‫اجه املعاجل بعض املقاومة من بعض أفراد األسرة يف كشف أسرارها وإظهار مواطن ضعفها‬
‫ويف هذه املرحلة قد يو ا‬
‫فيها‪ ،‬وقد أتخذ هذه املقاومة شكالً شعورًاي أو ال شعورًاي‪ .‬ويركز املعاجل هنا على التفاعالت بني أعضاء األسرة‬
‫والوقوف على خربات كل فرد يف األسرة‪ ،‬ونظرة كل فرد يف اآلخر حت يتمكن من معرفة ألوان الضغط ومواطن‬
‫سرا ‪ ،‬وال ينظم تكتالت أو حتيزات داخل األسرة‪ ،‬وأن حيرص‬ ‫أحدا من أفراد األسرة ً‬
‫الصراع ‪ ،‬وحيرص على أال يقابل ً‬
‫أثناء اجللسات على مساعدة األسرة يف تغيري منط العالقات والتجمعات اهلدامة داخل األسرة ‪.‬‬

‫‪.3.4‬املرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة العالج الواعي وفيه يتم االشرتاك مع األفراد قصد التغيري تدرجييا‪ ،‬حسب طبيعة احلياة‬
‫األسرية وطبيعة االضطراب‪ .‬يتم فيها متابعة التغريات ونتائجها ث العمل على تعميمها على كل أفراد األسرة ويف كل‬
‫اجملاالت‪ ،‬كما يتم تكييف وتوحيد اجلهود وتدعيم الثبات على اإلجيابيات‪ ،‬يستغرق العالج األسري كما يرى"‬
‫ابل‪ "Bell‬من ‪ 20 -8‬جلسة‪ ،‬وال ينهي املعاجل تدخله إال بعد التأكد من أن األسرة قد أصبحت قادرة على حل‬
‫صراعاهتا‪ ،‬وأن يف مقدورها قيادة نفسها بنجاح‪ ،‬وأهنا تستطيع أداء وظائفها االجتماعية ابلشكل املطلوب‪ ،‬ويتفق‬
‫معظم األخصائيني النفسانيني الذين مارسوا العالج الفردي والعالج األسري على أن العالج األسري عادة ما ينتهي‬
‫بيسر وسهولة مقارنة ابلعالج الفردي‪ ،‬حيث أن األسرة قد اعتادت من خالل اجللسات األسرية أن تعتمد على‬
‫نفسها يف حل مشاكل العالقات فيها‪ ،‬ويف هناية العالج األسري جيب أن يقوم األخصائي النفساين جبهود تدعيم‬
‫األسرة أو زايدة فاعليتها لإلبقاء على التغيريات واملكاسب اليت حتققت مع ضمان االستمرار يف عملية التغيري كلما‬
‫)‪(Les relations familiales, le handicap et le traitement familial , pp 11-28‬‬ ‫لزم األمر ‪.‬‬

‫إذن العالج األسري هو عملية يقوم هبا املعاجل ملعاجلة املشكالت األسرة‪ ،‬حيث يتعامل مع أفراد األسرة الواحدة‬
‫كجماعة أو كوحدة من خالل التعرف على طبيعة العالقات االجتماعية اليت جتمع بني أفراد أو أعضاء هذه اخللية‬
‫األسرية‪ ،‬وكذلك طرق االتصال بينهم" صوره وأمناطه"‪ ،‬والتعرف على الدور واملكاانت داخل األسرة‪ ،‬وهناك الكثري‬
‫من احلاالت تتطلب التعرف على اتريخ األسرة والرتكيز هنا يكون كنظام موحد‪ ،‬وأمناط العالقات واالتصاالت بني‬
‫أفرادها‪.‬‬

‫خامتة املطبوعة‪:‬‬
‫يستهدف العالج النفسي إعادة بناء الشخصية‪ ،‬على أسس تؤدي إىل زايدة قدرة الفرد على إجياد إشباع‬
‫حلاجاته الذاتية بطرق مقبولة ابلنسبة للفرد‪ ،‬هو ابلنسبة للعامل حميط به وحتريره حبث ينمي قدراته‪ .‬فقد أتسست مسعة‬
‫"سيجموند فرويد" الشهرية كمؤسس للعالج النفسي عن طريق استخدامه ملصطلح التحليل النفسي‪ ،‬وكذلك ارتباطه‬
‫بنظام شامل من النظرايت و األساليب‪ ،‬و قد طور آخرون مناهج أخرى للعالج النفسي‪ ،‬كالعالج اجلشطلي" لفريتز‬
‫ولورا بريلز"‪ ،‬التواصل الالعنفي‪" ،‬ملارشال روزنربغ"‪ ،‬والتحليل التفاعلي "إلريك برن"‪ ،‬و قد كونت هذه املناهج ما‬
‫أصبح يعرف الحقا ابسم العالج النفسي اإلنساين‪ ،‬و زاد انتشار جمموعات وكتب املساعدة الذاتية‪ .‬وأنشأ "ألربت‬
‫طور الطبيب النفسي" آرون بيك" بصورة مستقلة شكل‬ ‫إليس "خالل عقد اخلمسينيات العالج العقلي االنفعايل‪ ،‬و ا‬
‫‪41‬‬
‫من أشكال العالج النفسي املعروف ابسم العالج املعريف الحقا‪ ،‬واحتوي كل من العالج املعريف والعالج العقلي‬
‫االنفعايل‪ ،‬تقنيات قصرية نسبيا ذات تركيب وتنظيم يركز على الوقت احلاضر‪ ،‬وهتدف هذه التقنيات إىل حتديد‬
‫وتغيري املعتقدات الشخصية والتقييمات وأمناط التفاعل‪ ،‬على عكس التقنيات طويلة املدي املبنية على الرؤية املوجودة‪،‬‬
‫واليت تمستخدم يف عالجات الدينامية النفسية أو العالجات اإلنسانية‪.‬‬

‫املراجع ابلعربية‪:‬‬
‫‪ .1‬إبر اهيم‪ ،‬عبد الستار) ‪ ":(1998‬العالج النفسي السلوكي املعريف احلديث أساليب وميادين تطبيقه"‪ ،‬الفجر‪،‬القاهرة‪.‬‬

‫أساليب عالجه"‪ ،‬سلسلة عامل املعرفة‬


‫ُ‬ ‫‪ .2‬إبراهيم‪ ،‬عبد الستار(‪": )1998‬االكتئاب‪ ،‬اضطراب العصر احلديث‪ ،‬فهمهُ و‬
‫العدد‪ ،239‬اجمللس الوطين للثقافة و الفنون واآلداب‪ -‬الكويت‪.‬‬

‫‪ .4‬آرون بيك (‪" : )2000‬العالج املعريف و االضطراابت االنفعالية "‪ ،‬ترُجة‪ :‬عادل‪ ،‬مصطفى‪ ،‬دار اآلفاق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ .5‬إيهاب الببالوي (‪ ": )2001‬قلق الكفيف تشخصيه وعالجه"‪ ،‬مكتبة زهراء الشرق‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫‪.6‬براهيم‪ ،‬عبد الستار(‪ ":)1994‬العالج النفسي السلوكي املعريف احلديث"‪ ،‬دار الفجر‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫‪.7‬حامد‪ .‬عبد السالم زهران (‪" :)1997‬الصحة النفسية و العالج النفسي"‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫‪.8‬حامد‪ .‬عبد السالم زهران (‪" :)1998‬الصحة النفسية و العالج النفسي"‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.3‬‬
‫‪.9‬محدي احلجار‪ ،‬حممد (‪ ":)1998‬املدخل اىل علم النفس املرضى"‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪.1‬‬

‫‪.12‬الشناوي حممد حمروس‪ ":‬العالج السلوكي احلديث"‪ ،‬دار قباء‪ ،‬القاهرة ‪.1998‬‬

‫‪.13‬صباح‪ .‬السقا(‪ ": )2009‬العالج املعريف السلوكي لالكتئاب"‪ ،‬حماضرة يف مشفي البشر لألمراض النفسية العصبية ‪.‬‬
‫‪.14‬عادل عبد هللا حممد (‪": )2000‬العالج املعريف و السلوكي أسس و تطبيقات"‪ ،‬دار الرشاد‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪.15‬عبد الستار‪ ،‬ابراهيم (‪ ": )1980‬العالج النفسي احلديث"‪ ،‬علم املعرفة‪ ،‬الكويت‪.‬‬

‫‪.16‬العزة و عبد اهلادي(‪" :)2001‬نظرايت اإلرشاد و العالج النفسي"‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪.17‬علي حسني زيدان وآخرون( ‪": )2016‬مناذج ونظرايت املمارسه املهنيه يف خدمه الفرد"‪ ،‬دار السحاب‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪.19‬حممد‪ ،‬الشناوى وحممد‪ ،‬عبد الرمحن(‪ " :)1998‬العالج السلوكي احلديث أسسه و تطبيقاته "‪ ،‬دار قباء‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪.20‬مفتاح حممد عبد العزيز(‪ ":)2001‬علم النفس العالجي اجتاهات حديثة "‪ ،‬دار قباء‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫‪.21‬مفتاح‪ .‬حممد عبد العزيز (‪ ": )2001‬علم النفس العالجي"‪ ،‬دار قباء‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪.22‬انصر‪ ،‬بن ابراهيم احملارب (‪ ": )2000‬املرشد يف العالج اإلستعرايف السلوكي"‪ ،‬دار الزهراء‪ ،‬الرايض‪.‬‬
‫‪.23‬نصار كريستني(‪" : )1998‬اجتاهات معاصرة يف العالج النفسي"‪ ،‬شركة املطبوعات‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫املعاجم و القواميس‪:‬‬
‫‪ .24‬ال بالنش‪ .‬حان و بونتاليس‪ .‬ج‪ -‬ب (‪":)2002‬معجم مصطلحات التحليل النفسي"‪ ،‬ترُجة حجازي‪ .‬مصطفى‪ ،‬املؤسسة‬
‫اجلامعية للدراسات‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪.4‬‬
‫‪42‬‬
‫ مت نشر هذا اجلزء إبذن خطي‬،"‫" الدليل املوحد ملصطلحات اإلعاقة والرتبية اخلاصة والتأهيل‬:)2001( ‫ ُجال اخلطيب‬.25
‫ مملكة البحرين‬،‫ املنامة‬،‫من املكتب التنفيذي جمللس وزراء العمل و الشؤون االجتماعية بدول جملس التعاون لدول اخلليج العريب‬

:‫املراجع ابللغة الفرنسية‬


26.Beck. A, et all ,(2007) : ''Cognitive Therapy of Personality Disorders'', 2nd Ed. New
York: Guilford Press. ISBN 978-1-59385-476-8.

28.Bergeret. J(2000) :''Psychologie pathologique théorique et clinique'', Masson, Paris.

29.Bitter, J. & Corey, G.(2001) "Family Systems Therapy", in Gerald Corey (ed, Theory and
Practice of Counseling and Psychotherapy. Belmost, CA: Brooks/Cole.

30.Bronfenbrenner, U : ''The mirror image in Soviet-American, relations-a Social


Psychologist approach ''. J. Of Social Issues, 1961, 17, No. 3 pp. 56-56.

31.Cain, D. J. (1988) : '' Roundtable Discussion". Person-centered Review, 3 (3), 353-390.

32.Chabert. C; Verdon. B(2008):''Psychologie clinique et psychopathologie '', P.U.F, Paris,1er


édition.
34.Gabbard, Glen (2005):"Psychodynamic Psychiatry in Clinical Practice'',4th Ed,
Washington, DC: American Psychiatric Press, ISBN 1-58562-185-4.

35.Garner, D.M. and Wolley, S.C. (1991) : ''Confronting the Failure of Behavioral and
Dietary Treatments For Obesity. Clinical Psychology Review'', 11, 729-780
36.Huber, W, )1993(: ''Les psychothérapies, quelle thérapie pour quel patient?'', Ed
Nathan, Paris.

37. Jacobson , E. (1964) : ''Progressive Relaxation. Chicago '', University of Chicago Press.

38. Lemperiere. TH; Féline. A( 2000):''Psychiatrie de l’adulte'', Masson, Paris.


39. Les relations familiales, le handicap et le traitement familial ,Résumé | Index | Plan | Notes
de la rédaction | Texte | Bibliographie | Notes | Citation | Auteur ,p 11-28.

41.Marc, E. ; Picard, D: ''L'interaction Sociale '', Paris, Ed PUF, 1989.

42.Nunbreg. H (1975) :''Les Principes de psychanalyse et leur application aux névroses'',


P.U.F, Paris.
43.O'Donohue W, Ferguson KE (2006) : ''Evidence-based practice in psychology and
behavior analysis" , PDF, Behav Analyst Today 7 (3): 335–50.

44.Picard, D : '' Politesse, savoir-vivre et relations sociales '', Paris, Ed PUF, 1998.

45.Polonsky , W.H. (2001) : '' Relaxation Training. In '', J. L. Jacobson and A. M. Jacobson
(Eds), Psychiatric Secrets , 2nd Edition. Hanley and Belfus, Inc.

46.S. Freud (1969) : ''The question of lay analysis''.Ne york , Norton.

47.Satir, V : ''Thérapie du couple et de la famille '', édition EPI, 1982.

48.Scelles, R: '' Fratrie et handicap'', Paris, Ed l'Harmattan, 1997.


43

You might also like