Professional Documents
Culture Documents
الجزء الأول
الجزء الأول
بِس ِم هِ
ْ
سورة الفاحتة مسيت هذه السورة ابلفاحتة; ألنه يفتتح هبا القرآن العظيم ،وتسمى املثاين; ألهنا تقرأ يف كل ركعة،
وهلا أمساء أخر.
أبتدئ قراءة القرآن ابسم هللا مستعينا بهِ ،
(هللا) علم على الرب -تبارك وتعاىل -املعبود حبق دون سواه ،وهو
أخص أمساء هللا تعاىل ،وال يسمى به غريه سبحانه.
(ال هر ْْحَ ِن) ذي الرْحة العامة الذي وسعت رْحته مجيع اخللق( ،ال هرِح ِيم) ابملؤمنني ،ومها امسان من أمسائه تعاىل،
يتضمنان إثبات صفة الرْحة هلل تعاىل كما يليق جبالله.
() 1/ 1
ا ْْلم ُد ِهِ
ب ال َْعال َِم َ
ني ()2 َّلل َر ِ َْ
الثناء على هللا بصفاته اليت كلُّها أوصاف كمال ،وبنعمه الظاهرة والباطنة ،الدينية والدنيوية ،ويف ضمنه أ َْم ٌر
لعباده أن حيمدوه ،فهو املستحق له وحده ،وهو سبحانه املنشئ للخلق ،القائم أبمورهم ،املريب جلميع خلقه
بنعمه ،وألوليائه ابإلميان والعمل الصاحل.
() 1/ 1
(ال هر ْْحَ ِن) ذي الرْحة العامة الذي وسعت رْحته مجيع اخللق( ،ال هرِح ِيم) ،ابملؤمنني ،ومها امسان من أمساء هللا
تعاىل.
() 1/ 1
ك ي وِم ِ
الدي ِن ()4 ِِ
َمال َ ْ
وهو سبحانه وحده مالك يوم القيامة ،وهو يوم اجلزاء على األعمال.
ويف قراءة املسلم هلذه اآلية يف كل ركعة من صلواته تذكري له ابليوم اآلخرٌّ ،
وحث له على االستعداد ابلعمل
الصاحل ،والكف عن املعاصي والسيئات.
() 1/ 1
إان خنصك وحدك ابلعبادة ،ونستعني بك وحدك يف مجيع أموران ،فاألمر كله بيدك ،ال ميلك منه أحد مثقال
ذرة.
ويف هذه اآلية دليل على أن العبد ال جيوز له أن يصرف شيئًا من أنواع العبادة كالدعاء واالستغاثة والذبح
والطواف إال هلل وحده ،وفيها شفاء القلوب من داء التعلق بغري هللا ،ومن أمراض الرَّيء والعجب ،والكربَّيء.
() 1/ 1
ُدلهنا ،وأرشدان ،ووفقنا إىل الطريق املستقيم ،وثبتنا عليه حىت نلقاك ،وهو اإلسالم ،الذي هو الطريق الواضح
املوصل إىل رضوان هللا وإىل جنته ،الذي دل عليه خامت رسله وأنبيائه حممد صلى هللا عليه وسلم ،فال سبيل إىل
سعادة العبد إال ابالستقامة عليه.
() 1/ 1
() 1/ 1
امل ()1
هذه اْلروف وغريها من اْلروف املقطهعة يف أوائل السور فيها إشارة إىل إعجاز القرآن; فقد وقع به حتدي
املشركني ،فعجزوا عن معارضته ،وهو مرهكب من هذه اْلروف اليت تتكون منها لغة العرب .ف َد هل عجز العرب
عن اإلتيان مبثله -مع أهنم أفصح الناس -على أن القرآن وحي من هللا.
() 2/ 1
() 2/ 1
() 2/ 1
ص ِدقون مبا أُنزل إليك أيها الرسول من القرآن ،ومبا أنزل إليك من اْلكمة ،وهي السنة ،وبكل ماوالذين يُ َ
ص ِدقون بدار اْلياة بعد املوت وما فيها من ِ
أُنزل من قبلك على الرسل من كتب ،كالتوراة واإلجنيل وغريمها ،ويُ َ
اْلساب واجلزاء ،تصديقا بقلوهبم يظهر على ألسنتهم وجوارحهم وخص يوم اآلخرة ابلذكر; ألن اإلميان به من
أعظم البواعث على فعل الطاعات ،واجتناب احملرمات ،وحماسبة النفس.
() 2/ 1
أصحاب هذه الصفات على نور من رهبم وبتوفيق ِمن خالقهم وهاديهم ،وهم الفائزون الذين أدركوا ما طلبوا،
وجنَوا من ِ
شر ما منه هربوا. َ
() 2/ 1
ين َك َف ُروا َس َواءٌ َعلَ ْي ِه ْم أَأَنْ َذ ْرََتُ ْم أ َْم َملْ تُ ْن ِذ ْرُه ْم َال يُ ْؤِمنُو َن ()6 هِ
إِ هن الذ َ
طبع هللا على قلوب هؤالء وعلى مسعهم ،وجعل على أبصارهم غطاء; بسبب كفرهم وعنادهم ِمن بعد ما ه
تبني
هلم اْلق ،فلم يوفقهم للهدى ،وهلم عذاب شديد يف انر جهنم.
() 3/ 1
() 3/ 1
ِ ادعُو َن ه ه ِ
ُخيَ ِ
آمنُوا َوَما َخيْ َدعُو َن إ هال أَنْ ُف َ
س ُه ْم َوَما يَ ْشعُ ُرو َن ()9 ين َ
اَّللَ َوالذ َ
يعتقدون جبهلهم أهنم خيادعون هللا والذين آمنوا إبظهارهم اإلميان وإضمارهم الكفر ،وما خيدعون إال أنفسهم;
سون بذلك; لفساد قلوهبم. ألن عاقبة خداعهم تعود عليهمِ .
ومن فرط جهلهم ال ُِحي ُّ
() 3/ 1
صلِ ُحو َن ()11 يل َهلُ ْم َال تُ ْف ِس ُدوا ِيف ْاأل َْر ِ
ض قَالُوا إِ هَّنَا ََْن ُن ُم ْ ِ ِ
َوإذَا ق َ
وإذا نُصحوا ُّ
ليكفوا عن اإلفساد يف األرض ابلكفر واملعاصي ،وإفشاء أسرار املؤمنني ،ومواالة الكافرين ،قالوا
كذاب وجداالً -إَّنا َنن أهل اإلصالح.
ً -
() 3/ 1
إ هن هذا الذي يفعلونه ويزعمون أنه إصالح هو عني الفساد ،لكنهم بسبب جهلهم وعنادهم ال ُِحي ُّ
سون.
() 3/ 1
جادلوا وقالوا:آمنُوا -مثل إميان الصحابة ،وهو اإلميان ابلقلب واللسان واجلوارحَ ،- وإذا قيل للمنافقنيِ :
س َف ِه سواء؟ فر هد هللا عليهم أبن ال ه
س َفهَ ص ِدق مثل تصديق ضعاف العقل والرأي ،فنكون َنن وهم يف ال هأَنُ َ
مقصور عليهم ،وهم ال يعلمون أن ما هم فيه هو الضالل واخلسران.
() 3/ 1
وإِذَا لَُقوا اله ِذين آمنُوا قَالُوا آمنها وإِذَا َخلَوا إِ َىل َشي ِ
اطينِ ِه ْم قَالُوا إِ هان َم َع ُك ْم إِ هَّنَا ََْن ُن ُم ْستَ ْه ِزئُو َن ()14َ ْ َ َ َ َ َ
هؤالء املنافقون إذا قابلوا املؤمنني قالوا :صدهقنا ابإلسالم مثلكم ،وإذا انصرفوا وذهبوا إىل زعمائهم الكفرة
املتمردين على هللا أ هكدوا هلم أهنم على ملة الكفر مل يرتكوها ،وإَّنا كانوا يَ ْستَ ِخ ُّفون ابملؤمنني ،ويسخرون منهم.
() 3/ 1
() 3/ 1
أولئك املنافقون ابعوا أنفسهم يف صفقة خاسرة ،فأخذوا الكفر ،وتركوا اإلميان ،فما كسبوا شيئًا ،بل َخ ِسروا
اهلداية .وهذا هو اخلسران املبني.
() 3/ 1
ظاهرا ال ابطنًا -برسالة حممد صلى هللا عليه وسلم ،مث كفروا ،فصاروا يتخبطون
حال املنافقني الذين آمنوا ً -
حال مجاعة يف ليلة مظلمة ،وأوقد ِ
ظلمات ضالهلم وهم ال يشعرون ،وال أمل هلم يف اخلروج منها ،تُ ْشبه َ يف
انرا عظيمة للدفء واإلضاءة ،فلما سطعت النار وأانرت ما حوله ،انطفأت وأعتمت ،فصار أصحاهبا
أحدهم ً
يف ظلمات ال يرون شيئًا ،وال يهتدون إىل طريق وال خمرج.
() 4/ 1
ْم عُ ْم ٌي فَ ُه ْم َال يَ ْرِجعُو َن ()18
ص ٌّم بُك ٌ
ُ
صمٌّ عن مساع اْلق مساع تدبر ،بُكْم عن النطق به ،عُ ْمي عن إبصار نور اهلداية; لذلك ال يستطيعون
هم ُ
الرجوع إىل اإلميان الذي تركوه ،واستعاضوا عنه ابلضالل.
() 4/ 1
() 4/ 1
س ْم ِع ِه ْم َ ش ْوا فِ ِيه َوإِ َذا أَظْلَ َم َعلَ ْي ِه ْم قَ ُاموا َول َْو َشاءَ ه
اَّللُ لَ َذ َه ِ
ببَ ص َارُه ْم ُكله َما أَ َ
ضاءَ َهلُ ْم َم َ ف أَبْ َ
ْرب ُق َخيْطَ ُ
اد ال َ ْ
يَ َك ُ
اَّللَ َعلَى ُك ِل َش ْي ٍء قَ ِد ٌير ()20 صا ِرِه ْم إِ هن هَوأَبْ َ
يقارب الربق -من شدة ملعانه -أن يسلب أبصارهم ،ومع ذلك فكلهما أضاء هلم م َ
ش ْوا يف ضوئه ،وإذا ذهب
أظلم الطريق عليهم فيقفون يف أماكنهم .ولوال إمهال هللا هلم لسلب مسعهم وأبصارهم ،وهو قادر على ذلك يف
وقت ،إنه على كل شيء قدير.كل ٍ
() 4/ 1
() 4/ 1
سم ِاء ماء فَأَ ْخرج بِ ِه ِمن الثهمر ِ ِ ض فِ َرا ًشا َوال ه ِ
ات ِرْزقًا لَ ُك ْم فَ َال َجتْ َعلُواَ ََ س َماءَ بِنَاءً َوأَنْ َز َل م َن ال ه َ َ ً َ َ الهذي َج َع َل لَ ُك ُم ْاأل َْر َ
ادا َوأَنْ تُ ْم تَ ْعلَ ُمو َن ()22 ِهِ
َّلل أَنْ َد ً
ربكم الذي جعل لكم األرض بساطًا; لتسهل حياتكم عليها ،والسماء حمكمة البناء ،وأنزل املطر من
السحاب فأخرج لكم به من ألوان الثمرات وأنواع النبات رزقًا لكم ،فال جتعلوا هلل نظراء يف العبادة ،وأنتم
تفرده ابخللق والرزق ،واستحقاقِه العبودية.
تعلمون ُّ
() 4/ 1
ني
صادق َ
ون هِ
اَّلل إِ ْن ُك ْن تُم ِ ِ ب ِممها نَ هزلْنَا َعلَى َع ْب ِد َان فَأْتُوا بِسورةٍ ِمن ِمثْلِ ِه وا ْدعُوا ُش َه َداء ُكم ِمن ُد ِ
َوإِ ْن ُك ْن تُ ْم ِيف َريْ ٍ
ْ َ َ ْ ْ َ ُ َ ْ
()23
() 4/ 1
عجزمت اآلن -وستعجزون مستقبال ال حمالة -فاتقوا النار ابإلميان ابلنيب صلى هللا عليه وسلم وطاعة هللا فإن َ
هت للكافرين ابهلل ورسله. تعاىل .هذه النار اليت َحطَبُها الناس واْلجارة ،أ ُِعد ْ
() 4/ 1
ار ُكله َما ُرِزقُوا ِمنْ َها ِم ْن ََث ََرةٍ ِرْزقًا قَالُوا ِ ِ ٍ وب ِش ِر اله ِذين آمنُوا و َع ِملُوا ال ه ِ ِ
صاْلَات أَ هن َهلُ ْم َجنهات َجتْ ِري م ْن َحتْت َها ْاأل َْهنَ ُ َ َ َ ََ
ِ
يها َخال ُدو َن ()25 ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َه َذا الهذي ُرِزقْنَا م ْن قَ ْب ُل َوأُتُوا بِه ُمتَ َ
هرةٌ َو ُه ْم ف َ اج ُمطَه َ
يها أَ ْزَو ٌ
شاهبًا َوَهلُ ْم ف َ
سرورا ،أبن هلم يف اآلخرة حدائق عجيبة ،جتريخربا ميلؤهم ًوأخرب -أيها الرسول -أهل اإلميان والعمل الصاحل ً
األهنار حتت قصورها العالية وأشجارها الظليلة .كلهما رزقهم هللا فيها ً
نوعا من الفاكهة اللذيذة قالوا :قد َرَزقَنا
هللا هذا النوع من قبل ،فإذا ذاقوه وجدوه شيئًا جدي ًدا يف طعمه ولذته ،وإن تشابه مع سابقه يف اللون واملنظر
اْلسي كالبول واْليض ،واملعنوي كالكذب
ِ واالسم .وهلم يف اجلنهات زوجات مطهرات من كل ألوان الدنس
وسوء اخلُلُق .وهم يف اجلنة ونعيمها دائمون ،ال ميوتون فيها وال خيرجون منها.
() 5/ 1
آمنُوا فَيَ ْعلَ ُمو َن أَنههُ ا ْْلَ ُّق ِم ْن َرهبِِ ْم َوأَ هما
ين َ
هِ
ضةً فَ َما فَ ْوقَ َها فَأَ هما الذ َ
ب َمثَ ًال َما بَعُو َض ِر َاَّللَ َال يَ ْستَ ْحيِي أَ ْن يَ ْ
إِ هن ه
ِِ ض ُّل بِ ِه َكثِريا وي ْه ِدي بِ ِه َكثِريا وما ي ِ ِ اَّلل ِهب َذا مثَ ًال ي ِ هِ
ني ()26 ض ُّل بِه إِهال الْ َفاسق َ ً ََ ُ ً ََ اد هُ َ َ ُ ين َك َف ُروا فَ يَ ُقولُو َن َماذَا أ ََر َ
الذ َ
إن هللا تعاىل ال يستحيي من اْلق أن يذكر شيئًا ما ،ق هل أو كثر ،ولو كان متثيال أبصغر شيء ،كالبعوضة
والذابب وَنو ذلك ،مما ضربه هللا مثال لِ َع ْجز كل ما يُ ْعبَد من دون هللا .فأما املؤمنون فيعلمون حكمة هللا يف
التمثيل ابلصغري والكبري من خلقه ،وأما الكفار فَيَ ْسخرون ويقولون :ما مراد هللا ِمن َ
ض ْرب املثل هبذه
اْلشرات اْلقرية؟ وجييبهم هللا أبن املراد هو االختبار ،ومتييز املؤمن من الكافر; لذلك يصرف هللا هبذا املثل
انسا كثريين عن اْلق لسخريتهم منه ،ويوفق به غريهم إىل مزيد من اإلميان واهلداية .وهللا تعاىل ال يظلم أح ًدا;
ً
ص ِرف عن اْلق إال اخلارجني عن طاعته.
ألنه ال يَ ْ
() 5/ 1
() 5/ 1
َحيَا ُك ْم مثُه ُميِيتُ ُك ْم مثُه ُْحييِي ُك ْم مثُه إِلَيْ ِه تُ ْر َجعُو َن ()28 ِ
ف تَ ْك ُف ُرو َن ِاب هَّلل َوُكنْ تُ ْم أ َْم َو ًاات فَأ ْ
َكيْ َ
كيف تنكرون -أيُّها املشركون -وحدانية هللا تعاىل ،وتشركون به غريه يف العبادة مع الربهان القاطع عليها يف
أمواات فأوجدكم ونفخ فيكم اْلياة ،مث مييتكم بعد انقضاء آجالكم اليت حددها لكم ،مث
أنفسكم؟ فلقد كنتم ً
يعيدكم أحياء يوم البعث ،مث إليه ترجعون للحساب واجلزاء.
() 5/ 1
ٍ ِ ٍ مجيعا مثُه است وى إِ َىل ال ه ِ ُه َو اله ِذي َخلَ َق لَ ُك ْم َما ِيف ْاأل َْر ِ
اه هن َس ْب َع َمسَ َاوات َو ُه َو بِ ُك ِل َش ْيء َعل ٌ
يم س هو ُ
س َماء فَ َ ََْ ض َِ ً
()29
هللاُ وحده الذي َخلَق ألجلكم كل ما يف األرض من النِعم اليت تنتفعون هبا ،مث قصد إىل خلق السموات،
فعل ُْمه -سبحانه -حميط جبميع ما خلق. فسواه هن سبع مسوات ،وهو بكل شيء عليمِ .
ه
() 5/ 1
ك ِ يها َويَ ْس ِف ُِ ِ ِ اعل ِيف ْاألَر ِ ِ ِ ال َربُّ َ ِ ِ ِ ِ َوإِ ْذ قَ َ
الد َماءَ َوََْن ُن يها َم ْن يُ ْفس ُد ف َ
ض َخلي َفةً قَالُوا أ ََجتْ َع ُل ف َْ ك لل َْم َالئ َكة إِين َج ٌ
ال إِِين أَ ْعلَ ُم َما َال تَ ْعلَ ُمو َن ()30
َك قَ َ
سل َ ِ نُ ِ ِ ِ
سب ُح حبَ ْمد َك َونُ َقد َُ
ضا
قوما خيلف بعضهم بع ً
واذكر -أيها الرسول -للناس حني قال ربك للمالئكة :إين جاعل يف األرض ً
لعمارَتا .قالتَّ :ي ربهنا علِ ْمنا وأ َْر ِش ْدان ما اْلكمة يف خلق هؤالء ،مع أ هن من شأهنم اإلفساد يف األرض واراقة
َّنجدك بكل صفات الكمال ننزهك التنزيه الالئق حبمدك وجاللك ،و ِ
وعدواان وَنن طوع أمركِ ، ً الدماء ظلما
واجلالل؟ قال هللا هلم :إين أعلم ما ال تعلمون من املصلحة الراجحة يف خلقهم.
() 6/ 1
وبياان لفضل آدم عليه السالم علهمه هللا أمساء األشياء كلها ،مث عرض مسمياَتا على املالئكة قائال هلم:
ً
أخربوين أبمساء هؤالء املوجودات ،إن كنتم صادقني يف أنكم أ َْوىل ابالستخالف يف األرض منهم.
() 6/ 1
يم ()32 ِ ك أَنْ َ ِْم لَنَا إِهال َما َعله ْمتَ نَا إِنه َ قَالُوا سبحانَ َ ِ
يم ا ْْلَك ُ
ت ال َْعل ُ ك َال عل َ ُْ َ
ننزهك َّي ربهنا ،ليس لنا علم إال ما علهمتنا إَّيه .إنك أنت وحدك العليم بشئون خلقك ،اْلكيم
قالت املالئكةِ :
يف تدبريك.
() 6/ 1
سماو ِ َمسَائِ ِه ْم قَ َ
َمسَائِ ِه ْم فَلَ هما أَنْ بَأ َُه ْم ِأب ْ
آد ُم أَنْبِ ْئ ُه ْم ِأب ْ
ات َو ْاأل َْر ِ
ض َوأَ ْعلَ ُم َما ال أََملْ أَقُ ْل لَ ُك ْم إِِين أَ ْعلَ ُم غَ ْي َ
ب ال ه َ َ ال ََّي َ
قَ َ
تُ ْب ُدو َن َوَما ُك ْن تُ ْم تَكْتُ ُمو َن ()33
() 6/ 1
() 6/ 1
وان ِم َن ك ا ْجلَنهةَ َوُك َال ِمنْ َها َرغَ ًدا َحيْ ُ
ث ِشئْ تُ َما َوَال تَ ْق َرَاب َه ِذهِ ال ه
ش َج َرةَ فَ تَ ُك َ ت َوَزْو ُج َ
اس ُك ْن أَنْ َ
آد ُم ْ
َوقُلْنَا ََّي َ
ِ
ني ()35 الظهال ِم َ
() 6/ 1
فأوقعهما الشيطان يف اخلطيئة :أب ْن وسوس هلما حىت أكال من الشجرة ،فتسبب يف إخراجهما من اجلنة
ضا -أي آدم وحواء والشيطان -ولكم يف
ونعيمها .وقال هللا هلم :اهبطوا إىل األرض ،يعادي بعضكم بع ً
األرض استقرار وإقامة ،وانتفاع مبا فيها إىل وقت انتهاء آجالكم.
() 6/ 1
مجيعا ،وسيأتيكم أنتم وذرَّيتكم املتعاقبة ما فيه هدايتكم إىل اْلق .فمن عمل هبا
قال هللا هلم :اهبطوا من اجلنة ً
فال خوف عليهم فيما يستقبلونه من أمر اآلخرة وال هم حيزنون على ما فاَتم من أمور الدنيا.
() 7/ 1
والذين جحدوا وكذبوا ِبَّيتنا املتلوة ودالئل توحيدان ،أولئك الذين يالزمون النار ،هم فيها خالدون ،ال
خيرجون منها.
() 7/ 1
مجيعا،
َّي ذرية يعقوب اذكروا نعمي الكثرية عليكم ،واشكروا يل ،وأمتوا وصييت لكم :أبن تؤمنوا بكتيب ورسلي ً
ي-
وإَّي َ
وتعملوا بشرائعي .فإن فعلتم ذلك أُمتم لكم ما وعدتكم به من الرْحة يف الدنيا ،والنجاة يف اآلخرة .ه
وحدي -فخافوين ،واحذروا نقميت إن نقضتم العهد ،وكفرمت يب.
() 7/ 1
ْت مص ِدقًا لِما مع ُكم وَال تَ ُكونُوا أَ هو َل َكافِ ٍر بِ ِه وَال تَ ْش َرتوا ِِبَّيِِت ََثَنًا قَلِ ًيال وإِ هَّيي فَاته ُق ِ ِ
ون ()41 َ َ ُ َ َ َوآمنُوا ِمبَا أَنْ َزل ُ ُ َ َ َ َ ْ َ
أنزلْتُه على حممد نيب هللا ورسوله ،مواف ًقا ملا تعلمونه من صحيح
وآمنوا َّ-ي بّن إسرائيل -ابلقرآن الذي َ
التوراة ،وال تكونوا أول فريق من أهل الكتاب يكفر به ،وال تستبدلوا ِبَّيِت َثنًا قليال من حطام الدنيا الزائل،
وإَّيي وحدي فاعملوا بطاعيت واتركوا معصييت.
() 7/ 1
وال ختلِطوا اْلق الذي بيهنته لكم ابلباطل الذي افرتيتموه ،واحذروا كتمان اْلق الصريح من صفة نيب هللا
ورسوله حممد صلى هللا عليه وسلم اليت يف كتبكم ،وأنتم جتدوهنا مكتوبة عندكم ،فيما تعلمون من الكتب اليت
أبيديكم.
() 7/ 1
ِ ِ
ص َالةَ َوآتُوا ال هزَكاةَ َو ْارَكعُوا َم َع ال هراك ِع َ
ني ()43 يموا ال ه
َوأَق ُ
وادخلوا يف دين اإلسالم :أبن تقيموا الصالة على الوجه الصحيح ،كما جاء هبا نيب هللا ورسوله حممد صلى هللا
عليه وسلم ،وتؤدوا الزكاة املفروضة على الوجه املشروع ،وتكونوا مع الراكعني من أمته صلى هللا عليه وسلم.
() 7/ 1
وحال علمائكم حني َتمرون الناس بعمل اخلريات ،وترتكون أنفسكم ،فال َتمروهنا ابخلري
ما أقبح حالَكم َ
العظيم ،وهو اإلسالم ،وأنتم تقرءون التوراة ،اليت فيها صفات حممد صلى هللا عليه وسلم ،ووجوب اإلميان
صحيحا؟
ً به!! أفال تستعملون عقولكم استعماال
() 7/ 1
ص َالةِ وإِ ههنَا لَ َكبِريةٌ إِهال َعلَى ْ ِ
اخلَاش ِع َ
ني ()45 َ استَ ِعينُوا ِابل ه
ص ِْرب َوال ه َ َو ْ
واستعينوا يف كل أموركم ابلصرب جبميع أنواعه ،وكذلك الصالة .وإهنا لشاقة إال على اخلاشعني.
() 7/ 1
اله ِذين يظُنُّو َن أَ ههنُم م َالقُو رهبِِم وأَ ههنُم إِل َْي ِه ر ِ
اجعُو َن ()46َ َ َْ ْ ُْ ََ
الذين خيشون هللا ويرجون ما عنده ،ويوقنون أهنم مالقو ِرهبم ج هل وعال بعد املوت ،وأهنم إليه راجعون يوم
القيامة للحساب واجلزاء.
() 7/ 1
َّي ذرية يعقوب تذ هكروا نعمي الكثرية عليكم ،واشكروا يل عليها ،وتذكروا أين فَ ه
ضلْتكم على عالَمي زمانكم
بكثرة األنبياء ،والكتب املن هزلة كالتوراة واإلجنيل.
() 7/ 1
ِ ِ
ص ُرو َن ()48
اعةٌ َوَال يُ ْؤ َخ ُذ م ْن َها َع ْد ٌل َوَال ُه ْم يُ ْن َ
س َش ْي ئًا َوَال يُ ْقبَ ُل م ْن َها َش َف َ َواته ُقوا يَ ْوًما َال َجتْ ِزي نَ ْف ٌ
س َع ْن نَ ْف ٍ
وخافوا يوم القيامة ،يوم ال يغّن أحد عن أحد شيئًا ،وال يقبل هللا شفاعة يف الكافرين ،وال يقبل منهم فدية،
مجيعا ،وال ميلك أحد يف هذا اليوم أن يتقدم لنصرَتم وإنقاذهم من العذاب.
ولو كانت أموال األرض ً
() 7/ 1
ساءَ ُك ْم َوِيف َذلِ ُك ْم بََالءٌ ِم ْن ِ ِ ِ
ومونَ ُك ْم ُسوءَ ال َْع َذاب يُ َذحبُو َن أَبْ نَاءَ ُك ْم َويَ ْستَ ْحيُو َن ن َ
سُ
ِ ِ ِ
َوإِ ْذ جن ْ
َهي نَا ُك ْم م ْن آل ف ْر َع ْو َن يَ ُ
ِ
يم ()49 َربِ ُك ْم َعظ ٌ
واذكروا نعمتنا عليكم حني أنقذانكم من بطش فرعون وأتباعه ،وهم يُذيقونكم أش هد العذاب ،فيُكثِرون ِمن
ذَبْح أبنائكم ،ويستبقون نساءكم للخدمة واالمتهان .ويف ذلك اختبار لكم من ربكم ،ويف إجنائكم منه نعمة
عظيمة ،تستوجب شكر هللا تعاىل يف كل عصوركم وأجيالكم.
() 8/ 1
صلْنا بسببكم البحر ،وجعلنا فيه طرقًا َّيبسةً ،فعربمت ،وأنقذانكم من فرعون
واذكروا نعمتنا عليكم ،حني فَ َ
وجنوده ،ومن اهلالك يف املاء .فلما دخل فرعون وجنوده طرقكم أهلكناهم يف املاء أمام أعينكم.
() 8/ 1
() 8/ 1
مثه جتاوزان عن هذه الفعلة املنكرة ،وقَبِلْنَا توبتكم بعد عودة موسى; رجاءَ أن تشكروا هللا على نعمه وأفضاله،
وال تتمادوا يف الكفر والطغيان.
() 8/ 1
واذكروا نعمتنا عليكم حني أعطينا موسى الكتاب الفارق بني اْلق والباطل -وهو التوراة ;-لكي َتتدوا من
الضاللة.
() 8/ 1
واذكروا نعمتنا عليكم حني قال موسى لقومه :إنكم ظلمتم أنفسكم ابختاذكم العجل إهلًا ،فتوبوا إىل خالقكم:
ضا ،وهذا خري لكم عند خالقكم من اخللود األبدي يف النار ،فامتثلتم ذلك ،فم هن هللا أبن يَ ْقتل بعضكم بع ً
عليكم ب َقبول توبتكم .إنه تعاىل هو التواب ملن اتب ِمن عباده ،الرحيم هبم.
() 8/ 1
واذكروا إذ قلتمَّ :ي موسى لن نصدقك يف أن الكالم الذي نسمعه منك هو كالم هللا ،حىت نرى هللا ِعيَ ًاان،
وج ْرأتكم على هللا تعاىل.
فنزلت انر من السماء رأيتموها أبعينكم ،ف َقتَ لَْتكم بسبب ذنوبكمُ ،
() 8/ 1
() 8/ 1
واذكروا نعمتنا عليكم حني كنتم تتيهون يف األرض; إذ جعلنا السحاب مظلال عليكم من َح ِر الشمس ،وأنزلنا
ماَن ،وقلنا
الس َ
سلوى وهو طري يشبه ُّ صمغ طعمه كالعسل ،وأنزلنا عليكم ال ه عليكم امل هن ،وهو شيء يشبه ال ه
لكم :كلوا من طيِبات ما رزقناكم ،وال ختالفوا دينكم ،فلم متتثلوا .وما ظلموان بكفران النعم ،ولكن كانوا
أنفسهم يظلمون; ألن عاقبة الظلم عائدة عليهم.
() 8/ 1
اب ُس هج ًدا َوقُولُوا ِحطهةٌ نَغْ ِف ْر لَ ُك ْم وإِ ْذ قُلْنَا ا ْد ُخلُوا َه ِذهِ الْ َقريةَ فَ ُكلُوا ِم ْن ها حي ُ ِ
ث ش ْئ تُ ْم َرغَ ًدا َوا ْد ُخلُوا الْبَ َ َ َْ َْ َ
ِ
ني ()58 َخطَ َاَّي ُك ْم َو َسنَ ِزي ُد ال ُْم ْحسنِ َ
واذكروا نعمتنا عليكم حني قلنا :ادخلوا مدينة «بيت املقدس» فكلوا من طيباَتا يف أي مكان منها أكال
ض ْع عنها ذنوبنا ،نستجب لكم ونعف عنكم
هنيئًا ،وكونوا يف دخولكم خاضعني هلل ،ذليلني له ،وقولوا :ربهنا َ
وثوااب.
خريا ًونسرتها عليكم ،وسنزيد احملسنني أبعماهلم ً
() 9/ 1
س ُقو َن ()59 ين ظَلَ ُموا ِر ْج ًزا ِم َن ال ه ِ ِ هِ هل اله ِذين ظَلَموا قَ وًال غَ ْ ه ِ ِ
س َماء مبَا َكانُوا يَ ْف ُ يل َهلُ ْم فَأَنْ َزلْنَا َعلَى الذ َ
ري الذي ق َ
َ ُ ْ َ فَ بَد َ
مجيعا ،إذ دخلوا يزحفون على
فبدهل اجلائرون الضالون من بّن إسرائيل قول هللا ،وح هرفوا القول والفعل ً
عذااب من السماء; بسبب متردهم
أستاههم وقالوا :حبة يف شعرة ،واستهزءوا بدين هللا .فأنزل هللا عليهم ً
وخروجهم عن طاعة هللا.
() 9/ 1
واذكروا نعمتنا عليكم -وأنتم عطاش يف التِ ْيه -حني دعاان موسى -بضراعة -أن نسقي قومه ،فقلنا :اضرب
بعصاك اْلجر ،فضرب ،فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا ،بعدد القبائل ،مع إعالم كل قبيلة ابلعني اخلاصة هبا
حىت ال يتنازعوا .وقلنا هلم :كلوا واشربوا من رزق هللا ،وال تسعوا يف األرض مفسدين.
() 9/ 1
ت ْاألَرض ِمن ب ْقلِها وقِثهائِها وفُ ِ ك ُخيْر ْ ِ ِ وإِ ْذ قُلْتم َّيموسى لَن نَصِرب علَى طَع ٍام و ِ
اح ٍد فَا ْدعُ لَنَا َربه َ
وم َها ِج لَنَا ممها تُ ْنب ُ ْ ُ ْ َ َ َ َ َ َ ُْ َ ُ َ ْ ْ َ َ َ َ
ِ صلِ َها قَ َ
ض ِربَ ْ
ت ال أَتَ ْستَ ْب ِدلُو َن اله ِذي ُه َو أَ ْد ََن ِابله ِذي ُه َو َخ ْريٌ ْاهبِطُوا م ْ
ص ًرا فَِإ هن لَ ُك ْم َما َسأَلْتُ ْم َو ُ ِ
َو َع َدس َها َوبَ َ
ني بِغَ ِْري ا ْْلَ ِق ت هِ ك ِأبَ ههنُم َكانُوا ي ْك ُفرو َن ِِبَّي ِ ب ِمن هِ ِ َعلَي ِهم ِ
اَّلل َويَ ْقتُ لُو َن النهبِيِ َ َ ُ َ اَّلل ذَل َ ْ ضٍ َ الذلهةُ َوال َْم ْس َكنَةُ َوَابءُوا بِغَ َ ْ ُ
ص ْوا َوَكانُوا يَ ْعتَ ُدو َن ()61 ك ِمبَا َع َ َذلِ َ
واذكروا حني أنزلنا عليكم الطعام اْللو ،والطري الشهيِ ،
فبطرمت النعمة كعادتكم ،وأصابكم الضيق وامللل،
طعاما
فقلتمَّ :ي موسى لن نصرب على طعام اثبت ال يتغري مع األَّيم ،فادع لنا ربك خيرج لنا من نبات األرض ً
مستنكرا عليهم :-أتطلبون
ً ضر ،والقثاء واْلبوب اليت تؤكل ،والعدس ،والبصل .قال موسى -
من البقول واخلُ َ
قدرا ،وترتكون هذا الرزق النافع الذي اختاره هللا لكم؟ اهبطوا من هذه البادية إىل
هذه األطعمة اليت هي أقل ً
تبني هلم أهنم يُ َق ِدمون اختيارهم -يف كل
كثريا يف اْلقول واألسواق .وملا هبطوا ه
أي مدينة ،جتدوا ما اشتهيتم ً
موطن -على اختيار هللا ،وي ْؤثِرون شهواَتم على ما اختاره هللا هلم; لذلك لزمتهم ِ
ص َفةُ الذل وفقر النفوس، ُ
ظلما
وانصرفوا ورجعوا بغضب من هللا; إلعراضهم عن دين هللا ،وألهنم كانوا يكفرون ِبَّيت هللا ويقتلون النبيني ً
وعدواان; وذلك بسبب عصياهنم وجتاوزهم حدود رهبم.
ً
() 9/ 1
إن املؤمنني من هذه األمة ،الذين صدهقوا ابهلل ورسله ،وعملوا بشرعه ،والذين كانوا قبل بعثة حممد صلى هللا
عليه وسلم من األمم السالفة من اليهود ،والنصارى ،والصابئني -وهم قوم ابقون على فطرَتم ،وال دين مقرر
خالصا ،وبيوم البعث واجلزاء ،وعملوا عمال مرضيًا
ً مجيعا إذا صدهقوا ابهلل تصدي ًقا صحي ًحا
هلم يتبعونه -هؤالء ً
عند هللا ،فثواهبم اثبت هلم عند رهبم ،وال خوف عليهم فيما يستقبلونه من أمر اآلخرة ،وال هم حيزنون على ما
فاَتم من أمور الدنيا .وأما بعد بعثة حممد صلى هللا عليه وسلم خامتًا للنبيني واملرسلني إىل الناس كافة ،فال
يقبل هللا من أحد دينًا غري ما جاء به ،وهو اإلسالم.
()10/1
ور ُخ ُذوا َما آتَ ْي نَا ُك ْم بِ ُق هوةٍ َواذْ ُك ُروا َما فِ ِيه ل ََعله ُك ْم تَته ُقو َن ()63 وإِ ْذ أَ َخذ َ ِ
ْان ميثَاقَ ُك ْم َوَرفَ ْعنَا فَ ْوقَ ُك ُم الطُّ َ َ
واذكروا َّ-ي بّن إسرائيل -حني أَ َخذْان العهد املؤهكد منكم ابإلميان ابهلل وإفراده ابلعبادة ،ورفعنا جبل الطور
جبد واجتهاد واحفظوه ،وإال أطبقنا عليكم اجلبل ،وال فوقكم ،وقلنا لكم :خذوا الكتاب الذي أعطيناكم ٍ
تنسوا التوراة قوال وعمال كي تتقوين وختافوا عقايب.
()10/1
()10/1
ِ ِ
ت فَ ُقلْنَا َهلُ ْم ُكونُوا ق َر َدةً َخاسئِ َ
ني ()65 ين ا ْعتَ َد ْوا ِم ْن ُك ْم ِيف ال ه
س ْب ِ ِ هِ
َولََق ْد َعل ْمتُ ُم الذ َ
ولقد علمتم َّ-ي معشر اليهود -ما ح هل من البأس أبسالفكم من أهل القرية اليت عصت هللا ،فيما أخذه عليهم
ِ
من تعظيم السبت ،فاحتالوا الصطياد السمك يف يوم السبت ،بوضع الشباك وحفر ِ َ
الربك ،مث اصطادوا
السمك يوم األحد حيلة إىل احملرم ،فلما فعلوا ذلك ،مسخهم هللا قردة منبوذين.
()10/1
فجعلنا هذه القرية عربة ملن حبضرَتا من القرى ،يبلغهم خربها وما ح هل هبا ،وعربة ملن يعمل بعدها مثل تلك
ُّ
الذنوب ،وجعلناها تذكرة للصاْلني; ليعلموا أهنم على اْلق ،فيثبتوا عليه.
()10/1
ِِ ِ ِ ْحبوا ب َقرةً قَالُوا أَتَت ِ وسى لَِق ْوِم ِه إِ هن ه َوإِ ْذ قَ َ
ال أَعُوذُ ِاب هَّلل أَ ْن أَ ُكو َن م َن ا ْجلَاهل َ
ني هخ ُذ َان ُه ُزًوا قَ َ اَّللَ ََي ُْم ُرُك ْم أَ ْن تَذ َُ َ َ ال ُم َ
()67
واذكروا َّ-ي بّن إسرائيل -جناية أسالفكم ،وكثرة تعنتهم وجداهلم ملوسى عليه الصالة والسالم ،حني قال هلم:
موضعا للسخرية واالستخفاف؟ فر هد عليهم موسى
ً إن هللا َيمركم أن تذحبوا بقرة ،فقالوا -مستكربين :-أجتعلنا
بقوله :أستجري ابهلل أن أكون من املستهزئني.
()10/1
ني ذَلِ َ
ك فَافْ َعلُوا َما تُ ْؤَم ُرو َن ْر َع َوا ٌن بَ َْ ول إِ ههنَا بَ َق َرةٌ َال فَا ِر ٌ
ض َوَال بِك ٌ ني لَنَا َما ِه َي قَ َ
ال إِنههُ يَ ُق ُ ك يُبَِ ْ
قَالُوا ا ْدعُ لَنَا َربه َ
()68
قالوا :ادع لنا ربهك يوضح لنا صفة هذه البقرة ،فأجاهبم :إن هللا يقول لكم :صفتها أال تكون مسنهة َه ِرمة ،وال
صغرية فَتِيهة ،وإَّنا هي متوسطة بينهما ،فسا ِرعوا إىل امتثال أمر ربكم.
()10/1
ِ ِ
س ُّر النهاظ ِر َ
ين ()69 ول إِ ههنَا بَ َق َرةٌ َ
ص ْف َراءُ فَاق ٌع ل َْو ُهنَا تَ ُ ال إِنههُ يَ ُق ُ ك يُبَِ ْ
ني لَنَا َما ل َْو ُهنَا قَ َ قَالُوا ا ْدعُ لَنَا َربه َ
س ُّر
الص ْفرة ،تَ ُ
فعادوا إىل جداهلم قائلني :ادع لنا ربك يوضح لنا لوهنا .قال :إنه يقول :إهنا بقرة صفراء شديدة ُّ
َمن ينظر إليها.
()10/1
قال بنو إسرائيل ملوسى :ادع لنا ربك يوضح لنا صفات أخرى غري ما سبق; ألن البقر -هبذه الصفات -كثري
فا ْشتَ بَهَ علينا ماذا خنتار؟ وإننا -إن شاء هللا -ملهتدون إىل البقرة املأمور بذحبها.
()11/1
قال هلم موسى :إن هللا يقول :إهنا بقرة غري مذللة للعمل يف حراثة األرض للزراعة ،وغري معدة للسقي من
الساقية ،وخالية من العيوب مجيعها ،وليس فيها عالمة من لون غري لون جلدها .قالوا :اآلن جئت حبقيقة
وصف البقرة ،فاضطروا إىل ذحبها بعد طول املراوغة ،وقد قاربوا أال يفعلوا ذلك لعنادهم .وهكذا شددوا
فشدهد هللا عليهم.
()11/1
وإِ ْذ قَ تَ لْتُم نَ ْفسا فَاد ِ
ِج َما ُك ْن تُ ْم تَكْتُ ُمو َن ()72
اَّللُ ُخمْر ٌ هارأْ ُْمت ف َ
يها َو ه َ ْ ً َ
نفسا فتنازعتم بشأهنا ،كلٌّ يدفع عن نفسه َتمة القتل ،وهللا خمرج ما كنتم ختفون ِمن قَ تْل
واذكروا إذ قتلتم ً
القتيل.
()11/1
فقلنا :اضربوا القتيل جبزء من هذه البقرة املذبوحة ،فإن هللا سيبعثه حيًا ،وخيربكم عن قاتله .فضربوه ببعضها
فأحياه هللا وأخرب بقاتله .كذلك ُحييي هللا املوتى يوم القيامة ،ويريكم َّ-ي بّن إسرائيل -معجزاته الدالة على
كمال قدرته تعاىل; لكي تتفكروا بعقولكم ،فتمتنعوا عن معاصيه.
()11/1
ولكنكم مل تنتفعوا بذلك; إذ بعد كل هذه املعجزات اخلارقة اشتدت قلوبكم وغلظت ،فلم يَ ْن ُفذ إليها خري ،ومل
تَلِ ْن أمام اآلَّيت الباهرة اليت أريتكموها ،حىت صارت قلوبكم مثل اْلجارة الص هماء ،بل هي أشد منها غلظة;
أهنارا جاريةً ،ومن اْلجارة ما يتصدع
تنصب منه املياه صبًا ،فتصري ً
ه ألن من اْلجارة ما يتسع وينفرج حىت
فينشق ،فتخرج منه العيون والينابيع ،ومن اْلجارة ما يسقط من أعايل اجلبال ِمن خشية هللا تعاىل وتعظيمه.
وما هللا بغافل عما تعملون.
()11/1
اَّلل مثُه ُحيَ ِرفُونَهُ ِم ْن بَ ْع ِد َما َع َقلُوهُ َو ُه ْم يَ ْعلَ ُمو َن
أَفَ تطْمعو َن أَ ْن ي ْؤِمنُوا لَ ُكم وقَ ْد َكا َن فَ ِري ٌق ِم ْن هم يسمعو َن َك َالم هِ
َ ُ ْ َ َُْ َْ ُ َ َُ
()75
()11/1
شر به يف التوراة ،وإذا خال بعضهؤالء اليهود إذا لقوا الذين آمنوا قالوا بلساهنم :آمنها بدينكم ورسولكم املب ه
هؤالء املنافقني من اليهود إىل بعض قالوا يف إنكارِ :
أحتدثون املؤمنني مبا هبني هللا لكم يف التوراة من أمر حممد;
لتكون هلم اْلجة عليكم عند ربكم يوم القيامة؟ أفال تفقهون فتحذروا؟
()11/1
أيفعلون ك هل هذه اجلرائم ،وال يعلمون أن هللا يعلم مجيع ما خيفونه وما يظهرونه؟
()12/1
اب إِهال أ ََم ِاينه َوإِ ْن ُه ْم إِهال يَظُنُّو َن ()78 ِ ِ ِ
َوم ْن ُه ْم أُميُّو َن َال يَ ْعلَ ُمو َن الْكتَ َ
ومن اليهود مجاعة جيهلون القراءة والكتابة ،وال يعلمون التوراة وما فيها من صفات نيب هللا ورسوله حممد صلى
أكاذيب وظنون فاسدة.
ُ هللا عليه وسلم ،وما عندهم من ذلك إال
()12/1
اَّلل لِيَ ْش َرتُوا بِ ِه ََثَنًا قَلِ ًيال فَ َويْ ٌل َهلُ ْم ِممها َكتَ بَ ْ
ت ْكتاب ِأبَي ِدي ِهم مثُه ي ُقولُو َن ه َذا ِمن ِعنْ ِد هِ
َ ْ
ِ
ين يَكْتُ بُو َن ال َ َ ْ ْ َ
ِِ
فَ َويْ ٌل للهذ َ
ْسبُو َن ()79 أَي ِدي ِهم وويل َهلُم ِممها يك ِ
ْ ْ ََْ ٌ ْ َ
فهالك ووعيد شديد ألحبار السوء من اليهود الذين يكتبون الكتاب أبيديهم ،مث يقولون :هذا من عند هللا
وهو خمالف ملا أنزل هللا على نبيِه موسى عليه الصالة والسالم; ليأخذوا يف مقابل هذا عرض الدنيا .فلهم
عقوبة مهلكة بسبب كتابتهم هذا الباطل أبيديهم ،وهلم عقوبة مهلكة بسبب ما َيخذونه يف املقابل من املال
اْلرام ،كالرشوة وغريها.
()12/1
()12/1
ْم هللا اثبت :أن من ارتكب اآلاثم حىت َج هرته إىل الكفر ،واستولت عليه ذنوبه ِمن مجيع جوانبه -وهذا ال
فحك ُ
ُ
يكون إال فيمن أشرك ابهلل -فأولئك هم املشركون والكفار هم الذين يالزمون انر جهنم مالزمة دائمةً ال
تنقطع.
()12/1
يها َخالِ ُدو َن ()82ِ ِ
اب ا ْجلَنهة ُه ْم ف َ
َص َح ُ ات أُولَئِ َ
كأ ْ واله ِذين آمنُوا و َع ِملُوا ال ه ِ
اْل ِ
ص َ َ َ َ َ
()12/1
ساكِ ِ ِ ْان ِميثَا َق بَِّن إِ ْسرائِيل َال تَ ْعبُ ُدو َن إِهال ه ِ ِ ِ َوإِ ْذ أَ َخذ َ
ني َوقُولُوا س ًاان َوذي الْ ُق ْرََب َوالْيَ تَ َامى َوال َْم َ اَّللَ َوابل َْوال َديْ ِن إ ْح َ َ َ
ضو َن ()83 ص َالةَ َوآتُوا ال هزَكاةَ مثُه تَ َولهْي تُ ْم إِهال قَلِ ًيال ِم ْن ُك ْم َوأَنْ تُ ْم ُم ْع ِر ُ
يموا ال هِ لِلن ِ
هاس ُح ْسنًا َوأَق ُ
واذكروا َّي بّن إسرائيل حني أ َخذْان عليكم عه ًدا مؤك ًدا :أبن تعبدوا هللا وحده ال شريك له ،وأن حتسنوا
للوالدين ،ولألقربني ،ولألوالد الذين مات آابؤهم وهم دون بلوغ اْللم ،وللمحتاجني الذين ال ميلكون ما
ضتم ونقضتم
يكفيهم ويسد حاجتهم ،وأن تقولوا للناس أطيب الكالم ،مع أداء الصالة وإيتاء الزكاة ،مث أَ ْع َر ْ
العهد -إال قليال منكم ثبت عليه -وأنتم مستمرون يف إعراضكم.
()12/1
س ُك ْم ِم ْن ِد ََّي ِرُك ْم مثُه أَق َْر ْرُْمت َوأَنْ تُ ْم تَ ْش َه ُدو َن ()84 ِ ِ وإِ ْذ أَ َخذ َ ِ
ْان ميثَاقَ ُك ْم َال تَ ْسف ُكو َن د َماءَ ُك ْم َوَال ُختْ ِر ُجو َن أَنْ ُف َ َ
واذكروا َّ-ي بّن إسرائيل -حني أَ َخذْان عليكم عه ًدا مؤك ًدا يف التوراة :حيرم سفك بعضكم دم بعض ،وإخراج
ضا من دَّيركم ،مث اعرتفتم بذلك ،وأنتم تشهدون على صحته.
بعضكم بع ً
()13/1
ان َوإِ ْن ََيْتُوُك ْماهرو َن َعلَ ْي ِهم ِاب ِْإل ِْمث والْع ْدو ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َ ُ َ ْ س ُك ْم َوُختْ ِر ُجو َن فَ ِري ًقا م ْن ُك ْم م ْن د ََّي ِره ْم تَظَ َ ُ مثُه أَنْ تُ ْم َه ُؤَالء تَ ْقتُ لُو َن أَنْ ُف َ
اب َوتَ ْك ُف ُرو َن بِبَ ْع ٍ
ض فَ َما َج َزاءُ َم ْن يَ ْف َع ُل ْكتَ ِ ض ال ِ اج ُه ْم أَفَ تُ ْؤِمنُو َن بِبَ ْع ِوه ْم َو ُه َو ُحمَهرٌم َعلَ ْي ُك ْم إِ ْخ َر ُ اد ُ
ُس َارى تُ َف ُ أَ
اَّللُ بِغَافِ ٍل َع هما تَ ْع َملُو َن ()85 ي ِيف ا ْْلَيَاةِ الدُّنْ يَا َويَ ْوَم ال ِْقيَ َام ِة يُردُّو َن إِ َىل أَ َش ِد ال َْع َذ ِ ِ ذَلِ َ ِ
اب َوَما ه َ ك م ْن ُك ْم إِهال خ ْز ٌ
()13/1
ص ُرو َن ()86
اب َوَال ُه ْم يُنْ َ رتُوا ا ْْلَيَاةَ الدُّنْيَا ِاب ْآل ِخ َرةِ فَ َال ُخيَهف ُ
ف َعنْ ُه ُم ال َْع َذ ُ ين ا ْش ََ
أُولَئِ َ ه ِ
ك الذ َ
أولئك هم الذين آثروا اْلياة الدنيا على اآلخرة ،فال خيفف عنهم العذاب ،وليس هلم انصر ينصرهم ِمن
عذاب هللا.
()13/1
س أَفَ ُكله َما ْكتَاب وقَ هف ْي نَا ِمن ب ْع ِدهِ ِاب ُّلرس ِل وآتَ ْي نَا ِعيسى ابْن مرَميَ الْب يِنَ ِ
ات َوأَيه ْد َانهُ بِ ُر ِ
وح الْ ُق ُد ِ ِ
َ َ َْ َ ُ َ َْ وسى ال َ َ َولََق ْد آتَ ْي نَا ُم َ
ْربُمتْ فَ َف ِري ًقا َك هذبْ تُ ْم َوفَ ِري ًقا تَ ْقتُ لُو َن ()87
استَك َ ْ
س ُك ُم ْ َجاء ُك ْم َر ُس ٌ ِ
ول مبَا َال ََتَْوى أَنْ ُف ُ َ
ولقد أعطينا موسى التوراة ،وأتبعناه برسل من بّن إسرائيل ،وأعطينا عيسى ابن مرمي املعجزات الواضحات،
وقويناه جبربيل عليه السالم .أفكلما جاءكم رسول بوحي من عند هللا ال يوافق أهواءكم ،استعليتم عليه، ه
فك هذبتم فري ًقا وتقتلون فري ًقا؟
()13/1
اَّللُ بِ ُك ْف ِرِه ْم فَ َقلِ ًيال َما يُ ْؤِمنُو َن ()88
ْف بَ ْل ل ََعنَ ُه ُم ه
َوقَالُوا قُلُوبُنَا غُل ٌ
وقال بنو إسرائيل لنيب هللا ورسوله حممد صلى هللا عليه وسلم :قلوبنا مغطاة ،ال يَنْ ُفذ إليها قولك .وليس األمر
هع ْوا ،بل قلوهبم ملعونة ،مطبوع عليها ،وهم مطرودون من رْحة هللا بسبب جحودهم ،فال يؤمنون إال
كما اد َ
إمياان قليال ال ينفعهم.
ً
()13/1
وحني جاءهم القرآن من عند هللا مصدقا ملا معهم من التوراة جحدوه ،وأنكروا نبوة حممد صلى هللا عليه
نيب آخ ِر الزمان ،وسنتبعه
ب مبعث ِ وسلم ،وكانوا قبل بعثته يستنصرون به على مشركي العرب ،ويقولون :قَ ُر َ
ونقاتلكم معه .فل هما جاءهم الرسول الذي عرفوا صفاتِه ِ
وص ْدقَه كفروا به وكذبوه .فلعنةُ هللا على كل َمن كفر
بنيب هللا ورسوله حممد صلى هللا عليه وسلم ،وكتابه الذي أوحاه هللا إليه.
()14/1
()14/1
ص ِدقًا لِ َما َم َع ُه ْم قُ ْل ِ وإِ َذا قِيل َهلم ِ
اَّللُ قَالُوا نُ ْؤم ُن ِمبَا أُنْ ِز َل َعلَْي نَا َويَ ْك ُف ُرو َن ِمبَا َوَراءَهُ َو ُه َو ا ْْلَ ُّق ُم َ
آمنُوا ِمبَا أَنْ َز َل ه َ ُْ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ني ()91 اَّلل م ْن قَ ْب ُل إِ ْن ُك ْن تُ ْم ُم ْؤمن َ
فَل َم تَ ْقتُ لُو َن أَنْبيَاءَ ه
()14/1
ْمتُ ال ِْع ْج َل ِم ْن بَ ْع ِدهِ َوأَنْ تُ ْم ظَالِ ُمو َن ()92 ولََق ْد جاء ُكم موسى ِابلْب يِنَ ِ
ات مثُه هاختَذ ُ َ ََ ُْ َ َ
ولقد جاءكم نيب هللا موسى ابملعجزات الواضحات الدالة على صدقه ،كالطوفان واجلراد وال ُق همل والضفادع،
معبودا ،بعد ذهاب موسى إىل ميقات ربه،
وغري ذلك مما ذكره هللا يف القرآن العظيم ،ومع ذلك اختذمت العجل ً
وأنتم متجاوزون حدود هللا.
()14/1
ص ْي نَا َوأُ ْش ِربُوا ِيف قُلُوهبِِ ُم ِ ور ُخ ُذوا َما آتَ ْي نَا ُك ْم بِ ُق هوةٍ َو ْ وإِ ْذ أَ َخذ َ ِ
امسَعُوا قَالُوا َمس ْعنَا َو َع َ ْان ميثَاقَ ُك ْم َوَرفَ ْعنَا فَ ْوقَ ُك ُم الطُّ َ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
ني ()93 س َما ََي ُْم ُرُك ْم بِه إِميَانُ ُك ْم إِ ْن ُك ْن تُ ْم ُم ْؤمن َ ِ ِ
الْع ْج َل ب ُك ْف ِره ْم قُ ْل ب ْئ َ
واذكروا حني أَ َخذْان عليكم عه ًدا مؤك ًدا ب َقبول ما جاءكم به موسى من التوراة ،فنقضتم العهد ،فرفعنا جبل
الطور فوق رؤوسكم ،وقلنا لكم :خذوا ما آتيناكم ٍ
جبد ،وامسعوا وأطيعوا ،وإال أسقطنا اجلبل عليكم ،فقلتم:
مسعنا قولك وعصينا أمرك; ألن عبادة العجل قد امتزجت بقلوبكم بسبب متاديكم يف الكفر .قل هلم -أيها
الرسول :-قَ بح ما َيمركم به إميانكم من الكفر والضالل ،إن كنتم ِ
مصدقني مبا أنزل هللا عليكم. َُ
()14/1
()15/1
ولن يفعلوا ذلك أب ًدا; ملا يعرفونه من صدق النيب حممد صلى هللا عليه وسلم ومن كذهبم وافرتائهم ،وبسبب ما
املؤ ِديَ ْني إىل حرماهنم من اجلنة ودخول النار .وهللا تعاىل عليم ابلظاملني من
ارتكبوه من الكفر والعصيانَ ،
عباده ،وسيجازيهم على ذلك.
()15/1
ولتعلم هن -أيها الرسول -أن اليهود أشد الناس رغبة يف طول اْلياة اأَّي كانت هذه اْلياة من الذلهة واملهانة ،بل
َ
تزيد رغبتهم يف طول اْلياة على رغبات املشركني .يتمىن اليهودي أن يعيش ألف سنة ،وال يُ ْبعده هذا العمر
الطويل -إن حصل -من عذاب هللا .وهللا تعاىل ال خيفى عليه شيء من أعماهلم وسيجازيهم عليها مبا
يستحقون من العذاب.
()15/1
ِ ِ ِ اَّلل م ِ ِ
قُل من َكا َن َع ُد اوا جلِِ ِْربيل فَِإنهه نَ هزلَه َعلَى قَ لْبِ َ ِ ِ
ني يَ َديْه َو ُه ًدى َوبُ ْش َرى لل ُْم ْؤمنِ َ
ني ()97 ك إبِِ ْذن ه ُ َ
صدقًا ل َما بَ َْ َ ُ ُ ْ َْ
عدوا جلربيل فإنه ن هزل
قل -أيها الرسول -لليهود حني قالوا :إن جربيل هو عدوان من املالئكة :من كان ً
ِ
للمصدقني به بكل ومبشرا وهادَّي إىل اْلق، القرآن على قلبك إبذن هللا تعاىل ِ
مصدقًا ملا سبقه من كتب هللا،
ً ً
خري يف الدنيا واآلخرة.
()15/1
ِ ِ يل َوِمي َك َ
ال فَِإ هن ه
اَّللَ َع ُد ٌّو للْ َكاف ِر َ
ين ()98 ِ ِ ِ ِِ ِِ ِ
َم ْن َكا َن َع ُد اوا هَّلل َوَم َالئ َكته َوُر ُسله َوج ِْرب َ
()15/1
ولقد أنزلنا إليك -أيها الرسول -آَّيت بينات واضحات تدل على أنك رسول من هللا صدقا وحقا ،وما ينكر
تلك اآلَّيت إال اخلارجون عن دين هللا.
()15/1
اه ُدوا َع ْه ًدا نَبَ َذهُ فَ ِري ٌق ِم ْن ُه ْم بَ ْل أَ ْكثَ ُرُه ْم َال يُ ْؤِمنُو َن ()100
أ ََوُكله َما َع َ
ما أقبح حال بّن إسرائيل يف نقضهم للعهود!! فكلما عاهدوا عه ًدا طرح ذلك العهد فريق منهم ،ونقضوه،
فرتاهم ي ِْربمون العهد اليوم وينقضونه غ ًدا ،بل أكثرهم ال ِ
يصدقون مبا جاء به نيب هللا ورسوله حممد صلى هللا ُ
عليه وسلم.
()15/1
اَّلل َوَراءَ ظُ ُهوِرِه ْم
ْكتاب كِتاب هِ
ِ ِ هِ ولَ هما جاءهم رس ٌ ِ ِ ِ ِ
اَّلل م ِ ِ
صد ٌق ل َما َم َع ُه ْم نَبَ َذ فَ ِري ٌق م َن الذ َ
ين أُوتُوا ال َ َ َ َ ول م ْن ع ْند ه ُ َ َ َ َُ ْ َ ُ
َكأَ ههنُ ْم َال يَ ْعلَ ُمو َن ()101
وملا جاءهم حممد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ابلقرآن املوافق ملا معهم من التوراة طرح فريق منهم كتاب
هللا ،وجعلوه وراء ظهورهم ،شأهنم شأن اجلهال الذين ال يعلمون حقيقته.
()15/1
الشياطني به السحرةَ على عهد ملك سليمان بن داود .وما كفر سليمان وما تَ َعلهم
ُ واتبع اليهود ما ُحتَ ِدث
إفسادا لدينهم .وكذلك اتبع اليهود
ً السحر ،ولك هن الشياطني هم الذين كفروا ابهلل حني علهموا الناس السحر;ِ
امتحاان وابتالء من هللا لعباده،
ً السحر الذي أُنزل على امللَ َكني هاروت وماروت ،أبرض «اببل» يف «العراق» ; ِ
وما يعلِم امللكان من أحد حىت ينصحاه ِ
وحيذراه من تعلم السحر ،ويقوال له :ال تكفر بتعلم ِ
السحر وطاعة
الشياطني .فيتعلم الناس من امللكني ما ُْحي ِدثون به الكراهية بني الزوجني حىت يتفرقا .وال يستطيع السحرة أن
شرا يضرهم وال ينفعهم ،وقد نقلته الشياطني إىل
يضروا به أح ًدا إال إبذن هللا وقضائه .وما يتعلم السحرة إال ً
اليهود ،فشاع فيهم حىت فضهلوه على كتاب هللا .ولقد علم اليهود أن من اختار ِ
السحر وترك اْلق ما له يف
ضا عن اإلميان ومتابعة الرسول،
اآلخرة من نصيب يف اخلري .ولبئس ما ابعوا به أنفسهم من السحر والكفر عو ً
ْم يثمر العمل مبا ُو ِعظوا به. ِ
لو كان هلم عل ٌ
()16/1
ولَو أَ ههنُم آمنُوا واته َقوا لَمثُوبةٌ ِمن ِع ْن ِد هِ
اَّلل َخ ْريٌ ل َْو َكانُوا يَ ْعلَ ُمو َن ()103 َْ ْ َ َ ْ َ َ ْ
ولو أن اليهود آمنوا وخافوا هللا أليقنوا أن ثواب هللا خري هلم من ِ
السحر ومما اكتسبوه به ،لو كانوا يعلمون ما
حيصل ابإلميان والتقوى من الثواب واجلزاء علما حقيقيا آلمنوا.
()16/1
َّي أيها الذين آمنوا ال تقولوا للرسول حممد صلى هللا عليه وسلم :راعنا ،أي :راعنا مسعك ،فافهم عنا وأفهمنا;
ألن اليهود كانوا يقولوهنا للنيب صلى هللا عليه وسلم يلوون ألسنتهم هبا ،يقصدون سبهه ونسبته إىل الرعونة،
وقولوا -أيها املؤمنون -بدال منها :انظران ،أي انظر إلينا وتعه ْدان ،وهي تؤدي املعىن املطلوب نفسه وامسعوا ما
يتلى عليكم من كتاب ربكم وافهموه .وللجاحدين عذاب موجع.
()16/1
نصرا أو
علما ،أو ً
قرآان أو ً
ما حيب الكفار من أهل الكتاب واملشركني أن يُن هزل عليكم أدَن خري من ربكم ً
بشارة .وهللا خيتص برْحته َمن يشاء ِمن عباده ابلنبوة والرسالة .وهللا ذو العطاء الكثري الواسع.
()16/1
علمت -أيها النيب -أنت وأمتك أن هللا تعاىل هو املالك املتصرف يف السموات واألرض؟ يفعل ما يشاء،
َ أما
وحيكم ما يريد ،وَيمر عباده وينهاهم كيفما شاء ،وعليهم الطاعة وال َقبول .وليعلم من عصى أن ليس ألحد من
ويل يتوالهم ،وال نصري مينعهم من عذاب هللا.
دون هللا من ٍ
()17/1
سبِ ِ
يل ض هل َس َواءَ ال ه
ان فَ َق ْد َ وسى ِم ْن قَ ْبل وَم ْن يَتَ بَد ِ
هل الْ ُك ْفر ِاب ِْإلميَ ِ ِ
أ َْم تُ ِري ُدو َن أَ ْن تَ ْسأَلُوا َر ُسولَ ُك ْم َك َما ُسئ َل ُم َ
َ َُ
()108
بل أتريدون -أيها الناس -أن تطلبوا من رسولكم حممد صلى هللا عليه وسلم أشياء بقصد العناد واملكابرة،
ب مثل ذلك من موسى .علموا أن من خيرت الكفر ويرتك اإلميان فقد خرج عن صراط هللا املستقيم إىل ِ
كما طُل َ
اجلهل والضهالل.
()17/1
()17/1
اَّلل ِمبَا تَ ْعملُو َن ب ِ ص َالةَ وآتُوا ال هزَكاةَ وما تُ َق ِدموا ِألَنْ ُف ِس ُكم ِمن َخ ٍْري َِجت ُدوهُ ِع ْن َد هِ ِ
صريٌ ()110 َ َ اَّلل إِ هن هَ ْ ْ ُ ََ يموا ال ه َ
َوأَق ُ
واشتغلوا -أيها املؤمنون -أبداء الصالة على وجهها الصحيح ،وإعطاء الزكاة املفروضة .واعلموا أ هن كل خري
تقدمونه ألنفسكم جتدون ثوابه عند هللا يف اآلخرة .إنه تعاىل بصري بكل أعمالكم ،وسيجازيكم عليها.
()17/1
ني ()111ْك أَمانِيُّ هم قُل َهاتُوا ب رَهانَ ُكم إِ ْن ُكنْ تُم ِ ِ ِ َن يَ ْد ُخ َل ا ْجلَنهةَ إِهال َم ْن َكا َن ُه ً
صادق َ
ْ َ ُْ ْ ص َارى تل َ َ ُ ْ ْ ودا أ َْو نَ َ َوقَالُوا ل ْ
ادهعى كلٌّ من اليهود والنصارى أن اجلنة خاصة بطائفته ال يدخلها غريهم ،تلك أوهامهم الفاسدة .قل هلم -
أيها الرسول :-أحضروا دليلكم على صحة ما تدهعون إن كنتم صادقني يف دعواكم.
()17/1
ليس األمر كما زعموا أ هن اجلنة ختتص بطائفة دون غريها ،وإَّنا يدخل اجلنهة َمن أخلص هلل وحده ال شريك له،
وهو متبع للرسول حممد صلى هللا عليه وسلم يف كل أقواله وأعماله .فمن فعل ذلك فله ثواب عمله عند ربه
يف اآلخرة ،وهو دخول اجلنة ،وهم ال خيافون فيما يستقبلونه من أمر اآلخرة ،وال هم حيزنون على ما فاَتم من
حظوظ الدنيا.
()17/1
اب ِ ٍ هصارى ل َْيس ِ ِ ٍ ود ل َْيس ِ ِ
ود َعلَى َش ْيء َو ُه ْم يَ ْت لُو َن الْكتَ َ
ت الْيَ ُه ُ هص َارى َعلَى َش ْيء َوقَالَت الن َ َ َ ت الن َ َوقَالَت الْيَ ُه ُ َ
يما َكانُوا فِ ِيه َخيْتَلِ ُفو َن ()113 ِ ِِ ين َال يَ ْعلَ ُمو َن ِمثْ َل قَ ْوهلِِ ْم فَ ه
اَّللُ َْحي ُك ُم بَ ْي نَ ُه ْم يَ ْوَم الْقيَ َامة ف َ َك َذلِ َ
ك قَ َ ه ِ
ال الذ َ
وقالت اليهود :ليست النصارى على شيء من الدين الصحيح ،وكذلك قالت النصارى يف اليهود وهم يقرؤون
مجيعا .كذلك قال الذين ال يعلمون من مشركي العرب وغريهم التوراة واإلجنيل ،وفيهما وجوب اإلميان ابألنبياء ً
مثل قوهلم ،أي قالوا لكل ذي دين :لست على شيء ،فاهلل يفصل بينهم يوم القيامة فيما اختلفوا فيه ِمن أمر
الدين ،وجيازي كال بعمله.
()18/1
ني ِ
وها إِهال َخائِف َ امسُهُ َو َس َعى ِيف َخ َر ِاهبَا أُولَئِ َ
ك َما َكا َن َهلُ ْم أَ ْن يَ ْد ُخلُ َ يها ْ ِ
اَّلل أَ ْن يُ ْذ َك َر ف َ ومن أَظْلَم ِممهن منَع مس ِ
اج َد هِ
ََ ْ ُ ْ َ َ َ َ
ِ ِ ِ ِ
يم ()114 اب َعظ ٌي َوَهلُ ْم ِيف ْاآلخ َرة َع َذ ٌ
َهلُ ْم ِيف الدُّنْ يَا خ ْز ٌ
ال أحد أظلم من الذين منعوا ِذ ْك َر هللا يف املساجد من إقام الصالة ،وتالوة القرآن ،وَنو ذلك ،وجدُّوا يف
ختريبها ابهلدم أو اإلغالق ،أو مبنع املؤمنني منها .أولئك الظاملون ما كان ينبغي هلم أن يدخلوا املساجد إال
صغار وفضيحة يف الدنيا ،وهلم يف اآلخرة عذاب شديد.
على خوف ووجل من العقوبة ،هلم بذلك َ
()18/1
اَّلل إِ هن ه ِ ِ َّلل الْم ْش ِر ُق والْمغْ ِرب فَأَي نَما تُولُّوا فَ ثَ هم وجه هِ
ِِ
يم ()115
اَّللَ َواس ٌع َعل ٌ َُْ َ َ ُ َْ َ َو ه َ
وهلل جهتا شروق الشمس وغروهبا وما بينهما ،فهو مالك األرض كلها .فأي جهة توجهتم إليها يف الصالة أبمر
هللا لكم فإنكم مبتغون وجهه ،مل خترجوا عن ملكه وطاعته .إن هللا واسع الرْحة بعباده ،عليم أبفعاهلم ،ال يغيب
عنه منها شيء.
()18/1
وقالت اليهود والنصارى واملشركون :اختذ هللا لنفسه ول ًدا ،تن هزه هللا -سبحانه -عن هذا القول الباطل ،بل كل
مجيعا خاضعون له ،مسخهرون حتت تدبريه.
َمن يف السموات واألرض ملكه وعبيده ،وهم ً
()18/1
()18/1
وهبُ ْم قَ ْد
ت قُلُ ُ ين ِم ْن قَ ْبلِ ِه ْم ِمثْ َل قَ ْوهلِِ ْم تَ َ
ش َاهبَ ْ ال الذ َ اَّللُ أ َْو ََتْتِينَا آيَةٌ َك َذلِ َ
ك قَ َ ه ِ ين َال يَ ْعلَ ُمو َن ل َْوَال يُ َكلِ ُمنَا ه وقَ َ ه ِ
ال الذ َ َ
ت لَِق ْوم يُوقِنُو َن ()118 ٍ ب يه نها ْاآلَّي ِ
َ َ
وقال اجلهلة من أهل الكتاب وغريهم لنيب هللا ورسوله حممد صلى هللا عليه وسلم على سبيل العناد :هال
يكلمنا هللا مباشرة ليخربان أنك رسوله ،أو َتتينا معجزة من هللا تدل على صدقك .ومثل هذا القول قالته األمم
عنادا ومكابرة; بسبب تشابه قلوب السابقني والالحقني يف الكفر والضهالل ،قد أوضحناقبل لرسلها ً
من ُ
جازما؛ لكوهنم مؤمنني ابهلل تعاىل ،متهبعني ما شرعه هلم. ِ
اآلَّيت للذين يصدقون تصدي ًقا ً
()18/1
إان أرسلناك -أيها الرسول -ابلدين اْلق املؤيد ابْلجج واملعجزات ،فبلِغه للناس مع تبشري املؤمنني خبريي
الدنيا واآلخرة ،وختويف املعاندين مبا ينتظرهم من عذاب هللا ،ولست -بعد البالغ -مسئوال عن كفر َمن كفر
بك; فإهنم يدخلون النار يوم القيامة ،وال خيرجون منها.
()18/1
ود وَال النهصارى ح هىت تَتهبِع ِملهت هم قُل إِ هن ه َدى هِ
اَّلل ُه َو ا ْهلَُدى َولَئِ ِن اتهبَ ْع َ
ت أ َْه َواءَ ُه ْم بَ ْع َد َ َُ ْ ْ ُ ََ َ ك الْيَ ُه ُ َ
ضى َع ْن َ
َن تَ ْر َ
َول ْ
ص ٍري ()120 اَّلل ِمن وٍِيل وَال نَ ِ
اله ِذي جاء َك ِمن ال ِْعل ِْم ما ل َ ِ ِ
َك م َن ه ْ َ َ َ ََ َ
()19/1
اخلَ ِ
اس ُرو َن ()121 ك يُ ْؤِمنُو َن بِ ِه َوَم ْن يَ ْك ُف ْر بِ ِه فَأُولَئِ َ
ك ُه ُم ْ اب يَ ْت لُونَهُ َح هق تَِال َوتِِه أُولَئِ َ اله ِذين آتَي نَ ُ ِ
اه ُم الْكتَ َ َ ْ
الذين أعطيناهم الكتاب من اليهود والنصارى ،يقرؤونه القراءة الصحيحة ،ويتبعونه حق االتباع ،ويؤمنون مبا
جاء فيه من اإلميان برسل هللا ،ومنهم خامتهم نبينا ورسولنا حممد صلى هللا عليه وسلم ،وال حيرفون وال ِ
يبدلون
ما جاء فيه .هؤالء هم الذين يؤمنون ابلنيب حممد صلى هللا عليه وسلم ومبا أنزل عليه ،وأما الذين بدهلوا بعض
الكتاب وكتموا بعضه ،فهؤالء كفار بنيب هللا حممد صلى هللا عليه وسلم ومبا أنزل عليه ،ومن يكفر به فأولئك
هم أشد الناس خسر ًاان عند هللا.
()19/1
َّي ذرية يعقوب اذكروا نعمي الكثرية عليكم ،وأين فَضهلتكم على عالَمي زمانكم بكثرة أنبيائكم ،وما أُنزل
عليهم من الكتب.
()19/1
ِ
ص ُرو َن ()123
اعةٌ َوَال ُه ْم يُ ْن َ
س َش ْي ئًا َوَال يُ ْقبَ ُل م ْن َها َع ْد ٌل َوَال تَ ْن َفعُ َها َش َف َ َواته ُقوا يَ ْوًما َال َجتْ ِزي نَ ْف ٌ
س َع ْن نَ ْف ٍ
وخافوا أهوال يوم اْلساب إذ ال تغّن نفس عن نفس شيئًا ،وال يقبل هللا منها فدية تنجيها من العذاب ،وال
تنفعها وساطة ،وال أحد ينصرها.
()19/1
واذكر -أيها النيب -حني اخترب هللا إبراهيم مبا شرع له من تكاليف ،فأدهاها وقام هبا خري قيام .قال هللا له :إين
رب اجعل بعض نسلي أئمة فضال منك ،فأجابه هللا سبحانه أنه ال حتصل جاعلك قدوة للناس .قال إبراهيمِ :
للظاملني اإلمامةُ يف الدين.
()19/1
ِ اخت ُذوا ِمن م َق ِام إِب ر ِاهيم مصلاى وع ِه ْد َان إِ َىل إِب ر ِاه ِ ِ
هاس وأ َْمنًا و هِ ِ َوإِ ْذ َج َعلْنَا الْبَ ْي َ
يل أَ ْن طَه َرا بَ ْي ِ َ
يت يم َوإ ْمسَاع َ
َْ َ ْ َ َْ َ ُ َ َ َ ت َمثَابَةً للن ِ َ َ
السج ِ ِِ ِ ِ
ود ()125 الرهك ِع ُّ ُ
ني َو ُّ
ني َوال َْعاكف َ للطهائِف َ
وجممعا
ً مرجعا للناسَ ،يتونه ،مث يرجعون إىل أهليهم ،مث يعودون إليه،
واذكر -أيها النيب -حني جعلنا الكعبة ً
هلم يف اْلج والعمرة والطواف والصالة ،وأمنًا هلم ،ال ي ِغري عليهم عدو فيه .وقلناِ :
اختذوا من مقام إبراهيم ُ
مكاان للصالة فيه ،وهو اْلجر الذي وقف عليه إبراهيم عند بنائه الكعبة .وأوحينا إىل إبراهيم وابنه إمساعيل:
ً
طهرا بييت من كل رجس ودنس; للمتعبدين فيه ابلطواف حول الكعبة ،أو االعتكاف يف املسجد ،والصالة أن ِ
فيه.
()19/1
()19/1
يم ()127ِ
يع ال َْعل ُ
ت ال ه ِ
سم ُ يل َربهنَا تَ َقبه ْل ِمنها إِنه َ
ك أَنْ َ ِ ِ ِ ِ ِ
يم الْ َق َواع َد م َن الْبَ ْيت َوإ ْمسَاع ُ
ِ ِ ِ
َوإ ْذ يَ ْرفَ ُع إبْ َراه ُ
واذكر -أيها النيب -حني رفع إبراهيم وإمساعيل أسس الكعبة ،ومها يدعوان هللا يف خشوع :ربنا تقبل منها صاحل
أعمالنا ودعاءان ،إنك أنت السميع ألقوال عبادك ،العليم أبحواهلم.
()20/1
ِ ب َعلَ ْي نَا إِنه َ ِ َك َوِم ْن ذُ ِريهتِنَا أُهمةً ُم ْسلِ َمةً ل َ اج َعلْنَا ُم ْسلِ َم ْ ِ
يم
اب ال هرح ُ
هو ُ
ت الت ه
ك أَنْ َ َك َوأَ ِرَان َمنَاس َكنَا َوتُ ْ ني ل َ َربهنَا َو ْ
()128
()20/1
ِ ْمةَ َويُ َزكِي ِه ْم إِنه َ ِ ِ وال ِم ْن هم ي ْت لُو َعلَي ِهم آَّيتِ َ ِ ربهنَا واب ع ْ ِ
ت ال َْع ِز ُيز ا ْْلَك ُ
يم ك أَنْ َ اب َوا ْْلك َ
ك َويُ َعل ُم ُه ُم الْكتَ َ ْ ْ َ ث في ِه ْم َر ُس ً ُ ْ َ َ َ َْ
()129
ربنا وابعث يف هذه األمة رسوال من ذرية إمساعيل يتلو عليهم آَّيتك ويعلمهم القرآن والسنة ،ويطهرهم من
الشرك وسوء األخالق .إنك أنت العزيز الذي ال ميتنع عليه شيء ،اْلكيم الذي يضع األشياء يف مواضعها.
()20/1
اصطََف ْي نَاهُ ِيف الدُّنْ يَا َوإِنههُ ِيف ْاآل ِخ َرةِ ل َِم َن ال ه
صاْلِِ َ
ني سهُ َولََق ِد ْ ِ ب َع ْن ِمله ِة إِبْ ر ِاه ِ
يم إ هال َم ْن َسفهَ نَ ْف َ
َ َ َوَم ْن يَ ْرغَ ُ
()130
وال أحد يُعرض عن دين إبراهيم -وهو اإلسالم -إال سفيه جاهل ،ولقد اخرتان إبراهيم يف الدنيا نبياا ورسوال
وإنه يف اآلخرة ملن الصاْلني الذين هلم أعلى الدرجات.
()20/1
ت لِر ِ
ب ال َْعال َِم َ
ني ()131 َسلِ ْم قَ َ إِ ْذ قَ َ
َسلَ ْم ُ َ
ال أ ْ ال لَهُ َربُّهُ أ ْ
منقادا له.
وسبب هذا االختيار مسارعته إىل اإلسالم دون تردد ،حني قال له ربه :أخلص نفسك هلل ً
إخالصا وتوحي ًدا وحمبة وإانبة.
ً فاستجاب إبراهيم وقال :أسلمت لرب العاملني
()20/1
ويعقوب أبناءمها على الثبات على اإلسالم قائلَ ْنيَّ :ي أبناءان إن هللا اختار لكم هذا الدين -وهو
ُ اهيم ه
وحث إبر ُ
دين اإلسالم -فال تفارقوه أَّيم حياتكم ،وال َيتكم املوت إال وأنتم عليه.
()20/1
آابئِ َ
ك ال لِبَنِ ِيه َما تَ ْعبُ ُدو َن ِم ْن بَ ْع ِدي قَالُوا نَ ْعبُ ُد إِ َهلَ َ
ك َوإِلَهَ َ ت إِ ْذ قَ َ
وب ال َْم ْو ُ أ َْم ُك ْن تُ ْم ُش َه َداءَ إِ ْذ َح َ
ض َر يَ ْع ُق َ
اح ًدا َوََْن ُن لَهُ ُم ْسلِ ُمو َن ()133 اعيل وإِسحا َق إِ َهلا و ِ ِ ِ ِ
يم َوإِ ْمسَ َ َ ْ َ ً َ إبْ َراه َ
()20/1
وقالت اليهود أل همة حممد صلى هللا عليه وسلم :ادخلوا يف دين اليهودية جتدوا اهلداية ،وقالت النصارى هلم
مجيعا -ملة إبراهيم ،الذي مال عن كل دين ابطل
مثل ذلك .قل هلم -أيها الرسول :-بل اهلداية أن نتبعً -
إىل دين اْلق ،وما كان من املشركني ابهلل تعاىل.
()21/1
قولوا -أيها املؤمنون -هلؤالء اليهود والنهصارى :صدهقنا ابهلل الواحد املعبود حبق ،ومبا أنزل إلينا من القرآن
الذي أوحاه هللا إىل نبيه ورسوله حممد صلى هللا عليه وسلم ،وما أنزل من الصحف إىل إبراهيم وابنيه إمساعيل
وإسحاق ،وإىل يعقوب واألسباط -وهم األنبياء ِمن ولد يعقوب الذين كانوا يف قبائل بّن إسرائيل االثنيت
مجيعا من وحي رهبم ،ال نفرق
عشرة -وما أُعطي موسى من التوراة ،وعيسى من اإلجنيل ،وما أُعطي األنبياء ً
بني أحد منهم يف اإلميان ،وَنن خاضعون هلل ابلطاعة والعبادة.
()21/1
ِ اَّللُ و ُهو ال ه ِ اق فَ ِفَِإ ْن آمنُوا ِمبِثْ ِل ما آم ْن تُم بِ ِه فَ َق ِد ْاهتَ َدوا وإِ ْن تَولهوا فَِإ هَّنَا ُهم ِيف ِش َق ٍ
يم
يع ال َْعل ُ
سم ُ سيَكْفي َك ُه ُم ه َ َ
َ ْ ْ َ َْ َ َ ْ َ
()137
فإ ْن آمن الكفار من اليهود والنصارى وغريهم مبثل الذي آمنتم به ،مما جاء به الرسول ،فقد اهتدوا إىل اْلق،
وإن أعرضوا فإَّنا هم يف خالف شديد ،فسيكفيك هللا -أيها الرسول -ش هرهم وينصرك عليهم ،وهو السميع
ألقوالكم ،العليم أبحوالكم.
()21/1
أحسن ِمن فطرة هللا اليت فطر الناس عليها ،فالزموها وقولوا
ُ الزموا دين هللا الذي فطركم عليه ،فليس هناك
َنن خاضعون مطيعون لربنا يف اتباعنا ملهة إبراهيم.
()21/1
()21/1
()21/1
ت ،هلم أعماهلم ولكم أعمالكم ،وال تُ ْسألون عن أعماهلم ،وهم ال يُ ْسألون عن
ض ْ
تلك أُهمة من أسالفكم قد م َ
أعمالكم .ويف اآلية قطع للتعلق ابملخلوقني ،وعدم االغرتار ابالنتساب إليهم ،وأن العربة ابإلميان ابهلل وعبادته
وحده ،واتباع رسله ،وأن من كفر برسول منهم فقد كفر بسائر الرسل.
()21/1