Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة الثانية
المحاضرة الثانية
-1تاريخ ظهورالكتابة:
مع التطور التاريخي لحياة اإلنسان وتداخل املجتمعات مع بعضها البعض وترابطها ،وجد اإلنسان نفسه غير قادر
على التفاهم مع الغير من املجتمعات األخرى ،ولذلك بذل قصارى جهده في ايجاد الوسيلة التي يستطيع عن طريقها
ً
التواصل والتفاهم مع تلك املجتمعات ،ولذلك هداه التفكير إلى اختراع الكتابة التي من خاللها يستطيع أيضا حفظ
إنتاجه الفكري وتراثه الثقافي والعلمي من الضياع واالندثار.
وقد مرت الكتابة بعدة مراحل زمنية قبل أن تبلغ القبول والسهولة في االستخدام ،فقد بدأت على شكل صور تدل
على معاني ومدلوالت ملموسة في الحياة اليومية ،وقد تم العثور على بعض النقوش والصور عمرها 3500سنة في
كهوف "السكو" في فرنسا و" ألتميرا " في إسبانيا.
كما تم العثور على الكثير من النقوش والصور والرموز الدالة على معاني معينة في منطقة الهالل الخصيب
وبالتحديد مع الحضارة السومرية وذلك قبل حوالي 5500سنة .وقد دلت هذه النقوش والرموز على تطور الكتابة
عندهم حيث عرفت كتابتهم باملسمارية أو اإلسفينية.
وقد كانت الكتابة في بداية عهدها عبارة عن صور توحي تماما بما رسم فيها .وفي مرحلة اكثر تقدما تطورت إلى صور
رمزية توحي بمعنى معين .وتم العثور على حوالي 2000صورة رمزية ،ومما الشك فيه ان هذه الرموز كانت صعبة
الفهم لعامة الناس ،فسارعوا إلى استعمال رموز توحي بأصوات معينة ،وهذه الرموز الصوتية كانت خطوة أساسية
إلى األمام في تطوير الكتابة.
وفي مرحلة متقدمة من التاريخ البشري جاء الفينيقيون وهم سكان السواحل الشرقية لحوض البحر املتوسط
وذلك حوالي 1100ق .م ،وابتكروا الكتابة الفينيقية مستعينين بذلك بالكتابة السومرية واملصرية القديمة
ً ً
وطوروها ،وبذلك ابتكروا األبجدية الفينيقية ،والتي هي عبارة عن حروف وكل حرف يمثل صوتا معينا ،وصارت
ً
حروفهم أو رموزهم واضحة سهلة للكتابة .وهذه الحروف كانت أساسا للكتابة في الشرق والغرب.
وجاء بعد ذلك اإلغريق وطوروا أبجديتهم التي نقلوها عن الفينيقيين وذلك حوالي 403ق .م حيث صار لديهم
أبجدية خاصة بهم والتي أصبحت أساسا لألبجدية في الغرب .ثم جاء الرومان فاخذوا األبجدية اإلغريقية ،فابقوا
على بعض األحرف كما هي (حوالي 12حرفا) وعدلوا سبعة أحرف ،أعادوا استعمال ثالثة أحرف كان قد بطل
استعمالها .وقد سادت األبجدية الرومانية واللغة الالتينية بالد أوربا بعد سيطرة اإلمبراطورية الرومانية على بالد
الغرب .وهذه األبجدية مازالت تستعمل حتى يومنا هذا بعد إجراء بعض تعديالت عليها.
أما الكتابة واألبجدية العربية فقد جاءت متأخرة بعض الوقت عن باقي األبجديات لعدم اهتمام العرب بالكتابة
في عصر الجاهلية وذلك الن معظم القبائل العربية كانت من البدو الذين يعتمدون على حفظهم في تداول تراثهم
الفكري .لكن بعد نزول القران الكريم ودخول اإلسالم الجزيرة العربية أخذت الكتابة العربية مكانها بين القبائل.
ومع انتشار القران الكريم والدعوة اإلسالمية في عموم األقطار ،انتشرت الكتابة العربية انتشارا واسعا ،كما
استعملت الكتابة العربية في لغات عديدة غير العربية منها الفارسية واألفغانية والتركية.
وقد نشأت أول أبجدية معروفة من اللغات السامية سنة 1300قبل امليالد ،وتحديدا في مملكة أوغاريت الواقعة
بين سوريا وفلسطين ،أو كما تسمى أرض كنعانُ ،
وعثر على العديد من األلواح املكتوبة بنحو 8لغات مختلفة،
إحداها هي من أصل سامي ولها أبجدية تتكون من 30حرفا
واألبجدية العربية في األصل مشتقة عن الكتابة السامية التي اشتقت بدورها عن األبجدية الفينيقية التي تألفت
أصال من 22حرفا هجائيا ووصلت إلى العرب عن طريق األنباط الذين سكنوا شمال الجزيرة العربية ،وقد تأثر
األنباط بحضارة اآلراميين وكتابتهم.
-2مراحل تطورالكتابة:
• املرحلة األولى :الكتابة التصوريةpictiography :
في هذه املرحلة اعتمد اإلنسان في القديم على تصوير ما يريد التعبير عنه من خالل الصور والرسوم فإذا أراد
أن يدل على شجرة رسم شجرة ،وإذا أراد أن يدل على حيوان رسم ذلك الحيوان ،وتعد هذه املرحلة في الواقع
نوعا من أنواع الفن التصويري يمثل في صوره القديمة أرقى ما وصل إليه اإلنسان القديم من قدرات تعبيرية؛
ذلك أن االنسان في عصوره األولى بدأ التعبير عن االشياء واملعاني باألشياء نفسها وباألحداث الواقعية ، ،وتسمى
هذه الكتابة بالبكتوغرافية pictiographyوهي من أصل كلمتني pictureأي صورة و graphأي رسم أو كتابة ،
وقد عاشت الكتابة التصويرية عهد طفولتها بين املجتمعات القبلية الصغيرة ،وكان ذلك في العصر املسمى
بالعصر الحجري القديم أو "الباليوليت . " palaeolithic
في هذه املرحلة من الكتابة تم االعتماد على وسائل أخرى للكتابة ،كالحجارة واأللواح الخشبية واأللواح الطينية
وتم االنتقال من تمثيل األفكار كصور أو موضوعات إلى تمثيلها بالرموز أو اإلشارات ويعد هذا االنتقال خطوة
مهمة في تطور الكتابة نحو معنى محدد للكلمة.
وتكتسب اللوغرافية أو الكلمية هذا الوصف من كلمة"" logosبمعنى "كلمة" و" " graphoبمعنى "كتب" ومعنى
ذلك أنها تعني كتابة الكلمات ،وعليه فهي كتابة لغوية.
حيث انتقل االنسان من التعبير عن الش يء مركب إلى التعبير عنه بالصورة املفردة تبعا لحاجاته ومطالبه
املتجددة ،فهو يصور كل يوم ما تتطلبه الضرورة من الصور الدالة على الكلمات معتمدا على الجانب الواقعي
املادي بالنسبة للمعاني الحسية او امللموسة ،أما بالنسبة للتعبير عن املعنويات فكانت اجتهادات كثرة بهذا
الشأن ،فاملصريون القدماء -مثال -قد اتبعوا طرقا في ذلك منها تصوير الجزء للداللة على الكل ،أو تصوير
السبب للداللة على املسبب ،فصورة الشمس ترمز للنهار ،وصورة أداة الكتابة تدل عليها ،وصورة الرجل تدل
على العدو ،وصورة األسد تدل على الشجاعة ،كما كانوا يعبرون في كتاباتهم على املنتصر وعن املحارب بصورة
شخص في يده قوس ونشاب.
حيث تم استخدام الرموز من أجل تمثيل األصوات .وقد ظهرت هذه املرحلة في بالد ما بين النهرين في حوالي
3500قبل امليالد ،وكانت الكتابة السومرية املبكرة أول نظام صوتي معروف آنذاك.
وجاءت فكرة تقطيع الكلمة؛ أي أن الرمز الواحد أصبح يعرب عن مقطع من الكلمة وليس عن الكلمة كلها ،مثال
إذا أراد الكاتب كتابة كلمة تبدأ باملقطع "يد" كما في يدخل فإنه يرسم صورة يد ويعتبرها مقطعا هجائيا ال يراد
منها اليد في حد ذاتها وإنما يعبر عن صوت الياء والدال وهذا ما مس ى بالكتابة املقطعية أو الصوتية.
وتعد اللغة اليابانية اآلن اللغة الوحيدة الرئيسة في العالم التي تستخدم الكتابة املقطعية.
الكتابة الحرفية هي "التعبير ِبأشكال الحروف عن أصواتها ،وعلى ذلك فالرمز الكتابي فيها ال يدل على كلمة وال
على مقطع معين وإنما يدل على صوت واحد من أصوات الكالم واللغة.
وتختلف الكتابة الحرفية عن سابقاتها في أن الرمز أصبح يدل فيها على صوت من أصوات الكلمة بدال من أن
يدل على مقطع أو كلمة أو غير ذلك مما كان يدل عليه في املرحلة األولى.
ُ
وهنا أصبحت الرموز تستخدم لتمثيل األصوات بشكل مستقل عن الكلمات أو الجمل .وقد ظهرت هذه املرحلة
في مصر القديمة في حوالي 2600قبل امليالد ،واعتبرت الكتابة الهيروغليفية كأول نظام أبجدي في تلك املرحلة.
-1-3مواد الكتابة
هي املواد التي اس تتتخدمها اإلنس تتان لكي يي تتجل عليها أفكاره وخواطره عبر العص تتور املختلفة .وقد اختلفت مواد
الكتابة من عصر إلى عصر ومن مكان إلى مكان .وذلك بحسب ما كان يتاح منها لإلنسان.
( )1أنواع مواد الكتابة
يمكن أن تصنف املواد التي استخدامها اإلنسان للكتابة وعلى مر العصور ،إلى الفئات التالية:
أ -مواد طبيعية:
وهى مواد كان اإلنس تتان يأخذها من البيئة ،ويقوم بالكتابة عليها وهي ما تزال في ش تتكلها الطبيعى .ومن هذه املواد
على سبيل املثال :عظام الحيوانات ،سعف النخيل ،األحجار ،لحاء الشجر.
ب -مواد مجهزة:
وهتذه عبتارة عن مواد أختذهتا اإلنس ت ت ت تتان من الطبيعتة ،وقتام بمعتالجتهتا حتى تص ت ت ت تتبح ص ت ت ت تتالحتة للكتتابتة ،ومن هتذه
املواد على سبيل املثال :الجلود ،األلواح الطينية ،األلواح الخشبية ،اللخاف (أحجار رقيقة بيضاء).
جـ -مواد مصنعة:
وهذه عبارة عن مواد قام اإلنست ت تتان بتصت ت تتنيعها ،مست ت تتتخدما في ذلك خامات من الطبيعية ،واست ت تتتطاع بذلك أن
يقوم بإنتاج مواد جديدة تص تتلن ألن يي تتجل عليها خواطره وأفكاره .ومن هذه املواد على س تتبيل املثال :البردى ،والرق،
والورق.
من الطبيعي وفى ض ت تتوء هذا التص ت تتنيف ،أن يكون اس ت تتتخدام اإلنس ت تتان للمواد الطبيعية في الكتابة ،أقدم بكثير
منه بالنس ت تتبة للمواد املجهزة .وفيما يلي عرض مفص ت تتل ألهم املواد التي اس ت تتتخدمها اإلنس ت تتان في الكتابة ،والش ت تتعوب
التي كانت تستخدمها .وذلك في مختلف عصور التاريخ.
( )2تطورمواد الكتابة
أوال :مواد الكتابة في العصورالقديمة
استخدام اإلنسان مواد من الطبيعة أهمها ما يلي:
-1لحاء الشجر
ربمتتا تكتان لحتتاء الش ت ت ت تتجر هو أول متتادة اس ت ت ت تتتعملتتت للكتتتابتتة .ومن املعروف أن الكلمتتة اليونتتانيتتة ببلوس Byblos
والكلمتة الالتينيتة Liberوكلتتاهمتا بمعنى كتتاب ،كتانتتا في األص ت ت ت تتل تطلق على لحتاء الش ت ت ت تتجر .وهتذا يعنى أن هتذه املتادة
استخدمها اليونانيون القدماء كمادة للكتابة.
ً
وتش ت تتير املص ت تتادر إلى أن الهنود كانوا في العص ت تتور القديمة يس ت تتتخدمون أيض ت تتا لحاء أش ت تتجار النخيل ،وخاص ت تتة في
ً
جنوب شبه القارة الهندية .ولكن لحاء الشجر لم يكن ليصمد كثيرا.
-2األحجار:
لقتد كتان اليونتانيون القتدمتاء وكتذا الرومتانيون وغيرهم من الش ت ت ت تتعوب التي خض ت ت ت تعتت لهم يكتبون على األحجتار؛
حيث كانوا يستخدمونها كشواهد للقبور أو يضعونها على النصب التذكارية في امليادين العامة .ومن قبلهم استخدم
املصتتريون القدماء الحجر كمادة للكتابة؛ وذلك عندما لتتجلوا عليه كتاباتهم ستتواء كانت هذه في داخل القبور أو في
املعابد أو في القصور الحكام.
-3أعواد البامبو:
استتتخدمت في الصتتين شترائط طويلة مصتتنوعة من أعواد البامبو .وذلك قبل أن يتوصتتل الصتتينيون إلى صتتناعة
الورق .وكانت شت ت ترائط البامبو هذه تست ت تتتخدم لكتابة النصت ت تتول الطويلة .وكانت أعواد البامبو تقست ت تتم إلى شت ت ترائط
طويلة ،بحيث كان يمكن أن يكتب عليها عموديا ستطر أو ستطران أو حتى عدة ستطور .وفي رأس الشتريط يوجد ثقب
بحيث كان يمكن أن تجمع الشرائط معا ،لتكون بمثابة الكتاب.
-4سعف النخيل:
كان ستتعف النخيل يستتتخدم في الهند وفى الجزيرة العربية كمادة للكتابة وجرت العادة أن تقطع ستتعفة النخلة
ُ ً ً
على طول جذعها .ثم تقست ت تتم إلى قطع بأبعاد مختلفة (في حدود 8ست ت تتم عرضت ت تتا 30 ،ست ت تتم طوال)وبعد ذلك كانت تغلى
بتتاملتتاء ثم يجفف ثم تص ت ت ت تقتتل في النهتتايتتة .ويكتتتب عليهتتا من الوجهين .و تكتان البعض يلجتتأ إلى جميع عتتدة ص ت ت ت تتفحتتات بين
لوحين من الخشب فتكون على هيئة الكتاب.
-5الحرير:
است تتتخدام الحرير كمادة للكتابة بواست تتطة شت تتعوب كثيرة؛ فقد است تتتخدمه الصت تتينيون القدماء فكتبوا عليه
ً
كتباتهم .بل إنهم اس ت ت تتتخدموه أيض ت ت تتا في ص ت ت تتنع نوع من الورق وذلك قبل أن يتوص ت ت تتلوا إلى طريقة ص ت ت تتناعة الورق من
الحبال والش تتباك القديمة والخرق البالية .والواقع أن اتجاه الص تتينيين إلى اس تتتخدام الحرير كمادة للكتابة جاء بعد
أن تم حرق األلواح الخش ت تتبية ،وذلك تنفيذا لألمر الذي أص ت تتدره تس ت تتن ش ت تتيهو انجتي إمبراطور الص ت تتين آنذاك .والذي
ً
تكتان يقى ت ت ت ت ى بحرق جميع األلواح نظرا ألن الكتتتابتتة واملولفين تكتانوا قتتد تجرأوا عليتته في كتتتابتتاتهم وص ت ت ت ت تتاروا ينتقتتدون
نشاطه السياس ي.
كتان الص ت ت ت تتينيون يكتبون على الحرير بتأقالم من الغتاب ،أو بفرشت ت ت ت تتاة من وبر الجمتل ،وامتتاز الحرير عن البردي
ً
بعتتدة مزايتتا ،من أهمهتتا املرونتتة ،وبريق س ت ت ت تتطحتته .إال أنتته تكتان أغلي ثمنتتا من البردي ،ممتتا جعتتل الص ت ت ت تتينيون يجتتدون في
البحث عن مادة جديدة ،ووجدوا ض ت ت ت تتالتهم في الورق الذي ص ت ت ت تتنعوه في بداية القرن الثاني للميالد .وربما اس ت ت ت تتتخدام
ً
الرومانيون القدماء الحرير أيض ت تتا كمادة للكتابة ،بدليل أن بليني ( Plinyمورخ روماني عاش في القرن األول امليالدي)
يتحدث في كتابة" :التاريخ الطبيعي"عن كتب مكتوبة على النسيج.
-6الفخار:
است تتتخدم اليونانيون قطع الفخار املحطمة كمادة للكتابة .وكان يست تتمونها است تتتراكون Ostrakoaوكانوا يكتبون
على س تتطحها الخاروي .وقد تم الكش تتف عن أكثر من ألف قطعة من هذا النوع ،إال أن هذه القطع الفخارية لم تكن
مناس تتبة لكتابة نص تتول طويلة بس تتبب مس تتاحتها املحدودة .وقد ش تتاع اس تتتخدام الفخار كمادة للكتابة عند األقباط
في مصر .فقد ظلوا يستخدمونه حتى قدوم العرب لفتح مصر.
وكان القبط يكتبون على القطع الفخارية كتاباتهم املختلفة ،ومقاطع من الكتاب املقدس ،باإلضت ت تتافة إلى بعض
النصول الشعائرية.
-7األلواح الطينية:
تعتبر األلواح الطينية من أقدم مواد الكتابة التي عرفها اإلنس ت ت تتان .وكانت هذه األلواح من الص ت ت تتلص ت ت تتال .وكانت
الكتتتابتتة تتم على هتتذه األلواح وهى متتا تزال لينتتة .وبعتتد ذلتتك تترك لكي تجف في الش ت ت ت تتمس .وإذا تكتانتتت الكتتتابتتات على
األلواح ذات أهمي تتة كبيرة :كتتأن تكون اتف تتاقي تتات تج تتاري تتة ،أو وث تتائق لل تتدول تتة أو أعم تتال أدبي تتة مثال ،ف تتإن األلواح كتتان تتت
توضع بعد ذلك في أفران خاصة .حيث يتم حرقها لكي تصبح أكثر صالبة وال تتعرض للتشوه .ثم تنتقل بعد ذلك إلى
املكتبات أو مراكز املحفوظات ،حيث يتم حفظها هناك.
وقد ش تتاع اس تتتخدام األلواح الطينية كمادة للكتابة في بالد ما بين النهرين .وكان الص تتلص تتال الالزم لص تتناعة هذه
األلواح يوخذ من ض تتفاف نهرى دجلة والفرات .ويتم تص تتفيته من الش تتوائب .ثم تص تتنع منه األلواح بأحجام مختلفة:
حيث كان حجم اللوح يتراوح ما بين 5س ت تتم × 6س ت تتم و 25س ت تتم × 30س ت تتم ،وذلك في وقت يعود إلى النص ت تتف الثاني من
األلف الخامس تتة قبل امليالد .حيث اس تتتخدمها الس تتومريون ،وكانوا يكتبون عليها بواس تتطة أفالم رفيعة من الغاب أو
من الخشب .وذلك قبل أن يجف اللوح.
وورث البابليون عن الست ت تتوماريين است ت تتتخدام األلواح الطينية ،بل وتفوقوا في است ت تتتخدامها ،حتى ليقال أن ما تم
كشت تتفه من األلواح الطينية البابلية ،يتجاوز ( )600ألف لوح ،في مختلف موضت تتوعات املعرفة البشت تترية ،وفى جوانب
متعددة من النشاط اإلنساني.
-8األلواح الخشبية:
ً
اس تتتخدمت األلواح الخش تتبية كمادة للكتابة في عص تتور قديمة جدا فيحدثنا بليني ( Plinyمورخ روماني عاش في
القرن األول امليالدي) أن هذه األلواح كانت تس تتتعمل في بالد اليونان قبل عص تتر هو مر .كما يذكر لنا املورخ اليوناني
بلونتارخ أن قوانين س ت ت ت تتولول املش ت ت ت تترع اليونتاني والتي ترجع إلى القرن الس ت ت ت تتادس قبتل امليالد كتانتت مكتوبتة على األلواح
الخش تتبية .وتذكر املص تتادر أن الص تتينيين اس تتتخدموا ألواح الخش تتب للكتابة منذ منتص تتف األلف الثانية قبل امليالد.
وأنهم كتانوا يكتبون عليهتا بطريقتة الحفر على اللوح بت لتة متدببتة .وبعتد ذلتك اس ت ت ت تتتختدم قلم الغتاب والحبر في الكتتابتة.
ً
وتذكر املصت تتادر أيضت تتا أن املصت تتريين القدماء است تتتخدموا األلواح الخشت تتبية لكتابة النصت تتول القصت تتيرة ،وعلى نطاق
ً ً
ضتيق للغاية .كما تذكر املصتادر أيضتا أن اليونانيين القدماء كانوا يستتعملون ألواحا صتغيرة من الخشتب ،مغطاة أو
غير مغطاة بالشمع ،وكانوا يكتبون عليها عبارة موجزة .وكان التالميذ يستخدمونها في تعليمهم الكتابة.
وتتميز األلواح الخشبية عن األلواح الطينية بمجموعة من املزايا من أهمها ما يلي:
ً
-1أخف وزنا.
ً
-2أكبر حجما .ومن ثم فإنها كانت تتسع ملساحة من النص أكبر مما تستوعبه األلواح الطينية.
ً
-3أن الكتابة على اللوح الخش ت ي غالبا ما كان يتم محوها من وقت آخر .وبذلك يمكن أن يس تتتعمل اللوح من
جديد لكتابات أخرى.
-4أن األلواح الخشتتبية كانت تربط عند اللزوم ،فيتشتتكل بذلك ما يشتتبه الكراستتة ،Codexولعل هذا هو أول
أشكال الكتاب.
-5أقل عرض ت ت ت تتة للتلف بس ت ت ت تتبب الرطوبة وذلك بعكس األلواح الطينية التي كانت تمتص الرطوبة فتتحول إلى
طين مما سبب الكثير من املتاعب للعلماء أثناء تنقيبهم عن هذه األلواح فيما بعد.
-9البردي:
اس ت ت ت تتتختدم املص ت ت ت تتريون القتدمتاء ورق البردي كمتادة للكتتابتة ،في وقتت يعود إلى األس ت ت ت تترة األولى (حوالي 3100ق .م)
بدليل أن أحد حروف الكتابة الهيروغليفية (أقدم كتابات املصترين القدماء) يمثل شتكل لفافة بردية .وإن كان تاريخ
أقتتدم برديتتة معروفتتة يعود إلى عتتام 2400بتتل امليالد .و تكتان هتذا الورق يص ت ت ت تتنع من نبتتات متتاكي ممتتا تكتان ينمو بكثرة في
املس ت ت تتتنقعات بدلتا النيل .وقد أطلق عليه اليونانيون القدماء اس ت ت تتم بابيروس .Papyrosكان ورق البردي يص ت ت تتنع من
ً
س تتاق هذا النبات الذي يص تتل ارتفاعه أحيانا إلى عدة أمتار وذلك بش تتق الس تتاق إلى شت ترائح رقيقة للغاية .وكانت هذه
الش ترائح توض تتع بعض تتها فوق بعض من طبقتين ثم تغمس الطبقتان بعد ذلك فى ماء النيل في وقت الفيض تتان ،ألنه،
وعلى حد قول بليني يحتوى على مادة لزجة ،تستتاعد على التصتتاق الشترائح ببعضتتها البعض .ثم تطرق الشترائح كلها
بمطرقة إلى أن تلتص ت تتق .ويردن س ت تتفنددال أن العص ت تتارة الص ت تتمغية الكائنة في الشت ت ترائح ،هي التي كانت تس ت تتاعد على
االلتصت ت تتاق .أو أن املصت ت تتريين القدماء كانوا يست ت تتتعملون نوعا خاصت ت تتا من الصت ت تتمغ ،وكانت األوراق تجفف بعد ذلك في
الشتتمس .ثم تصتتقل حتى يصتتير ستتطحها المعا براقا .وجدير بالذكر أن هذه القطع كانت تتستتم بالليونة واملرونة وأنها
قد ظلت كذلك لقرون عديدة.
كتانتت الكتتابتة على ورق البردي على ش ت ت ت تكتل أعمتدة ،وعلى وجته واحتد من الورقتة ،وهو الوجته التذي ص ت ت ت تفتت فيته
الشرائح أفقية ،RectOأما الوجه اآلخر والذي صفت فيه الشرائح رأسية ،الذي كان يعرف ب ت ت ظاهر الورقة ،Verso
ً
فإنه نادرا ما كان يستخدم للكتابة.
ً
وكان عرض القطعة من ورق البردي يص ت ت تتل أحيانا إلى 35س ت ت تتم .أما طول القطعة الواحدة ،فكان يبلغ 45س ت ت تتم.
ً
كم تتا أن ع تتددا من القطع كتتان يلص ت ت ت تتق ببعض ت ت ت ت تته البعض ليكون لف تتاف تتة .Rollوي تتذكر املورخ الروم تتاني بليني Plinyأن
اللفتتافتتة الواحتتدة من ورق البردي لم تكن لتزيتتد عن ( )20قطعتتة .ويبتتد وأنته تكتان يقصت ت ت ت تتد بتتذلتتك اللفتتائف التي تكتانتتت
تعرض للبيع .فقد كانت هناك لفائف من البردي املصت ت ت تتري القديم ،يبلغ طول الواحدة منها أكثر من مائة قدم .وخير
مثال على ذلك البردية املعروفة :بردية هاريس ،Harrisوالتي ترجع إلى األس ت تترة العش ت تترين ،فإن طول هذه البردية يبلغ
( )133ق تتدم تتا .وهي محفوظ تتة اآلن في املتحف البريط تتاني بلن تتدن .وأغل تتب الظن أن البردي تتات الطويل تتة هي التي ك تتان تتت
تستخدم في كتب املوتى.
ً
تعددت مقاست تتات األفرخ للفائف البردية ،وتنوعت است تتتخدامات هذه األفرخ واللفائف أيضت تتا .ولذلك فإننا نجد
أسماء مختلفة أطلقت على هذه اللفائف ،وعلى النحو التالي:
-1اإلمبراطوري :وكان يطلق على الورق الذي كان يس ت ت تتتخدم في كتابة الخطابات الخاص ت ت تتة بالطبقة الراقية
من الرومان .وهو أجود أنواع البردي.
-2ورق ليفيا :وذلك نسبة على ليفيا ،Liviaزوجة اإلمبراطور الروماني أغسطس.
-3لفائف أغسطس :وقد جاء هذا االسم نسبة إلى اإلمبراطور الروماني أغسطس.
-4الكهنوتي :وقد أطلق هذا االس تتم على الورق الذي كان يس تتتخدم لألغراض الدينية .ولم يكن طول الفرخ
الواحد منه يزيد على 27سم.
ً
وجتتدير بتتالتتذكر أن أجود أنواع البردي ،متتا تكتانتتت ألوانتته فتتاتحتتة ،متتائلتتة على االص ت ت ت تتفرار ،أو بيضت ت ت ت تتاء تقريبتتا ،أمتتا
األصناف الدنيا ،فكانت تختلف في اسمرارها قلة وكثرة.
ولقد بلغت صتتناعة ورق البردي عظمتها ت ت ت ت ت وفيما يقول ستتفنددال ت ت ت ت ت في األلف الثالثة قبل امليالد ،وظل صتتناعة
مصرية .وظل املصريون يحتكرون هذه الصناعة .حتى يقال أنهم كانوا يصنعون أختاما خاصة على كل فرخ من ورق
البردي ،للداللة على أنه ص ت تتناعة مص ت تترية .وكانوا يص ت تتدرون كميات كبيرة منه إلى أوربا .وأن البطاملة كانوا يتقاض ت تتون
ضريبة على الصادرات من البردي.
ً
وتتتذكر املص ت ت ت ت تتادر أن الفينيقيين لعبوا دورا مهمتتا كتجتتار لورق البردي وأنتته منتتذ القرن الحتتادي عش ت ت ت تتر قبتتل
ً
امليالد ،كان هوالء يش ت تتترون ورق البردي من مص ت تتر ،ثم يوزعونه لبقية الش ت تتعوب ولليونانيين أيض ت تتا ،وأن ورق البردي
ً
الذي يش ت ت ت تتتريه اليونانيون كان يأتي إليهم غالبتا عبر مدينتة ببلوس .ممتا جعتل اليونانيين يطلقون هذا االس ت ت ت تتم :ببلوس
أوال على الورق ،ثم بعد ذلك على الكتاب نفسه ،وذلك نسبة إلى هذه املدينة الفينيقية القديمة.
العرب والبردي:
عرف العرب ورق البردي ،عنتدمتا فتحوا مص ت ت ت تتر .ويقتال أن كتتاب القتائتد العربي :عمرو بن العتال ،للخليفتة
الراشد عمر بن الخطاب في عام 20للهجرة (641م) كان على ورق البردي .كما أن الخلفاء األمويين كانوا يستخدمون
ً
ورق البردي أيض ت ت ت تتا في كتتابتاتهم .وتتذكر املص ت ت ت تتادر أن الخليفتة األموي س ت ت ت تتليمتان بن عبتد امللتك عنتدمتا كتان على فراش
املوت" ،دعا فأحضر له قرطاسا وكتب عليه العهد".
غير أن الح تتال تغير في أي تتام ال تتدول تتة العب تتاس ت ت ت تي تتة .ف تتالخليف تتة العب تتاس ت ت ت ت ي أبوجعفر املنص ت ت ت تتور اس ت ت ت تتتخ تتدم الرق
ً
parchmentبدال من ورق البردي .وكانت حجته في ذلك أنه ال يضت تتمن أحوال مصت تتر ،فقد ينقطع عنه البردي في يوم
من األيام .ولكن البردي ظل يستتتعمل بواستتطة العرب ،ورغم ظهور مادة جديدة للكتابة وهي الورق .إال أن املصتتريين
ظلوا يستتخدمونه جنبا إلى جنب مع الورق ،حتى منتصتف القرن العاشتر امليالدي .وظلت ئتحائف البردي الواردة م
مص تتر تس تتتخدم في غرب الدولة اإلس تتالمية بينما كانت دول الش تترق تفض تتل ورق س تتمرقند وهو الورق الذي وص تتل إلى
الدولة اإلسالمية من جهة الشرق.
-10الرق:
عرفت الجلود كمادة للكتابة منذ أقدم العصتور .وظلت تستتخدم لهذا الغرض حتى العصتور الوستطى .فقد
عرفهتا املص ت ت ت تتريون القتدمتاء وكتانوا يس ت ت ت تتتختدمونهتا في كتتابتة وثتائق التدولتة التي لهتا أهميتة ختاصت ت ت ت تتة .ويعود اس ت ت ت تتتختدام
املصتتريين للجلود إلى األستترة الرابعة (2500قبل امليالد) .وإن كان أقدم نموذج للرق املستتتعمل للكتابة عند املصتتريين
القدماء ،يعود إلى األست ت ت تترة الثانية عشت ت ت تتر (1800 -2000قبل امليالد) .ويقال أن است ت ت تتتخدام الرق للكتابة ظل معروفا
لدى املصريين بعد ذلك من حين إلى آخر ،وحتى أواخر عهد الدولة املصرية.
عرفت الجلود كمادة للكتابة لدى بني إسرائيل .فقد كانوا يكتبون عليها األسفار املقدسة ،نظرا ألهمية هذه
النص ت تتول .بينما كانت النص ت تتول األخرى غير الدينية ،تكتب على مواد أخرى خالف الرق .مثل قطع الفخار وألواح
الشت ت تتمع والبردي وألواح النحاس .كذلك است ت تتتخدمت الجلود كمادة للكتابة بواست ت تتطة الفرس واآلشت ت تتوريين والبابليين
واإلغريق.
ً
على أنه لم يبدأ بتجهيز الجلد تجهيزا يجعله أصتلن للكتابة إال في القرن الثالث قبل امليالد .ويرجع الفضتل في
ذلك إلى مدينة برجامة أو برجاموس ،حيث كانت ص ت ت ت تتناعة الجلود وتجهيزها للكتابة تجري هناك على نطاق واس ت ت ت تتع،
لدرجة أن املادة الجلدية التي تم تص ت ت ت تتنيعها هناك ،وهي الرق ،واش ت ت ت تتتق اس ت ت ت تتمها Prochemin :من اس ت ت ت تتم هذه املدينة
.Pergamum
وتشت تتير املصت تتادر إلى أن ست تتبب تطور الجلود في برجامة والتوصت تتل إلى الرق كمادة للكتابة ،إنما يرجع إلى رغبة
ً
ملك برجامة إمينوس الثاني Eumene IIفي توفير مادة للكتابة بدال من ورق البردي الذي امتنعت مصر عن تصديره
ألوربا بأمر من حاكم مصت تتر آنذاك بطليموس الخامس ،والذي كان يتنافس بشت تتدة مع ملوك برجامة في إنتاج الكتب
وإنشاء املكتبات.
وكان الرق يصت ت ت تتنع من جلود الضت ت ت تتأن وال.جول واملاعز .وكانت تلك الجلود تنظف أوال .ثم توضت ت ت تتع في ماء الجير،
حتى تزال ما عليها من املواد الدهنية والش تتعر .وبعد ذلك تجفف في الش تتمس .ثم تغطى بمي تتحوق الطباش تتير الناعم،
وتحك أو تصقل بحجر الطالء.
هذا وقد عرف نوعان من الجلود املصنعة للكتابة هما:
أ -البارشمان:
وكان يصنع من جلد الكباش والنعاج.
ب -الرق:
وهو أجود أنواع الجلود ،وكتان يص ت ت ت تتنع من جلود ثجول البقر حتدييي الوالدة .ويتميز عن البتارش ت ت ت تمتان بتأنته
ش ت ت ت تفتاف .ولعتل ذلتك هو ذلتك جعلته هو املتادة املفض ت ت ت تلتة للكتتابتة لتدى الرهبتان املس ت ت ت تتيحيين خالل القرنين العتاش ت ت ت تتر
ً
والحادي عشر امليالديين فقد تفوق هوالء الرهبان في صناعة الرق .كما تفوقوا أيضا في تلوينه بألوان مختلفة.
ويتميزالرق عن البردي كمادة للكتابة بمميزات كثيرة .منها:
ً ً
-1أن الرقوق كانت تستوعب عند الكتابة جمال ونصوصا أكبر بكثير من تلك التي تستوعبها لفائف البردي.
-2أنه كان من املمكن الكتابة على الرق من الوجهين.
-3إمكانية كشطه بسهولة .أو محو الكتابة واستخدام الرقوق لكتابات جديدة.
-4عدم ارتباط ص ت تتناعة الرق بدولة معينة ،وكما كان الحال بالنس ت تتبة للبردي ،مما جعل الرق ميس ت تتورا بدرجة
كبيرة عن ورق البردي.
-5أن الرقوق كتتان تتت أكثر مت تتان تتة من البردي ،مم تتا يجعله تتا تعيو فترة من الزمن أطول من البردي .وه تتذا دفع
الكثيرين إلى استخدام الرقوق لكتابة الوثائق ذات األهمية بالنسبة لهم.
ً
ورغم هذه املزايا فإن الرق لم ينتش تتر انتش تتارا واس تتعا كمادة للكتابة في العالم القديم ،وربما كان ذلك راجعا
إلى األسباب التالية:
أ -ارتفاع ثمن الرق باملقارنة مع البردي.
ب -صعوبة تصنيع الرق ومن ثم صعوبة تداوله.
ً
ج -أن الرق كان أقل مرونة من البردي ،كما أنه كان أثقل وزنا من ورق البردي أيضا.
وعلى كل حال كان البردي مادة الكتابة األس ت ت تتاس ت ت تتية في العص ت ت تتور القديمة وخص ت ت تتوص ت ت تتا في مص ت ت تتر الفرعونية.
وعندما ظهر الرق وعرفة العالم كمادة للكتابة ،بدأ يش تتارك البردي هذه املهمة .وظل الرق والبردي يس تتتخدمان جنبا
إلى جن تتب كم تتادة للكت تتاب تتة طوال القرون الثالث تتة األولى للميالد .وفي ب تتداي تتة القرن الرابع امليالدي ،ثم ب تتدأ البردي في
ً
االختفاء تدريجيا.
ثانيا :مواد الكتابة في العصورالوسطى
في العصت ت ت تتور القديمة تم است ت ت تتتخدام البردي والرق كمادتين للكتابة ،بل وامتد هذا االست ت ت تتتخدام لعدة قرون
خالل العصور الوسطى ،وذلك على الرغم من ظهور مادة أخرى تفوق فى مزاياها كل ما ظهر قبلها من مواد للكتابة،
وهتتذا يعني أن ظهور الورق واس ت ت ت تتتختتدامتته في الكتتتابتتة لم ينتج عنتته اختفتتاء البردي أو الرق هذه املادة هي الورق.
اختفاء تاما .فقد ظل ورق البردي وكذلك الرق يستخدمان في الكتابة جنبا إلى جنب مع الورق ولعدة قرون.
-1الورق:
عرف الورق كمتتادة للكتتتابتتة في أوائتتل القرن الثتتاني امليالدي .ففي عتتام 105ميالديتتة توصت ت ت ت تتل إلى ص ت ت ت تنتتاعتتته رجتتل
صيني يدعى تساي لون ،تمكن هذا الرجل من أن يصنع الورق باستخدام ثجينة من لحاء الشجر والحبال والخرق
البتاليتة وش ت ت ت تبتاك الص ت ت ت تيتد القتديمتة مخلوطتة بتاملتاء .ونحن نعلم أن الص ت ت ت تتينيين كتانوا قبتل ذلتك يكتبون على ش ت ت ت ترائط
البامبو ،وعلى األلواح الخش ت ت ت تتبية ،وعلى الحرير ،بل إنهم كانوا قد توص ت ت ت تتلوا إلى ص ت ت ت تتناعة نوع من الورق باس ت ت ت تتتخدام
الحرير الخام ،إال أن هذا الورق الحريري لم يستخدم على نطاق واسع بسبب ارتفاع تكاليف صنعه.
ومن هنا يعود الفض ت تتل إلى تس ت تتاي لون في اكتش ت تتاف أفض ت تتل وأرخص طريقة لص ت تتناعة الورق وإنتاجه على نطاق
واسع.
ولقد ظل الورق ينتج في الصتين حتى منتصتف القرن الثاني امليالدي .ثم انتقل ببطء إلى املناطق املجاورة للصتين
والتي تخضتع لنفوذها الثقافي بشتكل مباشتر؛ فوصتل أوال إلى كوريا .ومن هناك عرفة اليابانيون حوالي عام 610م عن
طريق مجموعتتة من الرهبتتان اليونتتانيين التتذين وص ت ت ت تتلوا إلى اليتتابتتان و تكتانتتت معهم بعض الكتتتب املخطوطتتة على ورق
مصنوع من لحاء شجر التوت ،وكانت تقنية صناعة الورق في ذلك الوقت قد وصلت في الصين إلى قمتها.
ومن الشترق انتقلت صتناعة الورق غربا مع قوافل التجارة حتى وصتل الورق إلى ستمرقند في منتصتف القرن
الثامن امليالدي.
-العرب وصناعة الورق:
ولقد عرف العرب ص تتناعة الورق عن طريق س تتمرقند عندما وص تتلت فتوحاتهم إلى هناك .وبعد أن وقع في األس تتر
عدد كبير من الص ت ت تتينيين الذين كانت لهم دراية بطريقة ص ت ت تتناعة الورق .فاحتفظ العرب الفاتحون بهوالء األس ت ت تترى
واقتادوهم إلى مدينة سمرقند ،حيث أسسوا بمساعدة هوالء األسرى أول معمل لصناعة الورق.
ً
وفي نهاية القرن الثامن امليالدي وبمس تتاعدة الص تتينيين أيض تتا وص تتلت ص تتناعة الورق إلى بغداد .وبدأ بالفعل
إنتتاج الورق هنتاك حوالي عتام 870م .ومن بغتداد انتقتل الورق إلى دمش ت ت ت تتق ،وفي دمش ت ت ت تتق ازدهرت ص ت ت ت تنتاعتته بتدرجتة
كبيرة ،وظل تتت م تتدين تتة دمش ت ت ت تتق تنفرد ولفترة طويل تتة ب تتإنت تتاج أفض ت ت ت ت تتل أنواع الورق ،وهو الورق املعروف بت ت ت ت ت ت ت ت تت"الورق
الدمشقي".
بعد ذلك انتقلت ص ت تتناعة الورق إلى مص ت تتر ،حيث بدأ الورق يقى ت ت ي بالتدريج على اس ت تتتعمال البردي .وبعد ذلك
انتقلت هذه الصتتناعة إلى أقطار املغرب العربي ،وعبر املغرب العربي انتقل الورق إلى أوربا ،وبالتحديد إلى أستتبانيا في
عام 1150م ،حيث أنش ت أ أول مصتتنع للورق هناك في مدينة شتتاطبة بمقاطعة فلنستتيا .ومن أستتبانيا انتقلت صتتناعة
الورق إلى إيطاليا ،حيث أنشت ت ت أ مصت ت تتنع للورق في مدينة فابريانو عام 1276م ،وبعد ذلك انتقلت صت ت تتناعة الورق إلى
فرنسا ،ثم أملانيا وانجلترا ،وغير ذلك من األقطار األوربية ،وفي عام 1575م نقل األسبان صناعة الورق إلى املكسيك
في أمريكتا الش ت ت ت تمتاليتة .كمتا أنش ت ت ت ت أ أول مص ت ت ت تتنع للورق في الواليتات املتحتدة األمريكيتة في عتام 1690بواليتة فيالدلفيتا.
ووصلت صناعة الورق بعد ذلك إلى كندا عام ،1803حيث كان الورق يستخدم هناك لطباعة الجرائد.
حتى أواخر القرن الثتامن عش ت ت ت تتر ،كتان الورق يص ت ت ت تتنع من الخرق البتاليتة والقمتاش وكتان إنتتاجته على هيئتة أفرخ
منفص ت تتلة ،حتى نرن الفرنس ت ت ي نيكوالس روبرت N. Bobertفى اختراع ماكينة لص ت تتنع أفرخ الورق املتص ت تتلة .وكان لهذا
االختراع أثره في زيادة إنتاج الورق .يض ت ت تتاف إلى ذلك أنه في أوائل القرن التاس ت ت تتع عش ت ت تتر أدخل اإلنجليزي برين دونكن
Donkin Bryanتحسينات على ماكينة روبرت ،مما أدى إلى زيادة إنتاج الورق بكميات كبيرة.
ً ً ً
ولقد ش تتهدت تكنولوجيا ص تتناعة الورق تطورا كبيرا أيض تتا من خالل اختراعات أخرى س تتواء ملواد خام تس تتتخدم
في الص ت ت تتناعة أو ألس ت ت تتاليب الص ت ت تتناعة نفس ت ت تتها واآلالت الخاص ت ت تتة بها .وهكذا فقد ش ت ت تتهد القرن التاس ت ت تتع عش ت ت تتر والقرن
العشرون تطورات هائلة في هذه الصناعة سواء من حيث كميات إنتاج الورق أو من حيث نوعياته ،حتى أن بعض
ً ً
مصانع الورق أمكنها صناعة لفائف من الورق باتساع أكبر من ثالثين قدما ،وطول أكبر من 2500قدما في الدقيقة
الواحدة.
ثالثا :مواد الكتابة في العصورالحديثة
ال يزال الورق هو متادة الكتتابتة الرئيس ت ت ت تيتة في العص ت ت ت تتر الحتديتث ،في مختلف أنحتاء العتالم .إال أنته مع نقص
ختامتات ص ت ت ت تنتاعتة الورق ومع تر ت ت ت تتخم حجم املواد الورقيتة التي يتم إنتتاجهتا كتل عتام ،وبتالتتالي ثجز املكتبتات عن أن
تس ت ت ت تتتوعتب ومن ثم تحتفظ بكتل متا يظهر إلى الوجود من هتذه املواد ،اتجته اإلنس ت ت ت تتان للبحتث عن مواد أخرى خالف
الورق يمكن أن تحمل أفكاره وتظل صتالحة لالستتعمال فترات أطول من املواد الورقية ،وفي الوقت نفسته ال تتطلب
مساحات كبيرة في التخزين والحفظ .وكان له ما أراد عندما توصل إلى اختراع وتصنيع األقرال السمعية ،واألشرطة
الفيلمية ،ول تتجل عليها أفكاره ،بل وكان ما يتعلق بحياته وحياة الجماعة من حوله .بل وص تتور عليها األحداث نفس تتها
وحص ت ت ت تتل بتذلتك على ش ت ت ت تكتل جتديتد من أش ت ت ت تكتال الكتتب ،أو بتاألحرى أوعيتة للمعلومتات غير تقليتديتة ،تتميز بتأنهتا أكثر
فعالية في نقل املعلومات بل وفي الحفاظ على مش ت ت تتاهد من املاع ت ت ت ي تبدو عند عرض ت ت تتها وكأنها ما تزال تنبض بالحياة.
وفي نفس الوقت اتجه اإلنستتان إلى تصتتوير املواد الورقية مصتتغرة وبدرجات عالية من التصتتغير .واستتتطاع بذلك أن
ً
يحص ت ت تتل على مص ت ت تتغرات لهذا املواد أص ت ت تتبحت بمثابة البدائل لها ،فض ت ت تتال عن أنها تتفوق على املواد الورقية في مزايا
كثيرة ،من أهمهتا ص ت ت ت تتغر الحجم ،ومقتاومتهتا لألحوال الجويتة غير املنتاس ت ت ت تبتة نتاهيتك عن طتاقتهتا االس ت ت ت تتتيعتابيتة الهتائلتة
للمعلومات .لم يقنع اإلنس ت ت تتان بذلك واس ت ت تتتمر في البحث والتطور حتى توص ت ت تتل بالفعل إلى ما كان يس ت ت تتعى إليه .وذلك
عندما نرن في تحميل أفكاره ومعامالته على وستتائط الكترونية :أقرال ممغنطة وأستتطوانات مليزرة ،وغير ذلك من
الوسائط التي تستخدم بمساعدة الحاسبات اآللية.
-2-3أدوات الكتابة:
من الطبيعي أن يست ت تتتخدم اإلنست ت تتان أدوات للكتابة تكون مناست ت تتبة للمواد التي ييت ت تتجل عليها كتاباته ،وذلك من
حيتث ص ت ت ت تتالبتة أو ليونتة متادة الكتتابتة ،فتاإلنست ت ت ت تتان القتديم عنتدمتا كتان يقوم بتالكتتابتة على الحجر أو الجتدران داختل
الكهوف وفي املعابد ،فإنه كان يست تتتخدم لذلك أدوات صت تتلبة ،يست تتتطع بها إحداث النتوآت أو الخربشت تتات التي تظهر
كتاباته في الصخور وعلى الجدران.
وعندما اس ت تتتخدم بعد ذلك مواد للكتابة أكثر ليونة كالبردي والرق والورق ،فإنه كان يس ت تتتخدم في كتاباته عليها
ً
أقالما خاص ت تتة مص ت تتنوعة من الخش ت تتب أو من العظام أو من العاج .وكان يس ت تتتخدم مع هذه األقالم األحبار املختلفة.
وفي بعض األحيان وألغراض فنية كانت الكتابة تتم باس ت ت ت تتتخدام الفرش ت ت ت تتاة واألحبار امللونة .كما كانت املس ت ت ت تتطرة من
لوازم الكاتب حيث كانت تست تتتخدم في تست تتطير األست تتطر داخل الصت تتفحات ،وكذا تست تتطير األعمدة املختلفة في داخل
الكتاب ،والتي كانت بمثابة الصفحات في الكتب املطوية على هيئة اللفافة.
ً
وتذكر املصتادر أنه في الصتين القديمة كانوا يستتخدمون للكتابة قلما مصتنوعا من البامبو عندما كان األمر
ً ً
يتعلق بالكتتابة على مادة لينتة .وأنهم كانوا يس ت ت ت تتتختدمون قلمتا مص ت ت ت تتنوعا من املعتدن عنتدما كان األمر يتعلق بالكتتابة
على مواد غير لينتة ،كمتا أنهم بعتد ذلتك كتانوا يكتبون على الحرير وعلى الورق بفرشت ت ت ت تتاة مص ت ت ت تتنوعتة من وبر الجمتال.
والواقع أن هتتذه أدت إلى إلغتتاء القلم املعتتدني وقلم البتتامبو .كمتتا أنتته تكتان لهتتا أثرهتتا الواض ت ت ت تتن في تغير ش ت ت ت تكتتل حروف
ً
الكتابة الصينية؛ فقد أصبحت هذه الحروف أكثر استدارة وأكثر جماال من ذي قبل.
وكان اليونانيون يكتبون على ألواح الش ت تتمع بقلم مص ت تتنوع من املعدن يس ت تتمى س ت تتتيلوس Stylusكما اس ت تتتخدموا
ً ً
أيضا أقالما مصنوعة من العاج أو العظم.
وكتانتت هتذه األقالم رقيقتة من طرفهتا األول ،وعريضت ت ت ت تتة في طرفهتا الثتاني وذلتك لكي تس ت ت ت تتتختدم في تس ت ت ت تتويتة ألواح
الشمع.
ً ً ً
وفي مص تتر القديمة ،اس تتتخدم املص تتريون للكتابة على البردي قلما من الغاب ،كان يبرى بريا مائال ،بحيث تس تتهل
ً
الكتتابتة بهتا كتتابتة عريض ت ت ت تتة أو دقيقتة ،تبعتا الختالف توجيههتا .ومع ذلتك وفيمتا يرويته س ت ت ت تتفنتدال "فقتد بتدم منتذ القرن
الثالث قبل امليالد باس تتتعمال قلم مبري بريا مدببا ،وكان يس تتمى بالقلم .Calamusوكان هذا القلم يس تتمح بالحص تتول
على كتابة أكثر دقة .وقد ص تتارت هذه األقالم ش تتاكعة االس تتتعمال منذ ذلك الحين ،وكانت املس تتطرة من لوازم الكاتب
ً
ش تتأنها ش تتأن القلم تماما .كما اس تتتخدم املص تتريون أحبارا مص تتنوعة من الص تتناج أو من فحم الخش تتب املخلوط باملاء
والصمغ.
-4أنواع الكتابة:
أ .طريقة الكتابة :يمكن تقسيم الكتابات إلى نوعين رئيسيين من حيث طريقة الكتابة ،هما:
الكتابة الهيروغليفية املصرية :وهي نظام كتابة تصويري نشأ في مصر القديمة حوالي 3400قبل o
امليالد.
الكتابة املسمارية السومرية :وهي نظام كتابة تصويري نشأ في بالد ما بين النهرين حوالي 3300قبل o
امليالد.
الكتابة الصينية :وهي نظام كتابة تصويري نشأ في الصين حوالي 1200قبل امليالد. o
وهي الكتابة التي يتم فيها التعبير عن األفكار أو الكلمات من خالل الرموز التي تمثل األصوات اللغوية.
ومن األمثلة على هذا النوع الكتابة:
الكتابة العربية :وهي أبجدية صوتية نشأت في شبه الجزيرة العربية حوالي 400قبل امليالد. o
الكتابة الالتينية :وهي أبجدية صوتية نشأت في إيطاليا حوالي 700قبل امليالد. o
الكتابة العبرية :وهي أبجدية صوتية نشأت في فلسطين حوالي 1000قبل امليالد. o
ب .طريقة القراءة :يمكن تقسيم الكتابات إلى نوعين رئيسيين من حيث طريقة القراءة ،هما:
الكتابة من اليمين إلى اليسار :وهي الكتابة التي يتم فيها قراءة الكلمات من اليمين إلى اليسار .ومن o
األمثلة على هذا النوع الكتابة العربية ،والكتابة العبرية ،والكتابة اآلرامية.
الكتابة من اليسار إلى اليمين :وهي الكتابة التي يتم فيها قراءة الكلمات من اليسار إلى اليمين .ومن o
األمثلة على هذا النوع الكتابة الالتينية ،والكتابة اليونانية ،والكتابة الصينية.
ج .كيفية الكتابة :يمكن تقسيم الكتابات إلى نوعين رئيسيين من حيث كيفية الكتابة ،هما:
الكتابة العمودية :وهي الكتابة التي يتم فيها ترتيب الكلمات من أعلى إلى أسفل ،من اليسار إلى o
اليمين .ومن األمثلة على هذا النوع الكتابة الهيروغليفية املصرية ،والكتابة املسمارية السومرية.
الكتابة األفقية :وهي الكتابة التي يتم فيها ترتيب الكلمات من اليسار إلى اليمين ،من أعلى إلى أسفل. o
ومن األمثلة على هذا النوع الكتابة العربية ،والكتابة الالتينية ،والكتابة العبرية.
باإلضافة إلى هذه األنواع الرئيسية ،هناك أنواع أخرى من الكتابات ،مثل:
ً
شفهيا من شخص إلى آخر. الكتابة الشفوية :وهي الكتابة التي يتم فيها نقل املعلومات أو األفكار •
الكتابة اليدوية :وهي الكتابة التي يتم فيها استخدام القلم أو اليد لكتابة الحروف أو الكلمات. •
الكتابة اآللية :وهي الكتابة التي يتم فيها استخدام اآلالت لكتابة الحروف أو الكلمات. •
تطورت الكتابة عبر التاريخ من الكتابة التصويرية إلى الكتابة الصوتية ،ومن الكتابة اليدوية إلى الكتابة اآللية.
وساهمت الكتابة في تطور الحضارة اإلنسانية ،حيث سمحت بنقل املعلومات واألفكار من جيل إلى جيل ،وساهمت
في تطور العلوم والفنون واآلداب.
وقد قدم الشرق األدنى القديم للعالم أول كتابتين هامتين وهما :الكتابة املسمارية والكتابة الهيروغليفية املصرية
باإلضافة إلى الكتابة السامية التي لم تكتمل في مراحلها األولى ألنها اعتمدت على نظام تدوين الصوامت ولكنها
اكتملت فيما بعد في األنظمة الكتابية اليونانية والالتنينية التي غزت جزءا كبيرا من العالم.
تعتبر الكتابة املصرية القديمة من أقدم الكتابات املعروفة ،فقد نشأت نشأة محلية أصلية واستمدت عالماتها من
الحيوانات والنباتات وبعض األواني واألدوات املستخدمة منذ العصر األدنى للحضارات النحاسية الحجرية ،مما
يدل على أنها نتاج للحضارة املصرية التي نشأت على ضفاف النيل دون غيرها ،وهذه الكتابة وصلت في ثالث صور:
الثانية :الهيراطيقية وهي كتابة مختصرة استخدمت في غالبية النصول األدبية واإلدارية والقانونية
تم اختراع أسلوب للكتابة املسمى الخط الهيروغليفى فى نهاية األلف الرابع قبل امليالد ( ٣١٠٠ق.م ، ).وهى كلمة
يونانية أطلقها اإلغريق سنة ٣٠٠قبل امليالد على الكتابة املصرية ،وتتكون من مقطعين ،األول (هيروس) "Hieros
"بمعنى "مقدس" ،والثاني (جلوفوس)" "Globhosويعنى "حفر ونقو" ،وعليه فالكلمة بمقطعيها تعنى (النقو
املقدس) أو (الكتابة املقدسة ،إشارة إلى أنها كانت تنقو على جدران األماكن املقدسة كاملعابد واملقابر .وكانت تنفذ
بأسلوب النقو البارز أو الغائر على جدران اآلثار الثابتة (املباني) ،وعلى اآلثار املنقولة (التماثيل ،واللوحات ،وغير
ذلك من النصب الحجرية.
الحروف املصرية القديمة
• الكتابة املسمارية:
تعد الكتابة املسمارية أهم املقومات الحضارية التي حققها اإلنسان العراقي القديم ،إذ كان له الفضل في وضع
األصول األولى لتدوين تاريخ البشرية ،كما تركت تلك الكتابة أثرا كبيرا وواضحا على مجمل املنجزات الحضارية
ّ
الالحقة التي توصل إليها ذلك اإلنسان الرافديني الخالق ،والتي لوالها ملا أستطاع أن ييجل لنا علومه ومعارفه
وتراثه ،ومن ثم ينقله إلى األجيال املتعاقبة .عثر على أول نماذج الكتابة بالخط املسماري في الطبقة الرابعة (ب)
من مدينة الوركاء (التي تقع حاليا في مدينة السماوة) وأسمها القديم أوروك( ،(urukتضمنت تلك النصول على
وثائق اقتصادية بلغت املئات مدونه بالطريقة البسيطة األولى أال وهي الكتابة الصورية والتي تعود إلى حدود
٣٥٠٠ق.م في العصر املسمى بالشبيه بالكتابي.
ٌ
هي نمط من أنماط الكتابة أوجده السومريون الذين سكنوا بالد ما بين النهرين في الفترة بين عام 3500وعام
ً
3000قبل امليالد واعتبرها العلماء من أهم مساهمات السومريين الثقافية عامة وأعظمها بالنسبة ملدينة
ً
أورك السومرية خاصة والتي أوجدت الكتابة املسمارية عام 3200قبل امليالد.
أخذت الكتابة املسمارية اسمها من الكلمة الالتينية cuneus؛ التي تعني املسمار أو اإلسفين ألن طريقة الكتابة
تتم برسم أشكال تشبه اإلسفين ،حيث ُيضغط بحذر على لوح ّ ّ
طيني طر ٍي باستخدام أداة ٍ
كتابة تدعى "القلم ٍ ٍ ٍ ٍ
"stylusلرسم األشكال التي تدل على إشا ات للكلمات لكنها أصبحت تدل ً
الحقا على مفهوم الكلمات ،وقد ر ٍ
استخدمت كافة الحضارات العظيمة في بالد ما بين النهرين الكتابة املسمارية كالسومريين واألكاديين والبابليين
واآلشوريين وغيرهم ،حتى بدأت طريقة األحرف األبجدية بعد حوالي 100عام قبل امليالد
اختصرت مع مرور الوقت لتصبح حوالي استخدمت الكتابة املسمارية منذ بدايتها أكثر من 1000حرف ورمزُ ،
ٍ ٍ
ٌ
مختلفة من الخطوط واألوتاد ذات األشكال املثلثية وهذا ما جعل الكثيرين
ٍ صفوف
ٍ 400حرف وهي عبارة عن
مثلثية؛ تنوعت هذه األحرف ً
بدءا ٍ أوتاد وأسافين
يعتبرون اللغة املسمارية هي ذاتها اللغة الالتينية لكن على شكل ٍ
ً
من البسيطة الشكل وصوال إلى املعقدة للغاية ،كما يمكن لتلك البسيطة أن تتصل مع بعضها البعض لتشكل
ابطة.
ات متر ٍ
مركبة وعبار ٍ
ٍ كلمات
ٍ
الحروف املسمارية
• الكتابة السامية:
السامية تسمية حديثة عهد اقترحها عالم الالهوت األملاني –النمساوي شلوتزر Scholzerعام 1781للميالد،
ً ً ً
لتكون علما على عدد من الشعوب التي أنشأت في هذا الجزء من غرب آسيا حضارات ترتبط لغويا وتاريخيا ،كما
ترتبط من حيث األنساب ،والتي زعم أنها انحدرت من صلب سام بن نوح ،بناء على ما جاء في التوراة في ئحيفة
األنساب الواردة في اإلئحاح العاشر من سفر التكوين ،من أن الطوفان عندما اجتاح سكان األرض لم ينج منه
سوى نوح وأوالده الثالثة :سام وحام ويافث وما حمل معه في سفينته من كل زوجين اثنين .وقد شاعت هذه
ً
التسمية وأصبحت علما لهذه املجموعة من الشعوب عند عدد كبير من العلماء في الغرب ومن سايرهم من
العرب" على الرغم من أن هذه التسمية ال تستند إلى واقع تاريخي ،أو إلى أسس علمية عرقية ئحيحة ،أو وجهة
نظر لغوية
إن هذه الشعوب التي أطلق عليها اسم "الساميون" هي في حقيقة األمر قبائل عربية هاجرت بفعل العوامل
ً
الطبيعية من جزيرة العرب بحثا عن املاء والكأل ،ومنها تفرعت إلى أقوام األخرى ،يوكد هذا القول ما ذهب إليه
"كثير من العلماء الباحثين في أصل األجناس والسالالت من أن العرب هم أصل العرق السامي ،ومن أرومتهم
تفرعت األقوام األخرى وتشعبت قبائلها ،ولهذا الفريق شواهد تاريخية وعرقية ولغوية يدعم بها حجته ويثبت
آراءه.
اختلف علماء الساميات حول املوطن األصلي للغة السامية األم .ومن أشهر اآلراء في هذا الباب تلك التي تقول
إنه:
-1أرض إرمينية وكردستان :ويعتمد أئحاب هذا الرأي على أدلة دينية ولغوية توراتية .فقد ورد في العهد القديم
أن سفينة نوح رست على جبل في إرمينية وقد عاش نوح وأبناؤه في هذه املنطقة ،وقد لعن حام وأبعد منها ،ورحل
عنها يافث ،وبقي فيها سام الذي نشأ أبناؤه هناك فيها ،ومن ذريته كان أرفكشد .ويزعم هوالء أن في هذه املنطقة
إقليم يسمى أربختس ،وهذا االسم ما هو إال تغيير أرفكشد وهو أحد أبناء سام قائلين ّ
أن الفاء والباء حروف
شفوية والكاف والخاء حروف متقاربة املخارج ،أي أن أصل أربختس هو < أربخست < أرفكشد.
-2أرض بابل في العراق :أي جنوب العراق ،وقد قال بهذا الرأي :إرنست رينان ، ،وفرينتز هومل ،وبيترز،
وأغناطيوس جويدي ،الذي يقول إن الكلمات املشتركة في النبات والحيوان والظواهر الجغرافية في اللغات
السامية تناسب بيئة جنوب العراق وبالد بابل .فمثال كلمة نهر موجودة في األكادية والعبرية واآلرامية
والعربية والسبئية واألثيوبية بينما بعض هذه اللغات ال يوجد أنهار بأرضها كالعربية ،فالجزيرة تخلو من
مثل هذه الظاهرة الجغرافية.
-3أرض إفريقيا :التي قد انتقلوا منها إلى آسيا .وقد قال بهذا الرأي املستشرق البريطاني بارتون ونولدكه ،مدلال
عليه األخير بوجود تشابه بين اللغات الحامية واللغات السامية.
-4شمال سورية بالد آمورو :كما كانت تسمى في النقوش القديمة .ويحتج املستشرق األمريكي كالي بوثائق تقول
إن األسرة البابلية األولى قد جاءت إلى العراق نازحة من الغرب من إقليم آمورو في سورية ،ويشير كالي إلى
بعض التشابه بين األساطير العراقية واألساطير الفينيقيية وأساطير الساميين في بالد سورية.
-5جزيرة العرب (اليمن خاصة) :قال بهذا عدد من املستشرقين مثل إيراهارد شرادر وأيده من بعد فنكلر،
وتيله ،واألب فنسان ،واألثري الفرنس ي جاك دي مورجان ،واملستشرق اإليطالي كايتاني ،الذين يرون أن
املوطن األصلي للساميين كان شبه الجزيرة العربية.
للغات السامية تنقسم إلى ثالثة فروع هي ( )1اللغات السامية الشرقية و ( )2اللغات السامية الشمالية الغربية ()3
اللغات السامية الجنوبية الغربية (أو الجنوبية).
اللغات السامية الشرقية:
وال يضم الفرع الشرقي غير اللغة األكادية وهى أقدم لغة سامية تم تأكيد وجودها على أساس النصول املسمارية.
وكانت األكادية مستعملة في بالد ما بين النهرين منذ حوالي سنة ٣۰۰۰قبل امليالد حتى ما يقارب ١۰۰سنة بعده.
ّ
واستمر استعمالها لغة كتابة منذ حوالي 2000ق.م وحتى القرن الثاني أو الثالث امليالدي .وقد تطور منها لهجتان
هما البابلية في الجنوب واآلشورية في الشمال ،اللتان خلفتهما اآل امية في القرن السادس ق .مّ .
إن الفرق الرئيس ي بين ر
اللغات السامية الشرقية واللغات السامية الغربية هو اختالف نظام األفعال.
ويحتوي الفرع السامي الشمالي الغربي على اللغات العمورية واألوغاريتية والكنعانية واآلرامية .أما العمورية فهي
ً
لغة اكتشفت استنادا إلى بعض األسماء الشخصية التي دخلت في النصول األكادية واملصرية وتعود إلى النصف
األول من األلف الثاني ق .م .واألردن أن العموريين القدماء كانوا من األقوام البدوية السامية.
ً
وتمثل اللغة األوغاريتية شكال قديما من الكنعانية وكانت مكتوبة ومنطوقا بها في أوغاريت (رأس شمرا) على الساحل
الشمالي لفينيقيا في القرنين ١٤و ١٣ق.م .والنصول األوغاريتية األولى التي عثر عليها في أواخر العشرينات من القرن
العشرين مكتوبة بأبجدية مشابهة للخط املسماري.
ً ً
ّأما الكنعانية فتتكون من عدد من اللهجات املترابطة فيما بينها ترابطا وثيقا والتي كانت مستعملة في فلسطين
وفينيقيا وسورية .وتعود ّ
مدوناتها إلى حوالي سنة ١٥۰۰ق.م .واللغات الكنعانية الرئيسية هي الفينيقية والفونية
ّ ُ
واملدونات الفينيقية تعود من واملوابية واألدومية والعبرية والعمونية وكانت كلها بادم األمر تكتب بالخط الفينيقي.
مطلع العهد املسيحي إلى ١٠٠٠سنة ق.م( .نقوش من لبنان وسورية وفلسطين وقبرل وغيرها)ّ .أما اللغة الفونية
ّ
التي تطورت من الفينيقية في مستعمراتها حول البحر املتوسط ابتداء من القرن التاسع ق .م فقد ظلت مستعملة
حتى القرن الخامس امليالدي .وأما املوابية واألدومية والعمونية فكانت منتشرة في أراع ى األردن الحالية.
وتحتوي اللغات السامية الجنوبية الغربية أو الجنوبية على ( )1العربية الجنوبية و ( )2العربية الشمالية و()3
اللغات اإلثيوبية.
ومن مصادر اللغة العربية الجنوبية بعض النقوش القديمة إضافة إلى اللهجات العامية املنطوق بها حاليا في اليمن
و ُعمان .وقد اشتقت أبجديتها من الخط الكنعاني الذي ويء به إلى املنطقة من شمال الجزيرة العربية حوالي سنة
١٣۰۰ق .م .وتعود النقوش العربية الجنوبية ت وهي في شكل نذور ووثائق ونقوش على القبور ت إلى فترة ما بين ٧۰۰ق.
م .و ٥۰۰م .وتضم العربية الجنوبية بضع لهجات منها السبئية واملعينية والقتبانية ولهجة حضرموت .أما اللغات
املعاصرة لجنوب الجزيرة العربية فليست مكتوبة وهى في طريقها إلى االنقراض نتيجة انتشار اللغة العربية الشمالية.
وأشهر تلك اللغات هي املهرية والسقطرية.
العربية الشمالية وتنقسم إلى العربية البائدة وهي التي كان يتكلمها أبناء قبائل ثمود ولحيان في شمال الحجاز وسكان
الصفا في بالد الشام .وثمة آالف النصول القصيرة املنقوشة على الصخور التي تعود إلى فترة ما بين ٧۰۰ق.م .و٤۰۰
م .ويعود أقدم النصول العربية املكتوبة بالخط املشتق من األبجدية النبطية إلى القرن الرابع للميالد .ويقع مهد
اللغة العربية الباقية (الفصحى) في شمال الجزيرة العربية .واملصادر األولى لتلك اللغة هي الشعر الجاهلي والقرآن
الكريم .ومع ظهور اإلسالم وانتشاره انتشرت العربية وأصبحت لغة الثقافة والعلوم من بالد فارس وآسيا الصغرى
إلى املحيط األطلس ي واسبانيا.
-5تطورالكتابة في العصرالحديث:
تطورت الكتابة في العصر الحديث بشكل كبير ،حيث شهدت ظهور العديد من التقنيات الجديدة التي سهلت عملية
الكتابة وجعلتها أكثر كفاءة .ومن أهم التطورات التي شهدتها الكتابة في العصر الحديث ما يلي:
• ظهورالطباعة :يعد ظهور الطباعة في القرن الخامس عشر ميالدي من أهم التطورات التي شهدتها الكتابة
في العصر الحديث .حيث سمحت الطباعة بنشر املعلومات واألفكار على نطاق واسع ،مما ساهم في نشر
العلم والثقافة.
• ظهور الكتابة اآللية :شهد القرن التاسع عشر ميالدي ظهور الكتابة اآللية ،والتي سهلت عملية الكتابة
بشكل كبير .حيث لم تعد الكتابة تتطلب مهارة يدوية عالية ،مما سمح للمزيد من الناس بتعلم الكتابة.
• ظهور التكنولوجيا الرقمية :شهد القرن العشرين ميالدي ظهور التكنولوجيا الرقمية ،والتي أحدثت ثورة
في مجال الكتابة .حيث سمحت التكنولوجيا الرقمية بإنشاء تنسيقات جديدة للكتابة ،مثل النصول
اإللكترونية والصور والفيديو .كما سمحت بمشاركة املعلومات واألفكار بسهولة أكبر ،مما ساهم في انتشار
املعرفة والثقافة.
-وسائل الكتابة :أدى التطور التكنولووي إلى ظهور وسائل كتابة جديدة ،مثل الكمبيوتر والطابعات واألجهزة
املحمولة .وساهمت هذه الوسائل في تسهيل عملية الكتابة ونشرها.
-أساليب الكتابة :أدى التطور التكنولووي إلى ظهور أساليب كتابة جديدة ،مثل الكتابة اإللكترونية والكتابة
التفاعلية .وساهمت هذه األساليب في إثراء تجربة القراءة والكتابة.
-طرق نشر الكتابات :أدى التطور التكنولووي إلى ظهور طرق نشر جديدة ،مثل النشر اإللكتروني والنشر
الرقمي .وساهمت هذه الطرق في نشر الكتابات على نطاق واسع.
-انتشار الكتابة اإللكترونية :أصبحت الكتابة اإللكترونية هي الشكل السائد للكتابة في العصر الحديث.
ويرجع ذلك إلى سهولة استخدامها ونشرها.
-ظهور الكتابات التفاعلية :أصبحت الكتابات التفاعلية شاكعة في العصر الحديث .وتتميز هذه الكتابات
بإمكانية التفاعل معها من قبل القراء.
-ازدياد أهمية الكتابات الرقمية :أصبحت الكتابات الرقمية تحظى باهتمام كبير في العصر الحديث .ويرجع
ذلك إلى انتشار األجهزة الرقمية وإمكانية الوصول إليها بسهولة.
ومن أهم التقنيات الجديدة التي ساهمت في تطور الكتابة في العصر الحديث ما يلي:
-أجهزة الكمبيوتر :سمحت أجهزة الكمبيوتر بإنشاء وتحرير النصول بسرعة وسهولة .كما سمحت بإنشاء
تنسيقات جديدة للكتابة ،مثل البريد اإللكتروني والرسائل النصية.
-برامج التحرير :ساهمت برامج التحرير في تحسين جودة الكتابة ،حيث سمحت بإصالح األخطاء اإلمالئية
والنحوية وتنسيق النصول.
-األدوات التعاونية :سمحت األدوات التعاونية للكتاب بالعمل ً
معا على نفس املستند ،مما سهل عملية
مراجعة النصول وتحريرها.
-النشر اإللكتروني :ساهم النشر اإللكتروني في نشر املعلومات واألفكار على نطاق واسع ،حيث سمح بنشر
الكتب والوثائق اإللكترونية بسهولة وسرعة.
وبشكل عام ،يمكن القول أن تطور الكتابة في العصر الحديث كان له تأثير كبير في تسهيل عملية الكتابة وجعلها
أكثر كفاءة ،مما ساهم في تطور املجتمع البشري ،من خالل نشر املعلومات واملعرفة والثقافة على نطاق واسع.
املراجع:
-إسراء محمد عبد ربه .الكتابة املقدسة الهيروغليقية .مجلة كان التاريخية ،مج ،2ع2009 ،3
-تاريخ الكتابة ومواد الكتابة وشكل الكتابHistory of writing and writing materials and form .
)book.doc (live.com
اللغات السامية)(angelfire.com -سالم سليمان الخماش .فقه اللغة .
-فريدريو ،يوهانس (ترجمة :الضاهر سليمان أحمد) .تاريخ الكتابة ،سوريا :مطابع الهيئة العامة السورية،
2013
الكتابة املسمارية الكتابة املسمارية).doc (uobabylon.edu.iq -
-محمد علي إبراهيم .تاريخ الكتابة العربية ،مصر :دار املشرق العربي2018 ،
-موقع الجزيرة :منعطف البشرية الكبير ..تاريخ الكتابة واختراعها وأصولها | ثقافة | الجزيرة نت
)(aljazeera.net