Professional Documents
Culture Documents
الاتصال الداخلي و دوره في تحقيق الرضا الوظيفي في المؤسسة الجزائرية
الاتصال الداخلي و دوره في تحقيق الرضا الوظيفي في المؤسسة الجزائرية
جازية رضاوية:ٔالاستاذة
كلية العلوم ٕالانسانية والاجتماعية
بوزريعة-2-جامعة الجزائر
zazabibiche12@gmail.com :ال@<يد الالك=<وني
:ملخص
يندرج موضوع الاتصال ضمن املواضيع ال ترتبط بالعنصر البشري وال تلعب دورا أساسيا ي تحسن ٔالاداء و
8/ك.: و لتقييم فعالية الاتصال ي املؤسسة البد من ال، مباشر بموضوع الرضا./رفع ٕالانتاج و يرتبط بشكل مباشر وغ
و ضرورة،ا نظام الاتصال الرسم من مقابلة املطالب الرسمية للتنظيم من جهةDE ى مدى الجودة ال يتمكنLع
فقد رافق ٔالاوضاع ال.ى سلوك العمال من جهة أخرىL ع./ رسم من تأث./ى ما يمكن أن يحققه الاتصال الغYالنظر إ
./ى الارتياح بفعل تغيL مضطرب ال يبعث عcdي ونفeا املؤسسة الجزائرية بعد الاستقالل ظهور جو اجتماDE مرت
مما يثبت.ى العالقات الاتصالية داخل املؤسساتL وعالقات العمل ال أثرت سلبا و بشكل واضح ع./أنماط التسي
ٔالامر الذي دفع،ي لالتصال الفعالLفعال أن مشكل املؤسسة الجزائرية يتمثل ي نظام الاتصال املرن والغياب شبه ك
ى تسليط الضوءYى من خالل هذﻩ الورقة إw و عليه نس. مظاهر الاستياء والتذمر وعدم الرضا لدى العمالcuى تفYإ
رسم و عالقته بمشاعر الرضا الوظيفي./ي ي املؤسسة الجزائرية من خالل بعديه الرسم و الغYى املشهد الاتصاLع
.لدى العمال
. الرضا الوظيفي- رسم./ الاتصال الغ- الاتصال الرسم-يL الاتصال الداخ:الكلمات املفتاحية
Résumé :
Le sujet de la communication entre les sujets qui sont liés à l'élément humain, qui joue un
rôle clé dans la performance et augmenter l'amélioration de la production et associés
directement et indirectement du sujet de satisfaction, et d'évaluer l'efficacité de la
communication dans l'organisation devraient se concentrer sur la façon dont peut la
communication officielle de l'entrevue formelle Système de demandes la réglementation d'une
part, et la nécessité de regarder ce qui peut être réalisé par contact l'impact officieux sur le
comportement des travailleurs de l'autre. Situations rencontrées par l'organisation algérienne
après l'indépendance, l'émergence de l'atmosphère sociale et troublé me suis pas satisfaisante
en raison de l'évolution des modes de gestion et de relations de travail, qui ont nui et
clairement sur les relations de communication à l'intérieur des institutions a été accompagné.
Ce qui prouve bien que le problème de l'organisation algérienne est système flexible de
communication et l'absence de communication presque totalement efficace, ce qui a incité le
déclenchement des manifestations de mécontentement et de murmures et de mécontentement
chez les travailleurs. Et nous cherchons à travers cet article est de faire la lumière sur la scène
dans la communication de l'entreprise algérienne à travers les dimensions formelles et non
formelles et sa relation avec les sentiments de satisfaction au travail chez les travailleurs.
مقـدم ــة
1
إن املتتبع ملسار الجزائر الصناeي و الاقتصادي يالحظ أنه مر بعدة مراحل تم8/ت بمشاكل معينة بسبب ٕالارث
الذي خلفه الاستعمار و الذي كان له الانعكاس السل و الواضح عLى ٔالاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية للبالد .إال أن
الدولة سعت جاهدة لتحديد أسباب هذا العجز و سد النقص الذي يع.:ي كيان مؤسساDا ،فركزت عLى الجوانب
املادية و التقنية فقط ناسية أن العنصر البشري هو من أهم عناصر ٕالانتاج و الذي تقع عLى عاتقه مهمة تحقيق
الجودة و تحس/ن املردود و نقل املؤسسة من حالة التدهور إYى حالة الازدهار ٕالانتاي.
و يعت .الاتصال من ب/ن املواضيع ال لم تحظ باالهتمام الالزم من طرف الدولة خصوصا ي تلك الحقبة
التاريخية ال عقبت الاستقالل ،و هذا نظرا لالعتقاد الخاطئ الذي كان سائدا آنذاك و هو أن الرفع و الDوض
باالقتصاد الوط يتطلب توف ./بنية تحتية قوية و صلبة باقتناء الوسائل و ٓالاالت التكنولوجية املتطورة و املواد
ٔالاولية ذات الجودة العالية دون العناية الكافية باملورد البشري .و لكن مع التغ./ات الاقتصادية الراهنة بات عLى
املؤسسة الجزائرية وضع نظام تسي./ي أك .فعالية يرتكز أساسا عLى مفهوم ٕالانسان كفاعل اجتماeي مركزي ،و
ترجمت املؤسسات هذا الاهتمام عن طريق محاولة إشباع الحاجات و الرغبات ال يسwى العامل إYى تحقيقها السيما
توف ./جو اجتماeي مالئم و تحقيق نظام اتصاYي فعال يتما cو تطلعات العمال .و ي ظل هذﻩ الوضعيـة أصبح
الاهتمام بالعامل البشري و سبل تحف8/ﻩ و كسب رضاﻩ ضرورة حتمية .و لكي تضمن املؤسسة رضا مستخدمDا علDا
الاهتمام إYى جانب العوامل املادية بالعوامل املعنوية من خالل الس ./الحسن لعمليات الاتصال وتحس/ن العالقات
ٕالانسانية ب/ن العمال ي مختلف الفئات ي السلم ٕالاداري.
و ضمن هذا السياق تسwى هذﻩ الدراسة إYى تبيان واقع الاتصال الداخLي ي املؤسسة الجزائرية و الكشف عن
بعض جوانب القصور و ما وقع ذلك عLى اتجاهات العمال و مواقفهم من العمل ،و هذا من خالل البحث عن أهمية
الاتصال الرسم و الغ ./رسم ي تحقيق الرضا الوظيفي لدى مختلف الفئات املهنية ي السلم الهرمي للمؤسسة.
ٕالاطار املفاهيمي:
الاتصـال:
اصطالح الاتصال مشتق من الكلمة الالتينية Communisو تع املش.:ك أو املشاركة ،أو الوصول إYى الcuء و
بلوغه .و يدل عLى املعلومة املرسلة املتبادلة ب/ن فردين أو أك .ي مجال مع/ن قصد تحقيق التفاعل .أما ي املجال
ٕالاداري فهو يش ./إYى إنتاج أو توف ./أو تجميع البيانات الضرورية الستمرار العملية ٕالادارية و نقلها و إذاع©Dا ،بحيث
يمكن للفرد أو الجماعة إحاطة الغ ./باملعلومات الجديدة ،أو التأث ./و التعديل ي سلوك ٔالافراد و الجماعات أو توجDه
وجهة معينة ) .(1و يعرف عLى أنه »مجموعة من العالقات الشاملة لكل مجاالت التفاعل التنظيم ،و ال تتم ي شكل
تعب ./مقصود للمؤسسة «) .(2و هو» :قدرة الفرد أو الجماعة عLى نقل مشاعرﻩ أو اتجاهاته لشخص آخر أو جماعة
أخرى بواسطة رموز أي لغة مكتوبة أو إشارات أو تعاب .(3)«./أما :B.F.Skinnerف./ى أنه » السلوك الشف ºأو الرمزي
للرسائل بقصد التأث ./عLى املستقبل«).(4
الاتصـال الرسمي:
هو ذلك الاتصال املنطقي و املخطط مسبقا و الذي يمر عن طريقه الحقائق و املعلومات ي املنظمة ،بحيث
يستخدم خطوط السلطة الرسمية ال تتم ي إطار القواعد ال تحكم املؤسسة و تتبع القنوات و املسارات ال
يحددها بناء التنظيم الرسم ،و تس ./إما ي الاتجاﻩ النازل أو الصاعد أو ٔالافقي ،و من أهم وسائله :املقابالت،
الاجتماعات ،املؤتمرات ،املكاملات الهاتفية ،املجالت الصادرة عن املؤسسة ،التقارير السنوية و الشهرية امللصقات و
).(5
املناش...../
ج -الاتصـال الغ <Yالرسمي:
2
هو الاتصال الذي يقوم عLى أساس العالقات الشخصية و الاجتماعية ب/ن العامل/ن داخل املنظمة بدون قواعد
رسمية محددة واضحة ،و يحدث خارج املسارات الرسمية للتنظيم ،و ينقسم إYى اتصال يتفق مع أهداف الاتصال
الرسم و اتصال ال يساير أهداف الاتصال الرسم و الذي يحاربه املديرون أل½Dم يعت.ونه عائقا .و هو يعتمد عLى
شبكة العالقات ٕالانسانية ب/ن ٕالادارات و ٔالافراد ي املؤسسة ،و دورﻩ مكمال لدور الاتصال الرسم ،و لكنه قد
يستخدم للتشويش عLى ٕالادارة و يستغل ألغراض شخصية .و يمتاز بسرعته مقارنة مع الاتصال الرسم .كما أنه يتم
بطريقة غ ./مرتبطة بالتنظيم الرسم و لكDا تجد لنفسها منفذا لالتصال داخل هيكل التنظيم الرسم).(6
د -الرضـا الوظيفـي:
يستخدم مفهوم الرضا لإلشارة إYى عدة معاني فقد يدل عLى مدى اقتناع ٔالافراد بظروف عملهم ،أو إYى
مجموعاملشاعر ال يشعر DEا الفرد اتجاﻩ عمله ،كما قد يش ./إYى ٕالاشباع الذي يحصل عليه من عمله .و يعرفه مركز
البحوث بجامعة Michiganبأنه الارتياح الذي يستخلصه العامل من ٔالاوجه املختلفة النتمائه إYى املشروع).(7أما
جورج فريدمان ف./ىأنه نوع من التكيف الظاهري السطÊي يخفي وراءﻩ اختالال ي التوازن الحقيقي للعمال ،و لقد
أكد مع زميله Pierre NavilleعLى التعريف السابق ،و ذهبا إYى أن هناك مؤشرات للرضا الوظيفي مDا ارتفاع مستوى
ٕالانتاج ،انخفاض معدالت التغيب وانخفاض دوران العمل) .(8أماأحمد ماهر ف./ى أنه يدل عLى» :الاتجاهات النفسية
للعامل/ن اتجاﻩ أعمالهم ،ومدى ارتياحهم و سعادDم ي العمل ،عLى ٔالاخص بالنسبة للعناصر ٔالاساسية ي العمل
مثل :سياسة املنظمة ،فرص النمو و الÑ.:ي.(9)«...
3
العمالية لم تتحقق حيث أكد الباحث محمد مبتول) (12عLى أنه كث./ا ما يصبح مجلس العمال مجلس ٕالاطارات و
املشرف/ن ،أما العمال املنتجون فيبقون بعيدين عن املشاركة الفعلية .نتيجة لكل هذﻩ املشاكل ظهرت فكرة
ٕالاصالحات الاقتصادية ،و سياسة إعادة الهيكلة ال كانت Dدف إYى القضاء عLى ظاهرة الب./وقراطية و تدعيم
الاستغالل ٔالامثل للموارد البشرية ،و لقد انعكس ذلك عLى ٕالاطار الاتصاYي حيث أعطيت أهمية للنقابات و أصبح
للعامل الحق ي الدفاع عن حقوقه ،و تعزز بذلك موقف الاتصال الصاعد بعدما كان يقتصر عLى الاتصال النازل و
ٔالافقي .و لكن عLى الصعيد العمLي ظلت أغلب املؤسسات الجزائرية تعاني من اختالالت عLى املستوى التنظيم ،مما
أثر سلبا عLى عملي التنظيم و التسي ،./فالتجزئة ال تعرضت لها املؤسسات الك.ى لم تحسن من وضعية الاتصال
داخل املؤسسة الصغ./ة الجديدة ،حيث أدى ذلك إYى عدم التنسيق ب/ن هذﻩ املؤسسات و ظهور نوع من الغموض
لدى العمال فيما يخص طريقة الاتصال مع بعضهم البعض أو مع ٕالادارة ،فهذﻩ التجزئة أدت إYى فرض نمط
الاتصال النازل فقط) .(13نتيجة لهذﻩ ٔالاسباب لجأت الدولة مرة أخرى إYى خصخصة بعض املؤسسات كمحاولة
لتمك/ن املؤسسة الجزائرية من الانتقال إYى مرحلة اقتصاد السوق بإدخال ٕالاصالحات املناسبة ي مختلف املجاالت،
وتأتي ي مقدم©Dا ٕالاصالحات املتعلقة بالتنظيم و التسي ./و الاتصال و التحف ...8/و الاهتمام أك .بالعالقات الاجتماعية
املهنية مع توف ./جو سليم و مالئم للعمل.
الب<Yوقراطية كنموذج للتنظيم و أثرها ع ى الاتصال ي املؤسسة الجزائرية:
إن النموذج الب./وقراطي من سمات املجتمعات الصناعية ،لهذا فمما الشك فيه أن أبرز ما م 8/املراحل التنظيمية
السابقة ال مرت DEا املؤسسة الجزائرية هو إتباع الب./وقراطية كنموذج للتنظيم و التسي ،./ملا لهذا التنظيم من
مزايا ي وضوح القوان/ن و وحدة التوجيه و القرارات ،باإلضافة إYى خطوط السلطة الواضحة و العالقات الرسمية
نظرا للعقالنية ال يتمDE 8/ا .غ ./أن هنالك منظور سل تبناﻩ (14)Michel Crozierالذي وجه إليه بعض الانتقادات
كالصرامة القاسية ال يحدد DEا محتوى املهام ،و العالقات ب/ن املهام و شبكة العالقات ٕالانسانية الضرورية تجعل
الاتصاالت صعبة ب/ن العمال ،فالتنظيم الب./وقراطي و ما يفرضه من اح.:ام لخطوط السلطة و الاتجاﻩ الواحد،
يجعل املعلومات الحقيقية ال توجد ي القاعدة لدى املنفذين أبعد ما يكون عن السلطات العليا ي هرم ٕالادارة و
هذا نتيجة لعدة عراقيل ب./وقراطية تفرض عLى الفئات الدنيا ،سواء بالبطء الذي يتم 8/به خط الاتصال أو
الانقطاعات ال من املمكن أن تحصل فDا نتيجة احتكار املعلومات و الاحتفاظ DEا ي مستويات معينة قبل وصولها
إYى القمة أو العكس ،أو ما تفرضه هذﻩ املستويات الوسيطية من تغي./ات و تأويالت ال يمكن أن تطرأ عLى الرسائل
الاتصالية لتصل ي الDاية إYى املستقبل/ن و ãي مفرغة من محتواها ٔالاصLي .هذﻩ الوضعية املذكورة أعالﻩ و بكل ثقلها
تنطبق عLى املؤسسات الجزائرية ،ففي الوقت الراهن ال تزال املؤسسة الجزائرية تتم 8/بنظام الاتصال املرن و غياب
شبه كLي لالتصال الفعال ،ومحدودية املعلومات ،باإلضافة إYى تعرض الرسائل الاتصالية إYى التحريف و التغي ./قبل
أن تصل إYى مستقبلها ،و احتكار املعلومات ،باإلضافة إYى سوء حركة انتقال املعلومات سواء عموديا أو أفقيا و عدم
عودDا ي كث ./من ٔالاحيان ) (Feed- Backو هذا ما سينعكس حتما و بشكل سل عLى اتجاهات العمال ومواقفهم من
العمل و من ثم عLى مستوى رضاهم الوظيفي.
محددات الرضا الوظيفي ي املؤسسة:
يعت .الرضا الوظيفي من أك .املفاهيم غموضا نظرا لكونه حالة انفعالية ضمنية يصعب قياسها و دراس©Dا بكل
موضوعية ،و لعل غموض هذا املفهوم يكمن ي صعوبة تحديدﻩ تحديدا دقيقا نظرا لتداخله مع بعض املفاهيم
السيكولوجية املشاDEة كالدافعية و الروح املعنوية ).(15
ويمكننا تصور العالقة ب/ن الرضا العام و عوامل الرضا الفرعية ي الشكل التاYي:
4
شكل ) :( 01عوامل الرضا الوظيفي
عامل الرضا العـام
الرضا العام عنالعمل
عوامل الرضا الفرعية
املصدر :أحمد ،صقر عاشور :السلوك ٕالانساني ي املنظمات ،الدار الجامعية ،ب./وت ،1989 ،ص .149
و DEذا يمكن اعتبار الرضا كمتغ ./يمثل محصلة مختلف مشاعر الفرد اتجاﻩ عمله ،و درجة الرضا تع .عن الناتج
الDائي لدرجات الرضا عن مختلف جوانب العمل .و من خالل هذﻩ الدراسة تأكدنا من أن الرضا عن الاتصال
الداخLي ببعديه الرسم و الغ ./الرسم ما هو إال جانب من جوانب العمل املعنوية ،ي ح/ن الرضا العام ال يتم إال
بعد إشباع كل من الحاجات املادية واملعنوية.
تجسيد فكرة مفهوم الرضا الوظيفي ي املؤسسة:
ال يمكن إجراء دراسة ام.يقية ي العلوم الاجتماعية دون تحديد املفاهيم محل ٕالاشكال ،و املفاهيم العلميـة ãي
مفاهيم مجردة ليست ملموسة ي امليدان ،وعليه أردنا من خالل هذا البحث تجسيد مفهوم الرضا الوظيفي ي الواقع
و ذلك ببناء نموذج خاص باالعتماد عLى فكرة كل من Raymond Boudon:و Paul Lazarsfeldمن أجل قياس
املفاهيم و توظيفها وفق منطق ريا cßمب عLى جملة من ٔالابعاد و املؤشرات و الدالئل .حيث حاولنا من خالل هذا
النموذج تطبيق فكرة قياس املفاهيم حيث قمنا بتخصيص كل مفهوم إYى بعدين نظرا ملستواهما العاYي )املجرد( و
هما بعد رسم و غ ./رسم بالنسبة لالتصال و بعد ذاتي وتنظيم بالنسبة للرضا .بعدها قمنا بانتقاء املؤشرات
املالئمة ل.:جمة تلك املفاهيم إYى مستوى ملموس من الواقع ،إستنادا إYى خلفيات سوسيولوجية تعود إYى نظرية
معينة .و أخ./ا قمنا بتكوين الدالئل DEدف بلوغ عامل قياس وحيد ،حيث قمنا بتجميع املؤشرات ال اخ.:ناها سابقا
)مؤشرات املتغ ./التابع( إYى صنف/ن وهذا استنادا إYى بعض املقاييس الذاتية و املوضوعية لقياس الرضا الوظيفي .ومن
خالل هذا النموذج نكون قد طبقنا منهجية "أالن توران" املتعلقة بإبداء الرأي و املواقف و ال ترتبط بموضوع
الرضا ،فانطالقا من دراسته "الوqي العماpي" تأكد أنه من الصعب معرفة رأي العامل و موقفه من العمل بشكل
مباشر ،بل علينا وضع عدة بدائل و مؤشرات ملعرفة فيما إذا كان العامل راض أو غ ./راض ألن املواقف سوف تكون
دوما سلبية و هذا نظرا لطبيعة النفس البشرية و ال تميل دوما نحو املواقف السلبية بخصوص العمل.
و املخطط املواYي يلخص هذﻩ الفكرة و يجسد فكرة قياس املفاهيم ي نموذج بناء استمارة البحث:
5
املفاهيـم Concepts
الرضا الوظيفي الاتصال الداخLي
ٔالابعـاد Dimensions
املؤشـرات Indicateurs
تعلق
دالئل تتعلق دالئل تتعلق
بالتنظيم ٕالاداري بالوظيفة ٔالاداء
جاز
6
أوال :يلعب الاتصال الرسم دور "العوامل الوقائية" ال تقي العامل من مشاعر عدم الرضا و تحميه من السخط
الناجم عن مشاعر الاستياء ،و هذا باملطابقة مع نظرية العاملYن لفريدريك هرزبرغ .حيث كلما غابت هذﻩ العوامل
ظهرت مشاعر الاستياء و عدم الرضا و كلما زاد ظهورها زاد التحف 8/و الرضا).(16
ثانيا :يعمل الاتصال الرسم عLى إشباع و تلبية بعض "الحاجات" ال تحقق الرضا و ال تحدث عDا كل من
ماسلوا و ماك كليالند من خالل الحاجة :إYى الانتماء ،التقديرٕ ،الانجاز و تحقيق الذات .و يتجLى ذلك ي:
العالقة التفاعلية للتغذية العكسية الناجمة عن الاتصال الصاعد :فكلما زاد الاتصال الصاعد كلما شعر العامل
بـ :الانتماء .و تجدر ٕالاشارة إYى أن انتقال املعلومات من أسفل إYى أعLى تبقى ضرورية لكال الطرف/ن ،فاملؤسسة ال
تعمل عLى تشجيع تدفق املعلومات إYى أعLى بكل سهولة يكون لدى رؤساDðا رؤية شاملة ملا يحدث بداخلها مما يجعل
القرارات الصادرة أك .صوابا )و هذا ما أشار إليه ميشال كروزييه ي تحليله ملنطق الاتصال ي الحلقة املفرغة( .ومن
جهة أخرى فإن إتاحة الفرصة للعمال إلبداء أراDðم والاستماع إYى شكاوDÞم يعمل عLى تطوير شخصياDم و تقوية روح
املسؤولية ويحققون بذلك حاجات املستوى الثالث و الرابع و الخامس من سلم ماسلوا وال تحقق الرضا.
فعالية نظام ٕالاعالم و الاتصال له تأث <Yكب <Yع ى الجو الاجتماqي للمؤسسة :بحيث كلما توفرت للعامل كافة
البيانات الجديدة كلما أحس بأن بالتقدير ،و ملا كان الرضا عبارة عن عملية تتقيد بتلبية الحاجات البشرية فإن
مستوى ٕالاشباع ي هذﻩ الحالة يتعلق بتحقيق حاجة املستوى الرابع لسلم ماسلوا و ãي حاجة اح.:ام و تقدير الذات
و ال تحقق الرضا.
ثالثا :يعمل الاتصال الرسم عLى إبراز بعض "املواقف ٕالايجابية" ال تظهر ي سلوك العمال كردة فعل عن حالة
الرضا :كاالنضباط ،الال8:ام بمواقيت العمل و إنجاز املهام ،روح التعاون و املبادرة .و تجدر ٕالاشارة إYى أن الانضباط
وال©Dاون هما بمثابة دالالت عن الرضا من عدمه ،فكلما أحس العامل باالستياء وعدم الرضا كلما قل انضباطه و
يرتبط ذلك بفعالية الاتصال الرسم من حيث سرعة وصول املعلومات ،فكلما تأخر وصول املعلومات إYى املرؤوس/ن
كلما شعروا بعدم الرضا و يمكن القول بأن عدم تأخر املعلومات يعد من العوامل الوقائية ال إن توفرت بشكل
جيد تمنع مشاعر الاستياء باملطابقة مع نظرية هرزبرغ.
رابعا :أن ال8:ود باملعلومات ãي حاجة ضرورية للعامل فكلما توفرت و بشكل كا ي كلما أدى ذلك إYى تقليص مشاعر
عدم الرضا ،و يكون ال8:ود باملعلومات عن طريق املصادر الرسمية بالدرجة ٔالاوYى نظرا ملصداقي©Dا كو½Dا ال تتأثر
بأسلوب ٕالاشاعة و التحريف .حيث كلما كان مصدر ال8:ود باملعلومات رسميا كلما أدى ذلك إYى الشعور بالرضا .أما
الاستعانة باملصادر الغ ./رسمية فقد ينتج عن ضعف موجة الاتصاالت الرسمية ،فيتم الاستعانة بالجماعات الغ./
رسمية ال قد تكون مصدرا للرضا و لكDا قد تتأثر بعامل التشويش ألن تداول املعلومات عن طريق الجماعات الغ./
رسمية غالبا ما يؤدي إYى تحريفها و تشوDÞها مما يشعر العمال باالستياء ألن ذلك سينعكس مباشرة عLى مستوى
أداDðم.
خامسا :من أسباب عدم فعالية الاتصال الرسم ي املؤسسة الجزائرية هو انتشار ظاهرة "احتكار املعلومات" من
طرف بعض العمال و هذا بحكم مركزهم الوظيفي ،هذﻩ الظاهرة تؤدي إYى حالة عدم الرضا ،و ãي بمثابة ممارسة
ملنطقة الشك الذي تحدث عDا ميشال كروزييه ي تحليله الاس.:اتيñي من خالل مشكل عالقات السلطة و ذكر أنه
قد تكون هنالك عالقات سلطة غ ./قانونية يحاول ٔالافراد استغاللها باحتكار بعض املجاالت من أجل التأث ./عLى
ٓالاخرين ،و هو ما أسماﻩ "بالتحكم ي هامش السلطة" الذي يتحكم فيه ٔالافراد القريب/ن من مصادر القرارات و ãي
مناطق ارتياب تستخدم من أجل ممارسة السلطة .فاحتكار املعلومات من طرف بعض ٕالاطارات و أصحاب القرار
سيؤثر عLى عملية انتقال املعلومات .و بتكرار هذا السلوك سوف تزداد مشاعر عدم الرضا.
7
الاتصال الرسمي و ٔالابعاد التنظيمية للرضا الوظيفي:
إن البعد التنظيم للرضا الوظيفي يتعلق بمختلف العوامل التنظيمية املرتبطة بطبيعة العمل و التنظيم ٕالاداري
للوظيفة ،و يشمل كل من العالقات ،ظروف العمل ،دوران العمل و ترك الخدمة ...هذﻩ املؤشرات مDا ما يتعلق
بالوظيفة و ال تتبع طريقة تقسيم الحوافز ال تتيحها الوظيفة أو املنصب كتلك ال تحدث عDا فريدريك هرزبرغ
لقياس الرضا الوظيفي) .(17و مDا ما يتعلق بالتنظيم ٕالاداري و الذي يشمل العالقات املتبادلة مع محيط العمل وال
تعت .من املسببات التنظيمية للرضا الوظيفي.
أوال :إن مجمل العالقات ي املحيطه امل óتكون حسنة ،و هذا ناتج عن التفاعالت ال تنشأ بصورة تلقائية لتحقيق
الحاجة إYى الاتصال و الانتماء .وتجدر ٕالاشارة إYى أن العالقات ٕالانسانية الحسنة لها تأث ./كب ./عLى الرضا ويمكن
اعتبارها من العوامل الوقائية ال تقي العامل من الاستياء.
ثانيا :إن وظيفة ٕالاشراف ما ãي إال تبادل ي ٓالاراء و الحوار و التشاور ب/ن املشرف و ٔالافراد الذين يشرف علDم ،فإن
حدث و أن تعرضت هذﻩ الخطوة ألي نوع من املعوقات فإن ذلك سيؤدي إYى عدم فعالية الاتصال و انعدام القيادة
الفعالة .و ال ستؤدي إYى مشاعر الاستياء ،و بمقت côنظرية العاملينيمكن اعتبار ٕالاشراف الف من العوامل
الوقائية ال تصون العامل من مشاعر عدم الرضا .ال تظهر عLى شكل بعض السلوكات السلبية كال©Dاون و عدم
الانضباط والال8:ام بمواعيد إنجاز املهام ،وتقلص روح التعاون و املبادرةٔ .الامر الذي يؤدي إYى ظهور اتجاهات سلبية
نحو العمل كامللل و الضجر و ك.ة التذمر...فسيولة الاتصال مع املشرف/ن تشجع املرؤوس/ن عLى الانضباط أك.
بمواقيت إنجاز املهام ،حيث يرى كيLي) (18أن العوامل املحفزة ال تشجع العمال عLى تحس/ن نوعية ٔالاداء تتعلق
باملس./ين بالدرجة ٔالاوYى ،فعLى هؤالء تفعيل حركة الاتصال و التعاون من أجل التنسيق ب/ن الجهود ،و عLى املؤسسة
الجزائرية تب خصائص املنظمة اليابانية وفق نظرية (19)Zال تسwى مبادDðا إYى إقرار مبدأ الحوار والتشاور واملناقشة
ب/ن الرؤساء و املرؤوس/ن ل.:سيخ روح الانضباط لدDÞم.
ثالثا :تش ./الدراسات أن ثبوت القوى العاملة ي املؤسسة دليل عLى ارتفاع الروح املعنوية ،و تسرب العمال دليل عLى
انخفاضها ،فاالنقطاع عن العمل يعد من أك .السلوكات ال يمكن أن تكون لها عالقة بالرضا كو½Dا من ٓالاليات
الدفاعية ال يستعملها العامل للتعب ./عن مشاعرﻩ السيئة اتجاﻩ عمله .ويعت.ها جورج فريدمان و زميله بيار
نافيل)(20من املؤشرات املوضوعية ال تقيس الرضا ،إال أن هذﻩ الفكرة ملا حاولنا إسقاطها و تطبيقها عLى واقع
املؤسسة الجزائرية اكتشفنا أن ظاهرة دوران العمل و ترك الخدمة بالرغم من أ½Dا دالالت عLى حالة عدم الرضا إال
أ½Dا ال تعكس بالضرورة عدم فعالية الاتصال بالقدر الذي ترتبط فيه بتحقيق الحاجات املادية كال.:قية و زيادة ٔالاجر
و تحس/ن ظروف العمل املادية ...و ال تع .عن حاجات املستوى ٔالاول من سلم ماسلوا .و بالتاYي نفهم أن ظاهرة
دوران العمل و تغي ./املناصب بالرغم من أ½Dا مؤشرات عLى عدم الرضا إال أ½Dا ال ترجع بالضرورة إYى نمط الاتصال و
العالقات ،و إنما ترجع إYى ظروف مادية محضة .و بالتاYي الرضا الوظيفي ال يتحقق إال بتحقيق الرضا عن جوانب
العمل املادية و املعنوية ،و أن الرضا ما هو إال محصلة للرضا عن الجوانب الذاتية و التنظيمية ،أما الرضا عن
الاتصال الداخLي فما هو إال جانب من تلك الجوانب الفرعية املعنوية املتعلقة بالعمل.
و من خالل هذا الطرح السوسيولوي يظهر لنا جليا أهمية الاتصال الرسم ي املؤسسة باعتبارﻩ وظيفة أساسية ال
يمكن الاستغناء عDا ،و فقدانه يع الغياب الكLي لإلدارة ألنه ٔالاداة ٔالاك .نجاعة وفعالية ي تحقيق الرضا .وDEذا
نكون قد تأكدنا من عدم صحة الفرضية ال اعتقدت أنه كلما زاد الاتصال الرسم كلما قل مستوى الرضا
الوظيفي ،بل العكس تماما فكلما قل الاتصال الرسم كلما قل مستوى الرضا ،و كلما فقدت الاتصاالت الرسمية
فعالي©Dا و اعD.:ا النقائص كلما أدى بالعمال إYى اللجوء إYى الاتصال الغ ./رسم.
8
الاتصال الغ <Yرسمي و ٔالابعاد الذاتية للرضا الوظيفي:
إن عدم التحكم ي آليات الاتصال الرسم و ميكانزماته يؤدي إYى اختالالت تعرقل الس ./الحسن لعملية الاتصال،
فإذا حدث و إن فقدت الاتصاالت الرسمية فعالي©Dا فإنه يتم اللجوء إYى الاتصاالت الغ ./رسمية كأسلوب للتفاعل
والتواصل داخل املؤسسة الجزائرية .و بعد دراسة ميدانية معمقة جاءت عقب تحليالت و تأويالت سوسيولوجية
تقف عند العالقة ال تربط الاتصال الغ ./رسم بالرضا سواء كان ذاتيا أو تنظيميا من خالل جملة من املؤشرات
والدالئل ،اكتشفنا حقيقة سوسيولوجية مهمة مفادها أنه كلما زاد الاتصال الغ ./رسم كلما ازدادت مشاعر الرضا،
ي ح/ن كلما تضمنت املعلومات املتداولة من خالله عLى بيانات زائفة و محرفة بتدخل عامل التشويش كلما تقلصت
مشاعر الرضا .ومن هذا املنطلق يمكن اعتبار الاتصال الغ ./رسم من العوامل الدفاعية ال تؤدي إYى الرضا و ي
حال عدم توفرها ال تؤدي بالضرورة إYى عدم الرضا .وهذا باملطابقة مع نظرية العامل/ن.و عLى هذا ٔالاساس نفهم أن
الاتصال الغ ./رسم يلعب دورين بارزين ي املؤسسة ،فإذا كان يخدم أهداف املؤسسة فإنه يحقق الرضا ،أما إذا
اتخذ اتجاها يناقض أهداف املؤسسة فإنه يؤدي إYى عدم الرضا.
و يمكن تعزيز موقفنا هذا من خالل جملة من املؤشرات:
أوال :الاتصال الغ ./رسم هو عملية تفاعلية تشبع الحاجات النفسية والاجتماعية ال تحدث عDا كل من ماسلوا
و ألدرف :<Yكالحاجة إYى التقدير والانتماء .فاالتصال إYى جانب كونه عملية إدارية فهو أيضا عملية اجتماعية تتفاعل
عن طريقها جماعات العمل ،و ي هذا ٕالاطار كان تقييم العمال التصاالDم تقييما إيجابيا بحيث أغلب اتصاالDم
جيدة و باألخص مع الزمالء ،وهذا دليل عLى عدم اضطراب العالقات الاتصالية ي املحيط امل ،óوال من شأ½Dا
إشباع الحاجات النفسية و الاجتماعية ،وبلورة روح التعاون واملبادرة ب/ن العامل/ن وتحف8/هم عLى تحس/ن ٔالاداء مما
يساعد عLى الشعور بالرضا.
ثانيا :عند الوقوف عLى الجانب اللغوي لالتصال نجد أن املؤسسة الجزائرية تعتمد أساسا عLى استعمال)الفرنسية(
باعتبارها تمثل لغة ٕالادارة ي املؤسسة الجزائرية وذلك نظرا للذهنية السائدة لدى الجزائري/ن و ãي أن املتحدث
باللغة لفرنسية دليل عLى أنه مثقف ،لهذا فأن املجموعة ال تلقت تكويDا بالعربية و الحائزة عLى شهادات معربة
فإ½Dم يتلقون ال©Dميش ح و إن كانوا من ضمن املستويات العليا ،و قد تصل ظاهرة ال©Dميش إYى حالة من الاغ.:اب
مما يدفع DEم إYى سلوكات سلبية قد تؤثر عLى مستوى ٔالاداء إما باالنسحاب أو الصراع أو التخريب ...كردة فعل عن
حالة عدم الرضا.
ثالثا :يساهم الاتصال الغ ./رسم ي بلورة املواقف ٕالايجابية ي سلوك العمال كردة فعل عن الرضا كالتحف8/
والتعاون ،و ال تتجسد ي فكرة التضامن الاجتماqي العضوي املب عLى أساس الاختالف ي الوظائف ،و ذلك من
خالل املبادرة بأعمال ليست من نفس الاختصاص ،و هذا باملطابقة مع نظرية تقسيم العمل "إلميل دوركايم".
فالتعاون يعت .من أهم املبادئ ال حددها ه<ي فايول لتحقيق فعالية ٕالادارة ،كما يعت .من الحاجات ال يسwى
الفرد إYى إشباعها عن طريق الجماعة لبلوغ الرضا ،و هو ما أكدﻩ ماكيفر وبيدج ح/ن عرضا طريقة العمل التعاوني
ي عالقة العمال مع بعضهم كمحاول©Dم إلشباع حاجاDم لتحقيق الرضا .كما أكد كسيدو و جازراون) (21أهمية
التعاون وضرورته لتحف 8/العمال ألداء عملهم و ركزا عLى ضرورة الاتصال لتحقيق هذا التعاون بما يساعد عLى
تحقيق مس©Dدفات املؤسسة.
و ي الحقيقة أن التعاون هو عملية اجتماعية تنشأ بصورة غ ./مقصودة نتيجة تفاعل ٔالافراد مع جماعة العمل،
و تتجسد ع .الاتصاالت ٔالافقية ال تتم ي نفس املستوى .و ي الحقيقة الحظنا أنه يوجد ي املؤسسة الجزائرية
نوع/ن من التعاونٔ :الاول الذي يتم عLى أساس التشابه ي الوظائف وهو ما نعت.ﻩ مجمل املساعدات ال يتلقاها
9
العامل من زمالئه حيث يتحمل كل فرد نصيبا من املسؤولية ال تتناسب وقدراته ،و يمكن لجماعة العمل من نفس
املسؤوليات أن يتعاونون ي إنجاز تلك املهام )املتشاDEة( .أما النوع الثاني فهو ناتج عن روح املبادرة ال يتمتع DEا
العمال بإسهامهم ي التعاون إلنجاز أعمال إضافية أخرى ليست من مهامهم و هو التعاون القائم عLى أساس
)الاختالف( ي املهام ،فالعامل الرا cßفإن بمقدورﻩ املبادرة بأعمال ليست من اختصاصه و ال تشبه وظائفه املعتاد
علDا .و هذﻩ الفكرة قادتنا إYى فكرة سوسيولوجية مهمة وãي فكرة التضامن الاجتماeي ال تحدث عDا إميل
دوركايم) (22حيث أن التضامن يعت .كنوع من السلوك التعاوني وهو عLى نوعيه ٓالاYي و العضوي ،هذا ٔالاخ ./يكون عLى
أساس الاختالف و تقسيم العمل .و هو ما يتوافق مع النوع املوجود ي املؤسسة الجزائرية ،فاملبادرة ي إنجاز مهام
إضافية ليست من نفس الاختصاص تعت .كسلوك التضامن العضوي يسلكه العامل تعب./ا عن عالقته مع جماعة
العمل ال تسلك نفس السلوك اتجاهه و هو املساعدة أثناء الحاجة.
)(23
و تجدر ٕالاشارة إYى أن فكرة التضامن تناولها دوركايم عLى ضوء مفهوم الالمعيارية) (Anomieحيث أشار إYى أن
عدم الرضا ينتج عن اكتساب الناس الشعور بالالمعيارية الناتج عن تقسيم العمل و ا½Dيار الروابط املتماسكة ال
تربط ب/ن ٔالافراد و الذي يصاحبه ظهور التضامن العضوي ،و ي هذﻩ الدراسة تناولنا فكرة التضامن العضوي عكس
ما جاء به دوركايم حيث اكتشفنا أن روح املبادرة و التعاون ي إنجاز مهام إضافية ليست من نفس الاختصاص
حقيقة تع .عن التضامن العضوي لكDا ال تؤدي إYى عدم الرضا كما ذكر دوركايم بل نتيجة شعور العامل بالرضا
فإنه يسلك سلوك التضامن العضوي اتجاﻩ جماعة عمله ،كما يدل ازدياد تقسيم العمل عLى أن التعاون يزداد قوة و
نموا و تزداد الحاجة إليه ،و عند هذا الحد ت.ز الحاجة إYى تقوية الشعور باالنتماء لدى العامل/ن.
الاتصال الغ <Yرسمي و ٔالابعاد التنظيمية للرضا الوظيفي:
إن من ب/ن املؤشرات الدالة عLى عدم فعالية الاتصال الغ ./الرسم ي املؤسسة الجزائرية كونه وسيلة ل.:ويج
ٕالاشاعات ال تعمل عLى تحريف والتشويش عLى الرسائل الاتصالية .بحيث يعمل الاتصال الغ ./رسم بفعل تأث./
ٕالاشاعات املروجة ي املؤسسة إYى إبراز بعض املواقف و السلوكات السلبية كال8àاعات و املشاكل ،و ãي كلها مؤشرات
ذات داللة عLى حالة عدم الرضا و هذا حسب ما جاء به أالن توران ي دراسته للوeي العماYي .فحسب ما حصدناﻩ
من هذﻩ الدراسة هو أنه كلما تلقى العامل بيانات زائفة كلما أدى ذلك إYى ال8àاعات واملشاكل ب/ن تلك ٔالاطراف و ال
تعكس بصفة حتمية مشاعر عدم الرضا.
و من خالل ما سبق يظهر لنا جليا أهمية الاتصاالت الغ ./رسمية كمنبع للتأث ./والتفاعل للعالقات ب/ن وحدات
التنظيم من خالل شبكة العالقات الاجتماعية و ٕالانسانية ،و لقد تأكدنا أن هذﻩ العالقات قد تشبع بعض الحاجات
ال ال يستطيع إشباعها التنظيم الب./وقراطي ،و ما تأث ./ذلك عLى مشاعر الرضا .إال أن هذا النوع من الاتصاالت
يصعب إثبات صحته و مصداقيته نظرا لتدخل عدة اعتبارات شخصية وتأويالت نابعة عن تصورات فردية ووجهات
نظر مختلفة ،فقد تستعمل الاتصاالت الغ ./رسمية لنشر ٔالاقاويل الكاذبة و الدعاية ال تعمل عLى تحريف املعلومات
و تجريد الرسائل الاتصالية من مصداقي©Dا مما يعكر مشاعر العمال و يخلق لدDÞم بعض السلوكات السلبية
كال8àاعات و املشاكل ال تع .إYى حد ما عن مشاعر عدم الرضا ي املؤسسة.
ومن خالل هذا الطرح السوسيولوي تأكدنا أنه كلما زاد الاتصال الغ ./رسم زاد الرضا الوظيفي ،و لكن يبقى
هذا الاف.:اض صحيح ي حال ما لم تتضمن البيانات املتداولة عن طريق املسارات الغ ./رسمية لالتصال عLى بيانات
زائفة ،وعليه كلما زاد الاتصال الغ ./رسم زاد الرضا و لكن كلما كانت معلومات الواردة عنه محرفة كلما قل الرضا،
لهذا نستنتج أن الاتصاالت الغ ./رسمية تظهر لسد الفراغ و النقص الذي يع.:ي الاتصاالت الرسمية عندما تفقد
فعالي©Dا ي املؤسسة ،و لكن عدم مصداقي©Dا هو الباعث الذي يؤدي إYى عدم الرضا.
10
استنتاج العام:
و من خالل ما سبق نفهم أن هنالك تأث ./واضح لالتصال الداخLي عLى مشاعر الرضا الوظيفي ي املؤسسة
الجزائرية ،و يظهر ذلك من خالل تفاعل بعديه الرسم و الغ ./رسم ،فاالتصال الرسم باعتبارﻩ جزء ال يتجزأ من
العملية التسي./ية فإن توفرﻩ بشكل فعال من شأنه الرفع من مستويات الرضا ،بحيث كلما قل الاتصال الرسم ي
املؤسسة كلما تقلصت مشاعر الرضا و ي هذﻩ الحالة يلجأ العمال إYى أسلوب الاتصال الغ ./رسم لسد الفراغ الذي
يحدثه الخلل الوظيفي لالتصال الرسم .و ال يسعنا القول ي هذا الصدد أن الاتصال الغ ./رسم بالرغم من أنه
يحدث خارج املسارات الرسمية إال أنه يؤدي أدوارا مختلفة ي املؤسسة ،فهو يقوي التكامل و التفاعل داخل الجماعة
الرسمية ،كما يعمل عLى سيولة تبادل املعلومات دون استعمال الهيكل ٕالاداري مع التقليل من ٕالاجراءات
الب./وقراطية الصارمة .وبالتاYي فإنه يخدم ٔالاهداف الرسمية للمؤسسة إYى جانب ٔالاهداف الغ ./رسمية لألفراد و
الجماعات بمنحهم ٕالاحساس باالنتماء و التقدير و يرفع من معنوياDم و بالتاYي يزيد تحف8/ﻩ نحو دعم ٔالاهداف
الرسمية للتنظيم ،و هذا الدور ٕالايجابي الذي يلعبه من شأنه أن خلق مشاعر الرضا .إال أن هذا النوع من الاتصاالت
قد يلعب الدور السل له باتخاذﻩ اتجاها و أهدافا داخلية قد تناقض ٔالاهداف التنظيمية للمؤسسة و ال قد تؤدي
ي كث ./من ٔالاحيان إYى خلق اضطرابات و مشاكل داخلية ،ويصبح DEذا يمثل حجر ع.ة أمام أداء أهداف املؤسسة
فيؤثر سلبا عLى كفاءDا وفعالي©Dا مما قد ترÑى هذﻩ النتائج السلبية إYى حد الشعور باالستياء و عدم الرضا.
خالﺻـة:
ي ٔالاخ ./يمكن القول أن تقييم فعالية الاتصال ي املؤسسة يرتبط بال.:ك 8/عLى مدى الجودة ال يتمكن DEا
الاتصال الرسم من مقابلة املطالب الرسمية للتنظيم من جهة ،و ضرورة النظر إYى ما يمكن أن يحققه الاتصال
الغ ./رسم من تأث ./عLى سلوك العمال من جهة أخرى .و إلبراز هذين العنصرين يجب أن تس ./املؤسسة من املنظور
الذي يشمل العقالنية املبنية عLى الرسمية ي التعامل مع أعضاء التنظيم من أجل تحديد ٔالاهداف و القوان/ن و
مبادئ العمل ...و يكمن املنظور الثاني ي التوجه الاجتماeي املتضمن للعالقات ٕالانسانية الغ ./رسمية املبنية عLى
شروط اجتماعية معينة .و من خالل هذين املحورين يمكن الوصول إYى التنظيم و التسي ./الفعال و العقالني و ذلك
باملزج ب/ن مبادئ املدرسة التايلورية و مدرسة العالقات ٕالانسانية .كما تجدر ٕالاشارة إYى أن الرضا ال يقتصر عLى
إشباع الحاجات العضوية فحسب و إنما هناك أسباب اجتماعية و نفسية تتدخل ي ذلك .لهذا البد من عدم إغفال
نقطة سوسيولوجية مهمة و ãي أن الرضا هو عبارة عن حالة متغ./ة تتأثر بالوضعية املهنية و تختلف بحسب طبيعة
النفس البشرية ،فال يمكن تحقيق الرضا إال بعد إشباع الحاجات املادية واملعنوية ،أما الرضا عن الاتصال ما هو إال
جانب من جوانب العمل املعنوية .فالرضا العام ال يتم إال بعد إشباع كل من الحاجات املادية و املعنوية .كما أن
الرضا الوظيفي نس ال يمكن تحقيقه بصفة دائمة و½Dائية فهو حالة متغ./ة ،ويكون منشأﻩ هذا التغ ./الظروف و
الخ.ات ال يمر DEا الفرد مع تدخل عامل الزمان و املكان .أما السلوكات السلبية ال يبدDÞا العمال نتيجة شعورهم
بعدم الرضا فيمكن أن تظهر بطريقة ما ح و إن كان العامل را ،cßفتلك املظاهر ال ت.:جم فقط مشاعر الاستياء.
كما قد يختلف مستوى الرضا ح و لو قمنا بتوف ./نفس الظروف و العوامل ،و هذا بحسب طبيعة النفس البشرية
فالرضا حالة فردية تتعلق بذات الفرد و ليس بالجماعة.و ال يسعنا القول أيضا أن العوامل ال تؤدي إYى الرضا قد
تكون نفسها العوامل ال تسبب عدم الرضا ألن الرضا و عدم الرضا عنصران مختلفان لظاهرة واحدة و هما طرفا
نقيض ملتغ ./واحد ،لهذا يمكن القول بأن هرزبرغ جاء بفكرة متناقضة نوعا ما رغم ٕالاسهامات الكب./ة ال جاءت DEا
نظرية العامل/ن فهو لم يصب بقوله أن هناك عامل/ن مستقل/ن تماما عن بعضهما إحداهما تسبب الرضا و ٔالاخرى
11
عدم الرضا ،و ربما يكون هذا النقص ناتج عن طبيعة دراسته ح/ن سأل العمال عن مواقف و أسباب الرضا ثم
سألهم مرة أخرى عن أسباب عدم الرضا ،فمن الطبيwي أن يقوم املستجوب/ن بتصنيف/ن مختلف/ن حسب تلك
ٔالاسباب ال تؤدي للحالت/ن .فمن خالل دراستنا اكتشفنا أن الاتصال ببعديه الرسم و الغ ./الرسم قد يكون
مصدرا للرضا )كعامل الدافعية( أو مصدرا لعدم الرضا )كعامل الوقاية( ي نفس الوقت ،الفرق الوحيد ي الحالت/ن
هو عنصر)الغياب و التوفر(فإذا غابت هذﻩ العوامل حدث عدم الرضا و توفرها يحقق الرضا ،فإذا غاب الاتصال
الفعال ي املؤسسة فإن ذلك سيشعر العمال باالستياء و إذا وفرت املؤسسة نظام سليم لالتصال فإن ذلك سيحقق
الرضا.
ي ٔالاخ ./يمكن القول أن موضوع هذﻩ الدراسة يكت cdأهمية نظرية وتطبيقية ي آن واحد ،و تبدوا ٔالاهمية النظرية
ي محاولته التحقق من صدق القضايا النظرية ال وردت ي الدراسات السابقة ال تبنيناها كمدخل نظري وكحقل
معر ي موجه لهذﻩ الدراسة ،كما أنه يخدم ي نفس الوقت غرضا علميا يتمثل ي محاولة التعرف عLى أسباب الرضا
من عدمه .مما ين ./الطريق أمام املسؤول/ن و رجال ٕالادارة و التنظيم نحو معرفة جوانب التغ ./املطلوبة ي نوعية
الاتصاالت ال تعمل عLى تحقيق الرضا و الارتياح لدى العمال ،مما يؤدي ي الDاية إYى التخفيف من حدة املشاكل
ال تواجهها املؤسسة الجزائرية و بالتاYي تحقيق الحد ٔالاعLى من ٕالانتاج و ارتفاع مستوى ٔالاداء و ٕالانتاجية.
قـائمة املـراجـع:
) .(1عبد العزيز ،خواجة ،مدخل إYى علم النفس الاجتماeي للعمل ،دار غريب للنشر و التوزيع ،الجزائر ،2005 ،ص .151
) .(2فضيل ،دليو :اتصال املؤسسة ،دار الفجر ،القاهرة ،2003 ،ص .30
) .(3لطفي ،طلعت إبراهيم :علم اجتماع التنظيم ،مكتبة غريب ،القاهرة) ،بدون تاريخ( ،ص .29
) .(4ناصر ،دادي عدون :الاتصال و دورﻩ ي كفاءة املؤسسة الاقتصادية :دراسة نظرية و تطبيقية ،دار املحمدية العامة ،الجزائر ،2004 ،ص .14
(5).Constantin, Lougovoy : L’information et la communication de l’entreprise, édition P.U.F, paris, (sans date), P 64.
) .(6عبد الغفار ،حنفي :السلوك التنظيم و إدارة ٔالافراد ،ط ،1الدار الجامعيةٕ ،الاسكندرية ،مصر ،1997 ،ص ص .511 -510
) .(7لطفي ،طلعت إبراهيم ،مرجع سابق ،ص .135
) .(8جورج فريدمان ،بيار نافيل ،رسالة ي سوسيولوجية العمل ،الجزء ،2تر :حس/ن حيدرة ،ديوان املطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1975 ،ص ص -179
.183
) .(9أحمد ،ماهر :السلوك التنظيم مدخل بناء املهارات ،ط ،7الدار الجامعيةٕ ،الاسكندرية ،2000 ،ص .43
(10) .Benois, Denis : Introduction aux sciences de l’information et de la communication, Les éditions, Paris, France,1995, P120.
).(11الفضيل ،رتيم:املنظمة الصناعية ب/ن التنشئة و العقالنية :الدراسة النظرية ،الجزء ،1دار بن مرابط ،الجزائر ،2009 ،ص .210
) .(12يوسف ،عنصرٕ ،الاشراف و التنظيم الصناeي ي الجزائر ،مخ .علم اجتماع الاتصال للبحث و ال.:جمة ،جامعة منتوري ،قسنطينة ،الجزائر،2007 ،
ص ص .117 -116
) .(13الفضيل ،رتيم ،مرجع سابق ،ص ص .213 -212
) .(14ناصر ،دادي عدون ،مرجع سابق ،ص ص .137 -136
) .(15مصطفى عشوي :أسس علم النفس الصناeي و التنظيم ،املؤسسة الوطنية للكتاب ،الجزائر ،1992 ،ص .133
) .(16عبد العزيز ،خواجة مرجع سابق ،ص .206
).(17أحمد صقر،عاشور :إدارة القوى العاملةٔ :الاسس السلوكية و أدوات البحث التطبيقي ،دار الDضة العربية للطباعة و النشر ،ب./وت ، 1983 ،ص .408
12
) .(18أحمد،ماهر :السلوك التنظيم مدخل بناء املهارات ،مرجع سابق ،ص.150
) .(19صالح بن نوار :فعالية التنظيم ي املؤسسات الاقتصادية ،مخ .علم اجتماع الاتصاالت للبحث و ال.:جمة ،قسنطينة ،2006 ،ص ص .186-185
) .(20جورج فريدمان ،بيار نافيل ،مرجع سابق ،ص .183-181
).(21سيد عLي،شتا :تنمية القوى العاملة ي املجتمع العربي،املكتبة املصريةٕ،الاسكندرية)،بدون تاريخ( ،ص ص .188 -186
(22).Emile, Durkheim : De la division du travail social, Presse Universitaire de France, 8em édition, Paris, 1967, P 27
) .(23لطفي ،طلعت إبراهيم ،مرجع سابق ،ص .137
(24). Alain, Touraine : La conscience Ouvrière, Edition Seuil, Paris, 1966
13