Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 111

‫اﻷرـن‬

‫اِْا ﱠـ‬
‫ا اﻷوـ‬
٢٠٢٢ ١٤٤٣

kalam-sy@hotmail.com
‫اﻷرـن‬
‫ﱠ‬ ‫ْ‬
‫اِاـ‬

‫محمد بن سليمان بن عبد اهلل المهنا‬


‫ُ ِّ ُ‬
‫قدمة ال ِك َتاب‬ ‫م‬
‫اَ ك‬
‫تِلا ّ‬
‫ُةمِ قدُم‬

‫رب العالمين‪ ،‬والصالة والس�لام على‬‫الحمد هلل ِّ‬


‫ُ‬
‫نب ِّينا مح َّمدٍ‪ ،‬وعلى آله وصحبه أجمعين‪َّ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فقد ألَّ��ف العلماء ُك ُت ًب��ا كثير ًة ف��ي «األربعين»‪،‬‬
‫أشهرها‪« :‬األربعون النوويَّة»‪ ،‬وهي أربعون حدي ًثا من‬
‫‪5‬‬
‫أحادي��ث النب��ي ژ‪َ ،‬ج َم َعه��ا اإلم��ام النووي ‪5‬‬
‫ليحفظها طلبة ِ‬
‫الع ْلم‪ ،‬وليتف َّقهوا في معانيها‪.‬‬ ‫َ ْ‬
‫ت أربعي��ن حدي ًثا‪ :‬كتاب‬ ‫الك ُتب التي َج َم َع ْ‬
‫ومن ُ‬
‫«األربعين ف��ي دالئ��ل التوحيد» لله��روي‪ ،‬وكتاب‬
‫ضل‪ ،‬وكتاب «األربعين‬ ‫«األربعين اإل ٰله َّية» الب��ن ُ‬
‫الم َف َّ‬
‫الب ْلدان َّية» البن عساكر‪ ،‬وغيرها كثير‪.‬‬ ‫ُ‬
‫فجمعت أربعين حدي ًثا من‬ ‫ُ‬ ‫وقد أكرمني اهلل تعالى‬
‫متنوعة؛‬ ‫ٍ‬
‫موضوعات ش��رع َّية‬ ‫القصار‪ ،‬في‬ ‫األحاديث ِ‬
‫ِّ‬
‫لكي يحفظَ ه��ا أوال ُدن��ا ويتف َّقه��وا فيها‪ ،‬وس�� َّمي ُتها‬
‫«األربعين الو ِ ْلدان َّية» لكونها مؤلَّف ًة ـ في األصل ـ من‬

‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫أجل الو ِ ْلدان(((‪.‬‬
‫وكلُّ ه��ذه األحادي��ث األربعين م��ن األحاديث‬ ‫ُ‬
‫الصحيحة التي ا َّتفق على إخراجها اإلمامان الكريمان‪:‬‬
‫البخاري ومس��لم‪ ،‬أو من األحاديث الت��ي أخرجها‬
‫أحدهما‪ ،‬رحمة اهلل عليهما‪.‬‬
‫ش��رحت ُك َّل حديث ٍ من أحاديث «األربعين‬ ‫ُ‬ ‫وقد‬
‫ِ‬
‫المرا َد منه إجمالاً ‪ُ ،‬م ً‬
‫راعيا في‬ ‫الو ْلدان َّية» َش ْ‬
‫��ر ًحا ُي َب ِّين ُ‬
‫قد َر‬
‫ذلك االختص��ار والوضوح وتس��هيل العب��ارة ْ‬ ‫‪6‬‬
‫اإلمكان‪.‬‬
‫ورجاء كبير‪ ،‬ف��ي أن يتقبَّلها اهلل‬ ‫أمل عظيم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫َولي ٌ‬
‫ـ تبارك وتعالى ـ بقب��ول ٍ َح َس��ن‪ ،‬وأن َت ْحظى ـ بعد‬
‫والم َدارس��ة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بالحفْ ظ‬ ‫ذلك ـ بقبول الناس وإقبالهم‪:‬‬
‫ُ‬
‫المس��ابقات‬ ‫وبالق��راءة الفرديَّ��ة والجماع َّية‪ ،‬وبإقامة ُ‬
‫والدورات في المساجد والمدارس والنوادي والبيوت‪.‬‬

‫((( الو ِ ْلدان‪ :‬جمع َو َلد‪ ،‬ولفظ َ‬


‫الو َلد ُيطْ َلق على َ‬
‫الذ َكر واألنثى‪ ،‬قال اهلل تعالى‪:‬‬
‫﴿ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ﴾ [النساء‪ ]11 :‬وهذه‬
‫الكلمة (الو ِ ْلدان) كلم ٌة شريف ٌة وردت في القرآن في أكثر من موضع‪.‬‬
‫ِ‬
‫ب علينا‬‫ر َّبنا تقبَّل منَّا إنَّك أنت السميع العليم‪ ،‬و ُت ْ‬
‫الت��واب الرحي��م‪ ،‬واغفر لن��ا ولوالدينا‬
‫َّ‬ ‫إنَّك أن��ت‬
‫اَ ك‬
‫تِلا ّ‬

‫وبارك‬
‫ْ‬ ‫وألحبابنا ولجميع المس��لمين‪ ،‬وص ِّل وس��لِّ ْم‬
‫ُةمِ قدُم‬

‫على نب ِّينا مح َّمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬

‫محمد بن سليمان بن عبد اهلل المهنا‬


‫الرياض‬
‫‪00966 50 5490 525‬‬
‫تويتر‪almohannam@ :‬‬
‫إيميل‪almohanna.m@gmail.com :‬‬

‫‪7‬‬
‫تا لكا يدي ينب ٍتاراشإ ُّتِس‬

‫ت بين يدي الكتاب‬ ‫س ُّ‬


‫ت إشارا ٍ‬ ‫ِ‬

‫ومناسب كذلك‬
‫ٌ‬ ‫مناسب للصغار‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ 1‬ـ هذا الكتاب‬
‫توجيه ُمستفا ٌد‬
‫ٌ‬ ‫للكبار‪ ،‬فليس فيه إلاَّ آي ٌة أو حديث‪ ،‬أو‬
‫العلم بلفظه أو بمعناه‪.‬‬ ‫من كتب أهل ِ‬
‫ُُ‬

‫ليس��ه َل‬ ‫‪ 2‬ـ اخت��رت ه��ذه األحاديث ِ‬


‫(القصار)‬
‫‪9‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ت موضوعاتها ل َتعظُ م الفائدة منها‪.‬‬
‫حفظُ ها‪ ،‬ون َّو ْع ُ‬

‫‪ 3‬ـ َج َع ْل ُ‬
‫��ت األحاديث كامل ًة ف��ي َّ‬
‫أول الكتاب‪،‬‬
‫أيسر وأعو َن على‬
‫َ‬ ‫متتابعا؛ ليكون ذلك‬
‫ً‬ ‫وسرد ُتها سر ًدا‬
‫الحفظ والمراجعة‪.‬‬

‫ت هذه األربعين الوِلدان َّية ـ في األصل ـ‬‫‪ 4‬ـ َج َم ْع ُ‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المس��ابقات‬ ‫الصغار‪ ،‬لذا أنصح بإجراء‬ ‫لكي يحفظها ِّ‬
‫والبرامج ِ لحفظها‪ ،‬في البيوت‪ ،‬وفي المدارس‪ ،‬وفي‬
‫النوادي‪ ،‬وفي غير ذلك‪.‬‬
‫��ث اآلب��اء واألمه��ات والمعلِّمي��ن‬ ‫‪ 5‬ـ ُ‬
‫أح ُّ‬

‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫والمعلِّم��ات على قراءة ه��ذا الكتاب م��ع األبناء‬
‫والبنات والطالب والطالبات‪ ،‬لتقويم ألسنتهم قبل‬
‫حفْ ِ‬ ‫ِ‬
‫��ظ األحادي��ث‪ ،‬ولتعليمهم اآلداب اإلس�لام َّية‬
‫المستفادة من تلك األحاديث‪.‬‬
‫ُ‬
‫كثيرا من‬
‫ذكرت في ش��رح األحاديث ً‬ ‫ُ‬ ‫‪ 6‬ـ مع أنِّي‬
‫المعاني والفوائ��د والتوجيه��ات‪ ،‬إلاَّ أ َّن ما بقي من‬
‫ٍ‬
‫بكثي��ر م َّما‬ ‫أكثر‬
‫المعاني والفوائ��د والتوجيه��ات‪ُ ،‬‬
‫‪10‬‬
‫ذكرت‪ ،‬ول��ذا أتمنَّى من األبناء والبن��ات أن ُي ْك ِملوا‬
‫ُ‬
‫استنباطها واس��تخراجها وحدهم أو مع غيرهم‪ ،‬وأ ْن‬
‫ويفيدوا‪.‬‬
‫ُيق ِّيدوا تلك الفوائد‪ ،‬لكي يستفيدوا ُ‬
‫ّينادْلِولا نوعبر لأا‬

‫األربعون الوِلْدان َّية‬

‫الكامل لألحاديث األربعين الوِلْدان َّية)‬


‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫(النص‬

‫الخطاب ِ ^‪ ،‬قال‪ :‬قال‬


‫َّ‬ ‫عن عبد ِ اهلل ِ بن ِ ُع َمر ب��ن ِ‬
‫َ‬ ‫‪1‬‬
‫اإلسالم على خمسٍ‪ :‬شهادة ِ‬ ‫«بني ِ‬
‫ُ‬ ‫رسول اهلل ژ ‪ُ :‬‬
‫محمدً ا رس��و ُل اهلل‪ ،‬وإقام ِ ‪11‬‬‫َّ‬ ‫وأن‬ ‫أن اَل ِإل َ‬
‫ٰ��ه اَّإل اهللُ َّ‬ ‫ْ‬
‫رمضان»‬ ‫والحج‪ ،‬وصوم ِ‬ ‫الزكاةِ‪،‬‬ ‫الصالةِ‪ِ ِ ،‬‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫وإيتاء َّ‬ ‫َّ‬
‫متفق عليه‪.‬‬

‫النبي ژ عن‬ ‫ُّ‬ ‫‪ 2‬عن أنسِ بن ِ مالك ٍ ‪ ،ƒ‬قال‪ُ :‬سئِل‬


‫«اإل ْش َراكُ بِاهللِ‪ ،‬و ُعقُو ُق الوالِدَ ينِ‪،‬‬
‫الكَ بائ ِ ِر‪ ،‬فقال‪ِ :‬‬
‫َ‬
‫الزور ِ» متفق عليه‪.‬‬ ‫وقتل ال َّن ْفسِ‪ ،‬وشهاد ُة ُّ‬
‫ُ‬

‫‪ 3‬عن عبد اهلل بن عمرو بن العاص ^‪ ،‬قال‪ :‬قال‬


‫الم ْسل ِ َ‬
‫مون مِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫«المسل ُم‪َ :‬من َسل َم ُ‬
‫رسول اهلل ژ ‪ُ :‬‬
‫ويدِه» متفق عليه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫لسانه َ‬
‫‪ 4‬عن أبي هريرة ‪ ،ƒ‬قال‪ :‬قال رس��ول اهلل ژ ‪:‬‬

‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫ب‪ ،‬وإذا و َعدَ‬‫ث َك َذ َ‬
‫ثالث‪ :‬إذا ح��دَّ َ‬
‫ٌ‬ ‫المنافق ِ‬
‫«آيةُ ُ‬
‫ف‪ ،‬وإذا ا ْؤتُ ِم َن خا َن» متفق عليه‪.‬‬ ‫أَ ْخ َل َ‬

‫‪ 5‬ع��ن جابر ب��ن عب��د اهلل ^‪ ،‬ق��ال‪ :‬ق��ال‬


‫الش ِ‬
‫رك والكفر ِ‬ ‫الرجل ِ وبين ِّ‬ ‫رسول اهلل ژ ‪« :‬بين‬
‫ُ‬
‫الصالة ِ» رواه مسلم‪.‬‬
‫َت ْركُ َّ‬

‫‪ 6‬عن أبي هريرة ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رس��ول اهلل ژ ‪:‬‬


‫وأحب إلى اهلل ِ من المؤمن ِ‬
‫ُّ‬ ‫خير‬
‫القوي ٌ‬
‫ُّ‬ ‫«المؤمن‬
‫ُ‬ ‫‪12‬‬
‫خير» رواه مسلم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الضعيف‪ ،‬وفي ُك ٍّل ٌ‬
‫َّ‬

‫‪ 7‬ع��ن عثما َن ب��ن ِ ع َّف��ا َن ‪ ، ƒ‬ق��ال‪ :‬ق��ال‬


‫��بغَ‬ ‫ِ َ‬ ‫َّ َ ِ‬
‫لصالة فأ ْس َ‬
‫توض��أ ل َّ‬ ‫��ن‬
‫«م ْ‬ ‫رس��ول اهلل ژ ‪َ :‬‬
‫فصلاَّ ها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصالة المك ُتوبة َ‬‫ضوء‪ ،‬ث َُّم مشى إلى َّ‬ ‫الو َ‬
‫ُ‬
‫ذنوبه» رواه مسلم‪.‬‬
‫َ‬ ‫مع الجماعةِ‪ ،‬غ َف َر اهللُ له‬

‫‪ 8‬عن أبي هريرة ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رس��ول اهلل ژ ‪:‬‬


‫مقعدَ ُه مِن ال َّنار ِ»‬
‫تعمدً ا َف ْل َي َت َب َّوأْ َ‬
‫علي ُم ِّ‬
‫ب َّ‬ ‫«م ْن ك َذ َ‬
‫َ‬
‫متفق عليه‪.‬‬
‫‪ 9‬ع��ن عبد اهلل ب��ن مس��عود ‪ ، ƒ‬ق��ال‪ :‬ق��ال‬
‫ّينادْلِولا نوعبر لأا‬

‫«ال يدخل الج َّن َة َم ْن كا َن في قلبِه‬


‫ُ‬ ‫رسول اهلل ژ ‪:‬‬
‫مِثقا ُل َذ َّرةٍ م ِ ْن ك ِ ْبر ٍ» رواه مسلم‪.‬‬

‫‪ 10‬ع��ن عثما َن ب��ن ِ ع َّف��ا َن ‪ ، ƒ‬ق��ال‪ :‬ق��ال‬


‫آن وع َّل َمه»‬
‫«خير ُك ْم َم ْن تع َّل َم الق ُْر َ‬
‫ُ‬ ‫رسول اهلل ژ ‪:‬‬
‫رواه البخاري‪.‬‬

‫‪ 11‬عن أبي هريرة ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رس��ول اهلل ژ ‪:‬‬


‫‪13‬‬ ‫«كلمت��ان ِ خفيفتان ِ عل��ى ال ِّلس��انِ‪ ،‬ثقيلتان ِ في‬
‫س��بحان اهلل ِ‬ ‫حمنِ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫الر ٰ‬ ‫الم ْي��زان‪ ،‬حبيبتان إل��ى َّ‬
‫وب ِ َح ْمدِهِ‪ ،‬سبحا َن اهلل ِ العظيم» متفق عليه‪.‬‬

‫‪ 12‬عن أبي هريرة ‪ ، ƒ‬قال‪« :‬أَوصاني خليلي ژ‬


‫بِثالثٍ‪ :‬صيام ِ ثالثةِ َّأيام ٍ مِن ُك ِّل َشهرٍ‪َ ،‬و َر ْكعتي‬
‫الض َحى‪ ،‬وأَن أُوت ِ َر قبل أن أنام» متفق عليه‪.‬‬ ‫ُّ‬

‫‪ 13‬عن أبي هريرة ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رس��ول اهلل ژ ‪:‬‬


‫ب ما يكو ُن العب��دُ مِن ر ِّبه وهو س��اجِدٌ ‪،‬‬ ‫«أَ َ‬
‫ق��ر ُ‬
‫ِ‬
‫عاء» رواه مسلم‪.‬‬ ‫فأَ ْكث ُروا الدُّ َ‬
‫��اك ‪ ، ƒ‬ق��ال‪ :‬ق��ال‬ ‫ح ِ‬ ‫‪ 14‬ع��ن ثابتِ ب��ن ِ َّ‬
‫الض َّ‬

‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫الم ْؤمِن ِ َك َق ْتلِه» متفق عليه‪.‬‬
‫رسول اهلل ژ ‪َ « :‬ل ْع ُن ُ‬

‫‪ 15‬عن أبي هريرة ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رس��ول اهلل ژ ‪:‬‬


‫��ن آد َم‪ ،‬أَنْفِ ْق أُنْفِ ْق‬
‫«قال اهللُ تبارك وتعا َلى‪ :‬يا ْاب َ‬
‫عليك» متفق عليه‪.‬‬

‫‪ 16‬عن أبي هريرة ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رس��ول اهلل ژ ‪:‬‬


‫صبٍ‪َ ،‬وال‬ ‫«ما يصيب المس��لِم مِن نَصب ٍ‬
‫وال و َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫الش��و َكةِ‬ ‫ٍ‬
‫َه ٍّم َو اَل َح َزن‪ ،‬وال أَ ًذى وال  َغ ٍّم‪ ،‬ح َّتى َّ ْ‬ ‫‪14‬‬
‫ُيشا ُكها‪ ،‬اَّإل َك َّف َر اهللُ بها مِن َخطاياه» متفق عليه‪.‬‬

‫‪ 17‬عن أبي هريرة ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رس��ول اهلل ژ ‪:‬‬


‫«ال  َتدخ ُلو َن الج َّن َة حتى تُ ْؤم ِ ُنوا‪ ،‬وال تُؤم ِ ُنوا ح َّتى‬
‫ٍ‬
‫َت َح ُّاب��وا‪ ،‬أَ َوال أَ ُد ُّلكُ ��م على َش��يء إذا َف َعل ُت ُم ُ‬
‫وه‬
‫السال َم بينكم» رواه مسلم‪.‬‬ ‫حاب ْب ُتم؟ أف ُْشوا َّ‬
‫َت َ‬

‫ري ‪ ، ƒ‬ق��ال‪ :‬قال‬ ‫��د ِّ‬‫‪ 18‬ع��ن أب��ي س��عيد ٍ الخُ ْ‬


‫ورة ِ‬
‫جل إل��ى َع َ‬
‫الر ُ‬ ‫��ر َّ‬ ‫«ال ينظُ ُ‬
‫َ‬ ‫رس��ول اهلل ژ ‪:‬‬
‫المرأَة ِ» رواه مسلم‪.‬‬
‫ورة َ‬
‫الرجلِ‪ ،‬وال المرأَ ُة إلى َع َ ِ‬
‫َ‬ ‫َّ ُ‬
‫ِ‬
‫ام َة ‪ : ƒ‬أنَّ��ه أ َ ْه َدى إلى‬ ‫الص ْعب ب��ن ِ َجثَّ َ‬‫‪ 19‬ع��ن َّ‬
‫ّينادْلِولا نوعبر لأا‬

‫النبي ژ عليه و َل ْم‬ ‫ُّ‬ ‫صيدا‪ ،‬فردَّه‬ ‫ً‬ ‫رس��ول اهلل ژ‬


‫وجههِ من‬ ‫ِ‬ ‫النبي ژ ما في‬‫ُّ‬ ‫َيق َْب ْله منه‪ ،‬فل َّم��ا رأى‬
‫الح ْزن‪ ،‬ق��ال‪«ِ :‬إنَّا لم ن َُر َّد ُه علي��ك اَّإل أَنَّا ُح ُر ٌم»‬
‫ُ‬
‫متفق عليه‪.‬‬

‫الي َم��ان ِ ‪ ، ƒ‬ق��ال‪ :‬ق��ال‬ ‫‪ 20‬ع��ن حذيف َة ب��ن ِ َ‬


‫«ال يدخل الج َّن َة َق َّت ٌ‬
‫ات» متفق عليه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫رسول اهلل ژ ‪:‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ 21‬ع��ن أنسِ ب��ن ِ مال��ك ٍ ‪ ، ƒ‬ق��ال‪ :‬ق��ال‬
‫رسول اهلل ژ ‪« :‬ما مِن ُمس��لم ٍ َيغر ِ ُس َغ ْر ًسا‪ ،‬أو‬
‫طير أو إنسانٌ أو بهيم ٌة‪،‬‬ ‫فيأكل منه ٌ‬
‫ُ‬ ‫َي ْز َر ُع زر ًعا‪،‬‬
‫ِ‬
‫اَّإل كا َن َل ُه بِه َ‬
‫صدَ َق ٌة» متفق عليه‪.‬‬

‫‪ 22‬عن أب��ي هري��ر َة ‪ ، ƒ‬ق��ال‪ :‬كان لرجل ٍ على‬


‫رس��ول اهلل ژ َد ْي ٌن‪ ،‬فجاء يتقاضاه وأ َ ْغ َل َظ‪ ،‬ف ََه َّم‬
‫وه؛‬ ‫بِهِ‬
‫«د ُع ُ‬
‫النبي ژ ‪َ :‬‬ ‫ُّ‬ ‫النب��ي ژ ‪ ،‬فقال‬
‫ِّ‬ ‫أصحاب‬
‫ُ‬
‫فإن لِصاحب ِ َ‬
‫الح ِّق َم َقال» متفق عليه‪.‬‬ ‫َّ‬
‫‪ 23‬عن أبي قت��اد َة ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رس��ول اهلل ژ ‪:‬‬

‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫��رب ِ يوم ِ القيامةِ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫��ر ُه أن ُي ْنج َي ُه اهلل ُ من ُك َ‬
‫«من َس َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ض ْع َع ْن ُه» رواه مسلم‪.‬‬ ‫َف ْل ُي َن ِّف ْس عن ُم ْعسرٍ‪ ،‬أو َي َ‬

‫‪ 24‬عن أبي هريرة ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رس��ول اهلل ژ ‪:‬‬


‫«من َغ َّشنا َف َليس م ِ َّنا» رواه مسلم‪.‬‬
‫َ‬

‫ام َة ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رس��ول اهلل ژ ‪:‬‬ ‫‪ 25‬عن أب��ي أ ُ َم َ‬


‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫«من ا ْق َت َط َع َح َّق ْامرٍِئ ُمسلم ٍ ب ِ َيمينه‪ ،‬فقد أَ َ‬
‫وج َ‬ ‫َ‬
‫الج َّن��ة» فقال رجل‪:‬‬
‫��ر َم عليه َ‬
‫وح َّ‬
‫��ار‪َ ،‬‬
‫اهللُ له ال َّن َ‬ ‫‪16‬‬
‫يا رسو َل اهلل‪ ،‬وإن كان شي ًئا يس��يرا؟ قال‪ِ :‬‬
‫«وإ ْن‬ ‫ً‬
‫ضيبا مِن أَر ٍ‬ ‫ِ‬
‫اك» رواه مسلم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َق ً‬

‫النبي ژ َب َع َث ُه‬
‫َّ‬ ‫األشعري ‪ :ƒ‬أ َّن‬
‫ِّ‬ ‫‪ 26‬عن أبي موسى‬
‫«ي ِّس َرا وال تُ َع ِّس َرا‪،‬‬‫الي َمنِ‪ ،‬وقال لهما‪َ :‬‬
‫ومعا ًذا إلى َ‬
‫وب ِّش َرا وال تُ َن ِّف َرا‪ ،‬و َت َط َاو َعا وال  َتخ َتل ِ َفا» متفق عليه‪.‬‬
‫َ‬

‫األش��عري ‪ ، ƒ‬ق��ال‪ :‬قال‬‫ِّ‬ ‫‪ 27‬ع��ن أبي موس��ى‬


‫الح َف َل َ‬
‫يس‬ ‫«م ْن َح َم َل َع َلينا ِّ‬
‫الس َ‬ ‫رس��ول اهلل ژ ‪َ :‬‬
‫م ِ َّنا» متفق عليه‪.‬‬
‫‪ 28‬ع��ن عبد ِ اهلل ِ بن ُم َغ َّفل ٍ ‪ : ƒ‬أ َّن رس��ول اهلل ژ‬
‫ِ‬
‫ّينادْلِولا نوعبر لأا‬

‫صيدً ا‪،‬‬ ‫َنهى عن َ ِ‬


‫الخ ْذف‪ ،‬وق��ال‪« :‬إنَّها ال  َتصيدُ َ‬ ‫َ‬
‫��ن‪َ ،‬و َت ْف َقأ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الس َّ‬ ‫وال  َت ْن��كَ أ َعدُ ًّوا‪ ،‬ولك َّن َها َتكس ُ‬
‫��ر ِّ‬
‫الع ْين» متفق عليه‪.‬‬ ‫َ‬

‫ت ال َّنب ِ َّي ژ‬ ‫‪ 29‬عن أنسِ بن ِ مالك ٍ ‪ ، ƒ‬قال‪َ :‬‬


‫(خدَ ْم ُ‬
‫ِِ‬
‫ف َق ُّط) متفق عليه‪.‬‬ ‫ين‪ ،‬فما قال لِي أ ُ ٍّ‬
‫َع ْش َر سن َ‬

‫‪ 30‬عن أبي هريرة ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رس��ول اهلل ژ ‪:‬‬


‫«إذا قام أَحدُ ُكم مِن مجل ِ ِس��ه ثُم َرجع ِ‬
‫إليه‪َ ،‬ف ُه َو‬
‫‪17‬‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ ْ‬
‫أَ َح ُّق بِه» رواه مسلم‪.‬‬

‫‪ 31‬عن أبي هرير َة ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رس��ول اهلل ژ ‪:‬‬


‫ت‪ :‬إذا َل ِقي َت ُه َف َس ِّل ْم‬ ‫ِ‬
‫المسلم ِ س ٌّ‬‫المسلم ِ على ُ‬ ‫«حق ُ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫ْص ْح‬ ‫ك َفان َ‬ ‫ص َح َ‬ ‫اس َت ْن َ‬‫عليه‪ ،‬وإذا َد َعاكَ فأج ْب ُه‪ ،‬وإذا ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض‬ ‫��م ْت ُه‪ ،‬وإذا َمر ِ َ‬ ‫َل ُه‪َ ،‬وإ َذا َع َط َ‬
‫��س َف َحمدَ اهللَ َف َش ِّ‬
‫مات َفا ْت َب ْعه» رواه مسلم‪.‬‬ ‫َف ُعدْ ُه‪ ،‬وإذا َ‬

‫ري ‪ ، ƒ‬ق��ال‪ :‬قال‬ ‫��د ِّ‬‫‪ 32‬ع��ن أب��ي س��عيد ٍ الخُ ْ‬


‫رس��ول اهلل ژ ‪« :‬أَ ْع ُطوا َّ‬
‫الطر ِ َ‬
‫يق َح َّق ُه» قالوا‪ :‬وما‬
‫��ف أْال َ َذى‪َ ،‬‬
‫ور ُّد‬ ‫صرِ‪َ ،‬و َك ُّ‬ ‫الب َ‬
‫��ض َ‬ ‫ح ُّقه؟ قال‪َ « :‬غ ُّ‬

‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫ِ‬
‫هي َعن ِ ُ‬
‫المنكَ ر ِ»‬ ‫عروف َوال َّن ُ‬ ‫الس�لام ِ‪َ ،‬واأل َ ْم ُر ب ِ َ‬
‫الم ُ‬ ‫َّ‬
‫متفق عليه‪.‬‬

‫��ر ^ ‪ ،‬ق��ال‪ :‬ق��ال‬ ‫ِ‬


‫‪ 33‬ع��ن عبد اهلل ب��ن ُع َم َ‬
‫ِ‬
‫يء‬‫رس��ول اهلل ژ ‪« :‬ما َح ُّق امرٍِئ ُمس��لم ٍ َل ُه َش ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُيوصي فيه‪َ ،‬يب ِ ُ‬
‫يت َلي َل َتي��ن ِ ِإ اَّل َو َوص َّي ُت ُه َمك ُت َ‬
‫وب ٌة‬
‫عِندَ ه» متفق عليه‪.‬‬

‫��ر ^ ‪ ،‬ق��ال‪ :‬ق��ال‬ ‫ِ‬


‫‪ 34‬ع��ن عبد اهلل ب��ن ُع َم َ‬ ‫‪18‬‬
‫رس��ول اهلل ژ ‪«ِ :‬إ َّن اهللَ َينها ُك��م أَن َت ْحلِفُ��وا‬
‫ف بِ��اهلل ِ أَ ْو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫��ن كا َن َحال ًف��ا َف َلي ْحل ْ‬
‫بِ ِ‬
‫آبائكُ ��م‪َ ،‬م ْ‬
‫َ‬
‫ت» متفق عليه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ص ُم ْ‬
‫ل َي ْ‬

‫��اب ال َّنب ِ ُّي ژ‬


‫(ما َع َ‬‫‪ 35‬عن أب��ي هرير َة ‪ ،ƒ‬ق��ال‪َ :‬‬
‫طعاما َق ُّط‪ِ ،‬إن ِ ا ْش َت ُ‬
‫هاه أَ َك َل ُه‪َ ،‬و ِإ اَّل َت َر َك ُه) متفق عليه‪.‬‬ ‫ً‬
‫ِ‬
‫ان َر ُس��و ُل‬ ‫(ك َ‬‫‪ 36‬عن البراء ب��ن ِ عازب ٍ ‪ ، ƒ‬قال‪َ :‬‬
‫��ن ال َّناس ِ َو ْج ًها‪َ ،‬وأَ ْح َس�� َن ُه ْم َخ ْل ًقا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫حس َ‬ ‫اهلل ژ أ َ‬
‫صير ِ) متفق عليه‪.‬‬ ‫َليس بِالطوِيل ِ ا ْلبائِنِ‪ ،‬و اَل بِا ْل َق ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫س��ألت‬
‫ُ‬ ‫‪ 37‬ع��ن َع ْمرو ب��ن ِ الع��اص ِ ‪ ، ƒ‬قال‪:‬‬
‫ب إليك؟ قال‪َ « :‬عائ ِ َشةُ»‬
‫ّينادْلِولا نوعبر لأا‬

‫أي النَّاس ِ أ َ َح ُّ‬‫النبي ژ ‪ُّ :‬‬ ‫َّ‬


‫ِ‬
‫الرجالِ؟ قال‪« :‬أَ ُبو َها» قلت‪ُ :‬ث َّم َم ْن؟‬ ‫فقلت‪ :‬م َن ِّ‬ ‫ُ‬
‫الخطاب ِ» متفق عليه‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫بن‬‫قال‪« :‬ث َُّم ُع َم ُر ُ‬
‫ِ‬ ‫عـن أنسِ بن ِ مالك ٍ‬
‫أكثر دعاء‬
‫ُ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫كا‬ ‫ق��ال‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ƒ‬‬ ‫‪38‬‬
‫النبـ��ي ژ ‪« :‬ال َّل ُه َّم آت ِ َنا في الدُّ نيا َح َس�� َن ًة‪ ،‬وفي‬
‫ِّ‬
‫عذاب ال َّنار ِ» متفق عليه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اآلخ َرة ِ َح َس َن ًة‪َ ،‬وق َنا‬
‫َ‬

‫‪19‬‬ ‫‪ 39‬عن أبي هريرة ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رس��ول اهلل ژ ‪:‬‬


‫ٍ‬
‫ثالثة‪:‬‬ ‫مات اإلنسا ُن ا ْن َق َط َع َع ْن ُه َع َم ُل ُه اَّإل مِن‬
‫«إذا َ‬
‫��ة‪ ،‬أو عِلم ٍ ينت َفع ب ِ ِه‪ ،‬أو و َلد ٍ‬ ‫اَّإل مِن صدَ َق ٍة جارِي ٍ‬
‫َ‬ ‫َُْ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫صالِح ٍ َيدْ ُعو له» رواه مسلم‪.‬‬

‫جابر ب��ن ِ عب��د اهلل ^ ‪ ،‬ق��ال‪ :‬ق��ال‬


‫ِ‬ ‫‪ 40‬ع��ن‬
‫مات‬ ‫ٍ‬
‫ث ُك ُّل َعبد عل��ى ما َ‬
‫«ي ْب َع ُ‬
‫رس��ول اهلل ژ ‪ُ :‬‬
‫عليه» رواه مسلم‪.‬‬
‫َّ‬
‫األول‬ ‫ُ‬
‫الحديث‬
‫ّوألا ُثيد لحا‬

‫الخطاب ِ ^‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫َّ‬ ‫عن عبد ِ اهلل ِ بن ِ ُع َمر ب��ن ِ‬


‫َ‬
‫سالم على خمسٍ‪ :‬شهادة ِ ْ‬
‫أن اَل‬ ‫اإل ُ‬ ‫«بني ِ‬ ‫رسول اهلل ژ ‪ُ :‬‬
‫وإ ِ‬ ‫محمدً ا رسو ُل اهلل‪ ،‬وإقام ِ الصالةِ‪ِ ،‬‬
‫يتاء‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫وأن‬ ‫ِإل َٰه اَّإل اهللُ َّ‬
‫والحج‪ ،‬وصوم ِ رمضا َن» متفق عليه(((‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫الزكاةِ‪،‬‬
‫َّ‬

‫اﻟﺸـﺮح‬

‫‪21‬‬
‫النبي ژ أ َّن هناك ً‬
‫أمورا‬ ‫ُّ‬ ‫في هذا الحديث ُيب ِّين لنا‬
‫ِ‬
‫الواجبات في دين‬ ‫وأوجب‬ ‫خمس ًة هي أهم الم ِهم ِ‬
‫ات‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُّ ُ َّ‬
‫اإلسالم‪ ،‬وهذه األمور ُتس َّمى (أركان اإلسالم)‪.‬‬

‫أن اَل إل َٰه اَّإل اهلل ُ َّ‬


‫وأن محمدً ا‬ ‫كن األول‪ :‬شهاد ُة ْ‬ ‫الر ُ‬
‫ـ ُّ‬
‫أعظم األركان‪ ،‬فمن قال‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫رسو ُل اهللِ‪ ،‬وهذا الركن هو‬
‫وأن محمدً ا رس��ول اهلل)‬ ‫أن اَل إل َ‬
‫ٰ��ه اَّإل اهللُ‪َّ ،‬‬ ‫(أش��هدُ ْ‬
‫وآم َن بها بقلبه‪ ،‬فقد دخل في دين اإلسالم‪.‬‬ ‫بلسانه‪َ ،‬‬
‫((( أخرجه البخاري في كتاب اإليمان‪ ،‬باب قول النبي ژ ‪« :‬بني اإلسالم‬
‫على خمس»‪ ،‬برقم (‪)8‬؛ ومسلم في كتاب اإليمان‪ ،‬برقم (‪.)16‬‬
‫أعظم‬ ‫الص�لاة؛ فإ َّن الصال َة‬
‫ـ الركن الثاني‪ :‬إقامة َّ‬

‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫ُ‬
‫أركان ِ اإلس�لام (بعد الش��هادتين)؛ ولذل��ك ذكرها‬
‫النبي ژ بعدهما مباشرة‪.‬‬
‫ُّ‬
‫مقدار من المال‬
‫ٌ‬ ‫ال��زكاة؛ والزكاة‬
‫ـ الركن الثالث‪َّ :‬‬
‫عطيه الفقراءَ‬
‫الم ْسلم أن ُي َ‬ ‫َّ‬
‫حد َد ْته الشريعةُ‪ ،‬يجب على ُ‬
‫ِ‬
‫المستح ِّقين‪.‬‬ ‫وغيرهم من‬ ‫والمساكين‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صوم رمضا َن؛ فيجب على المسلم أن‬ ‫ُ‬ ‫ـ الركن الرابع‪:‬‬
‫شهر رمضا َن كاملاً ‪ ،‬إلاَّ إذا كان من أهل األعذار‪.‬‬ ‫يصوم َ‬
‫��ج بيت ِ اهلل ِ الح��رام ِ‪ ،‬وهو‬
‫ـ الرك��ن الخامس‪َ :‬ح ُّ‬ ‫‪22‬‬
‫مر ًة واحد ًة‪ ،‬لمن استطاع إلى‬ ‫واجب في ُع ُم ِر اإلنسان َّ‬‫ٌ‬
‫ذلك سبيلاً ‪.‬‬
‫دين‬
‫ن��ي عليها ُ‬ ‫هذه هي األركا ُن الخمس��ة التي ُب َ‬
‫ِ‬
‫وتفاصيل أحكامها وآدابِها مذكور ٌة في ُك ُتب‬
‫ُ‬ ‫اإلسالمِ‪،‬‬
‫العقائدِ‪ ،‬وفي كتب الفقه‪.‬‬
‫الحديث الثاني‬
‫يناثلا ثيدحلا‬

‫النبي ژ عن‬
‫ُّ‬ ‫عن أنسِ بن ِ مالك ٍ ‪ ،ƒ‬قال‪ُ :‬سئِل‬
‫وقتل‬
‫ُ‬ ‫«اإل ْش َراكُ بِاهللِ‪ ،‬و ُعقُو ُق الوالِدَ ينِ‪،‬‬
‫الكَ بائ ِ ِر‪ ،‬فقال‪ِ :‬‬
‫َ‬
‫الزور ِ» متفق عليه ‪.‬‬
‫(((‬
‫ال َّن ْفسِ‪ ،‬وشهاد ُة ُّ‬

‫اﻟﺸـﺮح‬

‫في هذا الحديثِ يخبِرنا النبي ژ عن أربعةِ أمور ٍ‬


‫‪23‬‬ ‫ُّ‬ ‫ُ ُ‬
‫ِ‬
‫كبائر الذنوب وعظائم ِ اآلثام‪.‬‬ ‫هي من‬
‫والكبائر التي ذكرها النب��ي ژ في هذا الحديثِ‬
‫أربع‪:‬‬
‫الش��ركَ باهلل ُي ِ‬
‫خر ُج‬ ‫ـ األولى‪ :‬اإلشراك باهلل؛ أل َّن ِّ ْ‬
‫ِ‬
‫سبب‬
‫ٌ‬ ‫الكفر‪ ،‬وألنَّه‬
‫ويدخ ُله في ُ‬ ‫المسلم من اإلس�لام ُ‬
‫َ‬
‫للخل��ود في الن��ار‪ ،‬كما قال تعال��ى‪ ﴿ :‬ﭦ ﭧ‬
‫ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ‬

‫((( أخرجه البخاري في كتاب الش��هادات‪ ،‬باب ما قيل في شهادة الزور‪،‬‬


‫برقم (‪)2653‬؛ ومسلم في كتاب اإليمان‪ ،‬برقم (‪.)88‬‬
‫ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬

‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬
‫ﮉ ﴾ [المائدة‪.]72 :‬‬
‫ـ الثانية‪ :‬عق��و ُق الوالدَ ين؛ ومن ذل��ك‪َ :‬ه ْج ُرهما‬
‫وقطيع ُتهما‪ ،‬وإيذاؤهما باألقوال أو باألفعال‪ ،‬وكذلك‬
‫ع��دم طاعتِهما‪ ،‬واإلس��اء ُة إليهما بأنواع اإلس��اءات‬ ‫ُ‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫قتل ال َّنفسِ؛‬
‫فقتل النفسِ المعصومة ٌ‬
‫ذنب‬ ‫ُ‬ ‫ـ الثالثة‪ُ :‬‬
‫وسبب لدخول النَّار‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫س��بب لغضب اهلل‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫عظيم‪ ،‬وهو‬ ‫‪24‬‬
‫كما ق��ال تعال��ى‪ ﴿ :‬ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ‬
‫ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬
‫ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﴾ [النساء‪.]93 :‬‬
‫ور هو الكذب‪ ،‬فمن‬ ‫الزورِ؛ والزُّ ُ‬
‫ـ الرابعة‪ :‬شهاد ُة ُّ‬
‫��ه َد على غيره بش��هادةٍ كاذبةٍ‪ ،‬فقد أتى ُم ْنكَ ًرا من‬‫َش ِ‬
‫القول‪ ،‬وكبير ًة من الكبائر‪.‬‬
‫والواجب على المس��لم أن يكون صادقًا في كل‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ق في أداء الشهادة‪،‬‬
‫الصد ُ‬
‫أحيانه وأحواله‪ ،‬وم ْن ذلك‪ِّ :‬‬
‫س��واء كانت‬ ‫ب منه أن يش��هد على ش��يء‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫فإذا طُ ل َ‬
‫الش��هادة عند القاضي أو عند غيره‪ ،‬ف ْليش��هد بالحق‬
‫يقع في‬
‫والك��ذب؛ لكيال َ‬
‫َ‬ ‫والصدق‪ ،‬و ْليجتنب الزُّ َ‬
‫ور‬
‫يناثلا ثيدحلا‬

‫ذنب ٍ من كبائر الذنوب‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫الحديث الثالث‬

‫عن عبد اهلل بن عمرو بن الع��اص ^‪ ،‬قال‪ :‬قال‬


‫الم ْسلِمو َن مِن لسانِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫«المسل ُم‪َ :‬من َسل َم ُ‬
‫رسول اهلل ژ ‪ُ :‬‬
‫ويدِه» متفق عليه(((‪.‬‬
‫َ‬

‫اﻟﺸـﺮح‬

‫قوي اإلس�لام‪ ،‬وق��د يكون‬ ‫َّ‬ ‫المس��لم قد يكون‬


‫‪26‬‬
‫ضعيف اإلس�لام‪ ،‬كم��ا أ َّن المؤمن قد يك��ون َّ‬
‫قوي‬ ‫َ‬
‫ضعيف اإليمانِ‪.‬‬‫َ‬ ‫اإليمان ِ وقد يكون‬
‫بق��وةِ اإلس�لام وكمالِه‬
‫َّ‬ ‫فالمس��لم الذي ا َّتصف‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫وإس�لامه هو اإلس�لام‬
‫ُ‬ ‫‪،‬‬ ‫ق‬
‫ُّ‬ ‫الح‬ ‫المس��لم‬ ‫هو‬ ‫ه‪،‬‬ ‫وتمام‬
‫الكامل الذي ُي ِحبُّه اهلل ويرضاه‪.‬‬

‫((( أخرجه البخاري في كتاب اإليمان‪ ،‬باب‪ :‬المسلم من سلم المسلمون‬


‫من لسانه ويده‪ ،‬برقم (‪)10‬؛ ومسلم في كتاب اإليمان‪ ،‬برقم (‪.)41‬‬
‫النبي ژ في هذا الحديث بأ َّن المسلم‬ ‫ُّ‬ ‫أخب َرنا‬
‫وقد َ‬
‫ويده؛ ف�لا يؤذي‬‫حف��ظ لس��ا َنه َ‬
‫ُ‬ ‫ق هو ال��ذي َي‬‫الح�� َّ‬
‫ثلاثلا ثيدحلا‬

‫المسلمين بلسانه وال بيده‪:‬‬


‫فال ي ُسبُّهم‪ ،‬وال يغتابهم‪ ،‬وال ُيسيء إليهم بلسانه‪.‬‬
‫َ‬
‫وال يضربهم‪ ،‬وال يظلمهم‪ ،‬وال يعتدي عليهم بيده‪.‬‬
‫إس�لامه‪ :‬أن َي ْس�� َل َم‬
‫ُ‬ ‫اكتم��ل‬
‫َ‬ ‫صف��ات َم��ن‬
‫ُ‬ ‫هذه‬
‫المسلمون من لسانه ويده‪.‬‬
‫وأ َّما َم��ن آ َذى المس��لمين بلس��انه أو بيده‪ ،‬فهو‬
‫‪27‬‬ ‫مرضي عند اهلل‬ ‫غير‬
‫ٍّ‬ ‫ضعيف اإليمان‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ناقص اإلسالم‪،‬‬ ‫ُ‬
‫تبارك وتعالى‪.‬‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫الحديث الرابع‬

‫عن أبي هريرة ‪ ،ƒ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ژ ‪« :‬آيةُ‬


‫ف‪ ،‬وإذا‬‫ب‪ ،‬وإذا و َعدَ أَ ْخ َل َ‬
‫ث َك َذ َ‬ ‫ثالث‪ :‬إذا حدَّ َ‬
‫ٌ‬ ‫المنافق ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ا ْؤتُم َن خا َن» متفق عليه ‪.‬‬
‫(((‬

‫اﻟﺸـﺮح‬

‫اهلل تعالى‬ ‫ْ‬ ‫المنافقون من ِ‬


‫أخب َرنا ُ‬
‫َ‬ ‫وقد‬ ‫اهلل‪،‬‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫خ‬‫َ‬ ‫رار‬ ‫ش‬ ‫ُ‬
‫‪28‬‬
‫عن حالهم ف��ي اآلخرة‪ ،‬فق��ال‪ ﴿ :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ‬
‫ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﴾ [النساء‪.]145 :‬‬
‫ٍ‬
‫آيات؛‬ ‫ثالث‬
‫َ‬ ‫النبي ژ‬
‫ُّ‬ ‫وفي هذا الحديثِ‪َ ،‬ذ َك َر لنا‬
‫عالم��ات من عالم��ات المناف��ق؛ وذلك‬ ‫ٍ‬ ‫ثالث‬
‫َ‬ ‫أي‬
‫ل َن ْج َتنِ َبها و َن ْح َذ َر منها‪.‬‬
‫ـ العالمة األولى‪ :‬الكذب‪.‬‬
‫إخالف الوعدِ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ـ العالمة الثانية‪:‬‬

‫((( أخرجه البخاري في كتاب اإليم��ان‪ ،‬باب عالمة المنافق‪ ،‬برقم (‪)33‬؛‬
‫ومسلم في كتاب اإليمان‪ ،‬برقم (‪.)59‬‬
‫ـ العالمة الثالثة‪ :‬خيان ُة األمانة‪.‬‬
‫صفات المنافِقِ‪.‬‬ ‫الصفات الثالث‪ ،‬هي‬ ‫هذه‬
‫عبارلا ثيدحلا‬

‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بالصدق ولم‬
‫ِّ‬ ‫المؤمن؛ فإنَّه إذا تكلَّ��م‪ ،‬تكلَّم‬
‫ُ‬ ‫أ َّما‬
‫ب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َيكذ ْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫الوعد‪،‬‬
‫َ‬ ‫أحدا بوعد‪ ،‬فإنه ال ُيخْ ل ُ‬
‫ف ذلك‬ ‫وإذا و َع َد ً‬
‫وي ِفي به‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بل ُينج ُزه َ‬
‫أحد عنده أمان��ةً‪ ،‬فإنَّه يؤدِّي إليه تلك‬ ‫وإذا وضع ٌ‬
‫األمانة بال تردُّد ٍ وال ُّ‬
‫تأخ ٍر وال مماطلة‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫ِ‬
‫��ر‬
‫أحد بخبر من األخبار‪ ،‬أو س ٍّ‬ ‫وكذلك إذا أخبره ٌ‬
‫الخبر أو ذلك‬
‫َ‬ ‫من األسرار‪ ،‬وطَ َل َب منه أن َيك ُت َم ذلك‬
‫الس َّر‪ ،‬فإنَّه يكتمه وال ُيخبِ ُر به ً‬
‫أحدا؛ أل َّن إفشاء األسرار ِ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬
‫نوع من أنواع الخيانة‪ .‬نسأ ُل اهلل أن ُيعاف َينا منها‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫الحديث الخامس‬

‫عن جابر بن عبد اهلل ^‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ژ ‪:‬‬


‫الصـالة ِ»‬
‫ـ��ركُ َّ‬
‫ِ‬
‫الش��ـرك والكفـر ِ َت ْ‬
‫الرجل ِ وبين ِّ‬
‫ُ‬ ‫«بين‬
‫رواه مسلم(((‪.‬‬

‫اﻟﺸـﺮح‬

‫أعظم أركان ِ اإلسالم بعد الشهادتين‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫الصال ُة هي‬


‫‪30‬‬
‫وأن محمدً ا رس��ول اهلل)؛‬‫أن اَل إل َٰه اَّإل اهلل‪َّ ،‬‬
‫(ش��هادة‪ْ :‬‬
‫ٍ‬
‫آيات‬ ‫َّهي عن َت ْركها في‬
‫األمر بإقامتها والن ُ‬ ‫ُ‬ ‫ولذلك جاء‬
‫النبي ژ ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫أحاديث عديدةٍ عن‬
‫َ‬ ‫كثيرةٍ‪ ،‬وفي‬
‫يدلنا على خطورة التساهل في أمر‬ ‫الحديث ُّ‬ ‫ُ‬ ‫وهذا‬
‫النبي ژ أنَّه ليس بين اإلنس��ان‬ ‫ُّ‬ ‫الصالة؛ فقد ب َّين فيه‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫والش��رك إلاَّ أن يتركَ َّ‬
‫الصال َة‪ ،‬فإ ْن َت َر َكها‬ ‫ِّ‬ ‫وبين الكفر‬
‫ِّ‬
‫والشرك باهلل‪ .‬نعوذ باهلل من ذلك‪.‬‬ ‫الكفر‬
‫وصل إلى ُ‬

‫((( أخرجه مسلم في كتاب اإليمان‪ ،‬برقم (‪.)82‬‬


‫الصالةِ من‬ ‫واضح على أ َّن ت��ركَ َّ‬ ‫ٌ‬ ‫دلي��ل‬
‫ٌ‬ ‫وفي هذا‬
‫ُّ‬ ‫الكبائر وأعظ��م ِ الموبقات‪ ،‬وأنَّه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سماخلا ثيدحلا‬

‫إثما من‬‫أش��د ً‬ ‫أكبر‬


‫وشرب‬ ‫��رقة‪ُ ،‬‬ ‫والس ِ‬
‫َّ‬ ‫كالربا‪ ،‬والزِّنى‪،‬‬ ‫المعاصي الكبيرة ِّ‬
‫المعاصي من كبائر الذنوب‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الخمر؛ مع أ َّن هذه‬
‫‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫ومسلمة‬ ‫كل مسلم ٍ‬
‫يحرص على‬ ‫َ‬ ‫أن‬ ‫فيجب على ِّ‬
‫أش��د الحرصِ‪ ،‬وأن يهت َّم بها غاي َة االهتمام؛‬ ‫َّ‬ ‫الصالة‬
‫َّ‬
‫والرزقِ‪ ،‬ووسيل ٌة للجنَّة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للخير والبركة ِّ‬ ‫سبب‬ ‫ٌ‬ ‫فأداؤها‬
‫والرضا من اهلل(((‪.‬‬ ‫والمغفرة ِّ‬

‫‪31‬‬

‫((( ومن أعظم ما يجب على كل مسلم ومسلمة‪ ،‬أن يعرف أوقات الصالة‪،‬‬
‫أمر عظيم‪ ،‬ومن ترك الصالة حتى خرج وقتها‪ ،‬فقد‬
‫فأمر أوقات الصالة ٌ‬
‫وذنبا من أكبر الذنوب‪.‬‬
‫ارتكب معصية من أعظم المعاصي‪ً ،‬‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫(‪)1‬‬
‫الحديث السادس‬

‫عن أب��ي هريرة ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رس��ول اهلل ژ ‪:‬‬


‫وأح��ب إلى اهلل ِ م��ن المؤمن ِ‬
‫ُّ‬ ‫خير‬
‫الق��وي ٌ‬
‫ُّ‬ ‫«المؤمن‬
‫ُ‬
‫خير» رواه مسلم ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الضعيف‪ ،‬وفي ُك ٍّل ٌ‬
‫(((‬
‫َّ‬

‫اﻟﺸـﺮح‬

‫النبي ژ في هذا الكلمات المختصرة‪ ،‬على‬ ‫ُّ‬ ‫َي ُح ُّثنا‬


‫أن نكون أقوياء في أمورنا ُكلِّها‪ :‬في إيماننا باهلل‪ ،‬وفي‬ ‫‪32‬‬
‫��ر ِعهِ‪ ،‬وفي ثباتنا على دينه‪،‬‬ ‫يقيننا به‪ ،‬وفي ا ِّتباعنا لشَ ْ‬
‫وفي تحصيلنا للعلوم‪ ،‬وف��ي إعدادنا للق َّوة‪ ،‬وفي ُك ِّل‬
‫ما َي ْن َف ُع َنا في أمور ِ دينِ َنا ودنيا َنا‪.‬‬
‫وأح��ب إلى اهلل من المؤمن ِ‬ ‫خير‬
‫ُّ‬ ‫القوي ٌ‬
‫ُّ‬ ‫فالمؤمن‬
‫ُ‬
‫وتشجيعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وتحفيزا‬
‫ً‬ ‫الضعيفِ‪ ،‬وكفى بذلك فضلاً‬
‫َّ‬

‫((( هذا الحديث ليس موجود ًا في الطبعة اإللكترون َّية التي س��بق نش��رها‬
‫تمد هو ما في هذه الطبعة‪ ،‬وهي الطبعة الورق َّية‬ ‫والم ْع َ‬
‫على الش��بكة‪ُ ،‬‬
‫األولى لهذا الكتاب‪.‬‬
‫((( أخرجه مسلم في كتاب الق ََدر‪ ،‬برقم (‪.)2664‬‬
‫القوي في‬
‫ُّ‬ ‫القوي في إيمانه‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫القوي (هو‬‫ُّ‬ ‫والمؤمن‬
‫ُ‬
‫(سداسلا ثيدحلااا‬

‫(((‬ ‫ِ‬
‫القوي في ه َّمته ونشاطه) ‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫إرادته‪،‬‬
‫وبناء على ذل��ك‪ ،‬فإنَّ��ه ينبغي عل��ى المؤمنين‬ ‫ً‬
‫والمؤمنات‪ ،‬أ ْن يس��عوا ق َْد َر اس��تطاعتهم إلى تقوية‬
‫تقوي اإليمان‪ ،‬وإلى‬ ‫إيمانهم باهلل بك ِّل الوسائل التي ِّ‬
‫ِ‬
‫تقوية ه َم ِمهم للترقِّي ف��ي درجات األعمال الصالحة‬
‫قربهم إل��ى اهلل‪ ،‬وإل��ى تقوية ش��خص َّياتهم‬ ‫الت��ي ُت ِّ‬
‫ِ‬
‫ومصاع َبه��ا‪ ،‬وإلى تقوية‬ ‫ليواجه��وا متاعب الحي��اةِ‬
‫َ‬
‫والخب��رات المفيدةِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالتزود بالعلوم النافعة‬ ‫أنفس��هم‬
‫ُّ‬
‫‪33‬‬
‫وتنف ُع أ ُ َّمتهم ومجتمعات ِ ِهم‪.‬‬
‫تنفع ُه ْم َ‬
‫التي ُ‬
‫خير» إشار ٌة ُمه َّمةٌ‪ ،‬وهي‬
‫وفي قوله ژ ‪« :‬وفي ُك ٍّل ٌ‬
‫ضعيفا ـ فهو على‬ ‫ً‬ ‫أ َّن المؤمن ـ سواء كان قو ًّيا أو كان‬
‫كاف لحصول الخيرية‪ ،‬لك َّن‬ ‫ٍ‬ ‫عظيم‬ ‫أمر‬
‫ٌ‬ ‫خير‪ ،‬فاإليمان ٌ‬
‫الضعيفِ بميزةٍ‬ ‫الق��وي يتم َّيز على المؤم��ن َّ‬ ‫المؤمن‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫وأحب إلى اهلل تبارك وتعالى‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫خير منه‬‫زائدة‪ ،‬فهو ٌ‬
‫((( ما بين القوسين‪ ،‬من كالم الش��يخ محمد بن صالح بن عثيمين ‪، 5‬‬
‫عند تفس��يره لقول اهلل تعالى‪ ﴿ :‬ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﴾ [القمر‪ .]49 :‬من‬
‫كتاب (تفسير القرآن الكريم‪ :‬من الحجرات إلى الحديد) للشيخ محمد‬
‫ابن صالح بن عثيمين‪ ،‬دار الثريا للنشر‪.‬‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫الحديث السابع‬

‫ع��ن عثما َن ب��ن ِ ع َّف��ا َن ‪ ، ƒ‬ق��ال‪ :‬ق��ال‬


‫ِ َ‬ ‫َّ َ ِ‬
‫ضوء‪ ،‬ث َُّم‬
‫الو َ‬ ‫لصالة فأ ْس َبغَ ُ‬
‫توضأ ل َّ‬ ‫«م ْن‬
‫رسول اهلل ژ ‪َ :‬‬
‫فصلاَّ ها مع الجماعةِ‪ ،‬غ َف َر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصالة المك ُتوبة َ‬‫مشى إلى َّ‬
‫ذنوبه» رواه مسلم(((‪.‬‬
‫َ‬ ‫اهللُ له‬

‫اﻟﺸـﺮح‬

‫أخبرنا النبي ژ عن عمل ٍ عظيم ٍ‬ ‫‪34‬‬


‫في هذا الحديث‪َ ،‬‬
‫أكر َم��ه اهلل بثواب ٍ كري��م‪ ،‬وهذا الثواب‬ ‫به‬ ‫ل‬ ‫من ع ِ‬
‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ذنوبه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الكريم هو‪ :‬أن َيغف َر له َ‬
‫وهذا العمل يتعلَّق بالص�لاة‪ ،‬ويتكون من ثالثةِ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تقر ًبا إلى اهلل ‪: 8‬‬ ‫المسلم ُّ‬
‫ُ‬ ‫أمور ٍ يفع ُلها‬
‫ـ األول‪ :‬أن ُيس��بِ َغ الوضوءَ‪ ،‬وإسبا ُغ الوضوء هو‬
‫الماء إلى ك ِّل عضو ٍ من‬ ‫ص ُل‬ ‫إكما ُله وإتمامه‪ ،‬بحيث ي ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫أعضاء الوضوء وصولاً مؤ َّك ًدا‪.‬‬

‫((( أخرجه مسلم في كتاب الطهارة‪ ،‬برقم (‪.)223‬‬


‫ـ الثاني‪ :‬أن يمش��ي إلى المس��جد ِ‬
‫قاص��دا أداءَ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫الصالة المفروضة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصالة المكتوبة‪ ،‬وهي َّ‬‫َّ‬
‫عباسلا ثيدحلا‬

‫ـ الثالث‪ :‬أن يصلِّي الص�لاة المكتوب َة مع جماعةِ‬


‫َ‬ ‫ُ َ َّ‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫وضوءا كاملاً ‪ ،‬ثم مشى‬
‫ً‬ ‫توضأ‬
‫فمن فعل ذلك‪ ،‬بأ ْن َّ‬‫َ‬
‫إلى المسجد‪ ،‬ثم صلَّى مع الجماعة‪ ،‬حصل على هذا‬
‫ِ‬
‫وم ْن غفر اهلل‬
‫ذنوبه؛ َ‬ ‫الثَّواب الكريم‪ ،‬وهو‪ :‬أن َ‬
‫يغفر اهلل َ‬
‫ِ‬
‫المفلِحين في الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫ذنوبه فهو من ُ‬
‫‪35‬‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫الحديث الثامن‬

‫عن أبي هريرة ‪ ، ƒ‬قـال‪ :‬قـال رس��ول اهلل ژ ‪:‬‬


‫مقع��دَ ُه مِن ال َّنار ِ»‬
‫تعم��دً ا َف ْل َي َت َب َّوأْ َ‬
‫علـي ُم ِّ‬
‫َّ‬ ‫ب‬‫«م ْن كـ َذ َ‬
‫َ‬
‫(((‬
‫متفق عليه ‪.‬‬
‫اﻟﺸـﺮح‬

‫الكذب في حديثِ النبي ژ م��ن كبائر ُّ‬


‫الذنوب ِ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫كالما وادَّعى أنَّه من كالم ِ‬
‫ً‬ ‫وعظائم ِ اآلثام؛ فمن اخترع‬
‫‪36‬‬
‫عظيما‪.‬‬
‫ً‬ ‫إثما‬
‫النبي ژ ‪ ،‬فقد افترى ً‬‫ِّ‬
‫مكذوبا على رسول اهلل ژ ـ دون‬ ‫ً‬ ‫وم ْن َنقَل حدي ًثا‬‫َ‬
‫أعظم‬
‫َ‬ ‫أن ُيب ِّي َن أنَّه مكذوب ـ فقد َّ‬
‫تعدى وظَ َل َم‪ ،‬وأساء‬
‫اإلساءة‪.‬‬
‫انتشار األحاديثِ المكذوبةِ على‬ ‫ُ‬ ‫يؤسف له‪:‬‬‫ومما َ‬ ‫َّ‬
‫النبي ژ ‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫بعض األخيار ِ يقومون‬ ‫أيضا‪ :‬أ َّن‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ومن المؤس��ف ً‬
‫((( أخرجه البخاري في كتاب العل��م‪ ،‬باب إثم من كذب على النبي ژ ‪،‬‬
‫برقم (‪)110‬؛ ومسلم في المقدمة‪ ،‬برقم (‪.)3‬‬
‫بنش��ر هذه األحاديثِ أحيا ًنا‪ ،‬وهذا‬ ‫ِ‬ ‫ـ بح ْس��ن ِ قصدٍ ـ‬
‫ُ‬
‫عظي��م يجب علينا أن نتواص��ى بالتحذير منه‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫منكَ ٌر‬
‫نماثلا ثيدحلا‬

‫أقبح أنواع ِ الكذبِ‪.‬‬ ‫النبي ژ هو ُ‬ ‫ِّ‬ ‫فالكذب على‬


‫ُ‬
‫علي ليس َككَ ذِب ٍ على أحدٍ؛‬ ‫ـ قال ژ ‪ِ َّ :‬‬
‫«إن َكذ ًبا َّ‬
‫يتب��وأْ َمق َْعدَ ُه من ال َّنار» رواه‬
‫َّ‬ ‫تعمدً ا َف ْل‬
‫علي ُم ِّ‬‫ب َّ‬ ‫َم ْن ك َذ َ‬
‫البخاري ومسلم(((‪.‬‬
‫ث َع ِّني حديثًا وهو يرى أ َّن ُه‬ ‫«م ْن حدَّ َ‬ ‫ـ وقال ژ ‪َ :‬‬
‫ي��ن» رواه الترمذي(((‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫كذب‪ ،‬فهو أحدُ الكاذب ِ َ‬
‫‪37‬‬ ‫صحيح‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫حسن‬
‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قبل‬
‫صحة األحاديث َ‬ ‫فالواجب علينا‪ :‬أن نتأ َّك َد م ْن َّ‬
‫ُ‬
‫النبي ژ ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫نسبها إلى‬
‫أن َن َ‬
‫ومِن فضل ِ اهلل ِ علينا‪ :‬أ ْن يس��ر لنا في هذا الزمان ِ‬
‫َ َّ َ‬
‫الكتب ِ‬ ‫ِ‬
‫عبر مراجعة ُ ُ‬
‫أمر التثبُّت من األحاديث‪ ،‬وذلك َ‬ ‫َ‬
‫والمواقع الموثوقة‪.‬‬
‫((( أخرجه البخاري في كت��اب الجنائز‪ ،‬باب ما يكره م��ن النياحة على‬
‫الميت‪ ،‬برقم (‪)1291‬؛ ورواه مسلم في مقدمة صحيحه‪ ،‬برقم (‪ ،)4‬من‬
‫حديث المغيرة بن شعبة ‪. ƒ‬‬
‫((( أخرجه الترمذي في أبواب العلم‪ ،‬باب ما جاء فيمن روى حدي ًثا‪ ،‬وهو‬
‫يرى أنه كذب‪ ،‬برقم (‪.)2662‬‬
‫ـ ومن أشهر الكُ ُتب في هذا المجال‪ُ :‬ك ُتب الشيخ‬

‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫محمد ناصر الدين األلباني ‪. 5‬‬
‫ـ ومن أشهر المواقع على شبكة اإلنترنت‪ :‬شبكة‬
‫السنَّة النبويَّة وعلومها‪ ،‬وقسم الموسوعة الحديثية من‬
‫ُّ‬
‫السنِ َّية)‪.‬‬ ‫موقع ُّ‬
‫(الد َرر َّ‬

‫‪38‬‬
‫الحديث التاسع‬
‫عساتلا ثيدحلا‬

‫ع��ن عبد اهلل ب��ن مس��عود ‪ ، ƒ‬ق��ال‪ :‬ق��ال‬


‫«ال يدخل الج َّن َة َم ْن كا َن في قلبِه مِثقا ُل‬
‫ُ‬ ‫رسول اهلل ژ ‪:‬‬
‫َذ َّرةٍ م ِ ْن ك ِ ْبر ٍ» رواه مسلم(((‪.‬‬

‫اﻟﺸـﺮح‬

‫دين األخالق الفاضلةِ‪ ،‬والش��مائل ِ‬ ‫دين اإلس�لام ِ ُ‬ ‫ُ‬


‫‪39‬‬ ‫ِ‬
‫بالرف��ق ِ والتواضع ِ ولين ِ الجانبِ‪،‬‬
‫الكريمة؛ ولذا أ َ َم َر ِّ‬
‫ونهى عن الغرور ِ ِ‬
‫والك ْب ِر والتعاظم‪.‬‬
‫النبي ژ للمتكبِّرين‬
‫ِّ‬ ‫تحذير من‬
‫ٌ‬ ‫وفي هذا الحديث‬
‫الناس ويتعاظمون عليهم؛ فالمتكبِّرون‬ ‫َ‬ ‫الذين يحتقرون‬
‫ال يدخلون الجنَّة‪ .‬نسأل اهلل السالم َة والعافية‪.‬‬
‫الج َّنة من كان في قلبه‬
‫ومعنى قوله ژ ‪« :‬ال يدخل َ‬
‫خطير‪ ،‬حتى لو كان‬ ‫أمر‬ ‫الكبر‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫ر»‪:‬‬ ‫ب‬ ‫مثقا ُل َذ َّرةٍ من ك ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ْ‬
‫قليل ًّ‬
‫جدا‪.‬‬ ‫مقدار ٌ‬‫ٌ‬ ‫مثقال َذ َّرةٍ‪ ،‬وهو‬
‫ُ‬ ‫قليلاً كأنَّه‬

‫((( أخرجه مسلم في كتاب اإليمان‪ ،‬برقم (‪ )91‬ورقم (‪.)147‬‬


‫الكبر فقال‪ِ :‬‬
‫«الك ْبر‬ ‫ِ‬
‫النبي ژ عن معنى ْ‬ ‫ُّ‬ ‫وقد أخبرنا‬

‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫ق‪ :‬ردُّه‪،‬‬ ‫الحق و َغ ْم ُط ال َّناس ِ»(((؛ ومعنى َبطَ ُر الح ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َب َط ُر‬
‫و َغ ْم ُط النَّاس‪ :‬احتقارهم‪.‬‬
‫النبي ژ ‪:‬‬ ‫الك ْبر و َذ ِّمه‪ :‬قول‬‫ومما يدل على تحريم ِ‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫اختا َل فِي م ِ ْش ِ ِ‬ ‫ْس��ه‪ ،‬أو ِ ْ‬ ‫«من َتع َّظم في َنف ِ‬
‫��يته‪َ ،‬لق َي اهللَ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫وه��و علي��ه غضب��ا ُن» رواه البخ��اري ف��ي «األدب‬
‫المفرد»((( بسند ٍ ج ِّيد‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وخ ُل ٌق َذميم‪،‬‬ ‫ذنب عظي��م‪ُ ،‬‬ ‫فإذا َعل ْمن��ا أ َّن الك ْبر ٌ‬
‫الط ِّيب َة التي‬ ‫وجب علينا أن نجتنبه‪ ،‬وأن نعمل األعمال َّ‬
‫‪40‬‬
‫ق‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ُتبع ُدن��ا عنه؛ كقبول النَّصيح��ة‪ ،‬واإلذعان إلى الح ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والخ َدم ِ‬‫َ‬ ‫والض َعف��اء والمحتاجي��ن‬ ‫ُّ‬ ‫وكمحبَّ��ةِ الفقراء‬
‫ونحوِه��م‪ ،‬ومالطفتِهم‪ ،‬واالهتمام ِ به��م‪ ،‬والتَّواضع ِ‬
‫برئ النَّفْ س من‬ ‫وي ِّ‬ ‫لهم؛ فإ َّن ذلك م َّما ُيطَ ِّه ُر القل��ب‪ُ ،‬‬
‫الغرور ِ والتعاظم ِ ِ‬
‫والك ْب ِر‪.‬‬

‫((( أخرجه مسلم في كتاب اإليمان‪ ،‬برقم (‪ ،)91‬من حديث ابن مسعود ‪. ƒ‬‬
‫أيضا أحم��د (‪ ،)200/5‬برقم (‪)5995‬؛ والحاكم‬
‫((( برقم (‪)549‬؛ وأخرجه ً‬
‫وصححه‪ .‬وانظر‪« :‬السلسلة الصحيحة» لأللباني (‪.)543‬‬
‫َّ‬ ‫(‪)128/1‬‬
‫الحديث العاشر‬
‫رشاعلا ثيدحلا‬

‫عن عثما َن بن ِ ع َّفا َن ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ژ ‪:‬‬


‫«خير ُك ْم َم ْن تع َّل َم الق ُْرآ َن وع َّل َمه» رواه البخاري(((‪.‬‬
‫ُ‬
‫اﻟﺸـﺮح‬

‫تعلم ِ القرآن ِ الكريم‬‫هذا الحديث يد ُّل على أهم َّية ُّ‬


‫فالنبي ژ ُيخبِرنا بأ َّن الذين يتعلَّمون القرآ َن‬ ‫ِ‬
‫وتعليمه؛‬
‫ُّ‬
‫ِّ‬
‫‪41‬‬ ‫خير الناس ِ وأفض ُلهم وأ َ َ‬
‫طي ُبهم‪.‬‬ ‫والذين ُيعلمونه‪ ،‬هم ُ‬
‫ح��دث التابعي الجليل أب��و عبد الرحمن‬ ‫َّ‬ ‫وحين‬
‫مي به��ذا الحديث (وه��و ال��ذي رواه لنا عن‬ ‫الس�� َل ُّ‬
‫ُّ‬
‫عثمان بن عفان ‪ ) ƒ‬قال‪« :‬فه��ذا الذي أقعدني هذا‬
‫المقع��د»(((‪ ،‬يعني‪ :‬أنَّه ق ََع َ‬
‫��د ُيقرئ القرآن عش��رات‬
‫الس��نين رغب ًة منه في الدخول ف��ي الفضل والخيرية‬
‫المذكورة في هذا الحديث الشريف‪.‬‬

‫((( أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن‪ ،‬باب‪ :‬خيركم من تعلم القرآن‬
‫وعلمه‪ ،‬برقم (‪ ،)5027‬من حديث عثمان بن ع َّفان ‪. ƒ‬‬
‫((( أخرجه البخاري في الموضع المذكور في الحاشية السابقة؛ وابن حبَّان‬
‫(اإلحسان‪ ،)325/1 :‬برقم (‪ ،)118‬واللفظ له‪.‬‬
‫وبناء عل��ى ذلك؛ فإنَّ��ه ينبغي على ك ِّل مس��لم ٍ‬
‫ً‬

‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫تعلمهِ‬
‫ومس��لمة‪ ،‬أن يهت�� َّم بالق��رآن فيحرص عل��ى ُّ‬
‫َ‬
‫وضبطه وإتقانِه‪ُ ،‬ث َّم يشاركَ بعد ذلك في تعليمه لغيره‪.‬‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫بح َلقات‬
‫ق َ‬ ‫ومِن أنفع ِ األمور وأحس��نها‪ :‬االلتح��ا ُ‬
‫تحفيظ القرآن ِ في المساجد والمدارس والمعاهد من‬ ‫ِ‬
‫خير ونور ٍ‬
‫التعلم؛ فم ْن فع��ل ذلك فهو عل��ى ٍ‬
‫ُّ‬ ‫أج��ل‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫و ُه ًدى‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫رشع يداحلا ثيدحلا‬

‫الحديث الحادي عشر‬

‫عن أبي هري��رة ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رس��ول اهلل ژ ‪:‬‬


‫«كلمتان ِ خفيفتان ِ على ال ِّلس��انِ‪ ،‬ثقيلتان ِ في ِ‬
‫الم ْيزانِ‪،‬‬
‫حبيبتان ِ إلى الرحمنِ‪ :‬سبحا َن اهلل ِ وبِحمدِهِ‪ ،‬سبحا َن اهلل ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َّ ٰ‬
‫العظيم» متفق عليه(((‪.‬‬
‫اﻟﺸـﺮح‬

‫حثَّنا النبي ژ على اإلكثار م��ن ِّ‬


‫الذ ْكر‪ ،‬وب َّين لنا‬ ‫ُّ‬
‫‪43‬‬
‫للصباح والمس��اء‪،‬‬ ‫أذكارا َّ‬
‫ً‬ ‫��رع لنا‬ ‫فض َله وأهم َّي َته‪َ ،‬‬
‫وش َ‬ ‫ْ‬
‫وأذكارا عند االس��تيقاظ؛ وهذا ُّ‬
‫كله‬ ‫ً‬ ‫وأذكارا للنَّ��وم‪،‬‬
‫ً‬
‫مذكور في ُك ُت��ب األذكار؛ ككتاب «األذكار»‬ ‫ٌ‬ ‫وأمثا ُله‬
‫للنووي‪ ،‬و«تُحفة األخيار» البن باز‪ ،‬و«حصن المسلم»‬
‫للقحطاني‪ ،‬وغيرها كثير‪.‬‬
‫ب أن يقو َلها المسلم في‬
‫أذكار ُمطْ َلقة ُيس َت َح ُّ‬
‫ٌ‬ ‫وهناك‬
‫ك ِّل األوقات‪ ،‬وأن ُيكثِ َر منه��ا دون تحديد ٍ بوقتٍ أو‬
‫((( أخرجه البخاري في كتاب األيمان والنذور‪ ،‬باب إذا قال‪ :‬واهلل ال أتكلم‬
‫اليوم‪ ،‬فصلى أو قرأ أو س��بَّح أو كبَّر أو حمد أو هلَّل‪ ،‬فهو على نيته‪،‬‬
‫برقم (‪)6682‬؛ ومسلم في كتاب الذكر والدعاء‪ ،‬برقم (‪.)2694‬‬
‫عدد؛ ومن ذلك قول‪ :‬سبحان اهلل‪ ،‬والحمد هلل‪ ،‬وال إ ٰله‬

‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫إلاَّ اهلل‪ ،‬واهلل أكبر‪ ،‬وال حول وال قوة إلاَّ باهلل‪.‬‬
‫ومن ذلك‪ :‬هاتان الكلمتان العظيمتان‪« :‬سبحا َن اهلل ِ‬
‫وب ِ َح ْمدِهِ‪ ،‬س��بحا َن اهلل ِ العظيم»‪ ،‬فقد ذكر لنا نب ُّينا !‬
‫ٍ‬
‫بميزات ثالث‪:‬‬ ‫أنَّهما تتميزان‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جدا‬ ‫السهل ًّ‬ ‫‪ 1‬ـ أنَّهما خفيفتان على اللِّسان‪ ،‬فم َن َّ‬
‫على اإلنسان أن ُي َر ِّد َدهما بدون مش َّقة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أنَّهما ثقيلتان ِ في الميزان‪ ،‬ومعنى ذلك‪ :‬أ َّن َم ْن‬
‫اهلل به ميزا َن حسناتِه‪.‬‬ ‫عظيم يمأل ُ‬ ‫ٌ‬ ‫أجر‬
‫قالهما‪ ،‬فله ٌ‬ ‫‪44‬‬
‫ِ‬
‫حمن؛ أي‪ :‬إ َّن اهلل تبارك‬ ‫‪ ٣‬ـ أنَّهما حبيبتان إلى َّ‬
‫الر ٰ‬
‫وتعالى ُي ِحبُّهما‪ ،‬وهذا يد ُّل على أنَّهما كلمتان ِ في غاية‬
‫والعظَ َمةِ‪.‬‬
‫األهم َّية َ‬
‫ول ْجل هذا ك ِّل��ه‪ ،‬ينبغي علينا أن نهت�� َّم بهاتين‬ ‫أِ‬
‫المطْ َلقة‪،‬‬‫الكلمتين العظيمتين‪ ،‬وبغيرهما من األذكار ُ‬
‫ِ‬
‫األوقات‬ ‫نحرص على ذلك و ُنكثِ َر من��ه في ك ِّل‬ ‫َ‬ ‫وأن‬
‫ب‬ ‫الر ِّ‬
‫العظيم من َّ‬ ‫َ‬ ‫األج��ر‬
‫َ‬ ‫وعلى ك ِّل األح��وال؛ ل ِ َن َنا َل‬
‫الكريم ‪.2‬‬
‫رشع يناثلا ثيدحلا‬

‫الحديث الثاني عشر‬

‫عن أبي هريرة ‪ ، ƒ‬ق��ال‪« :‬أَوصاني خليلي ژ‬


‫بِثالثٍ‪ :‬صيام ِ ثالث��ةِ َّأيام ٍ مِ��ن ُك ِّل َش��هرٍ‪َ ،‬و َر ْكعتي‬
‫الض َحى‪ ،‬وأَن أُوت ِ َر قبل أن أنام» متفق عليه(((‪.‬‬ ‫ُّ‬

‫اﻟﺸـﺮح‬

‫ب من‬ ‫َ��ر ٌ‬
‫صحاب��ي جليل‪ُ ،‬مق َّ‬
‫ٌّ‬ ‫أبو هري��رة ‪، ƒ‬‬
‫‪45‬‬
‫رسول اهلل ژ ‪.‬‬
‫النبي ژ له‪ ،‬فيقول‪ :‬أوصاني‬ ‫يخْ بِرنا ‪ ƒ‬بوصيةِ‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫خليلي؛ وكلمة (خليلي) ككلمة (حبيبي)‪ ،‬لكنَّها تد ُّل‬
‫أبل��غ وأقوى من كلمة‬ ‫ُ‬ ‫على محبَّةٍ عظيمةٍ ًّ‬
‫جدا؛ فهي‬
‫حبيبي‪.‬‬
‫بثالث وصايا‪:‬‬‫ِ‬ ‫يقول‪ :‬أوصاني خليلي‬
‫ِ‬
‫صيام ثالثةِ أيَّام ٍ م ْن ك ِّل ش��هر؛‬
‫ُ‬ ‫ـ الوصية األولى‪:‬‬

‫((( أخرجه البخاري ف��ي كتاب الصوم‪ ،‬ب��اب صيام أي��ام البيض‪ ،‬برقم‬
‫(‪)1981‬؛ ومسلم في كتاب صالة المسافرين وقصرها‪ ،‬برقم (‪.)721‬‬
‫ذات فضل ٍ‬
‫وصيام ثالثة أيام من كل شهر ُس َّن ٌة كريم ٌة ُ‬

‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫النبي ژ أ َّن صيام ثالثة أيام من كل‬
‫ُّ‬ ‫عظيم‪ ،‬وقد أخبر‬
‫الد ِ‬
‫هر كلِّه(((‪ ،‬وهذا من كرم اهلل وفضله‬ ‫ش��هر كصيام َّ‬
‫على عباده‪.‬‬

‫التطوعِ؛ وذلك بأن يصوم‬


‫ُّ‬ ‫صوم‬
‫ُ‬ ‫والمقصود بذلك‬
‫سواء كانت ثالثة أيام‬
‫ٌ‬ ‫اإلنسان ثالث َة أيام ٍ من ك ِّل شهر‪،‬‬
‫متفرقة‪.‬‬
‫متتابعة أو ِّ‬
‫ـ الوصية الثانية‪ :‬الوصية بص�لاة ُّ‬
‫الضحى؛ وهي‬
‫‪46‬‬
‫الضحى‪ ،‬وهو وسط‬ ‫ركعتان أو أكثر‪ ،‬تكون في وقت ُّ‬
‫أربع‬
‫َ‬ ‫للمسلم أن ُيصلِّ َي ركعتين أو‬
‫ستحب ُ‬
‫ُّ‬ ‫الصباح‪ُ ،‬في‬
‫َّ‬
‫الضحى؛ فإ َّن َ‬
‫أجر‬ ‫ركعات أو أكثر من ذلك في وقت ُّ‬
‫عظيم‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫كبير‪ ،‬وفض َله‬
‫ذلك ٌ‬
‫أفضل‬
‫ُ‬ ‫ـ الوصية الثالث��ة‪ :‬الوصية بالوت��ر؛ والوتر‬
‫نوافل ِ الصالةِ‪ ،‬يبدأ وقته من بعد صالة ِ‬
‫العش��اء إلى‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬

‫((( أخرجه البخاري في كتاب الصيام‪ ،‬باب حق الجسم في الصوم‪ ،‬برقم‬


‫(‪)1975‬؛ ومسلم في كتاب الصيام‪ ،‬برقم (‪)1159‬؛ من حديث عبد اهلل بن‬
‫عمرو بن العاص ^ ‪.‬‬
‫تطو ًعا هلل‪:‬‬
‫المس��لم ُّ‬
‫ُ‬ ‫أذان الفج��ر؛ وذلك ب��أن ُيصلِّ َي‬
‫رشع يناثلا ثيدحلا‬

‫المهم أن‬
‫ُّ‬ ‫خمسا‪ ،‬أو أكثر من ذلك‪،‬‬
‫ً‬ ‫ركعةً‪ ،‬أو ثالثًا‪ ،‬أو‬
‫يكون عد ُدها فرد ًّيا‪ ،‬وهذا هو المقصود بكلمة الوتر‪.‬‬
‫النب��ي ژ ألبي هري��رة ‪ ، ƒ‬وهي‬
‫ِّ‬ ‫ه��ذه وصي ُة‬
‫جميعا من رسولنا وحبيبِنا محمد ٍ ! ‪.‬‬
‫ً‬ ‫وص َّي ٌة لنا‬

‫‪47‬‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫َ‬
‫الثالث عشر‬ ‫الحديث‬

‫عن أبي هري��رة ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رس��ول اهلل ژ ‪:‬‬


‫ب ما يكو ُن العبدُ مِن ر ِّبه وهو س��اجِدٌ ‪ ،‬فأَ ْكث ِ ُروا‬ ‫«أَ َ‬
‫قر ُ‬
‫عاء» رواه مسلم(((‪.‬‬
‫الدُّ َ‬
‫اﻟﺸـﺮح‬

‫اهلل ‪ 8‬عبا َده بأن َّ‬


‫يتقربوا إليه بأنواع الق ُُربات‪،‬‬ ‫أم َر ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫وأصناف َّ‬
‫الطاعات‪.‬‬ ‫‪48‬‬
‫ب إلى اهلل‪ :‬الص�َّل�اَّ ُة بفرائضها‬
‫ومن أعظ��م ما ُيق َِّر ُ‬
‫قريبا من‬
‫ونوافلها‪ ،‬فإذا دخل المسلم في صالته‪ ،‬كان ً‬
‫اهلل تعالى‪.‬‬
‫المؤمن إلى اهلل‪،‬‬
‫َ‬ ‫ب العبد‬‫الصالة كلَّها ُتق َِّر ُ‬
‫ومع أ َّن َّ‬
‫الس��جود يك��ون في حالةٍ هي‬ ‫العبد في أثناء ُّ‬ ‫َ‬ ‫إلاَّ أ َّن‬
‫أعظم الحاالت ق ُْر ًبا من اهلل؛ فإ َّن العبد يخضع هلل في‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫قد ُسه‪ ،‬ويدعوه وهو في حال من‬ ‫وي ِّ‬
‫ويسبِّ ُحه ُ‬
‫سجوده‪ُ ،‬‬
‫الخشوع ُّ‬
‫والذ ِّل واالفتقار‪.‬‬
‫((( أخرجه مسلم في كتاب الصالة‪ ،‬برقم (‪.)482‬‬
‫الدعاء‪،‬‬‫السجود من مواطن ِ استجابةِ ُّ‬ ‫ولذلك‪ ،‬فإ َّن ُّ‬
‫رشع َثلاثلا ثيدحلا‬

‫��ر الذي رواه‬ ‫النبي ژ ف��ي الحديثِ َ‬


‫اآلخ ِ‬
‫ُّ‬ ‫كما ق��ال‬
‫مسلم‪« :‬وأَما الس��جود َفاجت ِهدُ وا في الدُّ ِ‬
‫عاء َف َق ِم ٌن أن‬ ‫ُ َْ‬ ‫َّ ُّ‬
‫س��تجاب لكم»(((‪ .‬و«ق َِمن»‪ :‬معناها َح ِ‬
‫��ر ٌّي‪ ،‬أي‪ :‬إنَّه‬ ‫َ‬ ‫ُي‬
‫ُيرجى فيه استجاب ُة ُّ‬
‫الدعاء‪.‬‬
‫السجو َد‪،‬‬
‫ستحب لإلنسان أن ُيطيل ُّ‬
‫ُّ‬ ‫ولذلك‪ ،‬فإنَّه ُي‬
‫والدعاء من أعظم ِ أس��باب ِ‬
‫فالس��جود ُّ‬ ‫الدعاء؛ ُّ‬ ‫ويكثِر ُّ‬
‫ُ‬
‫الخير والفالح في ُّ‬
‫الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫ِ‬

‫‪49‬‬

‫((( أخرجه مس��لم ف��ي كتاب الص�لاة‪ ،‬برق��م (‪ ،)479‬م��ن حديث ابن‬
‫عباس ^ ‪.‬‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫َ‬
‫الرابع عشر‬ ‫الحديث‬

‫��اك ‪ ، ƒ‬ق��ال‪ :‬ق��ال‬ ‫ح ِ‬ ‫ع��ن ثابتِ ب��ن ِ َّ‬


‫الض َّ‬
‫الم ْؤمِن ِ َك َق ْتلِه» متفق عليه(((‪.‬‬
‫رسول اهلل ژ ‪َ « :‬ل ْع ُن ُ‬
‫اﻟﺸـﺮح‬

‫ذنب عظيم‪ ،‬ومعصي ٌة كبيرة‪.‬‬ ‫عن ٌ‬ ‫اللَّ ُ‬


‫حذ َرنا نب ُّين��ا ژ من اللَّع��نِ‪ ،‬ونهانا عنه في‬ ‫وقد َّ‬
‫أحاديث كثيرةٍ‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪50‬‬
‫الم ْؤمِن ِ‬
‫منها‪ :‬هذا الحديث‪ ،‬وهو قوله ژ ‪َ « :‬ل ْع ُن ُ‬
‫َك َق ْتله»‪.‬‬
‫ـ ومنه��ا‪ :‬قول��ه ژ ‪« :‬ال  َتال َع ُن��وا بِلعن��ةِ اهللِ‪،‬‬
‫��ه» رواه أب��و داود‪ ،‬والترم��ذي(((‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫وال بِغَضب ِ ِ‬
‫َ‬
‫حسن صحيح‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫حديث‬
‫ٌ‬

‫((( أخرجه البخاري في كتاب األدب‪ ،‬باب من كفر أخاه بغير تأويل فهو‬
‫كما قال‪ ،‬برقم (‪)6105‬؛ ومسلم في كتاب اإليمان‪ ،‬برقم (‪.)110‬‬
‫((( أخرجه أب��و داود في كت��اب األدب‪ ،‬باب في اللع��ن‪ ،‬برقم (‪)4906‬؛‬
‫والترم��ذي في أبواب الب��ر والصلة‪ ،‬ب��اب ما جاء ف��ي اللعنة‪ ،‬برقم‬
‫وصححه؛ من حديث سمرة بن جندب ‪. ƒ‬‬ ‫َّ‬ ‫(‪)1976‬؛ والحاكم (‪)111/1‬‬
‫النب��ي ژ كم��ا في س��نن أب��ي داود‬ ‫ُّ‬ ‫ـ وأخب��ر‬
‫رشع َعبارلا ثيدحلا‬

‫لع َن شي ًئا ليس له بأهل ٍ‬ ‫ٍ‬


‫«من َ‬‫والترمذي بسند حسن‪ :‬أ َّن َ‬
‫رجعت اللعنةُ عليه»((( أي‪ :‬أ َّن من لعن شي ًئا بغير ح ٍّق‪،‬‬
‫ترجع إليه‪ ،‬أي‪ :‬إلى قائلها‪.‬‬‫ُ‬ ‫فإ َّن اللعنة‬
‫ـ وروى الطبراني((( بإس��ناد ٍ ج ِّيدٍ‪ :‬عن س��لم َة بن‬
‫الرجل يلعن أخاه‪،‬‬‫َ‬ ‫األكوع ‪ ، ƒ‬قال‪( :‬كنَّا إذا رأين��ا‬
‫بابا من الكبائر)‪.‬‬ ‫رأينا أنَّه قد أتى ً‬
‫(لعن المسلم ِ كبير ٌة من‬
‫ُ‬ ‫قال الشيخ ابن باز ‪: 5‬‬
‫‪51‬‬ ‫كبائر الذنوب)(((‪.‬‬
‫ٍ‬
‫كثير‬ ‫انتش��ار اللَّعن ِ بين‬
‫ُ‬ ‫ويؤسف‪:‬‬
‫َ‬ ‫يؤسى له‬‫ومما َ‬
‫َّ‬
‫من المسلمين‪ .‬واهلل المستعان‪.‬‬
‫فالواجب علينا جميعا‪ :‬أن ن ِ‬
‫نك َره وأن َن ْح َذ َره‪ ،‬وأ ْن‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ُن َح ِّذر منه َّ‬
‫أشد التحذير‪.‬‬

‫((( أخرجه أب��و داود في كت��اب األدب‪ ،‬باب في اللع��ن‪ ،‬برقم (‪)4908‬؛‬
‫والترم��ذي في أبواب الب��ر والصلة‪ ،‬ب��اب ما جاء ف��ي اللعنة‪ ،‬برقم‬
‫(‪)1978‬؛ وابن حبان (اإلحسان‪ ،)55/11 :‬برقم (‪)5745‬؛ من حديث ابن‬
‫عباس ^ ‪.‬‬
‫((( في «المعجم األوسط» (‪ ،)380/6‬برقم (‪.)6674‬‬
‫((( «مجموع فتاوى ومقاالت» للشيخ ابن باز ‪.)148/7( 5‬‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫َ‬
‫الخامس عشر‬ ‫الحديث‬

‫عن أبي هري��رة ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رس��ول اهلل ژ ‪:‬‬


‫«قال اهللُ تبارك وتعا َلى‪ :‬يا ْاب َن آد َم‪ ،‬أَنْفِ ْق أُنْفِ ْق عليك»‬
‫متفق عليه(((‪.‬‬
‫اﻟﺸـﺮح‬

‫ِ‬
‫من أعظم ِ ِّ‬
‫الصفات التي مدح اهلل بها عبا َده المؤمنين‪:‬‬
‫ق في سبيل اهلل‪ ،‬وفي ذلك يقول اهلل تعالى‪ ﴿ :‬ﭑ ❁‬ ‫اإلنفا ُ‬
‫‪52‬‬
‫ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ❁ ﭝ ﭞ‬
‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﴾ [البقرة‪ 1 :‬ـ ‪.]3‬‬
‫الر ُجل ِ‬‫ق َّ‬
‫أمورا عديدة‪ ،‬منها‪ :‬إنفا ُ‬
‫ً‬ ‫واإلنفاق يشمل‬
‫على زوجت��ه وأوالده‪ ،‬ومنه��ا‪ :‬إنفاق ُُه عل��ى الفقراء‬
‫ق في وجوه الخير؛ ك َن ْشر‬ ‫والمس��اكين‪ ،‬ومنها‪ :‬اإلنفا ُ‬
‫المصاحف‪ ،‬وتوزيع الكتب النافعة‪ ،‬وعالج المرضى‪،‬‬
‫وغير ذلك من المشاريع الخيرية‪.‬‬
‫((( أخرج��ه البخاري في كتاب تفس��ير القرآن‪ ،‬ب��اب قوله‪  ﴿ :‬ﭬ‬
‫ﭭ ﭮ ﭯ  ﴾‪ ،‬برق��م (‪)4684‬؛ ومس��لم في كتاب ال��زكاة‪ ،‬برقم‬
‫(‪ ،)993‬واللفظ له‪.‬‬
‫وعد من اهلل تعالى لمن أنفق ماله‬ ‫وفي هذا الحديث ٌ‬
‫رشع َسماخلا ثيدحلا‬

‫في وجوه الخير‪ :‬أن ُي ْن ِف��ق اهلل عليه‪ ،‬ويرزقَه من فضله‪،‬‬


‫ف عليه من واس��ع عطائه‪ ،‬كما قال ‪ ﴿ : 8‬ﯰ ﯱ‬ ‫ِ‬
‫ويخل َ‬ ‫ُ‬
‫ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ‬
‫ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﴾ [سبأ‪.]39 :‬‬
‫أنفق على أ ُ ْس��رتِهِ‪ ،‬أو على وال ِ َديه‪ ،‬أو على‬
‫َ‬ ‫فم ْن‬‫َ‬
‫أنفق في‬
‫َ‬ ‫أقربائه‪ ،‬أو عل��ى الفقراء والمحتاجي��ن‪ ،‬أو‬
‫األجر والثَّواب‪،‬‬
‫َ‬ ‫��ب اهلل له‬
‫وجوه الخير المختلفة‪َ ،‬ك َت َ‬
‫فضل اهلل ِ يؤتيه‬
‫ُ‬ ‫ض��ه ع َّما أنفقه‪ ،‬وذلك‬ ‫يعو ُ‬
‫ور َزقَه رزقًا ِّ‬
‫َ‬
‫‪53‬‬
‫من يشاء‪ ،‬واهلل ذو الفضل العظيم‪.‬‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫َ‬
‫السادس عشر‬ ‫الحديث‬

‫عن أبي هري��رة ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رس��ول اهلل ژ ‪:‬‬


‫صبٍ‪َ ،‬وال َه ٍّم َو اَل‬ ‫«ما يصيب المسلِم مِن نَصب ٍ‬
‫وال و َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫َح َزنٍ‪ ،‬وال أَ ًذى وال  َغ ٍّم‪ ،‬ح َّتى َّ‬
‫الش ْو َكة ُيشا ُكها‪ ،‬اَّإل َك َّف َر‬
‫اهللُ بها مِن َخطاياه» متفق عليه(((‪.‬‬

‫اﻟﺸـﺮح‬

‫ِ‬
‫للمتاعب ِ‬ ‫ض‬ ‫اإلنس��ا ُن ف��ي ه��ذه ُّ‬ ‫‪54‬‬
‫��ر ٌ‬
‫الدني��ا ُم َع َّ‬
‫ِ‬
‫والمصاعبِ‪ ،‬والهموم ِ واألحزانِ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بأمر عظيمٍ‪،‬‬ ‫النب��ي ژ‬
‫ُّ‬ ‫وفي هذا الحديث ُيخبِ ُرنا‬
‫ينبغي أن نتذ َّك َره في ك ِّل أحوالنا؛ فإنَّه ٌ‬
‫أمر َي ُس ُّر القلب‪،‬‬
‫ويجلب االطمئنان‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ويسلِّي الروح‪،‬‬‫ُ‬
‫س��لم ال يحصل له‬
‫َ‬ ‫األمر هو أ َّن اإلنس��ان ُ‬
‫الم‬ ‫ُ‬ ‫هذا‬
‫��ب (وهو المرض)‪،‬‬
‫ص ٌب (وه��و الت ََّعب)‪ ،‬وال َو َص ٌ‬
‫َن َ‬

‫((( أخرجه البخاري في كتاب المرض��ى‪ ،‬باب ما جاء في كفارة المرض‪،‬‬


‫برقم (‪)5641‬؛ ومسلم في كتاب البر والصلة واآلداب‪ ،‬برقم (‪.)2573‬‬
‫وال َه ٌّم وال غ ٌّم وال َح َز ٌن وال أ ًذى‪ ،‬إلاَّ ك َّفر اهلل بذلك‬
‫رشع َسداسلا ثيدحلا‬

‫س��ببا لمغفرة‬
‫ً‬ ‫المصائب‬
‫ُ‬ ‫من خطاي��اه‪ ،‬فتكون ه��ذه‬
‫وم ْحوِه��ا وإزالتها‪ ،‬فيخرج من المصيبة وهو‬ ‫ُّ‬
‫الذنوب َ‬
‫قريب من ر ِّبه ومواله‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫طاهر من ذنوبه وخطاياه‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫دليل على‬
‫ٌ‬ ‫الش ْو َكةِ ُي َشا ُك َها»‬
‫«ح َّتى َّ‬ ‫وفي قوله ژ ‪َ :‬‬
‫صيب اإلنسا َن يكو ُن ك َّفار ًة له‪ ،‬حتى‬ ‫أ َّن األذى الذي ُي ُ‬
‫الشوكة‪.‬‬ ‫يسيرا كأذى َّ‬ ‫ً‬ ‫لو كان أ ًذى‬
‫المس��لِ ُم ذل��ك‪ ،‬ف ْليف��رح بفضل اهلل‪،‬‬ ‫��م ُ‬
‫ِ‬
‫إذا َعل َ‬
‫الصبر واالحتس��اب ِ‬ ‫ِ‬ ‫دائم‬ ‫ِ‬
‫‪55‬‬ ‫وليحرص على أن يك��ون َ‬
‫ض َي ع��ن اهلل‪ ،‬رضي اهلل عنه‬ ‫والرضا ع��ن اهلل‪ ،‬فمن ر ِ‬
‫َ َ‬ ‫ِّ‬
‫وأرضاه‪ ،‬وأكرمه و َن َّع َم ُه وأعطاه‪.‬‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫َ‬
‫السابع عشر‬ ‫الحديث‬

‫عن أبي هري��رة ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رس��ول اهلل ژ ‪:‬‬


‫«ال  َتدخ ُل��و َن الج َّن َة حت��ى تُ ْؤم ِ ُن��وا‪ ،‬وال تُؤم ِ ُنوا ح َّتى‬
‫ٍ‬
‫حاب ْب ُتم؟‬
‫وه َت َ‬ ‫َت َح ُّابوا‪ ،‬أَ َوال أَ ُد ُّلكُ م على َشيء إذا َف َعل ُت ُم ُ‬
‫السال َم بينكم» رواه مسلم(((‪.‬‬ ‫أف ُْشوا َّ‬

‫اﻟﺸـﺮح‬

‫هذا الحديث َي ُح ُّثنا على ٍ‬ ‫‪56‬‬


‫أمر في غاية األهمية‪ :‬أال‬
‫ين فيما بيننا‪.‬‬
‫وهو أن نكو َن متحا ِّب َ‬
‫ندخل الج َّن َة حتى نكون‬
‫َ‬ ‫فالنبي ژ ُيخبِ ُرنا بأنَّنا لن‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫بعضنا‬
‫ب ُ‬ ‫مؤمنين‪ ،‬وأنَّنا ال نكو ُن مؤمنين ح ًّقا حتى ُيح َّ‬
‫بعضا‪.‬‬
‫ً‬
‫س��هل‬
‫ٌ‬ ‫أمر‬
‫ولكي نكون متحا ِّبين فيما بيننا‪ ،‬هناك ٌ‬
‫يسير‪ ،‬إذا فعلناه ع َّمت المحبَّ ُة فيما بيننا‪.‬‬

‫((( أخرجه مسلم في كتاب اإليمان‪ ،‬برقم (‪.)54‬‬


‫وإفشاء‬
‫ُ‬ ‫السالمِ‪.‬‬
‫إفشاء َّ‬
‫ُ‬ ‫هذا األمر السهل اليسير‪ :‬هو‬
‫رشع َعباسلا ثيدحلا‬

‫السالم ِ هو َن ْش ُره وإذاع ُته بين النَّاس‪.‬‬


‫َّ‬
‫ِ‬
‫السالم بين المسلمين‬ ‫َف َعل ْمنا من هذا الحديث‪ :‬أ َّن َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سبب لحصول المحبَّة بينهم‪ ،‬وأ َّن حصو َل المحبَّة ٌ‬
‫سبب‬ ‫ٌ‬
‫لزيادة اإليمان‪ ،‬وزيادة اإليمان ِ سبب لدخول الجنَّة‪ِ.‬‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫الس�لام‪ :‬أن يقول اإلنسان‪َّ :‬‬
‫السالم‬ ‫وأفضل أنواع َّ‬
‫عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬

‫الر ِّد‪ :‬وعليكم َّ‬


‫الس�لام ورحمة اهلل‬ ‫وأفضل أن��واع َّ‬
‫‪57‬‬ ‫وبركاته‪.‬‬
‫الس�لام عليكم فقط‪ ،‬أو قال‪:‬‬ ‫فإن قال اإلنس��ان‪َّ :‬‬
‫ٍ‬
‫كاف إن شاء اهلل‪ ،‬لك َّن‬ ‫السالم عليكم ورحمة اهلل‪ ،‬فهذا‬ ‫َّ‬
‫الس�لام عليكم‬ ‫أفض��ل‪ ،‬وهو قول‪َّ :‬‬
‫ُ‬ ‫الكامل‬
‫َ‬ ‫الس�لام‬
‫َّ‬
‫ورحمة اهلل وبركاته‪.‬‬
‫ص على إفش��اء‬ ‫ِ‬
‫فينبغي عل��ى المس��لم أن يحر َ‬
‫س��بب‬
‫ٌ‬ ‫الس�لام‪ ،‬وأن يهت َّم به‪ ،‬وال يخجل منه‪ ،‬فهو‬
‫َّ‬
‫وسبب لدخول ِ الجنَّة‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫وسبب لزيادة اإليمان‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫لألجر‪،‬‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫َ‬
‫الثامن عشر‬ ‫الحديث‬

‫ري ‪ ، ƒ‬ق��ال‪ :‬قال‬ ‫ع��ن أب��ي س��عيد ٍ الخُ ْ‬


‫��د ِّ‬
‫الر ُجلِ‪،‬‬ ‫جل إلى َع َ ِ‬
‫��ورة َّ‬ ‫الر ُ‬
‫«ال ينظُ ُر َّ‬
‫َ‬ ‫رس��ول اهلل ژ ‪:‬‬
‫المرأَة ِ» رواه مسلم(((‪.‬‬ ‫وال المرأَ ُة إلى َع َ ِ‬
‫ورة َ‬ ‫َ‬

‫اﻟﺸـﺮح‬

‫مهم ًّ‬
‫جدا يجب علينا‬ ‫هذا الحديث يد ُّل على ٍ‬
‫أمر ٍّ‬
‫أن َن ْع َلمه وأن نعمل به‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫سواء كان رجلاً أو امرأة‪ ،‬له عور ٌة يجب‬


‫ٌ‬ ‫فاإلنسان‬
‫ض البصر‬
‫عليه أ ْن يس��ترها‪ ،‬ويجب على غيره أ ْن َي ُغ َّ‬
‫عنها‪.‬‬
‫بالرجل والم��رأة بالمرأة‪،‬‬
‫الرجل َّ‬
‫هذا في عالق��ة َّ‬
‫وهو من باب أولى في عالقة الرجل بالمرأةِ والمرأةِ‬
‫َّ‬
‫بالرجلِ‪.‬‬
‫َّ‬

‫((( أخرجه مسلم في كتاب الحيض‪ ،‬برقم (‪.)338‬‬


‫إذا علِمنا ذلك‪ ،‬وجب علين��ا أن نحفظ عوراتِنا‪،‬‬
‫رشع َنماثلا ثيدحلا‬

‫نتساهل في‬
‫َ‬ ‫وأن نس�� ُترها؛ لكي ال يراها النَّاس‪ ،‬وألاَّ‬
‫َ‬
‫أبدا‪ ،‬ال بالنظر وال باللم��س‪ ،‬وأن َن ْع َل َم أ َّن هذا‬ ‫ذلك ً‬
‫المزاح‬
‫ُ‬ ‫َّساهل وال‬ ‫ُ‬ ‫َّسامح وال الت‬
‫ُ‬ ‫األمر ال َيص ُل ُح فيه الت‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫بأي حال من األحوال‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫‪59‬‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫َ‬
‫التاسع عشر‬ ‫الحديث‬

‫ِ‬
‫��دى إلى‬ ‫ام�� َة ‪ : ƒ‬أنَّه أ َ ْه َ‬‫الص ْعب ب��ن ِ َجثَّ َ‬
‫عن َّ‬
‫النبي ژ عليه و َل ْم َيق َْب ْله‬ ‫ُّ‬ ‫صيدا‪ ،‬فردَّه‬ ‫ً‬ ‫رس��ول اهلل ژ‬
‫الح ْزن‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ِِ‬
‫وجهه من ُ‬ ‫النبي ژ ما في‬ ‫ُّ‬ ‫منه‪ ،‬فل َّما رأى‬
‫ِ«إنَّا لم ن َُر َّد ُه عليك اَّإل أَنَّا ُح ُر ٌم» متفق عليه(((‪.‬‬

‫اﻟﺸـﺮح‬

‫تحف��وا‬‫الك��رام يحب��ون أن ي ِ‬‫كان الصحاب�� ُة ِ‬ ‫‪60‬‬


‫ُ‬ ‫ُ ُ ُّ‬ ‫َّ‬
‫النبي ژ أنَّه‬ ‫عادة‬ ‫من‬ ‫وكان‬ ‫بالهدايا‪،‬‬ ‫ژ‬ ‫رس��ول اهلل ِ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫يب عليها‪.‬‬ ‫يقبل الهدايا ِ‬
‫ويث ُ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫اس��مه‬
‫ُ‬ ‫رجل‬
‫ٌ‬ ‫النبي ژ‬
‫ِّ‬ ‫الحج‪ ،‬جاء إلى‬
‫ِّ‬ ‫وفي رحلة‬
‫بن َجثَّامةَ‪ ،‬وكان معه هدي ٌة وهي ٌ‬
‫صيد قد صاده‬ ‫الص ْع ُب ُ‬
‫َّ‬
‫النبي ژ تلك‬
‫ُّ‬ ‫لرس��ول اهلل ژ ليأكل منه‪ ،‬فلم يقب��ل‬
‫يد من محظورات اإلحرام‪.‬‬ ‫والص ُ‬
‫َّ‬ ‫الهدي َة ألنَّه ُم ْح ِر ٌم‪،‬‬

‫حمارا‬
‫ً‬ ‫ب��اب إذا أَهدى للمحرم‬
‫ٌ‬ ‫((( أخرجه البخاري في كتاب جزاء الصيد‪،‬‬
‫وحش ًّيا ح ًّيا لم يقبل‪ ،‬برقم (‪)1825‬؛ ومسلم في كتاب الحج‪ ،‬برقم (‪.)1193‬‬
‫جل‬
‫الر ُ‬ ‫الرجلِ‪َ ،‬ح ِ‬
‫��ز َن َّ‬ ‫النبي ژ هدي�� َة َّ‬ ‫ُّ‬ ‫فل َّم��ا َر َّد‬
‫رشع َعساتلا ثيدحلا‬

‫ِ‬
‫السبب‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫الع ْذر ِ وبيان َّ‬ ‫النبي إلى ذ ْكر ُ‬ ‫ُّ‬ ‫وتأثَّ َر‪ ،‬فبا َد َر‬
‫بب‬‫الس َ‬
‫جل َّ‬ ‫الر ُ‬ ‫ك ِإ اَّل أنَّا ُح ُر ٌم»‪ ،‬ف ََف ِه َم َّ‬ ‫ِ«إنَّا َل ْم ن َُر َّد ُه َع َل ْي َ‬
‫أصحابه‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الخبر‬ ‫ث بهذا‬ ‫وذهب ما في نفسه‪ ،‬وأخذ ِّ‬
‫يحد ُ‬
‫َ‬
‫وتالميذه‪.‬‬
‫ومن هذا نس��تفيد‪ :‬أهم َّي��ة المبادرة إل��ى َت ْبيِين ِ‬
‫الشيطان‪،‬‬ ‫األسباب وبيان األعذار؛ لنقطع َّ‬
‫الطريق على َّ‬
‫عملاً بقول اهلل تعالى‪ ﴿ :‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ‬
‫‪61‬‬ ‫ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﴾ [اإلسراء‪.]53 :‬‬
‫وق��د أورد اإلمام النووي ه��ذا الحديث في باب‬
‫الصالحين»؛ ُليب ِّي َن أن‬
‫ُح ْسن الخُ ُلق‪ ،‬من كتاب «رياض َّ‬
‫يب النُّفوسِ‪ ،‬وبيا َن األعذار‪ ،‬من‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َج ْب َر الخواطر‪ ،‬و َتطْ ي َ‬
‫محاسن األخالق‪.‬‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫الحديث العشرون‬

‫الي َم��ان ِ ‪ ، ƒ‬ق��ال‪ :‬ق��ال‬ ‫ع��ن حذيف َة ب��ن ِ َ‬


‫«ال يدخل الج َّن َة َق َّت ٌ‬
‫ات» متفق عليه(((‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫رسول اهلل ژ ‪:‬‬

‫اﻟﺸـﺮح‬

‫هذا الحديث من األحاديث التي ُت ِّ‬


‫حذ ُرنا من آفات‬
‫متنوعة‪ ،‬ومنها‪ :‬الغيبة‬
‫ِّ‬ ‫وآفات اللِّس��ان كثير ٌة‬
‫ُ‬ ‫اللِّسان‪.‬‬
‫والنميمة‪.‬‬ ‫‪62‬‬

‫قال اإلمام النووي ‪( : 5‬اعلم أ َّن هاتين الخصلتين‬


‫انتش��ارا‬
‫ً‬ ‫ـ الغيبة والنميمة ـ من أقبح القبائح‪ ،‬وأكثرها‬
‫في النَّاس‪ ،‬حتى ما َي ْس َل َم منهما إلاَّ القليل)(((‪.‬‬
‫وفي هذا الحديث ينهانا نب ُّينا ژ عن ُخ ُلق ٍ ذميم‪،‬‬
‫الذنوب‪ ،‬أال وهو النميمة‪،‬‬ ‫وذنب ٍ عظيم ٍ ُي َع ُّد من كبائر ُّ‬
‫فيقول‪( :‬ال يدخل الجنَّة قتَّات) أي‪ :‬ن َّمام‪.‬‬
‫((( أخرجه البخاري في كت��اب األدب‪ ،‬باب ما ُيكره م��ن النميمة‪ ،‬برقم‬
‫(‪)6056‬؛ ومسلم في كتاب اإليمان‪ ،‬برقم (‪.)105‬‬
‫((( كتاب األذكار‪ ،‬تحقيق‪ :‬الشيخ عبد القادر األرناؤوط‪ ،‬ص ‪.336‬‬
‫نقل الكالم ِ بي��ن النَّاس ِ على وجه‬ ‫والنميمة‪ :‬هي ُ‬
‫اإلفس��اد بينه��م‪ ،‬وهذا س��بب من أس��باب حصول ِ‬
‫نورشعلا ثيدحلا‬

‫ٌ‬
‫ِ‬
‫المشكالت والنِّزاعات والعداوات‪.‬‬
‫فيجب على ك ِّل مس��لم ٍ ومس��لمةٍ‪ ،‬أ ْن َي ْح َذ َر من‬ ‫ُ‬
‫سبب من‬ ‫ِّ‬
‫أش َّد الحذر‪ ،‬وأ ْن ُي َحذر منها؛ ألنَّها‬ ‫النَّميمة َ‬
‫ٌ‬
‫وسبب من أسباب عذاب‬ ‫الجنَّة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫أسباب الح ْرمان من َ‬
‫القبر‪ ،‬نعوذ باهلل من ذلك‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫الحديث الحادي والعشرون‬

‫عن أنسِ بن ِ مالك ٍ ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ژ ‪:‬‬


‫ِ‬
‫فيأكل‬
‫ُ‬ ‫«ما من ُمسلم ٍ َيغر ِ ُ‬
‫س َغ ْر ًس��ا‪ ،‬أو َي ْز َر ُع زر ًعا‪،‬‬
‫ِ‬
‫كان َل ُه بِه َ‬
‫صدَ َق ٌة»‬ ‫طير أو إنس��انٌ أو بهيم ٌة‪ ،‬اَّإل َ‬ ‫منه ٌ‬
‫متفق عليه(((‪.‬‬
‫اﻟﺸـﺮح‬

‫سبب‬
‫ٌ‬ ‫الم ِه َّمة؛ فهي‬
‫الزِّراعة من األعمال اإلنسانية ُ‬ ‫‪64‬‬
‫ُوت‪ ،‬وقد تكون سببا ِ‬
‫للغنى والثَّراء‪.‬‬ ‫للحصول على الق ِ‬
‫ً‬
‫الم ْس��لِم إذا زرع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فضل اهلل عل��ى عباده‪ :‬أ َّن ُ‬
‫وم ْن ْ‬
‫يكتب‬
‫ُ‬ ‫طير أو بهيمةٌ‪ ،‬فإ َّن اهلل‬
‫زر ًعا فأكل منه إنسا ٌن أو ٌ‬
‫ذلك صدق ًة لل َّزارع‪ ،‬مع أ َّن هذا ال َّزارع في األصل لم‬
‫يزرع ألج��ل ِ الص َدقَ��ةِ‪ ،‬وإنَّما زرع ألج��ل الق ِ‬
‫ُوت أو‬ ‫َّ‬
‫التِّجارة‪.‬‬

‫((( أخرجه البخاري في كتاب المزارعة‪ ،‬باب فضل الزرع والغرس إذا أكل‬
‫منه‪ ،‬برقم (‪)2320‬؛ ومسلم في كتاب المساقاة‪ ،‬برقم (‪.)1553‬‬
‫نورشعلاو يداحلا ثيدحلا‬

‫ْتصرا على ال َّزرع‪ ،‬فكلُّ عمل ٍ طيب ٍ‬ ‫ِ‬


‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫وليس األمر ُمق ً‬
‫فم ْن‬ ‫ه‪،‬‬ ‫غير‬ ‫منه‬ ‫د‬ ‫استفا‬ ‫إذا‬ ‫عليه‬ ‫ر‬ ‫يؤج‬ ‫م‪،‬‬‫يعمله المس��لِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬
‫طير أو بهيمةٌ‪ ،‬أو‬ ‫ِ‬
‫بئرا‪ ،‬فشَ ��رب منه إنس��ا ٌن أو ٌ‬ ‫حفر ً‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫طير أو بهيمةٌ‪ ،‬فله‬ ‫وضع َمظَ لةً‪ ،‬فاستظ َّل بها إنسا ٌن أو ٌ‬
‫أجر وثواب‪ ،‬إلى غير ذلك من األعمال الط ِّيبة‬ ‫بذلك ٌ‬
‫المفيدة‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫الحديث الثاني والعشرون‬

‫عن أب��ي هري��ر َة ‪ ، ƒ‬ق��ال‪ :‬كان لرج��ل ٍ على‬


‫��ظ‪ ،‬فَهم بِهِ‬‫رس��ول اهلل ژ َد ْي ٌن‪ ،‬فجاء يتقاضاه وأ َ ْغ َل َ‬
‫َ َّ‬
‫فإن‬
‫��وه؛ َّ‬ ‫«د ُع ُ‬
‫النبي ژ ‪َ :‬‬ ‫ُّ‬ ‫النبي ژ ‪ ،‬فق��ال‬
‫ِّ‬ ‫أصح��اب‬
‫ُ‬
‫لِصاحب ِ َ‬
‫الح ِّق َم َقال» متفق عليه ‪.‬‬
‫(((‬

‫اﻟﺸـﺮح‬

‫بعيرا من َر ُجلٍ‪ ،‬وا َّتفق معه على‬ ‫‪66‬‬


‫النبي ژ ً‬‫ُّ‬ ‫اشترى‬
‫مدةٍ من ال َّزمن‪.‬‬
‫من بعد َّ‬ ‫ِ‬
‫أن ُيعط َيه الثَّ َ‬
‫الرج��ل ليأخذ الما َل من‬ ‫ضت َّ‬
‫المد ُة‪ ،‬جاء َّ‬ ‫فل َّما َم َ‬
‫النبي ژ‪ ،‬فدخل علي��ه‪ ،‬وطلب منه الم��ا َل بغضب ٍ‬
‫ِّ‬
‫ور ْفع ِ صوت‪ٍ.‬‬
‫َ‬
‫فلما س ِمع الصحاب ُة كالمه‪َ ،‬غ ِ‬
‫ض ُبوا منه وكادوا أن‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َّ‬
‫يضرب��وه؛ ألنَّ��ه ل��م يت��أدَّب ب��األدب الكامل مع‬ ‫ْ‬
‫((( أخرجه البخاري في كتاب الوكالة‪ ،‬باب الوكالة في قضاء الديون‪ ،‬برقم‬
‫(‪)2306‬؛ وفي كتاب الهبة‪ ،‬باب الهب��ة المقبوضة وغير المقبوضة‪ ،‬برقم‬
‫(‪)2606‬؛ واللفظ مجموع منهما؛ ومسلم في كتاب المساقاة‪ ،‬برقم (‪.)1601‬‬
‫نورشعلاو يناثلا ثيدحلا‬

‫��وه»؛ أي‪:‬‬ ‫«د ُع ُ‬


‫النبي ژ ‪َ :‬‬
‫ُّ‬ ‫رس��ول اهلل ژ ‪ ،‬فقال لهم‬
‫«فإ َّن لِصاحب ِ َ‬
‫الح ِّق مقال»؛ أي‪ :‬ما دام ُيطال ِ ُب‬ ‫اتركوه‪ِ ،‬‬
‫ق في أن يتكلَّم‪.‬‬‫بح ِّقه‪ ،‬فإ َّن له الح َّ‬
‫ومن هذا الحديث نس��تفيد فائد ًة ُم ِه َّم ًة تنفعنا في‬
‫تعاملنا م��ع النَّ��اس‪ ،‬ألاَ وهي‪ :‬أ َّن اإلنس��ان إذا كان‬
‫ُيطال ِ ُب بح ِّقه‪ ،‬فإ َّن علينا أ ْن نس��تمع إلي��ه‪ ،‬وأ ْن نهت َّم‬
‫ٍ‬
‫بكالمه‪ ،‬وأَلاَّ نؤاخذه إ ْن رفع صو َته أو تكلَّم بش��يء‬
‫من الغضب‪.‬‬
‫‪67‬‬ ‫ق إلى‬
‫��ل الحقو ُ‬ ‫ِ‬
‫َّبوي‪َ ،‬تص ُ‬
‫وبالتزامنا ب��األدب الن ِّ‬
‫المش��كالت والخالف��ات‬
‫ُ‬ ‫أهله��ا‪ ،‬وتق��لُّ بينن��ا‬
‫والخصومات‪.‬‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫الحديث الثالث والعشرون‬

‫«من‬
‫عن أبي قتاد َة ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ژ ‪َ :‬‬
‫َس َّر ُه أن ُي ْنجِ َي ُه اهللُ مِن ُك َرب ِ يوم ِ القيامةِ‪َ ،‬ف ْل ُي َن ِّف ْس عن‬
‫ِ‬
‫ض ْع َع ْن ُه» رواه مسلم(((‪.‬‬ ‫ُم ْعسرٍ‪ ،‬أو َي َ‬

‫اﻟﺸـﺮح‬

‫حاسب اهلل فيه ِ‬


‫العبا َد‪،‬‬ ‫يوم القيامة هو اليوم الذي ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫قدموا من ٍ‬ ‫‪68‬‬
‫حكم بينهم‬ ‫وي ُ‬
‫وش��ر‪َ ،‬‬
‫ٍّ‬ ‫خير‬ ‫ويجازيهم بم��ا َّ‬
‫يأمر به��م إلى الجنَّة أو‬
‫فيما كانوا فيه يختلفون‪ ،‬ثم ُ‬
‫إلى النَّار‪.‬‬

‫ب على النَّاس؛‬ ‫ُّ‬


‫يش��تد الكَ ْر ُ‬ ‫في هذا اليوم ِ العظيم ِ‬
‫ل ِ َما يكون فيه من األحوال العجيبة‪ ،‬واألهوال العصيبة‪.‬‬

‫والك ُربات‬
‫ُ‬ ‫نجيه اهلل من تلك األهوال‬
‫فمن أراد أن ُي َ‬
‫َ‬
‫ض ْع عنهم‪.‬‬‫الم ْعسرين‪ ،‬أو َي َ‬ ‫ِّ‬
‫فلي َنف ْس عن ُ‬
‫يوم القيامة‪ُ ،‬‬
‫َ‬

‫((( أخرجه مسلم في كتاب المساقاة‪ ،‬برقم (‪.)1563‬‬


‫نورشعلاو ثلاثلا ثيدحلا‬

‫المعس��رين والوض��ع عنهم من‬ ‫والتنفيس ع��ن ُ‬


‫ُ‬
‫األعمال ِ َّ‬
‫الصالحة الجليلة‪ ،‬ولكنَّها مس��تحبَّ ٌة وليست‬
‫يؤج َل اإلنس��ا ُن المطالب َة بالمال‬
‫بواجبة؛ وذل��ك بأن ِّ‬
‫الذي له على أخيه (وهذا هو التنفيس)‪ ،‬أو يتنازل عن‬
‫بعضه (وهذا هو الوضع)‪.‬‬‫أخذ ذلك المال كلِّه أو ِ‬

‫ضا ثم َح�� َّل األَ َج ُل‪،‬‬


‫أح��د ق َْر ً‬
‫ٌ‬ ‫اقت��رض منك‬
‫َ‬ ‫فإذا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فأمه ْله‪ ،‬أو‬ ‫وعلمت أنَّه ُم ْعس ٌ‬
‫��ر ال يستطيع التَّس��ديد‪،‬‬ ‫َ‬
‫ناز ْل عن ح ِّقك كلِّه أو ِ‬ ‫ِ‬
‫فعلت‬
‫َ‬ ‫بعضه‪ ،‬فإن‬ ‫س��ام ْحه و َت َ‬
‫‪69‬‬ ‫ويرجى لك النَّجا ُة من‬ ‫خير عظيم‪ُ ،‬‬ ‫ذلك‪ ،‬فأنت على ٍ‬
‫والرضا من اهلل‪.‬‬
‫والفوز بالجنة ِّ‬
‫ُ‬ ‫ُك ُربات القيامة‪،‬‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫الحديث الرابع والعشرون‬

‫«من‬
‫عن أبي هريرة ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ژ ‪َ :‬‬
‫َغ َّشنا َف َليس م ِ َّنا» رواه مسلم(((‪.‬‬

‫اﻟﺸـﺮح‬

‫النبي ژ يمشي في سوق من أسواق المدينة‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫كان‬


‫فمر على رجل ٍ يبيع ُص ْبر ًة (كومة) من َّ‬
‫الطعام (كالقمح‬ ‫َّ‬
‫‪70‬‬
‫ونحوه)‪ ،‬وكان المطر قد أصابه��ا فبلَّلها بالماء‪ ،‬فما‬
‫الرجل إلاَّ أن أخف��ى ذلك البلل‪ ،‬وجعله في‬ ‫كان من َّ‬
‫الصبرة لئال يراه النَّاس‪.‬‬
‫أسفل ُّ‬
‫عيبا‪ ،‬فأدخل‬ ‫النبي ژ بأ َّن في هذه ِّ‬
‫السلعة ً‬ ‫ُّ‬ ‫ش��عر‬
‫جل‬
‫الر َ‬‫بالب َل��ل‪ ،‬فعاتب َّ‬
‫فأحس َ‬
‫َّ‬ ‫يده في ذلك الطع��ام‬
‫الطعام كي يراه الناس؟! َم ْن‬ ‫وقال‪« :‬أفال جعل َته ف��وقَ َّ‬
‫غشنا فليس م َّنا»‪.‬‬
‫َّ‬

‫((( أخرجه مسلم في كتاب اإليمان‪ ،‬برقم (‪.)101‬‬


‫نورشعلاو عبارلا ثيدحلا‬

‫واضحا صادقًا في‬


‫ً‬ ‫يعني‪ :‬أ َّن على البائع أن يكون‬
‫تعامالت��ه‪ ،‬ف�لا يم��دح س��لع ًة ال تس��تح ُّق المدح‪،‬‬
‫السلعة التي ُتزهِّد المشترين‬
‫عيبا من عيوب ِّ‬
‫وال ُيخفي ً‬
‫ِ‬
‫سعر سلعته بغير ح ٍّق‪.‬‬ ‫في شرائها‪ ،‬وال يزيد في‬
‫ش��ديد عن ه��ذا َّ‬
‫الذنب‬ ‫ٌ‬ ‫وفي هذا الحديث َن ْه ٌي‬
‫ٌّ‬
‫وحث‬ ‫ش‪،‬‬ ‫الذميمة‪ ،‬أال وه��ي ِ‬
‫الغ ُّ‬ ‫الدن��يء والخصلة َّ‬
‫َّ‬
‫للنَّاس أن يجتنبوه ويحذروا منه‪ ،‬فإنَّه ال يجوز للمسلم‬
‫يغش في تجارته‪ ،‬وال في عمله‪ ،‬وال في دراس��ته‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫أن‬
‫‪71‬‬ ‫حرام في دين اهلل‬ ‫ش‬ ‫وال في غير ذلك من أموره‪ِ ،‬‬
‫فالغ ُّ‬
‫ٌ‬
‫بجميع ُص َورِه وك ِّل أنواعه‪.‬‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫الحديث الخامس والعشرون‬

‫«من‬ ‫ام َة ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ژ ‪َ :‬‬ ‫عن أبي أ ُ َم َ‬


‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب اهللُ له ال َّن َار‪،‬‬ ‫ا ْق َت َط َع َح َّق ْامرٍِئ ُمسلم ٍ ب ِ َيمينه‪ ،‬فقد أَ َ‬
‫وج َ‬
‫الج َّنة» فقال رجل‪ :‬يا رسو َل اهلل‪ ،‬وإن كان‬ ‫وح َّر َم عليه َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫«وإ ْن َقض ًيبا مِن أَ َراك» رواه مسلم(((‪.‬‬ ‫شي ًئا يسيرا؟ قال‪ِ :‬‬
‫ً‬

‫اﻟﺸـﺮح‬

‫حقوق النَّاس‪ ،‬من األمور التي اهت َّمت بها شريع ُة‬ ‫‪72‬‬
‫اإلسالم َّ‬
‫أشد االهتمام‪.‬‬

‫فال يجوز لنا أن نأخذ من أ َ َحد ٍ َّ‬


‫أي ح ٍّق من حقوقه؛‬
‫سواء كان ذلك مالاً أو َ‬
‫غيره‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬
‫النبي ژ م��ن أ َ ْخ ِذ‬
‫ُّ‬ ‫حذ ُرنا‬‫وفي ه��ذا الحدي��ث ُي ِّ‬
‫ق امرٍئ مسلم ٍ‬ ‫ويخبرنا بأ َّن َم ْن أ َ َخ َذ ح َّ‬ ‫ِ‬
‫حقوق النَّاس‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫بيمين ٍ كاذبةٍ‪ ،‬فإ َّن جزاءَ ُه يكون بإدخالهِ الن ََّار‪ ،‬وحرمانِه‬
‫من دخول الجنَّة‪.‬‬

‫((( أخرجه مسلم في كتاب اإليمان‪ ،‬برقم (‪.)137‬‬


‫نورشعلاو سماخلا ثيدحلا‬

‫الكالم‪ ،‬سألوه‬ ‫النبي ژ هذا‬ ‫أصحاب‬ ‫ولما س ِ‬


‫��مع‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬
‫يسيرا؟ أي‪ :‬هل هذه‬ ‫فقالوا‪ :‬يا رسو َل اهلل‪ ،‬وإن كان شي ًئا ً‬
‫العقوبة تشمل َم ْن أ َ َخ َذ ح ًّقا من حقوق النَّاس ولو كان‬
‫قضيبا مِن‬
‫ً‬ ‫النبي ژ ‪« :‬وإن‬ ‫ُّ‬ ‫يس��يرا قليلاً ؟ فقال‬
‫ً‬ ‫ش��ي ًئا‬
‫أمر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫أراك»؛ يعني‪ :‬أ َّن أ َ ْخ َ‬
‫��ذ أموال النَّ��اس وحقوقهم‪ٌ ،‬‬
‫يسيرا؛ كقضيب‬
‫ً‬ ‫عظيم‪ ،‬حتى ولو كان المأخو ُذ ش��ي ًئا‬
‫األراك‪ ،‬وهو عود السواك‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫الحديث السادس والعشرون‬

‫النبي ژ َب َع َث ُه‬‫َّ‬ ‫األشعري ‪ :ƒ‬أ َّن‬


‫ِّ‬ ‫عن أبي موسى‬
‫��را‪،‬‬ ‫��را وال تُ َع ِّس َ‬
‫«ي ِّس َ‬‫الي َمنِ‪ ،‬وقال لهما‪َ :‬‬ ‫ومع��ا ًذا إلى َ‬
‫وب ِّش َرا وال تُ َن ِّف َرا‪ ،‬و َت َط َاو َعا وال  َتخ َتل ِ َفا» متفق عليه(((‪.‬‬
‫َ‬
‫اﻟﺸـﺮح‬

‫النبي ژ صحاب ِ َّي ْين جلي َل ْي��ن إلى اليمن‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫أرس��ل‬
‫األش��عري ومعا ُذ ُ‬
‫بن جبل؛ ليقوما‬ ‫ُّ‬ ‫وهما أبو موس��ى‬ ‫‪74‬‬
‫الدينِ‪ ،‬وتعليم ِ النَّاسِ‪.‬‬
‫بتبليغ ِّ‬
‫وقب��ل أن يس��افِرا‪ ،‬أَوصاهما النب��ي ژ بوصيةٍ‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫مختصرة‪ ،‬لكنَّها عظيم ٌة معبِّرة‪.‬‬
‫َ‬
‫��را َو اَل تُ َع ِّس َ‬
‫��را»؛ أي‪ :‬تعامال مع‬ ‫«ي ِّس َ‬
‫ـ قال لهما‪َ :‬‬
‫الناس برفق‪ ،‬وبلِّغا دين اهلل دون تش��ديد وال تعسير‪،‬‬
‫وأخبرا عباد اهلل بأ ّن الدين ُي ْس ٌر ال َّ‬
‫شدة فيه وال حرج‪.‬‬

‫((( أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والس��ير‪ ،‬باب ما يكره من التنازع‬


‫واالختالف ف��ي الحرب‪ ،‬برقم (‪)3038‬؛ ومس��لم ف��ي كتاب الجهاد‬
‫والسير‪ ،‬برقم (‪ ،)1733‬واللفظ له‪.‬‬
‫نورشعلاو سداسلا ثيدحلا‬

‫«و َب ِّش َرا َو اَل تُ َن ِّف َرا»؛ أي‪َّ :‬‬


‫تحدثوا‬ ‫أيضا‪َ :‬‬
‫ـ وقال لهما ً‬
‫��رهم بفضل اهلل‪ ،‬وما ُير ِّغ ُبهم فيما‬ ‫بش ُ‬‫مع النَّاس بما ُي ِّ‬
‫تصدهم عن‬ ‫ُّ‬ ‫تحدثوهم بطريق��ةٍ من ِّف��رة‬ ‫عن��ده‪ ،‬وال ِّ‬
‫ِ‬
‫الخير‪.‬‬ ‫اإليمان‪ ،‬وعن فِعل ِ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بوصية ثالث��ة مه َّمة لك ِّل َ‬
‫أخ َو ْين أو‬ ‫َّ‬ ‫ـ ثم أوصاهما‬
‫«و َت َط َاو َعا َو اَل َت ْخ َتل ِ َفا» أي‪ُ :‬لي ِطع‬
‫صديق َْين؛ فقال ژ ‪َ :‬‬
‫صاحبه‬
‫َ‬ ‫أحدكما‬
‫��ر‪ ،‬ف��إذا رأى ُ‬ ‫اآلخ َ‬
‫َ‬ ‫كلُّ واحد ٍ منكما‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫حريصا على أمر من األمور‪َ ،‬ف ْل ُيط ْع ُه؛ ليكون ذلك ً‬
‫سببا‬ ‫ً‬
‫أل ْلفة‪ ،‬واستمرار الصداقة والصحبة‪ِ.‬‬ ‫ِ‬
‫لبقاء المحبَّة وا ُ‬
‫‪75‬‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫أمرا مه ًّم��ا‪ :‬وهو أ َّن‬
‫ومن ه��ذه الوصية نس��تفيدُ ً‬
‫الصديق ال��ذي ُيط��اوع أصحابه وال يخالفه��م ق َْد َر‬ ‫َّ‬
‫الخالف‬
‫َ‬ ‫بالسنَّة‪ .‬وأ َّما الذي ُيكثِر‬ ‫ِ‬
‫المستطاعِ‪ ،‬قد َعم َل ُّ‬
‫ـ بفعله هذا ـ بعيد عن سنَّةِ‬ ‫والجدال والمعارضة؛ فإنَّه ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫النبي ژ ‪.‬‬
‫ِّ‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫الحديث السابع والعشرون‬

‫األش��عري ‪ ، ƒ‬ق��ال‪ :‬قال‬ ‫ِّ‬ ‫عن أب��ي موس��ى‬


‫يس م ِ َّنا»‬
‫�لاح َف َل َ‬
‫َ‬ ‫«م ْن َح َم َل َع َلينا ِّ‬
‫الس‬ ‫رس��ول اهلل ژ ‪َ :‬‬
‫متفق عليه(((‪.‬‬
‫اﻟﺸـﺮح‬
‫ِ‬
‫األمن نعم ٌة عظيم ٌة من ن ِ َع��م ِ اهلل ِ تعالى‪ ،‬وهو من‬
‫ُ‬
‫ضروريَّات الحياة‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫اهلل على عباده بنعمة األمن‪ ،‬فقال تعالى‪:‬‬ ‫وقد امت َّن ُ‬
‫﴿ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ❁ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬
‫ﭢ ﭣ ﭤ ﴾ [قريش‪ 3 :‬ـ ‪.]4‬‬
‫النبي ژ‬ ‫ر‬ ‫ظ األمن ِ في المجتمع‪َّ ،‬‬
‫حذ‬ ‫وألهمية ِحفْ ِ‬
‫ُّ‬ ‫ِّ َّ‬
‫ِمن حمل ِ الس�لاح ِ لتخويف النَّاس‪ ،‬وإش��اعةِ الرعب ِ‬
‫ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ ْ‬
‫الخروج على‬ ‫َ‬ ‫بينهم وتهديدِهم بالقتل‪ ،‬ويش��مل ذلك‬
‫والةِ األمورِ‪ ،‬وش َّق عصا َّ‬
‫الطاعة‪ ،‬ومفارقة الجماعة‪.‬‬

‫((( أخرجه البخاري في كتاب الفتن‪ ،‬باب ق��ول النبي ژ ‪« :‬من حمل علينا‬
‫السالح فليس م َّنا»‪ ،‬برقم (‪)7071‬؛ ومسلم في كتاب اإليمان‪ ،‬برقم (‪.)100‬‬
‫نورشعلاو عباسلا ثيدحلا‬

‫«من َح َم َل علينا‬ ‫وفي قوله ژ في هذا الحدي��ث‪َ :‬‬


‫س�لاحه‬
‫َ‬ ‫دليل على أ َّن َمن َح َم َل‬
‫ٌ‬ ‫يس م ِ َّنا»‬
‫�لاح َف َل َ‬
‫َ‬ ‫الس‬
‫ِّ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ألجل ذلك‪ ،‬فليس من أتباع��ه ژ ‪ ،‬وأ َّن هذا الذ َ‬
‫نب‬
‫الذنوب‪.‬‬ ‫كبير ٌة من كبائر ُّ‬

‫‪77‬‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫الحديث الثامن والعشرون‬

‫عن عبد ِ اهلل ِ بن ِ ُم َغ َّفل ٍ ‪ : ƒ‬أ َّن رسول اهلل ژ َن َهى‬


‫صي��دً ا‪ ،‬وال  َت ْنكَ أ ُ‬ ‫ِ‬ ‫الخ ْ ِ‬
‫��ذف‪ ،‬وقال‪« :‬إنَّها ال  َتصيدُ َ‬ ‫عن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الع ْين» متفق عليه(((‪.‬‬ ‫الس َّن‪َ ،‬و َت ْف َقأ ُ َ‬
‫َعدُ ًّوا‪ ،‬ولك َّن َها َتكس ُر ِّ‬

‫اﻟﺸـﺮح‬

‫حريصا على تعليم النَّاس ما ينفعهم‪،‬‬


‫ً‬ ‫النبي ژ‬‫ُّ‬ ‫كان‬
‫يضره��م في أمور دينه��م ودنياهم‪،‬‬‫وتحذيره��م م َّما ُّ‬ ‫‪78‬‬
‫وبذلك امتدح��ه اهلل تعالى فق��ال‪ ﴿ :‬ﮬ ﮭ‬
‫ﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖ‬
‫ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﴾ [التوبة‪.]128 :‬‬
‫ن به فقال‪ ﴿­ :‬ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‬
‫وامت َّ‬
‫ﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱ‬
‫ﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹ‬
‫ﯺ ﯻ ﴾ [آل عمران‪.]164 :‬‬

‫��ذ ِ‬
‫ف‪ ،‬برقم‬ ‫((( أخرجه البخ��اري في كت��اب األدب‪ ،‬باب النهي عن الخَ ْ‬
‫(‪)6220‬؛ ومسلم في كتاب الصيد والذبائح‪ ،‬برقم (‪ ،)1954‬واللفظ له‪.‬‬
‫نورشعلاو نماثلا ثيدحلا‬

‫وفي هذا الحدي��ث نهى النبي ژ ع��ن ٍ‬


‫أمر كان‬ ‫ُّ‬
‫يفعله بعض النَّاس في الجاهلية وفي صدر اإلسالم‪،‬‬
‫صى باليد‪.‬‬ ‫الح َ‬ ‫الخ ْذ ُ‬
‫ف‪ ،‬وهو َر ْم ُي َ‬ ‫أال وهو َ‬
‫ف‬ ‫الخ ْذ َ‬‫سبب النَّهيِ‪ ،‬وهو أ َّن هذا َ‬ ‫َ‬ ‫النبي ژ‬‫ُّ‬ ‫وب َّي َن‬
‫َ‬
‫العدو‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫يه��زم‬ ‫الصيد‪ ،‬وال‬
‫ليس فيه فائد ٌة؛ ف�لا يقتل َّ‬
‫الس�� َّن‬‫صيب ِّ‬ ‫رر‪ ،‬فهو ُي ُ‬ ‫ش��يء ُيس��بِّ ُب َّ‬
‫الض َ‬ ‫ٌ‬ ‫وإنَّما هو‬
‫العين ُفيتلِفُ ها‪.‬‬
‫َ‬ ‫صيب‬
‫وي ُ‬ ‫فيكس ُرها‪ُ ،‬‬
‫ْ ِ‬

‫جميعه��م؛ كبارِهم‬ ‫ِ‬ ‫النه��ي ع��ا ٌّم للنَّ��اس‬ ‫وهذا‬


‫ُ‬
‫أكبر؛‬ ‫وصغارِهم‪ ،‬لك َّن حاج��ة ِّ ِ‬
‫‪79‬‬ ‫الصغار إلى التَّذكير به ُ‬
‫صحهم‪،‬‬ ‫��ر بينهم‪ ،‬ولذلك ينبغ��ي ُن ُ‬ ‫الخ ْذف َيك ُث ُ‬ ‫فإ َّن َ‬
‫وتعليمهم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وتوجيه ُهم‬
‫ُ‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫الحديث التاسع والعشرون‬

‫ت ال َّنب ِ َّي ژ‬ ‫عن أنسِ بن ِ مالك ٍ ‪ ، ƒ‬قال‪َ :‬‬


‫(خدَ ْم ُ‬
‫ِِ‬
‫ين‪ ،‬فما قال لِي أ ُ ٍّ‬
‫ف َق ُّط) متفق عليه(((‪.‬‬ ‫َع ْش َر سن َ‬

‫اﻟﺸـﺮح‬
‫ِ‬
‫النب��ي ژ من مك�� َة ووصل إلى‬ ‫ُّ‬ ‫��ر‬
‫هاج َ‬‫عندما َ‬
‫المدينة‪ ،‬جاءت إليه أ ُ ُّم أنسِ بن ِ مالك‪ ،‬رضي اهلل عنه‬
‫أنس (وكان عمره عشر سنين)‪ ،‬فقالت‪:‬‬ ‫وعنها‪ ،‬ومعها ٌ‬ ‫‪80‬‬
‫جئت به إليك ليكون‬‫ُ‬ ‫يا رس��ول اهلل‪ ،‬هذا ابني أنس‪،‬‬
‫النبي ژ ‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ب به‬ ‫فر َّح َ‬
‫في خدمتك‪َ .‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النبي ژ ‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫خادم‬
‫ُ‬ ‫هو‬ ‫‪ƒ‬‬ ‫وأن��س‬
‫ٌ‬ ‫اليوم‬ ‫ذلك‬ ‫ن‬ ‫وم‬
‫كثيرا م��ن حاجاته وأموره‪،‬‬ ‫ِ‬
‫يقوم بخدمته‪ ،‬ويقض��ي ً‬
‫وال ُيفارقه إلاَّ قليلاً ‪.‬‬
‫أنس ‪ ƒ‬عن أخالق‬ ‫ِ‬
‫وفي هذا الحدي��ث‪ُ ،‬يخب ُرنا ٌ‬
‫ِ‬
‫اس��تمرت‬
‫َّ‬ ‫للنبي ژ‬
‫ِّ‬ ‫النب��ي ژ ‪ ،‬فيذكر لنا أ َّن خ َ‬
‫دم َته‬ ‫ِّ‬
‫((( أخرجه البخاري في كتاب األدب‪ ،‬باب حس��ن الخلق والسخاء‪ ،‬برقم‬
‫(‪)6038‬؛ ومسلم في كتاب الفضائل‪ ،‬برقم (‪.)2309‬‬
‫الم��دةِ الطويلةِ لم‬
‫نورشعلاو عساتلا ثيدحلا‬

‫َّ‬ ‫عش��ر س��نين‪ ،‬وأنَّه في أثناء تلك‬‫َ‬


‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫النبي ژ كلم َة عتاب‪ ،‬أو َل ْومٍ‪ ،‬أو تقريعٍ‪،‬‬ ‫يس��مع من‬
‫ِّ‬
‫أبدا‪.‬‬‫ف) لم يسمعها منه ژ ً‬ ‫حتَّى كلمة (أ ُ ٍّ‬
‫النب��ي ژ مع‬ ‫وه��ذا يد ُّل عل��ى عظمة أخ�لاقِ‬
‫ِّ‬
‫الصغار أو من ُّ‬
‫الش��يوخ‪،‬‬ ‫س��واء كانوا من ِّ‬
‫ٌ‬ ‫أصحابه‪،‬‬
‫الخ َدم أو من كبار ِ القوم‪.‬‬
‫وسواء كانوا من َ‬
‫مهمة‪ :‬وهي‬ ‫ِ‬
‫ومن ه��ذا الحديث نس��تفيدُ فائ��د ًة َّ‬
‫َّ‬
‫الموظفين‬ ‫الرفق ِ بمن هم تحت أيدينا من‬ ‫مش��روع َّي ُة ِّ‬
‫ِ‬
‫‪81‬‬ ‫��ر مث ُلنا‪ ،‬ومن واجبِن��ا تجا َههم‪ :‬أن‬ ‫والخدم؛ فهم َبشَ ٌ‬
‫نحترمهم‪ ،‬ونق َِّدرهم‪ ،‬ون ِ‬
‫عط َي ُهم حقوق َُه ْم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫َُ‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫الحديث الثالثون‬

‫عن أبي هريرة ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ژ ‪« :‬إذا‬


‫قام أَحدُ ُكم مِن مجل ِ ِس��ه ثُم َرجع ِ‬
‫إليه‪َ ،‬ف ُه َو أَ َح ُّق بِه»‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ ْ‬
‫رواه مسلم(((‪.‬‬

‫اﻟﺸـﺮح‬

‫دين كامل‪ ،‬لم يترك صغي��ر ًة وال كبير ًة م َّما‬ ‫دي ُننا ٌ‬
‫ينفعنا في دنيانا وأُخرانا إلاَّ ب َّي َنها وأ َ ْو َ‬
‫ض َحها لنا‪.‬‬ ‫‪82‬‬

‫أدب‬ ‫ِ‬
‫ومن ذلك ما ب َّينه لنا في هذا الحديث‪ ،‬وهو ٌ‬
‫من آداب المجالس‪.‬‬
‫هذا األدب‪ :‬هو أ َّن اإلنس��ا َن إذا جلس في مجلسٍ‬
‫َ‬
‫ث َّم قام منه‪ ،‬ث��م رجع إليه‪ ،‬فهو أح�� ُّق به؛ فال يجوز‬
‫لغيره أن يأخذه منه‪ ،‬فمت��ى ما رجع فهو أ َ ْولى النَّاس ِ‬
‫بمجلسه الذي قام منه‪.‬‬

‫((( أخرجه مسلم في كتاب السالم‪ ،‬برقم (‪.)2179‬‬


‫ويدخ��ل ف��ي ذل��ك‪ :‬كل م��كان ٍ ُي ْج َل��س فيه؛‬
‫حلقات ِ‬
‫ِ‬ ‫كالمجالس العا َّمةِ‪ ،‬أو المساجِدِ‪ ،‬أو‬
‫وثالثلا ثيدحلا‬

‫العلم‪ ،‬أو‬
‫الدراس َّيةِ‪ ،‬أو غيرها‪.‬‬
‫الفصول ِّ‬
‫فإذا قام اإلنس��ان من المجلس ثم رجع إليه بعد‬
‫قليلٍ‪ ،‬فهو أ َ ْولى به وأح ُّق‪ ،‬أ َّما إذا قام من المجلس ثم‬
‫ق به؛ كمن قام‬ ‫ٍ‬ ‫رجع إليه بعد َّ ٍ‬
‫مدة طويلة فال يكون أح َّ‬
‫من المجلس بعد الظهر ورجع إليه بعد العصر أو بعد‬
‫المغ��رب أو من الغد؛ فه��ذا ليس أ َ ْول��ى بالمجلس‬
‫ق به‪.‬‬ ‫وال أح َّ‬
‫‪83‬‬
‫(وخصوصا‬
‫ً‬ ‫كثيرا من الخصومات‬ ‫والمالحظ‪ :‬أ َّن ً‬
‫بين الفتيان) تكون بس��بب المجالس‪ ،‬والس�� َّيما في‬
‫الدراسة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫مقاعد ِ ِّ‬ ‫ِ‬
‫البيوت وفي‬
‫الش��رع َّيةِ في مجالس��نا‪،‬‬
‫ولو أنَّنا التزمنا باآلداب ِ َّ‬
‫َلزادت أُلف ُتنا‪ ،‬وقلَّت خالفا ُتنا‪.‬‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫الحديث الحادي والثالثون‬

‫عن أبي هري��ر َة ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رس��ول اهلل ژ ‪:‬‬


‫ت‪ :‬إذا َل ِقي َت ُه َف َس ِّل ْم عليه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫المسلم ِ س ٌّ‬ ‫المسلم ِ على ُ‬ ‫«حق ُ‬‫ُّ‬
‫ْص ْح َل ُه‪َ ،‬و ِإ َذا‬ ‫ِ‬
‫ك َفان َ‬ ‫ص َح َ‬ ‫وإذا َد َع��اكَ فأج ْب ُه‪ ،‬وإذا ْ‬
‫اس�� َت ْن َ‬
‫ِ‬
‫ض َف ُعدْ ُه‪ ،‬وإذا َ‬
‫مات‬ ‫��م ْت ُه‪ ،‬وإذا َمر ِ َ‬
‫َع َط َس َف َحمدَ اهللَ َف َش ِّ‬
‫َفا ْت َب ْعه» رواه مسلم(((‪.‬‬

‫اﻟﺸـﺮح‬
‫‪84‬‬
‫ِ‬
‫للمسلم على المسلم حقو ٌق كثيرة‪ ،‬من أه ِّمها هذه‬
‫الستَّ ُة المذكور ُة في هذا الحديث‪:‬‬
‫ق ِّ‬‫الحقو ُ‬
‫لقيت أخاك فس��لِّ ْم‬‫َ‬ ‫الس�َل�اَ م؛ فإذا‬
‫ـ الحق األول‪َّ :‬‬
‫عليه‪ ،‬وإذا سلَّم عليك ف َُر َّد عليه َّ‬
‫السالم‪.‬‬
‫ِ‬
‫ب‬ ‫ـ الحق الثاني‪ :‬إجابة الدَّ عوة؛ ف��إذا دعاكَ فأج ْ‬
‫��رسٍ؛ فإ َّن‬ ‫ِ‬
‫دعو َته‪ ،‬وال س�� َّيما إذا دعاك إلى وليمة ُع ْ‬
‫وأوجب‪.‬‬
‫َ‬ ‫إجابته تكون أه َّم‬

‫((( أخرجه مسلم في كتاب السالم‪ ،‬برقم (‪.)2162‬‬


‫وثالثلاو يداحلا ثيدحلا‬

‫ـ الحق الثالث‪ :‬ال َّنصيح��ة؛ فإذا طلب منك أخوك‬


‫صح ٍ‬ ‫نصيحةً‪ ،‬أو سألك عن شيء‪ِّ ،‬‬
‫فحدثْه ع َّما يريد ب ُن ْ‬
‫ِ‬
‫وصدق ٍ وإخالص‪.‬‬
‫ِ‬ ‫شميت؛ فإذا عطس أخوك‬‫ـ الحق الرابع‪ :‬ال َّت‬
‫فحمد‬ ‫ُ‬
‫اهلل‪ ،‬ف��إذا قلت له‪:‬‬
‫يرحمك ُ‬
‫ُ‬ ‫اهلل فشَ �� ِّم ْته‪ ،‬أي‪ :‬ق ُْل له‪:‬‬
‫ويصلِ ُح با َلكم‪.‬‬ ‫يرحمك اهلل‪ ،‬ف ْل َيقُل‪َ :‬يهد ِ ُ‬
‫يكم اهلل ُ‬
‫ض‬‫ـ الحق الخامس‪ :‬العيادة؛ وهي الزِّيارة‪ ،‬فإذا َم ِر َ‬
‫فع ْده (أي‪ُ :‬ز ْره)‪ ،‬واعلم أ َّن في زيارتك‬ ‫ِ‬
‫المسل ُم ُ‬ ‫أخوك ُ‬
‫‪85‬‬ ‫ِ‬
‫األجر عند اهلل‪.‬‬ ‫وأكرم‬
‫َ‬ ‫أعظم األث َِر في نفسه‪،‬‬ ‫له‬
‫َ‬
‫ـ الحق السادس‪ :‬اتِّباع جنازتِه؛ فإ َّن حقوق المسلم‬
‫مستمر ٌة حتى بعد موته‪ ،‬فإذا مات فا ْت َب ْع‬
‫َّ‬ ‫على المسلم‬
‫جناز َت��ه؛ أي‪ :‬اذهب للص�َّل�اَّ ة عليه‪ ،‬ث��م اذهب إلى‬
‫الدعاء‬ ‫خير عظيم؛ ففي��ه ُّ‬
‫المقب��رة لدفنه‪ ،‬وفي ه��ذا ٌ‬
‫للحي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الصالح للم ِّيت‪ ،‬والثَّواب الكبير‬
‫َّ‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫الحديث الثاني والثالثون‬

‫ري ‪ ، ƒ‬ق��ال‪ :‬قال‬ ‫ع��ن أب��ي س��عيد ٍ الخُ ْ‬


‫��د ِّ‬
‫يق َح َّق ُه» قالوا‪ :‬وما ح ُّقه؟‬ ‫الطر ِ َ‬‫رسول اهلل ژ ‪« :‬أَ ْع ُطوا َّ‬
‫السالم ِ‪َ ،‬واأل َ ْم ُر‬ ‫ف أْال َ َذى‪َ ،‬‬
‫ور ُّد َّ‬ ‫صرِ‪َ ،‬و َك ُّ‬‫الب َ‬
‫ض َ‬ ‫قال‪َ « :‬غ ُّ‬
‫ِ‬
‫المنكَ ر ِ» متفق عليه(((‪.‬‬‫هي َعن ِ ُ‬ ‫عروف َوال َّن ُ‬ ‫بِ َ‬
‫الم ُ‬
‫اﻟﺸـﺮح‬

‫النبي ژ يجلس��ون على‬ ‫ِّ‬ ‫كان النَّاس عل��ى عهد‬


‫الطر ِ‬ ‫‪86‬‬
‫َّ‬
‫ويتحدثون‬ ‫(الش��وارع)‪ ،‬يجتمعون‬ ‫َّ‬ ‫قات‬ ‫جوانب ِ ُّ‬
‫ُ‬
‫ويأنسون‪.‬‬
‫الطرقات‪،‬‬ ‫النبي ژ ‪ :‬ال تجلس��وا ف��ي ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫فقال لهم‬
‫ِ‬
‫فقالوا‪ :‬يا رس��ول اهلل‪ ،‬ما لنا ُب ٌّد من مجالسنا؛ أي‪ :‬إنَّنا‬
‫محتاجون له��ذه المجالس‪ ،‬فق��ال ژ ‪ :‬إذ ْن فأعطوا‬
‫الطريق؟ فأخبرهم بهذه‬ ‫ريق ح َّقه‪ ،‬قالوا‪ :‬وما ح ُّق َّ‬ ‫َّ‬
‫الط َ‬
‫الطريق‪:‬‬ ‫الحقوق األربعة من حقوق َّ‬

‫((( أخرجه البخاري في كتاب المظالم‪ ،‬ب��اب أفنية الدور والجلوس فيها‬
‫والجلوس عل��ى الصعدات‪ ،‬برقم (‪)2465‬؛ ومس��لم في كتاب اللباس‬
‫والزينة‪ ،‬برقم (‪.)2121‬‬
‫وثالثلاو يناثلا ثيدحلا‬

‫الطريق فرأى‬‫فمن جلس في َّ‬ ‫ِ‬ ‫األول‪َ :‬غ ُّ‬ ‫ـ َّ‬


‫ض البصر؛ َ‬
‫مفتوحا‪ ،‬فال ينظر إليه‪ ،‬وكذلك َمن رأى امرأ ًة في‬ ‫ً‬ ‫بي ًتا‬
‫بصره؛ لقول��ه تعالى‪ ﴿ :‬ﭾ‬ ‫ض عنه��ا َ‬
‫َّ‬
‫الطري��ق‪ ،‬ف ْل َي ُغ َّ‬
‫ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﴾ [النور‪.]30 :‬‬
‫ريق‪،‬‬ ‫ف األذى؛ وذلك ب��ألاَّ ُي َ‬
‫ض ِّي َق َّ‬
‫الط َ‬ ‫ـ الثاني‪َ :‬ك ُّ‬
‫المهمالت‬‫َّ��اس م��ن ُ‬ ‫وال ُيلق��ي في��ه ما ي��ؤذي الن َ‬
‫والقاذورات وغيرها‪.‬‬
‫الم‪ ،‬فعلى‬
‫الس َ‬ ‫أحد َّ‬ ‫السالم؛ فإذا ألقى ٌ‬‫ـ الثالث‪َ :‬ر ُّد َّ‬
‫واجب؛‬ ‫ورد ُُّه‬ ‫ِِ‬
‫‪87‬‬ ‫ٌ‬ ‫الم ُسنَّة َ‬
‫فالس ُ‬
‫الم؛ َّ‬
‫الس َ‬
‫الجالسين أن يردُّوا َّ‬
‫لقول اهلل تعالى‪ ﴿ :‬ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ‬
‫ﰆ ﴾ [النساء‪.]86 :‬‬
‫ـ الرابع‪ :‬األمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر؛ فقد‬
‫مدح اهلل المؤمنين بأنَّهم يأمرون بالمعروف وينهون عن‬
‫المنكر‪ ،‬قال تعال��ى‪ ﴿ :‬ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬
‫ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬
‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ‬
‫ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﴾ [التوبة‪.]71 :‬‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫الحديث الثالث والثالثون‬

‫عن عبد اهلل بن ِ ُع َم َر ^ ‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ژ ‪:‬‬


‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يء ُيوصي فيه‪َ ،‬يب ِ ُ‬
‫يت َلي َل َتين ِ‬ ‫«ما َح ُّق امرٍِئ ُمسلم ٍ َل ُه َش ٌ‬
‫وب ٌة عِندَ ه» متفق عليه(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ِإ اَّل َو َوص َّي ُت ُه َمك ُت َ‬

‫اﻟﺸـﺮح‬

‫الحديث على مشروع َّيةِ الوصيةِ لمن كان‬


‫ُ‬ ‫د َّل هذا‬
‫شيء يوصي به‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫له‬ ‫‪88‬‬
‫دين‪ ،‬أو كان عليه زكا ٌة لم‬
‫ـ فإ ْن كان على اإلنسان ٌ‬
‫ِ‬
‫غيرها من‬‫ُيخر ْجها‪ ،‬أو كان عنده أمان�� ٌة أو وديع ٌة أو ُ‬
‫الحقوق‪ ،‬كانت الوصي ُة واجب ًة في ح ِّقه‪.‬‬
‫ق‪ ،‬لم تكن الوص َّي ُة واجب ًة‬ ‫ـ وإن لم يكن عليه ح�� ٌّ‬
‫يوصي‬
‫َ‬ ‫استحبابا؛ وذلك بأن‬
‫ً‬ ‫ستحب له‬
‫ُّ‬ ‫عليه‪ ،‬ولكنَّها ُت‬
‫الخي��ر ووجوه‬ ‫ِ‬ ‫بثل��ث مالِه (أو أق��ل) في مش��اريع ِ‬
‫اإلحسان‪.‬‬
‫((( أخرجه البخاري في كت��اب الوصايا‪ ،‬باب الوصاي��ا‪ ،‬برقم (‪)2738‬؛‬
‫ومسلم في كتاب الوصية‪ ،‬برقم (‪.)1627‬‬
‫وثالثلاو ثلاثلا ثيدحلا‬

‫��ن ال َّتنبي ُه إليه هن��ا‪ :‬أ َّن الوصية تكون‬


‫ومما َي ْح ُس ُ‬
‫َّ‬
‫يسيرا‪،‬‬
‫ً‬ ‫الصغيرة‪ ،‬كمن استدا َن مبلغًا‬ ‫حتَّى في األمور َّ‬
‫أو اشترى س��لع ًة ونوى دفع قيمتها فيما بعد‪ ،‬ونحو‬
‫المتكررة في حياة النَّاس اليوم َّية‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ذلك من األحوال‬
‫أيضا‪ :‬أنَّه ليس للوصية‬ ‫��ن ال َّتنبي ُه إليه ً‬
‫ومما َي ْح ُس ُ‬
‫َّ‬
‫يكتب ما يريد‬ ‫َ‬ ‫صيغ ٌة مع َّينة‪ ،‬وإنَّما عل��ى الموصي أن‬
‫سواء َك َت َبها في‬
‫ٌ‬ ‫يوصي به بطريقةٍ واضحةٍ مفهومة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫أن‬
‫ورقة‪ ،‬أو َك َت َبها في رس��الةٍ عبر البريد اإللكتروني أو‬
‫عبر الرسائل الهاتفية‪ ،‬أو تكلَّم بها بلفظه بدون كتابةٍ؛‬
‫‪89‬‬ ‫ٍ‬
‫كاف إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫فكلُّ ذلك َح َس ٌن‪ ،‬وكلُّ ذلك‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫الحديث الرابع والثالثون‬

‫عن عبد اهلل بن ِ ُع َم َر ^ ‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ژ ‪:‬‬


‫��ن كا َن َحال ِ ًفا‬ ‫ِ«إ َّن اهلل ينها ُك��م أَن َتحلِفُوا ب ِ ِ‬
‫آبائكُ م‪َ ،‬م ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ت» متفق عليه(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َفليحلِف بِاهلل أَو ل ِ‬
‫ص ُم ْ‬ ‫ي‬
‫ْ ْ‬
‫َ‬ ‫َ ْ ْ‬

‫اﻟﺸـﺮح‬
‫ِ‬
‫أول إسالمهم‪ ،‬يحلفون بغير‬ ‫الصحابة @ في َّ‬ ‫كان َّ‬
‫��ام الجاهل َّيةِ؛ فيحلف��ون بآبائهم‪،‬‬ ‫اهلل على عادتهم أيَّ َ‬
‫ِ‬
‫‪90‬‬
‫بالش َرف وباألمانة‪ ،‬وبغير ذلك‪.‬‬ ‫ويحلفون َّ‬

‫النبي ژ ع��ن الحلفِ بغي��ر اهلل‪ ،‬وكان‬ ‫ُّ‬ ‫فنهاه��م‬


‫فورا‪،‬‬ ‫عمر ‪ ƒ‬ممن س ِ‬
‫األمر ً‬
‫َ‬ ‫َّهي‪ ،‬فامتثل‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫هذا‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫��م‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫أبدا‪.‬‬
‫ف بغير اهلل ً‬ ‫فلم َي ْج ِر على لسانه َحل ٌ‬
‫ق��ال عبد اهلل بن عمر بعدم��ا روى هذا الحديث‪:‬‬
‫س��معت‬
‫ُ‬ ‫حلفت بها منذ‬
‫ُ‬ ‫قال عم��ر ‪ : ƒ‬ف��واهللِ‪ ،‬ما‬
‫النبي ژ َينهى عن ذلك‪.‬‬
‫َّ‬
‫((( أخرجه البخاري في كتاب األيم��ان والنذور‪ ،‬باب ال تحلفوا بآبائكم‪،‬‬
‫برقم (‪)6646‬؛ ومسلم في كتاب األيمان‪ ،‬برقم (‪.)1646‬‬
‫وهذا هو الواجب على المسلم‪ :‬أن يمتثل أمر اهلل ِ‬
‫وثالثلاو عبارلا ثيدحلا‬

‫َ‬
‫بحزم ٍ وعزم‪ ،‬بال تردُّد ٍ وال تسويفٍ وال ضعفٍ‪.‬‬
‫الحلِفِ بغير اهلل ِ ف��ي هذا الزمان‪ُ :‬‬
‫قول‬ ‫ومن صور َ‬
‫ِ‬
‫والنبي‪ ،‬وقولهم‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫بعض ِ النَّ��اس‪ :‬وحياتك‪ ،‬وقوله��م‪:‬‬
‫والكعبة‪.‬‬
‫المحرم‪ ،‬بل هو شركٌ باهلل‪.‬‬
‫َّ‬ ‫الحلِف‬
‫كله من َ‬ ‫وهذا ُّ‬

‫س��مع عبد اهلل ب��ن عم��ر ^ رجلاً يق��ول‪ :‬ال‪،‬‬


‫والكعبة! فقال له اب��ن عمر‪ :‬ال تحلف بغير اهلل؛ فإنِّي‬
‫‪91‬‬ ‫ف بِغَير اهلل ِ فقد‬
‫«من َح َل َ‬
‫سمعت رسو َل اهلل ژ يقول‪َ :‬‬‫ُ‬
‫��ركَ » رواه أحمد وأب��و داود والترمذي(((‪،‬‬ ‫ك َف َر أَو أَ ْش َ‬
‫وصححه الشيخ‬ ‫َّ‬ ‫وقال الترمذي‪ :‬هذا حديث حس��ن‪.‬‬
‫األلباني ‪. 5‬‬

‫((( أخرجه أحمد (‪ ،)249/10‬برقم (‪)6072‬؛ وأب��و داود في كتاب األيمان‬


‫والنذور‪ ،‬باب في كراهية الحلف باآلباء‪ ،‬برقم (‪)3251‬؛ والترمذي في‬
‫أبواب النذور واأليمان‪ ،‬باب ما جاء في كراهية الحلف بغير اهلل‪ ،‬برقم‬
‫(‪ ،)1535‬وقال‪ :‬حديث حس��ن؛ وصححه األلباني ف��ي «إرواء الغليل»‬
‫(‪ ،)189/8‬برقم (‪.)2561‬‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫الحديث الخامس والثالثون‬

‫��اب ال َّنب ِ ُّي ژ‬


‫(ما َع َ‬
‫عن أب��ي هرير َة ‪ ،ƒ‬ق��ال‪َ :‬‬
‫طعاما َق ُّط‪ِ ،‬إن ِ ا ْش َت ُ‬
‫هاه أَ َك َل ُه‪َ ،‬و ِإ اَّل َت َر َك ُه) متفق عليه(((‪.‬‬ ‫ً‬

‫اﻟﺸـﺮح‬
‫ِ‬
‫كريم األخالقِ‪ ،‬ومن َك َرم ِ أخالقه أنَّه‬ ‫َ‬ ‫النبي ژ‬
‫ُّ‬ ‫كان‬
‫ويك��ره الكلم َة‬ ‫ح��ب الكلم َة الحس��ن َة الط ِّيبةَ‪َ ،‬‬
‫ُّ‬ ‫كان ُي‬
‫الرديئ َة النَّابيةَ‪.‬‬ ‫‪92‬‬
‫النبي ژ ‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫أدب م��ن آداب‬ ‫وفي ه��ذا الحديث ٌ‬
‫ِ‬ ‫وهو أنَّه إذا ق ُِّدم ل��ه‬
‫أبدا‪ ،‬فال‬ ‫طعام‪ ،‬فإنَّ��ه ال َيع ُيبه ً‬
‫ٌ‬
‫طعام رديء‪ ،‬أو ليس‬ ‫ٌ‬ ‫طعام بارد‪ ،‬أو هذا‬ ‫ٌ‬ ‫يقول‪ :‬هذا‬
‫الم ْلح‪ ،‬أو غير‬ ‫بناضج‪ ،‬أو ليس بطيبٍ‪ ،‬أو هو قليل ِ‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫الذ ِّم‪ ،‬بل كانت عادته وطريقته‪ :‬أنَّه إن ِ‬ ‫ذلك من أنواع َّ‬
‫ب فيه أ َ َك َله‪ ،‬وإن لم يرغب فيه‬ ‫ِ‬
‫ورغ َ‬ ‫الطعام َ‬
‫َ‬ ‫اش�� َت َهى‬
‫تركه ولم َي ُذ َّمه‪.‬‬

‫((( أخرج��ه البخاري ف��ي كتاب المناق��ب‪ ،‬باب صفة النب��ي ژ ‪ ،‬برقم‬
‫(‪)3563‬؛ ومسلم في كتاب األشربة‪ ،‬برقم (‪.)2064‬‬
‫وثالثلاو سماخلا ثيدحلا‬

‫أبدا‪،‬‬
‫طعاما ً‬
‫ً‬ ‫بالنبي ژ ؛ فال نذ ُّم‬ ‫ِّ‬ ‫نقتدي‬
‫َ‬ ‫فعلينا أن‬
‫نقول إلاَّ القو َل‬
‫ُ‬ ‫ونشكر ُه على ن ِ َع ِمه‪ ،‬فال‬
‫ُ‬ ‫نحمد اهلل‬
‫ُ‬ ‫بل‬
‫الحس َن‪ ،‬وال نتكلَّم إلاَّ بالكالم ِ الط ِّيب‪.‬‬
‫َ‬

‫‪93‬‬
‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫الحديث السادس والثالثون‬

‫ِ‬
‫ان َر ُس��و ُل‬ ‫(ك َ‬‫ع��ن البراء بن ِ ع��ازب ٍ ‪ ، ƒ‬قال‪َ :‬‬
‫يس‬ ‫��ن ال َّناس ِ َو ْج ًها‪َ ،‬وأَ ْح َس�� َن ُه ْم َخ ْل ًقا‪َ ،‬ل َ‬
‫حس َ‬ ‫اهلل ِ ژ أَ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الطوِيل ِ ا ْل َبائنِ‪َ ،‬و اَل بِا ْل َقصير ِ) متفق عليه ‪.‬‬
‫(((‬
‫ب ِ َّ‬

‫اﻟﺸـﺮح‬

‫أحس��ن الناس ِ ُخ ُلقًا؛ أي‪ :‬أحسنهم‬


‫َ‬ ‫النبي ژ‬
‫ُّ‬ ‫كان‬
‫‪94‬‬
‫أخالقًا‪ ،‬وفي ذلك يقول اهلل تبارك وتعالى عنه‪ ﴿ :‬ﮛ‬
‫ﮜ ﮝ ﮞ ﴾ [القلم‪.]4 :‬‬

‫الخ ْلق؛ أي‪ :‬جميل‬


‫جميل َ‬
‫َ‬ ‫وكان مع َج َمال ِ الخُ ُلق‪،‬‬
‫الجليل‬ ‫حابي‬‫الص‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الخ ْلقة‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫��كل‪ .‬وفي ذلك يقول َّ‬ ‫والش ْ‬
‫أحسن النَّاس ِ‬
‫َ‬ ‫البراء بن عازب ‪ : ƒ‬كان رسول اهلل ژ‬
‫وجها‪ ،‬وأحس َن ُه ْم َخ ْلقًا‪.‬‬
‫ً‬

‫((( أخرج��ه البخاري ف��ي كتاب المناق��ب‪ ،‬باب صفة النب��ي ژ ‪ ،‬برقم‬
‫(‪)3549‬؛ ومسلم في كتاب الفضائل‪ ،‬برقم (‪.)93 /2337‬‬
‫وثالثلاو سداسلا ثيدحلا‬

‫الطولِ‪ ،‬ليس َّ‬


‫بالطويل ِ البائنِ؛‬ ‫��ط ُّ‬ ‫متوس َ‬
‫ِّ‬ ‫كـان ژ‬
‫فرطً ا‪ ،‬ول��م يكن‬ ‫أي‪ :‬إنَّ��ه لي��س طوي�ًل�اً ط��ولاً م ِ‬
‫ُ‬
‫قصيرا ! ‪.‬‬ ‫ً‬
‫ن البراء ب��ن ع��ازب‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫رواي��ة‪ :‬أ َّ‬ ‫ـ وف��ي‬
‫ش��عر‬ ‫(كان ژ مربوعا‪ ،‬بعيد ما بين الم ِ‬
‫نك َبين‪ ،‬له‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫يبلغ َشحم َة أُذ َن ْيهِ‪ ،‬رأي ُته في ُحلَّةٍ حمراءَ‪ ،‬لم أ َ َر شي ًئا‬
‫أحسن منه)(((‪.‬‬
‫َ‬
‫ـ وأخرج البخاري ومسلم‪ :‬عن أنسٍ ‪ :ƒ‬أنَّه قال‪:‬‬
‫‪95‬‬
‫أبيض‬
‫َ‬ ‫رسول اهلل ِ ژ أ َ ْز َه َر اللَّونِ)((( أي‪ :‬إنَّه كان‬
‫ُ‬ ‫(كان‬
‫بح ْم َرةٍ‪.‬‬
‫بياضا مخلوطً ا ُ‬ ‫ً‬
‫اللَّون ِ‬

‫أبيض كأنَّما‬
‫َ‬ ‫ـ وقال أبو هريرة‪( :‬كان رسول اهلل ژ‬
‫ِ‬
‫ضةٍ)(((‪.‬‬
‫ص ْي َغ م ْن فِ َّ‬
‫ِ‬

‫((( أخرج��ه البخاري ف��ي كتاب المناق��ب‪ ،‬باب صفة النب��ي ژ ‪ ،‬برقم‬
‫(‪)3551‬؛ ومسلم في كتاب الفضائل‪ ،‬برقم (‪.)91 /2337‬‬
‫((( أخرج��ه البخاري ف��ي كتاب المناق��ب‪ ،‬باب صفة النب��ي ژ ‪ ،‬برقم‬
‫(‪)3547‬؛ ومسلم في كتاب الفضائل‪ ،‬برقم (‪.)2330‬‬
‫((( أخرجه الترمذي ف��ي «الش��مائل المحمدية»‪ ،‬برق��م (‪)12‬؛ وصححه‬
‫األلباني في «الصحيحة»‪ ،‬برقم (‪.)2053‬‬
‫(رأيت رسو َل اهلل ِ ژ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫جابر بن َس ُم َر َة‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ـ وعن‬

‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫في ليلةٍ ِإض ِحي��ان ٍ ـ يعني‪ :‬في ليل��ةٍ م ِ‬
‫قم َرةٍ مضيئة ـ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬
‫أحسن من‬
‫ُ‬ ‫فجعلت أنظر إليه وإلى القمر‪َ ،‬ف َل ُهو عندي‬ ‫ُ‬
‫القمر)(((‪.‬‬
‫تسليما‬
‫ً‬ ‫صلَّى اهلل عليه‪ ،‬وعلى آله وصحبه‪ ،‬وسلَّم‬
‫كثيرا‪.‬‬
‫ً‬

‫‪96‬‬

‫((( أخرجه الترمذي في كت��اب األدب‪ ،‬باب ما جاء في الرخصة في لبس‬


‫الحم��رة للرجال‪ ،‬برق��م (‪ ،)2811‬وق��ال‪ :‬هذا حديث حس��ن غريب؛‬
‫وصححه األلباني في مختصر الشمائل‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫َّ‬
‫وثالثلاو عباسلا ثيدحلا‬

‫الحديث السابع والثالثون‬

‫النبي ژ ‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫سألت‬


‫ُ‬ ‫عن َع ْمرو بن ِ العاص ِ ‪ ، ƒ‬قال‪:‬‬
‫ب إليك؟ ق��ال‪َ « :‬عائ ِ َش��ةُ»‬
‫ِ‬
‫فقلت‪ :‬م َن‬
‫ُ‬ ‫أي النَّ��اس ِ أ َ َح ُّ‬
‫ُّ‬
‫الرج��الِ؟ ق��ال‪« :‬أَ ُبو َها» قل��ت‪ُ :‬ث َّم َم ْن؟ ق��ال‪« :‬ث َُّم‬ ‫ِّ‬
‫الخطاب ِ»‪ .‬متفق عليه(((‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫بن‬
‫ُع َم ُر ُ‬

‫اﻟﺸـﺮح‬

‫‪97‬‬ ‫حابي الجليل عمرو بن العاص ‪ ، ƒ‬من أكبر‬ ‫الص‬


‫َّ‬
‫ُّ‬
‫النبي ژ ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫وأشهر أصحاب‬
‫النبي ژ عن‬ ‫َّ‬ ‫َذ َك َر لنا في هذا الحديث أنَّه س��أل‬
‫أحب النَّاس‬
‫َّ‬ ‫النب��ي ژ بأ َّن‬
‫ُّ‬ ‫أحب الناس إليه‪ ،‬فأجابه‬ ‫ِّ‬
‫إليه‪ :‬زوجته عائشة‪.‬‬
‫الرجال إليك؟ قال‪ :‬أبوها؛‬
‫أحب ِّ‬
‫ُّ‬ ‫فقال َع ْم ٌرو‪َ :‬من‬
‫الص ِّديق ‪. ƒ‬‬
‫يعني أبا عائشة‪ ،‬وهو أبو بكر ِّ‬
‫((( أخرجه البخاري في كتاب أصحاب النبي ژ ‪ ،‬باب قول النبي ژ ‪« :‬لو‬
‫كنت متخ ًذا خليلاً »‪ ،‬برقم (‪)3662‬؛ ومسلم في كتاب فضائل الصحابة‪،‬‬
‫برقم (‪.)2384‬‬
‫��ن يا رس��ول اهلل؟ فقال‬
‫ثُ�� َّم ق��ال عمرو‪ :‬ث��م َم ْ‬

‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫َّ‬
‫الخطاب‪.‬‬ ‫النبي ژ ‪ُ :‬ث َّم ُع َمر بن‬
‫للصحابة الثَّالثة الكرام‪:‬‬
‫ج��دا َّ‬‫ًّ‬ ‫وهذه َم ِزيَّ ٌة عظيم ٌة‬
‫أح��ب النَّاس إلى‬
‫ُّ‬ ‫عائش��ة وأبي بك��ر وعمر‪ ،‬أنَّه��م‬
‫النبي ژ ‪.‬‬
‫ِّ‬
‫الس��نَّة والجماعة‬‫أهل ُّ‬ ‫ومما ينبغ��ي أن ُيع َلم‪ :‬أ َّن َ‬ ‫َّ‬
‫الصحابة‪ ،‬وأ َّن‬
‫ي��رون أ َّن الخلفاء األربعة هم أفض��ل َّ‬
‫الخالفة‪ ،‬فأفض ُلهم‬ ‫ترتيبهم في الفضل كترتيبهم ف��ي ِ‬
‫َّ‬
‫الخطاب‪ُ ،‬ث َّم ُعثمان بن‬ ‫الص ِّديق‪ ،‬ث َّم ُع َمر بن‬
‫أبو بكر ِّ‬ ‫‪98‬‬
‫علي بن أبي طالب @ ‪.‬‬ ‫ع َّفان‪ُ ،‬ث َّم ُّ‬
‫هؤالء هم أفضل أ ُ َّمة مح ِّم��د ژ على اإلطالق‪،‬‬
‫الصحابة‪:‬‬
‫ومن واجبنا تجاهه��م وتجاه غيرهم م��ن َّ‬
‫والترضي عليهم‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫واحترامه��م‪،‬‬
‫ُ‬ ‫حبُّهم‪ ،‬وإجال ُله��م‪،‬‬
‫رضي اهلل عنهم وأرضاهم‪.‬‬
‫وثالثلاو نماثلا ثيدحلا‬

‫الحديث الثامن والثالثون‬

‫ِ‬
‫أكث��ر دعاء‬
‫ُ‬ ‫عن أنسِ بن ِ مال��ك ٍ ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬كا َن‬
‫ِ‬
‫اآلخرة ِ‬ ‫النبي ژ ‪« :‬ال َّل ُه َّم آت ِ َنا في الدُّ نيا َح َس�� َن ًة‪ ،‬وفي‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫عذاب ال َّنار ِ» متفق عليه ‪.‬‬
‫(((‬ ‫ِ‬
‫َح َس َن ًة‪َ ،‬وق َنا‬
‫َ‬

‫اﻟﺸـﺮح‬

‫دليل‬
‫ٌ‬ ‫الصالح��ة‪ ،‬وهو‬ ‫الدعاء م��ن أعظم ِ األعمال ِ َّ‬ ‫ُّ‬
‫‪99‬‬
‫وس��بب لرحمته ومغفرته‬ ‫ٌ‬ ‫على تعظي��م اهلل وتوحيدِه‪،‬‬
‫وسبب لمحبَّته وقَبوله وعطائه‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ورضاه‪،‬‬
‫��ر من ُّ‬
‫الدع��اء‪ ،‬وأدعي ُته‬ ‫ِ‬
‫النبي ژ ُي ْكث ُ‬
‫ُّ‬ ‫وق��د كان‬
‫الستَّة‪ ،‬وهي‪ :‬صحيح‬ ‫السنَّة؛ كالكتب ِّ‬ ‫مبثوثة في ُك ُتب ُّ‬
‫البخاري‪ ،‬وصحيح مسلم‪ ،‬وس��نن أبي داود‪ ،‬وسنن‬
‫الترمذي‪ ،‬وسنن النسائي‪ ،‬وسنن ابن ماجه‪.‬‬

‫((( أخرجه البخاري في كتاب الدعوات‪ ،‬باب قول النبي ژ ‪« :‬ربنا آتنا في‬
‫الدنيا حسنة»‪ ،‬برقم (‪)6389‬؛ ومس��لم في كتاب الذكر والدعاء‪ ،‬برقم‬
‫(‪.)2690‬‬
‫النبي ژ كثي��رة‪ ،‬إلاَّ أنَّه كان ُيكثِر‬ ‫ِّ‬ ‫ومع أ َّن أدعية‬

‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫��م آت ِ َنا في الدُّ نيا َح َس�� َن ًة‪ ،‬وفي‬
‫الدعاء‪« :‬ال َّل ُه َّ‬ ‫من هذا ُّ‬
‫دعاء‬ ‫عذاب ال َّن��ار ِ»؛ وذلك ألنَّه‬ ‫ِ‬
‫اآلخ َرة ِ َح َس�� َن ًة‪َ ،‬وق ِ َنا‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫لخيري ِ ُّ‬
‫َ‬ ‫جامع‬
‫ٌ‬ ‫عظيم وار ٌد في القرآن‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫قال الشيخ عبد الرحمن السعدي ‪:((( 5‬‬
‫(الحس��نة المطلوبة ف��ي الدُّ نيا‪ :‬يدخ��ل فيها كلُّ‬
‫هنيء واسع ٍ‬‫ٍ‬ ‫ما يحسن وقو ُعه عند اإلنسان‪ ،‬من رزق ٍ‬
‫َ ُ‬
‫حال‌ل‪ ،‬وزوجةٍ صالحة‪ ،‬وولد ٍ تقَر ب��ه العين‪ ،‬وراحةٍ‬
‫ُّ‬
‫‪ 100‬وس��عادة‪ ،‬وعلم ٍ نافع‪ ،‬وعمل ٍ صالح‪ ،‬ونحو ذلك من‬
‫المطالب المحبوبة‪.‬‬
‫الس�لامة‌ من العقوبات في‬ ‫وحس��نة اآلخرة‌ هي‪َّ :‬‬
‫القبر والموق��فِ والنَّار‪ ،‬وحصول رض��ا اهلل‪ ،‬والفوز‬ ‫ِ‬
‫الرحيم‪.‬‬
‫ب َّ‬‫الر ِّ‬
‫المقيم‪ ،‬والقرب من َّ‬ ‫بالنعيم ُ‬
‫ٍ‬
‫أجمع دع��اء وأَواله باإليثار؛‬‫َ‬ ‫ع��اء‬
‫ُ‬ ‫فصار هذا ُّ‬
‫الد‬
‫ُّ‬
‫ويحث عليه)‪.‬‬ ‫النبي ژ ُيكثر من ُّ‬
‫الدعاء به‬ ‫ُّ‬ ‫ولهذا كان‬

‫((( في تفسيره‪ ،‬وذلك عند تفسير اآلية رقم ‪ 201‬من سورة البقرة‪.‬‬
‫وثالثلاو عساتلا ثيدحلا‬

‫الحديث التاسع والثالثون‬

‫عن أبي هريرة ‪ ، ƒ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ژ ‪« :‬إذا‬


‫ٍ‬
‫ثالثة‪ :‬اَّإل مِن‬ ‫مات اإلنس��ا ُن ا ْن َق َط َع َع ْن ُه َع َم ُل ُه اَّإل مِ��ن‬ ‫َ‬
‫صدَ َق ٍة َجار ِ َي ٍة‪ ،‬أو عِل��م ٍ ُي ْن َت َف ُع ب ِ ِه‪ ،‬أو َو َلد ٍ صالِح ٍ َيدْ ُعو‬
‫َ‬
‫له» رواه مسلم(((‪.‬‬

‫اﻟﺸـﺮح‬

‫‪101‬‬ ‫اهلل سبحانه عبا َده المؤمنين بأ ْن َيعملوا أعمالاً‬ ‫أمر ُ‬


‫صالح�� ًة تقربهم ِمن رحمت��ه‪ ،‬وتنجيهم م��ن غضبِهِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ِّ ُ‬
‫وعقوبته‪.‬‬
‫النبي ژ في هذا الحديثِ أ َّن اإلنسان‬ ‫ُّ‬ ‫وقد أخبرنا‬
‫إذا م��ات‪ ،‬انقطع عنه عمله إلاَّ م��ن ثالثة أمور‪ ،‬وهي‬
‫أمور يجري عليه األجر بسببها حتى بعد أن يموت‪:‬‬ ‫ٌ‬
‫بص َدقَةٍ جارية؛‬
‫ق في حياته َ‬ ‫َّ‬
‫يتصد َ‬ ‫األول‪ :‬أن‬
‫ـ األمر َّ‬
‫عطاء ذلك البئر بعد‬ ‫ُ‬ ‫بئرا في حياته ويستمر‬ ‫يحفر ً‬‫َ‬ ‫كأن‬

‫((( أخرجه مسلم في كتاب الوصية‪ ،‬برقم (‪.)1631‬‬


‫أح��د‪ ،‬كان لمن حفره‬
‫ٌ‬ ‫موته‪ ،‬فكلَّما اس��تفاد من البئر‬

‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫وثوابه حتى وهو في قبره‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أجر ذلك‬
‫ُ‬
‫ومث��ل ذل��ك‪ :‬بن��اء المس��اجد والمستش��فيات‬
‫ُّ‬
‫والتصدق بالمصاح��ف‪ ،‬وغير ذلك من‬ ‫والمدارس‪،‬‬
‫الصدقات الجارية‪.‬‬
‫َّ‬
‫فمن علَّم‬
‫ـ األمر الثان��ي‪ :‬العلم الذي ُينتفع ب��ه‪َ ،‬‬
‫قوما أو وعظهم وأرش��دهم‪ ،‬أو ألَّف ً‬
‫كتابا‪ ،‬أو شارك‬ ‫ً‬
‫ٍ‬
‫نش��ر لعل��م ٍ نافع‪ ،‬جرى عليه‬ ‫ٍ‬
‫في طباعة أو توزيع ٍ أو‬
‫أجره في حياته وبعد مماته‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪102‬‬
‫الصالح (وكلمة الولد تشمل‬ ‫ـ األمر الثالث‪ :‬الولد َّ‬
‫الرج��ل أوال َده‪ ،‬أو ر َّبت‬
‫الذكر واألنثى)‪ ،‬ف��إذا ر َّبى َّ‬
‫ِ‬
‫الصالحة‬ ‫المرأة أوال َدها تربي ًة صالحة‪ ،‬فكلُّ أعمالهم َّ‬
‫ِ‬
‫حس��نات َم ْن ر َّباه��م‪ ،‬وكذلك فإ َّن‬ ‫تكون في ميزان ِ‬
‫أجرهما‬ ‫الصالح يدعو ُ‬
‫فيس��تمر ُ‬
‫ُّ‬ ‫أل ِّم��ه وأبيه‪،‬‬ ‫الول��د َّ‬
‫َ‬
‫وثوابهما وفض ُلهما عند اهلل‪.‬‬
‫ُ‬
‫الحديث األربعون‬
‫وعبرألا ثيدحلا‬

‫جابر بن ِ عبد اهلل ^ ‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ژ ‪:‬‬


‫ِ‬ ‫عن‬
‫مات عليه» رواه مسلم(((‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ث ُك ُّل َعبد على ما َ‬‫«ي ْب َع ُ‬
‫ُ‬

‫اﻟﺸـﺮح‬

‫هذا الحديث يتكلَّم عن ُح ْسن ِ الخاتمة‪ ،‬وهو من‬


‫والصالح من‬
‫َّ‬ ‫أهل الخير‬
‫يهتم بها ُ‬
‫ُّ‬ ‫أعظم األمور التي‬
‫‪103‬‬
‫النبي ژ إلى يومنا هذا‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫َل ُدن صحابة‬
‫ـ ومعنى ُح ْس��ن الخاتمة‪ :‬أن ُتخْ َتم لإلنسان حيا ُته‬
‫الصالح‪.‬‬
‫وهو على اإليمان والخير والعمل َّ‬
‫وفي هذا الحديث ُيخبرنا نب ُّينا ژ أ َّن اإلنسان إذا‬
‫ٍ‬
‫بعث يوم القيام��ة على تلك‬ ‫مات على ح��ال فإنَّ��ه ُي َ‬
‫ث‬ ‫ٍ ِ‬
‫��ج أو عمرة ُبع َ‬‫الحال؛ فمن مات وهو ُيلبِّي في َح ٍّ‬
‫ث‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يذكر اهلل ُبع َ‬
‫ومن مات وهو ُ‬ ‫يوم القيامة وهو ُيلبِّي‪َ ،‬‬
‫يوم القيامة وهو يذكر اهلل‪ ،‬ومن مات وهو على معصيةٍ‬
‫ُ‬

‫((( أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها‪ ،‬برقم (‪.)2878‬‬
‫ث يوم القيامة وهو على تلك المعصية‪ .‬نس��أل اهلل‬ ‫ِ‬
‫ُبع َ‬

‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫السالمة والعافية‪.‬‬
‫َّ‬
‫ولذل��ك يجب علين��ا أن نحرص عل��ى اجتناب‬
‫الس ِّيئة‪ ،‬وأن نمأل َ أوقاتنا باألعمال َّ‬
‫الصالحة؛‬ ‫األعمال َّ‬
‫ث يوم‬ ‫ِ‬
‫الح َس��نة‪ ،‬ولك��ي ُن ْب َع َ‬
‫لكي ُيخ َت َم لنا بالخاتمة َ‬
‫القيامة ونحن في رحمة اهلل ومغفرته ورضوانه‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫الفهرس‬
‫سرهفلا‬

‫مقدِّ مةُ ِ‬
‫الك َتاب �������������������������������������������������������������������������������������������������‪5‬‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫إشارات بين يدي الكتاب ���������������������������������������������������������������‪9‬‬ ‫ت‬ ‫ِ‬
‫س ُّ‬

‫الكامل لألحاديث األربعين الو ِ ْلدان َّية) �������‪105 11‬‬


‫ُ‬ ‫(النص‬
‫ُّ‬ ‫األربعون الو ِ ْل َّ‬
‫دانية‪:‬‬

‫الحديث األول‪:‬‬
‫«بنِ َي الإْ ِ ْسلاَ ُم َع َلى َخ ْمسٍ» ����������������������������������������������������������������������‪21‬‬
‫ُ‬

‫الحديث الثاني‪:‬‬
‫ق ا ْل َوال ِ َد ْين» ����������������������������������������‪23‬‬ ‫ِ‬
‫«الكبائر‪ :‬الإْ ِ ْش َر ُ‬
‫اك بِاهلل‪َ ،‬و ُعقُو ُ‬

‫الحديث الثالث‪:‬‬
‫ِ‬
‫«ا ْل ُم ْسلِ ُم‪َ :‬م ْن َسلِ َم ا ْل ُم ْسلِ ُمو َن م ْن ل ِ َسانِهِ َو َيدِهِ» ��������������������������������‪26‬‬

‫الحديث الرابع‪:‬‬
‫«آي ُة ا ْل ُم َنافِق ِ َثلاَ ٌ‬
‫ث» ������������������������������������������������������������������������������������‪28‬‬ ‫َ‬
‫الحديث الخامس‪:‬‬

‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫الصلاَ ةِ»���������������������������‪30‬‬ ‫«بين الرجل ِ وبين ِّ ِ‬
‫الش ْرك َوا ْلكُ فْ ِر‪َ ،‬ت ْر ُك َّ‬ ‫َ ْ َ َّ ُ َ َ ْ َ‬

‫الحديث السادس‪:‬‬
‫القوي» ������������������������������������������������������������������������������������������‪32‬‬
‫ُّ‬ ‫«المؤمن‬
‫ُ‬

‫الحديث السابع‪:‬‬
‫ِ‬
‫للصالة فَأَ ْس َب َغ ا ْل ُو ُ‬
‫ضوءَ» �����������������������������������������������������‪34‬‬ ‫ضأَ َّ‬
‫«م ْن َت َو َّ‬
‫َ‬
‫الحديث الثامن‪:‬‬

‫«م ْن َك َذ َ‬
‫ب َع َل َّي ُم َت َع ِّم ًدا» ��������������������������������������������������������������������������‪36‬‬ ‫َ‬
‫الحديث التاسع‪:‬‬
‫‪106‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َال َذ َّرةٍ م ْن كِ ْب ٍر» �����������������‪39‬‬ ‫ِ‬
‫«لاَ ي ْد ُخ ُل ا ْل َج َّن َة َم ْن َكا َن في َق ْلبِه م ْثق ُ‬
‫َ‬

‫الحديث العاشر‪:‬‬
‫«خ ْي ُر ُك ْم َم ْن َت َعلَّ َم ا ْلق ُْرآ َن َو َعلَّ َم ُه» �����������������������������������������������������������‪41‬‬
‫َ‬

‫الحديث الحادي عشر‪:‬‬


‫«كلِ َم َتان ِ َخ ِف َيف َتان ِ َع َلى اللِّ َسانِ» �������������������������������������������������������������‪43‬‬
‫َ‬

‫الحديث الثاني عشر‪:‬‬


‫«أ َ ْو َصانِي َخلِيلِي ژ ب ِ َثلاَ ثٍ» �������������������������������������������������������������������‪45‬‬
‫الحديث الثالث عشر‪:‬‬
‫ِ‬
‫ب َما َيكُ و ُن ا ْل َع ْب ُد م ْن َر ِّبهِ وهو ساجِ ٌد»��������������������������������������‪48‬‬
‫«أَق َْر ُ‬
‫الحديث الرابع عشر‪:‬‬
‫سرهفلا‬

‫ِ‬
‫« َل ْع ُن ا ْل ُم ْؤمن ِ َك َق ْتلِهِ» �����������������������������������������������������������������������������������‪50‬‬

‫الحديث الخامس عشر‪:‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫«يا ْاب َن آ َد َم‪ ،‬أ َ ْنف ْق أ ُ ْنف ْق َع َل ْي َ‬
‫ك» ����������������������������������������������������������������‪52‬‬ ‫َ‬

‫الحديث السادس عشر‪:‬‬


‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صبٍ» ���������������������������������������������������������������‪54‬‬
‫يب ا ْل ُم ْسل َم م ْن َن َ‬
‫«ما ُيص ُ‬
‫َ‬
‫‪107‬‬ ‫الحديث السابع عشر‪:‬‬
‫ِ‬
‫«لاَ  َت ْد ُخ ُلو َن ا ْل َج َّن َة َحتَّى ُت ْؤم ُنوا» ������������������������������������������������������������‪56‬‬

‫الحديث الثامن عشر‪:‬‬


‫الر ُجلِ»�������������������������������������������������������‪58‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُج ُل إ َلى َع ْو َرة َّ‬
‫«لاَ ي ْنظُ ُر َّ‬
‫َ‬

‫الحديث التاسع عشر‪:‬‬


‫ك ِإلاَّ أَنَّا ُح ُر ٌم» �������������������������������������������������������������‪60‬‬
‫ِ«إنَّا َل ْم َن ُرد َُّه َع َل ْي َ‬

‫الحديث العشرون‪:‬‬
‫«لاَ ي ْد ُخ ُل ا ْل َج َّن َة َقت ٌ‬
‫َّات»������������������������������������������������������������������������������‪62‬‬ ‫َ‬
‫الحديث الحادي والعشرون‪:‬‬

‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫«ما م ْن ُم ْسلم ٍ َي ُ‬
‫غرس غ َْر ًسا» ��������������������������������������������������������������������‪64‬‬ ‫َ‬
‫الحديث الثاني والعشرون‪:‬‬
‫ِ َّ ِ ِ‬
‫صاحـب ِ ا ْل َحـ ِّ‬
‫ق َم َقالاً » �����������������������������������������������������‪66‬‬ ‫« َد ُع ْو ُه؛ فَإن ل َ‬
‫الحديث الثالث والعشرون‪:‬‬
‫ِ‬
‫كـ َربِ» �����������������������������������������������������‪68‬‬
‫اهلل م ْن ُ‬
‫ـه ُ‬ ‫«م ْن َس َّر ُه أ َ ْن ُي ْنجِ َي ُ‬
‫َ‬
‫الحديث الرابع والعشرون‪:‬‬
‫ِ‬
‫«م ْن غ ََّش َنا َف َل ْي َس منَّا»���������������������������������������������������������������������������������‪70‬‬
‫َ‬
‫الحديث الخامس والعشرون‪:‬‬
‫‪108‬‬
‫ام ِرٍئ ُم ْسلِمٍ» �����������������������������������������������������������������‪72‬‬
‫ق ْ‬‫«من ِ اقْ َتطَ َع َح َّ‬
‫َ‬
‫الحديث السادس والعشرون‪:‬‬
‫«ي ِّس َرا َولاَ ُت َع ِّس َرا» ����������������������������������������������������������������������������������������‪74‬‬
‫َ‬

‫الحديث السابع والعشرون‪:‬‬


‫ِ‬
‫السلاَ َح َف َل ْي َس منَّا» ����������������������������������������������������‪76‬‬
‫«م ْن َح َم َل َع َل ْي َنا ِّ‬
‫َ‬
‫الحديث الثامن والعشرون‪:‬‬
‫« َنهى عن الخَ ْذ ِ‬
‫ف» �������������������������������������������������������������������������������������‪78‬‬ ‫َ‬
‫الحديث التاسع والعشرون‪:‬‬
‫ِِ‬
‫ت النَّبِ َّي ژ َع ْش َر سن َ‬
‫ين» ��������������������������������������������������������������‪80‬‬ ‫«خ َد ْم ُ‬
‫َ‬

‫الحديث الثالثون‪:‬‬
‫سرهفلا‬

‫ِ‬
‫َام أ َ َح ُد ُك ْم م ْن َم ْجلِ ِسهِ ُث َّم َر َج َع إليهِ» ����������������������������������������‪82‬‬ ‫ِ‬
‫«إ َذا ق َ‬

‫الحديث الحادي والثالثون‪:‬‬


‫«ح ُّق ا ْل ُم ْسلِم ِ َع َلى ا ْل ُم ْسلِمِ» ��������������������������������������������������������������������‪84‬‬
‫َ‬

‫الحديث الثاني والثالثون‪:‬‬

‫الط ِر َ‬
‫يق َح َّق ُه» ���������������������������������������������������������������������������������‪86‬‬ ‫«أ َ ْعطُ وا َّ‬
‫‪109‬‬ ‫الحديث الثالث والثالثون‪:‬‬
‫ام ِرٍئ ُم ْسلِم ٍ َل ُه َش ْي ٌء» ���������������������������������������������������������������‪88‬‬
‫«ما َح ُّق ْ‬
‫َ‬
‫الحديث الرابع والثالثون‪:‬‬
‫ـم أ َ ْن َت ْحلِفُ ـوا ب ِ َآبائِكُ ْم» ���������������������������������������������������‪90‬‬ ‫ِ«إ َّن اهللَ َي ْن َه ُ‬
‫اك ْ‬
‫الحديث الخامس والثالثون‪:‬‬
‫اما ق َُّط» ����������������������������������������������������������������‪92‬‬ ‫ِ‬
‫اب النَّب ُّي ژ طَ َع ً‬
‫«ما َع َ‬
‫َ‬
‫الحديث السادس والثالثون‪:‬‬
‫ول اهلل ِ ژ أ َ ْح َس َن النَّاس ِ َو ْج ًها» ��������������������������������������������‪94‬‬
‫«كا َن َر ُس ُ‬
‫َ‬
‫الحديث السابع والثالثون‪:‬‬

‫اﻷرـــن اــاــ‬
‫أي النَّاس ِ أ َ َح ُّ‬
‫ب إليك؟» �������������������������������������‪97‬‬ ‫النبي ژ ‪ُّ :‬‬
‫َّ‬ ‫«سألت‬
‫ُ‬

‫الحديث الثامن والثالثون‪:‬‬


‫«اللَّ ُه َّم آت ِ َنا فِي ُّ‬
‫الد ْن َيا َح َس َنةً» �������������������������������������������������������������������‪99‬‬

‫الحديث التاسع والثالثون‪:‬‬


‫ِ«إ َذا َم َ‬
‫ات الإْ ِ ْن َسا ُن ا ْنقَطَ َع َع ْن ُه َع َم ُل ُه» ����������������������������������������������������‪101‬‬

‫الحديث األربعون‪:‬‬
‫ات َع َل ْيهِ» ���������������������������������������������������‪103‬‬ ‫ٍ‬
‫ث ُكلُّ َع ْبد َع َلى َما َم َ‬
‫ُ«ي ْب َع ُ‬
‫‪110‬‬
‫الفهرس ��������������������������������������������������������������������������������������������������������‪105‬‬

You might also like