Professional Documents
Culture Documents
الأربعون الولدانية - دار القلم
الأربعون الولدانية - دار القلم
اِْا ﱠـ
ا اﻷوـ
٢٠٢٢ ١٤٤٣
kalam-sy@hotmail.com
اﻷرـن
ﱠ ْ
اِاـ
اﻷرـــن اــاــ
أجل الو ِ ْلدان(((.
وكلُّ ه��ذه األحادي��ث األربعين م��ن األحاديث ُ
الصحيحة التي ا َّتفق على إخراجها اإلمامان الكريمان:
البخاري ومس��لم ،أو من األحاديث الت��ي أخرجها
أحدهما ،رحمة اهلل عليهما.
ش��رحت ُك َّل حديث ٍ من أحاديث «األربعين ُ وقد
ِ
المرا َد منه إجمالاً ُ ،م ً
راعيا في الو ْلدان َّية» َش ْ
��ر ًحا ُي َب ِّين ُ
قد َر
ذلك االختص��ار والوضوح وتس��هيل العب��ارة ْ 6
اإلمكان.
ورجاء كبير ،ف��ي أن يتقبَّلها اهلل أمل عظيم، ِ
ٌ َولي ٌ
ـ تبارك وتعالى ـ بقب��ول ٍ َح َس��ن ،وأن َت ْحظى ـ بعد
والم َدارس��ة، ِ
بالحفْ ظ ذلك ـ بقبول الناس وإقبالهم:
ُ
المس��ابقات وبالق��راءة الفرديَّ��ة والجماع َّية ،وبإقامة ُ
والدورات في المساجد والمدارس والنوادي والبيوت.
وبارك
ْ وألحبابنا ولجميع المس��لمين ،وص ِّل وس��لِّ ْم
ُةمِ قدُم
7
تا لكا يدي ينب ٍتاراشإ ُّتِس
ومناسب كذلك
ٌ مناسب للصغار،
ٌ 1ـ هذا الكتاب
توجيه ُمستفا ٌد
ٌ للكبار ،فليس فيه إلاَّ آي ٌة أو حديث ،أو
العلم بلفظه أو بمعناه. من كتب أهل ِ
ُُ
3ـ َج َع ْل ُ
��ت األحاديث كامل ًة ف��ي َّ
أول الكتاب،
أيسر وأعو َن على
َ متتابعا؛ ليكون ذلك
ً وسرد ُتها سر ًدا
الحفظ والمراجعة.
اﻷرـــن اــاــ
والمعلِّم��ات على قراءة ه��ذا الكتاب م��ع األبناء
والبنات والطالب والطالبات ،لتقويم ألسنتهم قبل
حفْ ِ ِ
��ظ األحادي��ث ،ولتعليمهم اآلداب اإلس�لام َّية
المستفادة من تلك األحاديث.
ُ
كثيرا من
ذكرت في ش��رح األحاديث ً ُ 6ـ مع أنِّي
المعاني والفوائ��د والتوجيه��ات ،إلاَّ أ َّن ما بقي من
ٍ
بكثي��ر م َّما أكثر
المعاني والفوائ��د والتوجيه��اتُ ،
10
ذكرت ،ول��ذا أتمنَّى من األبناء والبن��ات أن ُي ْك ِملوا
ُ
استنباطها واس��تخراجها وحدهم أو مع غيرهم ،وأ ْن
ويفيدوا.
ُيق ِّيدوا تلك الفوائد ،لكي يستفيدوا ُ
ّينادْلِولا نوعبر لأا
اﻷرـــن اــاــ
ب ،وإذا و َعدَث َك َذ َ
ثالث :إذا ح��دَّ َ
ٌ المنافق ِ
«آيةُ ُ
ف ،وإذا ا ْؤتُ ِم َن خا َن» متفق عليه. أَ ْخ َل َ
اﻷرـــن اــاــ
الم ْؤمِن ِ َك َق ْتلِه» متفق عليه.
رسول اهلل ژ َ « :ل ْع ُن ُ
اﻷرـــن اــاــ
��رب ِ يوم ِ القيامةِ، ِ ِ
��ر ُه أن ُي ْنج َي ُه اهلل ُ من ُك َ
«من َس َّ َ
ِ
ض ْع َع ْن ُه» رواه مسلم. َف ْل ُي َن ِّف ْس عن ُم ْعسرٍ ،أو َي َ
النبي ژ َب َع َث ُه
َّ األشعري :ƒأ َّن
ِّ 26عن أبي موسى
«ي ِّس َرا وال تُ َع ِّس َرا،الي َمنِ ،وقال لهماَ :
ومعا ًذا إلى َ
وب ِّش َرا وال تُ َن ِّف َرا ،و َت َط َاو َعا وال َتخ َتل ِ َفا» متفق عليه.
َ
اﻷرـــن اــاــ
ِ
هي َعن ِ ُ
المنكَ ر ِ» عروف َوال َّن ُ الس�لام َِ ،واأل َ ْم ُر ب ِ َ
الم ُ َّ
متفق عليه.
اﻟﺸـﺮح
21
النبي ژ أ َّن هناك ً
أمورا ُّ في هذا الحديث ُيب ِّين لنا
ِ
الواجبات في دين وأوجب خمس ًة هي أهم الم ِهم ِ
ات،
ُ ُّ ُ َّ
اإلسالم ،وهذه األمور ُتس َّمى (أركان اإلسالم).
اﻷرـــن اــاــ
ُ
أركان ِ اإلس�لام (بعد الش��هادتين)؛ ولذل��ك ذكرها
النبي ژ بعدهما مباشرة.
ُّ
مقدار من المال
ٌ ال��زكاة؛ والزكاة
ـ الركن الثالثَّ :
عطيه الفقراءَ
الم ْسلم أن ُي َ َّ
حد َد ْته الشريعةُ ،يجب على ُ
ِ
المستح ِّقين. وغيرهم من والمساكين،
َ َ
صوم رمضا َن؛ فيجب على المسلم أن ُ ـ الركن الرابع:
شهر رمضا َن كاملاً ،إلاَّ إذا كان من أهل األعذار. يصوم َ
��ج بيت ِ اهلل ِ الح��رام ِ ،وهو
ـ الرك��ن الخامسَ :ح ُّ 22
مر ًة واحد ًة ،لمن استطاع إلى واجب في ُع ُم ِر اإلنسان ٌَّ
ذلك سبيلاً .
دين
ن��ي عليها ُ هذه هي األركا ُن الخمس��ة التي ُب َ
ِ
وتفاصيل أحكامها وآدابِها مذكور ٌة في ُك ُتب
ُ اإلسالمِ،
العقائدِ ،وفي كتب الفقه.
الحديث الثاني
يناثلا ثيدحلا
النبي ژ عن
ُّ عن أنسِ بن ِ مالك ٍ ،ƒقالُ :سئِل
وقتل
ُ «اإل ْش َراكُ بِاهللِ ،و ُعقُو ُق الوالِدَ ينِ،
الكَ بائ ِ ِر ،فقالِ :
َ
الزور ِ» متفق عليه .
(((
ال َّن ْفسِ ،وشهاد ُة ُّ
اﻟﺸـﺮح
اﻷرـــن اــاــ
ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ
ﮉ ﴾ [المائدة.]72 :
ـ الثانية :عق��و ُق الوالدَ ين؛ ومن ذل��كَ :ه ْج ُرهما
وقطيع ُتهما ،وإيذاؤهما باألقوال أو باألفعال ،وكذلك
ع��دم طاعتِهما ،واإلس��اء ُة إليهما بأنواع اإلس��اءات ُ
المختلفة.
ِ قتل ال َّنفسِ؛
فقتل النفسِ المعصومة ٌ
ذنب ُ ـ الثالثةُ :
وسبب لدخول النَّار،
ٌ س��بب لغضب اهلل،
ٌ عظيم ،وهو 24
كما ق��ال تعال��ى ﴿ :ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ
ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ
ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﴾ [النساء.]93 :
ور هو الكذب ،فمن الزورِ؛ والزُّ ُ
ـ الرابعة :شهاد ُة ُّ
��ه َد على غيره بش��هادةٍ كاذبةٍ ،فقد أتى ُم ْنكَ ًرا منَش ِ
القول ،وكبير ًة من الكبائر.
والواجب على المس��لم أن يكون صادقًا في كل
ُ
ِ
ق في أداء الشهادة،
الصد ُ
أحيانه وأحواله ،وم ْن ذلكِّ :
س��واء كانت ب منه أن يش��هد على ش��يء، ِ
ٌ فإذا طُ ل َ
الش��هادة عند القاضي أو عند غيره ،ف ْليش��هد بالحق
يقع في
والك��ذب؛ لكيال َ
َ والصدق ،و ْليجتنب الزُّ َ
ور
يناثلا ثيدحلا
25
اﻷرـــن اــاــ
الحديث الثالث
اﻟﺸـﺮح
اﻟﺸـﺮح
((( أخرجه البخاري في كتاب اإليم��ان ،باب عالمة المنافق ،برقم ()33؛
ومسلم في كتاب اإليمان ،برقم (.)59
ـ العالمة الثالثة :خيان ُة األمانة.
صفات المنافِقِ. الصفات الثالث ،هي هذه
عبارلا ثيدحلا
ُ ُ
بالصدق ولم
ِّ المؤمن؛ فإنَّه إذا تكلَّ��م ،تكلَّم
ُ أ َّما
ب. ِ
َيكذ ْ
ِ ٍ
الوعد،
َ أحدا بوعد ،فإنه ال ُيخْ ل ُ
ف ذلك وإذا و َع َد ً
وي ِفي به. ِ
بل ُينج ُزه َ
أحد عنده أمان��ةً ،فإنَّه يؤدِّي إليه تلك وإذا وضع ٌ
األمانة بال تردُّد ٍ وال ُّ
تأخ ٍر وال مماطلة.
29 ِ
��ر
أحد بخبر من األخبار ،أو س ٍّ وكذلك إذا أخبره ٌ
الخبر أو ذلك
َ من األسرار ،وطَ َل َب منه أن َيك ُت َم ذلك
الس َّر ،فإنَّه يكتمه وال ُيخبِ ُر به ً
أحدا؛ أل َّن إفشاء األسرار ِ ِّ
ِ
نوع من أنواع الخيانة .نسأ ُل اهلل أن ُيعاف َينا منها. ٌ
اﻷرـــن اــاــ
الحديث الخامس
اﻟﺸـﺮح
31
((( ومن أعظم ما يجب على كل مسلم ومسلمة ،أن يعرف أوقات الصالة،
أمر عظيم ،ومن ترك الصالة حتى خرج وقتها ،فقد
فأمر أوقات الصالة ٌ
وذنبا من أكبر الذنوب.
ارتكب معصية من أعظم المعاصيً ،
اﻷرـــن اــاــ
()1
الحديث السادس
اﻟﺸـﺮح
((( هذا الحديث ليس موجود ًا في الطبعة اإللكترون َّية التي س��بق نش��رها
تمد هو ما في هذه الطبعة ،وهي الطبعة الورق َّية والم ْع َ
على الش��بكةُ ،
األولى لهذا الكتاب.
((( أخرجه مسلم في كتاب الق ََدر ،برقم (.)2664
القوي في
ُّ القوي في إيمانه،
ُّ القوي (هوُّ والمؤمن
ُ
(سداسلا ثيدحلااا
((( ِ
القوي في ه َّمته ونشاطه) .
ُّ إرادته،
وبناء على ذل��ك ،فإنَّ��ه ينبغي عل��ى المؤمنين ً
والمؤمنات ،أ ْن يس��عوا ق َْد َر اس��تطاعتهم إلى تقوية
تقوي اإليمان ،وإلى إيمانهم باهلل بك ِّل الوسائل التي ِّ
ِ
تقوية ه َم ِمهم للترقِّي ف��ي درجات األعمال الصالحة
قربهم إل��ى اهلل ،وإل��ى تقوية ش��خص َّياتهم الت��ي ُت ِّ
ِ
ومصاع َبه��ا ،وإلى تقوية ليواجه��وا متاعب الحي��اةِ
َ
والخب��رات المفيدةِ
ِ ِ بالتزود بالعلوم النافعة أنفس��هم
ُّ
33
وتنف ُع أ ُ َّمتهم ومجتمعات ِ ِهم.
تنفع ُه ْم َ
التي ُ
خير» إشار ٌة ُمه َّمةٌ ،وهي
وفي قوله ژ « :وفي ُك ٍّل ٌ
ضعيفا ـ فهو على ً أ َّن المؤمن ـ سواء كان قو ًّيا أو كان
كاف لحصول الخيرية ،لك َّن ٍ عظيم أمر
ٌ خير ،فاإليمان ٌ
الضعيفِ بميزةٍ الق��وي يتم َّيز على المؤم��ن َّ المؤمن
َّ َ
وأحب إلى اهلل تبارك وتعالى. ُّ خير منهزائدة ،فهو ٌ
((( ما بين القوسين ،من كالم الش��يخ محمد بن صالح بن عثيمين ، 5
عند تفس��يره لقول اهلل تعالى ﴿ :ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﴾ [القمر .]49 :من
كتاب (تفسير القرآن الكريم :من الحجرات إلى الحديد) للشيخ محمد
ابن صالح بن عثيمين ،دار الثريا للنشر.
اﻷرـــن اــاــ
الحديث السابع
اﻟﺸـﺮح
اﻷرـــن اــاــ
محمد ناصر الدين األلباني . 5
ـ ومن أشهر المواقع على شبكة اإلنترنت :شبكة
السنَّة النبويَّة وعلومها ،وقسم الموسوعة الحديثية من
ُّ
السنِ َّية). موقع ُّ
(الد َرر َّ
38
الحديث التاسع
عساتلا ثيدحلا
اﻟﺸـﺮح
اﻷرـــن اــاــ
ق :ردُّه، الحق و َغ ْم ُط ال َّناس ِ»(((؛ ومعنى َبطَ ُر الح ِّ ِّ َب َط ُر
و َغ ْم ُط النَّاس :احتقارهم.
النبي ژ : الك ْبر و َذ ِّمه :قولومما يدل على تحريم ِ
ِّ َّ
اختا َل فِي م ِ ْش ِ ِ ْس��ه ،أو ِ ْ «من َتع َّظم في َنف ِ
��يتهَ ،لق َي اهللَ َ َ ْ َ َ
وه��و علي��ه غضب��ا ُن» رواه البخ��اري ف��ي «األدب
المفرد»((( بسند ٍ ج ِّيد.
ِ ِ ِ
وخ ُل ٌق َذميم، ذنب عظي��مُ ، فإذا َعل ْمن��ا أ َّن الك ْبر ٌ
الط ِّيب َة التي وجب علينا أن نجتنبه ،وأن نعمل األعمال َّ
40
ق، ِ
ُتبع ُدن��ا عنه؛ كقبول النَّصيح��ة ،واإلذعان إلى الح ِّ
ِ ِ
والخ َدم َِ والض َعف��اء والمحتاجي��ن ُّ وكمحبَّ��ةِ الفقراء
ونحوِه��م ،ومالطفتِهم ،واالهتمام ِ به��م ،والتَّواضع ِ
برئ النَّفْ س من وي ِّ لهم؛ فإ َّن ذلك م َّما ُيطَ ِّه ُر القل��بُ ،
الغرور ِ والتعاظم ِ ِ
والك ْب ِر.
((( أخرجه مسلم في كتاب اإليمان ،برقم ( ،)91من حديث ابن مسعود . ƒ
أيضا أحم��د ( ،)200/5برقم ()5995؛ والحاكم
((( برقم ()549؛ وأخرجه ً
وصححه .وانظر« :السلسلة الصحيحة» لأللباني (.)543
َّ ()128/1
الحديث العاشر
رشاعلا ثيدحلا
((( أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن ،باب :خيركم من تعلم القرآن
وعلمه ،برقم ( ،)5027من حديث عثمان بن ع َّفان . ƒ
((( أخرجه البخاري في الموضع المذكور في الحاشية السابقة؛ وابن حبَّان
(اإلحسان ،)325/1 :برقم ( ،)118واللفظ له.
وبناء عل��ى ذلك؛ فإنَّ��ه ينبغي على ك ِّل مس��لم ٍ
ً
اﻷرـــن اــاــ
تعلمهِ
ومس��لمة ،أن يهت�� َّم بالق��رآن فيحرص عل��ى ُّ
َ
وضبطه وإتقانِهُ ،ث َّم يشاركَ بعد ذلك في تعليمه لغيره.
ِ
ِ
بح َلقات
ق َ ومِن أنفع ِ األمور وأحس��نها :االلتح��ا ُ
تحفيظ القرآن ِ في المساجد والمدارس والمعاهد من ِ
خير ونور ٍ
التعلم؛ فم ْن فع��ل ذلك فهو عل��ى ٍ
ُّ أج��ل ْ
َ
و ُه ًدى.
42
رشع يداحلا ثيدحلا
اﻷرـــن اــاــ
إلاَّ اهلل ،واهلل أكبر ،وال حول وال قوة إلاَّ باهلل.
ومن ذلك :هاتان الكلمتان العظيمتان« :سبحا َن اهلل ِ
وب ِ َح ْمدِهِ ،س��بحا َن اهلل ِ العظيم» ،فقد ذكر لنا نب ُّينا !
ٍ
بميزات ثالث: أنَّهما تتميزان
ِ ِ
جدا السهل ًّ 1ـ أنَّهما خفيفتان على اللِّسان ،فم َن َّ
على اإلنسان أن ُي َر ِّد َدهما بدون مش َّقة.
2ـ أنَّهما ثقيلتان ِ في الميزان ،ومعنى ذلك :أ َّن َم ْن
اهلل به ميزا َن حسناتِه. عظيم يمأل ُ ٌ أجر
قالهما ،فله ٌ 44
ِ
حمن؛ أي :إ َّن اهلل تبارك ٣ـ أنَّهما حبيبتان إلى َّ
الر ٰ
وتعالى ُي ِحبُّهما ،وهذا يد ُّل على أنَّهما كلمتان ِ في غاية
والعظَ َمةِ.
األهم َّية َ
ول ْجل هذا ك ِّل��ه ،ينبغي علينا أن نهت�� َّم بهاتين أِ
المطْ َلقة،الكلمتين العظيمتين ،وبغيرهما من األذكار ُ
ِ
األوقات نحرص على ذلك و ُنكثِ َر من��ه في ك ِّل َ وأن
ب الر ِّ
العظيم من َّ َ األج��ر
َ وعلى ك ِّل األح��وال؛ ل ِ َن َنا َل
الكريم .2
رشع يناثلا ثيدحلا
اﻟﺸـﺮح
ب من َ��ر ٌ
صحاب��ي جليلُ ،مق َّ
ٌّ أبو هري��رة ، ƒ
45
رسول اهلل ژ .
النبي ژ له ،فيقول :أوصاني يخْ بِرنا ƒبوصيةِ
ِّ َّ ُ
خليلي؛ وكلمة (خليلي) ككلمة (حبيبي) ،لكنَّها تد ُّل
أبل��غ وأقوى من كلمة ُ على محبَّةٍ عظيمةٍ ًّ
جدا؛ فهي
حبيبي.
بثالث وصايا:ِ يقول :أوصاني خليلي
ِ
صيام ثالثةِ أيَّام ٍ م ْن ك ِّل ش��هر؛
ُ ـ الوصية األولى:
((( أخرجه البخاري ف��ي كتاب الصوم ،ب��اب صيام أي��ام البيض ،برقم
()1981؛ ومسلم في كتاب صالة المسافرين وقصرها ،برقم (.)721
ذات فضل ٍ
وصيام ثالثة أيام من كل شهر ُس َّن ٌة كريم ٌة ُ
اﻷرـــن اــاــ
النبي ژ أ َّن صيام ثالثة أيام من كل
ُّ عظيم ،وقد أخبر
الد ِ
هر كلِّه((( ،وهذا من كرم اهلل وفضله ش��هر كصيام َّ
على عباده.
المهم أن
ُّ خمسا ،أو أكثر من ذلك،
ً ركعةً ،أو ثالثًا ،أو
يكون عد ُدها فرد ًّيا ،وهذا هو المقصود بكلمة الوتر.
النب��ي ژ ألبي هري��رة ، ƒوهي
ِّ ه��ذه وصي ُة
جميعا من رسولنا وحبيبِنا محمد ٍ ! .
ً وص َّي ٌة لنا
47
اﻷرـــن اــاــ
َ
الثالث عشر الحديث
49
((( أخرجه مس��لم ف��ي كتاب الص�لاة ،برق��م ( ،)479م��ن حديث ابن
عباس ^ .
اﻷرـــن اــاــ
َ
الرابع عشر الحديث
((( أخرجه البخاري في كتاب األدب ،باب من كفر أخاه بغير تأويل فهو
كما قال ،برقم ()6105؛ ومسلم في كتاب اإليمان ،برقم (.)110
((( أخرجه أب��و داود في كت��اب األدب ،باب في اللع��ن ،برقم ()4906؛
والترم��ذي في أبواب الب��ر والصلة ،ب��اب ما جاء ف��ي اللعنة ،برقم
وصححه؛ من حديث سمرة بن جندب . ƒ َّ ()1976؛ والحاكم ()111/1
النب��ي ژ كم��ا في س��نن أب��ي داود ُّ ـ وأخب��ر
رشع َعبارلا ثيدحلا
((( أخرجه أب��و داود في كت��اب األدب ،باب في اللع��ن ،برقم ()4908؛
والترم��ذي في أبواب الب��ر والصلة ،ب��اب ما جاء ف��ي اللعنة ،برقم
()1978؛ وابن حبان (اإلحسان ،)55/11 :برقم ()5745؛ من حديث ابن
عباس ^ .
((( في «المعجم األوسط» ( ،)380/6برقم (.)6674
((( «مجموع فتاوى ومقاالت» للشيخ ابن باز .)148/7( 5
اﻷرـــن اــاــ
َ
الخامس عشر الحديث
ِ
من أعظم ِ ِّ
الصفات التي مدح اهلل بها عبا َده المؤمنين:
ق في سبيل اهلل ،وفي ذلك يقول اهلل تعالى ﴿ :ﭑ ❁ اإلنفا ُ
52
ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ❁ ﭝ ﭞ
ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﴾ [البقرة 1 :ـ .]3
الر ُجل ِق َّ
أمورا عديدة ،منها :إنفا ُ
ً واإلنفاق يشمل
على زوجت��ه وأوالده ،ومنه��ا :إنفاق ُُه عل��ى الفقراء
ق في وجوه الخير؛ ك َن ْشر والمس��اكين ،ومنها :اإلنفا ُ
المصاحف ،وتوزيع الكتب النافعة ،وعالج المرضى،
وغير ذلك من المشاريع الخيرية.
((( أخرج��ه البخاري في كتاب تفس��ير القرآن ،ب��اب قوله ﴿ :ﭬ
ﭭ ﭮ ﭯ ﴾ ،برق��م ()4684؛ ومس��لم في كتاب ال��زكاة ،برقم
( ،)993واللفظ له.
وعد من اهلل تعالى لمن أنفق ماله وفي هذا الحديث ٌ
رشع َسماخلا ثيدحلا
اﻟﺸـﺮح
ِ
للمتاعب ِ ض اإلنس��ا ُن ف��ي ه��ذه ُّ 54
��ر ٌ
الدني��ا ُم َع َّ
ِ
والمصاعبِ ،والهموم ِ واألحزانِ.
ٍ
بأمر عظيمٍ، النب��ي ژ
ُّ وفي هذا الحديث ُيخبِ ُرنا
ينبغي أن نتذ َّك َره في ك ِّل أحوالنا؛ فإنَّه ٌ
أمر َي ُس ُّر القلب،
ويجلب االطمئنان. ُ ويسلِّي الروح،ُ
س��لم ال يحصل له
َ األمر هو أ َّن اإلنس��ان ُ
الم ُ هذا
��ب (وهو المرض)،
ص ٌب (وه��و الت ََّعب) ،وال َو َص ٌ
َن َ
س��ببا لمغفرة
ً المصائب
ُ من خطاي��اه ،فتكون ه��ذه
وم ْحوِه��ا وإزالتها ،فيخرج من المصيبة وهو ُّ
الذنوب َ
قريب من ر ِّبه ومواله. ٌ طاهر من ذنوبه وخطاياه، ٌ
دليل على
ٌ الش ْو َكةِ ُي َشا ُك َها»
«ح َّتى َّ وفي قوله ژ َ :
صيب اإلنسا َن يكو ُن ك َّفار ًة له ،حتى أ َّن األذى الذي ُي ُ
الشوكة. يسيرا كأذى َّ ً لو كان أ ًذى
المس��لِ ُم ذل��ك ،ف ْليف��رح بفضل اهلل، ��م ُ
ِ
إذا َعل َ
الصبر واالحتس��اب ِ ِ دائم ِ
55 وليحرص على أن يك��ون َ
ض َي ع��ن اهلل ،رضي اهلل عنه والرضا ع��ن اهلل ،فمن ر ِ
َ َ ِّ
وأرضاه ،وأكرمه و َن َّع َم ُه وأعطاه.
اﻷرـــن اــاــ
َ
السابع عشر الحديث
اﻟﺸـﺮح
اﻟﺸـﺮح
مهم ًّ
جدا يجب علينا هذا الحديث يد ُّل على ٍ
أمر ٍّ
أن َن ْع َلمه وأن نعمل به. 58
نتساهل في
َ وأن نس�� ُترها؛ لكي ال يراها النَّاس ،وألاَّ
َ
أبدا ،ال بالنظر وال باللم��س ،وأن َن ْع َل َم أ َّن هذا ذلك ً
المزاح
ُ َّساهل وال ُ َّسامح وال الت
ُ األمر ال َيص ُل ُح فيه الت
َ
ٍ
بأي حال من األحوال. ِّ
59
اﻷرـــن اــاــ
َ
التاسع عشر الحديث
ِ
��دى إلى ام�� َة : ƒأنَّه أ َ ْه َالص ْعب ب��ن ِ َجثَّ َ
عن َّ
النبي ژ عليه و َل ْم َيق َْب ْله ُّ صيدا ،فردَّه ً رس��ول اهلل ژ
الح ْزن ،قال: ِِ
وجهه من ُ النبي ژ ما في ُّ منه ،فل َّما رأى
ِ«إنَّا لم ن َُر َّد ُه عليك اَّإل أَنَّا ُح ُر ٌم» متفق عليه(((.
اﻟﺸـﺮح
حمارا
ً ب��اب إذا أَهدى للمحرم
ٌ ((( أخرجه البخاري في كتاب جزاء الصيد،
وحش ًّيا ح ًّيا لم يقبل ،برقم ()1825؛ ومسلم في كتاب الحج ،برقم (.)1193
جل
الر ُ الرجلَِ ،ح ِ
��ز َن َّ النبي ژ هدي�� َة َّ ُّ فل َّم��ا َر َّد
رشع َعساتلا ثيدحلا
ِ
السبب ،وقال: الع ْذر ِ وبيان َّ النبي إلى ذ ْكر ُ ُّ وتأثَّ َر ،فبا َد َر
ببالس َ
جل َّ الر ُ ك ِإ اَّل أنَّا ُح ُر ٌم» ،ف ََف ِه َم َّ ِ«إنَّا َل ْم ن َُر َّد ُه َع َل ْي َ
أصحابه
َ ِ
الخبر ث بهذا وذهب ما في نفسه ،وأخذ ِّ
يحد ُ
َ
وتالميذه.
ومن هذا نس��تفيد :أهم َّي��ة المبادرة إل��ى َت ْبيِين ِ
الشيطان، األسباب وبيان األعذار؛ لنقطع َّ
الطريق على َّ
عملاً بقول اهلل تعالى ﴿ :ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ
61 ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﴾ [اإلسراء.]53 :
وق��د أورد اإلمام النووي ه��ذا الحديث في باب
الصالحين»؛ ُليب ِّي َن أن
ُح ْسن الخُ ُلق ،من كتاب «رياض َّ
يب النُّفوسِ ،وبيا َن األعذار ،منِ ِ
َج ْب َر الخواطر ،و َتطْ ي َ
محاسن األخالق.
اﻷرـــن اــاــ
الحديث العشرون
اﻟﺸـﺮح
ٌ
ِ
المشكالت والنِّزاعات والعداوات.
فيجب على ك ِّل مس��لم ٍ ومس��لمةٍ ،أ ْن َي ْح َذ َر من ُ
سبب من ِّ
أش َّد الحذر ،وأ ْن ُي َحذر منها؛ ألنَّها النَّميمة َ
ٌ
وسبب من أسباب عذاب الجنَّة، ِ
ٌ أسباب الح ْرمان من َ
القبر ،نعوذ باهلل من ذلك.
63
اﻷرـــن اــاــ
الحديث الحادي والعشرون
سبب
ٌ الم ِه َّمة؛ فهي
الزِّراعة من األعمال اإلنسانية ُ 64
ُوت ،وقد تكون سببا ِ
للغنى والثَّراء. للحصول على الق ِ
ً
الم ْس��لِم إذا زرع ِ ِ
فضل اهلل عل��ى عباده :أ َّن ُ
وم ْن ْ
يكتب
ُ طير أو بهيمةٌ ،فإ َّن اهلل
زر ًعا فأكل منه إنسا ٌن أو ٌ
ذلك صدق ًة لل َّزارع ،مع أ َّن هذا ال َّزارع في األصل لم
يزرع ألج��ل ِ الص َدقَ��ةِ ،وإنَّما زرع ألج��ل الق ِ
ُوت أو َّ
التِّجارة.
((( أخرجه البخاري في كتاب المزارعة ،باب فضل الزرع والغرس إذا أكل
منه ،برقم ()2320؛ ومسلم في كتاب المساقاة ،برقم (.)1553
نورشعلاو يداحلا ثيدحلا
65
اﻷرـــن اــاــ
الحديث الثاني والعشرون
اﻟﺸـﺮح
«من
عن أبي قتاد َة ، ƒقال :قال رسول اهلل ژ َ :
َس َّر ُه أن ُي ْنجِ َي ُه اهللُ مِن ُك َرب ِ يوم ِ القيامةَِ ،ف ْل ُي َن ِّف ْس عن
ِ
ض ْع َع ْن ُه» رواه مسلم(((. ُم ْعسرٍ ،أو َي َ
اﻟﺸـﺮح
والك ُربات
ُ نجيه اهلل من تلك األهوال
فمن أراد أن ُي َ
َ
ض ْع عنهم.الم ْعسرين ،أو َي َ ِّ
فلي َنف ْس عن ُ
يوم القيامةُ ،
َ
«من
عن أبي هريرة ، ƒقال :قال رسول اهلل ژ َ :
َغ َّشنا َف َليس م ِ َّنا» رواه مسلم(((.
اﻟﺸـﺮح
اﻟﺸـﺮح
حقوق النَّاس ،من األمور التي اهت َّمت بها شريع ُة 72
اإلسالم َّ
أشد االهتمام.
73
اﻷرـــن اــاــ
الحديث السادس والعشرون
النبي ژ صحاب ِ َّي ْين جلي َل ْي��ن إلى اليمن، ُّ أرس��ل
األش��عري ومعا ُذ ُ
بن جبل؛ ليقوما ُّ وهما أبو موس��ى 74
الدينِ ،وتعليم ِ النَّاسِ.
بتبليغ ِّ
وقب��ل أن يس��افِرا ،أَوصاهما النب��ي ژ بوصيةٍ
َّ ُّ ْ ُ
مختصرة ،لكنَّها عظيم ٌة معبِّرة.
َ
��را َو اَل تُ َع ِّس َ
��را»؛ أي :تعامال مع «ي ِّس َ
ـ قال لهماَ :
الناس برفق ،وبلِّغا دين اهلل دون تش��ديد وال تعسير،
وأخبرا عباد اهلل بأ ّن الدين ُي ْس ٌر ال َّ
شدة فيه وال حرج.
((( أخرجه البخاري في كتاب الفتن ،باب ق��ول النبي ژ « :من حمل علينا
السالح فليس م َّنا» ،برقم ()7071؛ ومسلم في كتاب اإليمان ،برقم (.)100
نورشعلاو عباسلا ثيدحلا
77
اﻷرـــن اــاــ
الحديث الثامن والعشرون
اﻟﺸـﺮح
��ذ ِ
ف ،برقم ((( أخرجه البخ��اري في كت��اب األدب ،باب النهي عن الخَ ْ
()6220؛ ومسلم في كتاب الصيد والذبائح ،برقم ( ،)1954واللفظ له.
نورشعلاو نماثلا ثيدحلا
اﻟﺸـﺮح
ِ
النب��ي ژ من مك�� َة ووصل إلى ُّ ��ر
هاج َعندما َ
المدينة ،جاءت إليه أ ُ ُّم أنسِ بن ِ مالك ،رضي اهلل عنه
أنس (وكان عمره عشر سنين) ،فقالت: وعنها ،ومعها ٌ 80
جئت به إليك ليكونُ يا رس��ول اهلل ،هذا ابني أنس،
النبي ژ . ُّ ب به فر َّح َ
في خدمتكَ .
ِ ِ
النبي ژ ،
ِّ خادم
ُ هو ƒ وأن��س
ٌ اليوم ذلك ن وم
كثيرا م��ن حاجاته وأموره، ِ
يقوم بخدمته ،ويقض��ي ً
وال ُيفارقه إلاَّ قليلاً .
أنس ƒعن أخالق ِ
وفي هذا الحدي��ثُ ،يخب ُرنا ٌ
ِ
اس��تمرت
َّ للنبي ژ
ِّ النب��ي ژ ،فيذكر لنا أ َّن خ َ
دم َته ِّ
((( أخرجه البخاري في كتاب األدب ،باب حس��ن الخلق والسخاء ،برقم
()6038؛ ومسلم في كتاب الفضائل ،برقم (.)2309
الم��دةِ الطويلةِ لم
نورشعلاو عساتلا ثيدحلا
اﻟﺸـﺮح
دين كامل ،لم يترك صغي��ر ًة وال كبير ًة م َّما دي ُننا ٌ
ينفعنا في دنيانا وأُخرانا إلاَّ ب َّي َنها وأ َ ْو َ
ض َحها لنا. 82
أدب ِ
ومن ذلك ما ب َّينه لنا في هذا الحديث ،وهو ٌ
من آداب المجالس.
هذا األدب :هو أ َّن اإلنس��ا َن إذا جلس في مجلسٍ
َ
ث َّم قام منه ،ث��م رجع إليه ،فهو أح�� ُّق به؛ فال يجوز
لغيره أن يأخذه منه ،فمت��ى ما رجع فهو أ َ ْولى النَّاس ِ
بمجلسه الذي قام منه.
العلم ،أو
الدراس َّيةِ ،أو غيرها.
الفصول ِّ
فإذا قام اإلنس��ان من المجلس ثم رجع إليه بعد
قليلٍ ،فهو أ َ ْولى به وأح ُّق ،أ َّما إذا قام من المجلس ثم
ق به؛ كمن قام ٍ رجع إليه بعد َّ ٍ
مدة طويلة فال يكون أح َّ
من المجلس بعد الظهر ورجع إليه بعد العصر أو بعد
المغ��رب أو من الغد؛ فه��ذا ليس أ َ ْول��ى بالمجلس
ق به. وال أح َّ
83
(وخصوصا
ً كثيرا من الخصومات والمالحظ :أ َّن ً
بين الفتيان) تكون بس��بب المجالس ،والس�� َّيما في
الدراسة. ِ
مقاعد ِ ِّ ِ
البيوت وفي
الش��رع َّيةِ في مجالس��نا،
ولو أنَّنا التزمنا باآلداب ِ َّ
َلزادت أُلف ُتنا ،وقلَّت خالفا ُتنا.
اﻷرـــن اــاــ
الحديث الحادي والثالثون
اﻟﺸـﺮح
84
ِ
للمسلم على المسلم حقو ٌق كثيرة ،من أه ِّمها هذه
الستَّ ُة المذكور ُة في هذا الحديث:
ق ِّالحقو ُ
لقيت أخاك فس��لِّ ْمَ الس�َل�اَ م؛ فإذا
ـ الحق األولَّ :
عليه ،وإذا سلَّم عليك ف َُر َّد عليه َّ
السالم.
ِ
ب ـ الحق الثاني :إجابة الدَّ عوة؛ ف��إذا دعاكَ فأج ْ
��رسٍ؛ فإ َّن ِ
دعو َته ،وال س�� َّيما إذا دعاك إلى وليمة ُع ْ
وأوجب.
َ إجابته تكون أه َّم
((( أخرجه البخاري في كتاب المظالم ،ب��اب أفنية الدور والجلوس فيها
والجلوس عل��ى الصعدات ،برقم ()2465؛ ومس��لم في كتاب اللباس
والزينة ،برقم (.)2121
وثالثلاو يناثلا ثيدحلا
اﻟﺸـﺮح
اﻟﺸـﺮح
ِ
أول إسالمهم ،يحلفون بغير الصحابة @ في َّ كان َّ
��ام الجاهل َّيةِ؛ فيحلف��ون بآبائهم، اهلل على عادتهم أيَّ َ
ِ
90
بالش َرف وباألمانة ،وبغير ذلك. ويحلفون َّ
َ
بحزم ٍ وعزم ،بال تردُّد ٍ وال تسويفٍ وال ضعفٍ.
الحلِفِ بغير اهلل ِ ف��ي هذا الزمانُ :
قول ومن صور َ
ِ
والنبي ،وقولهم:
ِّ بعض ِ النَّ��اس :وحياتك ،وقوله��م:
والكعبة.
المحرم ،بل هو شركٌ باهلل.
َّ الحلِف
كله من َ وهذا ُّ
اﻟﺸـﺮح
ِ
كريم األخالقِ ،ومن َك َرم ِ أخالقه أنَّه َ النبي ژ
ُّ كان
ويك��ره الكلم َة ح��ب الكلم َة الحس��ن َة الط ِّيبةََ ،
ُّ كان ُي
الرديئ َة النَّابيةَ. 92
النبي ژ ،
ِّ أدب م��ن آداب وفي ه��ذا الحديث ٌ
ِ وهو أنَّه إذا ق ُِّدم ل��ه
أبدا ،فال طعام ،فإنَّ��ه ال َيع ُيبه ً
ٌ
طعام رديء ،أو ليس ٌ طعام بارد ،أو هذا ٌ يقول :هذا
الم ْلح ،أو غير بناضج ،أو ليس بطيبٍ ،أو هو قليل ِ
ُ ِّ
الذ ِّم ،بل كانت عادته وطريقته :أنَّه إن ِ ذلك من أنواع َّ
ب فيه أ َ َك َله ،وإن لم يرغب فيه ِ
ورغ َ الطعام َ
َ اش�� َت َهى
تركه ولم َي ُذ َّمه.
((( أخرج��ه البخاري ف��ي كتاب المناق��ب ،باب صفة النب��ي ژ ،برقم
()3563؛ ومسلم في كتاب األشربة ،برقم (.)2064
وثالثلاو سماخلا ثيدحلا
أبدا،
طعاما ً
ً بالنبي ژ ؛ فال نذ ُّم ِّ نقتدي
َ فعلينا أن
نقول إلاَّ القو َل
ُ ونشكر ُه على ن ِ َع ِمه ،فال
ُ نحمد اهلل
ُ بل
الحس َن ،وال نتكلَّم إلاَّ بالكالم ِ الط ِّيب.
َ
93
اﻷرـــن اــاــ
الحديث السادس والثالثون
ِ
ان َر ُس��و ُل (ك َع��ن البراء بن ِ ع��ازب ٍ ، ƒقالَ :
يس ��ن ال َّناس ِ َو ْج ًهاَ ،وأَ ْح َس�� َن ُه ْم َخ ْل ًقاَ ،ل َ
حس َ اهلل ِ ژ أَ
َ
ِ ِ
الطوِيل ِ ا ْل َبائنَِ ،و اَل بِا ْل َقصير ِ) متفق عليه .
(((
ب ِ َّ
اﻟﺸـﺮح
((( أخرج��ه البخاري ف��ي كتاب المناق��ب ،باب صفة النب��ي ژ ،برقم
()3549؛ ومسلم في كتاب الفضائل ،برقم (.)93 /2337
وثالثلاو سداسلا ثيدحلا
أبيض كأنَّما
َ ـ وقال أبو هريرة( :كان رسول اهلل ژ
ِ
ضةٍ)(((.
ص ْي َغ م ْن فِ َّ
ِ
((( أخرج��ه البخاري ف��ي كتاب المناق��ب ،باب صفة النب��ي ژ ،برقم
()3551؛ ومسلم في كتاب الفضائل ،برقم (.)91 /2337
((( أخرج��ه البخاري ف��ي كتاب المناق��ب ،باب صفة النب��ي ژ ،برقم
()3547؛ ومسلم في كتاب الفضائل ،برقم (.)2330
((( أخرجه الترمذي ف��ي «الش��مائل المحمدية» ،برق��م ()12؛ وصححه
األلباني في «الصحيحة» ،برقم (.)2053
(رأيت رسو َل اهلل ِ ژ
ُ ِ
جابر بن َس ُم َر َة ،قال: ـ وعن
اﻷرـــن اــاــ
في ليلةٍ ِإض ِحي��ان ٍ ـ يعني :في ليل��ةٍ م ِ
قم َرةٍ مضيئة ـ ُ ْ َ
أحسن من
ُ فجعلت أنظر إليه وإلى القمرَ ،ف َل ُهو عندي ُ
القمر)(((.
تسليما
ً صلَّى اهلل عليه ،وعلى آله وصحبه ،وسلَّم
كثيرا.
ً
96
اﻟﺸـﺮح
اﻷرـــن اــاــ
َّ
الخطاب. النبي ژ ُ :ث َّم ُع َمر بن
للصحابة الثَّالثة الكرام:
ج��دا ًَّّ وهذه َم ِزيَّ ٌة عظيم ٌة
أح��ب النَّاس إلى
ُّ عائش��ة وأبي بك��ر وعمر ،أنَّه��م
النبي ژ .
ِّ
الس��نَّة والجماعةأهل ُّ ومما ينبغ��ي أن ُيع َلم :أ َّن َ َّ
الصحابة ،وأ َّن
ي��رون أ َّن الخلفاء األربعة هم أفض��ل َّ
الخالفة ،فأفض ُلهم ترتيبهم في الفضل كترتيبهم ف��ي ِ
َّ
الخطابُ ،ث َّم ُعثمان بن الص ِّديق ،ث َّم ُع َمر بن
أبو بكر ِّ 98
علي بن أبي طالب @ . ع َّفانُ ،ث َّم ُّ
هؤالء هم أفضل أ ُ َّمة مح ِّم��د ژ على اإلطالق،
الصحابة:
ومن واجبنا تجاهه��م وتجاه غيرهم م��ن َّ
والترضي عليهم،
ِّ واحترامه��م،
ُ حبُّهم ،وإجال ُله��م،
رضي اهلل عنهم وأرضاهم.
وثالثلاو نماثلا ثيدحلا
ِ
أكث��ر دعاء
ُ عن أنسِ بن ِ مال��ك ٍ ، ƒقال :كا َن
ِ
اآلخرة ِ النبي ژ « :ال َّل ُه َّم آت ِ َنا في الدُّ نيا َح َس�� َن ًة ،وفي
َ ِّ
عذاب ال َّنار ِ» متفق عليه .
((( ِ
َح َس َن ًةَ ،وق َنا
َ
اﻟﺸـﺮح
دليل
ٌ الصالح��ة ،وهو الدعاء م��ن أعظم ِ األعمال ِ َّ ُّ
99
وس��بب لرحمته ومغفرته ٌ على تعظي��م اهلل وتوحيدِه،
وسبب لمحبَّته وقَبوله وعطائه. ٌ ورضاه،
��ر من ُّ
الدع��اء ،وأدعي ُته ِ
النبي ژ ُي ْكث ُ
ُّ وق��د كان
الستَّة ،وهي :صحيح السنَّة؛ كالكتب ِّ مبثوثة في ُك ُتب ُّ
البخاري ،وصحيح مسلم ،وس��نن أبي داود ،وسنن
الترمذي ،وسنن النسائي ،وسنن ابن ماجه.
((( أخرجه البخاري في كتاب الدعوات ،باب قول النبي ژ « :ربنا آتنا في
الدنيا حسنة» ،برقم ()6389؛ ومس��لم في كتاب الذكر والدعاء ،برقم
(.)2690
النبي ژ كثي��رة ،إلاَّ أنَّه كان ُيكثِر ِّ ومع أ َّن أدعية
اﻷرـــن اــاــ
��م آت ِ َنا في الدُّ نيا َح َس�� َن ًة ،وفي
الدعاء« :ال َّل ُه َّ من هذا ُّ
دعاء عذاب ال َّن��ار ِ»؛ وذلك ألنَّه ِ
اآلخ َرة ِ َح َس�� َن ًةَ ،وق ِ َنا
ٌ َ
الدنيا واآلخرة. لخيري ِ ُّ
َ جامع
ٌ عظيم وار ٌد في القرآن، ٌ
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي :((( 5
(الحس��نة المطلوبة ف��ي الدُّ نيا :يدخ��ل فيها كلُّ
هنيء واسع ٍٍ ما يحسن وقو ُعه عند اإلنسان ،من رزق ٍ
َ ُ
حالل ،وزوجةٍ صالحة ،وولد ٍ تقَر ب��ه العين ،وراحةٍ
ُّ
100وس��عادة ،وعلم ٍ نافع ،وعمل ٍ صالح ،ونحو ذلك من
المطالب المحبوبة.
الس�لامة من العقوبات في وحس��نة اآلخرة هيَّ :
القبر والموق��فِ والنَّار ،وحصول رض��ا اهلل ،والفوز ِ
الرحيم.
ب َّالر ِّ
المقيم ،والقرب من َّ بالنعيم ُ
ٍ
أجمع دع��اء وأَواله باإليثار؛َ ع��اء
ُ فصار هذا ُّ
الد
ُّ
ويحث عليه). النبي ژ ُيكثر من ُّ
الدعاء به ُّ ولهذا كان
((( في تفسيره ،وذلك عند تفسير اآلية رقم 201من سورة البقرة.
وثالثلاو عساتلا ثيدحلا
اﻟﺸـﺮح
اﻷرـــن اــاــ
وثوابه حتى وهو في قبره.
ُ أجر ذلك
ُ
ومث��ل ذل��ك :بن��اء المس��اجد والمستش��فيات
ُّ
والتصدق بالمصاح��ف ،وغير ذلك من والمدارس،
الصدقات الجارية.
َّ
فمن علَّم
ـ األمر الثان��ي :العلم الذي ُينتفع ب��هَ ،
قوما أو وعظهم وأرش��دهم ،أو ألَّف ً
كتابا ،أو شارك ً
ٍ
نش��ر لعل��م ٍ نافع ،جرى عليه ٍ
في طباعة أو توزيع ٍ أو
أجره في حياته وبعد مماته. ُ 102
الصالح (وكلمة الولد تشمل ـ األمر الثالث :الولد َّ
الرج��ل أوال َده ،أو ر َّبت
الذكر واألنثى) ،ف��إذا ر َّبى َّ
ِ
الصالحة المرأة أوال َدها تربي ًة صالحة ،فكلُّ أعمالهم َّ
ِ
حس��نات َم ْن ر َّباه��م ،وكذلك فإ َّن تكون في ميزان ِ
أجرهما الصالح يدعو ُ
فيس��تمر ُ
ُّ أل ِّم��ه وأبيه، الول��د َّ
َ
وثوابهما وفض ُلهما عند اهلل.
ُ
الحديث األربعون
وعبرألا ثيدحلا
اﻟﺸـﺮح
((( أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ،برقم (.)2878
ث يوم القيامة وهو على تلك المعصية .نس��أل اهلل ِ
ُبع َ
اﻷرـــن اــاــ
السالمة والعافية.
َّ
ولذل��ك يجب علين��ا أن نحرص عل��ى اجتناب
الس ِّيئة ،وأن نمأل َ أوقاتنا باألعمال َّ
الصالحة؛ األعمال َّ
ث يوم ِ
الح َس��نة ،ولك��ي ُن ْب َع َ
لكي ُيخ َت َم لنا بالخاتمة َ
القيامة ونحن في رحمة اهلل ومغفرته ورضوانه.
104
الفهرس
سرهفلا
مقدِّ مةُ ِ
الك َتاب �������������������������������������������������������������������������������������������������5 ُ
ٍ
إشارات بين يدي الكتاب ���������������������������������������������������������������9 ت ِ
س ُّ
الحديث األول:
«بنِ َي الإْ ِ ْسلاَ ُم َع َلى َخ ْمسٍ» ����������������������������������������������������������������������21
ُ
الحديث الثاني:
ق ا ْل َوال ِ َد ْين» ����������������������������������������23 ِ
«الكبائر :الإْ ِ ْش َر ُ
اك بِاهللَ ،و ُعقُو ُ
الحديث الثالث:
ِ
«ا ْل ُم ْسلِ ُمَ :م ْن َسلِ َم ا ْل ُم ْسلِ ُمو َن م ْن ل ِ َسانِهِ َو َيدِهِ» ��������������������������������26
الحديث الرابع:
«آي ُة ا ْل ُم َنافِق ِ َثلاَ ٌ
ث» ������������������������������������������������������������������������������������28 َ
الحديث الخامس:
اﻷرـــن اــاــ
الصلاَ ةِ»���������������������������30 «بين الرجل ِ وبين ِّ ِ
الش ْرك َوا ْلكُ فْ ِرَ ،ت ْر ُك َّ َ ْ َ َّ ُ َ َ ْ َ
الحديث السادس:
القوي» ������������������������������������������������������������������������������������������32
ُّ «المؤمن
ُ
الحديث السابع:
ِ
للصالة فَأَ ْس َب َغ ا ْل ُو ُ
ضوءَ» �����������������������������������������������������34 ضأَ َّ
«م ْن َت َو َّ
َ
الحديث الثامن:
«م ْن َك َذ َ
ب َع َل َّي ُم َت َع ِّم ًدا» ��������������������������������������������������������������������������36 َ
الحديث التاسع:
106
ِ ِ ِ
َال َذ َّرةٍ م ْن كِ ْب ٍر» �����������������39 ِ
«لاَ ي ْد ُخ ُل ا ْل َج َّن َة َم ْن َكا َن في َق ْلبِه م ْثق ُ
َ
الحديث العاشر:
«خ ْي ُر ُك ْم َم ْن َت َعلَّ َم ا ْلق ُْرآ َن َو َعلَّ َم ُه» �����������������������������������������������������������41
َ
ِ
« َل ْع ُن ا ْل ُم ْؤمن ِ َك َق ْتلِهِ» �����������������������������������������������������������������������������������50
الحديث العشرون:
«لاَ ي ْد ُخ ُل ا ْل َج َّن َة َقت ٌ
َّات»������������������������������������������������������������������������������62 َ
الحديث الحادي والعشرون:
اﻷرـــن اــاــ
ِ ِ
«ما م ْن ُم ْسلم ٍ َي ُ
غرس غ َْر ًسا» ��������������������������������������������������������������������64 َ
الحديث الثاني والعشرون:
ِ َّ ِ ِ
صاحـب ِ ا ْل َحـ ِّ
ق َم َقالاً » �����������������������������������������������������66 « َد ُع ْو ُه؛ فَإن ل َ
الحديث الثالث والعشرون:
ِ
كـ َربِ» �����������������������������������������������������68
اهلل م ْن ُ
ـه ُ «م ْن َس َّر ُه أ َ ْن ُي ْنجِ َي ُ
َ
الحديث الرابع والعشرون:
ِ
«م ْن غ ََّش َنا َف َل ْي َس منَّا»���������������������������������������������������������������������������������70
َ
الحديث الخامس والعشرون:
108
ام ِرٍئ ُم ْسلِمٍ» �����������������������������������������������������������������72
ق ْ«من ِ اقْ َتطَ َع َح َّ
َ
الحديث السادس والعشرون:
«ي ِّس َرا َولاَ ُت َع ِّس َرا» ����������������������������������������������������������������������������������������74
َ
الحديث الثالثون:
سرهفلا
ِ
َام أ َ َح ُد ُك ْم م ْن َم ْجلِ ِسهِ ُث َّم َر َج َع إليهِ» ����������������������������������������82 ِ
«إ َذا ق َ
الط ِر َ
يق َح َّق ُه» ���������������������������������������������������������������������������������86 «أ َ ْعطُ وا َّ
109 الحديث الثالث والثالثون:
ام ِرٍئ ُم ْسلِم ٍ َل ُه َش ْي ٌء» ���������������������������������������������������������������88
«ما َح ُّق ْ
َ
الحديث الرابع والثالثون:
ـم أ َ ْن َت ْحلِفُ ـوا ب ِ َآبائِكُ ْم» ���������������������������������������������������90 ِ«إ َّن اهللَ َي ْن َه ُ
اك ْ
الحديث الخامس والثالثون:
اما ق َُّط» ����������������������������������������������������������������92 ِ
اب النَّب ُّي ژ طَ َع ً
«ما َع َ
َ
الحديث السادس والثالثون:
ول اهلل ِ ژ أ َ ْح َس َن النَّاس ِ َو ْج ًها» ��������������������������������������������94
«كا َن َر ُس ُ
َ
الحديث السابع والثالثون:
اﻷرـــن اــاــ
أي النَّاس ِ أ َ َح ُّ
ب إليك؟» �������������������������������������97 النبي ژ ُّ :
َّ «سألت
ُ
الحديث األربعون:
ات َع َل ْيهِ» ���������������������������������������������������103 ٍ
ث ُكلُّ َع ْبد َع َلى َما َم َ
ُ«ي ْب َع ُ
110
الفهرس ��������������������������������������������������������������������������������������������������������105