Pubdoc 12 6853 732

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 6

‫محاضرة رقم ( ‪) 4‬‬

‫(*)‬
‫القانون الدستوري ( أصل نشأة الدولة )‬

‫الفصل الثالث‬

‫أصل نشأة الدولة‬

‫تعددت النظريات التي تعرضت لتفسير وبيان أصل نشأة الدولة ‪ ،‬بتنوع وجهات نظر‬
‫المستنبطين لها ‪.‬‬

‫وسنبين في هذا الفصل أهم هذه النظريات وذلك في مباحث ثالثة ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ -‬النظريات الثيوقراطية‬

‫المبحث الثاني ‪ -‬النظريات التعاقدية‬

‫المبحث الثالث‪-‬النظريات االجتماعية‬

‫المبحث األول‬

‫النظريات الثيوقراطية‬

‫ترجع النظريات الثيوقراطية ( ‪ - ) 1‬الدينية ‪ -‬أصل السيادة ومصدر السلطة إلى هللا فهو‬
‫وحده صاحب السيادة واليه ترجع السلطة اآلمرة ‪.‬‬

‫ومع اتفاق النظريات الثيوقراطية على إن السيادة هلل وحده إال أنها تختلف في تفسير‬
‫ذالك وتتمثل هذه النظريات في ثالث ‪:‬نظرية الطبيعة اإللهية للحكام ‪,‬ونظرية الحق اإللهي‬
‫المباشر ‪ ,‬ونظرية الحق اإللهي الغير مباشر ‪.‬‬

‫أوال ‪ -‬نظرية الطبيعة اإللهية للحكام ‪:‬‬

‫قررت هذه النظرية إن الحاكم من طبيعة ‪ ,‬غير طبيعة البشر ‪,‬ذلك انه كان يعتبر من‬
‫طبيعة إلهية ‪.‬‬

‫( * ) ‪ -‬أ‪.‬د‪.‬رافع خضر صالح شبر ‪ ،‬القانون الدستوري ( نظرية الدولة و نظرية الدستور ) ‪ ،‬كتاب قيد االنجاز ‪. 2011 ،‬‬
‫( ‪– ) 1‬إن كلمة ( ثيوقراطية ) مكونه من كلمتين إغريقيتين وهما ‪ ) Theos ( :‬وتعني اهلل ‪ ،‬و ( ‪ ) Kratos‬وتعني السلطة‬
‫‪ ،.‬فكلمة ( ثيوقراطية ) تعني أن اهلل هو مصدر السلطة ‪.‬‬
‫وبذلك تقوم هذه النظرية على إضفاء وصف الطبيعة اإللهية على الحاكم ‪ .‬فالحاكم (إله)‬
‫يعيش وسط البشر ويحكمهم ‪ .‬وما دام األمر كذلك ‪ ,‬فانه يجب على الطبقة المحكومة إن تنظر‬
‫إلى الحاكم نظرة تأليه ‪ ,‬وان تعمل على تقديسه وعبادته ‪ ,‬باعتباره إله مقدس ‪.‬‬

‫ويترتب على هذا المفهوم ‪ ,‬إن هؤالء الحكام ذوي الطبيعة اإللهية يملكون السيادة‬
‫المطلقة ‪ ,‬والسلطان المقدس الذي ال حدود له على رعاياهم وكان هؤالء الرعايا يطيعونهم‬
‫ويخضعون لهم خضوعا كامال وينفذون أوامرهم المقدسة تنفيذا دقيقا ‪ ,‬دون إبداء أدنى اعتراض‬
‫أو مناقشة ألنهم كانوا ينظرون إليهم بكل تقديس وإجالل باعتبارهم إلهة ( ‪.) 1‬‬

‫وقد وجدة النظرية تطبيقات عديدة في الممالك واإلمبراطوريات القديمة ‪,‬كاليونان‬


‫والرومان ومصر والصين ‪.‬‬

‫وفي المدن اليونانية القديمة ‪,‬كان االعتقاد بان أول من قام بشؤون الحكم في‬
‫اليونان ‪,‬كانوا مخلوقات من عنصر أسمى من اإلنسان ‪,‬ألنها من أصل الهي ‪ .‬كما كان األمر‬
‫كذلك بالنسبة ألباطرة الرومان ‪,‬فاإلمبراطور الروماني ‪ ,‬كان يعتبر نفسه إلهًا ( ‪.) 2‬‬

‫وتعتبر مصر القديمة مثًال بالغ الوضوح على اعتناق نظرية تالية الحاكم ‪.‬فكان حكام‬
‫مصر (الفراعنة) يعتبرون آلهة يعبدون ‪ ,‬ويلقبون بلقب ‪ ( :‬حورس ) و( رع ) وهي تعني‬
‫( أآلله ) في اللغة المصرية القديمة ( ‪.) 3‬‬

‫وقد أوضح القرآن الكريم في عدة آيات إن الفراعنة كانوا يعتقدون إنهم آلهة ‪ ,‬وان‬
‫طاعتهم واجبة من جانب رعاياهم ‪.‬من ذلك ‪ ,‬قوله تعالى على لسان فرعون ‪ ,‬وهو يخاطب‬
‫قومه ‪ " :‬أنا ربكم األعلى " ( ‪ ,) 1‬وما جاء في القرآن الكريم وهو يصف خطاب فرعون إلى‬
‫موسى (عليه السالم ) عندما دعاه لعبادة هللا قال ‪ " :‬لئن اتخذت إلهًا غيري ألجعلنك من‬
‫المسجونين ( ‪.) 2‬‬

‫( ‪ – ) 1‬ينظر في هذا المعنى ‪ :‬د‪ .‬يحيى الجمل ‪ ،‬األنظمة السياسية المعاصرة ‪ ،‬دار الشروق ‪ ،‬ص ‪. 58‬‬
‫( ‪ – ) 2‬د‪ .‬عبد الحميد متولي ‪ " ،‬أصل نشأة الدولة " ‪ ،‬بحث في مجلة القانون واالقتصاد ‪ ،‬العددان الثالث والرابع ‪ ،‬سنة ‪ ، 1948‬ص‬
‫‪. 659‬‬
‫( ‪ – ) 3‬د‪ .‬طعيمة الجرف ‪ ،‬نظرية الدولة والمبادئ العامة لألنظمة السياسية ن نظم الحكم ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ، 1978 ،‬ص ‪– 47‬‬
‫‪. 48‬‬
‫( ‪ – ) 1‬اآلية ‪ 24‬من سورة النازعات ‪.‬‬
‫( ‪ – ) 2‬اآلية ‪ 29‬من سورة الشعراء ‪.‬‬
‫وإذا كانت هذه النظرية قد سادت في اإلمبراطوريات والممالك القديمة ‪ ,‬فانه من‬
‫الغريب إن تجد لها تطبيقًا عمليًا في بعض الدول المتحضرة في العصر الحديث ‪ .‬حيث كان‬
‫شعب اليابان معتقدًا بالطبيعة اإللهية لإلمبراطور (الميكادو ) و يعتبره ‘لهًا حيًا ( ‪.) 3‬‬

‫وتجسد هذا االعتقاد في نصوص دستور اليابان الصادر عام ‪ 1889‬والنافذ عام ‪1890‬‬
‫‪ .‬حيث أخذ هذا الدستور بنظام الملكية الوراثية القائمة على أساس نظرية الحق اإللهي ( ‪.) 4‬‬
‫ولقد جاء النص على النظام الملكي في المادتين األولى والثانية ‪ .‬فقررت المادة األولى أن يملك‬
‫إمبراطورية اليابان ويحكمها إلى عصور النهاية لها ساللة من األباطرة ‪ .‬كما قررت المادة‬
‫الثانية أن يتولى العرش اإلمبراطوري نسل من الذكور اإلمبراطوريين وفقا لنصوص قانون‬
‫القصر اإلمبراطوري ‪.‬‬

‫ويالحظ أن دستور عام ‪ 1889‬قد دعم نظام اإلمبراطور ‪ .‬وفكرة الذات المقدسة له ‪،‬‬
‫وأنه ينحدر من أصالب اآللهة ‪ .‬وفي هذا الصدد نصت المادة ( ‪ ) 3‬من الدستور ‪ " :‬أن‬
‫اإلمبراطور مقدس وذاته مصونة " ‪.‬‬

‫وقررت المادة ( ‪ ) 4‬من الدستور ‪ " :‬أن اإلمبراطور هو رأس اإلمبراطورية ‪ ،‬يحتفظ‬
‫لنفسه حقوق السيادة ويمارسها وفقا لشروط الدستور الحالي " ( ‪.) 4‬‬

‫وبذلك يكون دستور عام ‪ 1889‬يقوم بصفة أساسية على إن اإلمبراطور هو مصدر‬
‫السلطة وصاحب السيادة ( ‪.) 1‬‬

‫وظل هذا االعتقاد سائدا حتى هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية ‪ ،‬حيث انتهت‬
‫الصفة اإللهية لإلمبراطور ‪.‬‬

‫وبصدور دستور عام ‪ 1946‬تم هدم فكرة سيادة اإلمبراطور التي الزمت الساللة‬
‫اإلمبراطورية والتي حكمت اليابان منذ نشأتها ‪.‬‬

‫وقد نص الدستور في المادة األولى منه على أن ‪ " :‬اإلمبراطور هو رمز الدولة و رمز‬
‫وحدة الشعب ‪ ،‬ويستمد مركزه من ‘رادة الشعب الذي يكمن فيه حق السيادة " ‪.‬‬

‫( ‪– ) 3‬د‪.‬فؤاد العطار ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.129‬‬


‫)‪(4‬‬
‫‪–Philippe Lauvaux : Les Grandes de'mocraties Contemporaines , Press Universitaires de‬‬
‫‪France , 1990 , p.435 .‬‬
‫( ‪ – ) 4‬د‪.‬إبراهيم محمد علي ‪ ،‬النظام الدستوري في اليابان ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1990 ،‬ص ‪. 55‬‬
‫( ‪ – ) 1‬ينظر بشأن الحكم الفردي ‪:‬‬
‫‪-Maurice Duverger : Institutions Politiques et Droit Constitutionel , 5 e'e'd , Paris , 1956 , pp.391‬‬
‫‪ets .‬‬
‫ومن ثم فإن المادة األولى من دستور عام ‪ 1946‬أنهت النظام القديم لإلمبراطور والذي‬
‫كان بموجبه يملك السيادة ويحوز جميع السلطات العليا للدولة ‪ ،‬كما كانت السلطة إرثًا‬
‫لإلمبراطور من أسالفه اإللهيين ‪.‬‬

‫وحرص األمريكان على أن يخلعوا عن اإلمبراطور طابعه اإللهي المقدس ‪ ،‬فأجبروه‬


‫على الحديث في اإلذاعة ألول مرة في حياته ليقول عبارته المشهورة ‪ " :‬يا شعب اليابان إنني‬
‫من البشر ‪ ،‬وإنني إنسان عادي مثلي مثلكم ‪ ،‬إنني ال أمت لآللهة بأية صلة " ‪.‬‬

‫ثانيًا ‪ -‬نظرية الحق اإللهي المباشر ( ‪:) 1‬‬

‫يتلخص مضمون هذه النظرية في إن الحاكم – وإن كان من البشر وليس له طبيعة إلهية‬
‫– إال إنه يستمد سلطته في الحكم من هللا مباشرة ‪ ،‬فهو الذي اختاره دون غيره ‪ ،‬ومنحه‬
‫السلطة ‪ ،‬وعهد إليه بمهمة الحكم في بلده ‪.‬‬

‫ومادام إن الحاكم يستمد سلطانه من هللا دون تدخل من جانب البشر – إذ إن اختياره قد‬
‫تم خارج نطاق إرادتهم –فقد وجبت طاعته وامتثال أوامره ‪ ،‬ألن معصيتها تعتبر معصية هلل ‪.‬‬

‫ويترتب على ذلك ‪ ،‬إن سلطة الحاكم على شعبه مطلقة ال قيود عليها وهو ال يسأل على‬
‫كل تصرف صدر عنه أمام المحكومين ‪ ،‬إذ إن هذه المسؤولية تكون أمام هللا وحده ‪ ،‬الذي وهبه‬
‫الحكم والسلطان ( ‪.) 2‬‬

‫وقد سادت هذه النظرية في أوربا في القرنين السابع عشر والثامن عشر على وجه‬
‫الخصوص ‪ .‬واعتنقتها الكنيسة ‪ ،‬واستند إليها ملوك فرنسا في تثبيت أقدامهم في الحكم وفرض‬
‫سلطاتهم على الشعب ( ‪.) 3‬‬

‫فكان اعتقاد ملوك فرنسا إنهم يستمدون سلطانهم من هللا ‪ .‬إذ كتب ( لويس الرابع عشر )‬
‫في مذكراته أن ‪ " :‬سلطة الملوك مستمدة من تفويض الخالق ‪ ،‬فاهلل ‪ ،‬ال الشعب مصدرها ‪ ،‬وهم‬
‫مسؤولين أمام هللا وحدة عن كيفية استعمالها " ‪.‬‬

‫( ‪– ) 1‬د‪ .‬فؤاد العطار ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 130- 129‬‬


‫يختلف أساس فكرة الحق اإللهي المباشر عن فكرة تأليه الحاكم ‪ .‬ففكرة الحق اإللهي المباشر قامت على التفرقة بين اإلله وشخص‬
‫الملك ‪ ،‬اما فكرة الطبيعة اإللهية للحكام فال تقيم هذه التفرقة ‪ ،‬فالحاكم هو إله أو إبن اإلله ‪.‬‬
‫‪-‬د‪.‬محمد بدر ‪،‬تاريخ النظم القانونية واالجتماعية ‪ ، 1977 ،‬ص‪. 130‬‬
‫( ‪ – ) 2‬ينظر في هذا المعنى ‪ :‬د‪ .‬حميد الساعدي ‪ ،‬مبادئ القانون الدستوري وتطور النظام السياسي في العراق ‪ ،‬دار الحكمة للطباعة‬
‫والنشر ‪ ،‬الموصل ‪ ، 1990 ،‬ص‪. 19‬‬
‫( ‪– ) 3‬د‪.‬عبد الغني بسيوني عبد هللا ‪ ،‬النظم السياسية ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫كما جاء في مقدمة المرسوم الذي أصدره الملك ( لويس الخامس عشر ) عام ‪: 1770‬‬
‫" إننا لم نتلق التاج إال من هللا ‪ ،‬سلطة عمل القوانين هي من اختصاصنا وحدنا ‪ ،‬ال يشاركنا في‬
‫ذلك أحد ‪ ،‬و ال نخضع في عملنا ألحد " ( ‪. ) 1‬‬

‫ووجدت النظرية صدى في العصر الحديث ‪ ،‬حيث حاول ملوك أوربا االستناد إليها‬
‫لتبرير وتأييد سلطانهم المطلق ‪.‬‬

‫وبقيت النظرية سندا للكثير من الملوك في تأييد سلطانهم المطلق وتبرير استبدادهم‬
‫لشعوبهم ‪ .‬فاستعان بها إمبراطور ألمانيا ( غليوم الثاني ) ( ‪ .) 2‬إذ جاء في خطابه الذي ألقاه‬
‫عام ‪ " : 1910‬إن هذا التاج منحه من هللا وحده ‪ . " ...‬وفي خطابه آخر ألقاه عام ‪1916‬‬
‫جاء فيه ‪ " :‬إن الملك يستمد سلطته من هللا ‪ ،‬فهو ال يقدم حساب إال إليه " ‪.‬‬

‫ومن التطبيقات العملية لنظرية الحق اإللهي المباشر في القرن العشرين ‪ ،‬النظام‬
‫السياسي الذي أقامه اإلمبراطور ( هيالسي السي ) في الحبشة ‪ ،‬والتي تسمى أثيوبيا في الوقت‬
‫الحاضر ‪ .‬إذ لم يكتف بادعائه إن سلطته مستمدة بتفويض من هللا ‪ ،‬بل حرص على تكريس ذلك‬
‫في صلب الدستور الصادر عام ‪ ، 1931‬فقررت المادة األولى من الدستور إن ‪ " :‬شخص‬
‫اإلمبراطور مقدس ‪ ،‬وكرامته مصونة ‪ ،‬وسلطته غير قابلة للشك " ‪.‬‬

‫ثالثًا ‪ -‬نظرية الحق اإللهي غير المباشر ( ‪:) 1‬‬

‫ومقتضى النظرية إن هللا هو مصدر السلطة ‪ ،‬إال إنه ال يختار الحاكم بطريقة مباشرة ‪،‬‬
‫وإنما يكون االختيار عن طريق الشعب ‪ .‬ذلك إن العناية اإللهية ترتب الحوادث وتسلسلها وتوجه‬
‫إرادات األفراد وتسيرها نحو اختيار شخص معين لحكم الدولة ( ‪ .) 1‬أي إن الشعب ليس إال سببًا‬
‫تابعا أو أداة لتنفيذ اإلرادة اإللهية ‪.‬‬

‫و وفقا للمفهوم المتقدم ‪ ،‬فإن هللا يمنح السلطة لألشخاص يرفعهم إلى مرتبة الحاكم‬
‫بطرق مختلفة ‪ ،‬كالميالد والدم ‪ ،‬أو االنتخاب وغير ذلك من الوسائل التي تجعل األشخاص‬
‫الذين خصهم لهذه المرتبة يدعون للقيام بأعبائها ‪ .‬فالخالق هو الذي يضع الحكام في مكانهم ‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪–" Nous ne tenons notre couronne que de Dieu : le droit de Faire des lois nous appartient a‬‬
‫‪nous seul sans dependance et sans partage " .‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪-Barthelemy et Duez , Traite Ele'mentaire de Droit Constitutionnel , Paris ,1933, p.65 .‬‬
‫( ‪– ) 1‬لمزيد من التفصيل حول نظرية الحق اإللهي المباشر ‪ ،‬ينظر ‪:‬‬
‫‪-‬د‪.‬محمد ميرغني خيري ‪ ،‬الوجيز في النظم السياسية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 2000-1999 ،‬ص ‪. 65-64‬‬
‫–د‪.‬رمضان محمد بطيخ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ 93‬وما بعدها ‪.‬‬
‫–د‪.‬ماجد راغب الحلو ‪ ،‬الدولة في ميزان الشريعة ‪ ،‬النظم السياسية ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 87-85‬‬
‫( ‪– ) 1‬د‪.‬عبد الحميد متولي ‪ ،‬القانون الدستوري واألنظمة السياسية مع المقارنة بالمبادئ الدستورية في الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬منشأة‬
‫المعارف ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ، 1993 ،‬ص ‪.39‬‬
‫أيا كانت طريقة مجيئهم إلى الحكم ‪ ،‬ومنها وحده يستمدون السلطة ‪ .‬وذلك ألن اإلرادة اإللهية‬
‫القادرة تتحكم في كل التطورات والحوادث المؤدية إلى رفع البعض إلى وظائف الحكم ‪.‬‬

‫والنظرية في هذه الصياغة ال تكاد تختلف عن نظرية الحق اإللهي المباشر إال في‬
‫الشكل ‪ .‬فإذا كان للشعب إعطاء نوع من الموافقة أو الرضا بالحاكم ‪ ،‬فليس الشعب هو الذي‬
‫يمنحه السلطة ‪ ،‬ألن هللا وحده هو مصدر السلطة ومانحها ‪ .‬وعلى ذلك فالحكام يمثلون هللا ‪ ،‬فهم‬
‫وزراءه في األرض مفوضون من قبله في حكم رعاياه ‪ .‬ومن ثم فإن أوامرهم ملزمة ال يجوز‬
‫الخروج عليها ‪ ،‬ومعصيتها معصية للرب الذي يملك وحده حسابهم ‪ ،‬وليس للشعب أن‬
‫يحاسبهم ‪ .‬ومن الواضح إن النظرية بذلك تبرر السلطان المطلق للملوك ‪.‬‬

‫‪-‬تقدير النظريات الثيوقراطية ‪:‬‬

‫لقد تعرضت النظريات الثيوقراطية النتقادات متعددة لبعدها عن مجال التقبل العقلي‬
‫لإلنسان ‪ .‬حيث أنها نظريات مصطنعة فقط لخدمة مصالح معينة ولتبرير استبداد السلطة‬
‫الحاكمة خاصة أثناء الصراع بين السلطة الزمنية والسلطة الدينية في القرون الوسطى وبداية‬
‫عصر النهضة ‪ .‬حتى إن بعض الفقه نادى بعدم جواز تسمية هذه النظريات بالدينية على أساس‬
‫أنها ال تستند في جوهرها ومضمونها إلى الدين ‪.‬‬

You might also like