‫قسم الكيمياء‬ ‫كيمياء العضوية‪1-‬‬ ‫جامعة االنبار‬

‫د‪ .‬نبيل عارف توفيق‬ ‫المرحلة األولــى‬ ‫كـلـية التربية للبنات‬

‫المحاضرة الرابعة‬

‫نظرية بور المطورة ‪-:‬‬

‫رغم النجاح الذي حققته نظرية بور في حساب تردد الخطوط في طيف ذرة الهيدروجين والذرات شبيهة‬
‫الهيدروجين إال ان النظرية القت بعض الصعوبات وكان أولها تفسير ظاهرة التراكيب الدقيقة في‬
‫الطيف الخطي للذرات شبيهة الهيدروجين فقد تبين عند استخدام أجهزة قياس الطيف التي لها مقدرة‬
‫عالية على تحليل خطوط الطيف إن خطوط الطيف الذري الذي وضعت نظرية بور لتفسيرها ليست‬
‫خطوطاً مفردة بل يتكون البعض منها من مجموعة من الخطوط المتقاربة كما لوحظ انقسام بعض‬
‫الخطوط عند وضع الذرات في مجال مغناطيسي وتعرف هذه الظاهرة بأسم تأثير زيمان ‪(Zeeman‬‬
‫)‪ Effect‬ليس هذا فقط بل ان هنالك ظواهر أخرى أدت معالجتها الى تطويرات أخرى في ذرة بور‬
‫وهي تقع في مجال نظرية بور المطورة مثل ‪-:‬‬

‫(‪ )1‬التراكيب لدقيقة ونظرية زومرفيلد للمدارات االهليليجية ‪.‬‬

‫(‪ )2‬تأثير زيمان ‪.‬‬

‫تأثير برم االلكترون ‪.‬‬

‫وسوف نتناول شرح كل واحدة من هذه الظواهر بالتفصيل‪-:‬‬

‫(‪ )1‬التراكيب الدقيقة ونظرية زومرفلد )‪-: (Sommerfeld‬‬

‫فسر العالم زومرفلد التراكيب الدقيقة التي تظهر في الطيف باعتبار ان االلكترونات ال تدور فقط في‬
‫مدارات دائرية كما هو متعارف عليه بل ان االلكترونات تدور أيضاً في مدارات بيضوية (إهليجية)‬
‫)‪ (Elliptical‬والفرق بين المدارين هو أن‪-:‬‬

‫‪ -‬المدار الدائري‪ -:‬عند دوران االلكترون في مدار دائري فأن الدائرة تمتاز بان نصف قطرها‬
‫)‪ (r‬ثابت ال يتغير و المتغير الوحيد هنا هو زاوية الدوران التي يرمز لها بالرمز فاي (‪.)‬‬
 ‫قسم الكيمياء‬ ‫كيمياء العضوية‪1-‬‬ ‫جامعة االنبار‬
‫د‪ .‬نبيل عارف توفيق‬ ‫المرحلة األولــى‬ ‫كـلـية التربية للبنات‬
‫المحاضرة الرابعة‬
‫‪ -‬المدار البيضوي‪ -:‬في هذه الحالة عند دوران االلكترون في مدار بيضوي فأن الشكل البيضوي‬
‫يمتاز بأن نصف قطره متغير )‪ (r‬وزاوية الدوران (‪ )‬متغيرة أيضاً ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫وبذلك تتحدد طاقة االلكترون أو زخم االلكترون الزاوي بعددي كم هما‪-:‬‬

‫‪ -1‬عدد الكم الرئيسي (األساسي) ويرمز له بالرمز )‪. (Principal Quantum Number) (n‬‬

‫‪ -2‬عدد الكم السمتي ويرمز له بالرمز )‪. (Azimuthal Quantum Number) (k‬‬

‫وقد أثبت زومرفلد أن لكل قيمة من قيم ‪ n‬فأن ‪ k‬تأخذ قيماً صحيحة من واحد الى ‪ . n‬فمثالً مستوى‬
‫الطاقة الثالث (المدار الثالث) حيث ‪ n=3‬فان هنالك ثالث احتماالت لـ‪ k‬وهي‪-:‬‬

‫‪. k=3‬‬ ‫‪n=3‬‬ ‫االول‪ -:‬االلكترون يدور في مدار دائري حيث‬

‫‪. k=2‬‬ ‫‪n=3‬‬ ‫الثاني‪ -:‬االلكترون يدور في مدار اهليجي حيث‬

‫‪. k=1‬‬ ‫‪n=3‬‬ ‫الثالث‪ -:‬االلكترون يدور في مدار اهليجي حيث‬

‫مالحظة مهمة‪ -:‬اليمكن أن تأخذ ‪ k‬القيمة صفر ألن في هذه الحالة فأن حركة االلكترون تكون بخط‬
‫مستقيم يمر بالنواة وهذا غير ممكن حيث ان أن االلكترون اليمكن أن يمر بالنواة‪.‬‬

‫تحدد نوع المدار أو بشكل عام نوع الشكل الهندسي حيث‬ ‫ومن المهم أيضاً أن نعلم بأن النسبة‬
‫‪n‬‬
‫‪k‬‬
‫االهليجي ‪n‬‬ ‫للشكل‪.‬‬ ‫االعظم‪.‬‬ ‫طول‪ .‬القطر‪.‬‬
‫والدائرة هي حالة خاصة من‬ ‫‪‬‬ ‫ان‪-:‬‬
‫االهليجي ‪k‬‬ ‫للشكل‪.‬‬ ‫طول‪ .‬القطر‪ .‬االصغر‪.‬‬
‫حاالت الشكل البيضوي (االهليجي) عندما يتساوى فيه طول القطرين )‪. (n=k‬‬
 ‫قسم الكيمياء‬ ‫كيمياء العضوية‪1-‬‬ ‫جامعة االنبار‬
‫د‪ .‬نبيل عارف توفيق‬ ‫المرحلة األولــى‬ ‫كـلـية التربية للبنات‬
‫المحاضرة الرابعة‬
‫استناداً الى ما تقدم يمكننا إذاً أن نتصور مستوى الطاقة الرئيسي في نظرية بور وقد انقسم الى مستويات‬
‫فرعية متقاربة جداً في طاقتها مما يفسر ظاهرة التركيب الدقيق في الطيف الخطي لبعض الذرات‪ .‬وفي‬
‫النظريات الحديثة تم االستعاضة عن عدد الكم السمتي ‪ k‬بعدد كم آخر أعطي الرمز )‪ (l‬ويسمى بعدد‬
‫الكم الثانوي ولكل قيمة من ‪ n‬فأن عدد الكم الثانوي سوف يأخذ القيم من صفر ‪ ،‬واحد ‪ ،‬اثنين ‪،‬‬
‫‪ .......‬الى )‪. (n-1‬‬

‫(‪ )2‬تأثير زيمان )‪-:(Zeeman effect‬‬

‫واجهت نظرة بور صعوبة ثانية وهي حدوث انقسام آخر لخطوط الطيف الذر خاصةً عند وضع الذرة‬
‫الغازية في مجال مغناطيسي وهذا هو ما يعرف بتأثير زيمان‪ .‬ولتوضيح هذه الظاهرة البد من استخدام‬
‫عدد كم جديد ثالث هو عدد الكم المغناطيسي )‪ (Magnetic Quantum Number‬يحدد مستوى‬
‫المدار الذي يدور فيه االلكترون بالنسبة الى اتجاه المجال المغناطيسي الخارجي ويرمز له بالرمز ‪.m‬‬
‫وقد وجد إن لكل قيمة من ‪ l ‬فان ‪ m‬تأخذ القيم العددية الصحيحة من ‪ n  l‬الى ‪ n  l‬باالضافة‬
‫الى الصفر أي ان مجموع عدد القيم سوف يكون مساوي الى ‪. 2l  1‬‬

‫(‪ )3‬تأثير برم االلكترون ‪-:‬‬

‫فسر كل من شميدت واهلنبك في عام (‪ )1221‬وجود خطوط مزدوجة في طيف االنبعاث لذرات‬ ‫ّ‬
‫العناصر القلوية (المدار االخير حتوي الكترون منفرد فقط) بأن االلكترون إضافة الى حركته المدارية‬
‫حول النواة فانه يتحرك حركة حول نفسه أي يبرم حول محوره وطبيعي فانه ينتج عن كل من هاتين‬
‫الحركتين مجال مغناطيسي حيث يوجد احتمالين فقط فأما أن يعزز المجال المغناطيسي الناتج عن برم‬
‫االلكترون المجال المغناطيسي الناتج عن حركته المدارية أو أن يضعفه تبعاً لبرم االلكترون ‪ ،‬ومن ثم‬
‫فان مستوى طاقة الكترون يتحرك حركة مدارية فقط ينقسم الى مستويين عندما يبرم هذا االلكترون‬
‫أثناء دورانه‪ .‬وبذلك أمكن تفسير ظهور الخطوط المزدوجة في أطياف العناصر‪ .‬ويمكن التعبير عن‬

‫الزخم الزاوي الذي يصاحب برم االلكترون بالمقدار ‪  ms  ‬حيث ان ‪ ms ‬هو عدد كم البرم‬
‫‪h‬‬
‫‪‬‬ ‫‪2 ‬‬

‫)‪ (Spin Quantum Number‬ويمكن أن يأخذ إحدى القيمتين ‪   ‬أو ‪.   ‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ 2‬‬ ‫‪ 2‬‬
 ‫قسم الكيمياء‬ ‫كيمياء العضوية‪1-‬‬ ‫جامعة االنبار‬
‫د‪ .‬نبيل عارف توفيق‬ ‫المرحلة األولــى‬ ‫كـلـية التربية للبنات‬
‫المحاضرة الرابعة‬
‫رغم كل هذا فقد ظهر قصور نظرية بور عند تفسير أطياف الذرات االعلى من الهيدروجين ابتداءاً من‬
‫الهيليوم ‪ ،‬أي الذرات التي تحوي أكثر من ألكترون واحد مما حدى بالعلماء الى البحث عن نهج آخر‬
‫يمكن بواسطته فهم وتفسير بنية الذرة‪.‬‬

‫القواعد األساسية للميكانيك الموجية‪-:‬‬

‫وجد كل من دافيسون وجرمر في عام (‪ )1221‬وتومسون في عام (‪ )1221‬أنه عند سقوط حزمة من‬
‫االلكترونات على محزز )‪ (Grating‬مصنوع من النيكل أو الذهب فأن حزمة االلكترونات هذه تعاني‬
‫حيوداً كما لو كانت حزمة ضوئية ‪ ،‬وهذا دليل على أن االلكترونات تمتلك إحدى الخواص الموجية‬
‫وهي الحيود )‪ . (Diffraction‬وبما ان االشعة الكهرومغناطيسية تتكون من فوتونات (أي ان لها‬
‫خواص جسيمية) فبذلك تكون كل من االلكترونات واالشعة الكهرومغناطيسية تمتلك صفات مزدوجة‬
‫أي ان لها خواص موجة وجسيمية‪.‬‬

‫كان لويس دي برولي (‪ )1221‬قد أشار الى ان للمادة خواص موجية معتمداً على العالقة بن طاقة‬
‫الفوتون وتردد الشعاع الضوئي‪-:‬‬

‫‪E  hv‬‬
‫ولما كان التردد هو متغير تتصف به الحركة الموجية في حين أنه يمكن التعبير عن طاقة نظام على‬
‫أساس خواصه الجسيمية مثل الكتلة والسرعة ولما كانت‪-:‬‬

‫‪E  mC2‬‬
‫فأن‪-:‬‬

‫‪h.v  m.C 2‬‬

‫‪h.v‬‬
‫‪ m.C  p‬‬
‫‪C‬‬
 ‫قسم الكيمياء‬ ‫كيمياء العضوية‪1-‬‬ ‫جامعة االنبار‬
‫د‪ .‬نبيل عارف توفيق‬ ‫المرحلة األولــى‬ ‫كـلـية التربية للبنات‬
‫المحاضرة الرابعة‬

‫‪  ‬فأن الطول الموجي للفوتون‪-:‬‬ ‫حيث أن ‪ p‬زخم االلكترون ‪ ،‬ولما كان الطول الموجي يساوي‬
‫‪C‬‬
‫‪v‬‬

‫‪h‬‬ ‫‪h‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪m.C p‬‬
‫من المعادلة االخيرة فأن ‪ C‬هي سرعة الضوء وهي السرعة التي يتحرك بها الفوتون ‪ ،‬وقد أقترح دي‬
‫برولي أن هذه العالقة تنطبق أيضاً على جسم كتلته ‪ m‬يتحرك بسرعة ‪ ، v‬أي أن‪-:‬‬

‫‪h‬‬ ‫‪h‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪m.v p‬‬
‫وبذلك يمكن حساب طول موجة جسيمية متحركة بمعرفة كتلة الجسيم وسرعته ‪ ،‬وفيما يلي بعض‬
‫االطوال الموجية لبعض االجسام المحتركة‪-:‬‬

‫األرض = ‪3.6  10 61 cm‬‬ ‫‪-‬‬

‫كرة التنس = ‪6.6  10 3 cm‬‬ ‫‪-‬‬
‫االلكترون = ‪1 10 7 cm‬‬ ‫‪-‬‬

‫ويفسر تقارب طول الموجة الجسيمية لاللكترون والمسافات التي تفصل بين الذرات في البلورات الفلزية‬
‫نتائج الحيود التي حصل عليها جرمر ودافيسون وتومسون عند اسقاط حزمة من االلكترونات على‬
‫بلورات النيكل والذهب‪.‬‬

‫‪  ‬على الكترون في أي من المدارات الثابتة المنصوص عليها في نظرية بور‬ ‫بتطبيق المعادلة‬
‫‪h‬‬
‫‪m.v‬‬
‫يتبين امكانية وصفه بموجة واقفة وفي هذه الحالة البد ان يكون محيط المدار يساوي مضاعف صحيح‬
‫لطول الموجة أي أن‪-:‬‬

‫‪n.  2 .r‬‬
‫‪ ،‬فتصبح المعادلة االخيرة‪-:‬‬ ‫بالتعويض عن طول الموجة بالمقدار‬
‫‪h‬‬
‫‪m.v‬‬
 ‫قسم الكيمياء‬ ‫كيمياء العضوية‪1-‬‬ ‫جامعة االنبار‬
‫د‪ .‬نبيل عارف توفيق‬ ‫المرحلة األولــى‬ ‫كـلـية التربية للبنات‬
‫المحاضرة الرابعة‬

‫‪n.h‬‬
‫‪ 2 .r‬‬
‫‪m.v‬‬
‫‪n.h‬‬
‫‪n.v.r ‬‬
‫‪2‬‬
‫وبذلك نرى أن الفرضية الرابعة في نظرية بور تنبثق مباشرة من الطبيعة الموجية لاللكترون وبذلك‬
‫تنتفي جميع التراكيب الذرية المرتكزة على ايجاد وجه شبه بين الذرة والنظام الشمسي‪.‬‬

‫قاعدة هايزنبرغ في الالتحديد (الالدقة) )‪-: (Heisenberg’s Uncertainty Princible‬‬

‫تنص قاعدة هايزنبرغ (‪ )1221‬على أنه (( ليس باالمكان تحديد مكان وزخم جسم بدقة فكلما أمكن‬
‫قياس أحدهما بدقة زاد الشك في دقة اآلخر )) فاذا رمزنا لمقدار الشك في قياس مكان الجسم بـ ‪x‬‬

‫والى مقدار الشك في قيمة الزخم بـ ‪ m.v‬فأن‪-:‬‬

‫‪h‬‬
‫‪x.m.v ‬‬
‫‪4‬‬