‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ‬

ISSN 1112-9255
2015 ‫اﻟﻌﺪد اﻟﺮاﺑﻊ ـ دﯾﺴﻤﺒﺮ‬ OEB Univ. Publish. Co.

‫اﻷﺻول اﻟﻧظرﯾﺔ ﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗدرﯾس ﻋن طرﯾﻖ اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺑﺎﻟﻛﻔﺎءات‬

Theoretical assets of teaching strategy
  through competencies approach.
‫ اﻟﺟزاﺋر‬- ‫ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟواد‬، ‫ ﻋﺑد اﻟ ﺎﺳ ﻫو د‬.‫د‬

Abstract   

The article, theoretical asset ‫ اﻷﺻول اﻟﻧظرﺔ‬،‫ﯾﺗﻧﺎول ﻫذا اﻟﻣﻘﺎل‬

strategy teaching through
approach competencies which
reference theories Foundation
approach competencies, namely:
behavioral theory, cognitive
theory, Gestalt theory,
constructivist theory and social
theory.
And then we'll try through it to
reach a conclusion Applied
dimensional learning in the
educational process of this
strategy in each of those theories
of reference.
Key words: Theoretical assets of
teaching strategy through
competencies approach.
‫ﻻﺳﺗراﺗﯾﺟ ﺔ اﻟﺗدرس ﻋن طر اﻟﻣﻘﺎرﺔ‬
‫ أ اﻟﻧظرﺎت اﻟﻣرﺟﻌ ﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‬،‫ﺎﻟﻛﻔﺎءات‬
‫ وﻫﻲ اﻟﻧظرﺔ اﻟﺳﻠو ﺔ‬،‫ﻟﻠﻣﻘﺎرﺔ ﺎﻟﻛﻔﺎءات‬
‫واﻟﻧظرﺔ اﻟﻣﻌرﻓ ﺔ وﻧظرﺔ اﻟﺟﺎﺷطﺎﻟت‬
.‫واﻟﻧظرﺔ اﻟﺑﻧﺎﺋ ﺔ واﻟﻧظرﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ‬
‫وﻣن ﺛم ﺳﻧﺣﺎول ﻣن ﺧﻼل ذﻟك اﻟﺗوﺻﻞ‬
‫إﻟﻰ اﺳﺗﻧﺗﺎج اﻷ ﻌﺎد اﻟﺗطﺑ ﻘ ﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠ ﺔ‬
‫اﻟﺗﻌﻠ ﻣ ﺔ اﻟﺗﻌﻠﻣ ﺔ ﻟﻬذﻩ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟ ﺔ ﻓﻲ ﻞ‬
.‫ﻣن ﺗﻠك اﻟﻧظرﺎت اﻟﻣرﺟﻌ ﺔ‬
،‫ اﻷﺻول اﻟﻧظرﺔ‬:‫اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻔﺗﺎﺣ ﺔ‬
‫إﺳﺗراﺗﯾﺟ ﺔ اﻟﺗدرس ﻋن طر اﻟﻣﻘﺎرﺔ‬
.‫ﺎﻟﻛﻔﺎءات‬
 ‫د‪ .‬ﻫو د ﻋﺑد اﻟ ﺎﺳ‬ ‫اﻷﺻول اﻟﻧظرﯾﺔ ﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ‪،،،‬‬

‫ﻣﻘدﻣﺔ‪:‬‬
‫ﯾﻧﺷــﻐﻞ اﻟﯾــوم اﻟﻣﻬﺗﻣــون ﻘﺿــﺎ ﺎ اﻟﺗﻌﻠ ـ م واﻟﺗر ــﺔ‪ ،‬ﺎﻟ ﺣــث ﻓــﻲ اﻷﻫﻣ ــﺔ اﻟﺑﯾداﻏوﺟ ــﺔ ﻟﻣﻔﻬــوم‬
‫أﺳﺎس ﻫو‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﻛﻔﺎءات )‪ .(Competencies‬و ﺄﺗﻲ ﻫذا اﻻﻫﺗﻣﺎم ﻓﻲ ﺳ ﺎق ﺗطور اﻟﻧظرﺎت‬
‫اﻟﺗرو ــﺔ اﻟﺣدﯾﺛــﺔ اﻟﻣواز ــﺔ ﻟﺗطــورات ﻣﺗﺳــﺎرﻋﺔ ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎﻻت ﻋﻠــم اﻟــﻧﻔس اﻟﻣﻌرﻓــﻲ واﻟﺗر ــو وﺣﻘــول‬
‫اﻟ ــذ ﺎء اﻻﺻ ــطﻧﺎﻋﻲ واﻟﺑﯾوﻟوﺟ ــﺎ‪ ،‬ــﺎﻟﻧظر إﻟ ــﻰ ﺗط ــور ﺣﺎﺟ ــﺎت ٕواﺷـ ـ ﺎﻻت اﻟﻣﺟﺗﻣﻌ ــﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻـ ـرة‬
‫ﻧﻔﺳﻬﺎ‪ .‬إن ﻣﺎ ﺗروم إﻟ ﻪ اﻟﻧظرﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗر ﺔ‪ ،‬ﻫﻲ ﺗﺄطﯾر ﻓﻌﻞ اﻟﻣﻣﺎرﺳـﺔ‪ ،‬وﺗوﺟﯾﻬـﻪ ﻣـن ﺧـﻼل‬
‫ﻣ ﺎد ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬وﻓرﺿ ﺎت ﻣﻬ ﺄة ﻟﻠﻔﺣص‪ ،‬واﻻﺧﺗ ـﺎر اﻟﻣﯾـداﻧﻲ‪.‬وﻧـذ ر ﻋﻠـﻰ ﺳـﺑﯾﻞ اﻟﻣﺛـﺎل ﻻ اﻟﺣﺻـر‬
‫ﻧظر ــﺎت اﻟــﺗﻌﻠم اﻟﺣدﯾﺛــﺔ اﻟﺗــﻲ ارﺗﻛــزت ﻋﻠﯾﻬــﺎ إﺳــﺗراﺗﯾﺟ ﺔ اﻟﺗــدرس وﻓ ـ اﻟﻣﻘﺎر ــﺔ ﺎﻟﻛﻔــﺎءات‪ ،‬وﻫــﻲ‬
‫اﻟﻧظر ــﺔ اﻟﺳــﻠو ﺔ واﻟﻧظر ــﺔ اﻟﻣﻌرﻓ ــﺔ وﻧظر ــﺔ اﻟﺟﺷــطﺎﻟت واﻟﻧظر ــﺔ اﻟﺑﻧﺎﺋ ــﺔ واﻟﻧظر ــﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ــﺔ‬
‫وﺳوف ﻧﺣﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘﺎل اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻧظرﺎت و ﯾـﻒ اﺳـﺗﻣدت ﻣﻧﻬـﺎ ﻫـذﻩ اﻹﺳـﺗراﺗﯾﺟ ﺔ‬
‫ﻌض ﻣن ﺗطﺑ ﻘﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﺗر ﺔ واﻟﺗﻌﻠ م‪.‬‬
‫ﻣﻘﺎر ﺔ اﻟﻛﻔﺎءات‪:‬‬ ‫أوﻻ‪ -‬اﻷﺻول اﻟﻧظر ﺔ ﻟﻺﺳﺗراﺗﯾﺟ ﺔ اﻟﺗدر س ﻋن طر‬
‫‪ -1‬اﻟﻧظر ﺔ اﻟﺳﻠو ﺔ‪:‬‬
‫‪ -1-1‬ﺗﻌر ﻒ اﻟﻧظر ﺔ‪:‬ﻫﻲ ﻣذﻫب ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس‪ ُ ،‬ﻌﺗﺑر اﻟـﺗﻌﻠم ﻻ ﯾﺧـرج ﻋـن وﻧـﻪ اﺳـﺗﻧﺗﺎﺟﺎت‬
‫ﻣﻠﺣوظـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺗظﻬـ ـ ــر ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺳـ ـ ــﻠوك اﻟظـ ـ ــﺎﻫر ‪ ،‬ﺻـ ـ ــدر ﻋـ ـ ــن اﻟﻣـ ـ ــﺗﻌﻠم و ﻣ ـ ـ ــن ﻣﻼﺣظﺗـ ـ ــﻪ‬
‫)‪.(Lemaire,2006,p.119‬‬
‫وﻗــد ظﻬ ــرت اﻟﺳــﻠو ﺔ ﺄﻣر ـ ـ ﺎ ﺳــﻧﺔ ‪ 1913‬ﻋﻠ ــﻲ ﯾ ــد "ﺟ ــون واطﺳــون " اﻟ ــذ اﻧطﻠــ ﻣ ــن د ارﺳ ــﺔ‬
‫ﺎﺳﺗﺧدام اﻟطرق اﻟﻌﻠﻣ ﺔ اﻟﻣوﺿوﻋ ﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾـر أﺻـﺣﺎب اﻟﻣدرﺳـﺔ اﻟﺳـﻠو ﺔ أن‬ ‫اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﻼﺣ‬
‫اﻹﻧﺳــﺎن ــﺎﺋن ﺳــﺗﻘﻲ ﺳــﻠو ﻪ ﺣﺗﻣ ــﺔ ﺑﯾﺋﺗــﻪ وﻻ ﯾــرون أن ﻫﻧــﺎك ﻣــﺎ ﺳــﻣﻲ ﺎﻟﻌواﻣــﻞ اﻟداﺧﻠ ــﺔ أو‬
‫ﺻــﺎﻧﻌﺔ ﻟﻠﺳــﻠوك‪ ,‬ﻓﺎﻧــﻪ ﻟ ـ س ﻫﻧــﺎك أ داﻋــﻲ ﻟد ارﺳــﺔ أ ﻋواﻣــﻞ أﺧــر ﺎﻋﺗ ﺎرﻫــﺎ ﻣــؤﺛرة ﻣــن وﺟﻬــﺔ‬
‫ﻧظـرﻫم ﺣﯾـث أن ﺎﻓـﺔ اﻟﻧﺷـﺎطﺎت ﻣﻬﻣـﺎ ﺎﻧـت ﻣﻌﻘـدة ﻣ ـن ﻣﻼﺣظﺗﻬـﺎ ٕواﺧﺿـﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠﻘ ـﺎس )ﺳـر ز‬
‫وآﺧ ــرون ‪ ،1996،‬ص‪ ،(232 .‬وذﻫ ــب واطﺳ ــون إﻟ ــﻲ أن ﻫ ــدف ﻋﻠ ــم اﻟ ــﻧﻔس اﻟرﺋ ﺳ ــﻲ ﯾﻧ ﻐ ــﻲ أن‬
‫ــون د ارﺳ ــﺔ اﻟﺳ ــﻠوك ﻻ اﻟﺷ ــﻌور و ﻘ ــول " ﯾﺟ ــب أن ﻘﺗﺻ ــر ﻋﻠـــم اﻟ ــﻧﻔس ﻋﻠ ــﻲ د ارﺳ ــﺔ اﻟﺳ ــﻠوك‬
‫ﻣ ــن ﻣﻼﺣظﺗــﻪ ﻣﻼﺣظــﺔ ﺧﺎرﺟ ــﺔ ﻣــﺎ ﻧﻼﺣ ـ‬ ‫اﻟﻣوﺿــوﻋﻲ ﻟﻺﻧﺳــﺎن واﻟﺣﯾـوان وﻫــو اﻟﺳــﻠوك اﻟــذ‬
‫اﻟظواﻫر") اﻟﺷرﻗﺎو ‪ ،1983،‬ص‪(2015.‬‬

‫‪122‬‬ ‫اﻟﻌﺪد اﻟﺮاﺑﻊ دﯾﺴﻤﺒﺮ ‪2015‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ‬

 ‫د‪ .‬ﻫو د ﻋﺑد اﻟ ﺎﺳ‬ ‫اﻷﺻول اﻟﻧظرﯾﺔ ﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ‪،،،‬‬

‫وﺗﻧظر ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ ﻟﻠﻛﺎﺋن اﻟﺣﻲ ﻋﻠﻲ أﻧﻪ آﻟﺔ ﻣ ﺎﻧ ﺔ ﻣﻌﻘدة ﻻ ﺗﺣر ﻪ دواﻓﻊ ﻣوﺟﻬﺔ ﻧﺣو ﻏﺎ ـﺔ‬
‫ٕواﻧﻣــﺎ ﯾوﺟ ــد ﻣﺛﯾـ ـرات ﻓﯾزﻘ ــﺔ ﺗﺻ ــدر ﻋﻧﻬ ــﺎ اﺳــﺗﺟﺎ ﺎت ﻋﺿ ــﻠ ﺔ وﻏدد ــﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ‪ .‬ﺗ ــﺄﺛرت اﻟﻣدرﺳ ــﺔ‬
‫اﻟﺳــﻠو ﺔ‪ ،‬وﺧﺻوﺻــﺎ ﻣــﻊ واطﺳــون‪ ،‬ﺄﻓ ــﺎر "ﺛورﻧــد ﺎك" ‪ Thorrndikle‬اﻟــذ ﯾــر ــﺄن اﻟــﺗﻌﻠم ﻫــو‬
‫ﻋﻣﻠ ـﺔ إﻧﺷــﺎء روا ـ أو ﻋﻼﻗــﺎت ﻓـﻲ اﻟﺟﻬــﺎز اﻟﻌﺻـﺑﻲ ﺑــﯾن اﻷﻋﺻـﺎب اﻟداﺧﻠ ـﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﺛﯾرﻫــﺎ اﻟﻣﻧ ــﻪ‬
‫اﻟﻣﺛﯾــر‪ ،‬واﻷﻋﺻــﺎب اﻟﺣر ــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻧ ــﻪ اﻟﻌﺿــﻼت ﻓﺗﻌطــﻲ ﺑــذﻟك اﺳــﺗﺟﺎ ﺎت اﻟﺣر ــﺔ‪ .‬واﻋﺗﻘــد ــﺄن‬
‫ﻗواﻧﯾن آﻟ ﺔ اﻟﺗﻌﻠم ﻣ ن أن ﺗرد إﻟـﻰ ﻗـﺎﻧوﻧﯾن أﺳﺎﺳـﯾن‪ :‬ﻗـﺎﻧون اﻟﻣـران )أو اﻟﺗـدرب(‪ ،‬أ أن اﻟـروا‬
‫ﻌﻧــﻲ ــﺄن ﻫــذﻩ اﻟــروا‬ ‫ﺎﻻﺳــﺗﻌﻣﺎل وﺗﺿــﻌﻒ ﺎﻹﻏﻔــﺎل اﻟﻣﺗواﺻــﻞ‪ ،‬ﺛــم ﻗــﺎﻧون اﻷﺛــر‪ ،‬اﻟــذ‬ ‫ﺗﻘــو‬
‫ﺗﻘو وﺗﻛﺗﺳب ﻣﯾزة ﻋﻠـﻰ ﻏﯾرﻫـﺎ وﺗـؤد إﻟـﻰ ﺻـدور رﺿـﻰ ﻋـن اﻟﻣوﻗـﻒ إذا ﺎﻧـت ﻧﺗﺎﺋﺟـﻪ إﯾﺟﺎﺑ ـﺔ‬
‫ﻣـﺎ أﻧـﻪ ﻣـن ﺑـﯾن ﻣﻠﻬﻣـﻲ اﻟﻣدرﺳـﺔ اﻟﺳـﻠو ﺔ ــﺎﻓﻠوف‪ ،‬اﻟـذ ﻻﺣـ أﻧـﻪ ﻠﻣـﺎ اﻗﺗـرن اﻟﻣﺛﯾـر اﻟﺷــرطﻲ‬
‫ــﺄن اﻟﻣﺛﯾـ ـرات اﻟﺷ ــرط ﺔ‬ ‫ﺎﻟ ــداﻓﻊ اﻟﺳـ ـ وﻟوﺟﻲ إﻻ وﺗﻛوﻧ ــت اﻻﺳ ــﺗﺟﺎ ﺔ اﻟﺷ ــرط ﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟ ــﺔ‪ ،‬و أر‬
‫اﻟﻣﻧﻔرة ﺗﺷ ﻞ ﻋواﺋ ﺣﺎﺳﻣﺔ ﻟﻠﺗﻌﻠم وﺗﻛون اﻻﺳﺗﺟﺎ ﺎت اﻟﻧﻣط ﺔ‪ .‬و ذﻫب أﺻـﺣﺎب ﻫـذا اﻻﺗﺟـﺎﻩ ﻓـﻲ‬
‫ﺗﺣﻠﯾــﻞ ﻋﻣﻠ ــﺔ اﻟــﺗﻌﻠم إﻟــﻰ أن اﻟــﺗﻌﻠم ﻻ ﯾــﺗم إﻻ ﻋﻧــدﻣﺎ ﺳــﺗﺟﯾب اﻟﻣــﺗﻌﻠم ﻟﻣﺛﯾــر ﻟــﻪ ﻋﻼﻗــﺔ ﻣوﺿــوع‬
‫اﻟﺗﻌﻠم‪ .‬و رﻣز اﻟﺳﻠو ﯾﯾن إﻟﻰ اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺳﻠو ﺔ ﺎﻟرﻣز) م‪ ،‬إ(‪،‬‬
‫)ﻣﺛﯾر‪،‬اﺳــﺗﺟﺎ ﺔ(‪ ،‬أ أن اﻟﻣﺛﯾــر ﯾــؤد إﻟــﻰ اﺳــﺗﺟﺎ ﺔ)‪ ، (Mialaret,2001,p.78‬ﻟــذﻟك ر ــزت‬
‫اﻟﻧظرﺔ اﻟﺳـﻠو ﺔ و ﺷـ ﻞ أﻛﺛـر‪ ،‬ﻋﻠـﻰ اﻟﺳـﻠوك اﻟﻧـﺎﺗﺞ ﻋـن اﻟـﺗﻌﻠم وﻣـن ﺛـم وﺟﻬـت اﻫﺗﻣﺎﻣﻬـﺎ إﻟـﻰ ﻣـﺎ‬
‫ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠم ﻓﻌﻠﻪ ﻣن أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻌرض واﻟﺗدرب اﻟﻣﺗﻛرر‪ ،‬واﻟﺗﻌزز‪.‬‬
‫وﻟﻛــﻲ ﺗﺗﺣﻘـ اﻷﻫــداف ﻣــن اﻟــﺗﻌﻠم ﻓــﺈن اﻟﺳــﻠو ﯾﯾن ر ــزوا ﻋﻠــﻰ وﺟــوب ﺻ ـ ﺎﻏﺔ أﻫــداف ﺗﻌﻠ ﻣ ــﺔ‬
‫ﺗوﺻــﻒ اﻟﺳــﻠو ﺎت اﻟﻘﺎﺑﻠــﺔ ﻟﻠﻣﻼﺣظــﺔ وذﻟــك ﺑﺗﻘﺳ ـ م اﻟﻣﺣﺗــو اﻟد ارﺳــﻲ إﻟــﻰ وﺣــدات ﺗﻌﻠ ﻣ ــﺔ‬
‫دﻗ ﻘــﺔ‪ّ ،‬‬
‫ﻣرﺗ ﺔ‪ ،‬وﺗﻘد م أﻣﺛﻠﺔ ﺣول ﻌـض اﻟﻣﻔـﺎﻫ م واﻟﺗطﺑ ﻘـﺎت اﻵﺗ ـﺔ‪ ،‬ﻓـﻲ ﺷـ ﻞ ﻓـروض واﺧﺗ ـﺎرات‪ ،‬ﺗظﻬـر‬
‫ﻗدرة اﻟﻣﺗﻌﻠم ﻋﻠﻰ ﻣﺟرد اﻟﺗﻌرف و اﻹﺟﺎ ﺔ اﻟﺻﺣ ﺣﺔ‪.‬‬
‫و ﺗﺣﻣــﻞ اﻟﻣﻌﻠــم وﺣــدﻩ ﻣﺳــؤوﻟ ﺔ ﺗﺣﻘﯾ ـ أﻫــداف اﻟــﺗﻌﻠم ﺑﺗﻬﯾﺋــﺔ اﻟﺷــرو اﻟﺑﯾﺋ ــﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣــﺔ واﻟﺗﻌز ــز‬
‫ﺷﺟﻊ اﻟﻣﺗﻌﻠم ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾـ اﻟﺳـﻠوك اﻟﻣﻧﺗظـر‪ ،‬أﻣـﺎ اﻟﻣـﺗﻌﻠم ﻓ ظﻬـر ﻣﺗﻠﻘـﻲ‪ ،‬ﯾﺗوﻗـﻒ دورﻩ ﻋﻠـﻰ‬ ‫اﻟذ‬
‫اﺳــﺗﻘ ﺎل اﻹﺷــﺎرات ﻣــن ﻣﻌﻠﻣــﻪ ﻓﺗُﺻــب اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻓــﻲ ذﻫﻧــﻪ‪ ،‬وﺗﺻ ـ ﺢ ﻫــذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻣﻔروﺿــﺔ‬
‫ﻋﻠ ﻪ ﻣن اﻟﺧﺎرج ﻋن طر اﻟﻣﻌﻠم‪.‬‬

‫‪123‬‬ ‫اﻟﻌﺪد اﻟﺮاﺑﻊ دﯾﺴﻤﺒﺮ ‪2015‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ‬

 ‫د‪ .‬ﻫو د ﻋﺑد اﻟ ﺎﺳ‬ ‫اﻷﺻول اﻟﻧظرﯾﺔ ﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ‪،،،‬‬

‫إن أﻓ ﺎر ﺳ ﯾﻧر و أطروﺣﺎﺗـﻪ‪ ،‬ﻗـد أﺣـدﺛت ﻋـدة ﺗﻐﯾﯾـرات ﻓـﻲ اﻟﺗﻔ ﯾـر اﻟﺗر ـو و اﻟﺑﯾـداﻏوﺟﻲ ﺻـﻔﺔ‬
‫ﻋﺎﻣﺔ‪ .‬ﻓﺳ ﯾﻧر ﻌﺗﺑر ﻣﺛﻼ أن اﻟطﻔﻞ ﻓﻲ اﻟﺑﯾداﻏوﺟ ﺎ اﻟﻛﻼﺳ ﺔ ﺎن ﯾﺗﻌﻠم ﻟﯾﻧﺟو ﻣن اﻟﻌﻘـﺎب‪ ،‬ﻣـﻊ‬
‫ﻏ ﺎب ﻞ أﺷ ﺎل اﻟدﻋم‪.‬‬
‫ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺳﺑ اﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن اﻟﺳﻠو ﺔ ﺗﻬﺗم ﺎﻟﺳﻠو ﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺟزﻫﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠم‪ ،‬ﻣن ﻏﯾـر اﻻﻫﺗﻣـﺎم‬
‫ﺎﻟﺳﯾرورات اﻟذﻫﻧ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗدﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﻠم‪) .‬ﺷﺣﺎﺗﺔ‪ ،2001،‬ص‪.(88.‬‬
‫‪ -2-1‬اﻟﻣﺿﻣون اﻟﻣﻌرﻓﻲ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ﻣﺣــدد اﻹﺛــﺎرة ‪ :‬ــﻞ ﻣﺿــﻣون ﻣﻌرﻓــﻲ ﻘــدم ﻟﻠﺗﻠﻣﯾــذ ﻻﺑــد أن ﺗﺗــوﻓر ﻓ ــﻪ ﺷــرو ﻗــﺎدرة ﻋﻠــﻰ إﺛــﺎرة‬
‫اﻻﻫﺗﻣﺎم واﻟﻣﯾوﻻت واﻟﺣواﻓز‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﻣﺣدد اﻟﻌرض اﻟﻧﺳﻘﻲ ﻟﻠﻣﺎدة‪ :‬وﻣﻌﻧﺎﻩ ﺗﻔ ك وﺗﻘﺳ م اﻟﻣﺎدة وﻓ وﻗﺎﺋﻊ وﻣﻌط ﺎت‪ ،‬ﻣـﻊ ﺿـ‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن ﻣ وﻧﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺛم ﺗﻘد ﻣﻬﺎ وﻓ ﺗﺳﻠﺳﻞ ﻣﺗدرج وﻣﺗﻛﺎﻣﻞ‪.‬‬
‫ج‪ -‬ﻣﺣدد اﻟﺗﻧﺎﺳب واﻟﺗﻛﯾﻒ‪ :‬إن اﻟﻣﺎدة اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠﺗﻠﻣﯾذ ﯾﺟب أن ﺗﺗﻧﺎﺳب وﻣﺳﺗو ﻧﻣوﻩ ﻣن ﺟﻣ ﻊ‬
‫اﻟﻧواﺣﻲ‪.‬‬
‫د‪ -‬ﻣﺣدد اﻟﺗﻌز ز اﻟﻔور ‪ :‬ﻠﻣـﺎ ﺗـم ﺗﻌز ـز اﻻﺳـﺗﺟﺎ ﺎت اﻹﺟراﺋ ـﺔ اﻻﯾﺟﺎﺑ ـﺔ ﻋﻧـد اﻟﻣـﺗﻌﻠم ﻠﻣـﺎ وﻗـﻊ‬
‫اﻟﺗﻌﻠم ﺳرﻋﺔ أﻛﺑر‪.‬‬
‫ﯾر ﻣﺎﺳﻠو أن اﻟﻧظرﺔ اﻟﺳﻠو ﺔ ﺟﺎءت ﻟﺗﺟﻌﻞ اﻟطﻔﻞ ﯾﺗﻌﻠم ﺳرﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدرﺳﺔ وﺗـدﻋوﻩ إﻟـﻰ‬
‫ﻧﯾﻞ إﻋﺟﺎب ُاﻟﻣّدرس ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﺟﺎﺑﺗﻪ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﻣﻼﺣ ﻫو أن اﻟﺗﻌﻠم وﻓ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺳـﻠو ﺔ‬
‫ُ ﻌﻠم اﻟطﻔﻞ أن اﻹﺑداع واﻟﻧﻘد ﻟ ﺳت ﻟﻬﻣﺎ أﻫﻣ ﺔ ﺑﯾرة)ﺑرﺗراﻧد‪ ،2001،‬ص‪.(31.‬‬
‫‪ -2‬اﻟﻧظر ﺔ اﻟﻣﻌرﻓ ﺔ‪:‬‬
‫‪ -1-2‬ﺗﻌر ﻒ ﺎﻟﻧظر ﺔ‪:‬‬
‫ﯾر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻋﻠﻣﺎء ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﺗرو أن اﻟﺗﻌﻠم ﻋ ﺎرة ﻋن ﺗﻐﯾر ﻧﺳﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻌرﻓـﺔ أو اﻟﻣﻬـﺎرة‬
‫أو اﻟﺳــﻠوك ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳــﺔ أو اﻟﺧﺑ ـرة أو اﻟﺗـ ـدرب‪ ،‬وﻣــن اﻟﻣؤ ــد أن اﻟوظ ﻔــﺔ اﻷﺳﺎﺳ ـ ﺔ ﻟﻠﻣدرﺳــﺔ‬
‫ﻣﺳــﺎﻋدة اﻟﺗﻼﻣﯾــذ ﻋﻠــﻰ اﻟــﺗﻌﻠم ﻔﺎﻋﻠ ــﺔ‪ .‬و ﻌــود أﺳــﺎس ﻫــذﻩ اﻟﻧظر ــﺔ إﻟــﻰ ﻋﻠــم اﻟــﻧﻔس اﻟﻣﻌرﻓــﻲ‪،‬ﻣن‬
‫روادﻫﺎ» ﻧﻌوم ﺗﺷﻣﺳ ﻲ« و» ﺗﺎر ﻒ «‪ ،‬واﻧطﻠﻘـوا ﻣـن اﻟﺳـﯾرورات اﻟذﻫﻧ ـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺗـداﺧﻞ ﻓـﻲ ﺗﻧظـ م‬
‫اﻟﺗﻌﻠم وﺗﺣﺻﯾﻠﻪ ﻋﻧد اﻟﻣﺗﻌﻠم )ﺷﺣﺎﺗﺔ‪ ،2001 ،‬ص‪.(90.‬‬
‫ﻓﻬــﻲ ﺗرﺗﻛــز ﻋﻠــﻰ اﻟــذاﻛرة‪ ،‬أو ﻋﻠــﻰ إﻋــﺎدة ﺷــﻲء ﺳــﺑ ﺗﻌﻠﻣــﻪ‪ ،‬واﻷﻫــداف اﻟﺗــﻲ ﺗﻔﺗــرض إﻧﺟــﺎز‬
‫ﻋﻣﻠ ـﺔ ﻣــﺎ‪ ،‬ﺗﺗطﻠــب ﻣــن اﻟﻔــرد أن ﺣــدد اﻟﻣﺷـ ﻠﺔ اﻷﺳﺎﺳـ ﺔ‪ ،‬ﺛــم ﺳــﺗﻌﯾن ﺄﻓ ــﺎر و رطﻬــﺎ ﺄﻓ ــﺎر أو‬

‫‪124‬‬ ‫اﻟﻌﺪد اﻟﺮاﺑﻊ دﯾﺴﻤﺒﺮ ‪2015‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ‬

 ‫د‪ .‬ﻫو د ﻋﺑد اﻟ ﺎﺳ‬ ‫اﻷﺻول اﻟﻧظرﯾﺔ ﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ‪،،،‬‬

‫طراﺋ ﻣﻧﻬﺟ ﺔ ﺳﺑ ﺗﻌﻠﻣﻬﺎ‪ ،‬ﯾرﻣﻲ اﻟﻬدف اﻟﻌﻘﻠﻲ إﻟﻰ ﺟﻌﻞ اﻟﺗﻠﻣﯾذ ﻗﺎدراً ﻋﻠـﻰ إﻧﺟـﺎز ﻋﻣﻠ ـﺔ ﻋﻘﻠ ـﺔ‬
‫ﻣﺎ‪،‬ﻋﻠﻰ اﻋﺗ ﺎر أن ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻣﻠ ﺔ ﻣ وﻧﺎت ﺛﻼﺛﺔ‪،‬ﻫﻲ‪):‬إرزﻞ‪ ،2002،‬ص‪.(62.‬‬
‫‪ ‬اﻟﻌﻣﻠ ﺔ اﻟﻌﻘﻠ ﺔ‪.‬‬
‫ُ ﻣﺎرس ﻋﻠ ﻪ اﻟﻧﺷﺎ ‪.‬‬ ‫‪‬اﻟﻣوﺿوع اﻟذ‬
‫‪ ‬ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻧﺷﺎ ‪.‬‬
‫‪ -2-2‬ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﻧظر ﺔ‪ :‬وﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟﻧظرﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺎﻟﻌﻣﻠ ﺎت اﻟﻣﻌرﻓ ﺔ اﻟداﺧﻠ ﺔ‪ ،‬ﻣﺛﻞ‪:‬‬
‫اﻻﻧﺗ ﺎﻩ واﻟﻔﻬم واﻟذاﻛرة واﻻﺳﺗﻘ ﺎل وﻣﻌﺎﻟﺟﺔ وﺗﺟﻬﯾز اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‪ ،‬ﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﻬﺗم أ ﺿﺎً ﺎﻟﻌﻣﻠ ﺎت‬
‫واﻟﺗﻛﺎﻣﻞ واﻟﻛم‬ ‫اﻟﻌﻘﻠ ﺔ اﻟﻣﻌرﻓ ﺔ واﻟﺑﻧ ﺔ اﻟﻣﻌرﻓ ﺔ وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﻣﺎﯾز واﻟﺗﻧظ م واﻟﺗ ار‬
‫إﻟﻰ ﺣد ﺑﯾر‬ ‫واﻟﻛﯾﻒ واﻟﺛ ﺎت اﻟﻧﺳﺑﻲ‪ ،‬ﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﻬﺗم ﺎﻻﺳﺗراﺗﯾﺟ ﺎت اﻟﻣﻌرﻓ ﺔ ﺎﻋﺗ ﺎرﻫﺎ ﺗرﺗ‬
‫ﺎﻟﺑﻧ ﺔ اﻟﻣﻌرﻓ ﺔ ﻣن ﻧﺎﺣ ﺔ أﺧر واﻟﺗﻲ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺣدث ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ - 1‬اﻻﻧﺗ ﺎﻩ اﻻﻧﺗﻘﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻘﺑﻞ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻻﻧﺗﻘﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻘﺑﻞ‪.‬‬
‫‪ -3‬إﻋﻣﺎل اﻟﺗﻔ ﯾر وإﻋﺎدة ﺻ ﺎﻏﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ و ﻧﺎء ﺗراﻛﯾب ﻣﻌرﻓ ﺔ ﺟدﯾدة‪.‬‬
‫‪ -4‬ﺗﺧزن ﻫذﻩ اﻟﺗراﻛﯾب ﻓﻲ اﻟذاﻛرة واﻻﺣﺗﻔﺎ ﺑﻬﺎ ﻟﺣﯾن اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -5‬اﺳﺗرﺟﺎع أو اﺳﺗﻌﺎدة اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺳﺎﺑ ﺗﺧزﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻼءم ﻣﻊ طﺑ ﻌﺔ اﻟﻣوﻗﻒ أو اﻻﺳﺗﺛﺎرة‪.‬‬
‫وﻣــن رواد اﻻﺗﺟــﺎﻩ اﻟﻣﻌرﻓ ــﻲ ﻋﻠﻣــﺎء اﻟــﻧﻔس اﻷﻟﻣ ــﺎن )ﻣــﺎﻛس ﻓرﺗﻬ ﻣــر(‪ ،‬و ) ﯾ ــرت وﻓ ــﺎ( اﻟﻠ ــذان‬
‫اﻧﺻــب اﻫﺗﻣﺎﻣﻬﻣــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺳ ـ ﻠوﺟ ﺔ اﻹدراك واﻟــﺗﻌﻠم واﻟﺗﻔ ﯾــر‪ .‬و) ﯾــرت ﻟ ﻔ ــﻪ( اﻟــذ اﻫــﺗم ﻣ وﻧــﺎت‬
‫أﺧر ﻓﻲ اﻟوﻗﻒ اﻟﺗﻌﻠ ﻣﻲ ﻣﺛـﻞ اﻟﻣﺟـﺎل اﻟﻧﻔﺳـﻲ واﻟداﻓﻌ ـﺔ واﻟﺳـﻠوك اﻻﺟﺗﻣـﺎﻋﻲ إﻟـﻰ ﺟﺎﻧـب ﻣـﺎ اﻫـﺗم‬
‫ﻪ ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻧﻔس اﻟﺟﺷﺗﺎﻟﺗﯾون وﻫـذﻩ اﻟﻣ وﻧـﺎت ﺗﺷـ ﻞ اﻟﻣﺟـﺎل اﻹد ارﻛـﻲ ﻟﻠﻣـﺗﻌﻠم‪ ،‬وﻟـذا ﻋرﻓـت ﻧظر ـﺔ‬
‫) ﯾرت ﻟ ﻔ ﻪ( ﺎﺳم ﻧظر اﻟﻣﺟﺎل )اﻟزﺎت‪ ،1996 ،‬ص‪.(165.‬‬
‫‪ -3‬ﻧظر ﺔ اﻟﺟﺎﺷطﺎﻟت‪:‬‬
‫ـﻞ ﺄﻧﻬـﺎ ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن اﻟﻧظر ـﺎت اﻟﺗـﻲ‬ ‫‪ -1-3‬اﻟﺗﻌر ﻒ ﺎﻟﻧظر ﺔ‪ :‬ﻣ ن ﺗﻌرﻒ ﻧظرﺎت اﻟـﺗﻌﻠم‬
‫ﺗــم وﺿــﻌﻬﺎ ﻓــﻲ ﺑــدا ﺎت اﻟﻘــرن اﻟﻌﺷــرن اﻟﻣ ـ ﻼد و ﻘــﻲ اﻟﻌﻣــﻞ ﻋﻠــﻰ ﺗطو رﻫــﺎ ﺣﺗــﻰ وﻗﺗﻧــﺎ اﻟ ـراﻫن‬
‫وﻣﻧﻬـﺎ اﻟﻣدرﺳــﺔ اﻟﺟﺷــطﺎﻟﺗ ﺔ ظﻬـرت ﻋﻠــﻰ ﯾــد ﻣـﺎﻛس ﻓرﺗﻣــر‪ ،‬ــورت وﻓ ـﺎ و ــﺎﻓوﻟﻒ ﺟــﺎﻟﺞ ــوﻫﻠر‬
‫ﻫؤﻻء اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﻣؤﺳﺳون رﻓﺿوا ﻣﺎ ﺟﺎءت ﻪ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺳﻠو ﺔ ﻣن أﻓ ﺎر ﺣول اﻟﻧﻔس اﻹﻧﺳـﺎﻧ ﺔ‪.‬‬

‫‪125‬‬ ‫اﻟﻌﺪد اﻟﺮاﺑﻊ دﯾﺴﻤﺒﺮ ‪2015‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ‬

 ‫د‪ .‬ﻫو د ﻋﺑد اﻟ ﺎﺳ‬ ‫اﻷﺻول اﻟﻧظرﯾﺔ ﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ‪،،،‬‬

‫ﻓﻘــﺎﻣوا ﺑــﺈﺣﻼل اﻟﻣدرﺳــﺔ اﻟﺟﺷــطﻠﺗ ﺔ ﻣﺣــﻞ اﻟﻣدرﺳ ــﺔ اﻟﻣ ﺎﻧ ــﺔ اﻟﺗ ار ط ــﺔ‪ ،‬وﺟﻌﻠــوا ﻣــن ﻣواﺿـ ـ ﻊ‬
‫دراﺳﺗﻬم ﺳ وﻟوﺟ ﺎ اﻟﺗﻔ ﯾر وﻣﺷﺎﻛﻞ اﻟﻣﻌرﻓﺔ‪.‬‬
‫اﻷﺟـ ـزاء ﺎﺗﺳ ــﺎق واﻧﺗظ ــﺎم‪،‬‬ ‫‪ -2-3‬اﻟﻣﻔـــﺎﻫ م اﻟﺟﺷـــطﺎﻟﺗ ﺔ‪ :‬واﻟﺟﺷ ــطﺎﻟﺗ ﺔ ﺗﻌﻧ ــﻲ أن اﻟﻛ ــﻞ ﻣﺗـ ـ ار‬
‫دﯾﻧـﺎﻣﻲ ﻓ ﻣـﺎ ﺑﯾﻧﻬـﺎ ﻣـن ﺟﻬـﺔ‪ ،‬وﻣـﻊ اﻟﻛـﻞ ذاﺗـﻪ ﻣـن ﺟﻬـﺔ‬ ‫ﺣﯾث ﺗﻛون اﻷﺟزاء اﻟﻣ وﻧﺔ ﻟﻪ ﻓـﻲ ﺗـ ار‬
‫أﺧر ‪ .‬ﻓ ﻞ ﻋﻧﺻـر أو ﺟـزء ﻣـن اﻟﺟﺷـطﻠت ﻟـﻪ ﻣ ﺎﻧﺗـﻪ ودورﻩ ووظ ﻔﺗـﻪ اﻟﺗـﻲ ﺗﺗطﻠﺑﻬـﺎ طﺑ ﻌـﺔ اﻟﻛـﻞ‬
‫)‪(Hill,1985,p.183‬‬
‫‪ -3-3‬ﻣﻔﺎﻫ م أﺳﺎﺳ ﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظر ﺔ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اﻟﺑﻧ ﺔ‪ :‬ﺗﺗﻛون ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣرﺗ طﺔ ﻘواﻧﯾن داﺧﻠ ﺔ ﺗﺣ ﻣﻬﺎ دﯾﻧﺎﻣ ﺎ ووظ ﻔ ﺎ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻻﺳﺗ ﺻﺎر‪ :‬ﻞ ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ اﻛﺗﺳﺎب اﻟﻔﻬم ﻣن ﺣﯾث ﻓﻬم ﻞ اﻷ ﻌﺎد وﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗ ار طﺎت ﺑـﯾن‬
‫اﻷﺟزاء وﺿ طﻬﺎ‪.‬‬
‫ج‪ -‬اﻟﺗﻧظ م‪ :‬ﺗﺣدد ﺳ وﻟوﺟ ﺎ اﻟﺗﻌﻠم اﻟﺟﺷطﻠﺗ ﺔ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺗﻧظ ﻣ ﺔ ﻟﻣوﺿوع اﻟﺗﻌﻠم اﻟﺗﻲ ﺗـﺗﺣ م ﻓـﻲ‬
‫اﻟﺑﻧ ﺔ‪.‬‬
‫د‪ -‬إﻋــﺎدة اﻟﺗﻧظ ـ م‪ :‬ﯾﻧ ﻐــﻲ أﺛﻧــﺎء اﻟــﺗﻌﻠم اﻟﻌﻣــﻞ ﻋﻠــﻰ إﻋــﺎدة اﻟﻬ ﻠــﺔ واﻟﺗﻧظ ـ م ﻧﺣــو ﺗﺟــﺎوز أﺷ ـ ﺎل‬
‫اﻟﻐﻣوض واﻟﺗﻧﺎﻗﺿﺎت ﻟ ﺣﻞ ﻣﺣﻠﻬﺎ اﻻﺳﺗ ﺻﺎر واﻟﻔﻬم اﻟﺣﻘ ﻘﻲ‪.‬‬
‫ﻫـ‪ -‬اﻻﻧﺗﻘﺎل‪ :‬ﺗﻌﻣ م اﻟﺗﻌﻠم ﻋﻠﻰ ﻣواﻗﻒ ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻧ ﺔ اﻷﺻﻠ ﺔ وﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ أﺷ ﺎل اﻟﺗﻣظﻬر‪.‬‬
‫و‪ -‬اﻟداﻓﻌ ﺔ اﻷﺻﻠ ﺔ‪:‬ﺗﻌزز اﻟﺗﻌﻠم ﯾﻧ ﻐﻲ أن ون ﻧﺎ ﻌﺎ ﻣن اﻟداﺧﻞ‪.‬‬
‫ﺷــﻒ ﺟﻣ ــﻊ اﻟﻌﻼﻗــﺎت اﻟﻣرﺗ طــﺔ‬ ‫ز‪ -‬اﻟﻔﻬــم واﻟﻣﻌﻧــﻰ‪ :‬ﯾﺗﺣﻘـ اﻟــﺗﻌﻠم ﻋﻧــد ﺗﺣﻘـ اﻟﻔﻬــم اﻟــذ ﻫــو‬
‫ﺎﻟﻣوﺿوع‪ ،‬واﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن اﻟﻐﻣوض إﻟﻰ اﻟوﺿوح‪.‬‬
‫‪ -4-3‬ﻣ ﺎدئ اﻟﺗﻌﻠم ﻓﻲ اﻟﻧظر ﺔ اﻟﺟﺷطﺎﻟﺗ ﺔ)‪.(Skinner,1968,p.65‬‬
‫أ‪ -‬اﻻﺳﺗ ﺻﺎر ﺷر ﻟﻠﺗﻌﻠم اﻟﺣﻘ ﻘﻲ‪.‬‬
‫ب‪ -‬إن اﻟﻔﻬم وﺗﺣﻘﯾ اﻻﺳﺗ ﺻﺎر ﻔﺗرض إﻋﺎدة اﻟﺑﻧ ﺔ‪.‬‬
‫ج‪ -‬اﻟﺗﻌﻠم ﻘﺗرن ﺎﻟﻧﺗﺎﺋﺞ‪.‬‬
‫د‪ -‬اﻻﻧﺗﻘﺎل ﺷر اﻟﺗﻌﻠم اﻟﺣﻘ ﻘﻲ‪.‬‬
‫ه‪ -‬اﻟﺣﻔ واﻟﺗطﺑﯾ اﻵﻟﻲ ﻟﻠﻣﻌﺎرف ﺗﻌﻠم ﺳﻠﺑﻲ‪.‬‬
‫و‪ -‬اﻻﺳﺗ ﺻﺎر ﺣﺎﻓز ﻗو ‪ ،‬واﻟﺗﻌزز اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻋﺎﻣﻞ ﺳﻠﺑﻲ‪.‬‬

‫‪126‬‬ ‫اﻟﻌﺪد اﻟﺮاﺑﻊ دﯾﺴﻤﺒﺮ ‪2015‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ‬

 ‫د‪ .‬ﻫو د ﻋﺑد اﻟ ﺎﺳ‬ ‫اﻷﺻول اﻟﻧظرﯾﺔ ﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ‪،،،‬‬

‫‪ -5-3‬اﻟﺗطﺑ ﻘﺎت اﻟﺗر و ﺔ ﻟﻧظر ﺔ اﻟﺟﺷطﻠت‪:‬‬

‫أ‪ -‬ﯾﺟــب أن ــون ﺗﺄﻛﯾــد اﻟﻣﻌﻠــم اﻷﺳﺎﺳــﻲ ﻋﻠــﻰ اﻟطر ﻘــﺔ اﻟﺻــﺣ ﺣﺔ ﻟﻺﺟﺎ ــﺔ وﻟ ـ س ﻋﻠــﻰ اﻹﺟﺎ ــﺔ‬
‫اﻟﺻﺣ ﺣﺔ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻧﻰ واﻟﻔﻬم‪ ،‬ﻓﯾﺟب ر اﻷﺟزاء داﺋﻣـﺎ ﺎﻟﻛـﻞ ﻓﺗﻛﺗﺳـب اﻟﻣﻐـز ‪ ،‬ﻓﻣـﺛﻼ ﺗﻛﺗﺳـب‬
‫اﻷﺳﻣﺎء واﻷﺣداث اﻟﺗﺎر ﺧ ﺔ أﻛﺑر ﻣﻐز ﻟﻬـﺎ ﻋﻧـد رطﻬـﺎ ﺎﻷﺣـداث اﻟﺟﺎر ـﺔ أو ﺷـﻲء أو ﺷـﺧص‬
‫ﻫﺎم ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠطﺎﻟب‪ ).‬راﺟﺔ‪ ،1997،‬ص‪.(78.‬‬
‫ج‪ -‬إظﻬــﺎر اﻟﻣﻌﻠــم اﻟﺑﻧ ــﺔ اﻟداﺧﻠ ــﺔ ﻟﻠﻣــﺎدة اﻟﻣﺗﻌﻠﻣــﺔ واﻟﺟواﻧــب اﻷﺳﺎﺳ ـ ﺔ ﻟﻬــﺎ ﺣﯾــث ﺣﻘ ـ اﻟﺑــروز‬
‫اﻹد ارﻛــﻲ ﻟﻬــﺎ ﺎﻟﻣﻘﺎرﻧــﺔ ﺎﻟﺟواﻧــب اﻟﻬﺎﻣﺷ ـ ﺔ ﻓﯾﻬــﺎ‪ ،‬ﻣــﻊ ﺗوﺿ ـ ﺢ أوﺟــﻪ اﻟﺷ ـ ﻪ ﺑ ـﯾن اﻟﻣــﺎدة اﻟﻣﺗﻌﻠﻣــﺔ‬
‫اﻟﺣﺎﻟ ﺔ وﻣﺎ ﺳﺑ أن ﺗﻌﻠﻣﻪ اﻟطﺎﻟب ﻣﻣﺎ ﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ إدراﻛﻬﺎ ﺷ ﻞ ﺟﯾد‪.‬‬
‫د‪ -‬ﺗﻧظ م ﻣﺎدة اﻟﺗﻌﻠم ﻓﻲ ﻧﻣ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻺدراك ﻣـﻊ اﻻﺳـﺗﺧدام اﻟﻔﻌـﺎل ﻟﻠﺧﺑـرة اﻟﺳـﺎ ﻘﺔ‪ ،‬و إظﻬـﺎر ﯾـﻒ‬
‫ﻞ‪.‬‬ ‫ﺗﺗﻼءم اﻷﺟزاء ﻓﻲ اﻟﻧﻣ‬
‫ه‪ -‬ﺗــدرب اﻟطــﻼب ﻋﻠــﻰ ﻋــزل أﻧﻔﺳــﻬم إدراﻛ ــﺎ ﻋــن اﻟﻌﻧﺎﺻــر واﻟﻣ ـواد واﻟظــروف اﻟﻣوﻗﻔ ــﺔ اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺗﺗداﺧﻞ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺣﺎوﻟون ﺣﻠﻪ ﻣن اﻟﻣﺷ ﻼت‪.‬‬
‫‪ -4‬اﻟﻧظر ﺔ اﻟﺑﻧﺎﺋ ﺔ‪ :‬ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻣﺎ ﺎن ﺳﺎﺋدا ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ﻧﺟد اﻟﻧظرﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺗﻘول ﺄن‬
‫اﻟﺗﻌﻠم اﻟﺣﻘ ﻘﻲ ﻟن ﯾﺗم ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﻣﻌﻪ اﻟﻣﺗﻌﻠم ﺣﺗﻰ وﻟو ﺣﻔظﻪ و ررﻩ أﻣﺎم اﻟﻣدرس ﺑﻞ ﺗؤ د‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻧظرﺎت وﻣﻧﻬﺎ اﻟﻧظرﺔ )اﻟﺑﻧﺎﺋ ﺔ( أن اﻟﺷﺧص ﯾﺑﻧﻲ ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻪ داﺧﻠ ﺎ ﻣﺗﺄﺛ ار ﺎﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣ طﺔ‬
‫ﻪ واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ و اﻟﻠﻐﺔ‪ ،‬وأن ﻟﻛﻞ ﻣﺗﻌﻠم طرﻘﺔ وﺧﺻوﺻ ﺔ ﻓﻲ ﻓﻬم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ وﻟ س ﺎﻟﺿرورة أن‬
‫ﺗﻛون ﻣﺎ ﯾرد اﻟﻣدرس… إذن ﻓﺎﻧﻬﻣﺎك اﻟﻣدرس ﻓﻲ إرﺳﺎل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻟﻠﻣﺗﻌﻠم وﺗﺄﻛﯾدﻫﺎ وﺗﻛرارﻫﺎ‬
‫ﻟن ون ﻣﺟد ﺎ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻣﺎ ﯾردﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﻘﻞ اﻟﻣﺗﻌﻠم‪ .‬وﻣن رواد ﻫذﻩ اﻟﻧظرﺔ » ﺟون‬
‫ﺑ ﺎﺟﻲ« واﻟذ ﯾر أن اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺗﻧﺗﺞ ﻣن أﻋﻣﺎل ﻘوم اﻟﻣﺗﻌﻠم ﺎﺳﺗﻧﺗﺎﺟﻬﺎ‪ ،‬ﻟذﻟك وﺟﻪ اﻻﻫﺗﻣﺎم إﻟﻰ‬
‫اﻟدور اﻟﻧﺷ اﻟذ ﯾؤد ﻪ اﻟﻣﺗﻌﻠم ﻓﻲ ﻋﻣﻠ ﺔ ﺗﻌﻠﻣﻪ‪.‬‬
‫)‪ ،(Voizot,1973,p.268‬وﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎرف ﺗﺑﻧﻰ ﻓﻲ اﻟذﻫن ﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻣ ﺗﺳ ﺎت اﻟﻘﺑﻠ ﺔ‪.‬‬
‫وأن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎرف ذات ﻣﻌﻧﻰ ﺟدﯾد ﻓﻲ ﺗوظ ﻔﻬﺎ وﻧﻔﻌﯾﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫وﺗﻘوم اﻟﻧظرﺔ اﻟﺑﻧﺎﺋ ﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻌط ﺎت‪:‬‬
‫‪ ‬ﻓﻲ ﺳ ﺎﻗﻬﺎ اﻹ ﺳﺗﻣوﻟوﺟﻲ‪ ،‬ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻧﺎء ﻣن ﻗﺑﻞ اﻟﻣﺗﻌﻠم وﻟ ﺳت ﻣﻌطﺎة‪.‬‬

‫‪127‬‬ ‫اﻟﻌﺪد اﻟﺮاﺑﻊ دﯾﺴﻤﺒﺮ ‪2015‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ‬

 ‫د‪ .‬ﻫو د ﻋﺑد اﻟ ﺎﺳ‬ ‫اﻷﺻول اﻟﻧظرﯾﺔ ﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ‪،،،‬‬

‫‪ ‬ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل ﻋﻠــم اﻟــﻧﻔس اﻟﻣﻌرﻓــﻲ‪ ،‬ﺗر ــز ﻋﻠــﻰ اﻟﺳــﯾرورات" اﻟﺗﻣﺷ ـ ﺎت اﻟذﻫﻧ ــﺔ " اﻟﺗــﻲ ﺗﺗــدﺧﻞ ﻓــﻲ‬
‫اﻟـﺗﻌﻠم‪ ،‬وﻟـ س ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺛﯾـر واﻻﺳـﺗﺟﺎ ﺔ‪ .‬ﻓﻬــﻲ ﺗﺣﻠـﻞ اﻵﻟ ـﺎت اﻟذﻫﻧ ــﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺗـدﺧﻞ ﻓــﻲ ﺑﻧـﺎء اﻟﻣﻌرﻓــﺔ‬
‫اﻟﺟدﯾدة‪.‬‬
‫‪ ‬أﻣـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ اﻟﻣﺟـ ــﺎل اﻟﺑﯾـ ــداﻏوﺟﻲ‪ ،‬ﻓﻬـ ــﻲ ﺗﺗﺿـ ــﻣن اﻹﺳـ ــﺗراﺗﯾﺟ ﺎت اﻟﺗـ ــﻲ ﺿـ ــﻌﻬﺎ اﻟﻣـ ــدرس ﻟ ﺳـ ــﺎﻋد‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻣﯾن ﻋﻠﻰ ﺑﻧﺎء ﻣﻌﺎرﻓﻬم‪) .‬ﺷﺣﺎﺗﺔ‪ ،2001 ،‬ص‪.(91.‬‬
‫‪ -1-4‬اﻟﺟذور اﻟﺗﺎر ﺧ ـﺔ ﻟﻠﻧظر ـﺔ اﻟﺑﻧﺎﺋ ـﺔ‪ :‬اﻛﺗﺳـﺑت اﻟﻧظر ـﺔ اﻟﺑﻧﺎﺋ ـﺔ ﺷـﻌﺑ ﺔ ﺑﯾـرة ﻓـﻲ اﻟﺳـﻧوات‬
‫اﻷﺧﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ﻓ رﺗﻬﺎ ﻟ ﺳت ﺣدﯾﺛﺔ إذ ﻣ ن ﻣﻼﺣظﺔ اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت ﻧﺣـو اﻟﻧظر ـﺔ اﻟﺑﻧﺎﺋ ـﺔ‬
‫ﻣن ﺧﻼل أﻋﻣﺎل ـﻞ ﻣـن ﺳـﻘ ار ‪ ،‬وأﻓﻼطـون‪ ،‬وأرﺳـطو )ﻣـن ‪ 470 -320‬ق‪ .‬م(‪،‬و اﻟـذﯾن ﺗﺣـدﺛوا‬
‫ﺟﻣ ﻌﺎً ﻋن “ ﺗﻛو ن اﻟﻣﻌرﻓﺔ"‪.‬أﻣﺎ ﺳﻧت أوﻏﺳﺗﯾن )ﻣﻧﺗﺻﻒ ‪ 300‬ب‪ .‬م( ﻓ ﻘـول‪ “ :‬ﯾﺟـب اﻻﻋﺗﻣـﺎد‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻟﺧﺑ ـرات اﻟﺣﺳ ـ ﺔ ﻋﻧــدﻣﺎ ﯾ ﺣــث اﻟﻧــﺎس ﻋــن اﻟﺣﻘ ﻘــﺔ"‪ ،‬وﻋﻠــﻰ اﻟــرﻏم ﻣــن أن اﻟﻔﻠﺳــﻔﺔ اﻟرﺋ ﺳــﺔ‬
‫ﻟﻠﺑﻧﺎﺋ ــﺔ ﺗﻧﺳ ــب إﻟ ــﻰ ﺟ ــﺎن ﺑ ﺎﺟ ــﻪ )‪ 1986‬ـ ـ ‪،(1980‬إﻻ أن ﺳ ــﺗﺎﻟوز )‪ 1746‬ـ ـ ‪ (1827‬ﻗ ــد أﺗ ــﻰ‬
‫ﺑﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻗﺑﻞ أﻛﺛر ﻣـن ﻗـرن ﻋﻠـﻰ ذﻟـك‪ ،‬إذ أﻛـد ﺿـرورة اﻋﺗﻣـﺎد اﻟطـرق اﻟﺗرو ـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﺗطـور‬
‫اﻟطﺑ ﻌـﻲ ﻟﻠطﻔــﻞ وﻋﻠـﻰ ﻣﺷــﺎﻋرﻩ وأﺣﺎﺳ ﺳــﻪ‪ ،‬وﻫـو ﺑــذﻟك أﻛـد أﻫﻣ ــﺔ اﻟﺣـواس ـﺄدوات ﻟﻠــﺗﻌﻠم‪ ،‬وﻧــﺎد‬
‫ﺑ ـ ـ ــر ﻣﻧـ ـ ـ ــﺎﻫﺞ اﻟﺗﻌﻠ ـ ـ ـ ـ م ﺑﺧﺑ ـ ـ ـ ـرات اﻷطﻔـ ـ ـ ــﺎل اﻟﺗــ ـ ــﻲ ﺗﺗواﻓ ـ ـ ـ ـ وﺣ ـ ـ ـ ــﺎﺗﻬم ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﺑﯾـ ـ ـ ــوﺗﻬم و ﯾﺋـ ـ ـ ــﺎﺗﻬم‬
‫اﻟﻌﺎﺋﻠ ﺔ)أرﻧوف‪ ،1983،‬ص‪.(94.‬‬
‫ﻫ ــذا إذن ﻧﺳــﺗط ﻊ اﻟﻘــول أن اﻟﺑﻧﺎﺋ ــﺔ ﺗﻌــد ﻧظر ــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻣﻌرﻓــﺔ ﻣﻧــذ زﻣــن طو ــﻞ ﻣﺗــد ﻋﺑــر اﻟﻘــرون‬
‫وﻟ س ﻏر ﺎً رؤ ﺔ ﻫذا اﻟﺗﻛرار ﻣن ﻋدة ﻓﻼﺳـﻔﺔ وﻣﻧظـرن ﻋﺑـر ﻫـذا اﻟﺗـﺎرﺦ ﻓـﻲ ﺣـﯾن ﯾ ﻘـﻰ اﻟﻣﻧظـر‬
‫اﻟﺣدﯾث اﻟوﺣﯾد اﻟذ ﺣﺎول ﺗر ﯾب ﻫذﻩ اﻷﻓ ﺎر اﻟﻣﺗﻌددة ﻓﻲ ﻧظرﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ وﺷﺎﻣﻠﺔ – ﺷ ﻠت ﻓ ﻣـﺎ‬
‫ﻌد اﻷﺳس اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻌﻠم ﻧﻔس اﻟﻧﻣو – ﻫو اﻟﻌﺎﻟم ﺟﺎن ﺑ ﺎﺟ ـﻪ‪ ،‬إذ ﻗـﺎم ﺑﺗوﺣﯾـد اﻟﻔﻠﺳـﻔﺔ وﻋﻠـم اﻟـﻧﻔس‬
‫ﻟﺗﺣو ﻞ اﻧﺗ ﺎﻩ اﻟﻧﺎس إﻟﻰ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺎﻟﺗﻔ ﯾر واﻟذ ﺎء ﻟد اﻷطﻔﺎل وﻓﺎﺗﺣﺎً اﻟطر ـ إﻟـﻰ ﻧظـرة وﻣﻧظﻣـﺔ‬
‫ﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻟﺗر ﺔ وﻋﻠم اﻟﻧﻔس )اﻟزﻏول‪ ،2003،‬ص‪.(213.‬‬
‫ﻣ ــن اﻟﺑﻧ ــﺎء‬ ‫ﻠﻣ ــﺔ اﻟﺑﻧﺎﺋ ــﺔ‪Constructivism‬‬ ‫‪ -2-4‬اﻟﺗﻌر ـــﻒ ﺎﻟﻧظر ـــﺔ اﻟﺑﻧﺎﺋ ـــﺔ‪ :‬ﺗﺷ ــﺗ‬
‫‪ Construction‬أو اﻟﺑﻧ ﺔ‪ ،Structure‬واﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻣﺷﺗﻘﺔ ﻣن اﻷﺻـﻞ اﻟﻼﺗﯾﻧـﻲ ‪ Sturere‬ﻣﻌﻧـﻰ‬
‫اﻟطر ﻘــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻘــﺎم ﺑﻬــﺎ ﻣﺑﻧــﻰ ﻣــﺎ و ﻣ ــن ﺗﻌرﻔﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ أﻧﻬــﺎ“ رؤ ــﺔ ﻓــﻲ ﻧظر ــﺔ اﻟــﺗﻌﻠم وﻧﻣــو اﻟطﻔــﻞ‬
‫ﻗواﻣﻬﺎ أن اﻟطﻔﻞ ون ﻧﺷطًﺎ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء أﻧﻣﺎ اﻟﺗﻔ ﯾر ﻟد ﻪ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﻗدراﺗﻪ اﻟﻔطرﺔ ﻣـﻊ اﻟﺧﺑـرة‪”.‬‬

‫‪128‬‬ ‫اﻟﻌﺪد اﻟﺮاﺑﻊ دﯾﺴﻤﺒﺮ ‪2015‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ‬

 ‫د‪ .‬ﻫو د ﻋﺑد اﻟ ﺎﺳ‬ ‫اﻷﺻول اﻟﻧظرﯾﺔ ﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ‪،،،‬‬

‫وﺗﻌﺑـر اﻟﺑﻧﺎﺋ ــﺔ ﻓــﻲ أ ﺳـ ﺻــورﻫﺎ وأوﺿــﺢ ﻣــدﻟوﻻﺗﻬﺎ ﻋـن أن اﻟﻣﻌرﻓــﺔﺗُﺑﻧــﻰ ﺻـورة ﻧﺷــطﺔ ﻋﻠــﻰ ﯾــد‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠم وﻻ ﺳﺗﻘﺑﻠﻬﺎ ﺻورة ﺳﻠﺑ ﺔ ﻣن اﻟﺑﯾﺋﺔ)‪.(Allaoua, 1998, p.36‬‬
‫‪ -3-4‬أﺳس و ﻣ ﺎدئ اﻟﺗﻌﻠم ﻓﻲ اﻟﻧظر ﺔ اﻟﺑﻧﺎﺋ ﺔ )ﻏﺎزدا‪ ،1993،‬ص‪:(122.‬‬
‫أ‪ -‬ﯾﺑﻧﻲ اﻟﻔرد اﻟﻣﻌرﻓﺔ داﺧﻞ ﻋﻘﻠﻪ وﻻ ﺗﻧﺗﻘﻞ إﻟ ﻪ ﻣ ﺗﻣﻠﺔ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﻔﺳر اﻟﻔرد ﻣﺎ ﺳﺗﻘﺑﻠﻪ و ﺑﻧﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻟد ﻪ ﻣن ﻣﻌﻠوﻣﺎت‪.‬‬
‫ﻌ ش ﻓ ﻪ اﻟﻔرد أﺛر ﺑﯾر ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﻣﻌرﻓﺔ‪.‬‬ ‫ج‪ -‬ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذ‬
‫د‪ -‬اﻟﺗﻌﻠم ﻻ ﯾﻧﻔﺻﻞ ﻋن اﻟﺗطور اﻟﻧﻣﺎﺋﻲ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟذات واﻟﻣوﺿوع‪.‬‬
‫ه‪ -‬اﻻﺳﺗدﻻل ﺷر ﻟﺑﻧﺎء اﻟﻣﻔﻬـوم‪ :‬اﻟﻣﻔﻬـوم ﻻ ﯾﺑﻧـﻰ إﻻ ﻋﻠـﻰ أﺳـﺎس اﺳـﺗﻧﺗﺎﺟﺎت اﺳـﺗدﻻﻟ ﺔ ﺗﺳـﺗﻣد‬
‫ﻣﺎدﺗﻬﺎ ﻣن ﺧطﺎطﺎت اﻟﻔﻌﻞ‪.‬‬
‫و‪ -‬اﻟﺧطﺄ ﺷر اﻟﺗﻌﻠم‪ :‬إذ أن اﻟﺧطﺄ ﻫـو ﻓرﺻـﺔ وﻣوﻗـﻒ ﻣـن ﺧـﻼل ﺗﺟـﺎوزﻩ ﯾـﺗم ﺑﻧـﺎء اﻟﻣﻌرﻓـﺔ اﻟﺗـﻲ‬
‫ﻧﻌﺗﺑرﻫﺎ ﺻﺣ ﺣﺔ‪.‬‬
‫ز‪ -‬اﻟﻔﻬم ﺷر ﺿرور ﻟﻠﺗﻌﻠم‪.‬‬
‫ح‪ -‬اﻟﺗﻌﻠم ﻘﺗرن ﺎﻟﺗﺟرﺔ وﻟ س ﺎﻟﺗﻠﻘﯾن‬
‫‪ -‬اﻟﺗﻌﻠم ﺗﺟﺎوز وﻧﻔﻲ ﻟﻼﺿطراب‪.‬‬
‫‪ -5‬اﻟﻧظر ــﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ــﺔ‪ :‬ﻣــن روادﻫــﺎ اﻟ ﺎﺣــث اﻟروﺳــﻲ ﻓ ﻘوﺗﺳــﻲ ودواز وﻣــوﻧﯾﻲ‪ .‬و ــذﻫب ﻫــذا‬
‫اﻟﻣﻌرﻓــﻲ ﯾﻠﻌــب دوراً ﻫﺎﻣــﺎً ﻓــﻲ اﻟﺑﻧــﺎء اﻟﻣﻌرﻓــﻲ‬ ‫اﻟﻔر ـ ﻓــﻲﺗﺣﻠﯾﻠــﻪ ﻟﻌﻣﻠ ــﺔ اﻟــﺗﻌﻠم‪ ،‬إﻟــﻰ أن اﻟوﺳ ـ‬
‫و ﺗﺟﻠ ــﻰ ذﻟ ــك ﻓ ــﻲ أﻫﻣ ــﺔ اﻟوﺳ ــﺎطﺔ اﻟﻣﻌرﻓ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﯾؤﻣﻧﻬ ــﺎ اﻟﻣﻌﻠ ــم‪ ،‬ﺑ ــﯾن طرﻓ ــﻲ اﻟﻌﻣﻠ ــﺔ اﻟﺗﻌﻠ ﻣ ــﺔ‬
‫)اﻟﻣﺗﻌﻠم واﻟﻣﻌرﻓﺔ( )و ازرة اﻟﺗر ﺔ واﻟﺗﻛو ن اﻟﺗوﻧﺳ ﺔ‪ ،2004 ،‬ص ‪.(243‬‬
‫وﻫذا ﻌﻧﻲ أن اﻟﻧظرﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻧﺎء اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺣدث ﻋن طر اﻟﺗﻔﺎﻋـﻞ اﻻﺟﺗﻣـﺎﻋﻲ اﻟـذ‬
‫ﻘوم ﺑدور ﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﺗطو ر اﻻﺳﺗﻌدادات اﻟذﻫﻧ ﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﻠم‪ ،‬ﻓﻬـم ﯾـرون أن اﻟﺗﻔﺎﻋـﻞ اﻻﺟﺗﻣـﺎﻋﻲ ﯾﻠﻌـب‬
‫دوراً ﺑﯾ ـراً ﻓــﻲ ﺑﻧــﺎء اﻷدوات اﻟﻣﻌرﻓ ــﺔ‪ ،‬واﻟــدﺧول ﻓــﻲ ﺗﻔــﺎﻋﻼت اﺟﺗﻣﺎﻋ ــﺔ ﺟدﯾــدة ﺗﻛــون أرﻗــﻰ ﻣــن‬
‫ﺳـﺎ ﻘﺎﺗﻬﺎ‪) .‬ﺷـﺣﺎﺗﺔ‪ ،2001 ،‬ص‪ .(92 .‬وﻫـﻲ ﻧظر ـﺔ ﺗﻘـول ـﺄن اﻟﻧـﺎس ﯾﺗﻌﻠﻣـون ﺳـﻠو ﺎت ﺟدﯾـدة‬
‫ﻋــن طر ـ اﻟﺗﻌز ــز أو اﻟﻌﻘــﺎب اﻟﺻــرﺣﯾن‪ ،‬أو ﻋــن طر ـ اﻟــﺗﻌﻠم ﻣﻼﺣظــﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻣــن ﺣــوﻟﻬم‪.‬‬
‫ﻼﺣظوﻧ ــﻪ )ﻣ ــن ﻗﺑ ــﻞ ﻏﯾ ــرﻫم(‪ ،‬ﺗ ــزداد‬ ‫ﻓﺣ ــﯾن ﯾ ــر اﻟﻧ ــﺎس ﻧﺗ ــﺎﺋﺞ إﯾﺟﺎﺑ ــﺔ وﻣرﻏو ــﺔ ﻟﻠﺳ ــﻠوك اﻟ ــذ‬
‫اﺣﺗﻣﺎﻟ ﺔ ﺗﻘﻠﯾدﻫم‪ ،‬وﻣﺣﺎﻛﺎﺗﻬم‪ ،‬وﺗﺑﻧﯾﻬم ﻟﻬذا اﻟﺳﻠوك‪ .‬ﻣﺎ ﯾﺗﻛون اﻟﺗﻌﻠم اﻻﺟﺗﻣـﺎﻋﻲ ﻣـن ﺛﻼﺛـﺔ أﺟـزاء‪:‬‬
‫اﻟﻣﻼﺣظﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻘﻠﯾد‪ ،‬واﻟﺗﻌزز‪.‬‬

‫‪129‬‬ ‫اﻟﻌﺪد اﻟﺮاﺑﻊ دﯾﺴﻤﺒﺮ ‪2015‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ‬

 ‫د‪ .‬ﻫو د ﻋﺑد اﻟ ﺎﺳ‬ ‫اﻷﺻول اﻟﻧظرﯾﺔ ﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ‪،،،‬‬

‫وﻗــد اﻗﺗــرح ﺟوﻟ ــﺎن روﺗــر‪ ،‬ﻓــﻲ ﺗﺎ ــﻪ اﻟــﺗﻌﻠم اﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ وﻋﻠــم اﻟــﻧﻔس اﻟﺳــرر )‪ (1954‬أن ﺗــﺄﺛﯾر‬
‫اﻟﺳــﻠوك ﯾﻠﻌــب دو ار ﻓــﻲ دﻓــﻊ اﻟﻣــرء إﻟــﻰ اﺗﺧــﺎذ إﺟ ـراء ﺗﺟــﺎﻩ ﻫــذا اﻟﺳــﻠوك‪ ،‬ﻓﺎﻟﻧــﺎس ﺗﻧﻔــر ﻣــن اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ‬
‫اﻟﺳﻠﺑ ﺔ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗرﻏب اﻹﯾﺟﺎﺑ ﺔ )‪.(Bandura, 1977, p.106‬‬
‫ﻓﺈذا ﺗوﻗﻊ اﻟﻣرء أن ﻌود ﺳﻠوك ﻣﻌﯾن ﺑﻧﺗﺎﺋﺞ إﯾﺟﺎﺑ ﺔ‪ ،‬أو أر اﺣﺗﻣﺎﻟ ﺔ ﺑﯾـرة ﻓـﻲ ذﻟـك‪ ،‬ﺗـزداد ﻗﺎﺑﻠ ـﺔ‬
‫ﻣﺷــﺎر ﺗﻬم اﻵﺧــرن ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﺳــﻠوك‪ .‬إن ﺗﻌز ــز اﻟﺳــﻠوك ﺎﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻹﯾﺟﺎﺑ ــﺔ ﻘــود اﻟﻣــرء إﻟــﻰ ﺗﻛ ـرار‬
‫ﺎﻟﻌواﻣــﻞ‬ ‫اﻧﺗﻬﺎﺟـﻪ‪ .‬وﻟــذﻟك ﺗـر ﻧظر ــﺔ اﻟـﺗﻌﻠم اﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ أن اﻟﺗـﺄﺛﯾر ﻋﻠــﻰ اﻟﺳـﻠوك ﻻ ﯾﻧﺣﺻــر ﻓﻘـ‬
‫اﻟﻧﻔﺳ ﺔ‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﺗﻠﻌب اﻟﻣﺣﻔزات واﻟﻌواﻣﻞ اﻟﺑﯾﺋ ﺔ دو ار ﻓﻲ ذﻟك‪.‬‬
‫ﺗوﺳــﻊ أﻟﺑــرت ﺑﻧــدو ار)‪ (1977‬ﻓــﻲ ﻓ ـرة روﺗــر وأﻓ ــﺎر ﻣــن ﺳ ـ ﻘوﻩ‪ ،‬ﻓﻧظر ﺗــﻪ ﺗﺷــﻣﻞ اﻟــﺗﻌﻠم اﻟﺳــﻠو ﻲ‬
‫واﻹد ارﻛــﻲ‪ .‬و ﻔﺗــرض اﻟــﺗﻌﻠم اﻟﺳــﻠو ﻲ أن ﺑﯾﺋــﺔ اﻟﺷــﺧص اﻟﻣﺣ طــﺔ ﺗدﻓﻌــﻪ ﻟﻠﺗﺻــرف طر ﻘــﺔ ﻣﻌﯾﻧــﺔ‪.‬‬
‫أﻣــﺎ ﻧظر ــﺔ اﻟــﺗﻌﻠم اﻹد ارﻛــﻲ ﻓﺗﻘــول ــﺄن اﻟﻌواﻣــﻞ اﻟﻧﻔﺳـ ﺔ ﻣﻬﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺗــﺄﺛﯾر ﻋﻠــﻰ ﺳــﻠوك اﻟﻣــرء‪ .‬أﻣــﺎ‬
‫ﻧظرﺔ اﻟﺗﻌﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﺗﺟﻣﻊ ﺑـﯾن اﻟﻌواﻣـﻞ اﻟﺑﯾﺋـﺔ واﻟﻌواﻣـﻞ اﻟﻧﻔﺳـ ﺔ‪ .‬و ﺗطﻠـب ﺗﻌﻠـم وﺗﻘﻠﯾـد ﺳـﻠوك‬
‫ﻣﻌﯾن ﺛﻼﺛﺔ أﻣور‪ :‬اﻟﺗذ ر )ﺗذ ر ﻣﺎ ﻻﺣظﻪ اﻟﺷﺧص(‪ ،‬اﻹﻧﺗﺎج )اﻟﻘدرة ﻋﻠـﻰ اﻟﻘ ـﺎم ﺳـﻠوك ﻣﻌـﯾن(‪،‬‬
‫واﻟداﻓﻊ )اﻟﺳﺑب اﻟﻛﺎﻓﻲ اﻟذ ﯾرﻏ ك ﻓﻲ ﺗﺑﻧﻲ ﺳﻠوك ﻣﻌﯾن(‪) .‬ﻧﺷواﺗﻲ‪ ،1985،‬ص‪.(229.‬‬
‫‪ -1-5‬ﻣ وﻧﺎت اﻟﻧظر ﺔ‪):‬ﻋﻠ ﺎن‪ ،1987،‬ص‪.(246.‬‬
‫أ‪ -‬اﻟﻘوة اﻟﺳﻠو ﺔ‪ :‬وﺗﻌـرف ﻋﻠـﻰ أﻧﻬـﺎ اﺣﺗﻣﺎﻟ ـﺔ اﻟﻣﺷـﺎر ﺔ ﻓـﻲ ﺳـﻠوك ﻣﻌـﯾن ﻓـﻲ ظـرف ﻣﻌـﯾن‪ .‬أ‬
‫ﻣﺎ ﻫﻲ اﺣﺗﻣﺎﻟ ﺔ أن ﯾﺗﺻرف اﻹﻧﺳﺎن طرﻘﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ ظـرف ﻣـن اﻟظـروف؟ ﯾﺗـوﻓر ﻟﻺﻧﺳـﺎن ﻋـدة‬
‫ﺧ ــﺎرات ﺳــﻠو ﺔ ﻋﻧــدﻣﺎ ﯾوﺿــﻊ ﺗﺣــت ظــرف ﻣــن اﻟظــروف‪ .‬ﻟﻛــﻞ ﺧ ــﺎر ﻣــن ﻫــذﻩ اﻟﺳــﻠو ﺎت طﺎﻗــﺔ‬
‫ﺎﻣﻧﺔ ﺗﺟﻌﻞ اﻹﻧﺳﺎن ﯾﺧﻠص إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺣو أﻛﺑر طﺎﻗﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﺗوﻗﻊ‪ :‬ﻫﻲ ﻣﺎ ﯾﺗوﻗﻌﻪ اﻹﻧﺳﺎن ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺣﺗﻣﻞ أن ﻌود ﺑﻬﺎ ﺳﻠوك ﻣﻌﯾن‪ .‬اﻟﺳـؤال اﻟﻣطـروح‬
‫ﻫﻧﺎ ﻫو‪ :‬ﻣﺎ ﻫﻲ اﺣﺗﻣﺎﻟ ﺔ أن ﯾﻧﺗﺞ ﻋن ﻫـذا اﻟﺳـﻠوك ﻧﺗـﺎﺋﺞ إﯾﺟﺎﺑ ـﺔ؟ ﺗﻌﺗﻣـد ﺛﻘـﺔ اﻹﻧﺳـﺎن ﻓـﻲ اﻧﺗﻬـﺎج‬
‫ﺳﻠوك ﻣﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﻘدار اﺣﺗﻣﺎﻟ ﺔ ظﻬور ﻧﺗـﺎﺋﺞ إﯾﺟﺎﺑ ـﺔ ﻋﻧـﻪ‪ ،‬ﻓـﺈن ـﺎن ﻫـذا اﻻﺣﺗﻣـﺎل ﻋﺎﻟ ـﺎ‪ ،‬زادت‬
‫اﻟﺗوﻗﻌﺎت ﺣﺻول اﻟﺗﻌزز ﺑﻧـﺎء ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻟﺳـﻠوك‪ .‬أﻣـﺎ ﻋـن ﻣﺻـدر اﻟﺗﻧﺑـؤ ﺣﺻـول اﻟﺗﻌز ـز‪ ،‬ﻓﻬـو‬
‫ﺧﺑرات اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺳﺎ ﻘﺔ‪ ،‬وﻟﻬذا ﻧراﻩ ﯾﺧﺗﻠﻒ ﻣن ﺷﺧص ﻵﺧر ﻟدرﺟﺔ ﻔﺗﻘر ﺑﻬﺎ أﺣ ﺎﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﻧط ‪.‬‬
‫ﻌـود ـﻪ ﺳـﻠوك ﻣﻌـﯾن‪ .‬أﻣـﺎ ﻗ ﻣـﺔ اﻟﺗﻌز ـز ﻓﺗﺷـﯾر إﻟـﻰ‬ ‫ج‪ -‬ﻗ ﻣﺔ اﻟﺗﻌز ـز‪ :‬اﻟﺗﻌز ـز ﻫـو اﻟﻧـﺎﺗﺞ اﻟـذ‬
‫ﻣﻘــدار رﻏ ــﺔ اﻹﻧﺳــﺎن ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ‪ .‬ﻓﺎﻷﺷ ـ ﺎء اﻟﺗــﻲ ﻧﺣﺑﻬــﺎ‪ ،‬وﻧرﻏــب ﻓﯾﻬــﺎ ﺗﺣظــﻰ ﻘ ﻣــﺔ ﺗﻌز ــز‬
‫ﻋﺎﻟ ﺔ‪.‬‬

‫‪130‬‬ ‫اﻟﻌﺪد اﻟﺮاﺑﻊ دﯾﺴﻤﺒﺮ ‪2015‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ‬

 ‫د‪ .‬ﻫو د ﻋﺑد اﻟ ﺎﺳ‬ ‫اﻷﺻول اﻟﻧظرﯾﺔ ﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ‪،،،‬‬

‫ﺧﺎﺗﻣﺔ‪:‬‬
‫أﺧﯾـ ار ﻣ ﻧﻧـﺎ اﻟﻘـول‪ :‬أن اﻟﻣﻘﺎر ــﺔ ﺎﻟﻛﻔـﺎءات ﺗﻌﺗﺑـر ﺑـد ﻼ ﻋــن اﻹﺳـﺗراﺗﯾﺟﯾﺗﯾن اﻟﺳـﺎ ﻘﺗﯾن )اﻟﻣﺿــﺎﻣﯾن‬
‫واﻷﻫداف(‪ ،‬أ أﻧﻬﺎ ﻋﻧﺻـر ﻣﺟـدد ﻓـﻲ اﻟﻣﯾـدان اﻟﺗﻌﻠ ﻣـﻲ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ ﺗﻧظـر إﻟـﻰ اﻟﻣﻌرﻓـﺔ‪ ،‬ﻋﻠـﻰ أﻧﻬـﺎ زاد‬
‫ووﺳﯾﻠﺔ ﻣن أﺟﻞ إ ﻘﺎ اﻟﻘدرات اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ )اﻻﺳﺗﻌدادات( وﺗﻘو ﺔ اﻟﻘدرات ﻋن طر ـ إﻛﺳـﺎﺑﻬﺎ ﻣﻬـﺎرات‬
‫ﻠﻬ ــﺎ إﻟ ــﻰ ظﻬ ــور ﻔ ــﺎءات ﺷ ــﺎﻣﻠﺔ )ﻣﻌرﻓ ــﺔ‪ ،‬أداﺋ ــﺔ‪ ،‬إﻧﺟﺎز ــﺔ( ﻓ ــﻲ ﻣﯾ ــدان ﻣ ــﺎ ﻣ ــن‬ ‫ﺟدﯾ ــدة ﺗ ــؤد‬
‫اﻟﻣ ﺎدﯾن‪ ،‬وﻋﻠ ﻪ ﻓﺈن اﻷﺳﺎس ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻹﺳـﺗراﺗﯾﺟ ﺔ ﻫـو اﻟﺗر ﯾـز ﻋﻠـﻰ اﻟﻛﻔـﺎءة و ﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ ﻓـﺈن اﻟﺗﻠﻣﯾـذ‬
‫ﻌﺗﺑــر اﻟﻣﻌ ــﺎر اﻟــذ ﺗﺑﻧــﻰ ﻋﻠ ــﻪ ﻣﺿــﺎﻣﯾن وﻣﺣﺗو ــﺎت اﻟﻣﻧــﺎﻫﺞ‬ ‫ﻫــو ﻣﺣــور اﻟﻌﻣﻠ ــﺔ اﻟﺗﻌﻠ ﻣ ــﺔ اﻟــذ‬
‫اﻟﺗﻌﻠ ﻣ ﺔ وطراﺋ وأﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻌﻠ م‪.‬‬
‫إن إﺳــﺗراﺗﯾﺟ ﺔ اﻟﺗــدرس ﻋــن طر ـ ﻣﻘﺎر ــﺔ اﻟﻛﻔــﺎءات طر ﻘــﺔ ﻟﻠﺗــدرس وﻓﻠﺳــﻔﺔ ﻟﻠﺗﻌﻠ ـ م ﺗﺑــدو ﻣــن‬
‫ﺧــﻼل ﻫــذﻩ اﻟد ارﺳــﺔ‪ ،‬إﺳــﺗراﺗﯾﺟ ﺔ ﻣﻣﺗــﺎزة‪ ،‬ﻟﻛــن اﻟﺳـ ـؤال اﻟﻣطــروح‪ :‬ﻫــﻞ ﻣــن اﻟﻧﺎﺣ ــﺔ اﻹﺟراﺋ ــﺔ ﻓــﻲ‬
‫اﻹﻣ ﺎن ﺗطﺑﯾ ﻫذﻩ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟ ﺔ ﺑﻧﺟﺎح ﻓﻲ ﻣدارﺳـﻧﺎ؟ وﻫـﻞ ﻓـﻲ إﻣ ـﺎن أﺳـﺎﺗذﺗﻧﺎ ﻓﻬﻣﻬـﺎ واﻟﻌﻣـﻞ ﺑﻬـﺎ‬
‫ﻔــﺎءة‪ ،‬ﻹ ﺻــﺎل اﻟﺗﻼﻣﯾــذ إﻟــﻰ أﻓﺿــﻞ ﻣ ــﺎ ﻣ ــن ﻣــن ﻣﺳــﺗو ﺎت اﻟﻛﻔ ــﺎءة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ــﺔ ﻣــن اﻟﻧﺎﺣ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﻌرﻓ ﺔ واﻟﺳﻠو ﺔ؟ ﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﻘوم ﺑدراﺳﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﺻول اﻟﻣﯾداﻧ ﺔ‪.‬‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ‪:‬‬
‫أوﻻ‪ -‬اﻟﻣراﺟﻊ ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌر ﺔ‪:‬‬
‫‪ .1‬ﺳـ ــر ز‪ ،‬ﻋﺟﯾﻠـ ــﻲ وآﺧـ ــرون ‪ .(1996) .‬ﻧظر ـ ــﺎت اﻟـ ــﺗﻌﻠم‪ .(2 ) ،‬ﺑﻧﻐـ ــﺎز ‪ :‬ﻣﻧﺷـ ــورات ﺟﺎﻣﻌـ ــﺔ‬
‫ﻗﺎزوﻧﺳن‪.‬‬
‫‪ .2‬اﻟﺷـ ــرﻗﺎو ‪،‬أﻧور ﷴ‪ .(1983).‬اﻟـ ــﺗﻌﻠم‪ :‬ﻧظر ـ ــﺎت وﺗطﺑ ﻘـ ــﺎت ) ‪ .(1‬اﻟﻘـ ــﺎﻫرة‪ :‬ﻣ ﺗ ـ ــﺔ ﻷﻧﺟﻠـ ــو‬
‫اﻟﻣﺻر ‪.‬‬
‫‪ .3‬ﺷﺣﺎﺗﺔ‪ ،‬ﺣﺳن‪.(2001) .‬اﻟﻣﻧـﺎﻫﺞ اﻟد ارﺳـ ﺔ ﺑـﯾن اﻟﻧظر ـﺔ واﻟﺗطﺑﯾـ ‪.(2 )،‬اﻟﻘـﺎﻫرة‪ :‬ﻣ ﺗ ـﺔ اﻟـدار‬
‫اﻟﻌر ﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب‪.‬‬
‫‪ .4‬ﺑرﺗ ارﻧــد‪ ،‬ــﺎ‪ .(2001).‬اﻟﻧظر ــﺎت اﻟﺗرو ــﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻ ـرة‪ ،‬ﺗرﺟﻣــﺔ‪ :‬ﷴ ﺑــوﻋﻼق ) ‪ .(4‬اﻟﺟ ازﺋــر‪:‬‬
‫ﻗﺻر اﻟﻛﺗﺎب‪.‬‬
‫‪ .5‬إرزﻞ‪ ،‬رﻣﺿﺎن و آﺧرون ‪ .(2002) .‬ﻧﺣـو اﺳـﺗراﺗﯾﺟ ﺔ اﻟﺗﻌﻠـ م ﻣﻘﺎر ـﺔ اﻟﻛﻔـﺎءات ) ‪ .(1‬ﺗﯾـز‬
‫وزو‪ :‬دار اﻻﻣﻞ ﻟﻠط ﺎﻋﺔ و اﻟﻧﺷر و اﻟﺗوزﻊ‪.‬‬

‫‪131‬‬ ‫اﻟﻌﺪد اﻟﺮاﺑﻊ دﯾﺴﻤﺒﺮ ‪2015‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ‬

 ‫د‪ .‬ﻫو د ﻋﺑد اﻟ ﺎﺳ‬ ‫اﻷﺻول اﻟﻧظرﯾﺔ ﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ‪،،،‬‬

‫‪ .6‬اﻟز ــﺎت‪ ،‬ﻓﺗﺣ ــﻲ ﻣﺻ ــطﻔﻰ‪ .(1996).‬ﺳـ ـ وﻟوﺟ ﺔ اﻟ ــﺗﻌﻠم ﺑ ــﯾن اﻟﻣﻧظ ــور أﻻرﺗ ــﺎطﻲ واﻟﻣﻧظ ــور‬
‫اﻟﻣﻌرﻓﻲ ) ‪ .(1‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ :‬دار اﻟﻧﺷر ﻟﻠﺟﺎﻣﻌﺎت‪.‬‬
‫‪ .7‬ارﺟــﺔ‪ ،‬ﻋﺑــد ﻗــﺎدر‪ .(1997).‬ﺳ ـ وﻟوﺟ ﺔ اﻟــﺗﻌﻠم ) ‪ .(1‬ﻋﻣــﺎن‪ :‬دار اﻟ ــﺎزور اﻟﻌﻠﻣ ــﺔ ﻟﻠﻧﺷــر‬
‫واﻟﺗوزﻊ‪.‬‬
‫‪ .8‬أرﻧوف‪ ،‬و ﺗﺦ‪ .(1983) .‬ﺳـ وﻟوﺟ ﺔ اﻟـﺗﻌﻠم ) ‪ .(1‬ﺗرﺟﻣـﺔ ﻋـﺎدل ﻋـز اﻟـدﯾن اﻷﺷـول وآﺧـرون‬
‫اﻟﻘﺎﻫرة‪ :‬ﻣطﺎ ﻊ اﻷﻫرام اﻟﺗﺟﺎرﺔ‪.‬‬
‫‪ .9‬اﻟزﻏول‪،‬ﻋﻣﺎد‪ .(2003).‬ﻧظرﺎت اﻟﺗﻌﻠم ) ‪ .(1‬ﻋﻣﺎن‪ :‬دار اﻟﺷروق ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﻊ‪.‬‬
‫‪ .10‬ﻏــﺎزدا‪،‬ﺟورج و ورﺳــﯾﻧﻲ‪،‬رﻣوﻧدﺟﻲ‪ .(1993) .‬ﻧظر ــﺎت اﻟــﺗﻌﻠم ) ‪ .(1‬د ارﺳــﺔ ﻣﻘﺎرﻧــﺔ ﺗرﺟﻣــﺔ‬
‫ﻋﻠﻲ ﺣﺳﯾن ﺣﺟﺎج‪ ،‬اﻟﻛو ت‪ :‬ﻋﺎﻟم اﻟﻣﻌرف‪.‬‬
‫‪ .11‬و ازرة اﻟﺗر ـ ــﺔ واﻟﺗﻛ ـ ــو ن‪ .(2004) .‬اﻟﻣﻘﺎر ـ ــﺔ ﺎﻟﻛﻔﺎ ـ ــﺎت ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣ ـ ــدارس اﻻﺑﺗداﺋ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻟوﺣ ـ ــدة‬
‫اﻟﺗﻛو ﻧ ﺔ ‪ ،2 ،1‬اﻟﺟﻣﻬورﺔ اﻟﺗوﻧﺳ ﺔ‪ :‬اﻟﻣر ز اﻟوطﻧﻲ ﻟﺗﻛو ن اﻟﻣ وﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﺗر ﺔ‪.‬‬
‫‪ .12‬ﻧﺷـ ـواﺗﻲ‪ ،‬ﻋﺑ ــد اﻟﻣﺟﯾ ــد‪ .(1985).‬ﻋﻠ ــم اﻟ ــﻧﻔس اﻟﺗر ــو ‪ .(2 ) ،‬ﻋﻣ ــﺎن‪ :‬دار اﻟﻔرﻗ ــﺎن ﻟﻠﻧﺷ ــر‬
‫واﻟﺗوزﻊ‪.‬‬
‫‪ .13‬ﻋﻠ ــﺎن ‪،‬ﻫﺷ ــﺎم ﻫﻧد ‪،‬ﺻ ــﺎﻟﺢ‪ ،‬ﺗ ﺳ ــﯾر‪.(1987).‬اﻟﻣﻣﺣ ــص ﻓ ــﻲ ﻋﻠ ــم اﻟ ــﻧﻔس اﻟﺗر ــو ) ‪.(3‬‬
‫ﻋﻣﺎن‪ :‬ﺟﻣﻌ ﺔ ﻋﻣﺎل اﻟﻣطﺎ ﻊ اﻟﺗﻌﺎوﻧ ﺔ‪.‬‬
‫‪ .14‬ﺛﺎﻧ ﺎ‪ -‬اﻟﻣراﺟﻊ ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷﺟﻧﺑ ﺔ‪:‬‬
‫‪15. Lemaire, P. (2006). Abrégé de psychologie cognitive. Bruxelles, De Boeck‬‬
‫‪Université.‬‬
‫‪16. Mialaret, G. (2001). psycho- pédagogie. Que Sais je .Paris: P U F.‬‬
‫‪17. Hill, W.F. (1985). Learning: Asurvey of psychological interpretations (4th‬‬
‫‪Ed).New York: Harper and Row.‬‬
‫‪18. Skinner, B.F. (1968) .Educational Psychology: Theory into practice,‬‬
‫‪Englewood cliff, New Jersey: Prentice Hall.‬‬
‫‪19. Voizot, B. (1973).Le développement de l’intelligence chez L’Enfant .Paris:‬‬
‫‪Armand Colin.‬‬
‫‪20. Allaoua, M. (1998). Manuel des methods ET des pedagogies de‬‬
‫‪l’enseignement. Alger: palais du livre.‬‬
‫‪21. Bandura, A.(1977) Social learning theory. Englewood Cliffs, N.J : Prentice‬‬
‫‪Hall.‬‬

‫‪132‬‬ ‫اﻟﻌﺪد اﻟﺮاﺑﻊ دﯾﺴﻤﺒﺮ ‪2015‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ‬