Professional Documents
Culture Documents
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
العقود العقارية
كمال شفتر
يتميز الدرس بمضمون مركب يشمل مؤسستين مستقلتين من حيث المبدأ وهما -1
العقد من ناحية والعقار من ناحي%%ة أخ%%رى .ولكنهم%%ا يلتقي%%ان ليكون%%ا مؤسس%%ة موح%%دة وهي
العقد العقاري.
يتفق الشراح أن العقد هو اتفاق يل%%تزم بمقتض%%اه ش%خص أو أك%%ثر نح%و ش%خص -2
آخر أو أكثر بإعطاء أو القيام بعمل أو االمتن%%اع عن القي%%ام بعم%%ل .فه%%و تواف%%ق إرادتين أو
أكثر على إحداث أثر قانوني سواء كان هذا األثر إنشاء التزام أو نقله أو تعديله أو إنهاءه.
ويبرز هذا التعريف خاصيتين للعقد .تتمثل األولى في كون%ه ينب%ني على تواف%ق -3
بين إرادتين أو أكثر .صحيح أن العقد ينتمي إلى صنف التصرفات القانونية .ولكنه يتم%%يز
عن بقية التصرفات القانونية األخرى كالوصية أو الوعد (بجائزة أو بالجعل) ال%%تي تنب%%ني
على إرادة منفردة بضرورة التقاء بين إيجاب وقبول فيحصل بهما التراضي ويقوم العقد.
وتتعلق الخاص%%ية الثاني%%ة بغاي%%ة إب%%رام العق%%د وهي إح%%داث أث%%ر ق%%انوني .فاتف%%اق -4
إرادتين على أمر ما ال يكفي لقيام العقد م%%ادام أنهم%%ا لم يتجه%%ا إلى إنش%%اء رابط%%ة قانوني%%ة.
ومن أبرز ما يميز الرابطة القانونية هو عالق%%ة المديوني%%ة ال%%تي تتض%%من اإلل%%زام الق%%انوني
الذي يف%%رض على الم%%دين ب%%أن يق%%وم ب%%أداء معين وال ينقض%%ي إال بالوف%اء ب%%ه أو بالص%%ور
المحددة في الفصل 339م ا ع .وتتمثل رابطة المديونية باعتبارها عالقة مالية بين ال%%ذمم
المالية في مجموعة من المال أو مجموع العالقات القانونية التي تقدر بالمال .فهي تتك%%ون
ن عناصر ايجابية عندما تكون في ذمة الدائن وتتكون من عناصر سلبية عندما تك%%ون في
3
ذمة المدين .هذا هو المعنى أو المفه%%وم ال%%ذي اعتم%%ده المش%%رع التونس%%ي في م ا ع عن%%دما
ذكر في الفصل األول " تعمير الذمة" مدلال بذلك على تغليب%%ه للبع%%د الموض%%وعي الم%%ادي
لاللتزام.
وتطبيق%%ا له%%ذا المفه%%وم ،ف%%ان أعم%%ال المج%%امالت مثال ال تنش%%ئ عق%%ودا .فل%%و أن -5
شخصا دعا صديقا إلى حفل عشاء فقبل الصديق الدعوة ،فانه ال يقوم بينهما عق%%د في ه%%ذه
الحالة ألنهما لم يقصدا من هذه العالقة إنشاء التزام قانوني .وإذا ما عدل الداعي أو تخلف
الصديق فال مسؤولية على هذا أو ذاك.
كذلك ليس من شأن قبول القيام بخدمة مجانية أن تنشئ عق%%دا م%%ادام أن الني%%ة لم -6
تنصرف إلى إحداث أثر قانوني ،كما في حالة طبيب يعالج صديقا ل%%ه دون أج%ر ،أو ج%ار
يعاون جاره على تحضير زفاف أو شخص يصطحب صديقا له في سيارته .ففي مثل هذه
الصورة ال يوجد التزام على عاتق من تبرع بالقيام بالخدمة.
يعرف العقار بكونه كل شيء يمثل أصال مستقرا و ثابتا في موقع%%ه مم%%ا ي%%ؤدي -7
إلى عدم قابليته لالنتق%ال من موق%ع إلى آخ%ر دون تعرض%ه للتل%ف .و ق%د ك%رس المتس%رع
التونسي هذا التعريف في مجلة الحقوق العينية عندما نص في الفص%%ل 3أن "العق%%ار ه%%و
كل شيء ثابت في مكانه ال يمكن نقله منه دون تلف".
و تنقس%%م العق%%ارات إلى ع%%دة أن%%واع .فمن الناحي%%ة التش%%ريعية قس%%مت م ح ع -8
العقارات التبعية و التي تتمثل الحقوق العينية العقارية و الدعاوى المتعلقة بها كالملكي%%ة و
االنتفاع و االستعمال و السكنى و الهواء و االرتفاق و االمتياز و الرهن العقاري.
و من الناحية االقتصادية ،يمكن تقسيم العقارات إلى عدة أن%%واع حس%%ب النش%%اط -9
المتصل بها .فنجد العقارات الفالحية سواء التي تملكها الدول%%ة أو ال%%تي يملكه%%ا الخ%%واص.
كما نجد العقارات السكنية و التجارية و الصناعية .و قد برز مفهوم جديد يؤل%%ف بين ه%%ذه
األنشطة و يتمثل في االستثمار العقاري .و يترجم ه%%ذا التن%%وع أهمي%%ة العق%%ار في التط%%ور
االقتصادي .فهو بمثابة أداة تداول الثروات داخل المجتمع ،ب%ل يعت%بره العدي%د من الفقه%اء
أحد ركائز سيادة الدولة على أقاليمها .لكن ال يمكن أن ننكر تراجع هذا الطرح خاصة بعد
تط%%ور االقتص%%اد الالم%%ادي من ناحي%%ة و ارتف%%اع قيم%%ة بعض المنق%%والت ال%%تي أص%%بحت
تضاهي أو تفوق قيمة بعض العقارات كالطائرات و البواخر.
و رغم ذلك يبقى العقار أهم وسيلة لتبادل الخيرات و ت%%داول المع%%امالت داخ%%ل -10
المجتمع .لذلك ،فهو يتميز بنظام قانوني خاص به يتمث%%ل باألس%%اس في الق%%انون العق%%اري.
ففي مفهوم%%ه الواس%%ع ،يتمث%%ل الق%%انون العق%%اري في مجم%%وع القواع%%د المتعلق%%ة بالعق%%ار .و
تتضمن م ح ع أهم هذه القواع%%د ،كم%%ا توج%%د ه%%ذه القواع%%د خ%%ارج ه%%ذه المجل%%ة س%%واء في
مجالت أخرى كم إع أو م أس أو في نصوص خاصة .و في مفهومه الضيق ،فإن القانون
العقاري يتمثل في مجموع القواعد القانونية المتضمنة في م ح ع و خاصة منه%%ا المتعلق%%ة
بالعقارات المسجلة نظرا لما تتميز به من خصوصية بالنسبة لبقية القواعد.
و ينتج عن تعدد هذه المفاهيم تعدد في مص%%ادر القواع%%د المنطبق%%ة على العق%%ار. -11
و هو ما يؤثر على أعمدة القانون العقاري من بينها العقد الذي يكون محله عقارا.
5
ال يوجد تعريف قانوني للعقد العقاري ،و يع%%ود ذل%%ك إلى غي%%اب تك%%ريس المفه%%وم من -12
طرف المش%%رع .و يع%%ود تفس%%ير ذل%%ك إلى تع%%دد العق%%ود ال%%تي يك%%ون محله%%ا عق%%ارا .فمن غ%%ير
المعقول أن يخص المشرع للعقد العقاري بنظام شامل و خاص به في حين أنه نظم العديد من
العقود التي تنصب على عقار أو حقوق عقارية أو أشياء أخرى يمكن رهنه%%ا .من ذل%%ك ن%%ذكر
عقد البيع الذي محله عقارا و كذلك الهبة و الكراء و الرهن .فقد أفرد المشرع كل منها بنظ%%ام
قانوني خاص به.
و ت%%ؤدي ه%%ذه الوض%%عية إلى تش%%تت األنظم%%ة القانوني%%ة المنطبق%%ة على العق%%د العق%%اري. -13
إن البحث عن النظام القانوني المنطبق على العق%%د العق%%اري يس%%توجب اختي%%ار معي%%ارا -14
و من يكون عنصرا مشتركا بين ك%%ل العق%%ود و في نفس ال%%وقت يم%%يز البعض عن البعض.
بين العديد من المعايير ،يمكن االقتص%ار على معي%ار الخصوص%ية .و يع%ود ه%ذا المعي%ار إلي
التقسيم المنهجي الذي كرس%%ه المش%%رع في م إ ع بين النظري%%ة العام%%ة لاللتزام%%ات أو األحك%%ام
العامة المنطبقة على العقود و األحكام الخاصة المنطبقة على العقود الخاص%%ة .فال وج%ود ألي
مصلحة من الرجوع إلي القواعد العامة ألنها هي نفسها في ك%%ل العق%%ود كالش%%روط الجوهري%%ة
الالزمة لقيام أي عقد .و تكمن المص%%لحة الحقيقي%%ة من تحلي%%ل العق%%ود العقاري%%ة في البحث عن
الخصوصية التي تميزها عن بقية العقود .و قد وق%%ع تك%%ريس ه%%ذه القواع%%د الخاص%%ة في م إ ع
6
و ك%%ذلك بم ح ع .كم%%ا نج%%د أهم القواع%%د الخصوص%%ية في النص%%وص الخاص%%ة ال%%تي ص%%درت
لتنظيم العديد من العقود العقارية.
و يطرح تعدد العقود العقارية إشكالية تقس%%يماتها .في حقيق%%ة األم%%ر ،تظه%%ر العدي%%د من -15
التقسيمات للعقود بسبب مصدرها الفقهي .فليس من وظائف المشرع االعتناء بتقس%%يم العق%%ود.
فنجد التقسيم بين العق%%ود الرض%%ائية و العق%%ود الش%%كلية و العق%%ود العيني%%ة و التقس%%يم بين العق%%ود
الملزمة لجانب واحد و العقود الملزمة للجانبين و التقسيم بين عقود المعاوضة و عقود التبرع
و العقود المسماة و العقود غير المسماة إلى غير ذلك من التقسيمات .و مهما ك%%انت قيم%%ة ه%%ذه
التقسيمات فإنها ال تبرز خصوصية النظام المنطب%%ق على العق%%ود العقاري%%ة ،ل%%ذلك ال م%%انع من
اللج%وء إلى تقس%يم آخ%ر ي%%برز تل%%ك الخصوص%%ية العقاري%%ة بين العق%%ود الناقل%%ة للملكي%%ة :عق%%ود
التصرف (الجزء األول) و العقود غير الناقلة للملكية :عقود اإلدارة (الجزء الثاني).
7
يك%%ون معي%%ار ه%%ذا الن%%وع من العق%%ود الموض%%وع ال%%ذي ي%%رد علي%%ه العق%%د .ويتم%%يز ه%%ذا -16
الموض%%وع بنق%%ل ملكي%%ة ش%%يء معين من ش%%خص إلى آخ%%ر .ومث%%ال ذل%%ك عق%%ود ال%%بيع والهب%%ة
والمعاوضة والمرابحة والشركة والقرض والص%%لح .ويمكن أن يك%%ون ه%%ذا الش%%يء منق%%وال أو
عقارا .ونظرا لخصوصية المحاضرات ،فانه سنقتصر على العق%ود الناقل%ة للملكي%ة ال%تي ت%رد
على العق%%ار .وق%%د س%%متها م ح ع في الفص%%ل 373باالتفاق%%ات بين األحي%%اء س%%واء تعلقت تل%%ك
االتفاقات بإنشاء حق عيني أو بنقله أو بالتص%%ريح ب%%ه أو بتعديل%%ه أو بانقض%%ائه أو يجعل%%ه غ%%ير
قابل للتفويت أو بالتقييد من حرية جوالنه أو بتغيير أي شرط آخر من شروط ترسيمه.
إن تعدد العقود الناقلة للملكية ال يفضي بالضرورة الى تحليل كل عق%%د على ح%%دة .الن -17
الغاية من الدرس تتمثل في إبراز الخصوصيات القانونية المنطبق%%ة على انتق%%ال ملكي%%ة العق%%ار
مهما كان العقد .وتتميز هذه الخصوصيات بوحدة النظ%%ام الق%%انوني المنطب%%ق على ك%%ل العق%%ود
الناقلة لملكية العقار .ولكن ال يمنع هذا من وجود العديد من العالمات التي ينفرد بها ك%%ل عق%%د
مما يستوجب إبرازها كلما دعت الحاجة إلى ذلك.
تمر العقود العقارية الناقلة للملكية بمرحلتين .تهم المرحلة األولى تكوينها التي بدورها -18
تتضمن عدة مراحل ( .الفصل األول) وإذا ما تقرر الدخول في تل%%ك العالق%%ة التعاقدي%%ة ،ت%%برز
المرحلة الثانية التي تهم النظام القانوني الخاص بها ( .الفصل الثاني)
يخضع العقد العقاري الناقل للملكية إلى مبدأ االنتقال الفوري للملكية بحص%%ول الرض%%ا -19
بين الطرفين .وفي حاالت أخرى ،ال يتم انتقال ملكية العقار إال بإتمام ش%%روط مح%%ددة .وب%%ذلك
تتنوع العقود العقاري%%ة الناقل%%ة للملكي%%ة من حيث نش%%أتها ( .المبحث الث55اني) لكن نج%%د اتفاق%%ات
8
تنصب على عقار تكون مهمتها تمهيد انتقال الملكية .فيقع إرجاء هذا االنتقال إلى وقت تحق%%ق
الشروط المستوجبة إلبرام العقد النهائي أو المتفق عليها في العق%%د .كم%%ا نج%%د اتفاق%%ات تنص%%ب
على عقار تكون مهمتها تأمين خالص دين .فالت%%أمين العي%%ني ال ينق%%ل الملكي%%ة ولكن%%ه بض%%مانه
لألداء المالي من شأنه أن يؤثر على تداول المعامالت العينية .فتك%%ون ب%%ذلك اتفاق%%ات مرتبط%%ة
بالعقود الناقلة للملكية ( .المبحث األول)
األص%%ل أن المعامل%%ة المالي%%ة تتم بوس%%يلة عق%%د بين شخص%%ين يتحق%%ق بواس%%طته انتق%%ال -20
الملكية .ويكون في أغلب األحيان ذلك العقد كافيا إلتمام كامل العملية العقارية .لكن في بعض
األوقات ،يستوجب نقل ملكية العق%%ار إب%%رام اتفاق%%ات من ش%%أنها أن تمه%%د إتم%%ام العق%%د النه%%ائي.
(الفرع األول) كما يستوجب انتقال الملكية في أوقات أخرى إب%%رام اتفاق%%ات تأميني%%ة من ش%%أنها
ضمان تنفيذ االلتزامات المترتبة عن انتقال الملكية( .الفرع الثاني)
يجب التع%%رض إلى أهم االتفاق%%ات التمهيدي%%ة لنق%%ل ملكي%%ة العق%%ار (الفق55رة األولى) قب%%ل -21
يمكن أن يلتج%%أ األط%%راف المتعاق%%دة إلى العدي%%د من االتفاق%%ات التمهيدي%%ة إلتم%%ام العق%%د -22
النهائي .لكن تبقى أهم االتفاقات التمهيدية في المادة العقارية الوعد ب%%البيع من جه%%ة (أ) وعق%%د
المغارسة من جهة أخرى( .ب)
يعت%%%بر مي%%%دان البعث العق%%%اري من أهم رك%%%ائز التط%%%ور االقتص%%%ادي واالس%%%تقرار -23
االجتماعي .لذلك أصبح االهتمام بالمنظومة العمرانية من أوكد أولويات الدول%%ة العتب%%ار ح%%ق
السكن من مكونات حقوق اإلنسان ومن مبادئ القواعد الدستورية.
وتبرز هده األهمي%%ة من خالل ت%%دخل المش%%رع لتنظيم قط%%اع البعث العق%%اري من%%ذ س%%نة -24
وتهدف هذه النصوص إلى التقليص من التفاوت بين الباعث العقاري باعتباره الطرف -25
القوي والمشتري باعتباره الطرف الضعيف .فهي تنتمي إلى ميدان النظام العام الحمائي الذي
يتطلب تدخل المش%%رع ليح%%ل مح%%ل اإلرادة لتنظيم العالق%%ة التعاقدي%%ة وت%%رتيب اآلث%%ار المنج%%رة
عنها.
ويجب التوضيح أن خصوصية النظام القانوني المنطبق على البعث العق%%اري مرتبط%%ة -26
ضرورة بإحالة بيع عقار سيقع انجازه مث%%ل ال%%بيع على مث%%ال أو مج%رد تص%%ميم أو بي%%ع أرض
سيقع تهيئته%%ا .وال عجب من قي%%ام االتف%%اق والش%%يء ال يوج%%د وقت تالقي اإلرادتين .فق%%د أب%%اح
المشرع التونسي إبرام العقد واعتبره صحيحا رغم عدم وج%%ود الش%%يء وقت التعاق%%د على أن%%ه
10
سوف يوجد في المستقبل .ولم يستثن المشرع من ذلك إال التعامل في الترك%%ات المس%%تقبلية في
الفصل 66من م ا ع وبيع المعدوم في الفصل 574من م ا ع.
أما إذا كان البيع الذي ينجزه الباعث العقاري يتعلق بعقار منجز آو ارض مهي%%أة ،فان%%ه -27
يخض%%ع إلى األحك%%ام العام%%ة ال%%واردة ب م ا ع .فق%%د نص الفص%%ل 4من ق%%انون 1990أن%%ه "
تخضع للقانون العام عمليات البيع المنجزة من طرف الباعثين العقاريين في نطاق النش%%اطات
المحددة بالفصل األول من هذا الق%%انون والخاص%%ة بالعق%%ارات المبني%%ة آو األراض%%ي المهي%%أة".
لذلك سنركز في تحليلنا على تلك الخصوصية التي تميز عقد بيع عق%%ار س%%ينجز في المس%%تقبل
وال%%تي تتجلى خاص%%ة من خالل وج%%وب إب%%رام الوع%%د ب%%البيع باش%%تراط الكتب من ناحي%%ة 1°
واحترام التنصيصات الوجوبية من ناحية أحرى 2°
-Іإشتراط الكتب
نص المتسرع في الفصل 9من قانون 1990على أنه "ال يمكن بي%%ع عق%%ار في نط%%اق -28
مشروع عقاري قبل إنجازه إال من ط%%رف ب%%اعث عق%%اري كم%%ا عرف%%ه الفص%%ل األول من ه%%ذا
القانون .و يبرم في الغرض وعد بالبيع يحدد حقوق و واجبات الطرفين " .توحى صياغة هذا
"ال النص أن إبرام الوعد بالبيع هو شرط لتم%%ام بي%%ع العق%%ار و ذل%%ك من خالل عب%%ارات
يمكن ...إال".
صحيح أن المش%%رع نص في الفص%%ل الخ%%امس من نفس الق%%انون على الكتاب%%ة كش%%رط -29
لقيام العق%%د .و لكن ه%%ذا الت%%دقيق يتعل%%ق ب%%بيع العق%%ارات المبني%%ة أو المع%%دة للبن%%اء أو األراض%%ي
المقسمة و المهيأة أو المعدة للقيم و التهدئ%%ة .و ه%%ذا الفص%%ل ال يهم حال%%ة بي%%ع عق%%ار في نط%%اق
مشروع عقاري قبل إنجازه .فلم يقع التعرض إلى هذه الحالة إال في الفصول 9و ما بع%%ده من
قانون .1990و يفهم من هذه الفصول ال%%تي تش%%رط احت%%واء الوع%%د على تنصيص%%ات ال يمكن
تصور ضبطها و توضيحها خارج كتب.
11
و مع ذلك تطرح مسألة اشتراط الكتب عدة إشكاليات .و تتمثل األولى في شكل الوع%%د -30
بالبيع .فهل يجب أن يكون كتبا رسميا أم كتبا خطي%%ا؟ رغم اش%%تراط المش%%رع الزامي%%ة احت%%واء
الوعد على تنصيصات وجوبية محددة بالنص التي تعتبر من مميزات الكتب الرسمي ،فإنه لم
يشترط تحريره بواسطة أشخاص محددين كالم%%أمور العم%%ومي أو المح%%امي أو م%%دير الملكي%%ة
العقارية .و في غياب هذا الشرط ،يقع االكتفاء بالكتب الخطي بين األطراف حتى يقوم الوع%%د
صحيحا .و إذ يرى العديد من الفقهاء أن هذا االختيار ال يتماشى مع خصوصية مي%%دان البعث
العقاري الذي يتطلب حماية خاصة للطرف الضعيف و هو الموعود ل%%ه المش%%تري .فك%%ان من
األجدى أن يوجب المشرع الحجة الرسمية في الوعد بالبيع لما تتمتع به من قوة ثبوتي%%ة و لم%%ا
تحققه من إرشاد و نصح يقدمانه المأمور العمومي .و بذلك تتحقق الحماية المرجوة للمش%%تري
و يضمن احترام متطلبات النظام العام المميز لميدان البعث العقاري .و مع ذل%%ك فإن%%ه يالح%%ظ
في التطبيق أن الباعث العق%اري يح%رص أن يتم تحري%ر الوع%د من ط%رف المح%امي المتعه%د
بتحرير عقد البيع النهائي الذي سيحرص على اح%%ترام ك%%ل متطلب%%ات الوع%%د من خالل توثي%%ق
كل التنصيصات الوجوبية.
و تتمثل اإلشكالية الثانية في تحديد طبيعة وجوبي%%ة الكتب في الوع%%د ب%%البيع .فه%%ل ه%%و -31
شرط صحة أم مجرد وسيلة إثبات ؟ ال يفي%%د اس%%تعمال المش%%رع لص%%يغة الوج%%وب بالض%%رورة
اشتراطه للكتب كركن وجود االتفاق .فقد استعمل تلك الصيغة في العديد من النصوص و م%%ع
ذلك لم يكن الكتب شرط ص%حة .و يكفي ذك%ر الفص%ل 473م إ ع ال%ذي نص على أن%ه "...إذا
كان قدر المال أكثر من ألف دينار فيجب حينئ%%ذ تحري%%ر حج%ة رس%مية أو غ%%ير رس%مية للبين%%ة
فيه" .كما نجد تلك الصيغة في عدة فصول أخرى يمكن ذكر منها الفصل 581م إ ع.
كما يستوجب اعتبار الكتب كشرط صحة تحديد الجزاء المترتب عن عدم احترامه .و -32
يبقى الفصل 325م إ ع محور تحديد هذا الج%%زاء المتمث%%ل في البطالن .إذ ينص ه%%ذا الفص%%ل
على أنه "يبطل االلتزام من أصله في الصورتين اآلتي%%تين :أوال إذا خال من ركن عن أركان%%ه
-ثانيا إذا حكم القانون ببطالنه في ص%%ورة معين%%ة" .و بم%%ا أن اش%%تراط الش%%كل لم ي%%رد ض%%من
12
أركان العقد المحددة في الفص%%ل 2من م إ ع ،ف%%إن الحال%%ة الثاني%%ة هي المنطبق%%ة علي%%ه .و فعال
يظه%%ر جلي%%ا أن المش%%رع عن%%دما قص%%د اش%%تراط الش%%كلية ك%%ركن ص%%حة ،رتب ج%%زاء البطالن
المطل%%ق بص%%ورة ص%%ريحة .و يمكن ذك%%ر م%%ا ج%%اء في الفص%%ل 190م ت ال%%ذي ينص أن ك%%ل
تصرف في أصل تجاري بالبيع يجب إثبات%%ه كتاب%%ة و إال ك%%ان ب%%اطال" و ك%%ذلك الفص%%ل 4من
قانون 2جوان 1998المتعلق بالبيوعات بالتقسيط ال%%ذي يعت%%بر ك%%ل عملي%%ة ل%%بيع بالتقس%%يط ال
تتضمن سندا كتابيا باطلة ،و أخ%%يرا م%%ا ج%%اء في الفص%%ل 337م ح ع ال%%تي ينص على بطالن
عقد بيع العقارات المسجلة بطالن مطلقا إذا لم يحترم الشكليات التي حددها المتسرع (وجوب
تحرير الكتب من قبل أشخاص معددين) .و نتيج%%ة لك%%ل ه%%ذه االعتب%%ارات ،فإن%%ه يص%%عب أخ%%ذ
وجوبية الكتب في الوعد بالبيع في مادة البعث العقاري في معنى ركن من أركان االتف%%اق ب%%ل
يبقى وسيلة إثبات العالقة.
-ІІالتنصيصات الوجوبية
تعرضت الفصول 10وما بع%ده من ق%انون فيف%ري 1990إلى إلزامي%ة تض%من الوع%د -33
تنصيصات وجوبية يمكن تقسيمها إلى تنصيصات تتعلق بالعقار و أخرى تهم األطراف.
فبالنسبة للنوع األول من التنصيصات ،ينص الفص%%ل 10على أن%%ه "يجب أن يحت%%وي -34
الوعد البيع على مصدر ملكية األرض المقام عليها المشروع و على عدد الرس%%م العق%%اري أو
مطلب التس%%جيل في ص%%ورة وجودهم%%ا و على ت%%اريخ ق%%رار الموافق%%ة على التقس%%يم بالنس%%بة
لألراضي المعدة للتهيئة أو تاريخ و ع%%دد ق%%رار ال%%ترخيص في البن%%اء بالنس%%بة ل%%بيع العق%%ارات
المعدة للبن%%اء" .كم%%ا ينص الفص%%ل 11على أن%%ه " يوض%%ح الوع%%د ب%%البيع وجوب%%ا م%%ا يلي - :أ-
وصف العقار الموعود للبيع ".
و يه%%دف اش%%تراط المش%%رع لض%%رورة التنص%%يص على ه%%ذه المواص%%فات إلى حماي%%ة -35
الموعود له المشتري .و تتمثل هذه الحماية في التأك%%د من وض%%عية العق%%ار القانوني%%ة و خاص%%ة
13
ثبوت ملكية العقار للباعث العقاري .و هذا من شأنه أن يساهم في طمأن%%ة المش%تري على م%%آل
العملية التعاقدية و خاصة انتقال الملكية له.
ألنه اتضح سابقا في العديد من الحاالت أن الباعث العق%%اري ال%%ذي س%%مح ل%%ه بالبن%%اء ال -36
يمتلك أي وثيقة تثبت ملكيته لألرض و هو م%%ا ك%%ان يه%%دد حق%%وق المش%ترى ال%%ذي ق%دم أم%%واال
طائلة ليصبح مالكا فيجد نفس%ه في ن%زاع م%ع أش%خاص آخ%رين ي%دعون ملكيتهم للعق%ار .ل%ذلك
أوجب المشرع على الباعث ذكر أصل انجرار الملكية و عدد الرسم العق%%اري لألرض المق%%ام
عليها المشروع .و مع ذلك ،كان على المشرع لتحقي%ق أك%ثر حماي%ة أن يش%رط تق%ديم الب%اعث
شهادة ملكيته مسلمة من إدراة الملكية العقارية بالنسبة للعقارات المسجلة أو عق%%د بي%%ع مس%%جل
بالقباضة المالية بالنسبة للعقارات غير المسجلة .كما يهدف اشتراط ذكر ت%اريخ الموافق%ة على
التقسيم و عدد قرار الترخيص إلى تجنب كل خطر هدم البناء .و أخير يجب أن يق%%وم الب%%اعث
لوصف العقار و ذل%%ك ب%%ذكر مك%%ان البن%%اء و ع%%دد الغ%%رف و التجه%%يزات ال%%تي يحت%%وي عليه%%ا
المسكن و األجزاء المشتركة.
و بالنسبة للنوع الثاني من التنصيصات ،فهي تهم حق%%وق و واجب%%ات األط%%راف طيل%%ة -37
المرحلة التمهيدية للبيع .فيجب أن يحدد الوعد بالبيع الثمن النهائي و طرق الخالص ،و تق%%ديم
التسبيقات و جزاء عدم دفعها في اآلجال .كما يلتزم الباعث بتحدي%%د أج%%ال التس%%ليم و عقوب%%ات
التأخير و ضمانات حسن التنفي%%ذ من ط%%رف المهندس%%ين المعم%%ارين و المستش%%ارين و مك%%اتب
الدراسات و المراقبة المصادق عليهم.
لم تتمكن كل هذه الضمانات من تجنب العديد من اإلخالالت التي تمس من مصداقية و -38
قيمة تلك التنصيصات .لذلك وجب تحديد جزاء عدم إحترامها .لم يتع%رض المش%رع التونس%ي
في قانون 1990إلى هذه المسألة .لذلك يجب الرجوع إلى القواعد العامة التي تبين أن%%ه يوج%%د
نوعان من الجزاءات المدنية ،إما بطالن الوعد أو عدم ترسيمه.
14
ال يمكن التفكير في هذا الجزاء األخير باعتبار أن الوعد ال يرتب س%%وء ح%%ق شخص%%ي -39
لفائدة الموعود له ،ذلك أن اإلتفاقات التي تخضع للترسيم هي فقط التي ترتب حق عيني و يقع
رفض ترسيمها في صورة عدم إحترام التنصيصات المستوجبة.
أما بالنسبة للبطالن فهو بمثابة الجزاء التي ينصب على عدم احترام شروط قيام العقد. -40
و قد حدد المتسرع التونسي بنفسه ميدان البطالن سواء كان مطلق%%ا في الفص%%ل 325م إ ع أو
نسبيا في الفصول 330و ما بعد من م إ ع.
فإذا كانت التنصيصات محددة لركن من أركان العق%%د ،ف%%إن ع%%دم احترامه%%ا ي%%ؤدي إلى -41
بطالن الوعد بطالن مطلقا .من ذلك اعتبار التمن و وصف العقار ض%%روريان لتع%%يين المح%%ل
مما يرتب بطالن العقد في صورة غيابهما .أما إذا كانت التنصيصات ال تهم وجود ال%%ركن في
ذات%%ه ،فإن%%ه ال يمكن إبط%%ال الوع%%د إال إذا ك%%انت تمس من س%%المة اإلرادة في%%ؤدي خرقه%%ا إلى
حصول عيب من العيوب التي نص عليها المتسرع في الفصل 43م إ ع.
ففي الق%%انون الفرنس%%ي ،ذهبت محكم%%ة التعقيب الفرنس%%ية إلى أن التنصيص%%ات ال%%تي -42
أوجبه%%ا المتس%%رع في الوع%%د ب%%البيع في مي%%دان البعث العق%%اري وردت على س%%بيل اإلعالم و
اإلرشاد لحماية الموعود له المشترى ،و بالت%%الي فإن%%ه ال يح%%ق إال له%%ذا األخ%%ير إت%%ارة دع%%وى
البطالن باعتبار أن تلك التنصيص%%ات ال تهم إال مص%%لحة الخاص%%ة .و فال يح%%ق ل%%ه الحص%%ول
على حكم يقضي بالبطال الوع%%د إال إذا أثبت أن إرادت%%ه ك%%انت معيب%%ة بس%%بب غي%%اب وعيه%%ا و
سالمتها و حريتها.
ب -عقد المغارسة
لق%%د نظم المش%%رع التونس%%ي عق%%د المغارس%%ة في الفص%%ول 1416إلى 1426من م إ ع -43
فاعتبره الفصل 1416عقد شركة بين صاحب األرض و العامل موضوعه أشجار مثم%%رة أو
نحوها من ذوات الدخل .وعلى أساسه يتكفل العامل الشريك بغرس أش%جار مثم%رة في أرض
15
شريكه .و عند بلوغ الغرس ح%%د معل%%وم أوج%%د األثم%%ار ف%%إن العام%%ل يس%%تحق مناب%%ا مش%%اعا في
األرض و األشجار .و مثال ذلك ما يخص شجر الزيتون الذي يبلغ فيه األثمار بحسب نوعي%%ة
الغرس من الخمس إلى السبع سنوات و كذلك في النخي%%ل عن%%دما تبل%%غ العش%%ر س%%نوات .ل%%ذلك
جرى العمل على أن ت%%برم عق%%ود المغارس%%ة لم%%دة عش%%ر أو خمس%%ة عش%%ر س%%نة حس%%ب ع%%رف
الجهات.
و عند انتهاء مدة العقد فإن المغارسي و هو العامل الشريك يصبح مالك%%ا لمن%%اب ش%%ائع -44
مع صاحب األرض و هو دافع المغارسة .و يكون هذا المن%%اب مش%%اع من األرض المغروس%%ة
كان تكون مساحتها خمسة هكتارات و ت%ولى المغارس%ي غراس%ة هكت%ارين فق%ط .فعن%د انته%اء
المغارسة تتم قسمة األرض المغروسة أي الهكتارين فقط .و يتطلب قيام عقد المغارس%%ة ت%%وفر
عدة شروط من ناحية ( )Іو باحترامها يرتب آثاره من ناحية أخرى (.)ІІ
قبل تحليل الشروط الجوهرية (ب) ،يجب البحث إن كان قي%%ام عق%%د المغارس%%ة يتطلب -45
أ -الكتب
نص المشرع في الفصل 1416م إ ع " :عقدة المغارسة يحرر فيه%%ا رس%%م ص%%حيح". -46
فهل المقصود بالرسم الصحيح شرط صحة أم وسيلة إثبات ؟ يصعب مسايرة محكم%%ة التعقيب
ب%%دوائرها المجتمع%%ة عن%%دما اعت%%برت في قراره%%ا ع%%دد 706الم%%ؤرخ في 1961-6-24أن
المقصود بالرسم الصحيح هي الحجة الرسمية التي يحرره%%ا الم%%أمور العم%%ومي وفق%%ا للفص%%ل
16
442من م إ ع .ألن المشرع لم يعتمد مصطلح الحجة الرسمية أو الكتب الرس%%مي مثلم%%ا ورد
في ذلك النص من ناحية و لم يحدد الجزاء المترتب عنه بص%%ورة ص%%ريحة أال و ه%%و البطالن
المطلق من ناحية أخرى .خاصة و أن عقد المغارس%%ة في أص%%له ال ينق%%ل الملكي%%ة ب%%ل يتض%%من
التزامات شخصية.
و في صورة غياب صيغة االلتزام و الوج%%وب ،ف%%إن ني%%ة المش%%رع في عق%%د المغارس%%ة -47
اتجهت إلى اشراط الكتاب%ة كوس%يلة إثب%ات .و ه%ذا م%ا ذهبت في%ه محكم%ة التعقيب في قراره%ا
3818الم%ؤرخ في 1980-7-10عن%دما اعت%برت أن "عق%د المغارس%ة ليس من العق%ود ال%تي
يتعين فيها تحرير الرسم الصحيح و إنما جعله الق%انون وس%يلة إثب%ات خاص%ة عن%د اإلنك%ار .و
طالما أن المعقب عليه يعترف صراحة بإبرام عقد المغارسة بينه و بين الطاعنين فال وجه إذا
للمطالب%%ة ب%%الخروج من أرض المغارس%%ة لع%%دم الص%%فة أو بطالن العق%%د لع%%دم تحري%%ر رس%%م
صحيح".
وفي نفس هذا االتجاه ،يمكن ذك%%ر الق%%رار التعقي%%بي الم%%دني ع%%دد 71 275م%%ؤرخ في -48
28/1/2000ال%%ذي ج%%اء في%%ه أن " :الكتب الخطي الممض%%ى علي%%ه و المع%%رف في%%ه بإمض%%اء
الطرفين يقوم حجة كافية على ثبوت المغارسة كما أنه يعتبر رسميا بالنس%%بة لهم%%ا و لغيرهم%%ا
طالما أن المعتمد في الدعوى هو السعي في إلزام المدعى عليه%%ا أي الطاعن%%ة إمض%%اء تكميلي
لغاية اإلدراج بالسجل العقاري ،فإن%%ه لم يع%%د من م%%وجب لطلب القي%%ام باختب%%ار لتط%%بيق الكتب
الملمع إليه".
°1المدة :لألطراف أن يحددوا أمد عقد المغارسة باالتفاق على مدة معينة للغرس .و -49
لكن ال يعتد بمدة أقص%%ر من أج%ل اإلطع%%ام و اإلثم%%ار .إذ ينص الفص%%ل 1418م إ ع أن "أم%%د
عقد المغارسة إطعام الشجر فال يشرط أقل من هذا األجل" .و تعني هذا القاعدة أن%%ه إذا س%%كت
17
العقد عن تحديد المدة فإن المغارسة تنتهي بأثمار األشجار .و إذا تض%%منت م%%دة أق%%ل من أج%%ل
اإلطعام فإنه ال يعمل بها و تنتهي كذلك بإثمار األشجار.
°2أن يتم االتفاق في العقد على الشركة في الش55جر و األرض مع55ا .و ه%%و م%%ا يم%%يز -50
عق%%د المغارس%%ة عن بعض العق%%ود األخ%%رى كالمس%%اقات .يم%%يز الفص%%ل 1416م إ ع عق%%د
المغارسة بكونه ينتهي بتمتع العام%%ل بمن%%اب ش%%ائع في األرض و األش%%جار .بينم%%ا يتم%%يز عق%%د
المزارعة حسب الفصل 1395م إ ع يتمت%%ع العام%%ل المكل%%ف بتع%%اطي م%%ا يل%%زم لخدم%%ة ش%%جر
بجزء معين من ثمرة فقط دون انتقال ملكيته من%%اب من األرض .و بالت%%دقيق تك%%ون المغارس%%ة
فيما له أصل من شجر كنخيل و تين و زيتون و تفاح و رمان .فال تصح في زرع الخض%%ر أو
الثمار التي موضوعها عقد المزارعة أو المساقات و ليس المغارسة .و ال يض%%ر الس%%كوت في
العقد عن الشركة في المغارسة .المهم هو أن يغرس الغارس أش%%جارا له%%ا أص%%ول كيفم%%ا ك%%ان
نوعها .فإن سكت العقد عن التنصيص على الشركة في الش%%جر و األرض ،اعت%%برت الش%%ركة
فيهما معا بقيام العامل بغرسها.
°3يتم االتفاق في عقد المغارسة على أن يكون الج%%زء المش%%رط معلوم%%ا كنص%%ف أو -51
ثلث األشجار و األرض .فإن لم يتم تحديد الجزء الذي يس%%تحقه الغ%%ارس عن%%د إتم%%ام عمل%%ه في
العقد فإنه يعتمد على العرف لتحديد الجزء المستحق .و في صورة غياب االتفاق ،فإن الفصل
1421م إ ع ينص على أن%ه "إذا أطعم الش%جر أو بل%غ الح%د المتف%ق علي%ه ص%ارت األرض و
الشجر ملكا شائعا بين صاحب األرض و العامل على النسبة التي عينها العقد أو الع%%رف .ف%%إذ
لم يكن في العقد شرط يتعلق بذلك جاز حينئذ لكل من الفريقين طلب القسمة".
°4لقد حدد المشرع في الفصل 1419م إ ع التزامات العامل المتمثلة في " :أن ي%%أتي -52
باألشجار و اآلالت و الظهر و إجراء م%%ا يل%%زم من الخدم%%ة إلص%%الح ح%ال األرض و إطع%%ام
الشجر و تعهده" .و يطرح مصطلح "إجراء ما يل%%زم من الخدم%%ة" إش%%كالية تحدي%%د مفهوم%%ه و
مضمونه .و يمكن القول أنه ال يمكن أن يحمل هذا االلتزام العامل م%%ا يثق%%ل كاهل%%ه أو م%%ا ليس
18
في طاقته كاشتراط تنقية األرض المحجرة من األحجار أو قلع ما فيها من أشجار كثيفة أو أي
حمل آخر يكلفه أمواال باهظة تفوق قيمة ما هو مطلوب منه و ذلك تحقيقا للتوازن بين ط%%رفي
العقد.
يجب التفريق بين حالة تنفيذ العقد (أ) و صورة عدم تنفيذ العقد(.ب) -53
نص الفصل 1421على أنه إذا أطعم الشجر أو بلغ الحد المتفق عليه صارت األرض -54
و الشجر ملكا شائعا بين صاحب األرض و العامل على النسبة ال%%تي عينه%%ا العق%%د أو الع%%رف.
فإن لم يكن في العقد شرط يتعلق ب%%ذلك ج%%از حينئ%%ذ لك%%ل من الف%%ريقين طلب القس%%مة" .تط%%رح
مرحلة تنفيذ العقد ع%دة إش%كاليات يمكن أن نتع%رض إليه%ا من خالل تقس%يم ه%ذه المرحل%ة إلى
فترتين .فترة ما قبل تحقيق اإلطعام ثم من وقت تحقيقه.
)°1خالل الفترة األولى يحق للعامل أن يحيل العقد لغيره .و يك%%ون ذل%%ك على أس%%اس -55
الفصل 199م إ ع الذي نص على أن%%ه " :يج%%وز انتق%%ال ح%%ق أو دين من ال%%دائن األص%%لي إلى
شخص آخ%ر بم%وجب الق%انون أو اتف%اق المتعاق%دين" .و فعال ال تتم ه%ذه اإلحال%ة إال إذا واف%ق
صاحب األرض أي لم يشترط على العامل المباشرة بنفسه وهو ما نص علي%%ه الفص%%ل 1420
م ا ع .وفعال يجوز للغارس إسناد العمل إلى غارس آخر مقابل أجر دون إشراكه في األرض
و الشجر .وعند رفض رب األرض إس%%ناد الغ%%ارس أعم%%ال الغ%%رس إلى ش%%خص آخ%%ر ،خ%%ير
العامل بين إتمام العمل أو فسخ العقد وإرجاع األرض إلى صاحبها.
19
كما يمكن أن ينتقل العقار محل المغارسة قبل تمامه%%ا بطريق%%ة من ط%%رق التف%%ويت إلى -56
مال%%ك آخ%%ر .ففي ه%%ذه الص%%ورة ينتق%%ل مثقال بح%%ق المغارس%%ة أي أن ح%%ق الغ%%ارس يبقى معلق%%ا
بالعقار كحق تبعي .و ال غرابة في ذلك باعتبار نظرية إحالة العق%%د ال%%تي كرس%%ها المش%%رع في
ميادين الكراء و الشغل و التأمين .وفي صورة إحالة كل العقار أو الجزء المتعلق بالمغارس%%ة،
فانه تطرح إشكالية قبول الغ%%ارس من عدم%%ه .ال نظن أن ه%%ذا القب%%ول مس%%توجب العتب%%ار أن
اإلحالة تتم بموجب القانون من ناحية وعدم تمتع العامل بح%%ق عي%%ني على األرض واألش%%جار
قبل اإلثمار من ناحية أخرى.
) °2أما عند بلوغ اإلطعام الحد المتفق عليه أو المستوجب ،فإن األثر الجوهري الذي -57
يرتبه عقد المغارسة هو انتقال ملكية جزء من العقار و الش%%جر إلى العام%%ل .فق%%د نص الفص%%ل
1425م إ ع على "صارت األرض و الشجر ملكا شائعا بين ص%%احب األرض و العام%%ل" .و
يمكن االتفاق على نسبة الملك .فينتقل الجزء المحدد إلى العام%%ل .وفي ص%%ورة غي%%اب التع%%يين
االتفاقي ،فإنه يمكن االعتماد على عرف المكان إن وج%د .أم%ا عن%د انتف%اء التع%يين االتف%اقي و
غي%%اب الع%%رف ف%%ان الفص%%ل 1421م إ ع ينص على " :ج%%از حينئ%%ذ لك%%ل من الف%%ريقين طلب
القسمة ".فما هو المقصود بالقسمة ؟ فهل يقصد بها وسيلة النقض%%اء الش%%يوع ال%%تي تك%%ون إم%%ا
اتفاقي%%ة أو قض%%ائية ؟ أم أنه%%ا وس%%يلة تقني%%ة و حس%%ابية ته%%دف إلى تحدي%%د الج%%زء المس%%تحق من
األرض المغروسة؟
يمكن القول أن المقصود بالقسمة هنا هو تحديد المن%%اب ال%%ذي يس%%تحقه العام%%ل .فهي ال -58
تعني بالضرورة لتل%%ك الوس%%يلة ال%%تي ت%%رمي إلى إنه%%اء ح%%ق الش%%يوع و تمكين ك%%ل ش%%ريك من
اس%%تغالل مناب%%ه مف%%رزا .ب%%ل ت%%رمي في حقيق%%ة األم%%ر إلى تع%%يين و تحدي%%د مس%%احة الج%%زء من
األرض المغروس%ة ال%%تي س%تنتقل ملكيت%%ه إلى العام%%ل .و يتأك%%د ذل%%ك من ك%%ون اس%تمرار حال%%ة
الش%%يوع أو إنهائه%%ا مس%%تقلتين عن تحدي%%د من%%اب العام%%ل في الغ%%رس .فيمكن أن يك%%ون المن%%اب
معلوما و مع ذلك يبقى مشاعا و مش%%تركا م%%ع ص%%احب األرض س%%واء ك%%انت مس%%جلة أو غ%%ير
مس%%جلة .و من مظ%%اهر ذل%%ك م%%ا نص علي%%ه المش%%رع في الفص%%ل 1420م إ ع من أن العام%%ل
20
الشريك "له أن يرهن منابه الشائع على نحو ما تقرر في مقال%%ة رهن العق%%ار" .و يتطلب ذل%%ك
أنه ال يمكن رهن ش%يء غ%%ير مح%دد .و لكن ال م%%انع من رهن ش%يء و ه%%و مح%دد رغم كون%%ه
مشاعا .و مع ذلك فإنه ال مانع من مطالبة القسمة لغاية إنهاء حالة الشيوع و بتلك المناسبة يقع
تحديد مناب العامل من الغرس .و يمكن اعتماد الفصل 57من م ح ع كمعيار لهذا التحدي%%د إذ
ينص على أنه "إذا لم يعين مناب كل من الشركاء يحمل على التساوي بينهم" .و إذا ما أصبح
المناب محددا ،فللعامل أن يبقى على الشياع أو أن يطلب القسمة.
يجب التمييز بين حالتين ،حالة ع%%دم تنفي%%ذ العق%%د لس%بب غ%%ير ص%%حيح من ناحي%%ة 1°و -59
يقصد بالسبب غير الصحيح المماطلة في تنفيذ االلتزامات المترتبة عن عقد المغارسة. -60
و تتبنى المماطلة على خط%%أ الم%%دين ال%%ذي ي%%ترتب عن ع%%دم تنفي%%ذ العق%%د أو ح%%تى الت%%أخير في
تنفيذه .و تتأكد مخالفة الغ%%ارس لبن%%ود عق%%د المغارس%%ة عن%%دما ال يق%%وم بغراس%%ة قطع%%ة األرض
باألشجار المثمرة المتفق عليها و بالكيفي%ة المتف%ق عليه%ا .كم%ا يك%ون مخالف%ا لمقتض%يات عق%د
المغارسة عندما ال يقوم بالرعاي%%ة و الخدم%%ة الالزم%%تين الستص%%الح األرض .فال يق%%وم بس%%قي
األرض و تسميدها حتى تيبس األشجار أو تتضرر ضررا ملحوظا.
فمن شأن هذه المماطلة أن تحدث خسارة تتمث%%ل في ض%%ياع المنفع%%ة و الكس%%ب بالنس%%بة -61
لص%%احب األرض .و نتيج%%ة ل%%ذلك ،ف%%إن المماطل%%ة ت%%ؤدي إلى فس%%خ العق%%د و إنهائ%%ه من الحي%%اة
القانونية .و قد أكدت محكمة التعقيب في العديد من القرارات ،نذكر من بينها الق%%رار التعقي%%بي
المدني عدد 9619مؤرخ في ،1984-4-16أن "المغارسة التي لم يقم فيها العامل المغ%%ارس
بخدمة األرض و غراستها طبق العقد و العرف الفالحي في مدة المغارسة ،يفسخ فيها العقد".
21
و ترمي دعوى الفسخ إلى الحيلولة دون انتقال الحق العيني للمغارس%%ي .و ي%%ترتب عن -62
الفسخ المبنى على سبب غير صحيح حق المطالبة بالتعويض وف%%ق المب%%ادئ العام%%ة المكرس%%ة
خاص%%ة في الفص%%ل 273م إ ع .و ال يح%%ق الحص%%ول على التع%%ويض إال في ص%%ورة إثب%%ات
الخسارة أي الضرر الذي لحق أحد المتعاقدين.
كما يمكن فسخ العقد لعدم تنفيذه دون الحصول على تعويض .فق%%د نص الفص%%ل 1423 -63
م إ ع على أنه " إذا لم يثبت ما غرسه العامل كله أو بعضه أو مات قبل بلوغه ح%د النم%و ،فال
حق له قسمة األرض ويفسخ العقد بدون غرم على أحد الطرفين لآلخ%%ر" .وال يك%%ون اإلعف%%اء
من التعويض في صورة عدم تنفيذ العقد والحكم بفس%%خه إال في ص%%ورة ثب%%وت الق%%وة الق%%اهرة.
وبما انه ال يمكن اعتبار انتفاء إثبات الغرس أو موته قوة قاهرة ،فان هذا الحل يجد أساسه في
اإلنصاف والعدالة.
و يستوجب عدم التنفيذ الجزئي لعقد المغارسة حال خاصا ينبني على المنطق و العدل. -64
فقد نص المش%رع في الفص%ل 1432في فقرت%ه الثاني%ة على " :ف%إن ك%ان م%ا نبت من الش%جر
بجه%%ة معين%%ة من األرض ،فليس للعام%%ل أن يطلب القس%%مة إال فيه%%ا" .و رغم وض%%وح الح%%ل
المعتمد من طرف المشرع ف%%إن محكم%%ة التعقيب ذهبت في قراره%%ا ع%%د 56890الم%%ؤرخ في
29جانفي ،2019في اتجاه آخر لم%%ا اعت%%برت أن "ع%%دم التنفي%%ذ الج%%زئي كع%%دم التنفي%%ذ الكلي
ينجز عنه إرجاع كامل األرض إلى مالكها م%%ادامت إرادة األط%%راف ق%د اتفقت على ذل%%ك و ال
يمكن للمحكمة أن تتدخل و لو كان لتحقيق العدل و اإلنص%%اف احترام%%ا للق%%وة الملزم%%ة للعق%%د"
زيادة " عن عدم انطباق أحكم الفصل 71لتعلقه بااللتزامات الناشئة عن شبه العقود ،و ال بما
يترتب عن العقد من التزامات بين أطرافه".
و قد ثبت من أوراق الملف و خاصة االختيار المنجز إذن من المحكمة أن الغ%%ارس لم -65
يغرس سوى 62أصل زيت%%ون من أص%%ل 119زيت%%ون المتف%%ق عليه%%ا و ه%%و م%%ا يمث%%ل حس%%ب
22
الخبراء نسبة انجاز ب ٪ 56.12من موضوع المغارسة .و هو ما يمثل حسب الخبراء نس%%بة
انجاز ب ٪ 56.12من موضوع المغارسة.
يقصد بالسبب الصحيح صورة عدم تنفي%%ذ العق%%د الخارج%%ة عن إرادة الم%%دين و راجع%%ة -66
إلى سبب أجنبي عنه .و تتمثل القوة القاهرة أبرز صورة للسبب األجنبي التي تؤدي إلى إنهاء
العقد دون مسؤولية المدين .و قد تعرض المشرع إلى ه%%ذه الص%%ورة في الفص%%ل 1422م إ ع
الذي يتعلق بهالك الشجر لسبب أمر طارئ أو قوة قاهرة .و قد ميز المشرع التونسي بالنس%%بة
لتأثير القوة القاهرة على عقد المغارسة بين حالتين .حالة حصول القوة القاهرة قب%%ل بل%%وغ ح%%د
النمو و حالة حصولها بعد ذلك الحد.
ففي الحال555ة األولى ،ال يس%%%تحق العام%%%ل أي ش%%%يء من األرض .فيفس%%%خ العق%%%د دون -67
الحصول على أي تعويض .أما في الحالة الثانية ،فإن العام%%ل يس%تحق ملكي%%ة المن%%اب المتف%%ق
عليه في العقد و يعتبر هذا الحل منطقيا متطابقا مع نظرية تحمل تبعة هالك الشيء.
و تتضمن نظرية تحمل التبع%%ة مب%%دأ مكرس%%ا في الفص%%ل 348م إ ع مف%%اده أن%%ه "إذا لم -68
يتيسر الوفاء بالعقد بغير اختيار العاقد و بغير مطل من الم%%دين ب%%رئت ذمت%%ه و س%%قط حق%%ه في
طلب ما عسى أن يترتب في ذمة المعاقد اآلخر" .و نفهم من ذلك أن التبعة يتحملها المدين.
و لكن و في نفس الوقت تشمل نظرية تحمل التبع%%ة اس%%تثناء خاص%%ا بااللتزام%%ات بنق%%ل -69
الملكية .ففي هذه الصورة تكون التبعة محمولة على الدائن ال%%ذي س%ينقذ التزام%%ه دون أن ين%%ال
شيئا في المقابل .و تطبيقها لهذه القاعدة ،إذ هلك الشجر بعد ح%%د اإلثم%%ار و ه%%و معي%%ار انتق%%ال
الملكي%%ة ،ف%%إن المغ%%ارس و ه%%و الم%%دين ب%%الغرس يحتف%%ظ بج%%زء من األرض و الح%%ال أن رب
األرض و هو الدائن لم يتحصل على أي ش%%يء في المقاب%%ل لس%%بب هالك الش%%جر .و يس%%تجيب
هذا الحال لمتطلبات مبدأ االنتقال الفوري الملكية.
23
إن اس%%تحالة تنفي%%ذ بعض االلتزام%%ات ال ت%%ؤثر على انتق%%ال ح%%ق العي%%ني إلى الغ%%ارس -70
باعتبارها سببا صحيحا مستقال عن القوة القاهرة .فقد أك%%دت محكم%%ة التعقيب في ه%%ذا االتج%%اه
في قرار مدني عدد 444مؤرخ في 1977-2-1على أن%%ه "إذا ك%%ان أح%%د الش%%روط المض%%منة
بعقد المغارسة ال تنجز منه فائدة بسبب استحالة تحقيق المصلحة ،فإن عدم الوفاء ب%%ه ال ي%%ؤثر
على العقد مثل الصورة التي اشترط فيه%%ا على العام%%ل غراس%%ة األرض و إيج%%اد الم%%اء بحف%%ر
بئر .فيتم األول و لم يتم الثاني بسبب فقدان الماء أصال بتلك الجهة".
يعتبر القي%%د االحتي%%اطي وس%يلة لإلش%%هار العق%%اري ال%%ذي يه%%دف إلى تحقي%%ق مص%%داقيته -71
و وضوح و شفافية انتقال الحقوق العينية ع%بر اإلطالع عليه%ا في الس%جل العق%اري .و يعت%بر
السجل العقاري المرآة العاكسة التي تبين جمي%%ع األعم%%ال و التص%%رفات القانوني%%ة ال%%تي تط%%رأ
على العقار .فالقانون يعتبر في نظام الرسم العق%اري ،العق%ار بقط%ع النظ%ر على المال%ك ،على
24
الشخص .فهو يتتبع العقار في انتقاالته المتتالية في يدأي كان .فالسجل العقاري هو دف%%تر ع%%ام
يتضمن صفحة خاصة بكل وحدة عقارية ت%%درج به%%ا جمي%%ع العملي%%ات القانوني%%ة المتعلق%%ة به%%ا،
فتظهر الحقيقة التي ال مطعن فيها مما تضمنه السجل العقاري.
و نظرا لهذه األهمية ،ألزم المتسرع التونسي أصحاب الحق العيني بض%%رورة إش%%هاره -72
بالسجل العقاري .و لكنه ميز طريقة اإلشهار حسب أصناف الحق%وق الم%راد حفظه%ا .و فعال،
فقد فرق المتسرع بين الحق القابل للترسيم بالسجل العقاري و الح%%ق القاب%%ل للقي%%د احتياطي%%ات
فقط .فالترسيم يشمل فقط الحقوق العينية الثابتة التي تخضع للفص%%ل 305م ح ع ال%%ذي يعتم%%د
أن هذه الحقوق ال تنشأ و ال توجد إال ترسيمها و من تاريخ ذلك الترس%يم أم%ا بالنس%بة للحق%وق
العينية غير الثابتة التي هي بصدد النشأة ،فإن إشهارها يتم بواسطة القيد اإلحتياطي.
و يتمث%%ل القي%%د االحتي%%اطي في ترس%%يم وق%%تي ي%%رمي إلى حماي%%ة ح%%ق المس%%تفيد من%%ه و -73
معارضة غيرة بذلك الحق ،رتيبا يتمكن طيلة القيد من اكتساب حق نهائي برسم الملكية .و قد
تأثر المتسرع التونس%%ي بالق%%انوني األلم%%اني لس%%نة 1872فك%%رس أهم أحكام%%ه و خاص%%ة منه%%ا
الفص%%ل 9المتعل%%ق بالتوقيف%%ات اإلحتياطي%%ة في ق%%انون 1جويلي%%ة .1885و بع%%د اإلس%%تقالل
خصص المتسرع التونسي باب%%ا من مجل%%ة الحق%%وق العيني%%ة من الفص%%ول 365إلى 372ينظم
القيد االحتياطي تحت عنوان االعتراضات التحفطية و يأخذ هذا التنظيم وجهتين .يتعلق األول
بقيام القيد االحتياطي ( )Іو يخص الثاني آثاره)ІІ( .
يجب تحديد ميدان القيد االحتياطي من ناحية (أ) و اإلجراءات المستوجبة ألعمال%%ه من -74
يشمل القي%د االحتي%اطي ع%دة أعم%ال يمكن تقس%يمها إلى أعم%ال اتفاقي%ة و أعم%ال غ%ير -75
اتفاقية.
مكن المشرع المتقاضين إشهار الدعاوى بالسجل العق%%اري لغاي%%ة االحتج%%اج به%%ا تج%%اه -76
الغير و حفظ الحقوق .و يتطلب إشهارها توفر عدة شروط .يتمثل الش%%رط األول في ض%%رورة
أن يكون موضوع الدعاوى متعلقا بحق عيني على عق%%ار من ش%%أنه أن ي%%ؤثر على ه%%ذا الح%%ق
بالتعديل أو باإلنهاء أو التغيير و بالتالي على وضعية المتعاملين عليه .و يتعلق الشرط الث%%اني
بض%%رورة الحص%%ول على إذن يص%%دره رئيس المحكم%%ة االبتدائي%%ة بمك%%ان العق%%ار بن%%اء على
عريض%%ة تق%%دم ل%%ه في الغ%%رض .و يخص الش%%رط الث%%الث ض%%رورة اخ%%ذ رأي حاف%%ظ الملكي%%ة
العقارية من طرف رئيس المحكمة.
كم%%ا مكن المش%%رع المتقاض%%ين إش%%هار الطع%%ون غ%%ير االعتيادي%%ة .فبم%%ا أن%%ه ال يمكن -77
االس%%تجابة لكاف%%ة طلب%%ات المتقاض%%ين في ال%%دعوى ،ف%%إن الخص%%م سيس%%عى إلى الحف%%اظ على
ادعاءاته من خالل الطعن في الحكم الصادر ضده .فالطعن ه%%و الح%%ق اإلج%%رائي الناش%%ئ عن
صدور حكم في قضية م%ا و يه%دف لطلب إلغائ%ه أو تعديل%ه .و على ال%رغم من أن م م م ت لم
تعرف وسائل طعن ،فإنها ق%%امت بتحدي%%دها على وج%%ه الحص%%ر .و يمكن تجزئته%%ا إلى وس%%ائل
طعن عادي و غير ع%%ادي .أم%%ا وس%%يلة الطعن الع%%ادي فهي االس%%تئناف و المعارض%%ة في حين
تتمثل وسائل الطعن غير العادي في التعقيب و اعتراض الغير و التماس إعادة النظر.
ينص الفصل 366م إ ع على انه ":يمكن أن تقيد قيدا احتياطيا كذلك م%%ا يتم إنش%%اؤه و -78
إحالته من حقوق عينية و يكون مقترنا بشرط تعليقي و كذلك الوعود بالبيع .التفويت في قط%%ع
مستخرجة من رسم ملكيته و التخصيص بها و كذلك حقوق االرتفاق الموظفة على قطع غ%%ير
محددة بشرط اإلدالء بما يثبت تقديم مطلب في التقسيم.
كما تقيد احتياطيا عقود المغارسة و الدعاوى الرامية إلى االعتراف بحق المغ%%ارس أو -79
قس%%مة األرض المغروس%%ة .فالعق%%د الموق%%وف على ش%%رط تعليقي ه%%و العق%%د ال%%ذي ال تمض%%ي
التزام%%ات األط%%راف في%%ه إال يتحق%%ق الش%رط و مص%%در الش%رط في الغ%%الب إرادة األط%راف و
لصاحب الحق المعلق على شرط أن يقوم بأعمال تخفطية الغاب%ة منه%ا المحافظ%ة على حقوق%ه
من ذلك إشهار حقه المعلق على تحقق شرط مستقبلي برسم الملكية عن طريق قيده احتياطيا.
كم%%ا يخض%%ع للقي%%د االحتي%%اطي الش%%رط التعليقي ال%%ذي يعت%%بره الفص%%ل 116من م إ ع -80
"تصريح بمراد المتعاقدين و بموجب%%ه تعل%%ق وج%%ود االل%%تزام أو انقض%%اؤه ب%%أمر مس%%تقبل غ%%ير
متحقق الوجود " فالشرط التعليقي يهم نشأة االل%%تزام بم%%ا في%%ه الح%%ق العي%%ني .و يع%%ني ذل%%ك أن
التصرف القانوني المعلق على شرط مازال لم ينشأ بعد .فهو بمثاب%%ة المع%%دوم ال%%ذي ال يص%%لح
سندا الكتساب الملكية .لذلك فإنه ال يمكن ترسيمه و إنما يقع تقييده.
يمكن التفويت في قطع مستخرجة من رسم الملكية .كما يمكن توظي%%ف حق%%وق ارتف%%اق -81
على قطع غير محددة .و لكن تبقى هذه الحقوق العينية غير قابلة للترسيم بسبب عدم استكمال
إجراءات أفرادها برسم ملكيه على غ%%رار عملي%%ة التقس%%يم .ل%%ذلك مكن المش%%رع أص%%حابها من
إشهارها كإجراء حمائي مؤقت في انتظار إتمام عملية القسمة و ذلك بقي%%دها احتياطي%%ا يش%%رط
اإلدالء بما يثبت تقديم مطلب في التقسيم.
لم يتعرض المشرع إلى إجراءات خاصة بالقيود االحتياطية .فقد جاء الفصل 390من -82
م ح ع عاما لم%ا نص على ان%ه " ال تق%ع مباش%رة العملي%ة المطلوب%ة إال إذا ك%ان الح%ق الم%راد
ترسيمه أو قيده احتياطيا من الحقوق التي أقرتها هذه المجلة وال%%تي يجب إش%%هارها" .وبغي%%اب
نص خاص ،ف%ان التقيي%د يخض%ع إلى اإلج%راءات العام%ة المتمثل%ة في تق%ديم مطلب إلى م%دير
الملكية العقارية مع االستظهار بالوثائق الالزمة لذلك .وتتمثل ه%%ذه الوث%%ائق في اص%%ل الص%%ك
المراد تقييده احتياطيا طبق الفصل 375من م ح ع .ولتسهيل مهمة األطراف ،وضعت إدارة
الملكية العقارية مطبوعات تتضمن مطلب التقييد احتياطيا منصوص بها على نوعي%%ة العملي%%ة
والتنصيصات المحددة للعقار واألطراف.
-83
-84
يقص%%د ب%%الرهن ،اص%%طالحا ،توثق%%ة دين بعين يمكن اس%%تيفاؤه من ثمنه%%ا .وق%%د عرف%%ه -85
المشرع في الفصل 201من م ح ع الذي جاء فيه أن " الرهن عقد يخصص بموجب%%ه الم%%دين
أو من يقوم مقامه شيئا منقوال أو عقارا أو حقا مجردا لض%%مان الوف%%اء ب%%التزام ويخ%%ول لل%%دائن
الحق في استيفاء دينه من ذلك الشيء قبل غ%%يره من ال%%دائنين إذا لم ي%%وف الم%%دين بم%%ا علي%%ه".
28
يظهر من خالل هذا الفصل أن الرهن عقد بين دائن مرتهن ومدين راهن الذي يرهن شيئا من
ماله مع نقل حيازته تأمينا لاللتزام ثبت في ذمته تجاه .فيكون ب%%ذلك ال%%رهن تأمين%%ا عيني%%ا يمنح
بموجبه للدائن صالحيات التأمينات العينية بما تخول ل%%ه ح%%ق األفض%%لية وح%%ق التتب%%ع .ويع%%ني
ذلك أن الدائن يحق له أن يتبع المال المرهون لممارسة حقه في األفضلية عليه.
-86
يتم انتقال الملكية بعدة وسائل .يمكن أن يكون على أساس وق%%ائع كالحي%%ازة المكس%%بة أو -87
اإلرث .كما يمكن أن يكون على أساس النف%%وذ و الس%%لطة ك%%أمر االن%%تزاع للمص%%لحة العام%%ة و
األحكام القضائية .و أخيرا يمكن أن يترتب عن عمل إرادي .و في ه%%ذه النقط%%ة يجب التمي%%يز
بين التمليك مضاف إلى ما بعد الموت عن طريق الوصية و التي تعتبر تص%%رفا قانوني%%ا مبني%%ا
على اإلرادة و بين االنتقال االتف%%اقي للح%%ق العي%%ني بين األج%%راء .و لتجم%%ع ك%%ل ه%%ذه الوس%%ائل
استعمل المتسرع في الفصل 372م ح ع عبارات "الصكوك و األحكام و االتفاقات".
و يقع التمييز عادة بين االتف%%اق و العق%%د .و يه%%دف ه%%ذا األخ%%ير إلى إنش%%اء االل%%تزام و -88
بالتدقيق بإنشاء الحق العيني .بينما يرمي االتفاق ال إلى إنشاءه فقط و إنما كذلك إلى تعديل%%ه أو
إحالته أو تغييره أو إنهاؤه .و يبرز هذا المفهوم لالتفاق في الفص%%ل 372الس%%ابق ال%%ذكر ال%%ذي
نص على أنها "تتعلق بإنشاء حق عيني أو بنقله أو بالتص%%ريح ب%%ه أو بتعديل%%ه أو بانقض%%ائه أو
بجعل%%ه غ%%ير قاب%%ل للتف%%ويت أو بالتقيي%%د من حري%%ة جوالن%%ه أو بتغي%%ير أي ش%%رط من ش%%روط
ترسيمه" .و ال يمنع هذا التوضيح الذي يهدف إلى التقيد بالمحاضرات التي تقتصر على العقد
المنشئ النتقال الملكية العقارية دون س%%واه من االتفاق%%ات (الفق55رة األولى) ،من التع%%رض إلى
العقود الكاشفة للملكية (الفقرة الثانية).
من أبرز العقود العقارية المنشأة لنق%%ل الملكي%%ة يمكن ذك%%ر ال%%بيع و الهب%%ة و المعاوض%%ة -89
والمرابحة و الشركة.
عرف المشرع التونسي عقد البيع بالفصل 564م إ ع بأنه" :عقد تنتقل به ملكية ش%%يء -90
أو حق من أحد المتعاقدين لألخر بتمن يلتزم به" .فم%%اهي خص%%ائص عق%%د ال%%بيع -1-و م%%اهي
آثاره .-2-
يعتبر عقد البيع من العقود الملزمة للجانبين الذي يلتزم فيه كل متعاقد تجاه اآلخر على -91
وجه التبادل بمقتضى االتفاق .فيلتزم البائع بنقل الملكية في مقابل التزام المش%%ري ب%%دفع الثمن.
فالميزه الجوهرية للعق%%د المل%%زم للج%%انبين تكمن في إنش%%اء التزام%%ات متقابل%%ة في ذم%%ة ك%%ل من
المتعاقدين.
كم%%ا يتم%%يز عق%%د ال%%بيع بكون%%ه عق%%د يع%%وض .فه%%و من العق%%ود ال%%تي يأخ%%ذ فيه%%ا ك%%ل من -92
المتعاقدين مقابال لما أعطاه .و لكن%ه ينف%رد بك%ون ه%ذا المقاب%ل ال يمكن أن يك%ون غ%ير الثمن.
فالبيع عقد معاوضة بالنسبة للبائع ألنه يأخذ الثمن في مقابل إعطاء المبيع ،و بالنسبة للمشري
ألن%%ه يأخ%%ذ الم%%بيع في مقاب%%ل إعط%%اء الثمن( .يختل%%ف عن بقي%%ة عق%%ود المعاوض%%ة ك%%القرض و
الكفالة) .فال توجد لدى أي من الطرفين نية التبرع.
كما يعتبر عقد البيع من العقود المحددة .فاألذان معلوما القيمة مسبقا .فه%%و يختل%%ف عن -93
العقد االجتمالي ألن المتعاقدين يستطيعان أن يحددا وقت تمام العق%د األداء ال%ذي أخ%ذ و األداء
30
الذي أعطى حتى لو كان الق%%دران غ%%ير متع%%ادلين .ف%%بيع ش%%يء معين يتم%%نى معين عق%%د مح%%دد
سواء كان الثمن يع%%ادل قيم%%ة الم%%بيع أو ال يعادل%%ه م%%ا دامت قيم%%ة الم%%بيع و مق%%دار الثمن يمكن
تحديدهما وقت البيع.
و يتميز عقد البيع بكونه عقدا فوريا يختلف عن العقود الزمنية .و يع%%نى الفوري%%ة تنفي%%ذ -94
العقد فوريا و لو تراخي إلى أجل أو إلى آجال متتابعة .فبيع شيء معين يس%%لم في الح%%ال بثمن
يدفع في الحال يعتبر عقدا فوريا ينعدم فيه عنصر الزمن .لكن ق%%د يك%%ون ال%%بيع بثمن مؤج%%ل و
يبقى مع ذلك فوريا .فالتأجي%%ل عنص%%ر عرض%%ي ال دخ%%ل ل%%ه في تحدي%%د الثمن و مق%%داره .و ق%%د
يكون البيع بثمن مقسط و يبقى مع ذلك فوريا .فالثمن الذي ي%%دفع أقس%%اطا ليس إال لمن م%%ؤجال
في آجال متعددة.
فمحل العقد الفوري كالعقار إنما يمتد في المكان ال في الزم%ان ،أي أن ل%ه جرم%ا .ف%إذا -95
ما قيس إنما يقاس بحيز مكاني ال بمقياس زماني .فهو حقيقة مكانية ال زمانية .و إذا ما يس%%مي
بالعقد الفوري عوضا عن العقد المكاني فألن الميزة فيه ليست هي في إثب%%ات المك%%ان ل%%ه ،ب%%ل
في نفي الزمان عنه.
و يعتبر عقد البيع عقدا مسمى نظمه المش%%رع في الفص%%ول 564إلى 711م إ ع و في -96
ع%%دة فص%%ول من م ح ع .و عق%%د ال%%بيع ه%%و مب%%دئيا عق%%د رض%%ائي .و يع%%ني ذل%%ك أن تالفي في
اإلرادتين كافي خاضعا لقيام العقد دون اش%%راط لش%%كل معين .و في األص%%ل ،ك%%ان عق%%دا ال%%بيع
العقاري إلى هذا المبدأ .فال يمنع اشراط إلثباته شكال مح%ددا أن يك%ون ه%ذا العق%د رض%ائيا .إذ
يجب التمييز بين وجود العقد و طريقة إثباته .و الفائدة العطي%%ة من ه%%ذا التمي%%يز أن الكتاب%%ة إذا
كانت الزمة إلثباته ،فإن العقد غير المكتوب يجوز إثباته باإلقرار أو باليمين .و هو م%%ا ذهبت
فيه محكمة التعقيب في مرحلة معينة بالنسبة لبيع العقار غ%%ير المس%%جل .أم%%ا إذا ك%%انت الكتاب%%ة
ركنا شكليا في العقد ،فإن العقد غير المكتوب يكون غير موجود حتى مع اإلقرار أو اليمين.
31
و قد مثل قانون 4ماي 1992قطيعة مع مبدأ الرضائية في العقود الناقلة للملكي%%ة ح%ق -97
عيني و خاصة عقود البيع العقاري التي أصبحت عقود شكلية بامتياز ال يتم فيها إنشاء الح%%ق
العيني إال باحترام شكل مح%%دد من ط%%رف المش%%رع .و يفس%%ر أف%%ول مب%%دأ الرض%%ائية في العق%%د
العقاري يتدخل الدولة في الميدان االقتص%%ادي و اعتب%%اره من المص%%لحة العام%%ة و بالت%%الي يهم
النظام العام االقتصادي .فتطور المجتمع يتوجب أن يكون تداول الثروات م%%ؤطرا من ط%%رف
الدولة في اتجاه تحقيق الهدف االقتصادي.
يرتب عقد البيع عدة آثار قانونية من أهمها انتق%%ال ح%%ق من ذم%%ة مالي%%ة إلى ذم%%ة مالي%%ة -98
أخرى .و يعرف هذا االنتقال باألثر العيني للبيع المتمثل في انتقال الملكي%%ة و المخ%%اطر .و في
الميدان العقاري ،يتميز عقد البيع بإنشاء حق عيني ،ينتقل إلى المستوى بم%ا يتض%من من ح%ق
استغالله الشيء و استغالله و التقوية فيه.
و بما أن البيع ينشئ التزامات متقابلة ،ف%%إن من نتائج%%ه أن%%ه إذا لم يقم أح%%د المتعاق%%دين -99
بتنفيذ ما في ذمته من التزام كان للمتعاقد اآلخر أن يفسخ العقد .كما أنه ب%%دال من طلب الفس%%خ،
يحق لهذا األخير أن يمتنع عن تنفيذ التزامه طبقا لقاعدة ال%%دفع بع%%دم التنفي%%ذ .و تتمث%%ل النتيج%%ة
الثالثة المتركبة عن عقدا البيع هي تحمل تبعة هالك العين .و تأخذ هذه النتيجة خصوصية في
هذا عقد الذي يتميز بانتقال الملكي%ة لتص%بح معي%ار تحم%ل التبع%ة .و بم%ا أن المال%ك ه%و ال%ذي
يتحمل تبعة الهالك فإنه من الضروري تحديد زمن انتقال الملكية و الذي يختلف من عقد بي%%ع
إلى عقد بيع آخرا في الميدان العقاري.
ب -المعاوضة
32
يقترب عقد المعاوضة أو المعاوضة من عقد ال%%بيع .و ال يختل%%ف عن%%ه إال في المقاب%%ل -100
المالي الذي يم%يز عق%د ال%بيع .فق%د نص%ت محكم%ة التعقيب على أن%ه "ال يتص%ور التمن إال في
عقود البيع" .و قد عرف المشرع التونسي عقد المعاوضة في الفصل 718م إ ع بأنه " :عق%%د
يسلم بموجبه كل من المتعاقدين لآلخر على وجه الملكية ش%%يئا منق%%وال أو غ%%ير منق%%ول أو حق%%ا
مجردا سواء كان ذلك من نوع واحد أو من أنواع مختلفة" .فهو إذا عقد ناقل للملكي%ة يمكن أن
يكون موضوعه عقارا.
يخضع عقد المعاوضة إلى شروط الجوهري%%ة لتك%%وين العق%%د ال%%تي نص عليه%%ا الفص%%ل -101
الث%%اني من م إ ع و خاص%%ة الرض%%ا و األهلي%%ة و الس%%بب .و م%%ع ذل%%ك يتم%%يز عق%%د المعارض%%ة
بخصوصية األركان األخ%رى عن%دما يك%ون موض%وعه عق%ارا .فبالنس%بة ل%ركن الش%كلية ،فق%د
أخضع المشرع هذا العقد إلى القواعد المنطبقة على عقد البيع وف%%ق الفص%%ل 581ال%%ذي يم%%يز
بين العق%%ارات المس%%جلة و العق%%ارات غ%%ير المس%%جلة .و يبقى المح%%ل أهم ركن يم%%يز عق%%د
المعاوضة عن بقية العقود .فاألداء المقابل ما يسمى بالعوض أو المتعاوض به ليس مقابال نقد
يأجل هو شيء آخر يقابل المع%%اوض ب%%ه من نفس الص%%نف أو من ص%%نف مختل%%ف كمنق%%ول أو
شيء ال مادي كبراءة اقتراع.
و يثير المعدل في عقد المعاوضة إشكالية تك%ييف مح%ل العق%د لتحدي%د النظ%ام الق%انوني -102
المتطابق .و المقصود بالمع%%دل ه%%و الف%%ارق في القيم%%ة بين أح%%د العوض%%ين .فق%%د نص الفص%%ل
720م إ ع على أن%%ه "إذا ك%%ان ألح%%د العوض%%ين أك%%ثر قيم%%ة من اآلخ%%ر ج%%از للمتعاوض%%ين أن
يتراضيا في الفرق بمال عينا أو غيره تقدا" .و مع ذلك فإن المعدل النقدي ال ينقلب إلي ثمن و
ال يؤدي إلى تكييف عقد المعارضة بكونه عقد بي%%ع .ص%%حيح أن المش%%رع ق%%د نص في الفص%%ل
724م إ ع أن أحكام البيع تجري على عقود المعاوضة و لكن يجب استثناء ما يتع%%ارض م%%ع
األحك%%ام الخاص%%ة بالمعاوض%%ة .و ق%%د وض%%حت محكم%%ة التعقيب أن أحك%%ام ال%%بيع تنطب%%ق على
33
المعاوض%%ة باس%%تثناء الثمن .و لكن ال يجب أن ينقلب عنص%%ر الثمن إلى االل%%تزام الغ%%الب في
العقد .ففي هذه الصورة ينقلب عقد المعاوضة إلى عقد البيع .يراج%%ع ق%%رار ال%%دوائر المجتمع%%ة
تعقيب مدين مؤرخ في 9ديسمبر .1963
إن أغلب األحكام التي تنظم ال%%بيع تنطب%%ق على المعاوض%%ة و خاص%%ة انتق%%ال الملكي%%ة و -103
المرابحة
-104
ج -الهبة
تعتبر الهبة من أهم التصرفات القانونية الناقلة الملكية و خاصة في الم%%ادة العقاري%%ة .و -105
لكنها تتم%يز عن بقي%ة التص%رفات المقارب%ة الناقل%ة للملكي%ة ال%تي وق%ع عرض%ها .و ق%د عرفه%ا
المشرع التونسي في الفصل 200ر أ ش بكونها "عقد بمقتضاه يملك شخص آخر ماال ب%%دون
عوض".
فبوصفها عقد ،فإن الهبة تختلف عن الوصية التي تعتبر من التصرفات القانونية الناقلة -106
للملكية مضافة إلى ما بعد الموت بطري%%ق الت%%برع س%%واء ك%%ان عيني%%ا أو منفع%%ة .فالوص%%ية هي
سبب من أسباب انتقال الملكية و لكن يتوقف نفادها على يحقق وفاة الموصي .فالموص%%ي ل%%ه،
وفق الفصول 171و 181م إ ع يستحق الوصية من زمن وفاة الموصي و لذلك وقع إلحاقها
بالتركة بل يتمتع الموصي له بمرتب%%ة أفض%%ل من مرتب%%ة ال%%وارث عن%%د توزي%%ع الترك%%ة تطبيق%%ا
34
لقاعدة تدوم (تجهيز الميته ،خالص ديون ،تنفيذ وصية ،توزيع م%يراث) .و ال تص%ح الوص%ية
لوارث تطبيقا للفصل 179م أ س .أما لغير وارث فإنها ال تصح إلى في ح%دود الثلث .كم%ا ال
ينشأ الحق العيني المترتب من الوصية لعقار مسجل إال بترسيمه بدفاتر الملكية العقاري%%ة رغم
نصوص الفصل 373م ح ع.
و بوصفها عقد بدون عوض ،فإن الهبة تختلف عن عقد البيع ،غير أنه يج%%وز لل%%واهب -107
و دون أن يتجرد من نية التبرع أن يفرض على الموهوب له القيام ب%%التزام معين و تس%%مى في
هذه الصورة هبة عوض وفق أحكام الفقرة الثانية من الفصل 200ر أ ش و يتشرط في الهب%%ة
بعوض عدم تخلى الواهب عن نيته%ا للت%برع و إال ع%د ذل%ك التص%رف بيع%ا .و ي%رتب تك%ييف
التصرف القانوني في هذه الحال%%ة نت%%ائج هام%%ة بتعل%%ق خاص%%ة تط%%بيق أحك%%ام مع%%اليم القباض%%ة
المالية و إدارة الملكية العقارية التي تختلف من عقد إلى آخر .و قد يلتجئ ال%%واهب إلى إخف%%اء
نية تبرعه و إب%%رام عق%%د بي%%ع ص%%وري ظ%%اهري أو ب%%العكس إلى إب%%رام عق%%د بي%%ع في الخف%%اء و
التظاهر بنية التبرع و ذلك للتمت%ع بالنظ%ام الم%الي للتس%جيل الخ%اص بعق%ود الهب%ة .و في ه%ذه
الصورة يقع اللجوء إلى أحكام الفصل 26م إ ع المتعلق بالصورية في التعاق%%د و ال%%ذي يض%%ع
قاعدتين .من ناحية بين األطراف ،فإن العقد الشرى يحدث جميع آثاره فيلزمهما .وفق ما نص
عليه الفصل 26في فقرته األولى بمقوله "أن الحجج الناقض%ة للعق%ود و نحوه%ا من المك%اتيب
السرية ال عمل عليه%%ا إال بين المتعاق%%دين و ورثتهم%%ا" .فهي تعكس إرادته%%ا الحقيقي%%ة .أم%%ا من
ناحية أخرى و تجاه الغير فإن العقد الس%ري ال يحتج ل%ه على الغ%ير م%ا لم يعلم به%ا .فمن ح%ق
الغير أن يتمسك بالعقد الطاهر حماية لمص%%لحه .و لكن ال وج%%ود م%%ا يمن%%ع الغ%%ير من التمس%%ك
بالعقد السري إذا كان يخدم مصلحته.
و إذ يلتقى عق%%د الهب%%ة م%%ع عق%%د ال%%بيع في المي%%دان العق%%اري بكونهم%%ا عق%%دان ش%%كليان -108
يستوجبان احترام شكليات محددة لصحتهما ،فإن عقد الهبة يتميز عن عق%%د ال%%بيع بك%%ون األول
هو عق%%د عي%%ني .و يع%%ني ذل%%ك أن التس%%ليم ركن لقي%%ام العق%%د و ال يتم بانتفائ%%ه .و يك%%ون التس%%ليم
بالحيازة الفعلية و اآللية للعين محل التبرع .و إذا مات الواهب أو الموهوب له قبل التسليم تعد
35
الهبة باطلة و هو ما نص عليه الفصل 201من م أ ش .و ب%%ذلك فإن%%ه ال ينتق%%ل إلى الورث%%ة ،و
لذلك فإنه وفق الفصل 203م أ س فإن للموهوب له أن يطالب بالتسليم إذا لم يتم".
كما يلتقى عقد الهبة مع عقد ال%بيع في كونهم%ا عق%دا أرض%ا ت%بين أي يس%توجبان التق%اء -109
اإلرادتين لحصول الرضاء من إنجاب و قب%%ول .و م%%ع ذل%%ك يتم%%يز عق%%د الهب%%ة عن عق%%د ال%%بيع
بكونه يقبل إمكانية الرجوع في الهبة .و ق%د تع%رض المش%رع في الفص%ول 209إلى 213م أ
س إلى مبدأ عدم الرجوع في الهبة و أرفقه ببعض اإلستثناءات.
فبالنسبة للمبدأ ،نص الفصل 209م أ ش على أنه "إذا اشتراط ال%%واهب أن%%ه يرج%%ع في -110
هبته إن شاء فالهبة صحيحة و الشرط باطل" .كما تعرض الفصل 212إلى الح%%االت ال%%تي ال
يجوز فيها طلب الرجوع في الهبة و ذلك في الحاالت اآلتية :
*إذا حصل للشيء الموهوب زيادة متصلة موجبة لزيادة قيمته.
*إذا فوت الموهوب له في الشيء الموهوب.
*إذا هلك الشيء الموهوب في يد الموهوب له سواء كان الهالك بفعله أو بحادث أجنبي
ال يد له فيه أو بس%%بب االس%%تعمال" .و ق%%د وردت ه%%ذه الح%%االت على س%%بيل الحص%%ر فال يمكن
التوسع فيها.
*إذا أخل الموهوب له بما يجب عليه نحو الواهب بحيث يكون هذا اإلخالل وجودا كبيرا منه.
*إذا أصبح الواهب عاجزا من أن يوفر لنفسه أسباب المعيشة بما يتفق مع مكانته االجتماعية
أو إذا أصبح غير قادر على الوفاء بما يفرضه عليه القانون من النفقة.
*أن يرزق الواهب بعد الهبة و لدا يظل حيا إلى وقت الرجوع.
و ق%د نظم المش%رع آج%ال و آث%ار الرج%وع .فق%د وض%ع أج%ل س%نة من ت%اريخ حص%ول -112
الجحود و في كل الحاالت يسقط ح%%ق الرج%%وع بم%%رور عش%%ر س%%نوات من ت%%اريخ اب%%رام عق%%د
36
الهبة .و يترتب على الرجوع أن تعتبر الهبة كان لم تكن غ%%ير أن%%ه ال ترج%%ع الثم%%رات إلى من
وقت االتفاق على الرج%%وع أو وقت رف%%ع الرع%%وى .عملي%%ة التف%%ويت المتعلق%%ة بالعق%%ارات ك%%ل
العمليات الناقلة بمقابل كاإلسهام في شركة :من الملكية عق%%ارات أو حق%%وق عقاري%%ة مرتبط%%ة
به%%ا ،عق%%ود المس%%اهمات العيني%%ة في رأس م%%ال الش%%ركات (الفص%%ل 3من مجل%%ة الش%%ركات
التجارية.
د -الشركة
نص المشرع التونسي في الفصل 1249م إ ع على أن "شركة العقد هي تعاق%%د اث%%نين -113
أو أكثر على خلط أموالهم و أعمالهم أو أح%دهما بقص%د االش%تراك فيم%ا يتحص%ل من ربحه%ا"
فهي إذا عقد يلتزم بمقتضاه شخصان أو أكثر ب%%أن يس%%اهم ك%%ل منهم في مش%%روع م%%الي بتق%%ديم
حصة من مال أو عمل القتسام ما قد ينشأ عن هذا المش%%روع من ربح أو خس%%ارة .و بم%%ا أنه%%ا
عقد فإن الشركة تخضع إلى شروط الجوهرية لصحتها المنصوص عليها بالفصل 2م إ ع .و
يتميز محل الشركة بخصوصية تتمثل في كون رأس مالها يشمل على مناب كل من الش%%ركاء
الذي يمكن أن يكون نقودا أو منقوال أو غيرها أو حقوقا .و هو ما نص عليه الفصل 1255م إ
ع .و يعني ذلك أنه يمكن أن مناب أحدا لشركاء عقارا .لذلك يقع إدراج الشركة ضمن العق%%ود
العقارية و هي كذلك عقد ناقل الملكية .ل%%ذلك يق%%ع إدراج%%ه ض%%من العق%%ود الناقل%%ة الملكي%%ة فيم%%ا
يقدمه الشخص لرأس مال الشركة يصبح ملك%%ا مش%%تركا بين الش%%ركاء بحيث يك%%ون لك%%ل منهم
مناب شائع من رأس المال بقدر ما أتى به وفق الفصل 1259م إ ع.
و تنعكس خصوص%%ية المح%%ل على ركن الرض%%ا .فاألص%%ل أن عق%%دا لش%%ركة ه%%و عق%%د -114
رضائي ال يستوجب ركن شكلية محددة كشرط لصحته .لكن عندما يكون موض%%وعها عق%%ارا،
ف%%إن الش%%ركة تنخ%%رط في متوجب%%ات الش%%كلية .و فعال فق%%د نص الفص%%ل 1254م إ ع على أن
"تنعقد الشركة بتراضي المتعاقدين على عقدها و على شروطها إال إذا اقتضي القانون عق%%دها
على صورة مخصوصة لكن إذا كان متعل%%ق الش%%ركة عق%%ارا أو ش%%يئا آخ%%ر مم%%ا يج%%وز رهن%%ه
37
كالعقار و كانت الشركة ألكثر من ثالث سنين لزم أن يكون عقدها كتابة مسجلة على ص%%ورة
التي قررها القانون" .
وال شك أن هذه الشكلية مستوجبة لتعلق الشركة بعقار غير مسجل .أما إذا كان العق%%ار -115
مس%جال فان%%ه يص%%بح خاض%%عا ألحك%%ام م ح ع ال%%تي تف%%رض ش%كال رس%ميا لص%%حة العق%%د وك%%ل
االتفاقات المتعلق%ة بتف%ويت العق%ارات المس%جلة بم%ا فيه%ا الناقل%ة للملكي%ة بمقاب%ل كاإلس%هام في
الشركة أي المساهمات العينية في رأس مالها التي تخضع للترسيم كشرط النتقال الملكية .وقد
نص الفصل 3من م ش ت على أن " يكون عقد الش%%ركة بكتب خطي أو بحج%%ة رس%%مية .وإذا
كانت من بين المساهمات حصص عينية تتعلق بعق%%ار مس%%جل يجب أن يح%%رر طبق%%ا للتش%%ريع
الجاري به العمل وإال عد باطال".
يمكن التعرض إلى الصلح من ناحية (أ) والى القسمة من ناحية أخرى( .ب) -116
أ -الصلح
-117
ب -القسمة
إن تنوع العقود العقارية الناقلة للملكية ال يمنع من خضوعها إلى نظام قانوني موحد و -118
خاص .و يعود هذا اإلفراد إلى خصوصية محلها المتمثل نقل ملكية عقار .و فعال تشترك ك%%ل
العقود التي وقع ذكرها في كونها ترتب انتقال الملكية حق عيني الذي يعتبر أهم أث%%ر يميزه%%ا.
38
و تستدعي هذه الميزة تأطير هذه العقود بنظام خاص .و ت%برر الخصوص%ية بقيم%ة العق%ار في
المعامالت المالية داخل المجتمع .فهو أهم مكون للثروة الوطني%%ة و أب%%رز وس%%يلة لت%%داولها بين
األف%%راد .و إذ اتض%%ح أن ه%%ذا الت%%داول يس%%اهم في تط%%وير االقتص%%اد ،ف%%إن المش%%رع دأب على
تأطيره و توجيهه إيمان منه بأن اإلرادة الفردية ال تبحث ب%%الالعن تلبي%%ة مص%%الحهم الذاتي%%ة .و
تعتبر الشكلية أبرز وسائل توجيه هذه المعامالت نح%و تحقي%%ق اله%%دف االقتص%%ادي و الوظيف%%ة
االجتماعية للعقار .حتى أن المشرع اعتبرها أحد أهم مكونات النظام العام التوجيهي .و يقصد
بالشكلية كل وسيلة حسية ،مادية من شأنها أن تنشئ أو تغيير أو تنهي حقا و ب%%األخص عيني%%ا.
فالش%%كلية قانون%%ا هي ال%%تي تج%%ازي عن غيابه%%ا بانع%%دام األث%%ر الق%%انوني للتص%%رف س%%واء بين
األطراف أو تجاه الكافة .وال يمكن تصور الشكلية بدون كتب .فالكتب ه%%و الش%%كل أي الوع%%اء
الذي يتضمن التعب%ير عن االرادة .بينم%ا تبقى الش%كلية أس%هل من الكتب و الش%كل من ذل%ك أن
بعض الشكليات ال تكون مستوجبة في كل العقود مثل رخصة الوالي أو إذن القاضي.
ومهما يكن من أمر ،ف%%إن وح%%دة النظ%%ام الخصوص%%ي تخفي ازدواجي%%ة منهجي%%ة مأتاه%%ا -119
طبيعة العقار محل انتقال الملكية .فإما أن يك%ون العق%ار غ%ير مس%جل و يخض%ع لنظ%ام ش%كلية
خاص به (الفرع األول) و إال أن يكون العقار مسجال و يخضع لنظام مميز له (الفرع الث%%اني.
(
في األصل ،كانت كل العقارات سواء كانت مس%جلة أو غ%%ير مس%جلة تخض%%ع إلى نفس -120
نظام الش%كلية .و لم ي%برز التمي%يز بينهم%ا إال في س%نة 1992فق%د أف%رد ق%انون ع%دد 46لس%نة
39
1992المؤرخ في 4م%اي 1992العق%ارات المس%جلة بنظ%ام ش%كلي خ%اص مم%ا يع%ني ابق%اء
العقارات غير المسجلة إلى النظام األصلي الذي كرسه المشرع منذ .1906و ت%%برز الش%%كلية
في هذه العقارات من خالل عالقتين .عالقة األطراف فيما بينها من ناحي%%ة (الفق%%رة األولى) و
عالقة األطراف بالغير من ناحية أخرى (فقرة ثانية(.
إن األصل في القانون التونسي هو مبدأ الرضائية ال%%ذي ينحس%%ب على ك%%ل العق%%ود بم%%ا -121
فيها الناقلة للملكية .و ال خالف في أن هذا المبدأ يخدم مصالح األطراف لشكل واضح بفض%%ل
ما يحوله لهم من حري%%ة و س%%رعة في اب%%رام العق%%د و م%%ا ي%%وفره لهم مناقتص%%اد في تكلفت%%ه .فال
حاجة لهم بإيواء إراداتهم في وعاء ش%كلي يتمث%ل في الكتب لص%حة العق%د .وح%تى إن اخ%ترت
األطراف اعتماد الكتب فإن ذلك كوسيلة إثبات لتجنب النازعات المحتملة (أ) على أن ذل%%ك ال
يخلو من مخاطر على الوظيف%ة االجتماعي%ة و االقتص%ادية للعق%د و ال%تي يعت%بر من المص%لحة
العامة .و لحمايتها ،فإن المشرع يشترط الكتب كركن صحة للعقد (ب(.
lبالرجوع إلى القواعد القانونية ال%%تي تعرض%%ت إلى الش%%كلية بين األط%%راف في العق%%ود -122
الناقلة لملكية العقارات غير مسجلة ،نجدها تتمحور حول الصيغة التالية .فقد ج%%اء في الفص%%ل
581م إ ع "إذا كان موضوع البيع عقارا أو حقوقا عقارية أو غيره%%ا مم%%ا يمكن رهن%%ه يجب
أن يكون بيعها كتابة بحجة ثابتة التاريخ قانونا".
و قد أخضع المشرع عقد المعاوضة إلى نفس هذه القاع%%دة في النص 719م إ ع ال%%ذي -123
نص "تتم المعاوضة بتراضي المتعاقدين .لكن إذا كان موضوعها أصال و نحوه مما هو قاب%%ل
للرهن العقاري فالعمل فيها بمقتضى الفصل ."581كما اعتمد المشرع نفس الصيغة بالنس%%بة
40
لعقد الشركة عندما نص " ...لزم أن يكون عقدها كتابة مسجلة على الصورة التي قرره%%ا" .و
نص في الصلح " ...و ال يكون الصبح إال كتابة ".لق%%د استخلص%%ت محكم%%ة التعقيب في ف%%ترة
زمنية معينة من هذه النصوص أن اش%راط الكتب من ط%رف المش%رع ك%ان لغاي%ة اإلثب%ات .و
يعتمد هذا االتجاه على تبريرين أساسيين.
فمن ناحية ،إن استعمال المشرع لصيغة الوج%%وب و الل%%زوم في تل%%ك الفص%%ول ال يفي%%د -124
قطعا أن الكتب مو شرط صحة .فقد استعمل نفس تلك الص%%يغة في ع%%دة فص%%ول أخ%%رى ال%%تي
اشترطت الكتب كوسيلة إثبات .و يكفي ذكر الفصل 473م إ ع الذي نص على أن%%ه "إذا ك%%ان
قدر المال أكثر من ثالثة أالف فرنك فيجب حينئذ تحرير حجة رسمية أو غير رسمية".
و من ناحي%%ة أخ%%رى ،ي%%رى ه%%ذه االتج%%اه أن المب%%دأ في الق%%انون التونس%%ي للعق%%ود ه%%و -125
الرض%%ائية لتك%%ون الش%%كلية هي األنش%%اء ب%%دليل ع%%دم وروده في الفص%%ل 2م إ ع .ل%%ذلك وجب
التنصيص عليها بنص خاص و تحديد الجزاء المترتب عنها صراحة وفق ما جاء في الفص%%ل
325م إ ع .فإذا كان الكتب شرط صحة ،فإن جزاء عدم احترام%%ه يك%%ون البطالن ال%%ذي يجب
أن يحكم به في الصورة المعينة .و من الواضح أن كل تلك النصوص المنظمة للشكلية العقود
الناقلية لملكية عقار غير مسجل لم ينص على البطالن مما يعني أن اشتراط الكتب كان لغاي%%ة
اإلثبات و ليس لغاية الصحة .و قد ب%%رز ه%%ذا االتج%%اه خاص%%ة في الس%%نوات الثماني%%ة من خالل
العديد من القرارات يمكن ذكر منها :ت%%ع م%%دني ع%%دد 6598م%%ؤرخ في 1982 /11 /24و
عدد 10383مؤرخ في .1984 /10 /18
ب -الشكلية شرط صحة :
يذهب االتجاه الث%%اني إلى اعتب%%ار الكتب في العق%%ود الناقل%%ة لملكي%%ة عق%%ار ش%%رط ص%%حة -126
يؤدي غيابه إلى بطالن العقد بطالنا مطلقا .و يعتم%%د ه%%ذه االتج%%اه على ع%%دة ت%%بريرات تحم%%ل
تنفيذا لألسس التي اعتمد عليها االتجاه األول.
41
و تقوم أول التبريرات على صيغة الوجوب و االل ام ال%%تي اعتم%%دها المش%%رع في ج%%ل -127
النصوص المس%توجبة للكتب .ف%ورود كلم%%ة الوج%وب في الفص%%ل 473م إ ع ال يع%%ني و أنه%%ا
تقتصر على االثبات .فال يجب علينا أن نغفل أن استعمال صيغة الوج%%وب مرتب%%ط بالبين%%ة في
ذلك الفصل مما ال يثير الشك حول وظيف%%ة الكتب لإلثب%%ات .و ه%%ذا الرب%%ط مفق%%ود في الفص%%ول
المتعلقة بعقود انتقال الملكية.
و يبقى غي%%اب الج%%زاء أهم ح%%اجز العتب%%ار الكتب ش%%رط ص%%حة .و لكن ال م%%انع من -128
التعامل مع ذلك الغياب وفق معطى تاريخي .و فعال فإنه يجب وضع قاع%%دة "ال بطالن ب%%دون
نص" المستوحاة من الفقرة الثانية للفصل 325م إ ع في إطارها التاريخي و هو تاريخ تقني%%ة
سنة .1906فمن المعقول أن القاض%%ي لم يكرس%%ت بع%%د في تل%%ك الف%%ترة التجرب%%ة الكافي%%ة ال%%تي
تمكنه من االجتهاد الستنباط الجزاءات المالئم%ة .ل%ذلك أخ%ذ المش%رع على عاتق%ه تحدي%د ه%ذه
الجزاءات بنفسه .و تتطلب ه%%ذه المهم%%ة أن ي%%أتي المش%رع على ك%%ل الح%االت ال%%تي يس%توجب
جزاءا .و لكن سرعان ما اتضح أن فكرة كم%%ال التش%ريع فك%%رة طوباوي%%ة ال ت%%ترجم الواق%ع .و
فعال فقد اتضح أن المشرع قد سهى عن ذكر الجزاء المستوجب لعديد الص%%ور أو المؤسس%%ات
القانوني%ة ن%ذكر من بينه%ا ال%بيع خالل م%رض الم%وت ،تعاق%د األمي ،التعاق%د على ش%يء غ%ير
مشروع ." ...و قد أدى هذا المعطى إلى ضرورة تدخل القاضي لتحديد الجزاء المس%%توجب و
خاصة البطالن .و ال مانع من إدماج حاله غياب الجزاء في األحك%%ام المتعلق%%ة ب%%العقود الناقل%%ة
للملكية العقار غير المسجل في هذا االتجاه الداعي إلى تفعيل دور القاضي.
-إن قراءة الفصل 581م إ ع فيما يخص الت%%اريخ الث%%ابت ي%%دعم فك%%رة اش%%تراط الكتب -129
لصحة العقد .فاشتراط ت%%اريخ ث%%ابت يفق%%د ك%%ل مع%%نى في ص%%ورة غي%%اب الكتب ل%%و ك%%ان لغاي%%ة
اإلثبات .و يكون الكتب ذا تاريخ ث%ابت وف%ق الفص%ل 444م أ ع عن%دما ي%أتي في ق%الب حج%ة
رسمية و وفق الفصل 450م أ ع عندما يقع تسجيله أو تحريره من طرف مأمور عم%%ومي أو
معرف باإلمضاء أمام مأمور عمومي .و ال شك أن هذه الوسائل هي شكلية بامتي%از و بالت%الي
ال يمكن أعمالها في غياب كتب ملزم في كل عملية عقدية ناقلة للملكية.
42
و قد وقع تكريس هذا االتجاه في جل قرارات محكمة التعقيب يمكن ذك%%ر الق%%رار ع%%دد -130
هذا و تجدر اإلشارة أن اشتراط الكتب لص%%حة العق%%د يأخ%%ذ وض%%عية خاص%%ة في بعض -131
العقود .فمن ناحية ،و بالنسبة لعقد الهبة ،فإن المش%%رع اش%%ترط الحج%%ة العادل%%ة لص%%حته بقط%%ع
النظر عن طبيعة العقار إن كان مسجال أو غ%%ير مس%%جل .و من ناحي%%ة أخ%%رى ،فبالنس%%بة لعق%%د
المغارسة الذي يرمي إلى نقل ملكته عقار يمكن أن يكون غير مسجل فقد اختلف فق%%ه القض%%اء
ح%%ول طبيع%%ة الكتب إن ك%%ان لغاي%%ة اإلثب%%ات أو له%%دف الص%%حة .و يع%%ود ه%%ذا الخالف إلى
خصوصية هذا العقد الذي في أصله يتض%%من التزام%%ات شخص%%ية ال ت%%رتب انتق%%ال الملكي%%ة إال
عند تحقق شرط حد االثمار .و رغم ذلك فإنه من المفي%%د اعتب%%ار الكتب في ه%%ذا العق%%د كش%%رط
صحة باعتبار كل المزايا التي تحيط به و الرتباطه بالحقوق العينية.
و تدعيما لهذه القراءة ،ف%%إن ه%%ذا االتج%%اه يرك%%ز على ايجابي%%ات اش%%ترط الكتب كش%%رط -132
صحة .فهذا االشتراط يستجيب ال تتظارات المنظومة العقدية .فوجود الكتب في ك%%ل األح%%وال
يس%%هل مهم%%ة القاض%%ي من التأك%%د من مع%%نى التعب%%ير عن االرادة و من%%ه القي%%ام بتفس%%ير العق%%د.
فبالنسبة لألطراف ،فإن الكتب من شأنه أن يجنبهم أكثر ما يمكن من النزاعات المحتمل%ة ال%تي
تعوق نجاح العملية العقدية.
-ال تسود الشكلية فقط مرحلة تكوين العق%%د ،ب%%ل تنس%%حب ك%%ذلك على مرحل%%ة آث%%اره .و -133
تلعب الشكلية في هذه المرحلة دورا هاما تجاه الغير .فإذا كان العقد باألساس عالق%%ة قانوني%%ة،
فإنه يبرز ك%%ذلك كواقع%%ة اجتماعي%%ة .و به%%ذه الوض%%عية يتطلب العق%%د اعتراف%%ا و احترامهام%%الو
جودة من طرف الكافة بما فيها الغير .و ال يستوجب ه%%ذا االح%%ترام إالببل%%وغ وج%%ودة إلى علم
هذه الكافة .و ال بمكن أن يتحقق العلم إال بواسطة اإلشهار .و يقصد باإلشهار محمل األعم%%ال
الشكلية التي يقوم بها ص%%احب الح%%ق ليعلم الغ%%ير بوج%%وده و بالت%%الي باحترام%%ه ح%%تى يتض%%من
حمايته .و تعتبر وسائل اإلشهار تجاه الغ%%ير الترس%%يم بالنس%%بة للعق%%ارات المس%%جلة و التس%%جيل
بالنسبة للعقارات غير المسجلة .و تتحقق الحماية غير معارضة الغير بوجود الح%%ق و دعوت%%ه
إلى عدم التصرف في شأنه .فاالحتجاج يرمى إلى جعل الحق قابال لالع%%تراف ب%%ه من ط%%رف
الغير .و سوف نقتصر في هذا الفرع على التسجيل كوسيلة إلش%%هار العق%%ارات غ%%ير المس%%جلة
لمجابهة الغير بوجودها .و يجب التوضيح في ه%%ذا الص%%دد أن%%ه إذا ك%%ان التس%%جيل ه%%و طريق%%ة
اإلش%%هار ،ف%%إن الكتب يبقى الوع%%اء الالزم ال%%ذي بدون%%ه ال يتم التس%%جيل .فزي%%ادة على وظيفت%%ه
كشرط ص%حة للعق%د ،الكتب يلعب دور االحتج%اج تج%اه الغ%ير ع%بر ه%ذه الطريق%ة ال%تي يجب
تحديدها من ناحية أ .و إعمالها من ناحية أخرى ب.
نص الفصل 2من مجلة معاليم التسجيل و الطابع الجب%%ائي على " :تس%%جيل وجوب%%ا ... -134
العقود الناقلة للملكية ."...تجد قاعدة وجوب تسجيل العقد لغاية االحتج%%اج س%%ندها في الفص%%ل
581م أ ع .و اطالقا من ذلك األساس ،تنسحب على كاف%%ة العق%%ود الناقل%%ة لملكي%%ة عق%%ار غ%%ير
مسجل.
و قد جاء في ذلك الفصل في تحريره األصلي " :و ال يجوز االحتجاج بالعقد الم%%ذكور -135
على الغير إال إذا سجل على الصورة المقررة في األحكام المتعلق%%ة ب%%ذلك" .و ق%%د وق%%ع تحدي%%د
هذه الصورة في الفصل 450م إ ع الذي ينص على أن "تاريخ%%الكتب الغ%%ير الرس%%مي معت%%بر
44
بين المتعاقدين و ورثتهم . ...و ال يكون الت%%اريخ الم%%ذكور حج%%ة على الغ%%ير إال من الت%%واريخ
اآلتية :
1°من يوم تسجيل الكتب بتونس أو بالبالد األجنبية".
-و قد أثارت هذه اإلحالة على الفصل 450اشكالية تحديد طريق%%ة التس%جيل ال%%تي أتت -136
غامضة .و يعود الغموض إلى استعمال المشرع بكلمة البالد األجنبية .ألنه ال يمكن التأكد من
تأمين دور التسجيل الذي وجد من أجله إذا ما تم بالخارج .ففي النظام التونسي ،فإن التس%%جيل
ليضمن الحماية القانونية للحق يستوجب اعمال دوره االقتصادي المتمثل في استخالص مبل%%غ
المالي للفائدة الدولة .و احتراما لمبدأ اقليمية األداءات ،و ح%%تى ل%%و تم االس%%تخالص بالخ%%ارج،
فإن%ه لن يك%ون للفائ%دة الدول%ة التونس%ية ،ل%ذلك ت%دخل المش%رع التونس%ي لينق%ع 581ليتض%من
تنصيصا دقيقا مفاده "و ال يجوز االحتجاج بالعق%%د الم%%ذكور على الغ%%ير إال إذا س%%جل بقباض%%ة
المالية" .و نتيجة لذلك ،فإنه يجب إقصاء كل الطرق األخرى التي تس%%بع الكتب بت%%اريخ ث%%ابت
لالحتجاج ب%%ه تج%%اه الغ%%ير .و ب%%ذلك تتبل%%وا قاع%%دة حماي%%ة العق%%د و الح%%ق ال%%ذي يتض%%منه إذا أتم
التسجيل .هذه القاعدة التي تنير العديد من اإلشكاليات عند إعمالها.
lkيقع اللجوء إلى وسيلة التس%جيل لفض ال%نزاع بين عق%دين أبرم%ا على نفس العق%ار و -137
صدرا إما عن سلف واحد أو عن شخصين مختلفين .و يتمثل الحل في اعتماد معيار االس%%بقية
في التسجيل .و تطرح الصورة األولى عندما يتواجه طرفا النزاع االستحقاق ،كل تعقد صادر
عن بائع واحد الذي يعمد إلى التصرف بالبيع مثال نداب العقار مرتين لشخصين مختلفين ،بما
يجعل كل منها على قناعة بأنه صاحب الح%%ق .ففي ه%%ذه الص%%ورة يكفي للقاض%%ي أن يثبت من
تاريخ تسجيل العقدين أو خلق أح%%دهما في%%ه ليطب%%ق معي%%ار األس%%بقية ال%%ذي دأبت علي%%ه محكم%%ة
التعقيب في قراراته%%ا .بينم%%ا في الص%%ورة الثاني%%ة ف%%إن معي%%ار التس%%جيل ال يكفي لوح%%ده لفض
النزاع.
45
-و يتطلب إهمال معيار التسجيل توفر ع%%دة ش%%روط .فمن ناحي%%ة يجب أن يت%%نزل ح%%ق -138
كل من المش%%ريين المتت%%الين على نفس العق%%ار .فيك%%ون العق%%ار ه%%و ذات%%ه ال%%ذي بي%%ع لشخص%%ين
مختلفين .و نتيجة ل%ذلك ،فق%د أقص%ت محكم%ة التعقيب حال%ة بي%ع نفس المال%ك لقطع%تين أرض
متالص%%قتين لشخص%%ين متخلفين من مج%%ال تط%%بيق أس%%بقية التس%%جيل ألن ش%%رط وح%%ده العق%%ار
المتن%%ازع حول%%ه مفق%%ود .و من ناحي%%ة أخ%%رى ،فإن%%ه يجب تس%%جيل العق%%د المن%%افس .و فعال لكي
يتسنى للغير الدفع بعدم تسجيل العقد اآلخر ،أن يكون قد بادر بتسجيل عقده .فمعي%%ار األس%%بقية
يرمي إلى فض ذراع بين حقين خاضعين للتسجيل.
و فيم%%ا يخص الص%%ورة الثاني%%ة المتعلق%%ة ب%%النزاع بين عق%%دين ص%%ادرين عن س%%لفين -139
مختلفين ،فإن قسمها ال يتم آليا و نهائيا بأعمال معي%%ار أس%%بقية التس%%جيل .ب%%ل يس%%توجب البحث
عن معايير أخرى تعتمدها المحكم%%ة للوص%%ول إلى الحقيق%%ة .و مث%%ال ل%%ك أن يق%%دم أش%%خاص و
هم%يين من ذوي النواي%ا الس%يئة من ب%ائعين و متش%رين على التعام%ل ب%دون ح%ق بعق%ارات .لم
يستعجلون أمر تسجيل عقودهم الوهمية تلك ليحتجوا به%%ا على الغ%%ير .و ق%%د يتخ%%ذ ه%%ذا المث%%ال
صورة بيع ملك الغير .فيكون أمام شخصين يتعامالن على نفس العقار مع متعاقدين متخلفين.
-يبقى المعيار الزمني ذا أهمية بالغة لحسم النزاع .لكنه ال يقتصر فق%%ط على التس%%جيل -140
و إنما يمتد إلى معي%ار أش%مل يتمث%ل في أس%بقية ت%اريخ العق%د وف%ق الفص%ل 450م أ س ال%ذي
يتضمن ست حاالت من بينها حالة التسجيل .و قد أكدت محكمة التعقيب أنه في ه%%ذه الص%%ورة
ال يعتد بالتناقض بين ذلك الفصل و الفصل 581الذي ال يعتمد إال حالة التسجيل .فال مانع إذا
أمام المحكمة العتماد الحالة األخ%%يرة للفص%%ل 450المتمثل%%ة في "إذا ك%%ان الت%%اريخ ناتج%%ا عن
بيانات أخرى يترتب عليها الثبوت التام" .و على أس%%اس ذل%%ك ،اعتم%%دت المحكم%%ة على حج%%ة
عادلة نص على سداد الثمن متضمنة لتاريخ سابق للكتب المسجل .و بذلك فإنه يمكن للمحكمة
أن يستعين بكتب ثالث و تاريخ ثالث يمكن أن يؤدي إلى قلب ترتيب الكتيبين من حيث ت%%اريخ
التسجيل.
46
-كما يتطلب حسم النزاع بين العقد إعمال معيار صحة مصدر الحق المتنقل بمقتض%%ى -141
العق%%د .فيمكن للمحكم%%ة أن تتثبت من انج%%رار الملكي%%ة ال%%ذي يتض%%منه العق%%د .و فعال فإن%%ه يق%%ع
التنصيص في العقد أن الملكية انجرت للبائع بموجب الشراء أو الميراث أو الحوز مع أرف%%اق
هذه البيانات بالمستندات المثبتة.
و رغم كل هذه الجهود إليجاد حل لمثل هذه المعض%%لة ،فإن%%ه يجب الرج%%وع إلى أص%%ل -142
المشكلة المتمثلة في فصور طريقة التسجيل عن لعب الدور المناط بها و المتنظر بحقيقة أال و
هو ضمان إبالع و اعالم المترشحين للتعامل بالعقار .و الدليل على ذل%%ك تزاي%%د الع%%دد الهائ%%ل
من القضايا المتعلقة ببيع العقار مرتين و السبب يعود إلى أن إجراء التسجيل ال يحقق إعالم%%ا
ناجحا للغير حول العقود المبرمة و بالتالي حمايته من تبعات التعام%%ل غ%%ير الموث%%وق بالعق%%ار
نتيجة تالعب و تحايل بعض المالكين و بعض األشخاص غير المالكين.
-فالدور الثابت و المؤكد الذي يلعب التسجيل هو تحقي%%ق السياس%ة الجنائي%%ة للدول%%ة من -143
خالل استخالص المعاليم المالية للموظف%%ة على العق%%ار .أم%%ا في م%%ا ع%%دى ذل%%ك فأن%%ه من غ%%ير
المؤك%%د أن يحق%%ق التس%%جيل ه%%دف اإلش%%هار المتمث%%ل في حماي%%ة الحق%%وق .من ذل%%ك مجم%%ل
الصعوبات االجرائية ال%%تي تع%%ترض الغ%%ير في عملي%%ة اس%تالم ص%%ورة من العق%%د ال%%تي يع%%نيهم
االطالع عليه.
فمن ناحية ،يظهر أن نطاق االطالع على المكاتب ينحصر في العقود المح%%ررة بخط%%ا -144
الي%%د .أم%%ا بالنس%%بة للك%%اتب الرس%%مية فإن%%ه ال يمكن االطالع عليه%%ا و تس%%لمها إال بع%%د االتص%%ال
بالعدول الذين حرروها و التي لن يحصلوا على نس%%خة منه%%ا إال بع%%د استص%%دار إذن قض%%ائي.
(نفس اإلجراء ينطبق على كتب بخط اليد :األذن القضائي).
-ومن ناحية أخرى ،فإن غياب دفتر عمومي يحتوي على البيانات الالزمة للعقد بخ%%ط -145
اليد الواقع تسجيله ،يحد من دور التسجيل في اعالم الغير .ففي غياب هذه البيانات لدى الغير،
47
فإن طلبه للحصول على صورة من العقد سحابه ب%%الرخص و ح%تى إذا م%%ا س%عى الق%%ابض إلى
البحث عن العقد المراد االطالع عليه ،فإن ذلك سيتطلب منه وقتا طوي%%ل من ش%%أنه أن يعط%%ل
سير العمل و يعيق تصريف شؤون المرف%%ق الع%%ام .و أم%%ام غي%%اب ال%%دفاتر العمومي%%ة لالطالع
على العقود ،و يضيق الحصول على نسخ من الحصول بس%%بب الش%%روط المعق%%دة ،فإن%%ه يمكن
موافق%%ة األس%تاذ كم%%ال ش%رف ال%%دين ال%%ذي اعت%%بر أن التس%جيل ال تحق%%ق أي ش%كل من أش%كال
االشهار العقاري لفائدة الغير.
و زي%%ادة على ذل%%ك ،فإن%%ه من الناحي%%ة القانوني%%ة ،نج%%د ح%%دود إلعم%%ال معي%%ار أس%%بقية -146
التسجيل .و أولها ثبوت التقادم المكس%ب في النزاع%%ات االس%تحقاقية ال%%تي تض%%ع في المواجه%%ة
عقدي بيع عقار صادرين عن سلف واحد .ففي هذه الصورة فإن الملكية مسؤول لمن ت%%وفرت
فيه شروط الحيازة المكسبة ( 45م ح ع) سواء سجل أو لم يسجل عق%ده ،و إن س%جل المتعاق%د
اآلخر عقده.و تأنيها أن ثبوت سوء نية المغلوب له الثاني يبرر اقصاء معيار اسبقية التسجيل.
و مثال ذلك عندما يتضح ،أما عقار بيع مرتين ،أن المشترى الثاني عند ابرامه لعقد البيع م%%ع
المالك كان يعلم بأن العاقر قد بي%%ع س%%ابقا لغ%%يره و يعلم أيض%%ا أن المش%%ترى األول لم ي%%بيع إلى
تسجيل عقده ،فيب%ادر ه%و بالتس%جيل ،متج%اهال ك%ل ح%ق له%ذا الغ%ير على العق%ار .ص%حيح أن
المشرع التونسي لم يتعرض إلى مفهوم حسن أو سوء النية في العق%%ارات غ%%ير المس%%جلة على
ضوء العقارات المس%%جلة في الفص%%ل 305م ح ع .و لكن ه%%ذا ال يمن%%ع القاض%%ي من اش%%تراط
حس%%ن ني%%ة المش%%ري الث%%اني و ال%%ذي يعت%%بر غ%%يرا بالنس%%بة للمش%%ري األول عن%%دما يه%%رع إلى
التسجيل .و يكون ذل%%ك على أس%%اس المب%%ادئ العام%%ة المتمثل%%ة من ناحي%%ة في أه%%داف التس%%جيل
الجنائية منها و المدنية منها و هي حماية الحق%%وق المكتس%%بة بح%%ق .و ه%%ذه الحماي%%ة من ناحي%%ة
أخرى ال يمكن أن يتسلط إلى على حسني النية الذي يعتبر مبدأ قانونيا عاميا يؤس%%س ك%%ل م%%ل
المنظومة القانونية و يجد منبعة في عدة فصول من بينها خاصة الفص%ل 588م إ ع "األص%ل
في كل إنسان االستقامة و سالمة النية".
يتميز هذا النوع من العقارات عن الن%%وع األول بتوثيقه%%ا في س%%جل عق%%اري المع%%روف -147
بدفتر الملكية العقارية .و يتمثل السجل العق%%اري في الوع%%اء ال%%ذي ت%%دون في%%ه الحق%%وق العيني%%ة
العقارية المرخص ترسيمها بحكم الق%%انون.و ه%%و عب%%ارة عن محم%%ل الوث%%ائق ال%%تي ت%%بين فيه%%ا
أوصاف كل عقار ،و تعين بها حالت%%ه الترعي%%ة ،و ت%%ذكر في%%ه حقوق%%ه و أعب%%اؤه ،و ت%%ورد فيه%%ا
االنتقاالت و التع%%ديالت الطارئ%%ة علي%%ه .و ته%%دف ه%%ذه الوث%%ائق إلى تمكين من يراج%ع الس%جل
العقاري من معرفة الحالة القانونية و الحقيقية للعقار من حيث موقعه ،و مشتمالته ،و نوع%%ه،
و من حيث الحقوق العينية المترتبة له أو عليه مثل حق انتف%%اع ،ح%%ق ارتف%%اق ،ح%%ق رهن ...و
جميع العقود و االنتقاالت و التعديالت الطارئة عليه من بيع و هب%%ة و إرث و وص%%ية ...و ق%%د
غرمت وظيفة السجل العقاري تط%%ورا مص%%يريا بص%%دور ق%%انون 1992ال%%ذي أعطى لترس%%يم
الحق العيني فيه قوة ثبوتية مطلقة من خالل إنشاءه للحق و دورة اإلشهاري بالنس%%بة للكاف%%ة و
خاصة للغير .و إذا كانت هذه المهام مستوجبة لكل أسباب نشأة الح%%ق العي%%ني ،ف%%إن االتفاق%%ات
تتميز بضرورة وجود كتب يتضمن االتفاق الرضائي الناقل لملكية عقار مسجل .و بذلك تتخذ
الشكلية في هذا النوع من العقارات خصوصية دورها .فهي من ناحية تلعب دور صحة العق%%د
(الفقرة األولى) و هي من ناحية أخرى تلعب دور اإلشهار (الفقرة الثانية(.
-لقد أدخلت قانون عدد 46لس%%نة 1992المنقح لمجل%%ة الحق%%وق العيني%%ة نظام%%ا جدي%%دا -148
للشكلية خاصة بالنسبة للعقود الخطية .و يج%د ه%%ذا التنقيح ت%%بريره في اعتب%%ار المش%رع لجدي%%ة
تحرير الصكوك خطيا من طرف األطراف السبب المباشر لجمود الرسوم العقارية .و يظه%%ر
من خالل هذا التنقيح أن المشرع ،لحل ه%%ذه المعض%%لة ،أوج%%ه ش%%كلية خاص%%ة لتحري%%ر العق%%ود
49
الناقلة لملكية عقار مسجل -أ -و أتبعها بجزاءات خطيرة ترقى بالشكلية إلى مستوى الرسمي
-ب.-
يمكن تحديد ميدان تحرير العقود من ناحية 1°قبل تحديد مضمونه 2° -149
1°الميدان
Iاألشخاص :
-لقد حصر المشرع اختصاص تحدي%%د العق%%ود الخاض%%عة للترس%%يم في أش%%خاص معي%%نين وق%%ع
تحدي%%دهم في الفص%%ل 377مك%%رر من م ح ع ال%%ذي ج%%اء في%%ه "يختص بتحري%%ر الص%%كوك و
االتفاقات الخاضعة للترسيم بالسجل العقاري من يلي :
1حاف%%ظ الملكي%%ة العقاري%%ة و الم%%ديرون الجهوري%%ون و ك%%ذلك أع%%وان إدارة الملكي%%ة العقاري%%ة
المكلفون لمهمة التحرير.
2-عدول اإلشهاد ،و يمكن أيض%%ا للمح%%امين المباش%%رين ،غ%%ير المتم%%ردين ،أن يتول%%وا تحري%%ر
الصكوك و االتفاقات المذكورة".
إن هذا الحصر من شأنه أن يرقى ب%%الكتب في العق%%ود الخاض%%عة للترس%%يم إلى مس%%توى -151
الرسمية .و هو بذلك يختلف عن الكتب في العقود الناقلة لملكية عقار غير مسجل الذي ول%%ئين
كان شرط صحتها فإنه يمكن تحريره من طرف الكافة و بذلك ال يرتقى إلى وض%%عية الكت%%ائب
الرسمية .و تدعيما لذلك ،فإن أبرز الكت%%ائب الرس%%مية الحج%%ة العادل%%ة ال%%تي تتخ%%ذ ه%%ذه الص%%فة
50
IIالمعامالت :
ال يس%%توجب مث%%ل ه%%ذا التحري%%ر لك%%ل مع%%امالت .فزي%%ادة على إقص%%اءه من الص%%كوك -152
القضائية (أحكام) و الصكوك غير القضائية (محاضر العدول المنفذين) و الص%%كوك اإلداري%%ة
(أمر االنتزاع) ،فإن المش%%رع ق%%د اس%%تبعد ص%%راحة العق%%ود ال%%تي تبرمه%%ا الدول%%ة و الجماع%%ات
المحلي%%ة و الره%%ون ال%%تي تبرمه%%ا المؤسس%%ات البنكي%%ة و المالي%%ة و عق%%ود التوس%%يع ال%%تي يجب
اشهارها بالترسيم لالحتجاج به على الغير و كذلك عقود تجديد و أخيرا رفع الرهن.
و ال يعني هذا االقصاء الصريح انتفاء كل المشاكل لتحديد ميدان المعامالت الخاضعة -153
للتحرير .و فعال فإن العديد من الصكوك تستوجب توضيحا لخضوعها أم ال لشكلية التحري%%ر.
من ذلك الوعد بالبيع لعقار مسجل الذي كما رأينا ال ينقل الملكية و بالتالي يخض%%ع إلى ش%%كلية
القيد احتياطيا دون الترسيم .لكن كان إلدارة الملكي%%ة العقاري%%ة موقف%%ا آخ%%ر يتمث%%ل في اش%%تراط
تحرير العقد من طرف األشخاص الذين حددهم الفصل 377مكرر.
و بالنسبة للعقود التوضيحية و التكميلية ،فإنها تخضع لنفس قاعدة هذا الفصل باعتب%%ار -154
مبدأ توازي الشكليات .و الذي تفي%%د أن%%ه إذا عين الق%%انون ش%%كلية معين%%ة لعق%%د حملت على أنه%%ا
معينة أيضا لجميع التغييرات التي نجوت في%ه .كم%ا تط%رح اإلش%كالية بالني%ة لخض%وع العق%ود
المتعلقة بحق االنتفاع باإليواء السياحي للتحرير وف%ق ذل%ك الفص%ل.ف%اإليواء الس%ياحي حس%ب
قانون 13ماي ،2008بنظام اقتسام الوقت هو حق االنتف%%اع باإلقام%%ة لم%%دة مح%%ددة في وح%%دة
سياسية معدة لهذا الغرض و يكون هذا الحق ق%ابال لإلحال%ة و اإلع%ارة و الك%راء و المبادل%ة و
الميراث .لقد اعتبرت محكمة التعقيب في قرارها ع%%دد 8074الم%%ؤرخ في 8م%%اي 2007أن
هذا العقد يرتب حقا عيني%%ا يتمث%%ل في ح%%ق االنتف%%اع المتض%%منة في الفص%%ل 12م ح ع و ب%%ذلك
51
يخضع إلى أحكام الفصل 377م ح ع .و يري األستاذ كمال شرف ال%%دين أن ه%%ذا التك%%ييف ال
يستقيم باعتبار أن حق االنتفاع المكرس في قانون 2007ه%%و ذو طبيع%%ة شخص%%ية و مختل%%ف
عن حق االنتفاع العيني المقصود بالفصل 12م ح ع.
و أخيرا تخضع العقود العقارية المبرمة بالخارج من بيع و معارضة و هبة إلى شكلية -155
المكان الذي يتم فيه التحرير تطبيقا للقاعدة األصولية المعمول بها في القانون الدولي الخ%%اص
و المكرسة بمجلة القانون الدولي الخاص .و ال يشتى من قاعدة خض%%وع الص%%ك لق%%انون البل%%د
الذي حرر فيه إال عقود الرهن و ذلك بصريح عبارة الفصل 274م ح ع ال%%ذي نص على أن
الكتب المحرر ببلد أجنبي ال يمكن أن يرهن به عقار ثاني بالبالد التونسية أو أن يعتمد لتسليط
رهن عليه.
-يمكن تقسيم التنصيصات الوجوبية إلى تنصيصات تهم العملية النعاقدية من ناحي%%ة و -156
Iالعملية التعاقدية
-lتتعلق هذه التنصيصات الوجوبي%%ة باألش%%خاص من ناحي%%ة و بمح%ل العق%%د من ناحي%%ة -157
أخرى.
-أوجب المشرع تضمين العقد لبيانات تهم الشخص الطبيعي و الشخص المعنوي. -158
52
فبالنسبة للشخص الطبيعي ،يجب التنص%%يص بدق%%ة و وض%%وح على هديت%%ه كم%%ا وردت -159
بمضمون حالته المدنية أو ببطاق%%ة تعري%%ف الوطني%%ة و حرفت%%ه و مق%%ره (وج%%وب اختي%%ار مق%%ر
بالجمهورية التونسية 385م ح ع) و جنسيته.
أم%%ا بالنس%%بة للش%%خص المعن%%وي ،فإن%%ه يجب التنص%%يص بوض%%وح على اس%%مه و مق%%ر -160
االجتم%%اعي و ش%%كله الق%%انوني و جنس%%يته و هوي%%ة ممثل%%ه الق%%انوني و ع%%دد الترس%%يم بالس%%جل
التجاري إن كان شركة و تاريخ التصريح بالتكوين و عدد التأشيرة القانونية و كل بي%%ان آخ%%ر
يسهل التعرف عليه.
كما يجب إلحاق ه%%ذه التنصيص%%ات بك%%ل البيان%%ات المرتبط%%ة باألش%%خاص كالتواكي%%ل و -161
-يجب أن يكون موضوع العقود العقارية كالبيع و المعاوضة و الهبة و المس%%اهمة في -162
شركة و غيرها مطابقا لمقتضيات مثال العقار سواء بكماله أو بمناباب مشاعة منه أو ب%%أجزاء
مفرزة منه .لذلك لزم تضمين العقد كل البيانات لغاية تدقيق موضوعه .و تتمثل ه%%ذه البيان%%ات
في اسم العقار و مساحته و محتواه و ع%%دد القط%%ع الخاص%%ة و المش%%تركة المكون%%ة ل%%ه إذا ك%%ان
مجزء و نسبة الملكية إذا كان مشاعا.
كما يجب ذكر معرف الرسم العقاري و عدد سند الملكية و تاريخه إن سبق تس%%ليمه ،و -163
موضوع الترسيم و التحمالت و االرتفاق%ات الموظف%ة ل%ه أو علي%ه و مراج%ع إي%داعها بالرس%م
العقاري و ذلك ببيان تاريخ الترسيم و اإليداع و المجلد و العدد.
IIالمحرر:
53
-تتعلق التنصيصات الوجوبية في هذا المحور بهوية المحرر من ناحي%%ة و بعمل%%ه من -164
ناحية أخرى.
-تهم التنصيص%%ات ال%%تي تع%%رف المح%%رر االس%%م و اللقب و العن%%وان و المهن%%ة و ع%%دد -165
يجب التذكر بأن العالقة بين المحرر و المتعاقدين هي عالقة تعاقدية تتضمن الكلم%%ات -166
تتقل كاهل بتنصيص للبيانات الوجوبية و يمكن أن تك%%ون ه%%ذه االلتزام%%ات التزام%%ات بتحقي%%ق
نتيجة أو التزامات تبذل عناية.
و يتمثل النوع األول من االلتزامات في ضرورة التنص%%يص على االطالع على رس%%م -167
الملكية و اإلدالء بما يفيد ذلك االطالع و خاصة بالتنصيص صلب الكتب الذي يحرر المحرر
على أنه حصل بمقتضى وصل الخالص مع ذكر عدده و تاريخه .و يه%%دف ه%%ذا االطالع إلى
اعتماد تلك البيانات الواردة بالرسم العقاري و تضمنها ب%%الكتب .و في نفس ه%%ذا اإلط%%ار .ف%%إن
المحرر مطالب بإش%عار األط%راف بالحال%ة القانوني%ة ال%واردة برس%م الملكي%ة لغاي%ة إن%ارتهم و
تمكيتهم من التعاقد عن علم تام بمحتويات الرسم في ذلك حفظ لحقوقهم و حماية للرس%%م نفس%%ه
من أن يصاب بالجمود.
أما االلتزامات ببذل عناية فإنها تتعلق بتحقيق الترسيم ذلك أن المح%رر مط%الب بالقي%ام -168
باإلجراءات الالزمة للترسيم .و لكنه يبقى غير مطالب بتحقيق تلك النتيجة بل عليه أن يس%%عى
في ذلك و بذل كل العناية .كما يجب التذكير أن المشرع حمل محرر العقد واجب تق%%ديم الكتب
54
إلى قابض التسجيل .و مع ذلك يعتبر هذا االل%تزام التزام%ا بب%ذل عناي%ة ألن التس%جيل الجب%ائي
يستوجب تدخل المشري الذي يتحمل أعباء التسجيل المالية.
-في ص%%ورة ع%%دم اح%%ترام الش%%كلية المس%%توجبة لتحري%%ر العق%%د الخاض%%ع للترس%%يم ف%%إن -169
الجزاء يكون من ناحية بطالن العقد ( )1°و من ناحية أخرى مسؤولية المحرر ()2°
1°بطالن العقد
-لقد نص الفصل 377م ح ع على أن الصكوك و االتفاق%ات المح%ررة من غ%%ير ذل%%ك -170
تعتبر باطلة بطالنا مطلقا .و هذا الجزاء ين%%درج ض%%من الص%%ورة الثاني%%ة من ص%%ورتي بطالن
العق%%د المنص%%وص عليه%%ا بالفص%%ل 325م إ ع .و ب%%ذلك يتض%%ح جلي%%ا أن اش%%تراط الكتب في
العقارات المسجلة كان لغاية الصحة دون مدعاه للشك مثلما برز ذلك بالنس%%بة للعق%%ارات غ%%ير
المسجلة.
و لما كان التنصيص على بطالن العقد في صورة معينة و هي عدم تحرير العق%%د من -171
أحد المحررين المعتمدين فإنه ال يجب أن يتجاوز تلك الصورة المعينة ال%%تي أراده%%ا المش%%رع
من الش%%كلية .و يع%%ني ذل%%ك أن البطالن ال يمكن أن يمت%%د إلى خل%%و العق%%د من أح%%د أو بعض
التنصيصات الوجوبية .فجزاؤه في هذه الص%%ورة يك%%ون المس%%ؤولية المح%%رر و رفض ترس%%يم
العقد .و إذا ما تقرر البطالن المطلق ،فإنه يستدعى تطبيق نظامه القانوني من انع%%دام األث%%ر و
رجوع األطراف إلى الحالة التي كانا عليها و استبعاد التعليق عليه.
-°2المسؤولية :
55
لقد نص الفصل 377م ح ع في فقرته األخ%%يرة أن مح%%رر العق%%د يك%%ون مس%%ؤوال إزاء -172
األطراف عن مخالفته ألحكام هذا الفصل و لألحكام التشريعية و التربية المتعلقة بالترس%%يم .و
تكون هذه المسؤولية إما مهنية أو مدنية أـو إدراية و حتى جزائية.
-173