المعاني األسناد َ صص ب َما أ ْو َح ْينَا إلَيْكَ َهذَا سنَ ْالقَ َ علَيْكَ أ َ ْح َ -نَحْن نَقص َ قصة يوسف عليه السالم جزء من علم الغيب ،وهي دليل ْالق ْرآَنَ َوإ ْن ك ْنتَ م ْن قَبْله لَمنَ ْالغَافلينَ (.)3 على صدق نبوة محمد صلى هللا عليه وسلم. َٰ -ذَلكَ م ْن أَنبَاء ْالغَيْب نوحيه إلَيْكَ ۖ َو َما كنتَ لَدَ ْيه ْم إذْ أَجْ َمعوا أ َ ْم َره ْم َوه ْم يَ ْمكرونَ (.)102
ثانيا :محاور الدرس
المحور األول :حقيقة اإليمان وشروطه: -1حقيقة االيمان: اإليمان لغة :هو التصديق والوثوق ،ومنه قوله تعالى ( :وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ) يوسف 17 واصطالحا :هو التصديق بالقلب واإلقرار باللسان والعمل بالجوارح ،وأركانه ستة ( اإليمان باهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر واإليمان بالقضاء والقدر خيره وشره) وتتجلي حقيقة اإليمان في صلة العبد بربه ،بحيث يعتبر المؤمن أن اإليمان أكبر نعمة على اإلطالق ،فليس هو مجرد نطق باللسان واعتقاد بالجنان ،إنما هو عقيدة تمأل القلب وتصدر عنها آثارها في السلوكات والمعامالت. -2شروط االيمان: -العلم المنافي للجهل :فاهلل يعبد بعلم ال بجهل -التصديق المنافي للتكذيب :التصديق الجازم بكل ما جاء في القرآن والسنة -االتباع المنافي لالبتداع ( :اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم وال تتبعوا من دونه أولياء ) المحور الثاني :مفهوم الغيب وداللة االيمان به: -1تعريف الغيب: الغيب لغة :هو كل ما غاب عن إدراك حواس اإلنسان. واصطالحا :كل ما ال سبيل إلى إدراكه إال عن طريق الوحي (الكتاب والسنة). -2أقسام الغيب: أ -غيب نسبي :وهو الذي يمكن لإلنسان إدراكه ( بالحواس) بعلم أو تجربة ...فيصبح من عالم الشهادة. ب -غيب مطلق :وهو الذي ال يمكن لإلنسان إدراكه ،ألنه مما استأثر هللا بعلمه وأمرنا باإليمان به غيبا :كعلم الساعة والموت… - 3داللة اإليمان بالغيب هو تصديق كل ما أخبرنا به هللا سبحانه ورسوله عليه الصالة والسالم مما ال سبيل إلى العلم به وإدراكه حسا أو بوسائل بدون شك أو تردد. وتتجلى عالقة الغيب باإليمان في كون :الغيب يعتبر جوهر الفكرة اإليمانية ،وأساس العقيدة اإلسالمية ،به يتلقى المؤمن رساالت القرآن المجيد ،توحيدا للخالق ورحمة بالخلق وعمارة لألرض.
المحور الثالث :أثر اإليمان بالغيب في التصور والسلوك:
-1على مستوى التصور والوجدان: – الشعور بالتكريم اإللهي :قال تعالى ( :ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات ) – الشعور برقابة هللا تعالى على جميع حركات اإلنسان وسكناته ،قال تعالى ( :قل إن صالتي ونسكي ومحياي ومماتي هلل رب العالمين) – الشعور بالطمأنينة مما يد فع اإلنسان إلى الصبر بدل اليأس قال تعالى ( :فصبر جميل وهللا المستعان على ما تصفون ) -2على مستوى السلوك والممارسة: – االستقامة على أمر هللا تعالى بتنفيذ األوامر واجتناب النواهي - .التخلص من العجز والكسل وتحقيق الفاعلية في المجتمع. – يجعل لحياتنا غاية سامية كفعل الخيرات ومساعدة اآلخرين…. فكل تكذيب بهذا الغيب يجعل اإلنسان يعيش في :خوف ورعب من الموت ،وهم وحزن وجشع وطمع ،وضجر عند المصيبة وفجور عند النعم.