Professional Documents
Culture Documents
المسؤولية المحدودة فى الشركات دراسة تأصيلية تطبيقية
المسؤولية المحدودة فى الشركات دراسة تأصيلية تطبيقية
ﺇﺳﻠﻮﺏ APA
ﺍﻟﺤﻘﻴﻞ ،ﻣﺴﺎﻋﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﺑﻦ ﺣﻤﺪ .(2014) .ﺍﻟﻤﺴؤﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ :ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﺄﺻﻴﻠﻴﺔ
ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ.ﺍﻟﻌﺪﻝ ،ﻣﺞ ,16ﻉ .376 - 325 ،65ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ 670935/Record/com.mandumah.search//:http
ﺇﺳﻠﻮﺏ MLA
ﺍﻟﺤﻘﻴﻞ ،ﻣﺴﺎﻋﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﺑﻦ ﺣﻤﺪ" .ﺍﻟﻤﺴؤﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ :ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﺄﺻﻴﻠﻴﺔ
حبث حمكم ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ".ﺍﻟﻌﺪﻝﻣﺞ ,16ﻉ .376 - 325 :(2014) 65ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ
http://search.mandumah.com/Record/670935
حبث حمكم
ملخص البحث:
أن املسؤولية احملدودة يف الشركات مصطلح جاءت به القوانني واألنظمة التجارية املعاصرة ،ويقصد
به :أن تكون مسؤولية الشريك عن ديون الشركة مقتصرة على نصيبه فيها ،وال يتحمل الشريك يف
إثبات املنظم السعودي مبدأ املسؤولية احملدودة للشركاء يف أربع شركات هي :الشركة املسامهة،
والشركة ذات املسؤولية احملدودة ،وشركة التوصية البسيطة ،وشركة التوصية ابألسهم.
مراعاة املنظم السعودي حني قرر مبدأ املسؤولية احملدودة يف الشركات املذكورة خطورة استغالل
هذا املبدأ للتالعب حبقوق الدائنني ،فوضع مجلة من الضماانت اليت حتد من استغالل هذا املبدأ
للتغرير ابلدائنني وتضييع حقوقهم ،وأورد الباحث مواد النظام املتعلقة هبذا الشأن .
اختالف الفقهاء املعاصرين يف مبدأ املسؤولية احملدودة للشركاء عن ديون الشركة بني من يرى
صحة املبدأ ،وبني من يرى عدم صحته ،ورجح الباحث الصحة بضوابط.
من يرى صحة املبدأ استند اىل أدلة منها :أن حتديد املسؤولية عن الديون مبقدار رأس املال يف
الشركة نوع من الشروط يشرتطها الشركاء على املتعاملني مع الشركة وقد علموا ورضوا هبا وانتفى
عنهم الغرر ،واألصل يف الشروط الصحة واجلواز ،وأن حقيقة املسؤولية احملدودة هي إبراء من دين
جمهول مل يتبني قدره ،واإلبراء إسقاط حتتمل فيه اجلهالة والغرر ،وخترجيا على املسؤولية احملدودة
للسيد عن ديون عبده الذي أذن له ابلتجارة ،وملا حيققه إعمال هذا املبدأ من تشجيع على
استثمار األموال يف الشركات اليت تعود بنفعها االقتصادي على الفرد واجملتمع.
من يرى عدم صحة املبدأ استند إىل أدلة منها :أن مبدأ املسؤولية احملدودة مل يعرفه الفقهاء ،بل
خيالف ما اتفقوا عليه من كون الديون تتعلق بذمة الشخص ال مباله ،وأن مبدأ املسؤولية احملدودة
خمالف ملقتضى عقد الشركة يف الشريعة اإلسالمية ،وهو أن يتحمل الشريك ما حيصل للشركة من
خسائر بقدر حصته يف رأس املال ،وأن األخذ مببدأ املسؤولية احملدودة يعطي الذريعة للشركاء أو
احلمد هلل مدا كثيا طيبا مباركا فيه ،مدا يليق جبالله وكماله وعظيم أفضاله ،والصالة والسالم على
خي خلق هللا نبينا حممد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيا ،أما بعد:
فإن من أوجه كمال الشريعة اإلسالمية مشول عنايتها مجيع مصاحل العباد يف العاجل واآلجل ،ومن
ذلك حثها على استثمار املال وتنميته ابلطرق املشروعة اليت تعود بنفعها على الفرد واجملتمع " ،فما يظن
بشريعة جاءت حلفظ نظام األمة وتقوية شوكتها وعزهتا إال أن يكون لثروة األمة يف نظرها املكان السامي
من االعتبار واالهتمام ،وإذا استقرينا أدلة الشريعة من القرآن والسنة الدالة على العناية مبال األمة وثروهتا
واملشية إىل أن به قوام أعماهلا وقضاء نوائبها جند من ذلك أدلة كثية تفيدان كثرهتا يقينا أبن للمال يف نظر
والشركات يف عصران احلاضر قد غدت أساس االستثمارات املالية واليت تقوم من خالهلا املشاريع
التجارية والصناعية والزراعية واخلدمية الكربى ،وصارت املالذ الذي تستثمر فيه معظم رؤوس األموال .ومن
هنا تتضح األمهية البالغة لدراسة مسائل الشركات احلديثة وأتصيل نوازهلا ،وعرض مسائلها وصورها اليت
صاغتها األنظمة التجارية املعاصرة على ميزان الوحي املطهر ،فيقبل منها ما وافق أصول الشريعة وقواعدها،
ويرد ما خالف الشريعة الكاملة التامة ،شريعة الرمة واهلدى اليت ارتضاها لنا رب العباد وضمنها ما يصلح
ديننا ودنياان.
وإن من أهم النوازل يف الشركات احلديثة :املسؤولية احملدودة للشركاء عن ديون الشركة ،واليت أقرهتا
وهذا املبدأ حباجة إىل أتصيل يبني صورته وحدوده يف النظام ،ويرده إىل األصول الفقهية اليت ميكن
لذا فقد استعنت ابهلل تعاىل على كتابة هذا البحث املوجز ،والذي اشتمل على دراسة أتصيلية
للمسؤولية احملدودة يف الشركات ،مث أتبعتها بدراسة تطبيقية أوردت فيها مناذج خمتارة من األحكام القضائية
وأسأل هللا مبنه وكرمه أن يهدي قليب ويلهمين رشدي ،وأن جيعل عملي هذا خالصا لوجهه الكرمي،
املبحث األول
وفيه مطلبان:
حيسن قبل تعريف مصطلح املسؤولية احملدودة يف الشركات ابعتباره لقبا ،تعريف مفردا ته اليت
أوال :املسؤولية:
املسؤولية حال أو صفة من يسأل عن أمر تقع عليه تبعته ،وهي مصدر صناعي ،أصلها اسم
-2االستخبار واستدعاء املعرفة ،وقد يرد ذلك على سبيل التوبيخ والتقرير واملؤاخذة .
ولفظ املسؤولية من األلفاظ احملدثة ،اليت مل يشتهر استعماهلا عند الفقهاء املتقدمني ( ،)4وإمنا هو
واملراد ابملسؤولية يف اصطالح املعاصرين :التبعة اليت تقع على أحد بسبب ما (.)5
ولفقهاء الشريعة عدة ألفاظ مستعملة يف التعبي عن هذا املع ى للمسؤولية ،ومن ذلك :لفظ
ولفظ (الضمان) ،وله عدة استعماالت عند الفقهاء يعرب بعضها عن املع ى املراد ابملسؤولية ،ومن
ذلك:
()9 ()8 ()7
لفظ الضمان على الكفالة ،مبع ى ضم ذمة واحلنابلة والشافعية -1إطالق فقهاء املالكية
-2ويستعمل الفقهاء لفظ الضمان مبع ى غرامة اإلنسان ما ابشره أو تسبب فيه من اإلتالفات
()5ينظر :مسؤولية الشريك يف الشركة للماجد (ص ،)53مسؤولية املرء عن الضرر الناتج من تقصيه للمرزوقي (ص .)24وهذا التعري ف ه و
أدق م ا وقف ت علي ه يف تعري ف املس ؤولية .وللمعاص رين تعريف ات كث ية للمس ؤولية ال ختل و م ن مناقش ة واع رتاض لكو ا أع م أو أخ ص م ن امل راد
ابللفظ املعرف .وال يتسع هذا البحث املوجز لبسط هذه التعريفات ومناقشتها.
()6ينظر :املبسوط ( ،)30/24فتح القدير ( ،)165/4املدونة ( ،)551 /1املنتقى شرح املوطأ ( ،)204/5األم ( ،)260/6مغين احملتاج
( ،)211/3الفروع ( ،)614/2شرح منتهى اإلرادات ( .)341/2وللغرم مع ى آخر عند الفقهاء وهو اهلال واخلسارة .
()7ينظر :التاج واإلكليل ( ،)34 /4مواهب اجلليل (.)06 /5
()8ينظر :أس ى املطالب ( ،)235/2حتفة احملتاج (.)204 /5
()9ينظر :الفروع ( ،)236 /0كشاف القناع ( .)362 /3واحلنابل ة خيص ون لف ظ الكفال ة ابلت زام إحض ار ب دن امل دين ،م ع م وافقتهم للمالكي ة
والشافعية يف إطالق لفظ الضمان على الكفالة ابملع ى املذكور ينظر :مطالب أو ي النهى ( ،)313/3كشاف القناع (.)345/3
()10ينظ ر :ب دائع الص نائع ( ،)242 /6تبي ني احلق ائق ( ،)236/5املدون ة ( ،)144/0الت اج واإلكلي ل ( ،)325/4األم ( ،)252/3أس ى
املطالب ( ،)356/2شرح منتهى اإلرادات ( ،)314/2كشاف القناع ( ،)02/0احمللى ( ،)01 /6املوسوعة الفقهية (.)210/22
()11ينظر :بدائع الصنائع ( ،)62/6جممع األ ر ( ،)424/1كشاف القناع ( ،)30/0مطالب أو ي النهى ( ،)506/3معجم املصطلحات
املالية واالقتصادية يف لغة الفقهاء (ص .)202
()12ينظر :املبسوط ( ،)0/ 13الكايف يف فقه أهل املدينة (ص ،)364احلاوي الكبي ( ،)221/5املبدع ( ،)13/ 0الكاشف عن حقائق
السنن ( ،)23 /6البدر التمام ( ،)100/3مرقاة املفاتيح ( ،)40/6حتفة األحوذي (.)031/0
-ومن األلفاظ اليت استعملها بعض الفقهاء يف التعبي عن هذا املع ى للمسؤولية لفظ (املأخوذية).
وقد استعمله اإلمام الشافعي رمه هللا فقال ... " :والوجه الثاين الذي يسقط فيه العقل أن أيمر
الرجل به الداء الطبيب أن يبط جرحه ،أو األكلة أن يقطع عضوا خياف مشيها إليه ،أو يفجر له
عرقا ،أو احلجام أن حيجمه أو الكاوي أن يكويه ،أو أيمر أبو الصيب أو سيد اململو احلجام أن
خيتنه فيموت من شيء من هذا ومل يتعد املأمور ما أمره به ،فال عقل وال مأخوذية إن حسنت نيته
إن شاء هللا تعاىل " ( .)13ومل أقف على من استعمل هذا املصطلح بعد الشافعي رمه هللا رغم
اثنيا :احملدودة:
جاء يف مقاييس اللغة " :احلاء والدال أصالن :األول املنع ،والثاين طرف الشيء.
فاحلد :احلاجز بني الشيئني ،وفالن حمدود :إذا كان ممنوعا" (.)14
وهبذا يتبني أن وصف املسؤولية أب ا حمدودة إمنا يقصد به املنع من جتاوزها قدرا معينا ،على ما
اثلثا :الشركات:
ريا ِم َنِ ِ
الشركات :مجع شركة ،والشركة يف اللغة :هي خلط امللكني ،ومنه قوله تعاىلَ ( :وإ َّن َكث ً
()15
يل َما ُه خم)( ،)16واخللطاء هم ض إَِّال الَّ ِذين آَمنُوا و َع ِملُوا َّ ِ ِ ِ
الصاحلَات َوقَل ٌ َ َ َ اْلُلَطَ ِاء لَيَ خب ِغي بَ خع ُ
ض ُه خم َعلَى بَ خع ٍ خ
الشركاء (.)17
والشركة يف اصطالح الفقهاء :هي االجتماع يف استحقاق أو تصرف .وتنقسم إىل قسمني :القسم
األول :شركة امللك ،وهي االجتماع يف االستحقاق بسبب من أسباب التملك كاإلرث والوصية واهلبة
وغيها دون أن يكون للشريك حق التصرف يف نصيب شريكه ،فيكون الشريك أجنبيا يف نصيب شريكه.
القسم الثاين :شركة العقد ،وهي اليت تتضمن وكالة ابلتصرف ،وهي املقصودة هنا (.)18
وقد عرف الفقهاء شركة العقد بتعريفات متعددة ،ومن ذلك تعريفها أب ا " :عقد بني املتشاركني
وجاء تعريف الشركة يف النظام يف املادة األوىل من نظام الشركات السعودي أب ا" :عقد يلتزم
مبقتضاه شخصان أو أكثر أبن يساهم كل منهم يف مشروع يستهدف الربح بتقدمي حصة من مال أو عمل،
املطلب الثاني:
املسؤولية احملدودة يف الشركات مصطلح جاءت به القوانني واألنظمة التجارية املعاصرة ،ويقصد
به :أن تكون مسؤولية الشريك عن ديون الشركة مقتصرة على نصيبه فيها ،وال يتحمل الشريك يف أمواله
اخلاصة ما زاد من ديون الشركة عن موجوداهتا ،وينبين على ذلك أن إفالس الشركة ال يتبعه إفالس الشريك
(.)20
()20ينظ ر :الق انون التج اري الس عودي للج رب (ص ،)225الق انون التج اري للغام دي وحس يين (ص ،)236الق انون التج اري للش ريف
والقرشي (ص .)220
املبحث الثاني
قرر النظام أن مسؤولية الشركاء عن ديون الشركة يف الشركة املسامهة ال تتجاوز قدر أسهمهم فيها،
وال يطالبون مبا جتاوز ذلك القدر من الديون ،ولو كانوا قادرين على الوفاء هبا من أمواهلم اخلاصة.
جاء يف املادة (" :)02ينقسم رأس مال الشركة املسامهة اىل أسهم متساوية القيمة وقابلة للتداول،
وجاء أتكيد هذا املبدأ أيضا يف املادة ( )111إذ نصت على أنه" :ال جيوز للشركة أن تطالب
املساهم بدفع مبالغ تزيد على مقدار ما التزم به عند إصدار السهم ،ولو نص نظام الشركة على غي ذلك
".
وقد قرر النظام يف مسؤولية الشركاء يف الشركة ذات املسؤولية احملدودة عن ديو ا مثل ما قرره يف
الشركة املسامهة ،وهو عدم جتاوز مسؤولية الشركاء عن ديون الشركة قدر أمواهلم فيها.
وألمهية هذه اخلاصية يف تلك الشركة ،فقد مسيت هذه الشركة ابسم املسؤولية احملدودة؛ لبيان عدم
()21ينظر :نطام الشركات السعودي الصادر ابملرسوم امللكي رقم (م )6/بتاريخ 1325/3/22ه ،وما حلقه من تعديالت .
جاء يف املادة ( " :)154الشركة ذات املسؤولية احملدودة :هي الشركة اليت تتكون من شريكني أو
وقد قرر النظام يف هذه الشركة أن تكون مسؤولية بعض الشركاء عن ديون الشركة مسؤولية مطلقة
تتجاوز قدر أمواهلم يف الشركة إىل مجيع أمواهلم ،وتكون مسؤولية الفريق الثاين من الشركاء مسؤولية حمدودة
بقدر أمواهلم يف الشركة ،وال تتجاوز مطالبتهم إىل سائر أمواهلم اخلاصة واليت ال تدخل ضمن أموال الشركة.
جاء يف املادة (" :)36تتكون شركة التوصية البسيطة من فريقني من الشركاء :فريق يضم على
األقل شريكا متضامنا مسؤوال يف مجيع أمواله عن ديون الشركة ،وفريق آخر يضم على األقل شريكا موصيا
وهذه الشركة تشبه شركة التوصية البسيطة يف تفاوت مسؤولية الشركاء فيها بني مسؤولية حمدودة
جاء يف املادة ( " :)100شركة التوصية ابألسهم :هي الشركة اليت تتكون من فريقني :فريق يضم
على األقل شريكا متضامنا مسؤوال يف مجيع أمواله عن ديون الشركة ،وفريق آخر يضم شركاء مسامهني ال
يقل عددهم عن أربعة ،وال يسألون عن ديون الشركة إال بقدر حصصهم يف رأس املال ".
واملنظم حني قرر مبدأ املسؤولية احملدودة يف الشركات املذكورة تشجيعا لقيامها وترغيبا يف اإلقبال
عليها ،راعى خطورة استغالل هذا املبدأ للتالعب حبقوق الدائنني ،فوضع مجلة من الضماانت اليت حتد من
استغالل هذا املبدأ للتغرير ابلدائنني وتضييع حقوقهم ،ومن األمثلة على تلك الضماانت ما يلي:
أوال :وجوب بيان أن مسؤولية الشركاء عن ديون تلك الشركات مسؤولية حمدودة ،وبيان مقدار
رأس مال الشركة ،ومقدار املدفوع منه يف مجيع العقود واملخالصات واإلعالانت وغيها من األوراق اليت
تصدر عن الشركة ،ليكون املتعاملون مع الشركة على بينة من أمرهم فيما يتعلق حبال ديو م عند إفالس
الشركة.
جاء يف املادة (" :)12مجيع العقود واملخالصات واإلعالانت وغيها من األوراق اليت تصدر عن
الشركة جيب أن حتمل امسها وبياان عن نوعها ومركزها الرئيسي .ويضاف إىل هذه البياانت -يف غي شركة
التضامن وشركة التوصية البسيطة – بيان عن مقدار رأس مال الشركة ومقدار املدفوع منه .وإذا انقضت
الشركة وجب أن يذكر يف األوراق اليت تصدر عنها أ ا حتت التصفية ".
اثنيا :عدم جواز ختفيض رأس مال تلك الشركات إال على وجه يتم به حفظ حقوق الدائنني ،إذ
نصت املادة ( )102على أنه" :للجمعية العامة غي العادية –يف شركة املسامهة -أن تقرر ختفيض رأس
املال إذا زاد عن حاجة الشركة ،أو إذا منيت الشركة خبسائر .وجيوز يف احلالة األخية وحدها ختفيض رأس
املال اىل ما دون احلد املنصوص عليه يف املادة ( . )00وال يصدر قرار التخفيض إال بعد تالوة تقرير
مراقب احلساابت عن األسباب املوجبة له وعن االلتزامات اليت على الشركة وعن أثر التخفيض يف هذه
االلتزامات ".
وجاء يف املادة ( " :)103إذا كان ختفيض رأس املال نتيجة زايدة رأس املال عن حاجة الشركة،
وجبت دعوة الدائنني اىل إبداء اعرتاضاهتم عليه يف خالل ستني يوما من اتريخ نشر قرار التخفيض يف
جريدة يومية توزع يف املركز الرئيسي للشركة ،فإذا اعرتض أحد منهم وقدم إىل الشركة مستنداته يف امليعاد
املذكور وجب على الشركة أن تؤدي إليه دينه إذا كان حاال أو أن تقدم ضماان كافيا للوفاء به اذا كان
آجال".
اثلثا :إلزام تلك الشركات أبن جينب جملس اإلدارة فيها كل سنة % 14من األرابح الصافية
لتكوين احتياطي يسمى االحتياطي النظامي ،كما نصت على ذلك املاداتن ( )125و( .)146ومن
رابعا :تقييد املسؤولية احملدودة بعدم التعدي أو التفريط يف إدارة الشركة ،وتضمني املتعدي واملفرط
وقد صرحت هبذا القيد عدد من مواد النظام ،ومن ذلك :ما جاء يف املادة (" :)46يسأل أعضاء
جملس اإلدارة ابلتضامن عن تعويض الشركة أو املسامهني أو الغي عن الضرر الذي ينشأ عن إساءهتم تدبي
شؤون الشركة أو خمالفتهم أحكام هذا النظام أو نصوص نظام الشركة ،وكل شرط يقضي بغي ذلك يعترب
وجاء يف املادة ..." :162ويسأل املديرون ابلتضامن عن تعويض الضرر الذي يصيب الشركة أو
الشركاء أو الغي بسبب خمالفة أحكام هذا النظام أو نصوص عقد الشركة أو بسبب ما يصدر منهم من
أخطاء يف أداء عملهم وكل شرط يقضي بغي ذلك يعترب كأن مل يكن ".
وجاء يف املادة (" :)32ال جيوز للشريك املوصي التدخل يف أعمال اإلدارة اخلارجية ولو بناء على
توكيل ،وإمنا جيوز له االشرتا يف أعمال اإلدارة الداخلية يف احلدود اليت ينص عليها عقد الشركة وال يرتب
هذا االشرتا أي التزام يف ذمته ،وإذا خالف الشريك احلظر املشار إليه كان مسؤوال ابلتضامن يف مجيع
أمواله عن الديون اليت ترتتب على ما أجراه من أعمال اإلدارة ،وإذا كانت األعمال اليت قام هبا الشريك
املوصي من شأ ا أن تدعو الغي اىل االعتقاد أبنه شريك متضامن اعترب الشريك املوصي مسؤوال ابلتضامن
خامسا :وجوب النظر وتقدير األصلح من استمرار الشركة أو حلها إذا بلغت خسائرها ثالثة
أرابع رأس املال ،حفظا حلقوق الدائنني يف املوجودات املتبقية من رأس مال الشركة.
جاء يف املادة ( " :)102إذا بلغت خسائر شركة املسامهة ثالثة أرابع رأس املال ،وجب على
أعضا ء جملس اإلدارة دعوة اجلمعية العامة غي العادية للنظر يف استمرار الشركة أو حلها قبل األجل املعني
يف نظامها ،وينشر القرار يف مجيع األحوال ابلطرق املنصوص عليها يف املادة ( . )65واذا أمهل أعضاء
جملس اإلدارة دعوة اجلمعية العامة غي العادية أو إذا تعذر على هذه اجلمعية إصدار قرار يف املوضوع ،جاز
وجاء يف املادة (" :)124إذا إذا بلغت خسائر الشركة ذات املسؤولية احملدودة ثالثة أرابع رأس
املال " -أرجو مراجعة ذلك مع كاتب البحث إلجراء التعديل على هذه املادة ،فقد صدر قرار جملس
الوزراء رقم 221يف اتريخ 1022 /44 / 42ه -بتعديل صدر هذه املادة إىل:
"إذا بلغت خسائر الشركة ذات املسؤولية احملدودة مخسني يف املائة من رأس ماهلا ".
وجب على املديرين دعوة الشركاء لالجتماع للنظر يف استمرار الشركة أو يف حلها قبل األجل
املعني يف عقدها ...وإذا أمهل املديرون دعوة الشركاء أو تعذر على الشركاء الوصول إىل قرار يف املوضوع
املبحث الثالث
يعد مبدأ املسؤولية احملدودة يف الشركات من النوازل املستجدة يف هذا الزمان ،إذ ال جيد الناظر
والباحث هذا اللفظ وال املع ى فيما سطره فقهاؤان األجالء يف فقه الشركات املسماة عندهم كالعنان
واملفاوضة والوجوه واملضاربة وغيها ،بل جند الفقهاء رمهم هللا ال يفرقون فيما يثبت يف ذمة الشريك من
ديون الشركة بني أمواله اليت هي ضمن الشركة حمل الدين ،وأمواله اخلاصة اليت ليست ضمن الشركة ،بل
جيعلون حق الدائنني متعلقا بذمة الشريك تعلقا مطلقا ،ويكون مطالبا بوفائه وملزما بسداده من مجيع أمواله
(.)22
ويذكر املؤرخون االقتصاديون أن جذور فكرة املسؤولية احملدودة يف الشركات واملتقررة يف غالب
األنظمة والقوانني التجارية املعاصرة تعود يف األصل إىل أحكام الرقيق -واليت نظمتها الشريعة اإلسالمية
أبرقى وأجل وأكمل صور التنظيم – حيث اعتاد التجار قدميا على ترتيب بني السيد والعبد يقوم السيد فيه
بتمكني العبد من مبلغ من املال يتجر به ،ويصي العبد مالكا للمال فيبيع ويشرتي ويدين ويستدين ،مع
بقاء ملكية العبد للسيد ،إال أن دائين العبد ليس هلم الرجوع على سائر أموال السيد غي هذا العبد ،بل
يرجعون إىل ما يف يد العبد من أموال ،فإن مل يكن ذلك كافيا يف سداد الدين ،تعلق الدين برقبته وصار من
()22والواجب يف ذمة الشري ك من دين الشركة يكون بقدر حصته يف رأس ماهلا ،فلو كان نصيب أحد الشريكني من رأس مال الشركة الثلث
ونصيب اآلخر الثلثني ،فيجب على األول ثلث الدين الواجب على الشركة وجيب على اآلخر ثلثا الدين .جاء يف املدونة (... " :)642/3
قلت :فإن ذهب رأس املال خسارة ،أو ركبهما ثالثة آالف دينار من جتارهتما بعد وضيعتهما رأس املال كله ،كيف تكون هذه الوضيعة
عليهما؟ ...قال :أرى الدين الذي حلقهما من جتارهتما يكون عليهما على قدر رؤوس أمواهلما ،فيكون على صاحب األلف ثلث هذا الدين
ويكون على الذي كان رأس ماله ألفني ثلثا هذا الدين؛ ألن الشركة إمنا وقعت بينهما ابملال ليس ابألبدان ،فما حلقهما من دين فضل على
املال الذي به وقعت الشركة بينهما وهو رأس أمواهلما ،فيكون على الذي رأس ماله ألف من الدين الذي حلق الثلث ،وعلى الذي رأس ماله
ألفان الثلثان .،وينظر :املبسوط ( ،)152/11بدائع الصنائع ( ،)43/6الشرح الصغي ( ،)062/3أس ى املطالب ( ،)252/2مغين احملتاج
( ،)222/3الفروع ( ،)043/0شرح منتهى اإلرادات (.)220/2
حق الدائنني بيع العبد واسرتداد ديو م من مثنه ،وليس هلم إال ذلك .وملا انقطع الرق يف غالب بلدان العامل
اليوم جلأ التجار إىل ترتيب قانوين حيقق احلماية ألمواهلم حىت يقدموا على التجارة واالستثمار مع األمن من
اجتياح الديون الناشئة عن هذا االستثمار ألمواهلم األخرى ،فتولدت فكرة الشخصية االعتبارية للشركات
واليت يرتتب عليها استقالل ذمة الشركة عن ذمة الشركاء فيها ،وحمدودية مسؤولية الشركاء عن ديون الشركة
وهذا املع ى للمسؤولية احملدودة ورد عند فقهائنا األجالء يف أحكام العبد املأذون له ابلتجارة -كما
سيأيت بيانه -إال أ م مل يقرروه يف الشركات ،وهذا وجه اعتبار املسؤولية احملدودة يف الشركات من النوازل
ومن مث اختلفت كلمة الفقهاء والباحثني يف هذا العصر يف صحة مبدأ املسؤولية احملدودة للشركاء
عن ديون الشركة نظرا لالختالف فيما ميكن أن خيرج عليه ويلحق به من األصول الشرعية ،وهلم يف ذلك
قوالن:
الدليل األول:
أن حتديد املسؤولية عن الديون مبقدار رأس املال يف الشركة نوع من الشروط يشرتطها الشركاء على
املتعاملني مع الشركة وقد علموا ورضوا هبا وانتفى عنهم الغرر ،واألصل يف الشروط الصحة واجلواز (.)25
()23ينظر :أثر االختالف بني الشخصية الطبيعية واالعتبارية للقري (ص .)14وقد حكى اتفاق املؤرخني االقتصاديني على هذا ،وسرد قائمة
من أحباث املؤرخني االقتصاديني الغربيني اليت توكد ذلك.
الدليل الثاين:
أن حقيقة املسؤولية احملدودة هي إبراء من دين جمهول مل يتبني قدره (.)26
وقد ذهب مجهور الفقهاء من احلنفية ،واملالكية ،وهو القدمي من قو ي الشافعي ،وهو قول احلنابلة
إىل صحة اإلبراء من الدين اجملهول؛ ألنه إسقاط فاغتفرت فيه اجلهالة.
جاء يف املبسوط ..." :فهذا دليل جواز الصلح عن احلقوق اجملهولة واملع ى فيه أن هذا إسقاط
حق ال حيتاج فيه إىل التسليم فيصح يف اجملهول كالطالق والعتاق ،وأتثيه أن نفس اجلهالة ال متنع صحة
االلتزام ولكن جهالة تفضي إىل متكن املنازعة ،أال ترى أن التمليكني يصح يف هذا وهذا أضيق من
اإلسقاطات ،مث اجلهالة اليت ال تفضي إىل املنازعة ال متنع صحة التمليك كجهالة القفيز من الصربة فألن ال
مينع صحة اإلسقاط أوىل ،فالسقوط يكون متالشيا ال حيتاج فيه إىل التسليم واجلهالة اليت ال تفضي إىل
وجاء يف شرح اخلرشي ... " :وكذلك جيوز له أن يوكل من يربئ من له عليه حق منه سواء علموا
قدر احلق املربأ منه أوال ،وإليه أشار بقوله :وإن جهله الثالثة ،أي :الوكيل واملوكل ومن عليه احلق؛ أل ا هبة
وجاء يف مغين احملتاج " واإلبراء من الدين اجملهول جنسا أو قدرا أو صفة ...القدمي أنه صحيح؛
ألنه إسقاط حمض كاإلعتاق ،ومأخذ القولني أنه متليك أو إسقاط " (.)29
()24ينظر :قرار جممع الفقه اإلسالمي الدو ي التابع ملنظمة املؤمتر اإلسالمي رقم ( ،)4/1/36املعايي الشرعية (ص ،)162الشركات
للخفيف (ص ،)124الشركات للخياط ( ،)212/2الفقه اإلسالمي وأدلته للزحيلي (.)222/0
()25ينظ ر :ق رار جمم ع الفق ه اإلس المي ال دو ي الت ابع ملنظم ة امل ؤمتر اإلس المي رق م ( ،)4/ 1 /63مس ؤولية الش ريك يف الش ركة للماج د (ص
.)253
()26ينظر :اخلدمات االستثمارية يف املصارف للشبيلي (.)224/ 1
( .)02 /13()27وينظر :العناية شرح اهلداية ( ،)304/6جممع األ ر (.)52/2
وجاء يف كشاف القناع ... " :ويصح اإلبراء من اجملهول ولو مل يتعذر علمه؛ ألنه إسقاط حق
وخالف يف ذلك الشافعي يف اجلديد من قوليه ،فذهب إىل بطالن اإلبراء من الدين اجملهول؛ ملا
فيه من الغرر.
جاء يف البيان للعمراين " :وال يصح اإلبراء من دين جمهول؛ ألنه إزالة ملك ،فلم يصح مع اجلهل
والراجح وهللا أعلم ما ذهب إليه اجلمهور؛ ألن النهي عن الغرر إمنا جاء سدا ألبواب النزاع
واخلصومات ،واإلبراء من الديون فيه مع ى التربع ،واجلهالة فيه ال تفضي إىل شيء من النزاع واخلصومة بل
ونوقش ختريج املسؤولية احملدودة على اإلبراء من الدين اجملهول :أبن اإلبراء من الدين اجملهول مل
يكن مبحض اختيار من الدائنني ،إذ يلزم النظام بذلك وال مندوحة عن هذا اإلبراء ،فال يصح ختريج
املسؤولية احملدودة ذات البعد النظامي اإللزامي على جواز اإلبراء من الدين اجملهول (.)33
وجياب:
أبن رضا الدائنني عن هذا اإلبراء متحقق بعلمهم مبحدودية مسؤولية الشركاء عن ديو م قبل
التعامل مع تلك الشركات ،والنظام وإن كان يلزم هبذه الصفة من مسؤولية الشركاء عن ديون تلك
الشركات ،لكنه ال يلزم أحدا ابلتعامل مع تلك الشركات ،بل قرر جواز إنشاء أنواع أخرى من الشركات
تكون مسؤولية الشركاء فيها مطلقة يف مجيع أمواهلم كالشركة التضامنية وغيها ،إضافة إىل أن بعض دائين
الشركات اليت تكون مسؤولية الشركاء فيها حمدودة حني ال يرضون هبذا اإلبراء فإ م يشرتطون ضماان
شخصيا من الشركاء لديو م .وهذا يدل على أن دائين الشركات اليت تكون مسؤولية الشركاء فيها حمدودة
حني إقدامهم على التعامل مع تلك الشركات –مع علمهم مبحدودية مسؤولية الشركاء وعدم طلبهم ضماان
الدليل الثالث:
ختريج املسؤولية احملدودة للشركاء عن ديون الشركة على املسؤولية احملدودة للسيد عن ديون عبده
وهذا التخريج مبين على ما ذهب إليه مجهور الفقهاء من احلنفية ،واملالكية ،والشافعية ،وهي رواية
عن اإلمام أمد أن السيد إذا أذن للعبد ابلتجارة فإن الديون اليت تلحق العبد تكون يف ذمة العبد أو رقبته
-على خالف -وال تكون يف ذمة السيد مع ملكيته هلذا العبد وما يتبعه من مال .
جاء يف اجلوهرة النية " :وديونه متعلقة برقبته يباع فيها للغرماء إال أن يفديه املوىل ،واملراد دين
التجارة أو ما يف معناها ...أما الدين الثابت بغي ذلك كاملهر واجلناية فهو متعلق بذمته يستوىف منه بعد
احلرية وال يتعلق برقبته ...ويقسم مثنه بينهم ابحلصص سواء ثبت الدين إبقرار العبد أو البينة فإن بقي هلم
دين ال يطالب به املوىل ولكن يتبعون به العبد بعد العتق ،وهذا إذا ابعه القاضي أما إذا ابعه املوىل بغي
إذ م فلهم حق الفسخ ،إال إذا كان يف الثمن وفاء بديو م أو قضى املوىل دينهم أو أبرأوا العبد من الدين
()34ينظر :أثر االختالف بني الشخصية الطبيعية والشخصية االعتبارية للقري (ص ،) 12الشخصية االعتبارية التجارية للغامدي (ص
. )153
وجاء يف املدونة " :قلت :أرأيت إن كان مع العبد مال للسيد ،قد دفعه إليه يتجر به وأذن له يف
التجارة فلحق العبد دين ،أيكون الدين الذي حلق العبد يف مال العبد ومال السيد الذي دفعه إىل العبد
يتجر به يف قول مالك؟ قال :قال مالك :نعم ،يكون الدين الذي حلق العبد يف مال السيد الذي دفعه إىل
العبد يتجر به ويف مال العبد ،وال يكون يف رقبة العبد ،ويكون بقية الدين يف ذمة العبد ،وال يكون يف ذمة
وجاء يف احلاوي الكبي" :فأما إن عجز ما بيد العبد عن ديونه ،إما لوضيعة أو جائحة كان ما
يف ذمته يف ذمته يؤديه إذا أيسر بعد عتقه ،وال يتعلق برقبته وال بذمة سيده " (.)37
وجاء يف اإلنصاف " :احلالة الثانية :أن يكون مأذوان له ويستدين ...وعنه :يتعلق برقبته -أي
( .)364/ 1()35وينظر :املبسوط ( ،)02 /25بدائع الصنائع ( ،)243 /4البحر الرائق (. )146/2
( .)01 /0()36وينظر :حاشية الدسوقي ( ،)346/3منح اجلليل ( ،)123/6الفواكه الدواين (.)201/2
( .)341 /5()37وينظ ر :أس ى املطال ب ( ،)113/2اي ة احملت اج ( .)124 /0وق د ورد يف ك الم بع ض الش افعية أن الس يد يطال ب ب دين
العبد ،وليس مقصودهم تعلق الدين بذمة السيد ،وإمنا يطالب به حبكم س لطته عل ى العب د م ع ع دم وج وب احل ق يف ذمت ه .ق ال يف اي ة احملت اج
( " :)124 /0ولو اشرتي املأذون سلعة شراء صحيحا ففي مطالبة السيد بثمنها هذا اخلالف ...ومطالبته لي ودي مم ا يف ي د الرقي ق إن ك ان ال
من غيه ككسبه بع د احلج ر علي ه ال لتعلق ه بذمت ه ،إذ ال يل زم م ن املطالب ة بش يء ثبوت ه يف الذم ة ب دليل أن القري ب يطال ب بنفقت ه قريي ه واملوس ر
إبطعام املضطر مع عدم ثبوهتما يف ذمتهما ،فإن مل يكن بيده شيء فالحتمال أدائه عنه؛ ألن له به علق ة وإن مل يل زم ذمت ه ،ف إن أدى ب رئ الق ن
واال فال ،وقد ال يطالب أبن أعطاه ماال ليتجر فيه فاشرتي يف ذمته مث تلف ذلك املال قبل تس ليمه للب ائع ب ل يتخ ي إن مل ي ؤده الس يد النقط اع
العلقة هنا بتلف ما دفعه السيد ومل خيلفه شيء من كسب املأذون ".
( .)024 /13()38وينظر :شرح الزركشي (.)665/3
ويعلل هؤالء الفقهاء عدم تعلق ديون العبد بذمة سيده مبا يلي:
-1أن الدين إمنا ثبت على العبد برضا الدائن ،والسيد مل يضمن عن عبده ما يلحقه من دين ،وإمنا
-2أن العبد هو املباشر لالستدانة ،وقد عني لديونه حمال يتسع للديون وتتعلق به وهو ذمته (.)40
-3أن استحقاق قضاء دين التجارة إمنا جيب على من التزمه من ماله ال من مال غيه ،والعبد هو
-0أن السيد إمنا يقصد ابإلذن للعبد ابلتجارة حتصيل الربح لنفسه ال إتالف ملكه ،وإمنا حيصل
مقصوده إذا كان رجوع العبد ابلعهدة مقصورا على كسبه (.)42
وخالف يف ذلك احلنابلة يف املشهور من مذهبهم فرأوا أن ديون العبد املأذون له ابلتجارة تثبت يف ذمة
جاء يف املغين" :ولنا :أنه إذا أذن له يف التجارة ،فقد أغرى الناس مبعاملته ،وأذن فيها فصار ضامنا،
كما لو قال هلم :داينوه ،أو أذن يف استدانة تزيد على قيمته ،وال فرق بني الدين الذي لزمه يف التجارة
املأذون فيها ،أو فيما مل يؤذن له فيه ،مثل إن أذن له يف التجارة يف الرب فاجتر يف غيه ،فإنه ال ينفك عن
التغرير ،إذ يظن الناس أنه مأذون له يف ذلك أيضا " (.)43
ويناقش:
بعدم التسليم حبصول التغرير بدائن العبد املأذون له ابلتجارة ،إذا كان على بينة أن ديونه ال تتعلق
بذمة السيد؛ ألن اإلذن له ابلتجارة ال يستلزم حتمل السيد يف ذمته لديون العبد ،كما تقدم آنفا يف
والنيب صلى هللا عليه وسلم قد أثبت للعبد ذمة مستقلة عن سيده ميلك مبوجبها وإن كان مملوكا
لسيده ،كما قال صلى هللا عليه وسلم " :من ابتاع عبدا وله مال فماله للذي ابعه ،إال أن يشرتط املبتاع "
(.)44
قال ابن العريب رمه هللا " :وقال علماؤان :إن احلياة واآلدمية علة امللك ،فهو آدمي حي فجاز أن
ميلك كاحلر ،وإمنا طرأ عليه الرق عقوبة ،فصار للسيد عليه حق احلجر وذمته خالية عن ذلك ،فإذا أذن له
سيده وفك احلجر عنه رجع إىل أصله يف املالكية بعلة احلياة واآلدمية وبقاء ذمته خالية عن ذلك كله.
والذي يدل على صحة هذا قوله صلى هللا عليه وسلم " :من ابع عبدا وله مال فماله للبائع ،إال أن
يشرتطه املبتاع " ،فأضاف املال إىل العبد ،ومفكه إايه ،وجعله يف البيع تبعا هلا" (.)45
فإذا تقرر صحة املسؤولية احملدودة للسيد عن ديون عبده املأذون له ابلتجارة مع ملكه إايه ،وأن
املسؤولية احملدودة قد ثبتت أبصل شرعي معترب ،فإن اعتبار هذا املبدأ يف أبواب الشركات أيضا قياسا على
ما ثبت يف أحكام الرقيق أمر جائز وصحيح ال مانع منه مىت ما تراضا عليه العاقدان ودخال فيه على بينة
من أمرهم.
( )44أخرجه البخاري ،كتاب املساقاة ،ابب الرجل يكون له ممر أو شرب يف حائط أو خنل ( )115/3رقم ()2340؛ ومسلم ،كتاب البيوع،
ابب من ابع خنال عليها مثر ( )000/3رقم ( )1503من حديث عبدهللا بن عمر رضي هللا عنهما.
()45أحكام القرآن (. )106/3
الدليل الرابع:
أن الشركاء ذوي املسؤولية احملدودة مبثابة أرابب املال يف املضاربة ،وقد نص الفقهاء على أن
مسؤولية رب املال يف املضاربة حمدودة مبا قدمه يف رأس املال ،وذلك عند استدانة املضارب على مال
املضاربة (.)46
ويناقش:
بعدم التسليم أبن مسؤولية رب املال عن ديون مال املضاربة حمدودة بقدر مال املضاربة ،بل الذي
قرره الفقهاء أن استدانة املضارب على املضاربة -وذلك أبن يشرتي سلعا للمضاربة بثمن أكثر من مال
املضاربة ،أو بثمن ليس معه من مال املضاربة من جنسه -هلا حاالن :
احلال األوىل :أن يستدين للمضاربة دون إذن من رب املال .وقد اتفق فقهاء احلنفية ( )47واملالكية
( )48والشافعية ( ،)49واحلنابلة ( )50على أن الثمن يف هذه احلال يكون دينا على املضارب يف ماله اخلاص،
وعلى هذا فال يكون الدين اثبتا على رب املال أصال ،فال وجه لوصف مسؤوليته أب ا حمدودة؛
()46ينظ ر :املع ايي الش رعية (ص ،)140الش ركات للخي اط ( ،)230/2أث ر االخ تالف ب ني الشخص ية الطبيعي ة والشخص ية االعتباري ة للق ره
داغي (ص ،)10الفقه اإلسالمي وأدلته للزحيلي ( ،)223/0الشركات القابضة وأحكامها أليب غدة (ص .)542
()47ينظر :بدائع الصنائع ( ،)04 /6البحر الرائق ( ،)265/4رد احملتار ()654 /5
()48ينظر :الذخية ( ،)44/6التاج واإلكليل ( ،)004/4شرح اخلرشي (،)216/6
()49ينظر :روضة الطالبني ( ،)242/0أس ى املطالب ( ،)326/2حتفة احملتاج (،)05/6
()50ينظر :املغين ( ،)155/4املبدع ( ،)220/ 0اإلنصاف (.)04 /10
احلال الثانية :أن يستدين املضارب للمضاربة إبذن رب املال .وقد اختلف الفقهاء فيمن يتحمل
الدين يف ذمته يف هذه احلال ،فذهب احلنفية إىل أن ما اشرتاه املضارب إبذن رب املال يكون شركة وجوه
بني املضارب ورب املال ،ويصي الدين بينهما يف ذمتيهما مناصفة (. )51
وذهب املالكية ( )52والشافعية ( ،)53واحلنابلة ( )54إىل أن الدين يف هذه احلال يثبت يف ذمة رب
وهبذا يتبني أن مسؤولية دين املضاربة تكون يف ذمة رب املال عن كامل الدين عند اجلمهور ،وعن
كامل ما خيص نصيبه من املشرتى عند احلنفية ويكون الباقي يف ذمة املضارب ،وعليه فإن مسؤولية رب
املال عن دين املضاربة -على القولني – مسؤولية مطلقة وليست حمدودة بقدر معني ،إذ املسؤولية احملدودة
تعين أن يثبت الدين يف ذمته يف األصل مث ال يلزمه منه إال قدر حمدد منه ،وهو ما يستطيع الوفاء به من
إذا تقرر هذا فإنه يتبني خطأ من ذهب إىل ختريج املسؤولية احملدودة للشركاء على مسؤولية رب
الدليل اْلامس:
املصاحل املرتتبة على إقرار مبدأ املسؤولية احملدودة يف الشركات ،إذ إن هذا املبدأ هو من أعظم ما
يشجع املستثمرين على املسامهة يف املشاريع الضخمة اليت مل يكونوا ليقدموا على االستثمار فيها لوال ثقتهم
أبن مسؤوليتهم احملدودة عن ديو ا حتميهم من اجتياح تلك الديون ألمواهلم اخلاصة ( .)55والتشجيع على
استثمار األموال يف وجوه االستثمار املختلفة اليت تنشأ ألجلها مثل هذه الشركات من املقاصد الشرعية اليت
الدليل األول:
أن مبدأ املسؤولية احملدودة مل يعرفه الفقهاء ،بل خيالف ما اتفقوا عليه من كون الديون تتعلق بذمة
الشخص ال مباله ،لقوله صلى هللا عليه وسلم " :نفس املؤمن معلقة بدينه ،حىت يقضى عنها " (.)59( )58
الوجه األول :أن عدم معرفة الفقهاء املتقدمني هلذا املبدأ ال ينفي صحته؛ ألن األصل يف املعامالت احلل
والصحة .واملعامالت املالية بني الناس تتطور يف كل عصر وفق حاجاته ومستجداته ،والشريع مل أتت بسد
ابب اإلبداع واالبتكار يف طريقة التعامالت املالية ،وإمنا جاءت بوضع أصول كلية ملا حيرم -كالراب والغرر
والغش وغيها -وأبقت سائر املعامالت على أصل احلل ،بل إن املتأمل للعقود املالية املسماة اليت جاءت
نصوص الوحيني ببيان أحكامها -كالبيع واإلجارة والسلم والقرض واحلوالة واملساقاة وغيها -جيد أن هذه
العقود كانت معروفة عند العرب قبل اإلسالم ،وإمنا جاءت الشريعة بتنظيم أحكامها مبا حيقق العدل وغيه
من املصاحل واملقاصد الشرعية ،مما يدل على أن الشريعة مل تقصد حصر الناس بصور معينة من التعامل،
خبالف العبادات اليت جاءت الشريعة هبا على وجه قصدت االلتزام بكيفياهتا وشددت يف منع االبتداع فيها
والزايدة عليها.
الوجه الثاين :عدم التسليم أبن الفقهاء رمهم هللا مل يعرفوا هذا املبدأ ،بل إ م قرروا مبدأ املسؤولية احملدودة
يف مسألة العبد املأذون له ابلتجارة -كما تقدم بيانه يف الدليل الثالث من أدلة أصحاب القول األول -
وهذا دليل اعتبارهم صحة املبدأ عند الرتاضي عليه ،وإمنا مل يقرروه يف أبواب الشركات لعدم احلاجة إليه يف
زمنهم ،لطبيعة الشركات يف عصرهم واليت تقوم على العالقات الثنائية وعلى الثقة الشخصية بني التاجر ومن
يتعامل معه ،على حنو خيتلف عن واقع الشركات يف هذا العصر الذي اتسعت فيه أنشطتها وعدد الشركاء
الوجه الثالث :عدم التسليم أبن مبدأ املسؤولية احملدودة ينايف ما جاءت به الشريعة من التشديد يف أمر
الذين ولزومه يف الذمة؛ ألن املسؤولية احملدودة إمنا هي إبراء من الدين ،وإبراء الذمم من الدين من املقاصد
اليت تتشوف هلا الشريعة مىت كان ذلك برضا صاحب الدين.
الدليل الثاين:
أن مبدأ املسؤولية احملدودة خمالف ملقتضى عقد الشركة يف الشريعة اإلسالمية ،وهو أن يتحمل
الشريك ما حيصل للشركة من خسائر بقدر حصته يف رأس املال ،وقد اتفق الفقهاء على بطالن اشرتاط
الشريك أن يكون ما يتحمله من اخلسارة على خالف قدر نصيبه من رأس املال (.)60
()60ينظر :مسؤولية الشركاء يف الشركة املسامهة والشركة ذات املسؤولية احملدودة للزكري (ص .)106 ،120
جاء يف املغين" :اخلسران يف الشركة على كل واحد منهما بقدر ماله ،فإن كان ماهلما متساواي يف
القدر ،فاخلسران بينهما نصفني ،وإن كان أثالاث ،فالوضيعة أثالاث .ال نعلم يف هذا خالفا بني أهل العلم "
(.)61
ويناقش:
أبن هذا االستدالل إمنا يسلم يف احلال اليت يتفاوت فيها الشركاء يف حتمل املسؤولية ،كما يف
شركيت التوصية البسيطة والتوصية ابألسهم ،واللتان تتكوانن من فريقني من الشركاء :أحدمها شركاء تكون
مسؤوليتهم عن ديون الشركة مسؤولية مطلقة تتجاوز قدر أمواهلم يف الشركة إىل مجيع أمواهلم ،وتكون
مسؤولية الفريق الثاين من الشركاء مسؤولية حمدودة بقدر أمواهلم يف الشركة ،وال تتجاوز مطالبتهم إىل سائر
وأما احلال اليت تستوي فيها مسؤولية الشركاء عن ديون الشركة فال يصح فيها هذا االستدالل؛
ألن الشريك ذا املسؤولية احملدودة هو يف الواقع متحمل لنصيبه من اخلسارة؛ ألن الشركة عندما ختسر فإنه
سيذهب عليه ماله فيها -وهذا هو مع ى اخلسارة -وسيتحمل مع شركائه الديون الالحقة ابلشركة كل
على قدر حصته يف الشركة ،إال أن الشركة قد اشرتطت على دائنيها أن يربئوها من كل دين يزيد قدره عن
ومقصود الفقهاء بعدم حتمل الشريك نصيبه من خسارة الشركة -كله أو بعضه -هو أن يشرتط
أن يتحمل غيه من الشركاء نصيبه من اخلسارة ،فيعوضه عن هذا القدر الذي نقص من ماله أو أن يتحمل
جاء يف املبسوط " :وإن جاء أحدمها أبلف درهم ،واآلخر أبلفي درهم فاشرتكا على أن الربح
والوضيعة نصفان ،فهذه شركة فاسدة ،ومراده :أن الوضيعة هال جزء من املال ،فكأن صاحب األلفني
شرط ضمان شيء مما يهلك من ماله على صاحبه " (.)63
وجاء يف املغين" :ومجلته أنه مىت شرط على املضارب ضمان املال ،أو سهما من الوضيعة ،فالشرط
الدليل الثالث:
أن مبدأ املسؤولية احملدودة يؤدي إىل ربح مامل يضمن ،وقد ى صلى هللا عليه وسلم عن ربح ما مل
يضمن بقوله " :ال حيل سلف وبيع ،وال شرطان يف بيع ،وال ربح ما مل يضمن ،وال بيع ما ليس عند "
( ،)65ووجه ذلك :أن الشريك حمدود املسؤولية سيأخذ ربح الدين الذي ال يسأل عنه وال يضمنه (.)66
ويناقش:
أبن الشريك حمدود املسؤولية ضامن حلصته يف الشركة بتحمله ما يصيب مال الشركة من هال
ونقص ودين ،إال أن دائن الشركة قد أبرأه وشركاؤه من كل دين يزيد قدره عن موجودات الشركة ،فال يثبت
هذا القدر يف ذمته .ويوضح ضمانه أن مبدأ املسؤولية احملدودة لو أهدر يف تلك الشركة أليف سبب معترب،
الدليل الرابع:
أن مبدأ املسؤولية احملدودة يؤدي إىل الغرر؛ ألن حتديد مسؤولية الشركاء مبا ال يزيد عن قدر
حصتهم يف رأس املال ،مع السماح يف نفس الوقت للشركة ابالستدانة من الغي أو االقرتاض مبا يزيد عن
قدر رأس املال ،يعين وقوع احتمال أال يسرتد الدائنون أمواهلم أو جزءا منها ،وهذا الوضع ينطوي على غرر
ويناقش من وجهني:
الوجه األول :أن احتمال عدم وفاء املدين ابلدين يرد يف كل عقود املداينات؛ ألنه ال أيمن مدين
من أن يعرض له عجز عن الوفاء بسبب إفالس أو جائحة تصيب ماله فضال عن احتمال أن يكون املدين
مماطال ،ولذا شرعت عقود التوثيقات حلفظ حق الدائن ،فال يصح أن يوصف احتمال عدم الوفاء أبنه غرر
ماخ من صحة الدين ما مل يكن هذا االحتمال غالبا ،والواقع يشهد أبن دائين الشركات اليت تكون مسؤولية
الشركاء فيها حمدودة يكونون أشد حيطة وحذرا عند التعامل مع تلك الشركات بدراسة املالءة املالية لتلك
الشركات ،وأبخذ الضماانت لديو م ،ملا يعلمونه من أ م ال يستوفون ديو م إال من موجودات الشركة وأن
الوجه الثاين :ما تقدم تقريره يف الدليل الثاين من أدلة القول األول من أن حقيقة املسؤولية احملدودة
الدليل اْلامس:
أن األخذ مببدأ املسؤولية احملدودة يعطي الذريعة للشر إدارة الشركة إىل التغرير ابألطراف املتعاملني
معهم ،وذلك ابدعاء اإلفالس حني أيمنون املالحقة يف أمواهلم اخلاصة اليت ال متثل حصصا يف الشركة،
لكون مسؤوليتهم حمدودة يف حصصهم فقط ،فتضيع بذلك حقوق املتعاملني مع الشركة (.)68
ويناقش من وجهني:
الوجه األول :ما تقدم ذكره يف مناقشة الدليل السابق من أن دائين الشركات اليت تكون مسؤولية الشركاء
فيها حمدودة يكونون أشد حيطة وحذرا عند التعامل مع تلك الشركات .
الوجه الثاين :أن األنظمة قد راعت خطورة هذا اجلانب عند تنظيم الشركات اليت تكون مسؤولية الشركاء
فيها حمدودة ،فوضعت عليها من القيود ما خيفف من تالعب هذه الشركات حبقوق دائنيها .وقد تقدم يف
املبحث الثاين إيراد عدد من أمثلة القيود الواردة يف نظام الشركات السعودي ،واليت يراد منها احلد من اختاذ
الرتجيح:
الراجح وهللا وأعلم ما ذهب إليه أصحاب القول األول من صحة واعتبار مبدأ املسؤولية احملدودة
يف الشركات؛ لصحة ختريج هذا املبدأ على عدد من األصول الشرعية املعتربة ،كما تقدم بيانه يف أدلة القول
األول؛ وملوافقة هذا القول لألصل العام يف املعامالت وهو صحتها وجوازها ما مل يثبت دليل املنع ،وما ذكره
املانعون من األدلة مل يسلم شيء منها من االعرتاض كما تقدم يف مناقشة أدلتهم على التفصيل.
()68ينظر :مسؤولية الشريك يف الشركة للماجد (ص ،)253مسؤولية الشركاء يف الشركة املسامهة والشركة ذات املسؤولية احملدودة للزكري (ص
.)104
األول :عدم وقوع تغرير من الشركاء ابلدائنني ،أو حصول تعد أو تفريط منهم يف إدارة الشركة
تسبب يف إفالسها ،فإن وقع من الشركاء تغرير أو تعد أو تفريط فإنه جيب حينئذ إهدار مبدأ املسؤولية
احملدودة ،وتكون مسؤولية الشركاء -الذين حصل منهم تغرير أو تعد أو تفريط -عن ديون الشركة مسؤولية
الثاين :تساوي الشركاء يف مسؤوليتهم عن ديون الشركة ،فال يصح أن تكون مسؤولية بعض
الشركاء حمدودة ،ومسؤولية الشركاء اآلخرين مطلقة ،كما هو احلال يف شركيت التوصية البسيطة والتوصية
ابألسهم.
املبحث الرابع
تتحصل وقائع هذه الدعوى أبن وكيل املدعي قد تقدم بالئحة دعوى خيتصم فيها املدعى
عليها ...أبنه س بق وأن أقام موكله دعوى ضد املدعى عليها أمام مكتب الفصل يف منازعات األوراق
التجارية يف املنطقة الشرقية ،وذلك ملطالبة املدعى عليها بدفع مبلغ وقدره سبعة وستون مليوان وتسعمائة
ألف دوالر أمريكي ( ،)6490449444وقد صدر قرار مكتب الفصل يف منازعات األوراق التجارية ...
والقاضي إبلزام املدعى عليها بدفع املبلغ املذكور للمدعي ،وهو قرار مشمول ابلنفاذ املعجل وبدون كفالة،
وقد ماطلت املدعى عليها يف تنفيذ القرار منذ ذلك التاريخ ومل تدفع للمدعي أي مبلغ ،ويف أثناء حماوالت
تنفيذ احلكم تبني للمدعي أن املبلغ احملكوم به يبلغ أكثر من قيمة رأس مال الشركة املدعى عليها ،ورغم
ذلك فإن الشركاء يف الشركة املدعى عليها مل يقوموا ابختاذ قرار فيما خيص هذه الديون وكيفية تسديدها أو
انقضاء الشركة ،وأطلب إصدار األمر القضائي وبشكل عاجل بوقف مجيع حساابت الشركة لدى مجيع
البنو يف اململكة وخماطبة مؤسسة النقد بذلك وإصدار األمر القضائي ابحلجز على كافة أصول الشركة
ومنقوالهتا إىل حني إعالن إفالسها وتصفية مجيع حقوق املدعي لديها ،واحلكم على الشركاء يف الشركة
املدعى عليها ابلتضامن فيما بينهم بدفع مبلغ وقدره سبعة وستون مليوان وتسعمائة ألف دوالر أمريكي
( ،)6490449444واحلكم إب فالس الشركة كو ا عجزت عن سداد ديو ا التجارية ...وقدم وكيل
املدعى عليها مذكرة جوابية أفاد فيها :أبن وقائع النزاع تتلخص يف أن موكليت املدعى عليها قد تعاقدت مع
مكتب . . .خلدمات املشاريع ،وذلك لتنفيذ أحد املشروعات تتمثل يف تصدير منتجات صناعية وأنظمة
أجهزة إلكرتونية ،ونظرا لضخامة حجم املشروع املتعاقد عليه فقد قامت موكليت ابلتعاقد مع الصندوق
السعودي للتنمية "برانمج ضمان الصادرات السعودية " وذلك لضمان خماطر عدم السداد يف املشروع
املتعاقد عليه مببلغ قدره أربعة ومثانون مليون دوالر أمريكي ( ... )2094449444وقد قامت موكليت
بسداد رسوم التأمني املقررة للصندوق واليت ختطت مبلغا قدره ثالثة عشر مليون رايل سعودي
( ،)1394449444وحيث إن املشروع املتعاقد عليه كان حيتاج إىل سيولة مالية ،وبناء على توصية من
الصندوق السعودي للتنمية وقعت موكليت مع املدعي عدة اتفاقيات تسهيالت بنكية ومنها االتفاقية
اخلاصة ابلقيمة املدعى هبا لتمويل املشروع ،وقدمت ضماان هلذه اتفاقية سند أمر حيمل نفس مبلغ املطالبة
وقدره سبعة وستون مليوان وتسعمائة ألف دوالر أمريكي ( ،)6490449444ابإلضافة إىل اتفاقية ضمان
خماطر عدم السداد املربمة مع الصندوق السعودي للتنمية ،ابإلضافة إىل حوالة حق حتيل مبوجبها موكليت
كافة احلقوق الناشئة عن املشروع واليت تكفل الصندوق السعودي للتنمية بضما ا إىل املدعي الذي قبل
احلوالة ووقع عليها ،إال أن البنك املدعي مل يقم إبيداع مبلغ التمويل املتفق عليه واكتفى إبيداع مبلغ قدره
أحد عشر مليوان ومثامنائة وستة وسبعون ألفا ومثانون دوالرا أمريكيا ( ،)1192469424وحيث إن موكليت
قامت بتنفيذ املشروع موضوع التمويل إال أن اجلهة املتعاقد معها قد تقاعست عن سداد مستحقات
موكليت ،وهو األمر الذي فوجئت معه موكليت ابملدعي يتقدم ابلسند ألمر املسحوب ضماان لتمويل املشروع
إىل مكتب الفصل يف منازعات األوراق التجارية وحتصل منها على قرار مكتب الفصل واملقدم سندا هلذه
الدعوى ،وقد تقدمت موكليت بدعوى ضد البنك لدى جلنة تسوية املنازعات املصرفية وذلك لتحديد أصل
املديونية املتعاقد عليها وإهدار حجية السند ألمر ،كما تقدمت موكليت بدعوى منظورة لدى احملكمة
()69حكم ديوان املظامل رقم / 156تج 3/3لعام 1030ه يف القضية رقم / 3 /1526ق لعام 1033ه.
اإلدارية ابلرايض ضد الصندوق السعودي للتنمية إللزامه بتغطية ضمان خماطر عدم السداد مبوجب العقد
املربم معه ،وعليه فاملدعي قد أبرا ذمة موكليت من الدين موضوع الدعوى مبوجب قبوله حوالة احلق ،وحيث
إن والية مكتب الفصل يف منازعات األوراق التجارية تقف عند صحة األركان الشكلية للورقة التجارية
دون التعرض إىل أصل العالقة ،عليه أطلب رد الدعوى ...وقدم وكيل املدعي مذكرة جوابية أفاد فيها :أبن
وكيل املدعى عليها قد سرد وقائع ال متت إىل الدعوى بصلة ...رغبة منه يف تشتيت الدعوى ،وإدخال
أطراف ليس هلم عالقة هبا ،وعليه فحيث إن دعوى موكلي تضمنت حقا مشروعا متثل يف عدم سداد
املدعى عليها لديو ا اليت جتاوزت إمجا ي رأس ماهلا ،فإن موكلي يؤكد على طلبه إصدار األمر القضائي مبنع
الشركاء من السفر إىل حني انتهاء الدعوى ،واحلجز على كافة حساابت الشركة املصرفية ...وأضاف أبن
موكلي حيصر مطالبته ابحلكم على الشركاء يف الشركة املدعى عليها ابلتضامن بدفع مبلغ قدره سبعة وستون
وبعد مساع الدائرة للدعوى واإلجابة ،وبعد اطالعها على أوراق القضية ومستنداهتا ،وحيث إن
دعوى وكيل املدعي تنحصر يف طلبه إلزام الشركاء يف الشركة املدعى عليها ابلتضامن فيما بينهم لدفع مبلغ
قدره سبعة وستون مليوان وتسعمائة ألف دوالر أمريكي ( )6490449444ملوكله مبوجب السند ألمر
والصادر من املدعى عليها لصاحل موكله ،والصادر على أساسه قرار مكتب الفصل يف منازعات األوراق
التجارية ...واملتضمن إلزام املدعى عليها دفع مبلغ املطالبة للمدعي ،وحيث أفاد وكيل املدعى عليها بعدم
صحة الدعوى مبا هو مفصل بعاليه ،وحيث إنه ابطالع الدائرة على ما حصر به وكيل املدعي دعوى موكله
وهو إلزام الشركاء يف الشركة املدعى عليها ابلتضامن لدفع مبلغ املطالبة ملوكله ،وحيث إن هذا املطلب قد
مت نظره سلفا وصدر ملوكله قرار مكتب الفصل يف منازعات األوراق التجارية املشار إليه واملتضمن إلزام
املدعى عليها دفع مبلغ املطالبة للمدعي ...وأما كون قرار مكتب الفصل يف منازعات األوراق التجارية قد
صدر يف مواجهة الشركة املدعى عليها فإن ذلك يعترب ملزما للشركاء يف الشركة املدعى عليها وال يستدعي
حكما آخر على الشركاء أبعيا م ابعتبار أن الشركة املدعى عليها هي شركة ذات مسؤولية حمدودة يلتزم
كل شريك فيها بدفع ما يقابل حصته يف الشركة ،وفق ما نصت عليه املادة ( )124من نظام الشركات
واليت نصت على أنه "إذا بلغت خسائر الشركة ذات املسئولية احملدودة ثالثة أرابع رأس املال وجب على
املديرين دعوة الشركاء لالجتماع للنظر يف استمرار الشركة أو يف حلها قبل األجل املعني يف عقدها ،وال
يكون قرار الشركاء يف هذا الشأن صحيحا إال إذا وافقت عليه األغلبية املنصوص عليها يف املادة (،)143
وجيب يف مجيع األحوال شهر هذا القرار ابلطرق املنصوص عليها يف املادة ( ،)160وإذا أمهل املديرون
دعوة الشركاء أو إذا تعذر على الشركاء الوصول إىل قرار يف املوضوع جاز لكل ذي مصلحة أن يطلب حل
الشركة " .وأما ما ذكره وكيل املدعي من أن خسائر الشركة املدعى عليها قد بلغت أكثر من رأمساهلا،
فكان للمدعي طلب حل الشركة وتصفيتها يف حال ثبوت ما ادعى به طبقا للمادة املشار إليها سلفا .مما
تنتهي معه الدائرة إىل احلكم بعدم جواز نظر الدعوى لسابقة الفصل فيها من جهة شبه قضائية وهي
بتأمل وقائع الدعوى واحلكم ،يتبني أن القضاء التجاري السعودي يعد مبدأ املسؤولية احملدودة
للشركاء مبدأ صحيحا معتربا ،لذا حكمت الدائرة بعدم صحة مطالبة الشركاء بسداد الديون اليت جتاوزت
موجودات الشركة من أمواهلم اخلاصة ،وجاء يف تسبيب احلكم ..." :فإن ذلك يعترب ملزما للشركاء يف
الشركة املدعى عليها وال يستدعي حكما آخر على الشركاء أبعيا م ابعتبار أن الشركة املدعى عليها هي
شركة ذات مسؤولية حمدودة يلتزم كل شريك فيها بدفع ما يقابل حصته يف الشركة " .وبينت الدائرة أن
الذي ميلكه الدائن مبوجب النظام إمنا هو املطالبة بتصفية الشركة عند بلوغ خسائرها ثالثة أرابع رأس ماهلا
تتلخص وقائع هذه الدعوى يف أنه تقدم ...املدير العام لصندوق التنمية الصناعية السعودي
بالئحة دعوى ضد املدعى عليها جاء فيها أنه مبوجب عقد القرض رقم ...واتريخ ...قدم الصندوق
للمدعى عليها قرضا مقداره ستة عشر مليون رايل ( )1694449444للمسامهة يف متويل إنشاء وتشغيل
مصنع الشركة إلنتاج البطارايت اجلافة ،ونظرا حلدوث بعض األمور اليت أثرت على عملية بيع ما ينتجه
املصنع من بطارايت مما أدى إىل عدم التزام الشركاء بسداد األقساط اليت استحقت عليهم ،فقد عمل
الصندوق مجيع ما يستطيعه لدعم الشركاء وحثهم على تشغيل املصنع إال أن ذلك مل جيد شيئا ،مما حدا
ابلصندوق إىل إصدار قراره ...ابستدعاء كامل قرضه وما تكبده من تكاليف متابعة ،وعلى إثر ذلك أقام
الشركاء الدعوى رقم ...أمام ديوان املظامل ابلرايض (الدائرة اإلدارية األوىل) بطلب إلغاء القرار الصادر من
جملس إدارة الصندوق ،وقد حكمت الدائرة املذكورة ...إبلغاء قرار جملس إدارة الصندوق ،ونوهت يف
أسباب حكمها أبحقية الصندوق يف اقتضاء حقوقه من الشركاء أنفسهم كل بنسبة حصته يف الشركة إال
أن ذلك جيب أن يتم بعد أن يستنفذ الصندوق اإلجراءات اليت نص عليها احلكم ،وقد قام الصندوق
إبعمال ما نص عليه احلكم مبا يف ذلك طلب تعيني مصف للشركة ومت تعاون الصندوق مع املصفى ببيع
مصنع الشركة املرهون لصاحله مببلغ ( )390449444رايل مث طالب الصندوق املصفى بباقي مبلغ القرض
()70حكم هيئة التدقيق يف ديوان املظامل رقم /62ت 3/لعام 1022ه ،يف القضية رقم / 2 /224ق لعام 1015ه والصادر بشأ ا حكم
الدائرة التجارية العاشرة رقم 122لعام 1024ه .
إال أنه أفاد بعدم وجود مبال لديه ،مث أقام املصفى الدعوى ...أمام هيئة حسم املنازعات التجارية (دائرة
جدة) بغية احلكم إبشهار إفالس الشركة فأصدرت اهليئة املذكورة قرارها ...إبعالن إفالس الشركة وتعيينه
أمينا للتفليسة وأن على كل دائن مل يرتض حبصيلة التفليسة أن يقيم دعواه مطالبا مبسؤولية اإلدارة عما آلت
مث تقدم املصفى هليئة حسم املنازعات التجارية بدائرة جدة بعد أن عجز عن تسوية أوضاع
الدائنني لقصور حصيلة التفليسة بطلب مفاده حتديد نوع إفالس الشركة ،وإثباات لدعوى املصفى قررت
اهليئة أن تقوم ...للخدمات االستشارية إبجراء دراسات تتعلق بسالمة إجراءات التصرفات قبل أتسيس
الشركة وبعد التأسيس وأثناء قيام الشركة وألزمت اهليئة يف قرارها املدعي (املصفى) أبن يقدم جلهة اخلربة
سالفة الذكر الواثئق واملستندات اليت متكنها من إعداد تقريرها وحتديد نوع اإلفالس ،إال أن املدعي
(املصفى) قدم مذكرة ضمنها أنه ال يرى مربرا إلعادة فتح ملفات الشركة ودفاترها التجارية بعد هذه الفرتة
الطويلة من الزمن مبقولة إن دفاتر الشركة وسجالهتا سليمة إذ مل ترد للشركة أية مالحظات عليها من وزارة
التجارة مما حدا هبيئة حسم املنازعات التجارية جبدة أن تصدر قرارها ...برد الدعوى ،وبعد ذلك مل جيد
الصندوق سبيال سوى اللجوء إىل اجلهات التنفيذية لتنفيذ اخلطوة األخية من احلكم ...وهي مطالبة
الشركاء شخصيا بتسديد ما تبقى من مستحقات الصندوق ...مث فوجئ الصندوق إبقامة املصفى للدعوى
...أمام الدائرة التجارية العاشرة بفرع الديوان مبنطقة مكة املكرمة يطلب احلكم له إبشهار إفالس الشركة
واعتبار اإلفالس حقيقيا تبعا ملا هو متوفر له من مستندات وإدخال صندوق التنمية الصناعية السعودي
خصما يف الدعوى ليصدر احلكم يف مواجهته ،وبعد أن سارت الدعوى شوطا طويال أمام الديوان حصر
املدعي (املصفى) دعواه يف طلب احلكم له إبعالن إفالس الشركة املدعى عليها ،وبعد ذلك أصدرت
الدائرة التجارية العاشرة حكمها ...بعدم جواز نظر الدعوى إبعالن إفالس الشركة لسابقة الفصل فيها من
هيئة حسم املنازعات التجارية اليت أصدرت قرارها ...إبعالن إفالس الشركة .وانتهى الصندوق يف الئحة
دعواه إىل طلب احلكم ابعتبار إفالس الشركة إفالسا تقصياي للعرض سالف البيان وطبقا لنظام احملكمة
التجارية.
وإبحالة قضية صندوق التنمية الصناعية السعودي ضد الشركة املدعى عليها إىل الدائرة التجارية
العاشرة ابشرت نظرها وعقدت هلا عدة جلسات حضر فيها طرفا النزاع ،وأجاب مصفي الشركة املدعى
عليها بقوله :إن دفاتر الشركة كانت وما زالت لدي بعد أن قرر الشركاء تصفية الشركة ،ويف ضوء هذه
الدفاتر متت تصفية الشركة ،والذي علمته من احملاسب القانوين الذي كلفته بتدقيق هذه الدفاتر أ ا دفاتر
منظمة وابعتبار أن الشركة متت تصفيتها ومل يعد عندي أي أموال لإلنفاق بعد بيع مصنع الشركة وتسديد
قيمته إىل الصندوق وال يوجد أي موجودات أخرى أو أموال للشركة ...وللعلم أبنين مل أجد ومن خالل
قيامي بتصفية الشركة بداية وخالل قيامي مبهميت كأمني للتفليسة فيما بعد ما يدل على وجود تقصي يف
مث قررت الدائرة تكليف اخلبي احملاسيب ...بفحص سجالت الشركة احملاسبية ومعرفة التصرفات
اليت صدرت عن الشركة والشركاء فيما يتعلق مبصروفات الشركة وااللتزامات اليت ترتبت عليها ومعرفة ما إذا
كان هنا تصرفات غي نظامية حصلت يف الشركة ،توصال ملعرفة نوعية إفالس الشركة ،وقد قدم احملاسب
تقريره للدائرة ومت تزويد طريف النزاع بنسخة منه أوضح فيه أوجه التقصي احلاصلة من املدعي صندوق التنمية
الصناعي والشركة املدعى عليها فيما خيص القرض املمنوح هلا ،كما أوضح التصرفات اليت متت من قبل
املدعى عليها وأوردها احلكم يف وقائعه أدت يف وجهة نظر احملاسب إىل كون اإلفالس تقصياي.
وبعد أن استكملت الدائرة نظر القضية وأجرت ما رأته الزما هلا أصدرت بشأ ا حكمها ...
برفض الدعوى ،وقد اعرتض املدعي (صندوق التنمية الصناعي) على هذا احلكم ،وقدم الئحة بذلك،
استعرض فيها ملخص ما ذكره يف مذكراته اجلوابية املقدمة للدائرة ومن ذلك قوله ... " :فالصندوق يطالب
الدائرة ابحلكم ابعتبار إفالس الشركة إفالسا تقصياي وذلك لكي يتمكن من استحصال مستحقات اخلزينة
العامة للدولة وقد نصت املادة ( )145من نظام احملكمة التجارية على أن (املفلس احلقيقي هو الذي
اشتغل يف صنعة التجارة على رأس مال معلوم يعتربه العرف كافيا للعمل التجاري الذي اشتغل فيه ووجدت
له دفاتر منظمة ومل يبذر يف مصرفه ،ووقع على أمواله حرق أو غرق أو خسارات ظاهرة فإذا توافرت فيه
هذه الشروط يكون مفلسا حقيقيا) ،كما أن املادة ( )146من النظام نفسه قد نصت على أن (املفلس
املقصر هو التاجر الذي يكون مبذرا يف مصاريفه ومل يبني عجزه يف وقته بل كتمه على غرمائه واستمر
يشتغل يف التجارة حىت نفد رأس ماله وإن وجدت له دفاتر منظمة) وترتيبا على ما سبق وحسبما أقر
املصفى أمام هيئة حسم املنازعات التجارية وهو إقرار قضائي يعد حجة عليه أنه ال جيد مربرا من إعادة فتح
دفاتر الشركة وال ميكنه تقدميها فضال عما أثبتته ...للخدمات االستشارية من أنه مل يزودها ابلدفاتر
والسجالت ولو أن املصفى لديه أو ميكنه تقدمي ذلك لبادر به تدعيما ملوقفه ورغبة أن يصدر احلكم
لصاحله األمر الذي ميكن االستخالص منه إىل أن أحد الشروط الالزمة العتبار اإلفالس حقيقيا وهو وجود
ميزانيات ودفاتر جتارية منظمة قد ختلف وبذلك يكون اإلفالس الذي ميكن نسبته إىل
الشركاء هو اإلفالس التقصيي ،هذا وقد عينت الشركة مديرا فنيا هلا غي أنه تر العمل يف الشركة يف
منتصف عام 1021ه ومل يتم استخالفه مبدير فين جديد مما أدي إىل تدهور مستوى اإلدارة الفنية وتراكم
ولقد كان من الضروري تعيني مدير تسويق مناسب يف أسرع وقت لديه القدرة على حتمل
املسؤولية املباشرة يف كافة النواحي املتعلقة ابلتسويق ،إال أنه مل يتم تعيني مدير تسويق مؤهل على اإلطالق
.
كما أن الشركة الدعائية روجت إلنتاجها على مستوى منافذ البيع ابجلملة دون منافذ البيع
ابلتجزئة ،وكانت طريقة التغليف والتعبئة ليست كغالبية األنواع األجنبية األخرى حبيث تكون يف غمد من
وقد قام الفنيون املختصون ابلصندوق بزايرات عديدة ملصنع الشركة وأعدوا تقريرا فنيا أثبت أبن
مسببات فشل الشركة هي إدارة الشركة نفسها حيث مل تسيطر على أمور الشركة وامتنعت عن شراء قطع
الغيار األساسية فضال عن جتاهلها الواضح ملوضوع املغاالة يف أسعار املواد اخلام وعدم استعدادها لقبول
مبدأ ضرورة تعيني أخصائي تسويق يف ظل دخول الشركة كمنتج جديد ،إضافة إىل أن املباين واإلنشاءات مل
تشهد أية صيانة دورية ...ويف ختام مذكرته طلب احلكم ابعتبار إفالس الشركة إفالسا تقصياي للعرض
سالف البيان وطبقا لنظام احملكمة التجارية ...ومسؤولية الشركاء يف الشركة ذات املسؤولية احملدودة قائمة
عن ديون الشركة وال حتد مسؤولية كل شريك إال بنسبة حصته يف رأمساهلا فإن جاوزت خسائرها قدرا معينا
(ثالثة أرابع رأس املال) كان على الشركاء تقرير استمرار الشركة مع حتمل ديو ا أو حلها ،فإن استمرت
الشركة يف نشاطها ودون صدور قرار من الشركاء ابستمرارها أو حلها مشهرا ابلطرق املقررة نظاما كانوا
مسؤولني ابلتضامن عن سداد مجيع ديون الشركة ،والذي قرره نظام الشركات ...هو تقرير املسؤولية
التضامنية واملطلقة عن ديون الشركة للشركاء يف الشركة ذات املسؤولية احملدودة مىت بلغت خسائرها احلد
املذكور واستمرت يف نشاطها دون قرار من الشركاء ابالستمرار وحتملهم ديو ا أو حلها ابلطرق املقررة
نظاما ،وهو ما يعين مبفهوم املوافقة أن مسؤولية الشركاء كانت قائمة عن ديون الشركة ولكن بقدر نصيب
كل منهم منفردا عن رأس املال حىت انسحبت عليها حكم املسؤولية املطلقة والتضامنية عندما حتققت
شرائطه املشار إليها يف هذا النص ،وحيث كان ما سبق وكان من الثابت مبا ال ينازع فيه احملامي مصفي
الشركة وأمني تفليستها وإبقراره يف الئحة دعواه ( )632لسنة 1046ه من مالحظته لتقرير احملاسب
القانوين أبن خسائر الشركة بلغت ( )2594449050رايل ومن مث جتاوزت رأس املال البالغ
( )1594449444رايل يف السنة املالية املنتهية يف 1025 / 12 / 31م وكان الزم ذلك ومقتضاه
اختاذ قرار من الشركاء خالل املدة وابلطرق املقررة يف املادة ( )124من نظام الشركات ،أما وقد تقاعس
الشركاء عن االلتزام أبحكام النظام تكون مسؤوليتهم عن ديون الشركة قد جتاوزت حدود نصيبهم يف رأس
كما انقش املدعي حيثيات احلكم وخلص إىل طلب نقض احلكم ،واحلكم أبن إفالس الشركة
املدعى عليها يعد إفالسا تقصياي بناء على ما عرضه أطراف النزاع أثناء املرافعة وما نص عليه نظام احملكمة
وإبحالة القضية إىل هيئة التدقيق واطالعها على أوراقها واحلكم الصادر فيها واالعرتاض املقدم
عليه ،أصدرت حكمها رقم / 15ت 3 /لعام 1020ه ويقضي" :بنقض حكم الدائرة رقم / 03د /
تج 14 /لعام 1023ه وإعادة القضية للدائرة لنظرها والفصل فيها" وفقا ملا هو مبني حبكم اهليئة.
وإبعادة القضية للدائرة ابشرت نظرها وعقدت هلا عدة جلسات قدم خالهلا طرفا النزاع ما لديهما
من دفوع ومذكرات ،وبعد أن استكملت الدائرة نظر القضية أصدرت حكمها رقم / 122د /تج 14 /
لعام 1024ه حمل التدقيق ويقضي" :أبن إفالس الشركة ...يعد إفالسا تقصياي" وذلك بناء على
فلذلك حكمت اهليئة بتأييد احلكم رقم /122د /تج 14 /لعام 1024ه الصادر يف القضية
رقم / 2 / 224ق لعام 1015ه فيما انتهى إليه من القضاء أبن إفالس الشركة ...يعد إفالسا
بتأمل وقائع الدعوى واحلكم ،يتبني أن القضاء السعودي رغم اعتباره مبدأ املسؤولية احملدودة
للشركاء مبدأ صحيحا يف األصل ،إال أنه يقيد اعتباره بعدم حصول تعد أو تفريط يف إدارة الشركة ،فإن
وقع من الشركاء تعد أو تفريط تسبب يف خسارة الشركة وإفالسها ،وهو املعرب عنه ابإلفالس التقصيي،
فإن القضاء حيكم مبسؤولية الشركاء عن ديون الشركة مسؤولية مطلقة يف أمواهلم اخلاصة.
()71
التطبيق الثالث
تتحصل وقائع هذه الدعوى بتقدم ...بالئحة دعوى ذكر فيها أن موكلته ابعت للمدعى عليها
معدات طبية مببلغ إمجا ي قدره إثنا عشر ألف وتسعمائة ومخسة عشر يورو ( ،)12015حيل سداده بعد
تسعني يوما من اتريخ سند الشحن ،وقد مت الشحن بتاريخ 2443/12/15م واتريخ 2440/1/21
م ،إال أن املدعى عليها مل تسدد قيمة املعدات رغم حلول األجل ورغم مطالبات موكلته املتكررة ،وقد أرفق
ما يراه سندا لدعواه طالبا إلزام املدعى عليها بسداد املبلغ كامال ...فحددت الدائرة جلسة ...وفيها
حضر وكيل املدعية ،كما حضر ...وذكر أنه قد اشرتى هو و ...تلك الشركة من ...و ،...وتغي امسها
إىل شركة ...للمقاوالت احملدودة ،مضيفا أنه ومبوجب عقد البيع فإن املال السابقني هم من يتحمل
الديون حمل الدعوى ،وقد قدم صورة من عقد البيع وصورة من ترخيص االستثمار الذي يثبت ملكية
الشركة وتغيي امسها ،وصورة من السجل التجاري ،وابطالع وكيل املدعية على ذلك وتسلمه نسخة من
الصور ...طلب وكيل املدعية املضي يف نظر الدعوى ،مضيفا أن ما ذكره احلاضرون ...غي صحيح ،وقد
ذكر ...أنه اشرتى قسم املقاوالت وحتول امسه لشركة ...للمقاوالت ،وأما قسم املعدات الطبية فال يزال
حتت مسمى ،...وبسؤال وكيل املدعية عن اتريخ فواتي شرا ء املعدات ذكر أنه بتاريخ / 12 / 15
2443م ،أي قبل شراء املدعى عليها بثالث سنوات تقريبا ،وعليه رأت الدائرة طلب املال السابقني
للسماع منهم وحددت جلسة ...وفيها حضر الطرفان كما حضر ...الذي أجاب أب م ابعوا قسم
املقاوالت للمستثمر األجنيب احلاضر وصفوا ابقي األنشطة وألغي السجل التجاري يف عام 2445م ...
وبسؤاله هل الشراء مت أثناء ملكيته؟ أجاب أبنه ال يعلم ،وطلب من املدعية إثبات ما تدعي به مؤكدا أنه
مستعد للسداد يف حال اإلثبات وعليه طلب وكيل املدعية مهلة إلحضار البينة ...مث قدم وكيل املدعية
صور بعض املستندات املرتمجة للغة العربية واليت يرى إثباهتا ملا يدعي به ...وبسؤال املدعي على من يوجه
دعواه؟ ذكر أنه يوجهها ضد شركة ...التجارية احملدودة ...وبسؤال ...هل املدعى عليها اليت ميثلها ...
اشرتت قسم املقاوالت فقط؟ أجاب أب ا ابلفعل اشرتت قسم املقاوالت وأن األقسام األخرى بقيت حتت
مسمى شركة ...التجارية وذلك يف ست مؤسسات إىل أن مت شطبها تلقائيا ،وأضاف أنه املسؤول عن أي
مطالبة تثبت جتاه أي من املؤسسات الست ،كما قدم ...صورة من عقد البيع من األصل ملطابقتها عليه،
ومتسك فيما ورد يف الفقرة اخلامسة منه ،حيث نصت على أن املشرتين ال يتحملون الديون السابقة املتعلقة
بقسم األجهزة الطبية وبعرض ذلك على وكيل املدعية أجاب أبن العقد غي ملزم ملوكلته ،إذ إنه غي مصدق
من وزارة التجارة وكتابة العدل ،وأما تصديق الغرفة التجارية الذي حيتج به فهو خاص مبطابقة التوقيع وليس
له عالقة ابملضمون ،وبعرض ذلك على املدعى عليه ،أجاب أبن هذا العقد هو األساس وأنه قد مت بناء
عليه إصدار الرتاخيص من وزارة التجارة ،ووزارة التجارة ال تصدر ترخيصا حىت يصدق من كاتب عدل،
وبناء على ذلك ختم الطرفان أقواهلما ،وعليه رفعت اجللسة للتأمل واملداولة.
()71حكم ديوان املظامل رقم /062د/تج 3/لعام 1020ه ،يف القضية رقم / 1 /1620ق لعام 1020ه.
وبعد مساع الدائرة للدعوى واإلجابة وبعد اطالعها على أوراق القضية ومستنداهتا ،تبني أن وكيل
املدعية يهدف من إقامة هذه الدعوى إىل إلزام املدعى عليها أبن تدفع ملوكلته مبلغا قدره اثنا عشر ألف
وتسعمائة ومخسة عشر يورو ( )12015ميثل قيمة معدات طبية اشرتهتا املدعى عليها من موكلته ...
وحيث إن املدعى عليها قد تغي مالكها مبوجب الرتخيص التجاري ومبوجب عقد البيع الذي تضمن يف
الفقرة اخلامسة منه ما خيلي مسؤولية املال اجلدد عن أي ديون سابقة لتاريخ 2445 / 1 / 1م ،والذي
تضمن أيضا يف نفس الفقرة ما خيلي مسؤوليتهم عن أي (مطالبة) ختص ...واليت من ضمنها قسم األجهزة
الطبية ،وحيث أقر الشريك ...الذي هو أحد مال الشركة سابقا أنه املسؤول عن أية ديون على حنو ما
جاء يف عقد البيع ،وأنه املسؤول عن مطالبة املدعية يف دعواها هذه مىت ثبتت ،وحيث إن املبلغ الذي
تطالب به املدعية سابق للتاريخ املشار إليه الوارد يف عقد البيع بل وميثل قيمة معدات طبية ،فإن دعوى
املدعية ضد املدعى عليها املوجودة اآلن تكون موجهة على غي ذي صفة ،وللمدعية إقامة دعواها على
مال الشركة السابقني ،وهلذه األسباب وبعد املداولة حكمت الدائرة :بعدم قبول الدعوى املقامة من شركة
بتأمل وقائع الدعوى واحلكم ،يتبني أن هذا احلكم قد اشتمل على عدم صحة مطالبة الشركة
املدعى عليها ابلدين ،مع اإلشارة إىل جواز مطالبة الشركاء السابقني ابلدين يف أمواهلم اخلاصة.
وقد سببت الدائرة حكمها بتغي مال الشركة املدعى عليها ،والتزام الشركاء السابقني بتحمل
وهذا التسبيب حمل نظر؛ ألن األصل الذي قرره النظام كما تقدم هو أن ديون الشركة ذات
املسؤولية احملدودة تتعلق بذمة الشركة وال تتعدى املطالبة هبا إىل الشركاء يف أمواهلم اخلاصة ،النفصال ذمة
الشركاء املالية عن ذمة الشركة ،وعليه فإن ديون الشركة تبقى متعلقة بذمة الشركة حىت مع انتقال ملكيتها
لشركاء آخرين .والتزام الشركاء السابقني بتحمل الديون هو اتفاق بني مشرتي الشركة ومالكها السابقني،
()72
التطبيق الرابع
قرار توقيع احلجز التحفظي على مبلغ مليوين رايل من أموال املدعى عليها شركة ...احملدودة
تتلخص وقائع هذا الطلب املستعجل بتقدم وكيل املدعية شركة ...بالئحة طلب مستعجل
يتضمن املطالبة حبجز حتفظي على أموال املدعى عليها شركة ...احملدودة لدى البنو السعودية مبا يعادل
مبلغ مليوين رايل ( ،)294449444وبعد قيد الطلب مت إحالته هلذه الدائرة ،وقد أوضح فيه وكيل املدعية
أن موكلته تعاقدت مع املدعى عليها من أجل أن تقوم املدعى عليها من اتريخ التوقيع على العقد بتاريخ
2414/14/5م ابستثمار وتسويق وتصنيع وبيع شعارات رايضية يف اإلعالانت الدعائية والرتوجيية،
ولكن املدعى عليها أخفقت يف تنفيذ التزاماهتا العقدية ،ويف منتصف عام 2412م اتفقت موكلته مع
املدعى عليها على إ اء وتسوية العقد املربم معها ووقعت موكلته معها اتفاقية تسوية وفسخ وخمالصة ائية
يف 2413 / 3 /12م ،وقد نصت االتفاقية على أن تلتزم املدعى عليها بدفع مليوين رايل ملوكلته حسب
جدول الدفعات املنصوص عليها يف االتفاقية ،ولكنها مل تسدد أي مبلغ مما مت االتفاق عليه رغم
املخاطبات املتكررة وصار مجيع املبلغ حال األداء ومستحقا بذمتها لصاحل موكلته ،وملا كان املبلغ حال
األداء ومستحقا ملوكلته وتتهرب املدعى عليها من سداده ملوكلته ،وهذا التأخر يف السداد قد رتب أضرارا
()72قرار ديوان املظامل رقم /3د/تج 1035 /4ه يف القضية املقامة رقم / 1 /234ق 1035/ه.
على موكلته ،وخوفا من موكلته من عدم قدرة املدعى عليها على السداد يف املستقبل ،أو تبديد أمواهلا أو
إخفائها أو تصفية الشركة أو إفالسها خاصة وأن رأس مال الشركة املسجل هو مخسمائة ألف رايل وهو
أقل بكثي من املبلغ املستحق ملوكلته ،فيطلب خماطبة مؤسسة النقد العريب السعودي إليقاع احلجز
التحفظي على مبلغ مليوين رايل من أموال املدعى عليها لدى البنو احمللية ...ويف سبيل نظر هذا الطلب
حددت الدائرة جلسة هذا اليوم ،وفيه حضر وكيل املدعية طالبة احلجز ...وأكد طلب موكلته العاجل
وقدم خطاب الضمان رقم ...املؤرخ بتاريخ هذا اليوم واملسحوب على البنك السعودي الفرنسي ألمر
فضيلة رئيس احملكمة مببلغ مائيت ألف رايل كضمان حلقوق املدعى عليها فيما لو تبني عدم صحة املطالبة
وبعد الدراسة واملداولة وحيث إن الفصل يف الطلبات العاجلة من األمور اخلاضعة لتقدير الدائرة
القضائية انظرة النزاع ويستند أساسا على األمور اليت قد يتعذر تداركها أو خيشى فواهتا فيما لو مل تقرر
الدائرة الفصل يف الطلب إجيااب حسب طالب النظر يف املسألة املستعجلة ...وحيث إن من املربرات
املقبولة لتوقيع احلجز التحفظي إذا قرر طالب احلجز خشيته من اختفاء أموال املدين أو هتريبها أو عجزه
عن الوفاء بدينه مستقبال ،وحيث يتضح من احلالة املاثلة أن رأس مال الشركة املدعى عليها أقل من مبلغ
الدين -حسب نسخة السجل التجاري املرفقة -فضال عن كو ا من الشركات ذات املسئولية احملدودة
اليت يسأل الشركاء عن ديو ا بقدر حصصهم فيها فقط دون أمواهلم اخلاصة ،وإذ قدم طالب احلجز
الضمان الكايف لتوقيع مثل هذا احلجز ضد احملجوز عليها فإن الدائرة تنتهي إىل األمر بتوقيع احلجز
التحفظي على مبلغ مليوين رايل من أموال احملجوز عليها إىل حني الفصل النهائي يف القضية أو إصدار قرار
وهلذه األسباب وبعد املداولة :قررت الدائرة توقيع احلجز التحفظي على مبلغ مليوين رايل
( )294449444من أموال املدعى عليها شركة ...احملدودة من حساابهتا لدى البنو السعودية ألمر
املدعية ...إىل حني الفصل النهائي يف القضية أو إصدار قرار مماثل برفع احلجز ملا هو موضح ابألسباب .
بتأمل طلب املدعية والقرار القضائي الصادر بشأنه ،نلحظ مراعاة القضاء للمسؤولية احملدودة
للشركاء عن ديون الشركة ،وأن املسؤولية احملدودة من موجبات زايدة التحفظ على ديون هذا النوع من
الشركات؛ ألن موجودات الشركة هي املتعلق الوحيد حلقوق دائنيها ،لذا قررت الدائرة القضائية إيقاع احلجز
التحفظي على أموال الشركة املدينة .يوضح ذلك ما جاء يف تسبيب القرار ..." :فضال عن كو ا من
الشركات ذات املسؤولية احملدودة اليت يسأل الشركاء عن ديو ا بقدر حصصهم فيها فقط دون أمواهلم
اخلاصة ".
اخلامتة
فقد تناولت يف هذا البحث املوجز التعريف ابملسؤولية احملدودة يف الشركات وأتصيلها يف الفقه
اإلسالمي ونظام الشركات السعودي ،مث أتبعت ذلك بدراسة تطبيقية لنماذج خمتارة من أحكام القضاء
املسؤولية احملدودة يف الشركات مصطلح جاءت به القوانني واألنظمة التجارية املعاصرة ،ويقصد -1
به :أن تكون مسؤولية الشريك عن ديون الشركة مقتصرة على نصيبه فيها ،وال يتحمل الشريك يف
جاء نظام الشركات السعودي مثبتا ملبدأ املسؤولية احملدودة للشركاء يف أربع من الشركات الواردة -2
فيه ،وهي :الشركة املسامهة ،والشركة ذات املسؤولية احملدودة ،وشركة التوصية البسيطة ،وشركة
التوصية ابألسهم.
راعى املنظم حني قرر مبدأ املسؤولية احملدودة يف الشركات املذكورة خطورة استغالل هذا املبدأ -3
للتالعب حبقوق الدائنني ،فوضع مجلة من الضماانت اليت حتد من استغالل هذا املبدأ للتغرير
يعد مبدأ املسؤولية احملدودة يف الشركات من النوازل املستجدة يف هذا الزمان ،فالفقهاء املتقدمون -0
ال يفرقون يف أبواب الشركات املسماة عندهم فيما يثبت يف ذمة الشريك من ديون الشركة بني
أمواله اليت ضمن الشركة حمل الدين ،وأمواله اخلاصة اليت ليست ضمن الشركة ،بل جيعلون حق
الدائنني متعلقا بذمة الشريك تعلقا مطلقا ،ويكون مطالبا بوفائه وملزما بسداده من مجيع أمواله.
الراجح فقها هو صحة واعتبار مبدأ املسؤولية احملدودة يف الشركات؛ ألن حتديد املسؤولية عن -5
الديون مبقدار رأس املال يف الشركة نوع من الشروط يشرتطها الشركاء على املتعاملني مع الشركة
وقد علموا ورضوا هبا وانتفى عنهم الغرر ،واألصل يف الشروط الصحة واجلواز ،وألن حقيقة
املسؤولية احملدودة هي إبراء من دين جمهول مل يتبني قدره ،واإلبراء إسقاط حتتمل فيه اجلهالة
والغرر ،وخترجيا على املسؤولية احملدودة للسيد عن ديون عبده الذي أذن له ابلتجارة ،وملا حيققه
إعمال هذا املبدأ من تشجيع على استثمار األموال يف الشركات اليت تعود بنفعها االقتصادي على
الفرد واجملتمع.
أن اعتبار مبدأ املسؤولية احملدودة للشركاء فقها هو من حيث األصل العام ،وهو مقيد بقيدين: -6
األول :عدم وقوع تغرير من الشركاء ابلدائنني ،أو حصول تعد أو تفريط منهم يف إدارة الشركة تسبب يف
إفالسها ،فإن وقع من الشركاء تغرير أو تعد أو تفريط فإنه جيب حينئذ إهدار مبدأ املسؤولية
احملدودة ،وتكون مسؤولية الشركاء -الذين حصل منهم تغرير أو تعد أو تفريط -عن ديون الشركة
الثاين :تساوي الشركاء يف مسؤوليتهم عن ديون الشركة ،فال يصح أن تكون مسؤولية بعض الشركاء
حمدودة ،ومسؤولية الشركاء اآلخرين مطلقة ،كما هو احلال يف شركيت التوصية البسيطة والتوصية
ابألسهم.
يقر القضاء السعودي بصحة واعتبار مبدأ املسؤولية احملدودة يف الشركات من حيث األصل، -4
ولكنه يقيد اعتباره بعدم حصول تعد أو تفريط من الشركاء يف إدارة الشركة ،فإن وقع من الشركاء
تعد أو تفريط تسبب يف خسارة الشركة وإفالسها وجتاوز ديو ا ملوجوداهتا ،فإن القضاء حيكم
واحلمد هلل الذي بنعمته تتم الصاحلات ،وصلى هللا وسلم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه وسلم
تسليما كثريا.
Limited Liability