Professional Documents
Culture Documents
بحث حول النظام الدولي2023
بحث حول النظام الدولي2023
بحث حول النظام الدولي2023
النـظـام الـدولـي
طوماش يسرى.
حمود نهاد
مقدمة
3 المبحث األول :ماهية النظام الدولي و نشأته
3 المطلب /1تعريف النظام الدولي
4 المطلب /2نشأة و تطور النظام الدولي
7 المبحث الثاني :عناصر بنية النظام الدولي و أنماطه
7 المطلب /1عناصر بنية النظام الدولي
9 المطلب /2أنماطه
12 المبحث الثالث :دور النظام الدولي و خصائصه
12 المطلب /1دور النظام الدولي
13 المطلب /2خصائصه
14 خاتمة
15 قائمة المراجع
مقدمة
النظام الدولي مفهوم يستعمل بشكل كبير عندما يتم الحديث عن العالقات الدولية حيث
يعتبر إطا اًر نظرياً ابتكره علماء السياسة حتى يساعد المحللين والدول على فهم نظام القوة
السياسية في العالقات الدولية ،وشكل القوة بين الدول حتى يمكن تصنيفها .ولذلك فإن النظام
الدولي ليس نظاماً مكتوباً أو نظاماً رسمياً أو قانوناً ينظم العالقات بين الدول ،بل هو إطار
يساعد على تحليل شكل العالقات بين الدول ،ومعرفة األطراف األكثر قوة واألكثر نفوذاً
مقارنة بغيرها ,فهو مجموعة القواعد والمعايير واألع ارف التي تحكم العالقات بين الجهات
الفاعلة األساسية في البيئة الدولية ,كما يوصف النظام الدولي بأنه نمط مستقر ومنظم
للعالقات ين الدول ،إذ يعكس جميع الجوانب االقتصادية والسياسية و االجتماعية والثقافية
والبيئية واألشكال األخرى من التفاعل الذي ينشا بين الدول.
نظ ار ألهمية هذا الموضوع اخترنا طرحه و تناوله تحت عنوان "النظام الدولي" ,نتطرق من
خالله إلى مفهوم النظام الدولي نشأته وتطوره ,باإلضافة إلى أهم عناصره و أنماطه ,و أخي ار
التعرف على ادوار النظام و أهم خصائصه ,و هذا باالعتماد على مجموعة من المراجع
التي سهلت علينا عملية البحث.
انطالقا حول ما تم التطرق من معالم موضوع البحث نطرح هذا السؤال الجوهري العام :ما
هو النظام الدولي؟
1
و من أجل اإلجابة عن اإلشكالية بصورة جلية و دقيقة ارتأينا إدراج األسئلة الفرعية التالية:
يهدف هذا البحث إلى التعرف على ماهية النظام الدولي ،نشأته ،و أنماطه ،و لمعالجة
إشكالية البحث تم صياغة مجموعة من الفرضيات التي تعبر عن اإلجابات األكثر احتمالية
على األسئلة المطروحة ،ريثما يتم تأكيد صحتها أو نفيها ،و يتجلى هذا فيما يلي:
-يعد النظام الدولي مجموعة من التغيرات المترابطة فيما بينها و مجموعة من التدابير
التي يتميز بها السلوك الدولي المتبادل.
-يفترض انه قد نشأ في القرن السادس عشر بفضل معاهدة ويستفاليا للسالم.
-يصنف النظام الدولي حسب الفترات الزمنية التي شهدها العالم ،إلى ثالثة أنظمة و
أنماط وهي نظام متعدد األقطاب و نظام ثنائي األقطاب و أخي ار نظام أحادي
األقطاب.
2
المبحث األول :ماهية النظام الدولي و نشأته
يوجد جدال بين الباحثين حول مفهوم النظام و المنظومة و المنتظم و النسق والتي تعني
جميعها Systemوبين مفهوم النظام بمعنىorder
فمعنى مصطلح systemهو "أدب العالقات الدولية يعني مجموعة من األجزاء المتفاعلة و
يعرفه محمد طه بدوي الذي أطلق عليه اسم النسق وقال انه :مجموعة من الوحدات السياسية
بقوى مندرجة يقود عالقات القوى بينهما".1
كما عرفه مورتن كابالن على انه "مجموعة من التغيرات المترابطة بينها إلى درجة كبيرة و
متغايرة في نفس الوقت مع بينها ،كما أن بينهما مجموعة من العالقات الداخلية تميزها على
مجموع المتغيرات الخارجية".2
وعليه يعرف النظام الدولي بأنه " مجموعة من الوحدات المترابطة نمطيا من خالل عمليات
التفاعل ،و هذا التفاعل يتسم بالنمطية على نحو يمكن مالحظته و تفسيره و التنبؤ به ،و
للنظام الدولي بنيان أو هيكل يتحدد وفقا لدرجة توزيع الموارد و تركيزها ،باإلضافة إلى
ترتيب الروابط بين هذه الوحدات و قد يكون هذا البنيان أحادي القطبية أو ثنائي القطبية أو
متعدد القطبية".3
1
سعد حقي توفيق ،مبادئ العالقات الدولية ،ط ,3دار وائل للنشر و التوزيع ،العراق1999 ،م ،ص.33
2هايل عبد المولى طشطوش ،مقدمة في العالقات الدولية ،دط ،جامعة اليرموك ،األردن2212 ،م،
ص.33-34
3
خليل عنروس سليمان ،األزمة الدولية و النظام الدولي ،دراسة في عالقة التأثير المتبادل بين إدارة
األزمات اإلستراتيجية الدولية وهيكل النظام الدولي ،المركز العربي لألبحاث و دراسة السياسات ،الدوحة،
,2211ص.4
3
كما يشير مصطلح النظام الدولي إلى " نمط األنشطة أو مجموعة التدابير التي يتميز بها
السلوك المتبادل الدولي وبهذا المعنى فان له عدد من النعوت الرسمية سياسي ،دبلوماسي،
قانوني ،اقتصادي ،عسكري ،مما يعطي منهجا و انتظاما للعالقات الدولية".1
و يعرف أيضا انه " مجموعة من القواعد و القيم والمعايير المرتبطة ،التي تضم عمل
العالقات بين الدول و تحدد االنتظام و الخلل خالل فترة معينة من الزمن".2
وبالتالي فان النظام الدولي هو "عبارة عن أفكار مركبة و متغيرة وتدابير عسكرية تضم و
تتزود بالقوة من عناصر االنتظام .،التي في الغالب تخص العالقات بين الدول".3
نشأ النظام الدولي و تبلور في ظل اتفاقيات السالم والصلح ويستفاليا عام 1343م وهو "
صلح أنهى ثالثين عاما من االقتتال الطائفي بين البروتستانت و الكاثوليك ،وقد اندلع
باألساس بين بعض الواليات األلمانية الكاثوليكية من جهة ضد الواليات األلمانية
البروتستانتية من جهة أخرى ثم أنظمت العديد من الدول األوروبية لكل طرف من المقاتلين،
و انتهت الحرب بتشرذم األراضي األلمانية إلى العديد من الواليات المستقلة ،فضال عن
4
استقالل هولندا و سويس ار عن اإلمبراطورية الرومانية المقدسة"
غراهام ايفانيتر و جيفري نوبنهام ،قاموس بنغوين للعالقات الدولية ،ترجمة مركز الخليج لألبحاث ،ط,1 1
فقد حكمت اتفاقيات ويستفاليا النظام الدولي إلى غاية اندالع الحرب العالمية األولى.
وضعت هذه االتفاقية معاهدة سالم ويستفاليا "الذي قام على قواعد أساسية أولهما نزع
السيادة عن الكنيسة (الدين ) ,و منحها للدولة ممثلة في الملك ،وهذا يعني أن الدخول
2
العلماني بعيدا عن الشرعية الدينية هو حجر األساس للمجتمع الدولي منذ ذلك الحين"
ففي بداية تطور النظام الدولي كانت الدول القومية وحدها هي وحدات التعامل الدولي ،حيث
قام النظام على عدة مبادئ و التي تتمثل في "مبدأ عدم تدخل المماليك األوروبية في شؤون
بعضهما البعض ،و مبدأ توازن القوى وهو مبدأ سياسي وليس قانوني أرسته الدول األوروبية
القومية من خالل سياستها الخارجية وسلوكها الدولي" ،3باإلضافة إلى مبدأ الوالء القومي.
وفي فترة الحرب العالمية األولى 1919 -1914وما نتج عنها من آثار جسيمة سواء كان
ذلك بالنسبة لألنفس أو بالنسبة لألموال إدراك ضرورة إيجاد وسيلة تمتاز بالتنظيم والدوام
وتكون قادرة على الحيلولة دون تكرار الحروب بواسطة ما يكون لها من اختصاصات تمنع
االلتجاء إلى القوة لحل المشاكل الدولية وتوفير إمكانية حل هذه المشاكل بالطرق السلمية.
هنري كيسنجر ،النظام الدولي ،تأمالت حول طالئع األمم و صار التاريخ ،ترجمة فاضل جنكر ،دط، 1
العالمية ،ترجمة ونشر مركز الخليج لألبحاث ،اإلمارات العربية المتحدة2224 ،م ،ص.34
3عبد الواحد عزيز الزيداني ،السير و القانون الدولي ،منشورات الجامعية اليمنية ،صنعاء,2213 ،
ص.23
5
و هذا ما دفع للبحث عن الوسائل والهياكل التنظيمية الدولية الكفيلة بتحقيق سالم عالمي
دائم والحيلولة دون قيام حرب دولية جديدة ،وظهرت أثناء هذه الحرب أفكار ومنظمات
شعبية؛ وهو ما هيأ األجواء لظهور "عصبة األمم عام1913م.
أما في فترة الحرب العالمية الثانية و في ظل النزاعات "كانت دول الحلفاء تخطط لما بعد
الحرب ،و تطرح تصوراتها للنظام الدولي ،الذي للتبنية على خلفيته انتصاراتها الموعودة ضد
1
دول المحور ( ألمانيا ،ايطاليا ،اليابان) "
و بعد الحرب العالمية الثانية "أنضاف إلى النظام الدولي في هذه الفترة عدد من الدول
األطراف نتيجة تحررها من االستعمار األوروبي باإلضافة إلى أن الحدود الجغرافية لهذا
2
النظام امتدت لتشمل العالم كله"
وقد كان هذا النظام برعاية هيئة األمم المتحدة و تحديدا مجلس األمن الذي يهدف إلى
حماية السلم واألمن الدوليين ،بل التدخل فيه بالطرق العسكرية لفرضه إذا دعت الضرورة
لذلك.
أما في بعد انتهاء الحرب الباردة فقد حفزت على "إعادة تشكيل المحيط الدولي حسب
المنظور األمريكي ،فقد جعل النضر في الحرب الباردة ،فلقد تحدث كل من بوش و كيلنتون
عن النظام الدولي الجديد ،فنظام سالم ويستفاليا دام 122سنة فيما استمر مؤتمر فيينا مئة
3
سنة"
1
د خليل حسين ،النظام العالمي ماضيا و مستقبال ،منطق القوة بمفاهيم جديدة و أساليب أكثر قوة،
منشورات الجامعة اللبنانية ،بيروت.2221،
2
يوسف رزين ،النظام الدولي ،النشأة و التطور ،السياسة و العالقات الدولية ،2214 ،مأخوذ من
httpe://ahewar.org.
هنري كيسنجر ،مرجع سابق ،ص.579 3
6
فبعد سقوط االتحاد السوفيتي وانتهاء الصراع االيدولوجيا بين االشتراكية و الرأسمالية ،ومن
1
ثم انفراد الواليات المتحدة األمريكية بقمة النظام العالمي عام 1991م"
يتكون النظام ما بعد الحرب العالمية الثانية من الكثير من األج ازء التي يعزز بعضها
البعض ،حيث " وتشمل تلك العناصر القوة الواليات المتحدة ووصايتها ،ومجموعة
المؤسسات الدولية مثل األمم المتحدة ومنظمات التجارة العالمية فظال عن الكثير من
المنظمات ذات االختصاص بمجاالت وقضايا معينة مثل الوكالة الدولية للطاقة المتجددة،
ومجموعة من المعاهدات القانونية الدولية بداية من أنظمة التحكم في التسلح إلى قوانين
2
الحرب".
حيث تتفاعل عناصر النظام الدولي فيما بينها لتحديد طبيعة النظام و سلوك الدول الفاعلة
فيه ,و يمكن تقسيم هذه العناصر إلى ثالثة مجموعة و التي تتمثل فيما يلي:
.1العناصر االقتصادية:
تُعد القوة االقتصادية من العناصر المهمة األخرى للنظام الدولي ،حيث تمنح الدول صاحبة
القوة االقتصادية الكبيرة القدرة على التأثير في مسار النظام الدولي ,حيث تتمثل في:
" -المؤسسات االقتصادية الدولية مثل منظمة التجارة العالمية ،ومجموعة العشرين.
جمال سند السويدي ،آفاق العصر األمريكي السيادة و التفوق في النظام العالمي الجديد ،دط ،مركز 1
-مؤسسات التنمية :مثال األمم المتحدة ،والمنظمات الغير الحكومية مثال :الصليب
1
األحمر الدولي ،وأطباء بال حدود"
تعد العناصر العسكرية و السياسية أحد أهم عناصر القوة في النظام الدولي ،حيث تمنح
الدول صاحبة القوة العسكرية الكبيرة القدرة على فرض سيطرتها و ممارسة النفوذ على الدول
األخرى ,و هي:
" -المؤسسات السياسية العالمية واإلقليمية مثال :األمم المتحدة ،واالتحاد األوروبي،
ورابطة دول جنوب شرق أسيا.
2
-مؤسسات األمن الجماعي مثل عصبة األمم واألمم المتحدة".
1
احمد موالنا ,مرجع سابق ,ص.5-4
2
نفسه ,ص.5
8
.3القانون الدولي وحل المشكالت:
1
-شبكات عالمية من الخب ارء".
مر النظام الدولي منذ نشوئه الواقعي إلى اليوم نالحظ بعدة أنظمة متغيرة مع تغير الظروف
واألوضاع العالمية وكأنما التغيير يمثل استجابة لواقع عالمي ودولي متغير لذلك أتسم النظام
الدولي وبحسب توزيع القوة بين الدول لحد اآلن بثالث أصناف هي:
يسمى نظام متعدد األقطاب بتوازن القوى أي "وحدات سياسية متعددة ليس فيها واحدة ذات
قوة كافية لدحر أخرى ،ومثبتة لفلسفات وممارسات داخلية متناقضة بحثا عن قواعد محايدة
2
لضبط سلوكها والتخفيف من الصراع".
ونالت أوربا استقرارها بفضل نظام توازن القوى منذ نشأته بعد معاهدة ويستفاليا إلى عام
,1339حيث تعتبر " المرة الوحيدة في تاريخ العالم نعمنا فيها بفترة من السالم هي عندما
كانت ثمة توازن في القوى ،فعندما تصبح دولة واحدة أو أكثر قوة بصورة غير محدودة يبرز
3
خطر الحرب".
1
احمد موالنا ,مرجع سابق ,ص.5
هنري كيسنجر ,مرجع سابق ،ص.13 2
3حاج تيري ل ,ديبل :إستراتيجية الشؤون الخارجية -منطق الحكم األمريكي،-دار الكتاب العربي،
بيروت ،ترجمة:د وليد شحادة ,2229 ،ص.125
9
ولكن "بدأ عدم االستقرار يتسرب إلى هذا النظام ومهد صراع المصالح والنفوذ بين هذه
القوى خارج الساحة األوربية وبشكل متسارع إلى الذهاب إلى الحربين العالمية األولى
والثانية التي أنهت نظام توازن القوى وتعدد القطبية وبروز نظام عالمي جديد بعد الحرب
1
العالمية الثانية وسمي نظام القطبية الثنائية".
.2ثنائية القطبية:
ظهر نظام القطبية الثنائية في العالم "منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام1945م و لغاية
عام 1939حيث انهيار االتحاد السوفيتي وزوال القطبية بزوال الكتلة الشرقية وتفكيك حلف
كما يتميز هذا النظام في اختالفه عن سابقه في أن األطراف المشاركة في هذا 2
وارسو".
النظام هي اقل من سابقه.
و قد كانت الثنائية القطبية تبدو "مستقرة قبل عام 1991م ولكنها في المقابل ظلت محفوفة
بالمخاطر في المقابل فإن القوة الدولية الصاعدة الجديدة لديها مصلحة كبيرة في الحفاظ على
نظام مفتوح قائم على قواعد متفق عليها على األقل في المجال غير االستراتيجي مثل قواعد
3
حرية التجارة و االستثمار و التشارك المعلوماتي".
-الصراع اإليديولوجي بين القطبين تمثل الفكر الرأسمالي الغربي برئاسة الواليات
المتحدة األمريكية و الفكر الشيوعي واالشتراكي برئاسة االتحاد السوفيتي.
1
زهير حمودي الجبوري ,مقالة حول النظام العالمي و حتمية التغيير ,دراسة النظام العالمي و حتمية
التغيير ,مركز النهرين للدراسات اإلستراتيجية.2222 ,
2
زهير حمودي الجبوري ,نفسه.
3
مصطفى علوي ,القطب المنفرد ,الواليات المتحدة األمريكية في هيكل النظام العالمي ,صحيفة األهرام
السعودية ,المركز العربي للدراسات و األبحاث 12 ,يناير ,2215ص.3
10
-وجود حلفين عسكريين األول للمعسكر الغربي الذي تقوده الواليات المتحدة وأوربا
الغربية وسمي حلف الناتو ومعسكر شرقي يقوده االتحاد السوفيتي وأوربا الشرقية
وسمي بحلف وارسو ,حيث تسابق الحلفين نحو التسلح وامتالك القوة النووية
التدميرية ,هدا التوازن ساهم بعدم نشوب حرب مباشرة بينهما ,فقد "دخلت الواليات
المتحدة في حروب عدة ساهمت بإثارتها كي تستفيد من تنشيط قطاع اإلنتاج
العسكري ،فيما ظلت الحرب الباردة معينا ال ينضب لإلنفاق العسكري في مجال
1
التوسع والتجديد واالبتكار".
يكون النظام فيها تحت قيادة دولة واحدة مهيمنة تملك قدرات مفرطة وتحوز على حصة كبيرة
من الموارد والقدرات التي تمكنها من تحقيق أهدافها.
ظهر بعد وانهيار القطب الثاني االتحاد السوفيتي السابق عام 1991م ،و سقوط جدار برلين
سنة 1939م ,ولقد وصف مستشار األمن القومي األميركي السابق برنت سكوكروفت هذا
المشهد بالقول "وجدت الواليات المتحدة نفسها تقف وحيدة على قمة القوة العالمية ،وقد كان
2
هذا بالفعل موقفا غير مسبوق في التاريخ ،وهو قدم لنا فرصة نادرة لتشكيل العالم".
د عبد علي كاظم المعموري ,انكفاء اإلمبراطورية األمريكية ودور المقاومة العراقية،مركز العراق 1
للدراسات ،ط،3بغداد،2213،ص.132
2
د محمد عبد السالم:الجغرافية السياسية دراسة نظرية وتطبيقات عملية ،الموقع االلكتروني https://
noor book . Com
11
المبحث الثالث :دور النظام الدولي و خصائصه
يلعب النظام الدولي دو ار مهما في تنظيم اآلليات التي تساهم في السيطرة على العالقات و
السلوكيات بين الجهات الفاعلة ,إذن يتمثل دوره فيما يلي:
-نشر الديمقراطية ،ومن المعلوم أن نشر الديمقراطية ما هو إال شعار ترفعه الواليات
المتحدة دون أن تلتزم به عمليا ،في ظل دعم واشنطن للعديد من األنظمة االستبدادية
1
و االنقالبات العسكرية ضد الحكومات المنتجة في البالد العربية و أمريكا الالتينية".
-باإلضافة إلى دورها في ترقية حقوق اإلنسان في كافة أرجاء العالم و توفير عالم
مستقر خالي من النزاعات الدولية
-كما ال ننسى أن للنظام الدولي ادوار خفية و التي تتمثل في مواجهة أي تكتل دولي
معارض للنظام الدولي ،و وضع اليد على ثروات و موارد دول إفريقيا و نفط الخليج.
" -نشر القيم السياسية الثقافية ،االقتصادية الغربية ( تعددية العلمانية ) ،و الدفاع عن
2
حقوق اإلنسان و قانون السوق أي تغريب ثقافي باسم الحداثة".
1
احمد موالنا ,مرجع سابق ،ص.4
2سامي المهنا ،تداعيات حرب الخليج الثالثة ،العالم بعيون أمريكية ،األوراق السرية ،البيت األبيض و
البنتاجون ،دط ،مصر ،دار المريخ للنشر والتوزيع ,2224 ،ص. 13
12
المطلب :2خصائص النظام الدولي:
" -تعدد فواعله من غير الدول ،السيما بعد بروز ادوار فوق الدولة لشركات عالمية
متعددة الجنسيات فضال عن تلك األدوار البارزة للمنظمات غير الحكومية".1
-تراجع سيادة الدول المطلقة إلى تلك الدرجة التي تؤشر نسبة السيادة للدولة على
شعوبها وذلك بفعل تأثيرات ومتغيرات عديدة".2
-تطور الجانب االقتصادي فهي تعتبر معيار لتقييم مدى قوة وقدرة الدولة وبروز
مكانتها.
" -ميل الدول نحو التكتالت الدولية حيث "تنامي هذه الظاهرة بشكل كبير إلى درجة
أنها أضحت احد سمات النظام العالمي الجديد ،السيما تلك التكتالت التي انطوت
على الجانب أو المضمون االقتصادي".3
1
العمارات فارس محمد ،األمن اإلنساني في ظل العولمة ،دار الخليج للنشر والتوزيع ،عمان,2221 ،
ص.392
العالق يسرى كريم ،الحكومة العالمية و تطورات النظام الدولي ،دار الخليج للنشر والتوزيع ،عمان, 2
,2222ص.32
3
السويدي جمال سند ،مرجع سابق ,ص.44-42
13
خاتمة
توصلنا من خالل بحثنا في موضوع " النظام الدولي " إلى النتائج التالية:
-يعتبر النظام الدولي مجموعة من الوحدات و المتغيرات المترابطة بينها نمطيا من
خالل عمليات التفاعل ،وهذا التفاعل يتميز بالنمطية على شكل يمكن تفسيره و
مالحظته ،حيث نشأ هذا النظام و تبلور في ظل اتفاقية سالم ويستفاليا عام 1343م،
تعد هذه المعاهدة أول سعي جاد و منظم إلقامة نظام دولي و أسس قانونية.
-يتكون النظام الدولي من ثالثة مجموعات والتي تتمثل في النظام االقتصادي ،و
النظام السياسي و العسكري ،وأخي ار القانون الدولي وحل المشكالت.
-مر النظام الدولي منذ نشوئه الواقعي إلى اليوم بعدة أنظمة متغيرة مع تغير الظروف
واألوضاع العالمية وكأنما التغيير يمثل استجابة لواقع عالمي ودولي متغير ,لذلك
أتسم النظام الدولي وبحسب توزيع القوة بين الدول لحد اآلن بثالث أصناف و هي:
نظام متعدد األقطاب ,نظام ثنائية الطبية و نظام أحادي القطبية.
-أخي ار للنظام الدولي عدة ادوار فهو يساهم في نشر الديمقراطية و ترقية حقوق
اإلنسان ،ومن خصائصه توازن القوى و تقليل الرعب النووي.
14
قائمة المراجع
-سعد حقي توفيق ،مبادئ العالقات الدولية ،ط ,3دار وائل للنشر و التوزيع ،العراق،
1999م.
-هايل عبد المولى طشطوش ،مقدمة في العالقات الدولية ،دط ،جامعة اليرموك،
األردن2212 ،م.
-خليل عنروس سليمان ،األزمة الدولية و النظام الدولي ،دراسة في عالقة التأثير
المتبادل بين إدارة األزمات اإلستراتيجية الدولية وهيكل النظام الدولي ،المركز العربي
لألبحاث و دراسة السياسات ،الدوحة.2211 ،
-غراهام ايفانيتر و جيفري نوبنهام ،قاموس بنغوين للعالقات الدولية ،ترجمة مركز
الخليج لألبحاث ،ط ,1السعودية ،بنغوين للنشر والتوزيع ،مارس.2222
-محمد سعد أبو عامود ،العالقات الدولية المعاصرة ،ط ,1مصر ،دار الفكر الجامعي،
2223م.
-احمد موالنا ،النظام الدولي ،جذوره و تطوراته و آفاقه ،منتدى العاصمة الدراسات
السياسية و المجتمعية ،دت.
-هنري كيسنجر ،النظام الدولي ،تأمالت حول طالئع األمم و صار التاريخ ،ترجمة
فاضل جنكر ،دط ،لبنان ،دار الكتاب العربي2215 ،م.
-روبرت إتش جاكسون ،تطور المجتمع الدولي ،جون بيسلسي و استيف سميث،
عولمة السياسة العالمية ،ترجمة ونشر مركز الخليج لألبحاث ،اإلمارات العربية
المتحدة2224 ،م.
15
-عبد الواحد عزيز الزيداني ،السير و القانون الدولي ،منشورات الجامعية اليمنية،
صنعاء.2213 ،
-د خليل حسين ،النظام العالمي ماضيا و مستقبال ،منطق القوة بمفاهيم جديدة و
أساليب أكثر قوة ،منشورات الجامعة اللبنانية ،بيروت.2221،
-يوسف رزين ،النظام الدولي ،النشأة و التطور ،السياسة و العالقات الدولية،2214 ،
مأخوذ من
httpe://ahewar.org.
-جمال سند السويدي ،آفاق العصر األمريكي السيادة و التفوق في النظام العالمي
الجديد ،دط ،مركز اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجية ،اإلمارات.
-زهير حمودي الجبوري ,مقالة حول النظام العالمي و حتمية التغيير ,دراسة النظام
العالمي و حتمية التغيير ,مركز النهرين للدراسات اإلستراتيجية.2222 ,
-مصطفى علوي ,القطب المنفرد ,الواليات المتحدة األمريكية في هيكل النظام العالمي,
صحيفة األهرام ,السعودية ,المركز العربي للدراسات و األبحاث 12 ,يناير .2215
-د عبد علي كاظم المعموري ,انكفاء اإلمبراطورية األمريكية ودور المقاومة
العراقية،مركز العراق للدراسات ،ط،3بغداد،2213،ص.132
-د محمد عبد السالم:الجغرافية السياسية دراسة نظرية وتطبيقات عملية ،الموقع
االلكترونيhttps:// noor book . Com
16
-سامي المهنا ،تداعيات حرب الخليج الثالثة ،العالم بعيون أمريكية ،األوراق السرية،
البيت األبيض و البنتاجون ،دط ،مصر ،دار المريخ للنشر والتوزيع.2224 ،
-العمارات فارس محمد ،األمن اإلنساني في ظل العولمة ،دار الخليج للنشر والتوزيع،
عمان.2221 ،
-العالق يسرى كريم ،الحكومة العالمية و تطورات النظام الدولي ،دار الخليج للنشر
والتوزيع ،عمان.2222 ,
17