Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 21

‫أبحاث اقتصادية وإدارية العدد الثالث والعشرون جوان ‪8108‬‬

‫التسيير المبني عمى النتائج‪...‬‬


‫أسموب فعال لالنتقال من التركيز عمى الوسائل في موازنة الدولة إلى التركيز عمى النتائج‬
‫د‪ .‬عبد السميع روينة‬
‫جامعة ‪:‬محمد خيضر بسكرة‬
‫الممخص‪:‬‬
‫ييدف ىذا المقال إلى التعريف بالتسيير المبني عمى النتائج باعتباره أسموبا فعاال‬
‫لتحسين األداء الحكومي عمى مستوى موازنة الدولة منذ تحضيرىا إلى غاية تنفيذىا‪ .‬إن‬
‫األسموب المستعمل حاليا في الجزائر في تسيير الموازنة يقوم عمى التركيز عمى الوسائل‪ ،‬وىو‬
‫أسموب كبلسيكي تجاوزه الزمن في مقابل االىتمام أوال بتحقيق النتائج المسطرة ومراقبتيا‬
‫بمؤشرات آداء تقيس مدى تحقيق المشاريع‪ ،‬وىو ما يسمى بالتسيير المبني عمى النتائج‪ .‬تجدر‬
‫اإلشارة أن أغمب ما في المقال ىو نتاج الدورة التكوينية التي أجريتيا في المدرسة العميا‬
‫لئلطعام والفندقة بعين بانيان في الفترة الممتدة بين ‪ 23‬مارس و ‪ 27‬مارس ‪ 3128‬والتي‬
‫قدميا الخبير الدولي في تطبيقات التسيير "َ‪ "Andrea Pozza‬بعنوان " ‪La gestion‬‬
‫‪ "axée sur les résultats‬والتي أشرفت عمييا المنظمة العالمية لمشغل ضمن برنامج "‬
‫من الجامعة إلى عالم الشغل"‪ ،‬واستغرقت ‪ 51‬ساعة بمعدل ثمان ساعات يوميا‬

‫الكممات المفتاحية‪ :‬التسيير المبني عمى النتائج ‪ ، ،‬سمسمة النتائج ‪ ،‬مؤشرات األداء‬
‫‪Résumé :‬‬
‫‪Nous visons à travers cet article à définir et expliquer la technique de la‬‬
‫‪gestion axée sur les résultats comme étant un style efficace pour‬‬
‫‪améliorer la performance des responsables politiques quant à la gestion‬‬
‫‪du budget de l’état, depuis sa préparation jusqu'à son exécution. Le style‬‬
‫‪adopté actuellement par l’Algérie au sujet de la gestion du budget de‬‬
‫‪l’état se base sur les moyens. C’est une méthode archaïque comparé à la‬‬
‫‪gestion axée sur les résultats. Des indicateurs de performance nous‬‬
‫‪permettent de mesurer la performance des projets réalisés. A noter que la‬‬
‫‪plus part des idées contenues dans cet article parviennent de la formation‬‬
‫‪dont j’ai bénéficié à l’école de restauration et d’hôtellerie à A in benian‬‬
‫‪du 12mars au 16 mars 2017 présentée par l’expert international dans les‬‬
‫‪pratique du management « Andrea Pozza » intitulée « La gestion axée‬‬
‫‪sur les résultats » organisée par l’organisation mondiale du travail‬‬

‫جامعة محمد خيضر بسكرة ‪ -‬كلية العلوم االقتصادية و التجارية وعلوم التسيير‬
‫عبد السميع روينة‬
‫‪« OIT » dans le cadre du projet « De l’université au monde du travail ».‬‬
‫‪Elle a duré 40 heures avec une moyenne de 8 heures par jours.‬‬
‫‪Mots-clés:.‬‬
‫‪Gestion axée sur les résultats –La chaine de résultats –Indicateurs de performance -‬‬

‫مقدمة‬
‫الدولة أو فروعيا ومصروفاتيا‪.‬‬
‫العامة إلى دراسة كل ما يتعمّق بموارد ّ‬‫ّ‬ ‫المالية‬
‫ّ‬ ‫تيدف‬
‫لمدولة‪،‬‬
‫المالية ّ‬
‫ّ‬ ‫السياسة‬
‫النفقات واإليرادات ىما ال ّشقّان األساسيان في الموازنة الّتي تترجم ّ‬
‫ف ّ‬
‫وضبط ىذين العنصرين من شأنو المساىمة في متابعة تسيير المال العام‪ ،‬إال أن محدودية‬
‫اإلطار المحاسبي الحالي والمجسدة في قصور مدونة حسابات الخزينة –‪DGC, 2000, (1‬‬
‫الدولة حيث تقتصر عممية التّقييد المحاسبي في‬
‫ذمة ّ‬
‫‪ )P2.‬عمى إعطاء نظرة شاممة حول ّ‬
‫الصندوق أي العمميات الخاصة بتحصيل‬‫لمدولة عمى تسجيل عمميات ّ‬
‫الحالية ّ‬
‫ّ‬ ‫إطار المحاسبة‬
‫فمدونة حسابات الخزينة تخدم فكرة‬
‫المالية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫النفقات المدرجة ضمن تنفيذ قانون‬
‫اإليرادات ودفع ّ‬
‫ماتم إنفاقو الغير‪ ،‬ميممة بذلك أىم عناصر ال ّذمة‬
‫ماتم تحصيمو و ّ‬
‫الصندوق أي ّ‬ ‫محاسبة ّ‬
‫الدولة وديونيا‪ ،‬والّتي تتم متابعتيا خارج‬
‫لمدولة من أمبلك عقارية ومنقولة‪ ،‬مستحقّات ّ‬
‫المالية ّ‬
‫ّ‬
‫المعنية‪ ،‬األمر‬
‫ّ‬ ‫اإلطار المحاسبي ( ‪ ) extra-comptable‬من طرف مختمف المصالح‬
‫الدولة نظ ار لصعوبة التّحكم في‬
‫الّذي يترتّب عنو سوء التّسيير ىذه العناصر من ذمة ّ‬
‫الخاصة بالقيمة الحقيقية ليا وكذا تطورىا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المعطيات‬
‫الدولية المحاسبية أصبح حتمية من شأنيا السماح لمحكومة وكذا‬ ‫إن االستجابة لممعايير ّ‬
‫ممثمي الشعب من القراءة الواضحة والشفافة إليرادات ونفقات الدولة‪ ،‬باإلضافة إلى توحيد لغة‬
‫الدول وبالتالي إدماج محاسبة‬
‫التّخاطب مما يسمح بإجراء مقارنات في األداء بين مختمف ّ‬
‫الدولة ضمن المحاسبة الوطنية ‪.‬‬
‫في أغمب الدول كما في الجزائر‪ ،‬تختزل الموازنة العامة في النفقات واإليرادات‪ ،‬فتقدم‬
‫الحكومات أرقاما مطمقة‪ ،‬غير معبرة عن حقيقة ميزانية الدولة‪ .‬أقول ميزانية وليس موازنة‪،‬‬
‫ألنني الحظت أن العديد من المينيين وحتى األكاديميين في المحاسبة العمومية ال يفرقون بين‬
‫الكممتين‪ .‬من المتعارف عميو أن الموازنة تقابل كممة (‪ )Budget‬بالفرنسية‪ ،‬والميزانية ىي‬
‫المقابمة لكممة (‪ .)Bilan‬فالموازنة تقوم أساسا عمى اإليرادات والنفقات‪ ،‬في حين أن الميزانية‬

‫أبحاث اقتصادية وإدارية‬ ‫‪046‬‬


‫النتائج‪...‬أسموب فعال لالنتقال من التركيز عمى الوسائل في موازنة الدولة إلى التركيز عمى النتائج‬ ‫التسيير المبني عمى‬

‫ترتكز عمى األصول والخصوم‪ ،‬وفي ىذا اإلطار جاءت المعايير الدولية في المحاسبة‬
‫العمومية لبلنتقال من موازنة الدولة إلى ميزانية الدولة‪ ،‬ىذا االنتقال تجسده أساس فكرة الحقوق‬
‫المثبتة‪ .‬تقوم ىذه الفكرة عمى ضرورة التقييد المحاسبي لكل ما لمدولة أو ما عمييا وعرض ىذه‬
‫المبالغ في جداول مالية لتعكس الصورة الحقيقية لموضعية المالية لمدولة‪ (.‬جدول الوضعية‬
‫المالية‪ ،‬جدول اآلداء المالي‪ ،‬جدول تدفقات الخزينة‪ ،‬جدول التغيرات‪ ،‬تعميمات حول الجداول‬
‫المالية)‪ ،‬كل ىذا ضمن فمسفة تقوم عمى االعتماد في تحضير الموازنة عمى النتائج وليس‬
‫الوسائل‪ .‬ضمن ىذا اإلطار طرحنا التساؤل التالي‪:‬‬
‫كيف يساهم التسيير المبني عمى النتائج في االنتقال من الموازنة القائمة عمى أساس‬
‫الوسائل إلى الموازنة القائمة عمى أساس النتائج ؟‬
‫لن يتضمن ىذا المقال فرضيات وىو ما سنبرره في المنيجية المعتمدة‪ ،‬بل سنحاول‬
‫تبيان اآلليات التي يتيحيا ىذا األسموب لتجاوز النمط الكبلسيكي في تحضير‪ ،‬إعداد وتنفيذ‬
‫موازنة الدولة من خبلل األسموب المبني عمى التركيز عمى النتائج الواجب تحقيقيا بدال من‬
‫التركيز عمى الوسائل المستعممة‪ .‬بطبيعة الحال يتم قياس النتائج من خبلل مؤشرات األداء‬
‫المختمفة سواء الكمية منيا أو الكيفية‪.‬‬
‫المنهجية المعتمدة ‪:‬‬
‫محددة ويقترح‬
‫منيجية ّ‬
‫ّ‬ ‫الدراسة‪ ،‬فيستخدم‬
‫إن كل بحث يرتكز عمى نظرة ما لمظّاىرة محل ّ‬ ‫ّ‬
‫نتائجا من شأنيا تفسير أو فيم أو بناء حقيقة ما‪ .‬لذا فاألساس اإلبستيمولوجي ألي بحث غاية‬
‫أن ىدف كل بحث ىو‬ ‫المتوصل إلييا ذات مصداقية عمى اعتبار ّ‬
‫ّ‬ ‫النتائج‬
‫األىمية لجعل ّ‬
‫ّ‬ ‫في‬
‫النظر والتّمحيص في‬
‫إما بشرحيا أو فيميا أو بنائيا‪ .‬من الميم أيضا ّ‬
‫الوصول إلى الحقيقة ّ‬
‫طبيعة المعرفة المراد إنتاجيا مما يستوجب تحديد العبلقة الموجودة بين موضوع البحث‬
‫(‪ )objet‬والباحث (‪ .)sujet‬بناءا عمى كل ماسبق فقد اعتمدنا عمى المنيج الوصفي في‬
‫أبسط صوره ال لشيئ اال لممساىمة في نشر معرفة موجودة أصبل طبقت في مختمف‬
‫المنظمات العمومية الدولية ونجحت فمما التطبق في الجزائر‪ .‬لذلك‪ ،‬فان بحثنا ىذا يتعمق‬
‫بالمحتوى (‪ ،)contenu‬وىو ثابت فمن الطبيعي أن يكون غير متحرك‪ .‬بغية جمع البيانات‪،‬‬
‫الكيفية باعتبارىا المقاربة األكثر تناسبا مع المنيج المعتمد الذي ال‬
‫ّ‬ ‫و تحميميا اعتمدنا المقاربة‬
‫المقدمة في شكل أرقام‪ ،‬وقد ال يمجأ إلى طرح فرضيات كما ىو‬
‫ّ‬ ‫يركز كثي ار عمى البيانات‬

‫‪047‬‬ ‫العدد الثالث والعشرون جوان ‪8108‬‬


‫عبد السميع روينة‬

‫الكمية‪ .‬لم يتم المجوء البتة لمبيانات‬


‫ّ‬ ‫الشأن في بحثنا ىذا‪ ،‬فيو أكثر مرونة مقارنة بالمقاربة‬
‫ألو ّلية لمعرفتنا بعدم تطبيق ىذا األسموب في المؤسسات المكمفة بتحضير الموازنات عمى‬ ‫ا ّ‬
‫أما‬
‫كافة األصعدة وبالتالي فبل حاجة لبلستبيان‪ ،‬المقابمة‪ ،‬المبلحظة وحتى الجماعات المركزة‪ّ .‬‬
‫مجسدة في القوانين والتعميمات المتعمقة‬
‫ّ‬ ‫اخمية‬
‫الد ّ‬‫انوية فقد تم االعتماد عمى البيانات ّ‬
‫البيانات الثّ ّ‬
‫جية من خبلل االطبلع عمى عدد‬ ‫بموازنة الدولة وكذا المحاسبة العمومية‪ ،‬وكذا البيانات الخار ّ‬
‫نسية واإلنجميزّية‪.‬‬
‫من المراجع والمقاالت بالعربية‪ ،‬الفر ّ‬
‫‪ -1‬التسيير المبني عمى النتائج يختمف عن التسيير باألهداف ‪:‬‬

‫"إن الحديث عن مفيوم التسيير المبني عمى النتائج ليس وليد اليوم‪ ،‬إذ إن أصولو ترجع‬
‫إلى الخمسينيات من القرن الماضي حين قدم ‪ Peter Drucker‬مفيوم ومبادئ" التسيير‬
‫باألىداف "ألول مرة في كتابو الصادر سنة ‪ 2565‬والمعنون ‪" The Practice of‬‬
‫"‪ ،Management‬حيث أكد عمى ضرورة‪:‬‬
‫‪‬ترتيب الغايات واألىداف التنظيمية ترتيب ًا تعاقبياً‪.‬‬
‫‪‬وضع أىداف محددة لكل فرد في المنظمة‪.‬‬
‫‪‬صنع الق اررات بصورة تشاركية‪.‬‬
‫‪‬تحديد فترة زمنية واضحة‪.‬‬
‫‪‬تقييم األداء وتقديم تعميقات عمى التنفيذ‪.‬‬

‫وفي منتصف الستينيات‪ ،‬قدم ‪ Peter Drucker‬مفيوما جديدا يبدو لموىمة األولى أنو‬
‫مطابق تماما لمتسيير باألىداف ولكنو في الواقع مستقل عنو‪ ،‬وقد جسده في كتابو الصادر‬
‫سنة ‪ 2575‬تحت عنوان "‪ ."managing for results‬إال أن ىاتو الفكرة لم تعرف رواجا‬
‫إال مع بداية التسعينيات‪ ،‬لذلك فقد استُخدم التسيير باألىداف أوال في إطار القطاع الخاص ثم‬
‫تطور ليصبح إطا ار منطقيا لمعمل عمى صعيد القطاع العام ‪.‬وقد اضطمعت و ازرة الدفاع‬
‫بالواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬في األصل‪ ،‬بإعداد ىذا اإلطار المنطقي‪ ،‬ثم اعتمدتو وكالة التنمية‬
‫الدولية التابعة لمواليات المتحدة في أواخر الستينيات من القرن الماضي‪.‬‬
‫ومنذ سبعينيات القرن الماضي‪ ،‬تطور تسيير القطاع العمومي بشكل محسوس بفضل‬
‫االنتقال من التركيز عمى صرف واستيبلك الموازنات إلى التركيز عمى ما تم انجازه فعبل‪ .‬كما‬

‫أبحاث اقتصادية وإدارية‬ ‫‪048‬‬


‫النتائج‪...‬أسموب فعال لالنتقال من التركيز عمى الوسائل في موازنة الدولة إلى التركيز عمى النتائج‬ ‫التسيير المبني عمى‬

‫خضع القطاع العمومي في فترة التسعينيات من القرن الماضي‪ ،‬لعمميات إصبلح واسعة‬
‫استجابة لضغوط اقتصادية واجتماعية وسياسية ‪.‬وكانت بعض العوامل التي أسيمت في ذلك‬
‫تتمثل في حاالت العجز في الموازنات العامة‪ ،‬والمشكبلت البنيوية‪ ،‬واشتداد التنافس‪ ،‬وتزايد‬
‫العولمة‪ ،‬وتناقص ثقة الجماىير في الحكومات‪ ،‬وتزايد المطالبة بخدمات أفضل وأسرع‪ ،‬مع‬
‫المطالبة بالمزيد من المساءلة‪ .‬وفي غضون ذلك‪ ،‬جرى تدريجيا اعتماد اإلطار المنطقي في‬
‫ممارسات القطاع العمومي في بمدان كثيرة (وبصورة رئيسية في الدول األعضاء في منظمة‬
‫التعاون والتنمية في الميدان االقتصادي)‪ .‬واتخذ ىذا اإلطار في العقد نفسو شكل التسيير المبني‬
‫عمى النتائج باعتباره جانبا من جوانب التسيير العمومي الجديد‪ ،‬وبالتالي أدخل التسيير المبني‬
‫عمى النتائج في المنظمات الدولية ‪ .‬حيث كانت معظم المنظمات التابعة لمنظمة األمم المتحدة‬
‫تواجو تحديات وضغوطا مماثمة من الدول األعضاء لكي تصمح ىذه المنظمات نظميا اإلدارية‬
‫(النيج القائم عمى‬ ‫وتصبح أكثر فعالية وشفافية‪ ،‬وأكثر خضوعا لممساءلة‪ ،‬وأكثر توجيا نحو النتائج‪".‬‬
‫النتائج في إجراء عمميات البرمجة واإلدارة والرصد وتقديم التقارير‪ ،‬عمى النحو المطبق في اليونسكو‪) 5 :2015 ،‬‬
‫وضمن ىذا اإلطار سعت مجموعة من المؤسسات المنطوية تحت لواء األمم المتحدة‬
‫إلى تبني التسيير المبني عمى النتائج باعتباره أداة لتحسين األداء‪ .‬وتوسع استخدامو أكثر في‬
‫عديد المنظمات الدولية‪ ،‬وأصبح يظير في جدول أعمال التنسيق والمواءمة المتعمقة‬
‫بمساعدات التنمية(إعبلن باريس)‪ ،2‬وفي تقرير الفريق الرفيع المستوى عمى تماسك وتناسق‬
‫لنظام األمم المتحدة )‪ ،(HLP REPORT‬وأيضا في إطار خطة األمم المتحدة من أجل‬
‫التنمية (مصفوفة النتائج ل )‪ ،3)UNDAF‬وكذا ضمن إطار الجيود الرامية إلى تحميل‬
‫المسؤولية إلى جميع أطراف أصحاب المصمحة الرئيسيين‪.‬‬

‫‪ 2‬فً ػبو ‪ٔ 2005‬فً ببسٌش‪ ،‬كبَج انً ُبلشبث بٍٍ انذٔل ٔانًُظًبث انًبَحت نهًضبػذاث حٕل ظشٔسة حُضٍك‬
‫ٔحٕفٍك كم ْزِ خٕٓدْب انًشخشكت نهٕصٕل إنى أفعم انُخبئح بأكثش فؼبنٍت ٔبفبػهٍت أحضٍ‪ .‬يٍ بٍٍ يببدئ ْزا‬
‫اإلػالٌ‪:‬‬
‫يببدئ إػالٌ ببسٌش‬
‫• ححذد انذٔل انُبيٍت اصخشاحٍدٍبحٓب انخبصت نهخخفٍط يٍ َضبت انفمش‪ٔ ،‬ححضٍٍ أداء يؤصضبحٓب ٔانخصذي نهفضبد‪.‬‬
‫• ححذد انذٔل انًبَحت نهًضبػذاث يُز انبذاٌت أْذافٓب ٔحشحكز ػهى األَظًت انًحهٍت نهذٔل انًضخفٍذة‪.‬‬
‫• احضبق ٔيٕاءيت ٔحبضٍػ إخشاءاث انذٔل انًبَحت نهًضبػذاث ٔحببدل انًؼهٕيبث بٍُٓى نخفبدي ػشلهت صٍش‬
‫انؼًهٍت‪.‬‬
‫• حشكز انبهذاٌ انُبيٍت ػهى انُخبئح انًُخظشة ٔحمًٍٍٓب‪.‬‬
‫• انًبَحٌٕ ٔانًضخفٍذٌٔ يُٓب ششكبء فً انًضؤٔنٍت ػٍ انُخبئح فًٍب ٌخؼهك ببنخًٍُت‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪UNDAF : United Nations Development Assistance Framework‬‬

‫‪049‬‬ ‫العدد الثالث والعشرون جوان ‪8108‬‬


‫عبد السميع روينة‬

‫‪ -2‬أدوات التسيير المبني عمى النتائج ‪:‬‬


‫وتتمثل في ثبلث أدوات مترابطة ومتكاممة ىي ‪:‬‬
‫‪ ‬سمسمة النتائج‪.‬‬
‫‪ ‬تسيير المخاطر‪ (.‬المصفوفة)‬
‫‪ ‬نظام المتابعة و التقييم لؤلداء‪.‬‬
‫إن الجمع بين ىاتو األدوات الثبلث يعطينا ‪-‬في نظري‪ -‬أىم جدول ضمن مقاربة‬
‫التسيير المبني عمى النتائج وىو ما يسمى باإلطار المنطقي الذي تنبثق منو بطبيعة الحال‬
‫جداول أخرى كجدول سمسمة النتائج‪ ،‬جدول أو مصفوفة تسيير المخاطر‪ ،‬لوحة القيادة‬
‫لممؤشرات‪ ،‬جدول المتابعة والتقييم‪.‬‬
‫يتكون اإلطار المنطقي من أربعة أعمدة أساسية‪ .‬يتضمن العمود األول سمسة النتائج‬
‫بعناصرىا الخمس‪ ،‬وىو العمود األساسي في كامل الييكل‪ ،‬ذلك أن األعمدة األخرى تبنى‬
‫عمى أساس كل مستوى من مستويات سمسة النتائج‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة أن الفرضيات تدرس وتدرج ضمن تسيير المخاطر‪ ،‬أما المؤشرات التي‬
‫نقيس بيا مدى تقدم العممية ومصدر التحقق الذي يبرز مصدر المعمومات فيعالجان ضمن‬
‫نظام المتابعة وتقييم األداء‪ .‬وفيما يمي الشكل العام لئلطار المنطقي وموقع كل عنصر من‬
‫عناصره‪ ( :‬معتمدا عمى مصطمحات االتحاد األوروبي)‬
‫الشكل رقم (‪ :)02‬الشكل العام لإلطار المنطقي‬

‫الفرضيات‬ ‫مصدر التحقق‬ ‫المؤشرات‬ ‫سمسمة النتائج‬

‫األهداف العامة‬

‫الهدف الخاص‬

‫النتائج‬

‫النشاطات‬

‫المدخالت‬

‫أبحاث اقتصادية وإدارية‬ ‫‪051‬‬


‫النتائج‪...‬أسموب فعال لالنتقال من التركيز عمى الوسائل في موازنة الدولة إلى التركيز عمى النتائج‬ ‫التسيير المبني عمى‬

‫لنفصل اآلن شيئا ما في األدوات الثبلث لمتسيير المبني عمى النتائج‪:‬‬


‫‪ 2-3‬سمسمة النتائج ‪:‬‬
‫إن التسيير المبني عمى النتائج ىو مقاربة في التسيير تعطي األفضمية لمحصول عمى نتائج‬
‫بناء عمى خطة مسبقة مع اإلشراف عمى تنفيذىا ومتابعتيا وتقييميا‪ .‬وىو يقوم عمى مبدأ‬
‫االلتزام المعد لمحصول عمى نتائج مضبوطة والتي ستكون الموجو لتحديد النشاطات الواجب‬
‫القيام بيا أو ما يسمى بمبدأ السببية القائم عمى النموذج المنطقي لدراسة العبلقة " سبب – أثر‬
‫"‪.‬‬
‫إن هذا التتابع والترابط بين األسباب يتحول سريعا إلى نتائج تؤثر في بعضها البعض‪ .‬لذلك‬
‫كممة "نتيجة" في التسيير المبني عمى النتائج يعطي معان تختمف حسب‬ ‫مفيوم‬ ‫فان‬
‫استخداميا في كل مستوى من مستويات تقدم المشروع‪ ،‬ومجموع ىذه النتائج يشكل ما يسمى‬
‫بسمسمة النتائج والتي تعتبر الحمقة المركزية في التسيير المبني عمى النتائج‪.‬‬
‫‪ 1-1-2‬شي من "دالالت األلفاظ" (‪:)sémantique‬‬
‫عند الحديث عن سمسمة النتائج نجد اختبلفا في المصطمحات المستخدمة لنفس المعاني‪.‬‬
‫الشكل الموالي سيقرب الصورة أكثر‪ .‬مع اإلشارة إنني سأورد المصطمحات كما جاءت في‬
‫المرجع األصمي بالمغة الفرنسية حتى نتفادى الدخول في حمقة أخرى تضيع فييا داللة ىاتو‬
‫المصطمحات‪ ،‬لكن في النياية سنترجم ىاتو الكممات ولمقارئ واسع النظر في قبوليا أو ردىا‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ : )03‬اختالف المصطمحات واتحاد المعنى‬
‫‪OCDE‬‬ ‫‪UE‬‬ ‫‪PNUD‬‬ ‫‪OIT‬‬

‫‪Objectif de‬‬ ‫‪Objectifs‬‬ ‫‪Enoncé de‬‬ ‫‪Objectif de‬‬


‫‪développement‬‬ ‫‪globaux‬‬ ‫‪l’impact‬‬ ‫‪développement‬‬

‫‪Réalisation‬‬ ‫‪Objectifs‬‬ ‫‪Enoncé de la‬‬ ‫‪Objectif‬‬


‫)‪(Effet direct‬‬ ‫‪spécifiques‬‬ ‫‪réalisation‬‬ ‫‪immédiat‬‬

‫‪Extrants‬‬ ‫‪Résultats‬‬ ‫‪Produits‬‬ ‫‪Produits‬‬


‫المنظمة العالمية لمشغل‪.‬‬ ‫‪: OIT‬‬

‫‪050‬‬ ‫العدد الثالث والعشرون جوان ‪8108‬‬


‫عبد السميع روينة‬

‫‪ : PNUD‬برنامج األمم المتحدة لمتنمية‪.‬‬


‫االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫‪: UE‬‬
‫‪ : OCDE‬منظمة التعاون والتنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ 2-1-2‬مكونات سمسة النتائج‪:‬‬
‫تتكون سمسمة النتائج من العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ ‬المدخبلت )‪: (Intrants‬ىي جميع الموارد المالية والبشرية والمادية وحتى البلمادية‬
‫كالزمن مثبل البلزمة لتحقيق النتائج‪.‬‬
‫‪ ‬النشاطات )‪ : (Activités‬ىي مجموعة الميام التي نقوم بيا لمحصول عمى نتيجة‬
‫محددة من خبلل استخدام المدخبلت‪ .‬حيث يتم وصف الميام بدقة وبالتفصيل‪.‬‬
‫‪ ‬المخرجات)‪ : (Extrants‬تسمى أيضا النتائج و المنتوجات‪...‬وىي منتوجات‬
‫ممموسة من طرف المستفيدين المباشرين‪ .‬وىي فورية الحصول أي مباشرة بعد تنفيذ‬
‫النشاطات‪.‬‬
‫‪ ‬اآلثار)‪ (Effets‬ىي ما يترتب عن النتائج المتحصل عمييا عمى المدى القصير‬
‫والمتوسط والمتولدة عن استخدام المنتوجات من قبل المستفيدين المباشرين‪ ،‬حيث‬
‫يبلحظ ىؤالء وجود تغييرات ايجابية مقارنة بالوضعية السابقة‪.‬‬
‫‪ ‬تأثيرات )‪ :(Impacts‬ىو النتيجة العامة التغيير في المدى الطويل األجل والذي‬
‫ساىمت اآلثار في تحقيقو‪.‬‬
‫يجب االنتباه لمصطمحات نتائج‪ ،‬منتوجات‪ ،‬آثار‪ ،‬تأثيرات !!!‬
‫والبيان التالي يعطي صورة مختصرة عن ىذا التسمسل المنطقي لياتو العناصر‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)04‬مكونات سمسة النتائج‬

‫التأثيرات (علي‬ ‫اآلثارعلي المدى‬ ‫المخرجات‬ ‫وفيما يمي‬


‫النشاطات‬ ‫المدخالت‬
‫المدى الطويل)‬ ‫القصبروالمتوسط‬

‫فيما يمي مثال بسيط عن ىذه السمسمة في قطاعي التربية والصحة‪:‬‬


‫الجدول رقم(‪ :)01‬تسمسل العمميات في سمسمة النتائج‬

‫المدى التاثير–المدى‬ ‫اآلثار‪-‬‬ ‫المنتوجات‬ ‫النشاطات‬ ‫المدخالت‬

‫أبحاث اقتصادية وإدارية‬ ‫‪058‬‬


‫النتائج‪...‬أسموب فعال لالنتقال من التركيز عمى الوسائل في موازنة الدولة إلى التركيز عمى النتائج‬ ‫التسيير المبني عمى‬

‫طويل‬ ‫قصيرومتوسط‬

‫‪ -‬الزيادة في إنتاجية‬ ‫نسبة‬ ‫انخفاض‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬أساتذة مكونون باستخدام‬ ‫‪-‬تكوين أساتذة‪.‬‬ ‫الموارد‬ ‫توفير‬
‫العمل‬ ‫التسرب المدرسي‬ ‫طرق حديثة‪.‬‬ ‫الضرورية‬
‫دليل‬ ‫‪-‬إعداد‬
‫‪-‬أعد الدليل ووزع‪.‬‬ ‫بيداغوجي‬

‫نسبة‬ ‫انخفاض‬ ‫‪-‬‬ ‫التقنيات‬ ‫تطبيق‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ 61 -‬قابمة في الخدمة‬ ‫‪-‬تكوين قاببلت‬ ‫الموارد‬ ‫توفير‬
‫الوفيات عند الوالدة‬ ‫الحديثة‪.‬‬ ‫الضرورية‬

‫‪ 3-1-2‬اإلطار العام لسمسمة النتائج‪:‬‬


‫يبين الشكل الموالي عناصر سمسمة النتائج والميام األساسية المنتظرة عند كل مستوى‬
‫من مستويات السمسمة‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ : )05‬اإلطار العام لسمسمة النتائج‬

‫سمسمة النتائج‬

‫يساهم المشروع في تحقيق أىداف اجتماعية‪ ،‬اقتصادية عمى المدى‬ ‫األهداف العامة‬
‫الطويل‪ ،‬ويحصل عمييا المستفيدون غير المباشرون‪.‬‬
‫مدى التحكم في المشروع‬

‫أو اليدف المركزي لممشروع‪ :‬يقطف المستفيدون المباشرون ثمار‬ ‫الهدف الخاص‬
‫المشروع اآلنية‪.‬‬

‫تقديم خدمات من خبلل نتائج المشروع‪.‬‬ ‫النتائج‬

‫تنفيذ جميع األنشطة المبرمجة‪.‬‬ ‫النشاطات‬

‫توفير كل الموارد البلزمة لتنفيذ المشروع‪.‬‬ ‫المدخالت‬

‫‪051‬‬ ‫العدد الثالث والعشرون جوان ‪8108‬‬


‫عبد السميع روينة‬

‫يبرز ىذا السيم مدى وقوع كل مرحمة تحت سيطرة وتح ّكم فرقة المشروع‪ ،‬فكمما اتجينا‬
‫لؤلعمى قمت السيطرة والتحكم في المشروع والعكس صحيح‪.‬‬
‫‪ ‬األهداف العامة‪( :‬وىي تقابل التأثيرات عمى المستوى الطويل) نقول أىداف وليس‬
‫ىدف ألن المشروع قد يحقق أكثر من ىدف عمى المدى الطويل‪ ،‬اقتصاديا كان أو‬
‫اجتماعيا أو ثقافيا أو غيره‪ ،‬مثل انخفاض نسبة الوفيات‪ ،‬ارتفاع المستوى التعميمي‪،‬‬
‫انخفاض نسبة البطالة‪ . ...‬تكون األىداف العامة في صالح المستفيدين غير‬
‫المباشرين‪.‬‬
‫‪ ‬الهدف الخاص ‪( :‬وىي تقابل األثر اآلني عمى المدى القصير واآلثار عمى المدى‬
‫المتوسط) وىو ترجمة لكممة ‪ ،objectif spécifique‬وىو ليس صورة طبق‬
‫األصل عن النتائج كما يبدو‪ ،‬وانما ىو اآلثار اآلنية والممموسة الناتجة عن تحقيق‬
‫النتائج‪ .‬ويتميز بما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬لكل مشروع ىدف خاص واحد‪.‬‬
‫‪ -‬يقع تحت سيطرة فرقة المشروع‪.‬‬
‫‪ -‬ىو دوما خاص وقابل لمقياس‪.‬‬
‫‪ ‬النتائج ‪( :‬وىي تقابل المخرجات)‪.‬‬
‫‪ ‬وىي تغييرات قابمة لمقياس والناتجة عن عبلقة " سبب – أثر"‪.‬‬
‫‪ ‬النتائج تتولد عن تنفيذ األنشطة‪.‬‬
‫‪ ‬إن فرقة المشروع ىي المسؤولة مباشرة عن الحصول عمى النتائج‪.‬‬
‫‪ ‬إن الحصول عمى كل النتائج المنتظرة من شأنو السماح بتحقيق اليدف الخاص‪.‬‬
‫أهمية التفرقة بين "النتائج والهدف الخاص"‪:4‬‬
‫سواء عن قصد أو عن غير قصد‪ ،‬قد يحدث وأن يتم ‪:‬‬
‫‪ ‬الخمط بين النتائج واليدف الخاص لممشروع‪.‬‬
‫‪ ‬الخمط بين النتائج واألنشطة أو تقديم األنشطة في شكل نتائج‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تحديد األنشطة بشكل كافي ‪.‬‬

‫‪4‬حخى انًشاخغ ببنهغت االَدهٍزٌت ٌفشلٌٕ بٍٍ انُخبئح ػهى أصبس أَٓب (‪ٔ )outputs‬انٓذف انخبص (‪)outcomes‬‬

‫أبحاث اقتصادية وإدارية‬ ‫‪054‬‬


‫النتائج‪...‬أسموب فعال لالنتقال من التركيز عمى الوسائل في موازنة الدولة إلى التركيز عمى النتائج‬ ‫التسيير المبني عمى‬

‫‪ ‬إدراج بعض األنشطة المذكورة في المشروع والتي ال صمة ليا أصبل بأىداف‬
‫المشروع‪.‬‬

‫وفيما يمي مثال بسيط عن الخمط بين النتائج واليدف الخاص لممشروع‪ .‬فعند تجييز‬
‫المستشفى العمومي لوالية ما بثبلث أجيزة تصوير بالرنين "‪ "IRM‬مثبل‪ ،‬فقد يظير مسئول‬
‫المستشفى ليقول مثبل ‪" :‬الحمد هلل حققنا انجا از بتوفير ىاتو األجيزة لخدمة المواطن الذي‬
‫سيستفيد من تشخيص أكثر دقة في وقت وجيز و‪..‬و‪..‬و‪ ...‬ويستفيض في الحديث عن ىذا‬
‫"االنجاز المحقق"‪.‬‬
‫في الحقيقة ما ذكره ىذا المسؤول ليس هدفا وانما هو نتيجة لما تم توفيره من مدخبلت‬
‫(تخصيص موازنة لشراء ثبلث أجيزة ‪ ،)IRM‬ألن الهدف الخاص قد يكون استفادة جميع‬
‫مرضى الوالية "المحتاجين لخدمة جياز ‪ "IRM‬من ىاتو األجيزة (والذي يجب قياسو‬
‫باستخدام المؤشرات)‪ ،‬وىذا ضمن أهداف عامة تتمثل في توسيع دائرة التكفل الصحي‬
‫بالمرضى وكذا تحسين جودة الخدمات الصحية عمى المستوى الوطني‪.‬‬
‫وعميو فان التفرقة بين النتائج (المنتوجات) و الهدف الخاص ضرورية لضمان فعالية‬
‫المشاريع‪ .‬لنتذكر دوما أن ‪:‬‬
‫النتائج‪ :‬ىي "اإلسقاطات‪ "5‬الفورية والممموسة بفضل استخدام الموارد وكذا بعد النشاطات‬
‫المنجزة‪ .‬مثبل عدد األشخاص المكونين في "التسيير المبني عمى النتائج" ‪.‬‬
‫األثر‪ :‬ىي النتائج عمى مستوى المستفيدين المباشرين ( المجموعة المستيدفة) والمحصل عمييا‬
‫من استعمال ىاتو المنتوجات (اليدف الخاص)‪ .‬مثبل تحسين ميارات ىؤالء األشخاص‬
‫المكونين في "التسيير المبني عمى النتائج"‪.‬‬
‫‪ ‬النشاطات‪:‬‬
‫ىي األفعال الواجب القيام بيا لموصول إلى النتيجة المنتظرة‪ .‬وتأتي لتنفيذ مخطط العمل وكذا‬
‫الموازنة المخصصة لممشروع‪.‬‬
‫‪ ‬المدخالت‪ :‬جميع الموارد البشرية والمادية وحتى البلمادية البلزمة لتحقيق النتائج‪.‬‬
‫‪ 2-2‬تسيير المخاطر‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫‪Les retombées.‬‬

‫‪055‬‬ ‫العدد الثالث والعشرون جوان ‪8108‬‬


‫عبد السميع روينة‬

‫"إن المقصود بكممة "مخاطر" ىو احتمال وقوع حدث قد يؤثر‪ ،‬إما بصورة إيجابية أو‬
‫سمبية في تحقيق النتائج‪ .‬ولذلك‪ ،‬فإنيا قد تشكل فرصة أو تيديدا لممشروع ‪ .‬إن تسيير‬
‫المخاطر ىو عممية تساعد في تحديد وتقدير العناصر التي يمكن أن تحول دون تحقيق النتائج‬
‫المزمع الوصول إلييا (أو أن تدعم تحقيق ىذه النتائج)‪ ،‬كما تساعد في فيم أسباب وجود ىذه‬
‫العناصر ومدى احتمال وقوعيا‪ ،‬وتحديد آثارىا‪ ،‬واتخاذ جميع التدابير البلزمة لمحد من المخاطر‬
‫واغتنام الفرص‪ ( ".‬النيج القائم عمى النتائج في إجراء عمميات البرمجة واإلدارة والرصد وتقديم التقارير‪،‬‬
‫عمى النحو المطبق في اليونسكو‪ .)26 : 2015 ،‬حقيقة‪ ،‬ال يخمو أي مشروع من صعوبات‬
‫ومخاطر تواجيو وتصعب من تحقيقو وتجسيده وان تفاوتت درجة تأثيرىا‪ .‬لكن‪ ،‬ما ىو موقف‬
‫صاحب المشروع واألطراف المعنية بو تجاه ىاتو المخاطر؟ قد يجد نفسو أمام إحدى الحاالت‬
‫التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬إنسان مخاطر‪ :‬بدون مخاطرة‪ ،‬يعتبر حياتو مممة‪.‬‬
‫‪ ‬مقاول واعي ‪ :‬ذو عقمية استباقية‪..‬يرى المخاطر ويحب مجابيتيا‪.‬‬
‫‪ ‬متعامل مع المخاطر‪ :‬لو ثقة في نفسو وثروتو الشخصية‪.‬‬
‫‪ ‬موقف "سنرى الحقا"‪ :‬ما معنى مخاطرة؟‬
‫‪ ‬حذر جدا ‪ :‬يتفادى أحيانا القيام ببعض األشياء خوفا من المخاطر المرتفعة‪.‬‬
‫‪ ‬ميووس بالمخاطر‪ :‬يرى المخاطر في كل مكان‪...‬يفضل البقاء في المنزل حتى‬
‫يتفاداىا‪.‬‬
‫ولن نجزم ىنا في أي األشخاص أفضل‪...‬لكن األكيد أن التطرف مرفوض سواء بالمبالغة في‬
‫المخاطرة دون دراسة العواقب أو عدم تحمل أدنى مجازفة‪ ،‬فيو مطالب بتحمل جزء من‬
‫المخاطر وتسييرىا‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ 1-2-2‬الفرضيات والمخاطر‪:‬‬
‫ويمكن تعريفيما كما يمي ‪:‬‬
‫الفرضيات ‪ :‬ىي عوامل خارجية متوقعة الحدوث يمكن أن تؤثر عمى نجاح المشروع‪ .‬وىي‬
‫تخرج عن نطاق الرقابة المباشرة لمسير المشروع‪ .‬في حالة عدم حدوثيا فان ىدا سيؤثر سمبا‬
‫عمى المشروع‪ .‬لذا تصاغ الفرضيات دوما بالشكل االيجابي‪.‬‬

‫‪ْ 6‬زا انًصطهح ال ٌمصذ بّ ُْب انفشظٍت بٕصفٓب "حهك اإلخببت األلشة إلشكبنٍت انبحث انًطشٔحت ظًٍ إغبس‬
‫إػذاد بحث ػهًً يب‪".‬‬

‫أبحاث اقتصادية وإدارية‬ ‫‪056‬‬


‫النتائج‪...‬أسموب فعال لالنتقال من التركيز عمى الوسائل في موازنة الدولة إلى التركيز عمى النتائج‬ ‫التسيير المبني عمى‬

‫المخاطر‪ :‬ىي عوامل وأحداث خارجية يمكن أن تؤثر عمى السير الحسن لممشروع مع وجود‬
‫إمكانية كبيرة لعدم حصوليا‪ .‬تصاغ ىده المخاطر بالشكل السمبي‪.‬‬

‫إن اليدف من تسيير المخاطر ىو الرفع من احتمال وقوع األحداث االيجابية والتقميل من‬
‫احتمال وقوع األحداث السمبية لممشروع‪ .‬ووفق ىذا المنطق‪ ،‬يمكننا إتباع أسموبين متمايزين في‬
‫التعامل مع الفرضيات والمخاطر‪:‬‬
‫‪ 2-2-2‬اختبار الفرضيات‪:‬‬
‫يوضح البيان التالي كيفية اختبار الفرضيات وامكانية إدراجيا في المشروع‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)07‬كيفية اختبار الفرضيات‬

‫ال‬ ‫ْم انفشظٍت يًٓت‬


‫ال حذسج‬
‫َؼى‬

‫ال حذسج‬ ‫حذٔثٓب شبّ أكٍذ‬ ‫لببهٍت انفشظٍت نهذحط‬

‫حذسج كفشظٍت‬ ‫يحخًم‬ ‫احخًبل‬


‫ظئٍم‬
‫يشاخؼت انًششٔع‬ ‫َؼى‬ ‫ْم ًٌكٍ إدساج ْبحّ انفشظٍت‬
‫إلدساج انفشظٍت‬

‫ال‬

‫افخشاض لبحم‬

‫يبين ىذا الشكل كيفية التعامل مع الفرضيات من حيث أىميتيا ومدى قابميتيا لمدحض‬
‫ّ‬
‫وبالتالي اتخاذ القرار بإدراجيا ضمن المشروع‪...‬يبقى أن االحتمال األخير إن حصل فيو‬
‫يشكل تيديدا حقيقيا لممشروع‪.‬‬
‫‪ 4-3-3‬معالجة المخاطر‪:‬‬
‫وتتم وفق المراحل التالية‪:‬‬
‫‪ .2‬اختيار المقاربة المبلئمة إلعداد وتنفيذ مخطط تسيير المخاطر‪.‬‬

‫‪057‬‬ ‫العدد الثالث والعشرون جوان ‪8108‬‬


‫عبد السميع روينة‬

‫‪ .3‬تحديد طبيعة المخاطر التي تواجو المشروع من خبلل تحديد العوامل الخارجية التي‬
‫تؤثر سمبا عميو (تكنولوجية‪ ،‬مالية ‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬سياسية‪ ،‬متعمقة بالمحيط‪،‬‬
‫قانونية‪.)...،‬‬
‫‪ .4‬إجراء تحميل كيفي لممخاطر لتحديد العوامل األكثر أىمية‪.‬‬
‫‪ .5‬إجراء تحميل كمي لممخاطر من خبلل تحديد آثارىا عمى كل عناصر سمسمة النتائج‪.‬‬
‫‪ .6‬إيجاد إجابات لممخاطر من خبلل تحديد اإلجراءات الواجب اتخاذىا‪.‬‬
‫‪ .7‬متابعة المخاطر من خبلل التحميل الدوري ليا‪(.‬ماىي نتائج اإلجراءات المتخذة؟)‪.‬‬
‫‪ 3-2‬نظام المتابعة وتقييم األداء‪:‬‬
‫يسمح ىذا النظام بالمتابعة اآلنية لتسيير المشروع‪ .‬ويبنى أساسا عمى المؤشرات‪،‬‬
‫لوحة القيادة‪ ،‬دليل المتابعة والتقييم ومخطط العمل‪.‬‬
‫‪ 1-3-2‬المؤشرات ‪:‬‬
‫من المتعارف عميو عمميا أن "الشخص المصاب باألنيميا تقل نسبة الييموغموبين عنده‬
‫عن ‪ 23‬ممغ‪/‬مل الواحد من الدم‪ .‬فالمؤشر ىنا ىو نسبة الييموغموبين والمعممة ىي أقل من‬
‫‪ 23‬ممغ‪/‬مل"( سمسة األدلة اإلرشادية الصادرة عن مركز الخدمات المنظمات غير الحكومية‪،‬‬
‫المؤسسة األمريكية لمتنمية‪ ،‬بدون تاريخ‪ .‬ص‪ .)22‬وىذا مثال بسيط عن المؤشرات التي تعرفيا‬
‫لجنة المساعدة اإلنمائية‪/‬منظمة التعاون والتنمية في الميدان االقتصادي ‪«3113‬بأنيا عوامل‬
‫أو متغيرات كمية أو نوعية توفر وسيمة بسيطة يمكن التعويل عمييا لقياس ما تحقق من‬
‫إنجاز‪ ،‬كما أنيا تعكس التغيرات المرتبطة بتدخل ما‪ ،‬أو تساعد في تقييم أداء أحد األطراف‬
‫اإلنمائية الفاعمة»‪ .‬وتسمح المؤشرات ب‪:‬‬
‫‪ ‬قياس نتائج البرنامج‪.‬‬
‫‪ ‬قياس األداء‪.‬‬
‫‪ ‬اإلنذار المسبق لموضعيات الحرجة‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد مختمف القيم المرجعية ( القاعدية‪ ،‬المستيدفة‪ ،‬الحالية)‪.‬‬

‫‪ 1-1-3-2‬معايير اختيار المؤشرات ‪:‬‬


‫"ينبغي أن نضع في اعتبارنا أن القصد من صياغة مؤشرات األداء ىو فقط أن نبين‬
‫التغيير الذي سيحدث‪ ،‬وليس أن نقدم" الدليل" العممي أو الشروح المفصمة عمى حدوثو‪ ،‬كما‬

‫أبحاث اقتصادية وإدارية‬ ‫‪058‬‬


‫النتائج‪...‬أسموب فعال لالنتقال من التركيز عمى الوسائل في موازنة الدولة إلى التركيز عمى النتائج‬ ‫التسيير المبني عمى‬

‫ينبغي عدم الخمط بين نتيجة منشودة‪ ،‬ومؤشر األداء الخاص بيا‪ .‬فالنتيجة المنشودة ىي التغير‬
‫فتعبر فقط عن جوانب اإلنجاز‪ ،‬و توفر بالتالي‬
‫أو االنجاز الذي يتحقق‪ ،‬أما مؤشرات األداء ّ‬
‫المحرز‪.‬‬
‫َ‬ ‫دالئل عمى التغير أو عمى مستوى اإلنجاز‬
‫لذلك‪ ،‬وبغرض القياس الدقيق لنتائج المشروع ينبغي اختيار مؤشرات أداء مبلئمة تتيح‬
‫متابعة التقدم وتقييم مدى فعالية األنشطة المضطمع بيا وتبيان ما إذا تم تحقيق النتائج‬
‫المنشودة أو ال‪ .‬وعند تحديد مؤشرات األداء وما يرتبط بيا من عناصر القيم القاعدية‪ ،‬األىداف‬
‫الكمية و‪/‬أو النوعية‪ ،‬يتعين تقدير ما إذا كان من السيل جمع البيانات البلزمة ال سيما البيانات‬
‫المتعمقة بالقيم القاعدية‪ .‬والسؤال األول الذي يجدر طرحو في ىذا الصدد ىو ‪:‬‬
‫ما هي مصادر البيانات الالزمة؟ وبعبارة أخرى‪ ،‬ما هي مصادر التحقق التي سيجري‬
‫اعتمادها؟‬
‫إن المسألة الحاسمة عند اختيار مؤشرات أداء جيدة ىي المصداقية‪ ،‬وليس عدد مؤشرات‬
‫األداء‪ ،‬وال حجم البيانات‪ .‬فالصعوبة القائمة ىنا تكمن في اإللمام بصورة مجدية بالتغيرات‬
‫الرئيسية وذلك بالجمع بين ما ىو مناسب في جوىره وبين ما يمكن رصده عمميا‪ .‬ومن األفضل‬
‫في نياية المطاف‪ ،‬أن تكون لدينا مؤشرات أداء تعطينا إجابات تقريبية عن بعض األسئمة اليامة‬
‫بدال من أن تكون لدينا إجابات دقيقة بشأن كثير من القضايا غير اليامة‪.‬‬
‫ويفترض عند اختيار مؤشرات أداء صالحة في جوىرىا وقابمة لمتطبيق من الناحية العممية‬
‫ُ‬
‫أن يتوافر قبل ىذا االختيار فيم متعمق لموضع المعني ولآلليات المصاحبة لمتغير ‪.‬ولذا‪ ،‬فإنو ال‬
‫يوصى باستخدام مؤشرات أداء مصممة سمفا أو نمطية ألن ىذا النوع من مؤشرات األداء كثير اً‬
‫ما ال يراعي خصوصيات الوضع الذي يجري فيو تنفيذ األنشطة المزمعة ‪.‬فينبغي أن تصاغ‬
‫مؤشرات األداء وفقا لمطامح النشاط المعني ونطاقو والبيئة التي يجري تنفيذه فييا‪ .‬وكثي ار ما يدل‬
‫اإلخفاق في تصميم مؤشرات أداء جيدة عمى أن النتائج المنشودة لم تُحد د بشكل واضح أو أنيا‬
‫أوسع نطاقا مما ينبغي ‪.‬‬
‫جدير بالذكر التأكيد عمى أنو يمكن استخدام مؤشرات لؤلداء عند أي نقطة ضمن مسار‬
‫اإلطار المنطقي أي سواء عمى مستوى المدخبلت أو األنشطة أو النتائج ( وىو ما سنراه في‬
‫أنواع المؤشرات) ‪ ،‬لكن المؤشرات الخاصة بالنتائج ال تشمل فقط رصد االلتزام بمعدل معين من‬
‫هل أنجزنا المهمة؟ وانما يتجاوز ذلك‬ ‫اإلنفاق أو بخطة التنفيذ باإلجابة عن السؤال‪:‬‬

‫‪059‬‬ ‫العدد الثالث والعشرون جوان ‪8108‬‬


‫عبد السميع روينة‬

‫باالىتمام باآلثار التي تحققت لممستفيدين باإلجابة عن السؤال ‪ :‬لقد أنجزنا المهمة‪ ،‬فماذا بعد؟‬
‫ولذلك‪ ،‬فإن اليدف من استخدام مؤشرات األداء الخاصة بالنتائج المنشودة ىو توافر إشارات تدل‬
‫عمى حدوث تغير سببتو أو أفضت إليو األنشطة التي تم االضطبلع بيا‪ .‬وال يتطمب ىذا‬
‫الغرض األساسي وجود أدوات إحصائية معقدة‪ ،‬وانما وجود إشارات موثوق بيا تدل بشكل‬
‫مباشر أو غير مباشر عمى حقائق واقعية يمكن أن االستناد إلييا "‪ (.‬النيج القائم عمى النتائج في‬
‫إجراء عمميات البرمجة واإلدارة والرصد وتقديم التقارير عمى النحو المطبق في اليونسكو‪)5102:63،‬‬
‫عموما‪ ،‬يمكن تمخيص معايير اختيار المؤشرات في االختصار التالي ‪SMART‬‬
‫والذي يعني ‪:‬‬
‫‪ Spécifique / Specific ‬خاص ومحدد ‪ :‬فمثبل العدد الكبير لطمبة الحاضرين‬
‫أسبوعيا لمحاضرة االقتصاد الجزئي مؤشر عمى اىتماميم بالمقياس‪.‬‬
‫‪ Mesurables / Measurable ‬قابل لمقياس ‪ :‬سواء كان بمقاييس كمية كالنسب‬
‫والمعدالت مثل نسبة النساء العامبلت إلى العدد اإلجمالي لمنساء القادرات عمى‬
‫العمل في بمدية ما‪ ،‬أو مؤشرات كيفية كاستخدام االستبيانات أو المقاببلت لعرفة‬
‫مقدرة أطفال مدينة ما ( طبعا عينة) عمى ذكر أربع مخاطر لممخدرات‪.‬‬
‫‪ Atteignable / Achievable ‬قابل لمتحقيق‪ :‬فإذا وضعنا مؤش ار لقياس عدد‬
‫الفبلحين المستفيدين من الدعم الفبلحي لمدولة بالنسبة إلى العدد اإلجمالي لمفبلحين‬
‫في الجزائر‪...‬ولكننا – ومع عممنا بعدد المستفيدين من الدعم‪ -‬ال نممك العدد‬
‫الصحيح إلجمالي الفبلحين‪ ،‬فيصبح ىذا المؤشر غير قابل لمتحقيق في ظل ىذه‬
‫الظروف‪.‬‬
‫‪ Réaliste / Relevant ‬واقعي‪ :‬فبل يمكن استخدام مؤشر مرتفع التكمفة بالرغم من‬
‫األىمية التي قد تعود من حسابو‪.‬‬
‫‪ :Temporellement défini / Time-bound ‬محدد زمنيا‪ :‬أي تحديد فترة‬
‫زمنية لمقياس يستخدم فييا ىذا المؤشر‪.‬‬

‫لكن ثمة مخاطر تكتنف تحديد واستخدام مؤشرات األداء‪ ،‬وأكثر ىذه المخاطر توات ار ىي‪:‬‬
‫( النيج القائم عمى النتائج في إجراء عمميات البرمجة واإلدارة والرصد وتقديم التقارير عمى النحو المطبق‬
‫في اليونسكو‪)2015:42 ،‬‬

‫أبحاث اقتصادية وإدارية‬ ‫‪061‬‬


‫النتائج‪...‬أسموب فعال لالنتقال من التركيز عمى الوسائل في موازنة الدولة إلى التركيز عمى النتائج‬ ‫التسيير المبني عمى‬

‫‪‬عدم وجود مصدر لمبيانات مما يحول دون جمع البيانات الضرورية بطريقة سيمة وفعالة‬
‫التكمفة؛‬
‫‪‬المبالغة في التركيز عمى النتائج المنشودة التي يسيل قياسيا كميا‪ ،‬وذلك عمى حساب‬
‫االىتمام بالنتائج التي تقاس كيفيا‪.‬‬
‫ويمكن إضافة كذلك بعض المخاطر التي يجب أخذىا بعين االعتبار عند إعداد‬
‫المؤشرات‪:‬‬
‫‪‬إعداد مؤشرات كثيرة جدا وغير واضحة‪.‬‬
‫‪‬الخمط بين مختمف مستويات اإلطار المنطقي‪.‬‬
‫‪‬مؤشرات مكمفة في إعدادىا وتطبيقيا الحقا‪.‬‬

‫‪ 2-1-3-2‬أنواع المؤشرات‪:‬‬
‫بالنسبة لئلطار المنطقي‪ ،‬تعتبر ىاتو المؤشرات مباشرة بيدف قياس األداء‪ ،‬وتنقسم إلى ‪:‬‬
‫‪ ‬مؤشرات األثر‪:‬‬
‫أ‪ -‬طويل المدى )‪ (indicateurs d’effet à long terme‬وىي متعمقة‬
‫بالتأثيرات عمى المستفيدين غير المباشرين‪.‬‬
‫وىي‬ ‫ب‪ -‬متوسط المدى )‪(indicateurs d’effet à moyen terme‬‬
‫متعمقة باآلثار عمى المستفيدين المباشرين‪.‬‬
‫وىي متعمقة‬ ‫ج‪ -‬قصير المدى )‪(indicateurs d’effet à cout terme‬‬
‫باآلثار اآلنية عمى المستفيدين المباشرين‪.‬‬
‫‪ ‬مؤشرات المنتوج )‪ (indicateur de produit‬وىي متعمقة بالنتائج‪.‬‬
‫‪ ‬مؤشرات تسمسل العمميات )‪ (indicateurs de processus‬وىي متعمقة‬
‫بالنشاطات‪.‬‬
‫‪ ‬مؤشرات المدخبلت )‪(indicateurs d’intrants‬‬

‫في بعض األحيان‪ ،‬قد يتعذر عمينا قياس المتغيرات بمؤشرات مباشرة‪ ،‬كعدم توفر‬
‫البيانات البلزمة أو أن تكمفة ىاتو المؤشرات مرتفعة جدا‪ ،‬فنمجأ ىنا إلى المؤشرات غير‬

‫‪060‬‬ ‫العدد الثالث والعشرون جوان ‪8108‬‬


‫عبد السميع روينة‬

‫المباشرة (‪ )proxy indicators‬التي تقيس التغيرات الثانوية المرتبطة بالمتغير األساسي‪،‬‬


‫كانخفاض األسعار بصفتو مؤش ار لزيادة اإلنفاق ‪.‬‬
‫‪ 3-1-3-2‬كيفية إعداد المؤشر ‪:‬‬
‫عند الشروع في إعداد المؤشرات‪ ،‬يجب األخذ بعين االعتبار كل البيانات التي تم جمعيا‬
‫من شتى المصادر مع األخذ بعين االعتبار قاعدة ‪ QQT‬والتي تعني ‪:‬‬
‫‪ Quantité / Quantity :Q‬أي الكمية‪.‬‬
‫‪ Qualité / Quality :Q‬النوعية أو الجودة‪.‬‬
‫‪ Temps / Time :T‬الزمن‪.‬‬
‫والمثال الموالي يوضح كيفية إدراج ىاتو العناصر الثبلث عند الشروع في انجاز أي‬
‫مشروع‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)08‬كيفية إعداد المؤشر وفق أسموب ‪QQT‬‬

‫حكٌٍٕ ػذد يٍ األصبحزة فً يدبل انًمبٔالحٍت‬ ‫انًؤشش انمبػذي‬

‫حكٌٍٕ ‪ 20‬أصخبر فً يدبل انًمبٔالحٍت‬ ‫إظبفت انكًٍت‬

‫حكٌٍٕ ‪ 20‬أصخبر فً يدبل انًمبٔالحٍت (‪ 40‬يُٓى‬


‫َضبء) فً حمٍُبث إَشبء انًؤصضبث انصغٍشة ٔانًخٕصطت‪.‬‬ ‫إظبفت انُٕػٍت‬

‫حكٌٍٕ ‪ 20‬أصخبر فً يدبل انًمبٔالحٍت (‪ 40‬يُٓى‬


‫َضبء) فً حمٍُبث إَشبء انًؤصضبث انصغٍشة ٔانًخٕصطت‬
‫خالل فخشة حكٌٍُٕت حذٔو شٓش ( يٍ ‪ 2017/01/01‬إنى‬
‫‪ )2017/01/31‬بحدى صبػً أصبٕػً ٌمذس ة ‪20‬‬ ‫إظبفت انزيٍ‬
‫صبػت‪.‬‬
‫‪ 4-1-3-2‬االستمارة الوصفية لممؤشرات‪:‬‬
‫وىي وثيقة تدرج ضمن دليل المتابعة والتقييم الذي سنراه الحقا‪ ،‬وتتضمن وصفا تفصيميا‬
‫لكل مؤشر يبين عمى الخصوص‪:‬‬

‫أبحاث اقتصادية وإدارية‬ ‫‪068‬‬


‫النتائج‪...‬أسموب فعال لالنتقال من التركيز عمى الوسائل في موازنة الدولة إلى التركيز عمى النتائج‬ ‫التسيير المبني عمى‬

‫‪ ‬التعريف بالمؤشر‪.‬‬
‫‪ ‬المعممات (‪ )paramètres‬التي سيقيسيا‪.‬‬
‫‪ ‬طريقة جمع البيانات وتحميميا‪.‬‬
‫‪ ‬كيفية اختيار العينة ( إن لزم األمر)‬
‫‪ ‬استمارة االستبيان‪.‬‬
‫‪ ‬القيم القاعدية والقيم المستيدفة‪.‬‬

‫‪ 2-3-2‬الجداول األساسية إلعداد نظام المتابعة والتقييم ‪:‬‬


‫تتمثل ىاتو الجداول فيما يمي ‪:‬‬
‫‪ -2‬لوحة القيادة‪.‬‬
‫‪ -3‬دليل المتابعة والتقييم‪.‬‬
‫‪ -4‬مخطط العمل في المتابعة والتقييم‪.‬‬

‫‪ 1-2-3-2‬لوحة القيادة‪:‬‬
‫وىي عبارة عن جدول يتضمن كل مؤشرات المشروع بتفاصيميا ( وحدة القياس‪ ،‬القيم‬
‫القاعدية والمستيدفة والحالية‪ ،‬طريقة جمع البيانات‪ ،‬مصادر التحقق‪ .)...،‬يعد ىذا الجدول‬
‫مباشرة بعد االنتياء من إعداد اإلطار المنطقي‪.‬‬
‫‪ 2-2-3-2‬دليل المتابعة والتقييم‪:‬‬
‫وىي وثيقة تفصيمية عن كيفية‪ ،‬موعد وطريقة عمل نظام المتابعة والتقييم من خبلل جمع‬
‫وتحميل البيانات واعداد التوصيات‪ .‬مع اإلشارة أن ىذا الدليل ال ينصح بو لممشاريع الصغيرة‪.‬‬
‫ويتضمن ىذا الدليل أساسا‪:‬‬
‫‪ ‬التعريف بالظروف السياسية واالقتصادية التي سينجز ضمنيا المشروع‪.‬‬
‫‪ ‬عرض موجز لممشروع‪.‬‬
‫‪ ‬توضيح األىداف المنتظرة من تنفيذ نظام المتابعة والتقييم‪.‬‬
‫‪ ‬شرح المعايير المعتمدة في اختيار المؤشرات‪.‬‬
‫‪ ‬المتابعة المالية لممشروع من خبلل تحميل نسب اإلنفاق‪.‬‬
‫‪ ‬المتابعة التقنية لممشروع من خبلل تحميل مؤشرات التقنية لممشروع‪.‬‬

‫‪061‬‬ ‫العدد الثالث والعشرون جوان ‪8108‬‬


‫عبد السميع روينة‬

‫‪ ‬تحديد تدفقات المعمومات بين جمع البيانات‪ ،‬تحميميا واعداد التوصيات المتعمقة‬
‫بالمتابعة والتقييم‪.‬‬
‫تحديد ميام أعضاء فرقة المشروع وكذا المؤسسات المعنية بتنفيذ المشروع‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد التقارير الدورية‪.‬‬
‫‪ ‬إدراج المبلحق الضرورية مثل االستمارة الوصفية لممؤشرات‪.‬‬

‫‪ 3-2-3-2‬مخطط العمل‪:‬‬
‫وىو وثيقة داخمية خاصة بفريق المشروع وتحديدا لممسؤول عن المتابعة والتقييم ( ال‬
‫يتعمق األمر ىنا بمخطط المشروع السنوي)‪ .‬يعد المخطط لدورة كاممة ( ثبلثي‪ ،‬سداسي‪،‬‬
‫سنوي أو أكثر)‪ .‬ويبرز فقط النشاطات األساسية لممشروع‪ ،‬ويسمح بمتابعتيا‪ .‬يمكن الحديث‬
‫ىنا عن خرائط "‪ "Gant‬أو شبكة "‪ "PERT‬لتسيير المشاريع‪.‬‬
‫لقد فصمنا في التسيير المبني عمى النتائج قدر المستطاع‪ ،‬رغم اعترافنا أنو مازال يحتاج‬
‫إلى مزيد من الشرح والتوضيح لما لو من أىمية بالغة في مختمف اإلصبلحات التي أجرتيا‬
‫بعض الدول عمى مؤسساتيا‪ ،‬ال سيما فيما يتعمق بتسيير مشاريعيا المندرجة ضمن البرامج‬
‫الحكومية والمنضوية بدورىا تحت السياسات العمومية‪ ،‬وحققت نجاحات يمكن قياسيا عبر‬
‫نتائج ممموسة كما كان الشأن في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬بريطانيا وفرنسا‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫يمكن اختصار الثقافة الجديدة في التسييرالعمومي في العبارة التالية ‪ " :‬إدارة تعمل‬
‫أساسا لتمبية حاجات المواطن‪ ،‬بأقل تكمفة وبأداء عالي"‪ .‬وىو ما تطبقو الدول المتقدمة و‬
‫تسعى دوما لمتحسين‪ .‬ولعل اإلضافة الحقيقة التي جاء بيا القانون العضوي المتعمق بقوانين‬
‫المالية في فرنسا مثبل ىو إدخال األداء في عممية إعداد وتنفيذ الموازنة‪ ،‬من خبلل إدراج‬
‫أىداف البرامج ومؤشرات األداء في مشاريع األداء السنوية‪ .‬وىو ما يسمى بالمشاريع السنوية‬
‫لؤلداء المعروفة باسم (‪ ،)les PAP7‬والتي ىي مجموعة من الوثائق التي ترافق مشروع‬
‫قانون المالية أثناء عرضو عمى البرلمان‪ .‬وتتضمن ىاتو تفصيبل لمنتائج المنتظرة من أىداف‬
‫السياسة العمومية‪ ،‬ذلك أنيا تتضمن تحديدا لؤلىداف‪ ،‬اإلستراتيجية‪ ،‬المؤشرات وكذا النتائج‬

‫‪7‬‬
‫‪Projets annuels de perfermance.‬‬

‫أبحاث اقتصادية وإدارية‬ ‫‪064‬‬


‫النتائج‪...‬أسموب فعال لالنتقال من التركيز عمى الوسائل في موازنة الدولة إلى التركيز عمى النتائج‬ ‫التسيير المبني عمى‬

‫المنتظرة من كل برنامج والتي ستقاس الحقا بمناسبة إعداد التقرير السنوي لؤلداء‪ .‬ىاتو‬
‫الوثائق ىي ‪:‬‬
‫المبلحق التفسيرية "الزرقاء"‪ :‬وىي مبلحق الموازنة اإللزامية‪ ،‬والغرض منيا ىو شرح‬
‫مشروع قانون المالية الجبية عن طريق تقديم تفاصيل عن توظيف اإلعتمادات لكل ميمة‬
‫ضمن الموازنة العامة‪ .‬وباعتبارىا جزء ال يتج أز من مشروع الموازنة‪ ،‬يجب أن تودع ىاتو‬
‫المبلحق في نفس الوقت الذي تقدم فيو الحكومة مشروع قانون المالية ‪ .‬يمكن لمبرلمانيين‬
‫تعديل محتوى ىاتو المبلحق عمى غرار مشروع قانون المالية في إطار ممارسة صبلحياتيم‪.‬‬
‫وبمجرد المصادقة عمى قانون المالية‪ ،‬تكتسي ىاتو المبلحق صفة التشريعية أيضا‪.‬‬
‫المبلحق التفسيرية "الصفراء"‪ :‬وتنتج في األساس بناء عمى طمبات البرلمانيين بإعداد‬
‫التقارير‪ .‬وىي تتعمق بمجاالت متنوعة لمغاية (المجيودات المالية لمحكومة لصالح السياسات‬
‫العامة أو الجماعات المحمية‪ ،‬مساىمات الدولة‪ ،‬والجمعيات التي تموليا الدولة‪. ..،‬‬
‫المبلحق التفسيرية "البرتقالية" أو وثائق السياسات التقاطعية وىي التي ال يمكن انجازىا‬
‫ضمن ميمة منفردة بل تشترك فييا عدة و ازرات‪ .‬فيي تتيح تتبع اعتمادات السياسة العامة‬
‫التقاطعية مثل سياسة المدينة‪.‬‬
‫من الواضح أن إعداد موازنة الدولة في إطار تحضير قانون المالية ىو التزام مبني عمى‬
‫النتائج‪...‬‬
‫لم يعد مقبوال البتة أن يقتصر قانون المالية عمى عدد من المواد التي تبرز‬
‫اإلعتمادات الممنوحة لمختمف الو ازرات من جهة‪ ،‬واإليرادات المتوقعة من جهة أخرى‪.‬‬
‫قائمة المراجع ‪:‬‬
‫‪1- DGC, Communication portant sur la réforme de la comptabilité‬‬
‫‪de l’Etat , Décembre 2000, P2.‬‬
‫‪ -2‬النيج القائم عمى النتائج في إجراء عمميات البرمجة واإلدارة والرصد وتقديم التقارير‪ ،‬عمى‬
‫النحو المطبق في اليونسكو‪) 5 :2015 ،‬‬
‫‪-3‬النيج القائم عمى النتائج في إجراء عمميات البرمجة واإلدارة والرصد وتقديم التقارير‪،‬‬
‫عمى النحو المطبق في اليونسكو‪)26 : 2015 ،‬‬
‫‪" -3‬النيج القائم عمى النتائج في إجراء عمميات البرمجة واإلدارة والرصد وتقديم التقارير عمى النحو‬
‫المطبق في اليونسكو‪)5102:63،‬‬

‫‪065‬‬ ‫العدد الثالث والعشرون جوان ‪8108‬‬

You might also like