فضايل رمضان السؤال الاول-WPS Office

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫فضايل رمضان‬

‫شهر رمضان فضائل وواجبات‬

‫السؤال ‪7191 :‬‬

‫شيخ عبدالعزيز‪ ،‬لعله من المناسب أن تتفضلوا بالحديث عن الركن الرابع من أركان اإلسالم‪ :‬صيام رمضان‪ ،‬تحدثونا لو تكرمتم عن هذا‬
‫‪.‬الركن وعن صيامه‪ ،‬ثم هناك بعض األسئلة سيطرحها البرنامج لو تكرمتم‬

‫الجواب‬

‫‪0:00 / 7:50‬‬

‫‪:‬بسم هللا الرحمن الرحيم‪ ،‬الحمد هلل‪ ،‬وصلى هللا وسلم على رسول هللا‪ ،‬وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه‪ ،‬أما بعد‬

‫فقد ثبت عن رسول هللا عليه الصالة والسالم أنه قال‪ :‬بني اإلسالم على خمس‪ :‬شهادة أن ال إله إال هللا وأن محمدًا رسول هللا‪ ،‬وإقام الصالة‪،‬‬
‫وإيتاء الزكاة‪ ،‬وصوم رمضان‪ ،‬وحج البيت‪ ،‬وصيام رمضان ركن عظيم من أركان اإلسالم الخمسة فرضه هللا على عباده في السنة الثانية‬
‫َيا َأُّيَها ‪ :‬من الهجرة‪ ،‬وكان سبحانه وتعالى فرضه مخيرًا‪ ،‬من شاء صام وهو أفضل‪ ،‬ومن شاء أطعم عن كل يوم مسكين وأفطر‪ ،‬كما قال‬
‫اَّلِذ يَن آَم ُنوا ُك ِتَب َع َلْيُك ُم الِّص َياُم َك َم ا ُك ِتَب َع َلى اَّلِذ يَن ِم ْن َقْبِلُك ْم َلَع َّلُك ْم َتَّتُقوَن ۝ َأَّياًم ا َم ْعُدوَداٍت َفَم ْن َك اَن ِم ْنُك ْم َم ِريًضا َأْو َع َلى َس َفٍر َفِع َّد ٌة ِم ْن‬
‫‪َ.‬أَّياٍم ُأَخ َر َو َع َلى اَّلِذ يَن ُيِط يُقوَنُه ِفْد َيٌة َطَع اُم ِم ْس ِكيٍن َفَم ْن َتَطَّوَع َخ ْيًرا َفُهَو َخ ْيٌر َلُه َو َأْن َتُصوُم وا َخ ْيٌر َلُك ْم ِإْن ُك نُتْم َتْع َلُم وَن [البقرة‪]184-183:‬‬

‫فعلى هذه اآلية كان المسلمون من شاء أطعم مسكينًا فأكثر وأفطر‪ ،‬ومن شاء صام والصوم أفضل؛ ولهذا قال‪َ :‬و َأْن َتُصوُم وا َخ ْيٌر َلُك ْم‬
‫[البقرة‪ ،]184:‬ثم فرض عليهم الصيام سبحانه وتعالى في قوله‪َ :‬ش ْهُر َر َم َضاَن اَّلِذ ي ُأنِز َل ِفيِه اْلُقْر آُن ُهًدى ِللَّناِس َو َبِّيَناٍت ِم َن اْلُهَدى َو اْلُفْر َقاِن‬
‫َفَم ْن َش ِهَد ِم ْنُك ُم الَّش ْهَر َفْلَيُص ْم ُه َوَم ْن َك اَن َم ِريًضا َأْو َع َلى َس َفٍر َفِع َّد ٌة ِم ْن َأَّياٍم ُأَخ َر [البقرة‪ ،]185:‬فقوله سبحانه‪َ :‬فَم ْن َش ِهَد ِم ْنُك ُم الَّش ْهَر َفْلَيُص ْم ُه‬
‫[البقرة‪ ]185:‬يعني‪ :‬من حضره صحيحًا مقيمًا وجب عليه الصوم ونسخ التخيير‪ ،‬ومن كان مريضًا ال يستطيع الصوم يشق عليه الصوم أو‬
‫على سفر فله الفطر؛ ولهذا قال‪َ :‬فِع َّد ٌة ِم ْن َأَّياٍم ُأَخ َر [البقرة‪ ] 185:‬يعني‪ :‬فأفطر فعليه عدة من أيام أخر‪ ،‬وهذا من فضله سبحانه وإحسانه‬
‫وتيسيره على عباده؛ ولهذا قال بعدها‪ُ :‬يِريُد ُهَّللا ِبُك ُم اْلُيْس َر َو ال ُيِريُد ِبُك ُم اْلُعْس َر َو ِلُتْك ِم ُلواا اْلِع َّد َة[البقرة‪ ]185:‬يعني‪ :‬بقضاء األيام‪َ ،‬و ِلُتْك ِم ُلوا‬
‫‪.‬اْلِع َّدَة َوِلُتَكِّبُروا َهَّللا َع َلى َم ا َهَداُك ْم َو َلَع َّلُك ْم َتْشُك ُروَن [البقرة‪ ،]185:‬فإذا صام بعد ذلك أكمل العدة بعد برئه من مرضه وبعد رجوعه من سفره‬

‫وقال عليه الصالة والسالم‪ :‬من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه‪ ،‬ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من‬
‫ذنبه‪ ،‬والمعنى‪ :‬من صامه إيمانًا بشرع هللا له وتصديقًا بذلك‪ ،‬واحتساب األجر عنده سبحانه وتعالى ال مجرد تقليده للناس وال رياء‪ ،‬ال‪ ،‬بل‬
‫ويؤمن بأنه فرض عليه شرعه هللا له‪ ،‬فهذا يكون صومه فيه خير عظيم ومن أسباب المغفرة‪ ،‬وهكذا ‪ ،‬يصومه احتسابًا يرجو ما عند هللا‬
‫قيام رمضان عن إيمان واحتساب يكون من أسباب المغفرة‪ ،‬أما من صامه رياء أو تقليدًا للناس أو مجاملة أو ما أشبه ذلك فليس له هذا‬
‫‪.‬الفضل‬

‫ثم الواجب على المؤمن أن يصونه وعلى المؤمنة كذلك أن تصون هذا الصيام من المعاصي‪ ،‬فإن المعاصي تجرحه وتضعف ثوابه‪،‬‬
‫فالواجب على المؤمن وعلى المؤمنة أن يصونا هذا الصيام من سائر المعاصي؛ من الغيبة والنميمة‪ ،‬وأكل الحرام وسائر المعاصي‪ ،‬كل‬
‫واحد يحاسب نفسه فيتقي هللا في كل شيء حتى يبتعد عما يجرح صومه وينقص ثوابه‪ ،‬وقد صح عن رسول هللا عليه الصالة والسالم أنه‬
‫قال‪ :‬من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس هلل حاجة في أن يدع طعامه وشرابه رواه البخاري في صحيحه‪ ،‬وقال عليه الصالة‬
‫والسالم‪ :‬ليس الصيام من الطعام والشراب إنما الصيام من اللغو والرفث‪ ،‬قال بعض السلف‪( :‬إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن‬
‫الكذب والمحارم ودع أذى الجار‪ ،‬وليكن عليك وقار وسكينة‪ ،‬وال تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء)‪ ،‬فالصائم قد فعل عبادة عظيمة‬
‫وتلبس بعبادة عظيمة‪ ،‬وهي سر بينه وبين ربه سبحانه وتعالى فيجب عليه أن يصونها ويحفظها من كل ما يجرحها وينقص ثوابها حتى‬
‫‪.‬يؤديها كاملة‬
‫وهكذا يقول صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه وليلة القدر ليلة عظيمة في العشر األخيرة من‬
‫ِإَّنا َأنَز ْلَناُه ِفي َلْيَلِة اْلَقْد ِر ۝ َوَم ا َأْد َراَك َم ا َلْيَلُة اْلَقْد ِر ۝ َلْيَلُة اْلَقْد ِر َخ ْيٌر ِم ْن َأْلِف َشْهٍر ۝ َتَنَّز ُل ‪ :‬رمضان‪ ،‬شأنها عظيم‪ ،‬قال فيها الرب‬
‫اْلَم الِئَك ُة َو الُّر وُح ِفيَها ِبِإْذ ِن َر ِّبِهْم ِم ْن ُك ِّل َأْم ٍر ۝ َس الٌم ِهَي َح َّتى َم ْطَلِع اْلَفْج ِر [القدر‪ ،]5-1:‬فهذه الليلة ليلة عظيمة العمل فيها واالجتهاد فيها‬
‫بأنواع الخير خير من العمل في ألف شهر مما سواها‪ ،‬وهذا فضل عظيم‪ ،‬وقال فيها سبحانه‪ :‬حم ۝ َو اْلِكَتاِب اْلُم ِبيِن ۝ ِإَّنا َأنَز ْلَناُه ِفي َلْيَلٍة‬
‫ُمَباَر َك ٍة ِإَّنا ُكَّنا ُم نِذ ِريَن ۝ ِفيَها ُيْفَر ُق ُك ُّل َأْم ٍر َحِكيٍم ۝ َأْم ًرا ِم ْن ِع ْنِد َنا ِإَّنا ُكَّنا ُم ْر ِس ِليَن [الدخان‪ ،]5-1:‬فهي ليلة عظيمة تقدر فيها حوادث‬
‫السنة‪ ،‬فينبغي للمؤمن أن يغتنمها أيضًا إذا بلغه هللا العشر األخيرة‪ ،‬وأن يجتهد في هذه العشر بأنواع العبادة من صالة وذكر وقراءة‬
‫‪.‬وصدقات وغير ذلك حتى يفوز بهذه الليلة‪ ،‬والشك أن من قام العشر األخيرة محتسبًا فإنه يدركها والبد؛ ألنها واحدة منها‬

‫فعلينا جميعًا معشر المسلمين من ذكور وإناث أن نعرف لهذا الشهر قدره‪ ،‬وأن نصون صيامنا وقيامنا عما يجرحه من سائر المعاصي‪ ،‬وأن‬
‫نستكثر فيه من أنواع الخير‪ ،‬هذا زمن المسابقة‪ ،‬هذا ميدان السباق بالخير‪ ،‬فينبغي للمؤمن أن يسابق وينافس في هذا الشهر الكريم بأنواع‬
‫الذكر واالستكثار من قراءة القرآن الكريم بالتدبر والتعقل ليًال ونهارًا‪ ،‬واإلكثار من الصدقة‪ ،‬وصلة الرحم‪ ،‬وبر الوالدين‪ ،‬وكثرة االستغفار‬
‫‪.‬والدعاء‪ ،‬وعيادة المريض‪ ..‬إلى غير هذا من وجوه الخير‪ ،‬رزقنا هللا وإياكم االستقامة وبلغنا وإياكم صيامه وقيامه‬

‫‪.‬المقدم‪ :‬اللهم آمين‪ ،‬جزاكم هللا خيرًا‬

‫المصدر برنامج الشيخ عبدالعزيز بن باز‬

You might also like