Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 47

‫مدير‬

‫ألول‬‫ّ‬
‫مـرة‬
‫ّ‬
‫‪1.0‬‬

‫محمد بن سعد العوشن‬


‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫‪2‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫‪3‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫‪4‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫‪‬‬

‫الغاىل الذي تعلمته من قوله ومن فعله‪،‬‬ ‫ي‬ ‫أب‬‫إىل ي‬


‫الحكوم‬
‫ي‬ ‫ومن تجربته العملية يف القطاع‬
‫مع‬
‫الشء الكثي عن اإلدارة‪ ،‬وكان ي‬ ‫والتجاري ً ي‬
‫ومهام‪.‬‬
‫ي‬ ‫تنقالت‬
‫ي‬ ‫بنصائحه دوما يف كل‬
‫ف الكثي من القيم‬ ‫إىل أم الغالية الت غرست ّ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫تنقالت الوظيفية‬
‫ي‬ ‫مع يف كل‬ ‫واألخالق‪ ،‬وكانت ي‬
‫بقلبها وبدعواتها‪.‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫وأرشدت يف مسي يت‪.‬‬
‫ي‬ ‫من حرفا‪،‬‬‫ي‬ ‫إىل كل من عل‬
‫ً‬
‫أهدي لكم هذا الكتاب‪ ،‬مقرونا بخالص‬
‫الدعوات بكم بالتوفيق والرشاد يف الدارين‪.‬‬

‫ّ‬
‫المقر لكم بالفضل‪ :‬محمد بن سعد العوشن‬

‫‪5‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫‪‬‬

‫ً‬
‫تكليف بالعمل (مديرا) كان‬
‫ي‬ ‫لن أقول بأن‬
‫مفاجأة يل‪ ،‬فقد كانت ثمة مؤشات تدل عىل‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫المهمة اليوم أو غدا‪ ،‬يف‬ ‫أنت سأحصل عىل هذه‬ ‫ي‬
‫هذا المكان أو يف غيه‪.‬‬
‫لكنت – مثل كثيين – لم أكن أتوقع أن‬ ‫ي‬
‫تسي األمور بهذا الشكل‪ ،‬وال أن أواجه جملة من‬
‫مع‬‫والت باتت تأكل ي‬ ‫ي‬ ‫المصاعب والمتاعب‪،‬‬
‫وتشب (كما يقال)‪.‬‬
‫تول العمل‬‫ولم تكن التجربة األول يف ي‬
‫اإلداري تجربة يسية‪ ،‬كما لم يكن الطريق إليها‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫محفوفا بالورود دوما‪.‬‬
‫ّ‬
‫فالواحد منا ينتقل يف حياته العملية من‬

‫‪6‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫مكان إل آخر‪ ،‬وربما تول المسئولية عن إدارة‬


‫ُّ‬
‫شخص أو عدد من األشخاص‪ ،‬أو كلف بإدارة‬
‫منظمة أو قطاع بأكمله مت كانت لديه الرغبة أو‬
‫القدرة أو هما معا‪.‬‬
‫تول منصب "المدير"‬ ‫وما من شك أن ي‬
‫يعت اإلقدام عىل خوض تجربة‬ ‫ي‬ ‫ألول مرة‬
‫ً‬
‫جديدة‪ ،‬والمرور بحقل ألغام أحيانا‪ ،‬ووقوع ذلك‬
‫المدير بي تطلعات المسئولي الذين وافقوا عىل‬
‫تعيينه‪ ،‬و متطلبات العاملي الذين ينتظرون منه‬
‫ً‬
‫أمورا متعددة‪ ،‬إضافة إل الطبيعة الفنية للعمل‬
‫ومشكالته وتحدياته‪.‬‬
‫وه تجربة قد تكون عسية يف بداياتها‪،‬‬ ‫ي‬
‫لكنها مبهجة حي يجتاز المرء المهمة بنجاح‪،‬‬
‫ً‬
‫مستصحبا األدوات الالزمة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫وهنا أؤكد بأنه حيثما تكون مخاوفك‪..‬‬


‫تقبع أعظم فرص نجاحك‪ ،‬ألن الكسال الذين‬
‫يؤثرون الراحة والدعة‪ ،‬ويفضلون األمور‬
‫المعتادة عىل األمور الجديدة‪ ،‬سيجتنبون أي‬
‫ً‬
‫تغيي يمكن له الحدوث‪ ،‬طمعا يف الراحة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الجسدية حينا‪ ،‬وخوفا من الفشل حينا آخر‪،‬‬
‫ه اإلقدام‬ ‫فـ(أفضل وسيلة للهجوم عىل الخوف ي‬
‫الشء الذي تخشاه) كما يقول روبن شارما‪.‬‬ ‫عىل ي‬
‫ً‬ ‫الموات ه ر‬
‫ئ‬
‫أكي األماكن أمانا بالنسبة‬ ‫ي‬ ‫و‬
‫للسفن‪ ،‬فال صخور وال شعب مرجانية‪ ،‬وال‬
‫أمواج عاتية‪ ،‬غي أن السفن لم تصنع لتمكث يف‬
‫وتعي عباب‬‫الميناء اآلمن‪ ،‬بل لتجتاز المصاعب‪ ،‬ر‬
‫البحر بكل تحدياته ومخاطره‪ ،‬وهذه ميتها‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الت جعلتها شيئا مهما يف حياة الناس‪.‬‬
‫الرئيسية ي‬

‫‪8‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫واألمر ذاته ينطبق عليك أنت!‪ ،‬إذ ال بد‬


‫ّ‬
‫وتقبل‬ ‫لك من اإلقدام وخوض التجارب‪،‬‬
‫ً‬
‫المهمات‪ ،‬فهذا السلوك يصنع منك شيئا‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫خيتك‪.‬‬ ‫مختلفا‪ ،‬ويصقل شخصيتك و يجود ر‬
‫يقول رونالد اسبورت ‪ (:‬إذا لم تحاول أن تفعل‬
‫شيئا أبعد مما قد أتقنته‪ ،‬فإنك ال تتقدم أبدا)‪،‬‬
‫فافعل واقتحم وبادر واجعل الشجاعة شعارك‪.‬‬
‫شء هو قمة‬ ‫ولتدرك أن (عدم عمل ي‬
‫دائما وتخاطر‬ ‫ً‬ ‫المخاطرة! يجب أن تجرب‬
‫وتغامر ألنه ليس لديك سوى سنوات محدودة‬
‫لتحقيق أحالمك) كما يقول تيدثيز‪.‬‬
‫ً‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فإن ثمة أمورا يجدر أن تقال‬
‫نبع عليه مراعاتها‪ ،‬وأخذها‬ ‫للمدير الجديد‪ ،‬وي ي‬
‫يف حسبانه‪ ،‬ليحقق النجاح يف مسيته الجديدة‪،‬‬

‫‪9‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫وتكون هذه المهمة نقلة حقيقية له يف مجال‬


‫الخية واإلنجاز‪.‬‬
‫ر‬
‫ّ‬
‫ومن أجل هذا سطرت هذه الصفحات‬
‫ً‬
‫بخي يت العملية‪،‬‬
‫ر‬ ‫مستعينا باهلل تعال‪ ،‬ثم‬
‫اءات المتنوعة يف هذا المجال‪ ،‬وقد أجملتها‬ ‫وقر ي‬
‫يف سبعة مداخل مهمة‪.‬‬
‫ويمكنك قراءة هذا الكتاب الصغي‬
‫سلوك مسلك‬‫ي‬ ‫الحال ‪-‬خاصة مع‬ ‫ي‬ ‫بتسلسله‬
‫الت ترى أنك‬‫اإليجاز‪ -‬ويمكنك أن تقرأ الفصول ي‬
‫بأمس الحاجة إليها فحسب‪.‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫وتذكر دوما أن الوقاية خي من العالج‪،‬‬
‫وأن االطالع المسبق عىل هذه التوصيات من‬
‫شأنه أن يجنبك اتخاذ قرار ال يخدم المنظمة‪،‬‬
‫ً‬
‫ثم النكوص عنه غدا‪ ،‬فإل الوصايا‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫‪‬‬

‫ً‬
‫يعيين ـ ــا الخـ ـ ــوف دوم ـ ــا مـ ـ ــن ك ـ ــل جديـ ـ ــد‪،‬‬
‫فالمنصـ ــب الجديـ ــد‪ ،‬والعمـ ــل الجديـ ــد‪ ،‬والمجـ ــال‬
‫اش الجديــد‪ ،‬كلهــا أمــور‬ ‫الجديــد‪ ،‬والتخصــص الــدر ي‬
‫مشــء مــن الخــوف والرهبــة‪،‬‬ ‫يشــعر المــرء تجاههــا ي‬
‫ً‬
‫ويجد نفسه ميددا يف اإلقدام‪.‬‬
‫ـيع يمــر عــىل اإل ســان يف‬ ‫وهــذا الشــعور طبـ ي‬
‫أحــوال مختلفــة‪ ،‬غــي أن النــاجحي يتعــاملون مــع‬
‫ه ـ ـ ــذا الخ ـ ـ ــوف ويض ـ ـ ــعونه يف مكان ـ ـ ــه المناس ـ ـ ــب‪،‬‬
‫ف ـ ـ ـ ــالخوف والت ـ ـ ـ ــوتر – إذا أحس ـ ـ ـ ــن توظيفهم ـ ـ ـ ــا –‬
‫عوامل نجاح ال فشل‪.‬‬
‫يشـع المــرء يف ذلــك العمــل الجديــد‬ ‫فحــي ـ‬

‫‪11‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫مشــء مــن الخــوف والرهبــة‪ ،‬فإنــه ينــدفع‬ ‫ويشــعر ي‬


‫لب ـ ــذل الم ي ـ ــد م ـ ــن الجه ـ ــد والح ـ ــرص واالهتم ـ ــام‪،‬‬
‫وأخـ ــذ األمـ ــر مشـ ــكل أ كـ ـ رـي جديـ ــة‪ ،‬والحـ ــرص عـ ــىل‬
‫ً‬
‫تحقيـ ـ ــق النجـ ـ ــاح‪ ،‬خالفـ ـ ــا ل مـ ـ ــور الـ ـ ـ يـت يأخ ـ ـ ــذها‬
‫ً‬
‫اإل ســان بنــوع مــن االعتيــاد‪ ،‬حيــث تكــون – أحيانــا‬
‫ه سـ ــمة ذلـ ــك‬ ‫‪ -‬الالمبـ ــاالة‪ ،‬والتسـ ــاهل والـ ــيا ي ي‬
‫العمل‪.‬‬
‫ّ‬
‫غــي أن الخــوف – إذا زاد عــن حــده وتجــاوز‬
‫ً‬
‫ـيع– يص ـ ــبً عائق ـ ــا دون الب ـ ــدء يف‬ ‫منس ـ ــوبه الطب ـ ـ ي‬
‫الكثــي مــن األعمــال والمشــاري ــع الجديــدة‪ ،‬ويصــبً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بدال من أن يكون دافعا للنجاح‪.‬‬ ‫بوابة للفشل‪،‬‬
‫ً‬
‫ب ــل إن هن ــاك لونـ ـا آخ ــر م ــن أل ــوان الخ ــوف‬
‫الجادين‪ ،‬وهو "الخوف من النجاح"!‬ ‫ّ‬
‫يض‬
‫ولعل ـ ــك تتعج ـ ــب م ـ ــن أن يك ـ ــون ثم ـ ــة م ـ ــن‬

‫‪12‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫يخاف من النجـاح‪ ،‬والحقيقـة أن ذلـك موجـود يف‬


‫الواقـ ـ ـ ــع‪ ،‬إذ يحسـ ـ ـ ــب الـ ـ ـ ــبع حسـ ـ ـ ــابات كثـ ـ ـ ــية‬
‫للمســتقبل ال ــذي ينتظ ــره بع ــد النج ــاح‪ ،‬والتبع ــات‬
‫ً‬
‫الميتبــة عليــه‪ ،‬فيشــعر أنــه لــيس أهــف لهــا‪ ،‬فتجــده‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫خائفا من الفشل وخائفا من النجاح يف آن واحد‪،‬‬
‫ً‬
‫و تراه محجما عن الم يد من الخطوات الموصلة‬
‫للهدف ل يـي ال ي رـيز ويظهـر ويعـرف لـدى اآلخـرين‪،‬‬
‫وهو شعور يجب تجاهله بالكلية وعدم االلتفـات‬
‫ـع الج ــاد الطمـ ــوح للوص ــول إل أعـ ــىل‬ ‫إلي ــه‪ ،‬والسـ ـ ي‬
‫درجـ ـ ــات النج ـ ـ ـاح‪ ،‬وتحمـ ـ ــل ميقت ـ ـ ــه المتوقع ـ ـ ــة‪،‬‬
‫فالفرق بي اإل سان الناجً واآلخرين – كما يقول‬
‫روبـ ـ ــن شـ ـ ــارما‪ ( -‬لـ ـ ــيس نقـ ـ ــص القـ ـ ــوة‪ ،‬وال نقـ ـ ــص‬
‫المعرفة‪ ،‬وإنما نقص اإلرادة) ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫‪‬‬

‫قــد يبــدو للمــدير الجديــد بعــد الرؤيــة األول‬


‫ّ‬
‫للعم ـ ـ ــل ال ـ ـ ــذي كلـ ـ ـ ـف بإدارت ـ ـ ــه أن يق ـ ـ ــوم بـ ـ ـ ــإجراء‬
‫تغي ــيات جوهري ــة ع ــىل هيكلي ــة العم ــل‪ ،‬وأس ــلوب‬
‫التنفيذ‪ ،‬وكيفية توزي ــع المهام‪ ،‬ونحوها‪.‬‬
‫مش ــوعة يف الع ــرف‬ ‫ـ‬ ‫وتعت ـ رـي عملي ــة التغي ــي‬
‫اإلداري‪ ،‬وموريـ ــة يف بعـ ـ األحـ ــايي‪ ،‬وبخاصـ ــة‬
‫إذا كـ ــان لـ ــدى المـ ــدير "الجديـ ــد" الخـ ـ رـية الكافيـ ــة‪،‬‬
‫والقدرة عىل تقييم العمل بصورة متوازنة‪.‬‬
‫ً‬
‫لك ـ ــن التغي ـ ــي يواج ـ ــه – دوم ـ ــا – ب ـ ــالتخوف‬
‫والتشــكك مــن قبــل فــرق العمــل الموجــودة‪ ،‬وينــت‬
‫عنــه مقاوم ــة داخلي ــة خفي ــة ومعلن ــة‪ ،‬ومح ــاوالت‬

‫‪14‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫ً‬
‫ه‪ ،‬حفاظـ ــا عـ ــىل‬ ‫مسـ ــتميتة إلبقـ ــاء األوضـ ــاع ًكمـ ــا ي‬
‫ً‬
‫المكتس ــبات الس ــابقة وطلب ــا للراح ــة‪ ،‬وخوف ــا م ــن‬
‫حصول الضر نتيجة هذا التغيي المرتقب‪.‬‬
‫وهذا االختالف بي رغبة المدير‪ ،‬ومقاومة‬
‫الفريـ ــق تتسـ ــبب يف شـ ــوب الـ ــياع وإيجـ ــاد النفـ ــرة‬
‫ل ـ ــدى الع ـ ــاملي يف المنظم ـ ــة‪ ،‬وق ـ ــد يج ـ ــد الم ـ ــدير‬
‫ً‬
‫نفسـ ــه إذ ذاك وحيـ ــدا‪ ،‬وربمـ ــا أصـ ــيب باإلحب ـ ــا ‪،‬‬
‫ورأى أن المفــاهيم اإلداريــة الـ يـت قرأهــا واســتوعبها‬
‫ليست واقعية وال يمكن تطبيقها‪.‬‬
‫فوصيت للمدير الجديد أن يتوقف‬ ‫ي‬ ‫لذا‬
‫ً‬
‫الكيى يف‬ ‫قليف‪ ،‬ويتأمل قبل إجراء التغييات ر‬
‫المنظمة‪ ،‬يك ال يضطر إل اتخاذ القرارات‬
‫المتعجلة‪ ،‬ثم الياجع عنها تحت وطأة‬
‫الضغو أو مسبب الحصول عىل معلومات‬

‫‪15‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫إضافية فيصبً حينها يف موقف ضعيف‪ ،‬وتهي‬


‫مكانته‪ ،‬وتضعف الثقة بقراراته لدى العاملي‪.‬‬
‫كمــا أن التغيــي المتعجــل الــذي يــتم اتخــاذه‬
‫قب ــل اتض ــاح ال ــرؤى‪ ،‬وحص ــول ال ــتالحم م ــع ف ــرق‬
‫الشخيـ للمـدير‪،‬‬
‫ي‬ ‫العمل يتسبب يف عدم القبـول‬
‫ـات وحـ ــب العمـ ــل‪،‬‬ ‫ممـ ــا يفقـ ــد العـ ــاملي روح التفـ ـ ي‬
‫األمـ ــر الـ ــذي يـ ــؤدي إل ضـ ــعف المخرجـ ــات وقلـ ــة‬
‫اإلنت ــاج‪ ،‬ب ــرغم م ــا ق ــد يب ــدو م ــن االل ــيام الظ ــاهري‬
‫الت تم إقرارها‪.‬‬ ‫بأوقات العمل واألنظمة الجديدة ي‬
‫لـ ــذا كانـ ــت خـ ــي وصـ ــية للمـ ــدير الجديـ ــد أن‬
‫يقو ب حداوواات الرغبوول درو ل موواس ي موواس ‪،‬‬
‫مـ ــع الحـ ــرص عـ ــىل كسـ ــب قلـ ــوب العـ ــاملي مع ـ ــه‬
‫وتقوي ـ ــة ص ـ ــلته به ـ ــم‪ ،‬وتع يـ ـ ـ ثق ـ ــتهم بأنفس ـ ــهم‪،‬‬
‫ومحاولة االستصالح قبل إجراء التغيـي‪ ،‬وااللـيام‬

‫‪16‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫باالستشـ ـ ـ ــارة‪ ،‬وأخـ ـ ـ ــذ ال ـ ـ ـ ـرأي‪ ،‬وإشـ ـ ـ ــعار الجميـ ـ ـ ــع‬


‫بالمس ـ ـؤولية المشـ ــيكةا فـ ــإذا تبـ ــي للمـ ــدير بعـ ــد‬
‫ذلـ ـ ـ ــك مورة إجـ ـ ـ ـراء التغيـ ـ ـ ــي‪ ،‬وحتميتـ ـ ـ ــه‪ ،‬فإنـ ـ ـ ــه‬
‫حين ــذاك يتخـ ــذ قـ ـراره ويج ــري التغيـ ــي المطلـ ــوب‬
‫بكل ع م‪.‬‬
‫ّ‬
‫ولتذكر مقولة جيم روبن الرائعة ‪ ( :‬لكل‬
‫جهد منظم عائد مضاعف )‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫‪‬‬

‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تح ــدث بعـ ـ الكلم ــات المح ــدودة م ــا ال‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تحدث ــه الكت ــب الط ــوال أحيان ــا‪ ،‬وق ــد قـ ـرأت كتيب ــا‬
‫صـ ــغي الحجـ ــم بـ ــالؤ النفـ ــع أسـ ــماه مؤلفـ ــه (جبـ ــل‬
‫ً‬ ‫القرود)‪ّ ،‬‬
‫فغي يت كثيا‪.‬‬
‫والكت ـ ــاب ب ـ ــرغم قل ـ ــة ص ـ ــفحاته وإيج ـ ــاز‬
‫عباراتــه يتحــدث عــن مفهــوم إداري رائــع وجميــل‪،‬‬
‫وهو ما يمكن إيجازه بـعدم قبـول الم يـد مـن مهـام‬
‫اآلخ ــرين أو تنفي ــذها نياب ــة ع ــنهم‪ ،‬إذ يش ــي مؤل ــف‬
‫الكتـ ــاب إل أن لكـ ــل شـ ــخص قـ ــروده الخاصـ ــة بـ ــه‬
‫(والقــرد هنــا يقصــد بــه‪ :‬المهمــة أو الواجــب) والـ يـت‬
‫يجـ ــب عليـ ــه أن يتعامـ ــل معهـ ــا إمـ ــا بإطعـ ــام القـ ــرد‬

‫‪18‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫وتعـ ـ يـت إنجـ ــاز المهمـ ــة‪ ،‬أو دفـ ــع القـ ــرد لمـ ــن يقـ ــوم‬
‫وتعت تفوي المهمة للغي‪ ،‬وإما يقتـل‬ ‫ي‬ ‫بإطعامه‪،‬‬
‫وتعت االعتذار ورف المهمة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫القرد‪،‬‬
‫ّ‬
‫وتحــدث المؤلــف عــن خطــورة قبــول قــرود‬
‫اآلخـ ــرين واستضـ ــافتها يف مكتبـ ــك أو ميلـ ــك‪ ،‬ألن‬
‫ذلــك يعـ يـت أنــك بعــد مــدة وجــية ستشــعر بالضــيق‬
‫الش ــديد م ــن تك ــاثر الق ــرود ل ــديك وازدح ــام مكـ ــان‬
‫عملـ ــك بهـ ــا‪ ،‬مـ ــع تمتـ ــع اآلخـ ــرين بـ ــالفرا والراحـ ــة‬
‫وعــدم اال شــغال مســبب لجــوء قــرودهم الخاصــة‬
‫بهم إل مكتبك!‬
‫والحــل – هاهنــا – أن تمتنـع مــن إدخــال أي‬
‫قرد إل مكتبك إال مع صاحبه‪ ،‬بحيث يأخذ قرده‬
‫معـ ـ ــه عنـ ـ ــد خروجـ ـ ــه‪ ،‬فـ ـ ــإن تمكنـ ـ ــت مـ ـ ــن إرسـ ـ ــال‬
‫ق ـ ـ ــرودك لأخ ـ ـ ــرين ف ـ ـ ــذلك أم ـ ـ ــر حس ـ ـ ــن‪ ،‬حيـ ـ ـ ــث‬

‫‪19‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫سينش ـ ــغلون هـ ـ ــم ب ـ ــأداء مهامـ ـ ــك‪ ،‬وه ـ ــو مـ ـ ــايمكن‬


‫ً‬
‫تسميته إداريا بـ (التفوي )‪.‬‬

‫تجربت مع القرود‪:‬‬‫ي‬ ‫*‬


‫حــي ق ـرأت هــذا الكتيــب‪ ،‬أجريــت مراجعــة‬
‫ـدتت شي ـ ـ ــع التقب ـ ــل لمه ـ ــام‬
‫ـوم ًفوج ـ ـ ي‬
‫ـلوك الي ـ ـ ي‬
‫لس ـ ـ ي‬
‫اآلخــرين‪ ،‬حريصــا عــىل إرضــائهم‪ ،‬وعــدم تحمــيلهم‬
‫اءت له ــذا‬
‫هم ــوم العم ــل وتكاليف ــه‪ ،‬لكن ـ يـت بع ــد قـ ـر ي‬
‫الكتــاب عقــدت الع ـ م عــىل الــتخلص الفــوري مــن‬
‫إل‬ ‫كافــة القــرود‪ ،‬فناديــت كــل زميــل ســبق أن أوكــل ي‬
‫ي‬
‫مهمة من مهامه فاتفقـت معـه عـىل أحـد خيـارين‪:‬‬
‫ً‬
‫فنقيـ ـ‬
‫ي‬ ‫إم ــا أن ننج ـ المهم ــة س ــويا مش ــكل ف ــوري‬
‫بذلك عىل القرد‪ ،‬وإمـا إن يأخـذ مهمتـه (قـرده) إل‬
‫أدربــه عــىل كيفيــة التعامــل مــع‬ ‫مكتبــه‪ ،‬والبــأس أن ّ‬

‫‪20‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫ذلك القرد وترويضه‪.‬‬


‫ً‬
‫وحي صـنعت ذلـك أحسسـت أن كثـيا مـن‬
‫الهم ـ ــوم الـ ـ ـ يـت كن ـ ــت أحملهـ ـ ــا تج ـ ــاه (المهـ ـ ــام غـ ـ ــي‬
‫المنج ة) قد ولت إل غي رجعة‪ ،‬وصار كـل واحـد‬
‫مــن زمــال ئ يت يشــعر بــأن هــذه مهامــه وليســت مهــام‬
‫اآلخ ــرين‪ ،‬وأن علي ــه أن يتحم ــل المس ــئولية كامل ــة‬
‫تجاهه ــا‪ ،‬ويك ــون دوري ه ــو – فق ـ – التأك ــد م ــن‬
‫قيــام ك ــل واح ــد م ــنهم ب ــدوره ع ــىل الوج ــه األكم ــل‪،‬‬
‫أت يف كيفية إنجاز المهمة‪.‬‬ ‫واإلشارة عليهم بر ي ي‬
‫و ظلل ـ ـ ــت أردد لك ـ ـ ــل م ـ ـ ــن يستش ـ ـ ــي يت م ـ ـ ــن‬
‫الم ــوظفي‪ ( :‬ه ــذا ق ــردك‪ ..‬تف ــاهم مع ــه بالطريق ــة‬
‫ـغلت بق ـ ــرودك فل ـ ــدي م ـ ــا‬ ‫ال ـ ـ يـت تناس ـ ــبك‪ ،‬وال تش ـ ـ ي‬
‫يكفيت من القرود)‪.‬‬ ‫ي‬

‫‪21‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫وبعـ ـ ــد مـ ـ ــدة يسـ ـ ــية مـ ـ ــن تطبيـ ـ ــق سياسـ ـ ــة‬
‫ـلوت‬
‫(تهج ــي الق ــرود) رأي ــت أثره ــا الكب ــي ع ــىل أس ـ ر ي‬
‫اإلداري العم ـ يـىل‪ ،‬وودت ل ــو عل ــم ك ــل م ــدير جدي ــد‬
‫وطبقه‪.‬‬ ‫بهذا المفهوم الجميل ّ‬

‫‪22‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫‪‬‬

‫يع ــرض للم ــدير – ولغ ــيه – يف أثن ــاء العم ــل‬
‫كث ـ ـ ـ ــي م ـ ـ ـ ــن المش ـ ـ ـ ــكالت‪ ،‬ويقاب ـ ـ ـ ــل الكث ـ ـ ـ ــي م ـ ـ ـ ــن‬
‫األش ـ ـ ـ ــخاص ذوي الطب ـ ـ ـ ــائع المختلف ـ ـ ـ ــة‪ ،‬كم ـ ـ ـ ــا أن‬
‫ً‬
‫مجري ـ ــات الحي ـ ــاة تتض ـ ــمن ع ـ ــددا م ـ ــن المص ـ ــائب‬
‫والهم ــوم والن ــوازل المتنوع ــة‪ ،‬ويتف ــاوت الن ــاس يف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تع ـ ـ ــاملهم معه ـ ـ ــا تفاوت ـ ـ ــا كب ـ ـ ــيا‪ ،‬فثم ـ ـ ــة أش ـ ـ ــخاص‬
‫يظهـ ـ ــرون مشـ ـ ــاعرهم‪ ،‬ويعـ ـ ـ رـيون عنهـ ـ ــا بوضـ ـ ــوح‪،‬‬
‫وثم ــة آخ ــرون يكبت ــون مش ــاعر األش والحـ ـ ن يف‬
‫ً‬
‫أنفس ــهم وال يظه ــرون منه ــا ش ــيئا‪ ،‬فتعم ــل عمله ــا‬
‫وف‬ ‫الش ـ ـ ـ ـ ـ ــء يف تفك ـ ـ ـ ـ ـ ــيهم واهتم ـ ـ ـ ـ ـ ــامهم‪ ،‬ب ـ ـ ـ ـ ـ ــل ي‬
‫ي‬
‫أجس ـ ــامهم‪ ،‬كمـ ـ ــا أنهـ ـ ــا تضـ ـ ــفهم عـ ـ ــن الكثـ ـ ــي ممـ ـ ــا‬

‫‪23‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫يفيدهم‪ ،‬لذا يحسن التعامل مع هذه الضغو و‬


‫التقلي ـ ـ ــل م ـ ـ ــن اآلث ـ ـ ــار الس ـ ـ ــلبية له ـ ـ ــا‪ ،‬م ـ ـ ــن خ ـ ـ ــالل‬
‫"التنفيس عن النفس" مشـكل منـتظم‪ ،‬وذلـك مـن‬
‫خالل وسائل شت‪ ،‬ومن بينها‪:‬‬
‫‪ -1‬ب ــث الهم ــوم ل ه ــل وال ـ مالء بالح ــديث‬
‫معهــم‪ ،‬واإلفضــاء إلــيهم بمــا يف الــنفس‪ ،‬ومــا يشــعر‬
‫بـ ــه المـ ــرء م ـ ــن آالم وصـ ــعوبات‪ ،‬فـ ــذلك اإلفض ـ ــاء‬
‫يعمـ ـ ــل عـ ـ ــىل تخفيـ ـ ــف المصـ ـ ــيبة‪ ،‬والتهـ ـ ــوين مـ ـ ــن‬
‫ش ــأنها‪ ،‬ويش ــعر المتح ــدث بع ــد ه ــذه الفضفض ــة‬
‫بالكثي من الراحة‪ ،‬ولذا قال الشاعر‪:‬‬
‫مروءة‬
‫ٍ‬ ‫والبد من شكوى إل ذي‬
‫يواس ــيك أو يس ــليك أو يتوجـعُ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وهمك إل ربك‬ ‫وال شك أن بث شكواك‬
‫وف‬
‫ع وجل يف خلوتك‪ ،‬وعىل سجادتك‪ ،‬ي‬

‫‪24‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫ً‬ ‫ر‬
‫أخينا‬ ‫ساعات سكون الخلق أنفع وأكي أثرا لذا ر‬
‫هللا تعال عن حال نقيه يعقوب عليه السالم‬
‫بت وح يت إل هللا)‪.‬‬ ‫ر‬
‫بقوله‪( :‬قال إنما أشكو ي‬
‫‪ -2‬الكتابـ ـ ــة الخطيـ ـ ــة للمشـ ـ ــاعر الحقيقيـ ـ ــة‬
‫الـ ـ يـت تصـ ــول وتجـ ــول داخـ ــل الـ ــنفس‪ ،‬كـ ــأن تكتـ ــب‬
‫رسالة موجهـة للشـخص الـذي قـام باإلسـاءة إليـك‬
‫ً‬ ‫أو ّ‬
‫قضـ ـ يف التعام ــل مع ــك‪ ،‬وأي ــا ك ــان مـ ـ ل الورقـ ــة‬
‫ً‬
‫المكتوب ـ ــة‪ ،‬وه ـ ــل س ـ ــيتم إرس ـ ــالها فع ـ ــف أم س ـ ــيتم‬
‫تم يقه ــا ف ــإن األم ــر س ــيان‪ ،‬ذل ــك أن الكتاب ــة بح ــد‬
‫االنفعال المجرب‪.‬‬
‫ي‬ ‫ذاتها لون من ألوان التفري ــؤ‬
‫وق ــد أك ــدت بعـ ـ الدراس ــات النفس ــية أن‬
‫التعبـ ــي عـ ــن المشـ ــاعر السـ ــلبية بالكتابـ ــة يخفـ ــف‬
‫األحمــال ويـ ي ــً الكثــي مــن الهمــوم‪ ،‬ويســاعد عــىل‬
‫ان ــدمال الجراح ــات النفس ــية وي ــدفع شور م ــرض‬

‫‪25‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫االكتئ ــاب‪ ،‬ويجع ــل الم ــرء يف حال ــة نفس ــية جي ــدة‬
‫تمكنه من التعامل مع مشكالته مشكل أفضل‪.‬‬
‫‪ -3‬المكاشـ ــفة والمصـ ــارحة مـ ــع مـ ــن يكـ ــون‬
‫ً‬
‫س ـ ـ ــقبا للمش ـ ـ ــكلة أو ذا عالق ـ ـ ــة به ـ ـ ــا‪ ،‬ألن الكتم ـ ـ ــان‬
‫المس ــتمر‪ ،‬واب ــتالع الغص ــص واألخط ــاء واحتماله ــا‬
‫يج ــب أن يق ــف عن ــد ح ــد مع ــي ال يج ــاوزه‪ ،‬وق ــد‬
‫تثمــر تلــك المكاشــفة اتضــاح مـ رـيرات مقنعــة ألحــد‬
‫الطـ ــرفي‪ ،‬أو جوانـ ــب مـ ــؤثرة يف الموقـ ــف بحيـ ــث‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ينقلــب الحـ ن فرحــا والغــيت محبــة وتقــديرا‪ ،‬وقــد‬
‫تكش ــف المص ــارحة ص ــالح ني ــة الفاع ــل‪ ،‬وحس ــن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مقصـده‪ ،‬أو أنـه كـان مكرهــا عـىل فعلـه مج رـيا عليــه‬
‫فيخف أثر المشكلة مشكل كبي‪.‬‬
‫تقول سارة ليتقنون ‪ (:‬إن السالم الذي‬
‫تصل إليه بعد التعبي عن مشاعر الغضب‬

‫‪26‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫وفهمها يكون أقرب لالستمرار‪ ،‬ولكن السالم‬


‫الت‬
‫النات عن الكبت فهو مثل الهدنة المسلحة ي‬
‫تنته يف أي وقت)‬ ‫ي‬ ‫قد‬
‫‪ -4‬تخص ـ ـ ـ ــيص بعـ ـ ـ ـ ـ األوق ـ ـ ـ ــات للراح ـ ـ ـ ــة‬
‫وف أثنــاء‬ ‫واالســتجمام والــيوي ــً عــن الــنفس بعــد ي‬
‫أوقـ ــات الجـ ــد والعم ـ ــل‪ ،‬إذ يـ ــتم يف تلـ ــك األوق ـ ــات‬
‫تبــديل المشــاعر‪ ،‬و ســيان الهمــوم‪ ،‬وتغيــي الحالــة‬
‫النفسـ ـ ــية مشـ ـ ــكل كبـ ـ ــي‪ ،‬شيطـ ـ ــة أن يعـ ـ ـ ّـود المـ ـ ــرء‬
‫نفسـ ـ ـ ــه عـ ـ ـ ــىل االنغمـ ـ ـ ــاس يف وقـ ـ ـ ــت الراحـ ـ ـ ــة دون‬
‫تنغيصـ ــها بإعـ ــادة التفكـ ــي فيمـ ــا وقـ ــع‪ ،‬واسـ ــيجاع‬
‫الماض‪.‬‬
‫ي‬ ‫شي‬
‫إن م ـ ـ ــن المه ـ ـ ــم أن نحس ـ ـ ــن التعام ـ ـ ــل م ـ ـ ــع‬
‫المش ــكالت ال ـ يـت تؤرقن ــا وتتس ــبب يف إيج ــاد القل ــق‬
‫ل ـ ــدينا م ـ ــن خ ـ ــالل ه ـ ــذه الط ـ ــرق وس ـ ــواها‪ ،‬وأن ال‬

‫‪27‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫ـاض ال ــذي‬ ‫ر‬


‫ستس ــلم للقل ــق وك ــية التفك ــي يف الم ـ ي‬
‫ً‬
‫انقي ـ ـ ـ ول ـ ـ ــم نع ـ ـ ــد نمل ـ ـ ــك تجاه ـ ـ ــه خي ـ ـ ــارا‪ ،‬أو يف‬
‫المســتقبل الــذي لــم يقــع بعــد وهــو غيــب ال يعلــم‬
‫ـلت مــؤذن‬ ‫مــا يقــع فيــه إال هللا‪ ،‬فــذلك التفكــي السـ ر ي‬
‫بالعدي ــد م ــن األمـ ـراض النفس ــية والعل ــل الص ــحية‬
‫مــا لــم نتــدارك األمــر مــن بدايتــه‪ ،‬ونقــوم بــالتنفيس‬
‫عن أنفسنا بالطرق المناسبة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫‪‬‬

‫اعتـاد كـل منــا عـىل مجموعــة مـن "األفعــال"‬


‫و"األق ـ ـ ــوال" و"الس ـ ـ ــلوكيات" يف يوم ـ ـ ــه وليلت ـ ـ ــه‪،‬‬
‫وص ــارت تل ــك األفع ــال س ــهلة يس ــية تح ــدث من ــه‬
‫دون تكل ــف أو مش ــقة‪ ،‬وم ــا ذلــك إال ألنه ــا انتقل ــت‬
‫ـالواي وصـ ــارت‬ ‫ي‬ ‫ـواي إل العقـ ــل الـ ـ‬
‫مـ ــن العقـ ــل الـ ـ ي‬
‫عادة بعد أن كانت الياما‪.‬‬
‫وه ــذا االنتق ــال م ــن ح ــال التكل ــف إل ح ــال‬
‫مت بالفعــل أو‬ ‫االلــيام الـ ي‬ ‫التلقائيــة يحــدث بمجــرد‬
‫ً‬
‫القــول ومواصــلة ذلــك حينــا مــن الــدهر‪ ،‬ويتحــدث‬
‫المختصـ ــون يف تطـ ــوير الـ ــذات عـ ــن قاعـ ــدة الـ ـ ـ‪21‬‬
‫ً‬
‫يومـ ــا‪ ،‬الـ ـ يـت يشـ ــيون فيهـ ــا إل أن االسـ ــتمرار عـ ــىل‬

‫‪29‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫ً‬
‫س ـ ــلوك مح ـ ــدد لم ـ ــدة ‪ 21‬يوم ـ ــا متواص ـ ــلة كفي ـ ــل‬
‫ً‬
‫بتعويـ ــد الـ ــنفس عليـ ــه وجعلـ ــه ج ـ ـ ءا مـ ــن أفعالهـ ــا‬
‫التلقائيـ ـ ــة مـ ـ ــت صـ ـ ــاحب ذلـ ـ ــك قناعـ ـ ــة بالسـ ـ ــلوك‬
‫وأهميته‪.‬‬
‫واألم ـ ــر ذات ـ ــه يق ـ ــال ع ـ ــن الص ـ ــفات الخ ـ ــية‬
‫واألفع ــال الحمي ــدة كاف ــة‪ ،‬ف ــإذا ع ـ ّـود الم ــرء نفس ــه‬
‫عــىل االســتيقاي يف ســاعة معينــة أو النــوم فيهــا‪ ،‬أو‬
‫ع ـ ـ ـ ــىل أداء الواجب ـ ـ ـ ــات يف أوقاته ـ ـ ـ ــا المطلوب ـ ـ ـ ــة‪ ،‬أو‬
‫التلطــف يف الحــديث وانتقــاء أطايــب الكــالم‪ ،‬فإنــه‬
‫يفع ـ ـ ـ ــل تل ـ ـ ـ ــك األش ـ ـ ـ ــياء دون ش ـ ـ ـ ــعور بالتع ـ ـ ـ ــب أو‬
‫التكلــف‪ ،‬ومــن هــذا مــا ورد عــن بع ـ الســلف أنــه‬
‫جاه ــد نفس ــه ع ــىل قي ــام اللي ــل س ــني عدي ــدة ث ــم‬
‫ارتــاح بعــد ذلــك وأصــبً يســتيقت لقيــام الليــل مــن‬
‫تلقاء ذاته دون الحاجة إل منبه خار ر ي ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫فخـ ـ ــي مـ ـ ــا يصـ ـ ــنعه الراغـ ـ ــب يف النجـ ـ ــاح أن‬
‫يع ـ ّـود نفس ــه ع ــىل الس ــلوكيات اإلداري ــة الحمي ــدة‪،‬‬
‫ويليم بأدائها مشكل متواصل دون تراجع أو ملل‪،‬‬
‫فتصــبً ه ــذه الســلوكيات ع ــادة مألوفــة‪ ،‬وس ــجية‬
‫طبيعية‪.‬‬
‫والعـ ـ ـ ــادات – يف بـ ـ ـ ــدايتها– تشـ ـ ـ ــبه الخـ ـ ـ ــي‬
‫ـف ال ـ ــدقيق‪ ،‬فكلم ـ ــا ت ـ ــم تكـ ـ ـرار ه ـ ــذا الس ـ ــلوك‬ ‫الخ ـ ـ ي‬
‫المؤســس للعــادة أضــيفت قــوة لهــذا الخــي حــت‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يصبً حبف بعد أن كان خيطا رفيعـا‪ ،‬ومـع التكـرار‬
‫ً‬
‫يص ــي ه ــذا الحب ــل متين ــا اليمك ــن الفك ــاك من ــه كم ــا‬
‫يقول "أوريسون سوت"‪.‬‬
‫وعن ــدما تعت ــاد عـ ــىل الس ــلوكيات اإليجابيـ ــة‬
‫وترس ــخها فإنـ ــك تبـ ــدأ مسـ ــية النجـ ــاح الحقيقيـ ــة‪،‬‬
‫ذلــك أن النج ــاح ه ــو نتــاج تطبي ــق سلســلة طويل ــة‬

‫‪31‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫م ــن سـ ـلوكيات الن ــاجحي‪ ،‬وال ــيام طوي ــل الم ــدى‬
‫بالقواعـ ـ ــد المنظمـ ـ ــة للنجـ ـ ــاح والمنثـ ـ ــورة يف سـ ـ ــي‬
‫الناجحي ومؤلفاتهم‪ ،‬فأغلب ما يعيق الطامحي‬
‫ويفش ـ ـ ــل مس ـ ـ ــيتهم‪ :‬ملله ـ ـ ــم يف بداي ـ ـ ــة الطري ـ ـ ــق‪،‬‬
‫وت ــركهم (االل ــيام واالس ــتمرار) يف فع ــل م ــا يفعل ــه‬
‫النـ ــاجحون عـ ــادة‪ ،‬ذل ـ ــك أن الصـ ـ رـي عـ ــىل األفع ـ ــال‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الخية والصحيحة حـت تصـبً سـلوكا طبيعيـا أمـر‬
‫لــيس باليســي‪ ،‬ولــذا فــإن الــذين يســتمرون يف درب‬
‫النجــاح ويصــلون للهــدف قليــل يف مقابــل األعــداد‬
‫ّ‬
‫الضخمة الراغبة يف ذلك‪ ،‬ومـرد كثـي مـن ذلـك إل‬
‫الق ــدرة ع ــىل التحمـ ــل والص ـ رـي واالل ــيام‪ ،‬والوقـ ــت‬
‫ال ــذي يسـ ــتطيع المـ ــرء فيـ ــه مقاومـ ــة ميـ ــل الـ ــنفس‬
‫للراحة والدعة والسكون واإلخالد إل األرض‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫‪‬‬

‫أحــد المح ــاذير الك ـ رـيى ال ـ يـت يمك ــن له ــا أن‬
‫ت ـ ـ ــودي ب ـ ـ ــالمرء بع ـ ـ ــد تس ـ ـ ـ ّـنمه القي ـ ـ ــادة واإلدارة ‪..‬‬
‫ش ــعوره بأن ــه ق ــد وص ــل إل ّ‬
‫القم ــة‪ ،‬وأن ــه بل ــؤ م ــن‬
‫ـف‪ ،‬والحقيقــة أن مــا يجهلــه‬ ‫المعرفــة والعلــم مــا يكـ ي‬
‫المــرء مــن المعــارف والعلــوم يف مجــال اختصاصــه‬
‫تميـ دون‬ ‫أكي مما يعرف‪ ،‬وأن الوقـت واألعمـار‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫أن يبلـؤ المـرء اإلحاطـة بتلــك العلـوم‪ ،‬ولهـذا فأحــد‬
‫الرك ــائ ال ـ يـت يج ــب ع ــىل الم ــدير أن ال ي ــتخىل عنه ــا‬
‫مهمـ ــا كانـ ــت األسـ ــباب والمعـ ــاذير‪ ،‬أن يقـ ــوم عـ ــىل‬
‫تط ــوير ذات ــه‪ ،‬ب ــالقراءة‪ ،‬واالس ــتماع‪ ،‬والمش ــاهدة‪،‬‬
‫والمص ـ ـ ـ ــاحبة‪ ،‬وال ي ـ ـ ـ ــارة‪ ،‬وال ـ ـ ـ ــدورات التدريقي ـ ـ ـ ــة‪،‬‬

‫‪33‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫ومجموع ـ ـ ـ ــات االهتم ـ ـ ـ ــام‪ ،‬ومتابع ـ ـ ـ ــة الحس ـ ـ ـ ــابات‬


‫والمواق ـ ـ ـ ــع المختلف ـ ـ ـ ــة ال ـ ـ ـ ـ يـت تق ـ ـ ـ ــدم المعرف ـ ـ ـ ــة أو‬
‫التجربـ ــة‪ ،‬ويـ ــتعلم الكثـ ــي عـ ــن األدوات الحديثـ ــة‪،‬‬
‫واألسـ ـ ـ ــاليب الجديـ ـ ـ ــدة‪ ،‬ويقتـ ـ ـ ــبس مـ ـ ـ ــن تجـ ـ ـ ــارب‬
‫األقـ ـ ـران مـ ـ ــا يحقـ ـ ــق لـ ـ ــه الفائـ ـ ــدة‪ ،‬فـ ـ ــالحق ضـ ـ ــالة‬
‫ّ‬
‫المؤمن‪ ،‬أت وجدها فهو أول بها‪.‬‬
‫ويف ــيض بالم ــدير أن ال يق ــف ع ــن مس ــية ال ــتعلم‬
‫ً‬
‫ه مهم ـ ــة مس ـ ــتمرة م ـ ــادام يف‬ ‫ي‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫‪،‬‬‫ـا‬ ‫ه ـ ــذه إطالق ـ ـ‬
‫جسـده عـرق ينـب ‪ ،‬ومـع المح رـية إل المق رـية كمــا‬
‫يقال‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫‪‬‬

‫اإلج ـ ــازة يف حقيقته ـ ــا تعت ـ ـ رـي عملي ـ ــة ت ـ ــرميم‬


‫شاملة للنفس والجسـد‪ ،‬تتضـمن إصـالح الخلـل‪،‬‬
‫المعوج‪ ،‬وإعطـاء‬ ‫ّ‬ ‫وتفقد جوانب النقص‪ ،‬وتعديل‬
‫ً‬
‫الـ ـ ـ ــنفس راحـ ـ ـ ــة بعـ ـ ـ ــد طـ ـ ـ ــول عنـ ـ ـ ــاء‪ ،‬واسـ ـ ـ ــتجماما‬
‫كد وعمل متواصل طوال العام‪.‬‬ ‫ّ‬
‫واسيخاء بعد‬
‫تأت لتعوض النقص‬ ‫ومن ثم فاإلجازة ي‬
‫الحاصل يف تلبية حاجات النفس والجسد خالل‬
‫الحقيف إال‬
‫ي‬ ‫أيام العمل والجد‪ ،‬وال يشعر بطعمها‬
‫ً‬
‫باف أيامه منهمكا يف خضم العمل‪ ،‬أما‬ ‫من كان يف ي‬
‫النائمون طوال العام‪ ،‬ممن ال يحملون بي‬
‫جنباتهم أي اهتمامات أو مشاري ــع‪ ،‬الذين أعطوا‬
‫أجسادهم كل ما تريد من راحة ومتعة واسيخاء‪،‬‬

‫‪35‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫تشته‪ ،‬فليس هناك من‬ ‫ي‬ ‫وأعطوا أنفسهم كل ما‬


‫جديد يرونه يف اإلجازة‪ ،‬بل ربما أصبحت اإلجازة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يف أنظارهم هما وغما لتواصل الفرا بالفرا ‪،‬‬
‫فيى الواحد منهم يفرح النتهائها‪ ،‬ويسعد‬
‫ً‬
‫بانقضائها‪ ،‬خالفا للناجحي الذين يضعون‬
‫الت تجمع بي حصول الراحة‬ ‫ي‬ ‫ألنفسهم الخط‬
‫واليفيه واالستجمام واالسيخاء من جهة‪ ،‬وبي‬
‫الت لم تكن لتنج‬ ‫إنجاز مشاريعهم الشخصية ي‬
‫لوال هذا التفر ‪ ،‬إذ إنهم ال يرون يف األعمال‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ويعتيونها منحة‬ ‫ر‬ ‫والمشاري ــع تكليفا بل تشيفا‪،‬‬
‫يعتيها غيهم محنة وبلية‪.‬‬ ‫حي ر‬
‫فـاليم – أيهــا المــدير ‪ -‬بأخــذ إجــازة منتظمــة‬
‫مـ ــن عملـ ــك‪ ،‬بـ ــرم فيهـ ــا وقتـ ــك‪ ،‬وأع ـ ـ نفسـ ــك‬
‫ً‬
‫حقه ــا م ــن الراح ــة والس ــكون‪ ،‬واقتط ــع ج ـ ءا منه ــا‬

‫‪36‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫لالستطالع والسفر‪ ،‬والتغيي يف المأكل والمشـب‬


‫ً‬
‫والملــبس‪ ،‬وأع ـ أهلــك مــن وقتــك نصــيبا تــدخل‬
‫ـنو معــرفتهم‪ ،‬واجعــل مــن‬ ‫بــه الشــور علـًـيهم‪ ،‬وتـ ي‬
‫وقت ـ ــك نص ـ ــيبا آخ ـ ــر للتفك ـ ــر والتأم ـ ــل والمراجع ـ ــة‬
‫للمسـ ـ ــية‪ ،‬والتخطـ ـ ــي للمسـ ـ ــتقبل‪ ،‬فبهـ ـ ــا تحلـ ـ ــو‬
‫اإلجازة وت دان وتتحقق فائدتها المثىل‪.‬‬

‫* اإلجازات القصية‪:‬‬
‫تعت ـ رـي اإلج ــازات القص ــية المفعم ــة بالج ــدة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫والحداثـ ــة أ كـ ـ رـي فائـ ــدة وأق ـ ــوى أث ـ ـرا – مـ ــن وجه ـ ــة‬
‫نط ـ ــري‪ -‬فاإلج ـ ــازة الطويل ـ ــة تع ـ ـ ّـود اإل س ـ ــان ع ـ ــىل‬
‫الكس ــل والخم ــول‪ ،‬وتك ـ ّـره إلي ــه الع ــودة إل العم ــل‬
‫م ـ ــرة أخ ـ ــرى‪ ،‬وتحت ـ ــاج إل عم ـ ــل مكث ـ ــف يس ـ ــبقها‬
‫لتس ــليم المش ــاري ــع واألعم ــال القائم ــة‪ ،‬إض ــافة إل‬

‫‪37‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫أن أيامه ـ ــا تم ـ ــر دون أن يش ـ ــعر ص ـ ــاحبها بأن ـ ــه ق ـ ــد‬
‫استمتع فيها بما يريد‪.‬‬
‫واألمــر مختلــف يف "اإلجــازات القصــية" إذ‬
‫ي ـ ــتم استش ـ ــعار أيامه ـ ــا‪ ،‬وجدول ـ ــة الم ـ ــرح والراح ـ ــة‬
‫أكي دقة مما يجعل الشـخص‬ ‫والسفر فيها مشكل ر‬
‫يشــعر بكــل يــوم يمــر‪ ،‬ويحــس ربيكــة اليــوم وألــوان‬
‫المتع ـ ــة واليفي ـ ــه ال ـ ـ يـت يمك ـ ــن عمله ـ ــا خ ـ ــالل ه ـ ــذا‬
‫وه ال تحتاج إل ترتيب مسـبق ل عمـال‬ ‫الوقت‪ ،‬ي‬
‫القائمـ ــة لـ ــديك قبـ ــل أخـ ــذ اإلجـ ــازة‪ ،‬إذ شعـ ــان مـ ــا‬
‫يعــود إل عملــه الســتكماله‪ ،‬كمــا أن العــودة للعمــل‬
‫أكي سهولة عىل النفس وأيش‪.‬‬ ‫تكون ر‬
‫ويمك ـ ـ ــن أن تخص ـ ـ ــص ك ـ ـ ــل إج ـ ـ ــازة قص ـ ـ ــية‬
‫لقضــاء أمــر مــن األمــور‪ ،‬أو زيــارة منطقــة لــم يســبق‬
‫زيارتهــا‪ ،‬أو بلــد جديــد يختلــف عــن البلــد الم ـ ار يف‬

‫‪38‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫ً‬
‫اإلج ــازة الس ــابقة‪ ،‬مم ــا يع ـ يـت تغي ــيا أ ك ـ رـي يف حج ــم‬
‫ً‬
‫االسـ ــتفادة م ـ ــن اإلج ـ ــازة‪ ،‬وه ـ ــو م ـ ــا يع ـ ـ ي ش ـ ــعورا‬
‫الت نقضيها يف اإلجازة خالل العام‪.‬‬ ‫بطول األيام ي‬
‫فـ ـ ــإن كـ ـ ــان زمـ ـ ــام إجازتـ ـ ــك بيـ ـ ــدك‪ ،‬وكانـ ـ ــت‬
‫وجهتك قريبة‪ ،‬فج ّـرب اإلجـازات القصـية ( ‪ 8‬إل‬
‫‪ 10‬أي ــام)‪ ،‬وس ــتجد أن ــك تع ــود بنش ــا وحماس ــة‬
‫أكي من ذي قبل‪ ،‬وهو رأي مجـرب‪ ،‬وإن‬ ‫وتجديد ر‬
‫كان األمر كما قيل‪( :‬لكل امرئ من أمره ما تعودا)‬

‫ً‬
‫* اإلجازة ليست فراغا‪:‬‬
‫الراحة واالسيخاء وإعطاء النفس‬
‫ً‬
‫مرادها أمر مهم فعف‪ ،‬لكن توظيف اإلجازة‬
‫لتحقق األهداف المحددة أمر مهم كذلك‪،‬‬
‫فهناك حاجة لتقسيم أوقات اإلجازة لتحمل بي‬

‫‪39‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫ً‬
‫طياتها ج ءا للراحة والنوم واالسيخاء بعد الكد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫والتعب‪ ،‬وج ءا للقراءة والتأمل واالطالع‪ ،‬وج ءا‬
‫لالستكشاف واالطالع‪ ،‬وأج اء أخرى لصلة‬
‫الرحم وإدخال الشور عىل األهل واألبناء‬
‫واألقارب‪.‬‬
‫ً‬
‫ويمكن أن تصبً اإلجازة منطلقا لبناء‬
‫الذات‪ ،‬يف الجوانب الروحية‪ ،‬والمعرفية‪،‬‬
‫وه بهذا‬ ‫ي‬ ‫وف مجال العالقات‪،‬‬ ‫والثقافية‪ ،‬ي‬
‫حقيف‪ ،‬لكنه من نوع آخر‪،‬‬
‫ي‬ ‫االعتبار وقت عمل‬
‫يتمي بدرجة أعىل من الحرية يف تنظيمه وإدارته‬
‫وتوجيه لتحقيق األهداف الفردية‪.‬‬

‫* اإلجازة والنوم الطويل‪:‬‬


‫يعتقد كثيون أنهم كلما زادوا من‬

‫‪40‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫أكي‪ ،‬وهذا‬ ‫صحيا مشكل ر‬


‫ً‬ ‫ساعات النوم كان ذلك‬
‫خاط – كما يقول أهل الطب‪-‬إذ لو كنت‬ ‫ئ‬ ‫اعتقاد‬
‫تنام مدة خمس ساعات بالليل فق ‪ ،‬وتشعر‬
‫تعات من‬‫ي‬ ‫التال فإنك ال‬
‫ي‬ ‫يف اليوم‬ ‫بالنشا‬
‫مشكالت يف نومك‪.‬‬
‫وقد أظهرت عدد من الدراسات أن ثمة‬
‫بكية النوم‪ ،‬ومنها مرض‬ ‫ر‬ ‫مشاكل طبية ترتب‬
‫السكري‪ ،‬والسمنة‪ ،‬والصداع‪ ،‬وآالم الظهر‪،‬‬
‫واالكتئاب‪ ،‬وأمراض القلب‪ ،‬بل إن معدالت‬
‫الوفيات لهم أعىل بكثي من األشخاص الذين‬
‫ثمات ساعات كل ليلة‪.‬‬ ‫ينامون من سبع إل ي‬
‫ينبع التعامل مع (النوم) بوصفه‬ ‫ي‬ ‫ولهذا‬
‫ً‬
‫حاجة للجسم البد من تحقيقها‪ ،‬ال باعتباره لونا‬
‫من المتعة يتم االستكثار منها‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫غي إطار تفكيك) ‪:‬‬ ‫* بعد انقضاء اإلجازة ( ّ‬


‫يشــعر الكثــيون عنــد عــودتهم إل أعمــالهم‬
‫مشـ ــء مـ ــن الك بـ ــة‬
‫بعـ ــد انقضـ ــاء اإلجـ ــازة السـ ــنوية ي‬
‫ج ـ ـراء تحم ـ ــل الهم ـ ــوم والمش ـ ــكالت الناش ـ ــئة ع ـ ــن‬
‫بدايــة العمــل وانتهــاء وقــت الراحــة‪ ،‬وهــذا الشــعور‬
‫ً‬
‫ال يغي من واقع الحال شيئا‪ ،‬فاإلجازة قد انتهت‪،‬‬
‫والعمل قد أقبل شئنا أم أبينا‪.‬‬
‫فم ــت فرغ ــت م ــن إجازت ــك‪ ،‬ف ــاحرص ع ــىل‬
‫ـأت للعم ـ ــل ب ـ ــروح جدي ـ ــدة‪ ،‬مليئ ـ ــة بالحيوي ـ ــة‬‫أن ت ـ ـ ي‬
‫والنشـا ‪ ،‬والرغبــة يف النجــاح والتجديــد وإحــداث‬
‫التغي ـ ــي‪ ،‬واالس ـ ــتفادة م ـ ــن ه ـ ــذا اله ـ ــدوء يف إع ـ ــادة‬
‫النظ ـ ــر يف طبيع ـ ــة األعم ـ ــال ال ـ ـ يـت تمارس ـ ــها مش ـ ــكل‬
‫روتيـ يـت‪ ،‬والتفكــي يف طرائــق التجديــد الـ يـت يمكنــك‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫جميف‪.‬‬ ‫لتضف عىل العمل الممل طعما‬ ‫ي‬ ‫تنفيذها‬

‫‪42‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫إن ــك بـ ــذلك تصـ ــنع مـ ــن الليمـ ــون الحـ ــام‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شاب ـ ــا حل ـ ــوا‪ ،‬فإنن ـ ــا مهم ـ ــا تح ـ ــدثنا ع ـ ــن حموض ـ ــة‬
‫الليمـ ـ ــون وصـ ـ ــعوبة تجرعـ ـ ــه فلـ ـ ــن يخفـ ـ ــف ذلـ ـ ــك‬
‫ً‬
‫الح ـ ــديث م ـ ــن طع ـ ــم الليم ـ ــون ش ـ ــيئا‪ ،‬ول ـ ــن تح ـ ــل‬
‫المش ــكلة‪ ،‬غ ــي أن وض ــع قط ــع الس ــكر ع ــىل ذل ــك‬
‫العصـ ــي الحـ ــام يمكنـ ــه أن يحـ ــل المشـ ــكلة‪ ،‬ف ـ ـ ـ‬
‫ً‬
‫(العق ــل ق ــادر ع ــىل أن يص ــنع م ــن الجح ــيم نعيم ــا‪،‬‬
‫ً‬
‫ويصنع من النعيم جحيما ) كما يقول مولتون‪.‬‬
‫إذا فالحــل يف تغيــي تصــوراتك القديمــة عــن‬
‫عملـ ـ ـ ــك ورتابتـ ـ ـ ــه وإماللـ ـ ـ ــه‪ ،‬و اتخـ ـ ـ ــاذ عـ ـ ـ ــدد مـ ـ ـ ــن‬
‫الخط ـ ـ ــوات العملي ـ ـ ــة إلض ـ ـ ــفاء الس ـ ـ ــكر‪ ،‬وس ـ ـ ــتجد‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نفسك وقد أصبحت ر‬
‫إقباال و شاطا وإنتاجا‪.‬‬ ‫أكي‬
‫تريش ـ ‪ ( :‬يب ــدأ ك ــل تحس ــن يف‬ ‫ي‬ ‫يق ــول ب ـراين‬
‫حياتك بتحسي تصوراتك)‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫‪‬‬

‫يف نهاية هذا المطاف القصي‪ ،‬أتمت أن‬


‫ً‬
‫تكون وجدت شيئا من بغيتك‪ ،‬وأن تكون تلك‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫الصفحات قدمت لك شيئا من المعرفة‬
‫الت تعينك عىل تحقيق النجاح‬‫والتجربة العملية ي‬
‫يف مهمتك الجديد‪.‬‬
‫ً‬
‫وأدرك تماما أن أبواب التعلم والمعارف يف‬
‫ً‬
‫شأن اإلدارة كثية جدا‪ ،‬وأنك بحاجة للقراءة‬
‫المتواصلة‪ ،‬والشجاعة عىل اتخاذ القرارات‬
‫الت حان وقتها‪ ،‬وأن هذا الكتاب إنما‬ ‫المناسبة ي‬
‫هو جرعة مهمة موج ة يف هذا السياق‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫ً‬
‫منحتت إياه‪،‬‬
‫ي‬ ‫الذي‬ ‫الثمي‬ ‫وقتك‬ ‫لك‬ ‫ا‬
‫ر‬ ‫شاك‬
‫أحرف هذه‪..‬‬
‫ي‬ ‫لقراءة‬
‫ّ‬
‫كما أسعد بكل نقد هادف‪ ،‬أو اقياح بناء‪،‬‬
‫ّ‬
‫أو قول مأثور‪ ،‬أو تجربة عملية‪ ،‬يمكنها أن تعظم‬
‫أكي ثمرة لمن يصل إليه‪.‬‬‫فائدة الكتاب‪ ،‬وتجعلها ر‬
‫مت كل الحب والتقدير ‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ولك ي‬

‫محمد‬

‫‪45‬‬
‫مـرة‬
ّ ‫ألول‬
ّ ‫مدير‬



:‫المدونة‬
www.binoshan.com
:‫ال رييد‬
binoshan@gmail.com
:‫اسألت‬
‫ي‬
http://ask.fm/binoshan
:‫أخي يت‬
‫ر‬
http://sayat.me/binoshan
: ‫بضاحة‬
/https://binoshan.sarahah.com

46
‫مـرة‬
‫ألول ّ‬
‫مدير ّ‬

‫‪ ‬إهداء‪3.............................................‬‬
‫‪ ‬مقدمة مهمة‪6....................................‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬أوال‪ :‬تعامل مع الخوف‪11.....................:‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬ثانيا ‪ :‬التغيي المدروس‪14.....................:‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬ثالثا‪ :‬مهام اآلخرين‪18......................... :‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬رابعا‪ :‬مورة التنفيس‪23...................... :‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬خامسا‪ :‬عــادات النجاح‪29.....................:‬‬
‫ً‬
‫سادسا ‪ّ :‬‬
‫طور ذاتك ‪33..........................‬‬ ‫‪‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬سابعا ‪ :‬اإلجازة المثالية ‪35......................‬‬
‫‪ ‬الخاتمة ‪44........................................‬‬
‫‪ ‬للتواصل ‪46.......................................‬‬
‫‪ ‬فهرس المحتويات ‪47............................‬‬

‫‪47‬‬

You might also like