Professional Documents
Culture Documents
الصيام 20240318 221446 ٠٠٠٠
الصيام 20240318 221446 ٠٠٠٠
صوم شهر رمضان من كل عام هو الصوم المفروض عىل المسلمين ،باإلجماع لألئمة
االربعة ،وهو أحد أركان اإلسالم الخمسة ،وأفضل أنواع الصوم؛ للحديث القديس بلفظ:
«وما تقرب إيل عبدي بيشء أحب إيل مما فرضت عليه» ،حيث أن أداء الفرائض أحب
األعمال إىل هللا.
وفرض يف السنة الثانية من الهجرة النبوية ،قال البهويت« :فرض يف السنة الثانية من
الهجرة ،إجماعا ،فصام النيب ﷺ :تسع رمضانات إجماعا».
واألصل يف وجوب صومهَ﴿ :يا َأُّيَه ا اَّلِذ يَن ءآَم ُنوا ُكِتَب َع َلْيُكُم الِّص َياُم ﴾..اآلية ثم تعين صوم
شهر رمضان بآيةَ﴿ :فَم ن َش ِه َد ِم نُكُم الَّش ْه َر َفْلَيُص ْم ُه ﴾ وحديث« :بين اإلسالم عىل خمس».
وذكر منها« :صوم رمضان» .ويجب صوم شهر رمضان إما برؤية الهالل ،أو باستكمال شهر
شعبان ثالثين يوما عند تعذر رؤية هالل رمضان .ويجب عىل كل مسلم ،مكلف بالغ عاقل،
مطيق للصوم ،صحيح ،مقيم ،غير معذور .وال يصح إال من مسلم ،كما يشترط لصحته
شروط منها :نقاء المرأة من الحيض والنفاس .ويختص صوم رمضان بخصوصية فضيلة
الوقت من طلوع الفجر الثاين ،إىل غروب الشمس .وصوم رمضان يكفر الذنوب لمن صامه
إيمانا واحتسابا.
وكان فرض الصيام أول ما فرض عىل المسلمينَ﴿ :،يا َأُّيَه اَّلِذ يَن ءآَم ُنوا ُكِتَب َع َلْيُكُم الِّص َياُم ﴾
وكان يف ابتداء فرضه :مقدرا يف أيام معدودات ،يه« :شهر رمضان» ،ثم بين هللا ذلك
بقوله تعاىلَ﴿ :فَم ن َش ِه َد ِم نُكُم الَّش ْه َر َفْلَيُص ْم ُه ﴾ .وقوله تعاىلُ﴿ :كِتَب َع َلْيُكُم الِّص َياُم ﴾ دل
عىل الفرضية ،بلفظُ﴿ :كِتَب ﴾ بمعىن :فرض هللا عليكم الصيام ،وخطاب التكليف للمكلفين
الذين آمنوا أي :صدقوا بالله ورسوله وأقروا .وقول هللا تعاىلَ﴿ :كَم ا ُكِتَب َع ىَل اَّلِذ يَن ِم ن
َقْبِلُكْم ﴾ بمعىن :اإلخبار أن الصوم كان مفروضا يف الشرائع السابقة.
وقد كان المسلمون قبل فرض صوم رمضان :يصومون يوم عاشوراء ،ويف الحديث« :عن
عائشة ريض هللا عنها قالت :كانت قريش تصوم عاشوراء يف الجاهلية ،وكان رسول هللا ﷺ
يصومه ،فلما هاجر إىل المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض شهر رمضان قال" :من شاء
صامه ومن شاء تركه"» .وهذا االخير عن عاشوراء
لصوم شهر رمضان فضائل كثيرة ،ومن فضائل الصوم فيه اختصاصه بأداء فرضه ،حيث أن
التقرب إىل هللا بالفرض من أعظم القربات ،وصوم شهر رمضان كفارة للذنوب لمن صامه
إيمانا بالله وتصديقا بثوابه وإخالصا له فيه ،وطلبا للمثوبة ،فقد روى البخاري« :عن أيب
هريرة ريض هللا عنه قال :قال رسول هللا ﷺ« :من صام رمضان إيمانا واحتسابا ،غفر له ما
تقدم من ذنبه»».
ويف رواية« :من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا ُغ فر له ما تقدم من ذنبه ،ومن قام ليلة القدر
إيمانًا واحتسابًا ُغ فر له ما تقدم من ذنبه» ألن الصوم إنما يكون بنية التقرب إىل هللا ،والنية
شرط يف وقوعه.
ومن فضائل صوم شهر رمضان أن هللا أعد للصائمين الثواب الجزيل ،وتتنزل عليهم الرحمة
فيه وتفتح أبواب الجنة ،ويف الحديث« :عن أيب هريرة رىض هللا تعاىل عنه أن رسول هللا
ﷺ قال :إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة».
و«عن أيب هريرة رىض هللا تعاىل عنه يقول :قال رسول هللا ﷺ :إذا دخل شهر رمضان فتحت
أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين».
و«عن أيب هريرة قال :قال رسول هللا ﷺ :أتاكم شهر رمضان ،شهر مبارك فرض هللا عليكم
صيامه ،تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم ،وتغل فيه مردة الشياطين ،لله
فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم».
خديجة الومغاري