Professional Documents
Culture Documents
الصين ضرورة المرحلة لدول الشرق الأوسط رؤية
الصين ضرورة المرحلة لدول الشرق الأوسط رؤية
نهضة الحرير
بقلم عدنان محمود عبد
عالم السياسة والمال في القرن الحادي والعشرين أصبحت ل ه قوانين ه الخاص ة وال تي ال
تتالءم بالضرورة مع ما كان سائد في القرن الماضي فكما قواعد الحرب والسلم الع المي
تغيرت كث يرًا بع د س يطرة اإلره اب على بعض المن اطق بالش رق األوس ط ,فالسياس ة
واالقتصاد تغيرت ضوابطها في ظ ل التط ور االقتص اد الع المي حالي ًا ,ه ذا التغ ير ل ه
دالالت أولها اليد العاملة و االستهالك العالمي للمنتجات في الدول الرأسمالية أض افة الى
التط ور التكنل وجي لالتص االت والمعلوم ات ال ذي ب دأ يفك ك نظ ام احتك ار المعلوم ات
والتقنيات الالزمة للصناعة والعمليات اإلنتاجية التي ك انت حك رًا على ال دول المعروف ة
بالص ناعية ,من هن ا وبع د تجرب ة مري رة خاض تها ال دول النامي ة م ع ال دول المتقدم ة
بمحاولة لتقليص الفجوة بينهما في االقتصاد والصناعة والتقدم العلمي ,واستمرت التبعية
االقتصادية والتكنلوجية دون تقدم حقيقي وهذا ما جعل العديد من الدول النامي ة او الع الم
الثالث التفكير بإيجاد توازن على األق ل ,من خالل التوج ه نح و الص ين للحص ول على
شراكة عادلة ومنصفة بين الط رفين ,ه ذا التوج ه نتج عن إمكاني ة مت وفرة ل دى الص ين
ناتجة عن القفزة الهائلة باالقتصاد الصيني والتقدم التكنلوجي والصناعي ومن هن ا ب دأت
العديد من الدول األفريقية النامية ودول الشرق األوس ط الغني ة الى التوج ه نح و الص ين
لبناء شراكة منصفة لتكون الصين الركيزة األساس ية لمس اعدة ال دول النامي ة لبن اء ب نى
تحتية متقدمة لتالئم متطلبات الصناعة والتق دم االقتص ادي بع د فش ل الغ رب او تقاعس ه
عن تق ديم هك ذا ن وع من الش راكة ,وب ذلك ف أن الق درات العلمي ة والص ناعية والبش رية
المتوفرة لدى الصين تعد فرصة ال تعوض امام دول الشرق األوسط الغنية من أجل البدء
بالفعل بإيجاد بنى تحتية مادية وبشرية واقتص ادية لتتكام ل ه ذه الب نى إليج اد األرض ية
المناس بة النطالق عص ر النهض ة الص ناعية واالقتص ادية ل دى دول الش رق األوس ط
وافريقيا ,هذا التكامل بين الب نى ومتطلب ات عص ر النهض ة الص ناعية واالقتص ادية لن
يتأتى بتوفير الب نى التحتي ة المادي ة والبش رية ذاته ا فق ط فبعض ال دول ق د تت وفر معظم
القدرات البنيوية لقيام صناعة واقتصاد متقدم ولكنها مازالت غ ير مكتمل ة بعملي ة تكام ل
المتطلبات هذا التكام ل مثال ال يمكن إقام ة ص ناعة في ظ ل تخل ف الم وارد البش رية او
تخلف القطاع المصرفي وب العكس م ا لفائ دة من م وارد بش رية متعلم ة وم اهرة بغي اب
المصانع ,الخ
والسؤال األهم هن ا م ا هي الم يزة ال تي تق دمها الص ين ل دول الش رق األوس ط وافريقي ا
لتصبح الشريك األساسي بعملية البناء والصناعة واالقتصاد
والحقيقة ان الصين أدركت الحاجة الفعلية لدول الشرق األوسط وافريقيا بشراكة منص فة
ومتكاملة فبعد عقود وسنوات طويلة من استغالل الغرب لدول الش رق األوس ط وافريقي ا
بتحويلها الى أسواق مزدهرة لمنتجاتهم دون تقدم يذكر لدول الشرق األوسط وافريقي ا في
النم و الص ناعي او االقتص ادي باس تثناء االم ارات العربي ة والس عودية والل ذان م ازاال
بمنتصف الطريق والحقيقة يبدو انهما اقصد االمارات والسعودية أدرك ا أهمي ة الش راكة
مع الصين ولذلك توجها اليها بصدر رحب وكان ختامها القمة العربية الصينية
فاللص ين ق درات بش رية هائل ة ال يمكن وص ف أهميته ا ,فبفض ل االقتص اد الص يني
المسيطر عليه من الدولة و االكتفاء الذاتي تعد العمالة الصينية رخيص ة ومناس بة لس وق
العم ل مم ا ي تيح ل دول الش رق األوس ط وافريقي ا االس تعانة بالعمال ة الص ينية الم اهرة
والمتدربة إلقامة مشاريع مشتركة وإستراتيجية وهذا ما ال تقدمه الشركات الغربية ,كم ا
يمكن تدريب العمال ة المحلي ة باالس تعانة ب الخبرات الص ينية مم ا س يجعل انتق ال التق دم
العلمي والمعرفي من الصين الى الشرق األوس ط وافريقي ا س هال وسلس ل وفي حال ة من
التوافق والتكامل بين عملية بناء البنى التحتية وبين ما تحتاجه ه ذه الب نى من تق دم علمي
وعمالة متعلمة ومتدربة ,كل هذا سيكون على قدم وساق ومتزامن مع تطوير القطاع ات
األخرى التي تدعم عملية النهض ة الص ناعية واالقتص ادية من خالل تط وير القطاع ات
المصرفية والتعليمية والصحية والبيئة القانونية إضافة الى االس تقرار السياس ي للمنطق ة
ككل ,وبدا ه ذا جلي ًا في القم ة العربي ة الص ينية م ؤخرًا وم ا تبعه ا من تق ارب س عودي
إيراني مما يعيد المنطقة او بالحقيقة يهيئ المنطقة الى عصر (نهض ة الحري ر) اذا ص ح
تعبيري من خالل تكتل اقتصادي شرق اوسطي ليكون عاص مة التق اء الغ رب في اورب ا
مع الصين فمن كان يتصور ان طري ق الحري ر المزع وم مج رد طري ق فعلي ه مراجع ة
قراءته للموض وع ,فالعملي ة تحت اج الى بن اء رص ين ومتماس ك ,ص ناعي واقتص ادي
وسياسي وامني ليكون توازن اقتصادي عالمي جديد.