Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫الصين ضرورة المرحلة لدول الشرق األوسط رؤية (‪ 25‬عام)‬

‫نهضة الحرير‬
‫بقلم عدنان محمود عبد‬
‫عالم السياسة والمال في القرن الحادي والعشرين أصبحت ل ه قوانين ه الخاص ة وال تي ال‬
‫تتالءم بالضرورة مع ما كان سائد في القرن الماضي فكما قواعد الحرب والسلم الع المي‬
‫تغيرت كث يرًا بع د س يطرة اإلره اب على بعض المن اطق بالش رق األوس ط ‪ ,‬فالسياس ة‬
‫واالقتصاد تغيرت ضوابطها في ظ ل التط ور االقتص اد الع المي حالي ًا ‪ ,‬ه ذا التغ ير ل ه‬
‫دالالت أولها اليد العاملة و االستهالك العالمي للمنتجات في الدول الرأسمالية أض افة الى‬
‫التط ور التكنل وجي لالتص االت والمعلوم ات ال ذي ب دأ يفك ك نظ ام احتك ار المعلوم ات‬
‫والتقنيات الالزمة للصناعة والعمليات اإلنتاجية التي ك انت حك رًا على ال دول المعروف ة‬
‫بالص ناعية ‪ ,‬من هن ا وبع د تجرب ة مري رة خاض تها ال دول النامي ة م ع ال دول المتقدم ة‬
‫بمحاولة لتقليص الفجوة بينهما في االقتصاد والصناعة والتقدم العلمي ‪ ,‬واستمرت التبعية‬
‫االقتصادية والتكنلوجية دون تقدم حقيقي وهذا ما جعل العديد من الدول النامي ة او الع الم‬
‫الثالث التفكير بإيجاد توازن على األق ل ‪ ,‬من خالل التوج ه نح و الص ين للحص ول على‬
‫شراكة عادلة ومنصفة بين الط رفين‪ ,‬ه ذا التوج ه نتج عن إمكاني ة مت وفرة ل دى الص ين‬
‫ناتجة عن القفزة الهائلة باالقتصاد الصيني والتقدم التكنلوجي والصناعي ومن هن ا ب دأت‬
‫العديد من الدول األفريقية النامية ودول الشرق األوس ط الغني ة الى التوج ه نح و الص ين‬
‫لبناء شراكة منصفة لتكون الصين الركيزة األساس ية لمس اعدة ال دول النامي ة لبن اء ب نى‬
‫تحتية متقدمة لتالئم متطلبات الصناعة والتق دم االقتص ادي بع د فش ل الغ رب او تقاعس ه‬
‫عن تق ديم هك ذا ن وع من الش راكة‪ ,‬وب ذلك ف أن الق درات العلمي ة والص ناعية والبش رية‬
‫المتوفرة لدى الصين تعد فرصة ال تعوض امام دول الشرق األوسط الغنية من أجل البدء‬
‫بالفعل بإيجاد بنى تحتية مادية وبشرية واقتص ادية لتتكام ل ه ذه الب نى إليج اد األرض ية‬
‫المناس بة النطالق عص ر النهض ة الص ناعية واالقتص ادية ل دى دول الش رق األوس ط‬
‫وافريقيا ‪ ,‬هذا التكامل بين الب نى ومتطلب ات عص ر النهض ة الص ناعية واالقتص ادية لن‬
‫يتأتى بتوفير الب نى التحتي ة المادي ة والبش رية ذاته ا فق ط فبعض ال دول ق د تت وفر معظم‬
‫القدرات البنيوية لقيام صناعة واقتصاد متقدم ولكنها مازالت غ ير مكتمل ة بعملي ة تكام ل‬
‫المتطلبات هذا التكام ل مثال ال يمكن إقام ة ص ناعة في ظ ل تخل ف الم وارد البش رية او‬
‫تخلف القطاع المصرفي وب العكس م ا لفائ دة من م وارد بش رية متعلم ة وم اهرة بغي اب‬
‫المصانع ‪ ,‬الخ‬
‫والسؤال األهم هن ا م ا هي الم يزة ال تي تق دمها الص ين ل دول الش رق األوس ط وافريقي ا‬
‫لتصبح الشريك األساسي بعملية البناء والصناعة واالقتصاد‬
‫والحقيقة ان الصين أدركت الحاجة الفعلية لدول الشرق األوسط وافريقيا بشراكة منص فة‬
‫ومتكاملة فبعد عقود وسنوات طويلة من استغالل الغرب لدول الش رق األوس ط وافريقي ا‬
‫بتحويلها الى أسواق مزدهرة لمنتجاتهم دون تقدم يذكر لدول الشرق األوسط وافريقي ا في‬
‫النم و الص ناعي او االقتص ادي باس تثناء االم ارات العربي ة والس عودية والل ذان م ازاال‬
‫بمنتصف الطريق والحقيقة يبدو انهما اقصد االمارات والسعودية أدرك ا أهمي ة الش راكة‬
‫مع الصين ولذلك توجها اليها بصدر رحب وكان ختامها القمة العربية الصينية‬
‫فاللص ين ق درات بش رية هائل ة ال يمكن وص ف أهميته ا ‪ ,‬فبفض ل االقتص اد الص يني‬
‫المسيطر عليه من الدولة و االكتفاء الذاتي تعد العمالة الصينية رخيص ة ومناس بة لس وق‬
‫العم ل مم ا ي تيح ل دول الش رق األوس ط وافريقي ا االس تعانة بالعمال ة الص ينية الم اهرة‬
‫والمتدربة إلقامة مشاريع مشتركة وإستراتيجية وهذا ما ال تقدمه الشركات الغربية ‪ ,‬كم ا‬
‫يمكن تدريب العمال ة المحلي ة باالس تعانة ب الخبرات الص ينية مم ا س يجعل انتق ال التق دم‬
‫العلمي والمعرفي من الصين الى الشرق األوس ط وافريقي ا س هال وسلس ل وفي حال ة من‬
‫التوافق والتكامل بين عملية بناء البنى التحتية وبين ما تحتاجه ه ذه الب نى من تق دم علمي‬
‫وعمالة متعلمة ومتدربة ‪ ,‬كل هذا سيكون على قدم وساق ومتزامن مع تطوير القطاع ات‬
‫األخرى التي تدعم عملية النهض ة الص ناعية واالقتص ادية من خالل تط وير القطاع ات‬
‫المصرفية والتعليمية والصحية والبيئة القانونية إضافة الى االس تقرار السياس ي للمنطق ة‬
‫ككل‪ ,‬وبدا ه ذا جلي ًا في القم ة العربي ة الص ينية م ؤخرًا وم ا تبعه ا من تق ارب س عودي‬
‫إيراني مما يعيد المنطقة او بالحقيقة يهيئ المنطقة الى عصر (نهض ة الحري ر) اذا ص ح‬
‫تعبيري من خالل تكتل اقتصادي شرق اوسطي ليكون عاص مة التق اء الغ رب في اورب ا‬
‫مع الصين فمن كان يتصور ان طري ق الحري ر المزع وم مج رد طري ق فعلي ه مراجع ة‬
‫قراءته للموض وع ‪ ,‬فالعملي ة تحت اج الى بن اء رص ين ومتماس ك ‪ ,‬ص ناعي واقتص ادي‬
‫وسياسي وامني ليكون توازن اقتصادي عالمي جديد‪.‬‬

You might also like