Professional Documents
Culture Documents
4
4
4
اقرأ النّص التالي قراءة واعية ،ثّم أجب عّما يليه من أسئلة:
كنُت مسافًر ا ،وكان المنظُر الطبيعّي اّلذي يحيطني تطغي عليه عظمًة ومهابًة ال تقاومان ،وبال ريب ،في تلك اللحظة نفذ
شيٌء من هذا السحِر إلى روحي ،كانت أفكاري ُتحّلق بخّفٍة مماثلٍة لخّفِة الهواِء ،والعواطف كالكراهية والحّب صارت تبدو
لي حينها بعيدة ،كموكب الغيوم اّلذي كان ُيعرض أمام عينّي ،قبل أن تبتلعه هاوية العدم ،وهيئ لي أن روحي غدت شاسعُة
وصافيًة ،تماًما كقّبة السماء اّلتي كانت تلّفني ...أّما ذكرى األشياء الدنيوّية؛ فما عادت تبلغ قلبي إاّل وهي واهنة ومتضائلة،
كصوت األجراس الصغيرة المعّلقة على أعناق القطعان اّلتي تبدو بعيدة ،بعيدة جًد ا ،على سفح جبل آخر.
على صفحة البحيرة الصغيرة الهادئة اّلتي تلوح قتامتها بسبب عمقها الكبير ،كان يظهر أحياًن ا ظّل سحابة ،يتماهى مع
انعكاس معطف عمالق يطير في السماء ،وأذكر أّن هذا اإلحساس السامي والنادر ،اّلذي توّلد بداخلي سببه حركة هائلة
وصامتة في آٍن ،قد مألني ببهجة ممتزجة بالخوف .باختصار؛ كنُت أحُّس بأنني في سالم مع ذاتي ومع الكون ،بفضل الجمال
المدهش اّلذي يحُّف بي ،بل أعتقد أّن ني في هذه الحالة من الّسعادة الّت امة ،وفي خضم نسياني الكلّي لجميع السرور الدنيوّية،
وبينما أنا كذلك ،فكرُت في التخفيف من وطأة تعبي وإسكات جوعي ،اّلذي سببه صعودي الطويل إلى الجبل ،فأخرجت من
جيبي قطعة خبز كبيرة ،وكوب تخييم ،وقارورة دواء خاّص كان الصيادلة يبيعونه في ذلك الوقت للسياح؛ كي يقوموا بمزجه
مع الثلج عند الحاجة.شرعُت في تقطيع قطعة الخبز بهدوء ،حينما جعلني صوت خافت أرفع عينّي ،ألجد قبالتي كائًن ا صغيًر ا
أسمر يرتدي ثياًبا رّث ة ،شعره أشعث ،وكانت عيناه الغائرتان الّش رستان ،وشبه المتضرعتين ،تلتهمان قطعة الخبز ،وسمعته
يتمتم بصوت خفيض وأجّش كلمة ( كعكة!).
لم أستطع منع نفسي من الضحك ،وأنا أسمع التسمية اّلتي كان يقصد من خاللها تبجيل خبزي الّر خيص ،وقمُت بتقطيع
شريحة كبيرة منحتها له ،اقترب الطفل ببطء ،دون أن يرفع عينيه عن خبزه المشتهي ،وبعدما تلقف القطعة من يدي ،تراجع
بسرعة إلى الخلف ،وكأّن ه خشي أال يكون عرضي جّد ًّي ا ،أو أن أكون قد ندمت على كرمي ،ولكن في نفس اللحظة ،سقط
الطفل بعد أن دفعه متوحش آخر صغير ،خرج من ال مكان ،كان يشبه تماًما الكائن الصغير األول ،إلى درجة أّن ه بإمكاننا
االعتقاد بأنهما توأمان ،تدحرجا على األرض مًع ا ،وهما يتنازعان على الصيد الثمين ،وبال شك ،ال أحد منهما كان يوّد أن
يضحي بنصف الشريحة ليمنحها ألخيه ،يشّد األول بحنق قطعة الخبز ،أّما الثاني فقد قام بعّض أذن غريمه بوحشية ،ثّم بصق
جزًءا صغيًر ا دامًيا منها ،وهو يوجه إليه سباًبا محلًّي ا بذيًئ ا .حاول الطفُل األول المالك الشرعّي ( للكعكة) أن ينشب أظفاره في
عيني عدوه الغاصب ،الذي بدوره ركز به كل قواه بغية خنق خصمه بيد ،بينما كان يحاول بيده األخرى أن يضع في جيبه
جائزة المعركة.إال أن الخاسر نهض مدفوًع ا باليأس ،وسدد ضربة رأس إلى بطن الفائز ...ما الفائدة من وصف صراع بشع
طال في الواقع أكثر مما كانت تسمح به بنيتهما الجسدية الضئيلة؟كانت (الكعكة) تنتقل من يد إلى يد ،ومن جيب إلى آخر في
كل لحظة ،وكان حجمها يتناقص ،وعندما توقفا عن العراك أخيًر ا الستحالة االستمرار فيه ،كانا منهكين ،الهثين ،داميين ،ولم
يعد هناك في الحقيقة أّي سبب للصراع ،إذ كانت قطعة الخبز قد اختفت تقريًبا ،وتناثر فتاتها بعدما صار شبيها بحبات الرمل
التي اختلط بها.
عكر هذا العرض صفو المشهد الطبيعّي ،والبهجة الخالصة التي كانت ترفل فيها روحي ،قبل أن أصادف هذين الصغيرين
المتوحشين ،تالشت كلًّي ا ،وظللت حزيًن ا ما تبقى من الوقت ،وأنا أردد في نفسي بال توقف":ثّمة إذا بلد رائع حيث يسمي
الخبز كعًك ا ،فالخبز نادر جًد ا هناك ،إلى درجة أنه قد يتسبب في حرب طاحنة بين اإلخوة ).
1ـ " يشُّد األول بحنٍق قطعة الخبز" ما الداللة المعجمية للكلمة التي تحتها خط؟
ب ـ براءة الطفولة /صغر السن /الحرمان /نعومة الشعر. أ ـ الجوع /الحرمان /الوداعة /سمرة البشرة.
د ـ سمرة البشرة /صغر السن /الشراسة /الفقر. ج ـ صغر السن /بياض البشرة /الجوع /الحرمان.
3ـ " في تلك اللحظة نفذ شيٌء من هذا السحِر إلى روحي ،كانت أفكاري ُتحّلق بخّفٍة مماثلٍة لخّفِة الهواِء " عالم يدل هذا
المقتطف؟
ب ـ اليأس ،والسوداوية ،وعدم التفاؤل بالمستقبل. أـ األلم والحزن ،وتشتت األفكار ،وعدم انتظامها.
د ـ راحة النفس ،وجنوح الخيال ،وانطالقته الحّر ة. ج ـ االستقرار النفسي ،والقدرة على ممارسة الهوايات.
ب ـ أّن اإلحسان إلى الفقراء واجب على كل مقتدر. أ ـ أّن الجمعيات الخيرية ال تقوم بدورها تجاه الفقراء.
د ـ أّن الجوع والحرمان سبب للصراعات بين الناس. ج ـ أّن الطلب على الخبز يزداد بشكل مستمر.
5ـ لماذا تراجع الطفل األول مسرًع ا إلى الوراء عندما أخذ قطعة الخبز من الكاتب؟
ب ـ ألن الكاتب ندم على إعطاء الطفل قطعة الخبز. أ ـ ألّن ه خشي أن يقوم طفل آخر بسرقة قطعة الخبز منه.
د ـ ألنه خشي أن يقوم الكاتب باسترجاع قطعة الخبز منه. ج ـ ألّن الكاتب أراد استرجاع قطعة الخبزالخاصة به.
أ ـ إال أن الخاسر نهض مدفوًع ا باليأس ،وسدد ضربة رأس إلى بطن الفائز.
ب ـ حاول الطفُل األول المالك الشرعّي ( للكعكة) أن ينشب أظفاره في عيني عدوه الغاصب.
ج ـ ولكن في نفس اللحظة ،سقط الطفل بعد أن دفعه متوحش آخر صغير.
د ـ أّما الثاني فقد قام بعّض أذن غريمه بوحشية ،ثّم بصق جزًءا صغيًر ا دامًيا منها.
7ـ لماذا لم يعد هناك ما يدعو إلى الخصام بين الطفلين الجائعين؟
ب ـ تدحرج الطفلين وهما يتصارعان على قطعة الخبز. أ ـ تلقف الطفل األول قطعة الخبز من يد الكاتب.
د ـ إخراج الكاتب قطعة الخبز من جيبه. ج ـ انتهاء المعركة الدائرة بين الطفلين على قطعة الخبز.
ب ـ تعب الطفلين بعد انتهاء الصراع على الكعكة. أ ـ تناثر قطعة الخبز بعد انتهاء المعركة بين الطفلين.
د ـ صراع الطفلين الفقيرين على قطعة الخبز. ج ـ تمتع الكاتب بجمال الطبيعة وصفائها.
11ـ حدد نوع الصورة البيانية الواردة في التعبير التالي ":كانت أفكاري تحلق بخفة":
13ـ " فما عادت تبلغ قلبي إاّل وهي واهنة ومتضائلة" ما نوع االسم المشتق فيما تحته خط؟
14ـ " اقترب الطفل ببطء ،دون أن يرفع عينيه عن خبزه المشتهي" ما الوظيفة النحوية للكلمة التي تحتها خط؟
15ـ " كنُت مسافًر ا " ما اإلعراب المناسب للضمير المتصل ( التاء) في كلمة ( كنُت )؟
ب ـ ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. أ ـ ضمير متصل مبني في محل نصب خبر كان.
د ـ ضمير متصل مبني محل رفع فاعل. ج ـ ضمير متصل مبني في محل رفع اسم كان.
مع أطيب األماين ابلنجاح والمتزّي