تحديات الاستقلال المالي للجماعات

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 15

‫ﻣوﻗﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ‬ www.elkanounia.

com ‫ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﻌروض زوروا‬

fb.com/Elkanounia.Ma twitter.com/ElkanouniaMa
‫ماسرت ‪ :‬التدبري الاداري و املايل‬
‫مادة ‪ :‬املالية الرتابية‬

‫حتدايت الاس تقالل املايل للجامعات الرتابية‬

‫الارشاف ‪:‬‬ ‫من اعداد الطلبة ‪:‬‬


‫د‪ .‬محمد حنني‬ ‫راين ججة‬
‫أمحد شويق شاهدي‬
‫يوسف النارصي‬

‫الس نة اجلامعية‪2017 - 2018 :‬‬


‫تقدمي ‪:‬‬
‫لقد ترتب الاعرتاف بوجود وحدات ترابية تمتتع ابلشخصية املعنوية و الاس تقالل املايل ‪,‬‬
‫اىل توزيع الاختصاصات بني ادلوةل و هذه الوحدات ‪ ,‬حيث أس ندت لهذه الخرية مجموعة‬
‫من الاختصاصات ذات الطابع احمليل أو الاقلميي أو اجلهوي ‪ ,‬و هو ما أدى اىل قيام ادارة‬
‫ترابية قامئة اذلات ‪ ,‬و لمتكيهنا من أداء وظائفها اكن ال بد أن تتوفر لك وحدة ترابية عىل‬
‫مزيانية خاصة هبا حتدد فهيا س نواي مواردها و نفقاهتا ‪ ,‬و تبعا ذلكل تأسست مالية ترابية اىل‬
‫جانب مالية ادلوةل‪ ,‬و أصبحت يف حاجة اىل تدبري حممك يراعي خصوصيهتا و حترص عىل‬
‫حتقيق الهداف املتوخاة مهنا ‪,‬كام أن أهجزهتا التقريرية تنتخب بكيفية دميوقراطية‪ ,‬وقد أس ند‬
‫الهيا املرشع مجموعة من الاختصاصات اذلاتية هتم ابخلصوص اخلدمات العامة احمللية‬
‫الساس ية ‪ ,‬ابالإضافة اىل اختصاصات ميكن أن تنقلها ادلوةل الهيا مبوجب نص ترشيعي أو‬
‫تنظميي ‪ ,‬و يكون هذا النقل مقرتان وجواب بتحويل املوارد املالية الازمة ملامرسة تكل‬
‫الاختصاصات ‪ ,‬كذكل ميكن لهاته الوحدات أن متارس اختصاصات مشرتكة بيهنا و بني‬
‫ادلوةل بشلك تعاقدي ‪ ,‬اما مببادرة من ادلوةل أو بطلب من امجلاعات الرتابية ‪.‬‬
‫اذا اكنت امجلاعات الرتابية تمتتع من الناحية القانونية ابالس تقالل املايل ‪ ,‬فان هذا الاس تقالل‬
‫ال يعترب معليا اس تقالال مطلقا بل يبقى نسبيا و مقيدا ‪ ,‬لكون الاس تقالل املطلق يعين‬
‫ممارسة امجلاعات الرتابية لنشاطها املايل يف اس تقالل اتم عن ادلوةل وبعيدا عن دمعها أو‬
‫توجهياهتا ‪ ,‬و يقتيض ذكل توفر امجلاعات الرتابية عىل الوسائل الازمة لضامن متويلها اذلايت‬
‫سواء ابلنس بة للتس يري أو ابلنس بة للتجهزي ابعتبار أن املوارد املالية اذلاتية تشلك ادلعامة‬
‫الرئيس ية لالس تقالل املايل الفعيل ‪ ,‬لكن ضعف الوسائل املالية أو تواضعها ابلنس بة لغلب‬
‫امجلاعات الرتابية جيعل هذه الخرية يف حاجة ماسة اىل تدخل ادلوةل لتقدمي الامدادات‬
‫املالية الهيا بكيفية مس مترة و هو ما يكرس هشاشة الاس تقالل املايل للجامعات الرتابية و‬
‫ابلتايل تقوية ارتباطها املايل ابدلوةل ‪.‬‬
‫أمهية املوضوع ‪ :‬يعد الاس تقالل املايل ‪ ,‬وس يةل حامسة لقياس درجة التنظمي الالمركزي ‪ ,‬و‬
‫مالمسة سقف التطلع دلى املرشع ‪ ,‬سواء من حيث اقرار خيار الالمركزية ‪ ,‬أو من حيث‬
‫أجرأته عىل أرض الواقع ‪ ,‬يف اشارة للعالقة اجلوهرية بني التنصيص القانوين و املامرسة العملية ‪.‬‬
‫و ممارسة الاس تقالل املايل من طرف امجلاعات الرتابية يمتثل مظهره السايس يف القرار املايل‬
‫السؤال املنطلق ‪ :‬هل القرار املايل للجامعات الرتابية مس تقل أو غري مس تقل ؟‬
‫هذه الامهية للقرار املايل الرتايب تضعنا امام اشاكلية ابلغة يف المهية‪ ,‬الا و يه عقلنة القرار‬
‫املايل الرتايب و متطلبات حتقيق احلاكمة اجليدة يف افق اجلهوية املتقدمة‪ ,‬هذه الاشاكلية تتفرع‬
‫عهنا مجموعة من التساؤالت الفرعية‪:‬‬
‫ما هو القرار املايل ؟ ما يه أشاكهل ؟ ‪ :‬كيف يتخذ القرار املايل للجامعات الرتابية ؟ من مه‬
‫املتدخلون فيه ؟ ما الابعاد املتحمكة يف صناعة القرار املايل الرتايب؟ ما يه س بل تطوير‬
‫اس تقاللية القرار املايل الرتايب ؟‬
‫و س نقوم بدراسة هذا املوضوع ابالعامتد عىل جتارب مقارنة لتبيان الفوارق يف ممارسة الاس تقالل‬
‫املايل للجامعات الرتابية اكلتجربة الايطالية و الفرنس ية ‪.‬‬
‫و دلراسة هذا املوضوع س نقوم بتقس مي موضوعنا اىل قسمني ‪ ,‬للتطرق اىل لك قسم عىل‬
‫حدة ‪,‬ففي القسم الول س نعاجل مظاهر الاكراهات اليت تواجه صناعة القرار املايل الرتايب ‪,‬‬
‫أما يف القسم الثاين سنتطرق اىل س بل تطوير اس تقاللية القرار املايل الرتايب‬
‫القسم الول ‪ :‬مظاهر الاكراهات اليت تواجه صناعة القرار املايل الرتايب ‪:‬‬
‫يكتيس القرار املايل الرتايب امهية ابلغة ‪ ,‬ابعتباره الاداة الاوىل اليت ميكن للجامعات الرتابية من‬
‫خاللها حتقيق الاهداف الطاحمة الهيا‪ ,‬خاصة يف ظل ختويلها صالحيات اكرث اتساعا ‪ ,‬و قد‬
‫أثبتت املامرسة احاطة هذا القرار مبجموعة من البعاد ( س ياس ية‪ ,‬اقتصادية‪ ,‬اجامتعية ) تتحمك‬
‫يف صريورة القرار املايل الرتايب‪ ,‬جتعهل حمط تداخل عدد من املتدخلني‪ ,‬هذا من هجة ‪ ,‬و من‬
‫هجة اخرى‪ ,‬فقد احيط هذا القرار مبجموعة من الاكراهات والتحدايت انعكست بشلك سليب‬
‫عىل جناعة تدخالت التمنوية للجامعات الرتابية ‪.‬‬
‫و ان عدم قدرة امجلاعات الرتابية عىل متويل تاكليفها ‪ ,‬يؤدي ابلرضورة اىل اضعاف قدراهتا‬
‫التدبريية ‪ ,‬و اذا اكن الاعامتد عىل المتويل املركزي ملوازنة التاكليف مع املوارد ‪ ,‬فان هذه التبعية‬
‫عادة ما يصاحهبا نوع من التدخل أو التوجيه ‪ ,‬املؤثر يف النشاط املايل للجامعات الرتابية ‪ ,‬أي‬
‫الارتباط املايل بني ادلوةل و امجلاعات الرتابية و عىل هذا الساس يعترب احلفاظ عىل اس تقاللية‬
‫القرار املايل للجامعات الرتابية ‪ ,‬أمه الرهاانت اليت تقوم علهيا السس املالية للتمنية الرتابية ‪,‬‬
‫فاس تقاللية التدبري التمنوي تفيد حرية اختاذ القرار و تنفيذه ‪ ,‬بشلك جيعل تدخل السلطة‬
‫املركزية يقترص عىل مراقبة الرشعية و مراقبة املالءمة ‪ .‬ان اس تقاللية القرار املايل ‪ ,‬تعترب من‬
‫أمه الضامانت للتدبري التمنوي ‪ ,‬اليشء اذلي يتطلب اعامتد منظومة متوازنة للمتويل ‪.‬‬
‫املطلب الول ‪ :‬تعدد املتدخلني عىل مس توى صناعة القرار املايل الرتايب ‪:‬‬
‫يعترب احلفاظ عىل اس تقاللية القرار املايل الرتايب أمه الرهاانت اليت تقوم علهيا السس املالية‬
‫للتمنية الرتابية ‪ ,‬فاس تقاللية التدبري التمنوي تفيد حرية اختاذ القرار و تنفيذه ‪ ,‬بشلك جيعل‬
‫تدخل السلطة املركزية يقترص عىل مراقبة الرشعية و مراقبة املالءمة ‪ ( .‬مثال ‪ :‬النظام الايطايل‬
‫هجوي متقدم يصل اىل درجة توزيع الرضائب بني ادلوةل و امجلاعات الرتابية ‪ ,‬و اجلهة متارس‬
‫الوصاية امجلاعات الرتابية يف النطاق اجلغرايف لها ‪ " ,‬هذا نظام متطور يعطي ديناميكية أخرى‬
‫للتدبري الرتايب يف اطار متوقع ادلوةل يف عالقاهتا مع امجلاعات الرتابية " ‪ ,‬اليشء اذلي ال ينتج عنه‬
‫جامعات فقرية و جامعات غنية ‪ ,‬لن اجلهة جيب أن ختلق التوازن داخل نفوذها الرتايب مبعىن‬
‫توزيع املوارد مبين عىل معايري مضبوطة ‪ ,‬اليشء اذلي نلمسه عىل مس توى الواقع أي ليس‬
‫هناك فوارق جمالية صارخة بني اجلهات يف ايطاليا '' الاس تقالل املايل للجامعات الرتابية و‬
‫اجلهات هو اس تقالل حقيقي يف ايطاليا '' ‪ ,‬أما فرنسا الاس تقالل املايل للجامعات الرتابية‬
‫اس تقالل حمدود ‪ ,‬لن اجلهات ال متارس الوصاية عىل امجلاعات الرتابية و هو النظام اذلي أخذ‬
‫به املغرب ‪ ,‬و توزيع املوارد بني ادلوةل و امجلاعات الرتابية ال خيضع لنفس املعايري اليت خيضع لها‬
‫التوزيع يف ايطاليا ‪ ,‬و ابلتايل الاس تقالل املايل يبقى اس تقالل متحمك فيه ‪ ,‬أي ادلوةل يه اليت‬
‫تتحمك فيه ‪ ,‬يف املغرب هناك مقاييس أخرى خمتلفة نوعا ما بكيفية جتعل هذا الاس تقالل يف‬
‫مرحةل هشة و يتجىل ذكل يف التفاوت املوجود أو الفوارق اجملالية بني اجلهات ‪ ,‬حبيث هناك‬
‫اختالف كبري عىل مس توى التمنية اجلهوية مبعىن هناك هجات غنية و هجات فقرية ‪ ,‬كذكل ادلوةل‬
‫يه اليت ما زالت تتحمك يف ضوابط التدبري من خالل القوانني اليت تضعها من خالل أليات و‬
‫مساطر التدبري الاداري و املايل ( اذن ادلوةل حارضة يف عالقهتا مع امجلاعات الرتابية و تبقى‬
‫هذه الخرية كهنا تقوم مبهمة أو كهنا متارس وظائف حمددة لها من طرف ادلوةل ‪ ,‬نفس يف فرنسا‬
‫لكن خيتلف الس ياق الفرنيس عن الس ياق املغريب ( فرنسا دلهيا ترامك منذ القرن ‪ 19‬و يه تعمل‬
‫ابمجلاعات الرتابية حبيث تطورت اجلهة دلهيم و ترخست دلى املواطنني قناعاهتم و الانامتء‬
‫للجهات اليت يقطنون هبا ‪ ,‬كذكل عىل مس توى الزتامات املواطن يف حياهتم اليومية تفرض عىل‬
‫الشخص مراقبة ذاتية ‪ ,‬ابلتايل يسامه يف ترس يخ قمي املواطنة جيعهل يسامه يف ختفيف العباء‬
‫عىل تكل امجلاعات الرتابية سواء من خالل ترصفاته أو من خالل مسامهته يف القرار الرتايب‬
‫للجامعات الرتابية ( اذا املواطن الفرنيس ليس هو املواطن املغريب ‪ ,‬مثال ‪ :‬املنظور السليب‬
‫للمواطن الفرنيس عىل أداء امجلاعات الرتابية ليس هو نفس املنظور دلى املواطن املغريب ‪,‬‬
‫حبيث الفرنيس يعرب عن استياء يف ضعف التدبري لهذه الوحدات أما املغريب يعرب عنه ابلرسقة‬
‫‪) ...‬‬
‫املنطلق الاس تقالل املايل هو حمدود ‪ ,‬لكن متارسه امجلاعات الرتابية عن طريق جمالسها اليت‬
‫تتخذ القرار املايل بلك حرية ‪ ,‬لن هناك قرارات تتخذ من طرف أشخاص هلم مسؤوليات و‬
‫الزتامات يعرفون مايه اماكنياهتم يق اختاذ القرار ‪ ,‬و اذا أحس مسؤول قد حسبت منه أو قد‬
‫مورست عليه ضغوط أو أنه تسبب يف أرضار لتكل امجلاعة أو تكل املصلحة يس تقيل اكلتجارب‬
‫املقارنة '' بلجياك ‪ ,‬فرنسا ‪ , "...‬لكن يف املغرب عندما ينعدم الوعي و وح املسؤولية و املواطنة‬
‫أو تكون الطرق اليت أدت اىل الوصول لتكل املناصب التدبريية اكنت مغشوشة ‪ ,‬فهذا‬
‫سينعكس عىل مردودية امجلاعات الرتابية ‪ ,‬كذكل املسؤولية يتحملها املواطنني عند عزوفه يف‬
‫التصويت ‪.‬‬
‫اذن ادلوةل تعرف لك هذه املامرسات السلبية ‪ ,‬السؤال املطروح كيف ميكن أن نعطي‬
‫اس تقاللية لهاته امجلاعات الرتابية يف اختاذ قراراهتا ‪ ,‬و ادلوةل تعرف اخلبااي و املامرسات‬
‫السلبية ؟ اذن ادلوةل تعطي معطيات للك من حياول أن يدافع عىل الاس تقالل املايل‬
‫للجامعات الرتابية ‪.‬‬
‫اذا اكنت دلينا منطلقات خمتلفة يشء طبيعي أن تكون دلينا نتاجئ خمتلفة ‪.‬‬
‫و القرار املايل يتخذ عدة أشاكل ابلنس بة للجامعات الرتابية ‪ :‬مثال '' املزيانية هو قرار مايل لنه‬
‫يصادق عليه اجمللس التداويل أي املصادقة عىل قرارات " ‪ ,‬حبيث املزيانية يه وثيقة تدرج فهيا‬
‫املوارد و النفقات ‪ ,‬لكن ال ميكن أن تكون دلهيا صبغة قانونية ملزمة أو الرشعية الا بعد التداول‬
‫فهيا و املصادقة علهيا ‪ ,‬اذن اجمللس يصادق عىل قرار مايل و يعترب مظهرا من مظاهر القرار‬
‫املايل سواء اكن يف اجلهة أو العامةل أو الاقلمي أو امجلاعة ‪ / .‬الصفقة العمومية يه قرار مايل‬
‫عندما يريد الآمر ابلرصف ابرام صفقة مع مقاول لهتيئة طريق مثال ‪ /‬التوظيف قرار مايل‪...‬‬
‫اس تنتاج ‪ :‬اذن لك اجراء هل انعاكس مايل مبارش أو غري مبارش عىل اجلهة أو العامةل أو‬
‫الاقلمي أو امجلاعة فهو قرار مايل ‪ ,‬سواء تعلق المر بتدبري مرافق أو رشاكة مع اجملمتع املدين‬
‫مكسامهة جملس جامعي لفائدة مجعية‪ ...‬اذن القرار املايل هو متعدد الشاكل ‪.‬‬
‫و ان حتقيق أي تاكمل يف أدوار ادلوةل و امجلاعات الرتابية يتطلب اجياد حل ل إالشاكلية املتعلقة‬
‫بتوزيع الاختصاصات ‪ ,‬و هذا التوزيع يقتيض أيضا ابراز العالقات بيهنا و أوجه و س بل التعاون‬
‫فامي بيهنا ليمكل دور لك واحدة ادلور املنوط ابلخرى بدل التضارب معه أو عرقلته ‪ ,‬وعىل‬
‫العكس من ذكل فان أي مغوض يف التوزيع للك هيئة من شأنه يفيض اىل التداخل و‬
‫الازدواجية ‪ ,‬بل اىل تضارب اجلهود و تش تيت الوسائل املرصودة يف املزيانيات (رمغ قلهتا) و‬
‫ابلتايل تش تيت هجود التمنية ان مل نقل عرقلهتا و هدر طاقهتا و اماكنيهتا ‪.‬‬
‫و هناك متدخلني مبارشين ( أوال ) و غري مبارشين ( اثنيا ) ‪ ,‬حبيث هناك تعدد املتدخلني عىل‬
‫مس توى العمليات الادارية و احملاسبية و الرقابية ‪:‬‬
‫‪ – 1‬املتدخلني املبارشين ‪:‬‬
‫املنطلق الاس تقاللية موجودة يف اختاذ القرار املايل فقط و مكثال للتوضيح ‪:‬‬

‫رئيس جامعة دليه جملس ‪ ,‬أعضاء ‪ ,‬قانون تنظميي ‪ ,‬مساطر ‪ /‬يريد تعيني موظف قام جبميع‬
‫املساطر اليت ختضع للرقابة ( العامل ‪ ,‬ممثل وزارة املالية ) ‪ ,‬ميكن أن جيزي العامل و يقر بأن‬
‫املساطر مت احرتاهما ‪ ,‬مث بعد ذكل يذهب هذا القرار اىل ممثل وزارة املالية للمراقبة حبيث ميكن‬
‫أن يرفضه " عدم الرتخيص " ‪ ,‬أو يؤرش عليه " الرتخيص " ‪.‬‬
‫اذن نصبح أمام قرار مايل مشرتك ‪ ,‬و الاس تقالل املايل يصبح مقيد مبوافقة الطراف‬
‫( تدبري مشرتك )‬
‫‪ – 2‬املتدخلني غري املبارشين ‪:‬‬
‫يمتثلون يف الهجزة الرقابية (اجمللس اجلهوي للحساابت ‪ ,‬املفتش ية العامة للاملية ‪ ,‬املفتش ية‬
‫العامة ل إالدارة الرتابية ) ‪ ,‬اذلين ميارسون هماهمم الرقابية عىل مس توى التدبري الاداري واملايل و‬
‫تنهتيي همام التفتيش ابإجناز تقارير تتضمن تشخيص دقيق للعمليات الادارية و املالية للجامعة‬
‫الرتابية املعنية ‪ ,‬و ترصد أوجه الاختالالت و تقرتح التوصيات ملعاجلة املشألك ‪.‬‬

‫مثال ‪ :‬اجمللس اجلهوي للحساابت ‪ ,‬عندما يرى قرارا ما مل حيرتم يشء ما ‪ ,‬فاملسؤولية ال‬
‫يتحملها رئيس اجمللس فقط ‪ ,‬بل يتحملها كذكل من وافقوا عىل ذكل القرار لهنم شاركوا يف‬
‫اصدار ذكل القرار ‪ ( .‬لكن مع السف عىل املس توى الواقع ‪ ,‬املسؤولية يتحملها رئيس‬
‫امجلاعة لوحده ‪ ,‬هذه اشاكلية عويصة )‬

‫اليشء اذلي حييلنا أن نطرح تسؤال حول هذه النقطة ‪ :‬كيف ميكن ذلكل القرار املايل املشرتك‬
‫اذلي يؤدي اىل تقييد الاس تقالل املايل للجامعات الرتابية ‪ ,‬أن يرتب مسؤولية الطراف اذلين‬
‫شاركوا يف اختاذه ؟‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬الارتباط املايل بني ادلوةل و امجلاعات الرتابية ‪:‬‬
‫جند أن ادلوةل وضعت قانون الرضائب احمللية موحدا ‪ ,‬يرسي عىل اكفة امجلاعات الرتابية‬
‫مبختلف أصنافها و أشاكلها‪ ,‬سواء اكنت غنية أو فقرية ‪ ,‬أو يف اجملال احلرضي أو القروي أي‬
‫عىل سبيل الشمول و التوحيد و مظاهر الارتباط املايل بني ادلوةل و امجلاعات الرتابية تمتثل يف‬
‫ما ييل ‪:‬‬
‫يتجىل يف تعدد أشاكل ادلمع و املساعدة اليت تقدهما ادلوةل للجامعات الرتابية و من‬ ‫‪-‬‬
‫أبرزها ما ييل ‪ :‬حتمل ادلوةل ملهام جباية عدد من الرسوم و الرضائب لفائدة امجلاعات‬
‫الرتابية ‪ ,‬زايدة عىل ذكل تقوم ادلوةل بتحويل عائدات الرضائب س نواي لفائدة امجلاعات‬
‫الرتابية ‪.‬‬
‫يتعلق بتقدمي ادلوةل لدلمع و الاعاانت املالية لفائدة امجلاعات الرتابية بسبب عدم كفاية‬ ‫‪-‬‬
‫مواردها املالية أو مساعدهتا عىل الهنوض مبهاهما املزتايدة ‪ ,‬وتتخذ هذه الامدادات اما‬
‫شلك اعاانت ( توجه يف الغالب لمتويل العجز اذلي تعاين منه مزيانيات التس يري بسبب‬
‫ضعف املوارد اذلاتية ‪ ,‬ابالإضافة اىل امدادات التس يري متنح ادلوةل امدادات التجهزي اىل‬
‫امجلاعات الفقرية ملساعدهتا عىل اجناز بعض املشاريع ذات الولوية ) ‪ ,‬أو شلك‬
‫مساهامت ( تندرج يف اطار الرشاكة بني ادلوةل و امجلاعات الرتابية من أجل اجناز‬
‫مشاريع حمددة عىل املس توى الرتايب ) ‪.‬‬
‫أموال امجلاعات الرتابية توضع لزوما يف اخلزينة العامة للمملكة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مصاريف امجلاعات الرتابية تؤدى لكها عن طريق اخلزينة العامة للمملكة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫س نصل اىل خالصة أولية تبني لنا عىل أن الاس تقالل املايل كرسه القوانني اجلاري هبا العمل ‪,‬‬
‫بناءا عىل ما حدده ادلس تور ابلنس بة للجامعات الرتابية و القوانني التنظميية الثالث‪ ,‬و ممارس ته‬
‫ختضع لقيود جتعل من القرار املايل قرار مشرتك ‪ ,‬ابلنظر اىل تعدد املتدخلني يف هذا القرار ‪ ,‬اىل‬
‫جانب املنتخبني خاصة فامي يتعلق مبمثيل ادلوةل ‪ ,‬عىل اعتبار أن القرار املايل ال ميكن الرتخيص‬
‫به و ينتج أاثره الا بعد الرتخيص القبيل ملمثيل ادلوةل ‪.‬‬
‫و مظاهر هذا التقييد حبمك الرقابة املامرسة عىل ذكل القرار املايل للمنتخبني ‪ ,‬سواء من‬
‫املفتش يات " املالية ‪ ,‬ادلاخلية " ‪ ,‬اجمللس اجلهوي للحساابت ( هذا عىل مس توى املامرسة )‬
‫أما عىل مس توى الاطار القانوين ‪ :‬جند أن ادلوةل وضعت قانون الرضائب احمللية موحدا‪ ,‬يرسي‬
‫عىل اكفة امجلاعات الرتابية مبختلف أصنافها و أشاكلها‪ ,‬سواء اكنت دلهيا تكل املوارد أو ليست‬
‫دلهيا ( نفس النظام املوجود يف فرنسا )‪.‬‬
‫يف ما يتعلق بضوابط تدبري ذكل القرار املايل للمزيانية ‪ ,‬ادلوةل يه اليت تضع الضوابط ‪ ,‬كيف يمت‬
‫التصويت ‪ ,‬بل حىت النفقات الاجبارية تتخذها ادلوةل ‪...‬‬

‫اس تنتاج ‪ :‬اذن ادلوةل يه اليت تتحمك بوضع الضوابط ‪ ,‬و هذه الخرية موحدة عىل‬
‫اكفة امجلاعات الرتابية سواء اكنت فقرية أو غنية ‪ ,‬أو يف اجملال احلرضي أو القروي أي‬
‫عىل سبيل الشمول و التوحيد ‪ ,‬و ابلتايل يبقى الاس تقالل املايل للجامعات الرتابية‬
‫منعدم ‪.‬‬
‫القسم الثاين ‪ :‬س بل تطوير اس تقاللية القرار املايل الرتايب ‪:‬‬
‫بعد وقوفنا عىل بعض من ماكمن اخللل اليت تطبع صريورة القرار املايل الرتايب و انعاكساهتا عىل‬
‫الوضعية الصحية للجامعات الرتابية ‪ ,‬س نحاول من خالل هذا الفرع عرض امه املداخل الكفيةل‪,‬‬
‫اىل حد ما‪ ,‬بعقلنة التدبري املايل الرتايب و تطوير اس تقاللية القرار املايل الرتايب‪ ,‬ال س امي املرتبطة‬
‫بتعزيز المتويل اذلايت للجامعات الرتابية وتأهيل املوارد البرشية لن جودة و فعالية القرار املايل‬
‫الرتايب يتوفر عىل توفري كفاءات نوعية قادرة عىل مسايرة التحدايت و ارساء مقومات احلاكمة‬
‫اجليدة من أجل حل أزمة مالية امجلاعات الرتابية ‪,‬حيث يتطلب اس تحضار مجموعة من‬
‫ادلعامات ‪ ,‬تنبين عىل تصور اصاليح قامئ عىل نظرة مشولية ‪ ,‬و ليس عىل اصالحات جتزيئية‬
‫ذات أهداف ضيقة ‪ ,‬و تمتثل هذه ادلعامات يف ‪:‬‬

‫‪ – 1‬تعزيز المتويل اذلايت للجامعات الرتابية ‪:‬‬


‫ان امجلاعات الرتابية مدعوة اىل حتمل مسؤوليات كربى يف جمال التمنية الرتابية ‪ ,‬و تلبية‬
‫حاجيات املواطنني و مير حتقيق هذا الهدف عرب تعبئة موارد مالية دامئة ‪ ,‬حيث تتأرحج قوة‬
‫الاس تقالل املايل بني لك جامعة ترابية عىل حدة ‪ ,‬و هنا يزداد نطاق الاس تقالل املايل ابلنس بة‬
‫للجامعات الرتابية الغنية ‪ ,‬و يضمحل ابلنس بة للجامعات الرتابية الفقرية ‪ ,‬حيث جيب عىل لك‬
‫جامعة ترابية أن تقوم بتمنية مواردها املالية اذلاتية و ارفع من مردوديهتا ‪ ,‬عندئذ ميكن للجامعات‬
‫الرتابية لتنفيذها ‪ ,‬نظرا لتوفر الاعامتدات املالية و اذا اكنت املوارد املالية اذلاتية للجامعات الرتابية‬
‫حمدودة ‪ ,‬يكون اس تقالل القرار منعدم ‪ ,‬اذ هناك مجموعة من الاكراهات اليت حتد من تعبئة‬
‫املوارد املالية اذلاتية كسوء التدبري و كذكل تدبري املمتلاكت اخلاصة و العامة للجامعات الرتابية‪...‬‬
‫‪ – 2‬تأهيل املوظفني امجلاعيني الختاذ قرارات مالية ذات جودة و فعالية‪:‬‬
‫ان جودة و فعالية القرار املايل الرتايب يتوقف عىل توفري كفاءات نوعية قادرة عىل مسايرة‬
‫التوجهيات و التحدايت الس ياس ية و الاقتصادية و الاجامتعية و التقنية و املتغريات اليت تعرفها‬
‫لك جماالت التدبري احمليل‪ ,‬و هنا تربز امهية اصالح نظام الوظيفة امجلاعية و رضورة التكوين‬
‫املوظف امجلاعي مكدخل خللق وظيفة حملية قادرة عىل الاس تجابة لتنفيذ قرار مايل ترايب‬
‫يس تجيب ملتطلبات احلاكمة احمللية‪.‬‬

‫‪ – 3‬اعطاء فرصة للمدبرين الرتابيني الإبراز كفاءاهتم املهنية و منحهم الثقة يف تدبري‬
‫الاختصاصات اخملوةل الهيم ‪.‬‬
‫‪ – 4‬سلطة ترابية ذات رؤية جديدة عىل مس توى الشأن العام الرتايب ‪ ,‬تتجاوز املقاربة‬
‫المنية لتنخرط كرشيك و فاعل أسايس يف املقاربة التشاركية يف اختاذ القرارات املالية ‪.‬‬
‫‪ – 5‬ساكنة ترابية مواطنة و واعية حبقوقها و الزتاماهتا ‪ ,‬لتنخرط يف حتقيق التمنية الرتابية ‪.‬‬
‫‪ - 6‬ان جناح أي جامعة ترابية رهني بصياغة و اعداد و تنفيذ الاسرتاتيجيات املالية ‪ ,‬اليت تعمتد‬
‫علهيا اجملالس املنتخبة ‪ ,‬يف بلورة تصوراهتا املس تقبلية للتمنية الرتابية ‪ ,‬من خالل التدبري اجليد‬
‫ملزيانيهتا ( ايرادا و انفاقا ) ‪ ,‬من أجل حتقيق الهداف املسطرة سلفا ‪ ,‬استنادا اىل ختطيط‬
‫اسرتاتيجي مس بق ‪ ,‬و تنظمي حممك و اجناز دقيق و مراقبة هادفة ‪.‬‬

‫خالصة عامة ‪:‬‬


‫الاس تقالل املايل للجامعات الرتابية نلمسه من خالل الصالحيات اخملوةل لهذه الوحدات ‪ ,‬يف‬
‫اختاذ قرارها املايل ‪ ,‬و هذا القرار املايل يبقى مقيدا بفضل رضورة خضوعه للموافقة املس بقة‬
‫ملدبرين أآخرين ميثلون ادلوةل ‪ ,‬ابلتايل نصبح أمام قرارات مشرتكة و هنا يربز رس الاس تقالل‬
‫املايل للجامعات الرتابية ‪ ,‬و تتأرحج قو الاس تقالل املايل بني اماكنيات لك جامعة عىل حدة ‪ ,‬و‬
‫هنا يزداد نطاق الاس تقالل املايل ابلنس بة للجامعات الرتابية الغنية ‪ ,‬و يضمحل ابلنس بة‬
‫للجامعات الفقرية ‪ ,‬حصيح أن نطاق مراقبة املالءمة ( املراقبة اليت تنصب عىل القرار املايل للتأكد‬
‫من مدى مالءمته للس ياسة العامة لدلوةل ) تراجع نسبيا لفائدة مراقبة رشعية العمليات املالية (‬
‫املراقبة اليت تنصب عىل التأكد من احرتام القواعد و املساطر و القوانني اجلاري هبا العمل اليت‬
‫ختضع القضاء الاداري ) ‪.‬‬

‫الاس تقالل املايل هو مبدأ أسايس أقره ادلس تور املغريب ‪ ,‬و تكرسه القوانني التنظميية‬
‫اجلاري هبا العمل ‪ ,‬و متارسه امجلاعات الرتابية عىل مس توى قراراهتا املالية ‪ ,‬و خيضع‬
‫لقيود ‪ ,‬و يبقى يف أآخر املطاف اس تقالل مقيد يف ما يتعلق ابملامرسة و نس يب يف ما‬
‫يتعلق ابلمتويل و وضع قواعد تدبري مالية امجلاعات الرتابية نظرا لعدة اعتبارات ‪ ,‬و يبقى‬
‫لك ذكل رهني اىل ارتقاء الليات املؤدية ال انتخاب املدبرين الرتابيني و هذا يف حد ذاته‬
‫يبقى رهني بتطور اجملمتع برشاي و ثقافيا و اقتصاداي و اجامتعيا من أجل القيام ابلدوار‬
‫الانتخابية بكيفية تقوم عىل معايري موضوعية تسامه يف تطوير ممارسة الوظائف بكيفية‬
‫تقطع مع املامرسات السلبية ‪ ,‬و هذا ورش مفتوح يف املس تقبل نظرا ل إالكراهات اليت‬
‫تواهجها البالد ‪ ,‬كذكل اعادة النظر يف املنظومة الرتابية " مطلب قامئ " للحد من‬
‫الفوارق اجملالية ‪ ,‬و لن يتأىت ذكل الا بتقس مي ترايب جديد يوفق ما بني ما هو أمين و‬
‫اقتصادي و ما هو اجامتعي يف أفق احداث أقطاب اقتصادية ‪ ,‬حىت يسامه هذا التوجه‬
‫اىل خلق جامعات مقاوةل تسامه يف التمنية الاقتصادية و الاجامتعية بكيفية جيدة ‪.‬‬
‫املراجع املعمتدة ‪:‬‬

‫• د ‪ .‬محمد حنني ‪ :‬تدبري املالية العمومية – الرهاانت و الاكراهات – الطبعة الوىل‬


‫‪2005‬‬

‫• حمارضات ادلكتور محمد حنني يف سكل املاسرت ‪ ,‬مادة ‪ :‬املالية الرتابية‬

‫• س ناء محر الراس ‪,‬التدبري املايل الرتايب بني اكراهات الواقع و متطلبات احلاكمة ‪,‬‬
‫أطروحة لنيل ادلكتورة يف القانون العام و العلوم الس ياس ية ‪2016 - 2017‬‬

You might also like