Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 128

‫جامعة حممد األول – وجدة‬

‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬

‫ماستر السياسات العمومية والتنمية‬


‫السداسي األول‪2020- 2019 :‬‬
‫المادة‪ :‬إعداد ووضع السياسات العمومية‬
‫األستاذ‪ :‬د‪ .‬محيد اربيعي (أستاذ التعليم العايل)‬

‫السياسة العمومية في مجال حقوق اإلنسان‬

‫مقتبس بتصرف من مؤلفنا مع بعض التحيين‪:‬‬

‫حقوق الإنسان في المغرب بين ال كونية والخصوصية‪ ،‬منشورات مؤسسة علال‬

‫الفاسي‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة الأولى‪ 447 ،2016 ،‬صفحة‪.‬‬
‫أ‬
‫المحور الول‪ :‬المصادقة على التفاقيات الدولية‬

‫املغرب طرف يف العديد من االتفاقيات ادلولية املرتبطة حبقوق االإنسان‪ ،‬ويؤدي الزتاماته حبسن نية‬
‫كام يفي مبا تقتضيه هذه الصكوك من واجبات بلك طواعية‪ .‬ونعتقد أن بالدان اكن منتظرا مهنا‪ ،‬ابلنظر اإىل‬
‫التطور الكبري اذلي رامكته يف جمال حقوق االإنسان الس امي منذ عقد التسعينيات من القرن املايض‪ ،‬أن تكون‬
‫س باقة اإىل املصادقة عىل أكرب عدد من املعاهدات ادلولية ذات الصةل‪ ،‬وأن تبادر عىل الصعيد ادلويل‪ ،‬اإىل‬
‫املسامهة الفعاةل يف ادلفع بلك جمهود يروم حتقيق حامية حقيقية ل إالنسان‪ .‬لقد أن الوان ليك خيطو املغرب من‬
‫جديد خطوات جريئة ويقطع مع موقف الاحرتاز والرتدد والتحفظ‪ ،‬وذكل ابالإقبال عىل اس تكامل اخنراطه‬
‫املتبرص يف املنظومة ادلولية اخلاصة حبقوق االإنسان‪ ،‬لتصبح اململكة حبق منوذجا حيتذى به يف وقت تعرف فيه‬
‫مجموعة من القطار تراجعا ملحوظا يف احرتاهما للحرايت الفردية وامجلاعية بسبب الغليان الشعيب والاحتقان‬
‫الس يايس‪ .‬ويف هذا االإطار تندرج التوصية اليت وهجها اجمللس الاستشاري حلقوق االإنسان يف تقريره عن حاةل‬
‫حقوق االإنسان ابملغرب برمس س نة ‪ 2009‬حيث حث ادلوةل عىل "مواصةل الاخنراط يف القانون ادلويل حلقوق‬
‫االإنسان من خالل املصادقة عىل اتفاقيات المم املتحدة حلقوق االإنسان اليت مل يصادق املغرب علهيا بعد؛‬
‫واملصادقة عىل الربوتوكوالت الاختيارية امللحقة ببعض االتفاقيات والرشوع يف اختاذ االإجراءات والتدابري‬
‫الالزمة لتفعيل مقتضياهتا عىل الصعيد الوطين"(‪ .)1‬تصديقا الإميانه الراخس مبركزية قضية حقوق االإنسان‪ ،‬اس تطاع‬
‫املغرب حتقيق مكتس بات جتسدت ابمللموس يف املصادقة عىل أهمات املعاهدات ادلولية الرئيس ية (املطلب‬
‫الول)‪ ،‬مع اس تكامل هذا املسلسل ابالنضامم التدرجيي يف الس نوات القليةل املاضية اإىل الربوتوكوالت الاختيارية‬
‫(املطلب الثاين)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬االتفاقيات الدولية الرئيسية‬


‫اهمت اجملمتع ادلويل بوضعية حقوق االإنسان مباشة بعد احلرب العاملية الثانية (‪ )1945-1939‬غداة‬
‫تأسيس منظمة المم املتحدة س نة ‪ ،1945‬واختذ هذا الاهامتم مظاهر كثرية جتلت عىل وجه اخلصوص يف اعامتد‬
‫سلسةل من االتفاقيات ادلولية اليت تروم صون حقوق ومصاحل الفراد‪ .‬وال ختفى المهية البالغة اليت تعود لهذه‬
‫الصكوك ادلولية نظرا ملا تتضمنه من حقوق وحرايت لفائدة الشخاص والزتامات عىل عاتق ادلول الطراف‪،‬‬
‫كام ميكن للمتقاضني الاستشهاد مبقتضياهتا أمام احملامك الوطنية‪ .‬ولخذ صورة واحضة ومدققة عن مضاميهنا ومدى‬
‫تعارض بعضها مع الترشيع املغريب‪ ،‬ينبغي المتيزي يف هذا الصدد بني االتفاقيات العامة (الفرع الول) واملعاهدات‬

‫(‪ )1‬اجمللس الاستشاري حلقوق االإنسان‪ ،‬التقرير الس نوي‪ :‬حاةل حقوق االإنسان وحصيةل معل اجمللس الاستشاري حلقوق االإنسان س نة‬
‫‪ ،2009‬ص‪.36 .‬‬
‫‪2‬‬
‫اخلاصة (الفرع الثاين) والصكوك املوضوعاتية (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬االتفاقيات الدولية العامة‬


‫‪1948‬‬ ‫عرفت مسأةل حقوق االإنسان دينامية كبرية منذ اإقدام امجلعية العامة للمم املتحدة يف ‪ 10‬ديسمرب‬
‫عىل اعامتد االإعالن العاملي حلقوق االإنسان حيث نص ولول مرة يف اترخي البرشية "عىل أنه املس توى املشرتك‬
‫اذلي ينبغي أن تس هتدفه اكفة الشعوب والمم"‪ .‬وعىل الرمغ من أن هذا الصك ادلويل يفتقد للقوة االإلزامية من‬
‫الناحية القانونية‪ ،‬اإال أنه حظي مع مرور الزمن ابنتشار واسع وبقبول منقطع النظري من قبل أعضاء املنتظم‬
‫ادلويل ابعتباره املعيار السايس حلقوق االإنسان اليت ينبغي للك اإنسان أن حيرتهما وحيمهيا‪ .‬ويشلك االإعالن‬
‫العاملي حلقوق االإنسان‪ ،‬اإىل جانب العهد ادلويل للحقوق املدنية والس ياس ية وبروتوكوليه الاختياريني والعهد‬
‫ادلويل للحقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية‪ ،‬ما يصطلح عليه ابلرشعة ادلولية حلقوق االإنسان‪ .‬وعليه‪،‬‬
‫وجب التوقف رسيعا عند هاتني االتفاقيتني الهامتني اللتني فصلتا مضامني االإعالن‪ ،‬ونقصد بذكل العهد ادلويل‬
‫اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية (الفقرة الوىل)‪ ،‬والعهد ادلويل اخلاص ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية‬
‫والثقافية (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الولى‪ :‬العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية(‪)2‬‬ ‫أ‬
‫الفقرة‬
‫صادق املغرب عىل هذه االتفاقية بتارخي ‪ 3‬ماي ‪ )3(1979‬ومل يبد أي حتفظ خبصوص أي بند من‬
‫بنودها ابلرمغ من اش امتلها عىل بعض املقتضيات اليت قد تصطدم ابخلصوصية الوطنية‪ .‬وتناول العهد مجةل من‬
‫احلقوق واحلرايت املدنية والس ياس ية اليت تنمتي اإىل اجليل الول حلقوق االإنسان‪ .‬وخاطب ادلوةل الطرف بأن‬
‫تتعهد ابحرتام احلقوق املعرتف هبا فيه‪ ،‬وبكفاةل هذه احلقوق مجليع الفراد املوجودين يف إاقلميها وادلاخلني يف‬
‫واليهتا‪ ،‬دون أي متيزي كيفام اكن نوعه أو سببه (املادة ‪ .)2‬وأجاز العهد لدلوةل الطرف يف حاالت الطوارئ‬
‫الاس تثنائية اليت هتدد حياة المة‪ ،‬واملعلن قياهما رمسيا‪ ،‬أن تتخذ‪ ،‬يف أضيق احلدود اليت يتطلهبا الوضع‪ ،‬تدابري‬
‫ال تتقيد اباللزتامات املرتتبة علهيا مبقتىض هذا العهد‪ ،‬شيطة عدم منافاة هذه التدابري لاللزتامات الخرى املرتتبة‬
‫علهيا مبقتىض القانون ادلويل وعدم انطواهئا عىل متيزي يكون مربره الوحيد هو العرق أو اللون أو اجلنس أو اللغة‬
‫أو ادلين أو الصل الاجامتعي (املادة ‪ .)4‬ويف ابب احلقوق واحلرايت املعرتف هبا للفراد‪ ،‬تضمن العهد الحئة‬
‫طويةل تمتحور حول احلق يف احلياة (املادة ‪ ،)6‬وحماربة التعذيب واملعامةل أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية أو‬
‫احلاطة ابلكرامة (املادة ‪ ،)7‬وحظر الاسرتقاق والرق والسخرة والعمل االإلزايم (املادة ‪ ،)8‬واحلق يف احلرية‬
‫(‪ )2‬اعمتد مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ‪ 2200‬ألف (د‪ )21-‬املؤرخ يف ‪ 16‬ديسمرب ‪ .1966‬اترخي بدء النفاذ‪ 23 :‬مارس ‪،1976‬‬
‫وفقا لحاكم املادة ‪.49‬‬
‫(‪ )3‬ظهري شيف رق ‪ 1.79.186‬بتارخي ‪ 17‬ذي احلجة ‪ 8( 1399‬نومفرب ‪ )1979‬بنرش امليثاق ادلويل املتعلق ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية‬
‫والثقافية وامليثاق ادلويل املتعلق ابحلقوق املدنية والس ياس ية املربمني بنيويورك يوم ‪ 3‬رمضان ‪ 16( 1386‬ديسمرب ‪ ،)1966‬جريدة رمسية‪،‬‬
‫عدد ‪ 3525‬بتارخي ‪ 6‬رجب ‪ 21( 1400‬ماي ‪ ،)1980‬ص‪.631 .‬‬
‫‪3‬‬
‫والمان‪ ،‬كام متع الشخص املعتقل حبزمة من الضامانت االإلزامية (املادة ‪ ،)9‬ومضن للمحروم من احلرية معامةل‬
‫اإنسانية (املادة ‪ .)10‬وتعد املساواة أمام القضاء حقا ابلغ المهية نظرا لوظيفته السامية يف تكريس العداةل‬
‫واالإنصاف بني املتقاضني (املادة ‪ ،)14‬كام يعترب مبدأ شعية اجلرامئ والعقوابت أساس دوةل القانون (املادة ‪.)15‬‬
‫ورسد العهد العديد من احلقوق الساس ية اكالعرتاف ابلشخصية القانونية (املادة ‪ ،)16‬واحلياة اخلاصة (املادة‬
‫‪ ،)17‬وحرية التعبري (املادة ‪ ،)19‬والتجمع السلمي (املادة ‪ ،)21‬واحلق يف اجلنس ية (املادة ‪ .)24‬ويف ابب‬
‫احلقوق الس ياس ية‪ ،‬كفل العهد حق املواطن يف املشاركة يف اإدارة الشؤون العامة والانتخاب وتقدل الوظائف‬
‫العامة (املادة ‪.)25‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬العهد الدولي المتعلق بالحقوق القتصادية والجتماعية والثقافية(‪)4‬‬

‫صادق املغرب عىل هذا العهد(‪ )5‬منذ أزيد من ثالثة عقود وأصبح جزء من ترشيعه الوطين‪ .‬وتمتزي‬
‫هذه االتفاقية ادلولية ابحتواهئا عىل مضامني ختاطب ادلوةل الطرف قصد اختاذ‪ ،‬مبفردها وعن طريق املساعدة‬
‫والتعاون ادلوليني‪ ،‬وال س امي عىل الصعيدين الاقتصادي والتقين‪ ،‬وبأقىص ما تسمح به مواردها املتاحة‪ ،‬ما يلزم‬
‫من خطوات لضامن المتتع الفعيل التدرجيي ابحلقوق املعرتف هبا يف هذا العهد‪ ،‬سالكة اإىل ذكل مجيع الس بل‬
‫املناس بة‪ ،‬وخصوصا سبيل اعامتد تدابري ترشيعية (املادة ‪ ،)2‬لضامن مساواة اذلكور واالإانث يف المتتع هبا (املادة‬
‫‪ .)3‬ويدخل حتت اجليل الثاين حلقوق االإنسان احلق يف العمل (املادة ‪ ،)6‬برشوط عادةل ومرضية (املادة ‪،)7‬‬
‫وحق تكوين النقاابت (املادة ‪ ،)8‬واحلق يف الضامن الاجامتعي مبا يف ذكل التأمينات الاجامتعية (املادة ‪،)9‬‬
‫ووجوب منح الرسة اليت تشلك الوحدة امجلاعية الطبيعية والساس ية يف اجملمتع‪ ،‬أكرب قدر ممكن من امحلاية‬
‫واملساعدة (املادة ‪ ،)10‬وحق لك خشص يف مس توى معييش اكف هل ولرسته (املادة ‪ ،)11‬وحق لك اإنسان‬
‫يف المتتع بأعىل مس توى من الصحة اجلسمية والعقلية ميكن بلوغه (املادة ‪ ،)12‬واحلق يف الرتبية والتعلمي (املادة‬
‫‪ ،)13‬مع التنصيص عىل مبدأ اإلزامية وجمانية التعلمي الابتدايئ (املادة ‪ ،)14‬وأخريا‪ ،‬حق املشاركة يف احلياة‬
‫الثقافية والمتتع بفوائد التقدم العلمي واحرتام احلرية اليت ال غىن عهنا للبحث العلمي والنشاط االإبداعي (املادة‬
‫‪.)15‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المعاهدات الدولية الخاصة‬
‫اإمياان منه برضورة الاخنراط يف ادلينامية اليت يعرفها العامل يف جمال حقوق االإنسان‪ ،‬أقدم املغرب عىل‬
‫املصادقة عىل العديد من الصكوك ادلولية وتعهد ابلوفاء هبا عرب اختاذ اإجراءات اإجيابية لتيسري المتتع ابحلقوق‬
‫(‪ )4‬اعمتد مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ‪ 2200‬ألف (د‪ )21-‬املؤرخ يف ‪ 16‬ديسمرب ‪ .1966‬اترخي بدء النفاذ‪ 3 :‬يناير ‪،1976‬‬
‫وفقا لحاكم املادة ‪.27‬‬
‫(‪ )5‬ظهري شيف رق ‪ 1.79.186‬بتارخي ‪ 17‬ذي احلجة ‪ 8( 1399‬نومفرب ‪ )1979‬بنرش امليثاق ادلويل املتعلق ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية‬
‫والثقافية وامليثاق ادلويل املتعلق ابحلقوق املدنية والس ياس ية املربمني بنيويورك يوم ‪ 3‬رمضان ‪ 16( 1386‬ديسمرب ‪ ،)1966‬جريدة رمسية‪،‬‬
‫عدد ‪ 3525‬بتارخي ‪ 6‬رجب ‪ 21( 1400‬ماي ‪ ،)1980‬ص‪.631 .‬‬
‫‪4‬‬
‫اليت تضمنهتا‪ .‬ونس تعرض يف ما ييل أمه املضامني اليت اش متلت علهيا هذه االتفاقيات ادلولية عىل النحو التايل‪:‬‬
‫اتفاقية حقوق الطفل (الفقرة الوىل)‪ ،‬اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة (الفقرة الثانية)‪ ،‬اتفاقية‬
‫حقوق الشخاص ذوي االإعاقة (الفقرة الثالثة)‪ ،‬واالتفاقية ادلولية محلاية حقوق مجيع العامل املهاجرين وأفراد‬
‫أرسمه (الفقرة الرابعة)‪.‬‬
‫الولى‪ :‬اتفاقية حقوق الطفل(‪)6‬‬ ‫أ‬
‫الفقرة‬
‫عىل غرار ابيق أعضاء منظمة المم املتحدة‪ ،‬صادق املغرب عىل اتفاقية حقوق الطفل املؤرخة يف ‪20‬‬

‫نومفرب ‪ )7(1989‬اقتناعا منه أن الطفل حيتاج‪ ،‬بسبب عدم نضجه البدين والعقيل‪ ،‬اإىل اإجراءات وقائية ورعاية‬
‫خاصة من أجل اإعداده اإعدادا اكمال ليحىي حياة كرمية‪ .‬والالفت لالنتباه أن هذه االتفاقية تركز بشلك كبري‬
‫ومتكرر عىل املصاحل الفضىل للطفل‪ ،‬وتتوجه ابخلطاب لدلول الطراف يك حترتم احلقوق املوحضة فهيا وتسهر‬
‫عىل ضامهنا دون أي نوع من أنواع المتيزي (املادة ‪ ،)2‬مع دعوهتا اإىل اختاذ لك التدابري الترشيعية واالإدارية وغريها‬
‫من التدابري املالمئة اإىل أقىص حدود مواردها املتاحة لضامن احلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية (املادة‬
‫‪ .)4‬وتويل االتفاقية أمهية قصوى لتقاليد لك شعب وقميه الثقافية محلاية الطفل وترعرعه ترعرعا متناسقا‪ .‬وبصفة‬
‫مركزة‪ ،‬ميكن االإشارة اإىل أمه احلقوق اليت نصت علهيا اتفاقية ‪ 1989‬واملمتثةل عىل وجه اخلصوص يف احلق يف‬
‫احلياة (املادة ‪ ،)6‬واحلق يف الامس واكتساب اجلنس ية (املادة ‪ ،)7‬واحلفاظ عىل هوية الطفل (املادة ‪ ،)8‬وعدم‬
‫الفصل عن الوادلين عىل كره مهنام (املاداتن ‪ 9‬و‪ ،)10‬وماكحفة نقل الطفال اإىل اخلارج (املادة ‪ ،)11‬واحلق يف‬
‫التعبري عن الراء اخلاصة (املاداتن ‪ 12‬و‪ ،)13‬واحلق يف حرية الفكر والوجدان وادلين (املادة ‪ ،)14‬وحرية‬
‫تكوين امجلعيات وحرية الاجامتع السلمي (املادة ‪ ،)15‬وعدم التعرض لي تعسف (املادة ‪ ،)16‬وحق احلصول‬
‫عىل املعلومات واملواد من ش ىت املصادر الوطنية وادلولية (املادة ‪.)17‬‬
‫ال شك أن متتع الطفل حبقوقه الساس ية املنصوص علهيا يف االتفاقية ادلولية يس تلزم تدخال اإجيابيا من‬
‫طرف ادلوةل‪ ،‬من ذكل مثال ضامن الاعرتاف ابملبدأ القائل اإن الك الوادلين يتحمالن مسؤوليات مشرتكة عن‬
‫تربية الطفل ومنوه (املادة ‪ ،)18‬وكذا حامية الطفل من اكفة أشاكل العنف أو الرضر أو االإساءة البدنية أو‬
‫العقلية أو االإهامل (املادة ‪ ،)19‬واحلق يف حامية ومساعدة خاصتني ابلنس بة للطفل احملروم بصفة مؤقتة أو دامئة‬
‫من بيئته العائلية (املادة ‪ .)20‬وتعرضت اتفاقية حقوق الطفل لبعض الوضعيات الصعبة اليت يعيشها الطفل‬
‫مثل حاالت اللجوء (املادة ‪ ،)22‬واالإعاقة (املادة ‪ ،)23‬والقليات (املادة ‪ ،)30‬واحلروب (املادة ‪ ،)38‬واجلنوح‬
‫(املادة ‪ .)40‬فضال عن هذه احلقوق‪ ،‬قامت االتفاقية جبرد لالحئة أخرى من احلقوق لصاحل الطفل ويه مبثابة‬
‫الزتام يطوق عنق ادلوةل الطرف‪ :‬احلق يف المتتع بأعىل مس توى حصي ميكن بلوغه (املادة ‪ ،)24‬والضامن‬
‫(‪ )6‬اعمتدت مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ‪( 25‬د‪ )44-‬املؤرخ يف ‪ 20‬نومفرب ‪ .1989‬اترخي بدء النفاذ‪ 2 :‬سبمترب ‪ ،1990‬وفقا‬
‫لحاكم الفقرة الوىل من املادة ‪.49‬‬
‫(‪ )7‬ظهري شيف رق ‪ 1.93.363‬صادر يف ‪ 9‬رجب ‪ 21( 1417‬نومفرب ‪ )1996‬بنرش االتفاقية املتعلقة حبقوق الطفل املع متدة من طرف‬
‫امجلعية العامة للمم املتحدة يف ‪ 20‬نومفرب ‪ ،1989‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 4440‬بتارخي ‪ 8‬شعبان ‪ 19( 1417‬ديسمرب ‪ ،)1996‬ص‪.2847 .‬‬
‫‪5‬‬
‫الاجامتعي (املادة ‪ ،)26‬واملس توى املعييش املالمئ للمنو البدين والعقيل والرويح واملعنوي والاجامتعي (املادة‬
‫‪ ،)27‬والتعلمي (املاداتن ‪ 28‬و‪ ،)29‬والراحة ووقت الفراغ (املادة ‪ ،)31‬وامحلاية من الاس تغالل الاقتصادي‬
‫(املادة ‪ ،)32‬والوقاية من الاس تخدام غري املرشوع للمواد اخملدرة واملواد املؤثرة عىل العقل (املادة ‪ ،)33‬وامحلاية‬
‫من مجيع أشاكل الاس تغالل اجلنيس (املادة ‪ ،)34‬ومنع الاختطاف (املادة ‪ ،)35‬وامحلاية من سائر أشاكل‬
‫الاس تغالل الضارة بأي جانب من جوانب رفاه الطفل (املادة ‪ ،)36‬وعدم التعريض للتعذيب أو لغريه من‬
‫رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة (املادة ‪.)37‬‬
‫يس تخلص مما س بق ذكره‪ ،‬أن اتفاقية حقوق الطفل تضمنت حبق برانجما مفصال يقع عىل ادلوةل الطرف‬
‫تطبيقه للوفاء بتعهداهتا أمام املنتظم ادلويل‪ ،‬كام أن المم املتحدة س تعزز الحقا هذه املعاهدة بربوتوكوالت اإضافية‬
‫كام س يأيت بيانه فامي بعد‪ .‬من هجة أخرى‪ ،‬ويف س ياق املقارنة بني هذه االتفاقيات ادلولية ونصوص الرشيعة‬
‫االإسالمية ابعتبارها رافدا أساس يا للهوية املغربية‪ ،‬يتضح أن االإسالم مضن للطفل حقوقا حىت قبل والدته كام‬
‫منع منعا لكيا نظام التبين واستبدهل بنظام الكفاةل الرشعية‪ ،‬وحرم االإهجاض بدون مسوغ شعي‪.‬‬
‫وجيدر التذكري أن املغرب قبل بتارخي ‪ 27‬يناير ‪ 1997‬التعديل اذلي مس الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ 43‬حيث‬
‫رفع عدد خرباء جلنة حقوق الطفل من عرشة اإىل مثانية عرش‪ ،‬واعمتد يف مؤمتر ادلول الطراف بتارخي ‪12‬‬
‫ديسمرب ‪.1995‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اتفاقية القضاء على جميع أاشكال التمييز ضد الم أراة(‪)8‬‬

‫اإذا اكن املغرب قد انضم اإىل هذه االتفاقية يف ‪ 21‬يونيو ‪ ،1993‬اإال أنه تأخر كثريا يف نرشها ابجلريدة‬
‫الرمسية(‪ .)9‬وال شك أن هذه املعاهدة من أكرث الصكوك ادلولية اإاثرة للجدل ابملغرب وحمل جسال كبري بني‬
‫التيارات الفكرية اخملتلفة ابلنظر اإىل املضامني اليت احتوت علهيا‪ ،‬وهو ما يفرس من هجة اإقبال احلكومة املغربية‬
‫عىل اإدراج حزمة من التحفظات عىل مقتضياهتا كام سنتعرض هل يف حينه‪ .‬ومن بني الس باب املوجبة العامتد‬
‫هذه االتفاقية هو القلق اذلي يساور املنتظم ادلويل بشأن الانتشار الواسع للمتيزي بلك أشاكهل ضد املرأة ابلرمغ‬
‫من زمخ القرارات واالإعالانت والتوصيات الصادرة عن المم املتحدة وواكالهتا املتخصصة يف املوضوع‪ ،‬الرامية‬
‫وادلاعية اإىل مناهضة اكفة أشاكل المتيزي ضد املرأة وإاقرار مبدأ املساواة‪ .‬فالمتيزي يشلك انهتأاك صارخا ملبدأي‬
‫املساواة يف احلقوق واحرتام كرامة االإنسان كام يعد عقبة أمام مشاركة املرأة عىل قدم املساواة مع الرجل يف لك‬
‫منايح احلياة سواء اكنت س ياس ية أم اقتصادية أم اجامتعية أم ثقافية أم غريها‪ .‬تأسيسا عىل ذكل‪ ،‬تتطلب‬

‫(‪ )8‬اعمتدت مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ‪( 180‬د‪ )34-‬املؤرخ يف ‪ 18‬ديسمرب ‪ .1979‬اترخي بدء النفاذ‪ 3 :‬سبمترب ‪ ،1981‬وفقا‬
‫لحاكم الفقرة الوىل من املادة ‪ .27‬يرمز اإىل هذه االتفاقية ابلصيغة اخملترصة‪/CEDAW :‬الس يداو‪Convention on the elimination ( .‬‬
‫‪.)of all forms of discrimination against women‬‬
‫(‪ )9‬ظهري شيف رق ‪ 1.93.361‬صادر يف ‪ 29‬من رمضان ‪ 26( 1421‬ديسمرب ‪ )2000‬بنرش اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل ال متيزي ضد‬
‫املرأة املع متدة من طرف امجلعية العامة للمم املتحدة يف ‪ 18‬ديسمرب ‪ ،1979‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 4866‬بتارخي ‪ 23‬شوال ‪ 18( 1421‬يناير‬
‫‪ ،)2001‬ص‪.226 .‬‬
‫‪6‬‬
‫التمنية التامة والاكمةل لي بدل مشاركة املرأة مشاركة فعاةل وحقيقية‪.‬‬
‫توقفت اتفاقية الس يداو ابدئ ذي بدء عند تعريف مصطلح المتيزي ضد املرأة واعتربته "أي تفرقة أو‬
‫استبعاد أو تقييد يمت عىل أساس اجلنس ويكون من أاثره أو أغراضه‪ ،‬توهني أو اإحباط الاعرتاف للمرأة حبقوق‬
‫االإنسان واحلرايت الساس ية يف امليادين الس ياس ية والاقتصادية والاجامتعية والثقافية واملدنية أو يف أي‬
‫ميدان أخر‪ ،‬أو توهني أو اإحباط متتعها هبذه احلقوق أو ممارس هتا لها‪ ،‬برصف النظر عن حالهتا الزوجية وعىل‬
‫أساس املساواة بيهنا وبني الرجل" (املادة الوىل)‪ .‬وتدعو املعاهدة ادلول الطراف اإىل بذل جمهودات حثيثة‬
‫قصد اإلغاء لك مظاهر المتيزي ضد املرأة وتغيري المناط الاجامتعية والثقافية لسلوك الرجل واملرأة هبدف حتقيق‬
‫القضاء عىل التحزيات والعادات العرفية ولك املامرسات الخرى القامئة عىل الاعتقاد بكون أي من اجلنسني‬
‫أدىن أو أعىل من الخر‪ ،‬أو عىل أدوار منطية للرجل واملرأة‪.‬‬
‫وكغريها من الوفاق ادلولية‪ ،‬اش متلت اتفاقية الس يداو عىل الحئة من احلقوق واحلرايت املعرتف هبا‬
‫للمرأة تروم حتقيق املساواة بني اجلنسني يف المتتع هبا‪ ،‬كام هو المر عليه يف احلياة الس ياس ية والعامة (املادة ‪)7‬‬
‫والمتثيل عىل الصعيد ادلويل (املادة ‪ .)8‬واس تعرضت املعاهدة خمتلف احلقوق الالكس يكية مثل اجلنس ية (املادة‬
‫‪ ،)9‬والرتبية والتعلمي (املادة ‪ ،)10‬والعمل (املادة ‪ ،)11‬والرعاية الصحية (املادة ‪ ،)12‬واحلياة الاقتصادية‬
‫والاجامتعية (املادة ‪ ،)13‬واملساواة أمام القانون (املادة ‪ ،)15‬والزواج والعالقات العائلية (املادة ‪ .)16‬كام‬
‫أفردت االتفاقية مقتضيات خاصة ابملرأة الريفية (املادة ‪ .)14‬وجتدر االإشارة اإىل أن املغرب وافق عىل تعديل‬
‫الفقرة الوىل من املادة ‪ 20‬من االتفاقية(‪.)10‬‬
‫الشخاص ذوي ا إلعاقة(‪)11‬‬ ‫أ‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬اتفاقية حقوق‬
‫صادق املغرب عىل هذه االتفاقية بتارخي ‪ 8‬أبريل ‪ ،2009‬وقام بنرشها ابجلريدة الرمسية س نة ‪.)12(2011‬‬
‫افتتحت االتفاقية بديباجة طويةل مت التأكيد مبوجهبا عىل أن الشخاص ذوي االإعاقة‪ ،‬ابلرمغ من خمتلف الصكوك‬
‫والعهود ادلولية الناصة عىل حقوق االإنسان‪ ،‬ال يزالون يواهجون يف سائر أحناء العامل حواجز تعرتض مشاركهتم‬

‫(‪ )10‬يتعلق المر ابإاتحة الوقت الاكيف الجامتعات اللجنة املعنية ابلقضاء عىل المتيزي ضد املرأة‪" :‬جتمتع اللجنة عادة س نواي للنظر يف التقارير‬
‫املقدمة وفقا للامدة ‪ 18‬من هذه االتفاقية‪ .‬وحتدد مدة اجامتعات اللجنة يف اجامتع لدلول الطراف يف هذه االتفاقية‪ ،‬رهنا مبوافقة امجلعية‬
‫العامة"‪ 69 .‬دوةل طرفا وافقت عىل التعديل‪ ،‬غري أنه مل يدخل بعد حزي النفاذ اذلي يس تلزم موافقة ثليث ادلول الطراف يف االتفاقية‪ .‬ظهري‬
‫شيف رق ‪ 1.09.137‬صادر يف فاحت رمضان ‪ 2( 1432‬أغسطس ‪ )2011‬بنرش تعديل الفقرة الوىل من املادة ‪ 20‬من اتفاقية القضاء عىل‬
‫مجيع أشاكل ال متيزي ضد املرأة املع متدة من طرف امجلعية العامة للمم املتحدة بنيويورك يف ‪ 22‬ديسمرب ‪ ،1995‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪6044‬‬
‫بتارخي ‪ 11‬جامدى الخرة ‪ 3( 1433‬ماي ‪ ،)2012‬ص‪.2985 .‬‬
‫(‪ )11‬اعمتدت مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ‪( 106‬د‪ )61-‬املؤرخ يف ‪ 13‬ديسمرب ‪ .2006‬اترخي بدء النفاذ‪ 13 :‬مايو ‪ ،2008‬وفقا‬
‫لحاكم الفقرة الوىل من املادة ‪ .45‬عدد الطراف‪.154 :‬‬
‫(‪ )12‬ظهري شيف رق ‪ 1.08.143‬صادر يف فاحت رمضان ‪ 2( 1432‬أغسطس ‪ )2011‬بنرش اتفاقية حقوق الشخاص ذوي االإعاقة املع متدة‬
‫من طرف امجلعية العامة للمم املتحدة بنيويورك يف ‪ 13‬ديسمرب ‪ 2006‬والربوتوكول الاختياري‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 5977‬بتارخي ‪13‬‬
‫شوال ‪ 12( 1432‬سبمترب ‪ ،)2011‬ص‪.4512 .‬‬
‫‪7‬‬
‫كعضاء يف اجملمتع عىل قدم املساواة مع الخرين‪ .‬ذلكل ارتأى املنتظم ادلويل سن اتفاقية دولية شامةل ومتاكمةل‬
‫محلاية وتعزيز حقوق هذه الفئة الاجامتعية اليت تعيش ظروفا قاس ية ووضعية هشة‪ ،‬وتشجيع مشاركهتا يف‬
‫اجملاالت املدنية والس ياس ية والاقتصادية والاجامتعية والثقافية عىل أساس تاكفؤ الفرص‪ .‬وللوصول اإىل هذه‬
‫الغاية‪ ،‬وجب اإدماج قضااي الشخاص ذوي االإعاقة كجزء ال يتجزأ من اسرتاتيجيات التمنية املس تدامة‪ .‬ويشمل‬
‫مصطلح الشخاص ذوي االإعاقة يف منظور االتفاقية "لك من يعانون من عاهات طويةل الجل بدنية أو عقلية‬
‫أو ذهنية أو حس ية‪ ،‬قد متنعهم دلى التعامل مع خمتلف احلواجز من املشاركة بصورة اكمةل وفعاةل يف اجملمتع عىل‬
‫قدم املساواة مع الخرين" (املادة الوىل)‪ .‬وقبل اس تعراض االتفاقية خملتلف احلقوق واحلرايت املكفوةل‬
‫للشخاص ذوي االإعاقة والالزتامات امللقاة عىل عاتق ادلول الطراف‪ ،‬تولت تبيان املبادئ الكربى اليت‬
‫تتأسس علهيا املعاهدة وتمتثل يف‪ :‬احرتام كرامة الشخاص‪ ،‬وعدم المتيزي‪ ،‬وكفاةل حق املشاركة‪ ،‬واحرتام الفوارق‪،‬‬
‫وتاكفؤ الفرص‪ ،‬وإاماكنية الوصول‪ ،‬واملساواة بني الرجل واملرأة‪ ،‬وأخريا‪ ،‬احرتام القدرات املتطورة للطفال‬
‫ذوي االإعاقة واحرتام حقهم يف احلفاظ عىل هويهتم (املادة ‪.)3‬‬
‫متحورت أمه احلقوق واحلرايت املعرتف هبا للشخاص ذوي االإعاقة حول احلق يف احلياة (املادة ‪،)10‬‬
‫واملساواة أمام القانون (املادة ‪ ،)12‬وإاماكنية اللجوء اإىل القضاء (املادة ‪ ،)13‬وحرية الشخص وأمنه (املادة ‪،)14‬‬
‫وعدم التعرض للتعذيب أو املعامةل أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة (املادة ‪ ،)15‬وعدم التعرض‬
‫لالس تغالل والعنف والاعتداء (املادة ‪ ،)16‬وحامية السالمة الشخصية (املادة ‪ ،)17‬وحرية التنقل واجلنس ية‬
‫(املادة ‪ ،)18‬والعيش املس تقل واالإدماج يف اجملمتع (املادة ‪ ،)19‬والتنقل الشخيص (املادة ‪ ،)20‬وحرية التعبري‬
‫والرأي واحلصول عىل املعلومات (املادة ‪ ،)21‬واحرتام اخلصوصية (املادة ‪ ،)22‬واحرتام البيت والرسة (املادة‬
‫‪ ،)23‬والتعلمي (املادة ‪ ،)24‬والصحة (املادة ‪ ،)25‬والتأهيل وإاعادة التأهيل (املادة ‪ ،)26‬والعمل (املادة ‪،)27‬‬
‫ومس توى املعيشة الالئق وامحلاية الاجامتعية (املادة ‪ ،)28‬واملشاركة يف احلياة الس ياس ية والعامة (املادة ‪،)29‬‬
‫وكذا املشاركة يف احلياة الثقافية وأنشطة الرتفيه والتسلية والرايضة (املادة ‪ .)30‬وأفردت االتفاقية بعض‬
‫مقتضياهتا للنساء ذوات االإعاقة (املادة ‪ ،)6‬والطفال ذوي االإعاقة (املادة ‪.)7‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬التفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين أوافراد أاسرهم(‪)13‬‬

‫يعد املغرب من أوائل ادلول اليت وقعت عىل هذه االتفاقية بتارخي ‪ 15‬أغسطس ‪ ،1991‬وصادق علهيا‬
‫يف ‪ 21‬يونيو ‪ ،1993‬كام قام بنرشها ابجلريدة الرمسية س نة ‪ ،)14(2011‬علام أن ادلول املتقدمة اقتصاداي مل تقم‬
‫بعد ابالنضامم اإىل هذه االتفاقية ابلنظر اإىل جحم الالزتامات اليت نصت علهيا عىل عاتق ادلول الطراف‪ .‬ويأيت‬

‫(‪ )13‬اعمتدت مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ‪( 158‬د‪ )45-‬املؤرخ يف ‪ 18‬ديسمرب ‪ .1990‬اترخي بدء النفاذ‪ :‬فاحت يوليو ‪،2003‬‬
‫وفقا لحاكم الفقرة الوىل من املادة ‪.87‬‬
‫(‪ )14‬ظهري شيف رق ‪ 1.93.317‬صادر يف فاحت رمضان ‪ 2( 1432‬أغسطس ‪ )2011‬بنرش االتفاقية ادلولية محلاية حقوق مجيع العامل‬
‫املهاجرين وأفراد أرسمه‪ ،‬املع متدة من طرف امجلعية العامة للمم املتحدة يف ‪ 18‬ديسمرب ‪ ،1990‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 6015‬بتارخي ‪ 29‬صفر‬
‫‪ 23( 1433‬يناير ‪ ،)2012‬ص‪.362 .‬‬
‫‪8‬‬
‫سن هذه املعاهدة ادلولية يف س ياق تنايم ظاهرة الهجرة اليت أصبحت مع مرور الايم متس املاليني من الناس‬
‫وهتم عددا ال يس هتان به من دول املعمور‪ .‬وإادرأاك من اجملمتع ادلويل بأثر تدفق موجات العامل املهاجرين عىل‬
‫خمتلف ادلول‪ ،‬فقد فكر يف اإرساء قواعد ميكن أن تسامه يف التوفيق بني مواقف ادلول عن طريق قبول مبادئ‬
‫أساس ية تتعلق مبعامةل العامل املهاجرين وأفراد أرسمه‪ .‬وتعد اتفاقية حامية حقوق مجيع العامل املهاجرين وأفراد‬
‫أرسمه من الصكوك اليت أدرجت مضن مقتضياهتا كثريا من مضامني اتفاقيات حقوق االإنسان الخرى وهو ما‬
‫يفرس غىن الحئة احلقوق واحلرايت املعرتف هبا فهيا‪ ،‬ذكل أن امحلاية املكفوةل مبقتىض هذه املعاهدة ختص من‬
‫هجة العامل‪ ،‬ومن هجة أخرى‪ ،‬أفراد أرسمه سواء اكنوا يف وضعية نظامية أم ال‪ .‬ولغراض هذه املعاهدة‪ ،‬مت‬
‫تدقيق لك املصطلحات اليت تدل عىل معىن العامل املهاجر مثل عامل احلدود والعامل املومسي واملالح والعامل‬
‫عىل منشأة حبرية والعامل املتجول والعامل املرتبط مبرشوع وعامل الاس تخدام احملدد والعامل حلسابه اخلاص‬
‫(املادة ‪ .)2‬كام تنطبق هذه االتفاقية خالل اكمل معلية جهرة العامل املهاجرين وأفراد أرسمه‪ ،‬وتشمل هذه العملية‬
‫التحضري للهجرة‪ ،‬واملغادرة‪ ،‬والعبور‪ ،‬وفرتة االإقامة باكملها‪ ،‬ومزاوةل نشاط مقابل أجر يف دوةل العمل وكذكل‬
‫العودة اإىل دوةل املنشأ أو دوةل االإقامة العادية (املادة الوىل‪ ،‬فقرة اثنية)‪ .‬ونصت املعاهدة عىل احلقوق‬
‫الالكس يكية املضمونة يف اتفاقيات حقوق االإنسان املشاهبة من مثل عدم المتيزي يف احلقوق (املادة ‪ ،)7‬واحلق‬
‫يف احلياة (املادة ‪ ،)9‬ومنع التعذيب (املادة ‪ ،)10‬والاسرتقاق والاس تعباد (املادة ‪ ،)11‬وحرية الفكر والضمري‬
‫وادلين (املادة ‪ ،)12‬وحرية التعبري (املادة ‪ ،)13‬ومنع التدخل التعسفي أو غري املرشوع يف احلياة اخلاصة (املادة‬
‫‪ ،)14‬وحامية املمتلاكت (املادة ‪ ،)15‬واحلق يف احلرية والسالمة الشخصية (املادة ‪ ،)16‬واملعامةل االإنسانية يف‬
‫حاةل احلرمان من احلرية (املادة ‪ ،)17‬واحلق يف املساواة أمام احملامك (املادة ‪ ،)18‬ومنع الطرد امجلاعي (املادة‬
‫‪ ،)22‬واحلق يف اللجوء (املادة ‪ ،)23‬والاعرتاف ابلشخصية القانونية (املادة ‪.)24‬‬
‫إاىل جانب هذه الفئة من احلقوق واحلرايت‪ ،‬كفلت اتفاقية حامية حقوق مجيع العامل املهاجرين وأفراد‬
‫أرسمه‪ ،‬طائفة أخرى من احلقوق اللصيقة بوضعية العامل املهاجرين‪ ،‬نذكر مهنا عىل وجه اخلصوص املعامةل املامثةل‬
‫يف الجر مع رعااي دوةل العمل (املادة ‪ ،)25‬وحق الانضامم اإىل النقاابت (املادة ‪ ،)26‬واحرتام الهوية الثقافية‬
‫(املادة ‪ ،)31‬وحق حتويل ادلخول واملدخرات (املادة ‪ ،)32‬وحرية اختيار النشطة الاقتصادية (املادة ‪.)52‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الصكوك الدولية الموضوعاتية‬

‫اإدرأاك منه لمهية تعزيز احرتام حقوق االإنسان واحلرايت الساس ية والهنوض هبا معليا وفعليا‪ ،‬أقدم‬
‫املغرب عىل الاخنراط يف مجموعة من املعاهدات ادلولية املوضوعاتية تقوية ملنظومته املعيارية‪ .‬وعليه‪ ،‬نتعرض يف‬
‫اإشارات رسيعة لالتفاقية ادلولية للقضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي العنرصي (الفقرة الوىل)‪ ،‬واتفاقية مناهضة‬
‫التعذيب وغريه من رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة (الفقرة الثانية)‪ ،‬واالتفاقية ادلولية‬
‫محلاية مجيع الشخاص من الاختفاء القرسي (الفقرة الثالثة)‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫الولى‪ :‬التفاقية الدولية للقضاء على جميع أاشكال التمييز العنصري(‪)15‬‬
‫أ‬
‫الفقرة‬
‫وقع املغرب عىل هذه االتفاقية بتارخي ‪ 18‬سبمترب ‪ ،1967‬وصادق علهيا يف ‪ 18‬ديسمرب ‪ ،1970‬ورأت‬
‫طريقها اإىل اجلريدة الرمسية(‪ )16‬لتصبح جزء من الترشيع الوطين‪ .‬وغين عن البيان أن ادلول االإسالمية ومن‬
‫مضهنا املغرب يفرتض أن تكون س باقة اإىل املصادقة عىل هذه املعاهدة عىل اعتبار أن أحد أمه مبادئ االإسالم‬
‫السمحة هو حماربة المتيزي العنرصي كيفام اكن شلكه أو مظهره‪ .‬مفقاصد الرشع احلنيف تتطابق اإىل أبعد احلدود‬
‫مع أهداف االتفاقية يف بناء جممتع يسوده الوئام وتربط بني أفراده وشاجئ الخوة واملواطنة‪ .‬لقد جاء اعامتد هذه‬
‫االتفاقية تفعيال لحد أهداف ميثاق المم املتحدة اذلي يتأسس عىل مبدأي الكرامة والتساوي الصيلني يف‬
‫مجيع البرش‪ ،‬بغية اإدراك أحد مقاصد المم املتحدة املمتثل يف تعزيز وتشجيع الاحرتام واملراعاة العامليني حلقوق‬
‫االإنسان واحلرايت الساس ية للناس مجيعا‪ ،‬دون متيزي بسبب العرق أو اجلنس أو اللغة أو ادلين‪ .‬كام س بق‬
‫ل إالعالن العاملي حلقوق االإنسان أن أكد برصحي العبارة أن البرش يودلون مجيعا أحرارا ومتساوين يف الكرامة‬
‫واحلقوق (املادة الوىل)‪.‬‬
‫وإاذا اكنت فرتة الس تينيات من القرن املايض قد متزيت ابالس تقالل الس يايس واسرتداد الس يادة‬
‫املغصوبة لعدد من ادلول املس تعمرة خاصة يف اإفريقيا‪ ،‬اإال أن بعض اجملمتعات ظلت مع ذكل ترزح حتت وطأة‬
‫السلواكت واملامرسات المتيزيية‪ ،‬مفثلت االتفاقية حتوال مفصليا اإيذاان مبحارصة الس ياسات احلكومية القامئة عىل‬
‫أساس التفوق العنرصي أو الكراهية العنرصية مثل س ياسات الفصل العنرصي أو العزل أو التفرقة‪ .‬أكرث من‬
‫ذكل‪ ،‬اإن المتيزي بني البرش يشلك عقبة تعرتض العالقات الودية والسلمية بني المم وواقعا من شأنه تعكري‬
‫السمل والمن بني الشعوب واالإخالل ابلوئام بني أشخاص يعيشون جنبا اإىل جنب حىت يف داخل ادلوةل‬
‫الواحدة‪ .‬بعبارة واحدة‪ ،‬اإن وجود حواجز عنرصية أمر مناف للمثل العليا لي جممتع اإنساين‪.‬‬
‫كغريها من اتفاقيات حقوق االإنسان‪ ،‬بدأت معاهدة القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي العنرصي بتعريف‬
‫تعبري المتيزي وقصدت به "أي متيزي أو اس تثناء أو تقييد أو تفصيل يقوم عىل أساس العرق أو اللون أو النسب‬
‫أو الصل القويم أو ا إالثين ويس هتدف أو يس تتبع تعطيل أو عرقةل الاعرتاف حبقوق االإنسان واحلرايت‬
‫الساس ية أو المتتع هبا أو ممارس هتا‪ ،‬عىل قدم املساواة‪ ،‬يف امليدان الس يايس أو الاقتصادي أو الاجامتعي أو‬
‫الثقايف أو يف أي ميدان أخر من ميادين احلياة العامة" (املادة الوىل‪ ،‬فقرة ‪ .)1‬واس تثنت االتفاقية من هذا‬
‫التعريف بعض احلاالت املوضوعية اليت تتعلق ابجلنس ية أو املواطنة أو التجنس‪ ،‬كام اعتربت أنه ال يدخل‬
‫حتت طائةل المتيزي العنرصي أية تدابري خاصة يكون الغرض الوحيد من اختاذها تأمني التقدم الاكيف لبعض‬

‫(‪ )15‬اعمتدت مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ‪ 2106‬ألف (د‪ )20-‬بتارخي ‪ 21‬ديسمرب ‪ .1965‬اترخي بدء النفاذ‪ 4 :‬يناير ‪،1969‬‬
‫وفقا لحاكم املادة ‪.19‬‬
‫(‪ )16‬ظهري شيف رق ‪ 19.68‬بتارخي ‪ 15‬شعبان ‪ 27( 1389‬أكتوبر ‪ )1969‬ابملصادقة عىل االتفاقية ادلولية املوقع علهيا بنيويورك يوم ‪7‬‬
‫مارس ‪ 1966‬بشأن القضاء عىل مجيع أشاكل املزي العنرصي وبنرش نصها يف اجلريدة الرمسية‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 2988‬بتارخي ‪ 27‬ذو‬
‫القعدة ‪ 4( 1389‬فرباير ‪ ،)1970‬ص‪.336 .‬‬
‫‪10‬‬
‫امجلاعات العرقية أو ا إالثنية احملتاجة أو لبعض الفراد احملتاجني اإىل امحلاية اليت قد تكون الزمة لتكل امجلاعات‬
‫وهؤالء الفراد لتضمن لها وهلم املساواة يف المتتع حبقوق االإنسان واحلرايت الساس ية أو ممارساهتا‪ ،‬شط عدم‬
‫تأدية تكل التدابري‪ ،‬كنتيجة ذلكل‪ ،‬اإىل اإدامة قيام حقوق منفصةل ختتلف ابختالف امجلاعات العرقية‪ ،‬وشط‬
‫عدم اس مترارها بعد بلوغ الهداف اليت اختذت من أجلها (املادة الوىل‪ ،‬فقرة ‪.)4‬‬
‫وابختصار شديد‪ ،‬قامت االتفاقية بتحديد الزتامات ادلول الطراف واملمتثةل يف جشب المتيزي العنرصي‬
‫وانهتاج لك الوسائل املناس بة ودون تأخري للقضاء عىل المتيزي العنرصي باكفة أشاكهل وتعزيز التفامه بني مجيع‬
‫الجناس (املادة ‪ ،)2‬كام تتعهد مبنع وحظر واستئصال لك املامرسات املامثةل يف القالمي اخلاضعة لواليهتا (املادة‬
‫‪ ،)3‬ومجيع ادلعاايت والتنظاميت القامئة عىل الفاكر أو النظرايت القائةل بتفوق أي عرق أو أية جامعة من لون‬
‫أو أصل إاثين واحد (املادة ‪ .)4‬بعد ذكل‪ ،‬عددت املادة ‪ 5‬الحئة طويةل من احلقوق اليت جيب عىل ادلول‬
‫العضاء الوفاء هبا اإعامال ملضمون االتفاقية‪ ،‬من حقوق مدنية وس ياس ية واقتصادية واجامتعية وثقافية‪ .‬ومل يفت‬
‫االتفاقية االإشارة اإىل رضورة اختاذ تدابري فورية وفعاةل‪ ،‬وال س امي يف ميادين التعلمي والرتبية والثقافة واالإعالم‬
‫بغية ماكحفة النعرات املؤدية إاىل المتيزي العنرصي (املادة ‪.)7‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة او العقوبة القاسية او‬
‫الال إانسانية أاو المهينة(‪)17‬‬

‫مت التوقيع عىل هذه االتفاقية بتارخي ‪ 8‬يناير ‪ ،1986‬وتلهتا املصادقة علهيا يف ‪ 21‬يونيو ‪ ،1993‬لتنرش يف‬
‫اجلريدة الرمسية ثالث س نوات بعد ذكل(‪ .)18‬مثل انضامم املغرب اإىل هذه املعاهدة قمية مضافة ابلنظر اإىل‬
‫التجاوزات واخلروقات اليت طالت حقوق االإنسان يف املايض وهو ما جسلته بلك عناية املنظامت الفاعةل يف‬
‫هذا اجملال‪ ،‬كام كشف تقرير هيئة االإنصاف واملصاحلة الاس تعامل املفرط للك الساليب املنافية للكرامة‬
‫االإنسانية‪ .‬وحلد الن‪ ،‬مازال هذا املوضوع حيتفظ باكمل راهنيته حيث يهتم املغرب من قبل بعض املنظامت‬
‫ادلولية ابللجوء اإىل التعذيب اليشء اذلي يتناىف والالزتامات ادلولية اليت قطعهتا اململكة عىل نفسها‪ .‬واجلدير‬
‫ابذلكر أن مناهضة التعذيب متت االإشارة اإلهيا يف صكوك دولية سابقة مثل االإعالن العاملي حلقوق االإنسان‬
‫(املادة ‪ ،)5‬والعهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية (املادة ‪ ،)7‬غري أن اجملمتع ادلويل ورغبة منه يف‬
‫التصدي بفعالية للك أنواع التعذيب‪ ،‬اس تحسن صياغة اتفاقية دولية مس تقةل‪ ،‬افتتحها بعد ادليباجة بتعريف‬
‫التعذيب وقصد به "أي معل ينتج عنه أمل أو عذاب شديد‪ ،‬جسداي اكن أم عقليا‪ ،‬يلحق معدا بشخص ما‬
‫بقصد احلصول من هذا الشخص‪ ،‬أو من خشص اثلث‪ ،‬عىل معلومات أو عىل اعرتاف‪ ،‬أو معاقبته عىل معل‬

‫(‪ )17‬اعمتدت مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ‪( 39‬د‪ )46-‬املؤرخ يف ‪ 10‬ديسمرب ‪ .1984‬اترخي بدء النفاذ‪ 26 :‬يونيو ‪ ،1987‬وفقا‬
‫لحاكم الفقرة الوىل من املادة ‪.27‬‬
‫(‪ )18‬ظهري شيف رق ‪ 1.93.362‬صادر يف ‪ 9‬رجب ‪ 21( 1417‬نومفرب ‪ )1996‬بنرش اتفاقية مناهضة التعذيب وغريه من رضوب املعامالت‬
‫أو العقوابت القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة املع متدة من طرف امجلعية العامة للمم املتحدة يف ‪ 10‬ديسمرب ‪ ،1984‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد‬
‫‪ 4440‬بتارخي ‪ 8‬شعبان ‪ 19( 1417‬ديسمرب ‪ ،)1996‬ص‪.2841 .‬‬
‫‪11‬‬
‫ارتكبه أو يشتبه يف أنه ارتكبه‪ ،‬هو أو خشص اثلث أو ختويفه أو إارغامه هو أو أي خشص اثلث ‪ -‬أو عندما‬
‫يلحق مثل هذا المل أو العذاب لي سبب يقوم عىل المتيزي أاي اكن نوعه‪ ،‬أو حيرض عليه أو يوافق عليه أو‬
‫يسكت عنه موظف رمسي أو أي خشص يترصف بصفته الرمسية وال يتضمن ذكل المل أو العذاب الناشئ فقط‬
‫عن عقوابت قانونية أو املالزم لهذه العقوابت أو اذلي يكون نتيجة عرضية لها" (املادة الوىل)‪.‬‬
‫وتوهجت االتفاقية ابخلطاب اإىل ادلول الطراف ملمتسة مهنا اختاذ لك ا إالجراءات الترشيعية أو ا إالدارية‬
‫أو القضائية الفعاةل أو أية إاجراءات أخرى ملنع أعامل التعذيب يف أي إاقلمي خيضع الختصاصها القضايئ‪ ،‬وشددت‬
‫عىل أنه ال جيوز التذرع بأية ظروف اس تثنائية أاي اكنت‪ ،‬سواء أاكنت هذه الظروف حاةل حرب أو هتديدا‬
‫ابحلرب أو عدم اس تقرار س يايس داخيل أو أية حاةل من حاالت الطوارئ العامة الخرى مكربر للتعذيب‪ ،‬كام‬
‫ال جيوز التذرع ابلوامر الصادرة عن موظفني أعىل مرتبة أو عن سلطة عامة مكربر للتعذيب (املادة ‪ .)2‬ومن‬
‫بني الزتامات ادلول‪ ،‬عدم جواز طرد أي خشص أو اإعادته أو تسلميه اإىل دوةل أخرى‪ ،‬إاذا توافرت دلهيا أس باب‬
‫حقيقية تدعو اإىل الاعتقاد بأنه س يكون يف خطر التعرض للتعذيب (املادة ‪.)3‬‬
‫وبصفة عامة‪ ،‬نصت اتفاقية منع التعذيب عىل حزمة من الواجبات يف عنق ادلوةل الطرف إاكدراج‬
‫التعلمي واالإعالم يف برامج تدريب املوظفني امللكفني ابإنفاذ القوانني (املادة ‪ ،)10‬وضامن حتقيق رسيع ونزيه لكام‬
‫وجدت أس باب معقوةل تدعو اإىل الاعتقاد بأن معال من أعامل التعذيب قد ارتكب يف أي من القالمي اخلاضعة‬
‫لواليهتا القضائية (املادة ‪ ،)12‬وضامن حق أي فرد يدعي بأنه قد تعرض للتعذيب يف رفع شكوى اإىل السلطة‬
‫اخملتصة والنظر يف حالته عىل وجه الرسعة وبزناهة (املادة ‪ ،)13‬وكذا احلق يف التعويض العادل واملناسب مبا‬
‫يف ذكل اإعادة التأهيل عىل أمكل وجه ممكن‪ ،‬ويف حاةل وفاة املعتدى عليه نتيجة لعمل من أعامل التعذيب‪،‬‬
‫يكون للشخاص اذلين يعوهلم احلق يف التعويض (املادة ‪.)14‬‬
‫يف الخري‪ ،‬جتدر االإشارة اإىل أن املغرب وافق عىل التعديل اذلي طال املادتني ‪ 17‬و‪ 18‬من‬
‫االتفاقية(‪.)19‬‬
‫الشخاص من الختفاء القسري(‪)20‬‬ ‫أ‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬التفاقية الدولية لحماية جميع‬
‫هناك تشابه كبري بني أحاكم هذه االتفاقية ومقتضيات املعاهدة السابقة دلرجة التقاطع بيهنام يف بعض‬
‫(‪ )19‬يتعلق المر حبذف الفقرة ‪ 7‬من املادة ‪ 17‬والفقرة ‪ 5‬من املادة ‪ ،18‬كام تضاف فقرة جديدة‪ ،‬تكون الفقرة ‪ 4‬من املادة ‪ 18‬نصها كام‬
‫ييل‪ .4" :‬يتقاىض أعضاء اللجنة املنشأة مبوجب االتفاقية احلالية ماكفأت تدفع من موارد المم املتحدة عىل أساس الحاكم والرشوط اليت‬
‫تقررها امجلعية العامة"؛ ويعاد ترقمي الفقرة ‪ 4‬احلالية من املادة ‪ 18‬لتكون الفقرة ‪ .5‬يذكر أن عدد الطراف اليت قبلت هذا التعديل وصل‬
‫اإىل ‪ ،30‬وابلتايل مل يدخل بعد حزي النفاذ طبقا للامدة ‪ 29‬من االتفاقية اليت تشرتط لنفاذ التعديل قبوهل من طرف ثليث ادلول الطراف‪.‬‬
‫ظهري شيف رق ‪ 1.12.62‬صادر يف ‪ 25‬من حمرم ‪ 10( 1434‬ديسمرب ‪ )2012‬بنرش تعديل املادتني ‪ 17‬و‪ 18‬من اتفاقية مناهضة التعذيب‬
‫وغريه من رضوب املعامالت أو العقوابت القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة املع متدة من طرف امجلعية العامة للمم املتحدة يف ‪ 10‬ديسمرب‬
‫‪ ،1984‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 6228‬بتارخي ‪ 6‬ربيع الخر ‪ 6( 1435‬فرباير ‪ ،)2014‬ص‪.778 .‬‬
‫(‪ )20‬اعمتدت مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ‪( 177‬د‪ )61-‬املؤرخ يف ‪ 20‬ديسمرب ‪ .2006‬اترخي بدء النفاذ‪ 23 :‬ديسمرب ‪،2010‬‬
‫وفقا لحاكم الفقرة الوىل من املادة ‪.39‬‬
‫‪12‬‬
‫الحيان‪ .‬وتفسري ذكل أن التعذيب والاختفاء القرسي وهجان لعمةل واحدة‪ ،‬حيث غالبا ما يصاحب الاختفاء‬
‫ممارسة مجيع ألوان التعذيب‪ .‬ونظرا لشدة خطورة الاختفاء القرسي اذلي يشلك جرمية ويعد‪ ،‬يف ظروف‬
‫معينة حيددها القانون ادلويل‪ ،‬جرمية ضد االإنسانية‪ ،‬عقد املنتظم ادلويل العزم عىل منع حاالت الاختفاء القرسي‬
‫وماكحفة اإفالت مرتكيب هذه اجلرمية من العقاب‪ ،‬مع الخذ يف الاعتبار حق لك خشص يف عدم التعرض‬
‫الختفاء قرسي‪ ،‬وحق الضحااي يف العداةل والتعويض‪ .‬ونعترب أن نرش اتفاقية حامية مجيع الشخاص من الاختفاء‬
‫القرسي(‪ )21‬بعد التوقيع (‪ 6‬فرباير ‪ )2007‬واملصادقة علهيا (‪ 14‬ماي ‪ ،)2013‬تعد خطوة جريئة لطي ملف‬
‫الاختفاء والاختطاف والنفي اذلي مزي حقبة اترخيية هممة للمغرب‪.‬‬
‫ويقصد ابالختفاء القرسي يف مفهوم االتفاقية‪" ،‬الاعتقال أو الاحتجاز أو الاختطاف أو أي شلك‬
‫من أشاكل احلرمان من احلرية يمت عىل أيدي موظفي ادلوةل‪ ،‬أو أشخاص أو مجموعات من الفراد يترصفون‬
‫ابإذن أو دمع من ادلوةل أو مبوافقهتا‪ ،‬ويعقبه رفض الاعرتاف حبرمان الشخص من حريته أو اإخفاء مصري‬
‫الشخص اخملتفي أو ماكن وجوده‪ ،‬مما حيرمه من حامية القانون" (املادة ‪ .)2‬ونظرا خلطورة ممارسة الاختفاء‬
‫القرسي العامة أو املمهنجة‪ ،‬فقد مت تصنيفها مضن جرامئ االإنسانية كام مت تعريفها يف القانون ادلويل املطبق‬
‫وتس تتبع العواقب املنصوص علهيا يف ذكل القانون (املادة ‪ .)5‬وعليه‪ ،‬ال جيوز التذرع بأي أمر أو تعلاميت صادرة‬
‫من سلطة عامة أو مدنية أو عسكرية أو غريها لتربير هذه اجلرمية الش نعاء (املادة ‪ ،)6‬كام ال تعترب جرمية‬
‫الاختفاء القرسي جرمية س ياس ية‪ ،‬أو جرمية متصةل جبرمية س ياس ية‪ ،‬أو جرمية تمكن وراءها دوافع س ياس ية‪.‬‬
‫وابلنتيجة‪ ،‬ال جيوز لهذا السبب وحده رفض طلب تسلمي يستند اإىل مثل هذه اجلرمية (املادة ‪.)13‬‬
‫ولبلوغ الهداف اليت رمسهتا معاهدة حامية مجيع الشخاص من الاختفاء القرسي‪ ،‬فاإن ادلول الطراف‬
‫مدعوة للتعاون فامي بيهنا (املادة ‪ ،)15‬كام ميتنع علهيا أن تطرد أو تبعد أو تسمل أي خشص اإىل أي دوةل أخرى‬
‫اإذا اكنت هناك أس باب وجهية تدعو اإىل الاعتقاد بأن هذا الشخص س يقع حضية لالختفاء القرسي (املادة‬
‫‪ .)16‬وتوقفت االتفاقية مطوال عند احلقوق اليت جيب أن يمتتع هبا لك خشص حرم من حريته والضوابط القانونية‬
‫اليت ينبغي مراعاهتا والتقيد هبا تفاداي للك جتاوز أو تعسف من قبل أي اكن ميكن أن يتدخل يف حراسة أو‬
‫معامةل أي خشص حمروم من حريته (املادة ‪ 17‬وما بعدها)‪ .‬وأخريا‪ ،‬خصت االتفاقية الطفال اخلاضعني الختفاء‬
‫قرسي أو اذلين خيضع أحد أبوهيم أو ممثلهم القانوين الختفاء قرسي‪ ،‬أو الطفال اذلين يودلون أثناء وجود‬
‫أهماهتم يف الرس نتيجة الختفاء قرسي مبقتضيات حامئية مراعاة ملصلحهتم الفضىل (املادة ‪.)25‬‬

‫(‪ )21‬ظهري شيف رق ‪ 1.12.23‬صادر يف ‪ 13‬من رمضان ‪ 2( 1433‬أغسطس ‪ )2012‬بتنفيذ القانون رق ‪ 20.12‬املوافق مبوجبه عىل‬
‫االتفاقية ادلولية محلاية مجيع الشخاص من الاختفاء القرسي‪ ،‬املع متدة من طرف امجلعية العامة للمم املتحدة بنيويورك يف ‪ 20‬ديسمرب‬
‫‪ ،2006‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 6078‬بتارخي ‪ 11‬شوال ‪ 30( 1433‬أغسطس ‪ ،)2012‬ص‪4633 .‬؛ ظهري شيف رق ‪ 1.12.41‬صادر يف‬
‫‪ 18‬من رمضان ‪ 27( 1434‬يوليو ‪ )2013‬بنرش االتفاقية ادلولية محلاية مجيع الشخاص من الاختفاء القرسي‪ ،‬املع متدة من طرف امجلعية‬
‫العامة للمم املتحدة بنيويورك يف ‪ 20‬ديسمرب ‪ ،2006‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 6229‬بتارخي ‪ 10‬ربيع الخر ‪ 10( 1435‬فرباير ‪ ،)2014‬ص‪.‬‬
‫‪.2512‬‬
‫‪13‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬البروتوكوالت اإلضافية‬
‫اإن مسلسل اخنراط املغرب يف املنظومة ادلولية حلقوق االإنسان مل يكمتل بعد‪ .‬فرمغ ادلينامية الكبرية‬
‫اليت أابن عهنا خالل العقود القليةل املاضية‪ ،‬الزال العديد من الصكوك ادلولية مل ير طريقه اإىل التصديق‪.‬‬
‫والالفت للنظر أن أغلب هذه النصوص عبارة عن بروتوكوالت اإضافية تنص أغلهبا عىل اختصاص اللجان‬
‫املعاهداتية يف موضوع الشاكايت املقدمة من طرف الفراد‪ .‬ويف س ياق التطورات النوعية وغري املس بوقة اليت‬
‫اكن املغرب مرسحا لها‪ ،‬منذ وصول املكل محمد السادس اإىل احلمك‪ ،‬واليت جتذرت خاصة بعد اعامتد دس تور‬
‫‪ ،2011‬فقد ابدرت اململكة اإىل الانضامم اإىل مجةل من الصكوك ادلولية (الفرع الول) يف انتظار اس تكامل معلية‬
‫التصديق عىل االتفاقيات ادلولية حلقوق االإنسان الخرى (الفرع الثاين)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نحو المصادقة على البروتوكوالت اإلضافية‬


‫كغريه من دول املعمور‪ ،‬اتبع املغرب بشلك تدرجيي وسلس مسار الاخنراط يف املنظومة ادلولية حلقوق‬
‫االإنسان‪ ،‬وقطع شوطا جديدا ابنكبابه عىل الربوتوكوالت امللحقة ببعض املعاهدات ادلولية الكربى‪ ،‬اليشء‬
‫اذلي س يعزز ال حماةل من ضامانت حقوق ا إالنسان ويبوئ املغرب ماكنة رفيعة مضن أشخاص اجملمتع ادلويل‪.‬‬
‫نتناول تباعا الربوتوكول الاختياري امللحق ابتفاقية حقوق الطفل بشأن اشرتاك الطفال يف الزناعات املسلحة‬
‫(الفقرة الوىل)‪ ،‬والربوتوكول الاختياري التفاقية حقوق الطفل بشأن بيع الطفال واس تغالل الطفال يف البغاء‬
‫ويف املواد االإابحية (الفقرة الثانية)‪ ،‬والربوتوكول الاختياري التفاقية حقوق الطفل املتعلق ابإجراء تقدمي البالغات‬
‫(الفقرة الثالثة) والربوتوكول الاختياري التفاقية مناهضة التعذيب وغريه من رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية‬
‫أو الالاإنسانية أو املهينة (الفقرة الرابعة)‪ ،‬والربوتوكول الاختياري التفاقية حقوق الشخاص ذوي االإعاقة (الفقرة‬
‫اخلامسة)‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الفقرة الولى‪ :‬البروتوكول الختياري الملحق باتفاقية حقوق الطفل بشان اشتراك‬
‫الطفال في النزاعات المسلحة(‪)22‬‬ ‫أ‬
‫رمغ سن المم املتحدة التفاقية دولية مس تقةل تعىن حبقوق الطفل منذ س نة ‪ ،1989‬وبغض النظر عن‬
‫التأييد الساحق لها مما يدل عىل الالزتام الواسع ابلعمل عىل تعزيز حقوق الطفل وحاميهتا‪ ،‬غري أن املنتظم ادلويل‬
‫ارتأى أن وضعية الطفال تتطلب حامية خاصة‪ ،‬وتس تدعي الاس مترار يف حتسيهنا‪ ،‬فضال عن تنشئهتم وتربيهتم‬
‫يف كنف السمل والمن‪ .‬ويمتحور مضمون االتفاقية حول رفع السن اليت ميكن عندها جتنيد الشخاص يف القوات‬
‫املسلحة واشرتاكهم يف العامل احلربية‪ ،‬المر اذلي سيسهم مسامهة فعاةل يف تنفيذ املبدأ اذلي يقيض بأن تكون‬
‫مصاحل الطفل الفضىل اعتبارا أوليا يف مجيع االإجراءات اليت تتعلق ابلطفال‪ .‬لقد مثن املغرب هذه املبادرة وسارع‬

‫(‪ )22‬اعمتد مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ‪( 263‬د‪ )54-‬املؤرخ يف ‪ 25‬ماي ‪ .2000‬اترخي بدء النفاذ‪ 23 :‬فرباير ‪ ،2002‬وفقا‬
‫لحاكم املادة ‪.10‬‬
‫‪14‬‬
‫اإىل التوقيع عىل الربوتوكول بتارخي ‪ 8‬سبمترب ‪ ،2000‬وأردفه ابملصادقة يوم ‪ 22‬ماي ‪ ،2002‬قبل أن يعمد اإىل‬
‫نرشه أشهرا قليةل بعد ذكل يف اجلريدة الرمسية(‪.)23‬‬
‫لقد شعر املنتظم ادلويل برمته ابجلزع ملا للمنازعات املسلحة من تأثري ضار وانعاكس سليب عىل الطفال‬
‫وما لهذا الوضع من عواقب يف الجل الطويل عىل اس تدامة السمل والمن والتمنية‪ ،‬كام أدان اس هتداف الطفال‬
‫يف حاالت املنازعات املسلحة والهجامت املباشة عىل أهداف محمية مبوجب القانون ادلويل‪ ،‬مبا فهيا أماكن تتسم‬
‫معوما بتواجد كبري للطفال مثل املدارس واملستشفيات‪ .‬وللتصدي لهذه املامرسات املقيتة‪ ،‬يتوجب عىل ادلول‬
‫الطراف اختاذ مجيع التدابري املمكنة معليا لضامن عدم اشرتاك أفراد قواهتا املسلحة اذلين مل يبلغوا الثامنة عرشة‬
‫من العمر اشرتأاك مباشا يف العامل احلربية (املادة الوىل)‪ .‬ومن مقتضيات املصادقة عىل الربوتوكول احلايل‪،‬‬
‫اإيداع اإعالن ملزم بعد التصديق عىل هذا الربوتوكول أو الانضامم اإليه يتضمن احلد الدىن للسن اذلي تسمح‬
‫عنده ادلول ابلتطوع يف قواهتا املسلحة الوطنية ووصفا للضامانت اليت اعمتدهتا ملنع فرض هذا التطوع جربا أو‬
‫قرسا (املادة ‪ .)2‬ويندرج حتت الزتامات ادلول الطراف مبوجب هذه املعاهدة أيضا‪ ،‬نرش مبادئ وأحاكم هذا‬
‫الربوتوكول عىل نطاق واسع وتعزيزه ابلس بل املالمئة بني البالغني والطفال عىل السواء (املادة ‪ ،)6‬وكذا التعاون‬
‫يف تنفيذه‪ ،‬مبا يف ذكل التعاون يف منع أي نشاط يناقضه ويف اإعادة التأهيل وإاعادة االإدماج الاجامتعي للشخاص‬
‫اذلين يقعون حضااي أفعال تناقض هذا الربوتوكول‪ ،‬مبا يف ذكل من خالل التعاون التقين واملساعدة املالية (املادة‬
‫‪.)7‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬البروتوكول الختياري لتفاقية حقوق الطفل بشان بيع الطفال‬
‫الطفال في البغاء وفي المواد ا إلباحية(‪)24‬‬ ‫أ‬
‫واستغالل‬
‫جاء اعامتد هذا الربوتوكول الاختياري التفاقية حقوق الطفل تدعامي محلاية الطفال من مجةل من‬
‫املامرسات الضارة هبم اكلبيع والاس تغالل يف البغاء ويف املواد االإابحية‪ .‬فقد أصبحت هذه الفعال بفعل الانتشار‬
‫الواسع لها وبشلك مزتايد عىل ش بكة االإن نرتيت وغريها من التكنولوجيات الناش ئة حمط اهامتم اجملمتع ادلويل‬
‫اذلي أصبح يساوره ابلغ القلق إازاء الاجتار ادلويل ابلطفال الواسع النطاق واملزتايد وذكل لغرض بيعهم‬
‫واس تغالهلم يف البغاء ويف املواد االإابحية‪ ،‬كام اس تأثرت ابهامتمه املامرسة املنترشة واملتواصةل املمتثةل يف الس ياحة‬
‫اجلنس ية اليت يتعرض لها الطفال بشلك خاص‪ .‬من هذا املنطلق‪ ،‬ابدر املغرب اإىل الاخنراط يف هذا الربوتوكول‬
‫الاختياري ليسامه بدوره اإىل جانب أشخاص القانون ادلويل الخرى يف احلد من هذه الظواهر غري الطبيعية‪،‬‬
‫ومن مث وقع أوال عىل املعاهدة بتارخي ‪ 8‬سبمترب ‪ ،2000‬مث صادق علهيا يف ‪ 2‬أكتوبر ‪ ،2001‬وأخريا قام بنرشها‬

‫(‪ )23‬ظهري شيف رق ‪ 1.01.253‬صادر يف ‪ 9‬شوال ‪ 4( 1424‬ديسمرب ‪ )2003‬بنرش الربوتوكول الاختياري التفاقية حقوق الطفل بشأن‬
‫اشرتاك الطفال يف املنازعات املسلحة املوقع بنيويورك يف ‪ 25‬ماي ‪ ،2000‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 5191‬بتارخي ‪ 9‬حمرم ‪( 1425‬فاحت ديسمرب‬
‫‪ ،)2004‬ص‪.758 .‬‬
‫(‪ )24‬اعمتد مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ‪( 263‬د‪ )54-‬املؤرخ يف ‪ 25‬ماي ‪ .2000‬اترخي بدء النفاذ‪ 18 :‬يناير ‪ ،2002‬وفقا‬
‫لحاكم املادة ‪.14‬‬
‫‪15‬‬
‫يف اجلريدة الرمسية(‪ .)25‬فليس يف وسع املغرب اإال مض صوته اإىل أصوات ادلول الطراف كفاةل حلقوق الطفال‬
‫من أي معل حيمتل أن يكون خطريا أو يعرقل تعلميهم أو يرض بصحهتم أو بامنهئم البدين أو العقيل أو الرويح‬
‫أو اخللقي أو الاجامتعي‪.‬‬
‫اإن اس تفحال ظواهر بيع الطفال واس تغالهلم يف البغاء وغريه من املواد االإابحية أصبح مبثابة حتد كبري‬
‫للمجمتع ادلويل وحيتاج اإىل تضافر اجلهود للقضاء علهيا‪ .‬فبيع الطفال يقصد منه أي فعل أو تعامل يمت مبقتضاه‬
‫نقل طفل من جانب أي خشص أو مجموعة من الشخاص اإىل خشص أخر لقاء ماكفأة أو أي شلك أخر من‬
‫أشاكل العوض‪ .‬أما اس تغالل الطفال يف البغاء فيتحقق عند اس تخدام طفل لغرض أنشطة جنس ية لقاء ماكفأة‬
‫أو أي شلك أخر من أشاكل العوض‪ .‬وأما اس تغالل الطفال يف املواد االإابحية‪ ،‬فاملقصود منه تصوير أي‬
‫طفل‪ ،‬بأي وس يةل اكنت‪ ،‬ميارس ممارسة حقيقية أو ابحملأاكة أنشطة جنس ية رصحية أو أي تصوير للعضاء‬
‫اجلنس ية للطفل الإش باع الرغبة اجلنس ية أساسا (املادة ‪ .)2‬لك هذه الترصفات القبيحة تقتيض ابلرضورة يف‬
‫تصور االتفاقية ادلولية اعامتد هنج جامع‪ ،‬يتصدى للعوامل املسامهة يف ذكل واليت تشمل التخلف والفقر‬
‫والتفاوت يف مس توايت ادلخل والهيألك الاجامتعية الاقتصادية اجلائرة‪ ،‬وتعطل ادلور اذلي تؤديه الرس‪،‬‬
‫والافتقار اإىل الرتبية‪ ،‬والهجرة من الرايف اإىل املدن‪ ،‬والمتيزي املبين عىل نوع اجلنس‪ ،‬والسلوك اجلنيس‬
‫الالمسؤول من جانب الكبار‪ ،‬واملامرسات التقليدية الضارة‪ ،‬والزناعات املسلحة‪ ،‬والاجتار ابلطفال‪ .‬ومل خيل‬
‫الربوتوكول الاختياري من مقتضيات حامئية لصاحل الطفال ويه مبثابة الزتامات عىل عاتق ادلول الطراف ليك‬
‫حتقق االتفاقية أغراضها وتبلغ غاايهتا‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬البروتوكول الختياري لتفاقية حقوق الطفل المتعلق إباجراء تقديم‬
‫البالغات(‪)26‬‬

‫يندرج اعامتد هذا الصك ادلويل يف س ياق تعزيز تدابري حامية الطفل بوصفه صاحب حقوق واكئنا‬
‫برشاي هل كرامته وقدراته املتنامية‪ .‬فال خيفى أن الطفال‪ ،‬حبمك وضعهم اخلاص واعامتدمه عىل غريمه‪ ،‬قد يواهجون‬
‫صعوابت كبرية يف اللجوء اإىل س بل الانتصاف عندما تنهتك حقوقهم‪ .‬وذلكل‪ ،‬ارتأى املنتظم ادلويل سن هذا‬
‫الربوتوكول اذلي من دون شك س يقوي الآليات الوطنية وا إالقلميية ويمكلها‪ ،‬وس ميكن ال حماةل الطفال من تقدمي‬
‫شاكوى عند حدوث انهتأاكت حلقوقهم املضمونة مبوجب املعاهدات ادلولية‪ .‬وقد مر معنا أن مصاحل الطفل‬
‫الفضىل تكتيس أمهية قصوى وينبغي ابلتايل أن تكون من أول الاعتبارات اليت جيب مراعاهتا دلى اللجوء اإىل‬

‫(‪ )25‬ظهري شيف رق ‪ 1.01.254‬صادر يف ‪ 9‬شوال ‪ 4( 1424‬ديسمرب ‪ )2003‬بنرش الربوتوكول الاختياري امللحق ابتفاقية حقوق الطفل‬
‫بشأن بيع الطفال واس تغالل الطفال يف البغاء ويف املواد االإابحية املوقع بنيويورك يف ‪ 25‬ماي ‪ ،2000‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 5191‬بتارخي‬
‫‪ 9‬حمرم ‪( 1425‬فاحت ديسمرب ‪ ،)2004‬ص‪.760 .‬‬
‫(‪ )26‬اعمتد مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ‪( 138‬د‪ )66-‬املؤرخ يف ‪ 19‬ديسمرب ‪ .2011‬اترخي بدء النفاذ‪ 14 :‬أبريل ‪ ،2014‬وفقا‬
‫لحاكم الفقرة الوىل من املادة ‪.19‬‬
‫‪16‬‬
‫س بل الانتصاف من انهتأاكت حقوق الطفل‪ ،‬كام أن س بل الانتصاف هذه ينبغي أن تأخذ يف الاعتبار احلاجة‬
‫اإىل تطبيق اإجراءات تراعي ظروف الطفل عىل مجيع املس توايت‪ .‬والإدراك هذا املبتغى‪ ،‬مطلوب من ادلول‬
‫الطراف اإنشاء أآليات وطنية مناس بة لمتكني الطفل اذلي تنهتك حقوقه من اللجوء اإىل س بل انتصاف فعاةل‬
‫عىل املس توى احمليل‪ ،‬حيث ميكن أن يعهد هبذه الوظيفة النبيةل اإىل املؤسسات الوطنية حلقوق االإنسان وغريها‬
‫من املؤسسات املتخصصة ذات الصةل امللكفة بتعزيز حقوق الطفل وحاميهتا‪ .‬ال ريب أن املغرب خطا خطوة‬
‫اإىل المام عندما نرش ابجلريدة الرمسية القانون اذلي وافق مبوجبه الربملان عىل الربوتوكول الاختياري يف انتظار‬
‫اس تكامل مسطرة املصادقة عليه(‪.)27‬‬
‫وأس ند الربوتوكول الاختياري اإىل جلنة حقوق الطفل أداء املهام املنصوص علهيا فيه‪ ،‬ونص عىل أهنا‬
‫هتتدي يف القيام بعملها مببدأ مصاحل الطفل الفضىل‪ ،‬كام تراعي أيضا حقوق الطفل وأراءه‪ ،‬وتعطى هذه الراء‬
‫المهية الواجبة تبعا لسن الطفل ونضجه (املادة ‪ .)2‬وشدد الربوتوكول عىل أن تدرج اللجنة يف نظاهما ادلاخيل‬
‫ضامانت للحيلوةل دون أن يكون للشخاص اذلين يترصفون ابلنيابة عن الطفل تأثري عليه‪ ،‬ولها أن ترفض‬
‫النظر يف أي بالغ ترى أنه ال خيدم مصاحل الطفل الفضىل (املادة ‪ ،3‬فقرة ‪ .)1‬وخياطب الربوتوكول ادلول‬
‫الطراف ويدعوها اإىل اختاذ مجيع التدابري املناس بة لكفاةل عدم تعرض الفراد اذلين خيضعون لواليهتا لي انهتاك‬
‫من انهتأاكت حقوق االإنسان أو لسوء معامةل أو ختويف نتيجة ملا يقدمونه اإىل اللجنة من بالغات أو لتعاوهنم‬
‫معها معال هبذا الربوتوكول (املادة ‪ ،4‬فقرة ‪.)1‬‬
‫وتمتحور البالغات الفردية حول فكرة أساس ية مؤداها أنه جيوز لفرد أو مجموعة أفراد خيضعون لوالية‬
‫دوةل طرف يدعون أهنم حضااي النهتاك ادلوةل الطرف لي حق من احلقوق املنصوص علهيا يف أي من الصكوك‬
‫التالية اليت تكون تكل ادلوةل طرفا فهيا أو من ينوب عهنم تقدمي البالغات؛ ويتعلق المر ابتفاقية ‪،1989‬‬
‫والربوتوكول الاختياري لالتفاقية املتعلق ببيع الطفال وبغاء الطفال واس تغالل الطفال يف املواد االإابحية‪،‬‬
‫والربوتوكول الاختياري لالتفاقية املتعلق ابشرتاك الطفال يف املنازعات املسلحة (املادة ‪ ،5‬فقرة ‪ .)1‬ويعطي‬
‫الربوتوكول الاختياري للجنة احلق يف أي وقت‪ ،‬بعد تلقي بالغ ما وقبل التوصل اإىل قرار بشأن أسسه‬
‫املوضوعية‪ ،‬يف أن حتيل اإىل ادلوةل الطرف املعنية طلبا يك تنظر بصورة عاجةل يف اختاذ ما تقتضيه الرضورة يف‬
‫ظروف اس تثنائية من تدابري مؤقتة لتاليف اإماكنية أن يلحق بضحية أو حضااي الانهتأاكت املدعاة رضر‬
‫ال ميكن جربه (املادة ‪ ،6‬فقرة ‪ .)1‬وتوىل الربوتوكول تبيان املراحل اليت تقطعها البالغات من اإحاةل لها اإىل ادلول‬

‫(‪ )27‬ظهري شيف رق ‪ 1.13.40‬صادر يف فاحت جامدى الوىل ‪ 13( 1434‬مارس ‪ )2013‬بتنفيذ القانون رق ‪ 59.12‬املوافق مبوجبه عىل‬
‫الربوتوكول الاختياري التفاقية حقوق الطفل املتعلق ابإجراء تقدمي البالغات‪ ،‬املوقع بنيويورك يف ‪ 19‬ديسمرب ‪ ،2011‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد‬
‫‪ 6140‬بتارخي ‪ 23‬جامدى الوىل ‪ 4( 1434‬أبريل ‪ ،)2013‬ص‪.3020 .‬‬
‫‪17‬‬
‫الطراف‪ ،‬وإاجراءات التسوية الودية لها‪ ،‬والنظر فهيا‪ ،‬فضال عن متابعة ادلول الطراف لراء اللجنة وتوصياهتا‬
‫اإن وجدت‪.‬‬
‫وعىل غرار بعض اتفاقيات حقوق االإنسان‪ ،‬نص الربوتوكول الاختياري التفاقية حقوق الطفل املتعلق‬
‫ابإجراء تقدمي البالغات عىل تبادل البالغات بني ادلول حيث جيوز لي دوةل طرف يف هذا الربوتوكول أن‬
‫تعلن يف أي وقت أهنا تعرتف ابختصاص اللجنة يف تلقي وحبث بالغات تدعي فهيا دولـة طرف أن دوةل طرفا‬
‫أخرى ال تفي ابلزتاماهتا مبوجب أي من الصكوك اليت أشان اإلهيا سابقا واليت تكون تكل ادلوةل طرفا فهيا (املادة‬
‫‪ .)12‬وتودع ادلول الطراف اإعالان مبوجب الفقرة ‪ 1‬من هذه املادة دلى المني العام للمم املتحدة اذلي يرسل‬
‫نسخا منه اإىل ادلول الطراف الخرى‪ .‬وجيوز حسب أي اإعالن يف أي وقت ابإخطار يوجه اإىل المني العام‪.‬‬
‫وتمتتع جلنة حقوق الطفل بسلطات هامة حيث مبقدورها اإجراء التحري بشأن وقوع انهتأاكت جس مية أو ممهنجة‪.‬‬
‫فلكام تلقت اللجنة معلومات موثوقا هبا تفيد ابرتاكب دوةل طرف انهتأاكت جس مية أو مهنجية للحقوق املنصوص‬
‫علهيا يف االتفاقية الم أو يف الربوتوكولني الاختياريني‪ ،‬فاإهنا تدعو ادلوةل الطرف اإىل التعاون يف حفص املعلومات‬
‫والقيام لهذا الغرض بتقدمي مالحظاهتا بشأن هذه املعلومات دون تأخري (املادة ‪ .)13‬اإال أن ممارسة هذا‬
‫الاختصاص رهني بقبول ادلول الطراف به‪ .‬وعليه‪ ،‬جيوز للك دوةل طرف‪ ،‬عند توقيع هذا الربوتوكول أو‬
‫التصديق عليه أو الانضامم اإليه‪ ،‬أن تعلن أهنا ال تعرتف ابختصاص اللجنة املنصوص عليه يف هذه املادة‬
‫فامي يتعلق ابحلقوق الواردة يف بعض الصكوك املذكورة يف الفقرة ‪ 1‬أو يف مجيعها‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬البروتوكول الختياري لتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب‬
‫المعاملة أاو العقوبة القاسية أاو الال إانسانية أاو المهينة(‪)28‬‬

‫ال خيتلف اثنان عىل أن التعذيب وغريه من رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو الال إانسانية أو املهينة‬
‫أمور حمظورة وتشلك انهتأاك صارخا حلقوق االإنسان‪ ،‬ومن مث وجب التعجيل ابختاذ تدابري اإضافية فعاةل لتحقيق‬
‫مقاصد اتفاقية مناهضة التعذيب لس نة ‪ ،1984‬وكذا تعزيز حامية الشخاص احملرومني من حريهتم من التعذيب‬
‫وغريه من املعامالت غري ا إالنسانية‪ .‬وغين عن البيان أنه تقع عىل ادلول مسؤولية أساس ية لبلوغ هذه الهداف‬
‫السامية‪ ،‬كام أن هيئات التنفيذ ادلولية تمكل وتعزز التدابري الوطنية‪ .‬من هذه الزاوية‪ ،‬قرر اجملمتع ادلويل اعامتد‬
‫معاهدة دولية هبدف استئصال شأفة التعذيب مع اإيالء أمهية قصوى للوقاية‪ ،‬عرب إانشاء نظام غري قضايئ ذي‬
‫طبيعة وقائية يقوم عىل زايرات منتظمة لماكن الاحتجاز‪ .‬وكام س بقت االإشارة اإىل ذكل‪ ،‬فقد عاىن املغرب‬
‫خالل الس نوات املاضية وال زال يعاين من اهتامات وادعاءات ابللجوء اإىل التعذيب يف حاالت معينة كس ياسة‬

‫(‪ )28‬اعمتد مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ‪( 199‬د‪ )57-‬املؤرخ يف ‪ 18‬ديسمرب ‪ .2002‬اترخي بدء النفاذ‪ 22 :‬يونيو ‪ ،2006‬وفقا‬
‫لحاكم الفقرة الوىل من املادة ‪.28‬‬
‫‪18‬‬
‫ممهنجة‪ .‬ورغبة يف تفنيد هذه املزامع‪ ،‬انضم املغرب(‪ )29‬اإىل صف ادلول اليت صادقت عىل الربوتوكول الاختياري‬
‫حمققا بذكل مكس با جديدا ينضاف اإىل املنجزات اليت مت ترصيدها يف الس نوات املاضية يف جمال حقوق‬
‫االإنسان‪ ،‬يف انتظار اس تكامل مسطرة التصديق ونرش نص املعاهدة ابجلريدة الرمسية‪.‬‬
‫لجل اإنشاء نظام قوامه زايرات منتظمة تضطلع هبا هيئات دولية ووطنية مس تقةل للماكن اليت حيرم‬
‫فهيا الشخاص من حريهتم‪ ،‬وذكل بغية منع التعذيب وغريه من رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية‬
‫أو املهينة‪ ،‬أنشأ الربوتوكول جلنة فرعية ملنع التعذيب ونص عىل تأليفها وطرق انتخاب أعضاهئا وكذا مدة واليهتا‬
‫فضال عن طرق معلها ووسائل اش تغالها (املواد ‪ 5‬و‪ 6‬و‪ 7‬و‪ 8‬و‪ 9‬و‪ 10‬و‪ 13‬و‪ .)16‬وعهد لهذه اللجنة حبزمة‬
‫من الاختصاصات‪ ،‬نذكر مهنا (املادة ‪ :)11‬زايرة أماكن الاحتجاز‪ ،‬وتقدمي التوصيات اإىل ادلول الطراف بشأن‬
‫حامية الشخاص‪ ،‬احملرومني من حريـهتم‪ ،‬من التعذيب وغريه من املامرسات الخرى‪ .‬ويف عالقهتا مع الآليات‬
‫الوقائية الوطنية‪ ،‬تتوىل اللجنة الفرعية املهام التالية‪ :‬اإسداء املشورة وتقدمي املساعدة لدلول الطراف‪ ،‬عند‬
‫الاقتضاء‪ ،‬لغرض اإنشاء هذه الآليات؛ احلفاظ عىل االتصال املباش‪ ،‬والرسي عند اللزوم‪ ،‬ابلآليات الوقائية‬
‫الوطنية وتوفري التدريب واملساعدة التقنية لهـا بغية تعزيز قدراهتا؛ توفري املشورة واملساعدة للآليـات الوطنية‬
‫يف تقيمي الاحتياجات والوسائل الالزمة بغية تعزيز حامية الشخاص‪ ،‬احملرومني من حريهتم‪ ،‬من التعذيب وغريه‬
‫من رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة؛ تقدمي التوصيات واملالحظات اإىل ادلول‬
‫الطراف بغية تعزيز قدرات ووالية الآليات الوقائية الوطنية ملنع التعذيب؛ وأخريا‪ ،‬التعاون‪ ،‬لغرض منع التعذيب‬
‫بوجه عام‪ ،‬مع هيئات المم املتحدة وأآلياهتا ذات الصةل فضال عن املؤسسات أو املنظامت ادلولية وا إالقلميية‬
‫والوطنية العامةل يف سبيل تعزيز حامية مجيع الشخاص من التعذيب‪.‬‬
‫واجلديد اذلي جاء به الربوتوكول االإضايف‪ ،‬هو اإلزام ادلول الطراف ابإنشاء‪ ،‬يف غضون فرتة أقصاها‬
‫س نة واحدة بعد بدء نفاذ هذا الربوتوكول أو التصديق عليه أو الانضامم اإليه‪ ،‬أآلية وقائية وطنية مس تقةل واحدة‬
‫أو أكرث ملنع التعذيب عىل املس توى احمليل (املادة ‪ .)17‬وقد خصهتا االتفاقية بصالحيات شبهية بسلطات اللجنة‬
‫الفرعية (املواد ‪ 19‬و‪ 20‬و‪ .)21‬ونظرا لاثر معل اللجنة الفرعية عىل ادلول الطراف‪ ،‬أجازت املعاهدة لدلول‬
‫الطراف اإثر معلية التصديق أن تصدر اإعالان بتأجيل تنفيذ الزتاماهتا سواء مبقتىض اجلزء الثالث أو اجلزء الرابع‬
‫من الربوتوكول‪ .‬ويرسي هذا التأجيل ملدة أقصاها ثالث س نوات‪ .‬وعىل اإثر تقدمي ادلوةل الطرف ملا يلزم من‬
‫احلجج وبعد التشاور مع اللجنة الفرعية ملنع التعذيب‪ ،‬للجنة مناهضة التعذيب أن متدد هذه الفرتة س نتني‬

‫(‪ )29‬ظهري شيف رق ‪ 1.13.63‬صادر يف ‪ 8‬شعبان ‪ 17( 1434‬يونيو ‪ )2013‬بتنفيذ القانون رق ‪ 124.12‬املوافق مبوجبه عىل الربوتوكول‬
‫الاختياري التفاقية مناهضة التعذيب وغريه من رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة‪ ،‬املع متد بنيويورك يف ‪18‬‬
‫ديسمرب ‪ 2002‬من طرف امجلعية العامة للمم املتحدة‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 6166‬بتارخي ‪ 25‬شعبان ‪ 4( 1434‬يوليو ‪ ،)2013‬ص‪4877 .‬؛‬
‫ظهري شيف رق ‪ 1.14.59‬صادر يف فاحت صفر ‪ 24( 1436‬نومفرب ‪ )2014‬بنرش الربوتوكول الاختياري التفاقية مناهضة التعذيب وغريه‬
‫من رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة‪ ،‬املع متد بنيويورك يف ‪ 18‬ديسمرب ‪ 2002‬من طرف امجلعية العامة للمم‬
‫املتحدة‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 6311‬بتارخي فاحت صفر ‪ 24( 1436‬نومفرب ‪ ،)2014‬ص‪.8043 .‬‬
‫‪19‬‬
‫أخريني (املادة ‪.)24‬‬
‫أ‬
‫الشخاص ذوي ا إلعاقة(‪)30‬‬ ‫الفقرة الخامسة‪ :‬البروتوكول الختياري لتفاقية حقوق‬
‫انضم املغرب اإىل هذا الربوتوكول بتارخي ‪ 8‬أبريل ‪ ،2009‬وقام بنرشه ابجلريدة الرمسية ابملوازاة مع نرش‬
‫االتفاقية الم س نة ‪ ،)31(2011‬وهو ميثل ال شك خطوة اإجيابية يف اجتاه كفاةل حقوق الشخاص ذوي‬
‫االإعاقة‪ .‬ويدور مضمون هذا الربوتوكول الاختياري حول اعرتاف ادلوةل الطرف ابختصاص جلنة حقوق‬
‫الشخاص ذوي االإعاقة بتلقي البالغات من الفراد أو مجموعات الفراد أو ابمس الفراد أو مجموعات الفراد‬
‫املشمولني ابختصاصها واذلين يدعون أهنم حضااي انهتاك دوةل طرف لحاكم االتفاقية (املادة الوىل)‪ .‬وتطرقت‬
‫املادة ‪ 2‬للرشوط اليت جيب أن يس توفهيا البالغ حىت تنظر فيه اللجنة‪ .‬فالبالغ يعترب غري مقبول يف احلاالت‬
‫التالية‪ :‬مىت اكن جمهوال؛ أو شلك اإساءة اس تعامل للحق يف تقدمي تكل البالغات أو اكن منافيا لحاكم االتفاقية؛‬
‫أو اكنت املسأةل نفسها قد س بق أن نظرت فهيا اللجنة أو اكنت‪ ،‬أو ما زالت‪ ،‬حمل دراسة مبقتىض اإجراء أخر‬
‫من اإجراءات التحقيق ادلويل أو التسوية ادلولية؛ أو مل تستنفد اكفة وسائل الانتصاف ادلاخلية‪ .‬وال ترسي‬
‫هذه القاعدة اإذا اكن اإعامل وسائل الانتصاف قد طال أمده بصورة غري معقوةل أو اكن من غري املرحج أن يفيض‬
‫اإىل انتصاف فعال؛ أو اكن بال أساس واحض أو اكن غري مدمع برباهني اكفية؛ أو مىت اكنت الوقائع موضوع‬
‫البالغ قد حدثت قبل بدء نفاذ هذا الربوتوكول ابلنس بة لدلوةل الطرف املعنية‪ ،‬اإال اإذا اس مترت تكل الوقائع بعد‬
‫اترخي النفاذ‪ .‬ووحض الربوتوكول املبادئ اليت حتمك سري معل جلنة حقوق الشخاص ذوي االإعاقة من رسية يف‬
‫عرض أي بالغ يقدم اإلهيا عىل ادلوةل الطرف (املادة ‪ ،)3‬وطلب اإىل ادلوةل الطرف بأن تتخذ ما يلزم من‬
‫تدابري مؤقتة لتفادي اإحلاق رضر ال ميكن رفعه بضحية الانهتاك املزعوم أو حضاايه (املادة ‪ ،)4‬وعقد جلسات‬
‫رسية دلى حبهثا للبالغات (املادة ‪.)5‬‬
‫ومن أمه مضامني الربوتوكول‪ ،‬ما نصت عليه املادة ‪ ،6‬من أنه اإذا تلقت اللجنة معلومات موثوقا هبا‬
‫تدل عىل وقوع انهتأاكت جس مية أو منتظمة من جانب دوةل طرف للحقوق املنصوص علهيا يف االتفاقية‪ ،‬تدعو‬
‫اللجنة تكل ادلوةل الطرف اإىل التعاون يف حفص املعلومات وتقدمي مالحظات بشأن املعلومات املعنية لهذا‬
‫الغرض‪ .‬ومن هجة أخرى‪ ،‬جيوز للجنة أن تدعو ادلوةل الطرف املعنية اإىل أن تدرج يف تقريرها املقدم مبوجب‬
‫املادة ‪ 35‬من االتفاقية تفاصيل أي تدابري متخذة اس تجابة لتحر أجري مبوجب املادة ‪ 6‬من الربوتوكول (املادة‬
‫‪ .)7‬وأجاز الربوتوكول لدلوةل الطرف وقت توقيعه أو التصديق عليه أو الانضامم اإليه‪ ،‬أن تعلن أهنا ال تعرتف‬
‫ابختصاص اللجنة املنصوص عليه يف املادتني ‪ 6‬و‪( 7‬املادة ‪ .)8‬يتضح من نرش املغرب التفاقية حامية حقوق‬

‫(‪ )30‬اعمتد مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ‪( 106‬د‪ )61-‬املؤرخ يف ‪ 13‬ديسمرب ‪ .2006‬اترخي بدء النفاذ‪ 3 :‬مايو ‪ ،2008‬وفقا‬
‫للامدة ‪.13‬‬
‫(‪ )31‬ظهري شيف رق ‪ 1.08.143‬صادر يف فاحت رمضان ‪ 2( 1432‬أغسطس ‪ )2011‬بنرش اتفاقية حقوق الشخاص ذوي االإعاقة املع متدة‬
‫من طرف امجلعية العامة للمم املتحدة بنيويورك يف ‪ 13‬ديسمرب ‪ 2006‬والربوتوكول الاختياري‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 5977‬بتارخي ‪13‬‬
‫شوال ‪ 12( 1432‬سبمترب ‪ ،)2011‬ص‪.4512 .‬‬
‫‪20‬‬
‫الشخاص ذوي االإعاقة وبروتوكولها الاختياري أنه مل يصدر أي إاعالن يف هذا الشأن‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬البروتوكوالت االختيارية قيد الدرس‬
‫من خالل حفص االتفاقيات ادلولية اليت صادق علهيا املغرب يف جمال حقوق االإنسان يتضح أنه طرف‬
‫يف املعاهدات الساس ية التسع‪ ،‬كام أنه أقدم يف الس نوات القليةل املاضية عىل الانضامم اإىل بعض الربوتوكوالت‬
‫الاختيارية اليت تتناول شواغل حمددة‪ .‬لكن‪ ،‬جتدر االإشارة اإىل استناكف اململكة يف اللحظة الراهنة عىل‬
‫اس تكامل مسلسل التصديق عىل الربوتوكوالت املتبقية‪ ،‬وإان كنا نرحج أن القضية ال تعدو أن تكون مسأةل‬
‫وقت وأهنا ال حماةل ستنضم اإلهيا يف املس تقبل القريب‪ .‬ونقدم يف ما ييل فكرة موجزة عن خمتلف هذه‬
‫الربوتوكوالت‪ :‬الربوتوكول الاختياري الول امللحق ابلعهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية بشأن‬
‫تقدمي شاكوى من قبل الفراد (الفقرة الوىل)؛ الربوتوكول الاختياري الثاين للعهد ادلويل اخلاص ابحلقوق‬
‫املدنية والس ياس ية والهادف اإىل اإلغاء عقوبة االإعدام (الفقرة الثانية)؛ الربوتوكول الاختياري امللحق ابتفاقية‬
‫القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة (الفقرة الثالثة)؛ والربوتوكول الاختياري امللحق ابلعهد ادلويل اخلاص‬
‫ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية (الفقرة الرابعة)‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الفقرة الولى‪ :‬البروتوكول الختياري الول الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق‬
‫أ‬
‫الفراد(‪)32‬‬ ‫أ‬
‫المدنية والسياسية بشان تقديم شكاوى من قبل‬
‫تعزيزا الإدراك مقاصد العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية ولتنفيذ أحاكمه‪ ،‬ارتأت ادلول‬
‫الطراف متكني اللجنة املعنية حبقوق االإنسان‪ ،‬املنشأة مبوجب أحاكم اجلزء الرابع من العهد من القيام وفقا‬
‫لحاكم هذا الربوتوكول‪ ،‬ابس تالم ونظر الرسائل املقدمة من الفراد اذلين يدعون أهنم حضااي أي انهتاك لي‬
‫حق من احلقوق املقررة يف العهد‪ .‬وعليه‪ ،‬لك دوةل تصبح طرفا يف العهد تعرتف ابختصاص اللجنة مبامرسة هذا‬
‫الاختصاص‪ ،‬وال جيوز للجنة اس تالم أية رساةل تتعلق بأية دوةل طرف يف العهد ال تكون طرفا يف هذا‬
‫الربوتوكول (املادة الوىل)‪ .‬وقيد الربوتوكول ممارسة الفراد لهذا احلق ابالس تجابة مجلةل من الرشوط‪ ،‬مهنا استنفاذ‬
‫مجيع طرق التظمل احمللية املتاحة‪ ،‬غري أن هذه القاعدة ال تنطبق يف احلاالت اليت تس تغرق فهيا اإجراءات التظمل‬
‫مددا تتجاوز احلدود املعقوةل‪ ،‬وتقدمي رساةل كتابية اإىل اللجنة لتنظر فهيا (املادة ‪ ،)2‬كام ميكن رفض أية رساةل‬
‫مقدمة دون توقيع أو تكون‪ ،‬يف رأي اللجنة منطوية عىل اإساءة اس تعامل حلق تقدمي الرسائل أو منافية لحاكم‬
‫العهد (املادة ‪ .)3‬من هجة أخرى‪ ،‬ال جيوز للجنة أن تنظر يف أية رساةل من أي فرد اإال بعد التأكد من كون‬
‫املسأةل ذاهتا ليست حمل دراسة ابلفعل من قبل هيئة أخرى من هيئات التحقيق ادلويل أو التسوية ادلولية‬
‫(املادة ‪ .)5‬وتتبع اللجنة دلى نظرها يف الرسائل بعض املساطر ادلقيقة اكإحاةل أية رساةل قدمت اإلهيا مبوجب‬
‫هذا الربوتوكول اإىل ادلوةل الطرف واملهتمة ابنهتاك أي حمك من أحاكم العهد‪ .‬يف غضون س تة أشهر‪ ،‬تقوم ادلوةل‬

‫(‪ )32‬اعمتد مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ‪ 2200‬ألف (د‪ )21-‬املؤرخ يف ‪ 16‬ديسمرب ‪ .1966‬اترخي بدء النفاذ‪ 23 :‬مارس ‪،1976‬‬
‫وفقا لحاكم املادة ‪.9‬‬
‫‪21‬‬
‫املذكورة‪ ،‬مبوافاة اللجنة ابالإيضاحات أو البياانت الكتابية الالزمة جلالء املسأةل‪ ،‬مع االإشارة عند الاقتضاء اإىل‬
‫أية تدابري لرفع الظالمة قد تكون اختذهتا (املادة ‪ .)4‬فضال عن ذكل‪ ،‬تنظر اللجنة يف الرسائل املنصوص علهيا‬
‫يف الربوتوكول يف اجامتعات مغلقة‪ ،‬وتقوم ابإرسال الرأي اذلي انهتت اإليه اإىل ادلوةل الطرف املعنية وإاىل الفرد‬
‫(املادة ‪.)5‬‬
‫بعد النداءات املتكررة للمجلس الوطين حلقوق االإنسان اإىل رئيس جملس النواب من أجل الترسيع‬
‫مبسلسل املصادقة عىل مرشوع القانون رق ‪ 125-12‬ابملوافقة عىل الربوتوكول الاختياري التفاقية القضاء عىل‬
‫مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة ومرشوع القانون رق ‪ 126-12‬ابملوافقة عىل الربوتوكول الاختياري للعهد ادلويل‬
‫اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية‪ ،‬اإعامال للامدة ‪ 17‬من الظهري احملدث للمجلس اليت تنص عىل أن "يعمل‬
‫اجمللس عىل تشجيع مصادقة اململكة عىل املعاهدات ادلولية وا إالقلميية املتعلقة حبقوق االإنسان وابلقانون ادلويل‬
‫االإنساين أو الانضامم اإلهيام"‪ ،‬جسل املغرب أخريا خطوة حامسة يف مسار تقوية منظومة حقوق االإنسان وذكل‬
‫مبصادقة جملس النواب يوم الثالاثء ‪ 7‬يوليوز ‪ 2015‬عىل مرشوعي القانونني كام مت نرشهام ابجلريدة الرمسية(‪.)33‬‬
‫وقد نوه اجمللس الوطين حلقوق االإنسان هبذا االإجناز الرائع واعترب حبق أن انضامم املغرب لهذين الربوتوكولني يعد‬
‫"تعبريا عن الزتام س يادي وطوعي للمغرب‪ ،‬ذكل أن توطيد املنظومة الوطنية محلاية حقوق االإنسان س ميكن‬
‫من تقوية س بل الانتصاف عىل املس توى الوطين يف تاكمل مع الوس يةل اجلديدة املفتوحة مبقتىض الربوتوكولني‬
‫الاختياريني"(‪.)34‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬البروتوكول الختياري الثاني للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية‬
‫والسياسية والهادف إالى إالغاء عقوبة ا إلعدام(‪)35‬‬

‫إامياان مهنا بأن اإلغاء عقوبة االإعدام يسهم يف تعزيز الكرامة االإنسانية والتطوير التدرجيي حلقوق االإنسان‪،‬‬
‫واقتناعا مهنا بأنه ينبغي اعتبار مجيع التدابري الرامية اإىل إالغاء هذه العقوبة تقدما يف المتتع ابحلق يف احلياة‪ ،‬ورغبة‬
‫مهنا كذكل يف أن تأخذ عىل عاتقها مبوجب هذا الربتوكول الزتاما دوليا ابإلغاء ذات العقوبة‪ ،‬اتفقت ادلول الطراف‬
‫عىل أن ال يعدم أي خشص خاضع لواليهتا القضائية‪ ،‬وبأن تتخذ مجيع التدابري الالزمة الإلغاء عقوبة االإعدام (املادة‬

‫(‪ )33‬ظهري شيف رق ‪ 1.15.112‬صادر يف ‪ 18‬من شوال ‪ 4( 1436‬أغسطس ‪ )2015‬بتنفيذ القانون رق ‪ 125.12‬املوافق مبوجبه عىل‬
‫الربوتوكول الاختياري التفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل ال متيزي ضد املرأة املوافق عليه بنيويورك يف ‪ 6‬أكتوبر ‪ 1999‬من طرف امجلعية العامة‬
‫‪1.15.113‬‬ ‫للمم املتحدة‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 6387‬بتارخي فاحت ذو القعدة ‪ 17( 1436‬أغسطس ‪ ،)2015‬ص‪7075 .‬؛ ظهري شيف رق‬
‫صادر يف ‪ 18‬من شوال ‪ 4( 1436‬أغسطس ‪ )2015‬بتنفيذ القانون رق ‪ 126.12‬املوافق مبوجبه عىل الربوتوكول الاختياري امللحق ابلعهد‬
‫ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية‪ ،‬املوقع بنيويورك يف ‪ 16‬ديسمرب ‪ ،1966‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 6387‬بتارخي فاحت ذو القعدة ‪1436‬‬
‫(‪ 17‬أغسطس ‪ ،)2015‬ص‪.7076 .‬‬
‫(‪ )34‬ترصحي حصفي للمجلس الوطين حلقوق االإنسان مبناس بة موافقة جملس النواب عىل الربوتوكول الاختياري التفاقية القضاء عىل مجيع‬
‫أشاكل المتيزي ضد املرأة والربوتوكول الاختياري للعهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية‪ 7 ،‬يوليو ‪.2015‬‬
‫(‪ )35‬اعمتد مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ‪( 128‬د‪ )44-‬املؤرخ يف ‪ 15‬ديسمرب ‪ .1989‬اترخي بدء النفاذ‪ 11 :‬يوليو ‪ ،1991‬وفقا‬
‫لحاكم الفقرة الوىل من املادة ‪ .8‬دوةل عربية وحيدة يه اليت انضمت اإىل هذا الربوتوكول‪ ،‬يتعلق المر جبيبويت‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫الوىل)‪ .‬وتفعيال ملضمون الربوتوكول‪ ،‬ال يسمح بأي حتفظ عليه اإال ابلنس بة لتحفظ يكون قد أعلن عند‬
‫التصديق عليه أو الانضامم اإليه‪ ،‬وينص عىل تطبيق عقوبة االإعدام يف وقت احلرب طبقا الإدانة يف جرمية ابلغة‬
‫اخلطورة تكون ذات طبيعة عسكرية وترتكب يف وقت احلرب‪ .‬وبناء عليه‪ ،‬ترسل ادلوةل الطرف‪ ،‬اليت تعلن‬
‫مثل هذا التحفظ‪ ،‬إاىل المني العام للمم املتحدة‪ ،‬عند التصديق عىل الربوتوكول أو الانضامم اإليه‪ ،‬الحاكم‬
‫ذات الصةل من ترشيعاهتا الوطنية اليت تطبق يف زمن احلرب‪ .‬تقوم ادلوةل الطرف اليت تعلن مثل هذا التحفظ‬
‫ابإخطار المني العام للمم املتحدة ببداية أو هناية أي حاةل حرب تكون منطبقة عىل أراضهيا (املادة ‪ .)2‬رمغ أن‬
‫أحاكم هذا الربوتوكول تنطبق كحاكم اإضافية للعهد‪ ،‬غري أن بعض ادلول ومهنا املغرب ما زالت تمتسك بعقوبة‬
‫االإعدام يف ترشيعاهتا ادلاخلية ومل حتسم بعد انضامهما اإىل الربوتوكول الاختياري‪ .‬بل أكرث من ذكل‪ ،‬أصبحت‬
‫عقوبة االإعدام حمل جدل جممتعي بني تيارين متناقضني؛ أحدهام رافض لها لهنا تعد مبثابة اعتداء صارخ عىل‬
‫احلق يف احلياة‪ ،‬يف حني أن اثنهيام يطالب ابالإبقاء عىل هذه العقوبة لزجر وردع لك من يعرض مصاحل اجملمتع‬
‫احليوية للخطر والضياع‪.‬‬
‫أ‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬البروتوكول الختياري الملحق باتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز‬
‫ضد الم أراة(‪)36‬‬

‫بعد عرشين س نة عىل اعامتد اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة‪ ،‬خطا املنتظم ادلويل‬
‫خطوة جديدة وذكل بسن بروتوكول اختياري اعمتد وعرض للتوقيع والتصديق والانضامم مبوجب قرار امجلعية‬
‫العامة للمم املتحدة يف ادلورة الرابعة وامخلسني بتارخي ‪ 9‬أكتوبر ‪ ،1999‬تقر مبوجبه ادلوةل الطرف ابختصاص‬
‫اللجنة اخلاصة ابلقضاء عىل المتيزي ضد املرأة يف تلقي التبليغات املقدمة لها والنظر فهيا(‪ .)37‬فالطراف املتعاقدة‬
‫تؤكد‪ ،‬جمددا‪ ،‬تصمميها عىل ضامن متتع املرأة‪ ،‬بشلك اتم وعىل قدم املساواة‪ ،‬جبميع حقوق االإنسان واحلرايت‬
‫الساس ية‪ ،‬وعىل اختاذ اإجراءات فعاةل ملنع أي انهتأاكت لهذه احلقوق واحلرايت‪ .‬فالزتام ادلول الطراف مبحاربة‬
‫المتيزي ضد املرأة جبميع أشاكهل‪ ،‬وتوافقها عىل انهتاج س ياسة القضاء عليه جبميع الوسائل املناس بة ودون اإبطاء‪،‬‬
‫يس تلزم ابلرضورة خلق هجاز تولك اإليه هممة السهر عىل ضامن احرتام ادلول اللزتاماهتا‪ .‬وبناء عليه‪ ،‬جيوز تقدمي‬
‫التبليغات من قبل الفراد أو مجموعات الفراد‪ ،‬أو نيابة عهنم‪ ،‬مبوجب الوالية القضائية لدلوةل الطرف‪ ،‬واليت‬
‫يزمعون فهيا أهنم حضااي النهتاك أي من احلقوق الواردة يف االتفاقية عىل يدي تكل ادلوةل الطرف‪ .‬وحيث يقدم‬
‫التبليغ نيابة عن أفراد أو مجموعات من الفراد‪ ،‬فيجب أن يمت ذكل مبوافقهتم‪ ،‬اإال اإذا أمكن لاكتب التبليغ تربير‬
‫معهل نيابة عهنم من دون مثل هذه املوافقة (املادة ‪.)2‬‬
‫وينص الربوتوكول الاختياري عىل مجموعة من الرشوط حىت يتس ىن للجنة النظر يف التبليغات؛ من‬

‫(‪ )36‬اعمتد مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ‪( 4‬د‪ )54-‬املؤرخ يف ‪ 15‬أكتوبر ‪ .1999‬اترخي بدء النفاذ‪ 22 :‬ديسمرب ‪ ،2000‬وفقا‬
‫لحاكم الفقرة الوىل من املادة ‪.16‬‬
‫(‪ )37‬من أصل ‪ 22‬دوةل عربية عضوا يف منظمة المم املتحدة‪ ،‬دولتان فقط‪ ،‬ليبيا وتونس‪ ،‬انضمتا اإىل هذا الربوتوكول‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫ذكل أن تكون التبليغات كتابية‪ ،‬وال جيوز أن تكون جمهوةل املصدر‪ .‬فال جيوز للجنة تسمل أي تبليغ اإذا اكن‬
‫يتعلق بدوةل طرف يف االتفاقية‪ ،‬ولكهنا ليست طرفا يف هذا الربوتوكول (املادة ‪ .)3‬ويقع الزتام عام عىل اللجنة‬
‫بأن متتنع من النظر يف التبليغ اإال بعد التحقق من أن مجيع طرق الطعن احمللية املتوفرة قد استنفدت‪ ،‬وما مل يمت‬
‫اإطاةل أمد تطبيق هذه الوس يةل بصورة غري معقوةل‪ ،‬أو عندما يكون من غري احملمتل أن حتقق اإنصافا فعاال‪.‬‬
‫وبصفة عامة‪ ،‬تعلن اللجنة أن التبليغ غري مقبول يف احلاالت التالية‪ :‬اإذا س بق للجنة دراسة املسأةل نفسها‪ ،‬أو‬
‫اإذا جرت دراس هتا يف املايض‪ ،‬أو اكنت قيد ادلراسة حاليا‪ ،‬مبوجب اإجراء أخر من اإجراءات التحقيق أو‬
‫التسوية ادلولية؛ اإذا اكنت غري مامتش ية مع أحاكم االتفاقية؛ اإذا اتضح أنه ال أساس هل أو غري مؤيد بأدةل اكفية؛‬
‫اإذا شلك رضاب من سوء اس تخدام احلق يف تقدمي التبليغ؛ اإذا حدثت الوقائع اليت يه موضوع التبليغ قبل‬
‫رساين مفعول هذا الربوتوكول ابلنس بة لدلوةل الطرف املعنية‪ ،‬اإال اإذا اس مترت تكل الوقائع بعد ذكل التارخي‬
‫(املادة ‪.)4‬‬
‫وهبدف تاليف اإماكن وقوع رضر يتعذر اإصالحه لضحية أو حضااي الانهتاك املزعوم‪ ،‬جيوز للجنة‪ ،‬يف‬
‫أي وقت بعد تلقي التبليغ‪ ،‬وقبل الفصل فيه بناء عىل حيثياته املوضوعية‪ ،‬أن تنقل اإىل ادلوةل الطرف املعنية‬
‫طلبا عاجال الختاذ التدابري املؤقتة الرضورية‪ ،‬وال يعين هذا‪ ،‬مضنا‪ ،‬أهنا تقرر بشأن قبول التبليغ أو مدى وجاهته‬
‫بشلك موضوعي متجرد (املادة ‪ .)5‬وما مل تعترب اللجنة أن التبليغ غري مقبول من دون اإحالته اإىل ادلوةل الطرف‬
‫املعنية‪ ،‬وشيطة أن يوافق الفرد أو الفراد عىل الكشف عن هويهتم لتكل ادلوةل الطرف‪ ،‬فاإن عىل اللجنة‬
‫اإطالع ادلوةل الطرف بصورة رسية عىل أي تبليغ يقدم اإلهيا مبوجب هذا الربوتوكول‪ .‬بعد ذكل يتعني عىل ادلوةل‬
‫الطرف املتلقية أن تقدم اإىل اللجنة‪ ،‬خالل س تة أشهر‪ ،‬شوحا أو اإفادات خطية توحض القضية‪ ،‬واملعاجلة‪ ،‬اإذا‬
‫وجدت‪ ،‬اليت اكن ميكن أن تقدهما تكل ادلوةل الطرف (املادة ‪.)6‬‬
‫فاللجنة تنظر يف التبليغات اليت تتلقاها يف ضوء مجيع املعلومات اليت توفر لها من قبل الفراد أو‬
‫مجموعات الفراد أو نيابة عهنم‪ ،‬ومن قبل ادلوةل الطرف‪ ،‬شيطة نقل هذه املعلومات اإىل الطراف املعنية‪.‬‬
‫فتعقد ذلكل اجامتعات مغلقة عند حفص التبليغات املقدمة‪ .‬بعد حفص التبليغ‪ ،‬تنقل اللجنة أراءها بشأنه‪ ،‬اإىل‬
‫جانب توصياهتا‪ ،‬اإن وجدت‪ ،‬اإىل الطراف املعنية‪ .‬تقوم ادلوةل الطرف بدراسة أراء اللجنة فضال عن توصياهتا‪،‬‬
‫اإن وجدت‪ ،‬بعناية‪ ،‬وتقدم اإلهيا‪ ،‬خالل س تة أشهر‪ ،‬ردا خطيا‪ ،‬يتضمن معلومات حول أي اإجراء يتخذ يف‬
‫ضوء تكل الراء والتوصيات‪ .‬ورغبة يف احلصول عىل أكرب قدر من املعلومات‪ ،‬ميكن للجنة أن تدعو ادلوةل‬
‫الطرف اإىل تقدمي املزيد من املعطيات حول أي تدابري اختذهتا اس تجابة لراهئا أو توصياهتا‪ ،‬اإن وجدت‪ ،‬مبا يف‬
‫ذكل ما تعتربه اللجنة مناس با‪ ،‬وذكل يف التقارير الالحقة لدلوةل الطرف اليت تقدم مبوجب املادة ‪ 18‬من االتفاقية‬
‫(املادة ‪.)7‬‬
‫ومتكل اللجنة سلطات هممة عند تلقهيا معلومات موثوق هبا تشري اإىل حدوث انهتأاكت خطرية أو‬
‫ممهنجة للحقوق الواردة يف االتفاقية‪ ،‬عىل يدي ادلوةل الطرف‪ ،‬يف هذه احلاةل‪ ،‬عىل اللجنة أن تدعو هذه الخرية‬

‫‪24‬‬
‫اإىل التعاون معها يف حفص املعلومات‪ ،‬وتقدمي‪ ،‬لهذه الغاية‪ ،‬مالحظات تتعلق ابملعلومات ذات الصةل‪ .‬بعد ذكل‬
‫تباش اللجنة وظيفهتا بتعيني عضو واحد أو أكرث من أعضاهئا الإجراء حتقيق مبا فيه القيام بزايرة اإىل أرايض‬
‫ادلوةل الطرف اإذا مت احلصول عىل اإذن بذكل‪ ،‬وبعد موافقة ادلوةل الطرف املعنية‪ ،‬ورفع تقرير عاجل اإلهيا‪ .‬بعد‬
‫حفص نتاجئ هذا التحقيق‪ ،‬تنقل اللجنة اإىل ادلوةل الطرف املعنية هذه النتاجئ مقرونة بأي تعليقات وتوصيات‪،‬‬
‫يف انتظار تقدمي جواب من ادلوةل الطرف يف غضون س تة أشهر من تسلمها النتاجئ والتعليقات والتوصيات‬
‫اليت نقلهتا اإلهيا اللجنة‪ .‬حياط التحقيق ابلرسية‪ ،‬وجيب أن تبدي ادلوةل الطرف تعاوهنا يف مجيع مراحل االإجراءات‬
‫(املادة ‪ ،)8‬كام تتخذ مجيع اخلطوات املناس بة لضامن عدم تعرض الفراد التابعني لواليهتا القضائية لسوء املعامةل‬
‫أو الرتهيب نتيجة اتصاهلم ابللجنة مبوجب هذا الربوتوكول (املادة ‪.)11‬‬
‫هذا هو مضمون الربوتوكول الاختياري اذلي مل ينضم اإليه املغرب بعد‪ .‬وقد تكررت دعوات اللجنة‬
‫املعنية ابلقضاء عىل المتيزي ضد املرأة لبالدان "للتوقيع عىل الربوتوكول الاختياري لالتفاقية والتصديق عليه"(‪.)38‬‬
‫وكام س بقت االإشارة اإىل ذكل‪ ،‬فاإن انضامم املغرب اإىل هذا الربوتوكول الاختياري ال تعدو أن تكون‬
‫مسأةل وقت‪ ،‬حيث صادق جملس النواب يوم الثالاثء ‪ 7‬يوليوز ‪ 2015‬عىل مرشوع قانون رق ‪ 125-12‬ابملوافقة‬
‫عىل الربوتوكول الاختياري التفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة ومت نرشه يف اجلريدة الرمسية‪ ،‬كام‬
‫س بقت االإشارة اإىل ذكل عند حديثنا عن الربوتوكول الاختياري الول امللحق ابلعهد ادلويل اخلاص ابحلقوق‬
‫املدنية والس ياس ية بشأن تقدمي شاكوى من قبل الفراد‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬البروتوكول الختياري الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق القتصادية‬
‫والجتماعية والثقافية(‪)39‬‬

‫جاء هذا الربوتوكول ليعزز حتقيق مقاصد العهد وتنفيذ أحاكمه‪ ،‬وذكل بمتكني اللجنة املنشأة طبقا للعهد‬
‫من القيام ابملهام املنصوص علهيا يف هذا الربوتوكول‪ ،‬خاصة فامي يتعلق بتلقي البالغات والنظر فهيا وكذا الرسائل‬
‫املتبادةل بني ادلول‪ .‬خبصوص البالغات‪ ،‬جيوز أن تقدم من قبل‪ ،‬أو نيابة عن أفراد أو جامعات من الفراد‬
‫يدخلون مضن والية دوةل طرف ويدعون أهنم حضااي النهتاك من جانب تكل ادلوةل الطرف لي من احلقوق‬
‫الاقتصادية والاجامتعية والثقافية احملددة‪ .‬وحيامث يقدم بالغ نيابة عن أفراد أو جامعات أفراد‪ ،‬يكون ذكل‬
‫مبوافقهتم إاال اإذا اس تطاع صاحب البالغ أن يربر ترصفه نيابة عهنم دون احلصول عىل تكل املوافقة (املادة ‪.)2‬‬
‫ويؤكد هذا الربوتوكول عىل نفس شوط املقبولية اليت تعرضنا لها عند حديثنا عن الربوتوكول الول امللحق‬
‫ابلعهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية وكذا التدابري املؤقتة وإاحاةل البالغات عىل ادلوةل املعنية‪.‬‬

‫(‪ )38‬المم املتحدة‪ ،‬اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة‪ ،‬اللجنة املعنية ابلقضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة‪ ،‬التعليقات‬
‫اخلتامية للجنة املعنية ابلقضاء عىل مجيع أشاكل ال متيزي ضد املرأة‪ ،‬املغرب‪ ،CEDAW/C/MAR/CO/4, 8 avril 2008 ،‬فقرة ‪.47‬‬
‫(‪ )39‬اعمتد مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ‪( 117‬د‪ )63-‬املؤرخ يف ‪ 10‬ديسمرب ‪ .2008‬اترخي بدء النفاذ‪ 5 :‬ماي ‪ ،2013‬وفقا‬
‫لحاكم الفقرة الوىل من املادة ‪ .18‬مل توقع عليه وال دوةل عربية‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫تعرض اللجنة مساعهيا امحليدة عىل الطراف املعنية هبدف التوصل إاىل تسوية ودية للمسأةل عىل أساس احرتام‬
‫الالزتامات اليت ينص علهيا العهد‪ ،‬ويعترب لك اتفاق بشأن تسوية ودية مبثابة إاهناء للنظر يف البالغ (املادة ‪.)7‬‬
‫أما خبصوص الرسائل املتبادةل بني ادلول‪ ،‬فقد نصت املادة ‪ 10‬عىل أنه لي دوةل طرف يف الربتوكول‬
‫أن تعلن يف وقت مبوجب هذه املادة أهنا تعرتف ابختصاص اللجنة يف تلقي رسائل تدعي فهيا دوةل طرف أن‬
‫دوةل طرفا أخرى ال تفي ابلزتاماهتا مبوجب العهد‪ .‬وال جيوز تلقي الرسائل املوهجة مبوجب هذه املادة والنظر فهيا‬
‫إاال إاذا قدمت من دوةل طرف أصدرت إاعالان تعرتف فيه ابختصاص اللجنة فامي يتعلق هبا‪ .‬وتناول الربوتوكول‬
‫ابلتفصيل اإجراء التحري (املادة ‪ ،)11‬وتدابري امحلاية (املادة ‪ ،)13‬واملساعدة والتعاون ادلوليني (املادة ‪.)14‬‬

‫‪26‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬التحفظات على المعاهدات الدولية‬

‫عرفت معاهدة فيينا حول قانون املعاهدات(‪ )40‬التحفظ يف الفقرة الثانية من املادة ‪ 2‬بأنه "اإعالن من‬
‫جانب واحد‪ ،‬أاي اكنت صيغته أو تسميته‪ ،‬تصدره دوةل ما عند توقيعها أو تصديقها أو قبولها أو اإقرارها أو‬
‫انضامهما اإىل معاهدة‪ ،‬مس هتدفة به استبعاد أو تغيري الثر القانوين لبعض أحاكم املعاهدة من حيث رسايهنا عىل‬
‫تكل ادلوةل"‪ .‬وتوىل الفصل الثاين (املواد ‪ )23-19‬تفصيل النظام القانوين للتحفظات من قبول لها والاعرتاض‬
‫علهيا‪ ،‬والاثر القانونية املرتتبة عهنا‪ ،‬وحسهبا وكذا االإجراءات اخلاصة ابلتحفظات‪ .‬وعىل هذا الساس‪ ،‬اس تخدم‬
‫املغرب هذه االإماكنية اليت يتيحها القانون ادلويل وذكل مبناس بة مصادقته عىل مجةل من االتفاقيات ادلولية يف‬
‫موضوع حقوق االإنسان‪ ،‬نظرا لتعارض بعض املقتضيات االتفاقية مع نصوص ترشيعية وطنية‪ .‬وقد أاثرت‬
‫التحفظات اليت أبداها املغرب الس امي عند مصادقته عىل اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة جدال‬
‫كبريا ونقاشا موسعا حول جدواها‪ ،‬واعتربت اإفراغا لالتفاقية من حمتواها نظرا لكرثة املواد املتحفظ خبصوصها‪،‬‬
‫مقارنة مع املعاهدات الخرى‪ .‬فالتحفظات جتد تربيرها يف خمالفة بعض مواد املعاهدات ادلولية لبعض النصوص‬
‫القانونية ادلاخلية (املطلب الول)‪ ،‬غري أن املكل أعلن عن رفع جزء من التحفظات مبناس بة اذلكرى الس تني‬
‫لصدور االإعالن العاملي حلقوق االإنسان‪ ،‬وهو قرار اترخيي يدل مبا ال يدع جماال للشك عىل هجود املغرب‬
‫املتواصةل لتكريس وجتذير قمي حقوق االإنسان‪ .‬وقد مت ذكل بفضل اس تلهام روح الرشيعة االإسالمية اليت‬
‫تتأسس عىل املساواة والعداةل وعدم المتيزي (املطلب الثاين)‪ .‬اإضافة اإىل مسأةل التحفظات‪ ،‬املغرب مطالب‬
‫ابإيراد بعض الترصحيات والبالغات تنفيذا لحاكم االتفاقيات ادلولية اليت صادق علهيا (املطلب الثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مضامين التحفظات‬


‫صاحب تصديق املغرب عىل اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة اللجوء اإىل مسطرة‬
‫التحفظات حىت حيفظ للترشيع ادلاخيل قدسيته وانسجامه‪ .‬واعترب أن هناك مقتضيات يف االتفاقية تس تدعي‬
‫اإما وضع ترصحيات خبصوصها أو اذلهاب اإىل حد التحفظ مهنا‪ .‬مهت الترصحيات مادتني يف االتفاقية هام املادة‬
‫‪ 2‬واملادة ‪ 15‬يف فقرهتا ‪ .4‬فامي يتعلق ابملادة ‪" :)41(2‬تعرب حكومة اململكة املغربية عن اس تعدادها لتطبيق‬

‫(‪ )40‬ظهري شيف رق ‪ 1.73.348‬بتارخي ‪ 8‬رجب ‪ 8( 1393‬غشت ‪ )1973‬بنرش االتفاقية املتعلقة ابحلق يف اإبرام املعاهدات واملوقع علهيا‬
‫بفيينة يوم ‪ 23‬مايو ‪ ،1969‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 3239‬بتارخي ‪ 12‬ذو القعدة ‪ 27( 1394‬نومفرب ‪ ،)1974‬ص‪.3447 .‬‬
‫(‪" )41‬تشجب ادلول الطراف مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة وتوافق عىل أن تنهتج‪ ،‬بلك الوسائل املناس بة ودون اإبطاء‪ ،‬س ياسة القضاء‬
‫عىل المتيزي ضد املرأة‪ ،‬وحتقيقا ذلكل‪ ،‬تتعهد ابلقيام مبا ييل‪( :‬أ) جتس يد مبدأ املساواة بني الرجل واملرأة يف دساتريها الوطنية أو ترشيعاهتا‬
‫املناس بة الخرى‪ ،‬اإذا مل يكن هذا املبدأ قد أدمج فهيا حىت الن‪ ،‬وكفاةل التحقيق العميل لهذا املبدأ من خالل القانون والوسائل املناس بة‬
‫الخرى؛ (ب) اختاذ املناسب من التدابري الترشيعية وغريها‪ ،‬مبا يف ذكل ما يقتضيه المر من جزاءات‪ ،‬حلظر لك متيزي ضد املرأة؛ (ج)‬
‫اإقرار امحلاية القانونية حلقوق املرأة عىل قدم املساواة مع الرجل وضامن امحلاية الفعاةل للمرأة‪ ،‬عن طريق احملامك الوطنية ذات الاختصاص‬
‫‪27‬‬
‫مقتضيات هذه املادة برشط‪:‬‬
‫‪ -‬أال ختل ابملقتضيات ادلس تورية اليت تنظم قواعد توارث عرش اململكة املغربية(‪)42‬؛‬
‫‪ -‬أال تكون منافية لحاكم الرشيعة االإسالمية‪ ،‬علام بأن بعض الحاكم الواردة يف مدونة الحوال‬
‫الشخصية املغربية اليت تعطي للمرأة حقوقا ختتلف عن احلقوق اخملوةل للرجل ال ميكن جتاوزها أو اإلغاؤها‬
‫وذكل نظرا لكوهنا منبثقة أساسا من الرشيعة االإسالمية اليت تسعى‪ ،‬من مجةل ما تسعى اإليه‪ ،‬اإىل‬
‫حتقيق التوازن بني الزوجني حفاظا عىل متاسك كيان الرسة"‪.‬‬
‫يرمز هذا الترصحي اإىل وجود اختالف كبري وصارخ بني خمتلف النظمة الس ياس ية والقانونية يف العامل‬
‫حول تصور مبدأ املساواة بني اجلنسني‪ .‬فاملفهوم اذلي جاءت به االتفاقية قد ال يتطابق ابلرضورة مع تصور‬
‫عدد ال يس هتان به من ادلول‪ .‬ذكل أن الختالف الثقافة وادلين أثرا يف تعدد املفاهمي والتصورات‪ .‬حصيح أن‬
‫املعاهدة ادلولية هتدف اإىل توحيد رؤى ادلول حول تصور واحد عىل اعتبار أن املوضوع اذلي تنظمه‪ ،‬مه‬
‫مشرتك مجليع المم والشعوب‪ ،‬لكن تبقى مع ذكل بعض نقاط الاختالف يف التصور وكذا يف املامرسة بني‬
‫خمتلف ادلول ذات املرجعيات الثقافية اخملتلفة‪ .‬وحس نا فعل القانون ادلويل عندما اعرتف يف قانون املعاهدات‬
‫حبق ادلول الطراف يف االتفاقية يف استبعاد املقتضيات القانونية املنصوص علهيا يف املعاهدة لكام وقع تضارب‬
‫صارخ بيهنا وبني الترشيع ادلاخيل‪.‬‬
‫أما فامي يتعلق ابلفقرة ‪ 4‬من املادة ‪" :)43(15‬ترصح حكومة اململكة املغربية بأنه ال ميكن لها الالزتام‬
‫مبقتضيات هذه الفقرة‪ ،‬وابخلصوص تكل املتعلقة حبق املرأة يف اختيار حمل اإقامهتا وسكناها اإال بقدر ما تكون‬
‫هذه املقتضيات غري منافية للامدتني ‪ 34‬و‪ 36‬من مدونة الحوال الشخصية املغربية(‪.")44‬‬

‫واملؤسسات العامة الخرى‪ ،‬من أي معل متيزيي؛ (د) الامتناع عن الاضطالع بأي معل أو ممارسة متيزيية ضد املرأة‪ ،‬وكفاةل ترصف‬
‫السلطات واملؤسسات العامة مبا يتفق وهذا الالزتام؛ (هـ) اختاذ مجيع التدابري املناس بة للقضاء عىل المتيزي ضد املرأة من جانب أي خشص‬
‫أو منظمة أو مؤسسة؛ (و) اختاذ مجيع التدابري املناس بة‪ ،‬مبا يف ذكل الترشيع‪ ،‬لتعديل أو إالغاء القوانني والنظمة والعراف واملامرسات‬
‫القامئة اليت تشلك متيزيا ضد املرأة؛ (ي) اإلغاء مجيع أحاكم قوانني العقوابت الوطنية اليت تشلك متيزيا ضد املرأة"‪.‬‬
‫(‪ )42‬رمغ أن وضع املغرب لهذا الترصحي اختذ يف ضوء مقتضيات دس تور ‪ ،1992‬اإال أن ادلس تور اجلديد لس نة ‪ 2011‬مل يغري من هذه‬
‫الوضعية‪" :‬اإن عرش املغرب وحقوقه ادلس تورية تنتقل ابلوراثة اإىل الودل اذلكر الكرب س نا من ذرية جالةل املكل محمد السادس‪ ،‬مث اإىل ابنه‬
‫الكرب س نا وهكذا ما تعاقبوا‪ ،‬ما عدا اإذا عني املكل قيد حياته خلفا هل ودلا أخر من أبنائه غري الودل الكرب س نا‪ ،‬فاإن مل يكن ودل ذكر من‬
‫ذرية املكل‪ ،‬فاملُكل ينتقل اإىل أقرب أقرابئه من هجة اذلكور‪ ،‬مث اإىل ابنه طبق الرتتيب والرشوط السابقة اذلكر" (الفصل ‪.)43‬‬
‫(‪" )43‬متنح ادلول الطراف الرجل واملرأة نفس احلقوق فامي يتعلق ابلقانون املتصل حبركة الشخاص وحرية اختيار حمل سكنامه وإاقامهتم"‪.‬‬
‫(‪ )44‬جتدر االإشارة اإىل أن مدونة الرسة أدخلت تعديالت جوهرية عىل املادتني ‪ 34‬و‪ 35‬من مدونة الحوال الشخصية السابقة وذكل‬
‫مبقتىض املادة ‪ 51‬اليت حددت بدقة احلقوق والواجبات املتبادةل بني الزوجني‪ .‬ظهري شيف رق ‪ 1.04.22‬صادر يف ‪ 12‬من ذي احلجة‬
‫‪ 3( 1424‬فرباير ‪ )2004‬بتنفيذ القانون رق ‪ 70.03‬مبثابة مدونة الرسة‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 5184‬بتارخي ‪ 14‬ذو احلجة ‪ 5( 1424‬فرباير‬
‫‪ ،)2004‬ص‪.418 .‬‬
‫‪28‬‬
‫تربير هذا الترصحي جيد س نده يف نصوص املدونة اليت تس متد مضموهنا من الرشيعة االإسالمية‪ .‬فال‬
‫يتصور يف نظر الرشع أن تس تقل الزوجة حبق اختيار حمل االإقامة‪ ،‬لن الصل أن يقمي الزوجان يف ماكن‬
‫واحد حتقيقا لغاايت الزواج ومقاصده‪.‬‬
‫وعىل لك حال‪ ،‬تبقى هذه الترصحيات اليت أبداها املغرب رضورية وحمدودة الثر وال ترىق اإىل درجة‬
‫التحفظات اليت مهت فصلني هام عىل التوايل‪ :‬املادة ‪ 9‬يف فقرهتا ‪ ،2‬واملادة ‪.16‬‬
‫خبصوص الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪" :)45(9‬تتحفظ حكومة اململكة املغربية عىل هذه الفقرة نظرا لكون‬
‫قانون اجلنس ية املغربية ال يسمح بأن حيمل الودل جنس ية أمه اإال يف حاةل والدته من أب جمهول‪ ،‬أاي اكن ماكن‬
‫هذه الوالدة‪ ،‬أو من أب عدمي اجلنس ية‪ ،‬مع الوالدة ابملغرب‪ ،‬وذكل حىت يضمن للك طفل حقه يف اجلنس ية‪،‬‬
‫كام أن الودل املولود ابملغرب من أم مغربية وأب أجنيب ميكنه أن يكتسب جنس ية أمه برشط أن يرصح داخل‬
‫الس نتني السابقتني لبلوغه سن الرشد برغبته يف اكتساب هذه اجلنس ية‪ ،‬عىل شط أن تكون اإقامته ابملغرب‬
‫عند الترصحي اعتيادية ومنتظمة"‪ .‬أاثر هذا التحفظ نقاشا ساخنا داخل الساحة احلقوقية‪ ،‬انهتىى ابلرتاجع عنه‬
‫كام سرنى الحقا‪.‬‬
‫أما فامي يتعلق ابملادة ‪" :)46(16‬تتحفظ حكومة اململكة املغربية عىل مقتضيات هذه املادة وخصوصا ما‬
‫يتعلق مهنا بتساوي الرجل واملرأة يف احلقوق واملسؤوليات أثناء الزواج وعند فسخه‪ ،‬وذكل لكون مساواة من‬
‫هذا القبيل تعترب منافية للرشيعة االإسالمية اليت تضمن للك من الزوجني حقوقا ومسؤوليات يف اإطار من‬
‫التوازن والتاكمل وذكل حفاظا عىل الرابط املقدس للزواج‪ .‬فأحاكم الرشيعة االإسالمية تلزم الزوج بأداء‬
‫الصداق عند الزواج وابإعاةل أرسته‪ ،‬يف حني ليست املرأة ملزمة مبقتىض القانون ابإعاةل الرسة‪ .‬كام أنه عند فسخ‬
‫عقد الزواج‪ ،‬فاإن الزوج ملزم بأداء النفقة‪ ،‬وعىل عكس ذكل‪ ،‬تمتتع الزوجة باكمل احلرية يف الترصف يف مالها‬
‫أثناء الزواج وعند فسخه‪ ،‬دون رقابة الزوج‪ ،‬اإذ ال والية للزوج عىل مال زوجته‪ .‬ولهذه الس باب ال ختول‬
‫الرشيعة االإسالمية حق الطالق للمرأة اإال حبمك القايض"‪ .‬اضطر املغرب اإىل وضع هذا التحفظ ملا تبني هل‬

‫(‪" )45‬متنح ادلول الطراف املرأة حقا مساواي حلق الرجل فامي يتعلق جبنس ية أطفالها"‪.‬‬
‫(‪ .1" )46‬تتخذ ادلول الطراف مجيع التدابري املناس بة للقضاء عىل المتيزي ضد املرأة يف اكفة المور املتعلقة ابلزواج والعالقات الرسية‪،‬‬
‫وبوجه خاص تضمن‪ ،‬عىل أساس تساوي الرجل واملرأة‪( :‬أ) نفس احلق يف عقد الزواج؛ (ب) نفس احلق يف حرية اختيار الزوج‪ ،‬ويف‬
‫عدم عقد الزواج اإال برضاها احلر الاكمل؛ (ج) نفس احلقوق واملسؤوليات أثناء الزواج وعند فسخه؛ (د) نفس احلقوق واملسؤوليات‬
‫كوادلة‪ ،‬بغض النظر عن حالهتا الزوجية‪ ،‬يف المور املتعلقة بأطفالها ويف مجيع الحوال‪ ،‬تكون مصاحل الطفال يه الراحجة؛ (هـ) نفس‬
‫احلقوق يف أن تقرر حبرية وبشعور من املسؤولية عدد أطفالها والفرتة بني اإجناب طفل وأخر‪ ،‬ويف احلصول عىل املعلومات والتثقيف‬
‫والوسائل الكفيةل بمتكيهنا من ممارسة هذه احلقوق؛ (و) نفس احلقوق واملسؤوليات فامي يتعلق ابلوالية والقوامة والوصاية عىل الطفال‬
‫وتبنهيم‪ ،‬أو ما شابه ذكل من النظمة املؤسسة الاجامتعية‪ ،‬حني توجد هذه املفاهمي يف الترشيع الوطين؛ ويف مجيع الحوال تكون مصاحل‬
‫الطفال يه الراحجة؛ (ز) نفس احلقوق الشخصية للزوج والزوجة‪ ،‬مبا يف ذكل احلق يف اختيار امس الرسة‪ ،‬واملهنة‪ ،‬والوظيفة؛ (ح) نفس‬
‫احلقوق لالك الزوجني فامي يتعلق مبلكية وحيازة املمتلاكت‪ ،‬وا إالشاف علهيا‪ ،‬وإادارهتا‪ ،‬والمتتع هبا‪ ،‬والترصف فهيا‪ ،‬سواء بال مقابل أو مقابل‬
‫عوض ذي قمية‪ .2 .‬ال يكون خلطوبة الطفل أو زواجه أثر قانوين‪ ،‬وتتخذ مجيع االإجراءات الرضورية‪ ،‬مبا يف ذكل الترشيع‪ ،‬لتحديد سن‬
‫أدىن للزواج وجلعل تسجيل الزواج يف جسل رمسي أمرا اإلزاميا"‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫اس تحاةل حتقيق تطابق مضمون املادة ‪ 16‬من االتفاقية مع مقتضيات القانون ادلاخيل‪ .‬ومل حيل هذا التحفظ‬
‫دون الاجهتاد للرتاجع عنه حتقيقا ملساواة املرأة للرجل يف احلقوق والواجبات‪.‬‬
‫ومبناس بة انعقاد املؤمتر العاملي الرابع املعين ابملرأة يف بيجني ابلصني يف الفرتة املمتدة من ‪ 4‬اإىل ‪ 15‬سبمترب‬
‫‪ ،1995‬حتفظ الوفد املغريب عىل مجموعة من مقتضيات التقرير املنبثق عن اللقاء‪ ،‬واليت هتم أساسا بعض القضااي‬
‫احلساسة والشائكة اكجلنس واملرياث واالإهجاض(‪.)47‬‬
‫وخبصوص اتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬أبدى املغرب حتفظا مه املادة ‪ )48(14‬عىل الشلك التايل‪" :‬اإن اململكة‬
‫املغربية اليت يضمن دس تورها للك واحد حرية ممارسة شؤونه ادلينية‪ ،‬تتحفظ عىل أحاكم املادة الرابعة عرشة‬
‫اليت تعرتف للطفل ابحلق يف حرية التدين‪ ،‬نظرا لن االإسالم هو دين ادلوةل"‪ .‬بدهيىي أن الطفل املغريب املزداد‬
‫من أبوين مسلمني يكون ابلفطرة مسلام‪ ،‬فهو ال يعتنق االإسالم بل يودل مسلام‪ .‬ويف تصور الرشيعة االإسالمية‪،‬‬
‫(‪ )47‬انصبت حتفظات الوفد املغريب عىل ما ييل‪:‬‬
‫الفقرة ‪" :96‬وتشمل حقوق االإنسان للمرأة حقها يف أن تتحمك وأن تبت حبرية ومسؤولية يف املسائل املتصةل حبياهتا اجلنس ية‪ ،‬مبا يف ذكل‬
‫حصهتا اجلنس ية واالإجنابية‪ ،‬وذكل دون اإكراه أو متيزي أو عنف‪ .‬وعالقات املساواة بني الرجال والنساء يف مسأليت العالقات اجلنس ية‬
‫واالإجناب‪ ،‬مبا يف ذكل الاحرتام الاكمل للسالمة املادية للفرد‪ ،‬تتطلب الاحرتام املتبادل والقبول وتقامس املسؤولية عن نتاجئ السلوك‬
‫اجلنيس"‪.‬‬
‫(ك) من الفقرة ‪" :106‬يف ضوء الفقرة ‪ 28-8‬من برانمج معل املؤمتر ادلويل للساكن والتمنية‪ ،‬اليت جاء فهيا أنه "ال جيوز بأي حال من‬
‫الحوال ادلعوة اإىل االإهجاض كوس يةل من وسائل تنظمي الرسة‪ ،‬وعىل مجيع احلكومات واملنظامت ادلولية واملنظامت غري احلكومية ذات‬
‫الصةل تعزيز الزتاهما ابحلفاظ عىل حصة املرأة‪ ،‬ومعاجلة الاثر الصحية ل إالهجاض غري املأمون ابعتبارها من الاهامتمات الرئيس ية يف جمال‬
‫الصحة العامة‪ ،‬كام يتعني التقليل من اللجوء اإىل االإهجاض‪ ،‬وذكل من خالل التوسع يف خدمات تنظمي الرسة وحتسيهنا‪ .‬كذكل ينبغي عىل‬
‫ادلوام اإعطاء الولوية القصوى ملنع حاالت امحلل غري املرغوب فيه‪ ،‬وبذل اكفة اجلهود للقضاء عىل احلاجة اإىل اللجوء اإىل االإهجاض‪ .‬أما‬
‫النساء الاليت حيملن محال غري مرغوب فيه فينبغي أن تيرس لهن فرص احلصول عىل املعلومات املوثوقة واملشورة اخلالصة‪ .‬وأية تدابري أو‬
‫تغيريات تتصل ابالإهجاض يف اإطار نظام الرعاية الصحية ال ميكن أن تقرر اإال عىل املس توى الوطين أو احمليل ووفقا للترشيع الوطين‪ .‬ويف‬
‫احلاالت اليت ال يكون فهيا االإهجاض خمالفا للقانون‪ ،‬جيب احلرص عىل أن يكون مأموان‪ .‬وينبغي يف مجيع احلاالت تيسري حصول املرأة عىل‬
‫خدمات جيدة املس توى تعيهنا عىل معاجلة املضاعفات النامجة عن االإهجاض‪ .‬وينبغي أن تتوافر لها عىل الفور خدمات ما بعد االإهجاض يف‬
‫جماالت املشورة والتوعية وتنظمي الرسة‪ ،‬المر اذلي من شأنه املساعدة عىل جتنب تكرار االإهجاض"‪ ،‬النظر يف اس تعراض القوانني اليت‬
‫تنص عىل اختاذ اإجراءات عقابية ضد املرأة اليت جتري اإهجاضا غري قانوين"‪.‬‬
‫(و) من الفقرة ‪ 232‬اليت حتيل عىل الفقرة ‪" :96‬اختاذ االإجراءات الالزمة لكفاةل الاحرتام وامحلاية الاكملني حلقوق االإنسان للمرأة‪ ،‬مبا يف‬
‫ذكل احلقوق املشار اإلهيا يف الفقرات ‪ 94‬اإىل ‪ 96‬أعاله"‪.‬‬
‫(د) من الفقرة ‪ " :274‬إازاةل ما تواهجه الطفةل من غنب وعقبات فامي يتعلق ابالإرث‪ ،‬حىت يمتتع لك الوالد حبقوقهم دون متيزي‪ ،‬وذكل عن‬
‫طريق مجةل أمور‪ ،‬مهنا القيام‪ ،‬حسب الاقتضاء‪ ،‬بسن وإانفاذ الترشيعات اليت تضمن هلم املساواة يف حق اخلالفة‪ ،‬وتكفل هلم املساواة يف‬
‫أن يرثوا‪ ،‬بغض النظر عن جنس الطفل"‪.‬‬
‫للمزيد من التفاصيل‪ ،‬ميكن الاطالع عىل وثيقة المم املتحدة‪ ،‬املؤمتر العاملي الرابع املعين ابملرأة‪ ،‬بيجني‪ ،‬الصني‪A/CONF.177/20 (20 ،‬‬
‫)‪.octobre 1995‬‬
‫(‪ .1" )48‬حترتم ادلول الطراف حق الطفل يف حرية الفكر والوجدان وادلين‪ .2 .‬حترتم ادلول الطراف حقوق وواجبات الوادلين وكذكل‪،‬‬
‫تبعا للحاةل‪ ،‬الوصياء القانونيني عليه‪ ،‬يف توجيه الطفل يف ممارسة حقه بطريقة تنسجم مع قدرات الطفل املتطورة‪ .3 .‬ال جيوز أن‬
‫خيضع االإهجار ابدلين أو املعتقدات اإال للقيود اليت ينص علهيا القانون والالزمة محلاية السالمة العامة أو النظام أو الصحة أو الداب العامة‬
‫أو احلقوق واحلرايت الساس ية للخرين"‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫فاإن لك مولود يودل عىل الفطرة أي االإسالم ويتوىل البوان تلقينه ادلين اذلي خيتارانه فيصري مس يحيا أو هيوداي‬
‫أو جموس يا‪ ،‬وهكذا‪ .‬وأخطر يشء يف حرية ادلين كام نصت علهيا املواثيق ادلولية هو حق لك فرد يف التحول‬
‫عن معتقده الصيل واختياره دلين جديد مبحض إارادته وحسب قناعته‪ .‬وإان من شأن تطبيق هذه احلرية‬
‫بشلك مطلق ودون ضوابط يف بالد االإسالم اكملغرب مثال‪ ،‬أن تنترش الفتنة يف اجملمتع وحتدث البلبةل اليشء‬
‫اذلي قد يعصف ابس تقراره ومتاسكه‪ .‬وغين عن البيان كذكل أن انتشار بعض الفاكر واملذاهب االإسالمية يف‬
‫العامل اكلتش يع والسلفية اجلهادية ‪ -‬ويه مظاهر ميكن أن جتد لها مربرا يف حق الفرد يف اعتناق ما يقتنع به من‬
‫أفاكر ‪ ،-‬وتش بع بعض املغاربة هبا وإاقداهمم عىل اتباعها يف الونة الخرية أمىس يؤثر شيئا فشيئا عىل تفرد‬
‫اململكة بوسطيهتا واعتدالها يف اجملال ادليين‪ ،‬ومتزي اجملمتع املغريب بتشبثه والتفافه حول املذهب املاليك وابلتايل‬
‫بعده عن لك مظاهر التطرف والغلو والتنطع يف ادلين‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬رفع التحفظات‬


‫لكام أعد املغرب تقريرا دوراي خبصوص اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة وقدمه للجنة‬
‫املعنية ملناقش ته اإال واثرت قضية التحفظات ومدى اس تعداد احلكومة املغربية للعدول عهنا وعادت بقوة اإىل‬
‫الواهجة احلقوقية‪" :‬يف الوقت اذلي تقدر فيه اللجنة اإحراز بعض التقدم يف هتيئة بيئة تسمح بسحب االإعالانت‬
‫اليت قدمهتا ادلوةل الطرف بشأن املادة ‪ 2‬والفقرة ‪ 4‬من املادة ‪ 15‬والتحفظات اليت أبدهتا بشأن الفقرة ‪ 2‬من‬
‫املادة ‪ 9‬واملادتني ‪ 16‬و‪ 29‬من االتفاقية فاإهنا تعرب عن قلقها إازاء الاس مترار يف االإبقاء عىل هذه التحفظات‪.‬‬
‫وحتث اللجنة ادلوةل الطرف عىل ا إالرساع ابختاذ اخلطوات الالزمة لتضييق نطاق اإعالانهتا وحتفظاهتا بشأن‬
‫االتفاقية وحسهبا يف هناية املطاف من أمام اللجنة"(‪.)49‬‬
‫ويكفي أن نشري هنا اإىل أخر تقرير قدمه املغرب حبيث جاء يف التعليقات اخلتامية‪ ،‬بعدما أخرب الوفد‬
‫املغريب خرباء حقوق االإنسان عن نية املغرب يف رفع التحفظات‪ ،‬أنه ابلرمغ من "أن اللجنة أحاطت علام‬
‫ابالإعالن العام الصادر يف أذار‪/‬مارس ‪ 2006‬وأثناء احلوار مع اللجنة‪ ،‬بنية ادلوةل الطرف حسب التحفظات عىل‬
‫الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ 9‬والفقرة الفرعية ‪( 1‬ه) من املادة ‪ 16‬والفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ ،16‬وكذكل ترصحيها بشأن الفقرة‬
‫‪ 4‬من املادة ‪ ،15‬اإال أهنا تعرب عن قلقها لكون حسب تكل التحفظات والترصحيات مل يبلغ رمسيا اإىل وديع‬
‫االتفاقية"‪ .‬وعليه‪ ،‬فاإن اللجنة تدعو "ادلوةل الطرف اإىل اإشعار المني العام للمم املتحدة‪ ،‬بصفته وديع االتفاقية‪،‬‬
‫بسحب تكل التحفظات والترصحيات يف أقرب وقت ممكن‪ .‬وتشجع ادلوةل الطرف عىل مواصةل اختاذ اخلطوات‬
‫الرضورية لسحب لك ما تبقى من ترصحياهتا وحتفظاهتا عىل املادتني ‪ 2‬و‪ 16‬من االتفاقية‪ ،‬لهنا من وهجة نظر‬
‫اللجنة تتعارض مع موضوع االتفاقية وهدفها‪ ،‬وذكل من أجل أن تس تفيد املرأة املغربية من مجيع أحاكم‬

‫(‪ )49‬المم املتحدة‪ ،‬امجلعية العامة‪ ،‬ادلورة الثامنة والعرشون (‪ 31-13‬يناير ‪ )2003‬وادلورة التاسعة والعرشون (‪ 30‬يونيو – ‪ 18‬يوليو‬
‫‪ ،)2003‬تقرير اللجنة املعنية ابلقضاء عىل ال متيزي ضد املرأة‪ ،(A/58/38) ،‬ص‪ 129 .‬و‪.130‬‬
‫‪31‬‬
‫االتفاقية"(‪.)50‬‬
‫وقد أدىل خرباء اللجنة هبذه التوصية بعدما تبني هلم من خالل مضمون التقريرين ادلوريني اجملمعني‬
‫الثالث والرابع للمغرب أنه أنشئت جلنة تقنية مشرتكة بني الوزارات يف ‪ 6‬أكتوبر ‪ ،2003‬يف أثناء اجامتع للجنة‬
‫املشرتكة بني الوزارات املعنية ابحلرايت العامة وحقوق االإنسان برئاسة الوزير الول‪ .‬وأن هذه اللجنة منوط‬
‫هبا دراسة اإماكنية اإلغاء التحفظات واالإعالانت اليت قدهما املغرب عند تصديقه عىل خمتلف الصكوك ادلولية‬
‫حلقوق االإنسان‪ ،‬أو اإعادة النظر فهيا‪ .‬فمبناس بة الاحتفال ابليوم العاملي للمرأة يف ‪ 8‬مارس ‪ ،2006‬صدر عن‬
‫وزارة العدل امللكفة مبسائل حقوق االإنسان بيان ابإلغاء التحفظ عىل الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪9‬؛ والتحفظ عىل الفقرة‬
‫الفرعية "و" من الفقرة ‪ 1‬من املادة ‪ 16‬وعىل الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ ،16‬واستبدال اإعالانت تفسريية ابلتحفظات‬
‫عىل الفقرات الفرعية من املادة ‪16‬؛ واستبدال اإعالن تفسريي ابالإعالن املتعلق ابلفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ ،2‬وإالغاء‬
‫االإعالن املتعلق ابلفقرة ‪ 4‬من املادة ‪ .15‬كام تواصل اللجنة التقنية معلها الرايم اإىل اإعادة النظر يف التحفظات‬
‫واالإعالانت الصادرة بشأن اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة‪ ،‬ودراسة اإماكن الانضامم اإىل‬
‫الربوتوكول الاختياري لالتفاقية‪ .‬والظروف الراهنة مواتية للجنة‪ ،‬نظرا اإىل العديد من الحاكم القانونية املعمتدة‬
‫مؤخرا واالإجراءات املتخذة اليت تتفق ومبادئ هذه االتفاقية وفلسفهتا(‪.)51‬‬
‫وقد س بق للجنة التقنية أن عكفت عىل دراسة اإماكنية حسب التحفظات املغربية‪ ،‬وهو ما توصلت‬
‫اإليه بعد نقاش معيق وأخذ ورد بني أعضاهئا‪ ،‬فاعمتدت التوصيات التالية‪ :‬فامي خيص الترصحي املقدم بشأن املادة‬
‫‪ ،2‬إان الشطر الثاين للترصحي املقدم يف شأن هذه املادة‪ ،‬اتسم بطابع عام وغري دقيق عندما جعل الالزتام‬
‫مبقتضيات املادة املذكورة مرشوطا بعدم تنافهيا مع أحاكم الرشيعة االإسالمية‪ ،‬دون أن يبني وجه التنايف‪ .‬وسعيا‬
‫اإىل درء التأويالت اخلاطئة اليت تعطي انطباعا بأن أحاكم الرشيعة االإسالمية السمحة‪ ،‬ال تتوافق مع حقوق‬
‫االإنسان‪ ،‬ونظرا لكون مدونة الحوال الشخصية اليت متت االإشارة اإلهيا يف الترصحي قد عرفت مراجعة شامةل‬
‫انهتت ابعامتد مدونة الرسة مبقتضياهتا اجلديدة اليت قامت عىل اإبراز مقاصد الرشيعة االإسالمية الغراء يف اإقرار‬
‫املساواة بني اجلنسني والعدل واالإنصاف يف عالقهتام الزوجية‪ ،‬وانسجاما مع عدم حتفظ اململكة املغربية عىل‬
‫مقتضيات املادة ‪ 3‬والفقرة ‪ 4‬من املادة ‪ 23‬من العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية‪ ،‬وكذا يف احلقوق‬
‫والواجبات عند الزواج وأثناء قيامه وعند فسخه‪ ،‬للك هذه الاعتبارات جممتعة‪ ،‬فاإن اللجنة التقنية اخلاصة‬
‫ابس تكامل اخنراط املغرب يف املنظومة احلقوقية ادلولية تويص‪ ،‬ابإجامع لك أعضاهئا‪ ،‬مبا ييل‪:‬‬
‫‪ -1‬فامي خيص الشطر الول من الترصحي‪ ،‬املتعلق بتوارث عرش اململكة‪ ،‬فاإن اللجنة التقنية تويص‬

‫(‪ )50‬المم املتحدة‪ ،‬اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة‪ ،‬اللجنة املعنية ابلقضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة‪ ،‬التعليقات‬
‫اخلتامية للجنة املعنية ابلقضاء عىل مجيع أشاكل ال متيزي ضد املرأة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.4 .‬‬
‫(‪ )51‬المم املتحدة‪ ،‬اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة‪ ،‬اللجنة املعنية ابلقضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة‪ ،‬التعليقات‬
‫اخلتامية للجنة املعنية ابلقضاء عىل مجيع أشاكل ال متيزي ضد املرأة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ 8 .‬و‪.9‬‬

‫‪32‬‬
‫ابالإبقاء عليه يف صيغته احلالية‪ ،‬مع االإشارة اإىل أن غالبية ادلول ذات النظمة امللكية‪ ،‬مثل بلجياك وإاس بانيا‪،‬‬
‫واللكسومبورغ وااللوسوطو قد قدمت حتفظات مماثةل‪ .‬وللتذكري فقد جاء شطر الترصحي املوىص ابالإبقاء عليه‬
‫كام ييل‪:‬‬
‫"تعرب حكومة اململكة املغربية عن اس تعدادها لتطبيق مقتضيات هذه املادة برشط‪:‬‬
‫‪ -‬أن ال ختل ابملقتضيات ادلس تورية اليت تنظم قواعد توارث عرش اململكة املغربية"‪.‬‬
‫‪ -2‬فامي خيص الشطر الثاين من الترصحي اذلي أكد عىل شط عدم تنايف مقتضيات املادة مع أحاكم‬
‫الرشيعة االإسالمية ابعتبارها املرجع السايس ملقتضيات مدونة الحوال الشخصية‪ ،‬ترى اللجنة التقنية مراجعة‬
‫صياغة هذا الشطر بشلك يربز مبادئ العدل واالإنصاف اليت تكرسها الرشيعة االإسالمية مكصدر من مصادر‬
‫ترشيعنا‪ ،‬ويتفادى اس تعامل اصطالح "الرشيعة االإسالمية" نظرا لعموميته‪ .‬وعليه‪ ،‬فاإن اللجنة التقنية تويص‬
‫مبراجعة صياغة الشطر الثاين من الترصحي املتعلق ابملادة ‪ 2‬من االتفاقية عىل النحو التايل‪:‬‬
‫"وأن تنسجم مع أحاكم مدونة الرسة اليت حرصت عىل جعل الرسة املغربية قامئة عىل املسؤولية‬
‫املشرتكة مبا يضمن املساواة والعدل واالإنصاف أخذا بعني الاعتبار الثوابت اليت حتقق حولها االإجامع‬
‫الوطين"‪.‬‬
‫أما فامي خيص التحفظ املقدم عىل الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ 9‬من االتفاقية‪ ،‬فاإن اللجنة‪ ،‬بعد نقاش مطول‪،‬‬
‫خلصت اإىل رضورة رفعه‪ ،‬نظرا لالعتبارين التاليني‪:‬‬
‫‪ -‬اس تحضار ادليناميكية احلالية اليت أصبح يعرفها امللف املتعلق حبق املرأة يف منح اجلنس ية لبناهئا‪،‬‬
‫يف ضوء التوجهيات امللكية السامية والورش املفتوح لتنفيذها؛‬
‫‪ -‬التأكيد عىل ما لتطوير موقف املغرب‪ ،‬من هذه املقتضيات‪ ،‬من أاثر اإجيابية اإن عىل املس توى ادلويل‬
‫أو الوطين‪.‬‬
‫لقد أسفرت املناقشات داخل اللجنة عن رأيني‪ ،‬يرى أحدهام معاجلة املوضوع بكيفية تدرجيية تبتدئ‬
‫ابستبدال التحفظ احلايل‪ ،‬يف مرحةل أوىل‪ ،‬ابإعالن تفسريي عىل أن يمت رفع التحفظ عند تعديل قانون اجلنس ية‬
‫املغربية‪ ،‬يف حني يرى الثاين اإرجاء البت يف التحفظ اإىل حني تعديل القانون املذكور‪ .‬يبدو من خالل توصية‬
‫اللجنة أن الطريق الول هو اذلي مت تبنيه‪ ،‬اإذ مت اعامتد اإحدى املهنجيتني التاليتني يف رفع هذا التحفظ‪ :‬تمتثل‬
‫الوىل يف رفع التحفظ بطريقة تدرجيية‪ ،‬واستبداهل يف مرحةل أوىل ابإعالن تفسريي تكون صيغته اكلتايل‪:‬‬
‫"تعلن حكومة اململكة املغربية عن اس تعدادها لتطبيق أحاكم الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ 9‬وفق اإجراءات‬
‫قانون اجلنس ية املغريب اذلي خيول للمرأة احلق يف اإعطاء جنسيهتا تلقائيا أو بترصحي أو بطلب تبعا ملسطرة‬
‫يراعى فهيا حق الطفل يف املشاركة والتعبري عن أرائه يف مجيع املسائل اليت تعنيه الزتاما ابملبادئ الساس ية‬
‫التفاقية حقوق الطفل ومصلحته الفضىل يف مجيع احلاالت"‪ .‬أما املهنجية الثانية فتقيض ابإرجاء رفع التحفظ اإىل‬
‫‪33‬‬
‫حني تعديل قانون اجلنس ية املغربية‪.‬‬
‫اإن تقدمي املغرب للتحفظات واجلدل الواسع ادلائر حول أاثرها عىل الزتام ادلوةل الطرف س يعرفان‬
‫جديدا يف غاية المهية عندما أعلن املكل محمد السادس يوم ‪ 10‬ديسمرب ‪ 2008‬عن قرار املغرب القايض ابلرتاجع‬
‫عن خمتلف التحفظات‪ ،‬اإثر املاكسب اليت حتققت يف البالد حيث نسجل مواءمة ترشيعه ادلاخيل مع مقتضيات‬
‫االتفاقيات ادلولية‪" :‬وتعزيزا لهذا املسار‪ ،‬نعلن عن حسب اململكة املغربية للتحفظات املسجةل‪ ،‬بشأن االتفاقية‬
‫ادلولية للقضاء عىل اكفة أشاكل المتيزي ضد املرأة‪ ،‬اليت أصبحت متجاوزة‪ ،‬بفعل الترشيعات املتقدمة‪ ،‬اليت‬
‫أقرهتا بالدان"(‪ .)52‬وتعد هذه اخلطوة غري املس بوقة ترمجة واحضة الخنراط املغرب يف املنظومة ادلولية وتعبريا‬
‫صادقا عن الزتامه الثابت والراخس بقمي ومبادئ حقوق االإنسان يف كونيهتا ومشوليهتا‪.‬‬
‫لقد خلف هذا القرار التارخيي ارتياحا كبريا يف الوساط احلقوقية‪ ،‬حيث أشادت به خمتلف منظامت‬
‫حقوق االإنسان وطنيا ودوليا‪ .‬واضطر اجمللس العلمي العىل اإىل اإصدار بيان يف املوضوع بتارخي ‪ 17‬ديسمرب‬
‫‪ 2008‬بعدما تردد خرب حتفظ بعض الهيئات عىل هذا القرار‪:‬‬
‫"اإن اجمللس العلمي العىل‪ ،‬بعد الاطالع عىل خمتلف الراء اليت راجت حول رفع اململكة املغربية‬
‫للتحفظات بشأن االتفاقية ادلولية للقضاء عىل أشاكل المتيزي ضد املرأة‪ ،‬يؤكد أن هذا االإجراء الواحض مل يرث دلى‬
‫العلامء وال جيوز أن يثري دلى اجملمتع أي تساؤل حول متسك املغرب بثوابته ادلينية وأحاكم الرشع الواردة يف‬
‫القرأن الكرمي واليت ال جمال لالجهتاد فهيا مثل أحاكم االإرث وغريها من الحاكم القطعية‪ .‬وضامنة املغاربة يف‬
‫المتسك هبذه الثوابت‪ ،‬هو أمري املؤمنني اذلي يقود البالد حنو لك أنواع التطور املفيد املتفتح وهو ال حيلل‬
‫حراما وال حيرم حالال‪ .‬ويف نفس الوقت فاإن اجمللس العلمي العىل يعزت ابلتطور الاجهتادي اذلي شارك فيه‬
‫العلامء وعدد من الفاعلني الاجامتعيني عىل مس توى مدونة الرسة‪ ،‬هذه املدونة اليت اقتضت املصادقة عىل‬
‫قانوهنا مالءمة مضموهنا مع قوانني دولية يف املوضوع‪ ،‬وهذه املالءمة‪ ،‬وال يشء أخر‪ ،‬يه اليت اس تدعت ما مت‬
‫االإعالن عنه من حسب حتفظات يف املوضوع"‪.‬‬
‫واكن جيب انتظار مرور حوايل ثالث س نوات لجرأة هذا القرار املليك(‪ ،)53‬علام أن رفع التحفظات‬
‫انصب فقط عىل الفقرة الثانية من املادة ‪( 9‬اجلنس ية)‪ ،‬واملادة ‪( 16‬املساواة يف جمال الرسة)‪ .‬من هجته‪ ،‬أدرج‬
‫اجمللس الاستشاري حلقوق االإنسان سابقا هذا املوضوع مضن جدول أعامل فريق العمل اخلاص ابلنوع احملدث‬
‫داخهل بغية تقدمي تصورات واحضة خبصوص أوضاع املرأة وتأمني حسب لك التحفظات(‪.)54‬‬

‫(‪ )52‬انبعاث أمة‪ ،‬اجلزء ‪ ،53‬القسم الثاين‪ ،2008 ،‬املطبعة امللكية‪ ،‬الرابط‪ ،2008 ،‬ص‪.598 .‬‬
‫(‪ )53‬ظهري شيف رق ‪ 1.11.51‬صادر يف فاحت رمضان ‪ 2( 1432‬أغسطس ‪ )2011‬بنرش االإعالن عن رفع حتفظات اململكة املغربية املضمنة‬
‫يف واثئق الانضامم اإىل اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل ال متيزي ضد املرأة املع متدة من طرف امجلعية العامة للمم املتحدة يف ‪ 18‬ديسمرب‬
‫‪ ،1979‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 5974‬بتارخي ‪ 2‬شوال ‪( 1432‬فاحت سبمترب ‪ ،)2011‬ص‪.4346 .‬‬
‫(‪ )54‬اجمللس الاستشاري حلقوق االإنسان‪ ،‬تقرير حول متابعة تفعيل توصيات هيئة االإنصاف واملصاحلة‪ ،‬التقرير الرئييس‪ ،‬ديسمرب ‪،2009‬‬
‫‪34‬‬
‫وبتارخي ‪ 19‬أكتوبر ‪ ،2006‬وهجت احلكومة املغربية اإشعارا اإىل المني العام للمم املتحدة تبلغه فيه‬
‫بسحب اململكة للتحفظ املتعلق ابملادة ‪ 14‬من اتفاقية حقوق الطفل واس تعاضته ابالإعالن التفسريي التايل‪:‬‬
‫"تفرس حكومة اململكة املغربية أحاكم الفقرة ‪ 1‬من املادة ‪ 14‬من اتفاقية حقوق الطفل عىل ضوء دس تور ‪7‬‬
‫أكتوبر ‪ 1996‬والقواعد ذات الصةل يف قانوهنا احمليل‪ ،‬وال س امي الفصل ‪ 6‬اذلي ينص عىل أن االإسالم دين‬
‫ادلوةل‪ ،‬وأن ادلوةل تضمن للك واحد ممارسة شؤونه ادلينية‪ .‬وتنص الفقرة ‪ 6‬من املادة ‪ 54‬من القانون ‪70.03‬‬
‫املتعلق مبدونة الرسة عىل أن للطفال عىل أبوهيم حق التوجيه ادليين والرتبية عىل السلوك القومي‪ .‬ومبوجب‬
‫هذا االإعالن‪ ،‬تؤكد اململكة املغربية تشبهثا حبقوق االإنسان كام يه متعارف علهيا عامليا والزتاهما من أجل حتقيق‬
‫أهداف هذه االتفاقية"‪ .‬ويف اإطار ادلس تور اجلديد (‪ 29‬يوليو ‪ ،)2011‬مل يطرأ أي تغيري يذكر‪ ،‬حيث يمتسك‬
‫املغرب ابملوقف املعرب عنه يف هذا االإعالن‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تسوية المنازعات‪ ،‬الشكاوى الفردية والتحقيق‬


‫مل تقترص حتفظات املغرب عىل بعض مضامني بعض الصكوك ادلولية اخلاصة حبقوق االإنسان‪ ،‬وإامنا‬
‫تعدهتا اإىل مسطرة فض املنازعات اليت قد تنشب بني ادلول الطراف بشأن تأويل أو تطبيق اتفاقية دولية‬
‫معينة‪ .‬ويف هذا االإطار‪ ،‬تقدمت احلكومة املغربية بتحفظات كثرية مست بعض املعاهدات ادلولية‪ ،‬نذكر من‬
‫ذكل اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي العنرصي السابق االإشارة اإلهيا‪ ،‬حيث "اإن اململكة املغربية ال تعترب‬
‫نفسها مرتبطة مبقتضيات الفصل ‪ 22‬من االتفاقية اليت تنص عىل أن لك نزاع انشئ بني دولتني أو عدة دول‬
‫أطراف فهيا بشأن تأويل أو تطبيق االتفاقية يرفع بطلب من لك طرف يف الزناع اإىل حممكة العدل ادلولية لتبت‬
‫فيه‪ ،‬وتعلن اململكة املغربية أنه ليك ميكن رفع نزاع بني دولتني أو عدة دول أمام حممكة العدل ادلولية‪ ،‬يتعني‬
‫احلصول يف لك انزةل عىل موافقة مجيع ادلول الطراف يف الزناع"‪.‬‬
‫وظل املغرب وفيا لتوهجه السابق عندما حتفظ عىل نص املادة ‪ 29‬من اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل‬
‫المتيزي ضد املرأة(‪ )55‬بقوهل‪" :‬ال تعترب حكومة اململكة املغربية نفسها ملزمة ابلفقرة الوىل من هذه املادة اليت‬
‫تنص عىل أن يعرض عىل التحكمي أي خالف بشأن تأويل أو تطبيق االتفاقية بني دولتني أو أكرث من ادلول‬
‫الطراف وال يسوى عن طريق املفاوضات‪ ،‬بناء عىل طلب أحد الطراف يف الزناع‪ .‬اإذ أن حكومة اململكة‬
‫املغربية ترى أن أي خالف من هذا القبيل ال ميكن أن يعرض عىل التحكمي اإال مبوافقة مجيع الطراف يف‬
‫الزناع"‪ .‬يعترب هذا التحفظ املتعلق بطرق تسوية الزناع النامج عن تأويل أو تطبيق معاهدة دولية متواترا يف‬

‫‪.79‬‬ ‫ص‪.‬‬
‫(‪" )55‬يعرض للتحكمي أي خالف ينشأ بني دولتني أو أكرث من ادلول الطراف حول تفسري أو تطبيق هذه االتفاقية وال يسوى عن طريق‬
‫املفاوضات‪ ،‬وذكل بناء عىل طلب واحدة من هذه ادلول‪ .‬وإاذا مل يمتكن الطراف‪ ،‬خالل س تة أشهر من اترخي طلب التحكمي‪ ،‬من الوصول‬
‫اإىل اتفاق عىل تنظمي أمر التحكمي‪ ،‬جاز لي من أولئك الطراف اإحاةل الزناع اإىل حممكة العدل ادلولية بطلب يقدم وفقا للنظام السايس‬
‫للمحمكة"‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫املامرسة االتفاقية للمغرب لكون احلكومة أاثرته يف السابق غري ما مرة ومازالت تمتسك به(‪.)56‬‬
‫انسجاما مع تعهداته ادلولية وتمثينا ملا حققه من مكتس بات يف جمال حقوق االإنسان‪ ،‬أقدم املغرب عىل‬
‫خطوة إاجيابية تمتثل يف اعرتافه ابختصاص بعض اللجان املنشأة مبقتىض بعض االتفاقيات ادلولية للنظر يف‬
‫الشاكايت الفردية‪ .‬هكذا‪ ،‬وبتارخي ‪ 19‬أكتوبر ‪ ،2006‬وبناء عىل املادة ‪ 14‬من االتفاقية ادلولية للقضاء عىل مجيع‬
‫أشاكل المتيزي العنرصي‪ ،‬أعلن املغرب كدوةل طرف أنه يعرتف ابختصاص اللجنة يف اس تالم ودراسة الرسائل‬
‫املقدمة من الفراد أو من جامعات الفراد ادلاخلني يف واليته واذلين يدعون أهنم حضااي أي انهتاك من جانبه‬
‫لي حق من احلقوق املقررة يف هذه االتفاقية‪ ،‬وذكل بعد اترخي اإيداع هذا الترصحي‪.‬‬
‫ويف نفس الس ياق‪ ،‬وخبصوص اتفاقية مناهضة التعذيب وغريه من رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية‬
‫أو الالاإنسانية أو املهينة‪ ،‬ووفق نفس التارخي أعاله‪ ،‬أعلنت حكومة اململكة املغربية أهنا تعرتف مبقتىض املادة‬
‫‪ 22‬ابختصاص اللجنة يف تسمل ودراسة بالغات واردة من أفراد أو نيابة عن أفراد خيضعون لواليهتا القانونية‬
‫ويدعون أهنم حضااي النهتاك أحاكم االتفاقية‪ .‬وتشرتط هذه املادة مجةل من الشلكيات اليت جيب أن تتوفر يف‬
‫البالغات حتت طائةل عدم القبول‪ ،‬مهنا أن يكون البالغ موقعا وال يشلك اإساءة الس تعامل حق تقدمي مثل‬
‫هذه البالغات أو ال يتفق مع أحاكم االتفاقية‪ .‬لتسوية هذه الشاكايت‪ ،‬توجه اللجنة نظر ادلوةل الطرف يف هذه‬
‫االتفاقية اليت يدعى بأهنا تنهتك أاي من أحاكم االتفاقية اإىل أية بالغات معروضة علهيا‪ .‬وتقدم ادلوةل اليت تتسمل‬
‫لفت النظر اإىل اللجنة يف غضون س ته أشهر تفسريات أو بياانت كتابية توحض المر ووسائل الانتصاف اليت‬
‫اختذهتا تكل ادلوةل‪ ،‬إان وجدت‪ .‬تنظر اللجنة يف البالغات اليت تتسلمها يف ضوء مجيع املعلومات املتوفرة دلهيا‬
‫من مقدم البالغ أو من ينوب عنه ومن ادلوةل الطرف املعنية‪ .‬مبدئيا‪ ،‬ال تنظر اللجنة يف أية بالغات يتقدم‬
‫هبا أي فرد ما مل تتحقق أوال‪ ،‬من أن املسأةل نفسها مل جير حبهثا‪ ،‬وال جيرى حبهثا مبوجب أي اإجراء من اإجراءات‬
‫التحقيق أو التسوية ادلولية؛ اثنيا‪ ،‬أن الفرد قد استنفد مجيع وسائل الانتصاف احمللية املتاحة‪ ،‬وال ترسي هذه‬
‫القاعدة يف حاةل اإطاةل مدة تطبيق وسائل الانتصاف بصورة غري معقوةل أو يف حاةل عدم احامتل اإنصاف‬
‫الشخص اذلي وقع حضية النهتاك هذه االتفاقية عىل حنو فعال‪ .‬من هجة أخرى‪ ،‬تعقد اللجنة اجامتعات مغلقة‬
‫عند قياهما بدراسة البالغات املقدمة لها‪ ،‬وتبعث بوهجات نظرها اإىل ادلوةل الطرف املعنية وإاىل مقدم البالغ‪.‬‬
‫وتطبيقا لهذا االإجراء املسطري‪ ،‬فقد بتت جلنة مناهضة التعذيب يف عدد من القضااي اليت رفعها بعض الشخاص‬

‫(‪ )56‬اتفاقية مناهضة التعذيب وغريه من رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة‪ 10 ،‬ديسمرب ‪( 1984‬املادة ‪ 30‬فقرة‬
‫‪)1‬؛ اتفاقية احلقوق الس ياس ية للمرأة (املادة ‪ ،)9‬ظهري شيف رق ‪ 1.76.644‬بتارخي ‪ 5‬شوال ‪ 19( 1397‬سبمترب ‪ )1977‬بنرش االتفاقية‬
‫ادلولية حول احلقوق الس ياس ية للمرأة املعروضة للتوقيع علهيا بنيويورك يوم ‪ 31‬مارس ‪ ،1953‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 3407‬بتارخي ‪ 7‬ربيع‬
‫الول ‪ 15( 1398‬فرباير ‪ ،)1978‬ص‪525 .‬؛ اتفاقية منع جرمية االإابدة امجلاعية واملعاقبة علهيا‪ 9 ،‬ديسمرب ‪( 1948‬املادة ‪ ،)9‬انضم اإلهيا‬
‫املغرب بتارخي ‪ 24‬يناير ‪1958‬؛ االتفاقية ادلولية محلاية حقوق مجيع العامل املهاجرين وأفراد أرسمه‪ 18 ،‬ديسمرب ‪( 1990‬املادة ‪ 92‬فقرة ‪)1‬؛‬
‫االتفاقية ادلولية محلاية مجيع الشخاص من الاختفاء القرسي‪ 20 ،‬ديسمرب ‪( 2006‬املادة ‪ 42‬فقرة ‪.)1‬‬
‫‪36‬‬
‫ضد املغرب وأصدرت بالغات يف املوضوع(‪.)57‬‬
‫وقام املغرب بنفس االإجراء السابق دلى انضاممه اإىل الربوتوكول الاختياري التفاقية حقوق الشخاص‬
‫ذوي االإعاقة بتارخي ‪ 8‬أبريل ‪ ،2009‬وكذا بشأن االتفاقية ادلولية محلاية حقوق مجيع العامل املهاجرين وأفراد‬
‫أرسمه (املادة ‪.)77‬‬
‫ويف جمال قبول اإجراء التحقيق‪ ،‬أخطرت احلكومة املغربية المني العام للمم املتحدة بتارخي ‪ 19‬أكتوبر‬
‫‪ 2006‬بسحهبا للتحفظ اذلي أدلت به خالل التوقيع عىل اتفاقية مناهضة التعذيب وغريه من رضوب املعامةل‬
‫أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة وأكدت عليه يف مرحةل املصادقة ويتعلق المر ابملادة ‪ 20‬اليت تنص‬
‫عىل أنه اإذا تلقت اللجنة معلومات موثوقا هبا يبدو لها أهنا تتضمن دالئل لها أساس قوي تشري اإىل أن تعذيبا‬
‫ميارس عىل حنو منظم يف أرايض دوةل طرف‪ ،‬تدعو اللجنة ادلوةل الطرف املعنية اإىل التعاون يف دراسة هذه‬
‫املعلومات‪ ،‬وحتقيقا لهذه الغاية اإىل تقدمي مالحظات بصدد تكل املعلومات‪ .‬وللجنة بعد أن تأخذ يف اعتبارها‬
‫أية مالحظات تكون قد قدمهتا ادلوةل الطرف املعنية وأية معلومات ذات صةل متاحة لها‪ ،‬أن تعني‪ ،‬اإذا قررت‬
‫أن هناكل ما يربر ذكل‪ ،‬عضوا أو أكرث من أعضاهئا الإجراء حتقيق رسي وتقدمي تقرير هبذا الشأن اإىل اللجنة‬
‫بصورة مس تعجةل‪ .‬ويف حاةل إاجراء حتقيق‪ ،‬تلمتس اللجنة تعاون ادلول الطراف املعنية‪ .‬وقد يشمل التحقيق‪،‬‬
‫ابالتفاق مع ادلوةل الطرف‪ ،‬القيام بزايرة أرايض ادلوةل املعنية‪ .‬تقوم اللجنة‪ ،‬بعد حفص النتاجئ اليت يتوصل إالهيا‬
‫عضوها أو أعضاؤها ابإحاةل اإىل ادلوةل الطرف املعنية هذه النتاجئ مع أي تعليقات واقرتاحات قد تبدو مالمئة‬
‫بسبب الوضع القامئ‪ .‬وجتدر االإشارة اإىل أن مجيع اإجراءات اللجنة رسية‪ ،‬ويف مجيع مراحل االإجراءات يلمتس‬
‫تعاون ادلوةل الطرف‪ .‬وجيوز للجنة وبعد اس تكامل هذه ا إالجراءات املتعلقة بأي حتقيق‪ ،‬أن تقرر بعد إاجراء‬
‫مشاورات مع ادلوةل الطرف املعنية إادراج بيان موجز بنتاجئ ا إالجراءات يف تقريرها الس نوي‪.‬‬
‫وقبل املغرب بنفس االإجراء املنصوص عليه يف الربوتوكول الاختياري التفاقية حقوق الشخاص ذوي‬
‫االإعاقة بتارخي ‪ 8‬أبريل ‪( 2009‬املاداتن ‪ 6‬و‪ ،)7‬وكذا يف االتفاقية ادلولية محلاية مجيع الشخاص من الاختفاء‬

‫(‪ )57‬البالغ رق ‪ 2010/419‬بتارخي ‪ 16‬مايو ‪ ،2011‬يرسي كتييت ضد املغرب‪ 5 ،)CAT/C/46/D/419/2010( ،‬يوليو ‪2011‬؛ البالغ رق‬
‫‪ 2010/477‬بتارخي ‪ 19‬مايو ‪ ،2014‬عيل عراس ضد املغرب‪ 24 ،)CAT/C/52/D/477/2011( ،‬يونيو ‪2014‬؛ البالغ رق ‪2012/525‬‬
‫بتارخي ‪ 16‬مايو ‪ ،2014‬ر‪ .‬أ‪ .‬ي‪ .‬ضد املغرب‪ 17 ،)CAT/C/52/D/525/2012( ،‬يونيو ‪2014‬؛ البالغ رق ‪ 2009/372‬بتارخي ‪ 19‬مايو‬
‫‪ ،2014‬ديوري ابري ضد املغرب‪ 8 ،)CAT/C/52/D/372/2009( ،‬يوليو ‪2014‬؛ البالغ رق ‪ 2010/428‬بتارخي ‪ 25‬نومفرب ‪ ،2011‬أليكيس‬
‫اكلينيتش نكو ضد املغرب‪ 18 ،)CAT/C/47/D/428/2010( ،‬يناير ‪2012‬؛ البالغ رق ‪ 2007/321‬بتارخي ‪ 7‬نومفرب ‪ ،2014‬كوايم موبونغو‬
‫وأخرون ضد املغرب‪ 31 ،)CAT/C/53/D/321/2007( ،‬يناير ‪2015‬؛ البالغ رق ‪ 2015/682‬بتارخي ‪ 3‬أغسطس ‪ ،2016‬رىب احلاج عيل‬
‫ضد املغرب‪ 13 ،)CAT/C/58/D/682/2015( ،‬سبمترب ‪2016‬؛ ‪Communication n°606/2014, 15 novembre 2016, Ennaäma‬‬
‫; ‪Asfari c./ Maroc, (CAT/C/59/D/606/2014), 18 avril 2017‬‬

‫البالغ رق ‪ 2017/810‬بتارخي ‪ 3‬أغسطس ‪ ،2018‬نوال غرس هللا ضد املغرب‪ 14 ،)CAT/C/64/D/810/2017( ،‬سبمترب ‪2018‬؛ البالغ‬
‫رق ‪ 2017/827‬بتارخي ‪ 10‬مايو ‪ ،2019‬فرحات أردوغان ضد املغرب‪ 19 ،)CAT/C/66/D/827/2017( ،‬يونيو ‪2019‬؛ البالغ رق‬
‫‪ 2017/845‬بتارخي ‪ 10‬مايو ‪ ،2019‬مصطفى أوندر ضد املغرب‪ 25 ،)CAT/C/66/D/845/2017( ،‬يونيو ‪2019‬؛ البالغ رق ‪2017/846‬‬
‫بتارخي ‪ 10‬مايو ‪ ،2019‬أملاس أيدن ضد املغرب‪ 26 ،)CAT/C/66/D/846/2017( ،‬يونيو ‪.2019‬‬
‫‪37‬‬
‫القرسي بتارخي ‪ 14‬ماي ‪( 2013‬املادة ‪ .)33‬وأودعت احلكومة املغربية اإعالان ملزما بعد التصديق عىل الربوتوكول‬
‫الاختياري امللحق ابتفاقية حقوق الطفل بشأن اشرتاك الطفال يف الزناعات املسلحة تضمن احلد الدىن للسن‬
‫اذلي تسمح عنده ابلتطوع يف قواهتا املسلحة واحملدد يف ‪ 18‬س نة‪.‬‬
‫يف مقابل هذه ادلينامية بشأن قبول الشاكوى الفردية والتحقيق‪ ،‬امتنع املغرب عىل غرار الغالبية‬
‫العظمى من ادلول الطراف من االإعالن مبوجب املادة ‪ 41‬من العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية‬
‫بأنه يعرتف ابختصاص اللجنة يف اس تالم ودراسة بالغات تنطوي عىل ادعاء دوةل طرف بأن دوةل طرفا أخرى‬
‫ال تفي اباللزتامات اليت يرتهبا علهيا هذا العهد‪ ،‬علام أنه ال جيوز اس تالم ودراسة هذه البالغات اإال اإذا صدرت‬
‫عن دوةل طرف أصدرت اإعالان تعرتف فيه‪ ،‬يف ما خيصها‪ ،‬ابختصاص اللجنة‪ .‬وال جيوز أن تس تمل اللجنة أي‬
‫بالغ هيم دوةل طرفا مل تصدر االإعالن املذكور(‪.)58‬‬

‫(‪ )58‬هذا املوقف اثبت يف املامرسة املغربية حيث جنده يف اتفاقيات أخرى مثل‪ :‬اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي العنرصي (املادة‬
‫‪)11‬؛ اتفاقية مناهضة التعذيب وغريه من رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة (املادة ‪)21‬؛ االتفاقية ادلولية محلاية‬
‫حقوق مجيع العامل املهاجرين وأفراد أرسمه (املادة ‪)76‬؛ االتفاقية ادلولية محلاية مجيع الشخاص من الاختفاء القرسي (املادة ‪.)32‬‬
‫‪38‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬التقارير الدورية‬

‫تتحمل ادلول ابنضامهما كطراف اإىل املعاهدات ادلولية‪ ،‬ابلزتامات وواجبات مبوجب القانون ادلويل‬
‫بأن حترتم حقوق االإنسان وحتمهيا وتفي هبا‪ .‬ومن أجل دراسة التقدم احملرز يف تنفيذ اتفاقيات حقوق االإنسان‪،‬‬
‫تنشأ جلن متخصصة تتألف من عدد من اخلرباء من ذوي املاكنة اخللقية الرفيعة والكفاءة العالية يف امليدان اذلي‬
‫تنطبق عليه لك اتفاقية‪ ،‬تنتخهبم ادلول الطراف من بني مواطنهيا ويعملون بصفهتم الشخصية‪ ،‬مع اإيالء‬
‫الاعتبار ملبدأ التوزيع اجلغرايف العادل ولمتثيل خمتلف الشاكل احلضارية وكذكل النظم القانونية الرئيس ية‪ .‬وتعد‬
‫التقارير ادلورية مناس بة ساحنة للوقوف عىل بعض املفاهمي والقضااي الساس ية يف جمال حقوق االإنسان‪ ،‬ويظهر‬
‫من خالل املناقشات اليت تدور بني خرباء اللجان وممثيل لك دوةل طرف وكذا املس تنتجات اخلتامية الصادرة‬
‫عن هذه اللجان‪ ،‬كام يف حاةل املغرب‪ ،‬متسك اخلرباء مبفهوم عاملية حقوق االإنسان وادلفاع عنه ومراقبة مدى‬
‫الزتام ادلول بتعهداهتا يف ضوئه‪ .‬أكرث من ذكل‪ ،‬ميتكل اخلرباء سلطة واسعة لتحديد مضمون مقتضيات االتفاقيات‬
‫ادلولية وحث ادلول العضاء عىل الامتثال لها والتقيد هبا يف س ياساهتا ادلاخلية‪ .‬بناء عىل ما س بق ذكره‪ ،‬تتعهد‬
‫ادلول الطراف اإذن بأن تقدم اإىل المني العام للمم املتحدة‪ ،‬تقارير عام اختذته من تدابري ترشيعية وقضائية‬
‫وإادارية وغريها من أجل اإنفاذ أحاكم هذه الصكوك ادلولية وعن التقدم املسجل يف هذا الصدد (املطلب الول)‪.‬‬
‫تعرض التقارير عىل اللجان اليت حترر خبصوصها تعليقات ختامية (املطلب الثاين) تكون قابةل للخذ والرد من‬
‫طرف ادلوةل الطرف (املطلب الثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مضامين التقارير الدورية‬


‫كغريه من ادلول الطراف يف اتفاقيات حقوق االإنسان‪ ،‬الزتم املغرب بتقدمي تقارير دورية اإىل جلان‬
‫املعاهدات تتضمن أمه االإجراءات املتخذة والس ياسات املتبعة لتفعيل مضمون الوفاق ادلولية ذات الصةل‪،‬‬
‫وإان كنا نسجل من حني لخر تأخرا يف موعد تقدمي بعض التقارير‪ .‬وقبل أن نتطرق لمه املضامني اليت محلهتا‬
‫هذه الواثئق الرمسية‪ ،‬ينبغي التنبيه اإىل أن بعضها قدمي نسبيا ال يأخذ يف احلس بان التطورات اليت عرفها املغرب‬
‫خالل الس نوات القليةل املاضية واالإصالحات النوعية اليت أدخلت عىل منظومة حقوق االإنسان بصفة عامة‪،‬‬
‫وهو ما يدفعنا اإىل القول بأن العديد من املالحظات والتوصيات الصادرة عن خرباء اللجان أصبحت غري ذي‬
‫موضوع‪ .‬وعليه‪ ،‬ووفاء لتعهداته اليت قطعها عىل نفسه مبقتىض االتفاقيات ادلولية املصادق علهيا‪ ،‬قدم املغرب‬
‫تقارير تتضمن التدابري اليت اعمتدها واليت متثل اإعامال للحقوق املعرتف هبا فهيا‪ ،‬نورد موجزا عهنا اكليت‪ :‬االتفاقية‬
‫ادلولية للقضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي العنرصي (الفرع الول)؛ العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية‬
‫(الفرع الثاين)؛ العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية (الفرع الثالث)؛ اتفاقية القضاء‬
‫عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة (الفرع الرابع)؛ اتفاقية مناهضة التعذيب وغريه من رضوب املعامةل أو العقوبة‬
‫‪39‬‬
‫القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة (الفرع اخلامس)؛ اتفاقية حقوق الطفل والربوتوكوالن امللحقان هبا (الفرع‬
‫السادس)؛ االتفاقية ادلولية محلاية حقوق مجيع العامل املهاجرين وأفراد أرسمه (الفرع السابع)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري‬

‫مبوجب املادة ‪ 9‬من هذه االتفاقية‪ ،‬قدم املغرب ‪ 18‬تقريرا دوراي(‪ ،)59‬اكن أخرها التقريران ادلوراين‬
‫السابع عرش والثامن عرش اجملمعان يف وثيقة واحدة(‪ .)60‬اس تعرض املغرب يف هذا التقرير اجلهود اليت بذلها‬
‫منذ اترخي تقدمي أخر تقرير يف املوضوع واملنجزات واخلطوات اليت مت حتقيقها لرتس يخ ثقافة نبذ مجيع أشاكل‬
‫المتيزي العنرصي‪" :‬اإن اململكة املغربية املؤمنة مببادئ حقوق االإنسان امللزتمة هبا دس توراي كام يه مكرسة عامليا‪،‬‬
‫مل تفتأ تبادر اإىل اختاذ مجيع التدابري القانونية واملؤسساتية الرامية اإىل ترس يخ ثقافة حقوق االإنسان ونبذ المتيزي‬
‫العنرصي جبميع أشاكهل‪ ،‬ولعل أبرز ما مزي الفرتة املوالية لتقدمي التقرير السادس عرش‪ ،‬هو مبادرة املغرب اإىل‬
‫وضع مهنجية تدقيقية لتشخيص حاةل ممارسة احلقوق املدنية‪ ،‬الس ياس ية‪ ،‬الاقتصادية‪ ،‬الاجامتعية والثقافية‪،‬‬
‫وحتليل هذه الوضعية والوقوف عىل النواقص وحتديد الس ياسات الواجب اتباعها لتجاوزها" (فقرة ‪ .)4‬ذكر‬
‫التقرير بتجربة هيئة االإنصاف واملصاحلة وابملبادرة الوطنية للتمنية البرشية واس تعرض ادلينامية اليت عرفها اجملال‬
‫الترشيعي خالل الس نوات املاضية ليتناول بعد ذكل تفاصيل هجود اململكة املغربية يف سبيل حتقيق أمه منجزاهتا‬
‫يف جمال مناهضة المتيزي العنرصي‪ ،‬كام توقف طويال عند مقتضيات االتفاقية وقدم معطيات وافية عن هذه‬
‫اجلهود احلثيثة‪.‬‬
‫وال بد من االإشارة يف جعاةل اإىل ثالث قضااي تس تأثر ابهامتم جلان حقوق االإنسان ولها عالقة وطيدة‬
‫ابجلدل ادلائر حول العاملية واخلصوصية يف جمال حقوق االإنسان‪ ،‬وتمتثل يف القضية المازيغية‪ ،‬ومسأةل االإرث‪،‬‬
‫وحرية العقيدة‪.‬‬
‫خبصوص القضية الوىل‪ ،‬أكد التقرير أن "اململكة املغربية تؤكد بأن شعهبا شعب واحد هبوية واحدة‬
‫غنية بروافدها ومكوانهتا الثقافية واحلضارية‪ :‬العربية والمازيغية والندلس ية والفريقية‪ ،‬االإسالمية واملس يحية‬
‫والهيودية‪ ،‬فهو بدل يعيش الوحدة يف اإطار التعدد اذلي يغين اخلصوصية متزتج يف دماء املغاربة منذ قرون‬
‫الصول العربية والمازيغية‪ ،‬فهم شعب واحد تتداخل وترتابط أوارصه‪ .‬فالس ياسة اليت يهنجها املغرب جتاه‬
‫املسأةل المازيغية ال تدمج هذه املسأةل يف اإطار مناهضة المتيزي العنرصي بل يف اإطار مرشوع جممتع دميقراطي‬
‫يقوم عىل بناء ادلوةل العرصية القامئة عىل املساواة والتاكفل الاجامتعي والوفاء للروافد الساس ية للهوية الوطنية‪،‬‬
‫هذه الس ياسة اليت تعزت ابلمازيغية مككون أسايس يف الشخصية الوطنية ويف الهوية الثقافية للشعب املغريب‪،‬‬
‫وابلتايل فاإن احملافظة والهنوض هبا يه مسؤولية وطنية تقع عىل امجليع وليس جمرد شأن حميل أو هجوي‪ .‬وس يكون‬

‫(‪ )59‬قدم املغرب التقرير الويل س نة ‪.)CERD/C/R.33/Add.1( 1972‬‬


‫(‪ )60‬االتفاقية ادلولية للقضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي العنرصي‪ ،‬جلنة القضاء عىل المتيزي العنرصي‪ ،‬التقريران ادلوراين السابع عرش والثامن‬
‫عرش‪ ،‬املغرب‪ 9 ،‬نومفرب ‪.)CERD/C/MAR/17-18( 2009‬‬
‫‪40‬‬
‫من اخلطأ النظر اإىل المازيغية عىل أهنا قضية اإثنية أو عرقية ختص شعبا أصليا يف بالدان‪ ،‬بل تعترب كام قال‬
‫املكل يف خطاب أغادير "مكل مجليع املغاربة بدون اس تثناء"‪ ،‬فاملغاربة مبختلف أصوهلم شعب واحد يمتتعون‬
‫بنفس احلقوق ويتحملون نفس الواجبات" (فقرات ‪.)86-84‬‬
‫أما القضية الثانية‪ ،‬فتتعلق بأحاكم الرتكة حيث تثار دامئا يف عالقهتا مع مبدأ املساواة بني الرجل واملرأة‪.‬‬
‫حاول التقرير جاهدا تقدمي تفسري منطقي للنظام اذلي ختضع هل أحاكم االإرث يف املغرب وتفنيد الادعاء بأن‬
‫هناك متيزيا ضد املرأة يف جمال تقس مي الرتكة عىل الشلك التايل‪" :‬ترتبط أحاكم التوارث يف الترشيع املغريب‬
‫ابخلصوصيات ادلينية للفئات املكونة للساكن يف املغرب واملنبثقة فامي يتعلق ابملغاربة املسلمني من القمي احلضارية‬
‫للرشيعة االإسالمية‪ ،‬والهيودية ابلنس بة للمغاربة الهيود‪ ،‬مع اعتبار أن الجنيب خيضع يف لك ذكل لقانونه الوطين‪،‬‬
‫طبقا لظهري ‪ 12‬أب‪/‬أغسطس ‪ 1913‬املتعلق ابلوضعية املدنية للجانب ابملغرب‪ .‬وتبعا ذلكل فاإن ما قد يالحظ‬
‫خبصوص املغاربة املسلمني من مفاضةل بني املرأة والرجل اذلي هل احلق يف اإرث ضعف ما للمرأة‪ ،‬هو حاةل من‬
‫بني حاالت متعددة‪ ،‬فهناك صور لتوزيع الرتكة يتساوى فهيا نصيب املرأة بنصيب الرجل‪ ،‬كحاةل الب والم يف‬
‫االإرث من ودلهام عند وجود ابن حيث يرث لك مهنام السدس‪ ،‬كام أن هناك صورة ترث فهيا املرأة أكرث من‬
‫اذلكر كحاةل تواجد البنت مع الزوج‪ ،‬حيث ترث البنت النصف بيامن يرث الزوج الربع‪ .‬وقد متنع املرأة الرجل‬
‫من املرياث كام يف حاةل وجود الخت الشقيقة مع بنت أو بنت ابن‪ ،‬وأخ للب‪ ،‬وبناء عىل ذكل فاإن النصيب‬
‫يف الرتكة خيتلف من حاةل اإىل أخرى العتبارات موضوعية ترتبط بتوزيع الدوار بني اجلنسني وحتقيق التوازن‬
‫يف احلقوق والواجبات املرتتبة علهيا‪ ،‬علام بأن مدونة الرسة قد تضمنت مقتضيات جديدة يف هذا اجملال‪ ،‬اإذ‬
‫ساوت أبناء وبنات البنت مع نظراهئم جلهة الابن يف احلق يف تركة جدمه وقد مت ختويل هذا احلق يف إاطار‬
‫أحاكم الوصية الواجبة املنصوص علهيا يف املادة ‪ 369‬من املدونة" (فقراتن ‪.)157-156‬‬
‫تمتحور القضية الثالثة حول حرية الفكر والوجدان وادلين‪ ،‬فبعدما الحظ التقرير أن املغرب يضمن‬
‫حرية املامرسة ادلينية ملعتنقي لك ادلايانت الساموية‪ ،‬ويعمل عىل تعزيز هذه احلرية وعىل نبذ لك أشاكل التعصب‬
‫ادليين‪ ،‬وإاشاعة ثقافة التسامح والتعايش واحلوار مكصدر غىن وقوة للبالد انسجاما مع املبادئ اليت تنظم اجملمتع‬
‫املغريب‪ ،‬فاإنه يف نفس الوقت "ياكحف لك فعل يس هتدف اس تغالل هجل بعض الفئات وفقرها من أجل اس امتلهتا‬
‫اإىل دايانت أو طوائف معينة‪ ،‬فالقانون ال جيزي اس تغالل مبدأ احلرية ادلينية الس تفزاز الشعور ادليين ابإتيان‬
‫أفعال من شأهنا زعزعة العقيدة‪ .‬ويف هذا الصدد‪ ،‬نص القانون اجلنايئ عىل عقوابت لزجر اس تعامل العنف أو‬
‫الهتديد الإكراه خشص عىل مباشة عبادة ما‪ ،‬أو حضورها‪ ،‬أو املنع من حضورها‪ ،‬وكذا اس تعامل وسائل ا إالغراء‬
‫لزعزعة عقيدة مسمل‪ ،‬أو حتويهل اإىل داينة أخرى‪ ،‬وذكل ابس تغالل ضعفه أو حاجته اإىل املساعدة‪ ،‬أو اس تغالل‬
‫مؤسسات التعلمي أو الصحة أو املالجئ أو امليامت" (فقرات ‪.)161-159‬‬

‫‪41‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‬

‫تطبيقا لحاكم املادة ‪ 40‬من هذه املعاهدة‪ ،‬قدم املغرب س تة تقارير دورية(‪ ،)61‬ويش متل التقرير‬
‫الخري(‪ )62‬عىل معطيات غنية ومعلومات حمينة تأخذ يف الاعتبار لك التطورات واملنجزات غري املس بوقة اليت‬
‫حصلت يف املغرب وعىل رأسها اعامتد دس تور ‪ 2011‬وما مثهل من اإصالحات معيقة وجريئة مست بشلك‬
‫مباش حقوق وحرايت املواطنني‪ .‬وابلنظر للمهية اليت يكتس هيا العهد ادلويل املتعلق ابحلقوق املدنية‬
‫والس ياس ية مضن ابيق الصكوك ادلولية ذات الصةل‪ ،‬فاإن التقرير احلكويم يقدم حصيةل املغرب يف جمال حقوق‬
‫االإنسان ومثرة االإصالحات الكربى والوراش املهيلكة اليت اخنرط فهيا وذكل منذ تقدميه للتقرير ادلوري اخلامس‬
‫بتارخي ‪ 25‬أكتوبر ‪ ،2004‬كام يعترب اإجابة مباشة عن التوصيات واملقرتحات اليت مت االإدالء هبا يف أخر تقرير‬
‫دوري‪.‬‬
‫توقف التقرير السادس يف املقدمة عند الطفرة النوعية اليت عرفها ملف حقوق االإنسان واليت أمجلها‬
‫يف ثالث حمطات اترخيية أساس ية وحامسة‪ :‬انهتاء هممة هيئة االإنصاف واملصاحلة (‪ 30‬نومفرب ‪ )2005‬اليت طوت‬
‫مايض الانهتأاكت اجلس مية حلقوق االإنسان؛ تقدمي املبادرة املغربية بشأن احلمك اذلايت للمناطق اجلنوبية (‪ 11‬أبريل‬
‫‪)2007‬؛ واعامتد دس تور جديد يف يوليو ‪( 2011‬فقرات ‪ .)22-1‬ولتكمتل الصورة‪ ،‬تناول التقرير املامرسة االتفاقية‬
‫للمغرب عرب جرد لك املعاهدات ادلولية يف جمال حقوق االإنسان اليت اخنرط فهيا وكذا الرتاجع عن بعض‬
‫التحفظات اليت أدىل هبا عند مصادقته عىل بعض اتفاقيات حقوق االإنسان (فقرات ‪.)29-24‬‬
‫بعد هذا املدخل املهنجي والرضوري لفهم واستيعاب خمتلف االإصالحات واملراجعات اليت اكن جمال‬
‫حقوق االإنسان مرسحا لها وتوضيح الس ياق التارخيي اذلي جاءت فيه‪ ،‬تصدى التقرير بتفصيل وإاسهاب للك‬
‫جزئيات العهد من املادة الوىل اإىل غاية املادة ‪ 27‬منه‪ .‬وهنا نلمس تطورا اإجيابيا يف معاجلة بعض مباحث حقوق‬
‫االإنسان‪ .‬فعىل سبيل املثال‪ ،‬اكنت التقارير ادلورية السابقة للمغرب تتناول املادة الوىل من العهد املتعلقة حبق‬
‫الشعوب يف تقرير مصريها بشلك حمتشم ومتر علهيا مرور الكرام‪ .‬عىل النقيض من ذكل‪ ،‬خصص التقرير اجلديد‬
‫لهذه القضية فقرات عديدة وتفاصيل وافية مذكرا ابلرشعية ادلولية يف املوضوع وابجلوانب االإجيابية يف املبادرة‬
‫املغربية وكذا ابلمنوذج التمنوي يف القالمي اجلنوبية (فقرات ‪ .)51-30‬موضوع أخر ال يقل أمهية وخطورة عن‬
‫سابقه تناوهل التقرير بكثري من اجلرأة وامحلاس؛ يتعلق المر مببدأ املساواة بني الرجل واملرأة‪ .‬يف هذا الصدد‪،‬‬
‫متت معاجلة هذا الشق يف مجيع متظهراته وجتلياته ادلس تورية والس ياس ية والاجامتعية‪ .‬ونظرا للجدل اذلي عادة‬
‫ما يصاحب مبدأ املساواة‪ ،‬كام سيتضح لنا ابمللموس عىل امتداد صفحات هذا البحث‪ ،‬فقد أفرد التقرير‬
‫احلكويم حزيا ال بأس به للقضااي الشائكة من مثل احلرية يف الزواج والتعدد واملساواة يف االإرث (فقرات ‪-91‬‬
‫(‪ )61‬قدم املغرب التقرير الويل س نة ‪.)CCPR/C/10/Add.2( 1981‬‬
‫(‪ )62‬العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية‪ ،‬اللجنة املعنية حبقوق االإنسان‪ ،‬التقرير ادلوري السادس‪ ،‬املغرب‪،‬‬
‫(‪ 31،)CCPR/C/MAR/6‬غشت ‪ .2015‬التقرير متوفر ابللغات الفرنس ية واالإجنلزيية واالإس بانية يف انتظار ترمجته اإىل لغات المم املتحدة‬
‫الرمسية‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫‪ ،)96‬علام مس بقا أن خرباء اللجنة املعنية حبقوق االإنسان سيتوقفون مطوال عندها ويدونون خبصوصها توصيات‬
‫تريم اإىل التعجيل بتعديل الترشيع الوطين ليتطابق لكيا مع مقتضيات العهد‪ .‬ومن املواضيع احلساسة اليت عاجلها‬
‫التقرير‪ ،‬نذكر عقوبة االإعدام اليت تشلك اس تثناء عىل احلق يف احلياة (فقرات ‪ ،)104-100‬وظاهرة الاختفاء‬
‫القرسي واالإفالت من العقاب وممارسة التعذيب (فقرات ‪ .)132-105‬وعرج التقرير عىل الس ياسة اجلديدة يف‬
‫جمال الهجرة اليت ابتدأت يف املغرب يف شهر سبمترب ‪ ،2013‬مسجال لك التطورات اليت واكبت هذا امللف من‬
‫تسوية وضعية املهاجرين غري النظاميني وطاليب اللجوء‪ ،‬واعامتد خطة معل حكومية‪ ،‬وتأهيل االإطار القانوين‬
‫الضابط للهجرة واللجوء (فقرات ‪ .)187-172‬ونتوقع أن تثري العديد من االإشاكليات والقضااي املبسوطة يف‬
‫التقرير احلكويم نقاشا معيقا وجساال كبريا بني الوفد املغريب واخلرباء المميني اكس تقالل القضاء (فقرات ‪-188‬‬
‫‪ ،)196‬وحرية املعتقد (فقرات ‪ ،)205-203‬وحرية التعبري والصحافة (فقرات ‪ ،)225-206‬والعنف ضد املرأة‬
‫(فقرات ‪ ،)271-254‬ومعل الطفال (فقرات ‪ ،)283-276‬وحماربة المتيزي ضد املرأة (فقرات ‪.)302-298‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬
‫نفس املالحظة اليت أدلينا هبا بشأن العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية نكررها يف ما‬
‫يتعلق ابلعهد ادلويل اخلاص ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية‪ ،‬حيث تأخر املغرب يف تقدمي التقرير‬
‫ادلوري الرابع اذلي اكن منتظرا س نة ‪ ،2009‬ومل تتوصل به مصاحل المم املتحدة اإال يف يناير ‪ ،)63(2013‬لكنه‬
‫جاء غنيا ابملعطيات واملعلومات اليت تغطي الفرتة املمتدة من ‪ 2006‬اإىل ‪ .2012‬وتفسري ذكل أن التقرير تناول‬
‫التوصيات اليت متت بلورهتا اإثر مناقشة التقرير ادلوري الثالث يف ‪ 2005‬حيث قدم اإجاابت وافية عهنا‪ .‬عىل‬
‫سبيل التقدمي‪ ،‬اس تعرض التقرير خمتلف االإصالحات والتعديالت اليت شهدهتا املنظومة القانونية الوطنية‪ ،‬اإن‬
‫عىل صعيد الرتسانة القانونية أو عىل مس توى هيئات امحلاية والهنوض حبقوق االإنسان (فقرات ‪ ،)9-6‬يف س ياق‬
‫ظرفية اقتصادية ومالية عىل العموم مشجعة‪ ،‬مع تسجيل بعض العجز يف الوفاء بلك احلقوق املكفوةل مبقتىض‬
‫العهد (فقرات ‪.)11-10‬‬
‫عاجل التقرير السادس لك مقتضيات العهد مبينا يف لك مرة‪ ،‬عرب اس تعراض النصوص القانونية واملامرسة‬
‫العملية‪ ،‬مدى الانسجام احلاصل بني أحاكم الصك ادلويل والترشيع الوطين‪ .‬ويف هذا االإطار‪ ،‬أسهب التقرير‬
‫يف مناقشة املادة ‪ 3‬اليت تمتحور حول املساواة بني الرجل واملرأة‪ .‬والإعطاء فكرة واحضة عن اإعامل املغرب ملبدأ‬
‫املساواة وماكحفة اكفة أشاكل المتيزي ضد املرأة وحماربة العنف‪ ،‬توقف التقرير احلكويم عند التطورات النوعية‬

‫(‪ )63‬نص التقرير متوفر ابللغات االإجنلزيية واالإس بانية والروس ية والفرنس ية‪:‬‬
‫‪Conseil économique et social, Pacte international relatif aux droits économiques, sociaux et culturels, Comité‬‬
‫‪des droits économiques, sociaux et culturels, quatrième rapport périodique du Maroc, (E/C.12/MAR/4), 24‬‬
‫‪mars 2014.‬‬
‫بعد مناقشة التقرير يف ‪ 30‬سبمترب وفاحت أكتوبر ‪ ،2015‬حددت اللجنة اترخي ‪ 31‬أكتوبر ‪ 2020‬لتقدمي التقرير ادلوري اخلامس‪ .‬أما التقرير‬
‫الويل‪ ،‬فريجع لس نة ‪ 28 ،)E/1990/5/Add.13( 1993‬أبريل ‪.1993‬‬

‫‪43‬‬
‫اليت طرأت عىل وضعية املرأة انطالقا من دس تور ‪ ،2011‬مرورا ابلس ياسات العمومية الهادفة اإىل القضاء عىل‬
‫المتيزي واالإقصاء‪ ،‬وانهتاء بلك التعديالت اليت أدخلت عىل املنظومة الترشيعية (فقرات ‪ .)56-36‬ومن احملاور‬
‫الساس ية اليت يعاجلها العهد‪ ،‬نذكر احلق يف العمل مبا ميثهل يف نفس الوقت من أمهية حيوية ابلنس بة للمواطنني‬
‫وهاجس كبري يف نظر السلطات العمومية حيث تعاين لك ادلول بدرجات متفاوتة من معضةل البطاةل وجعز‬
‫سوق الشغل عن استيعاب العداد املزتايدة من خرجيي اجلامعات واملعاهد‪ .‬يف هذا االإطار‪ ،‬يوفر التقرير‬
‫املغريب معلومات اكفية ويورد اإحصائيات مدققة عن هذا املبحث (فقرات ‪ .)85-57‬وحتتل احلرية النقابية مزنةل‬
‫رفيعة مضن أحاكم العهد‪ ،‬وقد س بق للجنة املعنية ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية أن نهبت احلكومة‬
‫املغربية اإىل التعارض احلاصل بني مقتضيات العهد ونصوص القانون الوطين‪ ،‬من ذكل استناكف املغرب عن‬
‫املصادقة عىل اتفاقية منظمة العمل ادلولية رق ‪ 87‬بشأن احلق النقايب وخمالفة الفصل ‪ 288‬من القانون اجلنايئ‬
‫لحاكم املادة ‪ 8‬من العهد‪ .‬لك هذه القضااي اس تعرضها التقرير ادلوري السادس‪ ،‬ومن دون أدىن شك س تثري‬
‫نقاشا ساخنا بني الوفد املغريب وأعضاء اللجنة الممية (فقرات ‪.)101-86‬‬
‫بعد ذكل اسرتسل التقرير يف مناقشة قضااي ذات أمهية قصوى يف حياة الفراد ومتثل رضورايت‬
‫ابلنس بة هلم مكؤسسة الرسة بلك ما يرتبط هبا من زواج‪ ،‬وحامية للشخاص يف وضعية هشاشة‪ ،‬ال س امي‬
‫الطفال والش باب والطاعنني يف السن‪ ،‬وأمومة‪ ،‬وعنف‪ ،‬واس تغالل جنيس‪ ،‬ومعل قرسي (فقرات ‪-114‬‬
‫‪ .)146‬ويف نفس الس ياق‪ ،‬تطرق التقرير اإىل معضةل الفقر اليت تنخر اجملمتع واجلهود املبذوةل من طرف ادلوةل‬
‫لتحسني عيش الساكنة ماداي ومعنواي من توفري املألك واملاء والسكن الالئق ويه خدمات متعددة وأساس ية‬
‫تس تلزم ال حماةل اعامتدات مالية اكفية ودامئة لتلبيهتا (فقرات ‪ .)186-147‬ما قيل عن هذه اخلدمات الاجامتعية‬
‫يصدق وينسحب عىل احلق يف الصحة (فقرات ‪ ،)216-187‬واحلق يف الرتبية والتعلمي يف مجيع درجاته‬
‫ومس توايته (فقرات ‪ ،)246-217‬والثقافة بلك أشاكلها (فقرات ‪.)271-247‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة‬

‫قدم املغرب حلد الساعة أربعة تقارير(‪ ،)64‬ومض الخري مهنا يف نفس الوقت التقرير الثالث والتقرير‬
‫الرابع‪ ،‬واحتوى عىل مجموعة من املعطيات واملعلومات قسمت اإىل ثالثة أجزاء‪ .‬تناول اجلزء الول االإطار العام‬
‫محلاية حقوق االإنسان مس تعرضا خمتلف االإصالحات اليت اكن املغرب مرسحا لها خالل الس نوات القليةل‬
‫املاضية‪ ،‬من ذكل اإعادة هيلكة اجمللس الاستشاري حلقوق االإنسان طبقا ملبادئ ابريس املتعلقة ابملؤسسات‬
‫الوطنية؛ اإنشاء ديوان املظامل أو ما يعرف يف الاصطالح القانوين ابلوس يط؛ خلق املعهد املليك للثقافة المازيغية‬
‫وإاحداث هيئة االإنصاف واملصاحلة لطي ملف الانهتأاكت اجلس مية حلقوق االإنسان املرتكبة يف املايض‪ .‬وتوقف‬

‫(‪ )64‬التقرير الويل بتارخي ‪ 3‬نومفرب ‪(CEDAW/C/MOR/1) 1994‬؛ المم املتحدة‪ ،‬اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة‪ ،‬اللجنة‬
‫املعنية ابلقضاء عىل المتيزي ضد املرأة‪ ،‬التقريران ادلوراين اجملمعان الثالث والرابع )‪ 18 ،(CEDAW/C/MOR/4‬سبمترب ‪ .2006‬وحددت‬
‫اللجنة اترخي ‪ 21‬يوليو ‪ 2014‬لتقدمي التقريرين اجملمعني اخلامس والسادس‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫التقرير املغريب عند جتربة هذه الهيئة العتبارها خطوة حامسة وجريئة وفريدة من نوعها يف اجتاه اإجناح معلية‬
‫الانتقال ادلميقراطي‪ .‬كام متت االإشارة اإىل حدث اإلغاء حممكة العدل اخلاصة اليت حولت اختصاصاهتا حملامك‬
‫الاس تئناف‪ .‬لقد اكنت هذه احملمكة تطبق اإجراءات اس تثنائية ختتلف عن االإجراءات املعمول هبا يف احملامك‬
‫الخرى‪ ،‬اليشء اذلي جنم عنه انهتاك حلقوق ادلفاع‪ ،‬وتغييب للضامانت اليت ال بد مهنا يف لك حمامكة عادةل‪،‬‬
‫وإاخالل مبساواة املتقاضني أمام القانون‪ .‬وتعزز املشهد احلقويق ابملغرب عرب اعامتد قانونني هيم الول رفع احلصانة‬
‫الربملانية ويتعلق الثاين ابإنشاء احملمكة العليا اليت س يعهد اإلهيا مبحامكة أعضاء احلكومة عىل اجلنح اليت يرتكبوهنا‬
‫أثناء أداهئم ملهاهمم‪ .‬لقد بذل املغرب جمهودات جبارة ومتضافرة للتوفيق بني الترشيع الوطين وأحاكم الصكوك‬
‫ادلولية حلقوق االإنسان اليت صادق علهيا‪ ،‬حيث مسح ذكل بتحسني اإعامل احلقوق املعرتف هبا يف االتفاقيات‬
‫ادلولية وتكريسها‪ .‬ومن هنا نرصد ما ييل (فقرة ‪:)17‬‬
‫‪ -‬تعديل قانون احلرايت العامة؛‬
‫‪ -‬سن ترشيع جديد يف جمال السجون يتضمن أحاكما خاصة ابملرأة‪ ،‬احرتاما خلصوصيهتا وسالمهتا‬
‫البدنية والنفس ية‪ ،‬وضامان حلقوقها ابعتبارها امرأة وأما؛‬
‫‪ -‬تعديل قانون كفاةل الطفال حبيث يسمح للمرأة العزبة هبذه الكفاةل اليت اكن احلق فهيا معرتفا به‬
‫للمرأة املزتوجة وحدها؛‬
‫‪ -‬سن قانون جديد ل إالجراءات اجلنائية يوفر ضامانت أفضل محلاية حقوق االإنسان‪ ،‬والس امي بتكريس‬
‫مبدأ افرتاض الرباءة‪ ،‬واحلق يف حمامكة عادةل‪ ،‬واحلق يف درجتني للتقايض يف املسائل اجلنائية‪ ،‬واالإقرار بأس بقية‬
‫االتفاقيات ادلولية عىل الترشيع الوطين؛‬
‫‪ -‬التعديل اجلزيئ للقانون اجلنايئ لتعزيز حامية املرأة والطفل‪ ،‬وذكل بتجرمي دعارة الطفال واس تغالهلم‬
‫يف اإنتاج املواد االإابحية‪ ،‬وكذكل التحرش اجلنيس والعنف فامي يتعلق ابلنساء‪ ،‬وإادخال أحاكم خاصة مباكحفة‬
‫مجيع أشاكل المتيزي‪ ،‬ومهنا المتيزي ضد املرأة‪ ،‬وإاماكنية اس تفادة الزوجة من الظروف اخملففة مثل الزوج فامي يتعلق‬
‫ابلرضب واالإصابة والقتل دون س بق ا إالرصار يف حاةل التلبس ابلزان‪ .‬ومتزي تعديل القانون اجلنايئ أيضا بتجرمي‬
‫التعذيب معال ابملادتني ‪ 1‬و‪ 4‬من اتفاقية مناهضة التعذيب وغريه من رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو‬
‫الالاإنسانية أو املهينة‪ ،‬وبأحاكم العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية‪ .‬واجلدير ابذلكر أن اعامتد هذه‬
‫التعديالت اجلديدة يندرج يف اإطار التفكري القويم يف وضع س ياسة جنائية جديدة؛‬
‫‪ -‬سن قانون جديد ينظم احلاةل املدنية والمر التنفيذي املرتبط به‪ ،‬وينص القانون عىل اإصدار دفرت‬
‫عائيل بدال من دفرت احلاةل املدنية اذلي مل تكن املرأة واردة فيه اإال فامي يتعلق بأطفالها؛‬
‫‪ -‬سن قانون جديد ينظم دخول الجانب اإىل املغرب وإاقامهتم فيه؛‬
‫‪ -‬سن قانون ملاكحفة االإرهاب؛‬
‫‪45‬‬
‫‪ -‬سن قانون جديد للحزاب الس ياس ية وقانون جديد لالنتخاابت؛‬
‫‪ -‬اعامتد خمطط حميل جديد لتشجيع ادلميقراطية احمللية؛‬
‫‪ -‬تعديل قانون الرسة اذلي بدأ نفاذه يف ‪ 5‬فرباير ‪ .2004‬ويتيح هذا التعديل للمرأة اس تعادة حقوقها‬
‫ورفع الظمل وعدم املساواة الذلين اكنت تعانهيام‪ ،‬كام يكفل احرتام حقوق املرأة ومجيع أفراد الرسة حتقيقا الس تقرار‬
‫الرسة‪ .‬ويكرس التعديل املسؤولية املشرتكة للزوجني يف تدبري شؤون الرسة (فقرة ‪.)18‬‬
‫اإضافة اإىل هذه املس تجدات‪ ،‬يرصد التقرير املغريب خمتلف االتفاقيات ادلولية اليت متت املصادقة علهيا‪،‬‬
‫وهتم الطفل‪ ،‬والشغل‪ ،‬واجلرمية املنظمة عرب الوطنية‪( ...‬فقرات ‪.)23-20‬‬
‫يتطرق اجلزء الثاين من التقرير ادلوري للمغرب اإىل حتليل مس تفيض ملواد اتفاقية القضاء عىل مجيع‬
‫أشاكل المتيزي ضد املرأة‪ .‬أما اجلزء الثالث والخري‪ ،‬فقد انصب عىل متابعة املؤمترات ادلولية‪ ،‬ويتعلق المر‬
‫مبتابعة اإعالن ومهناج معل بيجني؛ متابعة املؤمتر العلمي ملناهضة العنرصية والمتيزي العنرصي وكراهية الجانب‬
‫وما يتصل بذكل من تعصب ومتابعة دورة امجلعية العامة للمم املتحدة الاس تثنائية املعنية ابلطفل (فقرات ‪-413‬‬
‫‪.)430‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة‬
‫القاسية أو الالإنسانية أو المهينة‬
‫تطبيقا ملقتضيات املادة ‪ 19‬من هذه االتفاقية‪ ،‬قدم املغرب اإىل جلنة مناهضة التعذيب أربعة تقارير(‪)65‬‬

‫اس تعرض من خاللها اجلهود اليت بذلها واملنجزات اليت حققها ملناهضة مجيع أشاكل التعذيب‪ ،‬ويه فرصة‬
‫للتأكيد عىل تشبث اململكة بقمي حقوق االإنسان ومتسكها ابلعمل املشرتك مع الهيئات ادلولية والممية املعنية‬
‫حبقوق االإنسان‪ .‬وكعادته‪ ،‬أعاد التقرير التأكيد عىل اخنراط املغرب يف مبدأ عاملية حقوق ا إالنسان ودفاعه عن‬
‫قمي احلرية والعداةل واملساواة‪" :‬اإن اململكة املغربية اإمياان مهنا بعاملية مبادئ حقوق االإنسان والزتاما هبا كام يه‬
‫متعارف علهيا عامليا‪ ،‬ما فتئت تبادر اإىل اختاذ مجيع التدابري القانونية واملؤسساتية الرامية اإىل ترس يخ ثقافة حقوق‬
‫االإنسان ونبذ التعذيب جبميع أشاكهل وصوره‪ ،‬ويتعزز هذا الالزتام امللموس ابإشاعة ثقافة حقوق االإنسان واختاذ‬
‫التدابري املناس بة من أجل ترس يخها والهنوض هبا وحاميهتا يف مجيع أقالمي اململكة" (فقرة ‪ .)5‬لقد ابدر املغرب‬
‫اإىل وضع مهنجية تدقيقية لتشخيص وضعية ممارسة حقوق االإنسان والوقوف عىل النواقص وحتديد املهنجية‬
‫الواجب اتباعها لتجاوزها‪ ،‬كام أقدم عىل وضع تشخيص ملايض الانهتأاكت اجلس مية حلقوق االإنسان‪.‬‬
‫تفعيال ومواكبة لهذه املقاربة االإصالحية‪ ،‬مت تبين اسرتاتيجية هتدف اإىل مالءمة الترشيع ادلاخيل مع‬
‫املقتضيات املنصوص علهيا يف الآليات ادلولية املتعلقة حبقوق االإنسان‪ .‬ويف هذا ا إالطار قام املغرب مبا ييل‪:‬‬
‫مراجعة قانون املسطرة اجلنائية قصد تقوية أآليات حامية حقوق االإنسان من خالل ترس يخ مبدأ قرينة الرباءة‪،‬‬
‫(‪ )65‬التقرير الويل بتارخي ‪ 10‬غشت ‪(CAT/C/24/Add.2) 1994‬؛ التقرير ادلوري الرابع بتارخي ‪ 5‬نومفرب ‪.(CAT/C/MAR/4) 2009‬‬
‫وحددت اللجنة اترخي ‪ 25‬نومفرب ‪ 2015‬لتقدمي التقرير اخلامس‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫واحملامكة العادةل‪ ،‬ومسو االتفاقيات ادلولية عىل الترشيع ادلاخيل؛ اإلغاء حممكة العدل اخلاصة؛ مراجعة مدونة‬
‫احلرايت العامة وقانون الصحافة والنرش؛ فتح ورش ملراجعة القانون اجلنايئ هيدف اإىل تقوية مبادئ الرشعية‬
‫واملساواة وتقوية املرجعية ادلولية من خالل اإدماج مجموعة من املبادئ اليت نصت علهيا االتفاقيات ادلولية مضن‬
‫مواد مرشوع هذا القانون ابالإضافة اإىل جترمي مجموعة من الفعال كجرامئ االإابدة واجلرامئ ضد االإنسانية وتعزيز‬
‫حقوق الفراد ما أمكن يف مواهجة توسع دائرة النظام العام واللك يف تصور يأخذ يف عني الاعتبار مواكبة هذا‬
‫االإصالح ملراجعة مماثةل لقانون املسطرة اجلنائية (فقرة ‪ .)9‬ويف جمال التعذيب عىل وجه اخلصوص‪ ،‬أورد التقرير‬
‫أن "املغرب اذلي جعل من تعزيز حقوق االإنسان وحفظ الكرامة االإنسانية قناعة راخسة‪ ،‬مازال يؤكد إارادته‬
‫القاطعة ملناهضة التعذيب وحماربته بلك رضوبه وأشاكهل‪ ،‬وجيدد تشبثه مبختلف املواثيق ادلولية حلقوق االإنسان‬
‫وخاصة املادة اخلامسة من االإعالن العاملي حلقوق االإنسان واملادة السابعة من العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق‬
‫املدنية والس ياس ية اللتان تؤكدان عىل عدم جواز تعريض أي أحد للتعذيب أو املعامةل القاس ية أو الالاإنسانية‬
‫أو املهينة" (فقرة ‪ .)14‬وعىل امتداد صفحات التقرير ادلوري‪ ،‬مت اإبراز التطابق التام بني الترشيع الوطين‬
‫ومقتضيات االتفاقية ادلولية حيث يف لك مرة يمت اس تحضار الرتسانة القانونية ادلاخلية للتدليل عىل الزتام املغرب‬
‫مبضمون االتفاقية ووفائه لتعهداته ادلولية‪ ،‬كام يضع التدابري الكفيةل ملنع التعذيب ولك الشاكل املشاهبة هل‪.‬‬
‫وأدىل التقرير مبعطيات مرمقة ومعلومات وافية عن اإعامل املغرب التفاقية منع التعذيب متوقفا عند لك جزئياهتا‪،‬‬
‫نذكر من ذكل‪ :‬االإجراءات القانونية والقضائية واالإدارية ملنع التعذيب؛ منع اإبعاد أو طرد الجانب اإذا اكن يف‬
‫ذكل هتديد بتعرضهم للتعذيب؛ املقتضيات اخلاصة ابإيقاف الشخاص املتورطني يف أعامل التعذيب؛ تقدمي‬
‫املساعدة الرضورية بشأن جرامئ التعذيب يف اإطار التعاون القضايئ ادلويل؛ حق الضحية يف املطالبة ابلتعويض‬
‫عن أعامل التعذيب‪ ،‬اإىل غري ذكل من احملاور الساس ية يف االتفاقية‪.‬‬
‫الفرع السادس‪ :‬اتفاقية حقوق الطفل والبروتوكوالت الملحقة بها‬
‫‪44‬‬ ‫قدمت اململكة املغربية تقريرهيا الثالث والرابع يف شلك تقرير جامع مبوجب الفقرة الوىل من املادة‬
‫من اتفاقية حقوق الطفل(‪ ،)66‬لتربز التدابري اليت اختذهتا خالل الفرتة املمتدة من ‪ 2003‬اإىل ‪ 2011‬من أجل‬
‫اإعامل حقوق الطفل اليت تقرها االتفاقية وتبني أوجه التقدم احملرز يف المتتع هبذه احلقوق‪ ،‬كام تعرض ما بذلته‬
‫من هجود وما واهجته من مصاعب ومعوقات عند تنفيذ الس ياسات والنشطة الرامية اإىل التنفيذ الفعيل‬
‫ملقتضيات االتفاقية‪ .‬وال خيفى الظرفية التارخيية اذلي يندرج فيه تقدمي التقريرين ادلوريني‪ ،‬حيث جاء يف س ياق‬
‫االإصالحات ادلس تورية واملؤسساتية اليت اخنرطت فهيا اململكة وجتسدت عىل وجه اخلصوص يف اعامتد دس تور‬
‫جديد شلك منعطفا اترخييا حاسام بلك املقاييس يف مسار اس تكامل بناء دوةل احلق والقانون واملؤسسات‬
‫ادلميقراطية‪ .‬ويؤكد التقرير املغريب عىل أنه "منذ النظر يف التقرير ادلوري الثاين‪ ،‬أعطيت دفعة جديدة‬
‫للس ياسات احلكومية الرامية اإىل حامية حقوق الطفل وتعزيزها‪ ،‬ومن مث زايدة الامتثال لالتفاقية والاس تجابة‬
‫‪2013‬‬ ‫غشت‬ ‫‪5‬‬ ‫(‪ )66‬التقرير الويل بتارخي ‪ 19‬غشت ‪(CRC/C/28/Add.1) 1995‬؛ التقريران ادلوراين الثالث والرابع بتارخي‬
‫)‪ .(CRC/C/MAR/3-4‬وحددت اللجنة اترخي ‪ 20‬يوليو ‪ 2020‬لتقدمي التقريرين اخلامس والسادس‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫للتوصيات اليت صاغهتا اللجنة‪ .‬وتريم هذه الس ياسات أيضا اإىل الوفاء اباللزتامات اليت قطعها املغرب خالل‬
‫املؤمترات ادلولية بشأن الطفوةل وبشأن بلوغ الهداف االإمنائية لللفية" (فقرة ‪ .)7‬وركز التقرير عىل هجود‬
‫املغرب احلثيثة والهادفة اإىل مواءمة الترشيع الوطين مع مبادئ اتفاقية حقوق الطفل حيث شهدت الفرتة املشموةل‬
‫ابلتقريرين حتوال معيقا عىل صعيد اإدراج مقتضيات املعاهدة يف القانون ادلاخيل واتسمت ابعامتد وإاصدار العديد‬
‫من النصوص القانونية املواتية حلقوق الطفل واملسرتشدة مببدأ مصلحة الطفل الفضىل‪ .‬واس تعرض التقريران لك‬
‫املس تجدات اليت عرفهتا وضعية حقوق الطفل من تعديالت جوهرية مست مدونة الرسة لس نة ‪ ،2004‬ومدونة‬
‫الشغل املؤرخة يف ‪ ،2003‬حيث "شلكت حامية الطفل يف العمل أحد انشغاالت املرشع اذلي نظم بعض‬
‫جوانهبا وفقا للمعاهدات ادلولية ذات الصةل بعمل الطفال‪ ،‬ال س امي االتفاقيتان الساسيتان ملنظمة العمل ادلولية‬
‫رق ‪ 138‬و‪( "182‬فقرة ‪ .)17‬ومثل اعامتد قانون املسطرة اجلنائية يف ‪ ،2002‬تقدما ملموسا يف جمال عداةل‬
‫الحداث حيث أفرد هذا القانون كتابه الثالث للقواعد اخلاصة ابلحداث‪ ،‬ويروم الهنج اجلديد اذلي يتبعه هذا‬
‫الترشيع حامية الطفل سواء أاكن حضية جرمية أم حداث جاحنا أم يف وضعية صعبة (فقرة ‪ .)19‬وتوقف التقريران‬
‫عند التعديالت النوعية اليت خضع لها القانون اجلنايئ ال س امي املقتضيات الرامية اإىل حامية الطفل من أشاكل‬
‫سوء املعامةل عن طريق تشديد العقوابت املطبقة عىل اجلرامئ املرتكبة ضد الطفال واس تحداث جرامئ جديدة‬
‫(فقرة ‪ .)24‬واسرتسل التقريران ادلوراين يف جرد لك التعديالت اليت عرفها الترشيع ادلاخيل بغية مطابقته مع‬
‫االتفاقية ادلولية‪ ،‬من ذكل قانون اجلنس ية والترشيع املتعلق بكفاةل الطفال املهملني وقانون احلاةل املدنية والقانون‬
‫اخلاص برشوط فتح مؤسسات الرعاية الاجامتعية وتدبريها وقانون دخول وإاقامة الجانب ابملغرب وابلهجرة‬
‫غري املرشوعة اإىل غري ذكل من النصوص الترشيعية ذات الصةل حبقوق الطفل‪.‬‬
‫كام س بقت االإشارة اإىل ذكل‪ ،‬تعززت اتفاقية حقوق الطفل لس نة ‪ 1989‬بثالثة بروتوكوالت اختيارية‪،‬‬
‫صادق املغرب عىل اثنني مهنا وقدم بشأهنام تقريرين اإىل جلنة حقوق الطفل؛ هيم الول بيع الطفال واس تغالل‬
‫الطفال يف البغاء ويف املواد ا إالابحية‪ ،‬ويتعلق الثاين ابشرتاك الطفال يف الزناعات املسلحة‪ .‬أما الربوتوكول‬
‫اخلاص ابإجراء تقدمي البالغات‪ ،‬فقد متت املوافقة عليه من طرف الربملان‪ ،‬يف حني الزالت مسطرة املصادقة‬
‫عليه جارية‪.‬‬
‫تطبيقا للفقرة الوىل من املادة ‪ 12‬من الربوتوكول الاختياري التفاقية حقوق الطفل بشأن بيع الطفال‬
‫وبغاء الطفال واس تغالل الطفال يف املواد االإابحية‪ ،‬قدم املغرب تقريره ادلوري الويل(‪ ،)67‬افتتحه ابلرتكزي‬
‫عىل مبدأ قابلية الربوتوكول الاختياري للتطبيق أما احملامك املغربية مع تقرير أرحجيته عىل الترشيع الوطين يف حاةل‬
‫التعارض مع اإيراد بعض السوابق القضائية يف املوضوع (فقرات ‪ 7 ،6‬و‪ .)8‬واس تعرض التقرير خمتلف املبادرات‬

‫(‪ )67‬نص التقرير موجود بثالث لغات فقط؛ الفرنس ية واالإجنلزيية واالإس بانية‪:‬‬
‫‪Nations Unies, Convention relative aux droits de l’enfant, Comité des droits de l’enfant, protocole facultatif à‬‬
‫‪la convention sur les droits de l’enfant concernant la vente d’enfants, la prostitution des enfants et la‬‬
‫‪pornographie mettant en scène des enfants, rapport initial, (CRC/C/OPSA/MAR/1), 15 juillet 2005.‬‬

‫‪48‬‬
‫والس ياسات واملتدخلني يف جمال حامية حقوق الطفال بصفة عامة والطفال حضااي الاس تغالل اجلنيس بوجه‬
‫خاص‪ .‬وتناول ابلتفصيل والمتحيص لك جزئيات الربوتوكول وما يقابلها يف الترشيع املغريب من نصوص قانونية‬
‫(القانون اجلنايئ‪ ،‬قانون املسطرة اجلنائية‪ ،‬مدونة الشغل‪ ،‬القانون اخلاص ابلطفال املهملني‪ )...،‬وهيئات الضامن‬
‫وامحلاية (من حكومة ومنظامت اجملمتع املدين وغريهام)‪ ،‬مع تسجيل انسجام وتطابق الرتسانة القانونية ادلاخلية مع‬
‫مقتضيات الربوتوكول ا إالضايف حيث مت جترمي لك الترصفات والعامل املنصوص علهيا يف الصك ادلويل (فقرة‬
‫‪ 36‬وما بعدها)‪ ،‬وخضوعها لالختصاص القضايئ الوطين (فقرة ‪ 47‬وما بعدها)‪ ،‬مع اإماكنية اللجوء خبصوصها‬
‫ملسطرة التسلمي (فقرة ‪ 52‬وما بعدها)‪.‬‬
‫وتوقف التقرير ادلوري مطوال عند تدابري امحلاية اليت يمتتع هبا الطفال حضااي العامل املشموةل بنص‬
‫الربوتوكول حيث اختذ املغرب حزمة من االإجراءات االإجيابية تمتحور أساسا حول املصلحة الفضىل للطفل‪،‬‬
‫فصلها ابإسهاب قانون املسطرة اجلنائية (فقرة ‪ 61‬وما بعدها)‪ .‬ويس تفيد الطفل اجلاحن من خمتلف الضامانت اليت‬
‫نصت علهيا اتفاقية حقوق الطفل والصكوك ادلولية الخرى مثل قواعد المم املتحدة المنوذجية ادلنيا الإدارة‬
‫شؤون قضاء الحداث (قواعد بيجني)‪ ،‬وقواعد المم املتحدة المنوذجية ادلنيا للتدابري غري الاحتجازية (قواعد‬
‫طوكيو)‪ ،‬ومبادئ المم املتحدة التوجهيية ملنع جنوح الحداث (مبادئ الرايض) (فقرة ‪ 85‬وما بعدها)‪ .‬وتطرق‬
‫التقرير ادلوري حلاةل الطفال يف وضعية صعبة مس تعرضا خمتلف النصوص القانونية املؤطرة لهذه الفئة الاجامتعية‬
‫(فقرة ‪ 103‬وما بعدها)‪ ،‬واملبادرات احلكومية بشأن ا إالعالم والتحسيس والتكوين يف اجملاالت اليت يشملها‬
‫الربوتوكول الاختياري (فقرة ‪ 114‬وما بعدها)‪ .‬وحظي موضوعا أطفال الشوارع (فقرة ‪ 126‬وما بعدها)‪ ،‬ومعل‬
‫الطفال (فقرة ‪ 134‬وما بعدها) ابهامتم التقرير احلكويم حيث رصد هاتني الظاهرتني املزريتني وأدىل مبعطيات‬
‫وافية ومرمقة حول أس باب انتشارهام واالإجراءات للحيلوةل دون اس تفحاهلام‪ .‬وخصص التقرير مساحة هممة‬
‫للمساعدة والتعاون ادلويل (فقرة ‪ 152‬وما بعدها)‪ ،‬وتطرق بتفصيل لفة الفقر ووضعية الهشاشة اليت تعيشها‬
‫فئات عريضة من الطفال ومدى الصعوابت للقضاء هنائيا عىل الس باب املؤدية اإلهيا‪ .‬واختمت التقرير ادلوري‬
‫ابحلديث عن حامية الطفال الضحااي وتطبيق القوانني يف اإشارة اإىل خمتلف االتفاقيات اليت جتمع املغرب مع‬
‫ادلول الجنبية يف جمال املساعدة القضائية (فقرة ‪ 169‬وما بعدها)‪ ،‬وخمتلف الصكوك ادلولية املصادق علهيا‬
‫واليت تسامه لكها يف اإضفاء حامية فعاةل عىل حقوق الطفال (فقرة ‪ 170‬وما بعدها)‪.‬‬
‫عىل خالف التقرير احلكويم اخملصص للربوتوكول الاختياري بشأن بيع الطفال واس تغالل الطفال يف‬
‫البغاء ويف املواد االإابحية‪ ،‬جاء التقرير املتعلق ابلربوتوكول االإضايف بشأن اشرتاك الطفال يف املنازعات‬
‫املسلحة(‪ )68‬مقتضبا ومركزا نظرا للتطابق التام بني مقتضياته وبني أحاكم الترشيع الوطين (فقرة ‪ 5‬وما بعدها)‪.‬‬

‫(‪ )68‬نص التقرير موجود كذكل بثالث لغات فقط؛ الفرنس ية واالإجنلزيية واالإس بانية‪:‬‬
‫‪Nations Unies, Convention relative aux droits de l’enfant, Comité des droits de l’enfant, protocole facultatif à‬‬
‫‪la convention sur les droits de l’enfant concernant l’implication d’enfants dans les conflits armés, rapport‬‬
‫‪initial, (CRC/C/OPAC/MAR/1), 19 juin 2012.‬‬

‫‪49‬‬
‫هذه الفكرة املركزية أعاد التأكيد علهيا التقرير يف أكرث من مناس بة؛ من ذكل مثال حتديد السن القانوين لالشرتاك‬
‫يف العامل احلربية‪ .‬من هذه الزاوية‪ ،‬بسط التقرير مضامني الترشيع الوطين‪ ،‬ويتعلق المر ابلقانون رق ‪)69(4.99‬‬

‫اخلاص ابخلدمة العسكرية قبل أن ينسخ مبقتىض القانون رق ‪( )70(48.06‬فقرة ‪ 13‬وما بعدها)‪ .‬وخصص التقرير‬
‫بعض الفقرات منه للتعريف مبختلف املدارس واملعاهد العسكرية ومضامني التكوين هبا وشوط الالتحاق هبا‬
‫(فقرة ‪ 24‬وما بعدها)‪ ،‬كام قام جبرد لالتفاقيات ادلولية املصادق علهيا من طرف املغرب خاصة تكل املرتبطة‬
‫ابلقانون ادلويل االإنساين (فقرة ‪ .)32‬أخريا‪ ،‬أفرد التقرير ادلوري جزء منه للمساعدة املالية والتعاون التقين بني‬
‫ادلول وهجود اململكة املتواصةل لتعزيز هذا الشق السايس يف الربوتوكول الاختياري (فقرة ‪ 46‬وما بعدها)‪.‬‬
‫الفرع السابع‪ :‬االتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم‬
‫اإذا اكن املغرب من أوائل ادلول اليت صادقت عىل هذه االتفاقية ومن أشد املدافعني عهنا ابعتباره أوال‬
‫بدلا مصدرا للهجرة‪ ،‬واثنيا بدل عبور واس تقرار املهاجرين‪ ،‬فاإنه مع ذكل تأخر يف اإيداع تقريره ادلوري الويل(‪)71‬‬

‫مبوجب املادة ‪ 73‬من املعاهدة‪ ،‬حيث اكن من املفرتض أن يمت ذكل يف غضون س نة ‪ .2004‬وعىل غرار ابيق‬
‫التقارير ادلورية للمغرب‪ ،‬اس هتل تقريره اإىل اللجنة املعنية ابلعامل املهاجرين برصد لك املكتس بات اليت حتققت‬
‫يف جمال حقوق االإنسان من مصادقة مكثفة عىل الصكوك ادلولية‪ ،‬ومالءمة للترشيع ادلاخيل مع املعايري ادلولية‪،‬‬
‫وحسب للتحفظات اليت أحضت متجاوزة‪ ،‬وانفتاح عىل االإجراءات اخلاصة (فقرات ‪ .)22-1‬يف نفس الس ياق‪،‬‬
‫ذكر التقرير ابالإطار القانوين الضابط للهجرة (القانون رق ‪ 02.03‬بتارخي ‪ 11‬نومفرب ‪ )2003‬وسلط الضوء عىل‬
‫هذه الظاهرة املعقدة معززة بأرقام وإاحصائيات حمينة متناوال وضعية املغاربة يف اخلارج ووضعية املهاجرين‬
‫ابملغرب وكذا لك الفاعلني املتدخلني يف هذا القطاع (فقرات ‪.)52-23‬‬
‫بعد ذكل‪ ،‬عاجل التقرير ادلوري لك مواد االتفاقية اليت تقرر حقوقا وحرايت أساس ية للمهاجرين وأفراد‬
‫أرسمه‪ ،‬واليت تتقاطع مع الصكوك ادلولية الخرى ذات الصةل‪ .‬وس ميثل دس تور ‪ 2011‬نقطة ارتاكز أساس ية‬
‫للتقرير عىل اعتبار أن الوثيقة ادلس تورية اعرتفت لول مرة ابلعديد من احلقوق واحلرايت للجانب املقميني‬
‫ابملغرب كام سرنى ذكل الحقا‪ ،‬كام وسعت من الحئة حقوق االإنسان اليشء اذلي يسمح ابلقول ابإن أحاكم‬
‫ادلس تور تتطابق اإىل أبعد احلدود مع مضامني اتفاقية ‪ .1990‬وعليه‪ ،‬توقف التقرير احلكويم عند بعض املبادئ‬
‫العامة يف االتفاقية كعدم المتيزي وتأمني وسائل الانتصاف الفعال واختاذ التدابري الترشيعية لتنفيذ أحاكم االتفاقية‬

‫(‪ )69‬ظهري شيف رق ‪ 1.99.194‬صادر يف ‪ 13‬من جامدى الوىل ‪ 25( 1420‬أغسطس ‪ )1999‬بتنفيذ القانون رق ‪ 4.99‬املتعلق ابخلدمة‬
‫العسكرية‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 4722‬بتارخي ‪ 21‬جامدى الوىل ‪ 2( 1420‬سبمترب ‪ ،)1999‬ص‪.2167 .‬‬
‫(‪ )70‬ظهري شيف رق ‪ 1.06.233‬صادر يف ‪ 28‬من ربيع الول ‪ 17( 1428‬أبريل ‪ )2007‬بتنفيذ القانون رق ‪ 48.06‬حبذف اخلدمة العسكرية‪،‬‬
‫جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 5519‬بتارخي ‪ 5‬ربيع الخر ‪ 23( 1428‬أبريل ‪ ،)2007‬ص‪.1283 .‬‬
‫(‪ )71‬نص التقرير متوفر بثالث لغات فقط؛ الفرنس ية واالإجنلزيية واالإس بانية‪:‬‬
‫‪Nations Unies, Convention internationale sur la protection des droits de tous les travailleurs migrants et des‬‬
‫‪membres de leur famille, Comité pour la protection des droits de tous les travailleurs migrants et des membres‬‬
‫‪de leur famille, rapport initial du Maroc, (CMW/C/MAR/1), 1er novembre 2012.‬‬

‫‪50‬‬
‫(فقرات ‪ ،)75-53‬لينطلق يف مناقشة لك حق أو حرية منصوص علهيام يف املعاهدة عىل حدة‪ .‬وهنا البد من‬
‫التذكري أن املقتضيات امحلائية يف الترشيع املغريب يس تفيد مهنا عىل قدم املساواة الجانب مع املواطنني‪ .‬ذلكل‪،‬‬
‫عند التعليق عىل بنود االتفاقية‪ ،‬يس تحرض التقرير الوطين الرتسانة القانونية ادلاخلية‪ .‬ومن المثةل عىل ذكل‪،‬‬
‫نشري اإىل احلق يف مغادرة أي دوةل مبا يف ذكل دوةل املنشأ (فقرات ‪ ،)87-76‬واحلق يف احلياة ومنع التعذيب‬
‫(فقرات ‪ ،)102-88‬وحظر الاسرتقاق أو الاس تعباد والعمل القرسي (فقرات ‪ ،)104-103‬وحرية الفكر‬
‫والضمري وادلين وحرية التعبري واحلرية النقابية (فقرات ‪ ،)137-105‬وعدم التعرض للتدخل التعسفي أو غري‬
‫املرشوع يف احلياة اخلاصة أو شؤون الرسة أو البيت أو املراسالت أو االتصاالت واحلرمان من املمتلاكت‬
‫(فقرات ‪ ،)151-138‬واحلق يف احلرية والسالمة الشخصية واملعامةل االإنسانية يف حاةل احلرمان من احلرية‪،‬‬
‫والاعرتاف ابلشخصية القانونية (فقرات ‪ ،)177-152‬واحلق يف الضامانت املسطرية (فقرات ‪.)220-178‬‬
‫اإىل جانب هذه احلقوق واحلرايت ذات الطبيعة العامة‪ ،‬تناول التقرير احلكويم بعض احلقوق املمتزية‬
‫واللصيقة بشخص العامل املهاجر أو أفراد أرسته كعدم جواز حرمانه من اإذن االإقامة أو ترصحي العمل أو طرده‬
‫جملرد عدم وفائه ابلزتام انشئ عن عقد معل (فقرات ‪ ،)225-221‬وعدم مصادرة أو اإعدام واثئق الهوية‪ ،‬وعدم‬
‫التعرض للطرد امجلاعي‪ ،‬واحلق يف اللجوء اإىل امحلاية واملساعدة من السلطات القنصلية أو ادليبلوماس ية دلوةل‬
‫املنشأ أو لدلوةل اليت متثل مصاحل تكل ادلوةل (فقرات ‪ ،)236-226‬واملعامةل ابملثل مع رعااي دوةل العمل من‬
‫حيث الجر والضامن الاجامتعي والعناية الطبية (فقرات ‪ ،)263-237‬وحق لك طفل من أطفال العامل املهاجر‬
‫يف احلصول عىل امس ويف تسجيل والدته‪ ،‬ويف احلصول عىل جنس ية‪ ،‬واحلق يف احلصول عىل التعلمي عىل‬
‫أساس املساواة يف املعامةل مع رعااي ادلوةل املعنية‪ ،‬واحرتام الهوية الثقافية (فقرات ‪ ،)301-264‬واحلق يف حتويل‬
‫ادلخول واملدخرات‪ ،‬واحلق يف تلقي املعلومات الاكفية عن احلقوق اليت تضمهنا االتفاقية (فقرات ‪،)305-302‬‬
‫اإىل غري ذكل من احلقوق اليت ال يتسع اجملال لرسدها لكها واليت عاجلها القسامن الرابع واخلامس من املعاهدة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التعليقات الختامية للجان المعاهدات‬


‫جرت العادة عند مناقشة التقارير احلكومية للمغرب أن يرحب خرباء اللجان املنشأة مبقتىض االتفاقيات‬
‫ادلولية حلقوق االإنسان بوفاء ادلوةل الطرف بتعهداهتا عرب بلوة تقارير تضمهنا معلومات ومعطيات حول تنفيذها‬
‫لحاكم هذه الصكوك ادلولية‪ ،‬وإان جاءت يف بعض الحيان متأخرة عن موعدها احملدد سلفا‪ .‬كام تشكر اللجان‬
‫الوفد املغريب املشلك غالبا من وفد رفيع املس توى ومتعدد القطاعات عىل الردود الكتابية وعىل احلوار‬
‫املفتوح والرصحي والبناء اذلي ساد اجللسات‪ ،‬وإان اكنت هناك ردود عديدة انقصة وغري دقيقة أو غري واحضة‬
‫مبا يكفي‪ .‬يف مجيع الحوال‪ ،‬اإن مناقشة التقرير احلكويم فرصة ساحنة للوقوف عن كثب عىل حقيقة وضعية‬
‫حقوق االإنسان ابملغرب وتبادل الرأي حول مجةل من املفاهمي والتصورات بشأهنا‪ .‬كام أسلفنا سابقا‪ ،‬جزء كبري‬
‫من التقارير ادلورية مت وضعه قبل دس تور ‪ ،2011‬وابلتايل ال تأخذ بعني الاعتبار التقدم اليت عرفته قضية‬

‫‪51‬‬
‫حقوق االإنسان ابملغرب سواء من خالل الوثيقة ادلس تورية أو النصوص الترشيعية الخرى أو من خالل‬
‫املامرسة‪ .‬وغين عن البيان أن خرباء جلان حقوق االإنسان أدلوا مبجموعة كبرية من املالحظات وسطروا حزمة‬
‫من التوصيات لضامن المتتع احلقيقي والفعال ابحلقوق واحلرايت املكفوةل مبقتىض االتفاقيات ادلولية‪ .‬وبناء عليه‪،‬‬
‫ونظرا لن اجملال ال يسمح بذكر وجرد لك املالحظات لكرثهتا وتنوعها‪ ،‬فاإننا س نقترص يف عرضنا لها عىل تكل‬
‫اليت لها عالقة مباشة بقضية كونية أو خصوصية حقوق االإنسان‪ ،‬مبتدئني ابجلوانب االإجيابية (الفرع الول) قبل‬
‫اس تعراض دواعي القلق مشفوعة ابالقرتاحات والتوصيات (الفرع الثاين)‪ .‬وال يفوتنا هبذه املناس بة التذكري‬
‫ابنفتاح املغرب عىل االإجراءات اخلاصة جمللس حقوق االإنسان اليت تتناول قضااي مواضيعية يف مجيع أحناء العامل‬
‫وتعاونه الوثيق مع خمتلف املقررين اخلاصني واخلرباء املس تقلني والفرق العاملني‪ ،‬حيث مت تسجيل مجموعة من‬
‫الزايرات امليدانية فضال عن بلورة العديد من التقارير اليت هتم وضعية حقوق االإنسان ابملغرب(‪.)72‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الجوانب اإليجابية‬


‫ينظر خرباء جلان معاهدات حقوق االإنسان ابإجيابية اإىل التطورات اليت جسلها املغرب وإاىل الضامانت‬
‫اليت يقدهما الوفد احلكويم بشأن ا إالرادة الس ياس ية لدلوةل الإجراء االإصالحات الرضورية والالزمة للتغلب عىل‬
‫حتدايت حقوق االإنسان وتعزيز تعاونه الوثيق مع هيئات المم املتحدة اخملتصة‪ .‬وأعربت هذه اللجان غري ما مرة‬
‫عن ارتياهحا اللزتام املغرب مبواصةل ورش االإصالحات بغية اإعامل احلقوق املنصوص علهيا يف خمتلف االتفاقيات‬
‫ادلولية اإعامال اتما ولعزمه الكيد والراخس عىل الانضامم اإىل ابيق الوفاق ادلولية غري املصادق علهيا‪ .‬وعرب قراءة‬

‫(‪ )72‬نورد هذه التقارير حسب تسلسلها التارخيي‪ :‬المم املتحدة‪ ،‬اجمللس الاقتصادي والاجامتعي‪ ،‬جلنة حقوق االإنسان‪ ،‬ادلورة السابعة‬
‫وامخلسون‪ ،‬حقوق الطفل‪ ،‬تقرير املقررة اخلاصة املعنية مبسأةل بيع الطفال واس تغالهلم يف البغاء ويف املواد االإابحية‪،‬‬
‫(‪ 7 ،)E/CN.4/2001/78/Add.1‬نومفرب ‪2000‬؛ المم املتحدة‪ ،‬اجمللس الاقتصادي والاجامتعي‪ ،‬جلنة حقوق االإنسان‪ ،‬ادلورة الس تون‪،‬‬
‫فئات حمددة من امجلاعات والفراد‪ :‬العامل املهاجرون‪ ،‬تقرير املقررة اخلاصة املعنية حبقوق االإنسان املهاجرين‪،‬‬
‫(‪ 15 ،)E/CN.4/2004/76/Add.3‬يناير ‪2004‬؛ المم املتحدة‪ ،‬امجلعية العامة‪ ،‬جملس حقوق االإنسان‪ ،‬ادلورة الرابعة‪ ،‬تقرير املقرر اخلاص‬
‫املعين ابحلق يف التعلمي‪ 7 ،)A/HRC/4/29/Add.2( ،‬فرباير ‪2007‬؛ المم املتحدة‪ ،‬امجلعية العامة‪ ،‬جملس حقوق االإنسان‪ ،‬ادلورة الثامنة‪،‬‬
‫تقرير املقرر اخلاص املعين ابحلق يف التعلمي‪ 6 ،)A/HRC/8/10/Add.2( ،‬ماي ‪2008‬؛ المم املتحدة‪ ،‬امجلعية العامة‪ ،‬جملس حقوق االإنسان‪،‬‬
‫ادلورة الثالثة عرشة‪ ،‬تقرير الفريق العامل املعين حباالت الاختفاء القرسي أو غري الطوعي‪ 9 ،)A/HRC/13/31/Add.1( ،‬فرباير ‪2010‬؛‬
‫المم املتحدة‪ ،‬امجلعية العامة‪ ،‬جملس حقوق االإنسان‪ ،‬ادلورة العرشون‪ ،‬تقرير اخلبرية املس تقةل يف جمال احلقوق الثقافية‪،‬‬
‫(‪ 2 ،)A/HRC/20/26/Add.2‬ماي ‪2012‬؛ المم املتحدة‪ ،‬امجلعية العامة‪ ،‬جملس حقوق االإنسان‪ ،‬ادلورة العرشون‪ ،‬تقرير الفريق العامل‬
‫املعين مبسأةل ال متيزي ضد املرأة يف القانون واملامرسة‪ 19 ،)A/HRC/20/28/Add.1( ،‬يونيو ‪2012‬؛ المم املتحدة‪ ،‬امجلعية العامة‪ ،‬جملس‬
‫حقوق االإنسان‪ ،‬ادلورة الثانية والعرشون‪ ،‬تقرير املقرر اخلاص املعين مبسأةل التعذيب وغريه من رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو‬
‫الالاإنسانية أو املهينة‪ 30 ،)A/HRC/22/53/Add.2( ،‬أبريل ‪2013‬؛ المم املتحدة‪ ،‬امجلعية العامة‪ ،‬جملس حقوق االإنسان‪ ،‬ادلورة السادسة‬
‫والعرشون‪ ،‬تقرير املقررة اخلاصة املعنية ابالجتار ابلشخاص‪ ،‬ال س امي النساء والطفال‪ 1 ،)A/HRC/26/37/Add.3( ،‬أبريل ‪2014‬؛ المم‬
‫املتحدة‪ ،‬امجلعية العامة‪ ،‬جملس حقوق االإنسان‪ ،‬ادلورة السابعة والعرشون‪ ،‬تقرير الفريق العامل املعين ابالحتجاز التعسفي‪،‬‬
‫(‪ 4 ،)A/HRC/27/48/Add.5‬أغسطس ‪2014‬؛‬
‫‪United Nations, General Assembly, Human Rights Council, Twenty-second session, Report of the Working‬‬
‫‪Groupon Enforced or Involuntary Disappearances, (A/HRC/22/45/Add.3), 1er mars 2013.‬‬

‫‪52‬‬
‫تركيبية خملتلف التقديرات االإجيابية الواردة يف املالحظات اخلتامية(‪ ،)73‬ونظرا لتقاطع كثري من االتفاقيات ادلولية‬
‫خبصوصها‪ ،‬جنملها ونوجزها يف ما ييل‪ :‬التصديق عىل معاهدات حقوق االإنسان (الفقرة الوىل)‪ ،‬االإصالحات‬
‫الترشيعية (الفقرة الثانية)‪ ،‬االإصالحات املؤسساتية (الفقرة الثالثة)‪ ،‬التدابري الس ياساتية (الفقرة الرابعة)‪ ،‬وقضااي‬
‫متنوعة (الفقرة اخلامسة)‪.‬‬
‫أ‬
‫الفقرة الولى‪ :‬التصديق على معاهدات حقوق ا إلنسان‬
‫يويل خرباء جلان معاهدات حقوق االإنسان أمهية كربى الخنراط املغرب يف املعايري ادلولية ذات الصةل‬
‫ويقيسون درجة تقدم وضعية حقوق االإنسان بعدد الصكوك ادلولية املصادق علهيا‪ .‬ويف هذا االإطار‪ ،‬أشادت‬
‫خمتلف اللجان مواصةل اململكة تصديقها التدرجيي عىل مجةل من املعاهدات‪ ،‬والحظت ابرتياح كبري متسكها‬
‫القوي مببدأ كونية حقوق االإنسان‪ .‬ومن المثةل عىل االتفاقيات املصادق علهيا حديثا‪ ،‬نذكر‪:‬‬
‫االتفاقية ادلولية محلاية مجيع الشخاص من الاختفاء القرسي‪ ،‬يف عام ‪2013‬؛‬ ‫‪-‬‬
‫بروتوكول منع ومقع ومعاقبة الاجتار يف البرش‪ ،‬وخباصة النساء والطفال‪ ،‬املمكل التفاقية المم‬ ‫‪-‬‬
‫املتحدة ملاكحفة اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‪ ،‬يف عام ‪2011‬؛‬
‫اتفاقية حقوق الشخاص ذوي االإعاقة وبروتوكولها الاختياري‪ ،‬يف عام ‪2009‬؛‬ ‫‪-‬‬
‫اتفاقية جملس أورواب بشأن حامية الطفال من الاس تغالل اجلنيس والاعتداء اجلنيس (اتفاقية‬ ‫‪-‬‬

‫(‪ )73‬يتعلق المر ابلتقارير التالية‪ :‬االتفاقية ادلولية للقضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي العنرصي‪ ،‬جلنة القضاء عىل المتيزي العنرصي‪ ،‬ادلورة‬
‫السابعة والس بعون‪ 27-2 ،‬أغسطس ‪ ،2010‬املالحظات اخلتامية للجنة القضاء عىل ال متيزي العنرصي‪ ،‬املغرب‪CERD/C/MAR/CO/17-( ،‬‬
‫‪ 13 ،)18‬سبمترب ‪2010‬؛ العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية‪ ،‬اللجنة املعنية حبقوق االإنسان‪ ،‬ادلورة الثانية والامثنون‪،‬‬
‫املالحظات اخلتامية للجنة املعنية حبقوق االإنسان‪ ،‬املغرب‪ ،)CCPR/CO/28/MAR( ،‬فاحت ديسمرب ‪2004‬؛ اجمللس الاقتصادي‬
‫والاجامتعي‪ ،‬العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية‪ ،‬اللجنة املعنية ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية‪،‬‬
‫ادلورة السادسة والثالثون‪ 19-1 ،‬مايو ‪ ،2006‬املالحظات اخلتامية للجنة املعنية ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية‪ ،‬املغرب‪،‬‬
‫(‪ 4 ،)E/C.12/MAR/CO/3‬سبمترب ‪2006‬؛ اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة‪ ،‬اللجنة املعنية ابلقضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي‬
‫ضد املرأة‪ ،‬ادلورة الربعون‪ 14 ،‬يناير – ‪ 1‬فرباير ‪ ،2008‬التعليقات اخلتامية للجنة املعنية ابلقضاء عىل مجيع أشاكل ال متيزي ضد املرأة‪،‬‬
‫املغرب‪ 4 ،)CEDAW/C/MAR/CO/4( ،‬أبريل ‪2008‬؛ اتفاقية مناهضة التعذيب وغريه من رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية‬
‫أو املهينة‪ ،‬جلنة مناهضة التعذيب‪ ،‬ادلورة السابعة والربعون‪ 31 ،‬أكتوبر – ‪ 25‬نومفرب ‪ ،2011‬املالحظات اخلتامية للجنة مناهضة‬
‫التعذيب‪ ،‬املغرب‪ 21 ،)CAT/C/MAR/CO/4( ،‬ديسمرب ‪2011‬؛ اتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬جلنة حقوق الطفل‪ ،‬املالحظات اخلتامية بشأن‬
‫التقرير اجلامع للتقريرين ادلوريني الثالث والرابع‪ ،‬املغرب‪ 14 ،)CRC/C/MAR/CO/3-4( ،‬أكتوبر ‪2014‬؛ االتفاقية ادلولية محلاية حقوق مجيع‬
‫العامل املهاجرين وأفراد أرسمه‪ ،‬اللجنة املعنية حبامية حقوق مجيع العامل املهاجرين وأفراد أرسمه‪ ،‬املالحظات اخلتامية بشأن التقرير الويل‪،‬‬
‫املغرب‪ 8 ،)CMW/C/MAR/CO/1( ،‬أكتوبر ‪2013‬؛ اتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬جلنة حقوق الطفل‪ ،‬املالحظات اخلتامية املتعلقة ابلتقرير‬
‫املقدم من املغرب مبوجب الفقرة ‪ 1‬من املادة ‪ 8‬من الربوتوكول الاختياري التفاقية حقوق الطفل بشأن اشرتاك الطفال يف املنازعات‬
‫املسلحة‪ 13 ،)CRC/C/OPAC/MAR/CO/1( ،‬نومفرب ‪2014‬؛‬
‫‪Convention relative aux droits de l’enfant, Comité des droits de l’enfant, quarante et unième session, Examen‬‬
‫‪des rapports présentés par les Etats parties conformément au paragraphe 1 de l’article 12 du protocole facultatif‬‬
‫‪à la Convention relative aux droits de l’enfant, concernant la vente d’enfants, la prostitution des enfants et la‬‬
‫‪pornographie mettant en scène des enfants, observations finales, Maroc (CRC/C/OPSC/MAR/CO/1), 17 mars‬‬
‫‪2006.‬‬

‫‪53‬‬
‫النزارويت)‪ ،‬يف عام ‪2013‬؛‬
‫‪ -‬االتفاقية الوروبية املتعلقة مبامرسة حقوق الطفل‪ ،‬يف عام ‪2013‬؛‬
‫‪ -‬اتفاقية جملس أورواب املتعلقة ابالتصال ابلطفال‪ ،‬يف عام ‪2013‬؛‬
‫‪ -‬بروتوكول ماكحفة هتريب املهاجرين عن طريق الرب والبحر واجلو املمكل التفاقية المم املتحدة ملاكحفة‬
‫اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‪ ،‬يف أبريل ‪.2011‬‬
‫وارتباطا ابملامرسة االتفاقية للمغرب يف جمال حقوق االإنسان‪ ،‬مثنت جلان املعاهدات حسب ادلوةل‬
‫الطرف لبعض التحفظات اليت أبدهتا خالل مصادقهتا عىل بعض االتفاقيات‪ ،‬وال س امي التحفظ عىل املادة‬
‫‪ 14‬من االتفاقية ادلولية للقضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي العنرصي‪ ،‬واملادة ‪ 14‬من اتفاقية حقوق الطفل‪،‬‬
‫فضال عن التحفظات املتعلقة ابتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة‪ .‬ويف نفس الس ياق‪ ،‬مت‬
‫الرتحيب ابعرتاف املغرب ابختصاص اللجنة يف تلقي البالغات الفردية ودراس هتا مبوجب املادة ‪ 22‬من‬
‫اتفاقية مناهضة التعذيب‪ ،‬وابملعلومات املقدمة من ادلوةل الطرف اليت ذكرت االإعالن اذلي أصدره املغرب‬
‫مبوجب املادة ‪ 14‬من االتفاقية ادلولية للقضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي العنرصي واذلي يتيح من الن‬
‫فصاعدا لي خشص أو مجموعة أشخاص يف املغرب الاعتداد بأحاكم االتفاقية لتقدمي شكوى اإىل اللجنة اإذا‬
‫رأوا أهنم تعرضوا للمتيزي العنرصي‪.‬‬
‫وغين عن البيان أن خرباء جلان حقوق االإنسان يرون يف تصديق املغرب عىل االتفاقيات ادلولية‬
‫ذات الصةل مدخال أساس يا لالعرتاف مببدأ كونية حقوق االإنسان‪ ،‬وهو ما دفعهم اإىل النظر بعني الرضا اإىل‬
‫التعديل اجلوهري اذلي مس ادلس تور املغريب عندما كرس مبدأ مسو القانون ادلويل عىل الترشيع ادلاخيل‪،‬‬
‫ونص عىل رضورة مالءمة هذا الخري مع بنود املعاهدات ادلولية‪ .‬وقد س بق للجنة املعنية حبقوق االإنسان‬
‫أن رحبت ابلقرار الصادر عن احملمكة العليا يف املغرب بتارخي ‪ 26‬سبمترب ‪ 2000‬واذلي ينص عىل أن أحاكم‬
‫املادة ‪ 11‬من العهد اليت حتظر االإكراه البدين عىل عدم احرتام الزتام تعاقدي تعلو عىل القانون واملامرسة‬
‫الوطنيني‪ .‬وتالحظ اللجنة ابهامتم مضمون الرساةل الصادرة يف ‪ 7‬أبريل ‪ 2003‬واليت يطلب فهيا وزير‬
‫العدل‪ ،‬ابالإشارة اإىل القرار الصادر عن احملمكة العليا املذكور أعاله‪ ،‬اإىل الوالكء العامني دلى حمامك‬
‫الاس تئناف واحملامك الابتدائية أن يطبقوا أحاكم املادة ‪ 11‬من العهد وأن حييلوا اإىل احملامك مجيع قضااي‬
‫الشخاص اذلين يقضون عقوبة من هذا القبيل‪ .‬وأخريا‪ ،‬متت االإشادة بتنفيذ برانمج وتدابري تعاون املغرب‬
‫مع الهيئات ادلولية املتخصصة‪ ،‬ال س امي مفوضية المم املتحدة السامية لشؤون الالجئني واملنظمة ادلولية‬
‫للهجرة‪ ،‬مثل اإبرام مذكرة التفامه املتعلقة ابلتعاون يف جمال العودة الطوعية للمهاجرين غري الرشعيني‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬ا إلصالحات التشريعية‬
‫انسجاما مع الزتاماته ادلولية يف موضوع حقوق االإنسان‪ ،‬توىل املغرب اإدخال االإصالحات الرضورية‬
‫ملالءمة ترسانته القانونية مع أحاكم االتفاقيات ادلولية وهو ما مسح ابعامتد عدة قوانني تريم اإىل الوفاء ابحرتام‬
‫‪54‬‬
‫احلقوق واحلرايت‪ .‬وقد مست هذه التعديالت واملراجعات لك القضااي احلساسة كحقوق املرأة والطفل والعامل‬
‫املهاجرين ومنع المتيزي العنرصي وماكحفة التعذيب‪ .‬ويف ما ييل مناذج حية ل إالصالحات الترشيعية الكربى‪:‬‬
‫‪ -‬اعامتد دس تور جديد يف يوليو ‪ ،2011‬يقدم املعاهدات ادلولية املصادق علهيا عىل القانون الوطين‬
‫احمليل وينص عىل مواءمة الترشيعات الوطنية‪ ،‬كام يتضمن بنودا جديدة تتعلق حبظر التعذيب وابلضامانت‬
‫الساس ية اخملوةل للشخاص املعتقلني أو احملتجزين أو املالحقني أو املدانني؛‬
‫‪ -‬مدونة الشغل اليت حتظر موادها ‪ 9‬و‪ 36‬و‪ 478‬لك متيزي عنرصي يف التوظيف واملهن وحتمي منه؛‬
‫‪ -‬القانون املتعلق بتنظمي وتس يري املؤسسات السجنية اذلي تنص املادة ‪ 51‬منه عىل عدم جواز اإجراء‬
‫أي متيزي يف املعامةل بني املعتقلني بسبب العرق أو اللون أو اجلنس ية أو اللغة أو الصل؛‬
‫‪ -‬القانون رق ‪ 62.06‬الصادر يف عام ‪ 2007‬اذلي يعدل قانون اجلنس ية الصادر يف عام ‪ 1958‬ويسمح‬
‫من الن فصاعدا للمرأة املغربية بنقل جنسيهتا اإىل أوالدها ابملساواة مع الرجل اذلي حيمل اجلنس ية املغربية؛‬
‫‪-‬القانون املتعلق حبق تأسيس امجلعيات‪ ،‬بصيغته املعدةل يف عام ‪ ،2002‬اذلي حيظر اإنشاء مجعيات عىل‬
‫أسس عرقية وينص عىل حل أي مجعية تشجع أي شلك من أشاكل المتيزي العنرصي؛‬
‫‪-‬قانون الحزاب الس ياس ية رق ‪ 36.04‬الصادر يف عام ‪ 2006‬اذلي حتظر املادة ‪ 4‬منه تشكيل أي‬
‫حزب س يايس عىل أساس متيزيي‪ ،‬وال س امي عىل أساس ديين أو لغوي أو اإثين أو إاقلميي أو‪ ،‬بصفة عامة‪ ،‬عىل‬
‫أي أسايس متيزيي أو مناف حلقوق االإنسان؛‬
‫‪-‬قانون الصحافة الصادر يف عام ‪ ،2003‬اذلي تعاقب املادة ‪ 39‬مكرر منه أي حتريض عىل المتيزي‬
‫العنرصي أو عىل الكراهية أو العنف العنرصيني؛‬
‫‪-‬الفصل ‪ 721‬من قانون املسطرة اجلنائية اذلي ينص عىل عدم قبول تسلمي خشص اإذا اكن طلب‬
‫التسلمي قد قدم من أجل اعتبارات عنرصية؛‬
‫‪-‬القانون رق ‪ 09.09‬الصادر يف عام ‪ 2010‬املتعلق مباكحفة أعامل العنف يف التظاهرات الرايضية؛‬
‫‪-‬اعامتد‪ ،‬يف عام ‪ ،2004‬مدونة الرسة اليت تريم اإىل تعزيز مبدأ املساواة بني الرجل واملرأة وإاىل حتديد‬
‫احلقوق والواجبات داخل الرسة عىل حنو منصف‪ ،‬مما يتيح منع حدوث متيزي مزدوج أو متعدد وامحلاية منه؛‬
‫‪-‬تعديل النظام القضايئ لتكييف وتغيري القوانني واملامرسات يف البدل لتتسق مع التعهدات ادلولية؛‬
‫‪-‬القانون رق ‪ 14.05‬الصادر يف عام ‪ 2006‬واملتعلق برشوط فتح مؤسسات الرعاية الاجامتعية وتدبريها‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬ا إلصالحات المؤسساتية‬
‫رصدت جلان املعاهدات مجموعة من االإجيابيات متثلت عىل اخلصوص يف االإصالحات املؤسساتية‬
‫املهمة يف جمال حقوق االإنسان‪ ،‬ويه مكتس بات حتققت يف الواقع وتس تحق التنويه والتمثني لهنا تسامه يف‬
‫صون والهنوض حبقوق االإنسان‪ ،‬س ياس يا واجامتعيا واقتصاداي وثقافيا‪ .‬وقد أابنت املامرسة العملية عن ادلور‬
‫احلامس اذلي لعبته بعض الهيئات حيث أظهرت جدارهتا وجناعهتا‪ ،‬نذكر من ذكل‪:‬‬
‫‪ -‬اإنشاء اجمللس الوطين حلقوق االإنسان يف فاحت مارس ‪ ،2011‬اذلي خلف اجمللس الاستشاري حلقوق‬
‫االإنسان‪ ،‬ابعتباره املؤسسة الوطنية حلقوق االإنسان وفقا للمبادئ املتعلقة مبركز املؤسسات الوطنية لتعزيز‬
‫وحامية حقوق االإنسان (مبادئ ابريس)‪ ،‬ويمتتع بصالحيات موسعة‪ ،‬فضال عن خلق أهجزة إاقلميية محلاية حقوق‬
‫االإنسان؛‬
‫‪-‬تشكيل أآلية للعداةل الانتقالية ويه هيئة االإنصاف واملصاحلة املولك لها هممة اس تجالء احلقيقة‬
‫فامي يتعلق ابنهتأاكت حقوق االإنسان اليت حدثت بني ‪ 1956‬و‪ 1999‬وابإاتحة الفرصة لتحقيق مصاحلة وطنية؛‬
‫‪ -‬اإنشاء الوزارة امللكفة ابجلالية املغربية القاطنة ابخلارج‪ ،‬وجملس اجلالية املغربية ابخلارج‪ ،‬ومؤسسة‬
‫احلسن الثاين للمغاربة املقميني ابخلارج؛‬
‫‪-‬اإحداث مؤسسة الوس يط واملعهد املليك للثقافة المازيغية‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬التدابير السياساتية‬
‫حتت هذا العنوان أدرجت تقارير جلان معاهدات حقوق االإنسان اجملاالت التالية‪:‬‬
‫‪-‬اخلطة احلكومية للمساواة يف أفق املناصفة "اإكرام" ‪2016-2012‬؛‬
‫‪-‬الربانمج الاس تعجايل الإصالح التعلمي ‪2012-2009‬؛‬
‫‪-‬خطة العمل الوطنية للطفوةل ‪2015-2006‬؛‬
‫‪-‬املبادرة الوطنية للتمنية البرشية اليت أطلقت يف عام ‪ ،2005‬والعنرص اخلاص الوارد فهيا عن حامية‬
‫حقوق الطفل وتعزيزها؛‬
‫‪-‬خطة العمل من أجل ادلميقراطية وحقوق االإنسان اليت شع يف تطبيقها يف عام ‪2009‬؛‬
‫‪-‬مبادرة املكل من أجل حاكمة جديدة يف جمال اإدارة مسائل الهجرة‪ ،‬تقوم عىل اتباع هنج اإنساين وعىل‬
‫الالزتامات ادلولية للمغرب وعىل شأاكت متعددة‪.‬‬
‫الفقرة الخامسة‪ :‬قضايا متنوعة‬
‫عالوة عىل مجمل التعديالت اليت ابشها املغرب كطرف يف العديد من اتفاقيات حقوق االإنسان‪،‬‬
‫واملكتس بات اليت مت ترصيدها يف جمال حامية والهنوض ابحلقوق واحلرايت الساس ية لاكفة فئات وشاحئ اجملمتع‪،‬‬
‫‪56‬‬
‫اس توقفت خرباء جلان حقوق االإنسان نقاط اإجيابية يف املامرسة املغربية‪ ،‬نذكر مهنا‪:‬‬
‫‪ -‬وقف تنفيذ عقوبة االإعدام حبمك الواقع؛‬
‫‪ -‬اإعطاء التالميذ دروسا يف جمال حقوق االإنسان يف اكفة املس توايت ادلراس ية‪ ،‬وتنظمي أنشطة خمتلفة‬
‫يف جمال التدريب والتوعية حبقوق االإنسان موهجة بصفة خاصة للقضاة وملوظفي السجون؛‬
‫‪ -‬وجود ش بكة متطورة من املنظامت غري احلكومية لدلفاع عن حقوق االإنسان وتعزيزها؛‬
‫‪ -‬بلورة حتقيق وطين بشأن االإعاقة لعام ‪ 2004‬اذلي أجرته ادلوةل بدمع من الاحتاد الورويب‪ ،‬والربانمج‬
‫الوطين الإعادة التأهيل ‪ 2008-2006‬لفائدة الشخاص املعاقني‪ ،‬اذلي أعد مبساعدة برانمج المم املتحدة االإمنايئ؛‬
‫‪ -‬املوافقة عىل الزتامات ابريس محلاية الطفال اجملندين أو املس تخدمني بصورة غري مرشوعة من جانب‬
‫قوات أو جامعات مسلحة‪ ،‬وكذكل القواعد واملبادئ التوجهيية بشأن الطفال املرتبطني ابلقوات املسلحة أو‬
‫امجلاعات املسلحة؛‬
‫‪ -‬إازاةل اللغام من الصحراء؛‬
‫‪ -‬دمع والية املمثةل اخلاصة للمني العام املعنية ابلطفال والزناع املسلح‪.‬‬
‫اإن خمتلف التعديالت االإجيابية اليت مت حتقيقها‪ ،‬عىل أمهيهتا‪ ،‬مل حتل دون توجيه انتقادات لبعض أوجه‬
‫القصور واخللل يف منظومة حقوق االإنسان ابملغرب‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دواعي القلق الرئيسية واالقتراحات والتوصيات‬


‫يف مقابل لك هذه النتاجئ االإجيابية‪ ،‬مثة مجموعة من الثغرات والنقائص عىل مس توى النصوص القانونية‬
‫وكذا املامرسة العملية واليت حتتاج اإىل تدخل رسيع وفعال من أجل معاجلهتا بأقىص رسعة وفعالية للحيلوةل دون‬
‫اس تفحال الوضعيات الشاذة‪ .‬وقد دونت جلان املعاهدات خمتلف الشواغل مشفوعة مبجموعة من التوصيات‬
‫واملقرتحات‪ ،‬داعية املغرب اإىل الرتكزي عىل تكل اجملالات يف أنشطة التنفيذ اليت يضطلع هبا‪ ،‬وأن يبلغ يف تقاريره‬
‫ادلورية املقبةل عن االإجراءات املتخذة والنتاجئ احملققة‪ .‬وجتدر االإشارة اإىل أن قامئة الاقرتاحات والتوصيات‬
‫طويةل جدا‪ ،‬ونظرا لوجود تقاطع كبري بني خمتلف االتفاقيات ادلولية اخلاصة حبقوق االإنسان‪ ،‬فاإن بعض‬
‫التوصيات تكررت أكرث من مرة يف املالحظات اخلتامية للجان املعاهدات‪ ،‬ذلكل ارتأينا الرتكزي قدر االإماكن‬
‫عىل بعض املقرتحات املشرتكة بني االتفاقيات ادلولية اليت يعد املغرب طرفا فهيا (الفقرة الوىل)‪ ،‬قبل التطرق‬
‫اإىل تكل اليت تمتزي بنوع من اخلصوصية (الفقرة الثانية) أخذين يف احلس بان دامئا مشلك العالقة بني الكونية‬
‫واخلصوصية يف موضوع حقوق االإنسان‪.‬‬
‫أ‬
‫الفقرة الولى‪ :‬القضايا المشتركة بين التفاقيات الدولية‬
‫أسفرت مناقشة التقارير ادلورية للمغرب أمام خرباء جلان املعاهدات عىل بلورة مجةل من املالحظات‬
‫‪57‬‬
‫السلبية اليت متزي املنظومة القانونية الوطنية يف موضوع حامية حقوق االإنسان وتسجيل بعض القصور والنقائص‬
‫هنا وهناك‪ .‬وتلقى املغرب يف بعض الحيان س يال من الانتقادات املوهجة لس ياس ته يف تدبري ملف حقوق‬
‫االإنسان‪ .‬وترتب عن هذه املعاينة صدور حزمة من الاقرتاحات قصد جتاوز مواطن اخللل والرفع من جودة‬
‫أآليات حامية احلقوق واحلرايت‪ .‬ودون أن ندعي االإحاطة بلك املالحظات والتوصيات لكرثهتا وتنوعها‪ ،‬نقترص‬
‫يف معلنا هذا عىل تقدمي مناذج مهنا عىل الشلك التايل‪ :‬اس تكامل اخنراط اململكة يف املنظومة ادلولية حلقوق‬
‫االإنسان (أوال)؛ عدم تطابق بعض القوانني الوطنية مع املعاهدات ادلولية (اثنيا)؛ س بل الانتصاف الفعاةل‬
‫وأهجزة الرصد واملراقبة (اثلثا)؛ وعدم المتيزي (رابعا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬استكمال انخراط المملكة في المنظومة الدولية لحقوق اإلنسان‬
‫من منطلق مبدأ عدم قابلية مجيع حقوق االإنسان للتجزيء‪ ،‬أوصت جلان معاهدات حقوق االإنسان‬
‫املغرب مبتابعة الانضامم اإىل الصكوك ادلولية اليت ليس طرفا فهيا ملواصةل الارتقاء مبس توى اإعامل حقوق االإنسان‪.‬‬
‫ففي جمال احلق النقايب‪ ،‬طلبت جلنة احلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية من احلكومة املغربية إازاةل العقبات‬
‫االإدارية اليت تعرتض ممارسة هذا احلق ال س امي ابلتسلمي الفوري لوصل اإيداع ملف الإنشاء نقابة والترسيع بعملية‬
‫التصديق عىل اتفاقية منظمة العمل ادلولية رق ‪ 87‬لعام ‪ 1948‬بشأن احلرية النقابية وحامية حق التنظمي النقايب‬
‫(فقرة ‪ .)45‬ويف نفس الس ياق‪ ،‬أوصت نفس اللجنة املغرب مبضاعفة اجلهود حىت توزع التغطية اليت يقدهما‬
‫نظام الضامن الاجامتعي توزيعا عادال بني املناطق احلرضية والقروية وبني القالمي‪ ،‬ال س امي ابلنس بة الس تحقاقات‬
‫البطاةل واملرض والوالدة والتعويضات العائلية‪ ،‬مع النظر يف التصديق عىل اتفاقية منظمة العمل ادلولية رق ‪102‬‬
‫لعام ‪ 1952‬بشأن املعايري ادلنيا للضامن الاجامتعي واالتفاقية رق ‪ 118‬لعام ‪ 1962‬بشأن املساواة يف معامةل‬
‫املواطنني وغري املواطنني من حيث الضامن الاجامتعي (فقرة ‪ .)46‬أما اللجنة املعنية حبقوق مجيع العامل املهاجرين‬
‫وأفراد أرسمه‪ ،‬فقد حثت احلكومة عىل التصديق عىل االتفاقية رق ‪ 143‬لس نة ‪ 1975‬بشأن العامل املهاجرين‬
‫(أحاكم تمكيلية) واالتفاقية رق ‪ 189‬لعام ‪ 2011‬خبصوص العمل الالئق للعامل املزنليني (فقرة ‪ .)13‬من هجة‬
‫أخرى‪ ،‬اإذا اكنت جلنة حقوق الطفل قد رحبت بسحب املغرب للتحفظ عىل الفقرة الوىل من املادة ‪ 14‬كام‬
‫س بقت االإشارة اإىل ذكل‪ ،‬فاإهنا تأسف لالس تعاضة عن هذا التحفظ ابإعالن تفسريي‪ ،‬المر اذلي ال يزال يؤثر‬
‫يف اإعامل احلقوق اليت تكفلها هذه املادة‪ .‬ومن مث تشجع اللجنة ادلوةل الطرف عىل حسب اإعالهنا التفسريي‬
‫متاش يا مع توصياهتا السابقة لعام ‪ ،2003‬ويف ضوء اإعالن وبرانمج معل فيينا لعام ‪( 1993‬فقراتن ‪ 8‬و‪ ،)9‬كام‬
‫تدعوها اإىل النظر يف التصديق عىل اتفاقية ختفيض حاالت انعدام اجلنس ية لعام ‪( 1961‬فقرة ‪.)31‬‬
‫أخريا‪ ،‬تويص جلنة القضاء عىل المتيزي العنرصي يف ضوء توصيهتا العامة رق ‪ )2009(33‬بشأن متابعة‬
‫مؤمتر اس تعراض نتاجئ ديرابن‪ ،‬بأن تقوم احلكومة املغربية ابإنفاذ اإعالن وبرانمج معل ديرابن الذلين اعمتدا يف‬
‫سبمترب ‪ 2001‬أثناء املؤمتر العاملي ملناهضة العنرصية والمتيزي العنرصي وكراهية الجانب وما يتصل بذكل من‬
‫تعصب‪ ،‬مع مراعاة الوثيقة اخلتامية ملؤمتر اس تعراض نتاجئ ديرابن اذلي عقد يف جنيف يف أبريل ‪ ،2009‬عندما‬

‫‪58‬‬
‫تكون بصدد اإدراج أحاكم االتفاقية يف نظاهما القانوين ادلاخيل‪ .‬وتطلب اللجنة أن تورد احلكومة يف تقريرها‬
‫ادلوري املقبل معلومات حمددة عن خطط العمل وغريها من التدابري املتخذة لتنفيذ اإعالن وبرانمج معل ديرابن‬
‫عىل الصعيد الوطين (فقرة ‪ .)22‬ابملوازاة مع هذا الطلب‪ ،‬تويص اللجنة ابلتصديق عىل التعديل اذلي أجري‬
‫عىل الفقرة ‪ 6‬من املادة ‪ 8‬من االتفاقية واذلي اعمتد يف ‪ 15‬يناير ‪ 1992‬أثناء ادلورة الرابعة عرشة لدلول الطراف‬
‫يف االتفاقية وأقرته امجلعية العامة يف قرارها ‪( )74(111/47‬فقرة ‪.)24‬‬
‫ثانيا‪ :‬عدم تطابق بعض القوانين الوطنية مع المعاهدات الدولية‬
‫يظهر جليا من املالحظات اليت يديل هبا خرباء جلان معاهدات حقوق االإنسان مدى السلطة الواسعة‬
‫اليت ميتلكها هؤالء حيث تؤهلهم لتقيمي ترشيعات ادلول يف ضوء مضامني معاهدات حقوق االإنسان‪ .‬من هذا‬
‫الباب‪ ،‬توصل هؤالء اخلرباء اإىل تقرير أن بعض القوانني الوطنية املغربية تناقض الترشيع ادلويل‪ ،‬من ذكل أن‬
‫جلنة القضاء عىل المتيزي العنرصي شعرت ابلقلق إازاء التعريف اذلي يعطى للمتيزي العنرصي فهو ال يتفق متاما مع‬
‫أحاكم املادة الوىل من االتفاقية‪ .‬وعليه‪ ،‬تويص اللجنة ادلوةل الطرف بتعديل ترشيعاهتا أو ابعامتد ترشيع يتناول‬
‫حتديدا حظر المتيزي العنرصي عىل حنو يامتىش متاما مع املادة الوىل من االتفاقية (فقرة ‪ .)9‬نفس املالحظة‬
‫تصدق عىل أحاكم القانون اجلنايئ حيث ال تشمل مجيع اجلرامئ الوارد ذكرها يف املادة ‪ 4‬من االتفاقية‪ .‬يف مقابل‬
‫هذا النقص‪ ،‬تويص اللجنة املغرب بأن يدرج يف قانونه اجلنايئ أحاكما تفعل املادة ‪ 4‬من االتفاقية تفعيال اكمال‪،‬‬
‫وخباصة جترمي نرش الفاكر العنرصية عىل وجه التحديد‪ ،‬وذكل يف اإطار االإصالح العام املقبل لنظام العداةل‬
‫مشرية يف هذا الشأن اإىل توصياهتا العامة رق ‪ )1972(1‬و‪ )1985(7‬و‪ )1993(15‬اليت أضفت مبوجهبا عىل‬
‫أحاكم املادة ‪ 4‬طابعا أمرا ووقائيا‪ ،‬فضال عن التأكيد عىل كون ادلافع العنرصي يشلك ظرفا مشددا للمتيزي‬
‫العنرصي (فقرة ‪.)10‬‬
‫بنفس الرأي قضت اللجنة املعنية حبقوق مجيع العامل املهاجرين وأفراد أرسمه‪ ،‬حيث الحظت ابرتياح‬
‫الزتام ادلوةل ابلعمل عىل مواءمة ترشيعها الوطين مع االتفاقية وعىل وضع س ياسة جامعة يف جمال الهجرة تشمل‬
‫ملمتيس اللجوء والالجئني‪ ،‬غري أهنا يساورها القلق لن القانون رق ‪ 02.03‬املؤرخ يف ‪ 11‬نومفرب ‪ 2003‬واملتعلق‬
‫بدخول وإاقامة الجانب ابململكة وابلهجرة غري املرشوعة يتضمن أحاكما ال تتفق مع الالزتامات ادلولية يف جمال‬
‫حقوق االإنسان‪ ،‬وخباصة مع أحاكم االتفاقية (فقرة ‪ .)9‬لتجاوز هذا اخللل‪ ،‬تويص اللجنة ابختاذ تدابري ملواءمة‬
‫القانون السالف اذلكر مع بنود االتفاقية‪ ،‬بغية توس يع نطاق حامية احلقوق املكرسة يف االتفاقية ليشمل مجيع‬
‫العامل املهاجرين وأفراد أرسمه‪ ،‬كام تدعو احلكومة بأن حترص عىل اسرتشاد الس ياسة العامة اليت جتري صياغهتا‬

‫(‪ )74‬تقرر الاس تعاضة عن الفقرة ‪ 6‬من املادة ‪ 8‬من االتفاقية ابلفقرة "يوفر المني العام للمم املتحدة ما يلزم من موظفني وتسهيالت‬
‫متكينا للجنة من أداء هماهما بفعالية مبوجب االتفاقية"‪ ،‬كام تقرر اإضافة فقرة جديدة بوصفها الفقرة ‪ 7‬من املادة ‪ 8‬تنص عىل أن "يتقاىض‬
‫أعضاء اللجنة املنشأة مبوجب هذه االتفاقية‪ ،‬مبوافقة امجلعية العامة‪ ،‬ماكفأهتم من موارد المم املتحدة وفقا للحاكم والرشوط اليت قد تقررها‬
‫امجلعية العامة"‪ 46 .‬طرفا وافق عىل التعديل‪ ،‬غري أنه مل يدخل بعد حزي النفاذ اذلي يس تلزم موافقة ثليث ادلول الطراف يف االتفاقية‪ .‬قبل‬
‫املغرب ابلتعديل بتارخي ‪ 14‬أكتوبر ‪.2013‬‬
‫‪59‬‬
‫فامي يتعلق ابلهجرة مبختلف الصكوك ادلولية حلقوق االإنسان‪ ،‬ال س امي االتفاقية (فقرة ‪.)10‬‬
‫وتوقف خرباء جلنة مناهضة التعذيب عند تعريف القانون اجلنايئ للتعذيب ليؤكدوا بأنه ابلرمغ من أن‬
‫اللجنة تالحظ أن مشاريع القوانني قيد االإعداد هتدف اإىل تعديل القانون اجلنايئ‪ ،‬فاإهنا تظل قلقة لعدم تطابق‬
‫تعريف التعذيب عىل النحو الوارد يف املادة ‪ 1-231‬من القانون اجلنايئ الساري متام املطابقة للامدة الوىل من‬
‫االتفاقية‪ ،‬خصوصا بسبب ضيق جمال تطبيق هذا التعريف‪ .‬والواقع أن املادة ‪ 1-231‬تقترص عىل الهداف‬
‫املنصوص علهيا يف املادة الوىل وال تشمل حاةل التواطؤ وال حاةل املوافقة الرصحية أو الضمنية من جانب أي‬
‫موظف من موظفي اإنفاذ القانون أو من جانب أي خشص أخر يترصف بصفة رمسية‪ .‬وعالوة عىل ذكل‪ ،‬تأسف‬
‫اللجنة لعدم وجود حمك يف القانون اجلنايئ ينص عىل عدم تقادم جرمية التعذيب‪ ،‬رمغ ما قدمته من توصيات‬
‫سابقة يف هذا الصدد‪ .‬اإذن‪ ،‬ينبغي عىل ادلوةل أن تتأكد من اإفضاء مشاريع القوانني املعروضة حاليا عىل الربملان‬
‫اإىل توس يع نطاق تطبيق تعريف التعذيب وفقا للامدة الوىل من اتفاقية مناهضة التعذيب‪ .‬وينبغي أن تتأكد‬
‫كذكل‪ ،‬طبقا اللزتاماهتا ادلولية‪ ،‬من خضوع لك من يرتكب أفعال تعذيب أو يتواطأ عىل ارتاكهبا أو حياول‬
‫اقرتافها أو يشارك فهيا للتحقيق واملالحقة واملعاقبة دون أن يتس ىن هل الاس تفادة من أي أجل تقادم (فقرة ‪.)5‬‬
‫واسرتعى انتباه جلنة مناهضة التعذيب مضمون القانون ‪ 03.03‬املتعلق مبحاربة االإرهاب فهو ال يتضمن تعريفا‬
‫دقيقا ل إالرهاب‪ ،‬مع أن مبدأ قانونية اجلرامئ يس تلزم هذا التعريف‪ ،‬وأنه يشمل جرامئ متجيد االإرهاب والتحريض‬
‫عليه‪ ،‬اليت ال يشرتط لتوجيه هتم هبا أن تقرتن خبطر ملموس مرتبط ابرتاكب أعامل عنف‪ .‬اإضافة اإىل ذكل‪،‬‬
‫ينص هذا القانون عىل متديد الفرتة القانونية للحبس الاحتياطي يف قضااي االإرهاب اإىل ‪ 12‬يوما‪ ،‬وال جيزي‬
‫الوصول اإىل حمام اإال بعد س تة أايم‪ ،‬وذكل ما يزيد من خطر تعرض املشتبه فهيم احملتجزين للتعذيب‪ .‬واحلقيقة‬
‫أن املشتبه فهيم أكرث عرضة لن يعذبوا ابلفعل خالل الفرتات اليت ال ميكهنم فهيا االتصال بعائالهتم وحمامهيم‪ .‬مل‬
‫يتبق أمام ادلوةل الطرف اإال مراجعة قانوهنا لتعريف ا إالرهاب بشلك أدق وتقليص املدة القصوى للحبس‬
‫الاحتياطي اإىل أدىن حد ممكن وإااتحة الوصول اإىل حمام فور بداية الاحتجاز‪ .‬وتذكر اللجنة أنه ال جيوز مبوجب‬
‫معاهدة مناهضة التعذيب الاعتداد بأي ظروف اس تثنائية أاي اكنت لتربير التعذيب‪ ،‬وتالحظ أيضا أنه جيب‪،‬‬
‫وفقا لقرارات جملس المن‪ ،‬وخاصة القرارين ‪ )2003(1456‬و‪ )2004(1566‬والقرارات الخرى الوثيقة الصةل‬
‫ابملوضوع‪ ،‬تطبيق تدابري ماكحفة االإرهاب يف نطاق الاحرتام التام للقانون ادلويل املتعلق حبقوق االإنسان (فقرة‬
‫‪.) 8‬‬
‫ويف جمال حقوق الطفل‪ ،‬شلك نظام التبين‪ /‬الكفاةل مصدر قلق دلى خرباء جلنة حقوق الطفل‪ ،‬ذكل‬
‫أن القانون رق ‪ 15.01‬الصادر يف يونيو ‪ 2002‬بشأن الطفال املهملني ال ينص عىل تقيمي احلاةل النفس ية ملقديم‬
‫الطلبات قبل منح الكفاةل‪ ،‬وال تويل الولوية للرسة املوسعة‪ ،‬وال ترتتب عليه أية متابعة ل إاليداع يف اإطار‬
‫"الكفاةل"‪ .‬وتشعر ابلقلق أيضا إازاء معلومات مفادها أن نظام الكفاةل‪ ،‬يف بعض الحيان‪ ،‬يوظف يف اس تغالل‬
‫الفتيات يف اخلدمة املزنلية أو الإيداع الطفال من الرس الفقرية‪ .‬كام تعرب عن قلقها إازاء املنشور الوزاري رق‬
‫‪ /40‬س‪ 2‬الصادر عام ‪ 2012‬اذلي يتعارض مع مصاحل الطفل الفضىل لنه حيظر تبين الطفال عىل غري املقميني‬
‫‪60‬‬
‫(فقرة ‪ .)50‬ولتجاوز هذا العيب‪ ،‬تويص اللجنة بتعديل الترشيع اذلي حيمك نظام الكفاةل حبيث ينبغي التقيد لكيا‬
‫ابالتفاقية‪ ،‬كام جيب اإلغاء املنشور السالف اذلكر (فقرة ‪.)51‬‬
‫وعالقة مبوضوع عداةل الحداث‪ ،‬حتث اللجنة املغرب عىل التوفيق التام بني نظامه لعداةل الحداث‬
‫واالتفاقية‪ ،‬ال س امي املواد ‪ 37‬و‪ 39‬و‪ ،40‬وكذكل مع معايري أخرى متصةل ابملوضوع ومع تعليق اللجنة العام رق‬
‫‪ )2007(10‬بشأن حقوق الطفل يف قضاء الحداث‪ .‬وحتثه خاصة عىل اليت‪ :‬ضامن عدم اللجوء اإىل الاحتجاز‪،‬‬
‫مبا فيه الاحتجاز السابق للمحامكة‪ ،‬اإال عند الرضورة القصوى ولقرص مدة ممكنة‪ ،‬حىت عن اجلرامئ اخلطرية‬
‫جدا‪ ،‬وإاعادة النظر فيه ابنتظام للتخيل عنه؛ ضامن تقدمي مساعدة قانونية مؤهةل ومس تقةل للطفال اجلاحنني يف‬
‫مرحةل مبكرة من ادلعوى وطوال االإجراءات القانونية‪ ،‬حىت يف حاالت التلبس ابجلرمية؛ تشجيع التدابري البديةل‬
‫لالحتجاز ما أمكن‪ ،‬مثل عدم اللجوء اإىل القضاء أو االإفراج حتت املراقبة أو الوساطة أو التوجيه أو اخلدمة‬
‫اجملمتعية؛ ضامن بناء قدرات مجيع العاملني يف سكل القضاء وختصصهم فامي يتعلق بأحاكم االتفاقية‪ ،‬مبن فهيم‬
‫القضاة وموظفو السجون واحملامون؛ وضع برامج اإدماج اجامتعي مموةل متويال اكفيا للطفال اجلاحنني؛ توظيف‬
‫أدوات املساعدة التقنية اليت وضعها الفريق املشرتك بني الواكالت املعين بقضاء الحداث وأعضاؤه‪ ،‬مبا يف ذكل‬
‫مكتب المم املتحدة املعين ابخملدرات واجلرمية (فقرة ‪.)75‬‬
‫وانتهبت نفس اللجنة يف مالحظاهتا اخلتامية خبصوص تطبيق املغرب للربوتوكول الاختياري التفاقية‬
‫حقوق الطفل بشأن اشرتاك الطفال يف الزناعات املسلحة اإىل أن التجنيد يف القوات املسلحة امللكية أصبح‬
‫اختياراي منذ اإلغاء التجنيد االإجباري يف عام ‪ ،2007‬عىل أال يقل معر املتجند عن ‪ 18‬عاما‪ ،‬لكهنا تشعر ابلقلق‬
‫لن جتنيد القوات وامجلاعات املسلحة من غري ادلول للطفال واس تخداهمم يف الاقتتال‪ ،‬وكذكل الرشاكت‬
‫المنية اخلاصة‪ ،‬مل حيظرا بعد أو جيرما رصاحة‪ .‬وتشعر ابلقلق أيضا لن ترشيعات املغرب مل تعد جتنيد الطفال‬
‫دون ‪ 15‬س نة جرمية حرب‪ .‬ولتفادي هذا الفراغ الترشيعي‪ ،‬تويص اللجنة املغرب مبراجعة ترشيعه مراجعة‬
‫شامةل بغية مواءمته مع مبادئ الربوتوكول الاختياري وأحاكمه‪ ،‬وتويص عىل وجه اخلصوص‪ :‬الترصحي حبظر‬
‫وجترمي جتنيد القوات املسلحة وامجلاعات املسلحة من غري ادلول والرشاكت المنية الطفال دون ‪ 18‬عاما‬
‫واس تخداهمم يف القتال؛ اعتبار جتنيد الطفال دون ‪ 15‬عاما جرمية حرب واملعاقبة علهيا‪ ،‬والنظر يف التصديق‬
‫عىل نظام روما السايس للمحمكة اجلنائية ادلولية (فقراتن ‪ 15‬و‪ .)16‬أخريا‪ ،‬ويف جمال احلقوق الاقتصادية‬
‫والاجامتعية والثقافية‪ ،‬حثت اللجنة املعنية احلكومة املغربية عىل مطابقة مدونة الشغل مع مقتضيات املادة ‪8‬‬

‫من العهد وذكل بتغيري املادة ‪ 288‬من القانون اجلنايئ(‪.)75‬‬

‫(‪ )75‬ينص الفصل ‪ 288‬عىل ما ييل‪" :‬يعاقب ابحلبس من شهر واحد اإىل س نتني وبغرامة من مائة وعرشين اإىل مخسة أآالف درمه أو‬
‫ابإحدى هاتني العقوبتني فقط من محل عىل التوقف امجلاعي عن العمل أو عىل الاس مترار فيه‪ ،‬أو حاول ذكل مس تعمال االإيذاء أو العنف‬
‫أو الهتديد أو وسائل التدليس مىت اكن الغرض منه هو االإجبار عىل رفع الجور أو خفضها أو ا إالرضار حبرية الصناعة أو العمل‪ .‬وإاذا اكن‬
‫العنف أو االإيذاء أو الهتديد أو التدليس قد ارتكب بناء عىل خطة متواطأ علهيا‪ ،‬جاز احلمك عىل مرتكيب اجلرمية ابملنع من االإقامة من‬
‫‪61‬‬
‫ثالثا‪ :‬سبل االنتصاف الفعالة وأجهزة الرصد والمراقبة‬
‫تويل جلان املعاهدات أمهية قصوى للآليات القانونية والقضائية املعمول هبا يف ادلول الطراف يف‬
‫معاهدات حقوق االإنسان لكفاةل وصول لك خشص اإىل ادلفاع عن حقوقه وحرايته املكرسة يف هذه النصوص‬
‫ادلولية‪ .‬ويعترب القضاء املس تقل والزنيه جحر الزاوية يف تصور اخلرباء لضامن متتع لك الفراد حبقوقهم وحرايهتم‬
‫الساس ية‪ .‬تأسيسا عىل هذا املبدأ‪ ،‬خضع الترشيع املغريب لترشحي دقيق وتقيمي مفصل من قبل جلان املعاهدات‬
‫خلص يف هناية املطاف اإىل تقرير وجود بعض النقائص يف وظيفة أآليات امحلاية والضامن‪ .‬ومن الامنذج اليت‬
‫ساقهتا املالحظات اخلتامية‪ ،‬نذكر االتفاقية ادلولية للقضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي العنرصي‪ ،‬حيث أحاطت‬
‫اللجنة علام ابالإماكانت اخملتلفة املتاحة للشخاص اذلين يرغبون يف تقدمي شاكوى بشأن أفعال المتيزي العنرصي‪،‬‬
‫غري أهنا تالحظ بقلق أن اللجوء اإىل القضاء يبقى صعبا ابلنس بة لبعض الشخاص الضعفاء‪ ،‬كام تشعر ابلقلق‬
‫كذكل إازاء عدم كفاية املعلومات اليت قدمهتا ادلوةل الطرف بشأن الشاكوى املقدمة واملالحقات اليت شع فهيا‬
‫واالإداانت والعقوابت املنطوق هبا (فقرة ‪.)18‬‬
‫وذكرت اللجنة يف هذا الصدد‪ ،‬مشرية اإىل توصيهتا العامة رق ‪ )2005(31‬بشأن منع المتيزي العنرصي‬
‫يف اإدارة وسري معل نظام العداةل اجلنائية‪ ،‬بأن انعدام شاكوى أو دعاوى دلى القضاء من جانب حضااي المتيزي‬
‫العنرصي قد يكون مؤشا عىل عدم وجود ترشيع خاص ذي صةل‪ ،‬أو عىل اجلهل بوجود س بل انتصاف‪ ،‬أو‬
‫عىل اخلوف من الاس هتجان الاجامتعي أو من أعامل انتقامية‪ ،‬أو عىل عدم رغبة السلطات املسؤوةل ابلبدء يف‬
‫املالحقات‪ .‬وأوصت اللجنة ابعامتد حزمة من التدابري لتقومي نظام العداةل لضامن التطبيق الاكمل ملواد االتفاقية‬
‫ذات الصةل‪ ،‬مهنا‪ :‬تعزيز الترشيع املتعلق ابلمتيزي العنرصي‪ ،‬وإاعالم الساكن‪ ،‬وخاصة الفئات الضعيفة وال س امي‬
‫المازيغ والصحراويون والزنوج وغري املواطنني والالجئون وطالبو اللجوء‪ ،‬جبميع س بل الانتصاف القانونية‬
‫املتاحة‪ ،‬وتبس يط تكل الس بل وتسهيل اللجوء اإلهيا؛ جعل عبء االإثبات عىل الطرف املدعى عليه ابلنس بة‬
‫لفعال المتيزي العنرصي الواقعة يف س ياق قضااي مدنية؛ كفاةل خدمات الرتمجة الفورية‪ ،‬خاصة عن طريق تدريب‬
‫عدد أكرب من املرتمجني الفوريني احمللفني؛ وضامن اس تفادة املتقاضني من الفئات الضعيفة غري املتحدثة ابللغة‬
‫العربية من نظام جيد الإقامة العدل‪ ،‬ال س امي مهنم المازيغ والصحراويون والزنوج واملهاجرون والالجئون وطالبو‬
‫اللجوء (فقراتن ‪ 18‬و‪.)19‬‬
‫وتبنت اللجنة املعنية حبامية حقوق مجيع العامل املهاجرين وأفراد أرسمه التصور السابق نفسه حيث‬
‫س نتني اإىل مخس س نوات"‪ .‬احتفظت مسودة مرشوع القانون اجلنايئ املؤرخة يف ‪ 31‬مارس ‪ 2015‬بنفس ترقمي املادة مع بعض التعديل‬
‫عىل النحو التايل‪" :‬يعاقب ابحلبس من شهر واحد اإىل س نتني وغرامة من ‪ 2.000‬اإىل ‪ 20.000‬درمه أو ابإحدى هاتني العقوبتني‪ ،‬لك من‬
‫اس تعمل االإيذاء أو العنف أو الهتديد أو وسائل التدليس محلل أشخاص عىل التوقف امجلاعي عن العمل أو عىل الاس مترار فيه‪ ،‬أو حاول‬
‫ذكل‪ ،‬مىت اكن الغرض منه هو االإجبار عىل رفع الجور أو خفضها أو ا إالرضار حبرية الصناعة أو العمل‪ .‬اإذا اكن العنف أو االإيذاء أو‬
‫الهتديد أو التدليس قد ارتكب بناء عىل خطة متواطئ علهيا‪ ،‬جاز احلمك عىل مرتكيب اجلرمية ابملنع من االإقامة طبقا للامدة ‪ 73‬من هذا‬
‫القانون"‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫اعتربت أن جمرد عدم وجود شاكوى أو دعاوى قضائية من جانب العامل املهاجرين اذلين انهتكت حقوقهم ميكن‬
‫أن يعكس اإىل حد كبري نقائص الترشيعات ذات الصةل‪ ،‬أو اجلهل بس بل الانتصاف املتاحة‪ ،‬أو تواين السلطات‬
‫عن اختاذ االإجراءات القانونية‪ .‬ومن واجب ادلوةل الطرف تعممي املعلومات عىل العامل املهاجرين وأفراد أرسمه‬
‫مبن فهيم املوجودون يف وضع غري قانوين‪ ،‬وإابالغهم بس بل الانتصاف القضائية أو غري ذكل من س بل الانتصاف‬
‫املتاحة هلم‪ ،‬ومعاجلة شاكوامه بأقىص قدر ممكن من الفعالية‪ .‬من هجة أخرى‪ ،‬ينبغي أن تتاح لنفس هؤالء‬
‫الشخاص نفس االإماكنيات ذاهتا اليت تتاح للمواطنني من أجل رفع الشاكوى والاس تفادة من سبيل انتصاف‬
‫فعال أمام احملامك يف حاةل انهتاك حقوقهم املعرتف هبا يف االتفاقية (فقرة ‪ .)22‬وينطبق نفس احلل يف حاةل سوء‬
‫املعامةل أو أعامل العنف اليت قد يتعرض لها العامل املهاجرون‪ ،‬ومن مث جيب ضامن الوصول اإىل أآليات تظمل‬
‫مس تقةل وإاىل خدمات مشورة قانونية ومرتمجني فوريني (فقرة ‪.)28‬‬
‫ويف جمال حامية حقوق الطفل‪ ،‬قطع املغرب العزم عىل تعديل والية اجمللس الوطين حلقوق االإنسان‬
‫من أجل اإنشاء أآلية رصد مس تقةل مالمئة للطفال تمتتع بوالية واحضة تقيض بتلقي الشاكوى الفردية من‬
‫الانهتأاكت املزعومة حلقوق الطفال والنظر فهيا‪ .‬وعىل الرمغ من تمثني هذه املبادرة‪ ،‬فاإن جلنة حقوق الطفل‬
‫تشعر ابلقلق إازاء التأخر احلاصل يف اإنشاء هذه الآلية (فقرة ‪ .)18‬ومن مث‪ ،‬تدعو ادلوةل مع الخذ يف الاعتبار‬
‫التعليق العام رق ‪ )2002(2‬بشأن دور املؤسسات الوطنية حلقوق االإنسان اإىل املسارعة اإىل اختاذ تدابري عىل‬
‫وجه الاس تعجال العامتد القانون اذلي يعدل والية اجمللس الوطين حلقوق االإنسان بغية اإنشاء أآلية حمددة لرصد‬
‫حقوق الطفل ميكهنا تلقي شاكوى الطفال والتحقيق فهيا ومعاجلهتا بطريقة مالمئة للطفل (فقرة ‪.)19‬‬
‫من هجهتا‪ ،‬توقفت جلنة مناهضة التعذيب مطوال عند الضامانت القانونية الساس ية اليت يس تفيد مهنا‬
‫الشخاص احملتجزون من أجل منع حدوث أعامل تعذيب يف حقهم‪ ،‬لكهنا ضامانت هشة سواء يف النص أو‬
‫املامرسة العملية كام يرد علهيا كثري من القيود‪ .‬ذلكل قدمت اللجنة مجموعة من التوصيات لتفعيل وترش يد مجمل‬
‫الضامانت القانونية‪ ،‬اإذ ينبغي أن حترص ادلوةل الطرف عىل أن تضمن مشاريع القوانني قيد البحث حاليا للك‬
‫مشتبه فيه احلق يف الاس تفادة معليا من الضامانت الساس ية اليت ينص علهيا القانون واليت تشمل احلق يف‬
‫الوصول اإىل حمام حلظة اإيقافه‪ ،‬ويف أن يتوىل طبيب مس تقل حفصه‪ ،‬ويف أن يمتكن من االتصال بأحد أقاربه‪،‬‬
‫ويف أن يطلع عىل حقوقه وعىل الهتم املوهجة اإليه كذكل‪ ،‬ويف أن يعرض فورا عىل قاض‪ .‬وينبغي أن تتخذ‬
‫ادلوةل خطوات الإاتحة الوصول اإىل حمام منذ بداية احلبس الاحتياطي دون اإذن مس بق‪ ،‬وأن تنشئ نظاما‬
‫فعليا للمساعدة القانونية اجملانية‪ ،‬يس تفيد منه بصفة خاصة الشخاص املعرضون للخطر أو املنمتون اإىل فئات‬
‫ضعيفة (فقرة ‪.)7‬‬
‫وتطرق خرباء اللجنة اإىل أدق التفاصيل خبصوص الضامانت اليت جيب أن يمتتع هبا لك خشص معتقل‬
‫أو حمتجز‪ ،‬من ذكل اختاذ تدابري لضامن مسك السجالت واحملارض ومجيع الواثئق الرمسية املتعلقة ابعتقال‬
‫واحتجاز الشخاص وفق أكرب قدر من الرصامة‪ ،‬وأن تدون فهيا مجيع العنارص املتصةل ابالعتقال والاحتجاز‬

‫‪63‬‬
‫وأن يشهد علهيا لك من ضباط الرشطة القضائية والشخص املعين‪ .‬وينبغي أن تتأكد ادلوةل الطرف من اإجراء‬
‫حتقيقات مسهبة ونزهية وفعاةل عىل وجه الرسعة بشأن مجيع املزامع املتعلقة حباالت الاعتقال والاحتجاز التعسفية‬
‫وأن تمت اإحاةل من حيمتل مسؤوليهتم عهنا اإىل العداةل‪ .‬عالوة عىل ذكل‪ ،‬ينبغي أن تكفل ادلوةل أال حيتفظ بأي‬
‫خشص يف مركز احتجاز رسي خاضع لس يطرهتا الفعلية حبمك الواقع‪ .‬وكام أكدته اللجنة مرارا‪ ،‬يعد احتجاز‬
‫أشخاص يف ظل هذه الظروف انهتأاك لالتفاقية‪ .‬وينبغي أن تفتح ادلوةل حتقيقا نزهيا وفعاال بشأن مدى وجود‬
‫مراكز احتجاز من هذا القبيل‪ .‬وجيب أن ختضع لك أماكن الاحتجاز الرسية للرصد واملراقبة عىل حنو منتظم‬
‫(فقرة ‪.)15‬‬
‫وجتدر االإشارة اإىل أن املغرب ابنضاممه اإىل الربوتوكول الاختياري التفاقية مناهضة التعذيب وغريه من‬
‫رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة اذلي أنشأ نظاما غري قضايئ ذا طبيعة وقائية يقوم‬
‫عىل زايرات منتظمة لماكن الاحتجاز‪ ،‬مطلوب منه حسب جلنة مناهضة التعذيب أن يتأكد من قدرة الآلية‬
‫الوطنية لرصد ومراقبة مرافق الاحتجاز‪ ،‬اليت جيب أن تنشأ قريبا‪ ،‬عىل تفتيش أماكن الاحتجاز الخرى‪ ،‬مثل‬
‫مستشفيات المراض النفس ية‪ .‬وإاضافة اإىل ذكل‪ ،‬ينبغي لها أن تكفل متابعة نتاجئ معلية الرصد هذه‪ .‬وينبغي‬
‫أن تشمل الآلية املذكورة زايرات دورية ومفاجئة من شأهنا أن متنع حدوث التعذيب وغريه من رضوب املعاقبة‬
‫أو املعامةل القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة‪ .‬ومن واجب ادلوةل كفاةل أن حيرض هذه الزايرات أطباء شعيون‬
‫مدربون عىل كشف عالمات التعذيب‪ ،‬وأن تضمن للمرىض املعتقلني يف تكل املؤسسات بدون إارادهتم اإماكنية‬
‫طلب اس تئناف قرار الاعتقال وإاماكنية االتصال بطبيب من اختيارمه (فقرة ‪.)22‬‬
‫رابعا‪ :‬عدم التمييز‬
‫يعترب الثغرة الكربى يف نظر خرباء حقوق االإنسان نظرا الش امتل الترشيع الوطين عىل مقتضيات متيزيية‬
‫ختالف مضامني االتفاقيات ادلولية اليت صادق علهيا املغرب‪ .‬وإاذا اكنت بعض املالحظات اخلتامية المست‬
‫بعض جوانب النقص وماكمن الضعف يف القانون ادلاخيل‪ ،‬يف املقابل‪ ،‬تعد بعض املالحظات جمانبة للصواب‪،‬‬
‫ومرد ذكل إاىل اختالف التصور بني خرباء اللجنة واملرشع الوطين خبصوص بعض قضااي حقوق االإنسان‬
‫الشائكة‪ .‬ولعل وضعية املرأة حتتل الصدارة مضن املواضيع اليت يغيب حولها االإجامع‪ .‬لقد جسل خرباء اللجنة‬
‫املعنية ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية التقدم اذلي أحرزته مدونة الرسة‪ ،‬ال س امي يف اإجراءات‬
‫الطالق ابلرتايض وإالغاء الوالية االإجبارية للمرأة والقيود املفروضة عىل الطالق من جانب واحد‪ ،‬غري أهنم ال‬
‫يزالون يساورمه القلق إازاء اس مترار وجود بعض الحاكم المتيزيية يف الترشيع املغريب وخصوصا يف جمال االإرث‬
‫واجملال اجلنايئ (فقرة ‪ .)16‬ونفس اليشء يقال عن تعدد الزوجات حيث تشجع اللجنة ادلوةل الطرف عىل‬
‫تكثيف هجودها الحرتام حقوق املرأة وحاميهتا‪ ،‬وتوصهيا حبظر تعدد الزوجات هنائيا‪ ،‬لنه وضع يتعارض مع كرامة‬
‫النساء والفتيات املزتوجات‪ ،‬كام حتهثا عىل مطابقة ترشيعها الوطين مطابقة اتمة للعهد حبذف لك حمك متيزيي‬
‫وضامن املساواة بني الرجال والنساء يف المتتع الفعيل حبقوقهم الاقتصادية والاجامتعية والثقافية (فقراتن ‪38‬‬

‫‪64‬‬
‫و‪.)39‬‬
‫وبنفس احلل قضت يف جمال تطبيق اتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬حيث بعدما الحظت اس مترار وجود‬
‫أحاكم كثرية يف مدونة الرسة تنطوي عىل متيزي يف حق الفتيات وتبقي عىل متيزي شديد بني اجلنسني‪ ،‬أوصت‬
‫اللجنة ادلوةل بأن تواصل وتعزز هجودها الرامية اإىل جعل مجيع ترشيعاهتا‪ ،‬وخباصة مدونة الرسة‪ ،‬تتوافق مع‬
‫االتفاقية‪ ،‬وبأن تسارع اإىل اإلغاء مجيع الحاكم اليت تنطوي عىل متيزي يف حق الفتيات والنساء وترض جبميع‬
‫الطفال‪ ،‬من قبيل أحاكم املرياث وتعدد الزوجات (فقرة ‪ ،)11‬وا إالشارة يف واثئق الهوية اإىل حتديد هوية‬
‫الطفال اذلين ودلوا خارج اإطار الزواج (فقرة ‪ .)25‬يف مقابل ذكل لكه‪ ،‬أوصت اللجنة املغرب بأن يتخذ مجيع‬
‫التدابري الالزمة‪ ،‬مبا فهيا س ياسات المتيزي االإجيايب‪ ،‬لتضييق الفوارق الاقتصادية اليت ترض ابملناطق الريفية‬
‫وضوايح املدن واليت تؤدي بعدم متتع الطفال حبقوقهم عىل قدم املساواة (فقرة ‪.)59‬‬
‫ويف جمال اجلنس ية‪ ،‬رصدت جلنة القضاء عىل المتيزي العنرصي أن قانون اجلنس ية املغريب ال ينص عىل‬
‫نقل جنس ية املرأة املغربية اإىل زوهجا الجنيب‪ ،‬يف حني أنه ينص عىل ذكل ابلنس بة للرجل اذلي حيمل اجلنس ية‬
‫املغربية (فقرة ‪ .)16‬فضال عن ذكل‪ ،‬أوصت احلكومة املغربية ابختاذ مجيع التدابري الرضورية لضامن تطبيق اكمل‬
‫وموحد ملدونة الرسة يف مجيع أحناء االإقلمي الوطين ولتفادي وقوع فئات معينة من أضعف ساكهنا‪ ،‬وخاصة‬
‫النساء والطفال يف املناطق النائية‪ ،‬حضية المتيزي املزدوج أو املتعدد‪ .‬وتذكر اللجنة ادلوةل الطرف خصوصا‬
‫بتوصيهتا العامة رق ‪ )2000(25‬بشأن أبعاد المتيزي العنرصي املتعلقة بنوع اجلنس (فقرة ‪.)17‬‬
‫ولتفادي وقوع العامل املهاجرين حضية أعامل متيزي‪ ،‬أوصت اللجنة املعنية حبقوق هذه الفئة املغرب بأن‬
‫يكفل متتعهم دون أي متيزي اكن‪ ،‬ابحلقوق املعرتف هبا يف االتفاقية‪ ،‬كام دعته اإىل اختاذ تدابري فعاةل من أجل‬
‫ماكحفة الومص الاجامتعي والعنرصي اذلي يتعرض هل العامل املهاجرون‪ ،‬ال س امي املنحدرون من أفريقيا جنوب‬
‫الصحراء‪ ،‬واعامتد قانون ملناهضة العنرصية ومجيع أشاكل المتيزي العنرصي وإاىل تنظمي محالت توعية وتثقيف يف‬
‫هذا اجملال (فقرة ‪ .)20‬وشددت اللجنة عىل رضورة اس تفادة أبناء العامل املهاجرين‪ ،‬مبن فهيم املوجودون يف‬
‫وضع غري قانوين‪ ،‬من حق التعلمي عىل أساس املساواة يف املعامةل‪ ،‬ووضع برامج وس ياسات وأآليات ملنع المتيزي‬
‫يف النظام املدريس (فقرة ‪ .)40‬من هجة أخرى‪ ،‬ومع الخذ يف الاعتبار التوصية العامة رق ‪ )2004(30‬بشأن‬
‫المتيزي ضد غري املواطنني‪ ،‬تويص اللجنة ادلوةل ابختاذ تدابري محلاية غري املواطنني اذلين ال ميلكون رخصة اإقامة‬
‫من المتيزي العنرصي ومن كراهية الجانب‪ ،‬واحلرص عىل اإحاطة احتجازمه جبميع الضامانت القانونية وعىل تيسري‬
‫جلوهئم اإىل احملامك (فقرة ‪.)14‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬قضايا خاصة‬
‫انصب اهامتم خرباء جلان حقوق االإنسان عىل بعض القضااي ذات المهية الكربى واليت تعترب نقاط‬
‫خالف بني ادلوةل الطرف واخلرباء المميني نظرا الرتباطها الوثيق يف الغالب المع ابملرجعية ادلينية‪ .‬فالتصور‬
‫اذلي يدافع عنه اخلرباء يف مواضيع املرأة (أوال)‪ ،‬والطفل (اثنيا)‪ ،‬والمازيغية (اثلثا)‪ ،‬وحرية ادلين واملعتقد‬
‫‪65‬‬
‫(رابعا)‪ ،‬ليس ابلرضورة ما تمتسك به احلكومة املغربية واليت تستند يف أن واحد للمعايري ادلولية واملرجعية‬
‫ادلينية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المرأة‬
‫من دون شك‪ ،‬يعد موضوع املرأة من القضااي اليت حيتدم الرصاع بشأهنا‪ ،‬بني تصور حدايث وأخر‬
‫تقليدي حمافظ؛ يدافع الول عن املفهوم العاملي حلقوق االإنسان بدون قيد وال شط‪ ،‬ويطالب بتطبيق املقتضيات‬
‫ادلولية الضامنة حلقوق املرأة بدون أدىن حتفظ‪ .‬يف املقابل‪ ،‬هناك تيار جممتعي يمتسك ابخلصوصية الوطنية‬
‫ويساير املعاهدات ادلولية يف ما ال يناقض ثوابت المة املمتثةل عىل وجه اخلصوص يف الرشع االإساليم‪ .‬ويتضح‬
‫من خالل اس تقراء املالحظات اخلتامية للجان املعاهدات‪ ،‬دفاعها املس متيت عن مبدأ كونية حقوق االإنسان‬
‫والتضحية ابخلصوصية كيفام اكن أساسها أو تربيرها‪ .‬فاللجنة املعنية ابلقضاء عىل المتيزي ضد املرأة يساورها القلق‬
‫لنه رمغ كون ادلس تور املغريب يضمن املساواة أمام القانون‪ ،‬فاإنه ال ينص عىل مبدأ املساواة بني املرأة والرجل‬
‫يف مجيع ادلوائر‪ ،‬كام أن ترشيعات ادلوةل الطرف ال تتضمن تعريفا رصحيا ملبدأ املساواة بني املرأة والرجل‪ ،‬أو‬
‫للمتيزي عىل أساس اجلنس (فقرة ‪ .)10‬وأعربت اللجنة عن ابلغ قلقها إازاء اس مترار املامرسات المتيزيية التقليدية‬
‫واملواقف المنطية القوية إازاء الدوار واملسؤوليات املنوطة ابلرجال والنساء يف الرسة واجملمتع‪ .‬ومتثل هذه القوالب‬
‫عوائق كبرية أمام تنفيذ االتفاقية‪ ،‬ويه السبب اجلذري ملوقف احلرمان اذلي تقف فيه النساء يف مجيع اجملالات‪،‬‬
‫مبا فهيا سوق العمل واحلياة الس ياس ية والعامة‪ ،‬مما أثر سلبا يف مدى متتع النساء حبقوقهن‪ ،‬وأعاق التنفيذ الاكمل‬
‫لالتفاقية‪ .‬وتشعر اللجنة أيضا ابلقلق بوجه خاص إازاء ادلور اذلي تضطلع به وسائط االإعالم يف اإدامة تكل‬
‫الصور المنطية (فقرة ‪.)18‬‬
‫وإاذا اكنت اللجنة قد رحبت جبهود ادلوةل وإاجنازاهتا فامي يتصل بزايدة املشاركة الس ياس ية للمرأة‪ ،‬غري‬
‫أهنا الزالت قلقة بسبب نس بة متثيل املرأة املنخفضة للغاية يف مناصب اختاذ القرار يف اكفة الوساط‪ ،‬وخاصة‬
‫يف جملس املستشارين وعىل مس توى البدلايت ويف القطاعني العام واخلاص والقضاء والسكل ادلبلومايس‬
‫والوساط الاكدميية (فقرة ‪ .)24‬ويف ميدان الرتبية والتعلمي‪ ،‬حتيط اللجنة علام ابالإسرتاتيجية الوطنية اليت تعمتدها‬
‫ادلوةل فامي يتعلق ابلتعلمي وابلتقدم احملرز يف ذكل اجملال‪ ،‬وتالحظ بقلق اس مترار ارتفاع معدالت المية بني‬
‫النساء والفتيات والس امي يف املناطق الريفية‪ ،‬وهو ما يس تدل منه‪ ،‬وفقا لحاكم املادة ‪ 10‬من االتفاقية‪ ،‬عىل‬
‫أمناط للمتيزي غري املباش‪ .‬وتعرب اللجنة أيضا عن انزعاهجا إازاء ارتفاع معدل الانقطاع عن ادلراسة بني الفتيات‬
‫والصعوابت اليت تواهجها الفتيات املش تغالت ابخلدمة يف املنازل دلى التحاقهن ابملدارس (فقرة ‪.)26‬‬
‫وأبدت اللجنة قلقها العميق إازاء حمدودية الفرص املتاحة للمرأة يف سوق العمل وتركزها يف الوظائف‬
‫املتدنية املهارات ذات الجر املنخفض وظروف العمل السيئة‪ ،‬وإازاء العزل املهين والفجوة املس مترة يف الجور‬
‫يف القطاعني العام واخلاص‪ .‬كام انزجعت إازاء العدد الكبري من النساء العامالت يف القطاع غري النظايم حيث‬
‫ال يس تفدن من املزااي الاجامتعية‪ ،‬وكذا التنفيذ الضعيف ملدونة الشغل وعدم تطبيقها عىل العامالت ابخلدمة‬

‫‪66‬‬
‫املزنلية‪ ،‬مما حيرهمن من قدر هام من امحلاية يف جمال العمل (فقرة ‪ .)28‬واس تأثرت ابهامتم اللجنة حاةل املرأة‬
‫الريفية وعدم مشاركهتا يف معليات اختاذ القرار وصعوبة وصولها اإىل الرعاية الصحية واخلدمات العامة والتعلمي‬
‫والعداةل واملياه النقية والكهرابء (فقرة ‪ ،)32‬وهو المر اذلي يشلك عائقا خطريا حيول دون متتعها حبقوقها‬
‫الاجامتعية والاقتصادية والثقافية‪ .‬ورمغ تسلمي اللجنة بأن ادلوةل الطرف أدخلت اإصالحات هامة عىل‬
‫ترشيعاهتا‪ ،‬اإال أهنا تعرب عن القلق إازاء بعض الحاكم المتيزيية املتبقية اليت ال تزال تؤثر سلبا يف حتقيق املساواة‬
‫بني املرأة والرجل ابلنس بة للمسائل املتصةل ابملمتلاكت اليت متت حيازهتا خالل الزواج‪ ،‬وابلطالق‪ ،‬وحضانة‬
‫الطفال‪ ،‬والوصاية القانونية علهيم‪ ،‬واملرياث‪ .‬وتالحظ اللجنة أيضا أن عالقات امللكية حيمكها نظام يقوم عىل‬
‫امللكية املنفصةل‪ ،‬مما ميزي يف الغالب ضد املرأة (فقرة ‪ .)38‬وال يساور اللجنة أدىن شك يف أن املغرب يبذل‬
‫هجودا مشكورة من أجل تعممي مساواة املرأة وذكل من خالل الس ياسات والربامج الوطنية بغية ختفيف حدة‬
‫الفقر عن طريق املبادرة الوطنية للتمنية البرشية‪ ،‬غري أهنا مازالت تشعر ابلقلق من اس مترار الفقر بني النساء‬
‫(فقرة ‪.)42‬‬
‫ونفس اليشء يقال أخريا عن حاةل املهاجرين والالجئني وملمتيس اللجوء‪ ،‬بعد أن ارتفعت حدة هذه‬
‫الظاهرة وأصبح املغرب أيضا من بدلان املقصد وليس فقط من بدلان املنشأ والعبور للمهاجرين‪ .‬ويساور اللجنة‬
‫القلق بصفة خاصة إازاء اإماكنية وصوهلم اإىل سوق العمل وحصوهلم عىل اخلدمات الصحية والتعلميية والاجامتعية‪،‬‬
‫الس امي يف حاةل النساء والفتيات‪ ،‬وكذكل تعرضهم للعنف‪ ،‬ومن بينه العنف اجلنيس (فقرة ‪.)44‬‬
‫وإاذا اكنت اللجنة املعنية ابلقضاء عىل المتيزي ضد املرأة تتطرق بتفصيل للك دقائق القضااي اليت هتم‬
‫وضعية املرأة‪ ،‬فاإن املالحظات اخلتامية للجان املعاهدات الخرى ال ختلو من اإشارات معربة عن هذه الوضعية‪.‬‬
‫فاللجنة املعنية حبقوق االإنسان تالحظ بقلق أن االإهجاض ال يزال جرما جنائيا يف القانون املغريب اإال اإذا مت من‬
‫أجل اإنقاذ حياة الم‪ ،‬وهو ما ينبغي عىل ادلوةل أن تعمل عىل عدم اإجبار النساء عىل مواصةل امحلل اإىل الوضع‬
‫حيامن يكون ذكل متعارضا مع الالزتامات املنصوص علهيا يف العهد (املاداتن ‪ 6‬و‪ ،)7‬وأن حترر الحاكم املتعلقة‬
‫بقطع امحلل (فقرة ‪ .)29‬أما موضوع تعدد الزوجات‪ ،‬فيعد حصان طروادة حيث تأسف اللجنة لكون املدونة‬
‫اجلديدة للرسة ال متنع تعدد الزوجات‪ ،‬وإان اكنت حتد من اللجوء اإليه‪ ،‬رمغ أن ذكل ميس بكرامة املرأة‪ .‬واحلل‬
‫يف تصور خرباء حقوق االإنسان يمكن يف منع تعدد الزوجات بشلك واحض وقطعي (فقرة ‪ .)30‬وهو نفس املوقف‬
‫اذلي عربت عنه اللجنة املعنية ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية (فقرة ‪ ،)15‬وجلنة حقوق الطفل (فقرة‬
‫‪.)44‬‬
‫ويشلك العنف املرتكب يف حق املرأة موضوعا ال يقل أمهية عن القضااي السابق االإشارة اإلهيا وتناولته‬
‫جلنة مناهضة التعذيب بيشء من ا إالسهاب والقلق‪ .‬هكذا عربت اللجنة عن ابلغ قلقها إازاء عدم وجود اإطار‬
‫قانوين حمدد وشامل يف أن واحد هيدف اإىل تفادي وقوع أعامل العنف املرتكبة يف حق املرأة ومقعها جنائيا‪،‬‬
‫وإاىل حامية حضااي وشهود أعامل العنف هذه‪ .‬وتشعر اللجنة ابلقلق أيضا إازاء قةل عدد الشاكوى املقدمة من قبل‬

‫‪67‬‬
‫الضحااي‪ ،‬وإازاء عدم وجود اإجراء جنايئ قيد ادلراسة يف النيابة العامة‪ ،‬وإازاء عدم خضوع البالغات املقدمة‬
‫لتحقيقات مهنجية مبا يف ذكل حاالت الاغتصاب‪ ،‬وكذكل أيضا إازاء ما ثبت من أن عبء االإثبات عبء فادح‬
‫وأنه يقع فقط عىل الضحية يف س ياق اجامتعي قد يتعرض فيه للومص بشلك كبري‪ .‬اإضافة اإىل ذكل‪ ،‬تشعر اللجنة‬
‫ابلقلق إازاء عدم وجود أي نص قانوين حمدد يعترب اغتصاب الزوج لزوجته جرمية‪ .‬وأخريا‪ ،‬يساور اللجنة قلق‬
‫ابلغ إازاء كون القانون الوضعي املغريب يتيح ملن يغتصب فتاة قارصا اإماكنية التنصل من مسؤوليته اجلنائية عن‬
‫طريق الزواج من الضحية‪ .‬وسطر خرباء اللجنة مجموعة من التدابري الكفيةل مبناهضة العنف ضد املرأة من ذكل‬
‫مثال سن قانون يف أرسع وقت بشأن العنف املرتكب يف حق النساء والفتيات‪ ،‬بصفة جترم مجيع أشاكل العنف‬
‫ضد النساء‪ ،‬وضامن وصول النساء والفتيات حضااي العنف فورا اإىل وسائل امحلاية‪ ،‬مبا يف ذكل دور االإيواء‪،‬‬
‫وعىل متكيهنن من احلصول عىل تعويضات‪ ،‬وعىل مقاضاة اجلناة ومعاقبهتم عىل النحو املناسب‪ .‬من هجة أخرى‪،‬‬
‫ينبغي عىل ادلوةل أن تعدل‪ ،‬دون مزيد من االإبطاء‪ ،‬القانون اجلنايئ بصفة جترم الاغتصاب يف اإطار الزواج‬
‫وأن تضمن عدم اإفالت املغتصبني من املالحقة اجلنائية يف حاةل زواهجم من الضحية (فقرة ‪.)23‬‬
‫ثانيا‪ :‬األطفال‬
‫عىل الرمغ من اجملهودات الكبرية اليت بذلت من أجل الهنوض بوضعية حقوق الطفل ابملغرب‪ ،‬غري أن‬
‫املامرسة العملية تشري اإىل الافتقار اإىل االإنفاذ الفعيل للترشيعات القامئة‪ ،‬وذكل أساسا بسبب قةل املوارد وضعف‬
‫القدرات والرقابة‪ .‬وتناولت جلان املعاهدات بعض جوانب القصور ابدلراسة والمتحيص كعمل الطفال اذلي ال‬
‫يزال شائعا‪ ،‬رمغ أن قانون الشغل ينص عىل منع تشغيل الشخاص دون سن ‪ 15‬س نة‪ .‬وذلكل‪ ،‬ينبغي عىل‬
‫احلكومة اختاذ التدابري املالمئة من أجل تطبيق أحاكم قانون الشغل فامي يتعلق ابلقارصين تطبيقا ال مرونة فيه‪،‬‬
‫تويص اللجنة املعنية حبقوق االإنسان (فقرة ‪.)31‬‬
‫ويتبوأ مبدأ املصاحل الفضىل للطفل ماكنة ممتزية يف خالصات جلنة حقوق الطفل‪ ،‬حيث ابلرمغ من‬
‫اإدراج ادلوةل املغربية لهذا املبدأ وتصدره لقامئة الولوايت يف مدونة الرسة‪ ،‬غري أن اللجنة تأسف عىل أن زواج‬
‫الطفال املبكر وابالإكراه‪ ،‬ووضع الطفال يف مؤسسات الرعاية‪ ،‬واللجوء اإىل التدابري السجنية يف التعامل مع‬
‫الطفال اجلاحنني‪ ،‬أمور ال تزال تتعارض مع املصاحل الفضىل لكثري من الطفال‪ .‬وتشعر اللجنة ابلقلق إازاء عدم‬
‫اإدراج ذكل احلق يف الترشيعات املتعلقة ابلطفال‪ ،‬وهو من مث ال يطبق ال يف مجيع االإجراءات االإدارية والقضائية‬
‫وال يف الس ياسات والربامج اليت هتم الطفال (فقرة ‪ .)26‬ولتجاوز هذا القصور وضامن حامية حقيقية حلقوق‬
‫الطفل‪ ،‬تلفت اللجنة انتباه املغرب اإىل تعليقها العام رق ‪ )2013(14‬بشأن حق الطفل يف اإيالء الاعتبار الول‬
‫ملصاحله الفضىل‪ ،‬وتوصيه بتعزيز هجوده حبيث يراعى هذا احلق حق املراعاة ويطبق دوما يف مجيع االإجراءات‬
‫الترشيعية واالإدارية والقضائية ويف الس ياس يات والربامج واملشاريع اليت تعين الطفال وتؤثر فهيم‪ .‬وتشجعه يف‬
‫هذا الصدد عىل وضع اإجراءات ومعايري لتوجيه مجيع الشخاص املعنيني من أحصاب السلطة لتحديد مصاحل‬
‫الطفل الفضىل يف لك اجملاالت وجلعلها تتصدر قامئة الولوايت (فقرة ‪.)27‬‬

‫‪68‬‬
‫واهمتت جلنة حقوق الطفل بعدد من القضااي ذات الولوية يف حياة الطفال مكشلكة التعذيب حيث‬
‫ابلرمغ من صدور القانون ‪ 43.04‬عام ‪ 2006‬اذلي يعرف التعذيب وسوء املعامةل وجيرهمام‪ ،‬فاإن بعض التقارير‬
‫تفيد بأن العديد من الطفال ما زالوا يعانون سوء املعامةل يف مراكز الرشطة‪ ،‬وال س امي أطفال الشوارع‪ .‬لوضع‬
‫حد لهذه املعضةل‪ ،‬حثت اللجنة ادلوةل عىل التحقيق يف حاالت اإساءة املعامةل ومقاضاة مقرتفهيا‪ ،‬وعىل احلرص‬
‫عىل عدم وقوع الطفل املساء اإليه حضية يف االإجراءات القانونية وعىل حامية خصوصيته‪ .‬كام ينبغي أن توفر‬
‫ادلوةل التدريب املناسب ملوظفي اإنفاذ القانون عىل قواعد ومعايري معامةل الطفال اخلاضعني الإجراءات قضائية‬
‫أو اخملالفني للقانون‪ ،‬وجتهزي لك مؤسسات اس تقبال‪ /‬مراكز احتجاز الطفال بأآالت التصوير لكشف أي اعتداء‬
‫علهيم‪ ،‬وتوفري أآليات تظمل ميرسة ومأمونة للطفال‪ .‬وينبغي مساءةل مجيع اجلناة ومعاقبهتم عقااب شديدا (فقراتن‬
‫‪ 34‬و‪.)35‬‬
‫ومن صور الاعتداء عىل الطفال الاس تغالل والاعتداء اجلنس يان‪ ،‬وقد رحبت اللجنة ابإلغاء املادة‬
‫‪ 475‬من القانون اجلنايئ يف يناير ‪ ،2014‬اليت اكنت متكن املغتصبني من االإفالت من العقاب اإن مه تزوجوا‬
‫الفتيات اللوايت اعتدوا علهين‪ .‬ورمغ ذكل‪ ،‬مازالت اللجنة تشعر ابلقلق إازاء بعض القضااي مهنا‪ :‬أن ادلوةل مل‬
‫تتخذ أي تدابري حمددة لتطليق الفتيات الاليئ أكرهن عىل الزواج قبل اإلغاء تكل املادة واللوايت قيل اإهنن ال‬
‫يزلن يتعرضن لالعتداء اجلنيس والعنف؛ أن جترمي العالقات اجلنس ية خارج اإطار الزواج يؤدي ابلفتيات حضااي‬
‫الاعتداء اجلنيس اإىل اعتبارهن جانيات ويردعهن عن رفع شاكوى عىل املعتدين؛ أن الس ياحة اجلنس ية تزايدت‬
‫يف ادلوةل الطرف (فقرة ‪ .)40‬يبدو أن الاقرتاحات اليت صدرت عن اللجنة ال تراعي الواقع املغريب وال تبحث‬
‫عن تسوية للمشلك بقدر ما تدفع حنو تأزميه واس تفحاهل‪ .‬فهىي حتث ادلوةل عىل اختاذ مجيع التدابري اليت تؤمن‬
‫للفتيات الاليئ أكرهن عىل الزواج ممن اعتدوا علهين قبل اإلغاء املادة ‪ 475‬من القانون اجلنايئ ادلمع الالزم‬
‫ليخلصن من احلاالت التعسفية‪ .‬وينبغي أن تضمن أيضا معامةل مجيع الطفال املعرضني لي شلك من أشاكل‬
‫الاس تغالل والاعتداء اجلنس يني معامةل الضحااي وأال يعرضوا أبدا لعقوابت جنائية‪ ،‬دون أن تنىس ادلعوة اإىل‬
‫تنفيذ أنشطة للتوعية من أجل ماكحفة ومص حضااي الاس تغالل والاعتداء اجلنس يني‪ ،‬مبا يف ذكل زىن احملارم‪،‬‬
‫وتوفري قنوات ميرسة ورسية وفعاةل ومواتية للطفال ل إالبالغ عن تكل الانهتأاكت (فقرة ‪.)41‬‬
‫وتوقفت اللجنة عند حاةل الطفال احملرومني من بيئة أرسية حيث تشعر ابلقلق إازاء عواقب جترمي‬
‫العالقات اجلنس ية خارج نطاق الزواج (املادة ‪ 490‬من القانون اجلنايئ(‪ ،))76‬اليت أفيد بأهنا تفيض اإىل التخيل‬

‫(‪ )76‬ينص الفصل ‪ 490‬عىل ما ييل‪" :‬لك عالقة جنس ية بني رجل وامرأة ال تربط بيهنام عالقة الزوجية تكون جرمية الفساد ويعاقب علهيا‬
‫ابحلبس من شهر واحد اإىل س نة"‪ .‬طرأ تعديل عىل املادة ‪ 490‬من مسودة مرشوع القانون اجلنايئ املؤرخة يف ‪ 31‬مارس ‪ 2015‬مع‬
‫الاحتفاظ نفس الرتقمي‪" :‬لك اتصال جنيس غري شعي بني رجل وامرأة ال تربط بيهنام عالقة زوجية‪ ،‬تكون جرمية الفساد ويعاقب علهيا‬
‫ابحلبس من شهر واحد اإىل ثالثة أشهر وغرامة من ‪ 2.000‬اإىل ‪ 20.000‬درمه أو اإحدى هاتني العقوبتني‪ .‬يعاقب ابحلبس من س تة أشهر‬
‫‪69‬‬
‫عن عرشات الرضع لك يوم‪ ،‬كام تزنجع من الرفض والومص الاجامتعي الذلين يصيبان الهمات غري املزتوجات‪،‬‬
‫ثلهثن من املراهقات‪ ،‬ومما لرفضهن يف اجملمتع من عواقب وخمية عىل أطفالهن (فقرة ‪ .)46‬ولعالج هذه الوضعية‬
‫املزرية‪ ،‬حتث اللجنة ادلوةل الطرف عىل اإلغاء املادة ‪ 490‬من القانون اجلنايئ‪ ،‬وتقدمي ادلمع الالزم للهمات غري‬
‫املزتوجات ليمتكن من رعاية أطفالهن‪ ،‬ووضع وتنفيذ س ياسة محلاية حقوق املراهقات احلوامل واملراهقات الهمات‬
‫وأطفالهن‪ ،‬وماكحفة الومص املقرتن ابمحلل خارج اإطار الزواج والقضاء عليه (فقرة ‪ .)47‬ويشلك جترمي االإهجاض‬
‫أحد القضااي اليت تشغل ابل خرباء جلنة حقوق الطفل حيث يؤدي التجرمي بعرشات املراهقات س نواي اإىل‬
‫اللجوء اإليه خارج نطاق القانون ويف ظروف غري مأمونة‪ ،‬خماطرات حبياهتن‪ .‬ويمكن احلل يف نظر اخلرباء يف‬
‫رفع الصفة اجلرمية عن االإهجاض ومراجعة ادلوةل لترشيعاهتا حبيث تكفل املصاحل الفضىل للمراهقات احلوامل‪،‬‬
‫واختاذ االإجراءات القانونية والعملية لضامن الاس امتع اإىل أراء الطفل واحرتاهما دامئا عندما يتعلق المر بقرارات‬
‫االإهجاض (فقراتن ‪ 56‬و‪.)57‬‬
‫فضال عن هذه العقبات اليت تعرتض الطفل يف متتعه حبقوقه اكمةل غري منقوصة‪ ،‬هناك حتدايت أخرى‬
‫تواهجه خاصة عندما يتعلق المر ابلزناعات املسلحة‪ .‬ويف هذا االإطار‪ ،‬اكنت للجنة حقوق الطفل بعض املأخذ‬
‫عىل الترشيع الوطين يف جمال اإعامل الربوتوكول الاختياري التفاقية حقوق الطفل‪ ،‬مهنا غياب هيئة تولك لها‬
‫هممة تنس يق تنفيذ الربوتوكول تنفيذا شامال وفعاال يف خمتلف أحناء ادلوةل‪ .‬وتمتثل توصية اللجنة يف تعيني كيان‬
‫حكويم يلكف ابملسؤولية اللكية عن تنفيذ الربوتوكول الاختياري وإانشاء أآلية مؤسس ية للتنس يق الفعيل بني‬
‫أنشطة الوزارات وغريها من الكياانت احلكومية وشاكء التنفيذ (فقراتن ‪ 5‬و‪ ،)6‬مع ختصيص مزيانية اكفية‬
‫ذلكل (فقرة ‪ .)8‬وأعربت اللجنة عن قلقها الشديد بسبب كرثة حاالت ا إالعادة القرسية للطفال الالجئني‬
‫وملمتيس اللجوء وبسبب عدم وجود معلومات عن التدابري املتخذة محلاية حقوق الطفال حضااي التجنيد‬
‫والتصدي الس تخداهمم يف الزناعات املسلحة يف اخلارج‪ .‬فهىي حتث املغرب عىل أن يضمن الاحرتام التام ملبدأ‬
‫عدم االإعادة القرسية السايس‪ ،‬مبا يف ذكل عدم الرفض عند احلدود (فقرة ‪.)20‬‬
‫ثالثا‪ :‬األمازيغية‬
‫تعرضت املالحظات اخلتامية الصادرة عن جلان املعاهدات للمسأةل المازيغية وتناولهتا ابعتبارها جزء‬
‫ال يتجزأ من اجملمتع املغريب‪ ،‬من ذكل موقف اللجنة املعنية ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية اليت‬
‫جسلت ابرتياح التدابري اليت اختذهتا ادلوةل للهنوض ابلثقافة المازيغية‪ ،‬غري أهنا ال تزال قلقة إازاء عدم قبول‬
‫أقسام احلاةل املدنية يف املصاحل البدلية السامء المازيغية‪ .‬وإاذا اكنت العربية يه اللغة الرمسية يف ادلوةل‪ ،‬فاإهنا‬
‫تالحظ أيضا أن المازيغ اذلين يشلكون جزء كبريا من ساكن املغرب مينعون من اس تخدام لغهتم الم اس تخداما‬
‫رمسيا‪ ،‬وأن حقهم يف المتتع هبويهتم الثقافية ال حيرتم احرتاما اكمال (فقرة ‪ .)32‬وعليه‪ ،‬تشجع اللجنة ادلوةل عىل‬
‫اإىل س نتني وغرامة من ‪ 2.000‬اإىل ‪ 20.000‬درمه اإذا ارتكبت هذه اجلرمية مبقابل كيفام اكن نوعه‪ .‬اإذا اكن أحد مرتكيب اجلرمية قارصا دون‬
‫الثامنة عرش من معره تطبق عىل الراشد مقتضيات املادة ‪ 497‬من هذا القانون"‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫اختاذ االإجراءات الرضورية للسامح للابء ابإعطاء أبناهئم أسامء أمازيغية‪ ،‬كام حتهثا عىل اعامتد التدابري الالزمة‬
‫لتضمن بشلك اتم للمازيغ حقهم يف ممارسة هويهتم الثقافية وفقا للفقرة الوىل (أ) من املادة ‪ 15‬من العهد اليت‬
‫تنص عىل احلق يف املشاركة يف احلياة الثقافية (فقرة ‪ .)59‬وعادت نفس اللجنة يف مالحظاهتا اخلتامية عىل‬
‫التقرير ادلوري الرابع للمغرب اإىل رصد المتيزي حبمك الواقع ضد المازيغ ال س امي فامي يتعلق حبصوهلم عىل التعلمي‬
‫والعمل‪ ،‬وأوصت ابختاذ تدابري تكفل للمازيغ المتتع لكيا حبقوقهم املنصوص علهيا يف العهد من خالل اعامتد‬
‫تدابري خاصة مؤقتة عند الاقتضاء‪ .‬ويف جمال احلقوق الثقافية‪ ،‬حتيط اللجنة علام بأن ادلس تور يعرتف ابللغة‬
‫المازيغية لغة رمسية‪ ،‬لكهنا تأسف لعدم اعامتد مرشوع القانون السايس املتعلق بوضع هذا الاعرتاف موضع‬
‫التنفيذ حىت الن‪ ،‬وعدم تدريس اللغة المازيغية عىل مجيع مس توايت التعلمي‪ .‬ويف ابب التوصيات‪ ،‬أدلت‬
‫اللجنة الممية حبزمة من التدابري عىل احلكومة املغربية اختاذها لتحسني وضعية المازيغ وكذا ساكن الصحراء‪:‬‬
‫"تويص اللجنة ادلوةل الطرف ابعامتد مرشوع القانون السايس بشأن اللغة المازيغية ابعتبارها من اللغات‬
‫الرمسية لدلوةل يف أقرب وقت ممكن‪ ،‬وبتكثيف هجودها من أجل توفري التعلمي الابتدايئ والثانوي واجلامعي هبذه‬
‫اللغة‪ ،‬وزايدة احلزي اخملصص لها يف التلفزيون‪ ،‬وإاجياد حل هنايئ ملسأةل السامء المازيغية‪ .‬وتويص اللجنة ادلوةل‬
‫الطرف أيضا ابختاذ تدابري تكفل للمازيغ والصحراويني المتتع لكيا حبقهم يف املشاركة يف احلياة الثقافية دون‬
‫تقييد‪ .‬وتوصهيا أيضا ابختاذ تدابري اإضافية محلاية التنوع الثقايف‪ ،‬ومتكني المازيغ والصحراويني من صون هويهتم‬
‫واترخيهم وثقافهتم ولغهتم وعاداهتم وتقاليدمه وتعزيزها والتعبري عهنا ونرشها"(‪.)77‬‬
‫وذهبت جلنة القضاء عىل المتيزي العنرصي اإىل أبعد من ذكل عندما ادعت اس مترار تعرض بعض‬
‫المازيغ للمتيزي العنرصي‪ ،‬ال س امي يف التوظيف ويف احلصول عىل اخلدمات الصحية‪ ،‬خاصة اإذا اكنوا ال يتحدثون‬
‫اللغة العربية‪ .‬ولجل متكني هذه الفئة من اجملمتع من حقوقها املكفوةل ابملواثيق ادلولية‪ ،‬تويص اللجنة ادلوةل‬
‫الطرف ببذل املزيد من اجلهود بغية تعزيز اللغة والثقافة المازيغيتني‪ ،‬ال س امي عن طريق تعلميهام‪ ،‬كام توصهيا‬
‫ابختاذ التدابري الالزمة لضامن عدم تعرض المازيغ لي شلك من أشاكل المتيزي العنرصي‪ ،‬ال س امي يف التوظيف‬
‫ويف احلصول عىل اخلدمات الصحية‪ .‬ويه تشجع ادلوةل كذكل عىل ضامن حمو أمية المازيغ بلغهتم‪ ،‬كام تشدد‬
‫بوجه خاص عىل تمنية املناطق اليت يسكهنا المازيغ وذكل يف اإطار اللجنة الاستشارية للهيلكة ا إالقلميية (فقرة‬
‫‪ .)11‬وتوقفت اللجنة عند مشلك اختيار السامع المازيغية وتساءلت عن معىن ونطاق مفهوم "مغربية الامس"‬
‫الوارد يف املادة ‪ 21‬من القانون رق ‪ 37.99‬الصادر يف عام ‪ 2002‬املتعلق ابحلاةل املدنية‪ ،‬واذلي يؤدي تطبيقه‬
‫من جانب احلاةل املدنية اإىل اس مترار منع تسجيل بعض السامء‪ ،‬خاصة المازيغية مهنا‪ .‬ولضامن حقوق المازيغ‬
‫يف اختيار أسامهئم بلك حرية‪ ،‬تويص اللجنة احلكومة بتوضيح معىن ونطاق مفهوم "مغربية الامس" يف ترشيعاهتا‪،‬‬

‫(‪ )77‬اجمللس الاقتصادي والاجامتعي‪ ،‬العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية‪ ،‬اللجنة املعنية ابحلقوق الاقتصادية‬
‫والاجامتعية والثقافية‪ ،‬ادلورة السادسة وامخلسون‪ 21 ،‬سبمترب – ‪ 9‬أكتوبر ‪ ،2015‬املالحظات اخلتامية بشأن التقرير ادلوري الرابع‬
‫للمغرب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬فقرات ‪ 49 ،14 ،13‬و‪.50‬‬

‫‪71‬‬
‫‪2010‬‬ ‫وتدعوها اإىل ضامن تطبيق ضباط احلاةل املدنية ملا نص عليه تعممي وزارة ادلاخلية املؤرخ يف مارس‬
‫املتعلق ابختيار السامء واذلي يضمن مجليع املواطنني تسجيل السامء‪ ،‬وخاصة المازيغية مهنا (فقرة ‪.)12‬‬
‫رابعا‪ :‬حرية الدين والمعتقد‬
‫تعد هذه احلرية من املواضيع احلساسة والشائكة يف نفس الوقت حيث ختتلف ادلول الطراف يف‬
‫املعاهدات ادلولية حلقوق االإنسان يف التعاطي معها بني متشدد ومنفتح‪ .‬وعىل الرمغ من أن املغرب يضمن يف‬
‫ترشيعه ادلاخيل ممارسة الشعائر ادلينية للك الطوائف ادلينية‪ ،‬فاإن خرباء جلان معاهدات حقوق االإنسان يهتمونه‬
‫خبرقه ملقتضيات الصكوك ادلولية‪ .‬فاللجنة املعنية حبقوق االإنسان أعربت عن قلقها إازاء القيود املفروضة عىل‬
‫حرية ادلين أو املعتقد‪ ،‬ال س امي اس تحاةل تغيري املسمل دلينه يف الواقع‪ .‬وتشري اللجنة اإىل أن املادة ‪ 18‬من العهد‬
‫حتمي مجيع الداين واملعتقدات‪ ،‬القدمي مهنا وغري القدمي‪ ،‬والكبري مهنا والصغري‪ ،‬وتتضمن احلق يف اعتناق‬
‫الشخص لدلين أو املعتقد اذلي خيتاره‪ .‬وابلنتيجة‪ ،‬يتوجب عىل املغرب أن يتخذ تدابري لضامن احرتام حرية‬
‫ادلين واملعتقد‪ ،‬والعمل عىل أن يكون ترشيعه وممارس ته وفقا لحاكم املادة ‪ 18‬من العهد (فقرة ‪ .)21‬ويف نفس‬
‫الس ياق‪ ،‬أعربت اللجنة عن قلقها إازاء منع تزوج املسلامت من رجال عىل دايانت ومعتقدات أخرى‪ ،‬وينبغي‬
‫لدلوةل أن متتثل لحاكم املواد ‪ 3‬و‪ 23‬و‪ 26‬من العهد بأن تراجع القوانني املعنية (فقرة ‪ .)27‬وعربت جلنة حقوق‬
‫الطفل عن موقف مشابه عندما اعتربت أنه عىل الرمغ من أن ادلوةل تكفل املساواة مجليع الطفال يف امحلاية‬
‫القانونية والتقدير الاجامتعي والخاليق‪ ،‬برصف النظر عن وضعهم الرسي‪ ،‬فاإنه قد ال يعرتف قانوان ابلطفال‬
‫املولودين من زواج بني مسلمة وغري مسمل‪ ،‬وهو وضع قد حيرهمم من المتتع جبميع حقوقهم كغريمه من الطفال‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬مطلوب من املغرب تنقيح مدونة الحوال الشخصية املؤقتة والقضاء عىل لك أشاكل المتيزي يف حق‬
‫الطفال املولودين من زواج بني مسلمة وغري مسمل‪ ،‬معال ابدلس تور (فقرة ‪.)44‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬متابعة تنفيذ التوصيات‬


‫يف ختام اس تعراض جلان املعاهدات لتقارير ادلول الطراف‪ ،‬حيدد خرباء اللجان دواعي القلق ويوصون‬
‫بتدابري حمددة بغية االإعامل احلقيقي والاكمل ملقتضيات االتفاقيات ادلولية‪ .‬وبذكل تساعد هذه اللجان ادلول‬
‫الطراف عىل حتديد التدابري الترشيعية والقضائية واالإدارية الفعاةل وغريها من التدابري من أجل جعل قوانيهنا‬
‫وممارساهتا موافقة لاللزتامات الناش ئة عن االتفاقية‪ .‬وعىل هذا الساس‪ ،‬وبعدما توصل املغرب مبجموع‬
‫املالحظات والتوصيات من جلان معاهدات حقوق االإنسان‪ ،‬يفرتض يف املسؤولني دراس هتا بمتعن والرد علهيا‬
‫مع اإعطاء مزيد من التفاصيل واملعلومات حىت تتضح الصورة ويرفع اللبس عن كثري من القضااي املشار اإلهيا يف‬
‫التعليقات اخلتامية‪ .‬غري أن املتتبع للمامرسة االتفاقية للمغرب يلحظ أن احلكومة املغربية مل تبلور اإجاابت‬
‫وتوضيحات عىل لك املالحظات اخلتامية‪ ،‬كام اكنت ردودها انتقائية وغري شامةل‪ ،‬اليشء اذلي يعطي لهذه‬
‫املالحظات مصداقية ويكس هبا قوة رمزية وأدبية هممة‪ .‬يف مقابل ذكل‪ ،‬يبدو املوقف املغريب ضعيفا‪ ،‬مادامت‬

‫‪72‬‬
‫احلكومة تقاعست عن الرد علهيا ودحض بعضها عىل القل‪ .‬بعبارة أخرى‪ ،‬ملا حتاشت احلكومة قدر االإماكن‬
‫اخلوض يف مجةل من القضااي الشائكة واحلساسة واليت يكرث السجال خبصوصها وال ينعقد االإجامع حولها‪ ،‬تكون‬
‫قد قوت بطريقة غري مباشة أطروحة اخلرباء المميني‪ .‬لقد اكن حراي ابحلكومة أن تغتمن هذه الفرصة وتبني وهجة‬
‫نظرها وتربر حبجج قوية وبراهني مقنعة الاختالف احلاصل حول بعض املفاهمي والقضااي يف جمال حقوق‬
‫االإنسان‪.‬‬
‫وابلرجوع اإىل ردود احلكومة املغربية عىل املالحظات اخلتامية‪ ،‬جندها قد مهت ثالث معاهدات دولية‬
‫فقط‪ ،‬فضال عن أن الجوبة املغربية‪ ،‬ابس تثناء تقرير واحد‪ ،‬اكنت مقتضبة وال متس لك املالحظات والتوصيات‬
‫املدىل هبا من طرف خرباء المم املتحدة‪ .‬هكذا نسجل تفاعل املغرب مع مالحظات اللجنة املعنية حبقوق‬
‫ا إالنسان(‪ )78‬ورد عىل مخس (‪ )5‬نقاط من أصل أكرث من مخس وعرشين (‪ )25‬توصية‪ ،‬متحورت حول ما‬
‫ييل‪ :‬طول مدة احلراسة النظرية؛ عدم وجود ضامانت مؤازرة املودع حتت احلراسة النظرية مبحام منذ الساعة‬
‫الوىل من اإيداعه؛ حسب جوازات السفر لشخاص ميثلون منظامت حقوقية غري حكومية؛ تطبيق القانون‬
‫املتعلق مباكحفة االإرهاب بأثر رجعي؛ ومضايقة الصحفيني أثناء مزاولهتم ملهاهمم‪ .‬والطابع الغالب عىل ردود احلكومة‬
‫هو رسد النصوص القانونية الوطنية وادلولية واعتبار معطيات اللجنة جمرد ادعاءات ال س ند لها‪.‬‬
‫وخبصوص املالحظات اخلتامية الصادرة عن جلنة القضاء عىل المتيزي العنرصي‪ ،‬تطرقت احلكومة(‪)79‬‬

‫لثالث مسائل من أصل عرشين (‪ )20‬توصية يه‪ :‬املسأةل المازيغية‪ ،‬حقوق الالجئني وطاليب اللجوء؛ والمتيزي‬
‫ضد غري املواطنني‪ .‬يف ردها عىل التوصية اخلاصة ابلقضية المازيغية‪ ،‬اس تغلت احلكومة دخول دس تور ‪2011‬‬
‫حزي التنفيذ لتس تحرض مقتضيات الفصل ‪ 5‬اذلي قام بدسرتة اللغة المازيغية عىل النحو التايل‪ )...( " :‬تعد‬
‫المازيغية أيضا لغة رمسية لدلوةل‪ ،‬ابعتبارها رصيدا مشرتاك مجليع املغاربة بدون اس تثناء‪ .‬حيدد قانون تنظميي‬
‫مراحل تفعيل الطابع الرمسي للمازيغية‪ ،‬وكيفيات اإدماهجا يف جمال التعلمي‪ ،‬ويف جماالت احلياة العامة ذات‬
‫الولوية‪ ،‬وذكل ليك تمتكن من القيام مس تقبال بوظيفهتا‪ ،‬بصفهتا لغة رمسية‪ )...( .‬حيدث جملس وطين للغات‬
‫والثقافة املغربية‪ ،‬هممته‪ ،‬عىل وجه اخلصوص‪ ،‬حامية وتمنية اللغتني العربية والمازيغية‪ ،‬وخمتلف التعبريات الثقافية‬
‫املغربية ابعتبارها ترااث أصيال وإابداعا معارصا‪ .‬ويضم لك املؤسسات املعنية هبذه اجملاالت‪ .‬وحيدد قانون تنظميي‬
‫صالحياته وتركيبته وكيفيات سريه"‪ .‬أما فامي يتعلق ابلتوصيتني الخريني‪ ،‬فقد اعمتدت احلكومة يف ردها عىل‬
‫الرتسانة القانونية الوطنية حميةل عىل مقتضيات القانون ‪ 02.03‬اذلي ينظم دخول وإاقامة الجانب ابملغرب‬

‫(‪ )78‬العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية‪ ،‬اللجنة املعنية حبقوق االإنسان‪ ،‬تعليقات احلكومة املغربية عىل املالحظات اخلتامية‬
‫للجنة املعنية حبقوق االإنسان‪ ،‬املغرب‪ 28 ،)CCPR/CO/82/MAR/Add.1( ،‬فرباير ‪.2005‬‬
‫(‪ )79‬التقرير احلكويم غري متوفر ابللغة العربية‪:‬‬
‫‪Convention internationale sur l’élimination de toutes les formes de discrimination raciale, Comité pour‬‬
‫‪l’élimination de la discrimination raciale, quatre-vingt-unième session, Informations communiquées par le‬‬
‫‪Gouvernement marocain sur la suite donnée aux observations finales du Comité (CERD/C/MAR/CO/17-18/Add.1),‬‬
‫‪24 mai 2012.‬‬

‫‪73‬‬
‫وابلهجرة والهجرة غري املرشوعة‪ ،‬والقانون اجلنايئ وادلس تور اجلديد مؤكدة الزتام املغرب الراخس بقمي ومبادئ‬
‫حقوق االإنسان عرب اإدماج مقتضيات املواثيق ادلولية يف القانون ادلاخيل‪.‬‬
‫وجيب الاعرتاف أن ادلوةل املغربية مارست فعال حق الرد من خالل تقريرها بشأن املالحظات اخلتامية‬
‫الصادرة عن جلنة مناهضة التعذيب اذلي مضنته كتةل من املعطيات واملعلومات تطلبت حترير ‪ 23‬صفحة‬
‫اكمةل(‪ .)80‬كام متزي الرد املغريب ابس تعامل نربة قوية متضمنة لكثري من الانتقادات خلرباء اللجنة اذلين مل يأخذوا‬
‫مأخذ اجلد لك التفاصيل الكتابية والشفهية اليت زودمه هبا الوفد املغريب‪ ،‬ويف هذا تبخيس غري مفهوم للماكسب‬
‫احلقوقية والتمنوية‪ ،‬وهو ما اس تدعى اإعادة التأكيد جمددا عىل كثري من املعطيات املدونة يف تقارير احلكومة‬
‫املغربية‪ .‬واس تغرب اجلانب املغريب ملضمون بعض التوصيات اليت ذهبت اإىل عدم تطابق القانون املغريب مع‬
‫اتفاقية مناهضة التعذيب‪ ،‬يف حني اكن خرباء اللجنة مقتنعني هبذا الانسجام وذكل من خالل احلوار التفاعيل‬
‫بني الطرفني (فقرة ‪ .)2‬وشدد التقرير احلكويم عىل بطالن ادعاءات ومزامع اللجنة بوجود أماكن احتجاز رسية‬
‫يف املناطق اجلنوبية يف غياب أي جحة مقبوةل (فقرة ‪ ،)4‬كام اهتم اخلرباء المميني ابالعامتد عىل واثئق صادرة عن‬
‫مجعيات وأطراف معينة دون تلكيف أنفسهم عناء البحث يف حصهتا والتدقيق يف مصداقيهتا (فقرة ‪ .)6‬أكرث‬
‫من ذكل‪ ،‬اعترب التقرير احلكويم اإمالء اللجنة عىل املغرب لبعض التوصيات اليت ال عالقة لها بتنفيذ اتفاقية‬
‫مناهضة التعذيب تدخال يف الاختيارات الترشيعية لدلوةل (فقرة ‪.)8‬‬
‫واس تعرض تقرير احلكومة مجموعة من القضااي املثارة يف املالحظات اخلتامية نقترص عىل ذكر مسألتني‬
‫مهنا فقط‪ .‬تتعلق الوىل بتقادم جرمية التعذيب اليت تناولناها عند تعرضنا لنقطة عدم تطابق بعض القوانني‬
‫الوطنية مع املعاهدات ادلولية‪ ،‬فقد جاء جواب احلكومة مستندا اإىل مقتضيات القانون ‪ 35.11‬الصادر بتارخي‬
‫‪ 17‬أكتوبر ‪ )81(2011‬واذلي نص يف املادة ‪ 653-1‬عىل أنه "ال تتقادم العقوابت الصادرة بشأن جرامئ ينص عىل‬
‫عدم تقادهما القانون أو اتفاقية دولية صادقت علهيا اململكة املغربية ونرشت ابجلريدة الرمسية"‪ ،‬ونفس اليشء‬
‫يقال عن ادلعوى العمومية الناش ئة عن اجلرامئ اليت ينص عىل عدم تقادهما القانون أو اتفاقية دولية صادقت‬
‫علهيا اململكة املغربية ونرشت ابجلريدة الرمسية (املادة ‪ .)5‬أما املسأةل الثانية‪ ،‬فرتتبط بتسلمي الس يد جامل كتييت‬
‫اإىل السلطات اجلزائرية‪ ،‬حيث ساور اللجنة القلق من أن االإجراءات واملامرسات احلالية اليت يتبعها املغرب يف‬
‫جمال تسلمي املطلوبني قد تعرض أشخاصا للتعذيب‪ ،‬وطلبت من املغرب احرتام الزتاماته ادلولية والامتثال‬
‫للقرارات الهنائية والقرارات املؤقتة اليت تصدر عن اللجنة يف القضااي الفردية املعروضة علهيا مبوجب املادة ‪22‬‬
‫من االتفاقية‪ .‬وخبصوص قضية الس يد كتييت‪ ،‬أحلت اللجنة أن يصدر املغرب قرارا يقيض هنائيا ابإلغاء تسلميه‬
‫(‪ )80‬التقرير احلكويم متوفر فقط ابللغتني الفرنس ية واالإجنلزيية‪:‬‬
‫‪Convention contre la torture et autres peines ou traitements cruels, inhumains ou dégradants, Comité contre‬‬
‫‪la torture, Renseignements reçus du Maroc en réponse aux observations finales (CAT/C/MAR/CO/4/Add.1), 9‬‬
‫‪septembre 2013.‬‬
‫(‪ )81‬ظهري شيف رق ‪ 1.11.169‬صادر يف ‪ 19‬من ذي القعدة ‪ 17( 1432‬أكتوبر ‪ )2011‬بتنفيذ القانون رق ‪ 35.11‬القايض بتغيري وت متمي‬
‫القانون رق ‪ 22.01‬املتعلق ابملسطرة اجلنائية‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 5990‬بتارخي ‪ 29‬ذو القعدة ‪ 27( 1432‬أكتوبر ‪ ،)2011‬ص‪.5235 .‬‬
‫‪74‬‬
‫اإىل بدله الصيل‪ ،‬وإاال فاإنه س يعد منهتاك لحاكم املادة ‪ 3‬من االتفاقية‪ .‬اس تجابة لطلب اللجنة‪ ،‬مت اإلغاء قرار‬
‫التسلمي ومت مبوجب ذكل االإفراج عن الس يد كتييت (فقرة ‪.)29‬‬
‫يبدو واحضا من خالل مضامني احلوارات التفاعلية بني خرباء جلان املعاهدات والوفود املغربية وكذا ردود‬
‫احلكومة عىل املالحظات اخلتامية عالقة عدم التاكفؤ بني الطرفني حيث يظهر اخلرباء يف موقع قوة يف حني‬
‫يبدو اجلانب احلكويم يف موقف ادلفاع‪ .‬ابملوازاة مع ذكل‪ ،‬ينبغي أن يرتقي احلوار من اجلانب املغريب‬
‫خبصوص بعض القضااي اجلوهرية حلقوق االإنسان اإىل مس توى التأصيل الرصني واملناظرة املوضوعية لدلفاع‬
‫عن بعض اخلصوصية اليت تقتضهيا الثوابت الوطنية والهوية الثقافية وليس جماراة خرباء اللجان يف أفاكرمه‬
‫وتصوراهتم املتش بعة بقمي العاملية واس امتتهتم يف ادلفاع عن مبدأ كونية حقوق االإنسان بدون قيد وال شط‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬إادماج التفاقيات الدولية في التشريع الوطني‬
‫تعترب املصادقة عىل املعاهدات ادلولية اخلاصة حبقوق االإنسان خطوة أوىل حنو اإدماج مقتضياهتا يف‬
‫القانون الوطين لتفسح اجملال أمام الشخاص لالس تفادة مما تنص عليه من حقوق وحرايت أساس ية‪ .‬فالصكوك‬
‫ادلولية تصبح حينئذ جزء ال يتجزأ من الرتسانة القانونية ومصدرا أساس يا من مصادر الرشعية‪ .‬مفن مس تلزمات‬
‫الانضامم اإىل الوفاق ادلولية العمل عىل اإدراهجا يف الترشيع واس تلهام مضاميهنا امحلائية‪ .‬فال يتصور أن تقدم‬
‫ادلوةل عىل قبول القواعد ادلولية وتمتسك بقانوهنا الوطين وتعطيه الولوية يف التطبيق‪ .‬وعادة ما يتوىل ادلس تور‬
‫حتديد العالقة بني املصدرين ادلويل والوطين مع تقرير ترجيح أحدهام عىل الخر‪.‬‬
‫وظل القانون الوطين كتعبري عن س يادة ادلوةل لس نوات طويةل املصدر الوحيد داخل ادلوةل قبل أن‬
‫ينافسه اليوم القانون ادلويل‪ .‬ولك دول العامل بدون اس تثناء أصبحت تعيش الازدواجية الترشيعية‪ ،‬فباالإضافة‬
‫اإىل املقتضيات القانونية اليت يمت اعامتدها بواسطة أهجزة ادلوةل ادلاخلية‪ ،‬وعىل رأسها الربملان‪ ،‬أحضت قواعد‬
‫القانون ادلويل حتتل مزنةل رفيعة مضن الرتاتبية القاعدية‪ ،‬وبرز اإىل الوجود مشلك التطابق بني املصدرين‪ .‬ويظهر‬
‫هذا المر بشلك ابرز مع مبادئ حقوق االإنسان اليت متثل قامي تتقامسها البرشية مع بعض الاختالفات الطفيفة‪.‬‬
‫وكغريه من ادلول‪ ،‬طرحت اإشاكلية العالقة بني القانون ادلويل والقانون الوطين يف املغرب منذ س نوات طويةل‪،‬‬
‫وميكن أن جنزم‪ ،‬استنادا اإىل الاجهتاد القضايئ يف املوضوع كام سيمت بيانه فامي بعد‪ ،‬أن هذا المر طفا اإىل‬
‫السطح س نوات قليةل بعد اس تقالل املغرب عام ‪ ،1956‬حيث تضمنت عدة قوانني اإشارات رصحية اإىل عالقة‬
‫املعاهدات ادلولية ابلترشيع ادلاخيل (املبحث الول)‪ ،‬دون أن تضع حدا للتضارب والتناقض اذلين مزيا القضاء‬
‫املغريب حلقبة من الزمن طويةل‪ ،‬اإىل أن جاء دس تور ‪ 2011‬واعرتف رمسيا مببدأ مسو االتفاقيات ادلولية وأرحجيهتا‬
‫عىل القواعد القانونية ادلاخلية (املبحث الثاين)‪ ،‬مع تأكيده عىل مجةل من الاس تثناءات متاش يا مع ثوابت اجملمتع‬
‫وادلوةل (املبحث الثالث)‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الوضعية السابقة على دستور ‪2011‬‬

‫منذ أول دس تور عرفه املغرب س نة ‪ )82(1962‬ومرورا ابدلساتري الخرى(‪ ،)83‬مل يرد نص واحض ورصحي‬
‫يبني العالقة اليت جتمع بني القانون ادلويل والقانون ادلاخيل‪ ،‬اليشء اذلي انعكس سلبا عىل القضاء حيث‬
‫‪2616‬‬ ‫(‪ )82‬ظهري شيف صادر يف ‪ 17‬رجب ‪ 14( 1382‬ديسمرب ‪ )1962‬ابإصدار المر بتنفيذ ادلس تور املغريب‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد‬
‫مكرر بتارخي ‪ 22‬رجب ‪ 19( 1382‬ديسمرب ‪ ،)1962‬ص‪.2993 .‬‬
‫(‪ )83‬ظهري شيف رق ‪ 1.70.177‬صادر يف ‪ 27‬جامدى الوىل ‪ 31( 1390‬يوليو ‪ )1970‬ابإصدار المر بتنفيذ ادلس تور‪ ،‬جريدة رمسية‪،‬‬
‫عدد ‪ 3013‬مكرر بتارخي ‪ 28‬جامدى الوىل ‪( 1390‬فاحت غشت ‪ ،)1970‬ص‪1930 .‬؛ ظهري شيف رق ‪ 1.72.061‬صادر يف ‪ 23‬حمرم‬
‫‪ 10( 1392‬مارس ‪ )1972‬ابإصدار المر بتنفيذ ادلس تور‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 3098‬بتارخي ‪ 28‬حمرم ‪ 15( 1392‬مارس ‪ ،)1972‬ص‪.‬‬
‫‪626‬؛ ظهري شيف رق ‪ 1.92.155‬صادر يف ‪ 11‬من ربيع الخر ‪ 9( 1413‬أكتوبر ‪ )1992‬بتنفيذ نص مراجعة ادلس تور‪ ،‬جريدة رمسية‪،‬‬
‫عدد ‪ 4172‬بتارخي ‪ 16‬ربيع الخر ‪ 14( 1413‬أكتوبر ‪ ،)1992‬ص‪1247 .‬؛ ظهري شيف رق ‪ 1.96.157‬صادر يف ‪ 23‬من جامدى‬
‫الوىل ‪ 7( 1417‬أكتوبر ‪ )1996‬بتنفيذ نص ادلس تور املراجع‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 4420‬بتارخي ‪ 26‬جامدى الوىل ‪ 10( 1417‬أكتوبر‬
‫‪ ،)1996‬ص‪.2281 .‬‬
‫‪76‬‬
‫تضاربت الاجهتادات القضائية‪ ،‬كام س يأيت بيانه‪ ،‬وتباينت توهجات احملامك مبختلف درجاهتا وختصصاهتا بني تيارين‬
‫متناقضني؛ يعطي الول السمو للمعاهدة ادلولية عىل حساب الترشيع الوطين‪ ،‬يف حني أن الثاين يؤكد العكس‪،‬‬
‫أي يستبعد القاعدة ادلولية لصاحل القاعدة الوطنية‪ .‬أما عىل مس توى الترشيع العادي‪ ،‬فقد عرثان عىل أكرث من‬
‫حاةل يقرر فهيا املرشع أس بقية املعاهدات ادلولية عىل القانون الوطين يف حاةل التعارض‪ .‬والمثةل عىل ذكل قدمية‬
‫ومتواترة‪ ،‬نذكر مهنا؛ قانون اجلنس ية اذلي ينص يف فصهل الول عىل أنه "حتدد املقتضيات املتعلقة ابجلنس ية‬
‫املغربية مبوجب القانون وعند الاقتضاء مبقتىض املعاهدات أو الوفاق ادلولية اليت تقع املصادقة علهيا ويمت نرشها‪.‬‬
‫اإن مقتضيات املعاهدات أو الوفاق ادلولية املصادق علهيا واملوافق عىل نرشها ترحج عىل أحاكم القانون‬
‫ادلاخيل"(‪ .)84‬ومل يطرأ أي تغيري يذكر عىل املادة الوىل اإثر التعديل اذلي طال قانون اجلنس ية س نة ‪.)85(2007‬‬
‫وخبصوص تسلمي اجملرمني‪ ،‬اكن ظهري ‪ 8‬نومفرب ‪ )86(1958‬يكرس يف فصهل الول نفس املبدأ قبل أن ينسخ‬
‫مبقتىض قانون املسطرة اجلنائية(‪ .)87‬ففي معرض حديث هذا الخري عن العالقات القضائية مع السلطات‬
‫الجنبية‪ ،‬نصت املادة ‪ 713‬عىل اإعطاء "الولوية لالتفاقيات ادلولية عىل القوانني الوطنية فامي خيص التعاون‬
‫القضايئ مع ادلول الجنبية"‪ ،‬وأضافت بأنه "ال تطبق مقتضيات هذا الباب‪ ،‬اإال يف حاةل عدم وجود اتفاقيات‬
‫أو يف حاةل خلو تكل االتفاقيات من الحاكم الواردة به"‪ .‬ويف نفس الس ياق‪ ،‬فاإن ظهري مغربة بعض النشطة‬
‫احتفظ لالتفاقيات ادلولية حبق الس بقية يف التطبيق عىل القانون ادلاخيل‪ ،‬وهو ما يتضح جبالء من املادة‬
‫الوىل واليت جاء فهيا‪" :‬اإن العامل احملددة الحئهتا مبرسوم ال ميكن أن ميارسها مع مراعاة مقتضيات االتفاقيات‬
‫ادلولية املنشورة بصفة قانونية اإال أشخاص ذاتيون أو معنويون مغاربة ابتداء من اترخي يعني خبصوص لك قطاع‬
‫أو مجموعة من القطاعات يف مرسوم يتخذ ابقرتاح من الوزير أو الوزراء املعنيني ابلمر"(‪ .)88‬وميتد تطبيق‬
‫االتفاقية ادلولية وترجيحها عىل الترشيع ادلاخيل اإىل موضوع العقود التجارية‪ ،‬ذكل أن مدونة التجارة(‪)89‬‬

‫(‪ )84‬ظهري شيف رق ‪ 1.58.250‬الصادر يف ‪ 21‬من صفر ‪ 6( 1378‬سبمترب ‪ )1958‬بسن قانون اجلنس ية املغربية‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد‬
‫‪ 2395‬بتارخي ‪ 4‬ربيع الول ‪ 19( 1378‬سبمترب ‪ ،)1958‬ص‪.2190 .‬‬
‫(‪ )85‬ظهري شيف رق ‪ 1.07.80‬صادر يف ‪ 3‬ربيع الول ‪ 23( 1428‬مارس ‪ )2007‬بتنفيذ القانون رق ‪ 62.06‬بتغيري وت متمي الظهري الرشيف‬
‫رق ‪ 1.58.250‬الصادر يف ‪ 21‬من صفر ‪ 6( 1378‬سب مترب ‪ )1958‬بسن قانون اجلنس ية املغربية‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 5513‬بتارخي ‪ 13‬ربيع‬
‫الول ‪ 2( 1428‬أبريل ‪ ،)2007‬ص‪.1116 .‬‬
‫(‪ )86‬ظهري شيف رق ‪ 1.58.057‬صادر بتارخي ‪ 25‬ربيع الثاين ‪ 8( 1378‬نومفرب ‪ )1958‬بشأن تسلمي اجملرمني الجانب اإىل حكوماهتم‪،‬‬
‫جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 2408‬بتارخي ‪ 8‬جامدى الثانية ‪ 19( 1378‬ديسمرب ‪ ،)1958‬ص‪.3051 .‬‬
‫(‪ )87‬ظهري شيف رق ‪ 1.02.255‬صادر يف ‪ 25‬من رجب ‪ 3( 1423‬أكتوبر ‪ )2002‬بتنفيذ القانون رق ‪ 22.01‬املتعلق ابملسطرة اجلنائية‪،‬‬
‫جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 5078‬بتارخي ‪ 27‬ذي القعدة ‪ 30( 1423‬يناير ‪ ،)2003‬ص‪.315 .‬‬
‫(‪ )88‬ظهري شيف رق ‪ 1.73.210‬بتارخي ‪ 26‬حمرم ‪ 2( 1393‬مارس ‪ )1973‬يتعلق مبامرسة بعض العامل‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 3149‬بتارخي‬
‫فاحت صفر ‪ 7( 1393‬مارس ‪ ،)1973‬ص‪ .688 .‬أنظر النص التطبيقي لهذا الظهري‪ :‬مرسوم رق ‪ 2.73.220‬بتارخي ‪ 5‬ربيع الثاين ‪8( 1393‬‬
‫مايو ‪ )1973‬بتطبيق الظهري الرشيف مبثابة قانون رق ‪ 1.73.210‬الصادر يف ‪ 26‬حمرم ‪ 2( 1393‬مارس ‪ )1973‬يتعلق مبامرسة بعض‬
‫العامل‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 3158‬بتارخي ‪ 6‬ربيع الثاين ‪ 9( 1393‬مايو ‪ )1973‬ص‪.1402 .‬‬
‫(‪ )89‬ظهري شيف رق ‪ 1.96.83‬صادر يف ‪ 15‬من ربيع الول ‪( 1417‬فاحت غشت ‪ )1996‬بتنفيذ القانون رق ‪ 15.95‬املتعلق مبدونة التجارة‪،‬‬
‫‪77‬‬
‫خصصت كتاهبا الرابع لهذه العقود ومن مضهنا عقد النقل اذلي عرفته املادة ‪ 443‬عىل الشلك التايل‪" :‬عقد النقل‬
‫اتفاق يتعهد مبقتضاه الناقل مقابل مثن بأن ينقل خشصا أو شيئا اإىل ماكن معني‪ ،‬مع مراعاة مقتضيات النصوص‬
‫اخلاصة يف مادة النقل واالتفاقيات ادلولية اليت تعد اململكة املغربية طرفا فهيا"‪ .‬ومن اجملاالت اليت أعطى فهيا‬
‫املرشع املغريب الس بقية للمعاهدة ادلولية عىل حساب القانون الوطين عند التعارض‪ ،‬جمال حقوق املؤلف‪،‬‬
‫وهو ما يظهر بوضوح من خالل تصفح القانون املنظم لهذا القطاع‪ .‬فاملادة ‪ 68‬أقرت هذا احلل رصاحة بقولها‪:‬‬
‫"اإن مقتضيات أي معاهدة دولية متعلقة حبقوق املؤلف واحلقوق اجملاورة واليت تكون اململكة املغربية قد صادقت‬
‫علهيا‪ ،‬تعترب قابةل للتطبيق عىل احلاالت املنصوص علهيا يف هذا القانون‪ .‬ويف حاةل وجود تعارض بني مقتضيات‬
‫هذا القانون ومقتضيات معاهدة دولية صادقت علهيا اململكة املغربية‪ ،‬تطبق مقتضيات املعاهدة ادلولية"(‪.)90‬‬
‫ومييل املرشع اإىل ترجيح كفة املعاهدة ادلولية خبصوص بعض املواضيع ذات البعد ادلويل كن يتعلق‬
‫المر بدخول وإاقامة الجانب فوق الرتاب الوطين‪ .‬فالقانون ‪ 02.03‬يف املادة الوىل منه اس تثىن من تطبيق‬
‫مقتضياته الفراد اذلين‪ ،‬حبمك وظائفهم‪ ،‬خيضعون لترشيع دويل‪" :‬خيضع دخول الجانب إاىل اململكة املغربية‬
‫وإاقامهتم هبا لحاكم هذا القانون‪ ،‬مع مراعاة مفعول االتفاقيات ادلولية املنشورة بصفة رمسية"(‪ .)91‬وظل املرشع‬
‫املغريب وفيا ملبدأ مسو القاعدة القانونية ادلولية عىل القاعدة القانونية الوطنية يف تقنينه ملهنة احملاماة‪ .‬فلك‬
‫التعديالت اليت أدخلت عىل القانون املنظم لها مل متس هذا املبدأ يف جوهره‪ .‬ويكفي هنا أن نورد أحدث نص‬
‫ترشيعي يف املوضوع‪ ،‬ويتعلق المر ابلقانون رق ‪ )92(28.08‬حيث نص يف املادة ‪ 5‬عىل الرشوط اليت جيب‬
‫توفرها يف املرحش ملزاوةل هذه املهنة‪" :‬أن يكون مغربيا أو من مواطين دوةل تربطها ابململكة املغربية اتفاقية تسمح‬
‫ملواطين لك من ادلولتني مبامرسة همنة احملاماة يف ادلوةل الخرى‪ ،‬مع مراعاة مبدأ التعامل ابملثل مع هذه ادلول"‪.‬‬
‫واكن جيب انتظار املراجعة ادلس تورية لس نة ‪ 1992‬ليضيف املرشع ادلس توري فقرة اإىل ادليباجة‬
‫أصبح املغرب مبقتضاها يتشبث حبقوق االإنسان كام يه متعارف علهيا عامليا‪ ،‬ومتت اإعادة التأكيد عىل هذا‬
‫املقتىض يف دس تور ‪ .1996‬وعىل الرمغ من القمية املضافة اليت جاءت هبام املراجعتان ادلس توريتان‪ ،‬غري أن‬
‫مشلك التناقض بني القانون ادلويل والقانون الوطين مل حيسم هنائيا وأصبح التضارب مزية الاجهتاد القضايئ‬
‫لس نوات طويةل‪ .‬فالغموض ظل يكتنف الترشيع الوطين بسبب غياب أي فصل من فصول من ادلس تور يوحض‬
‫موقع االتفاقية ادلولية داخل الرتاتبية القاعدية‪ ،‬اليشء اذلي ترك اجملال مفتوحا أمام لك الاحامتالت والتفسريات‬

‫جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 4418‬بتارخي ‪ 19‬جامدى الوىل ‪ 3( 1417‬أكتوبر ‪ ،)1996‬ص‪.2187 .‬‬


‫(‪ )90‬ظهري شيف رق ‪ 1.00.20‬صادر يف ‪ 9‬ذو القعدة ‪ 15( 1420‬فرباير ‪ )2000‬بتنفيذ القانون رق ‪ 2.00‬املتعلق حبقوق املؤلف واحلقوق‬
‫اجملاورة‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 4796‬بتارخي ‪ 14‬صفر ‪ 18( 1421‬مايو ‪ ،)2000‬ص‪.1112 .‬‬
‫(‪ )91‬ظهري شيف رق ‪ 1.03.196‬صـــادر يف ‪ 16‬من رمضـــان ‪ 11( 1424‬نومفرب ‪ )2003‬بتنفيذ القانون رق ‪ 02.03‬املتعلق بدخول و إاقامة‬
‫الجانب ابململكة املغربية وابلهجرة غري املرشوعة‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 5160‬بتارخي ‪ 18‬رمضان ‪ 13( 1424‬نومفرب ‪ ،)2003‬ص‪.3817 .‬‬
‫(‪ )92‬ظهري شيف رق ‪ 1.08.101‬صادر يف ‪ 20‬من شوال ‪ 20( 1429‬أكتوبر ‪ )2008‬بتنفيذ القانون رق ‪ 28.08‬املتعلق بتعديل القانون‬
‫املنظم ملهنة احملاماة‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 5680‬بتارخي ‪ 7‬ذو القعدة ‪ 6( 1429‬نومفرب ‪ ،)2008‬ص‪.4044 .‬‬
‫‪78‬‬
‫والتأويالت‪ ،‬وأدى هذا لكه ابلنتيجة اإىل تضارب يف الحاكم الصادرة عن خمتلف حمامك اململكة‪ .‬بقراءة مشولية‬
‫وتركيبية للك النصوص القانونية اليت أوردانها يف موضوع العالقة بني القانون ادلويل والترشيع الوطين ميكن أن‬
‫نسمل بأن املرشع املغريب منح مضنيا‪ ،‬كقاعدة عامة‪ ،‬الولوية للقانون ادلاخيل‪ ،‬واس تثناء للقانون ادلويل يف حاةل‬
‫التعارض‪.‬‬
‫ونظرا جلدية وراهنية املوضوع وتداعياته عىل حقوق الفراد‪ ،‬فقد احتل صدارة الحداث وشلك حمور‬
‫افتتاح الس نة القضائية لس نة ‪ 2001‬أمام املكل‪ ،‬حيث تطرق الرئيس الول للمجلس العىل لول مرة لهذا‬
‫املوضوع احليوي واحلساس‪ ،‬وقال هبذا اخلصوص‪" :‬لقد صادقت اململكة املغربية عىل العديد من االتفاقيات‬
‫ادلولية املتعلقة حبقوق االإنسان أو انضمت اإلهيا‪ ،‬ومن بيهنا العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية‬
‫املؤرخ يف ‪ 16‬دجنرب ‪ ،1966‬وإاذا اكن كثري من مقتضياته مضمنا يف القوانني الوطنية املغربية‪ ،‬فاإن البعض مهنا‬
‫غري مضمن هبا أو متناقض معها‪ ،‬ومن هنا اكن عىل اجمللس العىل أن يعاجل موضوع تطبيق االتفاقيات ادلولية‬
‫وماكنهتا القانونية"(‪ .)93‬ورمغ استشهاد الس يد اإدريس الضحاك ببعض الاجهتادات القضائية الصادرة عن اجمللس‬
‫العىل واليت تعطي الولوية للمعاهدة ادلولية عىل القانون الوطين‪ ،‬فاإن ذكل حسب رأيه ال يسعف يف "القول‬
‫بأن اجمللس قد اس تقر عىل مبدأ مسو االتفاقيات ادلولية عىل القانون ادلاخيل رمغ ما يثريه املدافعون عن هذا‬
‫الاجتاه من جحج وعىل رأسها التنصيص يف بعض الترشيعات املغربية عىل هذه الفضلية"‪ .‬واس تعرض وضعية‬
‫القانونني الفرنيس واالإس باين وموقف القضاء فهيام ليخلص يف هناية المر اإىل أن املسأةل ال تعدو أن تكون جمرد‬
‫تنوع وليس اضطرااب يف العمل القضايئ‪ ،‬ذكل أن هناك مجموعة من املعايري‪ ،‬اليت تؤخذ يف احلس بان من طرف‬
‫القايض لتطبيق هذا النص أو ذاك‪ ،‬مهنا "نرش االتفاقية بعد القانون الوطين مما ميكن تصور رغبة املرشع يف‬
‫تعديهل‪ ،‬أو العكس مما قد يعين رغبة املرشع يف المتيزي بني مسؤولية ادلوةل ادلولية يف تنفيذ الالزتامات وحرية‬
‫القضاء ادلاخيل يف تنفيذ القانون ادلاخيل‪ ،‬وإاذا اكن هناك اجتاهان أحدهام منفتح يريم اإىل التنفيذ املباش‬
‫لالتفاقيات‪ ،‬فاإن هناك اجتاها متحفظا وحذرا يريم اإىل الاتزان يف التنفيذ‪ ،‬لكن مع ذكل وابلنس بة لالتفاقيات‬
‫اليت تصون حقوق االإنسان وتمنهيا مييل القضاء يف العديد من ادلول حنو مسو هذه االتفاقيات عن القوانني‬
‫ادلاخلية أي تدويل ما هو وطين عوض تأممي ما هو دويل"‪.‬‬
‫ابعامتد دس تور ‪ ،2011‬س يعرف املغرب فصال جديدا يف حتديد العالقة بني القانون ادلويل والقانون‬
‫ادلاخيل حيث س يعلن رمسيا قبوهل بسمو الول عىل الثاين وتكريسه ملبدأ كونية حقوق االإنسان‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التكريس الدستوري لمبدأ كونية حقوق اإلنسان‬
‫منذ حصول املغرب عىل الاس تقالل عام ‪ ،1956‬ابدر اإىل الاخنراط يف املنظومة الممية اخلاصة حبقوق‬
‫االإنسان‪ .‬واكنت ملراجعة ادلس تور يف ‪ 1992‬و‪ 1996‬أمهية قصوى حيث تواىل مسلسل التصديق عىل االتفاقيات‬

‫(‪ )93‬اإدريس الضحاك‪" ،‬من قرارات اجمللس العىل يف صون حقوق االإنسان وتمنيهتا"‪ ،‬لكمة مبناس بة افتتاح الس نة القضائية ‪ ،2001‬جمةل‬
‫قضاء اجمللس العىل‪ ،‬عدد ‪ ،55‬يناير ‪ ،2000‬ص‪.21.‬‬
‫‪79‬‬
‫ادلولية كام مر معنا‪ .‬فمبوجب هذا التعديل ادلس توري النوعي‪ ،‬أكد املغرب يف ديباجة ادلس تور بصفة رمسية‬
‫ال رجعة فهيا تشبثه حبقوق االإنسان كام يه متعارف علهيا دوليا‪ .‬ورمغ هذا التطور الهام وغري املس بوق عىل‬
‫مس توى اإقرار مبدأ انضامم املغرب اإىل فريق ادلول اليت تعرتف بسمو املعاهدات ادلولية عىل ترشيعها ادلاخيل‪،‬‬
‫فاإنه أىب اإال أن يدمج يف دس تور ‪ 2011‬مجةل من الفصول والفقرات اليت حتسم هنائيا مع مسأةل القمية القانونية‬
‫لالتفاقية ادلولية واملاكنة اليت حتتلها مضن مصادر الترشيع‪ ،‬فتابع بشلك تدرجيي وسلس مسلسل الاخنراط يف‬
‫املنظومة ادلولية كام رأينا‪ ،‬مع اهامتمه يف الونة الخرية ببعض االتفاقيات املعمتدة يف اإطار هجوي(‪ .)94‬وعرب‬
‫املغرب عن اإميانه الراخس هبذه القمي يف الوثيقة ادلس تورية ابتداء من ادليباجة حيث أكد متسكه الواحض والرصحي‬
‫مبجموعة من املبادئ الكربى عىل الشلك التايل‪" :‬وإادرأاك مهنا لرضورة تقوية ادلور اذلي تضطلع به عىل الصعيد‬
‫ادلويل‪ ،‬فاإن اململكة املغربية‪ ،‬العضو العامل النش يط يف املنظامت ادلولية‪ ،‬تتعهد ابلزتام ما تقتضيه مواثيقها من‬
‫مبادئ وحقوق وواجبات‪ ،‬وتؤكد تشبهثا حبقوق االإنسان كام يه متعارف علهيا عامليا‪ .‬كام تؤكد عزهما عىل‬
‫مواصةل العمل للمحافظة عىل السالم والمن يف العامل"‪ .‬تعزيزا للحصيةل االإجيابية اليت حققها املغرب يف جمال‬
‫حقوق االإنسان‪ ،‬وحتصينا للمكتس بات اليت رامكها خالل عقود متتالية‪ ،‬فاإنه يؤكد جمددا الزتامه املطلق بـ "حامية‬
‫منظوميت حقوق االإنسان والقانون ادلويل االإنساين(‪ )95‬والهنوض هبام‪ ،‬واالإسهام يف تطويرهام؛ مع مراعاة الطابع‬
‫الكوين لتكل احلقوق‪ ،‬وعدم قابليهتا للتجزيء"‪.‬‬
‫من دون شك‪ ،‬يتحقق احرتام حقوق االإنسان والهنوض هبا عرب الانضامم اإىل الصكوك ادلولية اليت‬
‫أقرت مباكنة الفرد وكرامته‪ ،‬والعمل عىل تنفيذها حبسن نية‪ .‬من هذا املنظور‪ ،‬يصنف املغرب يف خانة ادلول‬
‫اليت صادقت عىل أهمات االتفاقيات ادلولية مع ما تقتضيه من الزتامات وتبعات‪ .‬ولتفعيل الطابع ا إاللزايم لهذه‬

‫(‪ )94‬من الامنذج احلديثة‪ ،‬نذكر‪ :‬الاتفاقية الوروبية بشأن ممارسة حقوق الطفال‪ :‬ظهري شيف رق ‪ 1.14.25‬صادر يف ‪ 4‬جامدى الوىل‬
‫‪ 6( 1435‬مارس ‪ )2014‬بتنفيذ القانون رق ‪ 146.12‬املوافق مبوجبه عىل االتفاقية الوروبية بشأن ممارسة حقوق الطفال‪ ،‬املوقعة‬
‫بسرتاس بورغ يف ‪ 25‬يناير ‪ ،1996‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 6242‬بتارخي ‪ 25‬جامدى الوىل ‪ 27( 1435‬مارس ‪ ،)2014‬ص‪3561 .‬؛ اتفاقية‬
‫بشأن العالقات الشخصية للطفل‪ :‬ظهري شيف رق ‪ 1.14.86‬صادر يف ‪ 12‬من رجب ‪ 12( 1435‬ماي ‪ )2014‬بتنفيذ القانون رق ‪147.12‬‬
‫املوافق مبوجبه عىل االتفاقية بشأن العالقات الشخصية للطفل (جملس أورواب)‪ ،‬املوقعة بسرتاس بورغ يف ‪ 15‬ماي ‪ ،2003‬جريدة رمسية‪،‬‬
‫عدد ‪ 6260‬بتارخي ‪ 29‬رجب ‪ 29( 1435‬ماي ‪ ،)2014‬ص‪4711 .‬؛ اتفاقية جملس أورواب حول حامية الطفال من الاس تغالل والاعتداء‬
‫اجلنيس‪ :‬ظهري شيف رق ‪ 1.14.87‬صادر يف ‪ 12‬من رجب ‪ 12( 1435‬ماي ‪ )2014‬بتنفيذ القانون رق ‪ 148.12‬املوافق مبوجبه عىل‬
‫اتفاقية جملس أورواب حول حامية الطفال من الاس تغالل والاعتداء اجلنيس‪ ،‬املوقعة بالنزاروت يف ‪ 25‬أكتوبر ‪ ،2007‬جريدة رمسية‪،‬‬
‫عدد ‪ 6260‬بتارخي ‪ 29‬رجب ‪ 29( 1435‬ماي ‪ ،)2014‬ص‪.4712 .‬‬
‫(‪ )95‬تصديقا ذلكل‪ ،‬صادق املغرب عىل الربوتوكولني املضافني اإىل اتفاقيات جنيف‪ :‬ظهري شيف رق ‪ 1.97.141‬صادر يف فاحت رمضان‬
‫‪ 2( 1432‬أغسطس ‪ )2011‬بنرش الربوتوكولني رق ‪ 1‬و ‪ 2‬املضافني اإىل اتفاقيات جنيف املؤرخة بـ ‪ 12‬أغسطس ‪ 1949‬واملتعلقة حبامية‬
‫حضااي املنازعات املسلحة ادلولية أو غري ادلولية‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 6001‬بتارخي ‪ 9‬حمرم ‪ 5( 1433‬ديسمرب ‪ ،)2011‬ص‪5708 .‬؛ ظهري‬
‫شيف رق ‪ 1.09.141‬صادر يف ‪ 4‬جامدى الوىل ‪ 6( 1435‬مارس ‪ )2014‬بنرش الربوتوكول الثاين التفاقية الهاي لعام ‪ 1954‬اخلاصة‬
‫حبامية املمتلاكت الثقافية يف حاةل نزاع مسلح املوقع بالهاي يف ‪ 26‬مارس ‪ ،1999‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 6292‬مكرر بتارخي ‪ 23‬ذو القعدة‬
‫‪ 19( 1435‬سبمترب ‪ ،)2014‬ص‪6962 .‬؛ ظهري شيف رق ‪ 1.15.116‬صادر يف ‪ 18‬من شوال ‪ 4( 1436‬أغسطس ‪ )2015‬بتنفيذ القانون‬
‫رق ‪ 08.15‬املوافق مبوجبه عىل اتفاق املقر املوقع ابلرابط يف ‪ 24‬نومفرب ‪ 2014‬بني حكومة اململكة املغربية واللجنة ادلولية للصليب المحر‪،‬‬
‫جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 6387‬بتارخي فاحت ذو القعدة ‪ 17( 1436‬أغسطس ‪ ،)2015‬ص‪.7077 .‬‬
‫‪80‬‬
‫النصوص ادلولية‪ ،‬رصح ادلس تور رمسيا يف ديباجته دامئا أن ادلوةل تلزتم بـ "جعل االتفاقيات ادلولية‪ ،‬كام صادق‬
‫علهيا املغرب‪ ،‬ويف نطاق أحاكم ادلس تور‪ ،‬وقوانني اململكة‪ ،‬وهويهتا الوطنية الراخسة‪ ،‬تسمو‪ ،‬فور نرشها‪ ،‬عىل‬
‫الترشيعات الوطنية‪ ،‬والعمل عىل مالءمة هذه الترشيعات‪ ،‬مع ما تتطلبه تكل املصادقة"‪ .‬وبغية وضع حد‬
‫للجدل القانوين ادلائر حول القمية القانونية اليت تس بغ عىل ديباجة ادلس تور‪ ،‬حيث ينفي عهنا فريق من الفقهاء‬
‫أي صبغة اإلزامية مرحجا طبيعهتا الدبية ال أقل وال أكرث‪ ،‬اعترب املغرب أن هذا التصدير يشلك جزء ال يتجزأ‬
‫من ادلس تور‪ .‬وال ختفى الاثر القانونية اليت تتودل عن هذا الاعرتاف ادلس توري حيث ميكن للمتقاضني‬
‫الاحتجاج ابدليباجة أمام خمتلف حمامك اململكة‪ .‬وللتذكري‪ ،‬فقد تبىن سابقا جزء من القضاء املغريب فكرة استبعاد‬
‫أرحجية االتفاقيات ادلولية عىل الترشيع الوطين املنصوص علهيا يف ديباجيت دس توري ‪ 1992‬و‪ 1996‬يف حني‬
‫دافع تيار أخر عن فكرة مسو الصكوك ادلولية يف مواهجة القانون ادلاخيل‪.‬‬
‫اإن مبدأ عاملية حقوق االإنسان املكرس دس توراي هل حضور قوي ووازن مضن أبواب ادلس تور‪ ،‬من‬
‫ذكل أن املرشع ادلس توري أورد بعض اجلرامئ احملرمة دوليا وأعاد التأكيد عىل جترميها وطنيا مبقتىض الوثيقة‬
‫ادلس تورية‪" :‬يعاقب القانون عىل جرمية االإابدة وغريها من اجلرامئ ضد االإنسانية‪ ،‬وجرامئ احلرب‪ ،‬واكفة‬
‫الانهتأاكت اجلس مية واملمهنجة حلقوق االإنسان" (الفصل ‪ .)23‬ومضن طائفة احلقوق الس ياس ية‪ ،‬حتتل الانتخاابت‬
‫ماكنة هامة يف ادلس تور ابعتبارها أآلية دميقراطية الختيار ممثيل المة يف اجملالس النيابية‪ .‬وتوىل الفصل ‪ 11‬تبيان‬
‫هذه المهية القصوى والالزتامات امللقاة عىل عاتق السلطات العمومية مس تلهام املعايري ادلولية يف تنظميها‬
‫وإاجراهئا‪" :‬الانتخاابت احلرة والزنهية والشفافة يه أساس مرشوعية المتثيل ادلميقراطي‪ .‬السلطات العمومية‬
‫ملزمة ابحلياد التام إازاء املرتحشني‪ ،‬وبعدم المتيزي بيهنم"‪ .‬تصديقا لهذه املبادئ وتزنيال ملضموهنا‪ ،‬أولك ادلس تور‬
‫للقانون سلطة حتديد "القواعد اليت تضمن الاس تفادة‪ ،‬عىل حنو منصف‪ ،‬من وسائل االإعالم العمومية‪ ،‬واملامرسة‬
‫الاكمةل للحرايت واحلقوق الساس ية‪ ،‬املرتبطة ابمحلالت الانتخابية‪ ،‬وبعمليات التصويت"‪ ،‬كام محل السلطات‬
‫اخملتصة بتنظمي الانتخاابت بواجب السهر عىل تطبيقها‪ .‬لقد ريض املغرب‪ ،‬عرب متثهل لهذه املبادئ العاملية‪ ،‬بأن‬
‫يفسح الطريق واسعا أمام املراقبني ادلوليني حلضور وتتبع معليات التصويت املنظمة يف سائر أحناء اململكة‬
‫كعربون عىل احرتامه ادلقيق لزناهة وشفافية الانتخاابت وما تسفر عنه صناديق الاقرتاع من نتاجئ‪ .‬ويف هذا‬
‫االإطار‪ ،‬توىل القانون تبيان شوط وكيفيات املالحظة املس تقةل واحملايدة لالنتخاابت‪ ،‬طبقا للمعايري املتعارف‬
‫علهيا دوليا‪ .‬شهران فقط بعد اإصدار ادلس تور اجلديد‪ ،‬وبغية التحضري المثل لالنتخاابت الترشيعية املقرر‬
‫اإجراؤها يوم ‪ 25‬نومفرب ‪ ،2011‬اعمتد املرشع القانون رق ‪ )96(30.11‬للمسامهة يف تأطري وإاجناح العملية الانتخابية‪،‬‬
‫الوىل من نوعها يف العهد ادلس توري اجلديد‪" :‬يقصد ابملالحظة املس تقةل واحملايدة لالنتخاابت يف هذا القانون‬
‫لك معلية هتدف إاىل التتبع امليداين لسري العمليات الانتخابية وجتميع معطياهتا مبوضوعية وجترد وحياد‪ ،‬وتقيمي‬
‫ظروف تنظميها وإاجراهئا ومدى احرتاهما للقواعد ادلس تورية والنصوص الترشيعية والتنظميية املتعلقة ابالنتخاابت‬
‫(‪ )96‬ظهري شيف رق ‪ 1.11.162‬صادر يف فاحت ذي القعدة ‪ 29( 1432‬سبمترب ‪ )2011‬بتنفيذ القانون رق ‪ 30.11‬القايض بتحديد شوط‬
‫وكيفيات املالحظة املس تقةل واحملايدة لالنتخاابت‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 5984‬بتارخي ‪ 8‬ذو القعدة ‪ 6( 1432‬أكتوبر ‪ ،)2011‬ص‪.4931 .‬‬
‫‪81‬‬
‫واملعايري ادلولية‪ ،‬من خالل اإعداد تقارير بشأهنا تتضمن مالحظات اجلهات املعدة لهذه التقارير‪ ،‬وعند الاقتضاء‪،‬‬
‫توصياهتا اليت ترفعها للسلطات املعنية" (املادة الوىل)‪.‬‬
‫ارتباطا مبوضوع الانتخاابت دامئا‪ ،‬أقر ادلس تور للجانب مجةل من احلقوق واحلرايت ميارسوهنا عىل‬
‫قدم املساواة مع املواطنني‪ ،‬فضال عن انفتاح املغرب عىل التجارب الجنبية اليت متعت هذه الفئة من اجملمتع‬
‫حبق املشاركة يف الانتخاابت احمللية‪" :‬يمتتع الجانب ابحلرايت الساس ية املعرتف هبا للمواطنات واملواطنني‬
‫املغاربة‪ ،‬وفق القانون‪ .‬وميكن للجانب املقميني ابملغرب املشاركة يف الانتخاابت احمللية‪ ،‬مبقتىض القانون أو‬
‫تطبيقا التفاقيات دولية أو ممارسات املعامةل ابملثل" (الفصل ‪.)30‬‬
‫ومن التطبيقات العملية الإعامل مقتضيات الصكوك ادلولية اخلاصة حبقوق االإنسان‪ ،‬ما ذهب اإليه‬
‫املرشع ادلس توري عند تناوهل ملبدأ املساواة بني الرجل واملرأة‪ ،‬حيث جعل من االتفاقيات ادلولية املصادق‬
‫علهيا مصدرا رئيس يا اإىل جانب املصادر التقليدية الخرى‪" :‬يمتتع الرجل واملرأة‪ ،‬عىل قدم املساواة‪ ،‬ابحلقوق‬
‫واحلرايت املدنية والس ياس ية والاقتصادية والاجامتعية والثقافية والبيئية‪ ،‬الواردة يف هذا الباب من ادلس تور‪،‬‬
‫ويف مقتضياته الخرى‪ ،‬وكذا يف االتفاقيات واملواثيق ادلولية‪ ،‬كام صادق علهيا املغرب‪ ،‬ولك ذكل يف نطاق‬
‫أحاكم ادلس تور وثوابت اململكة وقوانيهنا" (الفصل ‪ .)97( )19‬ومن مظاهر تشبث املغرب ابملعايري ادلولية ذات‬
‫الصةل حبقوق االإنسان‪ ،‬اإحداث اجمللس الوطين حلقوق االإنسان وتلكيفه بتتبع وضعية حقوق االإنسان يف اكفة‬
‫جماالهتا وأبعادها‪ ،‬فهو "مؤسسة وطنية تعددية ومس تقةل‪ ،‬تتوىل النظر يف مجيع القضااي املتعلقة ابدلفاع عن‬
‫حقوق االإنسان واحلرايت وحاميهتا‪ ،‬وبضامن ممارس هتا الاكمةل‪ ،‬والهنوض هبا وبصيانة كرامة وحقوق وحرايت‬
‫املواطنات واملواطنني‪ ،‬أفرادا وجامعات‪ ،‬وذكل يف نطاق احلرص التام عىل احرتام املرجعيات الوطنية والكونية‬
‫يف هذا اجملال" (الفصل ‪ .)161‬بذكل يكون ادلس تور قد أعاد التأكيد عىل ما قرره املرشع يف النص املنشئ لهذا‬
‫اجمللس(‪ .)98‬ويف نفس الس ياق‪ ،‬مت اإنشاء مندوبية وزارية ملكفة حبقوق االإنسان ملحقة برئيس احلكومة(‪)99‬‬

‫أنيط هبا "هممة اإعداد وتنفيذ الس ياسة احلكومية يف جمال ادلفاع عن حقوق االإنسان والقانون ادلويل االإنساين‬
‫وحاميهتا والهنوض هبا وذكل بتنس يق مع القطاعات الوزارية والهيئات املعنية"‪ .‬ابالإضافة اإىل ذكل‪ ،‬مت تلكيف‬

‫(‪ )97‬وقد بلور اجمللس الاقتصادي والاجامتعي والبييئ رأاي حول مرشوع القانون رق ‪ 79.14‬املتعلق هبيئة املناصفة وماكحفة لك أشاكل‬
‫المتيزي‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 6453‬بتارخي ‪ 25‬جامدى الخرة ‪ 4( 1437‬أبريل ‪ ،)2016‬ص‪.2946 .‬‬
‫(‪ )98‬ظهري شيف رق ‪ 1.11.19‬صادر يف ‪ 25‬من ربيع الول ‪( 1432‬فاحت مارس ‪ )2011‬ابإحداث اجمللس الوطين حلقوق االإنسان‪ ،‬جريدة‬
‫رمسية‪ ،‬عدد ‪ 5922‬بتارخي ‪ 27‬ربيع الول ‪ 3( 1432‬مارس ‪ ،)2011‬ص‪ .574 .‬مت نسخ هذا الظهري مبقتىض نص جديد‪ :‬ظهري شيف رق‬
‫‪ 1.18.17‬صادر يف ‪ 5‬جامدى الخرة ‪ 22( 1439‬فرباير ‪ )2018‬بتنفيذ القانون رق ‪ 76.15‬املتعلق ابإعادة تنظمي اجمللس الوطين حلقوق‬
‫االإنسان‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 6652‬بتارخي ‪ 12‬جامدى الخرة ‪( 1439‬فاحت مارس ‪ ،)2018‬ص‪.1227 .‬‬
‫(‪ )99‬مرسوم رق ‪ 2.11.150‬صادر يف ‪ 7‬جامدى الوىل ‪ 11( 1432‬أبريل ‪ )2011‬ابإحداث مندوبية وزارية ملكفة حبقوق االإنسان وبتحديد‬
‫اختصاصاهتا وتنظ ميها‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 5933‬بتارخي ‪ 7‬جامدى الوىل ‪ 11( 1432‬أبريل ‪ ،)2011‬ص‪.2143 .‬‬
‫‪82‬‬
‫املندوبية "ابقرتاح لك تدبري هيدف اإىل ضامن دخول االتفاقيات ادلولية حلقوق االإنسان والقانون ادلويل االإنساين‬
‫اليت يكون املغرب طرفا فهيا حزي التنفيذ" (املادة ‪.)2‬‬
‫والزال املغرب وفيا ملبدأ مسو االتفاقيات ادلولية عىل القانون ادلاخيل حيث أعاد التأكيد جمددا عىل‬
‫احرتامه اللزتاماته عىل املس توى ادلويل وذكل عند اعامتده للقانون اجلديد املتعلق ابلتجارة اخلارجية(‪ ،)100‬وكذا‬
‫تعديهل ملدونة التجارة البحرية حيث ينص الفصل ‪ 9‬عىل أنه "لقياس محوةل السفن احلامةل للعمل املغريب تطبق‬
‫القواعد املنصوص علهيا يف االتفاقيات ادلولية املعمول هبا يف هذا اجملال واملصادق علهيا من قبل اململكة املغربية‬
‫واليت مت نرشها يف اجلريدة الرمسية"(‪.)101‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬االستثناءات الواردة على مبدأ عالمية حقوق اإلنسان‬
‫تؤش املقتضيات ادلس تورية اجلديدة يف موضوع العالقة بني القانون ادلويل والقانون الوطين عىل رغبة‬
‫املغرب الواحضة يف الانضامم اإىل حظرية ادلول اليت تعطي الولوية يف التطبيق للمصدر ادلويل عىل حساب‬
‫الترشيع ادلاخيل‪ ،‬ويه وضعية غري متواترة يف كثري من ادلول لمتسكها ابملفهوم املطلق واملفرط للس يادة الوطنية‪.‬‬
‫وإاذا اكن املغرب قد قام مبجهودات جبارة خالل العقود الخرية من أجل اإدراج املعايري ادلولية يف منظومته‬
‫الترشيعية وذكل ابالإقبال املكثف عىل املصادقة يف وقت وجزي عىل نس بة هممة من الصكوك ادلولية املتعلقة‬
‫حبقوق االإنسان‪ ،‬فاإن انامتءه اإىل الثقافة العربية االإسالمية حمت عليه االإبقاء عىل بعض الاس تثناءات القليةل حىت‬
‫يضمن الانسجام بني انفتاحه املتبرص عىل الرتسانة القانونية ادلولية ومتسكه ابلثوابت الساس ية واملقاصد الكربى‬
‫للترشيع االإساليم‪ .‬اإن مبدأ كونية حقوق االإنسان املكرس يف نص ادلس تور قد يصطدم ببعض املقتضيات المرة‬
‫ذات املرجعية ادلينية واليت ال جتوز خمالفهتا‪ ،‬وهو ما أوحضته الوثيقة ادلس تورية عندما ربطت ديباجهتا مسو‬
‫االتفاقيات ادلولية ابحرتام قوانني اململكة وهويهتا الوطنية الراخسة‪ .‬بتعبري أخر‪ ،‬ال تمت املصادقة عىل أي اتفاقية‬
‫دولية اإال بعد حفصها حفصا دقيقا والتأكد من انسجاهما التام مع الترشيع ادلاخيل‪ .‬ولعل موضوع املساواة بني‬
‫الرجل واملرأة يف ادلس تور ويف الواقع من أكرب القضااي عرضة للجدل والنقاش بني مؤيد ومعارض‪ ،‬اليشء اذلي‬
‫دفع املرشع ادلس توري إاىل حسم اخلالف ابلتنصيص عىل رضورة أن يمت ذكل ابحرتام أحاكم ادلس تور وثوابت‬
‫اململكة وقوانيهنا (الفصل ‪ .)19‬وحىت ال يتوسع يف تفسري هذه الثوابت‪ ،‬فقد حرصها الفصل الول من ادلس تور‬
‫يف مجةل من املكوانت الساس ية والقوامس املشرتكة للك فئات اجملمتع عىل الشلك التايل‪" :‬تستند المة يف‬
‫حياهتا العامة عىل ثوابت جامعة‪ ،‬تمتثل يف ادلين ا إالساليم السمح‪ ،‬والوحدة الوطنية متعددة الروافد‪ ،‬وامللكية‬

‫(‪ )100‬ظهري شيف رق ‪ 1.16.25‬صادر يف ‪ 22‬من جامدى الوىل ‪ 2( 1437‬مارس ‪ )2016‬بتنفيذ القانون رق ‪ 91.14‬املتعلق ابلتجارة‬
‫اخلارجية‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 6450‬بتارخي ‪ 14‬جامدى الخرة ‪ 24( 1437‬مارس ‪ ،)2016‬ص‪.2763 .‬‬
‫(‪ )101‬ظهري شيف رق ‪ 1.16.47‬صادر يف ‪ 19‬من رجب ‪ 27( 1437‬أبريل ‪ )2016‬بتنفيذ القانون رق ‪ 46.12‬بتغيري وت متمي امللحق الول‬
‫من الظهري الرشيف الصادر يف ‪ 28‬من جامدى الخرة ‪ 31( 1337‬مارس ‪ )1919‬مبثابة مدونة التجارة البحرية‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪6466‬‬
‫بتارخي ‪ 12‬شعبان ‪ 19( 1437‬ماي ‪ ،)2016‬ص‪.3838 .‬‬
‫‪83‬‬
‫ادلس تورية‪ ،‬والاختيار ادلميقراطي"‪.‬‬
‫اإن ادلارس ملضمون االتفاقيات ادلولية يلحظ يقينا اش امتلها عىل بعض املقتضيات اليت ختالف رصاحة‬
‫بعض املبادئ الكربى املنصوص علهيا يف الرشيعة االإسالمية‪ ،‬كحرية التدين مبا فيه حق الشخص يف تغيري‬
‫عقيدته(‪ ،)102‬واملساواة بني الرجل واملرأة يف لك يشء علام أن أمورا خاصة اس تثناها الشارع احلكمي من قاعدة‬
‫املساواة اكالإرث وغريه‪ .‬ومتثل احلرية املطلقة الثغرة الكربى يف الصكوك ادلولية ملا تتيحه للرجل واملرأة من حق‬
‫المتتع ببعض احلقوق اكلزواج املثيل أو اخملتلط املؤسس عىل تباين الانامتء ادليين‪ ،‬وكذا احلرية اجلنس ية واالإهجاض‬
‫والتبين(‪ .)103‬ابلنظر ملثل هذه القضااي احلساسة وغريها واليت قد ختالف الفطرة البرشية كام قد متثل اعتداء‬
‫صارخا عىل حقوق الغري‪ ،‬ارتأى املرشع ادلس توري املغريب ربط الزتامه مببدأ عاملية حقوق االإنسان ابلتقيد التام‬
‫والصارم ابملقتضيات التوقيفية والحاكم القطعية الثابتة يف االإسالم(‪.)104‬‬
‫ال جنانب الصواب اإذا أكدان بأن مضامني املعاهدات ادلولية اخلاصة حبقوق االإنسان تنسجم يف غالبيهتا‬
‫العظمى مع املبادئ السمحة اليت ينص علهيا الرشع االإساليم‪ ،‬وجزء كبري من القانون املغريب يس تلهم هذه‬
‫املبادئ‪ ،‬عىل أساس أن الغاية من هذه النصوص هو صيانة حقوق الفراد وحرايهتم الساس ية والهنوض هبا‪.‬‬
‫فالترشيعان معا هيدفان اإىل بلوغ هذه املقاصد النبيةل‪ .‬ومن هذا اجلانب‪ ،‬بذل املغرب هجودا حثيثة للتوفيق بني‬

‫(‪ )102‬لقد س بق للمحمكة الابتدائية ابدلار البيضاء أن حمكت عىل أحد املواطنني املغاربة اذلي اعتنق املس يحية بثالث س نوات حبسا‬
‫وغرامة انفذة قدرها ‪ 500‬درمه‪ ،‬غري أن حممكة الاس تئناف ألغت احلمك الابتدايئ مستندة اإىل احليثيات التالية‪" :‬وحيث اإن الظنني يف‬
‫اعتناقه لدلاينة املس يحية وممارس ته لطقوسها مل يثبت عليه ما يفيد أنه قام بتعطيل عبادة من العبادات أو تسبب يف اإحداث اضطراب من‬
‫شأنه االإخالل بوقارها‪ ،‬أو اس تعمل وسائل ل إالغراء لزعزعة عقيدة مسمل وحتويهل اإىل داينة أخرى‪ ،‬اليشء اذلي تكون معه مقتضيات‬
‫الفصلني ‪ 220‬و‪ 221‬من ق‪ .‬ج‪ .‬غري منطبقة عىل هذه النازةل‪ .‬وحيث اإن الظنني قد أكد يف مجيع مراحل حمامكته كونه اعتنق ادلاينة‬
‫املس يحية وهدفه من ذكل هو حصوهل عىل معل‪ ،‬اليشء اذلي يدعو اإىل الشك يف مدى حصة اعتناقه لدلاينة املذكورة عن عقيدة وإاميان‬
‫خاصة وأنه رصح أمام هيئة احملمكة بأنه مسمل ونطق ابلشهادتني‪ .‬وحيث همام اكن المر فاإن حرية االإنسان يف دينه وحقه يف اإقامة شعائره‪،‬‬
‫هو مبدأ قرره االإسالم ووضع هل من الترشيعات ما يضمن رسوخه وسالمته‪ ،‬وقد أقره كذكل االإعالن العاملي حلقوق االإنسان وكذا املواثيق‬
‫ادلولية‪ ،‬اليت نصت مجيعها عىل أن لك اإنسان حر يف اعتناق أي دين وممارسة طقوسه‪ .‬وحيث اإن املغرب فضال عام تتوفر عليه ترشيعاته‬
‫من ضامانت وتكفهل من حقوق للفراد‪ ،‬فاإنه أكد يف ديباجة دس توره عىل الزتامه ابحرتام حقوق االإنسان كام هو متعارف علهيا عامليا‪.‬‬
‫وحيث تبعا ملا ذكر يكون احلمك الابتدايئ قد جانب الصواب فامي قىض به من اإدانة الظنني من أجل الفعال املنسوبة اإليه‪ ،‬ويتعني اإلغاؤه‬
‫والترصحي واحلمك برباءته"‪ ،‬م‪ .‬الاس تئناف‪ ،‬ادلار البيضاء‪ ،‬قرار بتارخي ‪ 14‬ديسمرب ‪ ،1993‬الوكيل العام للمكل ضد زمامدة املصطفى‪ ،‬جمةل‬
‫احملامك املغربية‪ ،‬عدد ‪ ،98‬ص‪.189 .‬‬
‫(‪ )103‬اعتربت أعىل هيئة قضائية ابملغرب أن التبين يعترب ابطال وال ينتج عنه أي أثر من أاثر البنوة الرشعية طبقا للامدة ‪ 149‬من مدونة‬
‫الرسة‪ :‬م‪ .‬النقض‪ ،‬غ‪ .‬الحوال الشخصية واملرياث‪ ،‬قرار عدد ‪ 2/134‬بتارخي ‪ 24‬مارس ‪ ،2015‬الطالبان ضد الوكيل العام للمكل دلى‬
‫حممكة النقض‪ ،‬جمةل املرافعة‪ ،‬عدد ‪ ،23‬ديسمرب ‪ ،2015‬ص‪.107 .‬‬
‫(‪ )104‬لقد س بق للمكل أن عني جلنة استشارية عهد اإلهيا ابإدخال التعديالت الساس ية والرضورية عىل مدونة الحوال الشخصية بغية‬
‫اإنصاف املرأة وصون كرامهتا‪ .‬وخالل افتتاح الس نة الترشيعية يوم ‪ 10‬أكتوبر ‪ ،2003‬أعلن املكل أمام نواب المة عن أمه االإصالحات اليت‬
‫أدخلت عىل املدونة مع تسجيل موقف مبديئ مفاده احرتام رئيس ادلوةل ملضمون الترشيع االإساليم يف املوضوع‪" :‬ال ميكنين بصفيت أمريا‬
‫للمؤمنني‪ ،‬أن أحل ما حرم هللا وأحرم ما أحهل"‪ .‬انبعاث أمة‪ ،‬اجلزء ‪ ،48‬القسم الثاين‪ ،2003 ،‬املطبعة امللكية‪ ،‬الرابط‪ ،2003 ،‬ص‪.‬‬
‫‪.246‬‬
‫‪84‬‬
‫املصدرين يف موضوع حساس هو قضية املرأة‪ ،‬حيث س بق هل أن أبدى بعض التحفظات عىل اتفاقية القضاء‬
‫عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة‪ ،‬القت معارضة شديدة وانتقادا الذعا من طرف بعض مجعيات اجملمتع املدين‬
‫لهنا اعتربهتا اإفراغا صارخا لالتفاقية من حمتواها(‪ .)105‬وبفضل االإصالحات اليت خضع لها الترشيع ادلاخيل‪،‬‬
‫تراجع املغرب عن بعض التحفظات اليت أصبحت غري ذي موضوع وهو ما أعلنه املكل محمد السادس يوم ‪10‬‬

‫ديسمرب ‪ 2008‬كام مر معنا ليحقق املغرب بذكل مكس با جديدا يف جمال تدعمي وضعية املرأة(‪ .)106‬وإاذا اكن‬
‫هذا القرار التارخيي خلف ارتياحا كبريا يف الوساط احلقوقية‪ ،‬حيث أشادت به خمتلف منظامت حقوق االإنسان‬
‫وطنيا ودوليا‪ ،‬فاإنه يف نفس الوقت اكن حمل حتفظ بعض اجلهات‪ ،‬اليشء اذلي اضطر معه اجمللس العلمي‬
‫العىل‪ ،‬أعىل هجة دينية ابلبدل‪ ،‬اإىل اإصدار بيان يف املوضوع بتارخي ‪ 17‬ديسمرب ‪ )107(2008‬درء للك تأويل‬
‫خاطئ ومنعا للك مزايدة مغرضة‪.‬‬
‫خالصة القول‪ ،‬اإن اخنراط املغرب يف التوجه العاملي حلقوق االإنسان‪ ،‬رمغ بعض الاس تثناءات الطفيفة‬
‫املسجةل هنا وهناك‪ ،‬والاس تثناء يؤكد القاعدة‪ ،‬س تكون هل ال حماةل أاثر اإجيابية حيث سينعكس ذكل جليا‬
‫عىل الترشيع ادلاخيل‪ ،‬بدء ابدلس تور‪ ،‬وسيس تحرض املرشع لك مرة الزتاماته ادلولية فيعمل عىل مالءمة الرتسانة‬
‫الوطنية مع مقتضيات االتفاقيات ادلولية اخلاصة حبقوق االإنسان‪.‬‬

‫(‪ )105‬محيد اربيعي‪" ،‬حامية حقوق املرأة ابملغرب بني مقتضيات االتفاقيات ادلولية والقانون الوطين"‪ ،‬مداخةل مقدمة اإىل املؤمتر الس نوي‬
‫اخلامس للكية احلقوق جبامعة أس يوط – مجهورية مرص العربية حتت عنوان‪ :‬القانون والرسة‪ 16-15 ،‬أبريل ‪ ،2009‬اجملةل املغربية ل إالدارة‬
‫احمللية والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،93‬يوليو‪-‬غشت ‪ ،2010‬ص‪.78-29 .‬‬
‫(‪ )106‬عرفت وضعية املرأة خالل الس نوات القليةل املاضية حتس نا ملحوظا وما زال املرشع يضاعف من جمهوداته للهنوض حبقوقها‪ ،‬واكن‬
‫من أخر تدخالته حذف الفقرة الثانية من الفصل ‪ 475‬من القانون اجلنايئ اليت اكنت جتزي للمغتصب أن يزتوج من حضيته تفاداي للك‬
‫متابعة قضائية‪ .)...(" :‬ومع ذكل؛ فاإن القارصة اليت اختطفت أو غرر هبا‪ ،‬اإذا اكنت ابلغة وتزوجت من اختطفها أو غرر هبا فاإنه ال ميكن‬
‫متابعته اإال بناء عىل شكوى من خشص هل احلق يف طلب اإبطال الزواج‪ ،‬وال جيوز احلمك مبؤاخذته اإال بعد صدور حمك هبذا البطالن فعال"‪.‬‬
‫ظهري شيف رق ‪ 1.14.06‬صادر يف ‪ 20‬من ربيع الخر ‪ 20( 1435‬فرباير ‪ )2014‬بتنفيذ القانون رق ‪ 15.14‬القايض بتغيري وت متمي الفصل‬
‫‪ 475‬من مجموعة القانون اجلنايئ املصادق علهيا مبقتىض الظهري الرشيف رق ‪ 1.59.413‬الصادر يف ‪ 28‬من جامدى الخرة ‪ 26( 1382‬نومفرب‬
‫‪ ،)1962‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 6238‬بتارخي ‪ 11‬جامدى الوىل ‪ 13( 1435‬مارس ‪ ،)2014‬ص‪.3138 .‬‬
‫(‪ )107‬س بقت االإشارة اإليه يف معرض حديثنا عن حسب املغرب لبعض التحفظات الواردة عىل بعض مقتضيات اتفاقية الس يداو‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫أ‬
‫المحور الخامس‪ :‬تطبيق التفاقيات الدولية امام القضاء الوطني‬
‫أثري تطبيق االتفاقية ادلولية حلقوق االإنسان أمام احملامك املغربية منذ زمن طويل‪ ،‬ومشل جماالت متعددة‬
‫ترتبط يف مجملها ابحلقوق واحلرايت الساس ية للمواطنني اكلتنقل‪ ،‬والتعلمي‪ ،‬والصحافة‪ ،‬والصحة وا إالرضاب‬
‫وغريها‪ .‬وبتحليلنا لالجهتاد القضايئ الصادر يف املوضوع‪ ،‬خنلص اإىل فكرة أساس ية مؤداها أن اس تحضار‬
‫املعاهدة ادلولية يف ادلعوى القضائية يمت اإما من طرف أحد اخلصوم أو تلقائيا من قبل احملمكة‪ ،‬كام نصادف‬
‫بعض الحاكم القضائية اليت ال تشري برصحي العبارة اإىل معاهدات حقوق االإنسان وإامنا تس تعمل صيغا تدل‬
‫عىل نفس املعىن(‪ .)108‬ويف ما ييل بعض التطبيقات القضائية يف املوضوع‪ ،‬نتناول فهيا تباعا اجليل الول (املبحث‬
‫الول)‪ ،‬واجليل الثاين حلقوق االإنسان (املبحث الثاين)‪ ،‬لنخمت بقضااي الرسة (املبحث الثالث)‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الجيل األول لحقوق اإلنسان‬
‫عرضت عىل القضاء الوطين عدة نوازل أثري خبصوصها تطبيق اتفاقيات دولية مرتبطة حبقوق االإنسان‬
‫مهت قرينة الرباءة واحلق يف السالمة اجلسدية (املطلب الول)؛ اللجوء اإىل االإكراه البدين يف ادليون التعاقدية‬
‫(املطلب الثاين)؛ حرية التنقل (املطلب الثالث)؛ حرية الصحافة (املطلب الرابع)؛ وحرية تأسيس الحزاب‬
‫الس ياس ية يف ارتباطها ابالنتخاابت (املطلب اخلامس)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬قرينة البراءة وحقوق الدفاع والسالمة الجسدية‬


‫جتمع املعاهدات ادلولية ومعها الترشيعات الوطنية عىل أن براءة الفرد يه الصل اإىل أن تثبت اإدانته‬
‫حبمك مكتسب لقوة اليشء املقيض به بناء عىل حمامكة عادةل تتوفر فهيا سائر الضامانت القانونية‪ .‬هذا املبدأ كرسه‬
‫قانون املسطرة اجلنائية اجلديد كام س بقت االإشارة اإىل ذكل‪ ،‬واستنادا اإليه‪ ،‬طعن أحد احملامني ابلنقض يف قرار‬
‫حممكة الاس تئناف اذلي أيد مقرر جملس هيئة احملامني القايض برفض طلب تقييده يف قامئة احملامني املمترنني‬
‫بطنجة‪ .‬وبين مقرر الرفض عىل سلوك الطالب اذلي دخل انتخاابت ‪ 27‬سبمترب ‪ 2002‬ابنتحاهل ملهنة احملايم يف‬
‫حني مل تكن هل هذه الصفة بعد‪ .‬من جانبه‪ ،‬اعترب طالب النقض أن المر ال يعدو أن يكون جمرد خطأ مادي‬
‫ورد يف ورقة الرشطة اليت أشارت اإىل صفته مكحام اعامتدا عىل شهادة النجاح يف مباراة الهلية‪ .‬وبررت حممكة‬

‫(‪ )108‬م‪ .‬العىل‪ ،‬قرار رق ‪ 1300‬بتارخي ‪ 20‬يوليو ‪ 1983‬عن غرفتني جممتعتني‪ ،‬الرشكة الوطنية للنقل‪ ،‬اخلطوط امللكية املغربية ضد بطسطا‬
‫هلينا‪ ،‬اجملةل العربية للفقه والقضاء‪ ،‬عدد ‪ ،8‬أكتوبر ‪ ،1988‬ص‪433 .‬؛ م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬مدنية‪ ،‬غ‪ .‬جتارية‪ ،‬قرار عدد ‪ 988‬بتارخي ‪ 3‬أكتوبر‬
‫‪ ،2007‬ورثة املرحوم مصطفى كوار؛ م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬الحوال الشخصية‪ ،‬غ‪ .‬مدنية‪ ،‬قرار عدد ‪ 209‬بتارخي ‪ 6‬مايو ‪ ،2009‬ملياء االإدرييس‬
‫القيطوين ضد نبيل خلصايص‪ ،‬أوردهام اإدريس بلمحجوب‪ ،‬قرارات اجمللس العىل بغرفتني أو جبميع الغرف‪ ،‬ج ‪ ،6‬مطبعة المنية‪،‬‬
‫الرابط‪ ،‬الطبعة الوىل‪ ،2009 ،‬ص‪ 27 .‬و‪297‬؛ م‪ .‬الاس تئناف‪ ،‬أاكدير‪ ،‬أمر عدد ‪ 376‬بتارخي ‪ 23‬فرباير ‪ ،2011‬جاين فيس تفال ضد‬
‫جملس هيئة احملامني بأاكدير‪ ،‬جمةل يف رحاب احملامك‪ ،‬عدد ‪ ،9‬ديسمرب ‪ ،2010‬ص‪182 .‬؛ م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 2532‬بتارخي ‪ 21‬يونيو‬
‫‪ ،2012‬الطاعن ضد املكتب الوطين للسكك احلديدية‪ ،‬حمك منشور يف محمد الهيين‪ ،‬املرتكزات ادلس تورية الناظمة للعمل القضايئ للمحمكة‬
‫االإدارية ابلرابط وفقا الجهتادات حممكة النقض‪ ،‬القضاء الشامل‪ ،‬مطبعة املعارف اجلديدة‪ ،‬الرابط‪ ،‬الطبعة الوىل‪ ،2014 ،‬ص‪.168 .‬‬
‫‪86‬‬
‫الاس تئناف مقرر الرفض ابملتابعة اجلنحية يف حق الطالب‪ ،‬نظرا الفتقاده لواجب الاس تقامة وحسن السلوك‬
‫والسرية امحليدة‪ .‬هنا كذكل‪ ،‬اعترب الطالب أن القضية ال زالت راجئة أمام حممكة الاس تئناف بتطوان‪ ،‬وبناء‬
‫عليه‪ ،‬يكون القرار الطعون فيه ابلنقض قد خرق الفصل الول من قانون املسطرة اجلنائية اذلي كرس مبدأ‬
‫الرباءة‪ ،‬وهو مبدأ نص عليه ادلس تور واملواثيق ادلولية اخلاصة حبقوق االإنسان‪ .‬اس تجاب اجمللس العىل لطلب‬
‫النقض معمتدا عىل املادة ‪ 5‬من الظهري املنظم ملهنة احملاماة (‪ 10‬سبمترب ‪ )1993‬اليت تشرتط يف املرحش لهذه املهنة‬
‫أن ال يكون حمكوما عليه بعقوبة قضائية أو تأديبية أو اإدارية بسبب ارتاكبه أفعاال منافية للرشف واملروءة أو‬
‫حسن السلوك‪ .‬وبذكل يكون اعامتد حممكة الاس تئناف عىل جمرد حمرض الضابطة القضائية ومتابعة الطاعن من‬
‫طرف النيابة العامة حكام سابقا لوانه‪ ،‬وابلتايل فيه خرق ملقتضيات املادة ‪ .)109(5‬وعىل النقيض من هذا‬
‫التوجه‪ ،‬ذهبت حممكة الاس تئناف ابلرابط يف قضية أنصار املهدي اإىل اعتبار رسية التحقيق جزءا من الرس‬
‫املهين‪ ،‬وهو ما يقتيض من احملايم الالزتام ابحملافظة عليه‪ ،‬يف لك ما مسعه أو قرأه أو شاهده أو عاينه خالل‬
‫مزاولته ملهنته‪ ،‬بغض النظر عام اإذا اكن اإفشاؤه مرضا ابلزبون أم ال‪ .‬وحاول حمامو ادلفاع اإقناع احملمكة بأن ما‬
‫قام به الطاعن املتابع "يقتضيه مضري احملايم وواجباته املس متدة من قانون املهنة وتقاليدها‪ ،‬وأن فضح الاختطافات‬
‫والتعذيب والزتوير وجتاوزات الرشطة ال ميكن اعتباره مسا مبقتضيات املادة ‪ 12‬من قانون املهنة وابلقوانني‬
‫املغربية‪ ،‬وعىل رأسها ادلس تور‪ ،‬وابملواثيق ادلولية حلقوق االإنسان‪ ،‬بل‪ ،‬عىل العكس من ذكل‪ ،‬ممتش يا معها‬
‫ومعززا وحاميا لها"‪ .‬وعىل الرمغ من بيان احلقيقة اذلي نرشه احملايم املتابع‪ ،‬فاإن غرفة املشورة رصحت مبؤاخذة‬
‫الطاعن وارتأت توجيه هل عقوبة مناس بة تمتثل يف التوبيخ بعدما ألغت مقرر جملس هيئة احملامني ابلرابط(‪.)110‬‬
‫وغالبا ما يس تحرض الشخاص املتابعون أمام القضاء الزجري املقتضيات االتفاقية الناصة عىل قرينة‬
‫الرباءة (املادة ‪ 11‬من االإعالن العاملي حلقوق االإنسان‪ ،‬واملادة ‪ 14‬من العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية‬
‫والس ياس ية)‪ ،‬كام يثريون ديباجة دس تور ‪ 1996‬اليت نصت برصحي العبارة عىل أن اململكة املغربية تتعهد ابلزتام‬
‫ما تقتضيه املواثيق ادلولية من مبادئ وحقوق وواجبات وتؤكد تشبهثا حبقوق االإنسان كام يه متعارف علهيا‬
‫دوليا(‪.)111‬‬
‫وقريبا من مبدأ قرينة الرباءة‪ ،‬كرس القضاء االإداري مبدأ أخر ال يقل عنه أمهية‪ ،‬يتعلق بتأمني حقوق‬
‫ادلفاع(‪ )112‬للشخص املتابع تأديبيا‪" :‬وحيث اإن املوقف املتخذ من طرف الهيئة التأديبية خالل انعقاد جملسها‬

‫(‪ )109‬م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬مدنية‪ ،‬قرار عدد ‪ 424‬بتارخي ‪ 8‬فرباير ‪ ،2006‬عز العرب امنيول ضد جملس هيئة احملامني بطنجة‪ ،‬جمةل قضاء اجمللس‬
‫العىل‪ ،‬عدد ‪ ،2006 ،66‬ص‪.105 .‬‬
‫(‪ )110‬م‪ .‬الاس تئناف‪ ،‬الرابط‪ ،‬قرار عدد ‪ 33‬بتارخي ‪ 24‬يوليو ‪ ،2008‬الوكيل العام للمكل مبحمكة الاس تئناف ابلرابط ضد جملس هيئة‬
‫احملامني ابلرابط ومن معه‪ ،‬جمةل االإشعاع‪ ،‬عدد ‪ ،36‬ديسمرب ‪ ،2009‬ص‪.257 .‬‬
‫(‪ )111‬م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬جنائية‪ ،‬قرار عدد ‪ 1/112‬بتارخي ‪ 24‬يناير ‪ ،2007‬م‪ .‬ح‪ .‬ك‪ .‬ضد النيابة العامة‪ ،‬جمةل الشارة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬يوليو ‪،2008‬‬
‫ص‪.131 .‬‬
‫(‪ )112‬لقد أس بغ اجمللس ادلس توري عىل مبدأ حقوق ادلفاع قمية قانونية كبرية‪ ،‬جاء ذكل دلى بته يف مطابقة القانون رق ‪ 129.01‬القايض‬
‫‪87‬‬
‫يشلك خرقا حلقوق ادلفاع اليت تعترب من أمه الضامانت الساس ية اخملوةل للمتابع تأديبيا واليت حرصت عىل‬
‫ضامهنا اكفة املواثيق والقوانني ادلولية واليت أشارت لرضورة متكني املتابع من ادلفاع عن نفسه ومنحه أجال‬
‫لالطالع عىل املستندات وملف التحقيق"(‪ .)113‬وبتت احملمكة االإدارية ابلرابط يف دعوى المتس فهيا الطاعن‬
‫اإلغاء القرار االإداري الصادر عن الرئيس الول حملمكة الاس تئناف ابلرابط والقايض برفض الرتخيص ابملرافعة‪:‬‬
‫"وحيث اإن ضامن حقوق ادلفاع وفق السس ادلولية (املادة ‪ 11‬من االإعالن العاملي حلقوق االإنسان واملادة ‪14‬‬
‫من العهد ادلويل للحقوق املدنية والس ياس ية)‪ ،‬والوطنية ادلس تورية الناظمة هل يقتيض قراءة الفصول ‪ 23‬و‪120‬‬
‫و‪ 121‬من ادلس تور برتابط متني بيهنا‪ ،‬لن قواعد التفسري تقيض بتفسري النصوص بعضها ببعض ابس تحضار‬
‫املرجعية ادلولية طبقا ملا جاء يف تصدير ادلس تور املعترب جزء ال يتجزأ منه هل نفس احلجية والقوة القانونية‪،‬‬
‫لكون أن هذا احلق ال يعين مباشة الشخص بنفسه حق ادلفاع عن نفسه‪ ،‬وإامنا يعين حق ادلفاع وفق‬
‫االإجراءات املنظمة قانوان‪ ،‬الس امي وأن املرشع ادلس توري نص عىل جمانية التقايض واملساعدة القانونية‪ ،‬يف‬
‫احلاالت املنصوص علهيا قانوان ملن ال يتوفر عىل موارد اكفية للتقايض‪ ،‬بغية كفاةل جدية احلق يف ادلفاع وفاعليته‬
‫ابعتباره من مقومات احملامكة العادةل‪ ،‬مما اكن يس تلزم من الطاعن تنصيب حمام لدلفاع عنه يف القضااي اليت‬
‫اس توجب املرشع اإجبارية احملايم فهيا (اكلقضااي االإدارية طبقا للامدة ‪ 3‬من القانون رق ‪ 41.90‬احملدثة مبوجبه حمامك‬
‫اإدارية‪ ،‬وما تعلق ابلقضااي موضوع املادة ‪ 32‬من القانون املنظم ملهنة احملاماة) مادام مل يسكل مسطرة املساعدة‬
‫القضائية"(‪.)114‬‬

‫بتغيري املادة ‪ 139‬من القانون رق ‪ 22.01‬املتعلق ابملسطرة اجلنائية لدلس تور بقوهل‪" :‬وحيث اإن حق ادلفاع‪ ،‬املضمون أمام مجيع احملامك‬
‫مبوجب الفصل ‪ 120‬من ادلس تور‪ ،‬يعد احلق السايس اذلي من خالهل متارس احلقوق الخرى املتصةل ابحملامكة العادةل‪ ،‬وهو حق ينشأ‬
‫للمهتم منذ توجيه الهتمة اإليه اإىل حني صدور احلمك الهنايئ يف حقه؛ وحيث اإن حق ادلفاع ينطوي عىل حقوق أخرى تتفرع عنه‪ ،‬من مضهنا‬
‫حق الاطالع واحلصول عىل الواثئق املدرجة يف ملف االهتام املتوفرة دلى النيابة العامة‪ ،‬مراعاة ملبدأ التاكفؤ بني سلطيت االهتام وادلفاع؛‬
‫(‪ )...‬فاإن املرشع‪ ،‬املقيد دامئا برضورة احرتام املبادئ الرامية اإىل صيانة احلرايت واحلقوق الساس ية املكفوةل للجميع‪ ،‬ومن مضهنا حق‬
‫التقايض املضمون للك خشص لدلفاع عن حقوقه وعن مصاحله اليت حيمهيا القانون وحق ادلفاع املنصوص علهيام عىل التوايل يف الفصلني‬
‫‪ 118‬و ‪ 120‬من ادلس تور‪ ،‬يتعني عليه اإحاطة الاس تثناء املشار اإليه أعاله بأكرب قدر من الضامانت‪ ،‬الس امي ما يتعلق مهنا بأجل تسلمي‬
‫ملف القضية اكمال اإىل حمايم املهتم وحمايم الطرف املدين‪ ،‬ويه ضامانت من شأهنا حتقيق التوازن بني مس تلزمات حسن سري التحقيق يف‬
‫اجلرامئ املذكورة ومتطلبات حقوق ادلفاع؛ (‪ )...‬وحيث اإنه‪ ،‬لنئ اكنت مقتضيات القانون رق ‪ 129.01‬القايض بتغيري املادة ‪ 139‬من قانون‬
‫املسطرة اجلنائية أتت بضامانت من شأهنا االإسهام يف صيانة حقوق ادلفاع يف مرحةل التحقيق‪ ،‬فاإن امتداد مفعول المر بعدم تسلمي حمرض‬
‫الرشطة القضائية وابيق واثئق امللف‪ ،‬لكيا أو جزئيا‪ ،‬اإىل حمايم املهتم وحمايم الطرف املدين‪ ،‬وعدم انهتائه اإال عرشة أايم قبل بدء الاستنطاق‬
‫التفصييل‪ ،‬من شأنه أن خيل مببدأ التوازن بني حسن سري التحقيق وحسن ممارسة حقوق ادلفاع‪ ،‬اذلي يعد من ضامانت احملامكة العادةل‪،‬‬
‫مما جيعل القانون رق ‪ 129.01‬املذكور‪ ،‬من هذه الوهجة‪ ،‬غري مطابق لدلس تور"‪ .‬م‪ .‬ادلس توري‪ ،‬قرار رق ‪ 921.13‬م‪ .‬د صادر يف ‪ 5‬شوال‬
‫‪ 13( 1434‬أغسطس ‪ ،)2013‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 6185‬بتارخي ‪ 2‬ذي القعدة ‪ 9( 1434‬سبمترب ‪ ،)2013‬ص‪.6027 .‬‬
‫(‪ )113‬م‪ .‬اإد‪ ،‬ادلار البيضاء‪ ،‬حمك عدد ‪ 301‬بتارخي ‪ 18‬فرباير ‪ ،2008‬معر بن الفتح ضد الواكةل املس تقةل للتثليج‪ ،‬اجملةل املغربية ل إالدارة‬
‫احمللية والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،85-84‬يناير – أبريل‪ ،2009 ،‬ص‪.228 .‬‬
‫(‪ )114‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬ملف عدد ‪ 5/392/2012‬بتارخي ‪ 13‬ديسمرب ‪ ،2012‬قامس الرايين ضد الرئيس الول حملمكة الاس تئناف ابلرابط‪،‬‬
‫اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،111‬يوليو ‪ -‬غشت ‪ ،2013‬ص‪218 .‬؛ منشور كذكل ابجملةل املغربية لدلراسات القانونية‬
‫والقضائية‪ ،‬عدد ‪ ،9‬ديسمرب ‪ ،2012‬ص‪.416 .‬‬
‫‪88‬‬
‫ومن التطبيقات القضائية ملبدأ حقوق ادلفاع‪ ،‬ما ذهبت اإليه احملمكة االإدارية ابلرابط عندما اعتربت‬
‫أن عدم مباشة املديرية العامة للرضائب‪ ،‬ابعتبارها اإدارة معومية يفرتض فهيا اليرس والنجاعة واحلاكمة اجليدة‬
‫يف تدبري املنازعة القضائية االإدارية‪ ،‬الإجراءات تبليغ املدعى علهيا بواسطة مفوض قضايئ رمغ إاشعارها بذكل‬
‫بعد تعذر اإجراءات التبليغ ابلطريق العادي لعدة جلسات‪ ،‬وابلنظر لقصور وسائل احملمكة يف التبليغ أمام هيئة‬
‫املفوضني القضائيني كهيئة تمتتع ابختصاص أصيل يف هذا اجملال‪ ،‬جعل من املتعذر السري يف اإجراءات ادلعوى‬
‫والتحقيق فهيا لتخلف شوط احملامكة العادةل واليت عىل رأسها اإبالغ املدعى عليه بفصول ادلعوى كفاةل حلقوق‬
‫ادلفاع ادلس تورية (الفصل ‪ 120‬من ادلس تور) واليت أرس هتا جل املواثيق ادلولية ذات الصةل حبقوق االإنسان‬
‫(املاداتن ‪ 10‬و‪ 11‬من االإعالن العاملي حلقوق االإنسان‪ ،‬واملاداتن ‪ 9‬و‪ 14‬من العهد ادلويل للحقوق املدنية‬
‫والس ياس ية)‪ ،‬واذلي يعد من مصمي مسؤولية احملمكة التحقق والتثبت من احرتاهما‪ ،‬وأمر الطراف ابلسهر عىل‬
‫االإجراءات املوصةل لها حتقيقا ملبدأ احملامكة يف أجل معقول‪ ،‬اليشء اذلي يتعني معه بتخلف املدعية عن حتقيق‬
‫ذكل‪ ،‬ابلرمغ من أن ادلعوى مكل للخصوم ال للمحمكة‪ ،‬الترصحي بعدم قبول طلب اإلغاء مقرر اللجنة الوطنية‬
‫للنظر يف الطعون الرضيبية(‪.)115‬‬
‫وعرضت عىل احملمكة االإدارية بفاس قضية يف غاية المهية متس احلق يف السالمة اجلسدية‪ .‬تتلخص‬
‫وقائع النازةل يف كون أحد الطلبة العاطلني عن العمل وهو عضو إابحدى امجلعيات املدافعة عن هذه الرشحية‬
‫من اجملمتع‪ ،‬شارك يف الس بوع الثقايف والنضايل اذلي نظمته اإحدى النقاابت‪ ،‬فتعرض عىل اإثرها للرضب عىل‬
‫يد رجال المن‪ ،‬فرفع دعوى لتقرير مسؤولية مرفق المن عن الخطاء املصلحية ملوظفيه‪ .‬استند دفاع الطاعن‬
‫اإىل مجموعة من النصوص اليت حترم حترميا قاطعا الاعتداء عىل الفراد‪ .‬فباالإضافة اإىل ديباجة ادلس تور واملادتني‬
‫‪ 9‬و‪ 10‬منه‪ ،‬ارتكز حماميا املدعي عىل االإعالن العاملي حلقوق االإنسان (املاداتن ‪ 3‬و‪ ،)5‬والعهد ادلويل اخلاص‬
‫ابحلقوق املدنية والس ياس ية (املادة ‪ ،)7‬واتفاقية مناهضة التعذيب (املادة ‪ ،16‬فقرة ‪ ،)1‬كام اس تحرضا التقرير‬
‫احلكويم الثالث املقدم اإىل اللجنة املعنية حبقوق االإنسان‪ ،‬واذلي مبقتضاه يعرتف املغرب أن املواثيق ادلولية‬
‫جزء ال يتجزأ من القانون ادلاخيل وأنه يف حاةل وقوع أي انهتاك لحاكهما‪ ،‬جيوز للمواطنني والجانب عىل حد‬
‫سواء طلب الانتصاف أمام اجلهات القضائية اخملتصة‪ .‬اس تجابت احملمكة للطلب‪ ،‬وأمام عدم توفرها عىل‬
‫العنارص الرضورية الكفيةل بتحديد نوع وجحم الرضر الالحق ابملدعي من جراء حادث الرضب‪ ،‬قررت اللجوء‬
‫اإىل اخلربة الطبية(‪ .)116‬بتت احملمكة يف الشق الول اخلاص ابملسؤولية وقضت بثبوهتا يف حق مرفق المن‪:‬‬
‫"وحيث اإن العمل اذلي أقدم عليه رجل المن املذكور قد أحلق ابملدعي أرضارا يف غياب اختاذ احتياطات‬

‫(‪ )115‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 2226‬بتارخي ‪ 13‬يونيو ‪ ،2013‬املديرية العامة للرضائب ضد جعفر بلحاج‪ ،‬اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية‬
‫والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،111‬يوليو ‪ -‬غشت ‪ ،2013‬ص‪268 .‬؛ م‪ .‬الابتدائية‪ ،‬القنيطرة‪ ،‬حمك بتارخي ‪ 27‬أبريل ‪ ،2015‬م‪ .‬ع ضد رش يد نيين‬
‫وبوهمدي اجلواهري‪ ،‬جمةل العلوم القانونية والقضائية‪ ،‬عدد ‪ ،2015 ،2‬ص‪.358 .‬‬
‫(‪ )116‬م‪ .‬اإد‪ ،‬فاس‪ ،‬حمك عدد ‪ 347‬بتارخي ‪ 12‬نومفرب ‪ ،2002‬حسن االإدرييس بن أمحد ضد ادلوةل املغربية‪ ،‬جمةل املعيار‪ ،‬عدد ‪ ،29‬أبريل‬
‫‪ ،2003‬ص‪.283 .‬‬
‫‪89‬‬
‫‪79‬‬ ‫وقائية طبقا للضوابط املعمول هبا‪ ،‬يف هذا الشأن ويشلك ابلتايل خطأ مصلحيا ابملعىن املتقدم يف الفصل‬
‫املومأ اإليه أعاله والصادر مبناس بة أداء هممته يف احملافظة عىل المن‪ ،‬فاإنه يتعني حتميل ادلوةل املغربية يف خشص‬
‫الس يد الوزير الول املسؤولية االإدارية عن الرضار الناجتة عن اخلطأ املرفقي"‪ .‬أما فامي خيص التعويض‪ ،‬فاإنه‬
‫أمام ختلف الطاعن عن اإيداع أتعاب اخلربة املأمور هبا داخل الجل احملدد هل‪ ،‬فاإن احملمكة‪ ،‬ومعال ابلفصل ‪56‬‬
‫من قانون املسطرة املدنية‪ ،‬رصفت النظر عن هذا االإجراء المتهيدي وفصلت يف ادلعوى عىل حالهتا‪ ،‬حفمكت‬
‫بعدم قبول الطلب(‪ .)117‬وبصفة عامة‪ ،‬ميكن التأكيد عىل أن مصادقة املغرب عىل املعاهدات ادلولية اخلاصة‬
‫حبقوق االإنسان فتح اجملال واسعا أمام املتقاضني لالحتجاج بنص اتفاقية ‪ 10‬ديسمرب ‪ 1984‬اخلاصة مبناهضة‬
‫التعذيب أمام القضاء(‪.)118‬‬
‫وملواهجة حرب الطرقات اليت حتصد أآالف الرواح س نواي‪ ،‬أصدرت وزارة العدل ووزارة ادلاخلية‬
‫ووزارة التجهزي والنقل دورية مشرتكة تتضمن تدابري وقائية هتدف اإىل احلد من ظاهرة حوادث السري‪ ،‬واعتربت‬
‫احملمكة االإدارية بوجدة أن خمالفة الرشكة الطاعنة لحد مقتضياهتا بعدم توفري سائقني للحافةل اليت تتجاوز املسافة‬
‫اليت تقطعها (‪ 500‬لكم) جيعل قرار حسب واثئق هذه املركبة مرشوعا ويبقى الطعن املقدم بشأنه حليف الرفض‪.‬‬
‫وعللت احملمكة قضاءها بكون ادلورية هتدف يف الساس "اإىل حامية احلق يف احلياة والسالمة البدنية ابعتبارهام‬
‫من احلقوق الساس ية املنصوص علهيا يف القواعد واملبادئ العامة املذكورة‪ ،‬ويف مجيع املواثيق والعهود‬
‫ادلولية"(‪.)119‬‬
‫ومن أخر القرارات الصادرة عن حممكة النقض‪ ،‬قضية تتعلق ابعتداء جسدي عىل طفةل يف مدرسة‬
‫خصوصية من طرف أس تاذهتا‪ ،‬حيث اختذت املؤسسة املشغةل قرار الطرد يف حقها الإتياهنا فعال شنيعا اعتربته‬
‫خطأ جس امي‪ .‬يف املرحةل الابتدائية قضت حممكة ادلرجة الوىل بأداء املدعى علهيا للمدعية التعويضات املطالب‬
‫هبا‪ ،‬غري أن حممكة الاس تئناف ألغت احلمك وقضت برفض الطلب‪ .‬انصبت املناقشة القانونية أمام حممكة النقض‬
‫حول مسطرة الفصل التأدييب كام هو منصوص علهيا يف املادة ‪ 62‬من مدونة الشغل(‪ ،)120‬حيث متسكت طالبة‬
‫(‪ )117‬م‪ .‬اإد‪ ،‬فاس‪ ،‬حمك عدد ‪ 97‬بتارخي ‪ 25‬فرباير ‪ ،2003‬حسن االإدرييس بن أمحد ضد ادلوةل املغربية‪ ،‬جمةل املعيار‪ ،‬عدد ‪ ،38‬ديسمرب‬
‫‪ ،2007‬ص‪.203 .‬‬
‫(‪ )118‬م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬جنائية‪ ،‬قرار رق ‪ 9/201‬بتارخي ‪ 22‬يناير ‪ ،2003‬جمةل الودادية احلسنية للقضاة‪ ،‬عدد ‪ ،1‬أبريل ‪ ،2009‬ص‪.295 .‬‬
‫يف أحد أحاكهما‪ ،‬قالت احملمكة االإدارية ابلرابط‪" :‬وحيث اإن االتفاقيات ادلولية املصادق علهيا من طرف اململكة أوجبت عىل السلطة‬
‫القضائية صيانة مبادئ احملامكة العادةل وصوهنا وعىل رأسها احرتام كرامة املتابعني والابتعاد عن مظاهر املعامةل الالاإنسانية أو املهينة (املادة‬
‫‪ 7‬من االإعالن العاملي حلقوق االإنسان‪ ،‬املاداتن ‪ 7‬و‪ 14‬من اتفاقية احلقوق املدنية والس ياس ية‪ ،‬املاداتن ‪ 1‬و‪ 16‬من اتفاقية مناهضة التعذيب‬
‫وخمتلف رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة)"‪ ،‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 2796‬بتارخي ‪ 25‬يوليو ‪ ،2013‬س بق‬
‫ذكره‪ ،‬ص‪.780 .‬‬
‫(‪ )119‬م‪ .‬اإد‪ ،‬وجدة‪ ،‬حمك عدد ‪ 29‬بتارخي ‪ 13‬مارس ‪ ،2007‬الطاعنة الرشكة ضد املندوب اجلهوي للنقل والتجهزي‪ ،‬جمةل احلقوق‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،2012 ،13‬ص‪.168 .‬‬
‫(‪ )120‬تنص املادة ‪ 62‬عىل ما ييل‪" :‬جيب‪ ،‬قبل فصل الجري‪ ،‬أن تتاح هل فرصة ادلفاع عن نفسه ابالس امتع اإليه من طرف املشغل أو من‬
‫ينوب عنه حبضور مندوب الجراء أو املمثل النقايب ابملقاوةل اذلي خيتاره الجري بنفسه‪ ،‬وذكل داخل أجل ال يتعدى مثانية أايم ابتداء من‬
‫‪90‬‬
‫النقض ابإلزامية التقيد هبذه املسطرة اليت جاءت بصيغة الوجوب وهو ما أخلت به مشغلهتا حسب ادعاهئا‪ .‬يف‬
‫املقابل‪ ،‬اعتربت هذه الخرية أن المر يتعلق مبغادرة تلقائية للعمل ما دامت الجرية مل تس تجب الس تدعاء‬
‫حضور اجللسة التأديبية‪ .‬كونت حممكة النقض قناعهتا استنادا اإىل الواثئق واملستندات اليت مت االإدالء هبا‬
‫ومناقش هتا أمام حممكة املوضوع متوصةل اإىل أن طالبة النقض ثبت اعتداؤها عىل التلميذة مكيفة فعلها عىل أنه‬
‫خطأ جس مي يس توجب اختاذ عقوبة تأديبية يف حقها‪ ،‬لن فيه خرقا صارخا لبنود اتفاقية حقوق الطفل اليت‬
‫صادق علهيا املغرب وانهتأاك لحد احلقوق الساس ية اذلي تضمنهتا(‪.)121‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اإلكراه البدني في الديون التعاقدية‬
‫يعترب موضوع االإكراه البدين من القضااي اليت أسالت كثريا من املداد فقها وقضاء وترشيعا‪ ،‬ذكل أنه مع‬
‫منتصف الامثنينيات من القرن املايض طرح عىل القضاء جبميع درجاته وختصصاته سؤال يف غاية المهية يتعلق‬
‫مبدى تطابق الترشيع املغريب مع مقتضيات املادة ‪ 11‬من العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية يف‬
‫شأن ادليون التعاقدية‪ .‬ابلرجوع اإىل ظهري ‪ 20‬فرباير ‪ ،)122(1961‬جنده ينص يف فصهل الثاين عىل جواز اللجوء‬
‫اإىل اس تعامل مسطرة االإكراه البدين وحييل عىل فصول قانون املسطرة اجلنائية (من ‪ 673‬اإىل ‪ )687‬الصادر يف‬
‫‪ 10‬فرباير ‪ .1959‬أما مقتضيات املادة ‪ 11‬من العهد ادلويل‪ ،‬فاإهنا متنع مثل هذا االإجراء‪ .‬أمام الغموض ادلس توري‬
‫خبصوص حتديد العالقة ما بني القانون الوطين واملعاهدات ادلولية كام س بق لنا تفصيهل‪ ،‬فاإن القضاء ارتبك يف‬
‫ابدئ المر كام يظهر ذكل من خالل الاجهتاد القضايئ‪ ،‬حيث انقسم اإىل ثالث اجتاهات متناقضة‪ :‬الاجتاه‬
‫الول يبعد تطبيق االتفاقية ادلولية عىل اعتبار أن مصادقة املغرب علهيا ال ينقص يف يشء من مسو الترشيع‬
‫ميكن للمعاهدة عىل حساب القانون الوطين بدعوى أهنا أصبحت جزء من‬ ‫ادلاخيل(‪)123‬؛ أما الاجتاه الثاين ف ِّ‬
‫الترشيع الوطين ويه أعىل وأمسى منه(‪)124‬؛ وأخريا الاجتاه الثالث اذلي يقوم بتطبيق االتفاقية لكن مع بعض‬

‫التارخي اذلي تبني فيه ارتاكب الفعل املنسوب اإليه‪ .‬حيرر حمرض يف املوضوع من قبل اإدارة املقاوةل‪ ،‬يوقعه الطرفان‪ ،‬وتسمل نسخة منه اإىل‬
‫الجري‪ .‬اإذا رفض أحد الطرفني اإجراء أو اإمتام املسطرة‪ ،‬يمت اللجوء اإىل مفتش الشغل"‪.‬‬
‫(‪ )121‬م‪ .‬النقض‪ ،‬غ‪ .‬اجامتعية‪ ،‬قرار عدد ‪ 940‬بتارخي ‪ 27‬يونيو ‪ ،2013‬نرشة قرارات حممكة النقض‪ ،‬الغرفة الاجامتعية‪ ،‬عدد ‪ ،13‬السلسةل‬
‫‪ ،2014 ،3‬ص‪ ،66 .‬منشور كذكل مبجةل احلقوق‪ ،‬عدد ‪ ،2015 ،18‬ص‪.237 .‬‬
‫(‪ )122‬ظهري ‪ 1.60.305‬بتارخي ‪ 4‬رمضان ‪ 20( 1380‬فرباير ‪ )1961‬بشأن اس تعامل االإكراه البدين يف القضااي املدنية‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد‬
‫‪ 2523‬بتارخي ‪ 15‬رمضان ‪ 3( 1380‬مارس ‪ ،)1961‬ص‪.581 .‬‬
‫(‪ )123‬م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬مدنية‪ ،‬قرار عدد ‪ 3585‬بتارخي ‪ 10‬يونيو ‪ ،1997‬رضوان بوحساين ضد الس يدة كرير‪ ،‬جمةل قضاء اجمللس العىل‪،‬‬
‫عدد ‪ ،54-53‬يوليو ‪ ،1999‬ص‪32 .‬؛ أنظر تعليقنا عىل هذا القرار واملنشور ابجملةل املغربية لدلراسات ادلولية‪ ،‬عدد ‪ ،5‬يونيو ‪ ،2000‬ص‪.‬‬
‫‪47-43‬؛ م‪ .‬الابتدائية‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 2394‬بتارخي ‪ 24‬نومفرب ‪ ،1986‬عبد هللا عال ضد أمحد بالط‪ ،‬جمةل رساةل احملاماة‪ ،‬عدد ‪،4‬‬
‫أبريل ‪ ،1987‬ص‪101 .‬؛ م‪ .‬اإد‪ .‬أاكدير‪ ،‬أمر اس تعجايل عدد ‪ 2000 – 76‬بتارخي ‪ 29‬غشت ‪ ،2000‬حامد الفضايل ضد وزير العدل‪،‬‬
‫اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،37‬مارس‪ -‬أبريل ‪ ،2001‬ص‪177 .‬؛ م أعىل‪ ،‬غ‪ .‬جنائية‪ ،‬قرار عدد ‪ 8/1006‬بتارخي ‪ 28‬مايو‬
‫‪ ،2009‬جمةل القضاء اجلنايئ‪ ،‬عدد ‪ ،2015 ،1‬ص‪189 .‬؛ م‪ .‬أعىل‪ ،‬غ‪ .‬مدنية‪ ،‬قرار عدد ‪ 342‬بتارخي ‪ 30‬يناير ‪ ،2003‬جمةل القضاء املدين‪،‬‬
‫عدد ‪ ،2013 ،8‬ص‪.286 .‬‬
‫(‪ )124‬م‪ .‬الابتدائية‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 381‬بتارخي ‪ 12‬أبريل ‪ ،1990‬البنك التجاري املغريب ضد الطيب واعروس‪ ،‬جمةل االإشعاع‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،4‬ديسمرب ‪ ،1990‬ص‪198.‬؛ م‪ .‬الابتدائية‪ ،‬الرابط‪ ،‬ملف مدين جتاري رق ‪ 90/8‬بتارخي ‪ 16‬أبريل ‪ ،1990‬البنك الشعيب ضد محمد‬
‫‪91‬‬
‫‪)126(1961‬‬ ‫الرشوط(‪ .)125‬بعد أخذ ورد‪ ،‬اس تقر القضاء عىل ترجيح االتفاقية ادلولية عىل مقتضيات ظهري‬
‫قبل أن يتدخل املرشع املغريب ليفصل هنائيا يف هذا التضارب القضايئ ويقدم عىل تعديل الظهري السالف‬
‫اذلكر(‪ )127‬ليصري متطابقا مع مضمون املادة ‪ 11‬من العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬حرية التنقل‬
‫تعترب حرية التنقل من أكرث املواضيع اإاثرة للجدل بني املواطنني من هجة واالإدارة من هجة أخرى‪ ،‬وهو‬
‫ما يفرس ارتفاع وترية الطعون القضائية‪ .‬وحيتج الفراد عىل سلوك االإدارة ابملقتضيات االتفاقية اليت جتد مصدرها‬
‫يف املعاهدات ادلولية واليت يكون املغرب طرفا فهيا(‪ .)128‬بل اإن القايض االإداري نفسه يثري تلقائيا تطبيق‬
‫القاعدة ذات املصدر ادلويل اإىل جانب املصادر الالكس يكية ملبدأ الرشعية‪ .‬ومن التطبيقات القضائية نذكر‬

‫الساملي‪ ،‬جمةل االإشعاع‪ ،‬عدد ‪ ،4‬ديسمرب ‪ ،1990‬ص‪172 .‬؛ م‪ .‬الابتدائية‪ ،‬الرابط‪ ،‬ملف رق ‪ 90/91‬بتارخي ‪ 16‬أبريل ‪ ،1990‬البنك‬
‫الشعيب ضد بلمنصور الطييب‪ ،‬جمةل االإشعاع‪ ،‬عدد ‪ ،22‬ديسمرب ‪ ،2000‬ص‪268 .‬؛ م‪ .‬الابتدائية‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك رق ‪ 2650‬بتارخي ‪26‬‬
‫يوليو ‪ ،1990‬ع‪ .‬ه‪ .‬ضد م‪ .‬ب‪ ،.‬جمةل رساةل احملاماة‪ ،‬عدد ‪ ،17‬مارس ‪ ،2002‬ص‪.205 .‬‬
‫(‪ )125‬م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬جتارية‪ ،‬قرار عدد ‪ 2163‬بتارخي ‪ 9‬أبريل ‪ ،1997‬ازداد احلاج محمد ضد مصطفى الساملي‪ ،‬جمةل قضاء اجمللس العىل‪،‬‬
‫عدد ‪ ،52‬يوليو ‪ ،1998‬ص‪170 .‬؛ م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬جتارية‪ ،‬قرار عدد ‪ 1404‬بتارخي ‪ 20‬سبمترب ‪ ،2000‬جمةل قضاء اجمللس العىل‪ ،‬عدد ‪-57‬‬
‫‪ ،58‬يوليو ‪ ،2001‬ص‪226 .‬؛ م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬جتارية‪ ،‬قرار عدد ‪ 1971‬بتارخي ‪ 13‬ديسمرب ‪ ،2000‬محمد مفتاح ضد عبد العزيز كريط‪ ،‬جمةل‬
‫احملايم‪ ،‬عدد ‪ ،43‬ص‪165 .‬؛ م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬مدنية‪ ،‬قرار عدد ‪ 1234‬بتارخي ‪ 17‬أبريل ‪ ،2003‬أ‪ .‬ع‪ .‬ضد ق‪ .‬م‪ ،.‬جمةل احملايم‪ ،‬عدد ‪،50‬‬
‫ص‪125 .‬؛ م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬جتارية‪ ،‬قرار عدد ‪ 1041‬بتارخي ‪ 24‬سبمترب ‪ ،2003‬النرشة االإخبارية للمجلس العىل‪ ،‬عدد ‪ ،2004 ،13‬ص‪.‬‬
‫‪16‬؛ م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬جتارية‪ ،‬غ‪ .‬مدنية‪ ،‬قرار عدد ‪ 882‬بتارخي ‪ 23‬مارس ‪ ،2005‬البنك املغريب للتجارة اخلارجية ضد عبد العايل التازي‪،‬‬
‫أورده اإدريس بلمحجوب‪ ،‬قرارات اجمللس العىل بغرفتني أو جبميع الغرف‪ ،‬ج ‪ ،4‬مطبعة المنية‪ ،‬الرابط‪ ،‬الطبعة الوىل‪ ،2006 ،‬ص‪.‬‬
‫‪118‬؛ م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬جتارية‪ ،‬قرار عدد ‪ 762‬بتارخي ‪ 28‬مايو ‪ ،2008‬حريوف احلسني ضد البنك الشعيب‪ ،‬جمةل قضاء اجمللس العىل‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،2009 ،71‬ص‪211 .‬؛ م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬جتارية‪ ،‬قرار عدد ‪ 1177‬بتارخي ‪ 15‬يوليو ‪ ،2009‬اإدريس الوافيق‪ ،‬جمةل احملامك املغربية‪ ،‬عدد ‪-124‬‬
‫‪ ،125‬يناير ‪ -‬أبريل ‪ ،2010‬ص‪286 .‬؛ م‪ .‬التجارية‪ ،‬مراكش‪ ،‬حمك عدد ‪ 762‬بتارخي ‪ 17‬يونيو ‪ ،2002‬شكة أسكود ضد ع‪ .‬د‪ ،.‬جمةل‬
‫حمامكة‪ ،‬عدد ‪ ،3‬أكتوبر – ديسمرب ‪ ،2007‬ص‪.270 .‬‬
‫(‪ )126‬م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬مدنية‪ ،‬قرار عدد ‪ 3515‬بتارخي ‪ 26‬سبمترب ‪ ،2000‬محيد محميو ضد امحمد املزاييت‪ ،‬جمةل القرص‪ ،‬عدد ‪ ،1‬يناير ‪،2002‬‬
‫ص‪ ،116.‬مع تعليق الس تاذ يوسف بنارص‪ ،‬الواحة القانونية‪ ،‬عدد ‪ ،2006 ،2‬ص‪291 .‬؛ م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬جتارية‪ ،‬قرار عدد ‪ 420‬بتارخي‬
‫‪ 23‬مارس ‪ ،2000‬خادل هاروين ضد البنك املغريب للتجارة اخلارجية‪ ،‬جمةل قضاء اجمللس العىل‪ ،‬عدد ‪ ،56‬يوليو ‪ ،2000‬ص‪301 .‬؛ م‪.‬‬
‫الابتدائية‪ ،‬وزان‪ ،‬أمر اس تعجايل عدد ‪ 54‬بتارخي ‪ 23‬مايو ‪ ،2003‬فاطمة احلسوين ضد وكيل املكل‪ ،‬جمةل القرص‪ ،‬عدد ‪ ،6‬سبمترب ‪،2003‬‬
‫ص‪210 .‬؛ م‪ .‬الاس تئناف التجارية‪ ،‬فاس‪ ،‬قرار عدد ‪ 951‬بتارخي ‪ 12‬سبمترب ‪ ،2002‬نور ادلين حللو ضد البنك الشعيب‪ ،‬جمةل املعيار‪،‬‬
‫عدد ‪ ،29‬أبريل ‪ ،2003‬ص‪187 .‬؛ م‪ .‬الابتدائية‪ ،‬القنيطرة‪ ،‬أمر اس تعجايل عدد ‪ 185‬بتارخي ‪ 14‬أبريل ‪ ،2003‬وكيل املكل دلى احملمكة‬
‫الابتدائية ابلقنيطرة ضد املصطفى بتةل‪ ،‬جمةل االإشعاع‪ ،‬عدد ‪ ،27‬غشت ‪ ،2003‬ص‪303 .‬؛ م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬جتارية‪ ،‬قرار عدد ‪ 1286‬بتارخي‬
‫‪ 24‬نومفرب ‪ ،2004‬الهامشي بنضلول ضد موالي حلسن االإدرييس‪ ،‬جمةل قضاء اجمللس العىل‪ ،‬عدد ‪ ،2006 ،65-64‬ص‪208 .‬؛ م‪ .‬العىل‪،‬‬
‫غ‪ .‬جتارية‪ ،‬قرار عدد ‪ 987‬بتارخي ‪ 5‬أكتوبر ‪ ،2005‬سعاد الشاوي ضد الرشكة العامة املغربية للبناك‪ ،‬جمةل احملامك املغربية‪ ،‬عدد ‪،112‬‬
‫يناير‪ -‬فرباير ‪ ،2008‬ص‪.110 .‬‬
‫(‪ )127‬ظهري شيف رق ‪ 1.06.169‬صادر يف ‪ 30‬من شوال ‪ 22( 1427‬نومفرب ‪ )2006‬بتنفيذ القانون رق ‪ 30.06‬الرايم اإىل تعديل أحاكم‬
‫الظهري الرشيف رق ‪ 1.60.305‬الصادر يف ‪ 4‬رمضان ‪ 20( 1380‬فرباير ‪ )1961‬بشأن اس تعامل االإكراه البدين يف القضااي املدنية‪ ،‬جريدة‬
‫رمسية‪ ،‬عدد ‪ 5477‬بتارخي ‪ 5‬ذو القعدة ‪ 27( 1427‬نومفرب ‪ ،)2006‬ص‪.3638 .‬‬
‫(‪ )128‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬أمر عدد ‪ 2446‬بتارخي ‪ 28‬أكتوبر ‪ ،2015‬املعطي منجب ضد الوكيل العام للمكل دلى حممكة الاس تئناف ابلربابط‪،‬‬
‫ملف عدد ‪ ،2015/7101/2561‬موقع‪( marocdroit.com :‬الاجهتاد القضايئ – القضاء االإداري)‪.‬‬
‫‪92‬‬
‫قضية أحد الطاعنني(‪ )129‬اذلي حرمته االإدارة من حق احلصول عىل جواز السفر نظرا لسوابقه العدلية‪ .‬فرمغ‬
‫أن القايض اعترب هذه السوابق ختل مببدأ املروءة وحسن الخالق وابلتايل سببا وجهيا ومسوغا قانونيا لرفض‬
‫منح جواز السفر‪ ،‬فاإنه مع ذكل أقر بفضل االإحاةل عىل االإعالن العاملي حلقوق االإنسان بقدس ية مبدأ حرية‬
‫التنقل‪ .‬وجيد القايض ا إالداري يف الترشيع ادلاخيل‪ ،‬الفصل ‪ 9‬من دس تور ‪ ،1996‬الساس القانوين اخلالص‬
‫الإلغاء قرار االإدارة املعيب دون أن يكون ملزما مبجاراة الطاعن يف الاستناد اإىل الصكوك ادلولية حلقوق‬
‫االإنسان‪ ،‬كام فعهل أحد طاليب االإلغاء ابإاثرة مقتضيات االإعالن العاملي حلقوق االإنسان والعهد ادلويل اخلاص‬
‫ابحلقوق املدنية والس ياس ية(‪ .)130‬وتعترب احملمكة االإدارية بأاكدير س باقة ورائدة يف االإحاةل عىل املعاهدات ادلولية‬
‫املرتبطة حبقوق االإنسان‪ ،‬ذكل أهنا يف ثالث قضااي(‪ )131‬تتعلق لكها حبرية التجول‪ ،‬اعمتدت يف تعليلها عىل‬
‫املادة ‪ 13‬من االإعالن العاملي حلقوق ا إالنسان واملادة ‪ 12‬من العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية‪.‬‬
‫وبنوع من االإجامل‪ ،‬حذت احملمكة االإدارية ابلرابط حذو القايض االإداري بأاكدير عندما طبقت رصاحة مقتضيات‬
‫املعاهدات ادلولية اإىل جانب نص ادلس تور لضامن حرية التنقل‪ " :‬وحيث اإن املتفق عليه فقها وقضاء وترشيعا‬
‫أن أي خشص يمتتع مبجموعة من احلقوق الساس ية أو ما يسمى يف فقه القانون ادلويل ابحلقوق الطبيعية اليت‬
‫ترتبط ارتباطا وثيقا ابلكرامة االإنسانية‪ ،‬ورصحت مجيع املواثيق ادلولية والنظمة القانونية ادلاخلية يف مجيع‬
‫ادلول املتحرضة تكريسها وضامن احرتاهما‪ ،‬ومن مجةل هذه احلقوق حق التجول حبرية"(‪.)132‬‬
‫اإىل جانب املواطنني‪ ،‬متس حرية التجول الجانب حيث يضمن هلم القانون حق االإقامة عىل الرتاب‬
‫الوطين ما مل يصدر عهنم ترصف هيدد النظام العام أو خيالف القوانني اجلاري هبا العمل‪ .‬ففي اإحدى القضااي‬
‫الشهرية تتعلق ابلطرد من املغرب لغياب واثئق رمسية حامسة بشأن موضوع اجلنس ية‪ ،‬متسك الطاعن أمام‬
‫الغرفة االإدارية ابجمللس العىل مببدأ عدم جواز طرد املواطن من وطنه مس تدال عىل ذكل ابالإعالن العاملي‬
‫حلقوق االإنسان والعهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية‪ ،‬غري أن القضاة مل يلتفتوا لطلبه واعتربوا‬

‫(‪ )129‬م‪ .‬اإد‪ ،‬مكناس‪ ،‬حمك عدد ‪3/98/5‬غ بتارخي ‪ 5‬فرباير ‪ ،1998‬اإدريس فاهمي ضد عامل عامةل مكناس االإسامعيلية‪ ،‬ملف رق‬
‫‪3/97/62‬غ‪.‬‬
‫(‪ )130‬م‪ .‬اإد‪ ،‬ادلار البيضاء‪ ،‬حمك عدد ‪ 253‬بتارخي ‪ 2‬مايو ‪ ،2001‬محمد بن عبد اجلليل ضد وزير ادلاخلية‪ ،‬جمةل احملامك املغربية‪ ،‬عدد ‪،98‬‬
‫ص‪.225 .‬‬
‫(‪ )131‬م‪ .‬اإد‪ ،‬أاكدير‪ ،‬حمك عدد ‪ 2004/28‬بتارخي ‪ 12‬فرباير ‪ ،2004‬محمد دداش ضد املدير العام للمن الوطين‪ ،‬جمةل احملامك االإدارية‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،2‬أكتوبر ‪ ،2005‬ص‪297 .‬؛ م‪ .‬اإد‪ ،‬أاكدير‪ ،‬حمك عدد ‪ 2004/29‬بتارخي ‪ 12‬فرباير ‪ ،2004‬اإبراهمي الاكريح ضد املدير العام للمن‬
‫الدارة احمللية والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،65‬نومفرب‪ -‬ديسمرب ‪ ،2005‬ص‪200 .‬؛ م‪ .‬اإد‪ ،‬أاكدير‪ ،‬حمك عدد ‪ 2004/31‬بتارخي ‪12‬‬ ‫الوطين‪ ،‬اجملةل املغربية ل إ‬
‫فرباير ‪ ،2004‬أمحد محية ضد املدير العام للمن الوطين‪ ،‬اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،60‬يناير‪ -‬فرباير ‪ ،2005‬ص‪.194 .‬‬
‫(‪ )132‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 1445‬بتارخي ‪ 25‬أكتوبر ‪ ،2005‬ح‪ .‬ا‪ .‬ضد عامل اإقلمي امخليسات‪ ،‬جمةل احملاماة‪ ،‬عدد ‪ ،49‬ديسمرب ‪،2007‬‬
‫ص‪ ،255 .‬منشور كذكل مبجةل حممكة‪ ،‬عدد ‪ ،6‬يناير ‪ ،2006‬ص‪445 .‬؛ م‪ .‬اإد‪ ،‬ادلار البيضاء‪ ،‬حمك عدد ‪ 971‬بتارخي ‪ 3‬يناير ‪،2008‬‬
‫نور ادلين الصاحلي ضد وزير ادلاخلية‪ ،‬اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،103‬مارس‪ -‬أبريل ‪ ،2012‬ص‪ ،186 .‬منشور كذكل‬
‫مبجةل حمامكة‪ ،‬عدد ‪ ،5‬نومفرب ‪ -‬يناير ‪ ،2009 – 2008‬ص‪.245 .‬‬
‫‪93‬‬
‫القرار موضوع الطعن ابالإلغاء مرشوعا(‪.)133‬‬
‫ويف هذا االإطار‪ ،‬ال بد من التوقف طويال عند أحد الحاكم القضائية اليت تشلك من دون أدىن شك‬
‫اجهتادا غري مس بوق وموقفا جريئا يمن عن دور وأمهية القضاء االإداري يف حياة الفراد‪ ،‬مواطنني اكنوا أم‬
‫أجانب‪ .‬ابلنظر اإىل تعقد معطيات النازةل املعروضة عىل نظر القضاء(‪ ،)134‬ارتأت احملمكة تفكيكها اإىل أجزاء‬
‫واحضة حىت يسهل بعد ذكل البت فهيا وفقا للقانون‪ .‬طرح القايض االإداري سؤالني مرتابطني يتوقف احلل‬
‫الهنايئ للطعن عىل االإجابة عهنام؛ يتعلق الول بتحديد ادلور اذلي يتعني أن يضطلع به القضاء وهو ينظر يف‬
‫ادلعاوى املوهجة ضد قرارات الضبط اخلاصة ابلجانب‪ ،‬وابلنتيجة رمس حدود الرقابة القضائية عىل هذا النوع‬
‫من الترصفات؛ أما السؤال الثاين‪ ،‬فيمتحور حول مدى مالءمة التكييف القانوين اذلي أس بغته االإدارة عىل‬
‫الوقائع املكونة لركن السبب مكربر الختاذ قرار رفض جتديد رخصة اإقامة الطاعن ابملغرب‪ .‬بدأت احملمكة يف‬
‫االإجابة عن التساؤل الول ابس تحضار قرارين للغرفة االإدارية(‪ ،)135‬وبقراءة مركبة لالجهتادين معا خلصت اإىل‬
‫تقرير ما ييل‪" :‬وحيث يس تفاد من اس تقراء الاجهتادين املذكورين‪ ،‬أن الغرفة االإدارية حتولت من التسلمي‬
‫ابلسلطة التقديرية املطلقة ل إالدارة يف اإصدار قرار حسب رخصة االإقامة اإىل اجتاه حديث انقشت من خالهل‬
‫الس باب املعمتدة يف قرار الطرد‪ ،‬وقامت بفحصها قبل أن ختلص اإىل اإقرار مرشوعيته‪ ،‬وهو ما يعين أن قضاء‬
‫اجمللس العىل دشن من خالل هذا القرار مسلاك جديدا يف اجتاه تفعيل الرقابة عىل قرارات الضبط اخلاصة‬
‫ابلجانب عىل حنو حيقق املوازنة بني احلفاظ عىل املصلحة العليا للبالد وبني أحقية الجنيب يف احلصول عىل‬
‫امحلاية الالزمة خبصوص القرارات االإدارية غري املرشوعة اليت قد متس وضعيته‪ ،‬وتكريسا لهذا الاجتاه اذلي هو‬
‫أقرب اإىل حتقيق االإنصاف‪ ،‬خلصت هذه احملمكة بتارخي ‪ 2001/3/22‬يف قضية املواطنة الفرنس ية تياود‬
‫ماريون(‪ )136‬اإىل اإلغاء قرار املدير العام للمن الوطين بطرد هذه الخرية بعةل تعاطهيا للفساد وجتارة اخملدرات‬
‫بعدما جعزت االإدارة عن اإثبات القيام املادي للس باب املعمتدة يف قرار الطرد"‪ .‬اإذن‪ ،‬للمحمكة اكفة الصالحيات‬
‫لتسليط رقابهتا عىل القرارات الصادرة عن االإدارة واليت متس حقوق الجانب ويه جزء ال يتجزأ من الوظيفة‬
‫الساس ية والالكس يكية للقضاء االإداري‪.‬‬

‫(‪ )133‬م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬اإد‪ ،‬قرار عدد ‪ 735‬بتارخي ‪ 16‬يوليو ‪ ،1998‬أبراهام الرسفايت ضد وزير ادلاخلية‪ ،‬جمةل قضاء اجمللس العىل‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،61‬يناير ‪ ،2003‬ص‪.193 .‬‬
‫(‪ )134‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 382‬بتارخي ‪ 3‬مارس ‪ ،2005‬فاروق مصطفى عزت ضد املدير العام للمن الوطين‪ ،‬اجملةل املغربية ل إالدارة‬
‫احمللية والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،64‬سبمترب‪ -‬أكتوبر ‪ ،2005‬ص‪.214 .‬‬
‫(‪ )135‬م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬اإد‪ ،‬قرار رق ‪ 395‬بتارخي ‪ 29‬نومفرب ‪ ،1990‬أمحد فتحي صديق ضد مدير المن الوطين‪ ،‬قرارات اجمللس العىل يف‬
‫املادة ا إالدارية ‪ ،1997 -1958‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬منشورات اجمللس العىل يف ذكراه الربعني‪ ،1997 ،‬ص‪179 .‬؛ منشور كذكل‬
‫ابجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،46‬سبمترب‪ -‬أكتوبر ‪ ،2002‬ص‪194 .‬؛ قرار أبراهام الرسفايت‪ ،‬س بق ذكره‪.‬‬
‫(‪ )136‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 242‬بتارخي ‪ 22‬مارس ‪ ،2001‬تيارد ماريون ضد وزير ادلاخلية‪ ،‬اجملةل املغربية للنظمة القانونية والس ياس ية‪،‬‬
‫عدد ‪ ،2‬ديسمرب ‪ ،2002‬ص‪.190 .‬‬
‫‪94‬‬
‫همدت احملمكة االإدارية للجواب عن السؤال الثاين ابلتوقف عند التجربة الفرنس ية يف املوضوع مس تلهمة‬
‫ما اس تقرت عليه من حلول رائدة‪" :‬جتدر االإشارة بداية اإىل أن قضاء جملس ادلوةل الفرنيس اذلي اس تقر عىل‬
‫وجوب مراقبة مدى قيام الغلط البني يف التقدير "الهتديد اذلي ميس النظام العام مكربر الختاذ قرار الطرد يف‬
‫حق الجنيب" دأب يف العديد من قراراته عىل المتيزي بني االإداانت من أجل القتل أو حماوةل القتل أو الوساطة‬
‫يف البغاء أو الرضب واجلرح ا إالرادي أو هتريب اخملدرات أو احتالل حمالت أو جحز أشخاص أو نقل السالح‬
‫أو الرسقة مع اس تعامل العنف‪ ،‬وبني االإداانت من أجل اجلرامئ البس يطة اليت ال تعترب يف نظر قضاء جملس‬
‫ادلوةل الفرنيس ذات خطر عىل النظام العام وابلتايل ال تربر قرار الطرد‪ .‬ومن قبيل ذكل ادلخول واالإقامة‬
‫بشلك غري مرشوع فوق الرتاب الفرنيس واحلصول عىل واثئق مزورة من أجل ادلخول اإىل فرنسا واالإدانة‬
‫ابلغرامة فقط من أجل جنحتني بس يطتني‪ ،‬عدا يف حاةل العود‪ ،‬حيث تعترب حاةل الهتديد اخلطري متوافرة"‪.‬‬
‫تأسيسا عىل هذا التأصيل القانوين والتقعيد القضايئ‪ ،‬تناولت احملمكة وقائع النازةل وحيثياهتا مس تحرضة الظروف‬
‫اليت جيتازها وطن الطاعن والوضاع االإنسانية الصعبة اليت مير مهنا ‪" :‬وحيث تبني للمحمكة بعد دراس هتا لاكفة‬
‫املعطيات املتوفرة يف النازةل‪ ،‬أن مؤاخذة الطاعن الس يد فاروق بن مصطفى عزت‪ ،‬العرايق اجلنس ية‪ ،‬من أجل‬
‫جنحة خيانة المانة ثبتت يف حقه بناء عىل جمرد شهادة شاهدين اتبعني للطرف املش تيك اذلي تربطه مصاهرة‬
‫ابلطاعن وعداوة مس تحمكة‪ ،‬ال تعترب يف حد ذاهتا سببا اكفيا العتبار هذا الخري خشصا همددا للنظام العام‬
‫ابملغرب‪ ،‬وهو ما جيعل رفض جتديد رخصة اإقامته مشواب خبطأ بني يف التقدير‪ ،‬يضاف اإىل ذكل أن اختاذ قرار‬
‫من هذا النوع يف حق الطاعن املذكور‪ ،‬يعترب ابلنظر اإىل زمن صدوره قرارا متسام بعدم املالءمة اعتبارا‬
‫للخطار اليت قد هتدد الطاعن يف حال اإرجاعه اإىل بدله الصيل يف ظل الوضاع الصعبة اليت جيتازها القطر‬
‫العرايق الشقيق"‪.‬‬
‫اس تقى القايض االإداري اجهتاده من منطوق القانون ‪ 02.03‬اذلي يستند بدوره اإىل املرجعية ادلولية‬
‫يف املوضوع‪" :‬وحيث اإن رضورة أخذ املعطى االإنساين بعني الاعتبار عند االإقدام عىل اإصدار قرارات متعلقة‬
‫بدخول وإاقامة الجانب أصبح الزتاما عاما‪ ،‬بعدما أقرته عدد من الترشيعات‪ ،‬أخرها القانون املغريب اجلديد رق‬
‫‪ 02.03‬املتعلق بدخول وإاقامة الجانب وابلهجرة غري املرشوعة‪ ،‬اذلي ألغى ظهري ‪ 16‬ماي ‪ 1941‬الصادر يف‬
‫ظهل القرار املطعون فيه‪ ،‬واذلي أكد يف مادته ‪ 29‬عىل حق الجنيب يف عدم اإبعاده اإىل بدل اإذا أثبت أن حياته‬
‫أو حريته معرضتان فيه للهتديد أو أنه معرض فيه ملعامالت غري اإنسانية"‪ .‬رغبة يف متتيع الطاعن مبقتضيات‬
‫القانون ‪ ،02.03‬استبعدت احملمكة الواثئق واملستندات اليت اعمتدت علهيا االإدارة املطعون يف قرارها وذكل بغية‬
‫اإحراج املدعي وإاضعاف موقفه أمام القضاء‪" :‬وحيث تبني للمحمكة من هجة أخرى أن وثيقة احلمك الصادر عن‬
‫حممكة الثورة العراقية اليت أدلت هبا االإدارة لتعزيز موقفها يف مواهجة الطاعن ال ميكن الاعتداد هبا لكوهنا عبارة‬
‫عن صورة مشس ية ال حتمل أي خامت رمسي‪ ،‬عالوة عىل أن االإدارة توصلت هبذه الوثيقة من هجة غري رمسية‬
‫ثبت عداؤها للطاعن‪ ،‬وعىل فرض حصهتا فاإن اجلهة املطلوبة يف الطعن مل تبني مدى تأثري الواقعة اليت تتضمهنا‬
‫عىل النظام العام يف املغرب مكربر لرفض اس مترار اإقامة الطاعن فيه"‪ .‬يف الخري‪ ،‬اهتدت احملمكة اإىل رضورة‬
‫‪95‬‬
‫احلمك ابإعدام قرار االإدارة بسبب جتاوز السلطة‪" :‬وحيث اإنه أمام هذه املعطيات‪ ،‬يكون قرار رفض جتديد‬
‫رخصة اإقامة الطاعن الس يد فاروق مصطفى عزت ابململكة املغربية للس باب املمتسك هبا من طرف االإدارة‬
‫موسوما بعدم الرشعية‪ ،‬وبعدم املالءمة‪ ،‬ويتعني احلمك ابإلغائه مع ترتيب الاثر القانونية املمتثةل يف بطالن مجيع‬
‫االإجراءات املتخذة تنفيذا للقرار املذكور واليت من مضهنا قرار الطرد الصادر يف حقه من طرف وايل ادلار‬
‫البيضاء"‪ .‬ال يسع الباحث بعد هذا احلمك اإال أن ينوه مبوقف القضاء ويمثن اجهتاده هذا واذلي ينضاف اإىل قامئة‬
‫الحاكم القضائية الرائدة واخلادلة‪.‬‬
‫ويف س ياق الحاكم القضائية املتنورة‪ ،‬فاجأان انئب رئيس احملمكة االإدارية بوجدة بأمرين‬
‫اس تعجاليني(‪ )137‬يف غاية المهية واجلرأة ألغى مبوجهبام قرارين اإداريني ابالقتياد اإىل احلدود يف حق أجانب من‬
‫أفريقيا جنوب الصحراء؛ يتعلق المر ابمرأتني وقارصتني طالبات جلوء ابملغرب‪ .‬حاولت االإدارة عبثا اإقناع قايض‬
‫املس تعجالت أن الطلبات املقدمة اإىل السلطات املغربية يف هذا الشأن تتأرحج بني القبول والرفض وذلكل‬
‫ارتأت اقتياد امجليع اإىل احلدود‪ ،‬غري أن القايض االإداري رد هذا ادلفع استنادا اإىل مقتضيات القانون ‪02.03‬‬
‫الرصحية والواحضة‪" :‬وحيث اإن حص ما دفع به انئب عامل اإقلمي براكن من كون املدعية طالبة جلوء وأن طلهبا‬
‫قد حيمتل القبول أو الرفض فاإنه ابلرجوع ملقتضيات املادة ‪ 29‬من القانون رق ‪ 02.03‬املتعلق بدخول وإاقامة‬
‫الجانب ابململكة املغربية وابلهجرة غري املرشوعة الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رق ‪ 1.03.196‬املؤرخ يف‬
‫‪ 2003/11/11‬فاإنه يمت اإبعاد الجنيب اذلي يتخذ يف حقه قرار الطرد أو الاقتياد اإىل احلدود حنو البدل اذلي‬
‫حيمل جنسيته اإال اإذا اعرتف هل بوضع الجئ أو اإذا مل يمت البت يف طلب اللجوء اذلي تقدم به وأنه أمام خلو‬
‫ملف النازةل مما يفيد البت يف وضعية املدعية اإجيااب أو سلبا يكون ما دفع به انئب عامل اإقلمي براكن يف هذا‬
‫الصدد غري جدير ابالعتبار ويتعني رده"(‪ .)138‬وحفص القايض الواثئق واملستندات املدىل هبا ويه صادرة عن‬
‫سلطات رمسية تثبت مبا ال يدع جماال للشك أن الطاعنات يوجدن يف وضعية طالبات جلوء وأن املغرب هل‬
‫الزتامات دولية يف املوضوع ينبغي عليه أن يويف هبا‪" :‬وحيث اإنه ومما ال شك فيه وحسب الوثيقة الصادرة عن‬
‫متثيلية املفوضية السامية للالجئني ابلرابط فاإن املدعية طالبة جلوء وأن اململكة املغربية ملا قبلت اتفاقية جنيف‬
‫الصادرة يف ‪ 28‬يوليوز ‪ )139(1951‬واملتعلقة بنظام الالجئني وصدر ابجلريدة الرمسية عدد ‪ 2341‬واترخي‬
‫‪ 1957/09/06‬الظهري الرشيف رق ‪ 1.57.271‬املؤرخ يف ‪ 1957/08/21‬املتعلق بتطبيق مقتضياهتا وانضمت‬

‫(‪ )137‬م‪ .‬اإد‪ .‬وجدة‪ ،‬أمر رق ‪ 96‬بتارخي ‪ 15‬غشت ‪ ،2013‬ماتونكو اكوناك ضد املديرية العامة للمن الوطين‪ ،‬ملف عدد ‪1.13.177‬؛ م‪.‬‬
‫اإد‪ .‬وجدة‪ ،‬أمر رق ‪ 100‬بتارخي ‪ 22‬غشت ‪ ،2013‬اكرجيا ضانينكو ضد املديرية العامة للمن الوطين‪ ،‬ملف عدد ‪.1.13.183‬‬
‫(‪ )138‬قضية ماتونكو اكوناك ضد املديرية العامة للمن الوطين‪ ،‬س بق ذكرها‪.‬‬
‫(‪ )139‬ظهري شيف رق ‪ 1.57.271‬صادر يف ‪ 29‬من حمرم ‪ 26( 1377‬غشت ‪ )1957‬بشأن تطبيق اتفاقية جنيف املؤرخة بيوم ‪ 28‬يوليوز‬
‫‪ 1951‬املتعلقة بوضعية الالجئني‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 2341‬بتارخي ‪ 10‬صفر ‪ 6( 1377‬سبمترب ‪ ،)1957‬ص‪1978 .‬؛ مرسوم رق‬
‫‪ 2.57.1256‬حتدد مبوجبه كيفيات تطبيق االتفاقية املتعلقة بوضعية الالجئني املوقع علهيا يف جنيف بتارخي ‪ 28‬يوليوز ‪ ،1951‬جريدة رمسية‪،‬‬
‫عدد ‪ 2341‬بتارخي ‪ 10‬صفر ‪ 6( 1377‬سبمترب ‪ ،)1957‬ص‪.1978 .‬‬
‫‪96‬‬
‫اإىل الربوتوكول املتعلق بنظام الالجئني طبقا للظهري الرشيف رق ‪ 1070.108‬واترخي ‪ 1970/07/27‬وقامت‬
‫ابإيداع أدوات التصديق يف نيويورك بتارخي ‪ 1971/04/20‬وأصدرت بتارخي ‪ 1957/08/29‬مرسوما يتعلق‬
‫بتحديد كيفية تطبيق االتفاقية املتعلقة بوضعية الالجئني املوقعة جبنيف يف ‪ 28‬يوليوز ‪ 1951‬فاإهنا تكون قد‬
‫أقرت الرشوط واملعايري املوضوعية اليت حتدد املراكز القانونية لهذا الصنف من الجانب (طاليب اللجوء)"‪.‬‬
‫ودون أن يشري القايض رصاحة اإىل مقتضيات ادلس تور اجلديد (‪ 29‬يوليو ‪ )2011‬يف موضوع العالقة‬
‫بني القانون ادلويل والقانون ادلاخيل‪ ،‬فقد أعاد التأكيد عىل مبدأ أرحجية االتفاقية ادلولية عىل الترشيع ادلاخيل‬
‫مع لك ما ينجم عن ذكل من أاثر قانونية‪" :‬وحيث اإنه ملا اكنت االتفاقيات ادلولية تسمو عىل القوانني ادلاخلية‬
‫وأن القانون رق ‪ 02.03‬يف مادته ‪ 29‬النفة اذلكر اس تثىن الشخص املعرتف هل بوضعية الجئ أو ذكل اذلي مل‬
‫يمت البت يف طلبه من اختاذ قرار الطرد أو الاقتياد اإىل احلدود يف حقه وأن اجلهة املدعية ال خترج عن نطاق‬
‫الشخاص املؤهلني لالس تفادة من اللجوء وأن املادة ‪ 32‬من نفس القانون خولت للجنيب اإماكنية طلب اإلغاء‬
‫قرار الطرد أو الاقتياد اإىل احلدود بعد انقضاء أجل الطعن االإداري اإذا اكن يقمي خارج املغرب وهو ما يؤهل‬
‫املدعية اإىل تقدمي طعهنا وإان مل تعد تتواجد حاليا مبركز االإيواء مبقر امجلعية اخلريية االإسالمية بأبراكن حسب ما‬
‫جاء مبحرض املعاينة مع االإنذار الاس تجوايب املنجز من طرف املفوض القضايئ معر محمودي وبذكل يكون‬
‫الفصالن أعاله قد سايرا ما أقرته اتفاقية جنيف لس نة ‪."1951‬‬
‫وأمام جعز االإدارة املطعون ضدها عن دحض جحج اجلهة الطاعنة‪ ،‬أجاب القايض هذه الخرية اإىل‬
‫طلهبا يف الطعن يف قرار االإدارة القايض ابالقتياد إاىل احلدود‪" :‬وحيث اإنه وأمام استناكف اجلهات املطلوب‬
‫ضدها عن اجلواب رمغ توصلها وعدم منازعهتا يف كون املدعية لها وضعية الجئ ابس تثناء عامل اإقلمي براكن اذلي‬
‫دفع بواسطة انئبه أنه ال وجود لي قرار اإداري ضد املدعية رصحيا اكن أم مضنيا دون أن يثبت أن هذه الخرية‬
‫ال وجود لها أو مل يس بق لها أن اكنت مضن الشخاص املتواجدين مبقر امجلعية أو أن عامل االإقلمي ال عالقة هل‬
‫ابملوضوع فاإن ذكل يقوم س ندا عىل وجود قرار ميس مركزها القانوين كجنبية (طالبة جلوء) ويرحج ما ذهبت‬
‫اإليه من وجود قرار مضين ابقتيادها للحدود"‪.‬‬
‫من انفةل القول‪ ،‬اإن الزتام هجة االإدارة الصمت قرينة يف نظر القايض عىل وجاهة الوسائل القانونية اليت‬
‫أدلت هبا الطاعنات‪" :‬وحيث اإنه أمام عدم اإدالء ابيق اجلهات املطلوب ضدها (وزارة ادلاخلية – االإدارة العامة‬
‫للمن الوطين – رئيس املنطقة المنية بأبراكن) بأوجه دفاعها والس باب اليت اعمتدهتا يف اختاذ القرار املطعون‬
‫فيه واذلي حسب املادة ‪ 21‬من القانون رق ‪ 02.03‬ينبغي أن يكون معلال ومبنيا عىل حاالت أوردهتا املادة‬
‫املذكورة وتوضيح ما اإذا اكن عدم تواجد املدعية حاليا مبقر االإيواء راجع اإىل تنفيذ قرار الاقتياد للحدود يف حقها‬
‫فاإن ذكل يعد وفقا ملقتضيات الفصل ‪ 406‬من قانون الالزتامات والعقود اإقرارا قضائيا واذلي ينتج عن سكوت‬
‫اخلصم عندما تدعوه احملمكة رصاحة اإىل االإجابة عن ادلعوى املوهجة ضده فيلوذ ابلصمت بل ويرفض التوصل‬
‫كام هو احلال ابلنس بة لرئيس املنطقة المنية بأبراكن مما جيعل هذه اجلهات مقرة بصحة الطلب"‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫خلص قايض املس تعجالت االإداري يف الخري اإىل رضورة تطبيق مقتضيات القانون ‪ 02.03‬اليت متنع‬
‫منعا لكيا طرد أو الاقتياد اإىل احلدود الك من املرأة احلامل والطفال القارصين‪" :‬وحيث اإنه ملا اكنت املدعية‬
‫مصحوبة اببنتهيا القارصتني‪ :‬ايب اكيل موزياك ومريادي اتومبا واملزدادتني عىل التوايل بتارخي ‪2008/01/25‬‬
‫و‪ 2013/03/07‬وأن الباب اخلامس من القانون رق ‪ 02.03‬بشأن الحاكم املشرتكة املتعلقة ابالقتياد اإىل احلدود‬
‫والطرد نص رصاحة يف املادة ‪ 29‬منه عىل أنه ال ميكن اإبعاد أية امرأة أجنبية حامل أو أي أجنيب قارص اختذ‬
‫يف حقه قرار الطرد أو الاقتياد اإىل احلدود وإاعامال لهذا النص ولبعده االإنساين والاجامتعي وانسجامه مع‬
‫مقتضيات االتفاقية ادلولية النفة اذلكر املصادق علهيا من طرف املغرب فاإن القرار املطعون فيه يبقى قرارا متسام‬
‫ابنعدام املرشوعية ويتعني ابلتايل اإلغاؤه وترتيب الاثر القانونية عىل ذكل"‪.‬‬
‫وبتت حممكة النقض(‪ )140‬حديثا يف اس تئناف المر املس تقل املتعلق ابالختصاص النوعي الصادر عن‬
‫احملمكة االإدارية ابلرابط حيث قىض رئيس احملمكة بعدم الاختصاص للبت يف طلب زوجني أجنبيني يقامين‬
‫ابملغرب ختوفا من كون االإدارة اختذت يف حقهام قرارا مبنعهام من دخول الرتاب الوطين‪ ،‬والذلين المتسا اإلغاء‬
‫القرار الشفوي أو الضمين النعدام التعليل وخمالفة ادلس تور واالتفاقيات ادلولية‪ .‬ذهبت الغرفة االإدارية اإىل أن‬
‫املنع من ادلخول اإىل الرتاب الوطين أو واقعة الطرد املادي منه تدخالن يف اختصاص رئيس احملمكة االإدارية‬
‫بصفته قاضيا للمور املس تعجةل‪.‬‬
‫يس تخلص مما س بق ذكره‪ ،‬أن الحاكم والقرارات اليت أصدرها القضاء املغريب تدل دالةل واحضة عىل‬
‫وجود دينامية كبرية وتفاعل اإجيايب من طرف القضاة مع مبادئ حقوق االإنسان وقميها‪ ،‬ويف هذا تأكيد راخس عىل‬
‫متسك هذا املؤسسة ادلس تورية بدورها يف ضامن حامية حقوق االإنسان وصيانهتا من لك متيزي أو تعسف أو‬
‫شطط‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬حرية الصحافة‬
‫شلكت حرية الصحافة اإحدى القضااي احلساسة والساخنة اليت نظر فهيا القضاء الس امي االإداري منه‪.‬‬
‫ومن المثةل عىل ذكل‪ ،‬ادلعوى اليت تقدمت هبا شكة ميداي تروست طالبة رفع الاعتداء املادي الواقع من‬
‫طرف االإدارة مبنع جريدتني هام لوجورانل والصحيفة من الصدور اإثر القرار اذلي اختذته احلكومة يف شهر‬
‫ديسمرب من س نة ‪ ،2000‬انعية عىل القرار عيب الاختصاص ذكل أن اجلهة اليت أصدرت املنع غري خمتصة‬
‫قانوان‪ .‬يف مرحةل التقايض‪ ،‬وهجت الطاعنة مجةل من العيوب اإىل القرار الصادر عن اجلهة املطعون ضدها‪ ،‬من‬
‫ذكل "الاعتداء عىل قمي ادلس تور واالتفاقية ادلولية للحقوق املدنية والس ياس ية واالإعالن العاملي‪ ،‬والعهد اخلاص‬
‫ابحلقوق املدنية والس ياس ية اذلي صادق عليه املغرب ونرش ابجلريدة الرمسية س نة ‪ ،1979‬وأن هذا الترصف‬
‫تبعا ملا ذكر يعترب اعتداء ماداي عىل حق العارضتني يف التعبري وحقهام يف النرش"(‪ .)141‬من جانهبا‪ ،‬ارتأت احملمكة‬

‫(‪ )140‬م‪ .‬النقض‪ ،‬غ‪ .‬اإد‪ ،‬قرار عدد ‪ 78‬بتارخي ‪ 26‬يناير ‪ ،2012‬جمةل القضاء االإداري‪ ،‬عدد ‪ ،2015 ،6‬ص‪.240 .‬‬
‫(‪ )141‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬أمر اس تعجايل عدد ‪ 211‬بتارخي ‪ 20‬ديسمرب ‪ ،2000‬شكة ميداي تروست ضد احلكومة املغربية‪ ،‬جمةل احملامك االإدارية‪،‬‬
‫‪98‬‬
‫أن الطلب يفتقر اإىل مجموعة من الرشوط والضوابط للقول بوجود اعتداء مادي‪ ،‬فقضت برفض ادلعوى‪.‬‬
‫مل حيل هذا املوقف السليب اذلي عربت عنه احملمكة االإدارية ابلرابط دون ممارسة الطاعنة حلقوقها‬
‫ادلس تورية‪ ،‬المر اذلي دفعها اإىل اإيداع ترصحيني يتعلقان جبريدتني جديدتني‪ ،‬غري أن النيابة العامة مل تس تجب‬
‫لطلهبا فتقدمت اثنية بطلب يريم اإىل رفع الاعتداء املادي واملمتثل يف موقف النيابة العامة من اإيداع الترصحيني‬
‫خبصوص اجلريدتني‪ .‬والغريب يف المر أن اجلهة املطعون ضدها يه اليت متسكت هذه املرة مبقتضيات املعاهدات‬
‫ادلولية اخلاصة حبقوق االإنسان معتربة أن ادلعوى غري مقبوةل شالك العتبارات كثرية مهنا "أن التسلمي الفوري‬
‫للوصل املنصوص عليه يف الفصل السادس مرتبط بتقدمي ترصحي مس تجمع لاكفة شوط الفصل اخلامس من‬
‫قانون الصحافة وهذا ما أشارت اإليه االتفاقية ادلولية للحقوق املدنية والس ياس ية واليت صادق علهيا املغرب يف‬
‫‪ 1979/11/8‬س امي الفصل ‪ 19‬مهنا اليت تشري اإىل أنه للك فرد احلق يف حرية التعبري‪ .‬كام للك فرد احلق يف‬
‫البحث عن مصادر اخلرب ونقلها‪ ،‬اإال أن ممارسة تكل احلقوق ترتبط بقيود وشوط معينة‪ ،‬وهو نفس ما أشارت‬
‫اإليه املادة ‪ 10‬من االتفاقية املتعلقة ابحلرايت الساس ية وحامية حقوق االإنسان الصادرة يف ‪ 1998‬ومن مث يتأكد‬
‫أن املبادئ ادلولية حلقوق االإنسان يف أكرثها حداثة جتعل حق النرش والطباعة مرهوان برشوط واجبة التطبيق‪،‬‬
‫وأنه يف النازةل مل تقم النيابة العامة بأكرث من مطالبهتا للمدعية ابخلضوع واحرتام القانون أي أهنا يف تعاملها اكنت‬
‫مطبقة ملبادئ حقوق االإنسان كام يه متعارف علهيا دوليا"(‪ .)142‬خلصت احملمكة اإىل أن موقف النيابة العامة ال‬
‫يعترب امتناعا من تسلمي الوصول ابإصدار اجلريدتني النفيت اذلكر‪ ،‬ومن مث فاإنه ال يشلك اعتداء ماداي عىل حرية‬
‫الطباعة والنرش ابملفهوم الفقهىي والقضايئ‪ ،‬المر اذلي يس تدعي الترصحي برفض الطلب‪.‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬الجمعيات واألحزاب السياسية واالنتخابات‬
‫حق تأسيس امجلعيات من احلقوق الساس ية املنصوص علهيا دس توراي اإضافة اإىل التنصيص علهيا يف‬
‫نصوص ترشيعية خاصة‪ ،‬وقد نظر القضاء االإداري يف مجموعة من القضااي تمتحور أساسا حول تكوين امجلعيات‬
‫واملشألك النامجة عن نشاطها‪ .‬ومن التطبيقات القضائية يف املوضوع نذكر الطعن اذلي تقدمت به مجعية ادلعوة‬
‫اإىل القرأن والس نة حيث معدت السلطات احمللية التابعة لوالية مراكش اإىل اإغالق املقر الرئييس للجمعية وابيق‬
‫فروعها بنفس املدينة‪ .‬يف املرحةل الابتدائية‪ ،‬قضت احملمكة االإدارية مبراكش ابإلغاء القرار العاميل الصادر عن‬
‫عامل عامةل مراكش ووايل هجة اتنس يفت احلوز معتربة أن "اس تثناء جمال النشاط امجلعوي من جمال الضبط‬
‫االإداري العام هو أمر مفهوم وبدهيىي‪ ،‬بل ورضوري ابعتبار اجملال امجلعوي هو جمال احلرايت العامة وهو‬
‫ابمتياز جمال الاصطدام ابلسلطات االإدارية ابعتبارها الساهرة عىل المن العام وهو أيضا مطلب حقويق جاءت‬
‫مقتضيات املادة (املادة ‪ 7‬من قانون امجلعيات) اس تجابة هل حىت ال تكون سلطات الضبط االإداري يه نفسها‬

‫عدد ‪ ،2‬أكتوبر ‪ ،2005‬ص‪ ،339 .‬منشور كذكل ابجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،36‬يناير‪ -‬فرباير ‪ ،2001‬ص‪.81 .‬‬
‫(‪ )142‬م‪ .‬اإد‪ ،‬ادلار البيضاء‪ ،‬أمر اس تعجايل عدد ‪ 397‬بتارخي ‪ 4‬يناير ‪ ،2001‬شكة ميداي تروست ضد وكيل املكل دلى احملمكة الابتدائية‬
‫بأنفا‪ ،‬جمةل احملامك املغربية‪ ،‬عدد ‪ ،86‬يناير‪ -‬فرباير ‪ ،2001‬ص‪.190 .‬‬
‫‪99‬‬
‫اخلصم واحلمك يف جمال حيوي ابلنس بة للمجمتع املدين معوما وهو ما هيدف اإليه املرشع ويشلك ابلتايل مقصده‬
‫وغايته اليت هو روح النص‪ .‬وحيث اإنه من غري املعقول اإس ناد نفس الاختصاص جلهتني أو سلطتني خمتلفتني‬
‫فاميرسه القضاء يف س ياق مساطر تواهجية حتفظ حقوق الطراف‪ ،‬وميارسه العامل يف س ياق مبادرة فردية‬
‫مضن صالحيات ضبطية ذات طابع اإداري‪ ،‬وإاال ملا اكن للضامانت القضائية أي معىن أو أثر‪ ،‬من الثر اذلي‬
‫توخاه املرشع من حرص هذا اجملال مضن والية القضاء والقضاء املدين العادي ابذلات وليس القضاء ا إالداري‬
‫ابعتبار قربه من االإدارة‪ )...( .‬وحيث اإنه ال جدال يف اإغالق دور القرأن هو مبثابة حل فعيل للجمعية ينتج عنه‬
‫شل نشاطها متاما وتوقفه مطلقا خاصة وأن أاثر قرار االإغالق غري حمددة يف الزمن‪ ،‬علام بأن يف هذه احلاةل أيضا‬
‫جيب أن تصدر عن القضاء حرصا وحرصاي‪ .‬وحيث يتضح اإذن أن قرار االإغالق مشوب بعيب عدم املرشوعية‬
‫اجلس مي ابعتباره يتطاول عىل اختصاصات سلطة ينظمها القانون وحيدد اختصاصاهتا وجمال تداخلها"(‪.)143‬‬
‫يف املرحةل الاس تئنافية‪ ،‬ألغت حممكة ادلرجة الثانية احلمك الابتدايئ بعدما أسهبت يف مناقشة فكرة‬
‫النظام العام مقررة أن ثبوت هتديد المن العام يشلك واقعة وسببا جداي تربر تدخل االإدارة للحيلوةل دون‬
‫حصوهل أو الإعادته اإذا حصل‪" :‬وحيث اإن لك املواثيق ادلولية وإاعالانت احلقوق وادلساتري قررت للفراد‬
‫وللجامعات وامجلعيات العديد من احلقوق واحلرايت‪ ،‬ويف نفس الوقت أوجدت الترشيعات تنظمي هذه احلقوق‬
‫واحلرايت مبا ال يؤدي اإىل التضييق علهيا الإفراغها من حمتواها أو اإطالقها مبا يؤدي اإىل االإخالل ابلنظام والمن‬
‫العام‪ .‬وحيث اإنه ومن أجل ذكل‪ ،‬برزت مؤسسة الضبط االإداري‪ ،‬ويه مجموعة من القواعد تفرضها السلطة‬
‫العامة عىل الفراد يف معوم حياهتم العادية أو عند ممارسة نشاط معني بقصد صيانة النظام العام‪ ،‬أي تنظمي‬
‫اجملمتع تنظامي وقائيا‪ ،‬وتتخذ هذه القواعد شلك قرارات تنظميية تصدرها االإدارة إابرادهتا املنفردة ويرتتب علهيا‬
‫تقييد احلرايت‪ .‬وحيث اإن مدى سلطة الضبط االإداري ختتلف حبسب ما اإذا اكن المر يتعلق حبرايت وحقوق‬
‫مضهنا القانون وحدد شوط ممارس هتا كحرية امجلعيات وبني احلاالت الخرى الكثرية اليت يتسع فهيا جمال هذه‬
‫السلطة خالفا للحاةل الوىل اليت تكون مقيدة ودقيقة‪ .‬وحيث اإنه يتعني المتيزي بني القرارات االإدارية اليت‬
‫تس هتدف احملافظة عىل النظام العام وتدخل يف جمال الضبط االإداري‪ ،‬وبني القرارات االإدارية الخرى اليت‬
‫تدخل يف جمال الضبط االإداري لكهنا تس هتدف أيضا احملافظة عىل النظام العام‪ .‬وحيث اإن القرار املطعون فيه‬
‫يندرج مضن الفئة الوىل‪ ،‬وليس مضن الفئة الثانية"(‪.)144‬‬
‫وطلبت اإحدى امجلعيات العامةل يف جمال رعاية الطفال احلمك ابعتبار احتالل ا إالدارة ملقرها معال غري‬
‫(‪ )143‬م‪ .‬اإد‪ ،‬مراكش‪ ،‬حمك عدد ‪ 95‬بتارخي فاحت سبمترب ‪ ،2009‬مجعية ادلعوة اإىل القرأن والس نة ضد وايل هجة اتنس يفت احلوز عامل عامةل‬
‫مراكش‪ ،‬جمةل املقال‪ ،‬عدد ‪ ،2009 ،1‬ص‪.137 .‬‬
‫(‪ )144‬م‪ .‬اس تئناف‪ ،‬اإد‪ ،‬مراكش‪ ،‬قرار عدد ‪ 1362‬بتارخي ‪ 25‬نومفرب ‪ ،2009‬الوكيل القضايئ للمملكة ضد مجعية ادلعوة اإىل القرأن والس نة‪،‬‬
‫جمةل يف رحاب احملامك‪ ،‬عدد ‪ ،4‬فرباير ‪ ،2010‬ص‪.160 .‬‬
‫‪100‬‬
‫مرشوع مع اإبطاهل وإارجاع احلاةل اإىل ما اكنت علهيا لن فيه خرقا للقوانني اليت تكفل حقوق الطفال وانهتأاك‬
‫حلقوق االإنسان واحلرية الفردية وامجلاعية‪ ،‬فأجابهتا احملمكة اإىل طلهبا واعتربت الطعن مندرجا يف اإطار الاعتداء‬
‫املادي عىل احلرايت الساس ية اذلي يعد من مصمي اختصاص احملامك االإدارية(‪ .)145‬وطعنت اإحدى امجلعيات‬
‫احلقوقية يف قرار منعها من اس تعامل مرافق أحد مراكز الاس تقبال هبدف تنظمي يومني تكوينيني يف جمال حقوق‬
‫االإنسان لفائدة أعضاهئا بعد حصولها عىل هذه املوافقة‪ ،‬مع تقرير مسؤولية وزارة الش باب والرايضة عن الرضار‬
‫السلبية واملعنوية الالحقة هبا‪ .‬مسح هذا الطعن للقايض االإداري بتوضيح موقف القانون من الرتخيص املس بق‬
‫اذلي تمتسك به االإدارة دامئا كام ورد يف الفصل ‪ 3‬من قانون التجمعات العمومية‪" :‬وحيث اإنه خبصوص ادلفع‬
‫بكون امحلاية القضائية تس توجب من طالهبا أن يكون يف وضعية متطابقة مع القانون وأن ذكل غري متوفر‬
‫للمدعية يف النازةل لكوهنا يف وضعية خرق للضوابط القانونية املقررة يف الفصل الثالث من قانون التجمعات‬
‫العمومية خبصوص رضورة الترصحي املس بق‪ ،‬جفدير ابلتوضيح أن موضوع النشاط اذلي منعت املدعية من‬
‫تنظميه يف انزةل احلال يتعلق بدورة تكوينية لعضواهتا وأعضاهئا يف جمال حقوق االإنسان‪ ،‬وهو جمال يبقى وخالفا‬
‫للتفسري اذلي حنته االإدارة‪ ،‬مندرجا بطبيعته وابلبداهة مضن النشطة الثقافية‪ ،‬شأنه يف ذكل شأن أي نشاط‬
‫حقويق‪ ،‬وابلتايل فهو معفى من الترصحي املس بق معال ابلفقرة السادسة من الفصل الثالث من قانون التجمعات‬
‫العمومية‪ ،‬والقول خبالف ذكل يعين جتريد جمال حقوق االإنسان من ارتباطاته الطبيعية والوثيقة ابملعرفة والرتبية‬
‫والتكوين‪ ،‬وابلتوعية والتحسيس‪ ،‬حفقوق االإنسان تشلك يف حد ذاهتا ثقافة ومعرفة يتعني العمل بلك الوسائل‬
‫املتاحة قانوان عىل ترس يخها يف الضمري امجلاعي ويف السلوك اليويم للك فرد من أفراد اجملمتع لجل الريق به‪،‬‬
‫وتتحمل مؤسسات الرتبية والتكوين وهيئات اجملمتع املدين يف هذا الباب مسؤولية أساس ية‪ ،‬وهذا ما أكدته‬
‫الرساةل امللكية السامية املوهجة للمة مبناس بة اذلكرى الواحدة وامخلسني لصدور االإعالن العاملي حلقوق‬
‫االإنسان"(‪ .)146‬أسابيع قليةل قبل هذا احلمك‪ ،‬بتت نفس احملمكة يف دعوى رفعهتا نفس اجلهة الطاعنة ضد قرار‬
‫والية هجة الرابط سال زمور زعري والقايض مبنعها من عقد ندوة ابملكتبة الوطنية لعةل أهنا مل تنضبط ملقتضيات‬
‫الفصل ‪ 3‬من الظهري الرشيف املتعلق ابلتجمعات العمومية واليت تس تلزم الترصحي املس بق لعقد هذه الاجامتعات‪.‬‬
‫بعد دراسة احملمكة لاكفة واثئق امللف ومعطيات النازةل قضت بأن قرار منع تنظمي ندوة امجلعية املغربية حلقوق‬
‫االإنسان املؤسس عىل خرق الفصل الثالث من ظهري ‪ 15‬نومفرب‪ 1958‬بشأن التجمعات العمومية‪ ،‬يكون مشواب‬
‫بعيب خمالفة القانون املوجب الإلغائه لهذه العةل‪ .‬ومن بني ما عللت به احملمكة اجهتادها ارتاكزها عىل الصكوك‬
‫ادلولية ذات الصةل‪" :‬وحيث اإنه للجواب عن هذه التساؤالت‪ ،‬جتدر االإشارة بداية اإىل مقتضيات املواثيق‬
‫الكونية واملرجعيات ادلس تورية والقانونية املنظمة حلرية التجمع والاجامتع‪ ،‬انطالقا من املادة ‪ 20‬من االإعالن‬

‫(‪ )145‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 2565‬بتارخي ‪ 30‬سبمترب ‪ ،2010‬مجعية قرية المل اخلريية ضد الوزير الول‪ ،‬اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية‬
‫والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،103‬مارس‪ -‬أبريل ‪ ،2012‬ص‪.234 .‬‬
‫(‪ )146‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 114‬بتارخي ‪ 16‬يناير ‪ ،2015‬امجلعية ضد وزارة الش باب والرايضة‪ ،‬جمةل االإشعاع‪ ،‬عدد ‪ ،43‬يونيو ‪،2015‬‬
‫ص‪.291 .‬‬
‫‪101‬‬
‫‪21‬‬ ‫العاملي حلقوق االإنسان اليت خولت للك خشص حرية الاشرتاك يف الاجامتعات وامجلعيات السلمية‪ ،‬واملادة‬
‫من العهد ادلويل املتعلق ابحلقوق املدنية والس ياس ية‪ ،‬اليت تفرض رفع القيود عىل ممارسة حق التجمع السلمي‬
‫اإال ما يوجبه القانون يف جممتع دميقراطي للمحافظة عىل النظام العام‪ ،‬ويه املفاهمي اليت كرس هتا مجيع ادلساتري‬
‫املغربية املتعاقبة أخرها دس تور ‪ 29‬يوليوز ‪ 2011‬يف اببه املتعلق ابحلقوق واحلرايت الساس ية"(‪.)147‬‬
‫أما خبصوص امجلعيات ذات الطبيعة الس ياس ية‪ ،‬مفن أوىل القضااي اليت نظر فهيا القضاء‪ ،‬نذكر انزةل‬
‫حل احلزب الش يوعي املغريب‪ ،‬ذكل أن النيابة العامة طالبت حبل هذا التنظمي الس يايس لن تبنيه لبعض‬
‫املبادئ اكملادية اجلدلية خيالف الثوابت الساس ية للمة املغربية املمتثةل يف االإسالم والنظام ادلس توري املليك‬
‫القامئ عىل املرشوعية ادلينية‪ .‬وارتكزت اجلهة الطالبة يف دعواها عىل مقتضيات املادتني ‪ 3‬و‪ 17‬من ظهري‬
‫احلرايت العامة (‪ 15‬نومفرب ‪ )1958‬اخلاص ابمجلعيات‪ .‬غري أن حممكة ادلار البيضاء مل تقتنع جبدية الطلب فرفضت‬
‫ادلعوى‪ .‬أما النيابة العامة فتش بثت مبوقفها واس تأنفت احلمك أمام حممكة الاس تئناف ابلرابط اليت بتت يف‬
‫النازةل بتارخي ‪ 9‬فرباير ‪ .1960‬مل تؤيد حممكة ادلرجة الثانية احلمك الابتدايئ ووحضت موقفها من االإعالن العاملي‬
‫حلقوق االإنسان اذلي أاثر تطبيقه دفاع احلزب املنحل‪ .‬اعترب القضاة أن االإعالن يتسم بطابع العمومية وال ميكن‬
‫أن يعمل به اإال عندما ال يتعارض مع النظام العام ادلاخيل(‪ .)148‬ويف جمال تأسيس امجلعيات ذات الصبغة‬
‫الس ياس ية دامئا‪ ،‬اس تقر اجهتاد القضاء االإداري عىل اعتبار حرية الاجامتع حقا أصيال للفراد وهو حمفوظ بقوة‬
‫القانون وال يس توجب احلصول عىل ترخيص أو اإذن مس بق من االإدارة‪ ،‬ذكل أن هذه احلرية "تتفرع عن حرية‬
‫الفراد يف الرأي والتنقل وال يتس ىن للفراد بدون هذه احلرية تبادل أفاكرمه فامي بيهنم من مسائل هتمهم أو هتم‬
‫امجلاعة ويه تعين (حرية الاجامتع) حق الفراد يف أن جيمتعوا يف ماكن ما فرتة من الوقت ليعربوا عن أراهئم‬
‫سواء يف صورة خطب أو ندوات أو حمارضات أو مناقشات‪ ،‬وتثبيتا حلقوق االإنسان وتعممي مبادئ املامرسة‬
‫ادلميقراطية‪ ،‬فاإن لك القوانني وادلساتري واملواثيق ادلولية تعرتف هبذا احلق"(‪.)149‬‬
‫وارتباطا بنشاط الحزاب الس ياس ية‪ ،‬قدمت الكتابة ا إالقلميية حلزب الطليعة ادلميقراطي الاشرتايك‬
‫ابحملمدية دعوى تعويض ضد ادلوةل املغربية بسبب عدم اس تجابة اخلليفة الول لعامل عامةل احملمدية لطلب‬
‫(‪ )147‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 5793‬بتارخي ‪ 21‬نومفرب ‪ ،2014‬امجلعية املغربية حلقوق االإنسان ضد والية هجة الرابط سال زمور زعري‪،‬‬
‫ملف عدد ‪ ،949/7112/2014‬موقع‪( marocdroit.com :‬الاجهتاد القضايئ – القضاء االإداري)‪.‬‬
‫(‪ )148‬تقول احملمكة‪:‬‬
‫‪« Attendu il est vrai qu'il est soutenu par l'intimé que la poursuite dont il est l'objet est contraire à la Charte des‬‬
‫‪Nations Unies à laquelle le Maroc a adhéré, et, partant, à la Déclaration universelle des droits de l'Homme, qui‬‬
‫‪proclame la liberté de pensée, d’expression et d'association; mais attendu que l'adhésion par un Etat à la‬‬
‫‪proclamation générale, de portée internationale, que constitue la Déclaration universelle des droits de l'Homme,‬‬
‫‪fondée sur des principes communs d'humanisme mais non sur un système commun de régime politique et social,‬‬
‫‪ne peut s'imposer comme règle au pays adhérent que sous réserve de la protection de son ordre public interne ».‬‬
‫‪Voir l’arrêt dans Palazzoli (C.), le Maroc politique de l'indépendance à 1973, Paris, Sindbad, 1974, p.304 et s.‬‬

‫(‪ )149‬م‪ .‬اإد‪ ،‬وجدة‪ ،‬حمك عدد ‪ 01/202‬بتارخي ‪ 26‬سبمترب ‪ ،2001‬عبد املنعم شويق ومن معه ضد عامل اإقلمي الناظور‪ ،‬اجملةل املغربية‬
‫ل إالدارة احمللية والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،43‬مارس‪ -‬أبريل ‪ ،2002‬ص‪.163 .‬‬
‫‪102‬‬
‫ترخيص تنظمي نشاط حزيب جامهريي‪ ،‬وهو ما سبب لها رضرا معنواي يتجىل يف حرماهنا من ممارسة حقها يف‬
‫نشاط حزيب مرشوع يضمنه ادلس تور كام أن العمل اذلي أتته االإدارة فيه مساس مببادئ حقوق االإنسان اليت‬
‫نصت علهيا ديباجة ادلس تور‪ .‬واس تحرضت الطاعنة عددا من النصوص ادلولية‪ ،‬ويتعلق المر ابملادتني ‪19‬‬
‫و‪ 20‬من االإعالن العاملي حلقوق االإنسان والفصلني ‪ 19‬و‪ 21‬من العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية‪.‬‬
‫بعد دراسة احملمكة لاكفة معطيات ادلعوى‪ ،‬ثبت دلهيا ابمللموس أن طلب التعويض هل ما يربره‪ ،‬فقبلت الطلب‬
‫وقضت عىل ادلوةل املغربية يف خشص الوزير الول بأداء تعويض معنوي قدره درمه رمزي لفائدة املدعية(‪.)150‬‬
‫وتقدم نفس احلزب بطلب تعويض ضد وزير ادلاخلية بسبب عدم اس تجابة هذا الخري لطلب احلزب الرايم‬
‫اإىل موافاته مبعلومات حول نتاجئ الانتخاابت اجلزئية اجملراة يف ‪ 31‬غشت ‪ 2000‬وكذا النتاجئ اجلزئية جمللس‬
‫النواب بتارخي ‪ 14‬نومفرب ‪ .2000‬وبرر الطاعن أساس التعويض عن الرضار املادية واملعنوية اليت حلقته مبقتضيات‬
‫املادة ‪ 78‬من قانون الالزتامات والعقود‪ ،‬ذكل أن من بني الخطاء املرتكبة من طرف وزير ادلاخلية هو خرقه‬
‫للمقتضيات االتفاقية‪ ،‬حيث اإنه "عىل مس توى املواثيق ادلولية وحقوق االإنسان فادلس تور املغريب ينص عىل‬
‫أن اململكة املغربية تؤكد تشبهثا حبقوق االإنسان اذلي ينص عىل أنه احلق للك خشص يف استيفاء النباء والفاكر‬
‫وتلقهيا وإاذاعهتا بأية وس يةل اكنت دون التقيد ابحلدود اجلغرافية وأنه بعدم اس تجابة وزير ادلاخلية للطلب يكون‬
‫قد خالف املقتضيات ادلولية أعاله وارتكب خطأ قانونيا ترتبت عنه أرضار"‪ .‬بعد املداوةل‪ ،‬قبلت احملمكة الطعن‬
‫شالك ورفضته موضوعا لنه ال يوجد أي نص قانوين يلزم وزارة ادلاخلية ابجلواب عن طلب يريم اإىل احلصول‬
‫عىل املعلومات اخلاصة بنتاجئ الانتخاابت(‪ .)151‬ووضع احلزب ذاته طعنا أمام احملمكة االإدارية ابلرابط لتقرير‬
‫مسؤولية ادلوةل عن عدم متكينه من ادلمع املايل الس نوي املرصود للحزاب الس ياس ية بدعوى انتفاء حتقق‬
‫شوط اس تحقاقه لدلمع وذكل لعدم توفر التنظمي عىل منتخبني ومقاعد ابلهيئات المتثيلية‪ .‬أجابت احملمكة احلزب‬
‫اإىل طلبه واعتربت ترصف االإدارة خمالفا للرساةل امللكية بتارخي ‪ 22‬ديسمرب ‪ 1986‬واليت حتث الوزير الول عىل‬
‫رصد مبالغ مالية س نواي دلمع قدرات التنظاميت الس ياس ية‪ ،‬كام فيه خرق اللزتامات املغرب ادلولية (دمع حق‬
‫التجمع والاجامتع الس يايس‪ :‬املواد ‪ 20/1‬و‪ 2‬و‪ 8‬أيضا من االإعالن العاملي حلقوق االإنسان الناصة عىل أن للك‬
‫خشص احلق يف أن يلجأ اإىل احملامك الوطنية الإنصافه من أعامل فهيا اعتداء عىل احلقوق الساس ية اليت مينحها هل‬
‫القانون‪ ،‬املادة ‪ 21‬من العهد ادلويل للحقوق املدنية والس ياس ية) (‪.)152‬‬

‫(‪ )150‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 912‬بتارخي ‪ 15‬أكتوبر ‪ ،1998‬الكتابة ا إالقلميية حلزب الطليعة ادلميقراطي الاشرتايك ابحملمدية ضد اخلليفة‬
‫الول لعامل عامةل احملمدية‪ ،‬اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،26‬يناير – مارس ‪ ،1999‬ص‪.227 .‬‬
‫(‪ )151‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 80‬بتارخي ‪ 5‬مارس ‪ ،2002‬حزب الطليعة ادلميقراطي الاشرتايك ضد وزير ادلاخلية‪ ،‬اجملةل املغربية ل إالدارة‬
‫احمللية والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،47‬نومفرب – ديسمرب ‪ ،2002‬ص‪.179 .‬‬
‫(‪ )152‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 3211‬بتارخي ‪ 10‬أكتوبر ‪ ،2013‬حزب الطليعة ادلميقراطي الاشرتايك ضد ادلوةل املغربية‪ ،‬منشور يف محمد‬
‫الهيين‪ ،‬املرتكزات ادلس تورية الناظمة للعمل القضايئ للمحمكة االإدارية ابلرابط وفقا الجهتادات حممكة النقض‪ ،‬القضاء الشامل‪ ،‬املرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص‪.755 .‬‬
‫‪103‬‬
‫ورفع احلزب املغريب الليربايل دعوى ضد املدير العام للقناة الثانية بعدما رفضت هذه الخرية بث‬
‫موقف احلزب املقاطع لها يف اإطار برانجمه الرايم اإىل فضح الاس تغالل اخلاص للوسائل العمومية‪ .‬وأسس‬
‫احلزب طعنه عىل وس يةل فريدة ممتثةل يف خرق القناة املطعون ضدها لالتفاقية ادلولية رق ‪ VII 630‬اخلاصة‬
‫ابحلق ادلويل يف التصحيح(‪ .)153‬واجلدير ابذلكر أن الك من الطرف الطاعن والقايض جانبا الصواب عندما‬
‫اعتقدا خطأ أن املغرب صادق عىل هذه االتفاقية‪ .‬فالمتسك ابإعامل معاهدة دولية يقتيض وجواب أن يكون‬
‫املغرب طرفا فهيا‪ .‬لقد استبعد القايض االإداري تطبيق نص املعاهدة لنه يف نظره ينحرص جمال اإعامهل بني ادلول‬
‫فقط وال ميكن للفراد الاس تفادة من مقتضياته‪" :‬حيث اإنه وبغض النظر عن مدى توافر الرشوط القانونية‬
‫لتطبيق االتفاقية املذكورة يف الترشيع ادلاخيل املغريب‪ ،‬فاإنه ابلرجوع اإىل مضمون االتفاقية املمتسك هبا يتبني أهنا‬
‫تريس قواعد حق ادلول يف الاس تدراك الصحفي‪ ،‬فهىي بذكل حبسب مضموهنا قابةل للتطبيق بني ادلول فقط‬
‫ابعتبارها أشخاصا للقانون ادلويل من خالل الاعرتاف لها حبق اس تدراك وتكذيب الخبار واملعلومات املاسة‬
‫بعالقاهتا مع ابيق ادلول وكذا املاسة بكرامهتا ووضعها ادلويل‪ ،‬اإىل جانب الزتام ادلول الخرى بتلقي الاس تدراك‬
‫املقدم اإلهيا لنقهل اإىل املراسل أو املؤسسة الصحفية اليت نرشت تكل الخبار واملعلومات‪ ،‬مما جيعل االتفاقية‬
‫املمتسك هبا ‪ -‬لهذه العةل‪ -‬غري قابةل للتطبيق عىل انزةل احلال لعدم انسجام مضموهنا مع طبيعة احلق املطالب‬
‫به‪ ،‬هذا فضال عن كون احلزب املدعي متسك بكون القناة املدعية خرقت االتفاقية املذكورة دون أن يبني‬
‫ابذلات وجه ذكل اخلرق وال املقتضيات اليت تعطيه احلق املدعى به‪ ،‬مما جيعل الطلب ‪ -‬من هذه الناحية أيضا‬
‫‪ -‬غري ذي أساس ويتعني ذلكل احلمك برفضه"(‪.)154‬‬
‫وشلكت ادلعوى اليت رفعها وزير ادلاخلية والهادفة اإىل احلمك ابإبطال وحل احلزب ادلميقراطي المازيغي‬
‫املغريب مناس بة أخرى الإاثرة تطبيق االتفاقيات ادلولية اخلاصة حبقوق االإنسان‪ ،‬حيث المتس الطرف املطعون‬
‫ضده احلمك برفض الطلب معتربا أن احلزب ليس يف وضعية خمالفة للقانون كام أن ادلعوى خمالفة لاللزتامات‬
‫ادلولية للمغرب يف جمال حقوق االإنسان‪ .‬يبدو أن احملمكة مل تقتنع حبجج اجلهة املدعى علهيا وقررت أن "أسس‬
‫احلزب وأهدافه كام يه مرسومة يف برانجمه الس يايس تويح بأن هناك فصال بني املكوانت البرشية للمجمتع‪،‬‬
‫واحلال أن ادلس تور املغريب يؤكد مبدأ مساواة املواطنني أمام القانون‪ ،‬ومن مث فاإن املواطنة من خالل رابطة‬
‫اجلنس ية يه اليت حتدد حقوق والزتامات امجليع‪ ،‬وليس هناك أي نص ترشيعي أو تنظميي يقمي متيزيا سلبيا جتاه‬
‫أي أحد من املواطنني بسبب دينه أو عرقه أو لغته أو هجته‪ ،‬مما جيعل ما متسك به احلزب من رضورة تفعيل‬
‫مضامني االتفاقيات ادلولية حول المتيزي االإجيايب يف غري حمهل لعدم وجود مفهوم القليات يف بنية اجملمتع املغريب‬

‫(‪ )153‬اعمتدت مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ‪( 630‬د‪ )7-‬املؤرخ يف ‪ 16‬ديسمرب ‪ .1952‬اترخي بدء النفاذ‪ 24 :‬أغسطس ‪،1962‬‬
‫وفقا لحاكم املادة ‪ .8‬عدد الطراف‪ .17 :‬دولتان عربيتان فقط صادقتا عىل هذه االتفاقية؛ يتعلق المر مبرص وسوراي‪.‬‬
‫(‪ )154‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 1097‬بتارخي ‪ 8‬سبمترب ‪ ،2003‬احلزب املغريب الليربايل ضد املدير العام للقناة الثانية‪ ،‬اجملةل املغربية‬
‫للمنازعات القانونية‪ ،‬عدد ‪ ،2005 ،4-3‬ص‪.262 .‬‬
‫‪104‬‬
‫ابلشلك اذلي حتدده تكل االتفاقيات"(‪.)155‬‬
‫ويف جمال الانتخاابت‪ ،‬أاثرت املادة ‪ 5‬من القانون ‪ 36.04‬املتعلق ابلحزاب الس ياس ية املشار اإليه‬
‫سابقا جدال واسعا وصل صداه اإىل ردهات احملامك االإدارية‪ .‬فغالبا ما يصطدم طلب بعض املرحشني لالنتخاابت‬
‫برفض السلطات االإدارية‪ ،‬اليت ترى يف تغيري املرحش للحزب اذلي ميثهل ابإحدى غرفيت الربملان مانعا من املوانع‬
‫القانونية اليت حتول دون قبول ترش يحه بزتكية صادرة عن احلزب اذلي اخنرط فيه حديثا‪ .‬ويثور اخلالف بني‬
‫اجلانبني حول القانون الواجب التطبيق للفصل يف الزناعات املتعلقة ابإيداع الرتش يحات وشوط قبولها‪ .‬جفهة‬
‫االإدارة تستند‪ ،‬عن هجل‪ ،‬اإىل مقتضيات املادة ‪ 5‬من قانون الحزاب‪ ،‬يف حني يعتربها املرحشون منافية لدلس تور‬
‫وخمالفة للمواثيق ادلولية(‪ .)156‬من هجهتا‪ ،‬تفصل احملامك االإدارية يف هذا النوع من املنازعات اعامتدا عىل املادتني‬
‫‪ 46‬و‪ 68‬من مدونة الانتخاابت(‪.)157‬‬
‫ومبناس بة انتخاب رؤساء جمالس امجلاعات ونواهبم بتارخي ‪ 19‬سبمترب ‪ ،2015‬رفعت بعض الطعون اإىل‬
‫احملمكة االإدارية ابلرابط مهت تطبيق الفقرة السادسة من املادة ‪ 17‬من القانون التنظميي رق ‪ 113.14‬الصادر يف‬
‫‪ 7‬يوليو ‪ 2015‬واليت تنص عىل ما ييل‪" :‬يتعني العمل عىل أن تتضمن الحئة ترش يحات نواب الرئيس عددا من‬
‫املرتحشات ال يقل عن ثلث نواب الرئيس"‪ .‬أعطى القضاة االإداريون تفسريا لهذا املقتىض يف ضوء الالزتامات‬
‫ادلولية للمغرب الرامية اإىل القضاء عىل لك مظاهر المتيزي اليت تكون املرأة عرضة لها‪" :‬وحيث يس تفاد من هذا‬
‫املقتىض القانوين أن املرشع نص بصيغة الوجوب املمتثةل يف عبارة "يتعني" عىل رضورة مراعاة المتثيلية النسائية‬
‫يف تشكيةل املكتب املسري للجامعة بنس بة الثلث عىل القل‪ ،‬وهو مقتىض يبقى واجب التفعيل عىل اعتبار أنه‬
‫يدخل يف اإطار التدابري القانونية اليت تفرضها املادة الثالثة من االتفاقية ادلولية املصادق علهيا من طرف املغرب‬
‫املتعلقة مبناهضة مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة‪ ،‬من خالل معل ادلوةل عىل التزنيل الترشيعي املتدرج للمبدأ‬
‫ادلس توري املنصوص عليه يف الفصل ‪ 19‬من ادلس تور اذلي يلزهما ابلسعي حنو حتقيق املناصفة بني النساء‬
‫والرجال‪ ،‬ويه غاية يتطلب حتقيقها ضامن مشاركة أوسع للمرأة يف احلياة العامة عن طريق سن مجموعة من‬
‫ا إالجراءات اليت تستند اإىل مبدأ المتيزي االإجيايب لصاحل املرأة بفرض حضورها يف اجملالس املنتخبة استنادا اإىل‬
‫مبدأ "الكوطا"‪ ،‬وذكل من أجل الهنوض يف مرحةل أوىل بوضعها داخل اجملمتع مبا يسامه يف حتقيق الرشوط‬
‫اجملمتعية والس ياس ية اليت جتعل املرأة قادرة عىل الوصول يف مرحةل اثنية اإىل مواقع املشاركة يف احلياة الس ياس ية‬

‫(‪ )155‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 637‬بتارخي ‪ 17‬أبريل ‪ ،2008‬وزير ادلاخلية ضد احلزب ادلميقراطي المازيغي املغريب‪ ،‬اجملةل املغربية‬
‫للمنازعات القانونية‪ ،‬عدد ‪ ،2010 ،11-10‬ص‪ ،320 .‬منشور كذكل مبجةل حمامكة‪ ،‬عدد ‪ ،5‬نومفرب ‪ -‬يناير ‪ ،2009 – 2008‬ص‪.269 .‬‬
‫(‪ )156‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 1109‬بتارخي ‪ 21‬مايو ‪ ،2009‬محمد بنعطية ضد ادلوةل املغربية‪ ،‬اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،2009 ،85-84‬ص‪247 .‬؛ م‪ .‬اإد‪ ،‬مراكش‪ ،‬حمك عدد ‪ 320‬بتارخي ‪ 25‬مايو ‪ ،2009‬الطاعن ضد قائد قيادة حربيل‪ ،‬اجملةل املغربية‬
‫لدلراسات القانونية والقضائية‪ ،‬عدد ‪ ،1‬أكتوبر ‪ ،2009‬ص‪.353 .‬‬
‫(‪ )157‬ظهري شيف رق ‪ 1.97.83‬صادر يف ‪ 23‬من ذي القعدة ‪ 2( 1417‬أبريل ‪ )1997‬بتنفيذ القانون رق ‪ 9.97‬املتعلق مبدونة الانتخاابت‪،‬‬
‫جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 4470‬بتارخي ‪ 24‬ذي القعدة ‪ 3( 1417‬أبريل ‪ ،)1997‬ص‪.570 .‬‬
‫‪105‬‬
‫بدون احلاجة اإىل اإجراءات المتيزي االإجيايب املشار اإلهيا‪ ،‬مبعىن أن هاته الخرية تبقى جمرد اإجراءات مؤقتة ينقيض‬
‫العمل هبا عندما تتحقق املساواة الفعلية بني الرجل واملرأة يف ش ىت اجملاالت حبمك الواقع وليس ابالستناد اإىل‬
‫مثل هاته التدابري"(‪.)158‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الجيل الثاني لحقوق اإلنسان‬
‫ابلرمغ من اجملهودات اليت تبذلها ادلوةل يف سبيل هتيئة الظروف الرضورية لمتكني املواطنني من المتتع‬
‫حبقوقهم الاقتصادية والاجامتعية والثقافية‪ ،‬اإال أن هناك معوقات حتول دون حتقيق هذا الهدف‪ ،‬اليشء اذلي‬
‫تتودل عنه بعض املنازعات ترفع اإىل القضاء للبت فهيا‪ .‬فاحلق يف التعلمي (املطلب الول)‪ ،‬واحلق النقايب (املطلب‬
‫الثاين)‪ ،‬واحلق يف الصحة (املطلب الثالث)‪ ،‬واحلق يف الشغل وتقدل الوظائف العمومية (املطلب الرابع) تشلك‬
‫أمه احلقوق واحلرايت اليت اثرت خبصوصها منازعات تصدى لها القضاء االإداري بكثري من اجلرأة والرصامة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الحق في التربية والتعليم‬


‫عرف ملف التعلمي الس امي العايل منه دينامية كبرية خالل العقود الخرية حيث خضع الإصالحات متكررة‬
‫مست املناجه والربامج هبدف تأهيل هذا القطاع والرفع من مس تواه‪ .‬ومل ختل س ياسة اإعادة النظر هاته من‬
‫تداعيات انعكست عىل حق التعلمي املضمون مبقتىض ادلس تور‪ .‬وال جعب أن يستند الفراد اذلين حرموا من‬
‫حق متابعة ادلراسة اإىل نصوص املعاهدات ادلولية اليت صادق علهيا املغرب طمعا يف اإقناع احملمكة بوجاهة‬
‫تعليلهم(‪ .)159‬من بني القضااي اليت نظر فهيا القضاء االإداري‪ ،‬نذكر حاةل أحد الطلبة(‪ )160‬اذلي مت اإقصاؤه من‬
‫متابعة ادلراسة عىل مس توى السكل الثالث نظرا لنه مت تسجيهل يف الس نة اجلامعية ‪ 1993-1992‬ورسب يف‬
‫ادلورتني وجسل مرة اثنية خالل املومس ادلرايس ‪ 1994-1993‬وتغيب عن املشاركة يف الامتحاانت خالل‬
‫ادلورتني دون عذر مقبول‪ .‬خالل مرحةل التقايض‪ ،‬حاول املدعي جاهدا اإقناع احملمكة االإدارية بوجدة بأحقيته‬
‫يف متابعة ادلراسة مستشهدا ابملادتني ‪ 26‬و‪ 7‬من االإعالن العاملي حلقوق االإنسان اللتني تنصان عىل التوايل عىل‬
‫احلق يف التعلمي وعىل مبدأ املساواة أمام القانون‪ .‬مل تشاطر اإدارة لكية احلقوق‪ ،‬املطعون ضدها‪ ،‬وهجة نظر‬
‫الطرف الطاعن ودافعت عن فكرة مؤداها أن احلق يف التعلمي ينمتي اإىل اجليل الثاين حلقوق االإنسان‪ ،‬وتمتزي‬
‫(‪ )158‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 4193‬بتارخي ‪ 29‬سبمترب ‪ ،2015‬محمد أحنني ومن معه ضد عبد السالم بودكو‪ ،‬ملف عدد‬
‫‪2015/7107/350‬؛ م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 4295‬بتارخي ‪ 01‬أكتوبر ‪ ،2015‬اإبراهمي امجلاين ضد محمد الصديقي ومن معه‪ ،‬ملف عدد‬
‫‪ ،2015/7107/362‬موقع‪( marocdroit.com :‬الاجهتاد القضايئ – القضاء االإداري)‪.‬‬
‫(‪ )159‬م‪ .‬اإد‪ ،‬مراكش‪ ،‬حمك عدد ‪ 88‬بتارخي ‪ 30‬يونيو ‪ ،1999‬محمد بركوش ضد قيدوم لكية الطب والصيدةل مبراكش‪ ،‬ملف عدد ‪98/151‬؛‬
‫م‪ .‬اإد‪ ،‬مراكش‪ ،‬حمك عدد ‪ 33‬بتارخي ‪ 26‬مارس ‪ ،2003‬معر أيت بهيىي ضد قيدوم لكية الداب والعلوم االإنسانية مبراكش‪ ،‬اجملةل املغربية‬
‫للمنازعات القانونية‪ ،‬عدد ‪ ،2004 ،1‬ص‪130 .‬؛ م‪ .‬اإد‪ ،‬فاس‪ ،‬حمك عدد ‪ 56‬بتارخي ‪ 28‬سبمترب ‪ ،2005‬عبد الرمحن الرطل بناين ومن معه‬
‫ضد مؤسسة محمد السادس للهنوض ابلعامل الاجامتعية للرتبية والتكوين‪ ،‬جمةل احملامك االإدارية‪ ،‬عدد ‪ ،3‬مايو ‪ ،2008‬ص‪.282 .‬‬
‫(‪ )160‬م‪ .‬اإد‪ ،‬وجدة‪ ،‬حمك عدد ‪ 95-116‬بتارخي ‪ 13‬ديسمرب ‪ ،1995‬حيىي الهامل ضد قيدوم لكية احلقوق بوجدة‪ ،‬اجملةل املغربية ل إالدارة‬
‫احمللية والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،24‬يوليو‪ -‬سبمترب ‪ ،1998‬ص‪.111 .‬‬
‫‪106‬‬
‫هذه احلقوق بكوهنا حقوقا احامتلية وبرجمية وشطية يقصد هبا تكل احلقوق غري الفورية واليت يس توجب حتقيقها‬
‫الاكمل وتعمميها عىل امجليع توفر الظروف الاقتصادية والاجامتعية الساحنة واالإماكنيات املادية والبرشية‬
‫الرضورية‪ .‬اكتفت احملمكة اب إالحاةل عىل ادلس تور واعتربت أن الطاعن أتيحت هل الفرصة مرات متعددة ملامرسة‬
‫حقه يف التعلمي‪ ،‬ذكل أن ترك الباب مفتوحا للتكرار وإاعادة التسجيل بدون قيد وال شط من شأنه أن خيل‬
‫ابلسري العادي للجامعة واكتضاضها ابملسجلني‪ ،‬وهذا بدوره يؤدي اإىل املساس حبق ابيق الطلبة اجلدد الراغبني‬
‫يف المتتع حبق التعلمي‪ .‬وعىل اإثر االإصالح اذلي عرفته املنظومة الرتبوية اجلامعية س نة ‪ ،)161(1997‬مت اإقصاء‬
‫مجموعة من الطلبة من متابعة التكوين يف سكل ادلراسات العليا‪ ،‬فمت اللجوء اإىل القضاء االإداري لطلب اإلغاء‬
‫قرارات املؤسسات اجلامعية السلبية‪ .‬قضت حمامك ادلرجة الوىل وفق الطلب مستندة يف تأصيل حق التعلمي‬
‫اإىل مجموعة من املصادر القانونية من مضهنا االتفاقيات ادلولية اليت كرست هذا احلق ومحته‪" ،‬فهو يف الصل‬
‫حق اإنساين وطبيعي اذلي ال ميكن ل إالدارة أن حتد من مداه‪ ،‬هذا احلق اذلي أقرته فضال عن ذكل النظم‬
‫واملواثيق ادلولية اليت يتشبث املغرب مبقتضاها"(‪ .)162‬وارتباطا دامئا بقطاع التعلمي‪ ،‬قضت احملمكة االإدارية بأاكدير‬
‫يف دعوى اإلغاء القرار االإداري الضمين الصادر عن مدير الاكدميية اجلهوية للرتبية والتكوين جلهة سوس ماسة‬
‫درعة بعدم اعامتد نقط املراقبة املس مترة احملصل علهيا من طرف الطاعنني ابإحدى املؤسسات التعلميية اخلاصة‬
‫برمس الس نة اخلتامية من سكل البأاكلوراي‪ ،‬وأمرت بشمول حمك االإلغاء ابلنفاذ املعجل لتعلق موضوع القرار حبق‬
‫أسايس منصوص عليه يف ادلس تور املغريب واملواثيق ادلولية(‪.)163‬‬
‫وذهب القايض االإداري حديثا اإىل أن اإحداث مؤسسة تعلميية تربوية يعترب تفعيال ودعام جملمتع املعرفة‬
‫والعمل القامئ عىل صيانة وحامية احلق يف التعلمي ابعتباره من احلقوق ادلس تورية السامية املضمونة للجميع املعتربة‬
‫من النظام العام اليت ال جيوز التفريط فهيا لكوهنا مؤشا عىل حضارة الشعب املغريب‪ ،‬ذكل أن "االتفاقيات‬
‫ادلولية وال س امي االإعالن العاملي حلقوق االإنسان والعهدين ادلوليني للحقوق املدنية والس ياس ية والاقتصادية‬
‫والاجامتعية كفلت احلق يف التعلمي واعتربته املدخل للمتتع ببايق احلقوق وممارسة احلرايت والالزتام‬
‫ابلواجبات"(‪.)164‬‬

‫(‪ )161‬مرسوم رق ‪ 2.96.796‬صادر يف ‪ 11‬من شوال ‪ 19( 1417‬فرباير ‪ )1997‬بتحديد نظام ادلراسة والامتحاانت لنيل ادلكتوراه ودبلوم‬
‫ادلراسات العليا املعمقة ودبلوم ادلراسات العليا املتخصصة وكذا الرشوط واالإجراءات املتعلقة ابعامتد املؤسسات اجلامعية لتحضري‬
‫الشهادات املذكورة وتسل ميها‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 4458‬بتارخي ‪ 12‬شوال ‪ 20( 1417‬فرباير ‪ ،)1997‬ص‪.328 .‬‬
‫(‪ )162‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 530‬بتارخي ‪ 30‬يونيو ‪ ،1999‬عبد الفتاح داودة ومن معه ضد قيدوم لكية احلقوق ابلرابط‪ -‬السوييس‪،‬‬
‫اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،30‬يناير‪ -‬فرباير ‪ ،2000‬ص‪.145 .‬‬
‫(‪ )163‬م‪ .‬اإد‪ ،‬أاكدير‪ ،‬حمك عدد ‪ 2009/116‬بتارخي ‪ 19‬غشت ‪ ،2009‬املهدي أبو احملاسن ومن معه ضد وزير الرتبية الوطنية والتعلمي‬
‫العايل وتكوين الطر والبحث العلمي‪ ،‬جمةل املرافعة‪ ،‬عدد ‪ ،20‬أكتوبر ‪ ،2010‬ص‪.382 .‬‬
‫(‪ )164‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 1076‬بتارخي ‪ 21‬مارس ‪ ،2013‬الطاعنة ضد رئيس اجمللس البدلي للقنيطرة‪ ،‬س بق ذكره‪.‬‬
‫‪107‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الحرية النقابية‬
‫تعترب احلرية النقابية معوما واحلق يف ا إالرضاب عىل وجه التحديد من املواضيع اليت عرفت جدالا‬
‫واسعا بني طرفني غري متاكفئني؛ الفراد من هجة‪ ،‬واالإدارة من هجة أخرى‪ .‬ورمغ تكريس حق ممارسة ا إالرضاب‬
‫دس توراي‪ ،‬اإال أن الواقع يبني أن اخلالف الزال قامئا واملنازعات القضائية يف تصاعد ملموس‪ .‬بل أكرث من ذكل‪،‬‬
‫متزي الاجهتاد القضايئ ابلتضارب بني مؤيد حلق ا إالرضاب وبني معارض هل يف الوظيفة العمومية(‪ .)165‬ومييل‬
‫طالبو االإلغاء اإىل اس تحضار املواثيق ادلولية اليت تضمن احلرية النقابية واملصادق علهيا من طرف املغرب؛‬
‫ويتعلق المر ابلفقرة ‪ 4‬من املادة ‪ 23‬من االإعالن العاملي حلقوق االإنسان والفقرة الوىل من املادة ‪ 23‬من العهد‬
‫ادلويل اخلاص ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية(‪ .)166‬ويشاطر القايض االإداري وهجة النظر هاته لكنه‬
‫يتحفظ يف اإعامل مقتضيات الصكوك ادلولية دون قيد وال شط‪ .‬ففي منظوره‪ ،‬تعترب مغادرة مقر العمل‬
‫للمشاركة يف وقفات احتجاجية بدون تقدمي طلب االإذن ابلتغيب اإىل الرئيس املباش‪ ،‬وكذا املشاركة يف ترديد‬
‫شعارات متس مصداقية وقدس ية احملمكة اليت يعمل هبا الطاعن رمغ أهنا مل تكن سببا يف الوقفة الاحتجاجية‪،‬‬
‫واقعة اكفية تربر عقوبة االإنذار املتخذة يف حقه‪" :‬لكن حيث اإنه ولنئ اكنت لك االتفاقيات واملواثيق ادلولية‬
‫والقوانني الوطنية اليت أشار اإلهيا الطاعن تؤكد عىل احلرايت النقابية وتكرس العمل النقايب والاعرتاف اب إالرضاب‬
‫اإال أن ذكل مرشوط بوجود اإطار مؤسسايت منضبط وقوانني تنظم كيفية ممارسة هذه احلقوق وأن أي معل‬

‫(‪ )165‬من بني الحاكم القضائية الصادرة يف املوضوع‪ ،‬نذكر‪:‬‬


‫‪C.S.A., arrêt n°135 du 17 avril 1961, Mohamed El Hihi c./ministre de l’Education nationale, Rec., p.56.‬‬
‫م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬اإد‪ ،‬قرار رق ‪ 406‬بتارخي ‪ 25‬مايو ‪ ،1984‬اإدريس نداء ضد وزير الربيد واملواصالت السلكية والالسلكية‪ ،‬رابطة القضاة‪،‬‬
‫عدد ‪ ،15 -14‬سبمترب ‪ ،1985‬ص‪66 .‬؛ م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬اإد‪ ،‬قرار رق ‪ 506‬بتارخي ‪ 13‬سبمترب ‪ ،1984‬منصور ملياين ضد وزير الرتبية‬
‫الوطنية ومن معه‪ ،‬أشار اإليه اإبراهمي زعمي املايس‪ ،‬املرجع العميل يف الاجهتاد القضايئ االإداري‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬ادلار البيضاء‪،‬‬
‫‪ ،1996‬ص‪262 .‬؛ م‪ .‬اإد‪ ،‬مكناس‪ ،‬حمك عدد ‪3-2001-63‬غ بتارخي ‪ 12‬يوليو ‪ ،2001‬محمد شيبان ضد وزير الرتبية الوطنية‪ ،‬اجملةل املغربية‬
‫ل إالدارة احمللية والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،42‬يناير ‪ -‬فرباير ‪ ،2002‬ص‪170 .‬؛ م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 148‬بتارخي ‪ 7‬فرباير ‪ ،2006‬العريب لقليدي‬
‫ضد النائب ا إالقلميي لوزارة الرتبية الوطنية‪ ،‬اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،68‬مايو ‪ -‬يونيو ‪ ،2006‬ص‪137 .‬؛ م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪،‬‬
‫حمك عدد ‪ 192‬بتارخي ‪ 7‬فرباير ‪ ،2006‬محمد قدوري ضد النائب ا إالقلميي لوزارة الرتبية الوطنية بتطوان‪ ،‬جمةل القرص‪ ،‬عدد ‪ ،15‬سبمترب‬
‫‪ ،2006‬ص‪224 .‬؛ م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 141‬بتارخي ‪ 7‬فرباير ‪ ،2006‬فاطمة أوالد أعراب ضد النائب ا إالقلميي لوزارة الرتبية الوطنية‬
‫بتطوان‪ ،‬ملف رق ‪05/1/33‬؛ م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 144‬بتارخي ‪ 7‬فرباير ‪ ،2006‬السعدية املسلويت ضد النائب ا إالقلميي لوزارة‬
‫الرتبية الوطنية بتطوان‪ ،‬ملف رق ‪05/1/36‬؛ م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 146‬بتارخي ‪ 7‬فرباير ‪ ،2006‬عبد العزيز زاكر ضد النائب ا إالقلميي‬
‫لوزارة الرتبية الوطنية بتطوان‪ ،‬ملف رق ‪05/1/38‬؛ م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 2624‬بتارخي ‪ 25‬ديسمرب ‪ ،2007‬ايسني الصديق ضد‬
‫املندوبية السامية لقدماء املقاومني وأعضاء جيش التحرير‪ ،‬ملف رق ‪ - 408 07‬غ؛ م‪ .‬اإد‪ ،‬أاكدير‪ ،‬حمك عدد ‪ 2005 -247‬بتارخي ‪22‬‬
‫ديسمرب ‪ ،2005‬الطاعن ضد انئب وزارة الرتبية الوطنية بزتنيت‪ ،‬منشور يف العمل القضايئ يف املنازعات االإدارية‪ ،‬اجلزء الثاين‪ ،‬منشورات‬
‫جمةل احلقوق املغربية‪ ،‬سلسةل دالئل العامل القضائية‪ ،‬مطبعة المنية‪ ،‬الرابط‪ ،2009 ،‬ص‪277 .‬؛ م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬اإد‪ ،‬قرار رق ‪ 599‬بتارخي‬
‫‪ 4‬يوليو ‪ ،2007‬املكتب الرشيف للفوسفاط ضد عبد الرمحن لفقهيىي‪ ،‬قضاء اجمللس العىل‪ ،‬عدد ‪ ،2008 ،69‬ص‪192 .‬؛ م‪ .‬الاس تئناف‪،‬‬
‫اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬قرار عدد ‪ 1299‬بتارخي ‪ 19‬نومفرب ‪ ،2008‬رئيس امجلاعة القروية القباب ضد محمد معروس‪ ،‬اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية‪،‬‬
‫عدد ‪ ،88-87‬يوليو‪ -‬أكتوبر ‪ ،2009‬ص‪.218 .‬‬
‫(‪ )166‬م‪ .‬اإد‪ ،‬أاكدير‪ ،‬حمك عدد ‪ 2007/108‬بتارخي ‪ 25‬أكتوبر ‪ ،2007‬عبد النارص الاكبوس ضد عامل اإقلمي اترودانت ومن معه‪ ،‬ملف‬
‫عدد ‪ 2006-104‬غ‪.‬‬
‫‪108‬‬
‫خارج الضوابط والقوانني املقررة ال ميكن تكييفه اإال ابلعمل غري املرشوع"(‪ .)167‬وأيدت حممكة الاس تئناف‬
‫االإدارية هذا الاجهتاد عندما قضت يف ثالث نوازل متشاهبة بأنه "ولنئ اكن حق ا إالرضاب مضموان دس توراي‬
‫ومكرسا يف خمتلف املواثيق ادلولية‪ ،‬فاإنه ال يعين ابلرضورة أن يمت عىل شلك الانقطاع عن العمل قصد شل‬
‫حركة املرفق العمويم‪ ،‬وخاصة مرفق الصحة اذلي يعترب مرفقا معوميا"(‪.)168‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الحق في الصحة‬
‫كثرية يه القضااي اليت عرضت عىل نظر القضاء االإداري وقىض فهيا مبسؤولية الشخص املعنوي نتيجة‬
‫االإهامل وعدم بذل العناية الالزمة‪ .‬هكذا بتت احملمكة االإدارية بأاكدير يف اإحدى ادلعاوى املتعلقة حبرمان الهالكة‬
‫من الاس تفادة من تصفية دهما اصطناعيا‪ ،‬واعتربته خرقا سافرا لبسط حقوق االإنسان يف التطبيب‪" :‬وحيث‬
‫اإن قسم اللكية الاصطناعية مبستشفى احلسن الثاين بأاكدير عندما قرر توقيف معلية التصفية الاصطناعية دلم‬
‫الضحية اذلي اكن السبب يف وفاهتا يتناىف مع ما جيب أن يقوم به مرفق الصحة جتاه اكفة املواطنني وبدون‬
‫النظر اإىل حالهتم املادية والاجامتعية‪ ،‬علام أن من مبادئ املرافق العامة هو أداء خدماهتا مجليع املواطنني عىل‬
‫وجه املساواة‪ .‬وحيث اإن القرار اذلي اختذه قسم اللكية املذكور يتعارض مع حق من حقوق االإنسان أال وهو‬
‫احلق يف الصحة والعيش اذلي نصت عليه مجموعة من املواثيق ادلولية وا إالقلميية مهنا ما جاء يف ديباجة منظمة‬
‫الصحة العاملية عىل أن "المتتع بأعىل مس توى من الصحة ميكن بلوغه وهو أحد احلقوق الساس ية للك اإنسان‬
‫دون متيزي بسبب العنرص أو ادلين أو العقيدة الس ياس ية أو احلاةل الاقتصادية أو الاجامتعية"‪ .‬وحيث اإن قرار‬
‫مستشفى احلسن الثاين بأاكدير حبرمان الضحية من الاس تفادة من التصفية الاصطناعية دلهما يعترب اإخالال‬
‫مببدأ مساواة املواطنني يف العالج والعناية الطبية الالزمة تقدميها من مرافق الصحة العمومية جبعلها مقرونة‬
‫ابملس توى املادي والاجامتعي"(‪ .)169‬ويف مرحةل الاس تئناف‪ ،‬أيد اجمللس العىل احلمك الابتدايئ ومحل ادلوةل‬
‫املسؤولية اكمةل فامي أسفر عنه قرار املصاحل الطبية حبرمان الهالكة من متابعة معلية تصفية دهما اصطناعيا نظرا‬
‫لعوزها(‪.)170‬‬

‫(‪ )167‬م‪ .‬اإد‪ ،‬وجدة‪ ،‬حمك عدد ‪ 8‬بتارخي ‪ 16‬فرباير ‪ ،2006‬عيل صاحل ضد وزير العدل‪ ،‬ملف رق ‪/1162004‬غ؛ م‪ .‬اإد‪ ،‬وجدة‪ ،‬حمك‬
‫عدد ‪ 10‬بتارخي ‪ 16‬فرباير ‪ ،2006‬اإدريس بنتاج ضد وزير العدل‪ ،‬ملف رق ‪/1132004‬غ؛ م‪ .‬اإد‪ ،‬وجدة‪ ،‬حمك عدد ‪ 12‬بتارخي ‪ 16‬فرباير‬
‫‪ ،2006‬عبد القادر فتس ين ضد وزير العدل‪ ،‬ملف رق ‪/1152004‬غ؛ م‪ .‬اإد‪ ،‬وجدة‪ ،‬حمك عدد ‪ 13‬بتارخي ‪ 16‬فرباير ‪ ،2006‬كرمية فزنار‬
‫ضد وزير العدل‪ ،‬ملف رق ‪/1182004‬غ؛ م‪ .‬اإد‪ ،‬وجدة‪ ،‬حمك عدد ‪ 14‬بتارخي ‪ 16‬فرباير ‪ ،2006‬مصطفى بلحلويم ضد وزير العدل‪،‬‬
‫ملف رق ‪/1172004‬غ‪.‬‬
‫(‪ )168‬م‪ .‬اس تئناف‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬قرار عدد ‪ 316‬بتارخي ‪ 23‬مايو ‪ ،2007‬أسامء زهو ضد وزير الصحة العمومية‪ ،‬ملف رق ‪5/07/55‬؛ م‪.‬‬
‫اس تئناف‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬قرار عدد ‪ 471‬بتارخي ‪ 4‬يوليو ‪ ،2007‬سلمى جبوج ضد وزير الصحة العمومية‪ ،‬ملف رق ‪5/07/116‬؛ م‪.‬‬
‫اس تئناف‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬قرار عدد ‪ 730‬بتارخي ‪ 17‬أكتوبر ‪ ،2007‬خادل روشدي ضد وزير الصحة العمومية‪ ،‬اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية‬
‫والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،93‬يوليو‪-‬غشت ‪ ،2010‬ص‪.174 .‬‬
‫(‪ )169‬م‪ .‬اإد‪ ،‬أاكدير‪ ،‬حمك عدد ‪ 2004/763‬بتارخي ‪ 21‬أكتوبر ‪ ،2004‬ورثة الضاوية أيت محمد ضد وزير الصحة‪ ،‬جمةل املرافعة‪ ،‬عدد ‪،16‬‬
‫أكتوبر ‪ ،2005‬ص‪.261 .‬‬
‫(‪ )170‬م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬اإد‪ ،‬قرار رق ‪ 181‬ق‪ .‬ت بتارخي ‪ 21‬فرباير ‪ ،2007‬ادلوةل املغربية ومن معها ضد ورثة الضاوية بنت محمد‪ ،‬اجملةل‬
‫‪109‬‬
‫وابلنظر اإىل المهية اليت تكتس هيا الصحة يف حياة الفرد خاصة اإذا اكن يشغل وظيفة معومية‪ ،‬فاإن‬
‫رفض طلب الانتقال اذلي تقدمت به الطاعنة اليت تشكو من وضعية حصية متدهورة‪ ،‬يعد جتاوزا يف اس تعامل‬
‫السلطة‪ ،‬وإارضارا واحضا حبقها يف العالج اذلي جيد مصدره وتربيره يف احلق يف الصحة اذلي نصت عليه‬
‫االتفاقيات ادلولية‪ .‬فاحلاةل الصحية للمدعية تس توجب خضوعها لعناية ابلغة ومراقبة طبية مس مترة حتت إاشاف‬
‫مصلحة طبية خمتصة يف أمراض اللكي(‪ .)171‬ورمغ موقف اجمللس العىل املتحفظ من اإعامل املعاهدات ادلولية‪،‬‬
‫فاإن احملمكة االإدارية بأاكدير اس مترت يف االإحاةل عىل مقتضيات الصكوك ادلولية اخلاصة حبقوق االإنسان ابعتبارها‬
‫مصدرا أساس يا من مصادر الرشعية‪ ،‬اليشء اذلي يمن عن تطور كبري يف اس تلهام واستيعاب مضمون املعاهدات‬
‫ادلولية‪" :‬وحيث اإن التأمني االإجباري السايس يعترب من وسائل ومظاهر احلق يف الصحة واذلي أصبح بدوره‬
‫يعترب حقا من احلقوق الساس ية يف الترشيعات والقوانني املنظمة حلقوق االإنسان عىل املس تويني ادلاخيل‬
‫وادلويل وذكل لالرتباط الوثيق بني احلق يف الصحة واحلق يف احلياة ومل يعد جائزا أن ينال أي ترشيع من‬
‫عنارصه أو يغري من طبيعته أو جيرده من لوازمه وال أن يفصال عن بعض أجزائه أو يقيد من مباشة احلقوق‬
‫اليت تتفرع عنه من غري رضورة تقتضهيا وظيفته الاجامتعية‪ .‬وحيث اإنه فضال عن ذكل‪ ،‬فاإنه إازاء حيوية قواعد‬
‫التأمني االإجباري السايس وتعلقها ابلنفع العام وارتباطها حبامية الطبقات الضعيفة‪ ،‬فاإن هذه القواعد تنمتي اإىل‬
‫النظام العام ملا نصت عليه ترشيعات التأمني الصحي واملواثيق واملعاهدات"(‪.)172‬‬
‫ونظرت احملمكة االإدارية بوجدة حديثا يف قضية تتعلق بتقاعس ادلوةل عن توفري العالج الرضوري‬
‫لس يدة مصابة مبرض خبيث‪ ،‬كام مل متنحها التسهيالت واملساعدات الالزمة للسفر خارج الوطن قصد تلقي‬
‫العالج رمغ التقارير الطبية اليت تشهد حبالهتا الصحية احلرجة‪ .‬مل جتد احملمكة أدىن صعوبة يف تقرير مسؤولية‬
‫ادلوةل مستندة يف ذكل اإىل دس تور اململكة ومقتضيات االتفاقيات ادلولية املصادق علهيا‪" :‬وحيث اإنه أمام هذه‬
‫املعطيات ومادامت اجلهة املدعى علهيا تقر رصاحة أو مضنا بعدم توفر االإماكنيات لعالج املدعية فاإنه اكن‬
‫يتوجب علهيا أن تبادر اإىل توفري البديل من العالج لهذه الخرية مادام أن وزارة الصحة واملراكز الاستشفائية‬
‫التابعة لها منوط هبا توفري العالج للمرىض وتأمني اخلدمات الطبية للك املواطنني لكون هذا احلق هو من‬
‫احلقوق الساس ية اليت جيب أن يمتتع هبا املريض وهو احلق املكفول مبقتىض ادلس تور واملواثيق ادلولية اليت‬
‫صادق علهيا املغرب والزتم بتطبيقها"(‪.)173‬‬

‫املغربية ل إالدارة احمللية والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،89‬نومفرب‪ -‬ديسمرب ‪ ،2009‬ص‪.169 .‬‬
‫(‪ )171‬م‪ .‬اإد‪ ،‬وجدة‪ ،‬ملف عدد ‪ 2001/104‬بتارخي ‪ 12‬سبمترب ‪ ،2001‬مسرية الوجلي ضد وزير الرتبية الوطنية؛ م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬اإد‪ ،‬قرار‬
‫رق ‪ 283‬بتارخي ‪ 24‬أبريل ‪ ،2003‬الوكيل القضايئ للمملكة ضد مسرية الوجلي‪ ،‬اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،58 -57‬يوليو‪-‬‬
‫أكتوبر ‪ ،2004‬ص‪.218 .‬‬
‫(‪ )172‬م‪ .‬اإد‪ ،‬أاكدير‪ ،‬حمك عدد ‪ 2010/160‬بتارخي ‪ 18‬مارس ‪ ،2010‬فتيحة االإدرييس ضد الصندوق الوطين ملنظامت الاحتياط الاجامتعي‪،‬‬
‫اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،95 -94‬سبمترب‪ -‬ديسمرب ‪ ،2010‬ص‪.242 .‬‬
‫(‪ )173‬م‪ .‬اإد‪ ،‬وجدة‪ ،‬حمك عدد ‪ 425‬بتارخي ‪ 21‬سبمترب ‪ ،2010‬ورثة عائشة خمتاري ضد وزيرة الصحة‪ ،‬ملف عدد ‪.6/09/70‬‬
‫‪110‬‬
‫وبتت احملمكة االإدارية ابلرابط يف دعوى تعويض مدعية عن وفاة ابهنا القارص نتيجة الاعتداء عليه من‬
‫طرف رجال المن اذلين تدخلوا الإهناء أعامل الشغب اليت عرفهتا اإحدى مبارايت كرة القدم ابملركب الراييض‬
‫محمد اخلامس ابدلار البيضاء‪ .‬بدأت احملمكة بتقرير مسؤولية مرفقي المن والصحة وربطت بني احلق يف احلياة‬
‫واحلق يف العالج نظرا للعالقة العضوية بيهنام اعامتدا عىل مقتضيات ادلس تور (الفصل ‪ )20‬والصكوك ادلولية‬
‫اخلاصة حبقوق االإنسان‪" :‬وحيث يعترب حق املواطن يف احلياة والمن والسالمة الشخصية من حقوق االإنسان‬
‫واليت تكفلها العديد من املعاهدات ادلولية اليت قام املغرب ابلتوقيع علهيا حبيث نصت املادة ‪ 3‬من االإعالن‬
‫العاملي حلقوق االإنسان عىل حق لك فرد يف احلياة والمان عىل خشصه وأكدت ذات املعىن الفقرة الوىل من‬
‫املادة ‪ 6‬والفقرة الوىل من املادة ‪ 9‬من العهد ادلويل للحقوق املدنية والس ياس ية (‪ )...‬وحيث يعترب حق املواطن‬
‫يف احلصول عىل الرعاية الصحية من حقوق االإنسان واليت تكفلها العديد من املعاهدات ادلولية اليت قام املغرب‬
‫ابلتوقيع علهيا‪ ،‬فقد أكدت املادة ‪ 25‬من امليثاق العاملي حلقوق االإنسان حق لك خشص يف "مس توى معيشة‬
‫يكفي لضامن الصحة والرفاهة هل ولرسته‪ ،‬وخاصة عىل صعيد العناية الطبية وصعيد اخلدمات الاجامتعية‬
‫الرضورية"‪ .‬كام تشري املاداتن التاسعة والثانية عرش من العهد ادلويل ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية‬
‫اإىل حق لك خشص يف المتتع بأعىل مس توى من الصحة اجلسمية‪ .‬وتتضمن التدابري اليت جيب عىل ادلوةل أن‬
‫تتخذها لتأمني ممارسة هذا احلق‪ ،‬ابالإضافة اإىل هتيئة ظروف من شأهنا تأمني اخلدمات الطبية والعناية للجميع‬
‫يف حاةل املرض‪ ،‬كام أشار دس تور منظمة الصحة العاملية يف ديباجته اإىل أن المتتع بأعىل مس توى متاح من‬
‫الصحة هو أحد احلقوق الساس ية ل إالنسان‪ .‬وحيث تعترب ادلوةل مسؤوةل وطنيا ودوليا عن الوفاء اباللزتامات‬
‫املتعلقة حبقوق االإنسان يف جمال الصحة عن طريق الامتس س بل انتصاف فعاةل فامي يتعلق برفض العالج"(‪.)174‬‬
‫والبد من التوقف عند اإحدى القضااي اليت مرت من خمتلف درجات التقايض وانقشت مسأةل يف غاية‬
‫المهية ختص لك املواطنني دون اس تثناء؛ اإهنا ببساطة شديدة احلق يف الصحة غري القابل للترصف‪ .‬تتلخص‬
‫وقائع النازةل يف كون املدعية نزهة ملطي قامت ابإجراء حفوصات طبية ابملصحة اجلامعية جلراحة ادلماغ والعصاب‬
‫مبستشفى الاختصاصات ابلرابط‪ ،‬وأجنز لها تقرير طيب‪ ،‬غري أن حالهتا املادية مل متكهنا من حتمل مصاريف‬
‫العالج‪ ،‬اليشء اذلي ارتأت معه مراسةل لك من وزير الصحة ومندوب وزارة الصحة بلكممي ووايل هجة لكممي‬
‫السامرة بعد عرض حالهتا يف وسائل االإعالم‪ ،‬غري أن طلهبا مل جيد أذاان صاغية‪ ،‬فأصبحت عرضة ل إالهامل‪،‬‬
‫فرفعت أمرها اإىل القايض طلبا ل إالنصاف‪ ،‬ابحلمك لفائدهتا بتعويض مادي قدره ‪ 1.000.000.000‬درمه مع توفري‬
‫العالج لها ابإحدى املصحات ابملغرب أو ابخلارج‪ .‬يف املرحةل الابتدائية‪ ،‬اعتربت احملمكة االإدارية بأاكدير أن‬
‫احلق يف الصحة من احلقوق الساس ية اليت أقرها كثري من املواثيق ادلولية‪ .‬ذلكل‪ ،‬فادلوةل ملزمة بتوفري رعاية‬
‫طبية وقائية وعالجية يف أحسن مس توى ممكن من الكفاءة مجليع الساكن وال حتول دونه عوائق مالية أو غريها‬
‫وذكل عن طريق اإنشاء ش بكة مناس بة من اخلدمات العالجية والوقائية والتأهيلية‪" :‬وحيث اإن احلاةل الصحية‬

‫(‪ )174‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬ملف عدد ‪ 2010/12/575‬بتارخي ‪ 25‬يوليو ‪ ،2013‬سلوى الغرابوي ضد ادلوةل املغربية‪ ،‬س بق ذكره‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫للمدعية يف هذه النازةل تقتيض توفري عناية طبية وخدمات عالجية ليس من املس تحيل توفريها عىل أرض‬
‫الواقع وهو ما أقرت به االإدارة من خالل ملفها الطيب‪ ،‬خاصة وأن ادلوةل قد ابشت ابلفعل تقدمي خدمات‬
‫طبية للمدعية يف املراحل الوىل‪ ،‬غري أهنا توقفت عن مواصةل هذه اخلدمات دون الوصول اإىل أعىل مس توى‬
‫من الصحة اذلي تقتضيه العهود ادلولية اليت صادقت علهيا اململكة املغربية والزتمت بتنفيذها مبقتىض ادلس تور‪.‬‬
‫وحيث اإن ادلوةل أمام عدم توفريها للمرافق والتجهزيات الالزمة ملعاجلة املدعية وإانقاذها من اخلطر اذلي يهتددها‬
‫بني الفينة والخرى‪ ،‬مع أهنا الضامنة وامللزمة بكفاةل حق العالج واحلق يف المتتع بصحة سلمية بأكرب قدر ممكن‪،‬‬
‫فاإن مسؤوليهتا عن الرضار اليت حلقت ابملدعية اثبتة ويتعني من أجل ذكل احلمك عىل ادلوةل املغربية يف خشص‬
‫الس يد الوزير الول بتوفري العالج عىل نفقهتا للمدعية مع ما يرتتب عن ذكل قانوان"(‪.)175‬‬
‫أيدت حممكة الاس تئناف االإدارية(‪ )176‬احلمك الصادر ابتدائيا‪ ،‬معتربة أن "طبيعة املرض اذلي أمل‬
‫ابملدعية‪ ،‬وابعتباره يشلك حاةل اندرة تس تلزم تضافر وبذل اجلهود من طرف وزارة الصحة العمومية املسؤوةل‬
‫الوىل والخرية عىل سالمة اجملمتع من المراض‪ ،‬وعىل حماربهتا مبا يضمن المن والاس تقرار فيه‪ ،‬وذكل‬
‫ابالعرتاف حبق املواطن يف هذا اجملال اإن عىل مس توى الاس تقبال أو عىل مس توى تشخيص املرض‪ ،‬أو عىل‬
‫مس توى توفري العالج‪ ،‬ومبا يعكسه هذا الاعرتاف عىل أرض الواقع"‪ .‬وأبرزت احملمكة نطاق الواجب اذلي يقع‬
‫عىل عاتق االإدارة‪ ،‬فهو "ميتد ليشمل لك ما ال يس تطيع املواطن أن يس تقل بتوفريه لنفسه (‪ ،)...‬ويطوق ادلوةل‬
‫بتوفري العالج مبفردها أو عن طريق التعاون ادلويل لهتيئة الظروف املالمئة اليت من شأهنا تأمني اخلدمات‬
‫الصحية اليت ابتت تشلك حقوقا كونية لصيقة ابحلق السايس العاملي ل إالنسان يف احلياة"‪ .‬مل يرق هذا املوقف‬
‫للطرف املطعون ضده‪ ،‬فطعن فيه الوكيل القضايئ للمملكة ابلنقض بعد تفويض الوزير الول هل ابلنيابة عنه‪.‬‬
‫تناول قرار اجمللس العىل(‪ )177‬نقطتني أساس يتني نصوغهام يف شلك سؤالني‪ :‬هل الاستناد اإىل االتفاقية ادلولية‬
‫مرشوط مبصادقة املغرب علهيا؟ وما مدى الواجب امللقى عىل عاتق ادلوةل خبصوص توفري العالج للمواطنني؟‬
‫اعتربت اجلهة الطالبة للنقض "أنه ابلرجوع اإىل الفصل ‪ 31‬من ادلس تور املغريب (‪ )1996‬جنده قد حدد‬
‫مسطرة املصادقة عىل املعاهدات ادلولية‪ ،‬ذلكل اكن عىل احملمكة قبل اعامتد املواثيق ادلولية أن تعلل ذكل‬
‫والتأكد ما اإذا اكن املغرب قد صادق عىل تكل املواثيق وهل مت نرشها ابجلريدة الرمسية أم ال حىت يمتكن اجمللس‬
‫العىل من بسط رقابته مما جيعل القرار مبنحاه هذا عرضة للنقض"‪ .‬يف معرض ردها عىل هذه الوس يةل القانونية‬
‫املثارة‪ ،‬اقتنعت الغرفة االإدارية بوجاهة جحة طاليب النقض فاعمتدهتا بقولها‪" :‬حيث تبني حصة ما نعته الوس يةل‬
‫عىل القرار‪ ،‬ذكل أن الاستناد اإىل املعاهدات واملواثيق ادلولية لتقرير مسؤولية االإدارة رهني ابملصادقة عىل‬
‫(‪ )175‬م‪ .‬اإد‪ ،‬أاكدير‪ ،‬حمك عدد ‪ 2007/148‬بتارخي ‪ 27‬أبريل ‪ ،2007‬نزهة ملطي بنت محمد اخملطار ضد ادلوةل املغربية‪ ،‬جمةل القرص‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،19‬يناير ‪ ،2008‬ص‪.243 .‬‬
‫(‪ )176‬م‪ .‬اس تئناف‪ .‬اإد‪ ،‬مراكش‪ ،‬قرار عدد ‪ 125‬بتارخي ‪ 26‬مارس ‪ ،2008‬ادلوةل املغربية ضد نزهة ملطي بنت محمد اخملطار‪ ،‬ملف رق‬
‫‪.1-2007/6/323‬‬
‫(‪ )177‬م‪ .‬أعىل‪ ،‬غ‪ .‬اإد‪ ،‬قرار عدد ‪ 28‬بتارخي ‪ 13‬يناير ‪ ،2010‬جمةل قضاء اجمللس العىل‪ ،‬عدد ‪ ،72‬ديسمرب ‪ ،2010‬ص‪.213 .‬‬
‫‪112‬‬
‫هذه املواثيق واملعاهدات"‪ .‬وجوااب عن السؤال الثاين‪ ،‬يبدو أن الغرفة االإدارية ابجمللس العىل مل تساير احملمكة‬
‫املطعون يف قرارها ابلنقض‪ ،‬وهو ما يظهر جبالء من حيثيات القرار‪" :‬وحيث اإنه اإذا اكنت االإدارة ملزمة‬
‫ابستيفاء خدمة عامة ويه خدمة العالج‪ ،‬فاإهنا مل تتأخر يف ذكل اإهامال وإاناكرا حلق املريضة يف العالج‪ ،‬بل‬
‫قامت مبا جيب علهيا يف حدود اإماكانهتا املتاحة‪ .‬وحيث اإن الادعاء بأن ادلوةل ملزمة بعالج املواطنني اإطالقا‬
‫حىت يف احلاالت النادرة‪ ،‬وأهنا أمهلت أداء واجهبا‪ ،‬يكون مبثابة حتميلها عبئا ثقيال والزتاما صارما ال يتيح لها ما‬
‫بني أيدهيا من وسائل القيام بواجهبا‪ .‬وحيث جيب تقدير جسامة الواجبات امللقاة عىل عاتق ادلوةل وما تتوفر‬
‫عليه من وسائل وإاماكانت فعلية ملواهجهتا‪ ،‬وأهنا تكون مسؤوةل عن خطأ ميكن تفاديه ابحلرص العادي وغري‬
‫مسؤوةل اإذا اكن ال ميكن تفاديه اإال ابختاذ اإجراءات اس تثنائية تتجاوز قدرهتا الفعلية"‪ .‬خلص قضاة اجمللس‬
‫العىل يف هناية املطاف اإىل أن حممكة الاس تئناف ملا محلت ادلوةل مسؤولية عدم عالج املطلوبة يف النقض‬
‫دون مراعاة ملا س بق ذكره ابلعلل الواردة يف القرار تكون قد عللت قرارها تعليال فاسدا يوازي انعدامه ويعرضه‬
‫ابلتايل للنقض‪.‬‬
‫وصدر قرار عن حممكة النقض(‪ )178‬يؤكد هذا التوجه حيث اعتربت أنه ولنئ اكنت ادلوةل تضمن‬
‫مبقتىض ادلس تور احلق يف التطبيب والعالج ملواطنهيا‪ ،‬فاإن ضامهنا ذلكل ينحرص يف حدود االإماكنيات املتاحة‬
‫لها داخل أرض الوطن وال ميكهنا ضامن العالج ملواطنهيا بأي دوةل أجنبية‪ ،‬فضال عن عدم مسؤوليهتا عن‬
‫امتناع تكل ادلوةل منح تأشريهتا للمريض من أجل العالج ملا ذلكل من عالقة مبسأةل الس يادة‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬الحق في الشغل وتقلد الوظائف العمومية‬
‫ارتفع يف الس نوات الخرية جحم املطالب برضورة توفري مناصب معل‪ ،‬خاصة يف القطاع العام‪ ،‬كام‬
‫اعرتت بعض املبارايت االإدارية شوائب وعيوب مسطرية وشلكية‪ ،‬رفع املترضرون مهنا طعوهنم اإىل القضاء‪.‬‬
‫يف هذا الس ياق‪ ،‬طعن أحد الفراد املرحشني الجتياز مباراة توظيف أس تاذ التعلمي العايل يف شعبة اجلغرافيا بعد‬
‫اإلغاء وزارة التعلمي العايل لنتيجة املباراة بطلب من معيد اللكية املتعددة التخصصات بتازة‪ ،‬مؤسسا طعنه عىل‬
‫مجموعة من الوسائل من بيهنا خمالفة املواثيق ادلولية‪ ،‬فاس تجابت احملمكة لطلبه(‪ .)179‬واندلعت قضية من العيار‬
‫الثقيل عرفت ابمس حمرض ‪ 20‬يوليو ‪ 2011‬بني املعطلني وحكومة الس يد عبد االإهل ابن كريان اذلي تراجع عن‬
‫قرار توظيف املئات من احلاملني للشهادات العليا‪ ،‬هذا القرار اذلي اختذته حكومة سلفه الس يد عباس الفايس‪،‬‬
‫بدعوى أن النصوص القانونية وعىل رأسها ادلس تور ال تسمح بذكل(‪ .)180‬بعد أخذ ورد ونقاش طويل يف‬

‫(‪ )178‬م‪ .‬النقض‪ ،‬غ‪ .‬اإد‪ ،‬قرار عدد ‪ 135‬بتارخي ‪ 13‬فرباير ‪ ،2014‬الوكيل القضايئ للمملكة ضد فاطمة طباش‪ ،‬نرشة قرارات حممكة النقض‪،‬‬
‫الغرفة االإدارية‪ ،‬السلسةل ‪ ،4‬العدد ‪ ،2014 ،18‬ص‪.180 .‬‬
‫(‪ )179‬م‪ .‬اإد‪ ،‬مكناس‪ ،‬حمك عدد ‪3/2007/10‬غ بتارخي ‪ 11‬صفر ‪ ،1428‬الطاعن ضد وزير الرتبية الوطنية والتعلمي العايل‪ ،‬جمةل احملامك‬
‫االإدارية‪ ،‬عدد ‪ ،3‬مايو ‪ ،2008‬ص‪.340 .‬‬
‫(‪ )180‬الفصل ‪ 31‬من دس تور ‪ ،2011‬س بق ذكره؛ القانون رق ‪ 50.05‬بتارخي ‪ 19‬ماي ‪ 2011‬بتغيري وتمتمي الظهري الرشيف مبثابة النظام‬
‫السايس العام للوظيفة العمومية؛ مرسوم ‪ 25‬نومفرب ‪ 2011‬بتحديد شوط وكيفيات تنظمي مبارايت التوظيف يف املناصب العمومية‪ ،‬س بق‬
‫‪113‬‬
‫خمتلف ادلوائر من اإعالم وبرملان وغريهام‪ ،‬اس تقر رأي مجموعة من املترضرين عىل طرق ابب القضاء‪ .‬وبعد طول‬
‫انتظار‪ ،‬أصدرت احملمكة االإدارية ابلرابط(‪ )181‬أحاكما طويةل ومعلةل تعليال وافيا لصاحل املعطلني انقشت فيه‬
‫مجةل من النقاط القانونية خنتار مهنا أحد الحاكم احلديثة(‪ .)182‬من حيث الشلك‪ ،‬دفعت االإدارة املدعى علهيا‬
‫ابنعدام الصفة‪ ،‬وابندراج الطلب يف غري املسكل املقرر قانوان‪ ،‬ويه دعاوى الوضعية الفردية اليت ختاطب فقط‬
‫املوظفني والعاملني يف مرافق ادلوةل واملؤسسات العمومية وامجلاعات احمللية‪ .‬بعد مناقشة احملمكة للك ادلفوع‬
‫الشلكية واستبعادها‪ ،‬تناولت جوهر ادلعوى اذلي يدور حول احلمك عىل ادلوةل يف خشص رئيس احلكومة‬
‫ابختاذ لك االإجراءات القانونية املتعلقة بتسوية الوضعية االإدارية واملالية للطاعن‪ ،‬وذكل بتوظيفه املباش ودون‬
‫اإجراء مباراة يف أسالك الوظيفة العمومية يف اإطار مزيانية ‪ 2012‬بناء عىل الشهادة اليت حيملها تنفيذا للمرسوم‬
‫الوزاري رق ‪ 2.11.100‬املؤرخ يف ‪ 2011-8-4‬وكذا حمرض االتفاق املوقع عليه يف ‪ 20‬يوليوز ‪ .2011‬يف هذا‬
‫االإطار كذكل‪ ،‬مت االإدالء بثالثة دفوعات موضوعية يه‪ :‬أوال‪ ،‬ادلفع ابلنسخ وابلرتاتبية؛ اثنيا‪ ،‬اإخالل التوظيف‬
‫املباش تنفيذا حملرض ‪ 20‬يوليو ‪ 2011‬مببدأ املساواة اذلي أقره ادلس تور وحث عىل التقيد به؛ اثلثا‪ ،‬انعدام جحية‬
‫احملرض لكونه ال يسعف يف القول بقيام الزتام ابلتوظيف‪ .‬بعد التعليل املس تفيض واملناقشة القانونية الرصينة‪،‬‬
‫خلصت احملمكة اإىل رضورة تسوية الوضعية االإدارية واملالية للطاعن مذكرة ابلرساةل النبيةل اليت يتحملها القضاء‬
‫كحام طبيعي للحقوق واحلرايت‪" :‬وحيث اإن الهدف الرئييس من اإخضاع االإدارة للقانون والرقابة القضائية هو‬
‫تأمني امحلاية حلقوق وحرايت الفراد ضد تعسف السلطات العامة‪ ،‬وخصوصا السلطة التنفيذية‪ ،‬وذلكل فاإنه‬
‫يفرتض يف دوةل القانون ضامن حقوق وحرايت الفراد ودمع مبدأ املسؤولية واحملاس بة وكرس حاةل الاس هتتار‬

‫ذكرهام‪.‬‬
‫وجتدر االإشارة اإىل أن رئيس احلكومة بلور مجموعة من املناشري قصد التقيد ابملقتضيات اجلديدة اليت جعلت املباراة القناة‬
‫الساس ية للتوظيف‪ :‬منشور رق ‪ 14/2012‬بتارخي ‪ 19‬يونيو ‪ ،2012‬حول تدبري مبارايت التوظيف يف املناصب العمومية‪ ،‬اجملةل املغربية‬
‫ل إالدارة احمللية والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،104‬ماي – يونيو ‪ ،2012‬ص‪369 .‬؛ منشور رق ‪ 24/2012‬بتارخي ‪ 22‬أكتوبر ‪ ،2012‬تدبري اإجراءات‬
‫التوظيف يف املؤسسات واملقاوالت العمومية‪ ،‬اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،107‬نومفرب – ديسمرب ‪ ،2012‬ص‪.313 .‬‬
‫(‪ )181‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 1888‬بتارخي ‪ 23‬ماي ‪ ،2013‬الطاعن ضد ادلوةل املغربية‪ ،‬حمك منشور يف محمد الهيين‪ ،‬املرتكزات‬
‫ادلس تورية الناظمة للعمل القضايئ للمحمكة االإدارية ابلرابط وفقا الجهتادات حممكة النقض‪ ،‬القضاء الشامل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪20 .‬؛ م‪.‬‬
‫اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬ملف رق ‪ 2012/5/568‬بتارخي ‪ 23‬ماي ‪ ،2013‬الطاعنة ضد ادلوةل املغربية‪ ،‬نبيل بومحيدي‪ ،‬م ميون خراط‪ ،‬املنازعات االإدارية‬
‫عىل ضوء التوهجات احلديثة للقضاء االإداري‪ ،‬منشورات جمةل العلوم القانونية‪ ،‬سلسةل "فقه القضاء االإداري"‪ ،‬عدد ‪ ،2014 ،1‬ص‪349 .‬؛‬
‫م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 1982‬بتارخي ‪ 23‬ماي ‪ ،2013‬الطاعن ضد ادلوةل املغربية؛ م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬ملف عدد ‪ 2013/8/107‬بتارخي‬
‫‪ 24‬أكتوبر ‪ ،2013‬الطاعنة ضد ادلوةل املغربية‪ ،‬حكامن منشوران يف محمد أوزاين‪ ،‬مراد أيت الساقل‪ ،‬أصول املنازعات االإدارية‪ 20 ،‬س نة‬
‫عىل اإحداث احملامك االإدارية ابملغرب‪ ،‬منشورات جمةل احلقوق‪ ،‬سلسةل "املعارف القانونية والقضائية"‪ ،‬دار نرش املعرفة‪ ،‬مطبعة املعارف‬
‫اجلديدة‪ ،‬الرابط‪ ،2015 ،‬ص‪ 343 .‬و‪.355‬‬
‫(‪ )182‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬ملف عدد ‪ 2013-7105-1130‬بتارخي ‪ 23‬يناير ‪ ،2014‬الطاعنة ضد ادلوةل املغربية‪ ،‬حمك منشور يف محمد الهيين‪،‬‬
‫املرتكزات ادلس تورية الناظمة للعمل القضايئ للمحمكة االإدارية ابلرابط وفقا الجهتادات حممكة النقض‪ ،‬القضاء الشامل‪ ،‬املرجع السابق‪،‬‬
‫ص‪.27 .‬‬
‫‪114‬‬
‫بنصوص القانون وبأحاكم احملامك ابلشلك املثري لالنتباه"‪ .‬واستشهدت احملمكة االإدارية حبزمة من النصوص‬
‫القانونية وادلينية واتفاقيات حقوق االإنسان لوفاء احلكومة ابلزتاماهتا السابقة‪" :‬وحيث اإن عدم انضباط االإدارة‬
‫ملقتضيات القانون الناص عىل التوظيف املباش‪ ،‬وللقواعد ادلس تورية الوطنية وادلولية املتصةل بلك من احلق‬
‫السايس يف الشغل‪ ،‬ومبدأ املساواة‪ ،‬وحامية املال العام لدلوةل من اخملاطر النامجة عن املسؤولية عن عدم‬
‫التنفيذ حيمت احلمك علهيا ابختاذ اإجراءات التسوية العاجةل والفورية للوضعية االإدارية واملالية للمدعي وفقا للمرسوم‬
‫الوزاري رق ‪ 2.11.100‬الصادر بتارخي ‪ 2011-8-4‬موضوع حمرض ‪ 20‬يوليوز ‪."2011‬‬
‫مل تستسغ احلكومة هذا احلمك القضايئ‪ ،‬المر اذلي دفعها اإىل اس تئنافه معيبة عليه كون حممكة ادلرجة‬
‫الوىل قبلت دعوى الطاعن ابلرمغ من عدم توفره عىل الصفة اليت هل احلق يف تقدمي هذه ادلعوى طبقا ملقتضيات‬
‫الفصل الول من قانون املسطرة املدنية‪ .‬كام اكن منتظرا من قبل كثري من الباحثني واملراقبني‪ ،‬ألغت حممكة‬
‫الاس تئناف االإدارية(‪ )183‬احلمك املس تأنف وتصداي حمكت بعدم قبول ادلعوى شالك معلةل قرارها ابنتفاء الصفة‬
‫دلى الطاعن‪" :‬وحيث اإنه تفريعا مما مت بسطه أعاله‪ ،‬وملا اكن الطرف املس تأنف عليه يس هتدف من خالل‬
‫دعواه‪ ،‬احلمك لفائدته بتسوية وضعيته االإدارية واملالية وذكل ابإدماجه يف أسالك الوظيفة العمومية وفق ملا جاء‬
‫يف حمرض ‪ 20‬يوليوز ‪ ،2011‬يكون قد أدرج دعواه مضن ادلعاوى املتعلقة ابلوضعية الفردية للموظفني والعاملني‬
‫يف مرافق ادلوةل وامجلاعات احمللية واملؤسسات العمومية‪ ،‬املنصوص علهيا يف املادة ‪ 8‬املشار اإلهيا أعاله‪ ،‬واحلال‬
‫أنه مل يتحقق تعيينه يف أي منصب مضن أسالك الوظيفة العمومية‪ ،‬أو اكتسب صفة موظف معويم ممتتع‬
‫بوضعية قانونية ونظامية إازاء االإدارة املعنية‪ ،‬حبسب الثابت من عنارص املنازعة ومعطياهتا‪ ،‬حىت جيوز اعتباره‬
‫"يف حمك املوظف حبسب الطبيعة أو املأآل واحملمتل خضوعه ملسطرة الولوج"‪ ،‬كام ذهب اإىل ذكل احلمك‬
‫املس تأنف‪ ،‬مادام أن القوانني املنظمة جملال الوظيفة العمومية تعد من النظام العام‪ ،‬وال جيوز التوسع يف تفسريها‬
‫وتأسيس اس تثناءات علهيا أو خلق مفاهمي جديدة ختالفها وتكسب صفة املوظف لغري من هو خاضع لها؛ مما‬
‫تظل معه دعواه مقدمة حيادا عىل االإطار القانوين احملدد لها واملربر لي مطالبة رامية اإىل تسوية املركز القانوين‬
‫لرافعها‪ ،‬وابلتايل انتفاء الصفة اليت ختول هل احلق يف تقدمي مثل هذه ادلعوى مبفهوهما القانوين املتقدم واملتواتر‬
‫عليه يف فقه القضاء االإداري‪ .‬وحيث ابالإضافة اإىل ذكل‪ ،‬فاإن التوظيف يف اإطار الوظيفة العمومية‪ ،‬ال يمت اإال‬
‫بعد استيفاء عدد من املساطر واحرتام مجموعة من االإجراءات االإدارية واملالية القبلية وتوفر مناصب مالية شاغرة‬
‫يف القانون املايل‪ ،‬تؤدي اإىل صدور قرارات من قبل الوزراء املعنيني ابلتوظيف داخل املصاحل االإدارية التابعة‬
‫اإىل وزارهتم‪ ،‬وهو المر غري املتوفر يف انزةل احلال ادلاةل أوراقها عىل عدم حتقق أي تسمية للطرف املس تأنف‬
‫عليه يف أسالك االإدارة أو استنفاد اإجراءات موضوع احملرض احملتج به واملؤرخ يف ‪ 20‬يوليوز ‪ 2011‬واقرتاهنا‬
‫بتوفري مناصب مالية عامد أي توظيف يف اإدارات ادلوةل‪ .‬وحيث ترتيبا عىل ما تقدم‪ ،‬فاإن احملمكة االإدارية عندما‬
‫قبلت دعوى تسوية وضعية الطرف املس تأنف عليه مع أن وضعية ال ختول لصاحهبا تقدميه ملثل هذه ادلعوى‪،‬‬
‫(‪ )183‬م‪ .‬اس تئناف‪ ،‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬ملف رق ‪ 14/7205/757‬بتارخي ‪ 22‬سبمترب ‪ ،2014‬الوكيل القضايئ للمملكة ومن معه ضد حمسني نعايم‪،‬‬
‫اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،118-117‬يوليو – أكتوبر ‪ ،2014‬ص‪.389 .‬‬
‫‪115‬‬
‫فاإهنا مل جتعل حلمكها املس تأنف أساسا من القانون"‪.‬‬
‫من هجة أخرى‪ ،‬نددت احملامك االإدارية غري ما مرة بتعنت االإدارة يف التنفيذ وإارصارها غري املفهوم عىل‬
‫اإفراغ مبدأ جحية الحاكم القضائية وقدسيهتا من مضمونه وخمالفهتا الرصحية للفصل ‪ 126‬من ادلس تور اذلي يعترب‬
‫"الحاكم الهنائية الصادرة عن القضاء ملزمة للجميع‪( .‬كام) جيب عىل السلطات العمومية تقدمي املساعدة الالزمة‬
‫أثناء احملامكة‪ ،‬اإذا صدر المر اإلهيا بذكل‪ ،‬وجيب علهيا املساعدة عىل تنفيذ الحاكم"‪ .‬تقول احملمكة االإدارية‬
‫ابلرابط يف هذا الشأن‪" :‬وحيث اإن اتصال عنرص اخلطأ ابلرضر الالحق ابملدعي من جراء الامتناع عن‬
‫التنفيذ وما تكبده من أرضار مادية ومعنوية تمتثل يف اخلسارة احلقيقية وفوات الكسب نتيجة حرمانه من حقه‬
‫يف الشغل‪ ،‬والمن الوظيفي مبا يرتبط من أمن اجامتعي واس تقرار أرسي وكرامة اإنسانية املرتبطة ابلعيش جيعل‬
‫عنارص املسؤولية التقصريية قامئة يف حق االإدارة طبقا للفصل ‪ 448‬من قانون املسطرة املدنية"(‪ .)184‬ويكتيس‬
‫الجر أمهية قصوى يف حياة املوظف‪ ،‬ذلكل لك توقيف لراتبه الشهري حيادا عىل املساطر القانونية يعرض‬
‫قرار االإدارة املعيب ل إاللغاء‪" :‬وحيث من هجة اثنية‪ ،‬فاإن الجر يعد من احلقوق الساس ية للموظف املكفوةل‬
‫مبوجب املواثيق ادلولية والقوانني الوطنية اليت أقرت ضامانت حامئية غايهتا حتصني هذا احلق‪ ،‬وأن لك اإجراء‬
‫يس هتدف توقيفه يتعني أن يمت وفقا للضوابط القانونية املقررة‪ ،‬كام أن وضع االإدارة وتفعيلها ملناشري أو دورايت‬
‫داخلية بغية تنظمي أو ضبط رصف الجور ملن هل احلق فهيا‪ ،‬يتعني أن يمت يف ظل اس تحضار هذه الضامانت‬
‫وعدم املساس هبا"(‪.)185‬‬
‫واحتدم حديثا اخلالف بني االإدارة واملوظفني حول أحقيهتم يف تقدمي الاس تقاةل وابلتايل وضع حد‬
‫للعالقة التنظميية اليت تربطهم ابملرفق اذلي يش تغلون فيه‪ ،‬حيث رفضت االإدارة أكرث من مرة الاس تجابة لطلب‬
‫الاس تقاةل مربرة موقفها السليب هذا حباجيات املرفق خلدمات موظفهيا خاصة عندما يتعلق المر بقطاع حيوي‬
‫وحساس مكرفق الصحة‪ .‬فاحلق يف الصحة من احلقوق الساس ية املنصوص علهيا دس توراي ودوليا وهو الزتام‬
‫يقع عبء حتقيقه عىل ادلوةل‪ .‬لقد أتيحت الفرصة حملمكة النقض حلسم هذا الزناع وذكل بتقرير مجموعة من املبادئ‬
‫اذلهبية كام يستشف ذكل من أحد قرارات الغرفة االإدارية يف املوضوع‪" :‬حيث اإن تنفيذ ادلوةل اللزتاماهتا‬
‫(‪ )184‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 912‬بتارخي ‪ 23‬يوليو ‪ ،2014‬الطاعن ضد مكتب تمنية التعاون‪ ،‬أورده نبيل بومحيدي‪ ،‬م ميون خراط‪،‬‬
‫املنازعات االإدارية عىل ضوء الاجهتاد القضايئ‪ ،‬منشورات جمةل العلوم القانونية‪ ،‬سلسةل "فقه القضاء االإداري"‪ ،‬عدد ‪ ،2015 ،2‬ص‪.‬‬
‫‪ .354‬أنظر كذكل‪ :‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 2395‬بتارخي ‪ 27‬يونيو ‪ ،2013‬الطاعن ضد الوايل عامل عامةل طنجة‪ ،‬جمةل القضاء االإداري‪،‬‬
‫عدد ‪ ،2015 ،6‬ص‪.135 .‬‬
‫(‪ )185‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 4092‬بتارخي ‪ 03‬يوليو ‪ ،2014‬عبد اجمليد ألويز ضد اخلازن العام للمملكة‪ ،‬اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية‬
‫والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،125‬نومفرب – ديسمرب ‪ ،2015‬ص‪409 .‬؛ أورده كذكل‪ :‬نبيل بومحيدي‪ ،‬م ميون خراط‪ ،‬املنازعات االإدارية عىل ضوء‬
‫الاجهتاد القضايئ‪ ،‬منشورات جمةل العلوم القانونية‪ ،‬سلسةل "فقه القضاء االإداري"‪ ،‬عدد ‪ ،2015 ،2‬ص‪.373 .‬‬

‫‪116‬‬
‫املقررة دس توراي وكذا ابالتفاقات ادلولية املصادق عليه من طرفها‪ ،‬يتعني أن يمت يف اإطار مبدأ املرشوعية اذلي‬
‫يس توجب مراعاة العقود اليت تؤطر عالقهتا ابلفراد‪ ،‬ومهنا العقود االإدارية اليت حتمك العالقة النظامية بيهنا وبني‬
‫موظفهيا وأنه ابلرجوع ملقتضيات املادة ‪ 32‬مكرر من املرسوم رق ‪ 2.91.527‬الصادر بتارخي ‪ 13‬ماي ‪1993‬‬
‫املتعلق بوضعية الطلبة اخلارجيني وادلاخليني واملقميني ابملراكز الاستشفائية احملتج هبا‪ ،‬يتبني أهنا اإمنا رتبت عن‬
‫عدم وفاء املتخرجني املعنيني ابلزتاهمم خبصوص خدمة االإدارة ملدة مثان س نوات بعد اإهناء تكويهنم اإرجاعهم لفائدة‬
‫االإدارة املبالغ املؤداة هلم أثناء فرتة التكوين‪ ،‬وهذا الثر وحده هو املقرر قانوان لتحللهم من الالزتام املذكور‪ ،‬ذكل‬
‫أن النص املعمتد مل مينعهم من تقدمي اس تقالهتم اليت يعترب عدم جواب االإدارة عهنا قرارا مضنيا ابلرفض مشواب‬
‫بعيب انعدام السبب جيوز هلم املطالبة ابإلغائه أمام اجلهة القضائية اخملتصة مع ما يرتتب عىل ذكل قانوان وهو‬
‫املنحى اذلي سار فيه القرار املتخذ اذلي مل يتضمن ابلتايل أي خرق‪ ،‬سواء للمرسوم املتعلق بوضعية املعنيني‬
‫أو الفصل ‪ 230‬من قانون الالزتامات والعقود"(‪.)186‬‬
‫ويف القطاع اخلاص‪ ،‬أصبحت اتفاقيات الشغل املعمتدة من طرف منظمة العمل ادلولية حمل اهامتم‬
‫القايض املغريب وأحضت مصدرا أساس يا لتعليل الحاكم والقرارات الصادرة عنه‪ .‬هكذا اعترب اجمللس العىل‬
‫أن مرشع القانون رق ‪ 65.99‬بشأن مدونة الشغل لنئ اكن قد كفل للطبقة العامةل مجموعة من احلقوق‪ ،‬فاإنه قد‬
‫خص من بيهنا فئة الجراء واملمثلني النقابيني حبامية اإضافية مؤكدا يف سبيل الخذ هبا عىل اإعامل ما تضمنته‬
‫مقتضياته فضال عام جاءت به االتفاقيات واملواثيق ادلولية ذات الصةل(‪ .)187‬مفحمكة النقض ذهبت مؤخرا اإىل‬
‫أن فصل الجرية من معلها بسبب س هنا اليت فاقت ‪ 60‬س نة عند التعاقد يشلك نوعا من المتيزي اذلي متنعه‬
‫املادة ‪ 5‬من االتفاقية رق ‪ 111‬املصادق علهيا من طرف اململكة املغربية س نة ‪ 1963‬خاصة وأن املشغل اكن عىل‬
‫عمل بتارخي ازدايد الطاعنة(‪ .)188‬واعتربت ذات احملمكة أن اش تغال الجري رفقة أجراء أخرين حتت أشعة الشمس‬
‫احلارقة يتناىف مع رضورة جتهزي أماكن الشغل جتهزيا يضمن سالمة الجراء وفق مقتضيات املادة ‪ 281‬من مدونة‬
‫الشغل واتفاقية الصحة والسالمة املهنية الصادرة عن مؤمتر العمل ادلويل يف يونيو ‪ .1981‬وبناء عليه‪ ،‬نقضت‬
‫الغرفة الاجامتعية قرار حممكة الاس تئناف اليت اعتربت أن الجري غادر العمل تلقائيا دون أن تبحث يف ما أثري‬
‫حول ظروف العمل خاصة وأن الشهود أكدوا عىل أن الجراء احتجوا عىل تشغيلهم فوق سطح املقاوةل وحتت‬
‫أشعة الشمس‪ ،‬بل اإن بعضهم رصح أن املسؤول أخربمه بأن العامل اذلي مل يرقه المر ما عليه اإال أن يغادر‪،‬‬
‫وهو ما ال ميكن اعتباره اإال طردا مقنعا لكون الجراء مل يغادروا مبحض إارادهتم بل حتت تأثري الظروف غري‬

‫(‪ )186‬م‪ .‬النقض‪ ،‬غ‪ .‬اإد‪ ،‬قرار عدد ‪ 790‬بتارخي ‪ 12‬يونيو ‪ ،2014‬الوكيل القضايئ للمملكة ضد ادلكتورة بثينة بنحربيط‪ ،‬جمةل قضاء حممكة‬
‫النقض‪ ،‬عدد ‪ ،2014 ،78‬ص‪.291 .‬‬
‫(‪ )187‬م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬اجامتعية‪ ،‬قرار عدد ‪ 306‬بتارخي ‪ 08‬أبريل ‪ ،2010‬الطالبة ضد املطلوب‪ ،‬نرشة قرارات اجمللس العىل املتخصصة‪،‬‬
‫السلسةل ‪ ،2‬اجلزء ‪ ،2011 ،7‬ص‪ ،59 .‬منشور كذكل مبجةل احلقوق‪ ،‬عدد ‪ ،2015 ،18‬ص‪.229 .‬‬
‫(‪ )188‬م‪ .‬النقض‪ ،‬غ‪ .‬اجامتعية‪ ،‬قرار عدد ‪ 1299‬بتارخي ‪ 28‬ماي ‪ ،2015‬الطالبة ضد املطلوبة‪ ،‬نرشة قرارات حممكة النقض‪ ،‬الغرفة‬
‫الاجامتعية‪ ،‬السلسةل ‪ ،4‬اجلزء ‪ ،2015 ،19‬ص‪.40 .‬‬
‫‪117‬‬
‫الصحية وغري املالمئة يف ماكن العمل(‪ .)189‬أما يف ما يتعلق ابلفصل عن العمل‪ ،‬فقد قضت حممكة النقض أن‬
‫مقتضيات املادتني ‪ 62‬و‪ 63‬من مدونة الشغل تعد تزنيال من املرشع املغريب لالتفاقية ادلولية رق ‪ 158‬الصادرة‬
‫عن منظمة العمل ادلولية س نة ‪ 1982‬واملتعلقة مبسطرة الفصل التأدييب‪ ،‬حيث صادق علهيا املغرب بتارخي ‪7‬‬
‫أكتوبر ‪ .1993‬هكذا‪ ،‬أيدت الغرفة الاجامتعية قرار حممكة الاس تئناف اليت ثبت دلهيا أن امللف خال مما يفيد‬
‫سلوك مسطرة الاس امتع اإىل الجرية أو ما يثبت توصلها مبقرر الفصل طبقا ملقتضيات املادة ‪ 63‬من مدونة‬
‫الشغل‪ ،‬ذكل أن املشغةل ال جيدهيا القول بأهنا جلأت اإىل مفتش الشغل خالل ‪ 48‬ساعة من تبنهيا للخطأ اجلس مي‬
‫املرتكب من قبل الجرية‪ ،‬لن مسطرة املادتني ‪ 62‬و‪ 63‬اإمنا شعت من أجل عدم مباغتة الجري بشأن العقوبة‬
‫املزمع اختاذها يف حقه وبغية اإاتحة الفرصة هل لدلفاع عن نفسه(‪.)190‬‬
‫ابالإضافة اإىل اتفاقيات الشغل الصادرة عن منظمة العمل ادلولية‪ ،‬يستند املتقاضون اإىل اتفاقيات حقوق‬
‫االإنسان الخرى ابملوازاة مع ذكر النصوص الوطنية‪ ،‬ويثريوهنا أمام القضاء طلبا للحامية‪ .‬لقد س بق لنا أن تعرضنا‬
‫لنص املادة ‪ 9‬من مدونة الشغل عند تناولنا حلظر المتيزي يف العمل يف القطاع اخلاص‪ .‬هذه املقتضيات نفسها‬
‫متت اإاثرهتا يف موضوع الرتقية حيث أس بغ علهيا الطرف الطاعن صبغة النظام العام واعتربها تشلك أحد املبادئ‬
‫اجلوهرية والساس ية اليت أقرهتا خمتلف العهود واملواثيق ادلولية املنظمة حلقوق االإنسان الس ياس ية مهنا أو‬
‫الاجامتعية والاقتصادية‪ ،‬كام صادقت علهيا اململكة املغربية بل وأكدت يف صلب دس تورها عىل الالزتام‬
‫ابحرتاهما‪ .‬غري أن القضاء مل يتنب هذا الرأي واعترب أن الرتقية ختضع ملقاييس ومعايري ال بد من توفرها يف أي‬
‫أجري حىت ميكنه الاس تفادة مهنا‪ .‬وعليه‪ ،‬ال ميثل حرمان الطالب من الرتقية خرقا ملقتضيات املادة ‪ 9‬من مدونة‬
‫الشغل(‪ .)191‬خبالف هذا التوجه‪ ،‬اعتربت حممكة النقض أن الجري اذلي أدىل ابس تقالته وهو مبخفر الرشطة‬
‫نتيجة شاكية قدمت من طرف املشغل جيعهل يف حمك املس تقيل اضطراراي‪ ،‬لن إارادته جاءت معيبة بأحد‬
‫عيوب الرىض أال وهو ا إالكراه‪ .‬ورمغ حماوالت طالبة النقض اإقناع القايض أن املطلوب يف النقض وقع عىل‬
‫اس تقالته أمام وكيل املكل مبناس بة تقدميه أمامه خبصوص شاكية خيانة المانة‪ ،‬كام أنه اس تفاد من لك الضامانت‬
‫وحقوق ادلفاع كام هو متعارف علهيا دوليا وكام كرسها ادلس تور اجلديد والقانون‪ ،‬اإال أن الغرفة الاجامتعية‬
‫اس تخلصت من معطيات النازةل أن "الاس تقاةل املذكورة متت بشلك اضطراري ويف ظروف نفس ية عصيبة‬
‫للمس تقيل جتعل إارادته معيبة وغري اتمة وحتت اإكراه معنوي لوجوده أثناء تقدميها يف حاةل اعتقال ال اختيار هل‬

‫(‪ )189‬م‪ .‬النقض‪ ،‬غ‪ .‬اجامتعية‪ ،‬قرار عدد ‪ 1203‬بتارخي ‪ 14‬ماي ‪ ،2015‬الطالب ضد املطلوبة‪ ،‬نرشة قرارات حممكة النقض‪ ،‬الغرفة‬
‫الاجامتعية‪ ،‬السلسةل ‪ ،4‬اجلزء ‪ ،2015 ،19‬ص‪.45 .‬‬
‫(‪ )190‬م‪ .‬النقض‪ ،‬غ‪ .‬اجامتعية‪ ،‬قرار عدد ‪ 501‬بتارخي ‪ 19‬فرباير ‪ ،2015‬الطاعنة ضد املطعون ضدها‪ ،‬نرشة قرارات حممكة النقض‪ ،‬الغرفة‬
‫الاجامتعية‪ ،‬السلسةل ‪ ،4‬اجلزء ‪ ،2015 ،19‬ص‪.64 .‬‬
‫(‪ )191‬م‪ .‬النقض‪ ،‬غ‪ .‬اجامتعية‪ ،‬قرار عدد ‪ 966‬بتارخي ‪ 04‬يوليو ‪ ،2013‬الطالب ضد اتصاالت املغرب‪ ،‬نرشة قرارات حممكة النقض‪ ،‬الغرفة‬
‫الاجامتعية‪ ،‬السلسةل ‪ ،3‬اجلزء ‪ ،2014 ،13‬ص‪.31 .‬‬
‫‪118‬‬
‫فامي أراد ولرهبته من اس مترار حاةل الاعتقال عليه"(‪.)192‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬قضايا األسرة‬
‫متثل املنازعات القضائية اخلاصة ابلرسة نس بة هممة مضن قضااي القانون اخلاص‪ ،‬وهتم دعاوى النسب‬
‫واحلضانة والكفاةل (املطلب الول)‪ ،‬ونقل واختطاف الطفال (املطلب الثاين)‪ ،‬واحلق يف متدرس الطفال‬
‫(املطلب الثالث)‪ ،‬واحلق يف االإرث (املطلب الرابع)‪ .‬وإاذا اكنت أغلب هذه الطعون يبت فهيا مبدئيا وفق‬
‫مبادئ الرشيعة االإسالمية‪ ،‬فاإن الطراف يف مثل هذه النوازل أصبحوا يثريون أمام القضاء الوطين مقتضيات‬
‫االتفاقيات ادلولية اخلاصة حبقوق االإنسان‪ .‬وبدوره‪ ،‬اس تقر بعض القضاء عىل اعتبار االتفاقيات ادلولية مبثابة‬
‫قانون خاص يقدم يف التطبيق عىل القانون الوطين اذلي يعترب قانوان عاما(‪ ،)193‬كام أكد أن املساواة بني الرجل‬
‫واملرأة أحضى من املبادئ الممية حلقوق االإنسان(‪.)194‬‬
‫المطلب األول‪ :‬النسب والحضانة والكفالة‬
‫يف موضوع اإثبات النسب‪ ،‬اس تدلت اإحدى املدعيات بواسطة دفاعها مبقتضيات االإعالن العاملي حلقوق‬
‫االإنسان‪ ،‬معتربة أن "من أمه حقوق الطفل حقه يف اإثبات نس به لوادله‪ ،‬وقد نصت املادة ‪ 7‬من االإعالن العاملي‬
‫حلقوق االإنسان بأن للك اإنسان يف لك ماكن احلق بأن يعرتف هل ابلشخصية القانونية‪ ،‬وهو فهم كرس ته أيضا‬
‫املاداتن ‪ 8‬و‪ 10‬من ذات االإعالن"‪ .‬اعتربت احملمكة أن حلوق النسب رهني بتوافر موجباته وحتقق أس بابه‪،‬‬
‫ومادام أن االتصال اجلنيس بني الطرفني وقع قبل اإبرام عقد الزواج‪ ،‬فاالإقرار ال يوجب أثرا لن الودل يثبت‬
‫نس به الرشعي لوادله اإذا ودل عىل الفراش الصحيح أو ما يلحق به‪" :‬وحيث اإن خطورة اخلوض يف قضااي‬
‫النسب املبنية عىل الاحتياط واحلزم‪ ،‬واليت تدخل يف حرم الس ياسة الرشعية ودائرة النظام العام‪ ،‬تقتيض‬
‫الالزتام بظاهر النصوص الرشعية والقانونية دون أن منكل جتاوزها أو يل أعناقها بتأويالت متلكفة‪ ،‬أو القول‬
‫مبا مل تقهل‪ ،‬فال يسوغ حبال اإهدار تكل النصوص مبقوةل حامية حقوق الطفل كام زمع دفاع الطالبة‪ ،‬وهو حق‬
‫أريد به ابطل لن حقوق الطفل مصانة بثبوت نس به لمه"(‪.)195‬‬
‫وعىل الرمغ من قةل الحاكم القضائية‪ ،‬عىل القل املنشورة مهنا‪ ،‬اليت تعرضت التفاقية حقوق الطفل‪،‬‬

‫(‪ )192‬م‪ .‬النقض‪ ،‬غ‪ .‬اجامتعية‪ ،‬قرار عدد ‪ 1244‬بتارخي ‪ 26‬سبمترب ‪ ،2013‬الطالبة ضد املطلوب‪ ،‬نرشة قرارات حممكة النقض‪ ،‬الغرفة‬
‫الاجامتعية‪ ،‬السلسةل ‪ ،3‬اجلزء ‪ ،2014 ،13‬ص‪.75 .‬‬
‫(‪ )193‬م‪ .‬الاس تئناف‪ ،‬ادلار البيضاء‪ ،‬قرار عدد ‪ 1413‬بتارخي ‪ 23‬مايو ‪ ،2007‬النيابة العامة ضد فوزية زيدوح ومن معها‪ ،‬جمةل احملامك‬
‫املغربية‪ ،‬عدد ‪ ،109‬يوليو‪ -‬غشت ‪ ،2007‬ص‪146 .‬؛ م‪ .‬الاس تئناف‪ ،‬ادلار البيضاء‪ ،‬قرار عدد ‪ 2007/2563‬بتارخي ‪ 9‬يناير ‪،2008‬‬
‫برشى مصطفى الكنداوي ضد خادل الكوين احلاج سامل‪ ،‬جمةل رساةل احملاماة‪ ،‬عدد ‪ ،29‬أكتوبر ‪ ،2008‬ص‪.267 .‬‬
‫(‪ )194‬م‪ .‬الاس تئناف‪ ،‬ادلار البيضاء‪ ،‬قرار عدد ‪ 1041‬بتارخي ‪ 18‬أبريل ‪ ،2007‬النيابة العامة ضد جواد الرحياين‪ ،‬جمةل احملامك املغربية‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،109‬يوليو‪ -‬غشت ‪ ،2007‬ص‪.137 .‬‬
‫(‪ )195‬م‪ .‬الابتدائية‪ ،‬أاكدير‪ ،‬حمك عدد ‪ 78‬بتارخي ‪ 14‬أبريل ‪ ،2009‬ز‪ .‬ح‪ .‬ضد ع‪ .‬ب‪ ،.‬جمةل حمامكة‪ ،‬عدد ‪ ،8-7‬فرباير ‪ -‬أبريل ‪،2010‬‬
‫ص‪.456 .‬‬
‫‪119‬‬
‫فاإن احملمكة الابتدائية بأاكدير أحالت عىل مقتضياهتا س نوات قليةل بعد نرشها ابجلريدة الرمسية‪ .‬ويمت اللجوء اإىل‬
‫نصوص هذه املعاهدة خاصة يف قضااي احلضانة مع العمل أن مدونة الحوال الشخصية سابقا (املواد ‪)111-97‬‬
‫ومدونة الرسة حاليا (املواد ‪ )186-163‬تعرضتا ابلتفصيل لهذه النقطة احليوية وما يثور بصددها من خالف‬
‫بني الزوجني وذكل بعد انفصام عرى الزواج‪ .‬ومن المثةل التطبيقية نذكر ما قضت به حممكة ادلرجة الوىل‬
‫بأاكدير عندما أعطت الس بقية للامدة ‪ 3‬من اتفاقية حقوق الطفل عىل حساب الفصل ‪ 105‬من مدونة الحوال‬
‫الشخصية‪ .‬فاملناط يف اس تحقاق احلضانة من عدمه هو مصلحة احملضون‪" :‬وحيث اإنه وإان اكن زواج احلاضنة‬
‫يسقط حضانهتا طبقا ملقتضيات الفصل ‪ 105‬من مدونة الحوال الشخصية‪ ،‬فاإن مصلحة احملضون ابعتباره‬
‫أوىل ابلرعاية وامحلاية القانونية حلقوقه تس تدعي التحقق من عدم املساس هبذه املصلحة وهبذه احلقوق وذكل‬
‫طبقا ملقتضيات االتفاقية ادلولية حلقوق الطفل الصادرة عن امجلعية العامة للمم املتحدة بتارخي ‪89/11/20‬‬
‫واملصادق علهيا من طرف ادلوةل املغربية مبقتىض الظهري الرشيف الصادر بتارخي ‪ 96/11/21‬واليت تنص يف‬
‫املادة ‪ 3‬مهنا عىل أنه "يف مجيع االإجراءات اليت تتعلق ابلطفال سواء قامت هبذه االإجراءات مؤسسات الرعاية‬
‫الاجامتعية أو احملامك أو السلطات االإدارية أو الهيئات الترشيعية يوىل الاعتبار الول ملصلحة الطفل الفضىل‪.‬‬
‫وحيث اإن احملمكة واستنادا للحيثيات املفصةل أعاله واعتبارا مهنا للمصلحة الفضىل للبنت احملضونة‪ ،‬تقرر عدم‬
‫الاس تجابة لطلب اإسقاط احلضانة وترصح برفضه"(‪.)196‬‬
‫ويف قضية مماثةل‪ ،‬ذهبت نفس احملمكة يف اجتاه مغاير وحمكت ابإسقاط احلضانة عن الم اعامتدا عىل‬
‫مقتضيات اتفاقية حقوق الطفل (املواد ‪ )20 ،19 ،16 ،9 ،8 ،7 ،3‬اليت تكرس قاعدة املصلحة الفضىل للطفل‪.‬‬
‫ففي منظور احملمكة‪" ،‬جيب عىل احلاضنة أن تس توطن ابلبدل اذلي يسكن فيه الب حىت يمتكن من صةل الرمح‬
‫به وزايرته واالتصال به وحىت يمتكن من ممارسة حقه يف العناية والتوجيه الإماكنية ادلراسة وحق العناية بشؤونه‬
‫وهو صلب النيابة الرشعية"‪ .‬فالم اليت تركت احملضون يف يد وادلهيا وأبعدته عن أبيه اذلي هو الحق حبضانته‬
‫من أم أو أب املدعى علهيا‪ ،‬تكون بفعلها هذا أدت اإىل "اإحلاق الرضر الفادح ابحملضون لغياب أبويه عنه نتيجة‬
‫الرتبية بعيدا عهنام اليشء اذلي يتناقض مع مصلحته الفضىل"(‪.)197‬‬
‫اإضافة اإىل الاستناد اإىل اتفاقية حقوق الطفل يف موضوع احلضانة‪ ،‬يرتكز املتقاضون كذكل عىل االتفاقية‬
‫ادلولية للقضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة‪ .‬هكذا بتت حممكة الاس تئناف ابلرابط(‪ )198‬يف دعوى‬

‫(‪ )196‬م‪ .‬الابتدائية‪ ،‬أاكدير‪ ،‬حمك عدد ‪ 98/352‬بتارخي ‪ 4‬يونيو ‪ ،1998‬ملف رق ‪ ،97/245‬أشار اإليه محمد الكش بور‪ ،‬الوس يط يف قانون‬
‫الحوال الشخصية‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬ادلار البيضاء‪ ،‬الطبعة ‪ ،1999 ،4‬ص‪ 477.‬وما بعدها‪.‬‬
‫جتدر االإشارة اإىل القضاء املغريب يرتكز كثريا عىل مبدأ املصلحة الفضىل للمحضون أو الطفل دون اإشارة اإىل مقتضيات اتفاقية‬
‫حقوق الطفل‪ ،‬من ذكل‪ :‬م‪ .‬النقض‪ ،‬غ‪ .‬الحوال الشخصية واملرياث‪ ،‬قرار عدد ‪ 122‬بتارخي ‪ 18‬فرباير ‪ ،2014‬جمةل االإشعاع‪ ،‬عدد ‪،43‬‬
‫يونيو ‪ ،2015‬ص‪.243 .‬‬
‫(‪ )197‬م‪ .‬الابتدائية‪ ،‬أاكدير‪ ،‬حمك عدد ‪ 1392‬بتارخي ‪ 18‬سبمترب ‪ ،2003‬تميرمان جون أش يل ماري كريس تني جاك ضد زهرة برنزوق بن‬
‫حلسن‪ ،‬ملف رق ‪.2003/405‬‬
‫(‪ )198‬م‪ .‬الاس تئناف‪ ،‬الرابط‪ ،‬قرار عدد ‪ 131‬بتارخي ‪ 20‬فرباير ‪ ،2006‬ج‪ .‬ب‪ .‬ضد أ‪ .‬ش‪ ،.‬جمةل الشارة‪ ،‬عدد ‪ ،4-3‬أكتوبر ‪،2010‬‬
‫‪120‬‬
‫اس تحقاق احلضانة واعمتدت العارضة عىل مقتضيات املادة ‪ 16‬اليت تطلب من ادلول الطراف اختاذ مجيع‬
‫التدابري املناس بة للقضاء عىل المتيزي ضد املرأة يف اكفة المور املتعلقة ابلزواج والعالقات الرسية‪ ،‬وأرفقت‬
‫مقالها بنسخة من هذه االتفاقية ادلولية‪ ،‬اليشء اذلي اعرتض عليه املس تأنف عليه واعترب أن ال حمل لها يف‬
‫التطبيق يف انزةل احلال لكون دعوى املدعية خاضعة ملقتضيات مدونة الرسة‪ .‬من هجته‪ ،‬مل يعر القايض أدىن‬
‫اهامتم لهذا النقاش القانوين‪ .‬وبتت احملمكة الابتدائية ابلرابط يف دعوى اإسقاط احلضانة بني نفس الطرفني‪،‬‬
‫فالزوج املدعي المتس الترصحي بسقوط حضانة زوجته املطلقة واليت تزوجت من جديد‪ .‬من هجهتا‪ ،‬متسكت‬
‫املدعى علهيا مبجموعة من املقتضيات االتفاقية؛ الفقرة الوىل من املادة ‪ 18‬من اتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬والفقرة‬
‫الثانية من املادة ‪ 4‬والفقرة ب من املادة ‪ 5‬والفقرة د من املادة ‪ 16‬من اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي‬
‫ضد املرأة‪" ،‬ابعتبار أن املغرب صادق عىل االتفاقيتني‪ ،‬وأن ادلس تور املغريب يعرتف حبقوق االإنسان كام يه‬
‫متعارف علهيا عامليا"‪ .‬يف معرض رده عىل الوسائل القانونية املثارة‪ ،‬أكدت احملمكة أن "متسك املدعى علهيا‬
‫مبقتضيات اتفاقية حقوق الطفل واتفاقية مناهضة اكفة أشاكل المتيزي ضد املرأة اليت س بق للحكومة املغربية أن‬
‫وافقت علهيا ليس هل ما يربره لن اململكة املغربية معلت عىل اإدخال عدة تعديالت عىل مدونة الحوال‬
‫الشخصية السابقة لتصبح منسجمة مع الزتاماهتا وتعهداهتا ادلولية وهو ما نتج عنه صدور مدونة الرسة يف‬
‫شلكها اجلديد"‪ .‬يف الخري قضت احملمكة بسقوط حضانة املدعى علهيا لالبن لزواهجا بغري قريب حمرم وبتسلميها‬
‫للطفل لوادله قصد حضانته حتت طائةل غرامة هتديدية(‪ .)199‬جتدر االإشارة يف الخري اإىل أن الارتاكز عىل‬
‫املادة ‪ 16‬من اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة مل يكن يف حمهل لن املغرب حتفظ عىل هذا‬
‫النص‪ ،‬ومل يسحبه اإال يف اترخي الحق حيث مت نرش هذا القرار ابجلريدة الرمسية يوم فاحت سبمترب ‪.2011‬‬
‫وغالبا ما تكون النيابة العامة الطرف املبادر اإىل وضع عريضة الطعن أمام القضاء تروم احلمك بتسلمي‬
‫الطفل حلاضنه أو اكفهل تفعيال لبنود االتفاقية الثنائية اليت تربط املغرب بفرنسا يف جمال التعاون القضايئ(‪،)200‬‬
‫كام هو المر عليه يف القضية اليت نظرت فهيا احملمكة الابتدائية بلكممي(‪ )201‬ويه تبت يف قضااي الرسة‪ .‬حددت‬
‫احملمكة مناط ادلعوى يف تعيني اجلهة اجلديرة ابالختصاص ابلكفاةل بعد انفصام الرابطة الزوجية بني الاكفلني‪.‬‬
‫بدأت هيئة احملمكة مبقارنة النصوص القانونية اليت حتمك ادلعوى‪" :‬وحيث اإنه ليس يف تنصيصات اتفاقية ‪81‬‬

‫ص‪.309 .‬‬
‫(‪ )199‬م‪ .‬الابتدائية‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 1497‬بتارخي ‪ 11‬ديسمرب ‪ ،2006‬أ‪ .‬ش‪ .‬ضد ج‪ .‬ب‪ ،.‬جمةل الشارة‪ ،‬عدد ‪ ،4-3‬أكتوبر ‪،2010‬‬
‫ص‪.543 .‬‬
‫(‪ )200‬ظهري شيف رق ‪ 1.83.197‬صادر يف ‪ 11‬من ربيع الول ‪ 14( 1407‬نومفرب ‪ )1986‬بنرش االتفاقية املتعلقة حباةل الشخاص والرسة‬
‫وابلتعاون القضايئ بني اململكة املغربية وامجلهورية الفرنس ية املوقعة ابلرابط يف ‪ 10‬أغسطس ‪ ،1981‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 3910‬بتارخي ‪12‬‬
‫صفر ‪ 7( 1408‬أكتوبر ‪ ،)1987‬ص‪.931 .‬‬
‫(‪ )201‬م‪ .‬الابتدائية‪ ،‬لكممي‪ ،‬حمك عدد ‪ 09‬بتارخي ‪ 6‬يناير ‪ ،2009‬وكيل املكل دلى احملمكة الابتدائية بلكممي ضد عبد ادلامئ أحسينة‪ ،‬ملف‬
‫رق ‪.08/402‬‬
‫‪121‬‬
‫املربمة بني املغرب وفرنسا واملتعلقة (‪ )202()...‬أي مساس ابلنظام العام املغريب أو أي تضاد أو ختالف مع أي‬
‫من مقتضيات قانون كفاةل الطفال املهملني وذكل ابعتباره القانون املوضوعي الواجب التطبيق يف النازةل كام‬
‫أهنا جاءت منسجمة مع املواثيق واملعاهدات ادلولية املتعلقة حبقوق الطفل خاصة االتفاقية ادلولية اليت اعمتدهتا‬
‫امجلعية العامة للمم املتحدة بتارخي ‪ 20‬نونرب ‪ 1989‬واملصادق علهيا من دلن املغرب يف ‪ 1993‬ادلاخةل حزي التنفيذ‬
‫يف ‪ 1996‬واليت كرسها دس تور مملكتنا املؤرخ يف ‪ 13‬دجنرب ‪ 1996‬يف طالعة ديباجته"‪ .‬بعد دراسة احملمكة لاكفة‬
‫واثئق امللف ومناقشة أدةل وجحج الطراف توصلت اإىل أن "مصلحة الطفل املكفول جيب تزنهيها عن خالفات‬
‫الاكفلني الشخصية وحقها أن تعلو وحتمك‪ ،‬وإاال فقدت الكفاةل معناها السايم اذلي أراده وابتغاه الشارع العظم‬
‫واملرشع من اإقرارهام وإاجازهتام لنظام كفاةل الطفال املهملني"‪ .‬واس تنتجت بعد ذكل أن "جلوء الاكفةل اإىل سدة‬
‫القضاء السرتداد الكفاةل وإارجاعها اإايها بتسمل احملضون ويه اليت أبدت شغفا وحبا ابملكفول وتعلقا خاصا هل‪،‬‬
‫وعدم زواهجا بعد طالقها من الاكفل خالفا لهذا الخري‪ ،‬واس تظهارها مبا يدل عىل تسجيل املكفول ابملدارس‬
‫الفرنس ية وتوفرها عىل مسكن خاص هبا لكها مرحجات واقعية تنطق حبقيقة اإيفاء الاكفةل بسائر املتطلبات املادية‬
‫واملعنوية للهنوض بأعباء وتاكليف الكفاةل"‪ .‬بعد هذا التعليل الرصني‪ ،‬مل يسع حممكة الاس تئناف اإال تأييد احلمك‬
‫الابتدايئ(‪.)203‬‬
‫وغالبا ما يصطدم طالبو الكفاةل ببعض العراقيل يف حصوهلم عىل املوافقة االإدارية الإس ناد الكفاةل هلم ال‬
‫س امي إاذا اكنوا أجانب‪ ،‬كعدم اإتقاهنم للغة العربية أو حداثة عهدمه ابالإسالم‪ ،‬كام دأبت اجلهات االإدارية عىل‬
‫اإضافة شوط جديدة لهلية ممارسة الكفاةل مل ينص علهيا القانون اكلعمل ابلرشيعة االإسالمية‪ .‬ويضطر كثري من‬
‫الراغبني يف الكفاةل اإىل طرق ابب القضاء طلبا ل إالنصاف‪ .‬وابلرجوع اإىل الاجهتاد القضايئ يف املوضوع‪ ،‬يتضح‬
‫أن احملامك ادلنيا غالبا ما تؤيد موقف االإدارة‪ ،‬غري أن تدخل حممكة النقض ويه تبت يف ادلعاوى يعيد المور‬
‫اإىل نصاهبا‪ .‬ومن المثةل عىل ذكل‪ ،‬الطعن ابلنقض اذلي رفعه زوجان اإس بانيان ضد قرار حممكة الاس تئناف‬
‫اليت أيدت احلمك الصادر عن حممكة ادلرجة الوىل حيث استندا اإىل مجةل من الوسائل القانونية كخرق احملمكة‬
‫ملقتضيات اتفاقية حقوق الطفل املصادق علهيا من طرف املغرب وخاصة املواد ‪ 3‬و‪ 8‬و‪ .)204(20‬وترتكز حممكة‬
‫النقض عىل مبدأ املصلحة الفضىل للطفل املنصوص علهيا يف اتفاقية حقوق الطفل لتقرير إاس ناد الكفاةل من‬
‫عدمه‪" :‬حيث اإن البني من واثئق امللف أن الاكفلني قد عززا طلهبام بلك الواثئق اليت تشرتطها املادة ‪ 9‬من‬

‫(‪ )202‬وقع حذف سهوا يف النسخة الصلية للحمك‪.‬‬


‫(‪ )203‬م‪ .‬الاس تئناف‪ ،‬أاكدير‪ ،‬قرار عدد ‪ 151‬بتارخي ‪ 9‬مارس ‪ ،2010‬عبد ادلامئ أحسينة ضد النيابة العامة ومن معها‪ ،‬ملف رق ‪.09/183‬‬
‫ملزيد من املعطيات حول الكفاةل مع التطبيقات القضائية‪ ،‬يرىج الاطالع عىل‪ :‬حممكة النقض‪ ،‬كفاةل الطفال املهملني بني تقوية الضامانت‬
‫وتذليل االإكراهات‪ ،‬مع قرارات هامة من غرفة الحوال الشخصية واملرياث مبحمكة النقض‪ ،‬سلسةل دفاتر حممكة النقض‪ ،‬عدد ‪ ،22‬مطبعة‬
‫المنية‪ ،‬الرابط‪.2015 ،‬‬
‫(‪ )204‬م‪ .‬النقض‪ ،‬غ‪ .‬الحوال الشخصية واملرياث‪ ،‬قرار عدد ‪ 173‬بتارخي ‪ 04‬مارس ‪ ،2014‬جمةل قضاء حممكة النقض‪ ،‬عدد ‪،2014 ،77‬‬
‫ص‪103 .‬؛ م‪ .‬النقض‪ ،‬غ‪ .‬الحوال الشخصية واملرياث‪ ،‬قرار عدد ‪ 81‬بتارخي ‪ 24‬فرباير ‪ ،2015‬جمةل قضاء حممكة النقض‪ ،‬عدد ‪،79‬‬
‫‪ ،2015‬ص‪.124 .‬‬
‫‪122‬‬
‫القانون املتعلق بكفاةل الطفال املهملني ‪ 15.01‬واحملمكة مصدرة القرار ملا ثبت لها من احلجج املومأ اإلهيا والبحث‬
‫اذلي أجرته يف املوضوع أن طاليب الكفاةل مسلامن وهلام سكن قار وال سوابق قضائية هلام ويتوفران عىل موارد‬
‫مالية اكفية من أجرهام من وظيفهتام يف التعلمي‪ ،‬وأن السلطات احمللية التابعة لبدلهام أجرت حبثا حوهلام وتتعهد‬
‫بتتبع أحوال الطفل املطلوب التكفل به‪ ،‬وملا راسلت السلطات املنصوص علهيا يف املادة ‪ 16‬من القانون املشار‬
‫اإليه للقيام ابلبحث الالزم يف القضية واس تعملت سلطهتا التقديرية يف مراعاة املصلحة الفضىل للطفل املراد‬
‫التكفل به فاإهنا جعلت ملا قضت به أساسا وعللت قرارها مبا فيه الكفاية ومل خترق القانون"(‪.)205‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نقل واختطاف األطفال‬
‫قضت احملمكة الابتدائية ابدلار البيضاء بأن الكتابة والقرائن القضائية تعد من وسائل االإثبات يف املادة‬
‫اجلنائية خاصة عندما يتعلق الفعل اجلريم ببيع أطفال وتقدميهم اإىل نساء مل تدلهن يف ظروف من شأهنا أن‬
‫تفوت التعرف عىل هويهتم(‪ .)206‬وعرضت عىل القضاء املغريب حديثا دعاوى متعددة يف غاية المهية تتناول‬
‫مشلك نقل الطفال بطريقة غري شعية من مسكهنم الاعتيادي اإىل ماكن اإقامة أخر(‪ ،)207‬وهو ما يعترب طبقا‬
‫التفاقية الهاي اخلاصة ابجلوانب املدنية لالختطاف ادلويل للطفال(‪ )208‬معال غري مرشوع خاصة اإذا اكنت‬
‫الغاية منه انهتاك حقوق احلضانة املمنوحة لحد البوين املقميني بدوةل أجنبية‪ .‬واكلعادة‪ ،‬تتصدى النيابة العامة‬
‫ملثل هذه القضااي وحتيلها عىل القضاء الاس تعجايل ابلنظر للخطر اذلي هيدد حياة الطفال املطلوب اإرجاعهم‬
‫اإىل دوةل اإقامهتم ليقول لكمته فهيا مستندة يف ذكل اإىل اتفاقية الهاي املؤرخة يف ‪ 25‬أكتوبر ‪ ،1980‬وإاىل أحاكم‬
‫دس تور ‪ 2011‬اذلي "جعل االتفاقيات ادلولية كام صادق علهيا املغرب تسمو فور نرشها عىل الترشيعات‬
‫الوطنية وأن مدونة الرسة تعترب ترشيعا وطنيا مما جيعل االتفاقية ادلولية املشار اإلهيا يف مقال ادلعوى تسمو يف‬
‫التطبيق عىل مجيع القوانني الوطنية وال جمال لالس تدالل هبذه الخرية؛ وأن االتفاقية املذكورة تسمو يف التطبيق‬
‫(‪ )205‬م‪ .‬النقض‪ ،‬غ‪ .‬الحوال الشخصية واملرياث‪ ،‬قرار عدد ‪ 156‬بتارخي ‪ 25‬فرباير ‪ ،2014‬الوكيل العام للمكل مبحمكة الاس تئناف ابلرابط‬
‫ضد الطاعنني‪ ،‬جمةل قضاء حممكة النقض‪ ،‬عدد ‪ ،2014 ،77‬ص‪.100 .‬‬
‫(‪ )206‬م‪ .‬الابتدائية‪ ،‬ادلار البيضاء‪ ،‬حمك صادر بتارخي ‪ 26‬يناير ‪ ،2010‬وكيل املكل دلى احملمكة الابتدائية ابدلار البيضاء ضد ز‪ .‬خ بنت‬
‫ع‪ .‬بن م ومن معها‪ ،‬جمةل التواصل القضايئ‪ ،‬عدد ‪ ،3-2‬ديسمرب ‪ – 2013‬فرباير ‪ ،2014‬ص‪.441 .‬‬
‫(‪ )207‬قبل مصادقة املغرب عىل اتفاقية الهاي اخلاصة ابملظاهر املدنية لالختطاف ادلويل للطفال املؤرخة يف ‪ 25‬أكتوبر ‪ ،1980‬اكن يمت‬
‫اللجوء اإىل مقتضيات االتفاقيات الثنائية املوقعة مع ادلول الجنبية لطلب تسلمي الطفال‪ ،‬من ذكل مثال االتفاقية املغربية الفرنس ية املؤرخة‬
‫يف ‪ 10‬أغسطس ‪( 1981‬خاصة املادة ‪ :)25‬م‪ .‬الابتدائية‪ ،‬وجدة‪ ،‬ملف مدين عدد ‪ 96/3540‬بتارخي ‪ 10‬أبريل ‪ ،1997‬النيابة العامة ضد‬
‫عبد القادر الس باعي؛ م‪ .‬الاس تئناف‪ ،‬وجدة‪ ،‬ملف شعي عدد ‪ 97/324‬بتارخي ‪ 18‬فرباير ‪ ،1998‬عبد القادر الس باعي ضد النيابة‬
‫العامة‪ ،‬جمةل االإشعاع‪ ،‬عدد ‪ ،17‬يوليو ‪ ،1998‬ص‪ 222 .‬و‪169‬؛ م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬الحوال الشخصية واملرياث‪ ،‬قرار عدد ‪ 1158‬بتارخي ‪30‬‬
‫نومفرب ‪ ،2000‬عبد القادر الس باعي ضد النيابة العامة‪ ،‬جمةل قضاء اجمللس العىل‪ ،‬عدد ‪ ،62‬يوليو ‪ ،2003‬ص‪97 .‬؛ م‪ .‬العىل‪ ،‬غ‪ .‬الحوال‬
‫الشخصية واملرياث‪ ،‬قرار عدد ‪ 451‬بتارخي ‪ 15‬أكتوبر ‪ ،2003‬الس يد اإبراهمي ضد النيابة العامة ومن معها‪ ،‬جمةل قضاء اجمللس العىل‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،61‬يناير ‪ ،2003‬ص‪.134 .‬‬
‫(‪ )208‬ظهري شيف رق ‪ 1.09.11‬صادر يف فاحت رمضان ‪ 2( 1432‬أغسطس ‪ )2011‬بنرش االتفاقية املتعلقة ابملظاهر املدنية لالختطاف‬
‫ادلويل للطفال املوقعة بالهاي يف ‪ 25‬أكتوبر ‪ ،1980‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 6026‬بتارخي ‪ 8‬ربيع الخر ‪( 1433‬فاحت مارس ‪ ،)2012‬ص‪.‬‬
‫‪.753‬‬
‫‪123‬‬
‫عىل مجيع القوانني الوطنية شلكية اكنت أو موضوعية"(‪ .)209‬يتضح من المر الاس تعجايل أن احملمكة الابتدائية‬
‫مل تناقش مقتضيات االتفاقية املبسوطة أماهما ومل جتب النيابة العامة اإىل طلهبا حيث رصحت بعد اختصاصها‬
‫للبت يف ادلعوى عىل اعتبار أن عنرص الاس تعجال غري قامئ يف النازةل كام أن طلب املدعية الرايم اإىل اإرجاع‬
‫الطفال اإىل سكهنم الاعتيادي بدوةل هوالندا وتسلميهم لوادلهتم يعين ابلرضورة اإس ناد حضانهتم ولو بطريقة غري‬
‫مباشة لهذه الخرية‪ ،‬وهو أمر موكول لقضاء املوضوع وخيرج عن دائرة اختصاص قايض املس تعجالت‪.‬‬
‫يف املرحةل الاس تئنافية متسك وكيل املكل مبقتضيات اتفاقية الهاي مع اإعادة التأكيد عىل أرحجية الترشيع‬
‫ادلويل عىل القانون الوطين وانصبت املناقشة القانونية أمام احملمكة عىل عنرص الاس تعجال لتخلص هيئة القضاء‬
‫اإىل توفره يف النازةل وتقيض ابإلغاء المر املس تأنف واحلمك تصداي ابإرجاع الطفال دون أن تلكف نفسها عناء‬
‫البحث ومناقشة مضمون االتفاقية ادلولية احملتج هبا أماهما‪" :‬وحيث اإن قيام الب (املس تأنف عليه الثالث) من‬
‫نقل الطفال من موطهنم املعتاد هبوالندا اإىل املغرب وتسلميهم لشخاص ال حق هلم يف الوالية علهيم‪ ،‬يعد معال‬
‫غري مرشوع ومن شأنه ا إالرضار ابلوالد احملضونني وحرماهنم من عطف وحنان أهمم‪ ،‬ومن هجة أخرى اعتداء‬
‫حال عىل حق الم يف رعاية وحضانة أوالدها القارصين وعىل حقوق هؤالء يف أن ينشأوا يف أحضان الم‬
‫ورعايهتا وحناهنا ويه حقوق جيدر احلفاظ علهيا يف لك وقت وحني وال حتمتل الانتظار مما يكون معه عنرص‬
‫الاس تعجال واحلاةل ما ذكر متوافرة يف النازةل‪ ،‬ويربر تدخل قايض املس تعجالت محلاية احلقوق املذكورة من‬
‫الاعتداء والتعسف‪ ،‬وإارجاع المور اإىل احلاةل اليت اكنت علهيا‪ ،‬س امي وأنه يستشف من ظروف النازةل أن أب‬
‫الطفال املس تأنف عليه الثالث يتواجد أيضا ابدلاير الهوالندية وأن من مصلحته أن يكون أوالده ابلقرب منه‬
‫حىت يسهل عليه التعهد بأحواهلم‪ .‬وحيث اإن تسلمي الوالد ملن هل احلق يف حضانهتم جمرد اإجراء وقيت يس هتدف‬
‫منه صيانة حقوق مرشوعة واحملافظة عىل مركز قانوين قامئ‪ ،‬وال يتعلق ابإس ناد احلضانة لي طرف سواء اكن‬
‫ذكل بصفة مباشة أو غري مباشة‪ ،‬وابلتايل فاإنه ال ينطوي عىل أي مساس حبقوق الطراف والزتاماهتم‪ ،‬وبناء‬
‫عليه فاإن عنرص املساس بأصل احلق غري متوافر بدوره يف النازةل"(‪.)210‬‬
‫ويف نفس الاجتاه‪ ،‬عرضت عىل احملمكة الابتدائية ابمخليسات(‪ )211‬قضية مماثةل دفع املطلوب ضده بعدم‬
‫الاختصاص النوعي للمحمكة عىل أساس أن املادة ‪ 8‬من اتفاقية الهاي ال تدخل مضن القضااي اليت خيتص هبا‬
‫القضاء الاس تعجايل وأن من شأن ذكل املساس بأصل احلق‪ .‬تصدت احملمكة لهذا ادلفع معتربة "أنه من الثابت‬
‫فقها وقضاء أن الاختصاص ال ينعقد لرئيس احملمكة بصفته قاضيا للمس تعجالت اإال بتوفر عنرصين هام عنرص‬

‫(‪ )209‬م‪ .‬الابتدائية‪ ،‬احلس مية‪ ،‬أمر عدد ‪ 323‬بتارخي ‪ 17‬أكتوبر ‪ ،2012‬وكيل املكل اببتدائية احلس مية ضد أيت محو محمد ومن معه‪ ،‬ملف‬
‫رق ‪.12-262‬‬
‫(‪ )210‬م‪ .‬الاس تئناف‪ ،‬احلس مية‪ ،‬قرار عدد ‪ 192‬بتارخي ‪ 9‬أبريل ‪ ،2013‬وكيل املكل دلى احملمكة الابتدائية ابحلس مية ضد أيت محو محمد‬
‫بن شعيب ومن معه‪ ،‬ملف رق ‪.2012/2-776‬‬
‫(‪ )211‬م‪ .‬الابتدائية‪ ،‬امخليسات‪ ،‬أمر عدد ‪ 278‬بتارخي ‪ 7‬ديسمرب ‪ ،2012‬وكيل املكل ابحملمكة الابتدائية ابمخليسات ضد حسن بوكرين‪،‬‬
‫ملف رق ‪.11/12/322‬‬
‫‪124‬‬
‫الاس تعجال وعدم املساس بأصل احلق وأنه خيتص ابلبت يف الطلبات الرامية اإىل اختاذ التدابري الوقتية اليت‬
‫متلهيا حاةل الاس تعجال دون املساس ابملراكز القانونية للطراف‪ ،‬ولكام اكنت هناك مصلحة همددة لطرف أوىل‬
‫ابمحلاية‪ ،‬واذلي يلزم درؤه برسعة ال تكون عادة يف التقايض العادي‪ ،‬وهذا ما ينطبق عىل انزةل احلال من‬
‫خالل البنود الواردة يف اتفاقية الهاي اخلاصة ابجلوانب املدنية لالختطاف ادلويل للطفل واملؤرخة يف‬
‫‪ 1980/10/25‬واليت صادق علهيا املغرب مبقتىض الظهري الرشيف الصادر يف ‪ 2011/8/2‬واليت أصبحت تسمو‬
‫فور نرشها عىل القانون ادلاخيل اإعامال للمقتضيات ادلس تورية اليت نص علهيا دس تور اململكة املغربية لس نة‬
‫‪ 2011‬واليت جاء فهيا "جعل االتفاقيات ادلولية كام صادق علهيا املغرب تسمو فور نرشها عىل الترشيعات‬
‫الوطنية‪ – ...‬وبرجوع اإىل املادة ‪ 1‬من اتفاقية الهاي س يتبني أهنا تنص عىل ضامن االإعادة الفورية للطفال‪..‬‬
‫– كام تنص املادة ‪ 11‬مهنا عىل أنه تتخذ السلطات القضائية أو االإدارية يف ادلوةل املتعاقدة اإجراءات قضائية‬
‫عاجةل الإعادة الطفال وهذا ما خلص اإليه املؤمترون يف الندوة املشرتكة بني مؤمتر الهاي للقانون ادلويل اخلاص‬
‫وحممكة النقض حول موضوع حامية الطفال والرسة عرب احلدود (أنظر نرشة حممكة النقض عدد ‪ )16‬وذكل‬
‫حبث ادلول املتعاقدة عىل اختاذ االإجراءات الضبطية أو الوقتية أو برفع دعوى أمام احملمكة الس تصدار أمر‬
‫اس تعجايل عىل ضوء بنود االتفاقية اليت تؤطر الشاكية الإرجاع احملضون أو غري ذكل‪ ،‬مما يبقى معه ادلفع املتعلق‬
‫بعدم الاختصاص النوعي غري مستند عىل أساس ويتعني رده"‪ .‬بعد هذا التحليل املنطقي املؤيد ابحلجج املادية‪،‬‬
‫خلص قايض املس تعجالت اإىل أن "نقل املطلوب ضده للطفلني بدون موجب قانوين ورفضه اإرجاعهام حسب‬
‫ترصحيه املضمن مبحرض الضابطة القضائية يعترب طبقا للامدة الثالثة والرابعة من اتفاقية الهاي انهتأاك حلقوق‬
‫احلضانة املمنوحة للطالبة واليت ينص علهيا قانوان ادلوةل اليت اكن الطفل يقمي هبا بصفة اعتيادية قبل نقهل"‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬حق األطفال في التمدرس‬
‫من أمه احلقوق املقررة للطفل‪ ،‬نذكر واجب المتدرس اذلي يلقى عىل عاتق لك من ادلوةل اإىل غاية‬
‫بلوغه سن اخلامسة عرشة من معره‪ ،‬ولك خشص مسؤول عن تربيته وتعهده‪ .‬وجيد هذا احلق س نده يف حزمة‬
‫من النصوص القانونية يف بعدهيا ادلاخيل واخلاريج‪" :‬وحيث اإنه طبقا للقانون رق ‪ )212(04.00‬املتعلق بتغيري‬
‫وتمتمي الظهري الرشيف رق ‪ 1.63.071‬الصادر بتارخي ‪ 13‬نومفرب ‪ 1963‬حول اإلزامية التعلمي السايس‪ ،‬فاإن ادلوةل‬
‫ملزمة بتوفري التعلمي مجليع الطفال يف أقرب مدرسة تعلميية معومية ملاكن اإقامهتم‪ ،‬ويلزتم الابء والولياء بتنفيذه‬
‫اإىل غاية بلوغهم سن اخلامسة عرشة من معرمه‪ ،‬وأنه جيب عىل لك خشص مسؤول عن طفل أن يسهر عىل‬
‫تردده بصفة منتظمة عىل املؤسسة التعلميية‪ )...( .‬وحيث اإنه حامية للمصلحة الفضىل للطفل املذكور اليت تنص‬
‫علهيا االتفاقية ادلولية حلقوق الطفل املعمتدة من قبل امجلعية العامة للمم املتحدة بتارخي ‪ 20‬نومفرب ‪ 1989‬وكذا‬
‫مدونة الرسة املغربية‪ ،‬يبقى ملمتس الس يد وكيل املكل (تسلمي الم شهادة انتقال ابهنا اإىل مدرسة قريبة من‬

‫(‪ )212‬ظهري شيف رق ‪ 1.00.200‬صادر يف ‪ 15‬من صفر ‪ 19( 1421‬مايو ‪ )2000‬بتنفيذ القانون رق ‪ 04.00‬بتغيري وت متمي الظهري الرشيف‬
‫رق ‪ 1.63.071‬الصادر يف ‪ 25‬من جامدى الخرة ‪ 13( 1383‬نومفرب ‪ )1963‬حول اإلزامية التعلمي السايس‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪4798‬‬
‫بتارخي ‪ 21‬صفر ‪ 25( 1421‬مايو ‪ ،)2000‬ص‪.1183 .‬‬
‫‪125‬‬
‫مزنلها) وجهيا ومؤسسا ويتعني الاس تجابة هل"(‪.)213‬‬
‫وابمس املصلحة الفضىل للطفل وتفاداي للهدر املدريس‪ ،‬قضت احملمكة االإدارية بوجدة بواجب البوين‬
‫يف تأمني حق ابهنام يف المتدرس رمغ حاةل الشقاق اليت تعرفه العالقة بيهنام‪" :‬وحيث اإن حق المتدرس يعترب من‬
‫احلقوق ادلس تورية اليت يتعني مراعاهتا وأن أي نزاع أو خالف البوين ال ميكن بأي حال أن يعطل هذا احلق‬
‫أو املساس به‪ ،‬عىل اعتبار أن مصلحة الطفل يه الجدر ابمحلاية وينبغي جعلها فوق لك اعتبار ومن الوىل‬
‫أن تكون االإدارة املدعى علهيا يه الساهر السايس عىل حاميهتا والضامنة الس مترارها تفاداي للهدر املدريس‪.‬‬
‫وحيث اإن أي تعرض من جانب أب الطفل عىل حسب انتقاهل‪ ،‬من شأنه تعريض مس تقبهل ادلرايس للخطر‬
‫وأنه اإذا اكن هل احلق يف ذكل يف احلاالت العادية‪ ،‬فاإن المر يبقى غري مستساغ يف انزةل احلال اعتبارا حلاةل‬
‫الشقاق القامئة بني الزوجني واليت ال ميكن أن تسقط عن أحدهام مسؤوليته يف احلرص عىل تعلمي وتكوين أبنائه‬
‫ابلشلك اذلي يؤهلهم للحياة العملية وللعضوية النافعة يف اجملمتع كام تنص عىل ذكل مدونة الرسة‪ .‬وحيث إانه‬
‫أمام هذه املعطيات وحفاظا عىل مصلحة الطفل وحرصا عىل حقه يف متابعة تعلميه‪ ،‬فاإنه يبقى من حق املدعية‬
‫بصفهتا وادلته حسب انتقاهل من مدرسة الباكي لهبيل بأبراكن قصد تسجيهل بأحدى املؤسسات التعلميية العمومية‬
‫مبدينة اتوانت حيث تس تقر دون ربط ذكل برضورة موافقة وادله‪ ،‬وذكل تفاداي لضياع الس نة ادلراس ية ال س امي‬
‫وأن البت يف الزناع القضايئ بني الزوجني قد يأخذ وقتا غري يسري‪ .‬وحيث اإنه تبعا ذلكل تكون املدعية حمقة‬
‫يف طلهبا وعىل االإدارة املدعى علهيا خاصة النائب ا إالقلميي لوزارة الرتبية الوطنية بأبراكن وكذا مدير مدرسة‬
‫الباكي لهبيل لك حسب اختصاصه بتسهيل معلية انتقال التلميذ محمد ومتكيهنا من حسب انتقاهل اإىل اإحدى‬
‫املؤسسات التعلميية مبدينة اتوانت قصد مواصةل دراس ته"(‪.)214‬‬
‫ويف نفس الس ياق‪ ،‬ذهبت احملمكة الابتدائية بس يدي سلامين حديثا اإىل أن الرسة امللتمئة يه حمضن‬
‫الطفل وبيئته الطبيعية الإعداده وتنشئته التنش ئة السلمية كحق هل وواجب ينوء به البوان يف اإطار مسؤوليهتام‬
‫املشرتكة‪ .‬وتبني للمحمكة من اإقرار طريف ادلعوى وظاهر واثئق امللف حاةل الزناع اليت تعيشها العائةل اليشء‬
‫اذلي يفوت عىل طفلهام حق مواصةل التعلمي‪ .‬واستنادا اإىل املصلحة الفضىل للطفل قضت احملمكة مبا ييل‪:‬‬
‫"وحيث اإن حق الطفل يف التعلمي مكفول مبوجب االتفاقية ادلولية حلقوق الطفل املعمتدة من قبل امجلعية العامة‬
‫للمم املتحدة بتارخي ‪ 1989/11/20‬واليت صادقت علهيا اململكة املغربية ونرشت ابجلريدة الرمسية ليوم‬
‫‪ 1996/12/14‬ومبوجب البند السابع من املادة ‪ 54‬من مدونة الرسة‪ ،‬والفصل الول من ظهري ‪ 71.36.1‬بتارخي‬
‫‪ 1963/11/17‬اذلي جيعل التعلمي السايس حقا وواجبا للك طفل‪ .‬وحيث اإن ادلوةل مسؤوةل عن اختاذ التدابري‬
‫الالزمة محلاية الطفال وضامن حقوقهم طبقا للقانون‪ ،‬والقضاء ‪ -‬والقضاء الاس تعجايل فرع منه – كواحد من‬
‫مرافقها مطالب ابالخنراط يف هذه املسؤولية‪ ،‬ويف هذه النازةل ال سبيل اإىل صون حق البنت ذكرى يف التعلمي‬
‫(‪ )213‬م‪ .‬الابتدائية‪ ،‬بين مالل‪ ،‬ملف عدد ‪ 2010-902‬بتارخي ‪ 7‬فرباير ‪ ،2011‬جمةل احلقوق املغربية‪ ،‬عدد ‪ ،2011 ،12‬ص‪.327 .‬‬
‫(‪ )214‬م‪ .‬اإد‪ ،‬وجدة‪ ،‬أمر اس تعجايل رق ‪ 214‬بتارخي ‪ 27‬أكتوبر ‪ ،2010‬عزيزة حامين ضد وزير الرتبية الوطنية‪ ،‬اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية‬
‫والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،95-94‬سبمترب – ديسمرب ‪ ،2010‬ص‪.267 .‬‬
‫‪126‬‬
‫اإال بمتكيهنا من الانتقال اإىل مدرسة عيل بن أيب طالب بس يدي حيىي القريبة من مسكن املدعية بصفهتا اليد‬
‫املاسكة لها"(‪.)215‬‬
‫وعالقة مبوضوع التعلمي‪ ،‬اس تدل القضاء االإداري حديثا ابتفاقية الس يداو املعمتدة س نة ‪ 1979‬يف جمال‬
‫نقل املوظفني‪" :‬وحيث اإن قيام االإدارة بنقل زوج الطاعنة مبفرده ابخملالفة لقواعد احلركة الانتقالية ولرغبهتا‬
‫املزدوجة يف الانتقال‪ ،‬وعدم الاس تجابة لطلب الزوجة‪ ،‬يشلك اإخالال مهنا بقواعد تنظميية تراعي املقاربة‬
‫احلقوقية ادلس تورية احلديثة للنوع الاجامتعي وطنيا يف اجتاه تفعيل مقاربة الهنج اجلنساين يف الس ياسات‬
‫واالإدارات العمومية (التقريران ادلوراين للمغرب الثالث والرابع اجملمعان املقدم للجنة ادلولية املعنية ابلقضاء عىل‬
‫المتيزي ضد املرأة) ودوليا (اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة) من خالل اإقرار امحلاية القانونية‬
‫حلقوق املرأة عىل قدم املساواة مع الرجل وضامن امحلاية الفعاةل للمرأة عن طريق احملامك الوطنية ذات الاختصاص‬
‫واملؤسسات العامة الخرى من أي معل متيزيي‪ .‬وحيث اإن اتصال هذه القواعد ابلنظام العام واملتصةل مبصلحة‬
‫الرسة وما يقتضيه واجب املساكنة الرشعية‪ ،‬وما توفره من ثقة واطمئنان هل أثر اإجيايب عىل فعالية وجودة‬
‫العمل الوظيفي املرتكز عىل ضامن احلق ادلس توري يف التعلمي‪ ،‬جيعل الطعن مؤسسا والقرار املطعون فيه‬
‫مشواب ابلتجاوز يف اس تعامل السلطة وحليفه االإلغاء"(‪.)216‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬الحق في اإلرث‬
‫نود أن نتوقف يف جعاةل عند جزئية أاثرت كثريا من اجلدل يف السابق والزالت حتتفظ باكمل راهنيهتا‬
‫وأمهيهتا؛ ويتعلق المر ابلقرارات اليت يصدرها جملس الوصاية بشأن حق الانتفاع من أرايض امجلاعات الساللية‪،‬‬
‫حيث يسود عرف متجذر حبرمان االإانث يف حاالت كثرية من هذا احلق ضدا عىل مبدأ املساواة اذلي تقره‬
‫الرشيعة االإسالمية ويكرسه القانون الوضعي‪ .‬اإن حاةل المتيزي هاته واليت تستند اإىل مقتضيات ظهري ‪ 27‬أبريل‬
‫‪ )217(1919‬بتنظمي الوصاية االإدارية عىل امجلاعات الصلية وضبط تدبري االإدارة للمالك امجلاعية املعدل بظهري‬
‫‪ 6‬فرباير ‪ ،1963‬سادت حلقبة من الزمن واكنت لها أاثر وتداعيات سلبية ابإقصاهئا غري املربر للنساء من حق‬
‫طبيعي وشعي وقانوين‪ ،‬وفوتت علهين فرصة المتتع الاكمل وغري املنقوص بأحد احلقوق الساس ية‪ .‬ابلرجوع‬
‫اإىل الحاكم القضائية يف املوضوع‪ ،‬نلحظ اإشارة عابرة وردت يف حمك للمحمكة االإدارية مبكناس(‪ )218‬حيث‬

‫(‪ )215‬م‪ .‬الابتدائية‪ ،‬س يدي سلامين‪ ،‬أمر عدد ‪ 198‬بتارخي ‪ 16‬أكتوبر ‪ ،2014‬املدعية ضد املدعى عليه‪ ،‬جمةل االإشعاع‪ ،‬عدد ‪ ،43‬يونيو‬
‫‪ ،2015‬ص‪.306 .‬‬
‫(‪ )216‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬ملف رق ‪ 495/5/2012‬بتارخي ‪ 31‬يناير ‪ ،2013‬خدجية أمشة ضد رئيس احلكومة‪ ،‬اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية‬
‫والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،110-109‬مارس – يونيو ‪ ،2013‬ص‪.285 .‬‬
‫(‪ )217‬راجع النص التايل‪:‬‬
‫‪Dahir du 26 redjeb 1337 (27 avril 1919) organisant la tutelle administrative des collectivités indigènes et‬‬
‫‪réglementant la gestion et l'aliénation des biens collectifs, B.O., n°340 du 28 avril 1919, p.375, modifié par le‬‬
‫‪dahir n° 1.62.179 du 12 ramadan 1382 (6 février 1963), B.O., n°2626 du 22 février 1963, p.252.‬‬
‫(‪ )218‬م‪ .‬اإد‪ ،‬مكناس‪ ،‬ملف رق ‪ 55/2012/5‬بتارخي ‪ 27‬مارس ‪ ،2013‬ورثة نينة موىح ضد امجلاعة النيابية والساللية جملاط‪ ،‬اجملةل املغربية‬
‫‪127‬‬
‫استند الطرف املدعى عليه اإىل مجةل من املصادر كحجج لتدعمي موقفه والرد عىل ادعاءات الطرف الطاعن‪،‬‬
‫فقضت احملمكة لصاحله دون أن تلتفت اإىل املصدر ادلويل اذلي أاثره‪" :‬اإن مقرر جملس الوصاية جاء ليصحح‬
‫وضعا مأساواي وجمحفا بعدم جماراته للعرف اذلي يقيص االإانث من مرتوك وادلهن حتت ذريعة العراف‬
‫والوقاف اجلاري هبا العمل يف أرايض امجلوع‪ ،‬وأن القرار النيايب أحضى يتناىف بشلك صارخ مع القواعد الرشعية‬
‫واملواثيق ادلولية ادلاعية اإىل رفع لك أشاكل احليف عن النساء واملكرس حديثا يف الوثيقة ادلس تورية‪ ،‬وأنه من‬
‫القواعد املقررة أنه ال يعمل ابلعرف اإذا خالف قاعدة شعية"‪.‬‬
‫مرة أخرى‪ ،‬انفردت احملمكة االإدارية ابلرابط يف أحد أحاكهما(‪ )219‬ابالإحاةل الرصحية عىل املنظومة ادلولية‬
‫عرب االإشارة اإىل بعض الصكوك ادلولية اليت يعترب املغرب طرفا فهيا‪ .‬هكذا‪ ،‬شلك االإعالن العاملي حلقوق‬
‫االإنسان املؤرخ يف ‪ 10‬ديسمرب ‪ 1948‬أول النصوص املعمتد علهيا (املواد ‪ 2 ،1‬و‪ .)7‬وعىل الرمغ من افتقاره‬
‫للقمية القانونية امللزمة‪ ،‬اإال أنه جزء من الرشعة ادلولية حلقوق االإنسان فضال عن قميته الدبية وماكنته الرمزية‪.‬‬
‫النص الثاين اذلي أحالت عليه احملمكة يتعلق ابلعهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية أو ما يصطلح‬
‫عليه ابجليل الول حلقوق االإنسان واذلي صادق عليه املغرب منذ أكرث من ثالثة عقود خلت (املواد ‪3 ،2‬‬
‫و‪ .)26‬وتوقفت هيئة احملمكة اثلثا عند العهد ادلويل املتعلق ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية أو ما‬
‫يعرف ابجليل الثاين حلقوق االإنسان (املاداتن ‪ 2‬و‪ .)220( )3‬واختمتت احملمكة الحئة النصوص ادلولية ابلوقوف‬
‫عند اتفاقية خاصة بعدما استندت اإىل ثالثة نصوص عامة ويه اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد‬
‫املرأة (املواد ‪" 2 ،1‬و"‪ ،3 ،‬و‪.)15‬‬

‫ل إالدارة احمللية والت منية‪ ،‬عدد ‪ ،116‬ماي‪-‬يونيو ‪ ،2014‬ص‪.292 .‬‬


‫(‪ )219‬م‪ .‬اإد‪ ،‬الرابط‪ ،‬حمك عدد ‪ 3214‬بتارخي ‪ 10‬أكتوبر ‪ ،2013‬حمك منشور يف محمد الهيين‪ ،‬املرتكزات ادلس تورية الناظمة للعمل القضايئ‬
‫للمحمكة االإدارية ابلرابط وفقا الجهتادات حممكة النقض‪ ،‬قضاء االإلغاء‪ ،‬مطبعة املعارف اجلديدة‪ ،‬الرابط‪ ،‬الطبعة الوىل‪ ،2014 ،‬ص‪.‬‬
‫‪.289‬‬
‫(‪ )220‬الظاهر أنه ترسبت بعض الخطاء املادية اإىل حمك احملمكة االإدارية ابلرابط‪ ،‬لنه بدل أن يشري اإىل العهد ادلويل املتعلق ابحلقوق‬
‫الاقتصادية والاجامتعية والثقافية‪ ،‬أشار سهوا اإىل العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية مرتني‪.‬‬
‫‪128‬‬

You might also like