Professional Documents
Culture Documents
السياسة العمومية في مجال حقوق الإنسان
السياسة العمومية في مجال حقوق الإنسان
الفاسي ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة الأولى 447 ،2016 ،صفحة.
أ
المحور الول :المصادقة على التفاقيات الدولية
املغرب طرف يف العديد من االتفاقيات ادلولية املرتبطة حبقوق االإنسان ،ويؤدي الزتاماته حبسن نية
كام يفي مبا تقتضيه هذه الصكوك من واجبات بلك طواعية .ونعتقد أن بالدان اكن منتظرا مهنا ،ابلنظر اإىل
التطور الكبري اذلي رامكته يف جمال حقوق االإنسان الس امي منذ عقد التسعينيات من القرن املايض ،أن تكون
س باقة اإىل املصادقة عىل أكرب عدد من املعاهدات ادلولية ذات الصةل ،وأن تبادر عىل الصعيد ادلويل ،اإىل
املسامهة الفعاةل يف ادلفع بلك جمهود يروم حتقيق حامية حقيقية ل إالنسان .لقد أن الوان ليك خيطو املغرب من
جديد خطوات جريئة ويقطع مع موقف الاحرتاز والرتدد والتحفظ ،وذكل ابالإقبال عىل اس تكامل اخنراطه
املتبرص يف املنظومة ادلولية اخلاصة حبقوق االإنسان ،لتصبح اململكة حبق منوذجا حيتذى به يف وقت تعرف فيه
مجموعة من القطار تراجعا ملحوظا يف احرتاهما للحرايت الفردية وامجلاعية بسبب الغليان الشعيب والاحتقان
الس يايس .ويف هذا االإطار تندرج التوصية اليت وهجها اجمللس الاستشاري حلقوق االإنسان يف تقريره عن حاةل
حقوق االإنسان ابملغرب برمس س نة 2009حيث حث ادلوةل عىل "مواصةل الاخنراط يف القانون ادلويل حلقوق
االإنسان من خالل املصادقة عىل اتفاقيات المم املتحدة حلقوق االإنسان اليت مل يصادق املغرب علهيا بعد؛
واملصادقة عىل الربوتوكوالت الاختيارية امللحقة ببعض االتفاقيات والرشوع يف اختاذ االإجراءات والتدابري
الالزمة لتفعيل مقتضياهتا عىل الصعيد الوطين"( .)1تصديقا الإميانه الراخس مبركزية قضية حقوق االإنسان ،اس تطاع
املغرب حتقيق مكتس بات جتسدت ابمللموس يف املصادقة عىل أهمات املعاهدات ادلولية الرئيس ية (املطلب
الول) ،مع اس تكامل هذا املسلسل ابالنضامم التدرجيي يف الس نوات القليةل املاضية اإىل الربوتوكوالت الاختيارية
(املطلب الثاين).
( )1اجمللس الاستشاري حلقوق االإنسان ،التقرير الس نوي :حاةل حقوق االإنسان وحصيةل معل اجمللس الاستشاري حلقوق االإنسان س نة
،2009ص.36 .
2
اخلاصة (الفرع الثاين) والصكوك املوضوعاتية (الفرع الثالث).
صادق املغرب عىل هذا العهد( )5منذ أزيد من ثالثة عقود وأصبح جزء من ترشيعه الوطين .وتمتزي
هذه االتفاقية ادلولية ابحتواهئا عىل مضامني ختاطب ادلوةل الطرف قصد اختاذ ،مبفردها وعن طريق املساعدة
والتعاون ادلوليني ،وال س امي عىل الصعيدين الاقتصادي والتقين ،وبأقىص ما تسمح به مواردها املتاحة ،ما يلزم
من خطوات لضامن المتتع الفعيل التدرجيي ابحلقوق املعرتف هبا يف هذا العهد ،سالكة اإىل ذكل مجيع الس بل
املناس بة ،وخصوصا سبيل اعامتد تدابري ترشيعية (املادة ،)2لضامن مساواة اذلكور واالإانث يف المتتع هبا (املادة
.)3ويدخل حتت اجليل الثاين حلقوق االإنسان احلق يف العمل (املادة ،)6برشوط عادةل ومرضية (املادة ،)7
وحق تكوين النقاابت (املادة ،)8واحلق يف الضامن الاجامتعي مبا يف ذكل التأمينات الاجامتعية (املادة ،)9
ووجوب منح الرسة اليت تشلك الوحدة امجلاعية الطبيعية والساس ية يف اجملمتع ،أكرب قدر ممكن من امحلاية
واملساعدة (املادة ،)10وحق لك خشص يف مس توى معييش اكف هل ولرسته (املادة ،)11وحق لك اإنسان
يف المتتع بأعىل مس توى من الصحة اجلسمية والعقلية ميكن بلوغه (املادة ،)12واحلق يف الرتبية والتعلمي (املادة
،)13مع التنصيص عىل مبدأ اإلزامية وجمانية التعلمي الابتدايئ (املادة ،)14وأخريا ،حق املشاركة يف احلياة
الثقافية والمتتع بفوائد التقدم العلمي واحرتام احلرية اليت ال غىن عهنا للبحث العلمي والنشاط االإبداعي (املادة
.)15
الفرع الثاني :المعاهدات الدولية الخاصة
اإمياان منه برضورة الاخنراط يف ادلينامية اليت يعرفها العامل يف جمال حقوق االإنسان ،أقدم املغرب عىل
املصادقة عىل العديد من الصكوك ادلولية وتعهد ابلوفاء هبا عرب اختاذ اإجراءات اإجيابية لتيسري المتتع ابحلقوق
( )4اعمتد مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة 2200ألف (د )21-املؤرخ يف 16ديسمرب .1966اترخي بدء النفاذ 3 :يناير ،1976
وفقا لحاكم املادة .27
( )5ظهري شيف رق 1.79.186بتارخي 17ذي احلجة 8( 1399نومفرب )1979بنرش امليثاق ادلويل املتعلق ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية
والثقافية وامليثاق ادلويل املتعلق ابحلقوق املدنية والس ياس ية املربمني بنيويورك يوم 3رمضان 16( 1386ديسمرب ،)1966جريدة رمسية،
عدد 3525بتارخي 6رجب 21( 1400ماي ،)1980ص.631 .
4
اليت تضمنهتا .ونس تعرض يف ما ييل أمه املضامني اليت اش متلت علهيا هذه االتفاقيات ادلولية عىل النحو التايل:
اتفاقية حقوق الطفل (الفقرة الوىل) ،اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة (الفقرة الثانية) ،اتفاقية
حقوق الشخاص ذوي االإعاقة (الفقرة الثالثة) ،واالتفاقية ادلولية محلاية حقوق مجيع العامل املهاجرين وأفراد
أرسمه (الفقرة الرابعة).
الولى :اتفاقية حقوق الطفل()6 أ
الفقرة
عىل غرار ابيق أعضاء منظمة المم املتحدة ،صادق املغرب عىل اتفاقية حقوق الطفل املؤرخة يف 20
نومفرب )7(1989اقتناعا منه أن الطفل حيتاج ،بسبب عدم نضجه البدين والعقيل ،اإىل اإجراءات وقائية ورعاية
خاصة من أجل اإعداده اإعدادا اكمال ليحىي حياة كرمية .والالفت لالنتباه أن هذه االتفاقية تركز بشلك كبري
ومتكرر عىل املصاحل الفضىل للطفل ،وتتوجه ابخلطاب لدلول الطراف يك حترتم احلقوق املوحضة فهيا وتسهر
عىل ضامهنا دون أي نوع من أنواع المتيزي (املادة ،)2مع دعوهتا اإىل اختاذ لك التدابري الترشيعية واالإدارية وغريها
من التدابري املالمئة اإىل أقىص حدود مواردها املتاحة لضامن احلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية (املادة
.)4وتويل االتفاقية أمهية قصوى لتقاليد لك شعب وقميه الثقافية محلاية الطفل وترعرعه ترعرعا متناسقا .وبصفة
مركزة ،ميكن االإشارة اإىل أمه احلقوق اليت نصت علهيا اتفاقية 1989واملمتثةل عىل وجه اخلصوص يف احلق يف
احلياة (املادة ،)6واحلق يف الامس واكتساب اجلنس ية (املادة ،)7واحلفاظ عىل هوية الطفل (املادة ،)8وعدم
الفصل عن الوادلين عىل كره مهنام (املاداتن 9و ،)10وماكحفة نقل الطفال اإىل اخلارج (املادة ،)11واحلق يف
التعبري عن الراء اخلاصة (املاداتن 12و ،)13واحلق يف حرية الفكر والوجدان وادلين (املادة ،)14وحرية
تكوين امجلعيات وحرية الاجامتع السلمي (املادة ،)15وعدم التعرض لي تعسف (املادة ،)16وحق احلصول
عىل املعلومات واملواد من ش ىت املصادر الوطنية وادلولية (املادة .)17
ال شك أن متتع الطفل حبقوقه الساس ية املنصوص علهيا يف االتفاقية ادلولية يس تلزم تدخال اإجيابيا من
طرف ادلوةل ،من ذكل مثال ضامن الاعرتاف ابملبدأ القائل اإن الك الوادلين يتحمالن مسؤوليات مشرتكة عن
تربية الطفل ومنوه (املادة ،)18وكذا حامية الطفل من اكفة أشاكل العنف أو الرضر أو االإساءة البدنية أو
العقلية أو االإهامل (املادة ،)19واحلق يف حامية ومساعدة خاصتني ابلنس بة للطفل احملروم بصفة مؤقتة أو دامئة
من بيئته العائلية (املادة .)20وتعرضت اتفاقية حقوق الطفل لبعض الوضعيات الصعبة اليت يعيشها الطفل
مثل حاالت اللجوء (املادة ،)22واالإعاقة (املادة ،)23والقليات (املادة ،)30واحلروب (املادة ،)38واجلنوح
(املادة .)40فضال عن هذه احلقوق ،قامت االتفاقية جبرد لالحئة أخرى من احلقوق لصاحل الطفل ويه مبثابة
الزتام يطوق عنق ادلوةل الطرف :احلق يف المتتع بأعىل مس توى حصي ميكن بلوغه (املادة ،)24والضامن
( )6اعمتدت مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ( 25د )44-املؤرخ يف 20نومفرب .1989اترخي بدء النفاذ 2 :سبمترب ،1990وفقا
لحاكم الفقرة الوىل من املادة .49
( )7ظهري شيف رق 1.93.363صادر يف 9رجب 21( 1417نومفرب )1996بنرش االتفاقية املتعلقة حبقوق الطفل املع متدة من طرف
امجلعية العامة للمم املتحدة يف 20نومفرب ،1989جريدة رمسية ،عدد 4440بتارخي 8شعبان 19( 1417ديسمرب ،)1996ص.2847 .
5
الاجامتعي (املادة ،)26واملس توى املعييش املالمئ للمنو البدين والعقيل والرويح واملعنوي والاجامتعي (املادة
،)27والتعلمي (املاداتن 28و ،)29والراحة ووقت الفراغ (املادة ،)31وامحلاية من الاس تغالل الاقتصادي
(املادة ،)32والوقاية من الاس تخدام غري املرشوع للمواد اخملدرة واملواد املؤثرة عىل العقل (املادة ،)33وامحلاية
من مجيع أشاكل الاس تغالل اجلنيس (املادة ،)34ومنع الاختطاف (املادة ،)35وامحلاية من سائر أشاكل
الاس تغالل الضارة بأي جانب من جوانب رفاه الطفل (املادة ،)36وعدم التعريض للتعذيب أو لغريه من
رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة (املادة .)37
يس تخلص مما س بق ذكره ،أن اتفاقية حقوق الطفل تضمنت حبق برانجما مفصال يقع عىل ادلوةل الطرف
تطبيقه للوفاء بتعهداهتا أمام املنتظم ادلويل ،كام أن المم املتحدة س تعزز الحقا هذه املعاهدة بربوتوكوالت اإضافية
كام س يأيت بيانه فامي بعد .من هجة أخرى ،ويف س ياق املقارنة بني هذه االتفاقيات ادلولية ونصوص الرشيعة
االإسالمية ابعتبارها رافدا أساس يا للهوية املغربية ،يتضح أن االإسالم مضن للطفل حقوقا حىت قبل والدته كام
منع منعا لكيا نظام التبين واستبدهل بنظام الكفاةل الرشعية ،وحرم االإهجاض بدون مسوغ شعي.
وجيدر التذكري أن املغرب قبل بتارخي 27يناير 1997التعديل اذلي مس الفقرة 2من املادة 43حيث
رفع عدد خرباء جلنة حقوق الطفل من عرشة اإىل مثانية عرش ،واعمتد يف مؤمتر ادلول الطراف بتارخي 12
ديسمرب .1995
الفقرة الثانية :اتفاقية القضاء على جميع أاشكال التمييز ضد الم أراة()8
اإذا اكن املغرب قد انضم اإىل هذه االتفاقية يف 21يونيو ،1993اإال أنه تأخر كثريا يف نرشها ابجلريدة
الرمسية( .)9وال شك أن هذه املعاهدة من أكرث الصكوك ادلولية اإاثرة للجدل ابملغرب وحمل جسال كبري بني
التيارات الفكرية اخملتلفة ابلنظر اإىل املضامني اليت احتوت علهيا ،وهو ما يفرس من هجة اإقبال احلكومة املغربية
عىل اإدراج حزمة من التحفظات عىل مقتضياهتا كام سنتعرض هل يف حينه .ومن بني الس باب املوجبة العامتد
هذه االتفاقية هو القلق اذلي يساور املنتظم ادلويل بشأن الانتشار الواسع للمتيزي بلك أشاكهل ضد املرأة ابلرمغ
من زمخ القرارات واالإعالانت والتوصيات الصادرة عن المم املتحدة وواكالهتا املتخصصة يف املوضوع ،الرامية
وادلاعية اإىل مناهضة اكفة أشاكل المتيزي ضد املرأة وإاقرار مبدأ املساواة .فالمتيزي يشلك انهتأاك صارخا ملبدأي
املساواة يف احلقوق واحرتام كرامة االإنسان كام يعد عقبة أمام مشاركة املرأة عىل قدم املساواة مع الرجل يف لك
منايح احلياة سواء اكنت س ياس ية أم اقتصادية أم اجامتعية أم ثقافية أم غريها .تأسيسا عىل ذكل ،تتطلب
( )8اعمتدت مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ( 180د )34-املؤرخ يف 18ديسمرب .1979اترخي بدء النفاذ 3 :سبمترب ،1981وفقا
لحاكم الفقرة الوىل من املادة .27يرمز اإىل هذه االتفاقية ابلصيغة اخملترصة/CEDAW :الس يداوConvention on the elimination ( .
.)of all forms of discrimination against women
( )9ظهري شيف رق 1.93.361صادر يف 29من رمضان 26( 1421ديسمرب )2000بنرش اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل ال متيزي ضد
املرأة املع متدة من طرف امجلعية العامة للمم املتحدة يف 18ديسمرب ،1979جريدة رمسية ،عدد 4866بتارخي 23شوال 18( 1421يناير
،)2001ص.226 .
6
التمنية التامة والاكمةل لي بدل مشاركة املرأة مشاركة فعاةل وحقيقية.
توقفت اتفاقية الس يداو ابدئ ذي بدء عند تعريف مصطلح المتيزي ضد املرأة واعتربته "أي تفرقة أو
استبعاد أو تقييد يمت عىل أساس اجلنس ويكون من أاثره أو أغراضه ،توهني أو اإحباط الاعرتاف للمرأة حبقوق
االإنسان واحلرايت الساس ية يف امليادين الس ياس ية والاقتصادية والاجامتعية والثقافية واملدنية أو يف أي
ميدان أخر ،أو توهني أو اإحباط متتعها هبذه احلقوق أو ممارس هتا لها ،برصف النظر عن حالهتا الزوجية وعىل
أساس املساواة بيهنا وبني الرجل" (املادة الوىل) .وتدعو املعاهدة ادلول الطراف اإىل بذل جمهودات حثيثة
قصد اإلغاء لك مظاهر المتيزي ضد املرأة وتغيري المناط الاجامتعية والثقافية لسلوك الرجل واملرأة هبدف حتقيق
القضاء عىل التحزيات والعادات العرفية ولك املامرسات الخرى القامئة عىل الاعتقاد بكون أي من اجلنسني
أدىن أو أعىل من الخر ،أو عىل أدوار منطية للرجل واملرأة.
وكغريها من الوفاق ادلولية ،اش متلت اتفاقية الس يداو عىل الحئة من احلقوق واحلرايت املعرتف هبا
للمرأة تروم حتقيق املساواة بني اجلنسني يف المتتع هبا ،كام هو المر عليه يف احلياة الس ياس ية والعامة (املادة )7
والمتثيل عىل الصعيد ادلويل (املادة .)8واس تعرضت املعاهدة خمتلف احلقوق الالكس يكية مثل اجلنس ية (املادة
،)9والرتبية والتعلمي (املادة ،)10والعمل (املادة ،)11والرعاية الصحية (املادة ،)12واحلياة الاقتصادية
والاجامتعية (املادة ،)13واملساواة أمام القانون (املادة ،)15والزواج والعالقات العائلية (املادة .)16كام
أفردت االتفاقية مقتضيات خاصة ابملرأة الريفية (املادة .)14وجتدر االإشارة اإىل أن املغرب وافق عىل تعديل
الفقرة الوىل من املادة 20من االتفاقية(.)10
الشخاص ذوي ا إلعاقة()11 أ
الفقرة الثالثة :اتفاقية حقوق
صادق املغرب عىل هذه االتفاقية بتارخي 8أبريل ،2009وقام بنرشها ابجلريدة الرمسية س نة .)12(2011
افتتحت االتفاقية بديباجة طويةل مت التأكيد مبوجهبا عىل أن الشخاص ذوي االإعاقة ،ابلرمغ من خمتلف الصكوك
والعهود ادلولية الناصة عىل حقوق االإنسان ،ال يزالون يواهجون يف سائر أحناء العامل حواجز تعرتض مشاركهتم
( )10يتعلق المر ابإاتحة الوقت الاكيف الجامتعات اللجنة املعنية ابلقضاء عىل المتيزي ضد املرأة" :جتمتع اللجنة عادة س نواي للنظر يف التقارير
املقدمة وفقا للامدة 18من هذه االتفاقية .وحتدد مدة اجامتعات اللجنة يف اجامتع لدلول الطراف يف هذه االتفاقية ،رهنا مبوافقة امجلعية
العامة" 69 .دوةل طرفا وافقت عىل التعديل ،غري أنه مل يدخل بعد حزي النفاذ اذلي يس تلزم موافقة ثليث ادلول الطراف يف االتفاقية .ظهري
شيف رق 1.09.137صادر يف فاحت رمضان 2( 1432أغسطس )2011بنرش تعديل الفقرة الوىل من املادة 20من اتفاقية القضاء عىل
مجيع أشاكل ال متيزي ضد املرأة املع متدة من طرف امجلعية العامة للمم املتحدة بنيويورك يف 22ديسمرب ،1995جريدة رمسية ،عدد 6044
بتارخي 11جامدى الخرة 3( 1433ماي ،)2012ص.2985 .
( )11اعمتدت مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ( 106د )61-املؤرخ يف 13ديسمرب .2006اترخي بدء النفاذ 13 :مايو ،2008وفقا
لحاكم الفقرة الوىل من املادة .45عدد الطراف.154 :
( )12ظهري شيف رق 1.08.143صادر يف فاحت رمضان 2( 1432أغسطس )2011بنرش اتفاقية حقوق الشخاص ذوي االإعاقة املع متدة
من طرف امجلعية العامة للمم املتحدة بنيويورك يف 13ديسمرب 2006والربوتوكول الاختياري ،جريدة رمسية ،عدد 5977بتارخي 13
شوال 12( 1432سبمترب ،)2011ص.4512 .
7
كعضاء يف اجملمتع عىل قدم املساواة مع الخرين .ذلكل ارتأى املنتظم ادلويل سن اتفاقية دولية شامةل ومتاكمةل
محلاية وتعزيز حقوق هذه الفئة الاجامتعية اليت تعيش ظروفا قاس ية ووضعية هشة ،وتشجيع مشاركهتا يف
اجملاالت املدنية والس ياس ية والاقتصادية والاجامتعية والثقافية عىل أساس تاكفؤ الفرص .وللوصول اإىل هذه
الغاية ،وجب اإدماج قضااي الشخاص ذوي االإعاقة كجزء ال يتجزأ من اسرتاتيجيات التمنية املس تدامة .ويشمل
مصطلح الشخاص ذوي االإعاقة يف منظور االتفاقية "لك من يعانون من عاهات طويةل الجل بدنية أو عقلية
أو ذهنية أو حس ية ،قد متنعهم دلى التعامل مع خمتلف احلواجز من املشاركة بصورة اكمةل وفعاةل يف اجملمتع عىل
قدم املساواة مع الخرين" (املادة الوىل) .وقبل اس تعراض االتفاقية خملتلف احلقوق واحلرايت املكفوةل
للشخاص ذوي االإعاقة والالزتامات امللقاة عىل عاتق ادلول الطراف ،تولت تبيان املبادئ الكربى اليت
تتأسس علهيا املعاهدة وتمتثل يف :احرتام كرامة الشخاص ،وعدم المتيزي ،وكفاةل حق املشاركة ،واحرتام الفوارق،
وتاكفؤ الفرص ،وإاماكنية الوصول ،واملساواة بني الرجل واملرأة ،وأخريا ،احرتام القدرات املتطورة للطفال
ذوي االإعاقة واحرتام حقهم يف احلفاظ عىل هويهتم (املادة .)3
متحورت أمه احلقوق واحلرايت املعرتف هبا للشخاص ذوي االإعاقة حول احلق يف احلياة (املادة ،)10
واملساواة أمام القانون (املادة ،)12وإاماكنية اللجوء اإىل القضاء (املادة ،)13وحرية الشخص وأمنه (املادة ،)14
وعدم التعرض للتعذيب أو املعامةل أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة (املادة ،)15وعدم التعرض
لالس تغالل والعنف والاعتداء (املادة ،)16وحامية السالمة الشخصية (املادة ،)17وحرية التنقل واجلنس ية
(املادة ،)18والعيش املس تقل واالإدماج يف اجملمتع (املادة ،)19والتنقل الشخيص (املادة ،)20وحرية التعبري
والرأي واحلصول عىل املعلومات (املادة ،)21واحرتام اخلصوصية (املادة ،)22واحرتام البيت والرسة (املادة
،)23والتعلمي (املادة ،)24والصحة (املادة ،)25والتأهيل وإاعادة التأهيل (املادة ،)26والعمل (املادة ،)27
ومس توى املعيشة الالئق وامحلاية الاجامتعية (املادة ،)28واملشاركة يف احلياة الس ياس ية والعامة (املادة ،)29
وكذا املشاركة يف احلياة الثقافية وأنشطة الرتفيه والتسلية والرايضة (املادة .)30وأفردت االتفاقية بعض
مقتضياهتا للنساء ذوات االإعاقة (املادة ،)6والطفال ذوي االإعاقة (املادة .)7
الفقرة الرابعة :التفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين أوافراد أاسرهم()13
يعد املغرب من أوائل ادلول اليت وقعت عىل هذه االتفاقية بتارخي 15أغسطس ،1991وصادق علهيا
يف 21يونيو ،1993كام قام بنرشها ابجلريدة الرمسية س نة ،)14(2011علام أن ادلول املتقدمة اقتصاداي مل تقم
بعد ابالنضامم اإىل هذه االتفاقية ابلنظر اإىل جحم الالزتامات اليت نصت علهيا عىل عاتق ادلول الطراف .ويأيت
( )13اعمتدت مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ( 158د )45-املؤرخ يف 18ديسمرب .1990اترخي بدء النفاذ :فاحت يوليو ،2003
وفقا لحاكم الفقرة الوىل من املادة .87
( )14ظهري شيف رق 1.93.317صادر يف فاحت رمضان 2( 1432أغسطس )2011بنرش االتفاقية ادلولية محلاية حقوق مجيع العامل
املهاجرين وأفراد أرسمه ،املع متدة من طرف امجلعية العامة للمم املتحدة يف 18ديسمرب ،1990جريدة رمسية ،عدد 6015بتارخي 29صفر
23( 1433يناير ،)2012ص.362 .
8
سن هذه املعاهدة ادلولية يف س ياق تنايم ظاهرة الهجرة اليت أصبحت مع مرور الايم متس املاليني من الناس
وهتم عددا ال يس هتان به من دول املعمور .وإادرأاك من اجملمتع ادلويل بأثر تدفق موجات العامل املهاجرين عىل
خمتلف ادلول ،فقد فكر يف اإرساء قواعد ميكن أن تسامه يف التوفيق بني مواقف ادلول عن طريق قبول مبادئ
أساس ية تتعلق مبعامةل العامل املهاجرين وأفراد أرسمه .وتعد اتفاقية حامية حقوق مجيع العامل املهاجرين وأفراد
أرسمه من الصكوك اليت أدرجت مضن مقتضياهتا كثريا من مضامني اتفاقيات حقوق االإنسان الخرى وهو ما
يفرس غىن الحئة احلقوق واحلرايت املعرتف هبا فهيا ،ذكل أن امحلاية املكفوةل مبقتىض هذه املعاهدة ختص من
هجة العامل ،ومن هجة أخرى ،أفراد أرسمه سواء اكنوا يف وضعية نظامية أم ال .ولغراض هذه املعاهدة ،مت
تدقيق لك املصطلحات اليت تدل عىل معىن العامل املهاجر مثل عامل احلدود والعامل املومسي واملالح والعامل
عىل منشأة حبرية والعامل املتجول والعامل املرتبط مبرشوع وعامل الاس تخدام احملدد والعامل حلسابه اخلاص
(املادة .)2كام تنطبق هذه االتفاقية خالل اكمل معلية جهرة العامل املهاجرين وأفراد أرسمه ،وتشمل هذه العملية
التحضري للهجرة ،واملغادرة ،والعبور ،وفرتة االإقامة باكملها ،ومزاوةل نشاط مقابل أجر يف دوةل العمل وكذكل
العودة اإىل دوةل املنشأ أو دوةل االإقامة العادية (املادة الوىل ،فقرة اثنية) .ونصت املعاهدة عىل احلقوق
الالكس يكية املضمونة يف اتفاقيات حقوق االإنسان املشاهبة من مثل عدم المتيزي يف احلقوق (املادة ،)7واحلق
يف احلياة (املادة ،)9ومنع التعذيب (املادة ،)10والاسرتقاق والاس تعباد (املادة ،)11وحرية الفكر والضمري
وادلين (املادة ،)12وحرية التعبري (املادة ،)13ومنع التدخل التعسفي أو غري املرشوع يف احلياة اخلاصة (املادة
،)14وحامية املمتلاكت (املادة ،)15واحلق يف احلرية والسالمة الشخصية (املادة ،)16واملعامةل االإنسانية يف
حاةل احلرمان من احلرية (املادة ،)17واحلق يف املساواة أمام احملامك (املادة ،)18ومنع الطرد امجلاعي (املادة
،)22واحلق يف اللجوء (املادة ،)23والاعرتاف ابلشخصية القانونية (املادة .)24
إاىل جانب هذه الفئة من احلقوق واحلرايت ،كفلت اتفاقية حامية حقوق مجيع العامل املهاجرين وأفراد
أرسمه ،طائفة أخرى من احلقوق اللصيقة بوضعية العامل املهاجرين ،نذكر مهنا عىل وجه اخلصوص املعامةل املامثةل
يف الجر مع رعااي دوةل العمل (املادة ،)25وحق الانضامم اإىل النقاابت (املادة ،)26واحرتام الهوية الثقافية
(املادة ،)31وحق حتويل ادلخول واملدخرات (املادة ،)32وحرية اختيار النشطة الاقتصادية (املادة .)52
اإدرأاك منه لمهية تعزيز احرتام حقوق االإنسان واحلرايت الساس ية والهنوض هبا معليا وفعليا ،أقدم
املغرب عىل الاخنراط يف مجموعة من املعاهدات ادلولية املوضوعاتية تقوية ملنظومته املعيارية .وعليه ،نتعرض يف
اإشارات رسيعة لالتفاقية ادلولية للقضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي العنرصي (الفقرة الوىل) ،واتفاقية مناهضة
التعذيب وغريه من رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة (الفقرة الثانية) ،واالتفاقية ادلولية
محلاية مجيع الشخاص من الاختفاء القرسي (الفقرة الثالثة).
9
الولى :التفاقية الدولية للقضاء على جميع أاشكال التمييز العنصري()15
أ
الفقرة
وقع املغرب عىل هذه االتفاقية بتارخي 18سبمترب ،1967وصادق علهيا يف 18ديسمرب ،1970ورأت
طريقها اإىل اجلريدة الرمسية( )16لتصبح جزء من الترشيع الوطين .وغين عن البيان أن ادلول االإسالمية ومن
مضهنا املغرب يفرتض أن تكون س باقة اإىل املصادقة عىل هذه املعاهدة عىل اعتبار أن أحد أمه مبادئ االإسالم
السمحة هو حماربة المتيزي العنرصي كيفام اكن شلكه أو مظهره .مفقاصد الرشع احلنيف تتطابق اإىل أبعد احلدود
مع أهداف االتفاقية يف بناء جممتع يسوده الوئام وتربط بني أفراده وشاجئ الخوة واملواطنة .لقد جاء اعامتد هذه
االتفاقية تفعيال لحد أهداف ميثاق المم املتحدة اذلي يتأسس عىل مبدأي الكرامة والتساوي الصيلني يف
مجيع البرش ،بغية اإدراك أحد مقاصد المم املتحدة املمتثل يف تعزيز وتشجيع الاحرتام واملراعاة العامليني حلقوق
االإنسان واحلرايت الساس ية للناس مجيعا ،دون متيزي بسبب العرق أو اجلنس أو اللغة أو ادلين .كام س بق
ل إالعالن العاملي حلقوق االإنسان أن أكد برصحي العبارة أن البرش يودلون مجيعا أحرارا ومتساوين يف الكرامة
واحلقوق (املادة الوىل).
وإاذا اكنت فرتة الس تينيات من القرن املايض قد متزيت ابالس تقالل الس يايس واسرتداد الس يادة
املغصوبة لعدد من ادلول املس تعمرة خاصة يف اإفريقيا ،اإال أن بعض اجملمتعات ظلت مع ذكل ترزح حتت وطأة
السلواكت واملامرسات المتيزيية ،مفثلت االتفاقية حتوال مفصليا اإيذاان مبحارصة الس ياسات احلكومية القامئة عىل
أساس التفوق العنرصي أو الكراهية العنرصية مثل س ياسات الفصل العنرصي أو العزل أو التفرقة .أكرث من
ذكل ،اإن المتيزي بني البرش يشلك عقبة تعرتض العالقات الودية والسلمية بني المم وواقعا من شأنه تعكري
السمل والمن بني الشعوب واالإخالل ابلوئام بني أشخاص يعيشون جنبا اإىل جنب حىت يف داخل ادلوةل
الواحدة .بعبارة واحدة ،اإن وجود حواجز عنرصية أمر مناف للمثل العليا لي جممتع اإنساين.
كغريها من اتفاقيات حقوق االإنسان ،بدأت معاهدة القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي العنرصي بتعريف
تعبري المتيزي وقصدت به "أي متيزي أو اس تثناء أو تقييد أو تفصيل يقوم عىل أساس العرق أو اللون أو النسب
أو الصل القويم أو ا إالثين ويس هتدف أو يس تتبع تعطيل أو عرقةل الاعرتاف حبقوق االإنسان واحلرايت
الساس ية أو المتتع هبا أو ممارس هتا ،عىل قدم املساواة ،يف امليدان الس يايس أو الاقتصادي أو الاجامتعي أو
الثقايف أو يف أي ميدان أخر من ميادين احلياة العامة" (املادة الوىل ،فقرة .)1واس تثنت االتفاقية من هذا
التعريف بعض احلاالت املوضوعية اليت تتعلق ابجلنس ية أو املواطنة أو التجنس ،كام اعتربت أنه ال يدخل
حتت طائةل المتيزي العنرصي أية تدابري خاصة يكون الغرض الوحيد من اختاذها تأمني التقدم الاكيف لبعض
( )15اعمتدت مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة 2106ألف (د )20-بتارخي 21ديسمرب .1965اترخي بدء النفاذ 4 :يناير ،1969
وفقا لحاكم املادة .19
( )16ظهري شيف رق 19.68بتارخي 15شعبان 27( 1389أكتوبر )1969ابملصادقة عىل االتفاقية ادلولية املوقع علهيا بنيويورك يوم 7
مارس 1966بشأن القضاء عىل مجيع أشاكل املزي العنرصي وبنرش نصها يف اجلريدة الرمسية ،جريدة رمسية ،عدد 2988بتارخي 27ذو
القعدة 4( 1389فرباير ،)1970ص.336 .
10
امجلاعات العرقية أو ا إالثنية احملتاجة أو لبعض الفراد احملتاجني اإىل امحلاية اليت قد تكون الزمة لتكل امجلاعات
وهؤالء الفراد لتضمن لها وهلم املساواة يف المتتع حبقوق االإنسان واحلرايت الساس ية أو ممارساهتا ،شط عدم
تأدية تكل التدابري ،كنتيجة ذلكل ،اإىل اإدامة قيام حقوق منفصةل ختتلف ابختالف امجلاعات العرقية ،وشط
عدم اس مترارها بعد بلوغ الهداف اليت اختذت من أجلها (املادة الوىل ،فقرة .)4
وابختصار شديد ،قامت االتفاقية بتحديد الزتامات ادلول الطراف واملمتثةل يف جشب المتيزي العنرصي
وانهتاج لك الوسائل املناس بة ودون تأخري للقضاء عىل المتيزي العنرصي باكفة أشاكهل وتعزيز التفامه بني مجيع
الجناس (املادة ،)2كام تتعهد مبنع وحظر واستئصال لك املامرسات املامثةل يف القالمي اخلاضعة لواليهتا (املادة
،)3ومجيع ادلعاايت والتنظاميت القامئة عىل الفاكر أو النظرايت القائةل بتفوق أي عرق أو أية جامعة من لون
أو أصل إاثين واحد (املادة .)4بعد ذكل ،عددت املادة 5الحئة طويةل من احلقوق اليت جيب عىل ادلول
العضاء الوفاء هبا اإعامال ملضمون االتفاقية ،من حقوق مدنية وس ياس ية واقتصادية واجامتعية وثقافية .ومل يفت
االتفاقية االإشارة اإىل رضورة اختاذ تدابري فورية وفعاةل ،وال س امي يف ميادين التعلمي والرتبية والثقافة واالإعالم
بغية ماكحفة النعرات املؤدية إاىل المتيزي العنرصي (املادة .)7
أ أ
الفقرة الثانية :اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة او العقوبة القاسية او
الال إانسانية أاو المهينة()17
مت التوقيع عىل هذه االتفاقية بتارخي 8يناير ،1986وتلهتا املصادقة علهيا يف 21يونيو ،1993لتنرش يف
اجلريدة الرمسية ثالث س نوات بعد ذكل( .)18مثل انضامم املغرب اإىل هذه املعاهدة قمية مضافة ابلنظر اإىل
التجاوزات واخلروقات اليت طالت حقوق االإنسان يف املايض وهو ما جسلته بلك عناية املنظامت الفاعةل يف
هذا اجملال ،كام كشف تقرير هيئة االإنصاف واملصاحلة الاس تعامل املفرط للك الساليب املنافية للكرامة
االإنسانية .وحلد الن ،مازال هذا املوضوع حيتفظ باكمل راهنيته حيث يهتم املغرب من قبل بعض املنظامت
ادلولية ابللجوء اإىل التعذيب اليشء اذلي يتناىف والالزتامات ادلولية اليت قطعهتا اململكة عىل نفسها .واجلدير
ابذلكر أن مناهضة التعذيب متت االإشارة اإلهيا يف صكوك دولية سابقة مثل االإعالن العاملي حلقوق االإنسان
(املادة ،)5والعهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية (املادة ،)7غري أن اجملمتع ادلويل ورغبة منه يف
التصدي بفعالية للك أنواع التعذيب ،اس تحسن صياغة اتفاقية دولية مس تقةل ،افتتحها بعد ادليباجة بتعريف
التعذيب وقصد به "أي معل ينتج عنه أمل أو عذاب شديد ،جسداي اكن أم عقليا ،يلحق معدا بشخص ما
بقصد احلصول من هذا الشخص ،أو من خشص اثلث ،عىل معلومات أو عىل اعرتاف ،أو معاقبته عىل معل
( )17اعمتدت مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ( 39د )46-املؤرخ يف 10ديسمرب .1984اترخي بدء النفاذ 26 :يونيو ،1987وفقا
لحاكم الفقرة الوىل من املادة .27
( )18ظهري شيف رق 1.93.362صادر يف 9رجب 21( 1417نومفرب )1996بنرش اتفاقية مناهضة التعذيب وغريه من رضوب املعامالت
أو العقوابت القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة املع متدة من طرف امجلعية العامة للمم املتحدة يف 10ديسمرب ،1984جريدة رمسية ،عدد
4440بتارخي 8شعبان 19( 1417ديسمرب ،)1996ص.2841 .
11
ارتكبه أو يشتبه يف أنه ارتكبه ،هو أو خشص اثلث أو ختويفه أو إارغامه هو أو أي خشص اثلث -أو عندما
يلحق مثل هذا المل أو العذاب لي سبب يقوم عىل المتيزي أاي اكن نوعه ،أو حيرض عليه أو يوافق عليه أو
يسكت عنه موظف رمسي أو أي خشص يترصف بصفته الرمسية وال يتضمن ذكل المل أو العذاب الناشئ فقط
عن عقوابت قانونية أو املالزم لهذه العقوابت أو اذلي يكون نتيجة عرضية لها" (املادة الوىل).
وتوهجت االتفاقية ابخلطاب اإىل ادلول الطراف ملمتسة مهنا اختاذ لك ا إالجراءات الترشيعية أو ا إالدارية
أو القضائية الفعاةل أو أية إاجراءات أخرى ملنع أعامل التعذيب يف أي إاقلمي خيضع الختصاصها القضايئ ،وشددت
عىل أنه ال جيوز التذرع بأية ظروف اس تثنائية أاي اكنت ،سواء أاكنت هذه الظروف حاةل حرب أو هتديدا
ابحلرب أو عدم اس تقرار س يايس داخيل أو أية حاةل من حاالت الطوارئ العامة الخرى مكربر للتعذيب ،كام
ال جيوز التذرع ابلوامر الصادرة عن موظفني أعىل مرتبة أو عن سلطة عامة مكربر للتعذيب (املادة .)2ومن
بني الزتامات ادلول ،عدم جواز طرد أي خشص أو اإعادته أو تسلميه اإىل دوةل أخرى ،إاذا توافرت دلهيا أس باب
حقيقية تدعو اإىل الاعتقاد بأنه س يكون يف خطر التعرض للتعذيب (املادة .)3
وبصفة عامة ،نصت اتفاقية منع التعذيب عىل حزمة من الواجبات يف عنق ادلوةل الطرف إاكدراج
التعلمي واالإعالم يف برامج تدريب املوظفني امللكفني ابإنفاذ القوانني (املادة ،)10وضامن حتقيق رسيع ونزيه لكام
وجدت أس باب معقوةل تدعو اإىل الاعتقاد بأن معال من أعامل التعذيب قد ارتكب يف أي من القالمي اخلاضعة
لواليهتا القضائية (املادة ،)12وضامن حق أي فرد يدعي بأنه قد تعرض للتعذيب يف رفع شكوى اإىل السلطة
اخملتصة والنظر يف حالته عىل وجه الرسعة وبزناهة (املادة ،)13وكذا احلق يف التعويض العادل واملناسب مبا
يف ذكل اإعادة التأهيل عىل أمكل وجه ممكن ،ويف حاةل وفاة املعتدى عليه نتيجة لعمل من أعامل التعذيب،
يكون للشخاص اذلين يعوهلم احلق يف التعويض (املادة .)14
يف الخري ،جتدر االإشارة اإىل أن املغرب وافق عىل التعديل اذلي طال املادتني 17و 18من
االتفاقية(.)19
الشخاص من الختفاء القسري()20 أ
الفقرة الثالثة :التفاقية الدولية لحماية جميع
هناك تشابه كبري بني أحاكم هذه االتفاقية ومقتضيات املعاهدة السابقة دلرجة التقاطع بيهنام يف بعض
( )19يتعلق المر حبذف الفقرة 7من املادة 17والفقرة 5من املادة ،18كام تضاف فقرة جديدة ،تكون الفقرة 4من املادة 18نصها كام
ييل .4" :يتقاىض أعضاء اللجنة املنشأة مبوجب االتفاقية احلالية ماكفأت تدفع من موارد المم املتحدة عىل أساس الحاكم والرشوط اليت
تقررها امجلعية العامة"؛ ويعاد ترقمي الفقرة 4احلالية من املادة 18لتكون الفقرة .5يذكر أن عدد الطراف اليت قبلت هذا التعديل وصل
اإىل ،30وابلتايل مل يدخل بعد حزي النفاذ طبقا للامدة 29من االتفاقية اليت تشرتط لنفاذ التعديل قبوهل من طرف ثليث ادلول الطراف.
ظهري شيف رق 1.12.62صادر يف 25من حمرم 10( 1434ديسمرب )2012بنرش تعديل املادتني 17و 18من اتفاقية مناهضة التعذيب
وغريه من رضوب املعامالت أو العقوابت القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة املع متدة من طرف امجلعية العامة للمم املتحدة يف 10ديسمرب
،1984جريدة رمسية ،عدد 6228بتارخي 6ربيع الخر 6( 1435فرباير ،)2014ص.778 .
( )20اعمتدت مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ( 177د )61-املؤرخ يف 20ديسمرب .2006اترخي بدء النفاذ 23 :ديسمرب ،2010
وفقا لحاكم الفقرة الوىل من املادة .39
12
الحيان .وتفسري ذكل أن التعذيب والاختفاء القرسي وهجان لعمةل واحدة ،حيث غالبا ما يصاحب الاختفاء
ممارسة مجيع ألوان التعذيب .ونظرا لشدة خطورة الاختفاء القرسي اذلي يشلك جرمية ويعد ،يف ظروف
معينة حيددها القانون ادلويل ،جرمية ضد االإنسانية ،عقد املنتظم ادلويل العزم عىل منع حاالت الاختفاء القرسي
وماكحفة اإفالت مرتكيب هذه اجلرمية من العقاب ،مع الخذ يف الاعتبار حق لك خشص يف عدم التعرض
الختفاء قرسي ،وحق الضحااي يف العداةل والتعويض .ونعترب أن نرش اتفاقية حامية مجيع الشخاص من الاختفاء
القرسي( )21بعد التوقيع ( 6فرباير )2007واملصادقة علهيا ( 14ماي ،)2013تعد خطوة جريئة لطي ملف
الاختفاء والاختطاف والنفي اذلي مزي حقبة اترخيية هممة للمغرب.
ويقصد ابالختفاء القرسي يف مفهوم االتفاقية" ،الاعتقال أو الاحتجاز أو الاختطاف أو أي شلك
من أشاكل احلرمان من احلرية يمت عىل أيدي موظفي ادلوةل ،أو أشخاص أو مجموعات من الفراد يترصفون
ابإذن أو دمع من ادلوةل أو مبوافقهتا ،ويعقبه رفض الاعرتاف حبرمان الشخص من حريته أو اإخفاء مصري
الشخص اخملتفي أو ماكن وجوده ،مما حيرمه من حامية القانون" (املادة .)2ونظرا خلطورة ممارسة الاختفاء
القرسي العامة أو املمهنجة ،فقد مت تصنيفها مضن جرامئ االإنسانية كام مت تعريفها يف القانون ادلويل املطبق
وتس تتبع العواقب املنصوص علهيا يف ذكل القانون (املادة .)5وعليه ،ال جيوز التذرع بأي أمر أو تعلاميت صادرة
من سلطة عامة أو مدنية أو عسكرية أو غريها لتربير هذه اجلرمية الش نعاء (املادة ،)6كام ال تعترب جرمية
الاختفاء القرسي جرمية س ياس ية ،أو جرمية متصةل جبرمية س ياس ية ،أو جرمية تمكن وراءها دوافع س ياس ية.
وابلنتيجة ،ال جيوز لهذا السبب وحده رفض طلب تسلمي يستند اإىل مثل هذه اجلرمية (املادة .)13
ولبلوغ الهداف اليت رمسهتا معاهدة حامية مجيع الشخاص من الاختفاء القرسي ،فاإن ادلول الطراف
مدعوة للتعاون فامي بيهنا (املادة ،)15كام ميتنع علهيا أن تطرد أو تبعد أو تسمل أي خشص اإىل أي دوةل أخرى
اإذا اكنت هناك أس باب وجهية تدعو اإىل الاعتقاد بأن هذا الشخص س يقع حضية لالختفاء القرسي (املادة
.)16وتوقفت االتفاقية مطوال عند احلقوق اليت جيب أن يمتتع هبا لك خشص حرم من حريته والضوابط القانونية
اليت ينبغي مراعاهتا والتقيد هبا تفاداي للك جتاوز أو تعسف من قبل أي اكن ميكن أن يتدخل يف حراسة أو
معامةل أي خشص حمروم من حريته (املادة 17وما بعدها) .وأخريا ،خصت االتفاقية الطفال اخلاضعني الختفاء
قرسي أو اذلين خيضع أحد أبوهيم أو ممثلهم القانوين الختفاء قرسي ،أو الطفال اذلين يودلون أثناء وجود
أهماهتم يف الرس نتيجة الختفاء قرسي مبقتضيات حامئية مراعاة ملصلحهتم الفضىل (املادة .)25
( )21ظهري شيف رق 1.12.23صادر يف 13من رمضان 2( 1433أغسطس )2012بتنفيذ القانون رق 20.12املوافق مبوجبه عىل
االتفاقية ادلولية محلاية مجيع الشخاص من الاختفاء القرسي ،املع متدة من طرف امجلعية العامة للمم املتحدة بنيويورك يف 20ديسمرب
،2006جريدة رمسية ،عدد 6078بتارخي 11شوال 30( 1433أغسطس ،)2012ص4633 .؛ ظهري شيف رق 1.12.41صادر يف
18من رمضان 27( 1434يوليو )2013بنرش االتفاقية ادلولية محلاية مجيع الشخاص من الاختفاء القرسي ،املع متدة من طرف امجلعية
العامة للمم املتحدة بنيويورك يف 20ديسمرب ،2006جريدة رمسية ،عدد 6229بتارخي 10ربيع الخر 10( 1435فرباير ،)2014ص.
.2512
13
المطلب الثاني :البروتوكوالت اإلضافية
اإن مسلسل اخنراط املغرب يف املنظومة ادلولية حلقوق االإنسان مل يكمتل بعد .فرمغ ادلينامية الكبرية
اليت أابن عهنا خالل العقود القليةل املاضية ،الزال العديد من الصكوك ادلولية مل ير طريقه اإىل التصديق.
والالفت للنظر أن أغلب هذه النصوص عبارة عن بروتوكوالت اإضافية تنص أغلهبا عىل اختصاص اللجان
املعاهداتية يف موضوع الشاكايت املقدمة من طرف الفراد .ويف س ياق التطورات النوعية وغري املس بوقة اليت
اكن املغرب مرسحا لها ،منذ وصول املكل محمد السادس اإىل احلمك ،واليت جتذرت خاصة بعد اعامتد دس تور
،2011فقد ابدرت اململكة اإىل الانضامم اإىل مجةل من الصكوك ادلولية (الفرع الول) يف انتظار اس تكامل معلية
التصديق عىل االتفاقيات ادلولية حلقوق االإنسان الخرى (الفرع الثاين).
( )22اعمتد مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ( 263د )54-املؤرخ يف 25ماي .2000اترخي بدء النفاذ 23 :فرباير ،2002وفقا
لحاكم املادة .10
14
اإىل التوقيع عىل الربوتوكول بتارخي 8سبمترب ،2000وأردفه ابملصادقة يوم 22ماي ،2002قبل أن يعمد اإىل
نرشه أشهرا قليةل بعد ذكل يف اجلريدة الرمسية(.)23
لقد شعر املنتظم ادلويل برمته ابجلزع ملا للمنازعات املسلحة من تأثري ضار وانعاكس سليب عىل الطفال
وما لهذا الوضع من عواقب يف الجل الطويل عىل اس تدامة السمل والمن والتمنية ،كام أدان اس هتداف الطفال
يف حاالت املنازعات املسلحة والهجامت املباشة عىل أهداف محمية مبوجب القانون ادلويل ،مبا فهيا أماكن تتسم
معوما بتواجد كبري للطفال مثل املدارس واملستشفيات .وللتصدي لهذه املامرسات املقيتة ،يتوجب عىل ادلول
الطراف اختاذ مجيع التدابري املمكنة معليا لضامن عدم اشرتاك أفراد قواهتا املسلحة اذلين مل يبلغوا الثامنة عرشة
من العمر اشرتأاك مباشا يف العامل احلربية (املادة الوىل) .ومن مقتضيات املصادقة عىل الربوتوكول احلايل،
اإيداع اإعالن ملزم بعد التصديق عىل هذا الربوتوكول أو الانضامم اإليه يتضمن احلد الدىن للسن اذلي تسمح
عنده ادلول ابلتطوع يف قواهتا املسلحة الوطنية ووصفا للضامانت اليت اعمتدهتا ملنع فرض هذا التطوع جربا أو
قرسا (املادة .)2ويندرج حتت الزتامات ادلول الطراف مبوجب هذه املعاهدة أيضا ،نرش مبادئ وأحاكم هذا
الربوتوكول عىل نطاق واسع وتعزيزه ابلس بل املالمئة بني البالغني والطفال عىل السواء (املادة ،)6وكذا التعاون
يف تنفيذه ،مبا يف ذكل التعاون يف منع أي نشاط يناقضه ويف اإعادة التأهيل وإاعادة االإدماج الاجامتعي للشخاص
اذلين يقعون حضااي أفعال تناقض هذا الربوتوكول ،مبا يف ذكل من خالل التعاون التقين واملساعدة املالية (املادة
.)7
أ أ
الفقرة الثانية :البروتوكول الختياري لتفاقية حقوق الطفل بشان بيع الطفال
الطفال في البغاء وفي المواد ا إلباحية()24 أ
واستغالل
جاء اعامتد هذا الربوتوكول الاختياري التفاقية حقوق الطفل تدعامي محلاية الطفال من مجةل من
املامرسات الضارة هبم اكلبيع والاس تغالل يف البغاء ويف املواد االإابحية .فقد أصبحت هذه الفعال بفعل الانتشار
الواسع لها وبشلك مزتايد عىل ش بكة االإن نرتيت وغريها من التكنولوجيات الناش ئة حمط اهامتم اجملمتع ادلويل
اذلي أصبح يساوره ابلغ القلق إازاء الاجتار ادلويل ابلطفال الواسع النطاق واملزتايد وذكل لغرض بيعهم
واس تغالهلم يف البغاء ويف املواد االإابحية ،كام اس تأثرت ابهامتمه املامرسة املنترشة واملتواصةل املمتثةل يف الس ياحة
اجلنس ية اليت يتعرض لها الطفال بشلك خاص .من هذا املنطلق ،ابدر املغرب اإىل الاخنراط يف هذا الربوتوكول
الاختياري ليسامه بدوره اإىل جانب أشخاص القانون ادلويل الخرى يف احلد من هذه الظواهر غري الطبيعية،
ومن مث وقع أوال عىل املعاهدة بتارخي 8سبمترب ،2000مث صادق علهيا يف 2أكتوبر ،2001وأخريا قام بنرشها
( )23ظهري شيف رق 1.01.253صادر يف 9شوال 4( 1424ديسمرب )2003بنرش الربوتوكول الاختياري التفاقية حقوق الطفل بشأن
اشرتاك الطفال يف املنازعات املسلحة املوقع بنيويورك يف 25ماي ،2000جريدة رمسية ،عدد 5191بتارخي 9حمرم ( 1425فاحت ديسمرب
،)2004ص.758 .
( )24اعمتد مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ( 263د )54-املؤرخ يف 25ماي .2000اترخي بدء النفاذ 18 :يناير ،2002وفقا
لحاكم املادة .14
15
يف اجلريدة الرمسية( .)25فليس يف وسع املغرب اإال مض صوته اإىل أصوات ادلول الطراف كفاةل حلقوق الطفال
من أي معل حيمتل أن يكون خطريا أو يعرقل تعلميهم أو يرض بصحهتم أو بامنهئم البدين أو العقيل أو الرويح
أو اخللقي أو الاجامتعي.
اإن اس تفحال ظواهر بيع الطفال واس تغالهلم يف البغاء وغريه من املواد االإابحية أصبح مبثابة حتد كبري
للمجمتع ادلويل وحيتاج اإىل تضافر اجلهود للقضاء علهيا .فبيع الطفال يقصد منه أي فعل أو تعامل يمت مبقتضاه
نقل طفل من جانب أي خشص أو مجموعة من الشخاص اإىل خشص أخر لقاء ماكفأة أو أي شلك أخر من
أشاكل العوض .أما اس تغالل الطفال يف البغاء فيتحقق عند اس تخدام طفل لغرض أنشطة جنس ية لقاء ماكفأة
أو أي شلك أخر من أشاكل العوض .وأما اس تغالل الطفال يف املواد االإابحية ،فاملقصود منه تصوير أي
طفل ،بأي وس يةل اكنت ،ميارس ممارسة حقيقية أو ابحملأاكة أنشطة جنس ية رصحية أو أي تصوير للعضاء
اجلنس ية للطفل الإش باع الرغبة اجلنس ية أساسا (املادة .)2لك هذه الترصفات القبيحة تقتيض ابلرضورة يف
تصور االتفاقية ادلولية اعامتد هنج جامع ،يتصدى للعوامل املسامهة يف ذكل واليت تشمل التخلف والفقر
والتفاوت يف مس توايت ادلخل والهيألك الاجامتعية الاقتصادية اجلائرة ،وتعطل ادلور اذلي تؤديه الرس،
والافتقار اإىل الرتبية ،والهجرة من الرايف اإىل املدن ،والمتيزي املبين عىل نوع اجلنس ،والسلوك اجلنيس
الالمسؤول من جانب الكبار ،واملامرسات التقليدية الضارة ،والزناعات املسلحة ،والاجتار ابلطفال .ومل خيل
الربوتوكول الاختياري من مقتضيات حامئية لصاحل الطفال ويه مبثابة الزتامات عىل عاتق ادلول الطراف ليك
حتقق االتفاقية أغراضها وتبلغ غاايهتا.
الفقرة الثالثة :البروتوكول الختياري لتفاقية حقوق الطفل المتعلق إباجراء تقديم
البالغات()26
يندرج اعامتد هذا الصك ادلويل يف س ياق تعزيز تدابري حامية الطفل بوصفه صاحب حقوق واكئنا
برشاي هل كرامته وقدراته املتنامية .فال خيفى أن الطفال ،حبمك وضعهم اخلاص واعامتدمه عىل غريمه ،قد يواهجون
صعوابت كبرية يف اللجوء اإىل س بل الانتصاف عندما تنهتك حقوقهم .وذلكل ،ارتأى املنتظم ادلويل سن هذا
الربوتوكول اذلي من دون شك س يقوي الآليات الوطنية وا إالقلميية ويمكلها ،وس ميكن ال حماةل الطفال من تقدمي
شاكوى عند حدوث انهتأاكت حلقوقهم املضمونة مبوجب املعاهدات ادلولية .وقد مر معنا أن مصاحل الطفل
الفضىل تكتيس أمهية قصوى وينبغي ابلتايل أن تكون من أول الاعتبارات اليت جيب مراعاهتا دلى اللجوء اإىل
( )25ظهري شيف رق 1.01.254صادر يف 9شوال 4( 1424ديسمرب )2003بنرش الربوتوكول الاختياري امللحق ابتفاقية حقوق الطفل
بشأن بيع الطفال واس تغالل الطفال يف البغاء ويف املواد االإابحية املوقع بنيويورك يف 25ماي ،2000جريدة رمسية ،عدد 5191بتارخي
9حمرم ( 1425فاحت ديسمرب ،)2004ص.760 .
( )26اعمتد مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ( 138د )66-املؤرخ يف 19ديسمرب .2011اترخي بدء النفاذ 14 :أبريل ،2014وفقا
لحاكم الفقرة الوىل من املادة .19
16
س بل الانتصاف من انهتأاكت حقوق الطفل ،كام أن س بل الانتصاف هذه ينبغي أن تأخذ يف الاعتبار احلاجة
اإىل تطبيق اإجراءات تراعي ظروف الطفل عىل مجيع املس توايت .والإدراك هذا املبتغى ،مطلوب من ادلول
الطراف اإنشاء أآليات وطنية مناس بة لمتكني الطفل اذلي تنهتك حقوقه من اللجوء اإىل س بل انتصاف فعاةل
عىل املس توى احمليل ،حيث ميكن أن يعهد هبذه الوظيفة النبيةل اإىل املؤسسات الوطنية حلقوق االإنسان وغريها
من املؤسسات املتخصصة ذات الصةل امللكفة بتعزيز حقوق الطفل وحاميهتا .ال ريب أن املغرب خطا خطوة
اإىل المام عندما نرش ابجلريدة الرمسية القانون اذلي وافق مبوجبه الربملان عىل الربوتوكول الاختياري يف انتظار
اس تكامل مسطرة املصادقة عليه(.)27
وأس ند الربوتوكول الاختياري اإىل جلنة حقوق الطفل أداء املهام املنصوص علهيا فيه ،ونص عىل أهنا
هتتدي يف القيام بعملها مببدأ مصاحل الطفل الفضىل ،كام تراعي أيضا حقوق الطفل وأراءه ،وتعطى هذه الراء
المهية الواجبة تبعا لسن الطفل ونضجه (املادة .)2وشدد الربوتوكول عىل أن تدرج اللجنة يف نظاهما ادلاخيل
ضامانت للحيلوةل دون أن يكون للشخاص اذلين يترصفون ابلنيابة عن الطفل تأثري عليه ،ولها أن ترفض
النظر يف أي بالغ ترى أنه ال خيدم مصاحل الطفل الفضىل (املادة ،3فقرة .)1وخياطب الربوتوكول ادلول
الطراف ويدعوها اإىل اختاذ مجيع التدابري املناس بة لكفاةل عدم تعرض الفراد اذلين خيضعون لواليهتا لي انهتاك
من انهتأاكت حقوق االإنسان أو لسوء معامةل أو ختويف نتيجة ملا يقدمونه اإىل اللجنة من بالغات أو لتعاوهنم
معها معال هبذا الربوتوكول (املادة ،4فقرة .)1
وتمتحور البالغات الفردية حول فكرة أساس ية مؤداها أنه جيوز لفرد أو مجموعة أفراد خيضعون لوالية
دوةل طرف يدعون أهنم حضااي النهتاك ادلوةل الطرف لي حق من احلقوق املنصوص علهيا يف أي من الصكوك
التالية اليت تكون تكل ادلوةل طرفا فهيا أو من ينوب عهنم تقدمي البالغات؛ ويتعلق المر ابتفاقية ،1989
والربوتوكول الاختياري لالتفاقية املتعلق ببيع الطفال وبغاء الطفال واس تغالل الطفال يف املواد االإابحية،
والربوتوكول الاختياري لالتفاقية املتعلق ابشرتاك الطفال يف املنازعات املسلحة (املادة ،5فقرة .)1ويعطي
الربوتوكول الاختياري للجنة احلق يف أي وقت ،بعد تلقي بالغ ما وقبل التوصل اإىل قرار بشأن أسسه
املوضوعية ،يف أن حتيل اإىل ادلوةل الطرف املعنية طلبا يك تنظر بصورة عاجةل يف اختاذ ما تقتضيه الرضورة يف
ظروف اس تثنائية من تدابري مؤقتة لتاليف اإماكنية أن يلحق بضحية أو حضااي الانهتأاكت املدعاة رضر
ال ميكن جربه (املادة ،6فقرة .)1وتوىل الربوتوكول تبيان املراحل اليت تقطعها البالغات من اإحاةل لها اإىل ادلول
( )27ظهري شيف رق 1.13.40صادر يف فاحت جامدى الوىل 13( 1434مارس )2013بتنفيذ القانون رق 59.12املوافق مبوجبه عىل
الربوتوكول الاختياري التفاقية حقوق الطفل املتعلق ابإجراء تقدمي البالغات ،املوقع بنيويورك يف 19ديسمرب ،2011جريدة رمسية ،عدد
6140بتارخي 23جامدى الوىل 4( 1434أبريل ،)2013ص.3020 .
17
الطراف ،وإاجراءات التسوية الودية لها ،والنظر فهيا ،فضال عن متابعة ادلول الطراف لراء اللجنة وتوصياهتا
اإن وجدت.
وعىل غرار بعض اتفاقيات حقوق االإنسان ،نص الربوتوكول الاختياري التفاقية حقوق الطفل املتعلق
ابإجراء تقدمي البالغات عىل تبادل البالغات بني ادلول حيث جيوز لي دوةل طرف يف هذا الربوتوكول أن
تعلن يف أي وقت أهنا تعرتف ابختصاص اللجنة يف تلقي وحبث بالغات تدعي فهيا دولـة طرف أن دوةل طرفا
أخرى ال تفي ابلزتاماهتا مبوجب أي من الصكوك اليت أشان اإلهيا سابقا واليت تكون تكل ادلوةل طرفا فهيا (املادة
.)12وتودع ادلول الطراف اإعالان مبوجب الفقرة 1من هذه املادة دلى المني العام للمم املتحدة اذلي يرسل
نسخا منه اإىل ادلول الطراف الخرى .وجيوز حسب أي اإعالن يف أي وقت ابإخطار يوجه اإىل المني العام.
وتمتتع جلنة حقوق الطفل بسلطات هامة حيث مبقدورها اإجراء التحري بشأن وقوع انهتأاكت جس مية أو ممهنجة.
فلكام تلقت اللجنة معلومات موثوقا هبا تفيد ابرتاكب دوةل طرف انهتأاكت جس مية أو مهنجية للحقوق املنصوص
علهيا يف االتفاقية الم أو يف الربوتوكولني الاختياريني ،فاإهنا تدعو ادلوةل الطرف اإىل التعاون يف حفص املعلومات
والقيام لهذا الغرض بتقدمي مالحظاهتا بشأن هذه املعلومات دون تأخري (املادة .)13اإال أن ممارسة هذا
الاختصاص رهني بقبول ادلول الطراف به .وعليه ،جيوز للك دوةل طرف ،عند توقيع هذا الربوتوكول أو
التصديق عليه أو الانضامم اإليه ،أن تعلن أهنا ال تعرتف ابختصاص اللجنة املنصوص عليه يف هذه املادة
فامي يتعلق ابحلقوق الواردة يف بعض الصكوك املذكورة يف الفقرة 1أو يف مجيعها.
الفقرة الرابعة :البروتوكول الختياري لتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب
المعاملة أاو العقوبة القاسية أاو الال إانسانية أاو المهينة()28
ال خيتلف اثنان عىل أن التعذيب وغريه من رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو الال إانسانية أو املهينة
أمور حمظورة وتشلك انهتأاك صارخا حلقوق االإنسان ،ومن مث وجب التعجيل ابختاذ تدابري اإضافية فعاةل لتحقيق
مقاصد اتفاقية مناهضة التعذيب لس نة ،1984وكذا تعزيز حامية الشخاص احملرومني من حريهتم من التعذيب
وغريه من املعامالت غري ا إالنسانية .وغين عن البيان أنه تقع عىل ادلول مسؤولية أساس ية لبلوغ هذه الهداف
السامية ،كام أن هيئات التنفيذ ادلولية تمكل وتعزز التدابري الوطنية .من هذه الزاوية ،قرر اجملمتع ادلويل اعامتد
معاهدة دولية هبدف استئصال شأفة التعذيب مع اإيالء أمهية قصوى للوقاية ،عرب إانشاء نظام غري قضايئ ذي
طبيعة وقائية يقوم عىل زايرات منتظمة لماكن الاحتجاز .وكام س بقت االإشارة اإىل ذكل ،فقد عاىن املغرب
خالل الس نوات املاضية وال زال يعاين من اهتامات وادعاءات ابللجوء اإىل التعذيب يف حاالت معينة كس ياسة
( )28اعمتد مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ( 199د )57-املؤرخ يف 18ديسمرب .2002اترخي بدء النفاذ 22 :يونيو ،2006وفقا
لحاكم الفقرة الوىل من املادة .28
18
ممهنجة .ورغبة يف تفنيد هذه املزامع ،انضم املغرب( )29اإىل صف ادلول اليت صادقت عىل الربوتوكول الاختياري
حمققا بذكل مكس با جديدا ينضاف اإىل املنجزات اليت مت ترصيدها يف الس نوات املاضية يف جمال حقوق
االإنسان ،يف انتظار اس تكامل مسطرة التصديق ونرش نص املعاهدة ابجلريدة الرمسية.
لجل اإنشاء نظام قوامه زايرات منتظمة تضطلع هبا هيئات دولية ووطنية مس تقةل للماكن اليت حيرم
فهيا الشخاص من حريهتم ،وذكل بغية منع التعذيب وغريه من رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية
أو املهينة ،أنشأ الربوتوكول جلنة فرعية ملنع التعذيب ونص عىل تأليفها وطرق انتخاب أعضاهئا وكذا مدة واليهتا
فضال عن طرق معلها ووسائل اش تغالها (املواد 5و 6و 7و 8و 9و 10و 13و .)16وعهد لهذه اللجنة حبزمة
من الاختصاصات ،نذكر مهنا (املادة :)11زايرة أماكن الاحتجاز ،وتقدمي التوصيات اإىل ادلول الطراف بشأن
حامية الشخاص ،احملرومني من حريـهتم ،من التعذيب وغريه من املامرسات الخرى .ويف عالقهتا مع الآليات
الوقائية الوطنية ،تتوىل اللجنة الفرعية املهام التالية :اإسداء املشورة وتقدمي املساعدة لدلول الطراف ،عند
الاقتضاء ،لغرض اإنشاء هذه الآليات؛ احلفاظ عىل االتصال املباش ،والرسي عند اللزوم ،ابلآليات الوقائية
الوطنية وتوفري التدريب واملساعدة التقنية لهـا بغية تعزيز قدراهتا؛ توفري املشورة واملساعدة للآليـات الوطنية
يف تقيمي الاحتياجات والوسائل الالزمة بغية تعزيز حامية الشخاص ،احملرومني من حريهتم ،من التعذيب وغريه
من رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة؛ تقدمي التوصيات واملالحظات اإىل ادلول
الطراف بغية تعزيز قدرات ووالية الآليات الوقائية الوطنية ملنع التعذيب؛ وأخريا ،التعاون ،لغرض منع التعذيب
بوجه عام ،مع هيئات المم املتحدة وأآلياهتا ذات الصةل فضال عن املؤسسات أو املنظامت ادلولية وا إالقلميية
والوطنية العامةل يف سبيل تعزيز حامية مجيع الشخاص من التعذيب.
واجلديد اذلي جاء به الربوتوكول االإضايف ،هو اإلزام ادلول الطراف ابإنشاء ،يف غضون فرتة أقصاها
س نة واحدة بعد بدء نفاذ هذا الربوتوكول أو التصديق عليه أو الانضامم اإليه ،أآلية وقائية وطنية مس تقةل واحدة
أو أكرث ملنع التعذيب عىل املس توى احمليل (املادة .)17وقد خصهتا االتفاقية بصالحيات شبهية بسلطات اللجنة
الفرعية (املواد 19و 20و .)21ونظرا لاثر معل اللجنة الفرعية عىل ادلول الطراف ،أجازت املعاهدة لدلول
الطراف اإثر معلية التصديق أن تصدر اإعالان بتأجيل تنفيذ الزتاماهتا سواء مبقتىض اجلزء الثالث أو اجلزء الرابع
من الربوتوكول .ويرسي هذا التأجيل ملدة أقصاها ثالث س نوات .وعىل اإثر تقدمي ادلوةل الطرف ملا يلزم من
احلجج وبعد التشاور مع اللجنة الفرعية ملنع التعذيب ،للجنة مناهضة التعذيب أن متدد هذه الفرتة س نتني
( )29ظهري شيف رق 1.13.63صادر يف 8شعبان 17( 1434يونيو )2013بتنفيذ القانون رق 124.12املوافق مبوجبه عىل الربوتوكول
الاختياري التفاقية مناهضة التعذيب وغريه من رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة ،املع متد بنيويورك يف 18
ديسمرب 2002من طرف امجلعية العامة للمم املتحدة ،جريدة رمسية ،عدد 6166بتارخي 25شعبان 4( 1434يوليو ،)2013ص4877 .؛
ظهري شيف رق 1.14.59صادر يف فاحت صفر 24( 1436نومفرب )2014بنرش الربوتوكول الاختياري التفاقية مناهضة التعذيب وغريه
من رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة ،املع متد بنيويورك يف 18ديسمرب 2002من طرف امجلعية العامة للمم
املتحدة ،جريدة رمسية ،عدد 6311بتارخي فاحت صفر 24( 1436نومفرب ،)2014ص.8043 .
19
أخريني (املادة .)24
أ
الشخاص ذوي ا إلعاقة()30 الفقرة الخامسة :البروتوكول الختياري لتفاقية حقوق
انضم املغرب اإىل هذا الربوتوكول بتارخي 8أبريل ،2009وقام بنرشه ابجلريدة الرمسية ابملوازاة مع نرش
االتفاقية الم س نة ،)31(2011وهو ميثل ال شك خطوة اإجيابية يف اجتاه كفاةل حقوق الشخاص ذوي
االإعاقة .ويدور مضمون هذا الربوتوكول الاختياري حول اعرتاف ادلوةل الطرف ابختصاص جلنة حقوق
الشخاص ذوي االإعاقة بتلقي البالغات من الفراد أو مجموعات الفراد أو ابمس الفراد أو مجموعات الفراد
املشمولني ابختصاصها واذلين يدعون أهنم حضااي انهتاك دوةل طرف لحاكم االتفاقية (املادة الوىل) .وتطرقت
املادة 2للرشوط اليت جيب أن يس توفهيا البالغ حىت تنظر فيه اللجنة .فالبالغ يعترب غري مقبول يف احلاالت
التالية :مىت اكن جمهوال؛ أو شلك اإساءة اس تعامل للحق يف تقدمي تكل البالغات أو اكن منافيا لحاكم االتفاقية؛
أو اكنت املسأةل نفسها قد س بق أن نظرت فهيا اللجنة أو اكنت ،أو ما زالت ،حمل دراسة مبقتىض اإجراء أخر
من اإجراءات التحقيق ادلويل أو التسوية ادلولية؛ أو مل تستنفد اكفة وسائل الانتصاف ادلاخلية .وال ترسي
هذه القاعدة اإذا اكن اإعامل وسائل الانتصاف قد طال أمده بصورة غري معقوةل أو اكن من غري املرحج أن يفيض
اإىل انتصاف فعال؛ أو اكن بال أساس واحض أو اكن غري مدمع برباهني اكفية؛ أو مىت اكنت الوقائع موضوع
البالغ قد حدثت قبل بدء نفاذ هذا الربوتوكول ابلنس بة لدلوةل الطرف املعنية ،اإال اإذا اس مترت تكل الوقائع بعد
اترخي النفاذ .ووحض الربوتوكول املبادئ اليت حتمك سري معل جلنة حقوق الشخاص ذوي االإعاقة من رسية يف
عرض أي بالغ يقدم اإلهيا عىل ادلوةل الطرف (املادة ،)3وطلب اإىل ادلوةل الطرف بأن تتخذ ما يلزم من
تدابري مؤقتة لتفادي اإحلاق رضر ال ميكن رفعه بضحية الانهتاك املزعوم أو حضاايه (املادة ،)4وعقد جلسات
رسية دلى حبهثا للبالغات (املادة .)5
ومن أمه مضامني الربوتوكول ،ما نصت عليه املادة ،6من أنه اإذا تلقت اللجنة معلومات موثوقا هبا
تدل عىل وقوع انهتأاكت جس مية أو منتظمة من جانب دوةل طرف للحقوق املنصوص علهيا يف االتفاقية ،تدعو
اللجنة تكل ادلوةل الطرف اإىل التعاون يف حفص املعلومات وتقدمي مالحظات بشأن املعلومات املعنية لهذا
الغرض .ومن هجة أخرى ،جيوز للجنة أن تدعو ادلوةل الطرف املعنية اإىل أن تدرج يف تقريرها املقدم مبوجب
املادة 35من االتفاقية تفاصيل أي تدابري متخذة اس تجابة لتحر أجري مبوجب املادة 6من الربوتوكول (املادة
.)7وأجاز الربوتوكول لدلوةل الطرف وقت توقيعه أو التصديق عليه أو الانضامم اإليه ،أن تعلن أهنا ال تعرتف
ابختصاص اللجنة املنصوص عليه يف املادتني 6و( 7املادة .)8يتضح من نرش املغرب التفاقية حامية حقوق
( )30اعمتد مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ( 106د )61-املؤرخ يف 13ديسمرب .2006اترخي بدء النفاذ 3 :مايو ،2008وفقا
للامدة .13
( )31ظهري شيف رق 1.08.143صادر يف فاحت رمضان 2( 1432أغسطس )2011بنرش اتفاقية حقوق الشخاص ذوي االإعاقة املع متدة
من طرف امجلعية العامة للمم املتحدة بنيويورك يف 13ديسمرب 2006والربوتوكول الاختياري ،جريدة رمسية ،عدد 5977بتارخي 13
شوال 12( 1432سبمترب ،)2011ص.4512 .
20
الشخاص ذوي االإعاقة وبروتوكولها الاختياري أنه مل يصدر أي إاعالن يف هذا الشأن.
الفرع الثاني :البروتوكوالت االختيارية قيد الدرس
من خالل حفص االتفاقيات ادلولية اليت صادق علهيا املغرب يف جمال حقوق االإنسان يتضح أنه طرف
يف املعاهدات الساس ية التسع ،كام أنه أقدم يف الس نوات القليةل املاضية عىل الانضامم اإىل بعض الربوتوكوالت
الاختيارية اليت تتناول شواغل حمددة .لكن ،جتدر االإشارة اإىل استناكف اململكة يف اللحظة الراهنة عىل
اس تكامل مسلسل التصديق عىل الربوتوكوالت املتبقية ،وإان كنا نرحج أن القضية ال تعدو أن تكون مسأةل
وقت وأهنا ال حماةل ستنضم اإلهيا يف املس تقبل القريب .ونقدم يف ما ييل فكرة موجزة عن خمتلف هذه
الربوتوكوالت :الربوتوكول الاختياري الول امللحق ابلعهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية بشأن
تقدمي شاكوى من قبل الفراد (الفقرة الوىل)؛ الربوتوكول الاختياري الثاين للعهد ادلويل اخلاص ابحلقوق
املدنية والس ياس ية والهادف اإىل اإلغاء عقوبة االإعدام (الفقرة الثانية)؛ الربوتوكول الاختياري امللحق ابتفاقية
القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة (الفقرة الثالثة)؛ والربوتوكول الاختياري امللحق ابلعهد ادلويل اخلاص
ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية (الفقرة الرابعة).
أ أ
الفقرة الولى :البروتوكول الختياري الول الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق
أ
الفراد()32 أ
المدنية والسياسية بشان تقديم شكاوى من قبل
تعزيزا الإدراك مقاصد العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية ولتنفيذ أحاكمه ،ارتأت ادلول
الطراف متكني اللجنة املعنية حبقوق االإنسان ،املنشأة مبوجب أحاكم اجلزء الرابع من العهد من القيام وفقا
لحاكم هذا الربوتوكول ،ابس تالم ونظر الرسائل املقدمة من الفراد اذلين يدعون أهنم حضااي أي انهتاك لي
حق من احلقوق املقررة يف العهد .وعليه ،لك دوةل تصبح طرفا يف العهد تعرتف ابختصاص اللجنة مبامرسة هذا
الاختصاص ،وال جيوز للجنة اس تالم أية رساةل تتعلق بأية دوةل طرف يف العهد ال تكون طرفا يف هذا
الربوتوكول (املادة الوىل) .وقيد الربوتوكول ممارسة الفراد لهذا احلق ابالس تجابة مجلةل من الرشوط ،مهنا استنفاذ
مجيع طرق التظمل احمللية املتاحة ،غري أن هذه القاعدة ال تنطبق يف احلاالت اليت تس تغرق فهيا اإجراءات التظمل
مددا تتجاوز احلدود املعقوةل ،وتقدمي رساةل كتابية اإىل اللجنة لتنظر فهيا (املادة ،)2كام ميكن رفض أية رساةل
مقدمة دون توقيع أو تكون ،يف رأي اللجنة منطوية عىل اإساءة اس تعامل حلق تقدمي الرسائل أو منافية لحاكم
العهد (املادة .)3من هجة أخرى ،ال جيوز للجنة أن تنظر يف أية رساةل من أي فرد اإال بعد التأكد من كون
املسأةل ذاهتا ليست حمل دراسة ابلفعل من قبل هيئة أخرى من هيئات التحقيق ادلويل أو التسوية ادلولية
(املادة .)5وتتبع اللجنة دلى نظرها يف الرسائل بعض املساطر ادلقيقة اكإحاةل أية رساةل قدمت اإلهيا مبوجب
هذا الربوتوكول اإىل ادلوةل الطرف واملهتمة ابنهتاك أي حمك من أحاكم العهد .يف غضون س تة أشهر ،تقوم ادلوةل
( )32اعمتد مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة 2200ألف (د )21-املؤرخ يف 16ديسمرب .1966اترخي بدء النفاذ 23 :مارس ،1976
وفقا لحاكم املادة .9
21
املذكورة ،مبوافاة اللجنة ابالإيضاحات أو البياانت الكتابية الالزمة جلالء املسأةل ،مع االإشارة عند الاقتضاء اإىل
أية تدابري لرفع الظالمة قد تكون اختذهتا (املادة .)4فضال عن ذكل ،تنظر اللجنة يف الرسائل املنصوص علهيا
يف الربوتوكول يف اجامتعات مغلقة ،وتقوم ابإرسال الرأي اذلي انهتت اإليه اإىل ادلوةل الطرف املعنية وإاىل الفرد
(املادة .)5
بعد النداءات املتكررة للمجلس الوطين حلقوق االإنسان اإىل رئيس جملس النواب من أجل الترسيع
مبسلسل املصادقة عىل مرشوع القانون رق 125-12ابملوافقة عىل الربوتوكول الاختياري التفاقية القضاء عىل
مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة ومرشوع القانون رق 126-12ابملوافقة عىل الربوتوكول الاختياري للعهد ادلويل
اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية ،اإعامال للامدة 17من الظهري احملدث للمجلس اليت تنص عىل أن "يعمل
اجمللس عىل تشجيع مصادقة اململكة عىل املعاهدات ادلولية وا إالقلميية املتعلقة حبقوق االإنسان وابلقانون ادلويل
االإنساين أو الانضامم اإلهيام" ،جسل املغرب أخريا خطوة حامسة يف مسار تقوية منظومة حقوق االإنسان وذكل
مبصادقة جملس النواب يوم الثالاثء 7يوليوز 2015عىل مرشوعي القانونني كام مت نرشهام ابجلريدة الرمسية(.)33
وقد نوه اجمللس الوطين حلقوق االإنسان هبذا االإجناز الرائع واعترب حبق أن انضامم املغرب لهذين الربوتوكولني يعد
"تعبريا عن الزتام س يادي وطوعي للمغرب ،ذكل أن توطيد املنظومة الوطنية محلاية حقوق االإنسان س ميكن
من تقوية س بل الانتصاف عىل املس توى الوطين يف تاكمل مع الوس يةل اجلديدة املفتوحة مبقتىض الربوتوكولني
الاختياريني"(.)34
الفقرة الثانية :البروتوكول الختياري الثاني للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية
والسياسية والهادف إالى إالغاء عقوبة ا إلعدام()35
إامياان مهنا بأن اإلغاء عقوبة االإعدام يسهم يف تعزيز الكرامة االإنسانية والتطوير التدرجيي حلقوق االإنسان،
واقتناعا مهنا بأنه ينبغي اعتبار مجيع التدابري الرامية اإىل إالغاء هذه العقوبة تقدما يف المتتع ابحلق يف احلياة ،ورغبة
مهنا كذكل يف أن تأخذ عىل عاتقها مبوجب هذا الربتوكول الزتاما دوليا ابإلغاء ذات العقوبة ،اتفقت ادلول الطراف
عىل أن ال يعدم أي خشص خاضع لواليهتا القضائية ،وبأن تتخذ مجيع التدابري الالزمة الإلغاء عقوبة االإعدام (املادة
( )33ظهري شيف رق 1.15.112صادر يف 18من شوال 4( 1436أغسطس )2015بتنفيذ القانون رق 125.12املوافق مبوجبه عىل
الربوتوكول الاختياري التفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل ال متيزي ضد املرأة املوافق عليه بنيويورك يف 6أكتوبر 1999من طرف امجلعية العامة
1.15.113 للمم املتحدة ،جريدة رمسية ،عدد 6387بتارخي فاحت ذو القعدة 17( 1436أغسطس ،)2015ص7075 .؛ ظهري شيف رق
صادر يف 18من شوال 4( 1436أغسطس )2015بتنفيذ القانون رق 126.12املوافق مبوجبه عىل الربوتوكول الاختياري امللحق ابلعهد
ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية ،املوقع بنيويورك يف 16ديسمرب ،1966جريدة رمسية ،عدد 6387بتارخي فاحت ذو القعدة 1436
( 17أغسطس ،)2015ص.7076 .
( )34ترصحي حصفي للمجلس الوطين حلقوق االإنسان مبناس بة موافقة جملس النواب عىل الربوتوكول الاختياري التفاقية القضاء عىل مجيع
أشاكل المتيزي ضد املرأة والربوتوكول الاختياري للعهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية 7 ،يوليو .2015
( )35اعمتد مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ( 128د )44-املؤرخ يف 15ديسمرب .1989اترخي بدء النفاذ 11 :يوليو ،1991وفقا
لحاكم الفقرة الوىل من املادة .8دوةل عربية وحيدة يه اليت انضمت اإىل هذا الربوتوكول ،يتعلق المر جبيبويت.
22
الوىل) .وتفعيال ملضمون الربوتوكول ،ال يسمح بأي حتفظ عليه اإال ابلنس بة لتحفظ يكون قد أعلن عند
التصديق عليه أو الانضامم اإليه ،وينص عىل تطبيق عقوبة االإعدام يف وقت احلرب طبقا الإدانة يف جرمية ابلغة
اخلطورة تكون ذات طبيعة عسكرية وترتكب يف وقت احلرب .وبناء عليه ،ترسل ادلوةل الطرف ،اليت تعلن
مثل هذا التحفظ ،إاىل المني العام للمم املتحدة ،عند التصديق عىل الربوتوكول أو الانضامم اإليه ،الحاكم
ذات الصةل من ترشيعاهتا الوطنية اليت تطبق يف زمن احلرب .تقوم ادلوةل الطرف اليت تعلن مثل هذا التحفظ
ابإخطار المني العام للمم املتحدة ببداية أو هناية أي حاةل حرب تكون منطبقة عىل أراضهيا (املادة .)2رمغ أن
أحاكم هذا الربوتوكول تنطبق كحاكم اإضافية للعهد ،غري أن بعض ادلول ومهنا املغرب ما زالت تمتسك بعقوبة
االإعدام يف ترشيعاهتا ادلاخلية ومل حتسم بعد انضامهما اإىل الربوتوكول الاختياري .بل أكرث من ذكل ،أصبحت
عقوبة االإعدام حمل جدل جممتعي بني تيارين متناقضني؛ أحدهام رافض لها لهنا تعد مبثابة اعتداء صارخ عىل
احلق يف احلياة ،يف حني أن اثنهيام يطالب ابالإبقاء عىل هذه العقوبة لزجر وردع لك من يعرض مصاحل اجملمتع
احليوية للخطر والضياع.
أ
الفقرة الثالثة :البروتوكول الختياري الملحق باتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز
ضد الم أراة()36
بعد عرشين س نة عىل اعامتد اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة ،خطا املنتظم ادلويل
خطوة جديدة وذكل بسن بروتوكول اختياري اعمتد وعرض للتوقيع والتصديق والانضامم مبوجب قرار امجلعية
العامة للمم املتحدة يف ادلورة الرابعة وامخلسني بتارخي 9أكتوبر ،1999تقر مبوجبه ادلوةل الطرف ابختصاص
اللجنة اخلاصة ابلقضاء عىل المتيزي ضد املرأة يف تلقي التبليغات املقدمة لها والنظر فهيا( .)37فالطراف املتعاقدة
تؤكد ،جمددا ،تصمميها عىل ضامن متتع املرأة ،بشلك اتم وعىل قدم املساواة ،جبميع حقوق االإنسان واحلرايت
الساس ية ،وعىل اختاذ اإجراءات فعاةل ملنع أي انهتأاكت لهذه احلقوق واحلرايت .فالزتام ادلول الطراف مبحاربة
المتيزي ضد املرأة جبميع أشاكهل ،وتوافقها عىل انهتاج س ياسة القضاء عليه جبميع الوسائل املناس بة ودون اإبطاء،
يس تلزم ابلرضورة خلق هجاز تولك اإليه هممة السهر عىل ضامن احرتام ادلول اللزتاماهتا .وبناء عليه ،جيوز تقدمي
التبليغات من قبل الفراد أو مجموعات الفراد ،أو نيابة عهنم ،مبوجب الوالية القضائية لدلوةل الطرف ،واليت
يزمعون فهيا أهنم حضااي النهتاك أي من احلقوق الواردة يف االتفاقية عىل يدي تكل ادلوةل الطرف .وحيث يقدم
التبليغ نيابة عن أفراد أو مجموعات من الفراد ،فيجب أن يمت ذكل مبوافقهتم ،اإال اإذا أمكن لاكتب التبليغ تربير
معهل نيابة عهنم من دون مثل هذه املوافقة (املادة .)2
وينص الربوتوكول الاختياري عىل مجموعة من الرشوط حىت يتس ىن للجنة النظر يف التبليغات؛ من
( )36اعمتد مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ( 4د )54-املؤرخ يف 15أكتوبر .1999اترخي بدء النفاذ 22 :ديسمرب ،2000وفقا
لحاكم الفقرة الوىل من املادة .16
( )37من أصل 22دوةل عربية عضوا يف منظمة المم املتحدة ،دولتان فقط ،ليبيا وتونس ،انضمتا اإىل هذا الربوتوكول.
23
ذكل أن تكون التبليغات كتابية ،وال جيوز أن تكون جمهوةل املصدر .فال جيوز للجنة تسمل أي تبليغ اإذا اكن
يتعلق بدوةل طرف يف االتفاقية ،ولكهنا ليست طرفا يف هذا الربوتوكول (املادة .)3ويقع الزتام عام عىل اللجنة
بأن متتنع من النظر يف التبليغ اإال بعد التحقق من أن مجيع طرق الطعن احمللية املتوفرة قد استنفدت ،وما مل يمت
اإطاةل أمد تطبيق هذه الوس يةل بصورة غري معقوةل ،أو عندما يكون من غري احملمتل أن حتقق اإنصافا فعاال.
وبصفة عامة ،تعلن اللجنة أن التبليغ غري مقبول يف احلاالت التالية :اإذا س بق للجنة دراسة املسأةل نفسها ،أو
اإذا جرت دراس هتا يف املايض ،أو اكنت قيد ادلراسة حاليا ،مبوجب اإجراء أخر من اإجراءات التحقيق أو
التسوية ادلولية؛ اإذا اكنت غري مامتش ية مع أحاكم االتفاقية؛ اإذا اتضح أنه ال أساس هل أو غري مؤيد بأدةل اكفية؛
اإذا شلك رضاب من سوء اس تخدام احلق يف تقدمي التبليغ؛ اإذا حدثت الوقائع اليت يه موضوع التبليغ قبل
رساين مفعول هذا الربوتوكول ابلنس بة لدلوةل الطرف املعنية ،اإال اإذا اس مترت تكل الوقائع بعد ذكل التارخي
(املادة .)4
وهبدف تاليف اإماكن وقوع رضر يتعذر اإصالحه لضحية أو حضااي الانهتاك املزعوم ،جيوز للجنة ،يف
أي وقت بعد تلقي التبليغ ،وقبل الفصل فيه بناء عىل حيثياته املوضوعية ،أن تنقل اإىل ادلوةل الطرف املعنية
طلبا عاجال الختاذ التدابري املؤقتة الرضورية ،وال يعين هذا ،مضنا ،أهنا تقرر بشأن قبول التبليغ أو مدى وجاهته
بشلك موضوعي متجرد (املادة .)5وما مل تعترب اللجنة أن التبليغ غري مقبول من دون اإحالته اإىل ادلوةل الطرف
املعنية ،وشيطة أن يوافق الفرد أو الفراد عىل الكشف عن هويهتم لتكل ادلوةل الطرف ،فاإن عىل اللجنة
اإطالع ادلوةل الطرف بصورة رسية عىل أي تبليغ يقدم اإلهيا مبوجب هذا الربوتوكول .بعد ذكل يتعني عىل ادلوةل
الطرف املتلقية أن تقدم اإىل اللجنة ،خالل س تة أشهر ،شوحا أو اإفادات خطية توحض القضية ،واملعاجلة ،اإذا
وجدت ،اليت اكن ميكن أن تقدهما تكل ادلوةل الطرف (املادة .)6
فاللجنة تنظر يف التبليغات اليت تتلقاها يف ضوء مجيع املعلومات اليت توفر لها من قبل الفراد أو
مجموعات الفراد أو نيابة عهنم ،ومن قبل ادلوةل الطرف ،شيطة نقل هذه املعلومات اإىل الطراف املعنية.
فتعقد ذلكل اجامتعات مغلقة عند حفص التبليغات املقدمة .بعد حفص التبليغ ،تنقل اللجنة أراءها بشأنه ،اإىل
جانب توصياهتا ،اإن وجدت ،اإىل الطراف املعنية .تقوم ادلوةل الطرف بدراسة أراء اللجنة فضال عن توصياهتا،
اإن وجدت ،بعناية ،وتقدم اإلهيا ،خالل س تة أشهر ،ردا خطيا ،يتضمن معلومات حول أي اإجراء يتخذ يف
ضوء تكل الراء والتوصيات .ورغبة يف احلصول عىل أكرب قدر من املعلومات ،ميكن للجنة أن تدعو ادلوةل
الطرف اإىل تقدمي املزيد من املعطيات حول أي تدابري اختذهتا اس تجابة لراهئا أو توصياهتا ،اإن وجدت ،مبا يف
ذكل ما تعتربه اللجنة مناس با ،وذكل يف التقارير الالحقة لدلوةل الطرف اليت تقدم مبوجب املادة 18من االتفاقية
(املادة .)7
ومتكل اللجنة سلطات هممة عند تلقهيا معلومات موثوق هبا تشري اإىل حدوث انهتأاكت خطرية أو
ممهنجة للحقوق الواردة يف االتفاقية ،عىل يدي ادلوةل الطرف ،يف هذه احلاةل ،عىل اللجنة أن تدعو هذه الخرية
24
اإىل التعاون معها يف حفص املعلومات ،وتقدمي ،لهذه الغاية ،مالحظات تتعلق ابملعلومات ذات الصةل .بعد ذكل
تباش اللجنة وظيفهتا بتعيني عضو واحد أو أكرث من أعضاهئا الإجراء حتقيق مبا فيه القيام بزايرة اإىل أرايض
ادلوةل الطرف اإذا مت احلصول عىل اإذن بذكل ،وبعد موافقة ادلوةل الطرف املعنية ،ورفع تقرير عاجل اإلهيا .بعد
حفص نتاجئ هذا التحقيق ،تنقل اللجنة اإىل ادلوةل الطرف املعنية هذه النتاجئ مقرونة بأي تعليقات وتوصيات،
يف انتظار تقدمي جواب من ادلوةل الطرف يف غضون س تة أشهر من تسلمها النتاجئ والتعليقات والتوصيات
اليت نقلهتا اإلهيا اللجنة .حياط التحقيق ابلرسية ،وجيب أن تبدي ادلوةل الطرف تعاوهنا يف مجيع مراحل االإجراءات
(املادة ،)8كام تتخذ مجيع اخلطوات املناس بة لضامن عدم تعرض الفراد التابعني لواليهتا القضائية لسوء املعامةل
أو الرتهيب نتيجة اتصاهلم ابللجنة مبوجب هذا الربوتوكول (املادة .)11
هذا هو مضمون الربوتوكول الاختياري اذلي مل ينضم اإليه املغرب بعد .وقد تكررت دعوات اللجنة
املعنية ابلقضاء عىل المتيزي ضد املرأة لبالدان "للتوقيع عىل الربوتوكول الاختياري لالتفاقية والتصديق عليه"(.)38
وكام س بقت االإشارة اإىل ذكل ،فاإن انضامم املغرب اإىل هذا الربوتوكول الاختياري ال تعدو أن تكون
مسأةل وقت ،حيث صادق جملس النواب يوم الثالاثء 7يوليوز 2015عىل مرشوع قانون رق 125-12ابملوافقة
عىل الربوتوكول الاختياري التفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة ومت نرشه يف اجلريدة الرمسية ،كام
س بقت االإشارة اإىل ذكل عند حديثنا عن الربوتوكول الاختياري الول امللحق ابلعهد ادلويل اخلاص ابحلقوق
املدنية والس ياس ية بشأن تقدمي شاكوى من قبل الفراد.
الفقرة الرابعة :البروتوكول الختياري الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق القتصادية
والجتماعية والثقافية()39
جاء هذا الربوتوكول ليعزز حتقيق مقاصد العهد وتنفيذ أحاكمه ،وذكل بمتكني اللجنة املنشأة طبقا للعهد
من القيام ابملهام املنصوص علهيا يف هذا الربوتوكول ،خاصة فامي يتعلق بتلقي البالغات والنظر فهيا وكذا الرسائل
املتبادةل بني ادلول .خبصوص البالغات ،جيوز أن تقدم من قبل ،أو نيابة عن أفراد أو جامعات من الفراد
يدخلون مضن والية دوةل طرف ويدعون أهنم حضااي النهتاك من جانب تكل ادلوةل الطرف لي من احلقوق
الاقتصادية والاجامتعية والثقافية احملددة .وحيامث يقدم بالغ نيابة عن أفراد أو جامعات أفراد ،يكون ذكل
مبوافقهتم إاال اإذا اس تطاع صاحب البالغ أن يربر ترصفه نيابة عهنم دون احلصول عىل تكل املوافقة (املادة .)2
ويؤكد هذا الربوتوكول عىل نفس شوط املقبولية اليت تعرضنا لها عند حديثنا عن الربوتوكول الول امللحق
ابلعهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية وكذا التدابري املؤقتة وإاحاةل البالغات عىل ادلوةل املعنية.
( )38المم املتحدة ،اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة ،اللجنة املعنية ابلقضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة ،التعليقات
اخلتامية للجنة املعنية ابلقضاء عىل مجيع أشاكل ال متيزي ضد املرأة ،املغرب ،CEDAW/C/MAR/CO/4, 8 avril 2008 ،فقرة .47
( )39اعمتد مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ( 117د )63-املؤرخ يف 10ديسمرب .2008اترخي بدء النفاذ 5 :ماي ،2013وفقا
لحاكم الفقرة الوىل من املادة .18مل توقع عليه وال دوةل عربية.
25
تعرض اللجنة مساعهيا امحليدة عىل الطراف املعنية هبدف التوصل إاىل تسوية ودية للمسأةل عىل أساس احرتام
الالزتامات اليت ينص علهيا العهد ،ويعترب لك اتفاق بشأن تسوية ودية مبثابة إاهناء للنظر يف البالغ (املادة .)7
أما خبصوص الرسائل املتبادةل بني ادلول ،فقد نصت املادة 10عىل أنه لي دوةل طرف يف الربتوكول
أن تعلن يف وقت مبوجب هذه املادة أهنا تعرتف ابختصاص اللجنة يف تلقي رسائل تدعي فهيا دوةل طرف أن
دوةل طرفا أخرى ال تفي ابلزتاماهتا مبوجب العهد .وال جيوز تلقي الرسائل املوهجة مبوجب هذه املادة والنظر فهيا
إاال إاذا قدمت من دوةل طرف أصدرت إاعالان تعرتف فيه ابختصاص اللجنة فامي يتعلق هبا .وتناول الربوتوكول
ابلتفصيل اإجراء التحري (املادة ،)11وتدابري امحلاية (املادة ،)13واملساعدة والتعاون ادلوليني (املادة .)14
26
المحور الثاني :التحفظات على المعاهدات الدولية
عرفت معاهدة فيينا حول قانون املعاهدات( )40التحفظ يف الفقرة الثانية من املادة 2بأنه "اإعالن من
جانب واحد ،أاي اكنت صيغته أو تسميته ،تصدره دوةل ما عند توقيعها أو تصديقها أو قبولها أو اإقرارها أو
انضامهما اإىل معاهدة ،مس هتدفة به استبعاد أو تغيري الثر القانوين لبعض أحاكم املعاهدة من حيث رسايهنا عىل
تكل ادلوةل" .وتوىل الفصل الثاين (املواد )23-19تفصيل النظام القانوين للتحفظات من قبول لها والاعرتاض
علهيا ،والاثر القانونية املرتتبة عهنا ،وحسهبا وكذا االإجراءات اخلاصة ابلتحفظات .وعىل هذا الساس ،اس تخدم
املغرب هذه االإماكنية اليت يتيحها القانون ادلويل وذكل مبناس بة مصادقته عىل مجةل من االتفاقيات ادلولية يف
موضوع حقوق االإنسان ،نظرا لتعارض بعض املقتضيات االتفاقية مع نصوص ترشيعية وطنية .وقد أاثرت
التحفظات اليت أبداها املغرب الس امي عند مصادقته عىل اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة جدال
كبريا ونقاشا موسعا حول جدواها ،واعتربت اإفراغا لالتفاقية من حمتواها نظرا لكرثة املواد املتحفظ خبصوصها،
مقارنة مع املعاهدات الخرى .فالتحفظات جتد تربيرها يف خمالفة بعض مواد املعاهدات ادلولية لبعض النصوص
القانونية ادلاخلية (املطلب الول) ،غري أن املكل أعلن عن رفع جزء من التحفظات مبناس بة اذلكرى الس تني
لصدور االإعالن العاملي حلقوق االإنسان ،وهو قرار اترخيي يدل مبا ال يدع جماال للشك عىل هجود املغرب
املتواصةل لتكريس وجتذير قمي حقوق االإنسان .وقد مت ذكل بفضل اس تلهام روح الرشيعة االإسالمية اليت
تتأسس عىل املساواة والعداةل وعدم المتيزي (املطلب الثاين) .اإضافة اإىل مسأةل التحفظات ،املغرب مطالب
ابإيراد بعض الترصحيات والبالغات تنفيذا لحاكم االتفاقيات ادلولية اليت صادق علهيا (املطلب الثالث).
( )40ظهري شيف رق 1.73.348بتارخي 8رجب 8( 1393غشت )1973بنرش االتفاقية املتعلقة ابحلق يف اإبرام املعاهدات واملوقع علهيا
بفيينة يوم 23مايو ،1969جريدة رمسية ،عدد 3239بتارخي 12ذو القعدة 27( 1394نومفرب ،)1974ص.3447 .
(" )41تشجب ادلول الطراف مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة وتوافق عىل أن تنهتج ،بلك الوسائل املناس بة ودون اإبطاء ،س ياسة القضاء
عىل المتيزي ضد املرأة ،وحتقيقا ذلكل ،تتعهد ابلقيام مبا ييل( :أ) جتس يد مبدأ املساواة بني الرجل واملرأة يف دساتريها الوطنية أو ترشيعاهتا
املناس بة الخرى ،اإذا مل يكن هذا املبدأ قد أدمج فهيا حىت الن ،وكفاةل التحقيق العميل لهذا املبدأ من خالل القانون والوسائل املناس بة
الخرى؛ (ب) اختاذ املناسب من التدابري الترشيعية وغريها ،مبا يف ذكل ما يقتضيه المر من جزاءات ،حلظر لك متيزي ضد املرأة؛ (ج)
اإقرار امحلاية القانونية حلقوق املرأة عىل قدم املساواة مع الرجل وضامن امحلاية الفعاةل للمرأة ،عن طريق احملامك الوطنية ذات الاختصاص
27
مقتضيات هذه املادة برشط:
-أال ختل ابملقتضيات ادلس تورية اليت تنظم قواعد توارث عرش اململكة املغربية()42؛
-أال تكون منافية لحاكم الرشيعة االإسالمية ،علام بأن بعض الحاكم الواردة يف مدونة الحوال
الشخصية املغربية اليت تعطي للمرأة حقوقا ختتلف عن احلقوق اخملوةل للرجل ال ميكن جتاوزها أو اإلغاؤها
وذكل نظرا لكوهنا منبثقة أساسا من الرشيعة االإسالمية اليت تسعى ،من مجةل ما تسعى اإليه ،اإىل
حتقيق التوازن بني الزوجني حفاظا عىل متاسك كيان الرسة".
يرمز هذا الترصحي اإىل وجود اختالف كبري وصارخ بني خمتلف النظمة الس ياس ية والقانونية يف العامل
حول تصور مبدأ املساواة بني اجلنسني .فاملفهوم اذلي جاءت به االتفاقية قد ال يتطابق ابلرضورة مع تصور
عدد ال يس هتان به من ادلول .ذكل أن الختالف الثقافة وادلين أثرا يف تعدد املفاهمي والتصورات .حصيح أن
املعاهدة ادلولية هتدف اإىل توحيد رؤى ادلول حول تصور واحد عىل اعتبار أن املوضوع اذلي تنظمه ،مه
مشرتك مجليع المم والشعوب ،لكن تبقى مع ذكل بعض نقاط الاختالف يف التصور وكذا يف املامرسة بني
خمتلف ادلول ذات املرجعيات الثقافية اخملتلفة .وحس نا فعل القانون ادلويل عندما اعرتف يف قانون املعاهدات
حبق ادلول الطراف يف االتفاقية يف استبعاد املقتضيات القانونية املنصوص علهيا يف املعاهدة لكام وقع تضارب
صارخ بيهنا وبني الترشيع ادلاخيل.
أما فامي يتعلق ابلفقرة 4من املادة " :)43(15ترصح حكومة اململكة املغربية بأنه ال ميكن لها الالزتام
مبقتضيات هذه الفقرة ،وابخلصوص تكل املتعلقة حبق املرأة يف اختيار حمل اإقامهتا وسكناها اإال بقدر ما تكون
هذه املقتضيات غري منافية للامدتني 34و 36من مدونة الحوال الشخصية املغربية(.")44
واملؤسسات العامة الخرى ،من أي معل متيزيي؛ (د) الامتناع عن الاضطالع بأي معل أو ممارسة متيزيية ضد املرأة ،وكفاةل ترصف
السلطات واملؤسسات العامة مبا يتفق وهذا الالزتام؛ (هـ) اختاذ مجيع التدابري املناس بة للقضاء عىل المتيزي ضد املرأة من جانب أي خشص
أو منظمة أو مؤسسة؛ (و) اختاذ مجيع التدابري املناس بة ،مبا يف ذكل الترشيع ،لتعديل أو إالغاء القوانني والنظمة والعراف واملامرسات
القامئة اليت تشلك متيزيا ضد املرأة؛ (ي) اإلغاء مجيع أحاكم قوانني العقوابت الوطنية اليت تشلك متيزيا ضد املرأة".
( )42رمغ أن وضع املغرب لهذا الترصحي اختذ يف ضوء مقتضيات دس تور ،1992اإال أن ادلس تور اجلديد لس نة 2011مل يغري من هذه
الوضعية" :اإن عرش املغرب وحقوقه ادلس تورية تنتقل ابلوراثة اإىل الودل اذلكر الكرب س نا من ذرية جالةل املكل محمد السادس ،مث اإىل ابنه
الكرب س نا وهكذا ما تعاقبوا ،ما عدا اإذا عني املكل قيد حياته خلفا هل ودلا أخر من أبنائه غري الودل الكرب س نا ،فاإن مل يكن ودل ذكر من
ذرية املكل ،فاملُكل ينتقل اإىل أقرب أقرابئه من هجة اذلكور ،مث اإىل ابنه طبق الرتتيب والرشوط السابقة اذلكر" (الفصل .)43
(" )43متنح ادلول الطراف الرجل واملرأة نفس احلقوق فامي يتعلق ابلقانون املتصل حبركة الشخاص وحرية اختيار حمل سكنامه وإاقامهتم".
( )44جتدر االإشارة اإىل أن مدونة الرسة أدخلت تعديالت جوهرية عىل املادتني 34و 35من مدونة الحوال الشخصية السابقة وذكل
مبقتىض املادة 51اليت حددت بدقة احلقوق والواجبات املتبادةل بني الزوجني .ظهري شيف رق 1.04.22صادر يف 12من ذي احلجة
3( 1424فرباير )2004بتنفيذ القانون رق 70.03مبثابة مدونة الرسة ،جريدة رمسية ،عدد 5184بتارخي 14ذو احلجة 5( 1424فرباير
،)2004ص.418 .
28
تربير هذا الترصحي جيد س نده يف نصوص املدونة اليت تس متد مضموهنا من الرشيعة االإسالمية .فال
يتصور يف نظر الرشع أن تس تقل الزوجة حبق اختيار حمل االإقامة ،لن الصل أن يقمي الزوجان يف ماكن
واحد حتقيقا لغاايت الزواج ومقاصده.
وعىل لك حال ،تبقى هذه الترصحيات اليت أبداها املغرب رضورية وحمدودة الثر وال ترىق اإىل درجة
التحفظات اليت مهت فصلني هام عىل التوايل :املادة 9يف فقرهتا ،2واملادة .16
خبصوص الفقرة 2من املادة " :)45(9تتحفظ حكومة اململكة املغربية عىل هذه الفقرة نظرا لكون
قانون اجلنس ية املغربية ال يسمح بأن حيمل الودل جنس ية أمه اإال يف حاةل والدته من أب جمهول ،أاي اكن ماكن
هذه الوالدة ،أو من أب عدمي اجلنس ية ،مع الوالدة ابملغرب ،وذكل حىت يضمن للك طفل حقه يف اجلنس ية،
كام أن الودل املولود ابملغرب من أم مغربية وأب أجنيب ميكنه أن يكتسب جنس ية أمه برشط أن يرصح داخل
الس نتني السابقتني لبلوغه سن الرشد برغبته يف اكتساب هذه اجلنس ية ،عىل شط أن تكون اإقامته ابملغرب
عند الترصحي اعتيادية ومنتظمة" .أاثر هذا التحفظ نقاشا ساخنا داخل الساحة احلقوقية ،انهتىى ابلرتاجع عنه
كام سرنى الحقا.
أما فامي يتعلق ابملادة " :)46(16تتحفظ حكومة اململكة املغربية عىل مقتضيات هذه املادة وخصوصا ما
يتعلق مهنا بتساوي الرجل واملرأة يف احلقوق واملسؤوليات أثناء الزواج وعند فسخه ،وذكل لكون مساواة من
هذا القبيل تعترب منافية للرشيعة االإسالمية اليت تضمن للك من الزوجني حقوقا ومسؤوليات يف اإطار من
التوازن والتاكمل وذكل حفاظا عىل الرابط املقدس للزواج .فأحاكم الرشيعة االإسالمية تلزم الزوج بأداء
الصداق عند الزواج وابإعاةل أرسته ،يف حني ليست املرأة ملزمة مبقتىض القانون ابإعاةل الرسة .كام أنه عند فسخ
عقد الزواج ،فاإن الزوج ملزم بأداء النفقة ،وعىل عكس ذكل ،تمتتع الزوجة باكمل احلرية يف الترصف يف مالها
أثناء الزواج وعند فسخه ،دون رقابة الزوج ،اإذ ال والية للزوج عىل مال زوجته .ولهذه الس باب ال ختول
الرشيعة االإسالمية حق الطالق للمرأة اإال حبمك القايض" .اضطر املغرب اإىل وضع هذا التحفظ ملا تبني هل
(" )45متنح ادلول الطراف املرأة حقا مساواي حلق الرجل فامي يتعلق جبنس ية أطفالها".
( .1" )46تتخذ ادلول الطراف مجيع التدابري املناس بة للقضاء عىل المتيزي ضد املرأة يف اكفة المور املتعلقة ابلزواج والعالقات الرسية،
وبوجه خاص تضمن ،عىل أساس تساوي الرجل واملرأة( :أ) نفس احلق يف عقد الزواج؛ (ب) نفس احلق يف حرية اختيار الزوج ،ويف
عدم عقد الزواج اإال برضاها احلر الاكمل؛ (ج) نفس احلقوق واملسؤوليات أثناء الزواج وعند فسخه؛ (د) نفس احلقوق واملسؤوليات
كوادلة ،بغض النظر عن حالهتا الزوجية ،يف المور املتعلقة بأطفالها ويف مجيع الحوال ،تكون مصاحل الطفال يه الراحجة؛ (هـ) نفس
احلقوق يف أن تقرر حبرية وبشعور من املسؤولية عدد أطفالها والفرتة بني اإجناب طفل وأخر ،ويف احلصول عىل املعلومات والتثقيف
والوسائل الكفيةل بمتكيهنا من ممارسة هذه احلقوق؛ (و) نفس احلقوق واملسؤوليات فامي يتعلق ابلوالية والقوامة والوصاية عىل الطفال
وتبنهيم ،أو ما شابه ذكل من النظمة املؤسسة الاجامتعية ،حني توجد هذه املفاهمي يف الترشيع الوطين؛ ويف مجيع الحوال تكون مصاحل
الطفال يه الراحجة؛ (ز) نفس احلقوق الشخصية للزوج والزوجة ،مبا يف ذكل احلق يف اختيار امس الرسة ،واملهنة ،والوظيفة؛ (ح) نفس
احلقوق لالك الزوجني فامي يتعلق مبلكية وحيازة املمتلاكت ،وا إالشاف علهيا ،وإادارهتا ،والمتتع هبا ،والترصف فهيا ،سواء بال مقابل أو مقابل
عوض ذي قمية .2 .ال يكون خلطوبة الطفل أو زواجه أثر قانوين ،وتتخذ مجيع االإجراءات الرضورية ،مبا يف ذكل الترشيع ،لتحديد سن
أدىن للزواج وجلعل تسجيل الزواج يف جسل رمسي أمرا اإلزاميا".
29
اس تحاةل حتقيق تطابق مضمون املادة 16من االتفاقية مع مقتضيات القانون ادلاخيل .ومل حيل هذا التحفظ
دون الاجهتاد للرتاجع عنه حتقيقا ملساواة املرأة للرجل يف احلقوق والواجبات.
ومبناس بة انعقاد املؤمتر العاملي الرابع املعين ابملرأة يف بيجني ابلصني يف الفرتة املمتدة من 4اإىل 15سبمترب
،1995حتفظ الوفد املغريب عىل مجموعة من مقتضيات التقرير املنبثق عن اللقاء ،واليت هتم أساسا بعض القضااي
احلساسة والشائكة اكجلنس واملرياث واالإهجاض(.)47
وخبصوص اتفاقية حقوق الطفل ،أبدى املغرب حتفظا مه املادة )48(14عىل الشلك التايل" :اإن اململكة
املغربية اليت يضمن دس تورها للك واحد حرية ممارسة شؤونه ادلينية ،تتحفظ عىل أحاكم املادة الرابعة عرشة
اليت تعرتف للطفل ابحلق يف حرية التدين ،نظرا لن االإسالم هو دين ادلوةل" .بدهيىي أن الطفل املغريب املزداد
من أبوين مسلمني يكون ابلفطرة مسلام ،فهو ال يعتنق االإسالم بل يودل مسلام .ويف تصور الرشيعة االإسالمية،
( )47انصبت حتفظات الوفد املغريب عىل ما ييل:
الفقرة " :96وتشمل حقوق االإنسان للمرأة حقها يف أن تتحمك وأن تبت حبرية ومسؤولية يف املسائل املتصةل حبياهتا اجلنس ية ،مبا يف ذكل
حصهتا اجلنس ية واالإجنابية ،وذكل دون اإكراه أو متيزي أو عنف .وعالقات املساواة بني الرجال والنساء يف مسأليت العالقات اجلنس ية
واالإجناب ،مبا يف ذكل الاحرتام الاكمل للسالمة املادية للفرد ،تتطلب الاحرتام املتبادل والقبول وتقامس املسؤولية عن نتاجئ السلوك
اجلنيس".
(ك) من الفقرة " :106يف ضوء الفقرة 28-8من برانمج معل املؤمتر ادلويل للساكن والتمنية ،اليت جاء فهيا أنه "ال جيوز بأي حال من
الحوال ادلعوة اإىل االإهجاض كوس يةل من وسائل تنظمي الرسة ،وعىل مجيع احلكومات واملنظامت ادلولية واملنظامت غري احلكومية ذات
الصةل تعزيز الزتاهما ابحلفاظ عىل حصة املرأة ،ومعاجلة الاثر الصحية ل إالهجاض غري املأمون ابعتبارها من الاهامتمات الرئيس ية يف جمال
الصحة العامة ،كام يتعني التقليل من اللجوء اإىل االإهجاض ،وذكل من خالل التوسع يف خدمات تنظمي الرسة وحتسيهنا .كذكل ينبغي عىل
ادلوام اإعطاء الولوية القصوى ملنع حاالت امحلل غري املرغوب فيه ،وبذل اكفة اجلهود للقضاء عىل احلاجة اإىل اللجوء اإىل االإهجاض .أما
النساء الاليت حيملن محال غري مرغوب فيه فينبغي أن تيرس لهن فرص احلصول عىل املعلومات املوثوقة واملشورة اخلالصة .وأية تدابري أو
تغيريات تتصل ابالإهجاض يف اإطار نظام الرعاية الصحية ال ميكن أن تقرر اإال عىل املس توى الوطين أو احمليل ووفقا للترشيع الوطين .ويف
احلاالت اليت ال يكون فهيا االإهجاض خمالفا للقانون ،جيب احلرص عىل أن يكون مأموان .وينبغي يف مجيع احلاالت تيسري حصول املرأة عىل
خدمات جيدة املس توى تعيهنا عىل معاجلة املضاعفات النامجة عن االإهجاض .وينبغي أن تتوافر لها عىل الفور خدمات ما بعد االإهجاض يف
جماالت املشورة والتوعية وتنظمي الرسة ،المر اذلي من شأنه املساعدة عىل جتنب تكرار االإهجاض" ،النظر يف اس تعراض القوانني اليت
تنص عىل اختاذ اإجراءات عقابية ضد املرأة اليت جتري اإهجاضا غري قانوين".
(و) من الفقرة 232اليت حتيل عىل الفقرة " :96اختاذ االإجراءات الالزمة لكفاةل الاحرتام وامحلاية الاكملني حلقوق االإنسان للمرأة ،مبا يف
ذكل احلقوق املشار اإلهيا يف الفقرات 94اإىل 96أعاله".
(د) من الفقرة " :274إازاةل ما تواهجه الطفةل من غنب وعقبات فامي يتعلق ابالإرث ،حىت يمتتع لك الوالد حبقوقهم دون متيزي ،وذكل عن
طريق مجةل أمور ،مهنا القيام ،حسب الاقتضاء ،بسن وإانفاذ الترشيعات اليت تضمن هلم املساواة يف حق اخلالفة ،وتكفل هلم املساواة يف
أن يرثوا ،بغض النظر عن جنس الطفل".
للمزيد من التفاصيل ،ميكن الاطالع عىل وثيقة المم املتحدة ،املؤمتر العاملي الرابع املعين ابملرأة ،بيجني ،الصنيA/CONF.177/20 (20 ،
).octobre 1995
( .1" )48حترتم ادلول الطراف حق الطفل يف حرية الفكر والوجدان وادلين .2 .حترتم ادلول الطراف حقوق وواجبات الوادلين وكذكل،
تبعا للحاةل ،الوصياء القانونيني عليه ،يف توجيه الطفل يف ممارسة حقه بطريقة تنسجم مع قدرات الطفل املتطورة .3 .ال جيوز أن
خيضع االإهجار ابدلين أو املعتقدات اإال للقيود اليت ينص علهيا القانون والالزمة محلاية السالمة العامة أو النظام أو الصحة أو الداب العامة
أو احلقوق واحلرايت الساس ية للخرين".
30
فاإن لك مولود يودل عىل الفطرة أي االإسالم ويتوىل البوان تلقينه ادلين اذلي خيتارانه فيصري مس يحيا أو هيوداي
أو جموس يا ،وهكذا .وأخطر يشء يف حرية ادلين كام نصت علهيا املواثيق ادلولية هو حق لك فرد يف التحول
عن معتقده الصيل واختياره دلين جديد مبحض إارادته وحسب قناعته .وإان من شأن تطبيق هذه احلرية
بشلك مطلق ودون ضوابط يف بالد االإسالم اكملغرب مثال ،أن تنترش الفتنة يف اجملمتع وحتدث البلبةل اليشء
اذلي قد يعصف ابس تقراره ومتاسكه .وغين عن البيان كذكل أن انتشار بعض الفاكر واملذاهب االإسالمية يف
العامل اكلتش يع والسلفية اجلهادية -ويه مظاهر ميكن أن جتد لها مربرا يف حق الفرد يف اعتناق ما يقتنع به من
أفاكر ،-وتش بع بعض املغاربة هبا وإاقداهمم عىل اتباعها يف الونة الخرية أمىس يؤثر شيئا فشيئا عىل تفرد
اململكة بوسطيهتا واعتدالها يف اجملال ادليين ،ومتزي اجملمتع املغريب بتشبثه والتفافه حول املذهب املاليك وابلتايل
بعده عن لك مظاهر التطرف والغلو والتنطع يف ادلين.
( )49المم املتحدة ،امجلعية العامة ،ادلورة الثامنة والعرشون ( 31-13يناير )2003وادلورة التاسعة والعرشون ( 30يونيو – 18يوليو
،)2003تقرير اللجنة املعنية ابلقضاء عىل ال متيزي ضد املرأة ،(A/58/38) ،ص 129 .و.130
31
االتفاقية"(.)50
وقد أدىل خرباء اللجنة هبذه التوصية بعدما تبني هلم من خالل مضمون التقريرين ادلوريني اجملمعني
الثالث والرابع للمغرب أنه أنشئت جلنة تقنية مشرتكة بني الوزارات يف 6أكتوبر ،2003يف أثناء اجامتع للجنة
املشرتكة بني الوزارات املعنية ابحلرايت العامة وحقوق االإنسان برئاسة الوزير الول .وأن هذه اللجنة منوط
هبا دراسة اإماكنية اإلغاء التحفظات واالإعالانت اليت قدهما املغرب عند تصديقه عىل خمتلف الصكوك ادلولية
حلقوق االإنسان ،أو اإعادة النظر فهيا .فمبناس بة الاحتفال ابليوم العاملي للمرأة يف 8مارس ،2006صدر عن
وزارة العدل امللكفة مبسائل حقوق االإنسان بيان ابإلغاء التحفظ عىل الفقرة 2من املادة 9؛ والتحفظ عىل الفقرة
الفرعية "و" من الفقرة 1من املادة 16وعىل الفقرة 2من املادة ،16واستبدال اإعالانت تفسريية ابلتحفظات
عىل الفقرات الفرعية من املادة 16؛ واستبدال اإعالن تفسريي ابالإعالن املتعلق ابلفقرة 2من املادة ،2وإالغاء
االإعالن املتعلق ابلفقرة 4من املادة .15كام تواصل اللجنة التقنية معلها الرايم اإىل اإعادة النظر يف التحفظات
واالإعالانت الصادرة بشأن اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة ،ودراسة اإماكن الانضامم اإىل
الربوتوكول الاختياري لالتفاقية .والظروف الراهنة مواتية للجنة ،نظرا اإىل العديد من الحاكم القانونية املعمتدة
مؤخرا واالإجراءات املتخذة اليت تتفق ومبادئ هذه االتفاقية وفلسفهتا(.)51
وقد س بق للجنة التقنية أن عكفت عىل دراسة اإماكنية حسب التحفظات املغربية ،وهو ما توصلت
اإليه بعد نقاش معيق وأخذ ورد بني أعضاهئا ،فاعمتدت التوصيات التالية :فامي خيص الترصحي املقدم بشأن املادة
،2إان الشطر الثاين للترصحي املقدم يف شأن هذه املادة ،اتسم بطابع عام وغري دقيق عندما جعل الالزتام
مبقتضيات املادة املذكورة مرشوطا بعدم تنافهيا مع أحاكم الرشيعة االإسالمية ،دون أن يبني وجه التنايف .وسعيا
اإىل درء التأويالت اخلاطئة اليت تعطي انطباعا بأن أحاكم الرشيعة االإسالمية السمحة ،ال تتوافق مع حقوق
االإنسان ،ونظرا لكون مدونة الحوال الشخصية اليت متت االإشارة اإلهيا يف الترصحي قد عرفت مراجعة شامةل
انهتت ابعامتد مدونة الرسة مبقتضياهتا اجلديدة اليت قامت عىل اإبراز مقاصد الرشيعة االإسالمية الغراء يف اإقرار
املساواة بني اجلنسني والعدل واالإنصاف يف عالقهتام الزوجية ،وانسجاما مع عدم حتفظ اململكة املغربية عىل
مقتضيات املادة 3والفقرة 4من املادة 23من العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية ،وكذا يف احلقوق
والواجبات عند الزواج وأثناء قيامه وعند فسخه ،للك هذه الاعتبارات جممتعة ،فاإن اللجنة التقنية اخلاصة
ابس تكامل اخنراط املغرب يف املنظومة احلقوقية ادلولية تويص ،ابإجامع لك أعضاهئا ،مبا ييل:
-1فامي خيص الشطر الول من الترصحي ،املتعلق بتوارث عرش اململكة ،فاإن اللجنة التقنية تويص
( )50المم املتحدة ،اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة ،اللجنة املعنية ابلقضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة ،التعليقات
اخلتامية للجنة املعنية ابلقضاء عىل مجيع أشاكل ال متيزي ضد املرأة ،املرجع السابق ،ص.4 .
( )51المم املتحدة ،اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة ،اللجنة املعنية ابلقضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة ،التعليقات
اخلتامية للجنة املعنية ابلقضاء عىل مجيع أشاكل ال متيزي ضد املرأة ،املرجع السابق ،ص 8 .و.9
32
ابالإبقاء عليه يف صيغته احلالية ،مع االإشارة اإىل أن غالبية ادلول ذات النظمة امللكية ،مثل بلجياك وإاس بانيا،
واللكسومبورغ وااللوسوطو قد قدمت حتفظات مماثةل .وللتذكري فقد جاء شطر الترصحي املوىص ابالإبقاء عليه
كام ييل:
"تعرب حكومة اململكة املغربية عن اس تعدادها لتطبيق مقتضيات هذه املادة برشط:
-أن ال ختل ابملقتضيات ادلس تورية اليت تنظم قواعد توارث عرش اململكة املغربية".
-2فامي خيص الشطر الثاين من الترصحي اذلي أكد عىل شط عدم تنايف مقتضيات املادة مع أحاكم
الرشيعة االإسالمية ابعتبارها املرجع السايس ملقتضيات مدونة الحوال الشخصية ،ترى اللجنة التقنية مراجعة
صياغة هذا الشطر بشلك يربز مبادئ العدل واالإنصاف اليت تكرسها الرشيعة االإسالمية مكصدر من مصادر
ترشيعنا ،ويتفادى اس تعامل اصطالح "الرشيعة االإسالمية" نظرا لعموميته .وعليه ،فاإن اللجنة التقنية تويص
مبراجعة صياغة الشطر الثاين من الترصحي املتعلق ابملادة 2من االتفاقية عىل النحو التايل:
"وأن تنسجم مع أحاكم مدونة الرسة اليت حرصت عىل جعل الرسة املغربية قامئة عىل املسؤولية
املشرتكة مبا يضمن املساواة والعدل واالإنصاف أخذا بعني الاعتبار الثوابت اليت حتقق حولها االإجامع
الوطين".
أما فامي خيص التحفظ املقدم عىل الفقرة 2من املادة 9من االتفاقية ،فاإن اللجنة ،بعد نقاش مطول،
خلصت اإىل رضورة رفعه ،نظرا لالعتبارين التاليني:
-اس تحضار ادليناميكية احلالية اليت أصبح يعرفها امللف املتعلق حبق املرأة يف منح اجلنس ية لبناهئا،
يف ضوء التوجهيات امللكية السامية والورش املفتوح لتنفيذها؛
-التأكيد عىل ما لتطوير موقف املغرب ،من هذه املقتضيات ،من أاثر اإجيابية اإن عىل املس توى ادلويل
أو الوطين.
لقد أسفرت املناقشات داخل اللجنة عن رأيني ،يرى أحدهام معاجلة املوضوع بكيفية تدرجيية تبتدئ
ابستبدال التحفظ احلايل ،يف مرحةل أوىل ،ابإعالن تفسريي عىل أن يمت رفع التحفظ عند تعديل قانون اجلنس ية
املغربية ،يف حني يرى الثاين اإرجاء البت يف التحفظ اإىل حني تعديل القانون املذكور .يبدو من خالل توصية
اللجنة أن الطريق الول هو اذلي مت تبنيه ،اإذ مت اعامتد اإحدى املهنجيتني التاليتني يف رفع هذا التحفظ :تمتثل
الوىل يف رفع التحفظ بطريقة تدرجيية ،واستبداهل يف مرحةل أوىل ابإعالن تفسريي تكون صيغته اكلتايل:
"تعلن حكومة اململكة املغربية عن اس تعدادها لتطبيق أحاكم الفقرة 2من املادة 9وفق اإجراءات
قانون اجلنس ية املغريب اذلي خيول للمرأة احلق يف اإعطاء جنسيهتا تلقائيا أو بترصحي أو بطلب تبعا ملسطرة
يراعى فهيا حق الطفل يف املشاركة والتعبري عن أرائه يف مجيع املسائل اليت تعنيه الزتاما ابملبادئ الساس ية
التفاقية حقوق الطفل ومصلحته الفضىل يف مجيع احلاالت" .أما املهنجية الثانية فتقيض ابإرجاء رفع التحفظ اإىل
33
حني تعديل قانون اجلنس ية املغربية.
اإن تقدمي املغرب للتحفظات واجلدل الواسع ادلائر حول أاثرها عىل الزتام ادلوةل الطرف س يعرفان
جديدا يف غاية المهية عندما أعلن املكل محمد السادس يوم 10ديسمرب 2008عن قرار املغرب القايض ابلرتاجع
عن خمتلف التحفظات ،اإثر املاكسب اليت حتققت يف البالد حيث نسجل مواءمة ترشيعه ادلاخيل مع مقتضيات
االتفاقيات ادلولية" :وتعزيزا لهذا املسار ،نعلن عن حسب اململكة املغربية للتحفظات املسجةل ،بشأن االتفاقية
ادلولية للقضاء عىل اكفة أشاكل المتيزي ضد املرأة ،اليت أصبحت متجاوزة ،بفعل الترشيعات املتقدمة ،اليت
أقرهتا بالدان"( .)52وتعد هذه اخلطوة غري املس بوقة ترمجة واحضة الخنراط املغرب يف املنظومة ادلولية وتعبريا
صادقا عن الزتامه الثابت والراخس بقمي ومبادئ حقوق االإنسان يف كونيهتا ومشوليهتا.
لقد خلف هذا القرار التارخيي ارتياحا كبريا يف الوساط احلقوقية ،حيث أشادت به خمتلف منظامت
حقوق االإنسان وطنيا ودوليا .واضطر اجمللس العلمي العىل اإىل اإصدار بيان يف املوضوع بتارخي 17ديسمرب
2008بعدما تردد خرب حتفظ بعض الهيئات عىل هذا القرار:
"اإن اجمللس العلمي العىل ،بعد الاطالع عىل خمتلف الراء اليت راجت حول رفع اململكة املغربية
للتحفظات بشأن االتفاقية ادلولية للقضاء عىل أشاكل المتيزي ضد املرأة ،يؤكد أن هذا االإجراء الواحض مل يرث دلى
العلامء وال جيوز أن يثري دلى اجملمتع أي تساؤل حول متسك املغرب بثوابته ادلينية وأحاكم الرشع الواردة يف
القرأن الكرمي واليت ال جمال لالجهتاد فهيا مثل أحاكم االإرث وغريها من الحاكم القطعية .وضامنة املغاربة يف
المتسك هبذه الثوابت ،هو أمري املؤمنني اذلي يقود البالد حنو لك أنواع التطور املفيد املتفتح وهو ال حيلل
حراما وال حيرم حالال .ويف نفس الوقت فاإن اجمللس العلمي العىل يعزت ابلتطور الاجهتادي اذلي شارك فيه
العلامء وعدد من الفاعلني الاجامتعيني عىل مس توى مدونة الرسة ،هذه املدونة اليت اقتضت املصادقة عىل
قانوهنا مالءمة مضموهنا مع قوانني دولية يف املوضوع ،وهذه املالءمة ،وال يشء أخر ،يه اليت اس تدعت ما مت
االإعالن عنه من حسب حتفظات يف املوضوع".
واكن جيب انتظار مرور حوايل ثالث س نوات لجرأة هذا القرار املليك( ،)53علام أن رفع التحفظات
انصب فقط عىل الفقرة الثانية من املادة ( 9اجلنس ية) ،واملادة ( 16املساواة يف جمال الرسة) .من هجته ،أدرج
اجمللس الاستشاري حلقوق االإنسان سابقا هذا املوضوع مضن جدول أعامل فريق العمل اخلاص ابلنوع احملدث
داخهل بغية تقدمي تصورات واحضة خبصوص أوضاع املرأة وتأمني حسب لك التحفظات(.)54
( )52انبعاث أمة ،اجلزء ،53القسم الثاين ،2008 ،املطبعة امللكية ،الرابط ،2008 ،ص.598 .
( )53ظهري شيف رق 1.11.51صادر يف فاحت رمضان 2( 1432أغسطس )2011بنرش االإعالن عن رفع حتفظات اململكة املغربية املضمنة
يف واثئق الانضامم اإىل اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل ال متيزي ضد املرأة املع متدة من طرف امجلعية العامة للمم املتحدة يف 18ديسمرب
،1979جريدة رمسية ،عدد 5974بتارخي 2شوال ( 1432فاحت سبمترب ،)2011ص.4346 .
( )54اجمللس الاستشاري حلقوق االإنسان ،تقرير حول متابعة تفعيل توصيات هيئة االإنصاف واملصاحلة ،التقرير الرئييس ،ديسمرب ،2009
34
وبتارخي 19أكتوبر ،2006وهجت احلكومة املغربية اإشعارا اإىل المني العام للمم املتحدة تبلغه فيه
بسحب اململكة للتحفظ املتعلق ابملادة 14من اتفاقية حقوق الطفل واس تعاضته ابالإعالن التفسريي التايل:
"تفرس حكومة اململكة املغربية أحاكم الفقرة 1من املادة 14من اتفاقية حقوق الطفل عىل ضوء دس تور 7
أكتوبر 1996والقواعد ذات الصةل يف قانوهنا احمليل ،وال س امي الفصل 6اذلي ينص عىل أن االإسالم دين
ادلوةل ،وأن ادلوةل تضمن للك واحد ممارسة شؤونه ادلينية .وتنص الفقرة 6من املادة 54من القانون 70.03
املتعلق مبدونة الرسة عىل أن للطفال عىل أبوهيم حق التوجيه ادليين والرتبية عىل السلوك القومي .ومبوجب
هذا االإعالن ،تؤكد اململكة املغربية تشبهثا حبقوق االإنسان كام يه متعارف علهيا عامليا والزتاهما من أجل حتقيق
أهداف هذه االتفاقية" .ويف اإطار ادلس تور اجلديد ( 29يوليو ،)2011مل يطرأ أي تغيري يذكر ،حيث يمتسك
املغرب ابملوقف املعرب عنه يف هذا االإعالن.
.79 ص.
(" )55يعرض للتحكمي أي خالف ينشأ بني دولتني أو أكرث من ادلول الطراف حول تفسري أو تطبيق هذه االتفاقية وال يسوى عن طريق
املفاوضات ،وذكل بناء عىل طلب واحدة من هذه ادلول .وإاذا مل يمتكن الطراف ،خالل س تة أشهر من اترخي طلب التحكمي ،من الوصول
اإىل اتفاق عىل تنظمي أمر التحكمي ،جاز لي من أولئك الطراف اإحاةل الزناع اإىل حممكة العدل ادلولية بطلب يقدم وفقا للنظام السايس
للمحمكة".
35
املامرسة االتفاقية للمغرب لكون احلكومة أاثرته يف السابق غري ما مرة ومازالت تمتسك به(.)56
انسجاما مع تعهداته ادلولية وتمثينا ملا حققه من مكتس بات يف جمال حقوق االإنسان ،أقدم املغرب عىل
خطوة إاجيابية تمتثل يف اعرتافه ابختصاص بعض اللجان املنشأة مبقتىض بعض االتفاقيات ادلولية للنظر يف
الشاكايت الفردية .هكذا ،وبتارخي 19أكتوبر ،2006وبناء عىل املادة 14من االتفاقية ادلولية للقضاء عىل مجيع
أشاكل المتيزي العنرصي ،أعلن املغرب كدوةل طرف أنه يعرتف ابختصاص اللجنة يف اس تالم ودراسة الرسائل
املقدمة من الفراد أو من جامعات الفراد ادلاخلني يف واليته واذلين يدعون أهنم حضااي أي انهتاك من جانبه
لي حق من احلقوق املقررة يف هذه االتفاقية ،وذكل بعد اترخي اإيداع هذا الترصحي.
ويف نفس الس ياق ،وخبصوص اتفاقية مناهضة التعذيب وغريه من رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية
أو الالاإنسانية أو املهينة ،ووفق نفس التارخي أعاله ،أعلنت حكومة اململكة املغربية أهنا تعرتف مبقتىض املادة
22ابختصاص اللجنة يف تسمل ودراسة بالغات واردة من أفراد أو نيابة عن أفراد خيضعون لواليهتا القانونية
ويدعون أهنم حضااي النهتاك أحاكم االتفاقية .وتشرتط هذه املادة مجةل من الشلكيات اليت جيب أن تتوفر يف
البالغات حتت طائةل عدم القبول ،مهنا أن يكون البالغ موقعا وال يشلك اإساءة الس تعامل حق تقدمي مثل
هذه البالغات أو ال يتفق مع أحاكم االتفاقية .لتسوية هذه الشاكايت ،توجه اللجنة نظر ادلوةل الطرف يف هذه
االتفاقية اليت يدعى بأهنا تنهتك أاي من أحاكم االتفاقية اإىل أية بالغات معروضة علهيا .وتقدم ادلوةل اليت تتسمل
لفت النظر اإىل اللجنة يف غضون س ته أشهر تفسريات أو بياانت كتابية توحض المر ووسائل الانتصاف اليت
اختذهتا تكل ادلوةل ،إان وجدت .تنظر اللجنة يف البالغات اليت تتسلمها يف ضوء مجيع املعلومات املتوفرة دلهيا
من مقدم البالغ أو من ينوب عنه ومن ادلوةل الطرف املعنية .مبدئيا ،ال تنظر اللجنة يف أية بالغات يتقدم
هبا أي فرد ما مل تتحقق أوال ،من أن املسأةل نفسها مل جير حبهثا ،وال جيرى حبهثا مبوجب أي اإجراء من اإجراءات
التحقيق أو التسوية ادلولية؛ اثنيا ،أن الفرد قد استنفد مجيع وسائل الانتصاف احمللية املتاحة ،وال ترسي هذه
القاعدة يف حاةل اإطاةل مدة تطبيق وسائل الانتصاف بصورة غري معقوةل أو يف حاةل عدم احامتل اإنصاف
الشخص اذلي وقع حضية النهتاك هذه االتفاقية عىل حنو فعال .من هجة أخرى ،تعقد اللجنة اجامتعات مغلقة
عند قياهما بدراسة البالغات املقدمة لها ،وتبعث بوهجات نظرها اإىل ادلوةل الطرف املعنية وإاىل مقدم البالغ.
وتطبيقا لهذا االإجراء املسطري ،فقد بتت جلنة مناهضة التعذيب يف عدد من القضااي اليت رفعها بعض الشخاص
( )56اتفاقية مناهضة التعذيب وغريه من رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة 10 ،ديسمرب ( 1984املادة 30فقرة
)1؛ اتفاقية احلقوق الس ياس ية للمرأة (املادة ،)9ظهري شيف رق 1.76.644بتارخي 5شوال 19( 1397سبمترب )1977بنرش االتفاقية
ادلولية حول احلقوق الس ياس ية للمرأة املعروضة للتوقيع علهيا بنيويورك يوم 31مارس ،1953جريدة رمسية ،عدد 3407بتارخي 7ربيع
الول 15( 1398فرباير ،)1978ص525 .؛ اتفاقية منع جرمية االإابدة امجلاعية واملعاقبة علهيا 9 ،ديسمرب ( 1948املادة ،)9انضم اإلهيا
املغرب بتارخي 24يناير 1958؛ االتفاقية ادلولية محلاية حقوق مجيع العامل املهاجرين وأفراد أرسمه 18 ،ديسمرب ( 1990املادة 92فقرة )1؛
االتفاقية ادلولية محلاية مجيع الشخاص من الاختفاء القرسي 20 ،ديسمرب ( 2006املادة 42فقرة .)1
36
ضد املغرب وأصدرت بالغات يف املوضوع(.)57
وقام املغرب بنفس االإجراء السابق دلى انضاممه اإىل الربوتوكول الاختياري التفاقية حقوق الشخاص
ذوي االإعاقة بتارخي 8أبريل ،2009وكذا بشأن االتفاقية ادلولية محلاية حقوق مجيع العامل املهاجرين وأفراد
أرسمه (املادة .)77
ويف جمال قبول اإجراء التحقيق ،أخطرت احلكومة املغربية المني العام للمم املتحدة بتارخي 19أكتوبر
2006بسحهبا للتحفظ اذلي أدلت به خالل التوقيع عىل اتفاقية مناهضة التعذيب وغريه من رضوب املعامةل
أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة وأكدت عليه يف مرحةل املصادقة ويتعلق المر ابملادة 20اليت تنص
عىل أنه اإذا تلقت اللجنة معلومات موثوقا هبا يبدو لها أهنا تتضمن دالئل لها أساس قوي تشري اإىل أن تعذيبا
ميارس عىل حنو منظم يف أرايض دوةل طرف ،تدعو اللجنة ادلوةل الطرف املعنية اإىل التعاون يف دراسة هذه
املعلومات ،وحتقيقا لهذه الغاية اإىل تقدمي مالحظات بصدد تكل املعلومات .وللجنة بعد أن تأخذ يف اعتبارها
أية مالحظات تكون قد قدمهتا ادلوةل الطرف املعنية وأية معلومات ذات صةل متاحة لها ،أن تعني ،اإذا قررت
أن هناكل ما يربر ذكل ،عضوا أو أكرث من أعضاهئا الإجراء حتقيق رسي وتقدمي تقرير هبذا الشأن اإىل اللجنة
بصورة مس تعجةل .ويف حاةل إاجراء حتقيق ،تلمتس اللجنة تعاون ادلول الطراف املعنية .وقد يشمل التحقيق،
ابالتفاق مع ادلوةل الطرف ،القيام بزايرة أرايض ادلوةل املعنية .تقوم اللجنة ،بعد حفص النتاجئ اليت يتوصل إالهيا
عضوها أو أعضاؤها ابإحاةل اإىل ادلوةل الطرف املعنية هذه النتاجئ مع أي تعليقات واقرتاحات قد تبدو مالمئة
بسبب الوضع القامئ .وجتدر االإشارة اإىل أن مجيع اإجراءات اللجنة رسية ،ويف مجيع مراحل االإجراءات يلمتس
تعاون ادلوةل الطرف .وجيوز للجنة وبعد اس تكامل هذه ا إالجراءات املتعلقة بأي حتقيق ،أن تقرر بعد إاجراء
مشاورات مع ادلوةل الطرف املعنية إادراج بيان موجز بنتاجئ ا إالجراءات يف تقريرها الس نوي.
وقبل املغرب بنفس االإجراء املنصوص عليه يف الربوتوكول الاختياري التفاقية حقوق الشخاص ذوي
االإعاقة بتارخي 8أبريل ( 2009املاداتن 6و ،)7وكذا يف االتفاقية ادلولية محلاية مجيع الشخاص من الاختفاء
( )57البالغ رق 2010/419بتارخي 16مايو ،2011يرسي كتييت ضد املغرب 5 ،)CAT/C/46/D/419/2010( ،يوليو 2011؛ البالغ رق
2010/477بتارخي 19مايو ،2014عيل عراس ضد املغرب 24 ،)CAT/C/52/D/477/2011( ،يونيو 2014؛ البالغ رق 2012/525
بتارخي 16مايو ،2014ر .أ .ي .ضد املغرب 17 ،)CAT/C/52/D/525/2012( ،يونيو 2014؛ البالغ رق 2009/372بتارخي 19مايو
،2014ديوري ابري ضد املغرب 8 ،)CAT/C/52/D/372/2009( ،يوليو 2014؛ البالغ رق 2010/428بتارخي 25نومفرب ،2011أليكيس
اكلينيتش نكو ضد املغرب 18 ،)CAT/C/47/D/428/2010( ،يناير 2012؛ البالغ رق 2007/321بتارخي 7نومفرب ،2014كوايم موبونغو
وأخرون ضد املغرب 31 ،)CAT/C/53/D/321/2007( ،يناير 2015؛ البالغ رق 2015/682بتارخي 3أغسطس ،2016رىب احلاج عيل
ضد املغرب 13 ،)CAT/C/58/D/682/2015( ،سبمترب 2016؛ Communication n°606/2014, 15 novembre 2016, Ennaäma
; Asfari c./ Maroc, (CAT/C/59/D/606/2014), 18 avril 2017
البالغ رق 2017/810بتارخي 3أغسطس ،2018نوال غرس هللا ضد املغرب 14 ،)CAT/C/64/D/810/2017( ،سبمترب 2018؛ البالغ
رق 2017/827بتارخي 10مايو ،2019فرحات أردوغان ضد املغرب 19 ،)CAT/C/66/D/827/2017( ،يونيو 2019؛ البالغ رق
2017/845بتارخي 10مايو ،2019مصطفى أوندر ضد املغرب 25 ،)CAT/C/66/D/845/2017( ،يونيو 2019؛ البالغ رق 2017/846
بتارخي 10مايو ،2019أملاس أيدن ضد املغرب 26 ،)CAT/C/66/D/846/2017( ،يونيو .2019
37
القرسي بتارخي 14ماي ( 2013املادة .)33وأودعت احلكومة املغربية اإعالان ملزما بعد التصديق عىل الربوتوكول
الاختياري امللحق ابتفاقية حقوق الطفل بشأن اشرتاك الطفال يف الزناعات املسلحة تضمن احلد الدىن للسن
اذلي تسمح عنده ابلتطوع يف قواهتا املسلحة واحملدد يف 18س نة.
يف مقابل هذه ادلينامية بشأن قبول الشاكوى الفردية والتحقيق ،امتنع املغرب عىل غرار الغالبية
العظمى من ادلول الطراف من االإعالن مبوجب املادة 41من العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية
بأنه يعرتف ابختصاص اللجنة يف اس تالم ودراسة بالغات تنطوي عىل ادعاء دوةل طرف بأن دوةل طرفا أخرى
ال تفي اباللزتامات اليت يرتهبا علهيا هذا العهد ،علام أنه ال جيوز اس تالم ودراسة هذه البالغات اإال اإذا صدرت
عن دوةل طرف أصدرت اإعالان تعرتف فيه ،يف ما خيصها ،ابختصاص اللجنة .وال جيوز أن تس تمل اللجنة أي
بالغ هيم دوةل طرفا مل تصدر االإعالن املذكور(.)58
( )58هذا املوقف اثبت يف املامرسة املغربية حيث جنده يف اتفاقيات أخرى مثل :اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي العنرصي (املادة
)11؛ اتفاقية مناهضة التعذيب وغريه من رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة (املادة )21؛ االتفاقية ادلولية محلاية
حقوق مجيع العامل املهاجرين وأفراد أرسمه (املادة )76؛ االتفاقية ادلولية محلاية مجيع الشخاص من الاختفاء القرسي (املادة .)32
38
المحور الثالث :التقارير الدورية
تتحمل ادلول ابنضامهما كطراف اإىل املعاهدات ادلولية ،ابلزتامات وواجبات مبوجب القانون ادلويل
بأن حترتم حقوق االإنسان وحتمهيا وتفي هبا .ومن أجل دراسة التقدم احملرز يف تنفيذ اتفاقيات حقوق االإنسان،
تنشأ جلن متخصصة تتألف من عدد من اخلرباء من ذوي املاكنة اخللقية الرفيعة والكفاءة العالية يف امليدان اذلي
تنطبق عليه لك اتفاقية ،تنتخهبم ادلول الطراف من بني مواطنهيا ويعملون بصفهتم الشخصية ،مع اإيالء
الاعتبار ملبدأ التوزيع اجلغرايف العادل ولمتثيل خمتلف الشاكل احلضارية وكذكل النظم القانونية الرئيس ية .وتعد
التقارير ادلورية مناس بة ساحنة للوقوف عىل بعض املفاهمي والقضااي الساس ية يف جمال حقوق االإنسان ،ويظهر
من خالل املناقشات اليت تدور بني خرباء اللجان وممثيل لك دوةل طرف وكذا املس تنتجات اخلتامية الصادرة
عن هذه اللجان ،كام يف حاةل املغرب ،متسك اخلرباء مبفهوم عاملية حقوق االإنسان وادلفاع عنه ومراقبة مدى
الزتام ادلول بتعهداهتا يف ضوئه .أكرث من ذكل ،ميتكل اخلرباء سلطة واسعة لتحديد مضمون مقتضيات االتفاقيات
ادلولية وحث ادلول العضاء عىل الامتثال لها والتقيد هبا يف س ياساهتا ادلاخلية .بناء عىل ما س بق ذكره ،تتعهد
ادلول الطراف اإذن بأن تقدم اإىل المني العام للمم املتحدة ،تقارير عام اختذته من تدابري ترشيعية وقضائية
وإادارية وغريها من أجل اإنفاذ أحاكم هذه الصكوك ادلولية وعن التقدم املسجل يف هذا الصدد (املطلب الول).
تعرض التقارير عىل اللجان اليت حترر خبصوصها تعليقات ختامية (املطلب الثاين) تكون قابةل للخذ والرد من
طرف ادلوةل الطرف (املطلب الثالث).
مبوجب املادة 9من هذه االتفاقية ،قدم املغرب 18تقريرا دوراي( ،)59اكن أخرها التقريران ادلوراين
السابع عرش والثامن عرش اجملمعان يف وثيقة واحدة( .)60اس تعرض املغرب يف هذا التقرير اجلهود اليت بذلها
منذ اترخي تقدمي أخر تقرير يف املوضوع واملنجزات واخلطوات اليت مت حتقيقها لرتس يخ ثقافة نبذ مجيع أشاكل
المتيزي العنرصي" :اإن اململكة املغربية املؤمنة مببادئ حقوق االإنسان امللزتمة هبا دس توراي كام يه مكرسة عامليا،
مل تفتأ تبادر اإىل اختاذ مجيع التدابري القانونية واملؤسساتية الرامية اإىل ترس يخ ثقافة حقوق االإنسان ونبذ المتيزي
العنرصي جبميع أشاكهل ،ولعل أبرز ما مزي الفرتة املوالية لتقدمي التقرير السادس عرش ،هو مبادرة املغرب اإىل
وضع مهنجية تدقيقية لتشخيص حاةل ممارسة احلقوق املدنية ،الس ياس ية ،الاقتصادية ،الاجامتعية والثقافية،
وحتليل هذه الوضعية والوقوف عىل النواقص وحتديد الس ياسات الواجب اتباعها لتجاوزها" (فقرة .)4ذكر
التقرير بتجربة هيئة االإنصاف واملصاحلة وابملبادرة الوطنية للتمنية البرشية واس تعرض ادلينامية اليت عرفها اجملال
الترشيعي خالل الس نوات املاضية ليتناول بعد ذكل تفاصيل هجود اململكة املغربية يف سبيل حتقيق أمه منجزاهتا
يف جمال مناهضة المتيزي العنرصي ،كام توقف طويال عند مقتضيات االتفاقية وقدم معطيات وافية عن هذه
اجلهود احلثيثة.
وال بد من االإشارة يف جعاةل اإىل ثالث قضااي تس تأثر ابهامتم جلان حقوق االإنسان ولها عالقة وطيدة
ابجلدل ادلائر حول العاملية واخلصوصية يف جمال حقوق االإنسان ،وتمتثل يف القضية المازيغية ،ومسأةل االإرث،
وحرية العقيدة.
خبصوص القضية الوىل ،أكد التقرير أن "اململكة املغربية تؤكد بأن شعهبا شعب واحد هبوية واحدة
غنية بروافدها ومكوانهتا الثقافية واحلضارية :العربية والمازيغية والندلس ية والفريقية ،االإسالمية واملس يحية
والهيودية ،فهو بدل يعيش الوحدة يف اإطار التعدد اذلي يغين اخلصوصية متزتج يف دماء املغاربة منذ قرون
الصول العربية والمازيغية ،فهم شعب واحد تتداخل وترتابط أوارصه .فالس ياسة اليت يهنجها املغرب جتاه
املسأةل المازيغية ال تدمج هذه املسأةل يف اإطار مناهضة المتيزي العنرصي بل يف اإطار مرشوع جممتع دميقراطي
يقوم عىل بناء ادلوةل العرصية القامئة عىل املساواة والتاكفل الاجامتعي والوفاء للروافد الساس ية للهوية الوطنية،
هذه الس ياسة اليت تعزت ابلمازيغية مككون أسايس يف الشخصية الوطنية ويف الهوية الثقافية للشعب املغريب،
وابلتايل فاإن احملافظة والهنوض هبا يه مسؤولية وطنية تقع عىل امجليع وليس جمرد شأن حميل أو هجوي .وس يكون
41
الفرع الثاني :العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية
تطبيقا لحاكم املادة 40من هذه املعاهدة ،قدم املغرب س تة تقارير دورية( ،)61ويش متل التقرير
الخري( )62عىل معطيات غنية ومعلومات حمينة تأخذ يف الاعتبار لك التطورات واملنجزات غري املس بوقة اليت
حصلت يف املغرب وعىل رأسها اعامتد دس تور 2011وما مثهل من اإصالحات معيقة وجريئة مست بشلك
مباش حقوق وحرايت املواطنني .وابلنظر للمهية اليت يكتس هيا العهد ادلويل املتعلق ابحلقوق املدنية
والس ياس ية مضن ابيق الصكوك ادلولية ذات الصةل ،فاإن التقرير احلكويم يقدم حصيةل املغرب يف جمال حقوق
االإنسان ومثرة االإصالحات الكربى والوراش املهيلكة اليت اخنرط فهيا وذكل منذ تقدميه للتقرير ادلوري اخلامس
بتارخي 25أكتوبر ،2004كام يعترب اإجابة مباشة عن التوصيات واملقرتحات اليت مت االإدالء هبا يف أخر تقرير
دوري.
توقف التقرير السادس يف املقدمة عند الطفرة النوعية اليت عرفها ملف حقوق االإنسان واليت أمجلها
يف ثالث حمطات اترخيية أساس ية وحامسة :انهتاء هممة هيئة االإنصاف واملصاحلة ( 30نومفرب )2005اليت طوت
مايض الانهتأاكت اجلس مية حلقوق االإنسان؛ تقدمي املبادرة املغربية بشأن احلمك اذلايت للمناطق اجلنوبية ( 11أبريل
)2007؛ واعامتد دس تور جديد يف يوليو ( 2011فقرات .)22-1ولتكمتل الصورة ،تناول التقرير املامرسة االتفاقية
للمغرب عرب جرد لك املعاهدات ادلولية يف جمال حقوق االإنسان اليت اخنرط فهيا وكذا الرتاجع عن بعض
التحفظات اليت أدىل هبا عند مصادقته عىل بعض اتفاقيات حقوق االإنسان (فقرات .)29-24
بعد هذا املدخل املهنجي والرضوري لفهم واستيعاب خمتلف االإصالحات واملراجعات اليت اكن جمال
حقوق االإنسان مرسحا لها وتوضيح الس ياق التارخيي اذلي جاءت فيه ،تصدى التقرير بتفصيل وإاسهاب للك
جزئيات العهد من املادة الوىل اإىل غاية املادة 27منه .وهنا نلمس تطورا اإجيابيا يف معاجلة بعض مباحث حقوق
االإنسان .فعىل سبيل املثال ،اكنت التقارير ادلورية السابقة للمغرب تتناول املادة الوىل من العهد املتعلقة حبق
الشعوب يف تقرير مصريها بشلك حمتشم ومتر علهيا مرور الكرام .عىل النقيض من ذكل ،خصص التقرير اجلديد
لهذه القضية فقرات عديدة وتفاصيل وافية مذكرا ابلرشعية ادلولية يف املوضوع وابجلوانب االإجيابية يف املبادرة
املغربية وكذا ابلمنوذج التمنوي يف القالمي اجلنوبية (فقرات .)51-30موضوع أخر ال يقل أمهية وخطورة عن
سابقه تناوهل التقرير بكثري من اجلرأة وامحلاس؛ يتعلق المر مببدأ املساواة بني الرجل واملرأة .يف هذا الصدد،
متت معاجلة هذا الشق يف مجيع متظهراته وجتلياته ادلس تورية والس ياس ية والاجامتعية .ونظرا للجدل اذلي عادة
ما يصاحب مبدأ املساواة ،كام سيتضح لنا ابمللموس عىل امتداد صفحات هذا البحث ،فقد أفرد التقرير
احلكويم حزيا ال بأس به للقضااي الشائكة من مثل احلرية يف الزواج والتعدد واملساواة يف االإرث (فقرات -91
( )61قدم املغرب التقرير الويل س نة .)CCPR/C/10/Add.2( 1981
( )62العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية ،اللجنة املعنية حبقوق االإنسان ،التقرير ادلوري السادس ،املغرب،
( 31،)CCPR/C/MAR/6غشت .2015التقرير متوفر ابللغات الفرنس ية واالإجنلزيية واالإس بانية يف انتظار ترمجته اإىل لغات المم املتحدة
الرمسية.
42
،)96علام مس بقا أن خرباء اللجنة املعنية حبقوق االإنسان سيتوقفون مطوال عندها ويدونون خبصوصها توصيات
تريم اإىل التعجيل بتعديل الترشيع الوطين ليتطابق لكيا مع مقتضيات العهد .ومن املواضيع احلساسة اليت عاجلها
التقرير ،نذكر عقوبة االإعدام اليت تشلك اس تثناء عىل احلق يف احلياة (فقرات ،)104-100وظاهرة الاختفاء
القرسي واالإفالت من العقاب وممارسة التعذيب (فقرات .)132-105وعرج التقرير عىل الس ياسة اجلديدة يف
جمال الهجرة اليت ابتدأت يف املغرب يف شهر سبمترب ،2013مسجال لك التطورات اليت واكبت هذا امللف من
تسوية وضعية املهاجرين غري النظاميني وطاليب اللجوء ،واعامتد خطة معل حكومية ،وتأهيل االإطار القانوين
الضابط للهجرة واللجوء (فقرات .)187-172ونتوقع أن تثري العديد من االإشاكليات والقضااي املبسوطة يف
التقرير احلكويم نقاشا معيقا وجساال كبريا بني الوفد املغريب واخلرباء المميني اكس تقالل القضاء (فقرات -188
،)196وحرية املعتقد (فقرات ،)205-203وحرية التعبري والصحافة (فقرات ،)225-206والعنف ضد املرأة
(فقرات ،)271-254ومعل الطفال (فقرات ،)283-276وحماربة المتيزي ضد املرأة (فقرات .)302-298
الفرع الثالث :العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية
نفس املالحظة اليت أدلينا هبا بشأن العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية نكررها يف ما
يتعلق ابلعهد ادلويل اخلاص ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية ،حيث تأخر املغرب يف تقدمي التقرير
ادلوري الرابع اذلي اكن منتظرا س نة ،2009ومل تتوصل به مصاحل المم املتحدة اإال يف يناير ،)63(2013لكنه
جاء غنيا ابملعطيات واملعلومات اليت تغطي الفرتة املمتدة من 2006اإىل .2012وتفسري ذكل أن التقرير تناول
التوصيات اليت متت بلورهتا اإثر مناقشة التقرير ادلوري الثالث يف 2005حيث قدم اإجاابت وافية عهنا .عىل
سبيل التقدمي ،اس تعرض التقرير خمتلف االإصالحات والتعديالت اليت شهدهتا املنظومة القانونية الوطنية ،اإن
عىل صعيد الرتسانة القانونية أو عىل مس توى هيئات امحلاية والهنوض حبقوق االإنسان (فقرات ،)9-6يف س ياق
ظرفية اقتصادية ومالية عىل العموم مشجعة ،مع تسجيل بعض العجز يف الوفاء بلك احلقوق املكفوةل مبقتىض
العهد (فقرات .)11-10
عاجل التقرير السادس لك مقتضيات العهد مبينا يف لك مرة ،عرب اس تعراض النصوص القانونية واملامرسة
العملية ،مدى الانسجام احلاصل بني أحاكم الصك ادلويل والترشيع الوطين .ويف هذا االإطار ،أسهب التقرير
يف مناقشة املادة 3اليت تمتحور حول املساواة بني الرجل واملرأة .والإعطاء فكرة واحضة عن اإعامل املغرب ملبدأ
املساواة وماكحفة اكفة أشاكل المتيزي ضد املرأة وحماربة العنف ،توقف التقرير احلكويم عند التطورات النوعية
( )63نص التقرير متوفر ابللغات االإجنلزيية واالإس بانية والروس ية والفرنس ية:
Conseil économique et social, Pacte international relatif aux droits économiques, sociaux et culturels, Comité
des droits économiques, sociaux et culturels, quatrième rapport périodique du Maroc, (E/C.12/MAR/4), 24
mars 2014.
بعد مناقشة التقرير يف 30سبمترب وفاحت أكتوبر ،2015حددت اللجنة اترخي 31أكتوبر 2020لتقدمي التقرير ادلوري اخلامس .أما التقرير
الويل ،فريجع لس نة 28 ،)E/1990/5/Add.13( 1993أبريل .1993
43
اليت طرأت عىل وضعية املرأة انطالقا من دس تور ،2011مرورا ابلس ياسات العمومية الهادفة اإىل القضاء عىل
المتيزي واالإقصاء ،وانهتاء بلك التعديالت اليت أدخلت عىل املنظومة الترشيعية (فقرات .)56-36ومن احملاور
الساس ية اليت يعاجلها العهد ،نذكر احلق يف العمل مبا ميثهل يف نفس الوقت من أمهية حيوية ابلنس بة للمواطنني
وهاجس كبري يف نظر السلطات العمومية حيث تعاين لك ادلول بدرجات متفاوتة من معضةل البطاةل وجعز
سوق الشغل عن استيعاب العداد املزتايدة من خرجيي اجلامعات واملعاهد .يف هذا االإطار ،يوفر التقرير
املغريب معلومات اكفية ويورد اإحصائيات مدققة عن هذا املبحث (فقرات .)85-57وحتتل احلرية النقابية مزنةل
رفيعة مضن أحاكم العهد ،وقد س بق للجنة املعنية ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية أن نهبت احلكومة
املغربية اإىل التعارض احلاصل بني مقتضيات العهد ونصوص القانون الوطين ،من ذكل استناكف املغرب عن
املصادقة عىل اتفاقية منظمة العمل ادلولية رق 87بشأن احلق النقايب وخمالفة الفصل 288من القانون اجلنايئ
لحاكم املادة 8من العهد .لك هذه القضااي اس تعرضها التقرير ادلوري السادس ،ومن دون أدىن شك س تثري
نقاشا ساخنا بني الوفد املغريب وأعضاء اللجنة الممية (فقرات .)101-86
بعد ذكل اسرتسل التقرير يف مناقشة قضااي ذات أمهية قصوى يف حياة الفراد ومتثل رضورايت
ابلنس بة هلم مكؤسسة الرسة بلك ما يرتبط هبا من زواج ،وحامية للشخاص يف وضعية هشاشة ،ال س امي
الطفال والش باب والطاعنني يف السن ،وأمومة ،وعنف ،واس تغالل جنيس ،ومعل قرسي (فقرات -114
.)146ويف نفس الس ياق ،تطرق التقرير اإىل معضةل الفقر اليت تنخر اجملمتع واجلهود املبذوةل من طرف ادلوةل
لتحسني عيش الساكنة ماداي ومعنواي من توفري املألك واملاء والسكن الالئق ويه خدمات متعددة وأساس ية
تس تلزم ال حماةل اعامتدات مالية اكفية ودامئة لتلبيهتا (فقرات .)186-147ما قيل عن هذه اخلدمات الاجامتعية
يصدق وينسحب عىل احلق يف الصحة (فقرات ،)216-187واحلق يف الرتبية والتعلمي يف مجيع درجاته
ومس توايته (فقرات ،)246-217والثقافة بلك أشاكلها (فقرات .)271-247
الفرع الرابع :اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة
قدم املغرب حلد الساعة أربعة تقارير( ،)64ومض الخري مهنا يف نفس الوقت التقرير الثالث والتقرير
الرابع ،واحتوى عىل مجموعة من املعطيات واملعلومات قسمت اإىل ثالثة أجزاء .تناول اجلزء الول االإطار العام
محلاية حقوق االإنسان مس تعرضا خمتلف االإصالحات اليت اكن املغرب مرسحا لها خالل الس نوات القليةل
املاضية ،من ذكل اإعادة هيلكة اجمللس الاستشاري حلقوق االإنسان طبقا ملبادئ ابريس املتعلقة ابملؤسسات
الوطنية؛ اإنشاء ديوان املظامل أو ما يعرف يف الاصطالح القانوين ابلوس يط؛ خلق املعهد املليك للثقافة المازيغية
وإاحداث هيئة االإنصاف واملصاحلة لطي ملف الانهتأاكت اجلس مية حلقوق االإنسان املرتكبة يف املايض .وتوقف
( )64التقرير الويل بتارخي 3نومفرب (CEDAW/C/MOR/1) 1994؛ المم املتحدة ،اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة ،اللجنة
املعنية ابلقضاء عىل المتيزي ضد املرأة ،التقريران ادلوراين اجملمعان الثالث والرابع ) 18 ،(CEDAW/C/MOR/4سبمترب .2006وحددت
اللجنة اترخي 21يوليو 2014لتقدمي التقريرين اجملمعني اخلامس والسادس.
44
التقرير املغريب عند جتربة هذه الهيئة العتبارها خطوة حامسة وجريئة وفريدة من نوعها يف اجتاه اإجناح معلية
الانتقال ادلميقراطي .كام متت االإشارة اإىل حدث اإلغاء حممكة العدل اخلاصة اليت حولت اختصاصاهتا حملامك
الاس تئناف .لقد اكنت هذه احملمكة تطبق اإجراءات اس تثنائية ختتلف عن االإجراءات املعمول هبا يف احملامك
الخرى ،اليشء اذلي جنم عنه انهتاك حلقوق ادلفاع ،وتغييب للضامانت اليت ال بد مهنا يف لك حمامكة عادةل،
وإاخالل مبساواة املتقاضني أمام القانون .وتعزز املشهد احلقويق ابملغرب عرب اعامتد قانونني هيم الول رفع احلصانة
الربملانية ويتعلق الثاين ابإنشاء احملمكة العليا اليت س يعهد اإلهيا مبحامكة أعضاء احلكومة عىل اجلنح اليت يرتكبوهنا
أثناء أداهئم ملهاهمم .لقد بذل املغرب جمهودات جبارة ومتضافرة للتوفيق بني الترشيع الوطين وأحاكم الصكوك
ادلولية حلقوق االإنسان اليت صادق علهيا ،حيث مسح ذكل بتحسني اإعامل احلقوق املعرتف هبا يف االتفاقيات
ادلولية وتكريسها .ومن هنا نرصد ما ييل (فقرة :)17
-تعديل قانون احلرايت العامة؛
-سن ترشيع جديد يف جمال السجون يتضمن أحاكما خاصة ابملرأة ،احرتاما خلصوصيهتا وسالمهتا
البدنية والنفس ية ،وضامان حلقوقها ابعتبارها امرأة وأما؛
-تعديل قانون كفاةل الطفال حبيث يسمح للمرأة العزبة هبذه الكفاةل اليت اكن احلق فهيا معرتفا به
للمرأة املزتوجة وحدها؛
-سن قانون جديد ل إالجراءات اجلنائية يوفر ضامانت أفضل محلاية حقوق االإنسان ،والس امي بتكريس
مبدأ افرتاض الرباءة ،واحلق يف حمامكة عادةل ،واحلق يف درجتني للتقايض يف املسائل اجلنائية ،واالإقرار بأس بقية
االتفاقيات ادلولية عىل الترشيع الوطين؛
-التعديل اجلزيئ للقانون اجلنايئ لتعزيز حامية املرأة والطفل ،وذكل بتجرمي دعارة الطفال واس تغالهلم
يف اإنتاج املواد االإابحية ،وكذكل التحرش اجلنيس والعنف فامي يتعلق ابلنساء ،وإادخال أحاكم خاصة مباكحفة
مجيع أشاكل المتيزي ،ومهنا المتيزي ضد املرأة ،وإاماكنية اس تفادة الزوجة من الظروف اخملففة مثل الزوج فامي يتعلق
ابلرضب واالإصابة والقتل دون س بق ا إالرصار يف حاةل التلبس ابلزان .ومتزي تعديل القانون اجلنايئ أيضا بتجرمي
التعذيب معال ابملادتني 1و 4من اتفاقية مناهضة التعذيب وغريه من رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو
الالاإنسانية أو املهينة ،وبأحاكم العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية .واجلدير ابذلكر أن اعامتد هذه
التعديالت اجلديدة يندرج يف اإطار التفكري القويم يف وضع س ياسة جنائية جديدة؛
-سن قانون جديد ينظم احلاةل املدنية والمر التنفيذي املرتبط به ،وينص القانون عىل اإصدار دفرت
عائيل بدال من دفرت احلاةل املدنية اذلي مل تكن املرأة واردة فيه اإال فامي يتعلق بأطفالها؛
-سن قانون جديد ينظم دخول الجانب اإىل املغرب وإاقامهتم فيه؛
-سن قانون ملاكحفة االإرهاب؛
45
-سن قانون جديد للحزاب الس ياس ية وقانون جديد لالنتخاابت؛
-اعامتد خمطط حميل جديد لتشجيع ادلميقراطية احمللية؛
-تعديل قانون الرسة اذلي بدأ نفاذه يف 5فرباير .2004ويتيح هذا التعديل للمرأة اس تعادة حقوقها
ورفع الظمل وعدم املساواة الذلين اكنت تعانهيام ،كام يكفل احرتام حقوق املرأة ومجيع أفراد الرسة حتقيقا الس تقرار
الرسة .ويكرس التعديل املسؤولية املشرتكة للزوجني يف تدبري شؤون الرسة (فقرة .)18
اإضافة اإىل هذه املس تجدات ،يرصد التقرير املغريب خمتلف االتفاقيات ادلولية اليت متت املصادقة علهيا،
وهتم الطفل ،والشغل ،واجلرمية املنظمة عرب الوطنية( ...فقرات .)23-20
يتطرق اجلزء الثاين من التقرير ادلوري للمغرب اإىل حتليل مس تفيض ملواد اتفاقية القضاء عىل مجيع
أشاكل المتيزي ضد املرأة .أما اجلزء الثالث والخري ،فقد انصب عىل متابعة املؤمترات ادلولية ،ويتعلق المر
مبتابعة اإعالن ومهناج معل بيجني؛ متابعة املؤمتر العلمي ملناهضة العنرصية والمتيزي العنرصي وكراهية الجانب
وما يتصل بذكل من تعصب ومتابعة دورة امجلعية العامة للمم املتحدة الاس تثنائية املعنية ابلطفل (فقرات -413
.)430
الفرع الخامس :اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة
القاسية أو الالإنسانية أو المهينة
تطبيقا ملقتضيات املادة 19من هذه االتفاقية ،قدم املغرب اإىل جلنة مناهضة التعذيب أربعة تقارير()65
اس تعرض من خاللها اجلهود اليت بذلها واملنجزات اليت حققها ملناهضة مجيع أشاكل التعذيب ،ويه فرصة
للتأكيد عىل تشبث اململكة بقمي حقوق االإنسان ومتسكها ابلعمل املشرتك مع الهيئات ادلولية والممية املعنية
حبقوق االإنسان .وكعادته ،أعاد التقرير التأكيد عىل اخنراط املغرب يف مبدأ عاملية حقوق ا إالنسان ودفاعه عن
قمي احلرية والعداةل واملساواة" :اإن اململكة املغربية اإمياان مهنا بعاملية مبادئ حقوق االإنسان والزتاما هبا كام يه
متعارف علهيا عامليا ،ما فتئت تبادر اإىل اختاذ مجيع التدابري القانونية واملؤسساتية الرامية اإىل ترس يخ ثقافة حقوق
االإنسان ونبذ التعذيب جبميع أشاكهل وصوره ،ويتعزز هذا الالزتام امللموس ابإشاعة ثقافة حقوق االإنسان واختاذ
التدابري املناس بة من أجل ترس يخها والهنوض هبا وحاميهتا يف مجيع أقالمي اململكة" (فقرة .)5لقد ابدر املغرب
اإىل وضع مهنجية تدقيقية لتشخيص وضعية ممارسة حقوق االإنسان والوقوف عىل النواقص وحتديد املهنجية
الواجب اتباعها لتجاوزها ،كام أقدم عىل وضع تشخيص ملايض الانهتأاكت اجلس مية حلقوق االإنسان.
تفعيال ومواكبة لهذه املقاربة االإصالحية ،مت تبين اسرتاتيجية هتدف اإىل مالءمة الترشيع ادلاخيل مع
املقتضيات املنصوص علهيا يف الآليات ادلولية املتعلقة حبقوق االإنسان .ويف هذا ا إالطار قام املغرب مبا ييل:
مراجعة قانون املسطرة اجلنائية قصد تقوية أآليات حامية حقوق االإنسان من خالل ترس يخ مبدأ قرينة الرباءة،
( )65التقرير الويل بتارخي 10غشت (CAT/C/24/Add.2) 1994؛ التقرير ادلوري الرابع بتارخي 5نومفرب .(CAT/C/MAR/4) 2009
وحددت اللجنة اترخي 25نومفرب 2015لتقدمي التقرير اخلامس.
46
واحملامكة العادةل ،ومسو االتفاقيات ادلولية عىل الترشيع ادلاخيل؛ اإلغاء حممكة العدل اخلاصة؛ مراجعة مدونة
احلرايت العامة وقانون الصحافة والنرش؛ فتح ورش ملراجعة القانون اجلنايئ هيدف اإىل تقوية مبادئ الرشعية
واملساواة وتقوية املرجعية ادلولية من خالل اإدماج مجموعة من املبادئ اليت نصت علهيا االتفاقيات ادلولية مضن
مواد مرشوع هذا القانون ابالإضافة اإىل جترمي مجموعة من الفعال كجرامئ االإابدة واجلرامئ ضد االإنسانية وتعزيز
حقوق الفراد ما أمكن يف مواهجة توسع دائرة النظام العام واللك يف تصور يأخذ يف عني الاعتبار مواكبة هذا
االإصالح ملراجعة مماثةل لقانون املسطرة اجلنائية (فقرة .)9ويف جمال التعذيب عىل وجه اخلصوص ،أورد التقرير
أن "املغرب اذلي جعل من تعزيز حقوق االإنسان وحفظ الكرامة االإنسانية قناعة راخسة ،مازال يؤكد إارادته
القاطعة ملناهضة التعذيب وحماربته بلك رضوبه وأشاكهل ،وجيدد تشبثه مبختلف املواثيق ادلولية حلقوق االإنسان
وخاصة املادة اخلامسة من االإعالن العاملي حلقوق االإنسان واملادة السابعة من العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق
املدنية والس ياس ية اللتان تؤكدان عىل عدم جواز تعريض أي أحد للتعذيب أو املعامةل القاس ية أو الالاإنسانية
أو املهينة" (فقرة .)14وعىل امتداد صفحات التقرير ادلوري ،مت اإبراز التطابق التام بني الترشيع الوطين
ومقتضيات االتفاقية ادلولية حيث يف لك مرة يمت اس تحضار الرتسانة القانونية ادلاخلية للتدليل عىل الزتام املغرب
مبضمون االتفاقية ووفائه لتعهداته ادلولية ،كام يضع التدابري الكفيةل ملنع التعذيب ولك الشاكل املشاهبة هل.
وأدىل التقرير مبعطيات مرمقة ومعلومات وافية عن اإعامل املغرب التفاقية منع التعذيب متوقفا عند لك جزئياهتا،
نذكر من ذكل :االإجراءات القانونية والقضائية واالإدارية ملنع التعذيب؛ منع اإبعاد أو طرد الجانب اإذا اكن يف
ذكل هتديد بتعرضهم للتعذيب؛ املقتضيات اخلاصة ابإيقاف الشخاص املتورطني يف أعامل التعذيب؛ تقدمي
املساعدة الرضورية بشأن جرامئ التعذيب يف اإطار التعاون القضايئ ادلويل؛ حق الضحية يف املطالبة ابلتعويض
عن أعامل التعذيب ،اإىل غري ذكل من احملاور الساس ية يف االتفاقية.
الفرع السادس :اتفاقية حقوق الطفل والبروتوكوالت الملحقة بها
44 قدمت اململكة املغربية تقريرهيا الثالث والرابع يف شلك تقرير جامع مبوجب الفقرة الوىل من املادة
من اتفاقية حقوق الطفل( ،)66لتربز التدابري اليت اختذهتا خالل الفرتة املمتدة من 2003اإىل 2011من أجل
اإعامل حقوق الطفل اليت تقرها االتفاقية وتبني أوجه التقدم احملرز يف المتتع هبذه احلقوق ،كام تعرض ما بذلته
من هجود وما واهجته من مصاعب ومعوقات عند تنفيذ الس ياسات والنشطة الرامية اإىل التنفيذ الفعيل
ملقتضيات االتفاقية .وال خيفى الظرفية التارخيية اذلي يندرج فيه تقدمي التقريرين ادلوريني ،حيث جاء يف س ياق
االإصالحات ادلس تورية واملؤسساتية اليت اخنرطت فهيا اململكة وجتسدت عىل وجه اخلصوص يف اعامتد دس تور
جديد شلك منعطفا اترخييا حاسام بلك املقاييس يف مسار اس تكامل بناء دوةل احلق والقانون واملؤسسات
ادلميقراطية .ويؤكد التقرير املغريب عىل أنه "منذ النظر يف التقرير ادلوري الثاين ،أعطيت دفعة جديدة
للس ياسات احلكومية الرامية اإىل حامية حقوق الطفل وتعزيزها ،ومن مث زايدة الامتثال لالتفاقية والاس تجابة
2013 غشت 5 ( )66التقرير الويل بتارخي 19غشت (CRC/C/28/Add.1) 1995؛ التقريران ادلوراين الثالث والرابع بتارخي
) .(CRC/C/MAR/3-4وحددت اللجنة اترخي 20يوليو 2020لتقدمي التقريرين اخلامس والسادس.
47
للتوصيات اليت صاغهتا اللجنة .وتريم هذه الس ياسات أيضا اإىل الوفاء اباللزتامات اليت قطعها املغرب خالل
املؤمترات ادلولية بشأن الطفوةل وبشأن بلوغ الهداف االإمنائية لللفية" (فقرة .)7وركز التقرير عىل هجود
املغرب احلثيثة والهادفة اإىل مواءمة الترشيع الوطين مع مبادئ اتفاقية حقوق الطفل حيث شهدت الفرتة املشموةل
ابلتقريرين حتوال معيقا عىل صعيد اإدراج مقتضيات املعاهدة يف القانون ادلاخيل واتسمت ابعامتد وإاصدار العديد
من النصوص القانونية املواتية حلقوق الطفل واملسرتشدة مببدأ مصلحة الطفل الفضىل .واس تعرض التقريران لك
املس تجدات اليت عرفهتا وضعية حقوق الطفل من تعديالت جوهرية مست مدونة الرسة لس نة ،2004ومدونة
الشغل املؤرخة يف ،2003حيث "شلكت حامية الطفل يف العمل أحد انشغاالت املرشع اذلي نظم بعض
جوانهبا وفقا للمعاهدات ادلولية ذات الصةل بعمل الطفال ،ال س امي االتفاقيتان الساسيتان ملنظمة العمل ادلولية
رق 138و( "182فقرة .)17ومثل اعامتد قانون املسطرة اجلنائية يف ،2002تقدما ملموسا يف جمال عداةل
الحداث حيث أفرد هذا القانون كتابه الثالث للقواعد اخلاصة ابلحداث ،ويروم الهنج اجلديد اذلي يتبعه هذا
الترشيع حامية الطفل سواء أاكن حضية جرمية أم حداث جاحنا أم يف وضعية صعبة (فقرة .)19وتوقف التقريران
عند التعديالت النوعية اليت خضع لها القانون اجلنايئ ال س امي املقتضيات الرامية اإىل حامية الطفل من أشاكل
سوء املعامةل عن طريق تشديد العقوابت املطبقة عىل اجلرامئ املرتكبة ضد الطفال واس تحداث جرامئ جديدة
(فقرة .)24واسرتسل التقريران ادلوراين يف جرد لك التعديالت اليت عرفها الترشيع ادلاخيل بغية مطابقته مع
االتفاقية ادلولية ،من ذكل قانون اجلنس ية والترشيع املتعلق بكفاةل الطفال املهملني وقانون احلاةل املدنية والقانون
اخلاص برشوط فتح مؤسسات الرعاية الاجامتعية وتدبريها وقانون دخول وإاقامة الجانب ابملغرب وابلهجرة
غري املرشوعة اإىل غري ذكل من النصوص الترشيعية ذات الصةل حبقوق الطفل.
كام س بقت االإشارة اإىل ذكل ،تعززت اتفاقية حقوق الطفل لس نة 1989بثالثة بروتوكوالت اختيارية،
صادق املغرب عىل اثنني مهنا وقدم بشأهنام تقريرين اإىل جلنة حقوق الطفل؛ هيم الول بيع الطفال واس تغالل
الطفال يف البغاء ويف املواد ا إالابحية ،ويتعلق الثاين ابشرتاك الطفال يف الزناعات املسلحة .أما الربوتوكول
اخلاص ابإجراء تقدمي البالغات ،فقد متت املوافقة عليه من طرف الربملان ،يف حني الزالت مسطرة املصادقة
عليه جارية.
تطبيقا للفقرة الوىل من املادة 12من الربوتوكول الاختياري التفاقية حقوق الطفل بشأن بيع الطفال
وبغاء الطفال واس تغالل الطفال يف املواد االإابحية ،قدم املغرب تقريره ادلوري الويل( ،)67افتتحه ابلرتكزي
عىل مبدأ قابلية الربوتوكول الاختياري للتطبيق أما احملامك املغربية مع تقرير أرحجيته عىل الترشيع الوطين يف حاةل
التعارض مع اإيراد بعض السوابق القضائية يف املوضوع (فقرات 7 ،6و .)8واس تعرض التقرير خمتلف املبادرات
( )67نص التقرير موجود بثالث لغات فقط؛ الفرنس ية واالإجنلزيية واالإس بانية:
Nations Unies, Convention relative aux droits de l’enfant, Comité des droits de l’enfant, protocole facultatif à
la convention sur les droits de l’enfant concernant la vente d’enfants, la prostitution des enfants et la
pornographie mettant en scène des enfants, rapport initial, (CRC/C/OPSA/MAR/1), 15 juillet 2005.
48
والس ياسات واملتدخلني يف جمال حامية حقوق الطفال بصفة عامة والطفال حضااي الاس تغالل اجلنيس بوجه
خاص .وتناول ابلتفصيل والمتحيص لك جزئيات الربوتوكول وما يقابلها يف الترشيع املغريب من نصوص قانونية
(القانون اجلنايئ ،قانون املسطرة اجلنائية ،مدونة الشغل ،القانون اخلاص ابلطفال املهملني )...،وهيئات الضامن
وامحلاية (من حكومة ومنظامت اجملمتع املدين وغريهام) ،مع تسجيل انسجام وتطابق الرتسانة القانونية ادلاخلية مع
مقتضيات الربوتوكول ا إالضايف حيث مت جترمي لك الترصفات والعامل املنصوص علهيا يف الصك ادلويل (فقرة
36وما بعدها) ،وخضوعها لالختصاص القضايئ الوطين (فقرة 47وما بعدها) ،مع اإماكنية اللجوء خبصوصها
ملسطرة التسلمي (فقرة 52وما بعدها).
وتوقف التقرير ادلوري مطوال عند تدابري امحلاية اليت يمتتع هبا الطفال حضااي العامل املشموةل بنص
الربوتوكول حيث اختذ املغرب حزمة من االإجراءات االإجيابية تمتحور أساسا حول املصلحة الفضىل للطفل،
فصلها ابإسهاب قانون املسطرة اجلنائية (فقرة 61وما بعدها) .ويس تفيد الطفل اجلاحن من خمتلف الضامانت اليت
نصت علهيا اتفاقية حقوق الطفل والصكوك ادلولية الخرى مثل قواعد المم املتحدة المنوذجية ادلنيا الإدارة
شؤون قضاء الحداث (قواعد بيجني) ،وقواعد المم املتحدة المنوذجية ادلنيا للتدابري غري الاحتجازية (قواعد
طوكيو) ،ومبادئ المم املتحدة التوجهيية ملنع جنوح الحداث (مبادئ الرايض) (فقرة 85وما بعدها) .وتطرق
التقرير ادلوري حلاةل الطفال يف وضعية صعبة مس تعرضا خمتلف النصوص القانونية املؤطرة لهذه الفئة الاجامتعية
(فقرة 103وما بعدها) ،واملبادرات احلكومية بشأن ا إالعالم والتحسيس والتكوين يف اجملاالت اليت يشملها
الربوتوكول الاختياري (فقرة 114وما بعدها) .وحظي موضوعا أطفال الشوارع (فقرة 126وما بعدها) ،ومعل
الطفال (فقرة 134وما بعدها) ابهامتم التقرير احلكويم حيث رصد هاتني الظاهرتني املزريتني وأدىل مبعطيات
وافية ومرمقة حول أس باب انتشارهام واالإجراءات للحيلوةل دون اس تفحاهلام .وخصص التقرير مساحة هممة
للمساعدة والتعاون ادلويل (فقرة 152وما بعدها) ،وتطرق بتفصيل لفة الفقر ووضعية الهشاشة اليت تعيشها
فئات عريضة من الطفال ومدى الصعوابت للقضاء هنائيا عىل الس باب املؤدية اإلهيا .واختمت التقرير ادلوري
ابحلديث عن حامية الطفال الضحااي وتطبيق القوانني يف اإشارة اإىل خمتلف االتفاقيات اليت جتمع املغرب مع
ادلول الجنبية يف جمال املساعدة القضائية (فقرة 169وما بعدها) ،وخمتلف الصكوك ادلولية املصادق علهيا
واليت تسامه لكها يف اإضفاء حامية فعاةل عىل حقوق الطفال (فقرة 170وما بعدها).
عىل خالف التقرير احلكويم اخملصص للربوتوكول الاختياري بشأن بيع الطفال واس تغالل الطفال يف
البغاء ويف املواد االإابحية ،جاء التقرير املتعلق ابلربوتوكول االإضايف بشأن اشرتاك الطفال يف املنازعات
املسلحة( )68مقتضبا ومركزا نظرا للتطابق التام بني مقتضياته وبني أحاكم الترشيع الوطين (فقرة 5وما بعدها).
( )68نص التقرير موجود كذكل بثالث لغات فقط؛ الفرنس ية واالإجنلزيية واالإس بانية:
Nations Unies, Convention relative aux droits de l’enfant, Comité des droits de l’enfant, protocole facultatif à
la convention sur les droits de l’enfant concernant l’implication d’enfants dans les conflits armés, rapport
initial, (CRC/C/OPAC/MAR/1), 19 juin 2012.
49
هذه الفكرة املركزية أعاد التأكيد علهيا التقرير يف أكرث من مناس بة؛ من ذكل مثال حتديد السن القانوين لالشرتاك
يف العامل احلربية .من هذه الزاوية ،بسط التقرير مضامني الترشيع الوطين ،ويتعلق المر ابلقانون رق )69(4.99
اخلاص ابخلدمة العسكرية قبل أن ينسخ مبقتىض القانون رق ( )70(48.06فقرة 13وما بعدها) .وخصص التقرير
بعض الفقرات منه للتعريف مبختلف املدارس واملعاهد العسكرية ومضامني التكوين هبا وشوط الالتحاق هبا
(فقرة 24وما بعدها) ،كام قام جبرد لالتفاقيات ادلولية املصادق علهيا من طرف املغرب خاصة تكل املرتبطة
ابلقانون ادلويل االإنساين (فقرة .)32أخريا ،أفرد التقرير ادلوري جزء منه للمساعدة املالية والتعاون التقين بني
ادلول وهجود اململكة املتواصةل لتعزيز هذا الشق السايس يف الربوتوكول الاختياري (فقرة 46وما بعدها).
الفرع السابع :االتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم
اإذا اكن املغرب من أوائل ادلول اليت صادقت عىل هذه االتفاقية ومن أشد املدافعني عهنا ابعتباره أوال
بدلا مصدرا للهجرة ،واثنيا بدل عبور واس تقرار املهاجرين ،فاإنه مع ذكل تأخر يف اإيداع تقريره ادلوري الويل()71
مبوجب املادة 73من املعاهدة ،حيث اكن من املفرتض أن يمت ذكل يف غضون س نة .2004وعىل غرار ابيق
التقارير ادلورية للمغرب ،اس هتل تقريره اإىل اللجنة املعنية ابلعامل املهاجرين برصد لك املكتس بات اليت حتققت
يف جمال حقوق االإنسان من مصادقة مكثفة عىل الصكوك ادلولية ،ومالءمة للترشيع ادلاخيل مع املعايري ادلولية،
وحسب للتحفظات اليت أحضت متجاوزة ،وانفتاح عىل االإجراءات اخلاصة (فقرات .)22-1يف نفس الس ياق،
ذكر التقرير ابالإطار القانوين الضابط للهجرة (القانون رق 02.03بتارخي 11نومفرب )2003وسلط الضوء عىل
هذه الظاهرة املعقدة معززة بأرقام وإاحصائيات حمينة متناوال وضعية املغاربة يف اخلارج ووضعية املهاجرين
ابملغرب وكذا لك الفاعلني املتدخلني يف هذا القطاع (فقرات .)52-23
بعد ذكل ،عاجل التقرير ادلوري لك مواد االتفاقية اليت تقرر حقوقا وحرايت أساس ية للمهاجرين وأفراد
أرسمه ،واليت تتقاطع مع الصكوك ادلولية الخرى ذات الصةل .وس ميثل دس تور 2011نقطة ارتاكز أساس ية
للتقرير عىل اعتبار أن الوثيقة ادلس تورية اعرتفت لول مرة ابلعديد من احلقوق واحلرايت للجانب املقميني
ابملغرب كام سرنى ذكل الحقا ،كام وسعت من الحئة حقوق االإنسان اليشء اذلي يسمح ابلقول ابإن أحاكم
ادلس تور تتطابق اإىل أبعد احلدود مع مضامني اتفاقية .1990وعليه ،توقف التقرير احلكويم عند بعض املبادئ
العامة يف االتفاقية كعدم المتيزي وتأمني وسائل الانتصاف الفعال واختاذ التدابري الترشيعية لتنفيذ أحاكم االتفاقية
( )69ظهري شيف رق 1.99.194صادر يف 13من جامدى الوىل 25( 1420أغسطس )1999بتنفيذ القانون رق 4.99املتعلق ابخلدمة
العسكرية ،جريدة رمسية ،عدد 4722بتارخي 21جامدى الوىل 2( 1420سبمترب ،)1999ص.2167 .
( )70ظهري شيف رق 1.06.233صادر يف 28من ربيع الول 17( 1428أبريل )2007بتنفيذ القانون رق 48.06حبذف اخلدمة العسكرية،
جريدة رمسية ،عدد 5519بتارخي 5ربيع الخر 23( 1428أبريل ،)2007ص.1283 .
( )71نص التقرير متوفر بثالث لغات فقط؛ الفرنس ية واالإجنلزيية واالإس بانية:
Nations Unies, Convention internationale sur la protection des droits de tous les travailleurs migrants et des
membres de leur famille, Comité pour la protection des droits de tous les travailleurs migrants et des membres
de leur famille, rapport initial du Maroc, (CMW/C/MAR/1), 1er novembre 2012.
50
(فقرات ،)75-53لينطلق يف مناقشة لك حق أو حرية منصوص علهيام يف املعاهدة عىل حدة .وهنا البد من
التذكري أن املقتضيات امحلائية يف الترشيع املغريب يس تفيد مهنا عىل قدم املساواة الجانب مع املواطنني .ذلكل،
عند التعليق عىل بنود االتفاقية ،يس تحرض التقرير الوطين الرتسانة القانونية ادلاخلية .ومن المثةل عىل ذكل،
نشري اإىل احلق يف مغادرة أي دوةل مبا يف ذكل دوةل املنشأ (فقرات ،)87-76واحلق يف احلياة ومنع التعذيب
(فقرات ،)102-88وحظر الاسرتقاق أو الاس تعباد والعمل القرسي (فقرات ،)104-103وحرية الفكر
والضمري وادلين وحرية التعبري واحلرية النقابية (فقرات ،)137-105وعدم التعرض للتدخل التعسفي أو غري
املرشوع يف احلياة اخلاصة أو شؤون الرسة أو البيت أو املراسالت أو االتصاالت واحلرمان من املمتلاكت
(فقرات ،)151-138واحلق يف احلرية والسالمة الشخصية واملعامةل االإنسانية يف حاةل احلرمان من احلرية،
والاعرتاف ابلشخصية القانونية (فقرات ،)177-152واحلق يف الضامانت املسطرية (فقرات .)220-178
اإىل جانب هذه احلقوق واحلرايت ذات الطبيعة العامة ،تناول التقرير احلكويم بعض احلقوق املمتزية
واللصيقة بشخص العامل املهاجر أو أفراد أرسته كعدم جواز حرمانه من اإذن االإقامة أو ترصحي العمل أو طرده
جملرد عدم وفائه ابلزتام انشئ عن عقد معل (فقرات ،)225-221وعدم مصادرة أو اإعدام واثئق الهوية ،وعدم
التعرض للطرد امجلاعي ،واحلق يف اللجوء اإىل امحلاية واملساعدة من السلطات القنصلية أو ادليبلوماس ية دلوةل
املنشأ أو لدلوةل اليت متثل مصاحل تكل ادلوةل (فقرات ،)236-226واملعامةل ابملثل مع رعااي دوةل العمل من
حيث الجر والضامن الاجامتعي والعناية الطبية (فقرات ،)263-237وحق لك طفل من أطفال العامل املهاجر
يف احلصول عىل امس ويف تسجيل والدته ،ويف احلصول عىل جنس ية ،واحلق يف احلصول عىل التعلمي عىل
أساس املساواة يف املعامةل مع رعااي ادلوةل املعنية ،واحرتام الهوية الثقافية (فقرات ،)301-264واحلق يف حتويل
ادلخول واملدخرات ،واحلق يف تلقي املعلومات الاكفية عن احلقوق اليت تضمهنا االتفاقية (فقرات ،)305-302
اإىل غري ذكل من احلقوق اليت ال يتسع اجملال لرسدها لكها واليت عاجلها القسامن الرابع واخلامس من املعاهدة.
51
حقوق االإنسان ابملغرب سواء من خالل الوثيقة ادلس تورية أو النصوص الترشيعية الخرى أو من خالل
املامرسة .وغين عن البيان أن خرباء جلان حقوق االإنسان أدلوا مبجموعة كبرية من املالحظات وسطروا حزمة
من التوصيات لضامن المتتع احلقيقي والفعال ابحلقوق واحلرايت املكفوةل مبقتىض االتفاقيات ادلولية .وبناء عليه،
ونظرا لن اجملال ال يسمح بذكر وجرد لك املالحظات لكرثهتا وتنوعها ،فاإننا س نقترص يف عرضنا لها عىل تكل
اليت لها عالقة مباشة بقضية كونية أو خصوصية حقوق االإنسان ،مبتدئني ابجلوانب االإجيابية (الفرع الول) قبل
اس تعراض دواعي القلق مشفوعة ابالقرتاحات والتوصيات (الفرع الثاين) .وال يفوتنا هبذه املناس بة التذكري
ابنفتاح املغرب عىل االإجراءات اخلاصة جمللس حقوق االإنسان اليت تتناول قضااي مواضيعية يف مجيع أحناء العامل
وتعاونه الوثيق مع خمتلف املقررين اخلاصني واخلرباء املس تقلني والفرق العاملني ،حيث مت تسجيل مجموعة من
الزايرات امليدانية فضال عن بلورة العديد من التقارير اليت هتم وضعية حقوق االإنسان ابملغرب(.)72
( )72نورد هذه التقارير حسب تسلسلها التارخيي :المم املتحدة ،اجمللس الاقتصادي والاجامتعي ،جلنة حقوق االإنسان ،ادلورة السابعة
وامخلسون ،حقوق الطفل ،تقرير املقررة اخلاصة املعنية مبسأةل بيع الطفال واس تغالهلم يف البغاء ويف املواد االإابحية،
( 7 ،)E/CN.4/2001/78/Add.1نومفرب 2000؛ المم املتحدة ،اجمللس الاقتصادي والاجامتعي ،جلنة حقوق االإنسان ،ادلورة الس تون،
فئات حمددة من امجلاعات والفراد :العامل املهاجرون ،تقرير املقررة اخلاصة املعنية حبقوق االإنسان املهاجرين،
( 15 ،)E/CN.4/2004/76/Add.3يناير 2004؛ المم املتحدة ،امجلعية العامة ،جملس حقوق االإنسان ،ادلورة الرابعة ،تقرير املقرر اخلاص
املعين ابحلق يف التعلمي 7 ،)A/HRC/4/29/Add.2( ،فرباير 2007؛ المم املتحدة ،امجلعية العامة ،جملس حقوق االإنسان ،ادلورة الثامنة،
تقرير املقرر اخلاص املعين ابحلق يف التعلمي 6 ،)A/HRC/8/10/Add.2( ،ماي 2008؛ المم املتحدة ،امجلعية العامة ،جملس حقوق االإنسان،
ادلورة الثالثة عرشة ،تقرير الفريق العامل املعين حباالت الاختفاء القرسي أو غري الطوعي 9 ،)A/HRC/13/31/Add.1( ،فرباير 2010؛
المم املتحدة ،امجلعية العامة ،جملس حقوق االإنسان ،ادلورة العرشون ،تقرير اخلبرية املس تقةل يف جمال احلقوق الثقافية،
( 2 ،)A/HRC/20/26/Add.2ماي 2012؛ المم املتحدة ،امجلعية العامة ،جملس حقوق االإنسان ،ادلورة العرشون ،تقرير الفريق العامل
املعين مبسأةل ال متيزي ضد املرأة يف القانون واملامرسة 19 ،)A/HRC/20/28/Add.1( ،يونيو 2012؛ المم املتحدة ،امجلعية العامة ،جملس
حقوق االإنسان ،ادلورة الثانية والعرشون ،تقرير املقرر اخلاص املعين مبسأةل التعذيب وغريه من رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو
الالاإنسانية أو املهينة 30 ،)A/HRC/22/53/Add.2( ،أبريل 2013؛ المم املتحدة ،امجلعية العامة ،جملس حقوق االإنسان ،ادلورة السادسة
والعرشون ،تقرير املقررة اخلاصة املعنية ابالجتار ابلشخاص ،ال س امي النساء والطفال 1 ،)A/HRC/26/37/Add.3( ،أبريل 2014؛ المم
املتحدة ،امجلعية العامة ،جملس حقوق االإنسان ،ادلورة السابعة والعرشون ،تقرير الفريق العامل املعين ابالحتجاز التعسفي،
( 4 ،)A/HRC/27/48/Add.5أغسطس 2014؛
United Nations, General Assembly, Human Rights Council, Twenty-second session, Report of the Working
Groupon Enforced or Involuntary Disappearances, (A/HRC/22/45/Add.3), 1er mars 2013.
52
تركيبية خملتلف التقديرات االإجيابية الواردة يف املالحظات اخلتامية( ،)73ونظرا لتقاطع كثري من االتفاقيات ادلولية
خبصوصها ،جنملها ونوجزها يف ما ييل :التصديق عىل معاهدات حقوق االإنسان (الفقرة الوىل) ،االإصالحات
الترشيعية (الفقرة الثانية) ،االإصالحات املؤسساتية (الفقرة الثالثة) ،التدابري الس ياساتية (الفقرة الرابعة) ،وقضااي
متنوعة (الفقرة اخلامسة).
أ
الفقرة الولى :التصديق على معاهدات حقوق ا إلنسان
يويل خرباء جلان معاهدات حقوق االإنسان أمهية كربى الخنراط املغرب يف املعايري ادلولية ذات الصةل
ويقيسون درجة تقدم وضعية حقوق االإنسان بعدد الصكوك ادلولية املصادق علهيا .ويف هذا االإطار ،أشادت
خمتلف اللجان مواصةل اململكة تصديقها التدرجيي عىل مجةل من املعاهدات ،والحظت ابرتياح كبري متسكها
القوي مببدأ كونية حقوق االإنسان .ومن المثةل عىل االتفاقيات املصادق علهيا حديثا ،نذكر:
االتفاقية ادلولية محلاية مجيع الشخاص من الاختفاء القرسي ،يف عام 2013؛ -
بروتوكول منع ومقع ومعاقبة الاجتار يف البرش ،وخباصة النساء والطفال ،املمكل التفاقية المم -
املتحدة ملاكحفة اجلرمية املنظمة عرب الوطنية ،يف عام 2011؛
اتفاقية حقوق الشخاص ذوي االإعاقة وبروتوكولها الاختياري ،يف عام 2009؛ -
اتفاقية جملس أورواب بشأن حامية الطفال من الاس تغالل اجلنيس والاعتداء اجلنيس (اتفاقية -
( )73يتعلق المر ابلتقارير التالية :االتفاقية ادلولية للقضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي العنرصي ،جلنة القضاء عىل المتيزي العنرصي ،ادلورة
السابعة والس بعون 27-2 ،أغسطس ،2010املالحظات اخلتامية للجنة القضاء عىل ال متيزي العنرصي ،املغربCERD/C/MAR/CO/17-( ،
13 ،)18سبمترب 2010؛ العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية ،اللجنة املعنية حبقوق االإنسان ،ادلورة الثانية والامثنون،
املالحظات اخلتامية للجنة املعنية حبقوق االإنسان ،املغرب ،)CCPR/CO/28/MAR( ،فاحت ديسمرب 2004؛ اجمللس الاقتصادي
والاجامتعي ،العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية ،اللجنة املعنية ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية،
ادلورة السادسة والثالثون 19-1 ،مايو ،2006املالحظات اخلتامية للجنة املعنية ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية ،املغرب،
( 4 ،)E/C.12/MAR/CO/3سبمترب 2006؛ اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة ،اللجنة املعنية ابلقضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي
ضد املرأة ،ادلورة الربعون 14 ،يناير – 1فرباير ،2008التعليقات اخلتامية للجنة املعنية ابلقضاء عىل مجيع أشاكل ال متيزي ضد املرأة،
املغرب 4 ،)CEDAW/C/MAR/CO/4( ،أبريل 2008؛ اتفاقية مناهضة التعذيب وغريه من رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية
أو املهينة ،جلنة مناهضة التعذيب ،ادلورة السابعة والربعون 31 ،أكتوبر – 25نومفرب ،2011املالحظات اخلتامية للجنة مناهضة
التعذيب ،املغرب 21 ،)CAT/C/MAR/CO/4( ،ديسمرب 2011؛ اتفاقية حقوق الطفل ،جلنة حقوق الطفل ،املالحظات اخلتامية بشأن
التقرير اجلامع للتقريرين ادلوريني الثالث والرابع ،املغرب 14 ،)CRC/C/MAR/CO/3-4( ،أكتوبر 2014؛ االتفاقية ادلولية محلاية حقوق مجيع
العامل املهاجرين وأفراد أرسمه ،اللجنة املعنية حبامية حقوق مجيع العامل املهاجرين وأفراد أرسمه ،املالحظات اخلتامية بشأن التقرير الويل،
املغرب 8 ،)CMW/C/MAR/CO/1( ،أكتوبر 2013؛ اتفاقية حقوق الطفل ،جلنة حقوق الطفل ،املالحظات اخلتامية املتعلقة ابلتقرير
املقدم من املغرب مبوجب الفقرة 1من املادة 8من الربوتوكول الاختياري التفاقية حقوق الطفل بشأن اشرتاك الطفال يف املنازعات
املسلحة 13 ،)CRC/C/OPAC/MAR/CO/1( ،نومفرب 2014؛
Convention relative aux droits de l’enfant, Comité des droits de l’enfant, quarante et unième session, Examen
des rapports présentés par les Etats parties conformément au paragraphe 1 de l’article 12 du protocole facultatif
à la Convention relative aux droits de l’enfant, concernant la vente d’enfants, la prostitution des enfants et la
pornographie mettant en scène des enfants, observations finales, Maroc (CRC/C/OPSC/MAR/CO/1), 17 mars
2006.
53
النزارويت) ،يف عام 2013؛
-االتفاقية الوروبية املتعلقة مبامرسة حقوق الطفل ،يف عام 2013؛
-اتفاقية جملس أورواب املتعلقة ابالتصال ابلطفال ،يف عام 2013؛
-بروتوكول ماكحفة هتريب املهاجرين عن طريق الرب والبحر واجلو املمكل التفاقية المم املتحدة ملاكحفة
اجلرمية املنظمة عرب الوطنية ،يف أبريل .2011
وارتباطا ابملامرسة االتفاقية للمغرب يف جمال حقوق االإنسان ،مثنت جلان املعاهدات حسب ادلوةل
الطرف لبعض التحفظات اليت أبدهتا خالل مصادقهتا عىل بعض االتفاقيات ،وال س امي التحفظ عىل املادة
14من االتفاقية ادلولية للقضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي العنرصي ،واملادة 14من اتفاقية حقوق الطفل،
فضال عن التحفظات املتعلقة ابتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة .ويف نفس الس ياق ،مت
الرتحيب ابعرتاف املغرب ابختصاص اللجنة يف تلقي البالغات الفردية ودراس هتا مبوجب املادة 22من
اتفاقية مناهضة التعذيب ،وابملعلومات املقدمة من ادلوةل الطرف اليت ذكرت االإعالن اذلي أصدره املغرب
مبوجب املادة 14من االتفاقية ادلولية للقضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي العنرصي واذلي يتيح من الن
فصاعدا لي خشص أو مجموعة أشخاص يف املغرب الاعتداد بأحاكم االتفاقية لتقدمي شكوى اإىل اللجنة اإذا
رأوا أهنم تعرضوا للمتيزي العنرصي.
وغين عن البيان أن خرباء جلان حقوق االإنسان يرون يف تصديق املغرب عىل االتفاقيات ادلولية
ذات الصةل مدخال أساس يا لالعرتاف مببدأ كونية حقوق االإنسان ،وهو ما دفعهم اإىل النظر بعني الرضا اإىل
التعديل اجلوهري اذلي مس ادلس تور املغريب عندما كرس مبدأ مسو القانون ادلويل عىل الترشيع ادلاخيل،
ونص عىل رضورة مالءمة هذا الخري مع بنود املعاهدات ادلولية .وقد س بق للجنة املعنية حبقوق االإنسان
أن رحبت ابلقرار الصادر عن احملمكة العليا يف املغرب بتارخي 26سبمترب 2000واذلي ينص عىل أن أحاكم
املادة 11من العهد اليت حتظر االإكراه البدين عىل عدم احرتام الزتام تعاقدي تعلو عىل القانون واملامرسة
الوطنيني .وتالحظ اللجنة ابهامتم مضمون الرساةل الصادرة يف 7أبريل 2003واليت يطلب فهيا وزير
العدل ،ابالإشارة اإىل القرار الصادر عن احملمكة العليا املذكور أعاله ،اإىل الوالكء العامني دلى حمامك
الاس تئناف واحملامك الابتدائية أن يطبقوا أحاكم املادة 11من العهد وأن حييلوا اإىل احملامك مجيع قضااي
الشخاص اذلين يقضون عقوبة من هذا القبيل .وأخريا ،متت االإشادة بتنفيذ برانمج وتدابري تعاون املغرب
مع الهيئات ادلولية املتخصصة ،ال س امي مفوضية المم املتحدة السامية لشؤون الالجئني واملنظمة ادلولية
للهجرة ،مثل اإبرام مذكرة التفامه املتعلقة ابلتعاون يف جمال العودة الطوعية للمهاجرين غري الرشعيني.
الفقرة الثانية :ا إلصالحات التشريعية
انسجاما مع الزتاماته ادلولية يف موضوع حقوق االإنسان ،توىل املغرب اإدخال االإصالحات الرضورية
ملالءمة ترسانته القانونية مع أحاكم االتفاقيات ادلولية وهو ما مسح ابعامتد عدة قوانني تريم اإىل الوفاء ابحرتام
54
احلقوق واحلرايت .وقد مست هذه التعديالت واملراجعات لك القضااي احلساسة كحقوق املرأة والطفل والعامل
املهاجرين ومنع المتيزي العنرصي وماكحفة التعذيب .ويف ما ييل مناذج حية ل إالصالحات الترشيعية الكربى:
-اعامتد دس تور جديد يف يوليو ،2011يقدم املعاهدات ادلولية املصادق علهيا عىل القانون الوطين
احمليل وينص عىل مواءمة الترشيعات الوطنية ،كام يتضمن بنودا جديدة تتعلق حبظر التعذيب وابلضامانت
الساس ية اخملوةل للشخاص املعتقلني أو احملتجزين أو املالحقني أو املدانني؛
-مدونة الشغل اليت حتظر موادها 9و 36و 478لك متيزي عنرصي يف التوظيف واملهن وحتمي منه؛
-القانون املتعلق بتنظمي وتس يري املؤسسات السجنية اذلي تنص املادة 51منه عىل عدم جواز اإجراء
أي متيزي يف املعامةل بني املعتقلني بسبب العرق أو اللون أو اجلنس ية أو اللغة أو الصل؛
-القانون رق 62.06الصادر يف عام 2007اذلي يعدل قانون اجلنس ية الصادر يف عام 1958ويسمح
من الن فصاعدا للمرأة املغربية بنقل جنسيهتا اإىل أوالدها ابملساواة مع الرجل اذلي حيمل اجلنس ية املغربية؛
-القانون املتعلق حبق تأسيس امجلعيات ،بصيغته املعدةل يف عام ،2002اذلي حيظر اإنشاء مجعيات عىل
أسس عرقية وينص عىل حل أي مجعية تشجع أي شلك من أشاكل المتيزي العنرصي؛
-قانون الحزاب الس ياس ية رق 36.04الصادر يف عام 2006اذلي حتظر املادة 4منه تشكيل أي
حزب س يايس عىل أساس متيزيي ،وال س امي عىل أساس ديين أو لغوي أو اإثين أو إاقلميي أو ،بصفة عامة ،عىل
أي أسايس متيزيي أو مناف حلقوق االإنسان؛
-قانون الصحافة الصادر يف عام ،2003اذلي تعاقب املادة 39مكرر منه أي حتريض عىل المتيزي
العنرصي أو عىل الكراهية أو العنف العنرصيني؛
-الفصل 721من قانون املسطرة اجلنائية اذلي ينص عىل عدم قبول تسلمي خشص اإذا اكن طلب
التسلمي قد قدم من أجل اعتبارات عنرصية؛
-القانون رق 09.09الصادر يف عام 2010املتعلق مباكحفة أعامل العنف يف التظاهرات الرايضية؛
-اعامتد ،يف عام ،2004مدونة الرسة اليت تريم اإىل تعزيز مبدأ املساواة بني الرجل واملرأة وإاىل حتديد
احلقوق والواجبات داخل الرسة عىل حنو منصف ،مما يتيح منع حدوث متيزي مزدوج أو متعدد وامحلاية منه؛
-تعديل النظام القضايئ لتكييف وتغيري القوانني واملامرسات يف البدل لتتسق مع التعهدات ادلولية؛
-القانون رق 14.05الصادر يف عام 2006واملتعلق برشوط فتح مؤسسات الرعاية الاجامتعية وتدبريها.
55
الفقرة الثالثة :ا إلصالحات المؤسساتية
رصدت جلان املعاهدات مجموعة من االإجيابيات متثلت عىل اخلصوص يف االإصالحات املؤسساتية
املهمة يف جمال حقوق االإنسان ،ويه مكتس بات حتققت يف الواقع وتس تحق التنويه والتمثني لهنا تسامه يف
صون والهنوض حبقوق االإنسان ،س ياس يا واجامتعيا واقتصاداي وثقافيا .وقد أابنت املامرسة العملية عن ادلور
احلامس اذلي لعبته بعض الهيئات حيث أظهرت جدارهتا وجناعهتا ،نذكر من ذكل:
-اإنشاء اجمللس الوطين حلقوق االإنسان يف فاحت مارس ،2011اذلي خلف اجمللس الاستشاري حلقوق
االإنسان ،ابعتباره املؤسسة الوطنية حلقوق االإنسان وفقا للمبادئ املتعلقة مبركز املؤسسات الوطنية لتعزيز
وحامية حقوق االإنسان (مبادئ ابريس) ،ويمتتع بصالحيات موسعة ،فضال عن خلق أهجزة إاقلميية محلاية حقوق
االإنسان؛
-تشكيل أآلية للعداةل الانتقالية ويه هيئة االإنصاف واملصاحلة املولك لها هممة اس تجالء احلقيقة
فامي يتعلق ابنهتأاكت حقوق االإنسان اليت حدثت بني 1956و 1999وابإاتحة الفرصة لتحقيق مصاحلة وطنية؛
-اإنشاء الوزارة امللكفة ابجلالية املغربية القاطنة ابخلارج ،وجملس اجلالية املغربية ابخلارج ،ومؤسسة
احلسن الثاين للمغاربة املقميني ابخلارج؛
-اإحداث مؤسسة الوس يط واملعهد املليك للثقافة المازيغية.
الفقرة الرابعة :التدابير السياساتية
حتت هذا العنوان أدرجت تقارير جلان معاهدات حقوق االإنسان اجملاالت التالية:
-اخلطة احلكومية للمساواة يف أفق املناصفة "اإكرام" 2016-2012؛
-الربانمج الاس تعجايل الإصالح التعلمي 2012-2009؛
-خطة العمل الوطنية للطفوةل 2015-2006؛
-املبادرة الوطنية للتمنية البرشية اليت أطلقت يف عام ،2005والعنرص اخلاص الوارد فهيا عن حامية
حقوق الطفل وتعزيزها؛
-خطة العمل من أجل ادلميقراطية وحقوق االإنسان اليت شع يف تطبيقها يف عام 2009؛
-مبادرة املكل من أجل حاكمة جديدة يف جمال اإدارة مسائل الهجرة ،تقوم عىل اتباع هنج اإنساين وعىل
الالزتامات ادلولية للمغرب وعىل شأاكت متعددة.
الفقرة الخامسة :قضايا متنوعة
عالوة عىل مجمل التعديالت اليت ابشها املغرب كطرف يف العديد من اتفاقيات حقوق االإنسان،
واملكتس بات اليت مت ترصيدها يف جمال حامية والهنوض ابحلقوق واحلرايت الساس ية لاكفة فئات وشاحئ اجملمتع،
56
اس توقفت خرباء جلان حقوق االإنسان نقاط اإجيابية يف املامرسة املغربية ،نذكر مهنا:
-وقف تنفيذ عقوبة االإعدام حبمك الواقع؛
-اإعطاء التالميذ دروسا يف جمال حقوق االإنسان يف اكفة املس توايت ادلراس ية ،وتنظمي أنشطة خمتلفة
يف جمال التدريب والتوعية حبقوق االإنسان موهجة بصفة خاصة للقضاة وملوظفي السجون؛
-وجود ش بكة متطورة من املنظامت غري احلكومية لدلفاع عن حقوق االإنسان وتعزيزها؛
-بلورة حتقيق وطين بشأن االإعاقة لعام 2004اذلي أجرته ادلوةل بدمع من الاحتاد الورويب ،والربانمج
الوطين الإعادة التأهيل 2008-2006لفائدة الشخاص املعاقني ،اذلي أعد مبساعدة برانمج المم املتحدة االإمنايئ؛
-املوافقة عىل الزتامات ابريس محلاية الطفال اجملندين أو املس تخدمني بصورة غري مرشوعة من جانب
قوات أو جامعات مسلحة ،وكذكل القواعد واملبادئ التوجهيية بشأن الطفال املرتبطني ابلقوات املسلحة أو
امجلاعات املسلحة؛
-إازاةل اللغام من الصحراء؛
-دمع والية املمثةل اخلاصة للمني العام املعنية ابلطفال والزناع املسلح.
اإن خمتلف التعديالت االإجيابية اليت مت حتقيقها ،عىل أمهيهتا ،مل حتل دون توجيه انتقادات لبعض أوجه
القصور واخللل يف منظومة حقوق االإنسان ابملغرب.
58
تكون بصدد اإدراج أحاكم االتفاقية يف نظاهما القانوين ادلاخيل .وتطلب اللجنة أن تورد احلكومة يف تقريرها
ادلوري املقبل معلومات حمددة عن خطط العمل وغريها من التدابري املتخذة لتنفيذ اإعالن وبرانمج معل ديرابن
عىل الصعيد الوطين (فقرة .)22ابملوازاة مع هذا الطلب ،تويص اللجنة ابلتصديق عىل التعديل اذلي أجري
عىل الفقرة 6من املادة 8من االتفاقية واذلي اعمتد يف 15يناير 1992أثناء ادلورة الرابعة عرشة لدلول الطراف
يف االتفاقية وأقرته امجلعية العامة يف قرارها ( )74(111/47فقرة .)24
ثانيا :عدم تطابق بعض القوانين الوطنية مع المعاهدات الدولية
يظهر جليا من املالحظات اليت يديل هبا خرباء جلان معاهدات حقوق االإنسان مدى السلطة الواسعة
اليت ميتلكها هؤالء حيث تؤهلهم لتقيمي ترشيعات ادلول يف ضوء مضامني معاهدات حقوق االإنسان .من هذا
الباب ،توصل هؤالء اخلرباء اإىل تقرير أن بعض القوانني الوطنية املغربية تناقض الترشيع ادلويل ،من ذكل أن
جلنة القضاء عىل المتيزي العنرصي شعرت ابلقلق إازاء التعريف اذلي يعطى للمتيزي العنرصي فهو ال يتفق متاما مع
أحاكم املادة الوىل من االتفاقية .وعليه ،تويص اللجنة ادلوةل الطرف بتعديل ترشيعاهتا أو ابعامتد ترشيع يتناول
حتديدا حظر المتيزي العنرصي عىل حنو يامتىش متاما مع املادة الوىل من االتفاقية (فقرة .)9نفس املالحظة
تصدق عىل أحاكم القانون اجلنايئ حيث ال تشمل مجيع اجلرامئ الوارد ذكرها يف املادة 4من االتفاقية .يف مقابل
هذا النقص ،تويص اللجنة املغرب بأن يدرج يف قانونه اجلنايئ أحاكما تفعل املادة 4من االتفاقية تفعيال اكمال،
وخباصة جترمي نرش الفاكر العنرصية عىل وجه التحديد ،وذكل يف اإطار االإصالح العام املقبل لنظام العداةل
مشرية يف هذا الشأن اإىل توصياهتا العامة رق )1972(1و )1985(7و )1993(15اليت أضفت مبوجهبا عىل
أحاكم املادة 4طابعا أمرا ووقائيا ،فضال عن التأكيد عىل كون ادلافع العنرصي يشلك ظرفا مشددا للمتيزي
العنرصي (فقرة .)10
بنفس الرأي قضت اللجنة املعنية حبقوق مجيع العامل املهاجرين وأفراد أرسمه ،حيث الحظت ابرتياح
الزتام ادلوةل ابلعمل عىل مواءمة ترشيعها الوطين مع االتفاقية وعىل وضع س ياسة جامعة يف جمال الهجرة تشمل
ملمتيس اللجوء والالجئني ،غري أهنا يساورها القلق لن القانون رق 02.03املؤرخ يف 11نومفرب 2003واملتعلق
بدخول وإاقامة الجانب ابململكة وابلهجرة غري املرشوعة يتضمن أحاكما ال تتفق مع الالزتامات ادلولية يف جمال
حقوق االإنسان ،وخباصة مع أحاكم االتفاقية (فقرة .)9لتجاوز هذا اخللل ،تويص اللجنة ابختاذ تدابري ملواءمة
القانون السالف اذلكر مع بنود االتفاقية ،بغية توس يع نطاق حامية احلقوق املكرسة يف االتفاقية ليشمل مجيع
العامل املهاجرين وأفراد أرسمه ،كام تدعو احلكومة بأن حترص عىل اسرتشاد الس ياسة العامة اليت جتري صياغهتا
( )74تقرر الاس تعاضة عن الفقرة 6من املادة 8من االتفاقية ابلفقرة "يوفر المني العام للمم املتحدة ما يلزم من موظفني وتسهيالت
متكينا للجنة من أداء هماهما بفعالية مبوجب االتفاقية" ،كام تقرر اإضافة فقرة جديدة بوصفها الفقرة 7من املادة 8تنص عىل أن "يتقاىض
أعضاء اللجنة املنشأة مبوجب هذه االتفاقية ،مبوافقة امجلعية العامة ،ماكفأهتم من موارد المم املتحدة وفقا للحاكم والرشوط اليت قد تقررها
امجلعية العامة" 46 .طرفا وافق عىل التعديل ،غري أنه مل يدخل بعد حزي النفاذ اذلي يس تلزم موافقة ثليث ادلول الطراف يف االتفاقية .قبل
املغرب ابلتعديل بتارخي 14أكتوبر .2013
59
فامي يتعلق ابلهجرة مبختلف الصكوك ادلولية حلقوق االإنسان ،ال س امي االتفاقية (فقرة .)10
وتوقف خرباء جلنة مناهضة التعذيب عند تعريف القانون اجلنايئ للتعذيب ليؤكدوا بأنه ابلرمغ من أن
اللجنة تالحظ أن مشاريع القوانني قيد االإعداد هتدف اإىل تعديل القانون اجلنايئ ،فاإهنا تظل قلقة لعدم تطابق
تعريف التعذيب عىل النحو الوارد يف املادة 1-231من القانون اجلنايئ الساري متام املطابقة للامدة الوىل من
االتفاقية ،خصوصا بسبب ضيق جمال تطبيق هذا التعريف .والواقع أن املادة 1-231تقترص عىل الهداف
املنصوص علهيا يف املادة الوىل وال تشمل حاةل التواطؤ وال حاةل املوافقة الرصحية أو الضمنية من جانب أي
موظف من موظفي اإنفاذ القانون أو من جانب أي خشص أخر يترصف بصفة رمسية .وعالوة عىل ذكل ،تأسف
اللجنة لعدم وجود حمك يف القانون اجلنايئ ينص عىل عدم تقادم جرمية التعذيب ،رمغ ما قدمته من توصيات
سابقة يف هذا الصدد .اإذن ،ينبغي عىل ادلوةل أن تتأكد من اإفضاء مشاريع القوانني املعروضة حاليا عىل الربملان
اإىل توس يع نطاق تطبيق تعريف التعذيب وفقا للامدة الوىل من اتفاقية مناهضة التعذيب .وينبغي أن تتأكد
كذكل ،طبقا اللزتاماهتا ادلولية ،من خضوع لك من يرتكب أفعال تعذيب أو يتواطأ عىل ارتاكهبا أو حياول
اقرتافها أو يشارك فهيا للتحقيق واملالحقة واملعاقبة دون أن يتس ىن هل الاس تفادة من أي أجل تقادم (فقرة .)5
واسرتعى انتباه جلنة مناهضة التعذيب مضمون القانون 03.03املتعلق مبحاربة االإرهاب فهو ال يتضمن تعريفا
دقيقا ل إالرهاب ،مع أن مبدأ قانونية اجلرامئ يس تلزم هذا التعريف ،وأنه يشمل جرامئ متجيد االإرهاب والتحريض
عليه ،اليت ال يشرتط لتوجيه هتم هبا أن تقرتن خبطر ملموس مرتبط ابرتاكب أعامل عنف .اإضافة اإىل ذكل،
ينص هذا القانون عىل متديد الفرتة القانونية للحبس الاحتياطي يف قضااي االإرهاب اإىل 12يوما ،وال جيزي
الوصول اإىل حمام اإال بعد س تة أايم ،وذكل ما يزيد من خطر تعرض املشتبه فهيم احملتجزين للتعذيب .واحلقيقة
أن املشتبه فهيم أكرث عرضة لن يعذبوا ابلفعل خالل الفرتات اليت ال ميكهنم فهيا االتصال بعائالهتم وحمامهيم .مل
يتبق أمام ادلوةل الطرف اإال مراجعة قانوهنا لتعريف ا إالرهاب بشلك أدق وتقليص املدة القصوى للحبس
الاحتياطي اإىل أدىن حد ممكن وإااتحة الوصول اإىل حمام فور بداية الاحتجاز .وتذكر اللجنة أنه ال جيوز مبوجب
معاهدة مناهضة التعذيب الاعتداد بأي ظروف اس تثنائية أاي اكنت لتربير التعذيب ،وتالحظ أيضا أنه جيب،
وفقا لقرارات جملس المن ،وخاصة القرارين )2003(1456و )2004(1566والقرارات الخرى الوثيقة الصةل
ابملوضوع ،تطبيق تدابري ماكحفة االإرهاب يف نطاق الاحرتام التام للقانون ادلويل املتعلق حبقوق االإنسان (فقرة
.) 8
ويف جمال حقوق الطفل ،شلك نظام التبين /الكفاةل مصدر قلق دلى خرباء جلنة حقوق الطفل ،ذكل
أن القانون رق 15.01الصادر يف يونيو 2002بشأن الطفال املهملني ال ينص عىل تقيمي احلاةل النفس ية ملقديم
الطلبات قبل منح الكفاةل ،وال تويل الولوية للرسة املوسعة ،وال ترتتب عليه أية متابعة ل إاليداع يف اإطار
"الكفاةل" .وتشعر ابلقلق أيضا إازاء معلومات مفادها أن نظام الكفاةل ،يف بعض الحيان ،يوظف يف اس تغالل
الفتيات يف اخلدمة املزنلية أو الإيداع الطفال من الرس الفقرية .كام تعرب عن قلقها إازاء املنشور الوزاري رق
/40س 2الصادر عام 2012اذلي يتعارض مع مصاحل الطفل الفضىل لنه حيظر تبين الطفال عىل غري املقميني
60
(فقرة .)50ولتجاوز هذا العيب ،تويص اللجنة بتعديل الترشيع اذلي حيمك نظام الكفاةل حبيث ينبغي التقيد لكيا
ابالتفاقية ،كام جيب اإلغاء املنشور السالف اذلكر (فقرة .)51
وعالقة مبوضوع عداةل الحداث ،حتث اللجنة املغرب عىل التوفيق التام بني نظامه لعداةل الحداث
واالتفاقية ،ال س امي املواد 37و 39و ،40وكذكل مع معايري أخرى متصةل ابملوضوع ومع تعليق اللجنة العام رق
)2007(10بشأن حقوق الطفل يف قضاء الحداث .وحتثه خاصة عىل اليت :ضامن عدم اللجوء اإىل الاحتجاز،
مبا فيه الاحتجاز السابق للمحامكة ،اإال عند الرضورة القصوى ولقرص مدة ممكنة ،حىت عن اجلرامئ اخلطرية
جدا ،وإاعادة النظر فيه ابنتظام للتخيل عنه؛ ضامن تقدمي مساعدة قانونية مؤهةل ومس تقةل للطفال اجلاحنني يف
مرحةل مبكرة من ادلعوى وطوال االإجراءات القانونية ،حىت يف حاالت التلبس ابجلرمية؛ تشجيع التدابري البديةل
لالحتجاز ما أمكن ،مثل عدم اللجوء اإىل القضاء أو االإفراج حتت املراقبة أو الوساطة أو التوجيه أو اخلدمة
اجملمتعية؛ ضامن بناء قدرات مجيع العاملني يف سكل القضاء وختصصهم فامي يتعلق بأحاكم االتفاقية ،مبن فهيم
القضاة وموظفو السجون واحملامون؛ وضع برامج اإدماج اجامتعي مموةل متويال اكفيا للطفال اجلاحنني؛ توظيف
أدوات املساعدة التقنية اليت وضعها الفريق املشرتك بني الواكالت املعين بقضاء الحداث وأعضاؤه ،مبا يف ذكل
مكتب المم املتحدة املعين ابخملدرات واجلرمية (فقرة .)75
وانتهبت نفس اللجنة يف مالحظاهتا اخلتامية خبصوص تطبيق املغرب للربوتوكول الاختياري التفاقية
حقوق الطفل بشأن اشرتاك الطفال يف الزناعات املسلحة اإىل أن التجنيد يف القوات املسلحة امللكية أصبح
اختياراي منذ اإلغاء التجنيد االإجباري يف عام ،2007عىل أال يقل معر املتجند عن 18عاما ،لكهنا تشعر ابلقلق
لن جتنيد القوات وامجلاعات املسلحة من غري ادلول للطفال واس تخداهمم يف الاقتتال ،وكذكل الرشاكت
المنية اخلاصة ،مل حيظرا بعد أو جيرما رصاحة .وتشعر ابلقلق أيضا لن ترشيعات املغرب مل تعد جتنيد الطفال
دون 15س نة جرمية حرب .ولتفادي هذا الفراغ الترشيعي ،تويص اللجنة املغرب مبراجعة ترشيعه مراجعة
شامةل بغية مواءمته مع مبادئ الربوتوكول الاختياري وأحاكمه ،وتويص عىل وجه اخلصوص :الترصحي حبظر
وجترمي جتنيد القوات املسلحة وامجلاعات املسلحة من غري ادلول والرشاكت المنية الطفال دون 18عاما
واس تخداهمم يف القتال؛ اعتبار جتنيد الطفال دون 15عاما جرمية حرب واملعاقبة علهيا ،والنظر يف التصديق
عىل نظام روما السايس للمحمكة اجلنائية ادلولية (فقراتن 15و .)16أخريا ،ويف جمال احلقوق الاقتصادية
والاجامتعية والثقافية ،حثت اللجنة املعنية احلكومة املغربية عىل مطابقة مدونة الشغل مع مقتضيات املادة 8
( )75ينص الفصل 288عىل ما ييل" :يعاقب ابحلبس من شهر واحد اإىل س نتني وبغرامة من مائة وعرشين اإىل مخسة أآالف درمه أو
ابإحدى هاتني العقوبتني فقط من محل عىل التوقف امجلاعي عن العمل أو عىل الاس مترار فيه ،أو حاول ذكل مس تعمال االإيذاء أو العنف
أو الهتديد أو وسائل التدليس مىت اكن الغرض منه هو االإجبار عىل رفع الجور أو خفضها أو ا إالرضار حبرية الصناعة أو العمل .وإاذا اكن
العنف أو االإيذاء أو الهتديد أو التدليس قد ارتكب بناء عىل خطة متواطأ علهيا ،جاز احلمك عىل مرتكيب اجلرمية ابملنع من االإقامة من
61
ثالثا :سبل االنتصاف الفعالة وأجهزة الرصد والمراقبة
تويل جلان املعاهدات أمهية قصوى للآليات القانونية والقضائية املعمول هبا يف ادلول الطراف يف
معاهدات حقوق االإنسان لكفاةل وصول لك خشص اإىل ادلفاع عن حقوقه وحرايته املكرسة يف هذه النصوص
ادلولية .ويعترب القضاء املس تقل والزنيه جحر الزاوية يف تصور اخلرباء لضامن متتع لك الفراد حبقوقهم وحرايهتم
الساس ية .تأسيسا عىل هذا املبدأ ،خضع الترشيع املغريب لترشحي دقيق وتقيمي مفصل من قبل جلان املعاهدات
خلص يف هناية املطاف اإىل تقرير وجود بعض النقائص يف وظيفة أآليات امحلاية والضامن .ومن الامنذج اليت
ساقهتا املالحظات اخلتامية ،نذكر االتفاقية ادلولية للقضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي العنرصي ،حيث أحاطت
اللجنة علام ابالإماكانت اخملتلفة املتاحة للشخاص اذلين يرغبون يف تقدمي شاكوى بشأن أفعال المتيزي العنرصي،
غري أهنا تالحظ بقلق أن اللجوء اإىل القضاء يبقى صعبا ابلنس بة لبعض الشخاص الضعفاء ،كام تشعر ابلقلق
كذكل إازاء عدم كفاية املعلومات اليت قدمهتا ادلوةل الطرف بشأن الشاكوى املقدمة واملالحقات اليت شع فهيا
واالإداانت والعقوابت املنطوق هبا (فقرة .)18
وذكرت اللجنة يف هذا الصدد ،مشرية اإىل توصيهتا العامة رق )2005(31بشأن منع المتيزي العنرصي
يف اإدارة وسري معل نظام العداةل اجلنائية ،بأن انعدام شاكوى أو دعاوى دلى القضاء من جانب حضااي المتيزي
العنرصي قد يكون مؤشا عىل عدم وجود ترشيع خاص ذي صةل ،أو عىل اجلهل بوجود س بل انتصاف ،أو
عىل اخلوف من الاس هتجان الاجامتعي أو من أعامل انتقامية ،أو عىل عدم رغبة السلطات املسؤوةل ابلبدء يف
املالحقات .وأوصت اللجنة ابعامتد حزمة من التدابري لتقومي نظام العداةل لضامن التطبيق الاكمل ملواد االتفاقية
ذات الصةل ،مهنا :تعزيز الترشيع املتعلق ابلمتيزي العنرصي ،وإاعالم الساكن ،وخاصة الفئات الضعيفة وال س امي
المازيغ والصحراويون والزنوج وغري املواطنني والالجئون وطالبو اللجوء ،جبميع س بل الانتصاف القانونية
املتاحة ،وتبس يط تكل الس بل وتسهيل اللجوء اإلهيا؛ جعل عبء االإثبات عىل الطرف املدعى عليه ابلنس بة
لفعال المتيزي العنرصي الواقعة يف س ياق قضااي مدنية؛ كفاةل خدمات الرتمجة الفورية ،خاصة عن طريق تدريب
عدد أكرب من املرتمجني الفوريني احمللفني؛ وضامن اس تفادة املتقاضني من الفئات الضعيفة غري املتحدثة ابللغة
العربية من نظام جيد الإقامة العدل ،ال س امي مهنم المازيغ والصحراويون والزنوج واملهاجرون والالجئون وطالبو
اللجوء (فقراتن 18و.)19
وتبنت اللجنة املعنية حبامية حقوق مجيع العامل املهاجرين وأفراد أرسمه التصور السابق نفسه حيث
س نتني اإىل مخس س نوات" .احتفظت مسودة مرشوع القانون اجلنايئ املؤرخة يف 31مارس 2015بنفس ترقمي املادة مع بعض التعديل
عىل النحو التايل" :يعاقب ابحلبس من شهر واحد اإىل س نتني وغرامة من 2.000اإىل 20.000درمه أو ابإحدى هاتني العقوبتني ،لك من
اس تعمل االإيذاء أو العنف أو الهتديد أو وسائل التدليس محلل أشخاص عىل التوقف امجلاعي عن العمل أو عىل الاس مترار فيه ،أو حاول
ذكل ،مىت اكن الغرض منه هو االإجبار عىل رفع الجور أو خفضها أو ا إالرضار حبرية الصناعة أو العمل .اإذا اكن العنف أو االإيذاء أو
الهتديد أو التدليس قد ارتكب بناء عىل خطة متواطئ علهيا ،جاز احلمك عىل مرتكيب اجلرمية ابملنع من االإقامة طبقا للامدة 73من هذا
القانون".
62
اعتربت أن جمرد عدم وجود شاكوى أو دعاوى قضائية من جانب العامل املهاجرين اذلين انهتكت حقوقهم ميكن
أن يعكس اإىل حد كبري نقائص الترشيعات ذات الصةل ،أو اجلهل بس بل الانتصاف املتاحة ،أو تواين السلطات
عن اختاذ االإجراءات القانونية .ومن واجب ادلوةل الطرف تعممي املعلومات عىل العامل املهاجرين وأفراد أرسمه
مبن فهيم املوجودون يف وضع غري قانوين ،وإابالغهم بس بل الانتصاف القضائية أو غري ذكل من س بل الانتصاف
املتاحة هلم ،ومعاجلة شاكوامه بأقىص قدر ممكن من الفعالية .من هجة أخرى ،ينبغي أن تتاح لنفس هؤالء
الشخاص نفس االإماكنيات ذاهتا اليت تتاح للمواطنني من أجل رفع الشاكوى والاس تفادة من سبيل انتصاف
فعال أمام احملامك يف حاةل انهتاك حقوقهم املعرتف هبا يف االتفاقية (فقرة .)22وينطبق نفس احلل يف حاةل سوء
املعامةل أو أعامل العنف اليت قد يتعرض لها العامل املهاجرون ،ومن مث جيب ضامن الوصول اإىل أآليات تظمل
مس تقةل وإاىل خدمات مشورة قانونية ومرتمجني فوريني (فقرة .)28
ويف جمال حامية حقوق الطفل ،قطع املغرب العزم عىل تعديل والية اجمللس الوطين حلقوق االإنسان
من أجل اإنشاء أآلية رصد مس تقةل مالمئة للطفال تمتتع بوالية واحضة تقيض بتلقي الشاكوى الفردية من
الانهتأاكت املزعومة حلقوق الطفال والنظر فهيا .وعىل الرمغ من تمثني هذه املبادرة ،فاإن جلنة حقوق الطفل
تشعر ابلقلق إازاء التأخر احلاصل يف اإنشاء هذه الآلية (فقرة .)18ومن مث ،تدعو ادلوةل مع الخذ يف الاعتبار
التعليق العام رق )2002(2بشأن دور املؤسسات الوطنية حلقوق االإنسان اإىل املسارعة اإىل اختاذ تدابري عىل
وجه الاس تعجال العامتد القانون اذلي يعدل والية اجمللس الوطين حلقوق االإنسان بغية اإنشاء أآلية حمددة لرصد
حقوق الطفل ميكهنا تلقي شاكوى الطفال والتحقيق فهيا ومعاجلهتا بطريقة مالمئة للطفل (فقرة .)19
من هجهتا ،توقفت جلنة مناهضة التعذيب مطوال عند الضامانت القانونية الساس ية اليت يس تفيد مهنا
الشخاص احملتجزون من أجل منع حدوث أعامل تعذيب يف حقهم ،لكهنا ضامانت هشة سواء يف النص أو
املامرسة العملية كام يرد علهيا كثري من القيود .ذلكل قدمت اللجنة مجموعة من التوصيات لتفعيل وترش يد مجمل
الضامانت القانونية ،اإذ ينبغي أن حترص ادلوةل الطرف عىل أن تضمن مشاريع القوانني قيد البحث حاليا للك
مشتبه فيه احلق يف الاس تفادة معليا من الضامانت الساس ية اليت ينص علهيا القانون واليت تشمل احلق يف
الوصول اإىل حمام حلظة اإيقافه ،ويف أن يتوىل طبيب مس تقل حفصه ،ويف أن يمتكن من االتصال بأحد أقاربه،
ويف أن يطلع عىل حقوقه وعىل الهتم املوهجة اإليه كذكل ،ويف أن يعرض فورا عىل قاض .وينبغي أن تتخذ
ادلوةل خطوات الإاتحة الوصول اإىل حمام منذ بداية احلبس الاحتياطي دون اإذن مس بق ،وأن تنشئ نظاما
فعليا للمساعدة القانونية اجملانية ،يس تفيد منه بصفة خاصة الشخاص املعرضون للخطر أو املنمتون اإىل فئات
ضعيفة (فقرة .)7
وتطرق خرباء اللجنة اإىل أدق التفاصيل خبصوص الضامانت اليت جيب أن يمتتع هبا لك خشص معتقل
أو حمتجز ،من ذكل اختاذ تدابري لضامن مسك السجالت واحملارض ومجيع الواثئق الرمسية املتعلقة ابعتقال
واحتجاز الشخاص وفق أكرب قدر من الرصامة ،وأن تدون فهيا مجيع العنارص املتصةل ابالعتقال والاحتجاز
63
وأن يشهد علهيا لك من ضباط الرشطة القضائية والشخص املعين .وينبغي أن تتأكد ادلوةل الطرف من اإجراء
حتقيقات مسهبة ونزهية وفعاةل عىل وجه الرسعة بشأن مجيع املزامع املتعلقة حباالت الاعتقال والاحتجاز التعسفية
وأن تمت اإحاةل من حيمتل مسؤوليهتم عهنا اإىل العداةل .عالوة عىل ذكل ،ينبغي أن تكفل ادلوةل أال حيتفظ بأي
خشص يف مركز احتجاز رسي خاضع لس يطرهتا الفعلية حبمك الواقع .وكام أكدته اللجنة مرارا ،يعد احتجاز
أشخاص يف ظل هذه الظروف انهتأاك لالتفاقية .وينبغي أن تفتح ادلوةل حتقيقا نزهيا وفعاال بشأن مدى وجود
مراكز احتجاز من هذا القبيل .وجيب أن ختضع لك أماكن الاحتجاز الرسية للرصد واملراقبة عىل حنو منتظم
(فقرة .)15
وجتدر االإشارة اإىل أن املغرب ابنضاممه اإىل الربوتوكول الاختياري التفاقية مناهضة التعذيب وغريه من
رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة اذلي أنشأ نظاما غري قضايئ ذا طبيعة وقائية يقوم
عىل زايرات منتظمة لماكن الاحتجاز ،مطلوب منه حسب جلنة مناهضة التعذيب أن يتأكد من قدرة الآلية
الوطنية لرصد ومراقبة مرافق الاحتجاز ،اليت جيب أن تنشأ قريبا ،عىل تفتيش أماكن الاحتجاز الخرى ،مثل
مستشفيات المراض النفس ية .وإاضافة اإىل ذكل ،ينبغي لها أن تكفل متابعة نتاجئ معلية الرصد هذه .وينبغي
أن تشمل الآلية املذكورة زايرات دورية ومفاجئة من شأهنا أن متنع حدوث التعذيب وغريه من رضوب املعاقبة
أو املعامةل القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة .ومن واجب ادلوةل كفاةل أن حيرض هذه الزايرات أطباء شعيون
مدربون عىل كشف عالمات التعذيب ،وأن تضمن للمرىض املعتقلني يف تكل املؤسسات بدون إارادهتم اإماكنية
طلب اس تئناف قرار الاعتقال وإاماكنية االتصال بطبيب من اختيارمه (فقرة .)22
رابعا :عدم التمييز
يعترب الثغرة الكربى يف نظر خرباء حقوق االإنسان نظرا الش امتل الترشيع الوطين عىل مقتضيات متيزيية
ختالف مضامني االتفاقيات ادلولية اليت صادق علهيا املغرب .وإاذا اكنت بعض املالحظات اخلتامية المست
بعض جوانب النقص وماكمن الضعف يف القانون ادلاخيل ،يف املقابل ،تعد بعض املالحظات جمانبة للصواب،
ومرد ذكل إاىل اختالف التصور بني خرباء اللجنة واملرشع الوطين خبصوص بعض قضااي حقوق االإنسان
الشائكة .ولعل وضعية املرأة حتتل الصدارة مضن املواضيع اليت يغيب حولها االإجامع .لقد جسل خرباء اللجنة
املعنية ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية التقدم اذلي أحرزته مدونة الرسة ،ال س امي يف اإجراءات
الطالق ابلرتايض وإالغاء الوالية االإجبارية للمرأة والقيود املفروضة عىل الطالق من جانب واحد ،غري أهنم ال
يزالون يساورمه القلق إازاء اس مترار وجود بعض الحاكم المتيزيية يف الترشيع املغريب وخصوصا يف جمال االإرث
واجملال اجلنايئ (فقرة .)16ونفس اليشء يقال عن تعدد الزوجات حيث تشجع اللجنة ادلوةل الطرف عىل
تكثيف هجودها الحرتام حقوق املرأة وحاميهتا ،وتوصهيا حبظر تعدد الزوجات هنائيا ،لنه وضع يتعارض مع كرامة
النساء والفتيات املزتوجات ،كام حتهثا عىل مطابقة ترشيعها الوطين مطابقة اتمة للعهد حبذف لك حمك متيزيي
وضامن املساواة بني الرجال والنساء يف المتتع الفعيل حبقوقهم الاقتصادية والاجامتعية والثقافية (فقراتن 38
64
و.)39
وبنفس احلل قضت يف جمال تطبيق اتفاقية حقوق الطفل ،حيث بعدما الحظت اس مترار وجود
أحاكم كثرية يف مدونة الرسة تنطوي عىل متيزي يف حق الفتيات وتبقي عىل متيزي شديد بني اجلنسني ،أوصت
اللجنة ادلوةل بأن تواصل وتعزز هجودها الرامية اإىل جعل مجيع ترشيعاهتا ،وخباصة مدونة الرسة ،تتوافق مع
االتفاقية ،وبأن تسارع اإىل اإلغاء مجيع الحاكم اليت تنطوي عىل متيزي يف حق الفتيات والنساء وترض جبميع
الطفال ،من قبيل أحاكم املرياث وتعدد الزوجات (فقرة ،)11وا إالشارة يف واثئق الهوية اإىل حتديد هوية
الطفال اذلين ودلوا خارج اإطار الزواج (فقرة .)25يف مقابل ذكل لكه ،أوصت اللجنة املغرب بأن يتخذ مجيع
التدابري الالزمة ،مبا فهيا س ياسات المتيزي االإجيايب ،لتضييق الفوارق الاقتصادية اليت ترض ابملناطق الريفية
وضوايح املدن واليت تؤدي بعدم متتع الطفال حبقوقهم عىل قدم املساواة (فقرة .)59
ويف جمال اجلنس ية ،رصدت جلنة القضاء عىل المتيزي العنرصي أن قانون اجلنس ية املغريب ال ينص عىل
نقل جنس ية املرأة املغربية اإىل زوهجا الجنيب ،يف حني أنه ينص عىل ذكل ابلنس بة للرجل اذلي حيمل اجلنس ية
املغربية (فقرة .)16فضال عن ذكل ،أوصت احلكومة املغربية ابختاذ مجيع التدابري الرضورية لضامن تطبيق اكمل
وموحد ملدونة الرسة يف مجيع أحناء االإقلمي الوطين ولتفادي وقوع فئات معينة من أضعف ساكهنا ،وخاصة
النساء والطفال يف املناطق النائية ،حضية المتيزي املزدوج أو املتعدد .وتذكر اللجنة ادلوةل الطرف خصوصا
بتوصيهتا العامة رق )2000(25بشأن أبعاد المتيزي العنرصي املتعلقة بنوع اجلنس (فقرة .)17
ولتفادي وقوع العامل املهاجرين حضية أعامل متيزي ،أوصت اللجنة املعنية حبقوق هذه الفئة املغرب بأن
يكفل متتعهم دون أي متيزي اكن ،ابحلقوق املعرتف هبا يف االتفاقية ،كام دعته اإىل اختاذ تدابري فعاةل من أجل
ماكحفة الومص الاجامتعي والعنرصي اذلي يتعرض هل العامل املهاجرون ،ال س امي املنحدرون من أفريقيا جنوب
الصحراء ،واعامتد قانون ملناهضة العنرصية ومجيع أشاكل المتيزي العنرصي وإاىل تنظمي محالت توعية وتثقيف يف
هذا اجملال (فقرة .)20وشددت اللجنة عىل رضورة اس تفادة أبناء العامل املهاجرين ،مبن فهيم املوجودون يف
وضع غري قانوين ،من حق التعلمي عىل أساس املساواة يف املعامةل ،ووضع برامج وس ياسات وأآليات ملنع المتيزي
يف النظام املدريس (فقرة .)40من هجة أخرى ،ومع الخذ يف الاعتبار التوصية العامة رق )2004(30بشأن
المتيزي ضد غري املواطنني ،تويص اللجنة ادلوةل ابختاذ تدابري محلاية غري املواطنني اذلين ال ميلكون رخصة اإقامة
من المتيزي العنرصي ومن كراهية الجانب ،واحلرص عىل اإحاطة احتجازمه جبميع الضامانت القانونية وعىل تيسري
جلوهئم اإىل احملامك (فقرة .)14
الفقرة الثانية :قضايا خاصة
انصب اهامتم خرباء جلان حقوق االإنسان عىل بعض القضااي ذات المهية الكربى واليت تعترب نقاط
خالف بني ادلوةل الطرف واخلرباء المميني نظرا الرتباطها الوثيق يف الغالب المع ابملرجعية ادلينية .فالتصور
اذلي يدافع عنه اخلرباء يف مواضيع املرأة (أوال) ،والطفل (اثنيا) ،والمازيغية (اثلثا) ،وحرية ادلين واملعتقد
65
(رابعا) ،ليس ابلرضورة ما تمتسك به احلكومة املغربية واليت تستند يف أن واحد للمعايري ادلولية واملرجعية
ادلينية.
أوال :المرأة
من دون شك ،يعد موضوع املرأة من القضااي اليت حيتدم الرصاع بشأهنا ،بني تصور حدايث وأخر
تقليدي حمافظ؛ يدافع الول عن املفهوم العاملي حلقوق االإنسان بدون قيد وال شط ،ويطالب بتطبيق املقتضيات
ادلولية الضامنة حلقوق املرأة بدون أدىن حتفظ .يف املقابل ،هناك تيار جممتعي يمتسك ابخلصوصية الوطنية
ويساير املعاهدات ادلولية يف ما ال يناقض ثوابت المة املمتثةل عىل وجه اخلصوص يف الرشع االإساليم .ويتضح
من خالل اس تقراء املالحظات اخلتامية للجان املعاهدات ،دفاعها املس متيت عن مبدأ كونية حقوق االإنسان
والتضحية ابخلصوصية كيفام اكن أساسها أو تربيرها .فاللجنة املعنية ابلقضاء عىل المتيزي ضد املرأة يساورها القلق
لنه رمغ كون ادلس تور املغريب يضمن املساواة أمام القانون ،فاإنه ال ينص عىل مبدأ املساواة بني املرأة والرجل
يف مجيع ادلوائر ،كام أن ترشيعات ادلوةل الطرف ال تتضمن تعريفا رصحيا ملبدأ املساواة بني املرأة والرجل ،أو
للمتيزي عىل أساس اجلنس (فقرة .)10وأعربت اللجنة عن ابلغ قلقها إازاء اس مترار املامرسات المتيزيية التقليدية
واملواقف المنطية القوية إازاء الدوار واملسؤوليات املنوطة ابلرجال والنساء يف الرسة واجملمتع .ومتثل هذه القوالب
عوائق كبرية أمام تنفيذ االتفاقية ،ويه السبب اجلذري ملوقف احلرمان اذلي تقف فيه النساء يف مجيع اجملالات،
مبا فهيا سوق العمل واحلياة الس ياس ية والعامة ،مما أثر سلبا يف مدى متتع النساء حبقوقهن ،وأعاق التنفيذ الاكمل
لالتفاقية .وتشعر اللجنة أيضا ابلقلق بوجه خاص إازاء ادلور اذلي تضطلع به وسائط االإعالم يف اإدامة تكل
الصور المنطية (فقرة .)18
وإاذا اكنت اللجنة قد رحبت جبهود ادلوةل وإاجنازاهتا فامي يتصل بزايدة املشاركة الس ياس ية للمرأة ،غري
أهنا الزالت قلقة بسبب نس بة متثيل املرأة املنخفضة للغاية يف مناصب اختاذ القرار يف اكفة الوساط ،وخاصة
يف جملس املستشارين وعىل مس توى البدلايت ويف القطاعني العام واخلاص والقضاء والسكل ادلبلومايس
والوساط الاكدميية (فقرة .)24ويف ميدان الرتبية والتعلمي ،حتيط اللجنة علام ابالإسرتاتيجية الوطنية اليت تعمتدها
ادلوةل فامي يتعلق ابلتعلمي وابلتقدم احملرز يف ذكل اجملال ،وتالحظ بقلق اس مترار ارتفاع معدالت المية بني
النساء والفتيات والس امي يف املناطق الريفية ،وهو ما يس تدل منه ،وفقا لحاكم املادة 10من االتفاقية ،عىل
أمناط للمتيزي غري املباش .وتعرب اللجنة أيضا عن انزعاهجا إازاء ارتفاع معدل الانقطاع عن ادلراسة بني الفتيات
والصعوابت اليت تواهجها الفتيات املش تغالت ابخلدمة يف املنازل دلى التحاقهن ابملدارس (فقرة .)26
وأبدت اللجنة قلقها العميق إازاء حمدودية الفرص املتاحة للمرأة يف سوق العمل وتركزها يف الوظائف
املتدنية املهارات ذات الجر املنخفض وظروف العمل السيئة ،وإازاء العزل املهين والفجوة املس مترة يف الجور
يف القطاعني العام واخلاص .كام انزجعت إازاء العدد الكبري من النساء العامالت يف القطاع غري النظايم حيث
ال يس تفدن من املزااي الاجامتعية ،وكذا التنفيذ الضعيف ملدونة الشغل وعدم تطبيقها عىل العامالت ابخلدمة
66
املزنلية ،مما حيرهمن من قدر هام من امحلاية يف جمال العمل (فقرة .)28واس تأثرت ابهامتم اللجنة حاةل املرأة
الريفية وعدم مشاركهتا يف معليات اختاذ القرار وصعوبة وصولها اإىل الرعاية الصحية واخلدمات العامة والتعلمي
والعداةل واملياه النقية والكهرابء (فقرة ،)32وهو المر اذلي يشلك عائقا خطريا حيول دون متتعها حبقوقها
الاجامتعية والاقتصادية والثقافية .ورمغ تسلمي اللجنة بأن ادلوةل الطرف أدخلت اإصالحات هامة عىل
ترشيعاهتا ،اإال أهنا تعرب عن القلق إازاء بعض الحاكم المتيزيية املتبقية اليت ال تزال تؤثر سلبا يف حتقيق املساواة
بني املرأة والرجل ابلنس بة للمسائل املتصةل ابملمتلاكت اليت متت حيازهتا خالل الزواج ،وابلطالق ،وحضانة
الطفال ،والوصاية القانونية علهيم ،واملرياث .وتالحظ اللجنة أيضا أن عالقات امللكية حيمكها نظام يقوم عىل
امللكية املنفصةل ،مما ميزي يف الغالب ضد املرأة (فقرة .)38وال يساور اللجنة أدىن شك يف أن املغرب يبذل
هجودا مشكورة من أجل تعممي مساواة املرأة وذكل من خالل الس ياسات والربامج الوطنية بغية ختفيف حدة
الفقر عن طريق املبادرة الوطنية للتمنية البرشية ،غري أهنا مازالت تشعر ابلقلق من اس مترار الفقر بني النساء
(فقرة .)42
ونفس اليشء يقال أخريا عن حاةل املهاجرين والالجئني وملمتيس اللجوء ،بعد أن ارتفعت حدة هذه
الظاهرة وأصبح املغرب أيضا من بدلان املقصد وليس فقط من بدلان املنشأ والعبور للمهاجرين .ويساور اللجنة
القلق بصفة خاصة إازاء اإماكنية وصوهلم اإىل سوق العمل وحصوهلم عىل اخلدمات الصحية والتعلميية والاجامتعية،
الس امي يف حاةل النساء والفتيات ،وكذكل تعرضهم للعنف ،ومن بينه العنف اجلنيس (فقرة .)44
وإاذا اكنت اللجنة املعنية ابلقضاء عىل المتيزي ضد املرأة تتطرق بتفصيل للك دقائق القضااي اليت هتم
وضعية املرأة ،فاإن املالحظات اخلتامية للجان املعاهدات الخرى ال ختلو من اإشارات معربة عن هذه الوضعية.
فاللجنة املعنية حبقوق االإنسان تالحظ بقلق أن االإهجاض ال يزال جرما جنائيا يف القانون املغريب اإال اإذا مت من
أجل اإنقاذ حياة الم ،وهو ما ينبغي عىل ادلوةل أن تعمل عىل عدم اإجبار النساء عىل مواصةل امحلل اإىل الوضع
حيامن يكون ذكل متعارضا مع الالزتامات املنصوص علهيا يف العهد (املاداتن 6و ،)7وأن حترر الحاكم املتعلقة
بقطع امحلل (فقرة .)29أما موضوع تعدد الزوجات ،فيعد حصان طروادة حيث تأسف اللجنة لكون املدونة
اجلديدة للرسة ال متنع تعدد الزوجات ،وإان اكنت حتد من اللجوء اإليه ،رمغ أن ذكل ميس بكرامة املرأة .واحلل
يف تصور خرباء حقوق االإنسان يمكن يف منع تعدد الزوجات بشلك واحض وقطعي (فقرة .)30وهو نفس املوقف
اذلي عربت عنه اللجنة املعنية ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية (فقرة ،)15وجلنة حقوق الطفل (فقرة
.)44
ويشلك العنف املرتكب يف حق املرأة موضوعا ال يقل أمهية عن القضااي السابق االإشارة اإلهيا وتناولته
جلنة مناهضة التعذيب بيشء من ا إالسهاب والقلق .هكذا عربت اللجنة عن ابلغ قلقها إازاء عدم وجود اإطار
قانوين حمدد وشامل يف أن واحد هيدف اإىل تفادي وقوع أعامل العنف املرتكبة يف حق املرأة ومقعها جنائيا،
وإاىل حامية حضااي وشهود أعامل العنف هذه .وتشعر اللجنة ابلقلق أيضا إازاء قةل عدد الشاكوى املقدمة من قبل
67
الضحااي ،وإازاء عدم وجود اإجراء جنايئ قيد ادلراسة يف النيابة العامة ،وإازاء عدم خضوع البالغات املقدمة
لتحقيقات مهنجية مبا يف ذكل حاالت الاغتصاب ،وكذكل أيضا إازاء ما ثبت من أن عبء االإثبات عبء فادح
وأنه يقع فقط عىل الضحية يف س ياق اجامتعي قد يتعرض فيه للومص بشلك كبري .اإضافة اإىل ذكل ،تشعر اللجنة
ابلقلق إازاء عدم وجود أي نص قانوين حمدد يعترب اغتصاب الزوج لزوجته جرمية .وأخريا ،يساور اللجنة قلق
ابلغ إازاء كون القانون الوضعي املغريب يتيح ملن يغتصب فتاة قارصا اإماكنية التنصل من مسؤوليته اجلنائية عن
طريق الزواج من الضحية .وسطر خرباء اللجنة مجموعة من التدابري الكفيةل مبناهضة العنف ضد املرأة من ذكل
مثال سن قانون يف أرسع وقت بشأن العنف املرتكب يف حق النساء والفتيات ،بصفة جترم مجيع أشاكل العنف
ضد النساء ،وضامن وصول النساء والفتيات حضااي العنف فورا اإىل وسائل امحلاية ،مبا يف ذكل دور االإيواء،
وعىل متكيهنن من احلصول عىل تعويضات ،وعىل مقاضاة اجلناة ومعاقبهتم عىل النحو املناسب .من هجة أخرى،
ينبغي عىل ادلوةل أن تعدل ،دون مزيد من االإبطاء ،القانون اجلنايئ بصفة جترم الاغتصاب يف اإطار الزواج
وأن تضمن عدم اإفالت املغتصبني من املالحقة اجلنائية يف حاةل زواهجم من الضحية (فقرة .)23
ثانيا :األطفال
عىل الرمغ من اجملهودات الكبرية اليت بذلت من أجل الهنوض بوضعية حقوق الطفل ابملغرب ،غري أن
املامرسة العملية تشري اإىل الافتقار اإىل االإنفاذ الفعيل للترشيعات القامئة ،وذكل أساسا بسبب قةل املوارد وضعف
القدرات والرقابة .وتناولت جلان املعاهدات بعض جوانب القصور ابدلراسة والمتحيص كعمل الطفال اذلي ال
يزال شائعا ،رمغ أن قانون الشغل ينص عىل منع تشغيل الشخاص دون سن 15س نة .وذلكل ،ينبغي عىل
احلكومة اختاذ التدابري املالمئة من أجل تطبيق أحاكم قانون الشغل فامي يتعلق ابلقارصين تطبيقا ال مرونة فيه،
تويص اللجنة املعنية حبقوق االإنسان (فقرة .)31
ويتبوأ مبدأ املصاحل الفضىل للطفل ماكنة ممتزية يف خالصات جلنة حقوق الطفل ،حيث ابلرمغ من
اإدراج ادلوةل املغربية لهذا املبدأ وتصدره لقامئة الولوايت يف مدونة الرسة ،غري أن اللجنة تأسف عىل أن زواج
الطفال املبكر وابالإكراه ،ووضع الطفال يف مؤسسات الرعاية ،واللجوء اإىل التدابري السجنية يف التعامل مع
الطفال اجلاحنني ،أمور ال تزال تتعارض مع املصاحل الفضىل لكثري من الطفال .وتشعر اللجنة ابلقلق إازاء عدم
اإدراج ذكل احلق يف الترشيعات املتعلقة ابلطفال ،وهو من مث ال يطبق ال يف مجيع االإجراءات االإدارية والقضائية
وال يف الس ياسات والربامج اليت هتم الطفال (فقرة .)26ولتجاوز هذا القصور وضامن حامية حقيقية حلقوق
الطفل ،تلفت اللجنة انتباه املغرب اإىل تعليقها العام رق )2013(14بشأن حق الطفل يف اإيالء الاعتبار الول
ملصاحله الفضىل ،وتوصيه بتعزيز هجوده حبيث يراعى هذا احلق حق املراعاة ويطبق دوما يف مجيع االإجراءات
الترشيعية واالإدارية والقضائية ويف الس ياس يات والربامج واملشاريع اليت تعين الطفال وتؤثر فهيم .وتشجعه يف
هذا الصدد عىل وضع اإجراءات ومعايري لتوجيه مجيع الشخاص املعنيني من أحصاب السلطة لتحديد مصاحل
الطفل الفضىل يف لك اجملاالت وجلعلها تتصدر قامئة الولوايت (فقرة .)27
68
واهمتت جلنة حقوق الطفل بعدد من القضااي ذات الولوية يف حياة الطفال مكشلكة التعذيب حيث
ابلرمغ من صدور القانون 43.04عام 2006اذلي يعرف التعذيب وسوء املعامةل وجيرهمام ،فاإن بعض التقارير
تفيد بأن العديد من الطفال ما زالوا يعانون سوء املعامةل يف مراكز الرشطة ،وال س امي أطفال الشوارع .لوضع
حد لهذه املعضةل ،حثت اللجنة ادلوةل عىل التحقيق يف حاالت اإساءة املعامةل ومقاضاة مقرتفهيا ،وعىل احلرص
عىل عدم وقوع الطفل املساء اإليه حضية يف االإجراءات القانونية وعىل حامية خصوصيته .كام ينبغي أن توفر
ادلوةل التدريب املناسب ملوظفي اإنفاذ القانون عىل قواعد ومعايري معامةل الطفال اخلاضعني الإجراءات قضائية
أو اخملالفني للقانون ،وجتهزي لك مؤسسات اس تقبال /مراكز احتجاز الطفال بأآالت التصوير لكشف أي اعتداء
علهيم ،وتوفري أآليات تظمل ميرسة ومأمونة للطفال .وينبغي مساءةل مجيع اجلناة ومعاقبهتم عقااب شديدا (فقراتن
34و.)35
ومن صور الاعتداء عىل الطفال الاس تغالل والاعتداء اجلنس يان ،وقد رحبت اللجنة ابإلغاء املادة
475من القانون اجلنايئ يف يناير ،2014اليت اكنت متكن املغتصبني من االإفالت من العقاب اإن مه تزوجوا
الفتيات اللوايت اعتدوا علهين .ورمغ ذكل ،مازالت اللجنة تشعر ابلقلق إازاء بعض القضااي مهنا :أن ادلوةل مل
تتخذ أي تدابري حمددة لتطليق الفتيات الاليئ أكرهن عىل الزواج قبل اإلغاء تكل املادة واللوايت قيل اإهنن ال
يزلن يتعرضن لالعتداء اجلنيس والعنف؛ أن جترمي العالقات اجلنس ية خارج اإطار الزواج يؤدي ابلفتيات حضااي
الاعتداء اجلنيس اإىل اعتبارهن جانيات ويردعهن عن رفع شاكوى عىل املعتدين؛ أن الس ياحة اجلنس ية تزايدت
يف ادلوةل الطرف (فقرة .)40يبدو أن الاقرتاحات اليت صدرت عن اللجنة ال تراعي الواقع املغريب وال تبحث
عن تسوية للمشلك بقدر ما تدفع حنو تأزميه واس تفحاهل .فهىي حتث ادلوةل عىل اختاذ مجيع التدابري اليت تؤمن
للفتيات الاليئ أكرهن عىل الزواج ممن اعتدوا علهين قبل اإلغاء املادة 475من القانون اجلنايئ ادلمع الالزم
ليخلصن من احلاالت التعسفية .وينبغي أن تضمن أيضا معامةل مجيع الطفال املعرضني لي شلك من أشاكل
الاس تغالل والاعتداء اجلنس يني معامةل الضحااي وأال يعرضوا أبدا لعقوابت جنائية ،دون أن تنىس ادلعوة اإىل
تنفيذ أنشطة للتوعية من أجل ماكحفة ومص حضااي الاس تغالل والاعتداء اجلنس يني ،مبا يف ذكل زىن احملارم،
وتوفري قنوات ميرسة ورسية وفعاةل ومواتية للطفال ل إالبالغ عن تكل الانهتأاكت (فقرة .)41
وتوقفت اللجنة عند حاةل الطفال احملرومني من بيئة أرسية حيث تشعر ابلقلق إازاء عواقب جترمي
العالقات اجلنس ية خارج نطاق الزواج (املادة 490من القانون اجلنايئ( ،))76اليت أفيد بأهنا تفيض اإىل التخيل
( )76ينص الفصل 490عىل ما ييل" :لك عالقة جنس ية بني رجل وامرأة ال تربط بيهنام عالقة الزوجية تكون جرمية الفساد ويعاقب علهيا
ابحلبس من شهر واحد اإىل س نة" .طرأ تعديل عىل املادة 490من مسودة مرشوع القانون اجلنايئ املؤرخة يف 31مارس 2015مع
الاحتفاظ نفس الرتقمي" :لك اتصال جنيس غري شعي بني رجل وامرأة ال تربط بيهنام عالقة زوجية ،تكون جرمية الفساد ويعاقب علهيا
ابحلبس من شهر واحد اإىل ثالثة أشهر وغرامة من 2.000اإىل 20.000درمه أو اإحدى هاتني العقوبتني .يعاقب ابحلبس من س تة أشهر
69
عن عرشات الرضع لك يوم ،كام تزنجع من الرفض والومص الاجامتعي الذلين يصيبان الهمات غري املزتوجات،
ثلهثن من املراهقات ،ومما لرفضهن يف اجملمتع من عواقب وخمية عىل أطفالهن (فقرة .)46ولعالج هذه الوضعية
املزرية ،حتث اللجنة ادلوةل الطرف عىل اإلغاء املادة 490من القانون اجلنايئ ،وتقدمي ادلمع الالزم للهمات غري
املزتوجات ليمتكن من رعاية أطفالهن ،ووضع وتنفيذ س ياسة محلاية حقوق املراهقات احلوامل واملراهقات الهمات
وأطفالهن ،وماكحفة الومص املقرتن ابمحلل خارج اإطار الزواج والقضاء عليه (فقرة .)47ويشلك جترمي االإهجاض
أحد القضااي اليت تشغل ابل خرباء جلنة حقوق الطفل حيث يؤدي التجرمي بعرشات املراهقات س نواي اإىل
اللجوء اإليه خارج نطاق القانون ويف ظروف غري مأمونة ،خماطرات حبياهتن .ويمكن احلل يف نظر اخلرباء يف
رفع الصفة اجلرمية عن االإهجاض ومراجعة ادلوةل لترشيعاهتا حبيث تكفل املصاحل الفضىل للمراهقات احلوامل،
واختاذ االإجراءات القانونية والعملية لضامن الاس امتع اإىل أراء الطفل واحرتاهما دامئا عندما يتعلق المر بقرارات
االإهجاض (فقراتن 56و.)57
فضال عن هذه العقبات اليت تعرتض الطفل يف متتعه حبقوقه اكمةل غري منقوصة ،هناك حتدايت أخرى
تواهجه خاصة عندما يتعلق المر ابلزناعات املسلحة .ويف هذا االإطار ،اكنت للجنة حقوق الطفل بعض املأخذ
عىل الترشيع الوطين يف جمال اإعامل الربوتوكول الاختياري التفاقية حقوق الطفل ،مهنا غياب هيئة تولك لها
هممة تنس يق تنفيذ الربوتوكول تنفيذا شامال وفعاال يف خمتلف أحناء ادلوةل .وتمتثل توصية اللجنة يف تعيني كيان
حكويم يلكف ابملسؤولية اللكية عن تنفيذ الربوتوكول الاختياري وإانشاء أآلية مؤسس ية للتنس يق الفعيل بني
أنشطة الوزارات وغريها من الكياانت احلكومية وشاكء التنفيذ (فقراتن 5و ،)6مع ختصيص مزيانية اكفية
ذلكل (فقرة .)8وأعربت اللجنة عن قلقها الشديد بسبب كرثة حاالت ا إالعادة القرسية للطفال الالجئني
وملمتيس اللجوء وبسبب عدم وجود معلومات عن التدابري املتخذة محلاية حقوق الطفال حضااي التجنيد
والتصدي الس تخداهمم يف الزناعات املسلحة يف اخلارج .فهىي حتث املغرب عىل أن يضمن الاحرتام التام ملبدأ
عدم االإعادة القرسية السايس ،مبا يف ذكل عدم الرفض عند احلدود (فقرة .)20
ثالثا :األمازيغية
تعرضت املالحظات اخلتامية الصادرة عن جلان املعاهدات للمسأةل المازيغية وتناولهتا ابعتبارها جزء
ال يتجزأ من اجملمتع املغريب ،من ذكل موقف اللجنة املعنية ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية اليت
جسلت ابرتياح التدابري اليت اختذهتا ادلوةل للهنوض ابلثقافة المازيغية ،غري أهنا ال تزال قلقة إازاء عدم قبول
أقسام احلاةل املدنية يف املصاحل البدلية السامء المازيغية .وإاذا اكنت العربية يه اللغة الرمسية يف ادلوةل ،فاإهنا
تالحظ أيضا أن المازيغ اذلين يشلكون جزء كبريا من ساكن املغرب مينعون من اس تخدام لغهتم الم اس تخداما
رمسيا ،وأن حقهم يف المتتع هبويهتم الثقافية ال حيرتم احرتاما اكمال (فقرة .)32وعليه ،تشجع اللجنة ادلوةل عىل
اإىل س نتني وغرامة من 2.000اإىل 20.000درمه اإذا ارتكبت هذه اجلرمية مبقابل كيفام اكن نوعه .اإذا اكن أحد مرتكيب اجلرمية قارصا دون
الثامنة عرش من معره تطبق عىل الراشد مقتضيات املادة 497من هذا القانون".
70
اختاذ االإجراءات الرضورية للسامح للابء ابإعطاء أبناهئم أسامء أمازيغية ،كام حتهثا عىل اعامتد التدابري الالزمة
لتضمن بشلك اتم للمازيغ حقهم يف ممارسة هويهتم الثقافية وفقا للفقرة الوىل (أ) من املادة 15من العهد اليت
تنص عىل احلق يف املشاركة يف احلياة الثقافية (فقرة .)59وعادت نفس اللجنة يف مالحظاهتا اخلتامية عىل
التقرير ادلوري الرابع للمغرب اإىل رصد المتيزي حبمك الواقع ضد المازيغ ال س امي فامي يتعلق حبصوهلم عىل التعلمي
والعمل ،وأوصت ابختاذ تدابري تكفل للمازيغ المتتع لكيا حبقوقهم املنصوص علهيا يف العهد من خالل اعامتد
تدابري خاصة مؤقتة عند الاقتضاء .ويف جمال احلقوق الثقافية ،حتيط اللجنة علام بأن ادلس تور يعرتف ابللغة
المازيغية لغة رمسية ،لكهنا تأسف لعدم اعامتد مرشوع القانون السايس املتعلق بوضع هذا الاعرتاف موضع
التنفيذ حىت الن ،وعدم تدريس اللغة المازيغية عىل مجيع مس توايت التعلمي .ويف ابب التوصيات ،أدلت
اللجنة الممية حبزمة من التدابري عىل احلكومة املغربية اختاذها لتحسني وضعية المازيغ وكذا ساكن الصحراء:
"تويص اللجنة ادلوةل الطرف ابعامتد مرشوع القانون السايس بشأن اللغة المازيغية ابعتبارها من اللغات
الرمسية لدلوةل يف أقرب وقت ممكن ،وبتكثيف هجودها من أجل توفري التعلمي الابتدايئ والثانوي واجلامعي هبذه
اللغة ،وزايدة احلزي اخملصص لها يف التلفزيون ،وإاجياد حل هنايئ ملسأةل السامء المازيغية .وتويص اللجنة ادلوةل
الطرف أيضا ابختاذ تدابري تكفل للمازيغ والصحراويني المتتع لكيا حبقهم يف املشاركة يف احلياة الثقافية دون
تقييد .وتوصهيا أيضا ابختاذ تدابري اإضافية محلاية التنوع الثقايف ،ومتكني المازيغ والصحراويني من صون هويهتم
واترخيهم وثقافهتم ولغهتم وعاداهتم وتقاليدمه وتعزيزها والتعبري عهنا ونرشها"(.)77
وذهبت جلنة القضاء عىل المتيزي العنرصي اإىل أبعد من ذكل عندما ادعت اس مترار تعرض بعض
المازيغ للمتيزي العنرصي ،ال س امي يف التوظيف ويف احلصول عىل اخلدمات الصحية ،خاصة اإذا اكنوا ال يتحدثون
اللغة العربية .ولجل متكني هذه الفئة من اجملمتع من حقوقها املكفوةل ابملواثيق ادلولية ،تويص اللجنة ادلوةل
الطرف ببذل املزيد من اجلهود بغية تعزيز اللغة والثقافة المازيغيتني ،ال س امي عن طريق تعلميهام ،كام توصهيا
ابختاذ التدابري الالزمة لضامن عدم تعرض المازيغ لي شلك من أشاكل المتيزي العنرصي ،ال س امي يف التوظيف
ويف احلصول عىل اخلدمات الصحية .ويه تشجع ادلوةل كذكل عىل ضامن حمو أمية المازيغ بلغهتم ،كام تشدد
بوجه خاص عىل تمنية املناطق اليت يسكهنا المازيغ وذكل يف اإطار اللجنة الاستشارية للهيلكة ا إالقلميية (فقرة
.)11وتوقفت اللجنة عند مشلك اختيار السامع المازيغية وتساءلت عن معىن ونطاق مفهوم "مغربية الامس"
الوارد يف املادة 21من القانون رق 37.99الصادر يف عام 2002املتعلق ابحلاةل املدنية ،واذلي يؤدي تطبيقه
من جانب احلاةل املدنية اإىل اس مترار منع تسجيل بعض السامء ،خاصة المازيغية مهنا .ولضامن حقوق المازيغ
يف اختيار أسامهئم بلك حرية ،تويص اللجنة احلكومة بتوضيح معىن ونطاق مفهوم "مغربية الامس" يف ترشيعاهتا،
( )77اجمللس الاقتصادي والاجامتعي ،العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية ،اللجنة املعنية ابحلقوق الاقتصادية
والاجامتعية والثقافية ،ادلورة السادسة وامخلسون 21 ،سبمترب – 9أكتوبر ،2015املالحظات اخلتامية بشأن التقرير ادلوري الرابع
للمغرب ،املرجع السابق ،فقرات 49 ،14 ،13و.50
71
2010 وتدعوها اإىل ضامن تطبيق ضباط احلاةل املدنية ملا نص عليه تعممي وزارة ادلاخلية املؤرخ يف مارس
املتعلق ابختيار السامء واذلي يضمن مجليع املواطنني تسجيل السامء ،وخاصة المازيغية مهنا (فقرة .)12
رابعا :حرية الدين والمعتقد
تعد هذه احلرية من املواضيع احلساسة والشائكة يف نفس الوقت حيث ختتلف ادلول الطراف يف
املعاهدات ادلولية حلقوق االإنسان يف التعاطي معها بني متشدد ومنفتح .وعىل الرمغ من أن املغرب يضمن يف
ترشيعه ادلاخيل ممارسة الشعائر ادلينية للك الطوائف ادلينية ،فاإن خرباء جلان معاهدات حقوق االإنسان يهتمونه
خبرقه ملقتضيات الصكوك ادلولية .فاللجنة املعنية حبقوق االإنسان أعربت عن قلقها إازاء القيود املفروضة عىل
حرية ادلين أو املعتقد ،ال س امي اس تحاةل تغيري املسمل دلينه يف الواقع .وتشري اللجنة اإىل أن املادة 18من العهد
حتمي مجيع الداين واملعتقدات ،القدمي مهنا وغري القدمي ،والكبري مهنا والصغري ،وتتضمن احلق يف اعتناق
الشخص لدلين أو املعتقد اذلي خيتاره .وابلنتيجة ،يتوجب عىل املغرب أن يتخذ تدابري لضامن احرتام حرية
ادلين واملعتقد ،والعمل عىل أن يكون ترشيعه وممارس ته وفقا لحاكم املادة 18من العهد (فقرة .)21ويف نفس
الس ياق ،أعربت اللجنة عن قلقها إازاء منع تزوج املسلامت من رجال عىل دايانت ومعتقدات أخرى ،وينبغي
لدلوةل أن متتثل لحاكم املواد 3و 23و 26من العهد بأن تراجع القوانني املعنية (فقرة .)27وعربت جلنة حقوق
الطفل عن موقف مشابه عندما اعتربت أنه عىل الرمغ من أن ادلوةل تكفل املساواة مجليع الطفال يف امحلاية
القانونية والتقدير الاجامتعي والخاليق ،برصف النظر عن وضعهم الرسي ،فاإنه قد ال يعرتف قانوان ابلطفال
املولودين من زواج بني مسلمة وغري مسمل ،وهو وضع قد حيرهمم من المتتع جبميع حقوقهم كغريمه من الطفال.
وعليه ،مطلوب من املغرب تنقيح مدونة الحوال الشخصية املؤقتة والقضاء عىل لك أشاكل المتيزي يف حق
الطفال املولودين من زواج بني مسلمة وغري مسمل ،معال ابدلس تور (فقرة .)44
72
احلكومة تقاعست عن الرد علهيا ودحض بعضها عىل القل .بعبارة أخرى ،ملا حتاشت احلكومة قدر االإماكن
اخلوض يف مجةل من القضااي الشائكة واحلساسة واليت يكرث السجال خبصوصها وال ينعقد االإجامع حولها ،تكون
قد قوت بطريقة غري مباشة أطروحة اخلرباء المميني .لقد اكن حراي ابحلكومة أن تغتمن هذه الفرصة وتبني وهجة
نظرها وتربر حبجج قوية وبراهني مقنعة الاختالف احلاصل حول بعض املفاهمي والقضااي يف جمال حقوق
االإنسان.
وابلرجوع اإىل ردود احلكومة املغربية عىل املالحظات اخلتامية ،جندها قد مهت ثالث معاهدات دولية
فقط ،فضال عن أن الجوبة املغربية ،ابس تثناء تقرير واحد ،اكنت مقتضبة وال متس لك املالحظات والتوصيات
املدىل هبا من طرف خرباء المم املتحدة .هكذا نسجل تفاعل املغرب مع مالحظات اللجنة املعنية حبقوق
ا إالنسان( )78ورد عىل مخس ( )5نقاط من أصل أكرث من مخس وعرشين ( )25توصية ،متحورت حول ما
ييل :طول مدة احلراسة النظرية؛ عدم وجود ضامانت مؤازرة املودع حتت احلراسة النظرية مبحام منذ الساعة
الوىل من اإيداعه؛ حسب جوازات السفر لشخاص ميثلون منظامت حقوقية غري حكومية؛ تطبيق القانون
املتعلق مباكحفة االإرهاب بأثر رجعي؛ ومضايقة الصحفيني أثناء مزاولهتم ملهاهمم .والطابع الغالب عىل ردود احلكومة
هو رسد النصوص القانونية الوطنية وادلولية واعتبار معطيات اللجنة جمرد ادعاءات ال س ند لها.
وخبصوص املالحظات اخلتامية الصادرة عن جلنة القضاء عىل المتيزي العنرصي ،تطرقت احلكومة()79
لثالث مسائل من أصل عرشين ( )20توصية يه :املسأةل المازيغية ،حقوق الالجئني وطاليب اللجوء؛ والمتيزي
ضد غري املواطنني .يف ردها عىل التوصية اخلاصة ابلقضية المازيغية ،اس تغلت احلكومة دخول دس تور 2011
حزي التنفيذ لتس تحرض مقتضيات الفصل 5اذلي قام بدسرتة اللغة المازيغية عىل النحو التايل )...( " :تعد
المازيغية أيضا لغة رمسية لدلوةل ،ابعتبارها رصيدا مشرتاك مجليع املغاربة بدون اس تثناء .حيدد قانون تنظميي
مراحل تفعيل الطابع الرمسي للمازيغية ،وكيفيات اإدماهجا يف جمال التعلمي ،ويف جماالت احلياة العامة ذات
الولوية ،وذكل ليك تمتكن من القيام مس تقبال بوظيفهتا ،بصفهتا لغة رمسية )...( .حيدث جملس وطين للغات
والثقافة املغربية ،هممته ،عىل وجه اخلصوص ،حامية وتمنية اللغتني العربية والمازيغية ،وخمتلف التعبريات الثقافية
املغربية ابعتبارها ترااث أصيال وإابداعا معارصا .ويضم لك املؤسسات املعنية هبذه اجملاالت .وحيدد قانون تنظميي
صالحياته وتركيبته وكيفيات سريه" .أما فامي يتعلق ابلتوصيتني الخريني ،فقد اعمتدت احلكومة يف ردها عىل
الرتسانة القانونية الوطنية حميةل عىل مقتضيات القانون 02.03اذلي ينظم دخول وإاقامة الجانب ابملغرب
( )78العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية ،اللجنة املعنية حبقوق االإنسان ،تعليقات احلكومة املغربية عىل املالحظات اخلتامية
للجنة املعنية حبقوق االإنسان ،املغرب 28 ،)CCPR/CO/82/MAR/Add.1( ،فرباير .2005
( )79التقرير احلكويم غري متوفر ابللغة العربية:
Convention internationale sur l’élimination de toutes les formes de discrimination raciale, Comité pour
l’élimination de la discrimination raciale, quatre-vingt-unième session, Informations communiquées par le
Gouvernement marocain sur la suite donnée aux observations finales du Comité (CERD/C/MAR/CO/17-18/Add.1),
24 mai 2012.
73
وابلهجرة والهجرة غري املرشوعة ،والقانون اجلنايئ وادلس تور اجلديد مؤكدة الزتام املغرب الراخس بقمي ومبادئ
حقوق االإنسان عرب اإدماج مقتضيات املواثيق ادلولية يف القانون ادلاخيل.
وجيب الاعرتاف أن ادلوةل املغربية مارست فعال حق الرد من خالل تقريرها بشأن املالحظات اخلتامية
الصادرة عن جلنة مناهضة التعذيب اذلي مضنته كتةل من املعطيات واملعلومات تطلبت حترير 23صفحة
اكمةل( .)80كام متزي الرد املغريب ابس تعامل نربة قوية متضمنة لكثري من الانتقادات خلرباء اللجنة اذلين مل يأخذوا
مأخذ اجلد لك التفاصيل الكتابية والشفهية اليت زودمه هبا الوفد املغريب ،ويف هذا تبخيس غري مفهوم للماكسب
احلقوقية والتمنوية ،وهو ما اس تدعى اإعادة التأكيد جمددا عىل كثري من املعطيات املدونة يف تقارير احلكومة
املغربية .واس تغرب اجلانب املغريب ملضمون بعض التوصيات اليت ذهبت اإىل عدم تطابق القانون املغريب مع
اتفاقية مناهضة التعذيب ،يف حني اكن خرباء اللجنة مقتنعني هبذا الانسجام وذكل من خالل احلوار التفاعيل
بني الطرفني (فقرة .)2وشدد التقرير احلكويم عىل بطالن ادعاءات ومزامع اللجنة بوجود أماكن احتجاز رسية
يف املناطق اجلنوبية يف غياب أي جحة مقبوةل (فقرة ،)4كام اهتم اخلرباء المميني ابالعامتد عىل واثئق صادرة عن
مجعيات وأطراف معينة دون تلكيف أنفسهم عناء البحث يف حصهتا والتدقيق يف مصداقيهتا (فقرة .)6أكرث
من ذكل ،اعترب التقرير احلكويم اإمالء اللجنة عىل املغرب لبعض التوصيات اليت ال عالقة لها بتنفيذ اتفاقية
مناهضة التعذيب تدخال يف الاختيارات الترشيعية لدلوةل (فقرة .)8
واس تعرض تقرير احلكومة مجموعة من القضااي املثارة يف املالحظات اخلتامية نقترص عىل ذكر مسألتني
مهنا فقط .تتعلق الوىل بتقادم جرمية التعذيب اليت تناولناها عند تعرضنا لنقطة عدم تطابق بعض القوانني
الوطنية مع املعاهدات ادلولية ،فقد جاء جواب احلكومة مستندا اإىل مقتضيات القانون 35.11الصادر بتارخي
17أكتوبر )81(2011واذلي نص يف املادة 653-1عىل أنه "ال تتقادم العقوابت الصادرة بشأن جرامئ ينص عىل
عدم تقادهما القانون أو اتفاقية دولية صادقت علهيا اململكة املغربية ونرشت ابجلريدة الرمسية" ،ونفس اليشء
يقال عن ادلعوى العمومية الناش ئة عن اجلرامئ اليت ينص عىل عدم تقادهما القانون أو اتفاقية دولية صادقت
علهيا اململكة املغربية ونرشت ابجلريدة الرمسية (املادة .)5أما املسأةل الثانية ،فرتتبط بتسلمي الس يد جامل كتييت
اإىل السلطات اجلزائرية ،حيث ساور اللجنة القلق من أن االإجراءات واملامرسات احلالية اليت يتبعها املغرب يف
جمال تسلمي املطلوبني قد تعرض أشخاصا للتعذيب ،وطلبت من املغرب احرتام الزتاماته ادلولية والامتثال
للقرارات الهنائية والقرارات املؤقتة اليت تصدر عن اللجنة يف القضااي الفردية املعروضة علهيا مبوجب املادة 22
من االتفاقية .وخبصوص قضية الس يد كتييت ،أحلت اللجنة أن يصدر املغرب قرارا يقيض هنائيا ابإلغاء تسلميه
( )80التقرير احلكويم متوفر فقط ابللغتني الفرنس ية واالإجنلزيية:
Convention contre la torture et autres peines ou traitements cruels, inhumains ou dégradants, Comité contre
la torture, Renseignements reçus du Maroc en réponse aux observations finales (CAT/C/MAR/CO/4/Add.1), 9
septembre 2013.
( )81ظهري شيف رق 1.11.169صادر يف 19من ذي القعدة 17( 1432أكتوبر )2011بتنفيذ القانون رق 35.11القايض بتغيري وت متمي
القانون رق 22.01املتعلق ابملسطرة اجلنائية ،جريدة رمسية ،عدد 5990بتارخي 29ذو القعدة 27( 1432أكتوبر ،)2011ص.5235 .
74
اإىل بدله الصيل ،وإاال فاإنه س يعد منهتاك لحاكم املادة 3من االتفاقية .اس تجابة لطلب اللجنة ،مت اإلغاء قرار
التسلمي ومت مبوجب ذكل االإفراج عن الس يد كتييت (فقرة .)29
يبدو واحضا من خالل مضامني احلوارات التفاعلية بني خرباء جلان املعاهدات والوفود املغربية وكذا ردود
احلكومة عىل املالحظات اخلتامية عالقة عدم التاكفؤ بني الطرفني حيث يظهر اخلرباء يف موقع قوة يف حني
يبدو اجلانب احلكويم يف موقف ادلفاع .ابملوازاة مع ذكل ،ينبغي أن يرتقي احلوار من اجلانب املغريب
خبصوص بعض القضااي اجلوهرية حلقوق االإنسان اإىل مس توى التأصيل الرصني واملناظرة املوضوعية لدلفاع
عن بعض اخلصوصية اليت تقتضهيا الثوابت الوطنية والهوية الثقافية وليس جماراة خرباء اللجان يف أفاكرمه
وتصوراهتم املتش بعة بقمي العاملية واس امتتهتم يف ادلفاع عن مبدأ كونية حقوق االإنسان بدون قيد وال شط.
75
المحور الرابع :إادماج التفاقيات الدولية في التشريع الوطني
تعترب املصادقة عىل املعاهدات ادلولية اخلاصة حبقوق االإنسان خطوة أوىل حنو اإدماج مقتضياهتا يف
القانون الوطين لتفسح اجملال أمام الشخاص لالس تفادة مما تنص عليه من حقوق وحرايت أساس ية .فالصكوك
ادلولية تصبح حينئذ جزء ال يتجزأ من الرتسانة القانونية ومصدرا أساس يا من مصادر الرشعية .مفن مس تلزمات
الانضامم اإىل الوفاق ادلولية العمل عىل اإدراهجا يف الترشيع واس تلهام مضاميهنا امحلائية .فال يتصور أن تقدم
ادلوةل عىل قبول القواعد ادلولية وتمتسك بقانوهنا الوطين وتعطيه الولوية يف التطبيق .وعادة ما يتوىل ادلس تور
حتديد العالقة بني املصدرين ادلويل والوطين مع تقرير ترجيح أحدهام عىل الخر.
وظل القانون الوطين كتعبري عن س يادة ادلوةل لس نوات طويةل املصدر الوحيد داخل ادلوةل قبل أن
ينافسه اليوم القانون ادلويل .ولك دول العامل بدون اس تثناء أصبحت تعيش الازدواجية الترشيعية ،فباالإضافة
اإىل املقتضيات القانونية اليت يمت اعامتدها بواسطة أهجزة ادلوةل ادلاخلية ،وعىل رأسها الربملان ،أحضت قواعد
القانون ادلويل حتتل مزنةل رفيعة مضن الرتاتبية القاعدية ،وبرز اإىل الوجود مشلك التطابق بني املصدرين .ويظهر
هذا المر بشلك ابرز مع مبادئ حقوق االإنسان اليت متثل قامي تتقامسها البرشية مع بعض الاختالفات الطفيفة.
وكغريه من ادلول ،طرحت اإشاكلية العالقة بني القانون ادلويل والقانون الوطين يف املغرب منذ س نوات طويةل،
وميكن أن جنزم ،استنادا اإىل الاجهتاد القضايئ يف املوضوع كام سيمت بيانه فامي بعد ،أن هذا المر طفا اإىل
السطح س نوات قليةل بعد اس تقالل املغرب عام ،1956حيث تضمنت عدة قوانني اإشارات رصحية اإىل عالقة
املعاهدات ادلولية ابلترشيع ادلاخيل (املبحث الول) ،دون أن تضع حدا للتضارب والتناقض اذلين مزيا القضاء
املغريب حلقبة من الزمن طويةل ،اإىل أن جاء دس تور 2011واعرتف رمسيا مببدأ مسو االتفاقيات ادلولية وأرحجيهتا
عىل القواعد القانونية ادلاخلية (املبحث الثاين) ،مع تأكيده عىل مجةل من الاس تثناءات متاش يا مع ثوابت اجملمتع
وادلوةل (املبحث الثالث).
المبحث األول :الوضعية السابقة على دستور 2011
منذ أول دس تور عرفه املغرب س نة )82(1962ومرورا ابدلساتري الخرى( ،)83مل يرد نص واحض ورصحي
يبني العالقة اليت جتمع بني القانون ادلويل والقانون ادلاخيل ،اليشء اذلي انعكس سلبا عىل القضاء حيث
2616 ( )82ظهري شيف صادر يف 17رجب 14( 1382ديسمرب )1962ابإصدار المر بتنفيذ ادلس تور املغريب ،جريدة رمسية ،عدد
مكرر بتارخي 22رجب 19( 1382ديسمرب ،)1962ص.2993 .
( )83ظهري شيف رق 1.70.177صادر يف 27جامدى الوىل 31( 1390يوليو )1970ابإصدار المر بتنفيذ ادلس تور ،جريدة رمسية،
عدد 3013مكرر بتارخي 28جامدى الوىل ( 1390فاحت غشت ،)1970ص1930 .؛ ظهري شيف رق 1.72.061صادر يف 23حمرم
10( 1392مارس )1972ابإصدار المر بتنفيذ ادلس تور ،جريدة رمسية ،عدد 3098بتارخي 28حمرم 15( 1392مارس ،)1972ص.
626؛ ظهري شيف رق 1.92.155صادر يف 11من ربيع الخر 9( 1413أكتوبر )1992بتنفيذ نص مراجعة ادلس تور ،جريدة رمسية،
عدد 4172بتارخي 16ربيع الخر 14( 1413أكتوبر ،)1992ص1247 .؛ ظهري شيف رق 1.96.157صادر يف 23من جامدى
الوىل 7( 1417أكتوبر )1996بتنفيذ نص ادلس تور املراجع ،جريدة رمسية ،عدد 4420بتارخي 26جامدى الوىل 10( 1417أكتوبر
،)1996ص.2281 .
76
تضاربت الاجهتادات القضائية ،كام س يأيت بيانه ،وتباينت توهجات احملامك مبختلف درجاهتا وختصصاهتا بني تيارين
متناقضني؛ يعطي الول السمو للمعاهدة ادلولية عىل حساب الترشيع الوطين ،يف حني أن الثاين يؤكد العكس،
أي يستبعد القاعدة ادلولية لصاحل القاعدة الوطنية .أما عىل مس توى الترشيع العادي ،فقد عرثان عىل أكرث من
حاةل يقرر فهيا املرشع أس بقية املعاهدات ادلولية عىل القانون الوطين يف حاةل التعارض .والمثةل عىل ذكل قدمية
ومتواترة ،نذكر مهنا؛ قانون اجلنس ية اذلي ينص يف فصهل الول عىل أنه "حتدد املقتضيات املتعلقة ابجلنس ية
املغربية مبوجب القانون وعند الاقتضاء مبقتىض املعاهدات أو الوفاق ادلولية اليت تقع املصادقة علهيا ويمت نرشها.
اإن مقتضيات املعاهدات أو الوفاق ادلولية املصادق علهيا واملوافق عىل نرشها ترحج عىل أحاكم القانون
ادلاخيل"( .)84ومل يطرأ أي تغيري يذكر عىل املادة الوىل اإثر التعديل اذلي طال قانون اجلنس ية س نة .)85(2007
وخبصوص تسلمي اجملرمني ،اكن ظهري 8نومفرب )86(1958يكرس يف فصهل الول نفس املبدأ قبل أن ينسخ
مبقتىض قانون املسطرة اجلنائية( .)87ففي معرض حديث هذا الخري عن العالقات القضائية مع السلطات
الجنبية ،نصت املادة 713عىل اإعطاء "الولوية لالتفاقيات ادلولية عىل القوانني الوطنية فامي خيص التعاون
القضايئ مع ادلول الجنبية" ،وأضافت بأنه "ال تطبق مقتضيات هذا الباب ،اإال يف حاةل عدم وجود اتفاقيات
أو يف حاةل خلو تكل االتفاقيات من الحاكم الواردة به" .ويف نفس الس ياق ،فاإن ظهري مغربة بعض النشطة
احتفظ لالتفاقيات ادلولية حبق الس بقية يف التطبيق عىل القانون ادلاخيل ،وهو ما يتضح جبالء من املادة
الوىل واليت جاء فهيا" :اإن العامل احملددة الحئهتا مبرسوم ال ميكن أن ميارسها مع مراعاة مقتضيات االتفاقيات
ادلولية املنشورة بصفة قانونية اإال أشخاص ذاتيون أو معنويون مغاربة ابتداء من اترخي يعني خبصوص لك قطاع
أو مجموعة من القطاعات يف مرسوم يتخذ ابقرتاح من الوزير أو الوزراء املعنيني ابلمر"( .)88وميتد تطبيق
االتفاقية ادلولية وترجيحها عىل الترشيع ادلاخيل اإىل موضوع العقود التجارية ،ذكل أن مدونة التجارة()89
( )84ظهري شيف رق 1.58.250الصادر يف 21من صفر 6( 1378سبمترب )1958بسن قانون اجلنس ية املغربية ،جريدة رمسية ،عدد
2395بتارخي 4ربيع الول 19( 1378سبمترب ،)1958ص.2190 .
( )85ظهري شيف رق 1.07.80صادر يف 3ربيع الول 23( 1428مارس )2007بتنفيذ القانون رق 62.06بتغيري وت متمي الظهري الرشيف
رق 1.58.250الصادر يف 21من صفر 6( 1378سب مترب )1958بسن قانون اجلنس ية املغربية ،جريدة رمسية ،عدد 5513بتارخي 13ربيع
الول 2( 1428أبريل ،)2007ص.1116 .
( )86ظهري شيف رق 1.58.057صادر بتارخي 25ربيع الثاين 8( 1378نومفرب )1958بشأن تسلمي اجملرمني الجانب اإىل حكوماهتم،
جريدة رمسية ،عدد 2408بتارخي 8جامدى الثانية 19( 1378ديسمرب ،)1958ص.3051 .
( )87ظهري شيف رق 1.02.255صادر يف 25من رجب 3( 1423أكتوبر )2002بتنفيذ القانون رق 22.01املتعلق ابملسطرة اجلنائية،
جريدة رمسية ،عدد 5078بتارخي 27ذي القعدة 30( 1423يناير ،)2003ص.315 .
( )88ظهري شيف رق 1.73.210بتارخي 26حمرم 2( 1393مارس )1973يتعلق مبامرسة بعض العامل ،جريدة رمسية ،عدد 3149بتارخي
فاحت صفر 7( 1393مارس ،)1973ص .688 .أنظر النص التطبيقي لهذا الظهري :مرسوم رق 2.73.220بتارخي 5ربيع الثاين 8( 1393
مايو )1973بتطبيق الظهري الرشيف مبثابة قانون رق 1.73.210الصادر يف 26حمرم 2( 1393مارس )1973يتعلق مبامرسة بعض
العامل ،جريدة رمسية ،عدد 3158بتارخي 6ربيع الثاين 9( 1393مايو )1973ص.1402 .
( )89ظهري شيف رق 1.96.83صادر يف 15من ربيع الول ( 1417فاحت غشت )1996بتنفيذ القانون رق 15.95املتعلق مبدونة التجارة،
77
خصصت كتاهبا الرابع لهذه العقود ومن مضهنا عقد النقل اذلي عرفته املادة 443عىل الشلك التايل" :عقد النقل
اتفاق يتعهد مبقتضاه الناقل مقابل مثن بأن ينقل خشصا أو شيئا اإىل ماكن معني ،مع مراعاة مقتضيات النصوص
اخلاصة يف مادة النقل واالتفاقيات ادلولية اليت تعد اململكة املغربية طرفا فهيا" .ومن اجملاالت اليت أعطى فهيا
املرشع املغريب الس بقية للمعاهدة ادلولية عىل حساب القانون الوطين عند التعارض ،جمال حقوق املؤلف،
وهو ما يظهر بوضوح من خالل تصفح القانون املنظم لهذا القطاع .فاملادة 68أقرت هذا احلل رصاحة بقولها:
"اإن مقتضيات أي معاهدة دولية متعلقة حبقوق املؤلف واحلقوق اجملاورة واليت تكون اململكة املغربية قد صادقت
علهيا ،تعترب قابةل للتطبيق عىل احلاالت املنصوص علهيا يف هذا القانون .ويف حاةل وجود تعارض بني مقتضيات
هذا القانون ومقتضيات معاهدة دولية صادقت علهيا اململكة املغربية ،تطبق مقتضيات املعاهدة ادلولية"(.)90
ومييل املرشع اإىل ترجيح كفة املعاهدة ادلولية خبصوص بعض املواضيع ذات البعد ادلويل كن يتعلق
المر بدخول وإاقامة الجانب فوق الرتاب الوطين .فالقانون 02.03يف املادة الوىل منه اس تثىن من تطبيق
مقتضياته الفراد اذلين ،حبمك وظائفهم ،خيضعون لترشيع دويل" :خيضع دخول الجانب إاىل اململكة املغربية
وإاقامهتم هبا لحاكم هذا القانون ،مع مراعاة مفعول االتفاقيات ادلولية املنشورة بصفة رمسية"( .)91وظل املرشع
املغريب وفيا ملبدأ مسو القاعدة القانونية ادلولية عىل القاعدة القانونية الوطنية يف تقنينه ملهنة احملاماة .فلك
التعديالت اليت أدخلت عىل القانون املنظم لها مل متس هذا املبدأ يف جوهره .ويكفي هنا أن نورد أحدث نص
ترشيعي يف املوضوع ،ويتعلق المر ابلقانون رق )92(28.08حيث نص يف املادة 5عىل الرشوط اليت جيب
توفرها يف املرحش ملزاوةل هذه املهنة" :أن يكون مغربيا أو من مواطين دوةل تربطها ابململكة املغربية اتفاقية تسمح
ملواطين لك من ادلولتني مبامرسة همنة احملاماة يف ادلوةل الخرى ،مع مراعاة مبدأ التعامل ابملثل مع هذه ادلول".
واكن جيب انتظار املراجعة ادلس تورية لس نة 1992ليضيف املرشع ادلس توري فقرة اإىل ادليباجة
أصبح املغرب مبقتضاها يتشبث حبقوق االإنسان كام يه متعارف علهيا عامليا ،ومتت اإعادة التأكيد عىل هذا
املقتىض يف دس تور .1996وعىل الرمغ من القمية املضافة اليت جاءت هبام املراجعتان ادلس توريتان ،غري أن
مشلك التناقض بني القانون ادلويل والقانون الوطين مل حيسم هنائيا وأصبح التضارب مزية الاجهتاد القضايئ
لس نوات طويةل .فالغموض ظل يكتنف الترشيع الوطين بسبب غياب أي فصل من فصول من ادلس تور يوحض
موقع االتفاقية ادلولية داخل الرتاتبية القاعدية ،اليشء اذلي ترك اجملال مفتوحا أمام لك الاحامتالت والتفسريات
( )93اإدريس الضحاك" ،من قرارات اجمللس العىل يف صون حقوق االإنسان وتمنيهتا" ،لكمة مبناس بة افتتاح الس نة القضائية ،2001جمةل
قضاء اجمللس العىل ،عدد ،55يناير ،2000ص.21.
79
ادلولية كام مر معنا .فمبوجب هذا التعديل ادلس توري النوعي ،أكد املغرب يف ديباجة ادلس تور بصفة رمسية
ال رجعة فهيا تشبثه حبقوق االإنسان كام يه متعارف علهيا دوليا .ورمغ هذا التطور الهام وغري املس بوق عىل
مس توى اإقرار مبدأ انضامم املغرب اإىل فريق ادلول اليت تعرتف بسمو املعاهدات ادلولية عىل ترشيعها ادلاخيل،
فاإنه أىب اإال أن يدمج يف دس تور 2011مجةل من الفصول والفقرات اليت حتسم هنائيا مع مسأةل القمية القانونية
لالتفاقية ادلولية واملاكنة اليت حتتلها مضن مصادر الترشيع ،فتابع بشلك تدرجيي وسلس مسلسل الاخنراط يف
املنظومة ادلولية كام رأينا ،مع اهامتمه يف الونة الخرية ببعض االتفاقيات املعمتدة يف اإطار هجوي( .)94وعرب
املغرب عن اإميانه الراخس هبذه القمي يف الوثيقة ادلس تورية ابتداء من ادليباجة حيث أكد متسكه الواحض والرصحي
مبجموعة من املبادئ الكربى عىل الشلك التايل" :وإادرأاك مهنا لرضورة تقوية ادلور اذلي تضطلع به عىل الصعيد
ادلويل ،فاإن اململكة املغربية ،العضو العامل النش يط يف املنظامت ادلولية ،تتعهد ابلزتام ما تقتضيه مواثيقها من
مبادئ وحقوق وواجبات ،وتؤكد تشبهثا حبقوق االإنسان كام يه متعارف علهيا عامليا .كام تؤكد عزهما عىل
مواصةل العمل للمحافظة عىل السالم والمن يف العامل" .تعزيزا للحصيةل االإجيابية اليت حققها املغرب يف جمال
حقوق االإنسان ،وحتصينا للمكتس بات اليت رامكها خالل عقود متتالية ،فاإنه يؤكد جمددا الزتامه املطلق بـ "حامية
منظوميت حقوق االإنسان والقانون ادلويل االإنساين( )95والهنوض هبام ،واالإسهام يف تطويرهام؛ مع مراعاة الطابع
الكوين لتكل احلقوق ،وعدم قابليهتا للتجزيء".
من دون شك ،يتحقق احرتام حقوق االإنسان والهنوض هبا عرب الانضامم اإىل الصكوك ادلولية اليت
أقرت مباكنة الفرد وكرامته ،والعمل عىل تنفيذها حبسن نية .من هذا املنظور ،يصنف املغرب يف خانة ادلول
اليت صادقت عىل أهمات االتفاقيات ادلولية مع ما تقتضيه من الزتامات وتبعات .ولتفعيل الطابع ا إاللزايم لهذه
( )94من الامنذج احلديثة ،نذكر :الاتفاقية الوروبية بشأن ممارسة حقوق الطفال :ظهري شيف رق 1.14.25صادر يف 4جامدى الوىل
6( 1435مارس )2014بتنفيذ القانون رق 146.12املوافق مبوجبه عىل االتفاقية الوروبية بشأن ممارسة حقوق الطفال ،املوقعة
بسرتاس بورغ يف 25يناير ،1996جريدة رمسية ،عدد 6242بتارخي 25جامدى الوىل 27( 1435مارس ،)2014ص3561 .؛ اتفاقية
بشأن العالقات الشخصية للطفل :ظهري شيف رق 1.14.86صادر يف 12من رجب 12( 1435ماي )2014بتنفيذ القانون رق 147.12
املوافق مبوجبه عىل االتفاقية بشأن العالقات الشخصية للطفل (جملس أورواب) ،املوقعة بسرتاس بورغ يف 15ماي ،2003جريدة رمسية،
عدد 6260بتارخي 29رجب 29( 1435ماي ،)2014ص4711 .؛ اتفاقية جملس أورواب حول حامية الطفال من الاس تغالل والاعتداء
اجلنيس :ظهري شيف رق 1.14.87صادر يف 12من رجب 12( 1435ماي )2014بتنفيذ القانون رق 148.12املوافق مبوجبه عىل
اتفاقية جملس أورواب حول حامية الطفال من الاس تغالل والاعتداء اجلنيس ،املوقعة بالنزاروت يف 25أكتوبر ،2007جريدة رمسية،
عدد 6260بتارخي 29رجب 29( 1435ماي ،)2014ص.4712 .
( )95تصديقا ذلكل ،صادق املغرب عىل الربوتوكولني املضافني اإىل اتفاقيات جنيف :ظهري شيف رق 1.97.141صادر يف فاحت رمضان
2( 1432أغسطس )2011بنرش الربوتوكولني رق 1و 2املضافني اإىل اتفاقيات جنيف املؤرخة بـ 12أغسطس 1949واملتعلقة حبامية
حضااي املنازعات املسلحة ادلولية أو غري ادلولية ،جريدة رمسية ،عدد 6001بتارخي 9حمرم 5( 1433ديسمرب ،)2011ص5708 .؛ ظهري
شيف رق 1.09.141صادر يف 4جامدى الوىل 6( 1435مارس )2014بنرش الربوتوكول الثاين التفاقية الهاي لعام 1954اخلاصة
حبامية املمتلاكت الثقافية يف حاةل نزاع مسلح املوقع بالهاي يف 26مارس ،1999جريدة رمسية ،عدد 6292مكرر بتارخي 23ذو القعدة
19( 1435سبمترب ،)2014ص6962 .؛ ظهري شيف رق 1.15.116صادر يف 18من شوال 4( 1436أغسطس )2015بتنفيذ القانون
رق 08.15املوافق مبوجبه عىل اتفاق املقر املوقع ابلرابط يف 24نومفرب 2014بني حكومة اململكة املغربية واللجنة ادلولية للصليب المحر،
جريدة رمسية ،عدد 6387بتارخي فاحت ذو القعدة 17( 1436أغسطس ،)2015ص.7077 .
80
النصوص ادلولية ،رصح ادلس تور رمسيا يف ديباجته دامئا أن ادلوةل تلزتم بـ "جعل االتفاقيات ادلولية ،كام صادق
علهيا املغرب ،ويف نطاق أحاكم ادلس تور ،وقوانني اململكة ،وهويهتا الوطنية الراخسة ،تسمو ،فور نرشها ،عىل
الترشيعات الوطنية ،والعمل عىل مالءمة هذه الترشيعات ،مع ما تتطلبه تكل املصادقة" .وبغية وضع حد
للجدل القانوين ادلائر حول القمية القانونية اليت تس بغ عىل ديباجة ادلس تور ،حيث ينفي عهنا فريق من الفقهاء
أي صبغة اإلزامية مرحجا طبيعهتا الدبية ال أقل وال أكرث ،اعترب املغرب أن هذا التصدير يشلك جزء ال يتجزأ
من ادلس تور .وال ختفى الاثر القانونية اليت تتودل عن هذا الاعرتاف ادلس توري حيث ميكن للمتقاضني
الاحتجاج ابدليباجة أمام خمتلف حمامك اململكة .وللتذكري ،فقد تبىن سابقا جزء من القضاء املغريب فكرة استبعاد
أرحجية االتفاقيات ادلولية عىل الترشيع الوطين املنصوص علهيا يف ديباجيت دس توري 1992و 1996يف حني
دافع تيار أخر عن فكرة مسو الصكوك ادلولية يف مواهجة القانون ادلاخيل.
اإن مبدأ عاملية حقوق االإنسان املكرس دس توراي هل حضور قوي ووازن مضن أبواب ادلس تور ،من
ذكل أن املرشع ادلس توري أورد بعض اجلرامئ احملرمة دوليا وأعاد التأكيد عىل جترميها وطنيا مبقتىض الوثيقة
ادلس تورية" :يعاقب القانون عىل جرمية االإابدة وغريها من اجلرامئ ضد االإنسانية ،وجرامئ احلرب ،واكفة
الانهتأاكت اجلس مية واملمهنجة حلقوق االإنسان" (الفصل .)23ومضن طائفة احلقوق الس ياس ية ،حتتل الانتخاابت
ماكنة هامة يف ادلس تور ابعتبارها أآلية دميقراطية الختيار ممثيل المة يف اجملالس النيابية .وتوىل الفصل 11تبيان
هذه المهية القصوى والالزتامات امللقاة عىل عاتق السلطات العمومية مس تلهام املعايري ادلولية يف تنظميها
وإاجراهئا" :الانتخاابت احلرة والزنهية والشفافة يه أساس مرشوعية المتثيل ادلميقراطي .السلطات العمومية
ملزمة ابحلياد التام إازاء املرتحشني ،وبعدم المتيزي بيهنم" .تصديقا لهذه املبادئ وتزنيال ملضموهنا ،أولك ادلس تور
للقانون سلطة حتديد "القواعد اليت تضمن الاس تفادة ،عىل حنو منصف ،من وسائل االإعالم العمومية ،واملامرسة
الاكمةل للحرايت واحلقوق الساس ية ،املرتبطة ابمحلالت الانتخابية ،وبعمليات التصويت" ،كام محل السلطات
اخملتصة بتنظمي الانتخاابت بواجب السهر عىل تطبيقها .لقد ريض املغرب ،عرب متثهل لهذه املبادئ العاملية ،بأن
يفسح الطريق واسعا أمام املراقبني ادلوليني حلضور وتتبع معليات التصويت املنظمة يف سائر أحناء اململكة
كعربون عىل احرتامه ادلقيق لزناهة وشفافية الانتخاابت وما تسفر عنه صناديق الاقرتاع من نتاجئ .ويف هذا
االإطار ،توىل القانون تبيان شوط وكيفيات املالحظة املس تقةل واحملايدة لالنتخاابت ،طبقا للمعايري املتعارف
علهيا دوليا .شهران فقط بعد اإصدار ادلس تور اجلديد ،وبغية التحضري المثل لالنتخاابت الترشيعية املقرر
اإجراؤها يوم 25نومفرب ،2011اعمتد املرشع القانون رق )96(30.11للمسامهة يف تأطري وإاجناح العملية الانتخابية،
الوىل من نوعها يف العهد ادلس توري اجلديد" :يقصد ابملالحظة املس تقةل واحملايدة لالنتخاابت يف هذا القانون
لك معلية هتدف إاىل التتبع امليداين لسري العمليات الانتخابية وجتميع معطياهتا مبوضوعية وجترد وحياد ،وتقيمي
ظروف تنظميها وإاجراهئا ومدى احرتاهما للقواعد ادلس تورية والنصوص الترشيعية والتنظميية املتعلقة ابالنتخاابت
( )96ظهري شيف رق 1.11.162صادر يف فاحت ذي القعدة 29( 1432سبمترب )2011بتنفيذ القانون رق 30.11القايض بتحديد شوط
وكيفيات املالحظة املس تقةل واحملايدة لالنتخاابت ،جريدة رمسية ،عدد 5984بتارخي 8ذو القعدة 6( 1432أكتوبر ،)2011ص.4931 .
81
واملعايري ادلولية ،من خالل اإعداد تقارير بشأهنا تتضمن مالحظات اجلهات املعدة لهذه التقارير ،وعند الاقتضاء،
توصياهتا اليت ترفعها للسلطات املعنية" (املادة الوىل).
ارتباطا مبوضوع الانتخاابت دامئا ،أقر ادلس تور للجانب مجةل من احلقوق واحلرايت ميارسوهنا عىل
قدم املساواة مع املواطنني ،فضال عن انفتاح املغرب عىل التجارب الجنبية اليت متعت هذه الفئة من اجملمتع
حبق املشاركة يف الانتخاابت احمللية" :يمتتع الجانب ابحلرايت الساس ية املعرتف هبا للمواطنات واملواطنني
املغاربة ،وفق القانون .وميكن للجانب املقميني ابملغرب املشاركة يف الانتخاابت احمللية ،مبقتىض القانون أو
تطبيقا التفاقيات دولية أو ممارسات املعامةل ابملثل" (الفصل .)30
ومن التطبيقات العملية الإعامل مقتضيات الصكوك ادلولية اخلاصة حبقوق االإنسان ،ما ذهب اإليه
املرشع ادلس توري عند تناوهل ملبدأ املساواة بني الرجل واملرأة ،حيث جعل من االتفاقيات ادلولية املصادق
علهيا مصدرا رئيس يا اإىل جانب املصادر التقليدية الخرى" :يمتتع الرجل واملرأة ،عىل قدم املساواة ،ابحلقوق
واحلرايت املدنية والس ياس ية والاقتصادية والاجامتعية والثقافية والبيئية ،الواردة يف هذا الباب من ادلس تور،
ويف مقتضياته الخرى ،وكذا يف االتفاقيات واملواثيق ادلولية ،كام صادق علهيا املغرب ،ولك ذكل يف نطاق
أحاكم ادلس تور وثوابت اململكة وقوانيهنا" (الفصل .)97( )19ومن مظاهر تشبث املغرب ابملعايري ادلولية ذات
الصةل حبقوق االإنسان ،اإحداث اجمللس الوطين حلقوق االإنسان وتلكيفه بتتبع وضعية حقوق االإنسان يف اكفة
جماالهتا وأبعادها ،فهو "مؤسسة وطنية تعددية ومس تقةل ،تتوىل النظر يف مجيع القضااي املتعلقة ابدلفاع عن
حقوق االإنسان واحلرايت وحاميهتا ،وبضامن ممارس هتا الاكمةل ،والهنوض هبا وبصيانة كرامة وحقوق وحرايت
املواطنات واملواطنني ،أفرادا وجامعات ،وذكل يف نطاق احلرص التام عىل احرتام املرجعيات الوطنية والكونية
يف هذا اجملال" (الفصل .)161بذكل يكون ادلس تور قد أعاد التأكيد عىل ما قرره املرشع يف النص املنشئ لهذا
اجمللس( .)98ويف نفس الس ياق ،مت اإنشاء مندوبية وزارية ملكفة حبقوق االإنسان ملحقة برئيس احلكومة()99
أنيط هبا "هممة اإعداد وتنفيذ الس ياسة احلكومية يف جمال ادلفاع عن حقوق االإنسان والقانون ادلويل االإنساين
وحاميهتا والهنوض هبا وذكل بتنس يق مع القطاعات الوزارية والهيئات املعنية" .ابالإضافة اإىل ذكل ،مت تلكيف
( )97وقد بلور اجمللس الاقتصادي والاجامتعي والبييئ رأاي حول مرشوع القانون رق 79.14املتعلق هبيئة املناصفة وماكحفة لك أشاكل
المتيزي ،جريدة رمسية ،عدد 6453بتارخي 25جامدى الخرة 4( 1437أبريل ،)2016ص.2946 .
( )98ظهري شيف رق 1.11.19صادر يف 25من ربيع الول ( 1432فاحت مارس )2011ابإحداث اجمللس الوطين حلقوق االإنسان ،جريدة
رمسية ،عدد 5922بتارخي 27ربيع الول 3( 1432مارس ،)2011ص .574 .مت نسخ هذا الظهري مبقتىض نص جديد :ظهري شيف رق
1.18.17صادر يف 5جامدى الخرة 22( 1439فرباير )2018بتنفيذ القانون رق 76.15املتعلق ابإعادة تنظمي اجمللس الوطين حلقوق
االإنسان ،جريدة رمسية ،عدد 6652بتارخي 12جامدى الخرة ( 1439فاحت مارس ،)2018ص.1227 .
( )99مرسوم رق 2.11.150صادر يف 7جامدى الوىل 11( 1432أبريل )2011ابإحداث مندوبية وزارية ملكفة حبقوق االإنسان وبتحديد
اختصاصاهتا وتنظ ميها ،جريدة رمسية ،عدد 5933بتارخي 7جامدى الوىل 11( 1432أبريل ،)2011ص.2143 .
82
املندوبية "ابقرتاح لك تدبري هيدف اإىل ضامن دخول االتفاقيات ادلولية حلقوق االإنسان والقانون ادلويل االإنساين
اليت يكون املغرب طرفا فهيا حزي التنفيذ" (املادة .)2
والزال املغرب وفيا ملبدأ مسو االتفاقيات ادلولية عىل القانون ادلاخيل حيث أعاد التأكيد جمددا عىل
احرتامه اللزتاماته عىل املس توى ادلويل وذكل عند اعامتده للقانون اجلديد املتعلق ابلتجارة اخلارجية( ،)100وكذا
تعديهل ملدونة التجارة البحرية حيث ينص الفصل 9عىل أنه "لقياس محوةل السفن احلامةل للعمل املغريب تطبق
القواعد املنصوص علهيا يف االتفاقيات ادلولية املعمول هبا يف هذا اجملال واملصادق علهيا من قبل اململكة املغربية
واليت مت نرشها يف اجلريدة الرمسية"(.)101
المبحث الثالث :االستثناءات الواردة على مبدأ عالمية حقوق اإلنسان
تؤش املقتضيات ادلس تورية اجلديدة يف موضوع العالقة بني القانون ادلويل والقانون الوطين عىل رغبة
املغرب الواحضة يف الانضامم اإىل حظرية ادلول اليت تعطي الولوية يف التطبيق للمصدر ادلويل عىل حساب
الترشيع ادلاخيل ،ويه وضعية غري متواترة يف كثري من ادلول لمتسكها ابملفهوم املطلق واملفرط للس يادة الوطنية.
وإاذا اكن املغرب قد قام مبجهودات جبارة خالل العقود الخرية من أجل اإدراج املعايري ادلولية يف منظومته
الترشيعية وذكل ابالإقبال املكثف عىل املصادقة يف وقت وجزي عىل نس بة هممة من الصكوك ادلولية املتعلقة
حبقوق االإنسان ،فاإن انامتءه اإىل الثقافة العربية االإسالمية حمت عليه االإبقاء عىل بعض الاس تثناءات القليةل حىت
يضمن الانسجام بني انفتاحه املتبرص عىل الرتسانة القانونية ادلولية ومتسكه ابلثوابت الساس ية واملقاصد الكربى
للترشيع االإساليم .اإن مبدأ كونية حقوق االإنسان املكرس يف نص ادلس تور قد يصطدم ببعض املقتضيات المرة
ذات املرجعية ادلينية واليت ال جتوز خمالفهتا ،وهو ما أوحضته الوثيقة ادلس تورية عندما ربطت ديباجهتا مسو
االتفاقيات ادلولية ابحرتام قوانني اململكة وهويهتا الوطنية الراخسة .بتعبري أخر ،ال تمت املصادقة عىل أي اتفاقية
دولية اإال بعد حفصها حفصا دقيقا والتأكد من انسجاهما التام مع الترشيع ادلاخيل .ولعل موضوع املساواة بني
الرجل واملرأة يف ادلس تور ويف الواقع من أكرب القضااي عرضة للجدل والنقاش بني مؤيد ومعارض ،اليشء اذلي
دفع املرشع ادلس توري إاىل حسم اخلالف ابلتنصيص عىل رضورة أن يمت ذكل ابحرتام أحاكم ادلس تور وثوابت
اململكة وقوانيهنا (الفصل .)19وحىت ال يتوسع يف تفسري هذه الثوابت ،فقد حرصها الفصل الول من ادلس تور
يف مجةل من املكوانت الساس ية والقوامس املشرتكة للك فئات اجملمتع عىل الشلك التايل" :تستند المة يف
حياهتا العامة عىل ثوابت جامعة ،تمتثل يف ادلين ا إالساليم السمح ،والوحدة الوطنية متعددة الروافد ،وامللكية
( )100ظهري شيف رق 1.16.25صادر يف 22من جامدى الوىل 2( 1437مارس )2016بتنفيذ القانون رق 91.14املتعلق ابلتجارة
اخلارجية ،جريدة رمسية ،عدد 6450بتارخي 14جامدى الخرة 24( 1437مارس ،)2016ص.2763 .
( )101ظهري شيف رق 1.16.47صادر يف 19من رجب 27( 1437أبريل )2016بتنفيذ القانون رق 46.12بتغيري وت متمي امللحق الول
من الظهري الرشيف الصادر يف 28من جامدى الخرة 31( 1337مارس )1919مبثابة مدونة التجارة البحرية ،جريدة رمسية ،عدد 6466
بتارخي 12شعبان 19( 1437ماي ،)2016ص.3838 .
83
ادلس تورية ،والاختيار ادلميقراطي".
اإن ادلارس ملضمون االتفاقيات ادلولية يلحظ يقينا اش امتلها عىل بعض املقتضيات اليت ختالف رصاحة
بعض املبادئ الكربى املنصوص علهيا يف الرشيعة االإسالمية ،كحرية التدين مبا فيه حق الشخص يف تغيري
عقيدته( ،)102واملساواة بني الرجل واملرأة يف لك يشء علام أن أمورا خاصة اس تثناها الشارع احلكمي من قاعدة
املساواة اكالإرث وغريه .ومتثل احلرية املطلقة الثغرة الكربى يف الصكوك ادلولية ملا تتيحه للرجل واملرأة من حق
المتتع ببعض احلقوق اكلزواج املثيل أو اخملتلط املؤسس عىل تباين الانامتء ادليين ،وكذا احلرية اجلنس ية واالإهجاض
والتبين( .)103ابلنظر ملثل هذه القضااي احلساسة وغريها واليت قد ختالف الفطرة البرشية كام قد متثل اعتداء
صارخا عىل حقوق الغري ،ارتأى املرشع ادلس توري املغريب ربط الزتامه مببدأ عاملية حقوق االإنسان ابلتقيد التام
والصارم ابملقتضيات التوقيفية والحاكم القطعية الثابتة يف االإسالم(.)104
ال جنانب الصواب اإذا أكدان بأن مضامني املعاهدات ادلولية اخلاصة حبقوق االإنسان تنسجم يف غالبيهتا
العظمى مع املبادئ السمحة اليت ينص علهيا الرشع االإساليم ،وجزء كبري من القانون املغريب يس تلهم هذه
املبادئ ،عىل أساس أن الغاية من هذه النصوص هو صيانة حقوق الفراد وحرايهتم الساس ية والهنوض هبا.
فالترشيعان معا هيدفان اإىل بلوغ هذه املقاصد النبيةل .ومن هذا اجلانب ،بذل املغرب هجودا حثيثة للتوفيق بني
( )102لقد س بق للمحمكة الابتدائية ابدلار البيضاء أن حمكت عىل أحد املواطنني املغاربة اذلي اعتنق املس يحية بثالث س نوات حبسا
وغرامة انفذة قدرها 500درمه ،غري أن حممكة الاس تئناف ألغت احلمك الابتدايئ مستندة اإىل احليثيات التالية" :وحيث اإن الظنني يف
اعتناقه لدلاينة املس يحية وممارس ته لطقوسها مل يثبت عليه ما يفيد أنه قام بتعطيل عبادة من العبادات أو تسبب يف اإحداث اضطراب من
شأنه االإخالل بوقارها ،أو اس تعمل وسائل ل إالغراء لزعزعة عقيدة مسمل وحتويهل اإىل داينة أخرى ،اليشء اذلي تكون معه مقتضيات
الفصلني 220و 221من ق .ج .غري منطبقة عىل هذه النازةل .وحيث اإن الظنني قد أكد يف مجيع مراحل حمامكته كونه اعتنق ادلاينة
املس يحية وهدفه من ذكل هو حصوهل عىل معل ،اليشء اذلي يدعو اإىل الشك يف مدى حصة اعتناقه لدلاينة املذكورة عن عقيدة وإاميان
خاصة وأنه رصح أمام هيئة احملمكة بأنه مسمل ونطق ابلشهادتني .وحيث همام اكن المر فاإن حرية االإنسان يف دينه وحقه يف اإقامة شعائره،
هو مبدأ قرره االإسالم ووضع هل من الترشيعات ما يضمن رسوخه وسالمته ،وقد أقره كذكل االإعالن العاملي حلقوق االإنسان وكذا املواثيق
ادلولية ،اليت نصت مجيعها عىل أن لك اإنسان حر يف اعتناق أي دين وممارسة طقوسه .وحيث اإن املغرب فضال عام تتوفر عليه ترشيعاته
من ضامانت وتكفهل من حقوق للفراد ،فاإنه أكد يف ديباجة دس توره عىل الزتامه ابحرتام حقوق االإنسان كام هو متعارف علهيا عامليا.
وحيث تبعا ملا ذكر يكون احلمك الابتدايئ قد جانب الصواب فامي قىض به من اإدانة الظنني من أجل الفعال املنسوبة اإليه ،ويتعني اإلغاؤه
والترصحي واحلمك برباءته" ،م .الاس تئناف ،ادلار البيضاء ،قرار بتارخي 14ديسمرب ،1993الوكيل العام للمكل ضد زمامدة املصطفى ،جمةل
احملامك املغربية ،عدد ،98ص.189 .
( )103اعتربت أعىل هيئة قضائية ابملغرب أن التبين يعترب ابطال وال ينتج عنه أي أثر من أاثر البنوة الرشعية طبقا للامدة 149من مدونة
الرسة :م .النقض ،غ .الحوال الشخصية واملرياث ،قرار عدد 2/134بتارخي 24مارس ،2015الطالبان ضد الوكيل العام للمكل دلى
حممكة النقض ،جمةل املرافعة ،عدد ،23ديسمرب ،2015ص.107 .
( )104لقد س بق للمكل أن عني جلنة استشارية عهد اإلهيا ابإدخال التعديالت الساس ية والرضورية عىل مدونة الحوال الشخصية بغية
اإنصاف املرأة وصون كرامهتا .وخالل افتتاح الس نة الترشيعية يوم 10أكتوبر ،2003أعلن املكل أمام نواب المة عن أمه االإصالحات اليت
أدخلت عىل املدونة مع تسجيل موقف مبديئ مفاده احرتام رئيس ادلوةل ملضمون الترشيع االإساليم يف املوضوع" :ال ميكنين بصفيت أمريا
للمؤمنني ،أن أحل ما حرم هللا وأحرم ما أحهل" .انبعاث أمة ،اجلزء ،48القسم الثاين ،2003 ،املطبعة امللكية ،الرابط ،2003 ،ص.
.246
84
املصدرين يف موضوع حساس هو قضية املرأة ،حيث س بق هل أن أبدى بعض التحفظات عىل اتفاقية القضاء
عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة ،القت معارضة شديدة وانتقادا الذعا من طرف بعض مجعيات اجملمتع املدين
لهنا اعتربهتا اإفراغا صارخا لالتفاقية من حمتواها( .)105وبفضل االإصالحات اليت خضع لها الترشيع ادلاخيل،
تراجع املغرب عن بعض التحفظات اليت أصبحت غري ذي موضوع وهو ما أعلنه املكل محمد السادس يوم 10
ديسمرب 2008كام مر معنا ليحقق املغرب بذكل مكس با جديدا يف جمال تدعمي وضعية املرأة( .)106وإاذا اكن
هذا القرار التارخيي خلف ارتياحا كبريا يف الوساط احلقوقية ،حيث أشادت به خمتلف منظامت حقوق االإنسان
وطنيا ودوليا ،فاإنه يف نفس الوقت اكن حمل حتفظ بعض اجلهات ،اليشء اذلي اضطر معه اجمللس العلمي
العىل ،أعىل هجة دينية ابلبدل ،اإىل اإصدار بيان يف املوضوع بتارخي 17ديسمرب )107(2008درء للك تأويل
خاطئ ومنعا للك مزايدة مغرضة.
خالصة القول ،اإن اخنراط املغرب يف التوجه العاملي حلقوق االإنسان ،رمغ بعض الاس تثناءات الطفيفة
املسجةل هنا وهناك ،والاس تثناء يؤكد القاعدة ،س تكون هل ال حماةل أاثر اإجيابية حيث سينعكس ذكل جليا
عىل الترشيع ادلاخيل ،بدء ابدلس تور ،وسيس تحرض املرشع لك مرة الزتاماته ادلولية فيعمل عىل مالءمة الرتسانة
الوطنية مع مقتضيات االتفاقيات ادلولية اخلاصة حبقوق االإنسان.
( )105محيد اربيعي" ،حامية حقوق املرأة ابملغرب بني مقتضيات االتفاقيات ادلولية والقانون الوطين" ،مداخةل مقدمة اإىل املؤمتر الس نوي
اخلامس للكية احلقوق جبامعة أس يوط – مجهورية مرص العربية حتت عنوان :القانون والرسة 16-15 ،أبريل ،2009اجملةل املغربية ل إالدارة
احمللية والت منية ،عدد ،93يوليو-غشت ،2010ص.78-29 .
( )106عرفت وضعية املرأة خالل الس نوات القليةل املاضية حتس نا ملحوظا وما زال املرشع يضاعف من جمهوداته للهنوض حبقوقها ،واكن
من أخر تدخالته حذف الفقرة الثانية من الفصل 475من القانون اجلنايئ اليت اكنت جتزي للمغتصب أن يزتوج من حضيته تفاداي للك
متابعة قضائية .)...(" :ومع ذكل؛ فاإن القارصة اليت اختطفت أو غرر هبا ،اإذا اكنت ابلغة وتزوجت من اختطفها أو غرر هبا فاإنه ال ميكن
متابعته اإال بناء عىل شكوى من خشص هل احلق يف طلب اإبطال الزواج ،وال جيوز احلمك مبؤاخذته اإال بعد صدور حمك هبذا البطالن فعال".
ظهري شيف رق 1.14.06صادر يف 20من ربيع الخر 20( 1435فرباير )2014بتنفيذ القانون رق 15.14القايض بتغيري وت متمي الفصل
475من مجموعة القانون اجلنايئ املصادق علهيا مبقتىض الظهري الرشيف رق 1.59.413الصادر يف 28من جامدى الخرة 26( 1382نومفرب
،)1962جريدة رمسية ،عدد 6238بتارخي 11جامدى الوىل 13( 1435مارس ،)2014ص.3138 .
( )107س بقت االإشارة اإليه يف معرض حديثنا عن حسب املغرب لبعض التحفظات الواردة عىل بعض مقتضيات اتفاقية الس يداو.
85
أ
المحور الخامس :تطبيق التفاقيات الدولية امام القضاء الوطني
أثري تطبيق االتفاقية ادلولية حلقوق االإنسان أمام احملامك املغربية منذ زمن طويل ،ومشل جماالت متعددة
ترتبط يف مجملها ابحلقوق واحلرايت الساس ية للمواطنني اكلتنقل ،والتعلمي ،والصحافة ،والصحة وا إالرضاب
وغريها .وبتحليلنا لالجهتاد القضايئ الصادر يف املوضوع ،خنلص اإىل فكرة أساس ية مؤداها أن اس تحضار
املعاهدة ادلولية يف ادلعوى القضائية يمت اإما من طرف أحد اخلصوم أو تلقائيا من قبل احملمكة ،كام نصادف
بعض الحاكم القضائية اليت ال تشري برصحي العبارة اإىل معاهدات حقوق االإنسان وإامنا تس تعمل صيغا تدل
عىل نفس املعىن( .)108ويف ما ييل بعض التطبيقات القضائية يف املوضوع ،نتناول فهيا تباعا اجليل الول (املبحث
الول) ،واجليل الثاين حلقوق االإنسان (املبحث الثاين) ،لنخمت بقضااي الرسة (املبحث الثالث).
المبحث األول :الجيل األول لحقوق اإلنسان
عرضت عىل القضاء الوطين عدة نوازل أثري خبصوصها تطبيق اتفاقيات دولية مرتبطة حبقوق االإنسان
مهت قرينة الرباءة واحلق يف السالمة اجلسدية (املطلب الول)؛ اللجوء اإىل االإكراه البدين يف ادليون التعاقدية
(املطلب الثاين)؛ حرية التنقل (املطلب الثالث)؛ حرية الصحافة (املطلب الرابع)؛ وحرية تأسيس الحزاب
الس ياس ية يف ارتباطها ابالنتخاابت (املطلب اخلامس).
( )108م .العىل ،قرار رق 1300بتارخي 20يوليو 1983عن غرفتني جممتعتني ،الرشكة الوطنية للنقل ،اخلطوط امللكية املغربية ضد بطسطا
هلينا ،اجملةل العربية للفقه والقضاء ،عدد ،8أكتوبر ،1988ص433 .؛ م .العىل ،غ .مدنية ،غ .جتارية ،قرار عدد 988بتارخي 3أكتوبر
،2007ورثة املرحوم مصطفى كوار؛ م .العىل ،غ .الحوال الشخصية ،غ .مدنية ،قرار عدد 209بتارخي 6مايو ،2009ملياء االإدرييس
القيطوين ضد نبيل خلصايص ،أوردهام اإدريس بلمحجوب ،قرارات اجمللس العىل بغرفتني أو جبميع الغرف ،ج ،6مطبعة المنية،
الرابط ،الطبعة الوىل ،2009 ،ص 27 .و297؛ م .الاس تئناف ،أاكدير ،أمر عدد 376بتارخي 23فرباير ،2011جاين فيس تفال ضد
جملس هيئة احملامني بأاكدير ،جمةل يف رحاب احملامك ،عدد ،9ديسمرب ،2010ص182 .؛ م .اإد ،الرابط ،حمك عدد 2532بتارخي 21يونيو
،2012الطاعن ضد املكتب الوطين للسكك احلديدية ،حمك منشور يف محمد الهيين ،املرتكزات ادلس تورية الناظمة للعمل القضايئ للمحمكة
االإدارية ابلرابط وفقا الجهتادات حممكة النقض ،القضاء الشامل ،مطبعة املعارف اجلديدة ،الرابط ،الطبعة الوىل ،2014 ،ص.168 .
86
الاس تئناف مقرر الرفض ابملتابعة اجلنحية يف حق الطالب ،نظرا الفتقاده لواجب الاس تقامة وحسن السلوك
والسرية امحليدة .هنا كذكل ،اعترب الطالب أن القضية ال زالت راجئة أمام حممكة الاس تئناف بتطوان ،وبناء
عليه ،يكون القرار الطعون فيه ابلنقض قد خرق الفصل الول من قانون املسطرة اجلنائية اذلي كرس مبدأ
الرباءة ،وهو مبدأ نص عليه ادلس تور واملواثيق ادلولية اخلاصة حبقوق االإنسان .اس تجاب اجمللس العىل لطلب
النقض معمتدا عىل املادة 5من الظهري املنظم ملهنة احملاماة ( 10سبمترب )1993اليت تشرتط يف املرحش لهذه املهنة
أن ال يكون حمكوما عليه بعقوبة قضائية أو تأديبية أو اإدارية بسبب ارتاكبه أفعاال منافية للرشف واملروءة أو
حسن السلوك .وبذكل يكون اعامتد حممكة الاس تئناف عىل جمرد حمرض الضابطة القضائية ومتابعة الطاعن من
طرف النيابة العامة حكام سابقا لوانه ،وابلتايل فيه خرق ملقتضيات املادة .)109(5وعىل النقيض من هذا
التوجه ،ذهبت حممكة الاس تئناف ابلرابط يف قضية أنصار املهدي اإىل اعتبار رسية التحقيق جزءا من الرس
املهين ،وهو ما يقتيض من احملايم الالزتام ابحملافظة عليه ،يف لك ما مسعه أو قرأه أو شاهده أو عاينه خالل
مزاولته ملهنته ،بغض النظر عام اإذا اكن اإفشاؤه مرضا ابلزبون أم ال .وحاول حمامو ادلفاع اإقناع احملمكة بأن ما
قام به الطاعن املتابع "يقتضيه مضري احملايم وواجباته املس متدة من قانون املهنة وتقاليدها ،وأن فضح الاختطافات
والتعذيب والزتوير وجتاوزات الرشطة ال ميكن اعتباره مسا مبقتضيات املادة 12من قانون املهنة وابلقوانني
املغربية ،وعىل رأسها ادلس تور ،وابملواثيق ادلولية حلقوق االإنسان ،بل ،عىل العكس من ذكل ،ممتش يا معها
ومعززا وحاميا لها" .وعىل الرمغ من بيان احلقيقة اذلي نرشه احملايم املتابع ،فاإن غرفة املشورة رصحت مبؤاخذة
الطاعن وارتأت توجيه هل عقوبة مناس بة تمتثل يف التوبيخ بعدما ألغت مقرر جملس هيئة احملامني ابلرابط(.)110
وغالبا ما يس تحرض الشخاص املتابعون أمام القضاء الزجري املقتضيات االتفاقية الناصة عىل قرينة
الرباءة (املادة 11من االإعالن العاملي حلقوق االإنسان ،واملادة 14من العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية
والس ياس ية) ،كام يثريون ديباجة دس تور 1996اليت نصت برصحي العبارة عىل أن اململكة املغربية تتعهد ابلزتام
ما تقتضيه املواثيق ادلولية من مبادئ وحقوق وواجبات وتؤكد تشبهثا حبقوق االإنسان كام يه متعارف علهيا
دوليا(.)111
وقريبا من مبدأ قرينة الرباءة ،كرس القضاء االإداري مبدأ أخر ال يقل عنه أمهية ،يتعلق بتأمني حقوق
ادلفاع( )112للشخص املتابع تأديبيا" :وحيث اإن املوقف املتخذ من طرف الهيئة التأديبية خالل انعقاد جملسها
( )109م .العىل ،غ .مدنية ،قرار عدد 424بتارخي 8فرباير ،2006عز العرب امنيول ضد جملس هيئة احملامني بطنجة ،جمةل قضاء اجمللس
العىل ،عدد ،2006 ،66ص.105 .
( )110م .الاس تئناف ،الرابط ،قرار عدد 33بتارخي 24يوليو ،2008الوكيل العام للمكل مبحمكة الاس تئناف ابلرابط ضد جملس هيئة
احملامني ابلرابط ومن معه ،جمةل االإشعاع ،عدد ،36ديسمرب ،2009ص.257 .
( )111م .العىل ،غ .جنائية ،قرار عدد 1/112بتارخي 24يناير ،2007م .ح .ك .ضد النيابة العامة ،جمةل الشارة ،عدد ،2يوليو ،2008
ص.131 .
( )112لقد أس بغ اجمللس ادلس توري عىل مبدأ حقوق ادلفاع قمية قانونية كبرية ،جاء ذكل دلى بته يف مطابقة القانون رق 129.01القايض
87
يشلك خرقا حلقوق ادلفاع اليت تعترب من أمه الضامانت الساس ية اخملوةل للمتابع تأديبيا واليت حرصت عىل
ضامهنا اكفة املواثيق والقوانني ادلولية واليت أشارت لرضورة متكني املتابع من ادلفاع عن نفسه ومنحه أجال
لالطالع عىل املستندات وملف التحقيق"( .)113وبتت احملمكة االإدارية ابلرابط يف دعوى المتس فهيا الطاعن
اإلغاء القرار االإداري الصادر عن الرئيس الول حملمكة الاس تئناف ابلرابط والقايض برفض الرتخيص ابملرافعة:
"وحيث اإن ضامن حقوق ادلفاع وفق السس ادلولية (املادة 11من االإعالن العاملي حلقوق االإنسان واملادة 14
من العهد ادلويل للحقوق املدنية والس ياس ية) ،والوطنية ادلس تورية الناظمة هل يقتيض قراءة الفصول 23و120
و 121من ادلس تور برتابط متني بيهنا ،لن قواعد التفسري تقيض بتفسري النصوص بعضها ببعض ابس تحضار
املرجعية ادلولية طبقا ملا جاء يف تصدير ادلس تور املعترب جزء ال يتجزأ منه هل نفس احلجية والقوة القانونية،
لكون أن هذا احلق ال يعين مباشة الشخص بنفسه حق ادلفاع عن نفسه ،وإامنا يعين حق ادلفاع وفق
االإجراءات املنظمة قانوان ،الس امي وأن املرشع ادلس توري نص عىل جمانية التقايض واملساعدة القانونية ،يف
احلاالت املنصوص علهيا قانوان ملن ال يتوفر عىل موارد اكفية للتقايض ،بغية كفاةل جدية احلق يف ادلفاع وفاعليته
ابعتباره من مقومات احملامكة العادةل ،مما اكن يس تلزم من الطاعن تنصيب حمام لدلفاع عنه يف القضااي اليت
اس توجب املرشع اإجبارية احملايم فهيا (اكلقضااي االإدارية طبقا للامدة 3من القانون رق 41.90احملدثة مبوجبه حمامك
اإدارية ،وما تعلق ابلقضااي موضوع املادة 32من القانون املنظم ملهنة احملاماة) مادام مل يسكل مسطرة املساعدة
القضائية"(.)114
بتغيري املادة 139من القانون رق 22.01املتعلق ابملسطرة اجلنائية لدلس تور بقوهل" :وحيث اإن حق ادلفاع ،املضمون أمام مجيع احملامك
مبوجب الفصل 120من ادلس تور ،يعد احلق السايس اذلي من خالهل متارس احلقوق الخرى املتصةل ابحملامكة العادةل ،وهو حق ينشأ
للمهتم منذ توجيه الهتمة اإليه اإىل حني صدور احلمك الهنايئ يف حقه؛ وحيث اإن حق ادلفاع ينطوي عىل حقوق أخرى تتفرع عنه ،من مضهنا
حق الاطالع واحلصول عىل الواثئق املدرجة يف ملف االهتام املتوفرة دلى النيابة العامة ،مراعاة ملبدأ التاكفؤ بني سلطيت االهتام وادلفاع؛
( )...فاإن املرشع ،املقيد دامئا برضورة احرتام املبادئ الرامية اإىل صيانة احلرايت واحلقوق الساس ية املكفوةل للجميع ،ومن مضهنا حق
التقايض املضمون للك خشص لدلفاع عن حقوقه وعن مصاحله اليت حيمهيا القانون وحق ادلفاع املنصوص علهيام عىل التوايل يف الفصلني
118و 120من ادلس تور ،يتعني عليه اإحاطة الاس تثناء املشار اإليه أعاله بأكرب قدر من الضامانت ،الس امي ما يتعلق مهنا بأجل تسلمي
ملف القضية اكمال اإىل حمايم املهتم وحمايم الطرف املدين ،ويه ضامانت من شأهنا حتقيق التوازن بني مس تلزمات حسن سري التحقيق يف
اجلرامئ املذكورة ومتطلبات حقوق ادلفاع؛ ( )...وحيث اإنه ،لنئ اكنت مقتضيات القانون رق 129.01القايض بتغيري املادة 139من قانون
املسطرة اجلنائية أتت بضامانت من شأهنا االإسهام يف صيانة حقوق ادلفاع يف مرحةل التحقيق ،فاإن امتداد مفعول المر بعدم تسلمي حمرض
الرشطة القضائية وابيق واثئق امللف ،لكيا أو جزئيا ،اإىل حمايم املهتم وحمايم الطرف املدين ،وعدم انهتائه اإال عرشة أايم قبل بدء الاستنطاق
التفصييل ،من شأنه أن خيل مببدأ التوازن بني حسن سري التحقيق وحسن ممارسة حقوق ادلفاع ،اذلي يعد من ضامانت احملامكة العادةل،
مما جيعل القانون رق 129.01املذكور ،من هذه الوهجة ،غري مطابق لدلس تور" .م .ادلس توري ،قرار رق 921.13م .د صادر يف 5شوال
13( 1434أغسطس ،)2013جريدة رمسية ،عدد 6185بتارخي 2ذي القعدة 9( 1434سبمترب ،)2013ص.6027 .
( )113م .اإد ،ادلار البيضاء ،حمك عدد 301بتارخي 18فرباير ،2008معر بن الفتح ضد الواكةل املس تقةل للتثليج ،اجملةل املغربية ل إالدارة
احمللية والت منية ،عدد ،85-84يناير – أبريل ،2009 ،ص.228 .
( )114م .اإد ،الرابط ،ملف عدد 5/392/2012بتارخي 13ديسمرب ،2012قامس الرايين ضد الرئيس الول حملمكة الاس تئناف ابلرابط،
اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية ،عدد ،111يوليو -غشت ،2013ص218 .؛ منشور كذكل ابجملةل املغربية لدلراسات القانونية
والقضائية ،عدد ،9ديسمرب ،2012ص.416 .
88
ومن التطبيقات القضائية ملبدأ حقوق ادلفاع ،ما ذهبت اإليه احملمكة االإدارية ابلرابط عندما اعتربت
أن عدم مباشة املديرية العامة للرضائب ،ابعتبارها اإدارة معومية يفرتض فهيا اليرس والنجاعة واحلاكمة اجليدة
يف تدبري املنازعة القضائية االإدارية ،الإجراءات تبليغ املدعى علهيا بواسطة مفوض قضايئ رمغ إاشعارها بذكل
بعد تعذر اإجراءات التبليغ ابلطريق العادي لعدة جلسات ،وابلنظر لقصور وسائل احملمكة يف التبليغ أمام هيئة
املفوضني القضائيني كهيئة تمتتع ابختصاص أصيل يف هذا اجملال ،جعل من املتعذر السري يف اإجراءات ادلعوى
والتحقيق فهيا لتخلف شوط احملامكة العادةل واليت عىل رأسها اإبالغ املدعى عليه بفصول ادلعوى كفاةل حلقوق
ادلفاع ادلس تورية (الفصل 120من ادلس تور) واليت أرس هتا جل املواثيق ادلولية ذات الصةل حبقوق االإنسان
(املاداتن 10و 11من االإعالن العاملي حلقوق االإنسان ،واملاداتن 9و 14من العهد ادلويل للحقوق املدنية
والس ياس ية) ،واذلي يعد من مصمي مسؤولية احملمكة التحقق والتثبت من احرتاهما ،وأمر الطراف ابلسهر عىل
االإجراءات املوصةل لها حتقيقا ملبدأ احملامكة يف أجل معقول ،اليشء اذلي يتعني معه بتخلف املدعية عن حتقيق
ذكل ،ابلرمغ من أن ادلعوى مكل للخصوم ال للمحمكة ،الترصحي بعدم قبول طلب اإلغاء مقرر اللجنة الوطنية
للنظر يف الطعون الرضيبية(.)115
وعرضت عىل احملمكة االإدارية بفاس قضية يف غاية المهية متس احلق يف السالمة اجلسدية .تتلخص
وقائع النازةل يف كون أحد الطلبة العاطلني عن العمل وهو عضو إابحدى امجلعيات املدافعة عن هذه الرشحية
من اجملمتع ،شارك يف الس بوع الثقايف والنضايل اذلي نظمته اإحدى النقاابت ،فتعرض عىل اإثرها للرضب عىل
يد رجال المن ،فرفع دعوى لتقرير مسؤولية مرفق المن عن الخطاء املصلحية ملوظفيه .استند دفاع الطاعن
اإىل مجموعة من النصوص اليت حترم حترميا قاطعا الاعتداء عىل الفراد .فباالإضافة اإىل ديباجة ادلس تور واملادتني
9و 10منه ،ارتكز حماميا املدعي عىل االإعالن العاملي حلقوق االإنسان (املاداتن 3و ،)5والعهد ادلويل اخلاص
ابحلقوق املدنية والس ياس ية (املادة ،)7واتفاقية مناهضة التعذيب (املادة ،16فقرة ،)1كام اس تحرضا التقرير
احلكويم الثالث املقدم اإىل اللجنة املعنية حبقوق االإنسان ،واذلي مبقتضاه يعرتف املغرب أن املواثيق ادلولية
جزء ال يتجزأ من القانون ادلاخيل وأنه يف حاةل وقوع أي انهتاك لحاكهما ،جيوز للمواطنني والجانب عىل حد
سواء طلب الانتصاف أمام اجلهات القضائية اخملتصة .اس تجابت احملمكة للطلب ،وأمام عدم توفرها عىل
العنارص الرضورية الكفيةل بتحديد نوع وجحم الرضر الالحق ابملدعي من جراء حادث الرضب ،قررت اللجوء
اإىل اخلربة الطبية( .)116بتت احملمكة يف الشق الول اخلاص ابملسؤولية وقضت بثبوهتا يف حق مرفق المن:
"وحيث اإن العمل اذلي أقدم عليه رجل المن املذكور قد أحلق ابملدعي أرضارا يف غياب اختاذ احتياطات
( )115م .اإد ،الرابط ،حمك عدد 2226بتارخي 13يونيو ،2013املديرية العامة للرضائب ضد جعفر بلحاج ،اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية
والت منية ،عدد ،111يوليو -غشت ،2013ص268 .؛ م .الابتدائية ،القنيطرة ،حمك بتارخي 27أبريل ،2015م .ع ضد رش يد نيين
وبوهمدي اجلواهري ،جمةل العلوم القانونية والقضائية ،عدد ،2015 ،2ص.358 .
( )116م .اإد ،فاس ،حمك عدد 347بتارخي 12نومفرب ،2002حسن االإدرييس بن أمحد ضد ادلوةل املغربية ،جمةل املعيار ،عدد ،29أبريل
،2003ص.283 .
89
79 وقائية طبقا للضوابط املعمول هبا ،يف هذا الشأن ويشلك ابلتايل خطأ مصلحيا ابملعىن املتقدم يف الفصل
املومأ اإليه أعاله والصادر مبناس بة أداء هممته يف احملافظة عىل المن ،فاإنه يتعني حتميل ادلوةل املغربية يف خشص
الس يد الوزير الول املسؤولية االإدارية عن الرضار الناجتة عن اخلطأ املرفقي" .أما فامي خيص التعويض ،فاإنه
أمام ختلف الطاعن عن اإيداع أتعاب اخلربة املأمور هبا داخل الجل احملدد هل ،فاإن احملمكة ،ومعال ابلفصل 56
من قانون املسطرة املدنية ،رصفت النظر عن هذا االإجراء المتهيدي وفصلت يف ادلعوى عىل حالهتا ،حفمكت
بعدم قبول الطلب( .)117وبصفة عامة ،ميكن التأكيد عىل أن مصادقة املغرب عىل املعاهدات ادلولية اخلاصة
حبقوق االإنسان فتح اجملال واسعا أمام املتقاضني لالحتجاج بنص اتفاقية 10ديسمرب 1984اخلاصة مبناهضة
التعذيب أمام القضاء(.)118
وملواهجة حرب الطرقات اليت حتصد أآالف الرواح س نواي ،أصدرت وزارة العدل ووزارة ادلاخلية
ووزارة التجهزي والنقل دورية مشرتكة تتضمن تدابري وقائية هتدف اإىل احلد من ظاهرة حوادث السري ،واعتربت
احملمكة االإدارية بوجدة أن خمالفة الرشكة الطاعنة لحد مقتضياهتا بعدم توفري سائقني للحافةل اليت تتجاوز املسافة
اليت تقطعها ( 500لكم) جيعل قرار حسب واثئق هذه املركبة مرشوعا ويبقى الطعن املقدم بشأنه حليف الرفض.
وعللت احملمكة قضاءها بكون ادلورية هتدف يف الساس "اإىل حامية احلق يف احلياة والسالمة البدنية ابعتبارهام
من احلقوق الساس ية املنصوص علهيا يف القواعد واملبادئ العامة املذكورة ،ويف مجيع املواثيق والعهود
ادلولية"(.)119
ومن أخر القرارات الصادرة عن حممكة النقض ،قضية تتعلق ابعتداء جسدي عىل طفةل يف مدرسة
خصوصية من طرف أس تاذهتا ،حيث اختذت املؤسسة املشغةل قرار الطرد يف حقها الإتياهنا فعال شنيعا اعتربته
خطأ جس امي .يف املرحةل الابتدائية قضت حممكة ادلرجة الوىل بأداء املدعى علهيا للمدعية التعويضات املطالب
هبا ،غري أن حممكة الاس تئناف ألغت احلمك وقضت برفض الطلب .انصبت املناقشة القانونية أمام حممكة النقض
حول مسطرة الفصل التأدييب كام هو منصوص علهيا يف املادة 62من مدونة الشغل( ،)120حيث متسكت طالبة
( )117م .اإد ،فاس ،حمك عدد 97بتارخي 25فرباير ،2003حسن االإدرييس بن أمحد ضد ادلوةل املغربية ،جمةل املعيار ،عدد ،38ديسمرب
،2007ص.203 .
( )118م .العىل ،غ .جنائية ،قرار رق 9/201بتارخي 22يناير ،2003جمةل الودادية احلسنية للقضاة ،عدد ،1أبريل ،2009ص.295 .
يف أحد أحاكهما ،قالت احملمكة االإدارية ابلرابط" :وحيث اإن االتفاقيات ادلولية املصادق علهيا من طرف اململكة أوجبت عىل السلطة
القضائية صيانة مبادئ احملامكة العادةل وصوهنا وعىل رأسها احرتام كرامة املتابعني والابتعاد عن مظاهر املعامةل الالاإنسانية أو املهينة (املادة
7من االإعالن العاملي حلقوق االإنسان ،املاداتن 7و 14من اتفاقية احلقوق املدنية والس ياس ية ،املاداتن 1و 16من اتفاقية مناهضة التعذيب
وخمتلف رضوب املعامةل أو العقوبة القاس ية أو الالاإنسانية أو املهينة)" ،م .اإد ،الرابط ،حمك عدد 2796بتارخي 25يوليو ،2013س بق
ذكره ،ص.780 .
( )119م .اإد ،وجدة ،حمك عدد 29بتارخي 13مارس ،2007الطاعنة الرشكة ضد املندوب اجلهوي للنقل والتجهزي ،جمةل احلقوق ،عدد
،2012 ،13ص.168 .
( )120تنص املادة 62عىل ما ييل" :جيب ،قبل فصل الجري ،أن تتاح هل فرصة ادلفاع عن نفسه ابالس امتع اإليه من طرف املشغل أو من
ينوب عنه حبضور مندوب الجراء أو املمثل النقايب ابملقاوةل اذلي خيتاره الجري بنفسه ،وذكل داخل أجل ال يتعدى مثانية أايم ابتداء من
90
النقض ابإلزامية التقيد هبذه املسطرة اليت جاءت بصيغة الوجوب وهو ما أخلت به مشغلهتا حسب ادعاهئا .يف
املقابل ،اعتربت هذه الخرية أن المر يتعلق مبغادرة تلقائية للعمل ما دامت الجرية مل تس تجب الس تدعاء
حضور اجللسة التأديبية .كونت حممكة النقض قناعهتا استنادا اإىل الواثئق واملستندات اليت مت االإدالء هبا
ومناقش هتا أمام حممكة املوضوع متوصةل اإىل أن طالبة النقض ثبت اعتداؤها عىل التلميذة مكيفة فعلها عىل أنه
خطأ جس مي يس توجب اختاذ عقوبة تأديبية يف حقها ،لن فيه خرقا صارخا لبنود اتفاقية حقوق الطفل اليت
صادق علهيا املغرب وانهتأاك لحد احلقوق الساس ية اذلي تضمنهتا(.)121
المطلب الثاني :اإلكراه البدني في الديون التعاقدية
يعترب موضوع االإكراه البدين من القضااي اليت أسالت كثريا من املداد فقها وقضاء وترشيعا ،ذكل أنه مع
منتصف الامثنينيات من القرن املايض طرح عىل القضاء جبميع درجاته وختصصاته سؤال يف غاية المهية يتعلق
مبدى تطابق الترشيع املغريب مع مقتضيات املادة 11من العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية يف
شأن ادليون التعاقدية .ابلرجوع اإىل ظهري 20فرباير ،)122(1961جنده ينص يف فصهل الثاين عىل جواز اللجوء
اإىل اس تعامل مسطرة االإكراه البدين وحييل عىل فصول قانون املسطرة اجلنائية (من 673اإىل )687الصادر يف
10فرباير .1959أما مقتضيات املادة 11من العهد ادلويل ،فاإهنا متنع مثل هذا االإجراء .أمام الغموض ادلس توري
خبصوص حتديد العالقة ما بني القانون الوطين واملعاهدات ادلولية كام س بق لنا تفصيهل ،فاإن القضاء ارتبك يف
ابدئ المر كام يظهر ذكل من خالل الاجهتاد القضايئ ،حيث انقسم اإىل ثالث اجتاهات متناقضة :الاجتاه
الول يبعد تطبيق االتفاقية ادلولية عىل اعتبار أن مصادقة املغرب علهيا ال ينقص يف يشء من مسو الترشيع
ميكن للمعاهدة عىل حساب القانون الوطين بدعوى أهنا أصبحت جزء من ادلاخيل()123؛ أما الاجتاه الثاين ف ِّ
الترشيع الوطين ويه أعىل وأمسى منه()124؛ وأخريا الاجتاه الثالث اذلي يقوم بتطبيق االتفاقية لكن مع بعض
التارخي اذلي تبني فيه ارتاكب الفعل املنسوب اإليه .حيرر حمرض يف املوضوع من قبل اإدارة املقاوةل ،يوقعه الطرفان ،وتسمل نسخة منه اإىل
الجري .اإذا رفض أحد الطرفني اإجراء أو اإمتام املسطرة ،يمت اللجوء اإىل مفتش الشغل".
( )121م .النقض ،غ .اجامتعية ،قرار عدد 940بتارخي 27يونيو ،2013نرشة قرارات حممكة النقض ،الغرفة الاجامتعية ،عدد ،13السلسةل
،2014 ،3ص ،66 .منشور كذكل مبجةل احلقوق ،عدد ،2015 ،18ص.237 .
( )122ظهري 1.60.305بتارخي 4رمضان 20( 1380فرباير )1961بشأن اس تعامل االإكراه البدين يف القضااي املدنية ،جريدة رمسية ،عدد
2523بتارخي 15رمضان 3( 1380مارس ،)1961ص.581 .
( )123م .العىل ،غ .مدنية ،قرار عدد 3585بتارخي 10يونيو ،1997رضوان بوحساين ضد الس يدة كرير ،جمةل قضاء اجمللس العىل،
عدد ،54-53يوليو ،1999ص32 .؛ أنظر تعليقنا عىل هذا القرار واملنشور ابجملةل املغربية لدلراسات ادلولية ،عدد ،5يونيو ،2000ص.
47-43؛ م .الابتدائية ،الرابط ،حمك عدد 2394بتارخي 24نومفرب ،1986عبد هللا عال ضد أمحد بالط ،جمةل رساةل احملاماة ،عدد ،4
أبريل ،1987ص101 .؛ م .اإد .أاكدير ،أمر اس تعجايل عدد 2000 – 76بتارخي 29غشت ،2000حامد الفضايل ضد وزير العدل،
اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية ،عدد ،37مارس -أبريل ،2001ص177 .؛ م أعىل ،غ .جنائية ،قرار عدد 8/1006بتارخي 28مايو
،2009جمةل القضاء اجلنايئ ،عدد ،2015 ،1ص189 .؛ م .أعىل ،غ .مدنية ،قرار عدد 342بتارخي 30يناير ،2003جمةل القضاء املدين،
عدد ،2013 ،8ص.286 .
( )124م .الابتدائية ،الرابط ،حمك عدد 381بتارخي 12أبريل ،1990البنك التجاري املغريب ضد الطيب واعروس ،جمةل االإشعاع ،عدد
،4ديسمرب ،1990ص198.؛ م .الابتدائية ،الرابط ،ملف مدين جتاري رق 90/8بتارخي 16أبريل ،1990البنك الشعيب ضد محمد
91
)126(1961 الرشوط( .)125بعد أخذ ورد ،اس تقر القضاء عىل ترجيح االتفاقية ادلولية عىل مقتضيات ظهري
قبل أن يتدخل املرشع املغريب ليفصل هنائيا يف هذا التضارب القضايئ ويقدم عىل تعديل الظهري السالف
اذلكر( )127ليصري متطابقا مع مضمون املادة 11من العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية.
المطلب الثالث :حرية التنقل
تعترب حرية التنقل من أكرث املواضيع اإاثرة للجدل بني املواطنني من هجة واالإدارة من هجة أخرى ،وهو
ما يفرس ارتفاع وترية الطعون القضائية .وحيتج الفراد عىل سلوك االإدارة ابملقتضيات االتفاقية اليت جتد مصدرها
يف املعاهدات ادلولية واليت يكون املغرب طرفا فهيا( .)128بل اإن القايض االإداري نفسه يثري تلقائيا تطبيق
القاعدة ذات املصدر ادلويل اإىل جانب املصادر الالكس يكية ملبدأ الرشعية .ومن التطبيقات القضائية نذكر
الساملي ،جمةل االإشعاع ،عدد ،4ديسمرب ،1990ص172 .؛ م .الابتدائية ،الرابط ،ملف رق 90/91بتارخي 16أبريل ،1990البنك
الشعيب ضد بلمنصور الطييب ،جمةل االإشعاع ،عدد ،22ديسمرب ،2000ص268 .؛ م .الابتدائية ،الرابط ،حمك رق 2650بتارخي 26
يوليو ،1990ع .ه .ضد م .ب ،.جمةل رساةل احملاماة ،عدد ،17مارس ،2002ص.205 .
( )125م .العىل ،غ .جتارية ،قرار عدد 2163بتارخي 9أبريل ،1997ازداد احلاج محمد ضد مصطفى الساملي ،جمةل قضاء اجمللس العىل،
عدد ،52يوليو ،1998ص170 .؛ م .العىل ،غ .جتارية ،قرار عدد 1404بتارخي 20سبمترب ،2000جمةل قضاء اجمللس العىل ،عدد -57
،58يوليو ،2001ص226 .؛ م .العىل ،غ .جتارية ،قرار عدد 1971بتارخي 13ديسمرب ،2000محمد مفتاح ضد عبد العزيز كريط ،جمةل
احملايم ،عدد ،43ص165 .؛ م .العىل ،غ .مدنية ،قرار عدد 1234بتارخي 17أبريل ،2003أ .ع .ضد ق .م ،.جمةل احملايم ،عدد ،50
ص125 .؛ م .العىل ،غ .جتارية ،قرار عدد 1041بتارخي 24سبمترب ،2003النرشة االإخبارية للمجلس العىل ،عدد ،2004 ،13ص.
16؛ م .العىل ،غ .جتارية ،غ .مدنية ،قرار عدد 882بتارخي 23مارس ،2005البنك املغريب للتجارة اخلارجية ضد عبد العايل التازي،
أورده اإدريس بلمحجوب ،قرارات اجمللس العىل بغرفتني أو جبميع الغرف ،ج ،4مطبعة المنية ،الرابط ،الطبعة الوىل ،2006 ،ص.
118؛ م .العىل ،غ .جتارية ،قرار عدد 762بتارخي 28مايو ،2008حريوف احلسني ضد البنك الشعيب ،جمةل قضاء اجمللس العىل ،عدد
،2009 ،71ص211 .؛ م .العىل ،غ .جتارية ،قرار عدد 1177بتارخي 15يوليو ،2009اإدريس الوافيق ،جمةل احملامك املغربية ،عدد -124
،125يناير -أبريل ،2010ص286 .؛ م .التجارية ،مراكش ،حمك عدد 762بتارخي 17يونيو ،2002شكة أسكود ضد ع .د ،.جمةل
حمامكة ،عدد ،3أكتوبر – ديسمرب ،2007ص.270 .
( )126م .العىل ،غ .مدنية ،قرار عدد 3515بتارخي 26سبمترب ،2000محيد محميو ضد امحمد املزاييت ،جمةل القرص ،عدد ،1يناير ،2002
ص ،116.مع تعليق الس تاذ يوسف بنارص ،الواحة القانونية ،عدد ،2006 ،2ص291 .؛ م .العىل ،غ .جتارية ،قرار عدد 420بتارخي
23مارس ،2000خادل هاروين ضد البنك املغريب للتجارة اخلارجية ،جمةل قضاء اجمللس العىل ،عدد ،56يوليو ،2000ص301 .؛ م.
الابتدائية ،وزان ،أمر اس تعجايل عدد 54بتارخي 23مايو ،2003فاطمة احلسوين ضد وكيل املكل ،جمةل القرص ،عدد ،6سبمترب ،2003
ص210 .؛ م .الاس تئناف التجارية ،فاس ،قرار عدد 951بتارخي 12سبمترب ،2002نور ادلين حللو ضد البنك الشعيب ،جمةل املعيار،
عدد ،29أبريل ،2003ص187 .؛ م .الابتدائية ،القنيطرة ،أمر اس تعجايل عدد 185بتارخي 14أبريل ،2003وكيل املكل دلى احملمكة
الابتدائية ابلقنيطرة ضد املصطفى بتةل ،جمةل االإشعاع ،عدد ،27غشت ،2003ص303 .؛ م .العىل ،غ .جتارية ،قرار عدد 1286بتارخي
24نومفرب ،2004الهامشي بنضلول ضد موالي حلسن االإدرييس ،جمةل قضاء اجمللس العىل ،عدد ،2006 ،65-64ص208 .؛ م .العىل،
غ .جتارية ،قرار عدد 987بتارخي 5أكتوبر ،2005سعاد الشاوي ضد الرشكة العامة املغربية للبناك ،جمةل احملامك املغربية ،عدد ،112
يناير -فرباير ،2008ص.110 .
( )127ظهري شيف رق 1.06.169صادر يف 30من شوال 22( 1427نومفرب )2006بتنفيذ القانون رق 30.06الرايم اإىل تعديل أحاكم
الظهري الرشيف رق 1.60.305الصادر يف 4رمضان 20( 1380فرباير )1961بشأن اس تعامل االإكراه البدين يف القضااي املدنية ،جريدة
رمسية ،عدد 5477بتارخي 5ذو القعدة 27( 1427نومفرب ،)2006ص.3638 .
( )128م .اإد ،الرابط ،أمر عدد 2446بتارخي 28أكتوبر ،2015املعطي منجب ضد الوكيل العام للمكل دلى حممكة الاس تئناف ابلربابط،
ملف عدد ،2015/7101/2561موقع( marocdroit.com :الاجهتاد القضايئ – القضاء االإداري).
92
قضية أحد الطاعنني( )129اذلي حرمته االإدارة من حق احلصول عىل جواز السفر نظرا لسوابقه العدلية .فرمغ
أن القايض اعترب هذه السوابق ختل مببدأ املروءة وحسن الخالق وابلتايل سببا وجهيا ومسوغا قانونيا لرفض
منح جواز السفر ،فاإنه مع ذكل أقر بفضل االإحاةل عىل االإعالن العاملي حلقوق االإنسان بقدس ية مبدأ حرية
التنقل .وجيد القايض ا إالداري يف الترشيع ادلاخيل ،الفصل 9من دس تور ،1996الساس القانوين اخلالص
الإلغاء قرار االإدارة املعيب دون أن يكون ملزما مبجاراة الطاعن يف الاستناد اإىل الصكوك ادلولية حلقوق
االإنسان ،كام فعهل أحد طاليب االإلغاء ابإاثرة مقتضيات االإعالن العاملي حلقوق االإنسان والعهد ادلويل اخلاص
ابحلقوق املدنية والس ياس ية( .)130وتعترب احملمكة االإدارية بأاكدير س باقة ورائدة يف االإحاةل عىل املعاهدات ادلولية
املرتبطة حبقوق االإنسان ،ذكل أهنا يف ثالث قضااي( )131تتعلق لكها حبرية التجول ،اعمتدت يف تعليلها عىل
املادة 13من االإعالن العاملي حلقوق ا إالنسان واملادة 12من العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية.
وبنوع من االإجامل ،حذت احملمكة االإدارية ابلرابط حذو القايض االإداري بأاكدير عندما طبقت رصاحة مقتضيات
املعاهدات ادلولية اإىل جانب نص ادلس تور لضامن حرية التنقل " :وحيث اإن املتفق عليه فقها وقضاء وترشيعا
أن أي خشص يمتتع مبجموعة من احلقوق الساس ية أو ما يسمى يف فقه القانون ادلويل ابحلقوق الطبيعية اليت
ترتبط ارتباطا وثيقا ابلكرامة االإنسانية ،ورصحت مجيع املواثيق ادلولية والنظمة القانونية ادلاخلية يف مجيع
ادلول املتحرضة تكريسها وضامن احرتاهما ،ومن مجةل هذه احلقوق حق التجول حبرية"(.)132
اإىل جانب املواطنني ،متس حرية التجول الجانب حيث يضمن هلم القانون حق االإقامة عىل الرتاب
الوطين ما مل يصدر عهنم ترصف هيدد النظام العام أو خيالف القوانني اجلاري هبا العمل .ففي اإحدى القضااي
الشهرية تتعلق ابلطرد من املغرب لغياب واثئق رمسية حامسة بشأن موضوع اجلنس ية ،متسك الطاعن أمام
الغرفة االإدارية ابجمللس العىل مببدأ عدم جواز طرد املواطن من وطنه مس تدال عىل ذكل ابالإعالن العاملي
حلقوق االإنسان والعهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية ،غري أن القضاة مل يلتفتوا لطلبه واعتربوا
( )129م .اإد ،مكناس ،حمك عدد 3/98/5غ بتارخي 5فرباير ،1998اإدريس فاهمي ضد عامل عامةل مكناس االإسامعيلية ،ملف رق
3/97/62غ.
( )130م .اإد ،ادلار البيضاء ،حمك عدد 253بتارخي 2مايو ،2001محمد بن عبد اجلليل ضد وزير ادلاخلية ،جمةل احملامك املغربية ،عدد ،98
ص.225 .
( )131م .اإد ،أاكدير ،حمك عدد 2004/28بتارخي 12فرباير ،2004محمد دداش ضد املدير العام للمن الوطين ،جمةل احملامك االإدارية ،عدد
،2أكتوبر ،2005ص297 .؛ م .اإد ،أاكدير ،حمك عدد 2004/29بتارخي 12فرباير ،2004اإبراهمي الاكريح ضد املدير العام للمن
الدارة احمللية والت منية ،عدد ،65نومفرب -ديسمرب ،2005ص200 .؛ م .اإد ،أاكدير ،حمك عدد 2004/31بتارخي 12 الوطين ،اجملةل املغربية ل إ
فرباير ،2004أمحد محية ضد املدير العام للمن الوطين ،اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية ،عدد ،60يناير -فرباير ،2005ص.194 .
( )132م .اإد ،الرابط ،حمك عدد 1445بتارخي 25أكتوبر ،2005ح .ا .ضد عامل اإقلمي امخليسات ،جمةل احملاماة ،عدد ،49ديسمرب ،2007
ص ،255 .منشور كذكل مبجةل حممكة ،عدد ،6يناير ،2006ص445 .؛ م .اإد ،ادلار البيضاء ،حمك عدد 971بتارخي 3يناير ،2008
نور ادلين الصاحلي ضد وزير ادلاخلية ،اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية ،عدد ،103مارس -أبريل ،2012ص ،186 .منشور كذكل
مبجةل حمامكة ،عدد ،5نومفرب -يناير ،2009 – 2008ص.245 .
93
القرار موضوع الطعن ابالإلغاء مرشوعا(.)133
ويف هذا االإطار ،ال بد من التوقف طويال عند أحد الحاكم القضائية اليت تشلك من دون أدىن شك
اجهتادا غري مس بوق وموقفا جريئا يمن عن دور وأمهية القضاء االإداري يف حياة الفراد ،مواطنني اكنوا أم
أجانب .ابلنظر اإىل تعقد معطيات النازةل املعروضة عىل نظر القضاء( ،)134ارتأت احملمكة تفكيكها اإىل أجزاء
واحضة حىت يسهل بعد ذكل البت فهيا وفقا للقانون .طرح القايض االإداري سؤالني مرتابطني يتوقف احلل
الهنايئ للطعن عىل االإجابة عهنام؛ يتعلق الول بتحديد ادلور اذلي يتعني أن يضطلع به القضاء وهو ينظر يف
ادلعاوى املوهجة ضد قرارات الضبط اخلاصة ابلجانب ،وابلنتيجة رمس حدود الرقابة القضائية عىل هذا النوع
من الترصفات؛ أما السؤال الثاين ،فيمتحور حول مدى مالءمة التكييف القانوين اذلي أس بغته االإدارة عىل
الوقائع املكونة لركن السبب مكربر الختاذ قرار رفض جتديد رخصة اإقامة الطاعن ابملغرب .بدأت احملمكة يف
االإجابة عن التساؤل الول ابس تحضار قرارين للغرفة االإدارية( ،)135وبقراءة مركبة لالجهتادين معا خلصت اإىل
تقرير ما ييل" :وحيث يس تفاد من اس تقراء الاجهتادين املذكورين ،أن الغرفة االإدارية حتولت من التسلمي
ابلسلطة التقديرية املطلقة ل إالدارة يف اإصدار قرار حسب رخصة االإقامة اإىل اجتاه حديث انقشت من خالهل
الس باب املعمتدة يف قرار الطرد ،وقامت بفحصها قبل أن ختلص اإىل اإقرار مرشوعيته ،وهو ما يعين أن قضاء
اجمللس العىل دشن من خالل هذا القرار مسلاك جديدا يف اجتاه تفعيل الرقابة عىل قرارات الضبط اخلاصة
ابلجانب عىل حنو حيقق املوازنة بني احلفاظ عىل املصلحة العليا للبالد وبني أحقية الجنيب يف احلصول عىل
امحلاية الالزمة خبصوص القرارات االإدارية غري املرشوعة اليت قد متس وضعيته ،وتكريسا لهذا الاجتاه اذلي هو
أقرب اإىل حتقيق االإنصاف ،خلصت هذه احملمكة بتارخي 2001/3/22يف قضية املواطنة الفرنس ية تياود
ماريون( )136اإىل اإلغاء قرار املدير العام للمن الوطين بطرد هذه الخرية بعةل تعاطهيا للفساد وجتارة اخملدرات
بعدما جعزت االإدارة عن اإثبات القيام املادي للس باب املعمتدة يف قرار الطرد" .اإذن ،للمحمكة اكفة الصالحيات
لتسليط رقابهتا عىل القرارات الصادرة عن االإدارة واليت متس حقوق الجانب ويه جزء ال يتجزأ من الوظيفة
الساس ية والالكس يكية للقضاء االإداري.
( )133م .العىل ،غ .اإد ،قرار عدد 735بتارخي 16يوليو ،1998أبراهام الرسفايت ضد وزير ادلاخلية ،جمةل قضاء اجمللس العىل ،عدد
،61يناير ،2003ص.193 .
( )134م .اإد ،الرابط ،حمك عدد 382بتارخي 3مارس ،2005فاروق مصطفى عزت ضد املدير العام للمن الوطين ،اجملةل املغربية ل إالدارة
احمللية والت منية ،عدد ،64سبمترب -أكتوبر ،2005ص.214 .
( )135م .العىل ،غ .اإد ،قرار رق 395بتارخي 29نومفرب ،1990أمحد فتحي صديق ضد مدير المن الوطين ،قرارات اجمللس العىل يف
املادة ا إالدارية ،1997 -1958مطبعة النجاح اجلديدة ،منشورات اجمللس العىل يف ذكراه الربعني ،1997 ،ص179 .؛ منشور كذكل
ابجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية ،عدد ،46سبمترب -أكتوبر ،2002ص194 .؛ قرار أبراهام الرسفايت ،س بق ذكره.
( )136م .اإد ،الرابط ،حمك عدد 242بتارخي 22مارس ،2001تيارد ماريون ضد وزير ادلاخلية ،اجملةل املغربية للنظمة القانونية والس ياس ية،
عدد ،2ديسمرب ،2002ص.190 .
94
همدت احملمكة االإدارية للجواب عن السؤال الثاين ابلتوقف عند التجربة الفرنس ية يف املوضوع مس تلهمة
ما اس تقرت عليه من حلول رائدة" :جتدر االإشارة بداية اإىل أن قضاء جملس ادلوةل الفرنيس اذلي اس تقر عىل
وجوب مراقبة مدى قيام الغلط البني يف التقدير "الهتديد اذلي ميس النظام العام مكربر الختاذ قرار الطرد يف
حق الجنيب" دأب يف العديد من قراراته عىل المتيزي بني االإداانت من أجل القتل أو حماوةل القتل أو الوساطة
يف البغاء أو الرضب واجلرح ا إالرادي أو هتريب اخملدرات أو احتالل حمالت أو جحز أشخاص أو نقل السالح
أو الرسقة مع اس تعامل العنف ،وبني االإداانت من أجل اجلرامئ البس يطة اليت ال تعترب يف نظر قضاء جملس
ادلوةل الفرنيس ذات خطر عىل النظام العام وابلتايل ال تربر قرار الطرد .ومن قبيل ذكل ادلخول واالإقامة
بشلك غري مرشوع فوق الرتاب الفرنيس واحلصول عىل واثئق مزورة من أجل ادلخول اإىل فرنسا واالإدانة
ابلغرامة فقط من أجل جنحتني بس يطتني ،عدا يف حاةل العود ،حيث تعترب حاةل الهتديد اخلطري متوافرة".
تأسيسا عىل هذا التأصيل القانوين والتقعيد القضايئ ،تناولت احملمكة وقائع النازةل وحيثياهتا مس تحرضة الظروف
اليت جيتازها وطن الطاعن والوضاع االإنسانية الصعبة اليت مير مهنا " :وحيث تبني للمحمكة بعد دراس هتا لاكفة
املعطيات املتوفرة يف النازةل ،أن مؤاخذة الطاعن الس يد فاروق بن مصطفى عزت ،العرايق اجلنس ية ،من أجل
جنحة خيانة المانة ثبتت يف حقه بناء عىل جمرد شهادة شاهدين اتبعني للطرف املش تيك اذلي تربطه مصاهرة
ابلطاعن وعداوة مس تحمكة ،ال تعترب يف حد ذاهتا سببا اكفيا العتبار هذا الخري خشصا همددا للنظام العام
ابملغرب ،وهو ما جيعل رفض جتديد رخصة اإقامته مشواب خبطأ بني يف التقدير ،يضاف اإىل ذكل أن اختاذ قرار
من هذا النوع يف حق الطاعن املذكور ،يعترب ابلنظر اإىل زمن صدوره قرارا متسام بعدم املالءمة اعتبارا
للخطار اليت قد هتدد الطاعن يف حال اإرجاعه اإىل بدله الصيل يف ظل الوضاع الصعبة اليت جيتازها القطر
العرايق الشقيق".
اس تقى القايض االإداري اجهتاده من منطوق القانون 02.03اذلي يستند بدوره اإىل املرجعية ادلولية
يف املوضوع" :وحيث اإن رضورة أخذ املعطى االإنساين بعني الاعتبار عند االإقدام عىل اإصدار قرارات متعلقة
بدخول وإاقامة الجانب أصبح الزتاما عاما ،بعدما أقرته عدد من الترشيعات ،أخرها القانون املغريب اجلديد رق
02.03املتعلق بدخول وإاقامة الجانب وابلهجرة غري املرشوعة ،اذلي ألغى ظهري 16ماي 1941الصادر يف
ظهل القرار املطعون فيه ،واذلي أكد يف مادته 29عىل حق الجنيب يف عدم اإبعاده اإىل بدل اإذا أثبت أن حياته
أو حريته معرضتان فيه للهتديد أو أنه معرض فيه ملعامالت غري اإنسانية" .رغبة يف متتيع الطاعن مبقتضيات
القانون ،02.03استبعدت احملمكة الواثئق واملستندات اليت اعمتدت علهيا االإدارة املطعون يف قرارها وذكل بغية
اإحراج املدعي وإاضعاف موقفه أمام القضاء" :وحيث تبني للمحمكة من هجة أخرى أن وثيقة احلمك الصادر عن
حممكة الثورة العراقية اليت أدلت هبا االإدارة لتعزيز موقفها يف مواهجة الطاعن ال ميكن الاعتداد هبا لكوهنا عبارة
عن صورة مشس ية ال حتمل أي خامت رمسي ،عالوة عىل أن االإدارة توصلت هبذه الوثيقة من هجة غري رمسية
ثبت عداؤها للطاعن ،وعىل فرض حصهتا فاإن اجلهة املطلوبة يف الطعن مل تبني مدى تأثري الواقعة اليت تتضمهنا
عىل النظام العام يف املغرب مكربر لرفض اس مترار اإقامة الطاعن فيه" .يف الخري ،اهتدت احملمكة اإىل رضورة
95
احلمك ابإعدام قرار االإدارة بسبب جتاوز السلطة" :وحيث اإنه أمام هذه املعطيات ،يكون قرار رفض جتديد
رخصة اإقامة الطاعن الس يد فاروق مصطفى عزت ابململكة املغربية للس باب املمتسك هبا من طرف االإدارة
موسوما بعدم الرشعية ،وبعدم املالءمة ،ويتعني احلمك ابإلغائه مع ترتيب الاثر القانونية املمتثةل يف بطالن مجيع
االإجراءات املتخذة تنفيذا للقرار املذكور واليت من مضهنا قرار الطرد الصادر يف حقه من طرف وايل ادلار
البيضاء" .ال يسع الباحث بعد هذا احلمك اإال أن ينوه مبوقف القضاء ويمثن اجهتاده هذا واذلي ينضاف اإىل قامئة
الحاكم القضائية الرائدة واخلادلة.
ويف س ياق الحاكم القضائية املتنورة ،فاجأان انئب رئيس احملمكة االإدارية بوجدة بأمرين
اس تعجاليني( )137يف غاية المهية واجلرأة ألغى مبوجهبام قرارين اإداريني ابالقتياد اإىل احلدود يف حق أجانب من
أفريقيا جنوب الصحراء؛ يتعلق المر ابمرأتني وقارصتني طالبات جلوء ابملغرب .حاولت االإدارة عبثا اإقناع قايض
املس تعجالت أن الطلبات املقدمة اإىل السلطات املغربية يف هذا الشأن تتأرحج بني القبول والرفض وذلكل
ارتأت اقتياد امجليع اإىل احلدود ،غري أن القايض االإداري رد هذا ادلفع استنادا اإىل مقتضيات القانون 02.03
الرصحية والواحضة" :وحيث اإن حص ما دفع به انئب عامل اإقلمي براكن من كون املدعية طالبة جلوء وأن طلهبا
قد حيمتل القبول أو الرفض فاإنه ابلرجوع ملقتضيات املادة 29من القانون رق 02.03املتعلق بدخول وإاقامة
الجانب ابململكة املغربية وابلهجرة غري املرشوعة الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رق 1.03.196املؤرخ يف
2003/11/11فاإنه يمت اإبعاد الجنيب اذلي يتخذ يف حقه قرار الطرد أو الاقتياد اإىل احلدود حنو البدل اذلي
حيمل جنسيته اإال اإذا اعرتف هل بوضع الجئ أو اإذا مل يمت البت يف طلب اللجوء اذلي تقدم به وأنه أمام خلو
ملف النازةل مما يفيد البت يف وضعية املدعية اإجيااب أو سلبا يكون ما دفع به انئب عامل اإقلمي براكن يف هذا
الصدد غري جدير ابالعتبار ويتعني رده"( .)138وحفص القايض الواثئق واملستندات املدىل هبا ويه صادرة عن
سلطات رمسية تثبت مبا ال يدع جماال للشك أن الطاعنات يوجدن يف وضعية طالبات جلوء وأن املغرب هل
الزتامات دولية يف املوضوع ينبغي عليه أن يويف هبا" :وحيث اإنه ومما ال شك فيه وحسب الوثيقة الصادرة عن
متثيلية املفوضية السامية للالجئني ابلرابط فاإن املدعية طالبة جلوء وأن اململكة املغربية ملا قبلت اتفاقية جنيف
الصادرة يف 28يوليوز )139(1951واملتعلقة بنظام الالجئني وصدر ابجلريدة الرمسية عدد 2341واترخي
1957/09/06الظهري الرشيف رق 1.57.271املؤرخ يف 1957/08/21املتعلق بتطبيق مقتضياهتا وانضمت
( )137م .اإد .وجدة ،أمر رق 96بتارخي 15غشت ،2013ماتونكو اكوناك ضد املديرية العامة للمن الوطين ،ملف عدد 1.13.177؛ م.
اإد .وجدة ،أمر رق 100بتارخي 22غشت ،2013اكرجيا ضانينكو ضد املديرية العامة للمن الوطين ،ملف عدد .1.13.183
( )138قضية ماتونكو اكوناك ضد املديرية العامة للمن الوطين ،س بق ذكرها.
( )139ظهري شيف رق 1.57.271صادر يف 29من حمرم 26( 1377غشت )1957بشأن تطبيق اتفاقية جنيف املؤرخة بيوم 28يوليوز
1951املتعلقة بوضعية الالجئني ،جريدة رمسية ،عدد 2341بتارخي 10صفر 6( 1377سبمترب ،)1957ص1978 .؛ مرسوم رق
2.57.1256حتدد مبوجبه كيفيات تطبيق االتفاقية املتعلقة بوضعية الالجئني املوقع علهيا يف جنيف بتارخي 28يوليوز ،1951جريدة رمسية،
عدد 2341بتارخي 10صفر 6( 1377سبمترب ،)1957ص.1978 .
96
اإىل الربوتوكول املتعلق بنظام الالجئني طبقا للظهري الرشيف رق 1070.108واترخي 1970/07/27وقامت
ابإيداع أدوات التصديق يف نيويورك بتارخي 1971/04/20وأصدرت بتارخي 1957/08/29مرسوما يتعلق
بتحديد كيفية تطبيق االتفاقية املتعلقة بوضعية الالجئني املوقعة جبنيف يف 28يوليوز 1951فاإهنا تكون قد
أقرت الرشوط واملعايري املوضوعية اليت حتدد املراكز القانونية لهذا الصنف من الجانب (طاليب اللجوء)".
ودون أن يشري القايض رصاحة اإىل مقتضيات ادلس تور اجلديد ( 29يوليو )2011يف موضوع العالقة
بني القانون ادلويل والقانون ادلاخيل ،فقد أعاد التأكيد عىل مبدأ أرحجية االتفاقية ادلولية عىل الترشيع ادلاخيل
مع لك ما ينجم عن ذكل من أاثر قانونية" :وحيث اإنه ملا اكنت االتفاقيات ادلولية تسمو عىل القوانني ادلاخلية
وأن القانون رق 02.03يف مادته 29النفة اذلكر اس تثىن الشخص املعرتف هل بوضعية الجئ أو ذكل اذلي مل
يمت البت يف طلبه من اختاذ قرار الطرد أو الاقتياد اإىل احلدود يف حقه وأن اجلهة املدعية ال خترج عن نطاق
الشخاص املؤهلني لالس تفادة من اللجوء وأن املادة 32من نفس القانون خولت للجنيب اإماكنية طلب اإلغاء
قرار الطرد أو الاقتياد اإىل احلدود بعد انقضاء أجل الطعن االإداري اإذا اكن يقمي خارج املغرب وهو ما يؤهل
املدعية اإىل تقدمي طعهنا وإان مل تعد تتواجد حاليا مبركز االإيواء مبقر امجلعية اخلريية االإسالمية بأبراكن حسب ما
جاء مبحرض املعاينة مع االإنذار الاس تجوايب املنجز من طرف املفوض القضايئ معر محمودي وبذكل يكون
الفصالن أعاله قد سايرا ما أقرته اتفاقية جنيف لس نة ."1951
وأمام جعز االإدارة املطعون ضدها عن دحض جحج اجلهة الطاعنة ،أجاب القايض هذه الخرية اإىل
طلهبا يف الطعن يف قرار االإدارة القايض ابالقتياد إاىل احلدود" :وحيث اإنه وأمام استناكف اجلهات املطلوب
ضدها عن اجلواب رمغ توصلها وعدم منازعهتا يف كون املدعية لها وضعية الجئ ابس تثناء عامل اإقلمي براكن اذلي
دفع بواسطة انئبه أنه ال وجود لي قرار اإداري ضد املدعية رصحيا اكن أم مضنيا دون أن يثبت أن هذه الخرية
ال وجود لها أو مل يس بق لها أن اكنت مضن الشخاص املتواجدين مبقر امجلعية أو أن عامل االإقلمي ال عالقة هل
ابملوضوع فاإن ذكل يقوم س ندا عىل وجود قرار ميس مركزها القانوين كجنبية (طالبة جلوء) ويرحج ما ذهبت
اإليه من وجود قرار مضين ابقتيادها للحدود".
من انفةل القول ،اإن الزتام هجة االإدارة الصمت قرينة يف نظر القايض عىل وجاهة الوسائل القانونية اليت
أدلت هبا الطاعنات" :وحيث اإنه أمام عدم اإدالء ابيق اجلهات املطلوب ضدها (وزارة ادلاخلية – االإدارة العامة
للمن الوطين – رئيس املنطقة المنية بأبراكن) بأوجه دفاعها والس باب اليت اعمتدهتا يف اختاذ القرار املطعون
فيه واذلي حسب املادة 21من القانون رق 02.03ينبغي أن يكون معلال ومبنيا عىل حاالت أوردهتا املادة
املذكورة وتوضيح ما اإذا اكن عدم تواجد املدعية حاليا مبقر االإيواء راجع اإىل تنفيذ قرار الاقتياد للحدود يف حقها
فاإن ذكل يعد وفقا ملقتضيات الفصل 406من قانون الالزتامات والعقود اإقرارا قضائيا واذلي ينتج عن سكوت
اخلصم عندما تدعوه احملمكة رصاحة اإىل االإجابة عن ادلعوى املوهجة ضده فيلوذ ابلصمت بل ويرفض التوصل
كام هو احلال ابلنس بة لرئيس املنطقة المنية بأبراكن مما جيعل هذه اجلهات مقرة بصحة الطلب".
97
خلص قايض املس تعجالت االإداري يف الخري اإىل رضورة تطبيق مقتضيات القانون 02.03اليت متنع
منعا لكيا طرد أو الاقتياد اإىل احلدود الك من املرأة احلامل والطفال القارصين" :وحيث اإنه ملا اكنت املدعية
مصحوبة اببنتهيا القارصتني :ايب اكيل موزياك ومريادي اتومبا واملزدادتني عىل التوايل بتارخي 2008/01/25
و 2013/03/07وأن الباب اخلامس من القانون رق 02.03بشأن الحاكم املشرتكة املتعلقة ابالقتياد اإىل احلدود
والطرد نص رصاحة يف املادة 29منه عىل أنه ال ميكن اإبعاد أية امرأة أجنبية حامل أو أي أجنيب قارص اختذ
يف حقه قرار الطرد أو الاقتياد اإىل احلدود وإاعامال لهذا النص ولبعده االإنساين والاجامتعي وانسجامه مع
مقتضيات االتفاقية ادلولية النفة اذلكر املصادق علهيا من طرف املغرب فاإن القرار املطعون فيه يبقى قرارا متسام
ابنعدام املرشوعية ويتعني ابلتايل اإلغاؤه وترتيب الاثر القانونية عىل ذكل".
وبتت حممكة النقض( )140حديثا يف اس تئناف المر املس تقل املتعلق ابالختصاص النوعي الصادر عن
احملمكة االإدارية ابلرابط حيث قىض رئيس احملمكة بعدم الاختصاص للبت يف طلب زوجني أجنبيني يقامين
ابملغرب ختوفا من كون االإدارة اختذت يف حقهام قرارا مبنعهام من دخول الرتاب الوطين ،والذلين المتسا اإلغاء
القرار الشفوي أو الضمين النعدام التعليل وخمالفة ادلس تور واالتفاقيات ادلولية .ذهبت الغرفة االإدارية اإىل أن
املنع من ادلخول اإىل الرتاب الوطين أو واقعة الطرد املادي منه تدخالن يف اختصاص رئيس احملمكة االإدارية
بصفته قاضيا للمور املس تعجةل.
يس تخلص مما س بق ذكره ،أن الحاكم والقرارات اليت أصدرها القضاء املغريب تدل دالةل واحضة عىل
وجود دينامية كبرية وتفاعل اإجيايب من طرف القضاة مع مبادئ حقوق االإنسان وقميها ،ويف هذا تأكيد راخس عىل
متسك هذا املؤسسة ادلس تورية بدورها يف ضامن حامية حقوق االإنسان وصيانهتا من لك متيزي أو تعسف أو
شطط.
المطلب الرابع :حرية الصحافة
شلكت حرية الصحافة اإحدى القضااي احلساسة والساخنة اليت نظر فهيا القضاء الس امي االإداري منه.
ومن المثةل عىل ذكل ،ادلعوى اليت تقدمت هبا شكة ميداي تروست طالبة رفع الاعتداء املادي الواقع من
طرف االإدارة مبنع جريدتني هام لوجورانل والصحيفة من الصدور اإثر القرار اذلي اختذته احلكومة يف شهر
ديسمرب من س نة ،2000انعية عىل القرار عيب الاختصاص ذكل أن اجلهة اليت أصدرت املنع غري خمتصة
قانوان .يف مرحةل التقايض ،وهجت الطاعنة مجةل من العيوب اإىل القرار الصادر عن اجلهة املطعون ضدها ،من
ذكل "الاعتداء عىل قمي ادلس تور واالتفاقية ادلولية للحقوق املدنية والس ياس ية واالإعالن العاملي ،والعهد اخلاص
ابحلقوق املدنية والس ياس ية اذلي صادق عليه املغرب ونرش ابجلريدة الرمسية س نة ،1979وأن هذا الترصف
تبعا ملا ذكر يعترب اعتداء ماداي عىل حق العارضتني يف التعبري وحقهام يف النرش"( .)141من جانهبا ،ارتأت احملمكة
( )140م .النقض ،غ .اإد ،قرار عدد 78بتارخي 26يناير ،2012جمةل القضاء االإداري ،عدد ،2015 ،6ص.240 .
( )141م .اإد ،الرابط ،أمر اس تعجايل عدد 211بتارخي 20ديسمرب ،2000شكة ميداي تروست ضد احلكومة املغربية ،جمةل احملامك االإدارية،
98
أن الطلب يفتقر اإىل مجموعة من الرشوط والضوابط للقول بوجود اعتداء مادي ،فقضت برفض ادلعوى.
مل حيل هذا املوقف السليب اذلي عربت عنه احملمكة االإدارية ابلرابط دون ممارسة الطاعنة حلقوقها
ادلس تورية ،المر اذلي دفعها اإىل اإيداع ترصحيني يتعلقان جبريدتني جديدتني ،غري أن النيابة العامة مل تس تجب
لطلهبا فتقدمت اثنية بطلب يريم اإىل رفع الاعتداء املادي واملمتثل يف موقف النيابة العامة من اإيداع الترصحيني
خبصوص اجلريدتني .والغريب يف المر أن اجلهة املطعون ضدها يه اليت متسكت هذه املرة مبقتضيات املعاهدات
ادلولية اخلاصة حبقوق االإنسان معتربة أن ادلعوى غري مقبوةل شالك العتبارات كثرية مهنا "أن التسلمي الفوري
للوصل املنصوص عليه يف الفصل السادس مرتبط بتقدمي ترصحي مس تجمع لاكفة شوط الفصل اخلامس من
قانون الصحافة وهذا ما أشارت اإليه االتفاقية ادلولية للحقوق املدنية والس ياس ية واليت صادق علهيا املغرب يف
1979/11/8س امي الفصل 19مهنا اليت تشري اإىل أنه للك فرد احلق يف حرية التعبري .كام للك فرد احلق يف
البحث عن مصادر اخلرب ونقلها ،اإال أن ممارسة تكل احلقوق ترتبط بقيود وشوط معينة ،وهو نفس ما أشارت
اإليه املادة 10من االتفاقية املتعلقة ابحلرايت الساس ية وحامية حقوق االإنسان الصادرة يف 1998ومن مث يتأكد
أن املبادئ ادلولية حلقوق االإنسان يف أكرثها حداثة جتعل حق النرش والطباعة مرهوان برشوط واجبة التطبيق،
وأنه يف النازةل مل تقم النيابة العامة بأكرث من مطالبهتا للمدعية ابخلضوع واحرتام القانون أي أهنا يف تعاملها اكنت
مطبقة ملبادئ حقوق االإنسان كام يه متعارف علهيا دوليا"( .)142خلصت احملمكة اإىل أن موقف النيابة العامة ال
يعترب امتناعا من تسلمي الوصول ابإصدار اجلريدتني النفيت اذلكر ،ومن مث فاإنه ال يشلك اعتداء ماداي عىل حرية
الطباعة والنرش ابملفهوم الفقهىي والقضايئ ،المر اذلي يس تدعي الترصحي برفض الطلب.
المطلب الخامس :الجمعيات واألحزاب السياسية واالنتخابات
حق تأسيس امجلعيات من احلقوق الساس ية املنصوص علهيا دس توراي اإضافة اإىل التنصيص علهيا يف
نصوص ترشيعية خاصة ،وقد نظر القضاء االإداري يف مجموعة من القضااي تمتحور أساسا حول تكوين امجلعيات
واملشألك النامجة عن نشاطها .ومن التطبيقات القضائية يف املوضوع نذكر الطعن اذلي تقدمت به مجعية ادلعوة
اإىل القرأن والس نة حيث معدت السلطات احمللية التابعة لوالية مراكش اإىل اإغالق املقر الرئييس للجمعية وابيق
فروعها بنفس املدينة .يف املرحةل الابتدائية ،قضت احملمكة االإدارية مبراكش ابإلغاء القرار العاميل الصادر عن
عامل عامةل مراكش ووايل هجة اتنس يفت احلوز معتربة أن "اس تثناء جمال النشاط امجلعوي من جمال الضبط
االإداري العام هو أمر مفهوم وبدهيىي ،بل ورضوري ابعتبار اجملال امجلعوي هو جمال احلرايت العامة وهو
ابمتياز جمال الاصطدام ابلسلطات االإدارية ابعتبارها الساهرة عىل المن العام وهو أيضا مطلب حقويق جاءت
مقتضيات املادة (املادة 7من قانون امجلعيات) اس تجابة هل حىت ال تكون سلطات الضبط االإداري يه نفسها
عدد ،2أكتوبر ،2005ص ،339 .منشور كذكل ابجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية ،عدد ،36يناير -فرباير ،2001ص.81 .
( )142م .اإد ،ادلار البيضاء ،أمر اس تعجايل عدد 397بتارخي 4يناير ،2001شكة ميداي تروست ضد وكيل املكل دلى احملمكة الابتدائية
بأنفا ،جمةل احملامك املغربية ،عدد ،86يناير -فرباير ،2001ص.190 .
99
اخلصم واحلمك يف جمال حيوي ابلنس بة للمجمتع املدين معوما وهو ما هيدف اإليه املرشع ويشلك ابلتايل مقصده
وغايته اليت هو روح النص .وحيث اإنه من غري املعقول اإس ناد نفس الاختصاص جلهتني أو سلطتني خمتلفتني
فاميرسه القضاء يف س ياق مساطر تواهجية حتفظ حقوق الطراف ،وميارسه العامل يف س ياق مبادرة فردية
مضن صالحيات ضبطية ذات طابع اإداري ،وإاال ملا اكن للضامانت القضائية أي معىن أو أثر ،من الثر اذلي
توخاه املرشع من حرص هذا اجملال مضن والية القضاء والقضاء املدين العادي ابذلات وليس القضاء ا إالداري
ابعتبار قربه من االإدارة )...( .وحيث اإنه ال جدال يف اإغالق دور القرأن هو مبثابة حل فعيل للجمعية ينتج عنه
شل نشاطها متاما وتوقفه مطلقا خاصة وأن أاثر قرار االإغالق غري حمددة يف الزمن ،علام بأن يف هذه احلاةل أيضا
جيب أن تصدر عن القضاء حرصا وحرصاي .وحيث يتضح اإذن أن قرار االإغالق مشوب بعيب عدم املرشوعية
اجلس مي ابعتباره يتطاول عىل اختصاصات سلطة ينظمها القانون وحيدد اختصاصاهتا وجمال تداخلها"(.)143
يف املرحةل الاس تئنافية ،ألغت حممكة ادلرجة الثانية احلمك الابتدايئ بعدما أسهبت يف مناقشة فكرة
النظام العام مقررة أن ثبوت هتديد المن العام يشلك واقعة وسببا جداي تربر تدخل االإدارة للحيلوةل دون
حصوهل أو الإعادته اإذا حصل" :وحيث اإن لك املواثيق ادلولية وإاعالانت احلقوق وادلساتري قررت للفراد
وللجامعات وامجلعيات العديد من احلقوق واحلرايت ،ويف نفس الوقت أوجدت الترشيعات تنظمي هذه احلقوق
واحلرايت مبا ال يؤدي اإىل التضييق علهيا الإفراغها من حمتواها أو اإطالقها مبا يؤدي اإىل االإخالل ابلنظام والمن
العام .وحيث اإنه ومن أجل ذكل ،برزت مؤسسة الضبط االإداري ،ويه مجموعة من القواعد تفرضها السلطة
العامة عىل الفراد يف معوم حياهتم العادية أو عند ممارسة نشاط معني بقصد صيانة النظام العام ،أي تنظمي
اجملمتع تنظامي وقائيا ،وتتخذ هذه القواعد شلك قرارات تنظميية تصدرها االإدارة إابرادهتا املنفردة ويرتتب علهيا
تقييد احلرايت .وحيث اإن مدى سلطة الضبط االإداري ختتلف حبسب ما اإذا اكن المر يتعلق حبرايت وحقوق
مضهنا القانون وحدد شوط ممارس هتا كحرية امجلعيات وبني احلاالت الخرى الكثرية اليت يتسع فهيا جمال هذه
السلطة خالفا للحاةل الوىل اليت تكون مقيدة ودقيقة .وحيث اإنه يتعني المتيزي بني القرارات االإدارية اليت
تس هتدف احملافظة عىل النظام العام وتدخل يف جمال الضبط االإداري ،وبني القرارات االإدارية الخرى اليت
تدخل يف جمال الضبط االإداري لكهنا تس هتدف أيضا احملافظة عىل النظام العام .وحيث اإن القرار املطعون فيه
يندرج مضن الفئة الوىل ،وليس مضن الفئة الثانية"(.)144
وطلبت اإحدى امجلعيات العامةل يف جمال رعاية الطفال احلمك ابعتبار احتالل ا إالدارة ملقرها معال غري
( )143م .اإد ،مراكش ،حمك عدد 95بتارخي فاحت سبمترب ،2009مجعية ادلعوة اإىل القرأن والس نة ضد وايل هجة اتنس يفت احلوز عامل عامةل
مراكش ،جمةل املقال ،عدد ،2009 ،1ص.137 .
( )144م .اس تئناف ،اإد ،مراكش ،قرار عدد 1362بتارخي 25نومفرب ،2009الوكيل القضايئ للمملكة ضد مجعية ادلعوة اإىل القرأن والس نة،
جمةل يف رحاب احملامك ،عدد ،4فرباير ،2010ص.160 .
100
مرشوع مع اإبطاهل وإارجاع احلاةل اإىل ما اكنت علهيا لن فيه خرقا للقوانني اليت تكفل حقوق الطفال وانهتأاك
حلقوق االإنسان واحلرية الفردية وامجلاعية ،فأجابهتا احملمكة اإىل طلهبا واعتربت الطعن مندرجا يف اإطار الاعتداء
املادي عىل احلرايت الساس ية اذلي يعد من مصمي اختصاص احملامك االإدارية( .)145وطعنت اإحدى امجلعيات
احلقوقية يف قرار منعها من اس تعامل مرافق أحد مراكز الاس تقبال هبدف تنظمي يومني تكوينيني يف جمال حقوق
االإنسان لفائدة أعضاهئا بعد حصولها عىل هذه املوافقة ،مع تقرير مسؤولية وزارة الش باب والرايضة عن الرضار
السلبية واملعنوية الالحقة هبا .مسح هذا الطعن للقايض االإداري بتوضيح موقف القانون من الرتخيص املس بق
اذلي تمتسك به االإدارة دامئا كام ورد يف الفصل 3من قانون التجمعات العمومية" :وحيث اإنه خبصوص ادلفع
بكون امحلاية القضائية تس توجب من طالهبا أن يكون يف وضعية متطابقة مع القانون وأن ذكل غري متوفر
للمدعية يف النازةل لكوهنا يف وضعية خرق للضوابط القانونية املقررة يف الفصل الثالث من قانون التجمعات
العمومية خبصوص رضورة الترصحي املس بق ،جفدير ابلتوضيح أن موضوع النشاط اذلي منعت املدعية من
تنظميه يف انزةل احلال يتعلق بدورة تكوينية لعضواهتا وأعضاهئا يف جمال حقوق االإنسان ،وهو جمال يبقى وخالفا
للتفسري اذلي حنته االإدارة ،مندرجا بطبيعته وابلبداهة مضن النشطة الثقافية ،شأنه يف ذكل شأن أي نشاط
حقويق ،وابلتايل فهو معفى من الترصحي املس بق معال ابلفقرة السادسة من الفصل الثالث من قانون التجمعات
العمومية ،والقول خبالف ذكل يعين جتريد جمال حقوق االإنسان من ارتباطاته الطبيعية والوثيقة ابملعرفة والرتبية
والتكوين ،وابلتوعية والتحسيس ،حفقوق االإنسان تشلك يف حد ذاهتا ثقافة ومعرفة يتعني العمل بلك الوسائل
املتاحة قانوان عىل ترس يخها يف الضمري امجلاعي ويف السلوك اليويم للك فرد من أفراد اجملمتع لجل الريق به،
وتتحمل مؤسسات الرتبية والتكوين وهيئات اجملمتع املدين يف هذا الباب مسؤولية أساس ية ،وهذا ما أكدته
الرساةل امللكية السامية املوهجة للمة مبناس بة اذلكرى الواحدة وامخلسني لصدور االإعالن العاملي حلقوق
االإنسان"( .)146أسابيع قليةل قبل هذا احلمك ،بتت نفس احملمكة يف دعوى رفعهتا نفس اجلهة الطاعنة ضد قرار
والية هجة الرابط سال زمور زعري والقايض مبنعها من عقد ندوة ابملكتبة الوطنية لعةل أهنا مل تنضبط ملقتضيات
الفصل 3من الظهري الرشيف املتعلق ابلتجمعات العمومية واليت تس تلزم الترصحي املس بق لعقد هذه الاجامتعات.
بعد دراسة احملمكة لاكفة واثئق امللف ومعطيات النازةل قضت بأن قرار منع تنظمي ندوة امجلعية املغربية حلقوق
االإنسان املؤسس عىل خرق الفصل الثالث من ظهري 15نومفرب 1958بشأن التجمعات العمومية ،يكون مشواب
بعيب خمالفة القانون املوجب الإلغائه لهذه العةل .ومن بني ما عللت به احملمكة اجهتادها ارتاكزها عىل الصكوك
ادلولية ذات الصةل" :وحيث اإنه للجواب عن هذه التساؤالت ،جتدر االإشارة بداية اإىل مقتضيات املواثيق
الكونية واملرجعيات ادلس تورية والقانونية املنظمة حلرية التجمع والاجامتع ،انطالقا من املادة 20من االإعالن
( )145م .اإد ،الرابط ،حمك عدد 2565بتارخي 30سبمترب ،2010مجعية قرية المل اخلريية ضد الوزير الول ،اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية
والت منية ،عدد ،103مارس -أبريل ،2012ص.234 .
( )146م .اإد ،الرابط ،حمك عدد 114بتارخي 16يناير ،2015امجلعية ضد وزارة الش باب والرايضة ،جمةل االإشعاع ،عدد ،43يونيو ،2015
ص.291 .
101
21 العاملي حلقوق االإنسان اليت خولت للك خشص حرية الاشرتاك يف الاجامتعات وامجلعيات السلمية ،واملادة
من العهد ادلويل املتعلق ابحلقوق املدنية والس ياس ية ،اليت تفرض رفع القيود عىل ممارسة حق التجمع السلمي
اإال ما يوجبه القانون يف جممتع دميقراطي للمحافظة عىل النظام العام ،ويه املفاهمي اليت كرس هتا مجيع ادلساتري
املغربية املتعاقبة أخرها دس تور 29يوليوز 2011يف اببه املتعلق ابحلقوق واحلرايت الساس ية"(.)147
أما خبصوص امجلعيات ذات الطبيعة الس ياس ية ،مفن أوىل القضااي اليت نظر فهيا القضاء ،نذكر انزةل
حل احلزب الش يوعي املغريب ،ذكل أن النيابة العامة طالبت حبل هذا التنظمي الس يايس لن تبنيه لبعض
املبادئ اكملادية اجلدلية خيالف الثوابت الساس ية للمة املغربية املمتثةل يف االإسالم والنظام ادلس توري املليك
القامئ عىل املرشوعية ادلينية .وارتكزت اجلهة الطالبة يف دعواها عىل مقتضيات املادتني 3و 17من ظهري
احلرايت العامة ( 15نومفرب )1958اخلاص ابمجلعيات .غري أن حممكة ادلار البيضاء مل تقتنع جبدية الطلب فرفضت
ادلعوى .أما النيابة العامة فتش بثت مبوقفها واس تأنفت احلمك أمام حممكة الاس تئناف ابلرابط اليت بتت يف
النازةل بتارخي 9فرباير .1960مل تؤيد حممكة ادلرجة الثانية احلمك الابتدايئ ووحضت موقفها من االإعالن العاملي
حلقوق االإنسان اذلي أاثر تطبيقه دفاع احلزب املنحل .اعترب القضاة أن االإعالن يتسم بطابع العمومية وال ميكن
أن يعمل به اإال عندما ال يتعارض مع النظام العام ادلاخيل( .)148ويف جمال تأسيس امجلعيات ذات الصبغة
الس ياس ية دامئا ،اس تقر اجهتاد القضاء االإداري عىل اعتبار حرية الاجامتع حقا أصيال للفراد وهو حمفوظ بقوة
القانون وال يس توجب احلصول عىل ترخيص أو اإذن مس بق من االإدارة ،ذكل أن هذه احلرية "تتفرع عن حرية
الفراد يف الرأي والتنقل وال يتس ىن للفراد بدون هذه احلرية تبادل أفاكرمه فامي بيهنم من مسائل هتمهم أو هتم
امجلاعة ويه تعين (حرية الاجامتع) حق الفراد يف أن جيمتعوا يف ماكن ما فرتة من الوقت ليعربوا عن أراهئم
سواء يف صورة خطب أو ندوات أو حمارضات أو مناقشات ،وتثبيتا حلقوق االإنسان وتعممي مبادئ املامرسة
ادلميقراطية ،فاإن لك القوانني وادلساتري واملواثيق ادلولية تعرتف هبذا احلق"(.)149
وارتباطا بنشاط الحزاب الس ياس ية ،قدمت الكتابة ا إالقلميية حلزب الطليعة ادلميقراطي الاشرتايك
ابحملمدية دعوى تعويض ضد ادلوةل املغربية بسبب عدم اس تجابة اخلليفة الول لعامل عامةل احملمدية لطلب
( )147م .اإد ،الرابط ،حمك عدد 5793بتارخي 21نومفرب ،2014امجلعية املغربية حلقوق االإنسان ضد والية هجة الرابط سال زمور زعري،
ملف عدد ،949/7112/2014موقع( marocdroit.com :الاجهتاد القضايئ – القضاء االإداري).
( )148تقول احملمكة:
« Attendu il est vrai qu'il est soutenu par l'intimé que la poursuite dont il est l'objet est contraire à la Charte des
Nations Unies à laquelle le Maroc a adhéré, et, partant, à la Déclaration universelle des droits de l'Homme, qui
proclame la liberté de pensée, d’expression et d'association; mais attendu que l'adhésion par un Etat à la
proclamation générale, de portée internationale, que constitue la Déclaration universelle des droits de l'Homme,
fondée sur des principes communs d'humanisme mais non sur un système commun de régime politique et social,
ne peut s'imposer comme règle au pays adhérent que sous réserve de la protection de son ordre public interne ».
Voir l’arrêt dans Palazzoli (C.), le Maroc politique de l'indépendance à 1973, Paris, Sindbad, 1974, p.304 et s.
( )149م .اإد ،وجدة ،حمك عدد 01/202بتارخي 26سبمترب ،2001عبد املنعم شويق ومن معه ضد عامل اإقلمي الناظور ،اجملةل املغربية
ل إالدارة احمللية والت منية ،عدد ،43مارس -أبريل ،2002ص.163 .
102
ترخيص تنظمي نشاط حزيب جامهريي ،وهو ما سبب لها رضرا معنواي يتجىل يف حرماهنا من ممارسة حقها يف
نشاط حزيب مرشوع يضمنه ادلس تور كام أن العمل اذلي أتته االإدارة فيه مساس مببادئ حقوق االإنسان اليت
نصت علهيا ديباجة ادلس تور .واس تحرضت الطاعنة عددا من النصوص ادلولية ،ويتعلق المر ابملادتني 19
و 20من االإعالن العاملي حلقوق االإنسان والفصلني 19و 21من العهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية.
بعد دراسة احملمكة لاكفة معطيات ادلعوى ،ثبت دلهيا ابمللموس أن طلب التعويض هل ما يربره ،فقبلت الطلب
وقضت عىل ادلوةل املغربية يف خشص الوزير الول بأداء تعويض معنوي قدره درمه رمزي لفائدة املدعية(.)150
وتقدم نفس احلزب بطلب تعويض ضد وزير ادلاخلية بسبب عدم اس تجابة هذا الخري لطلب احلزب الرايم
اإىل موافاته مبعلومات حول نتاجئ الانتخاابت اجلزئية اجملراة يف 31غشت 2000وكذا النتاجئ اجلزئية جمللس
النواب بتارخي 14نومفرب .2000وبرر الطاعن أساس التعويض عن الرضار املادية واملعنوية اليت حلقته مبقتضيات
املادة 78من قانون الالزتامات والعقود ،ذكل أن من بني الخطاء املرتكبة من طرف وزير ادلاخلية هو خرقه
للمقتضيات االتفاقية ،حيث اإنه "عىل مس توى املواثيق ادلولية وحقوق االإنسان فادلس تور املغريب ينص عىل
أن اململكة املغربية تؤكد تشبهثا حبقوق االإنسان اذلي ينص عىل أنه احلق للك خشص يف استيفاء النباء والفاكر
وتلقهيا وإاذاعهتا بأية وس يةل اكنت دون التقيد ابحلدود اجلغرافية وأنه بعدم اس تجابة وزير ادلاخلية للطلب يكون
قد خالف املقتضيات ادلولية أعاله وارتكب خطأ قانونيا ترتبت عنه أرضار" .بعد املداوةل ،قبلت احملمكة الطعن
شالك ورفضته موضوعا لنه ال يوجد أي نص قانوين يلزم وزارة ادلاخلية ابجلواب عن طلب يريم اإىل احلصول
عىل املعلومات اخلاصة بنتاجئ الانتخاابت( .)151ووضع احلزب ذاته طعنا أمام احملمكة االإدارية ابلرابط لتقرير
مسؤولية ادلوةل عن عدم متكينه من ادلمع املايل الس نوي املرصود للحزاب الس ياس ية بدعوى انتفاء حتقق
شوط اس تحقاقه لدلمع وذكل لعدم توفر التنظمي عىل منتخبني ومقاعد ابلهيئات المتثيلية .أجابت احملمكة احلزب
اإىل طلبه واعتربت ترصف االإدارة خمالفا للرساةل امللكية بتارخي 22ديسمرب 1986واليت حتث الوزير الول عىل
رصد مبالغ مالية س نواي دلمع قدرات التنظاميت الس ياس ية ،كام فيه خرق اللزتامات املغرب ادلولية (دمع حق
التجمع والاجامتع الس يايس :املواد 20/1و 2و 8أيضا من االإعالن العاملي حلقوق االإنسان الناصة عىل أن للك
خشص احلق يف أن يلجأ اإىل احملامك الوطنية الإنصافه من أعامل فهيا اعتداء عىل احلقوق الساس ية اليت مينحها هل
القانون ،املادة 21من العهد ادلويل للحقوق املدنية والس ياس ية) (.)152
( )150م .اإد ،الرابط ،حمك عدد 912بتارخي 15أكتوبر ،1998الكتابة ا إالقلميية حلزب الطليعة ادلميقراطي الاشرتايك ابحملمدية ضد اخلليفة
الول لعامل عامةل احملمدية ،اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية ،عدد ،26يناير – مارس ،1999ص.227 .
( )151م .اإد ،الرابط ،حمك عدد 80بتارخي 5مارس ،2002حزب الطليعة ادلميقراطي الاشرتايك ضد وزير ادلاخلية ،اجملةل املغربية ل إالدارة
احمللية والت منية ،عدد ،47نومفرب – ديسمرب ،2002ص.179 .
( )152م .اإد ،الرابط ،حمك عدد 3211بتارخي 10أكتوبر ،2013حزب الطليعة ادلميقراطي الاشرتايك ضد ادلوةل املغربية ،منشور يف محمد
الهيين ،املرتكزات ادلس تورية الناظمة للعمل القضايئ للمحمكة االإدارية ابلرابط وفقا الجهتادات حممكة النقض ،القضاء الشامل ،املرجع
السابق ،ص.755 .
103
ورفع احلزب املغريب الليربايل دعوى ضد املدير العام للقناة الثانية بعدما رفضت هذه الخرية بث
موقف احلزب املقاطع لها يف اإطار برانجمه الرايم اإىل فضح الاس تغالل اخلاص للوسائل العمومية .وأسس
احلزب طعنه عىل وس يةل فريدة ممتثةل يف خرق القناة املطعون ضدها لالتفاقية ادلولية رق VII 630اخلاصة
ابحلق ادلويل يف التصحيح( .)153واجلدير ابذلكر أن الك من الطرف الطاعن والقايض جانبا الصواب عندما
اعتقدا خطأ أن املغرب صادق عىل هذه االتفاقية .فالمتسك ابإعامل معاهدة دولية يقتيض وجواب أن يكون
املغرب طرفا فهيا .لقد استبعد القايض االإداري تطبيق نص املعاهدة لنه يف نظره ينحرص جمال اإعامهل بني ادلول
فقط وال ميكن للفراد الاس تفادة من مقتضياته" :حيث اإنه وبغض النظر عن مدى توافر الرشوط القانونية
لتطبيق االتفاقية املذكورة يف الترشيع ادلاخيل املغريب ،فاإنه ابلرجوع اإىل مضمون االتفاقية املمتسك هبا يتبني أهنا
تريس قواعد حق ادلول يف الاس تدراك الصحفي ،فهىي بذكل حبسب مضموهنا قابةل للتطبيق بني ادلول فقط
ابعتبارها أشخاصا للقانون ادلويل من خالل الاعرتاف لها حبق اس تدراك وتكذيب الخبار واملعلومات املاسة
بعالقاهتا مع ابيق ادلول وكذا املاسة بكرامهتا ووضعها ادلويل ،اإىل جانب الزتام ادلول الخرى بتلقي الاس تدراك
املقدم اإلهيا لنقهل اإىل املراسل أو املؤسسة الصحفية اليت نرشت تكل الخبار واملعلومات ،مما جيعل االتفاقية
املمتسك هبا -لهذه العةل -غري قابةل للتطبيق عىل انزةل احلال لعدم انسجام مضموهنا مع طبيعة احلق املطالب
به ،هذا فضال عن كون احلزب املدعي متسك بكون القناة املدعية خرقت االتفاقية املذكورة دون أن يبني
ابذلات وجه ذكل اخلرق وال املقتضيات اليت تعطيه احلق املدعى به ،مما جيعل الطلب -من هذه الناحية أيضا
-غري ذي أساس ويتعني ذلكل احلمك برفضه"(.)154
وشلكت ادلعوى اليت رفعها وزير ادلاخلية والهادفة اإىل احلمك ابإبطال وحل احلزب ادلميقراطي المازيغي
املغريب مناس بة أخرى الإاثرة تطبيق االتفاقيات ادلولية اخلاصة حبقوق االإنسان ،حيث المتس الطرف املطعون
ضده احلمك برفض الطلب معتربا أن احلزب ليس يف وضعية خمالفة للقانون كام أن ادلعوى خمالفة لاللزتامات
ادلولية للمغرب يف جمال حقوق االإنسان .يبدو أن احملمكة مل تقتنع حبجج اجلهة املدعى علهيا وقررت أن "أسس
احلزب وأهدافه كام يه مرسومة يف برانجمه الس يايس تويح بأن هناك فصال بني املكوانت البرشية للمجمتع،
واحلال أن ادلس تور املغريب يؤكد مبدأ مساواة املواطنني أمام القانون ،ومن مث فاإن املواطنة من خالل رابطة
اجلنس ية يه اليت حتدد حقوق والزتامات امجليع ،وليس هناك أي نص ترشيعي أو تنظميي يقمي متيزيا سلبيا جتاه
أي أحد من املواطنني بسبب دينه أو عرقه أو لغته أو هجته ،مما جيعل ما متسك به احلزب من رضورة تفعيل
مضامني االتفاقيات ادلولية حول المتيزي االإجيايب يف غري حمهل لعدم وجود مفهوم القليات يف بنية اجملمتع املغريب
( )153اعمتدت مبوجب قرار امجلعية العامة للمم املتحدة ( 630د )7-املؤرخ يف 16ديسمرب .1952اترخي بدء النفاذ 24 :أغسطس ،1962
وفقا لحاكم املادة .8عدد الطراف .17 :دولتان عربيتان فقط صادقتا عىل هذه االتفاقية؛ يتعلق المر مبرص وسوراي.
( )154م .اإد ،الرابط ،حمك عدد 1097بتارخي 8سبمترب ،2003احلزب املغريب الليربايل ضد املدير العام للقناة الثانية ،اجملةل املغربية
للمنازعات القانونية ،عدد ،2005 ،4-3ص.262 .
104
ابلشلك اذلي حتدده تكل االتفاقيات"(.)155
ويف جمال الانتخاابت ،أاثرت املادة 5من القانون 36.04املتعلق ابلحزاب الس ياس ية املشار اإليه
سابقا جدال واسعا وصل صداه اإىل ردهات احملامك االإدارية .فغالبا ما يصطدم طلب بعض املرحشني لالنتخاابت
برفض السلطات االإدارية ،اليت ترى يف تغيري املرحش للحزب اذلي ميثهل ابإحدى غرفيت الربملان مانعا من املوانع
القانونية اليت حتول دون قبول ترش يحه بزتكية صادرة عن احلزب اذلي اخنرط فيه حديثا .ويثور اخلالف بني
اجلانبني حول القانون الواجب التطبيق للفصل يف الزناعات املتعلقة ابإيداع الرتش يحات وشوط قبولها .جفهة
االإدارة تستند ،عن هجل ،اإىل مقتضيات املادة 5من قانون الحزاب ،يف حني يعتربها املرحشون منافية لدلس تور
وخمالفة للمواثيق ادلولية( .)156من هجهتا ،تفصل احملامك االإدارية يف هذا النوع من املنازعات اعامتدا عىل املادتني
46و 68من مدونة الانتخاابت(.)157
ومبناس بة انتخاب رؤساء جمالس امجلاعات ونواهبم بتارخي 19سبمترب ،2015رفعت بعض الطعون اإىل
احملمكة االإدارية ابلرابط مهت تطبيق الفقرة السادسة من املادة 17من القانون التنظميي رق 113.14الصادر يف
7يوليو 2015واليت تنص عىل ما ييل" :يتعني العمل عىل أن تتضمن الحئة ترش يحات نواب الرئيس عددا من
املرتحشات ال يقل عن ثلث نواب الرئيس" .أعطى القضاة االإداريون تفسريا لهذا املقتىض يف ضوء الالزتامات
ادلولية للمغرب الرامية اإىل القضاء عىل لك مظاهر المتيزي اليت تكون املرأة عرضة لها" :وحيث يس تفاد من هذا
املقتىض القانوين أن املرشع نص بصيغة الوجوب املمتثةل يف عبارة "يتعني" عىل رضورة مراعاة المتثيلية النسائية
يف تشكيةل املكتب املسري للجامعة بنس بة الثلث عىل القل ،وهو مقتىض يبقى واجب التفعيل عىل اعتبار أنه
يدخل يف اإطار التدابري القانونية اليت تفرضها املادة الثالثة من االتفاقية ادلولية املصادق علهيا من طرف املغرب
املتعلقة مبناهضة مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة ،من خالل معل ادلوةل عىل التزنيل الترشيعي املتدرج للمبدأ
ادلس توري املنصوص عليه يف الفصل 19من ادلس تور اذلي يلزهما ابلسعي حنو حتقيق املناصفة بني النساء
والرجال ،ويه غاية يتطلب حتقيقها ضامن مشاركة أوسع للمرأة يف احلياة العامة عن طريق سن مجموعة من
ا إالجراءات اليت تستند اإىل مبدأ المتيزي االإجيايب لصاحل املرأة بفرض حضورها يف اجملالس املنتخبة استنادا اإىل
مبدأ "الكوطا" ،وذكل من أجل الهنوض يف مرحةل أوىل بوضعها داخل اجملمتع مبا يسامه يف حتقيق الرشوط
اجملمتعية والس ياس ية اليت جتعل املرأة قادرة عىل الوصول يف مرحةل اثنية اإىل مواقع املشاركة يف احلياة الس ياس ية
( )155م .اإد ،الرابط ،حمك عدد 637بتارخي 17أبريل ،2008وزير ادلاخلية ضد احلزب ادلميقراطي المازيغي املغريب ،اجملةل املغربية
للمنازعات القانونية ،عدد ،2010 ،11-10ص ،320 .منشور كذكل مبجةل حمامكة ،عدد ،5نومفرب -يناير ،2009 – 2008ص.269 .
( )156م .اإد ،الرابط ،حمك عدد 1109بتارخي 21مايو ،2009محمد بنعطية ضد ادلوةل املغربية ،اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية ،عدد
،2009 ،85-84ص247 .؛ م .اإد ،مراكش ،حمك عدد 320بتارخي 25مايو ،2009الطاعن ضد قائد قيادة حربيل ،اجملةل املغربية
لدلراسات القانونية والقضائية ،عدد ،1أكتوبر ،2009ص.353 .
( )157ظهري شيف رق 1.97.83صادر يف 23من ذي القعدة 2( 1417أبريل )1997بتنفيذ القانون رق 9.97املتعلق مبدونة الانتخاابت،
جريدة رمسية ،عدد 4470بتارخي 24ذي القعدة 3( 1417أبريل ،)1997ص.570 .
105
بدون احلاجة اإىل اإجراءات المتيزي االإجيايب املشار اإلهيا ،مبعىن أن هاته الخرية تبقى جمرد اإجراءات مؤقتة ينقيض
العمل هبا عندما تتحقق املساواة الفعلية بني الرجل واملرأة يف ش ىت اجملاالت حبمك الواقع وليس ابالستناد اإىل
مثل هاته التدابري"(.)158
المبحث الثاني :الجيل الثاني لحقوق اإلنسان
ابلرمغ من اجملهودات اليت تبذلها ادلوةل يف سبيل هتيئة الظروف الرضورية لمتكني املواطنني من المتتع
حبقوقهم الاقتصادية والاجامتعية والثقافية ،اإال أن هناك معوقات حتول دون حتقيق هذا الهدف ،اليشء اذلي
تتودل عنه بعض املنازعات ترفع اإىل القضاء للبت فهيا .فاحلق يف التعلمي (املطلب الول) ،واحلق النقايب (املطلب
الثاين) ،واحلق يف الصحة (املطلب الثالث) ،واحلق يف الشغل وتقدل الوظائف العمومية (املطلب الرابع) تشلك
أمه احلقوق واحلرايت اليت اثرت خبصوصها منازعات تصدى لها القضاء االإداري بكثري من اجلرأة والرصامة.
( )161مرسوم رق 2.96.796صادر يف 11من شوال 19( 1417فرباير )1997بتحديد نظام ادلراسة والامتحاانت لنيل ادلكتوراه ودبلوم
ادلراسات العليا املعمقة ودبلوم ادلراسات العليا املتخصصة وكذا الرشوط واالإجراءات املتعلقة ابعامتد املؤسسات اجلامعية لتحضري
الشهادات املذكورة وتسل ميها ،جريدة رمسية ،عدد 4458بتارخي 12شوال 20( 1417فرباير ،)1997ص.328 .
( )162م .اإد ،الرابط ،حمك عدد 530بتارخي 30يونيو ،1999عبد الفتاح داودة ومن معه ضد قيدوم لكية احلقوق ابلرابط -السوييس،
اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية ،عدد ،30يناير -فرباير ،2000ص.145 .
( )163م .اإد ،أاكدير ،حمك عدد 2009/116بتارخي 19غشت ،2009املهدي أبو احملاسن ومن معه ضد وزير الرتبية الوطنية والتعلمي
العايل وتكوين الطر والبحث العلمي ،جمةل املرافعة ،عدد ،20أكتوبر ،2010ص.382 .
( )164م .اإد ،الرابط ،حمك عدد 1076بتارخي 21مارس ،2013الطاعنة ضد رئيس اجمللس البدلي للقنيطرة ،س بق ذكره.
107
المطلب الثاني :الحرية النقابية
تعترب احلرية النقابية معوما واحلق يف ا إالرضاب عىل وجه التحديد من املواضيع اليت عرفت جدالا
واسعا بني طرفني غري متاكفئني؛ الفراد من هجة ،واالإدارة من هجة أخرى .ورمغ تكريس حق ممارسة ا إالرضاب
دس توراي ،اإال أن الواقع يبني أن اخلالف الزال قامئا واملنازعات القضائية يف تصاعد ملموس .بل أكرث من ذكل،
متزي الاجهتاد القضايئ ابلتضارب بني مؤيد حلق ا إالرضاب وبني معارض هل يف الوظيفة العمومية( .)165ومييل
طالبو االإلغاء اإىل اس تحضار املواثيق ادلولية اليت تضمن احلرية النقابية واملصادق علهيا من طرف املغرب؛
ويتعلق المر ابلفقرة 4من املادة 23من االإعالن العاملي حلقوق االإنسان والفقرة الوىل من املادة 23من العهد
ادلويل اخلاص ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية( .)166ويشاطر القايض االإداري وهجة النظر هاته لكنه
يتحفظ يف اإعامل مقتضيات الصكوك ادلولية دون قيد وال شط .ففي منظوره ،تعترب مغادرة مقر العمل
للمشاركة يف وقفات احتجاجية بدون تقدمي طلب االإذن ابلتغيب اإىل الرئيس املباش ،وكذا املشاركة يف ترديد
شعارات متس مصداقية وقدس ية احملمكة اليت يعمل هبا الطاعن رمغ أهنا مل تكن سببا يف الوقفة الاحتجاجية،
واقعة اكفية تربر عقوبة االإنذار املتخذة يف حقه" :لكن حيث اإنه ولنئ اكنت لك االتفاقيات واملواثيق ادلولية
والقوانني الوطنية اليت أشار اإلهيا الطاعن تؤكد عىل احلرايت النقابية وتكرس العمل النقايب والاعرتاف اب إالرضاب
اإال أن ذكل مرشوط بوجود اإطار مؤسسايت منضبط وقوانني تنظم كيفية ممارسة هذه احلقوق وأن أي معل
( )167م .اإد ،وجدة ،حمك عدد 8بتارخي 16فرباير ،2006عيل صاحل ضد وزير العدل ،ملف رق /1162004غ؛ م .اإد ،وجدة ،حمك
عدد 10بتارخي 16فرباير ،2006اإدريس بنتاج ضد وزير العدل ،ملف رق /1132004غ؛ م .اإد ،وجدة ،حمك عدد 12بتارخي 16فرباير
،2006عبد القادر فتس ين ضد وزير العدل ،ملف رق /1152004غ؛ م .اإد ،وجدة ،حمك عدد 13بتارخي 16فرباير ،2006كرمية فزنار
ضد وزير العدل ،ملف رق /1182004غ؛ م .اإد ،وجدة ،حمك عدد 14بتارخي 16فرباير ،2006مصطفى بلحلويم ضد وزير العدل،
ملف رق /1172004غ.
( )168م .اس تئناف .اإد ،الرابط ،قرار عدد 316بتارخي 23مايو ،2007أسامء زهو ضد وزير الصحة العمومية ،ملف رق 5/07/55؛ م.
اس تئناف .اإد ،الرابط ،قرار عدد 471بتارخي 4يوليو ،2007سلمى جبوج ضد وزير الصحة العمومية ،ملف رق 5/07/116؛ م.
اس تئناف .اإد ،الرابط ،قرار عدد 730بتارخي 17أكتوبر ،2007خادل روشدي ضد وزير الصحة العمومية ،اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية
والت منية ،عدد ،93يوليو-غشت ،2010ص.174 .
( )169م .اإد ،أاكدير ،حمك عدد 2004/763بتارخي 21أكتوبر ،2004ورثة الضاوية أيت محمد ضد وزير الصحة ،جمةل املرافعة ،عدد ،16
أكتوبر ،2005ص.261 .
( )170م .العىل ،غ .اإد ،قرار رق 181ق .ت بتارخي 21فرباير ،2007ادلوةل املغربية ومن معها ضد ورثة الضاوية بنت محمد ،اجملةل
109
وابلنظر اإىل المهية اليت تكتس هيا الصحة يف حياة الفرد خاصة اإذا اكن يشغل وظيفة معومية ،فاإن
رفض طلب الانتقال اذلي تقدمت به الطاعنة اليت تشكو من وضعية حصية متدهورة ،يعد جتاوزا يف اس تعامل
السلطة ،وإارضارا واحضا حبقها يف العالج اذلي جيد مصدره وتربيره يف احلق يف الصحة اذلي نصت عليه
االتفاقيات ادلولية .فاحلاةل الصحية للمدعية تس توجب خضوعها لعناية ابلغة ومراقبة طبية مس مترة حتت إاشاف
مصلحة طبية خمتصة يف أمراض اللكي( .)171ورمغ موقف اجمللس العىل املتحفظ من اإعامل املعاهدات ادلولية،
فاإن احملمكة االإدارية بأاكدير اس مترت يف االإحاةل عىل مقتضيات الصكوك ادلولية اخلاصة حبقوق االإنسان ابعتبارها
مصدرا أساس يا من مصادر الرشعية ،اليشء اذلي يمن عن تطور كبري يف اس تلهام واستيعاب مضمون املعاهدات
ادلولية" :وحيث اإن التأمني االإجباري السايس يعترب من وسائل ومظاهر احلق يف الصحة واذلي أصبح بدوره
يعترب حقا من احلقوق الساس ية يف الترشيعات والقوانني املنظمة حلقوق االإنسان عىل املس تويني ادلاخيل
وادلويل وذكل لالرتباط الوثيق بني احلق يف الصحة واحلق يف احلياة ومل يعد جائزا أن ينال أي ترشيع من
عنارصه أو يغري من طبيعته أو جيرده من لوازمه وال أن يفصال عن بعض أجزائه أو يقيد من مباشة احلقوق
اليت تتفرع عنه من غري رضورة تقتضهيا وظيفته الاجامتعية .وحيث اإنه فضال عن ذكل ،فاإنه إازاء حيوية قواعد
التأمني االإجباري السايس وتعلقها ابلنفع العام وارتباطها حبامية الطبقات الضعيفة ،فاإن هذه القواعد تنمتي اإىل
النظام العام ملا نصت عليه ترشيعات التأمني الصحي واملواثيق واملعاهدات"(.)172
ونظرت احملمكة االإدارية بوجدة حديثا يف قضية تتعلق بتقاعس ادلوةل عن توفري العالج الرضوري
لس يدة مصابة مبرض خبيث ،كام مل متنحها التسهيالت واملساعدات الالزمة للسفر خارج الوطن قصد تلقي
العالج رمغ التقارير الطبية اليت تشهد حبالهتا الصحية احلرجة .مل جتد احملمكة أدىن صعوبة يف تقرير مسؤولية
ادلوةل مستندة يف ذكل اإىل دس تور اململكة ومقتضيات االتفاقيات ادلولية املصادق علهيا" :وحيث اإنه أمام هذه
املعطيات ومادامت اجلهة املدعى علهيا تقر رصاحة أو مضنا بعدم توفر االإماكنيات لعالج املدعية فاإنه اكن
يتوجب علهيا أن تبادر اإىل توفري البديل من العالج لهذه الخرية مادام أن وزارة الصحة واملراكز الاستشفائية
التابعة لها منوط هبا توفري العالج للمرىض وتأمني اخلدمات الطبية للك املواطنني لكون هذا احلق هو من
احلقوق الساس ية اليت جيب أن يمتتع هبا املريض وهو احلق املكفول مبقتىض ادلس تور واملواثيق ادلولية اليت
صادق علهيا املغرب والزتم بتطبيقها"(.)173
املغربية ل إالدارة احمللية والت منية ،عدد ،89نومفرب -ديسمرب ،2009ص.169 .
( )171م .اإد ،وجدة ،ملف عدد 2001/104بتارخي 12سبمترب ،2001مسرية الوجلي ضد وزير الرتبية الوطنية؛ م .العىل ،غ .اإد ،قرار
رق 283بتارخي 24أبريل ،2003الوكيل القضايئ للمملكة ضد مسرية الوجلي ،اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية ،عدد ،58 -57يوليو-
أكتوبر ،2004ص.218 .
( )172م .اإد ،أاكدير ،حمك عدد 2010/160بتارخي 18مارس ،2010فتيحة االإدرييس ضد الصندوق الوطين ملنظامت الاحتياط الاجامتعي،
اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية ،عدد ،95 -94سبمترب -ديسمرب ،2010ص.242 .
( )173م .اإد ،وجدة ،حمك عدد 425بتارخي 21سبمترب ،2010ورثة عائشة خمتاري ضد وزيرة الصحة ،ملف عدد .6/09/70
110
وبتت احملمكة االإدارية ابلرابط يف دعوى تعويض مدعية عن وفاة ابهنا القارص نتيجة الاعتداء عليه من
طرف رجال المن اذلين تدخلوا الإهناء أعامل الشغب اليت عرفهتا اإحدى مبارايت كرة القدم ابملركب الراييض
محمد اخلامس ابدلار البيضاء .بدأت احملمكة بتقرير مسؤولية مرفقي المن والصحة وربطت بني احلق يف احلياة
واحلق يف العالج نظرا للعالقة العضوية بيهنام اعامتدا عىل مقتضيات ادلس تور (الفصل )20والصكوك ادلولية
اخلاصة حبقوق االإنسان" :وحيث يعترب حق املواطن يف احلياة والمن والسالمة الشخصية من حقوق االإنسان
واليت تكفلها العديد من املعاهدات ادلولية اليت قام املغرب ابلتوقيع علهيا حبيث نصت املادة 3من االإعالن
العاملي حلقوق االإنسان عىل حق لك فرد يف احلياة والمان عىل خشصه وأكدت ذات املعىن الفقرة الوىل من
املادة 6والفقرة الوىل من املادة 9من العهد ادلويل للحقوق املدنية والس ياس ية ( )...وحيث يعترب حق املواطن
يف احلصول عىل الرعاية الصحية من حقوق االإنسان واليت تكفلها العديد من املعاهدات ادلولية اليت قام املغرب
ابلتوقيع علهيا ،فقد أكدت املادة 25من امليثاق العاملي حلقوق االإنسان حق لك خشص يف "مس توى معيشة
يكفي لضامن الصحة والرفاهة هل ولرسته ،وخاصة عىل صعيد العناية الطبية وصعيد اخلدمات الاجامتعية
الرضورية" .كام تشري املاداتن التاسعة والثانية عرش من العهد ادلويل ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية
اإىل حق لك خشص يف المتتع بأعىل مس توى من الصحة اجلسمية .وتتضمن التدابري اليت جيب عىل ادلوةل أن
تتخذها لتأمني ممارسة هذا احلق ،ابالإضافة اإىل هتيئة ظروف من شأهنا تأمني اخلدمات الطبية والعناية للجميع
يف حاةل املرض ،كام أشار دس تور منظمة الصحة العاملية يف ديباجته اإىل أن المتتع بأعىل مس توى متاح من
الصحة هو أحد احلقوق الساس ية ل إالنسان .وحيث تعترب ادلوةل مسؤوةل وطنيا ودوليا عن الوفاء اباللزتامات
املتعلقة حبقوق االإنسان يف جمال الصحة عن طريق الامتس س بل انتصاف فعاةل فامي يتعلق برفض العالج"(.)174
والبد من التوقف عند اإحدى القضااي اليت مرت من خمتلف درجات التقايض وانقشت مسأةل يف غاية
المهية ختص لك املواطنني دون اس تثناء؛ اإهنا ببساطة شديدة احلق يف الصحة غري القابل للترصف .تتلخص
وقائع النازةل يف كون املدعية نزهة ملطي قامت ابإجراء حفوصات طبية ابملصحة اجلامعية جلراحة ادلماغ والعصاب
مبستشفى الاختصاصات ابلرابط ،وأجنز لها تقرير طيب ،غري أن حالهتا املادية مل متكهنا من حتمل مصاريف
العالج ،اليشء اذلي ارتأت معه مراسةل لك من وزير الصحة ومندوب وزارة الصحة بلكممي ووايل هجة لكممي
السامرة بعد عرض حالهتا يف وسائل االإعالم ،غري أن طلهبا مل جيد أذاان صاغية ،فأصبحت عرضة ل إالهامل،
فرفعت أمرها اإىل القايض طلبا ل إالنصاف ،ابحلمك لفائدهتا بتعويض مادي قدره 1.000.000.000درمه مع توفري
العالج لها ابإحدى املصحات ابملغرب أو ابخلارج .يف املرحةل الابتدائية ،اعتربت احملمكة االإدارية بأاكدير أن
احلق يف الصحة من احلقوق الساس ية اليت أقرها كثري من املواثيق ادلولية .ذلكل ،فادلوةل ملزمة بتوفري رعاية
طبية وقائية وعالجية يف أحسن مس توى ممكن من الكفاءة مجليع الساكن وال حتول دونه عوائق مالية أو غريها
وذكل عن طريق اإنشاء ش بكة مناس بة من اخلدمات العالجية والوقائية والتأهيلية" :وحيث اإن احلاةل الصحية
( )174م .اإد ،الرابط ،ملف عدد 2010/12/575بتارخي 25يوليو ،2013سلوى الغرابوي ضد ادلوةل املغربية ،س بق ذكره.
111
للمدعية يف هذه النازةل تقتيض توفري عناية طبية وخدمات عالجية ليس من املس تحيل توفريها عىل أرض
الواقع وهو ما أقرت به االإدارة من خالل ملفها الطيب ،خاصة وأن ادلوةل قد ابشت ابلفعل تقدمي خدمات
طبية للمدعية يف املراحل الوىل ،غري أهنا توقفت عن مواصةل هذه اخلدمات دون الوصول اإىل أعىل مس توى
من الصحة اذلي تقتضيه العهود ادلولية اليت صادقت علهيا اململكة املغربية والزتمت بتنفيذها مبقتىض ادلس تور.
وحيث اإن ادلوةل أمام عدم توفريها للمرافق والتجهزيات الالزمة ملعاجلة املدعية وإانقاذها من اخلطر اذلي يهتددها
بني الفينة والخرى ،مع أهنا الضامنة وامللزمة بكفاةل حق العالج واحلق يف المتتع بصحة سلمية بأكرب قدر ممكن،
فاإن مسؤوليهتا عن الرضار اليت حلقت ابملدعية اثبتة ويتعني من أجل ذكل احلمك عىل ادلوةل املغربية يف خشص
الس يد الوزير الول بتوفري العالج عىل نفقهتا للمدعية مع ما يرتتب عن ذكل قانوان"(.)175
أيدت حممكة الاس تئناف االإدارية( )176احلمك الصادر ابتدائيا ،معتربة أن "طبيعة املرض اذلي أمل
ابملدعية ،وابعتباره يشلك حاةل اندرة تس تلزم تضافر وبذل اجلهود من طرف وزارة الصحة العمومية املسؤوةل
الوىل والخرية عىل سالمة اجملمتع من المراض ،وعىل حماربهتا مبا يضمن المن والاس تقرار فيه ،وذكل
ابالعرتاف حبق املواطن يف هذا اجملال اإن عىل مس توى الاس تقبال أو عىل مس توى تشخيص املرض ،أو عىل
مس توى توفري العالج ،ومبا يعكسه هذا الاعرتاف عىل أرض الواقع" .وأبرزت احملمكة نطاق الواجب اذلي يقع
عىل عاتق االإدارة ،فهو "ميتد ليشمل لك ما ال يس تطيع املواطن أن يس تقل بتوفريه لنفسه ( ،)...ويطوق ادلوةل
بتوفري العالج مبفردها أو عن طريق التعاون ادلويل لهتيئة الظروف املالمئة اليت من شأهنا تأمني اخلدمات
الصحية اليت ابتت تشلك حقوقا كونية لصيقة ابحلق السايس العاملي ل إالنسان يف احلياة" .مل يرق هذا املوقف
للطرف املطعون ضده ،فطعن فيه الوكيل القضايئ للمملكة ابلنقض بعد تفويض الوزير الول هل ابلنيابة عنه.
تناول قرار اجمللس العىل( )177نقطتني أساس يتني نصوغهام يف شلك سؤالني :هل الاستناد اإىل االتفاقية ادلولية
مرشوط مبصادقة املغرب علهيا؟ وما مدى الواجب امللقى عىل عاتق ادلوةل خبصوص توفري العالج للمواطنني؟
اعتربت اجلهة الطالبة للنقض "أنه ابلرجوع اإىل الفصل 31من ادلس تور املغريب ( )1996جنده قد حدد
مسطرة املصادقة عىل املعاهدات ادلولية ،ذلكل اكن عىل احملمكة قبل اعامتد املواثيق ادلولية أن تعلل ذكل
والتأكد ما اإذا اكن املغرب قد صادق عىل تكل املواثيق وهل مت نرشها ابجلريدة الرمسية أم ال حىت يمتكن اجمللس
العىل من بسط رقابته مما جيعل القرار مبنحاه هذا عرضة للنقض" .يف معرض ردها عىل هذه الوس يةل القانونية
املثارة ،اقتنعت الغرفة االإدارية بوجاهة جحة طاليب النقض فاعمتدهتا بقولها" :حيث تبني حصة ما نعته الوس يةل
عىل القرار ،ذكل أن الاستناد اإىل املعاهدات واملواثيق ادلولية لتقرير مسؤولية االإدارة رهني ابملصادقة عىل
( )175م .اإد ،أاكدير ،حمك عدد 2007/148بتارخي 27أبريل ،2007نزهة ملطي بنت محمد اخملطار ضد ادلوةل املغربية ،جمةل القرص ،عدد
،19يناير ،2008ص.243 .
( )176م .اس تئناف .اإد ،مراكش ،قرار عدد 125بتارخي 26مارس ،2008ادلوةل املغربية ضد نزهة ملطي بنت محمد اخملطار ،ملف رق
.1-2007/6/323
( )177م .أعىل ،غ .اإد ،قرار عدد 28بتارخي 13يناير ،2010جمةل قضاء اجمللس العىل ،عدد ،72ديسمرب ،2010ص.213 .
112
هذه املواثيق واملعاهدات" .وجوااب عن السؤال الثاين ،يبدو أن الغرفة االإدارية ابجمللس العىل مل تساير احملمكة
املطعون يف قرارها ابلنقض ،وهو ما يظهر جبالء من حيثيات القرار" :وحيث اإنه اإذا اكنت االإدارة ملزمة
ابستيفاء خدمة عامة ويه خدمة العالج ،فاإهنا مل تتأخر يف ذكل اإهامال وإاناكرا حلق املريضة يف العالج ،بل
قامت مبا جيب علهيا يف حدود اإماكانهتا املتاحة .وحيث اإن الادعاء بأن ادلوةل ملزمة بعالج املواطنني اإطالقا
حىت يف احلاالت النادرة ،وأهنا أمهلت أداء واجهبا ،يكون مبثابة حتميلها عبئا ثقيال والزتاما صارما ال يتيح لها ما
بني أيدهيا من وسائل القيام بواجهبا .وحيث جيب تقدير جسامة الواجبات امللقاة عىل عاتق ادلوةل وما تتوفر
عليه من وسائل وإاماكانت فعلية ملواهجهتا ،وأهنا تكون مسؤوةل عن خطأ ميكن تفاديه ابحلرص العادي وغري
مسؤوةل اإذا اكن ال ميكن تفاديه اإال ابختاذ اإجراءات اس تثنائية تتجاوز قدرهتا الفعلية" .خلص قضاة اجمللس
العىل يف هناية املطاف اإىل أن حممكة الاس تئناف ملا محلت ادلوةل مسؤولية عدم عالج املطلوبة يف النقض
دون مراعاة ملا س بق ذكره ابلعلل الواردة يف القرار تكون قد عللت قرارها تعليال فاسدا يوازي انعدامه ويعرضه
ابلتايل للنقض.
وصدر قرار عن حممكة النقض( )178يؤكد هذا التوجه حيث اعتربت أنه ولنئ اكنت ادلوةل تضمن
مبقتىض ادلس تور احلق يف التطبيب والعالج ملواطنهيا ،فاإن ضامهنا ذلكل ينحرص يف حدود االإماكنيات املتاحة
لها داخل أرض الوطن وال ميكهنا ضامن العالج ملواطنهيا بأي دوةل أجنبية ،فضال عن عدم مسؤوليهتا عن
امتناع تكل ادلوةل منح تأشريهتا للمريض من أجل العالج ملا ذلكل من عالقة مبسأةل الس يادة.
المطلب الرابع :الحق في الشغل وتقلد الوظائف العمومية
ارتفع يف الس نوات الخرية جحم املطالب برضورة توفري مناصب معل ،خاصة يف القطاع العام ،كام
اعرتت بعض املبارايت االإدارية شوائب وعيوب مسطرية وشلكية ،رفع املترضرون مهنا طعوهنم اإىل القضاء.
يف هذا الس ياق ،طعن أحد الفراد املرحشني الجتياز مباراة توظيف أس تاذ التعلمي العايل يف شعبة اجلغرافيا بعد
اإلغاء وزارة التعلمي العايل لنتيجة املباراة بطلب من معيد اللكية املتعددة التخصصات بتازة ،مؤسسا طعنه عىل
مجموعة من الوسائل من بيهنا خمالفة املواثيق ادلولية ،فاس تجابت احملمكة لطلبه( .)179واندلعت قضية من العيار
الثقيل عرفت ابمس حمرض 20يوليو 2011بني املعطلني وحكومة الس يد عبد االإهل ابن كريان اذلي تراجع عن
قرار توظيف املئات من احلاملني للشهادات العليا ،هذا القرار اذلي اختذته حكومة سلفه الس يد عباس الفايس،
بدعوى أن النصوص القانونية وعىل رأسها ادلس تور ال تسمح بذكل( .)180بعد أخذ ورد ونقاش طويل يف
( )178م .النقض ،غ .اإد ،قرار عدد 135بتارخي 13فرباير ،2014الوكيل القضايئ للمملكة ضد فاطمة طباش ،نرشة قرارات حممكة النقض،
الغرفة االإدارية ،السلسةل ،4العدد ،2014 ،18ص.180 .
( )179م .اإد ،مكناس ،حمك عدد 3/2007/10غ بتارخي 11صفر ،1428الطاعن ضد وزير الرتبية الوطنية والتعلمي العايل ،جمةل احملامك
االإدارية ،عدد ،3مايو ،2008ص.340 .
( )180الفصل 31من دس تور ،2011س بق ذكره؛ القانون رق 50.05بتارخي 19ماي 2011بتغيري وتمتمي الظهري الرشيف مبثابة النظام
السايس العام للوظيفة العمومية؛ مرسوم 25نومفرب 2011بتحديد شوط وكيفيات تنظمي مبارايت التوظيف يف املناصب العمومية ،س بق
113
خمتلف ادلوائر من اإعالم وبرملان وغريهام ،اس تقر رأي مجموعة من املترضرين عىل طرق ابب القضاء .وبعد طول
انتظار ،أصدرت احملمكة االإدارية ابلرابط( )181أحاكما طويةل ومعلةل تعليال وافيا لصاحل املعطلني انقشت فيه
مجةل من النقاط القانونية خنتار مهنا أحد الحاكم احلديثة( .)182من حيث الشلك ،دفعت االإدارة املدعى علهيا
ابنعدام الصفة ،وابندراج الطلب يف غري املسكل املقرر قانوان ،ويه دعاوى الوضعية الفردية اليت ختاطب فقط
املوظفني والعاملني يف مرافق ادلوةل واملؤسسات العمومية وامجلاعات احمللية .بعد مناقشة احملمكة للك ادلفوع
الشلكية واستبعادها ،تناولت جوهر ادلعوى اذلي يدور حول احلمك عىل ادلوةل يف خشص رئيس احلكومة
ابختاذ لك االإجراءات القانونية املتعلقة بتسوية الوضعية االإدارية واملالية للطاعن ،وذكل بتوظيفه املباش ودون
اإجراء مباراة يف أسالك الوظيفة العمومية يف اإطار مزيانية 2012بناء عىل الشهادة اليت حيملها تنفيذا للمرسوم
الوزاري رق 2.11.100املؤرخ يف 2011-8-4وكذا حمرض االتفاق املوقع عليه يف 20يوليوز .2011يف هذا
االإطار كذكل ،مت االإدالء بثالثة دفوعات موضوعية يه :أوال ،ادلفع ابلنسخ وابلرتاتبية؛ اثنيا ،اإخالل التوظيف
املباش تنفيذا حملرض 20يوليو 2011مببدأ املساواة اذلي أقره ادلس تور وحث عىل التقيد به؛ اثلثا ،انعدام جحية
احملرض لكونه ال يسعف يف القول بقيام الزتام ابلتوظيف .بعد التعليل املس تفيض واملناقشة القانونية الرصينة،
خلصت احملمكة اإىل رضورة تسوية الوضعية االإدارية واملالية للطاعن مذكرة ابلرساةل النبيةل اليت يتحملها القضاء
كحام طبيعي للحقوق واحلرايت" :وحيث اإن الهدف الرئييس من اإخضاع االإدارة للقانون والرقابة القضائية هو
تأمني امحلاية حلقوق وحرايت الفراد ضد تعسف السلطات العامة ،وخصوصا السلطة التنفيذية ،وذلكل فاإنه
يفرتض يف دوةل القانون ضامن حقوق وحرايت الفراد ودمع مبدأ املسؤولية واحملاس بة وكرس حاةل الاس هتتار
ذكرهام.
وجتدر االإشارة اإىل أن رئيس احلكومة بلور مجموعة من املناشري قصد التقيد ابملقتضيات اجلديدة اليت جعلت املباراة القناة
الساس ية للتوظيف :منشور رق 14/2012بتارخي 19يونيو ،2012حول تدبري مبارايت التوظيف يف املناصب العمومية ،اجملةل املغربية
ل إالدارة احمللية والت منية ،عدد ،104ماي – يونيو ،2012ص369 .؛ منشور رق 24/2012بتارخي 22أكتوبر ،2012تدبري اإجراءات
التوظيف يف املؤسسات واملقاوالت العمومية ،اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية ،عدد ،107نومفرب – ديسمرب ،2012ص.313 .
( )181م .اإد ،الرابط ،حمك عدد 1888بتارخي 23ماي ،2013الطاعن ضد ادلوةل املغربية ،حمك منشور يف محمد الهيين ،املرتكزات
ادلس تورية الناظمة للعمل القضايئ للمحمكة االإدارية ابلرابط وفقا الجهتادات حممكة النقض ،القضاء الشامل ،املرجع السابق ،ص20 .؛ م.
اإد ،الرابط ،ملف رق 2012/5/568بتارخي 23ماي ،2013الطاعنة ضد ادلوةل املغربية ،نبيل بومحيدي ،م ميون خراط ،املنازعات االإدارية
عىل ضوء التوهجات احلديثة للقضاء االإداري ،منشورات جمةل العلوم القانونية ،سلسةل "فقه القضاء االإداري" ،عدد ،2014 ،1ص349 .؛
م .اإد ،الرابط ،حمك عدد 1982بتارخي 23ماي ،2013الطاعن ضد ادلوةل املغربية؛ م .اإد ،الرابط ،ملف عدد 2013/8/107بتارخي
24أكتوبر ،2013الطاعنة ضد ادلوةل املغربية ،حكامن منشوران يف محمد أوزاين ،مراد أيت الساقل ،أصول املنازعات االإدارية 20 ،س نة
عىل اإحداث احملامك االإدارية ابملغرب ،منشورات جمةل احلقوق ،سلسةل "املعارف القانونية والقضائية" ،دار نرش املعرفة ،مطبعة املعارف
اجلديدة ،الرابط ،2015 ،ص 343 .و.355
( )182م .اإد ،الرابط ،ملف عدد 2013-7105-1130بتارخي 23يناير ،2014الطاعنة ضد ادلوةل املغربية ،حمك منشور يف محمد الهيين،
املرتكزات ادلس تورية الناظمة للعمل القضايئ للمحمكة االإدارية ابلرابط وفقا الجهتادات حممكة النقض ،القضاء الشامل ،املرجع السابق،
ص.27 .
114
بنصوص القانون وبأحاكم احملامك ابلشلك املثري لالنتباه" .واستشهدت احملمكة االإدارية حبزمة من النصوص
القانونية وادلينية واتفاقيات حقوق االإنسان لوفاء احلكومة ابلزتاماهتا السابقة" :وحيث اإن عدم انضباط االإدارة
ملقتضيات القانون الناص عىل التوظيف املباش ،وللقواعد ادلس تورية الوطنية وادلولية املتصةل بلك من احلق
السايس يف الشغل ،ومبدأ املساواة ،وحامية املال العام لدلوةل من اخملاطر النامجة عن املسؤولية عن عدم
التنفيذ حيمت احلمك علهيا ابختاذ اإجراءات التسوية العاجةل والفورية للوضعية االإدارية واملالية للمدعي وفقا للمرسوم
الوزاري رق 2.11.100الصادر بتارخي 2011-8-4موضوع حمرض 20يوليوز ."2011
مل تستسغ احلكومة هذا احلمك القضايئ ،المر اذلي دفعها اإىل اس تئنافه معيبة عليه كون حممكة ادلرجة
الوىل قبلت دعوى الطاعن ابلرمغ من عدم توفره عىل الصفة اليت هل احلق يف تقدمي هذه ادلعوى طبقا ملقتضيات
الفصل الول من قانون املسطرة املدنية .كام اكن منتظرا من قبل كثري من الباحثني واملراقبني ،ألغت حممكة
الاس تئناف االإدارية( )183احلمك املس تأنف وتصداي حمكت بعدم قبول ادلعوى شالك معلةل قرارها ابنتفاء الصفة
دلى الطاعن" :وحيث اإنه تفريعا مما مت بسطه أعاله ،وملا اكن الطرف املس تأنف عليه يس هتدف من خالل
دعواه ،احلمك لفائدته بتسوية وضعيته االإدارية واملالية وذكل ابإدماجه يف أسالك الوظيفة العمومية وفق ملا جاء
يف حمرض 20يوليوز ،2011يكون قد أدرج دعواه مضن ادلعاوى املتعلقة ابلوضعية الفردية للموظفني والعاملني
يف مرافق ادلوةل وامجلاعات احمللية واملؤسسات العمومية ،املنصوص علهيا يف املادة 8املشار اإلهيا أعاله ،واحلال
أنه مل يتحقق تعيينه يف أي منصب مضن أسالك الوظيفة العمومية ،أو اكتسب صفة موظف معويم ممتتع
بوضعية قانونية ونظامية إازاء االإدارة املعنية ،حبسب الثابت من عنارص املنازعة ومعطياهتا ،حىت جيوز اعتباره
"يف حمك املوظف حبسب الطبيعة أو املأآل واحملمتل خضوعه ملسطرة الولوج" ،كام ذهب اإىل ذكل احلمك
املس تأنف ،مادام أن القوانني املنظمة جملال الوظيفة العمومية تعد من النظام العام ،وال جيوز التوسع يف تفسريها
وتأسيس اس تثناءات علهيا أو خلق مفاهمي جديدة ختالفها وتكسب صفة املوظف لغري من هو خاضع لها؛ مما
تظل معه دعواه مقدمة حيادا عىل االإطار القانوين احملدد لها واملربر لي مطالبة رامية اإىل تسوية املركز القانوين
لرافعها ،وابلتايل انتفاء الصفة اليت ختول هل احلق يف تقدمي مثل هذه ادلعوى مبفهوهما القانوين املتقدم واملتواتر
عليه يف فقه القضاء االإداري .وحيث ابالإضافة اإىل ذكل ،فاإن التوظيف يف اإطار الوظيفة العمومية ،ال يمت اإال
بعد استيفاء عدد من املساطر واحرتام مجموعة من االإجراءات االإدارية واملالية القبلية وتوفر مناصب مالية شاغرة
يف القانون املايل ،تؤدي اإىل صدور قرارات من قبل الوزراء املعنيني ابلتوظيف داخل املصاحل االإدارية التابعة
اإىل وزارهتم ،وهو المر غري املتوفر يف انزةل احلال ادلاةل أوراقها عىل عدم حتقق أي تسمية للطرف املس تأنف
عليه يف أسالك االإدارة أو استنفاد اإجراءات موضوع احملرض احملتج به واملؤرخ يف 20يوليوز 2011واقرتاهنا
بتوفري مناصب مالية عامد أي توظيف يف اإدارات ادلوةل .وحيث ترتيبا عىل ما تقدم ،فاإن احملمكة االإدارية عندما
قبلت دعوى تسوية وضعية الطرف املس تأنف عليه مع أن وضعية ال ختول لصاحهبا تقدميه ملثل هذه ادلعوى،
( )183م .اس تئناف ،اإد ،الرابط ،ملف رق 14/7205/757بتارخي 22سبمترب ،2014الوكيل القضايئ للمملكة ومن معه ضد حمسني نعايم،
اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية والت منية ،عدد ،118-117يوليو – أكتوبر ،2014ص.389 .
115
فاإهنا مل جتعل حلمكها املس تأنف أساسا من القانون".
من هجة أخرى ،نددت احملامك االإدارية غري ما مرة بتعنت االإدارة يف التنفيذ وإارصارها غري املفهوم عىل
اإفراغ مبدأ جحية الحاكم القضائية وقدسيهتا من مضمونه وخمالفهتا الرصحية للفصل 126من ادلس تور اذلي يعترب
"الحاكم الهنائية الصادرة عن القضاء ملزمة للجميع( .كام) جيب عىل السلطات العمومية تقدمي املساعدة الالزمة
أثناء احملامكة ،اإذا صدر المر اإلهيا بذكل ،وجيب علهيا املساعدة عىل تنفيذ الحاكم" .تقول احملمكة االإدارية
ابلرابط يف هذا الشأن" :وحيث اإن اتصال عنرص اخلطأ ابلرضر الالحق ابملدعي من جراء الامتناع عن
التنفيذ وما تكبده من أرضار مادية ومعنوية تمتثل يف اخلسارة احلقيقية وفوات الكسب نتيجة حرمانه من حقه
يف الشغل ،والمن الوظيفي مبا يرتبط من أمن اجامتعي واس تقرار أرسي وكرامة اإنسانية املرتبطة ابلعيش جيعل
عنارص املسؤولية التقصريية قامئة يف حق االإدارة طبقا للفصل 448من قانون املسطرة املدنية"( .)184ويكتيس
الجر أمهية قصوى يف حياة املوظف ،ذلكل لك توقيف لراتبه الشهري حيادا عىل املساطر القانونية يعرض
قرار االإدارة املعيب ل إاللغاء" :وحيث من هجة اثنية ،فاإن الجر يعد من احلقوق الساس ية للموظف املكفوةل
مبوجب املواثيق ادلولية والقوانني الوطنية اليت أقرت ضامانت حامئية غايهتا حتصني هذا احلق ،وأن لك اإجراء
يس هتدف توقيفه يتعني أن يمت وفقا للضوابط القانونية املقررة ،كام أن وضع االإدارة وتفعيلها ملناشري أو دورايت
داخلية بغية تنظمي أو ضبط رصف الجور ملن هل احلق فهيا ،يتعني أن يمت يف ظل اس تحضار هذه الضامانت
وعدم املساس هبا"(.)185
واحتدم حديثا اخلالف بني االإدارة واملوظفني حول أحقيهتم يف تقدمي الاس تقاةل وابلتايل وضع حد
للعالقة التنظميية اليت تربطهم ابملرفق اذلي يش تغلون فيه ،حيث رفضت االإدارة أكرث من مرة الاس تجابة لطلب
الاس تقاةل مربرة موقفها السليب هذا حباجيات املرفق خلدمات موظفهيا خاصة عندما يتعلق المر بقطاع حيوي
وحساس مكرفق الصحة .فاحلق يف الصحة من احلقوق الساس ية املنصوص علهيا دس توراي ودوليا وهو الزتام
يقع عبء حتقيقه عىل ادلوةل .لقد أتيحت الفرصة حملمكة النقض حلسم هذا الزناع وذكل بتقرير مجموعة من املبادئ
اذلهبية كام يستشف ذكل من أحد قرارات الغرفة االإدارية يف املوضوع" :حيث اإن تنفيذ ادلوةل اللزتاماهتا
( )184م .اإد ،الرابط ،حمك عدد 912بتارخي 23يوليو ،2014الطاعن ضد مكتب تمنية التعاون ،أورده نبيل بومحيدي ،م ميون خراط،
املنازعات االإدارية عىل ضوء الاجهتاد القضايئ ،منشورات جمةل العلوم القانونية ،سلسةل "فقه القضاء االإداري" ،عدد ،2015 ،2ص.
.354أنظر كذكل :م .اإد ،الرابط ،حمك عدد 2395بتارخي 27يونيو ،2013الطاعن ضد الوايل عامل عامةل طنجة ،جمةل القضاء االإداري،
عدد ،2015 ،6ص.135 .
( )185م .اإد ،الرابط ،حمك عدد 4092بتارخي 03يوليو ،2014عبد اجمليد ألويز ضد اخلازن العام للمملكة ،اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية
والت منية ،عدد ،125نومفرب – ديسمرب ،2015ص409 .؛ أورده كذكل :نبيل بومحيدي ،م ميون خراط ،املنازعات االإدارية عىل ضوء
الاجهتاد القضايئ ،منشورات جمةل العلوم القانونية ،سلسةل "فقه القضاء االإداري" ،عدد ،2015 ،2ص.373 .
116
املقررة دس توراي وكذا ابالتفاقات ادلولية املصادق عليه من طرفها ،يتعني أن يمت يف اإطار مبدأ املرشوعية اذلي
يس توجب مراعاة العقود اليت تؤطر عالقهتا ابلفراد ،ومهنا العقود االإدارية اليت حتمك العالقة النظامية بيهنا وبني
موظفهيا وأنه ابلرجوع ملقتضيات املادة 32مكرر من املرسوم رق 2.91.527الصادر بتارخي 13ماي 1993
املتعلق بوضعية الطلبة اخلارجيني وادلاخليني واملقميني ابملراكز الاستشفائية احملتج هبا ،يتبني أهنا اإمنا رتبت عن
عدم وفاء املتخرجني املعنيني ابلزتاهمم خبصوص خدمة االإدارة ملدة مثان س نوات بعد اإهناء تكويهنم اإرجاعهم لفائدة
االإدارة املبالغ املؤداة هلم أثناء فرتة التكوين ،وهذا الثر وحده هو املقرر قانوان لتحللهم من الالزتام املذكور ،ذكل
أن النص املعمتد مل مينعهم من تقدمي اس تقالهتم اليت يعترب عدم جواب االإدارة عهنا قرارا مضنيا ابلرفض مشواب
بعيب انعدام السبب جيوز هلم املطالبة ابإلغائه أمام اجلهة القضائية اخملتصة مع ما يرتتب عىل ذكل قانوان وهو
املنحى اذلي سار فيه القرار املتخذ اذلي مل يتضمن ابلتايل أي خرق ،سواء للمرسوم املتعلق بوضعية املعنيني
أو الفصل 230من قانون الالزتامات والعقود"(.)186
ويف القطاع اخلاص ،أصبحت اتفاقيات الشغل املعمتدة من طرف منظمة العمل ادلولية حمل اهامتم
القايض املغريب وأحضت مصدرا أساس يا لتعليل الحاكم والقرارات الصادرة عنه .هكذا اعترب اجمللس العىل
أن مرشع القانون رق 65.99بشأن مدونة الشغل لنئ اكن قد كفل للطبقة العامةل مجموعة من احلقوق ،فاإنه قد
خص من بيهنا فئة الجراء واملمثلني النقابيني حبامية اإضافية مؤكدا يف سبيل الخذ هبا عىل اإعامل ما تضمنته
مقتضياته فضال عام جاءت به االتفاقيات واملواثيق ادلولية ذات الصةل( .)187مفحمكة النقض ذهبت مؤخرا اإىل
أن فصل الجرية من معلها بسبب س هنا اليت فاقت 60س نة عند التعاقد يشلك نوعا من المتيزي اذلي متنعه
املادة 5من االتفاقية رق 111املصادق علهيا من طرف اململكة املغربية س نة 1963خاصة وأن املشغل اكن عىل
عمل بتارخي ازدايد الطاعنة( .)188واعتربت ذات احملمكة أن اش تغال الجري رفقة أجراء أخرين حتت أشعة الشمس
احلارقة يتناىف مع رضورة جتهزي أماكن الشغل جتهزيا يضمن سالمة الجراء وفق مقتضيات املادة 281من مدونة
الشغل واتفاقية الصحة والسالمة املهنية الصادرة عن مؤمتر العمل ادلويل يف يونيو .1981وبناء عليه ،نقضت
الغرفة الاجامتعية قرار حممكة الاس تئناف اليت اعتربت أن الجري غادر العمل تلقائيا دون أن تبحث يف ما أثري
حول ظروف العمل خاصة وأن الشهود أكدوا عىل أن الجراء احتجوا عىل تشغيلهم فوق سطح املقاوةل وحتت
أشعة الشمس ،بل اإن بعضهم رصح أن املسؤول أخربمه بأن العامل اذلي مل يرقه المر ما عليه اإال أن يغادر،
وهو ما ال ميكن اعتباره اإال طردا مقنعا لكون الجراء مل يغادروا مبحض إارادهتم بل حتت تأثري الظروف غري
( )186م .النقض ،غ .اإد ،قرار عدد 790بتارخي 12يونيو ،2014الوكيل القضايئ للمملكة ضد ادلكتورة بثينة بنحربيط ،جمةل قضاء حممكة
النقض ،عدد ،2014 ،78ص.291 .
( )187م .العىل ،غ .اجامتعية ،قرار عدد 306بتارخي 08أبريل ،2010الطالبة ضد املطلوب ،نرشة قرارات اجمللس العىل املتخصصة،
السلسةل ،2اجلزء ،2011 ،7ص ،59 .منشور كذكل مبجةل احلقوق ،عدد ،2015 ،18ص.229 .
( )188م .النقض ،غ .اجامتعية ،قرار عدد 1299بتارخي 28ماي ،2015الطالبة ضد املطلوبة ،نرشة قرارات حممكة النقض ،الغرفة
الاجامتعية ،السلسةل ،4اجلزء ،2015 ،19ص.40 .
117
الصحية وغري املالمئة يف ماكن العمل( .)189أما يف ما يتعلق ابلفصل عن العمل ،فقد قضت حممكة النقض أن
مقتضيات املادتني 62و 63من مدونة الشغل تعد تزنيال من املرشع املغريب لالتفاقية ادلولية رق 158الصادرة
عن منظمة العمل ادلولية س نة 1982واملتعلقة مبسطرة الفصل التأدييب ،حيث صادق علهيا املغرب بتارخي 7
أكتوبر .1993هكذا ،أيدت الغرفة الاجامتعية قرار حممكة الاس تئناف اليت ثبت دلهيا أن امللف خال مما يفيد
سلوك مسطرة الاس امتع اإىل الجرية أو ما يثبت توصلها مبقرر الفصل طبقا ملقتضيات املادة 63من مدونة
الشغل ،ذكل أن املشغةل ال جيدهيا القول بأهنا جلأت اإىل مفتش الشغل خالل 48ساعة من تبنهيا للخطأ اجلس مي
املرتكب من قبل الجرية ،لن مسطرة املادتني 62و 63اإمنا شعت من أجل عدم مباغتة الجري بشأن العقوبة
املزمع اختاذها يف حقه وبغية اإاتحة الفرصة هل لدلفاع عن نفسه(.)190
ابالإضافة اإىل اتفاقيات الشغل الصادرة عن منظمة العمل ادلولية ،يستند املتقاضون اإىل اتفاقيات حقوق
االإنسان الخرى ابملوازاة مع ذكر النصوص الوطنية ،ويثريوهنا أمام القضاء طلبا للحامية .لقد س بق لنا أن تعرضنا
لنص املادة 9من مدونة الشغل عند تناولنا حلظر المتيزي يف العمل يف القطاع اخلاص .هذه املقتضيات نفسها
متت اإاثرهتا يف موضوع الرتقية حيث أس بغ علهيا الطرف الطاعن صبغة النظام العام واعتربها تشلك أحد املبادئ
اجلوهرية والساس ية اليت أقرهتا خمتلف العهود واملواثيق ادلولية املنظمة حلقوق االإنسان الس ياس ية مهنا أو
الاجامتعية والاقتصادية ،كام صادقت علهيا اململكة املغربية بل وأكدت يف صلب دس تورها عىل الالزتام
ابحرتاهما .غري أن القضاء مل يتنب هذا الرأي واعترب أن الرتقية ختضع ملقاييس ومعايري ال بد من توفرها يف أي
أجري حىت ميكنه الاس تفادة مهنا .وعليه ،ال ميثل حرمان الطالب من الرتقية خرقا ملقتضيات املادة 9من مدونة
الشغل( .)191خبالف هذا التوجه ،اعتربت حممكة النقض أن الجري اذلي أدىل ابس تقالته وهو مبخفر الرشطة
نتيجة شاكية قدمت من طرف املشغل جيعهل يف حمك املس تقيل اضطراراي ،لن إارادته جاءت معيبة بأحد
عيوب الرىض أال وهو ا إالكراه .ورمغ حماوالت طالبة النقض اإقناع القايض أن املطلوب يف النقض وقع عىل
اس تقالته أمام وكيل املكل مبناس بة تقدميه أمامه خبصوص شاكية خيانة المانة ،كام أنه اس تفاد من لك الضامانت
وحقوق ادلفاع كام هو متعارف علهيا دوليا وكام كرسها ادلس تور اجلديد والقانون ،اإال أن الغرفة الاجامتعية
اس تخلصت من معطيات النازةل أن "الاس تقاةل املذكورة متت بشلك اضطراري ويف ظروف نفس ية عصيبة
للمس تقيل جتعل إارادته معيبة وغري اتمة وحتت اإكراه معنوي لوجوده أثناء تقدميها يف حاةل اعتقال ال اختيار هل
( )189م .النقض ،غ .اجامتعية ،قرار عدد 1203بتارخي 14ماي ،2015الطالب ضد املطلوبة ،نرشة قرارات حممكة النقض ،الغرفة
الاجامتعية ،السلسةل ،4اجلزء ،2015 ،19ص.45 .
( )190م .النقض ،غ .اجامتعية ،قرار عدد 501بتارخي 19فرباير ،2015الطاعنة ضد املطعون ضدها ،نرشة قرارات حممكة النقض ،الغرفة
الاجامتعية ،السلسةل ،4اجلزء ،2015 ،19ص.64 .
( )191م .النقض ،غ .اجامتعية ،قرار عدد 966بتارخي 04يوليو ،2013الطالب ضد اتصاالت املغرب ،نرشة قرارات حممكة النقض ،الغرفة
الاجامتعية ،السلسةل ،3اجلزء ،2014 ،13ص.31 .
118
فامي أراد ولرهبته من اس مترار حاةل الاعتقال عليه"(.)192
المبحث الثالث :قضايا األسرة
متثل املنازعات القضائية اخلاصة ابلرسة نس بة هممة مضن قضااي القانون اخلاص ،وهتم دعاوى النسب
واحلضانة والكفاةل (املطلب الول) ،ونقل واختطاف الطفال (املطلب الثاين) ،واحلق يف متدرس الطفال
(املطلب الثالث) ،واحلق يف االإرث (املطلب الرابع) .وإاذا اكنت أغلب هذه الطعون يبت فهيا مبدئيا وفق
مبادئ الرشيعة االإسالمية ،فاإن الطراف يف مثل هذه النوازل أصبحوا يثريون أمام القضاء الوطين مقتضيات
االتفاقيات ادلولية اخلاصة حبقوق االإنسان .وبدوره ،اس تقر بعض القضاء عىل اعتبار االتفاقيات ادلولية مبثابة
قانون خاص يقدم يف التطبيق عىل القانون الوطين اذلي يعترب قانوان عاما( ،)193كام أكد أن املساواة بني الرجل
واملرأة أحضى من املبادئ الممية حلقوق االإنسان(.)194
المطلب األول :النسب والحضانة والكفالة
يف موضوع اإثبات النسب ،اس تدلت اإحدى املدعيات بواسطة دفاعها مبقتضيات االإعالن العاملي حلقوق
االإنسان ،معتربة أن "من أمه حقوق الطفل حقه يف اإثبات نس به لوادله ،وقد نصت املادة 7من االإعالن العاملي
حلقوق االإنسان بأن للك اإنسان يف لك ماكن احلق بأن يعرتف هل ابلشخصية القانونية ،وهو فهم كرس ته أيضا
املاداتن 8و 10من ذات االإعالن" .اعتربت احملمكة أن حلوق النسب رهني بتوافر موجباته وحتقق أس بابه،
ومادام أن االتصال اجلنيس بني الطرفني وقع قبل اإبرام عقد الزواج ،فاالإقرار ال يوجب أثرا لن الودل يثبت
نس به الرشعي لوادله اإذا ودل عىل الفراش الصحيح أو ما يلحق به" :وحيث اإن خطورة اخلوض يف قضااي
النسب املبنية عىل الاحتياط واحلزم ،واليت تدخل يف حرم الس ياسة الرشعية ودائرة النظام العام ،تقتيض
الالزتام بظاهر النصوص الرشعية والقانونية دون أن منكل جتاوزها أو يل أعناقها بتأويالت متلكفة ،أو القول
مبا مل تقهل ،فال يسوغ حبال اإهدار تكل النصوص مبقوةل حامية حقوق الطفل كام زمع دفاع الطالبة ،وهو حق
أريد به ابطل لن حقوق الطفل مصانة بثبوت نس به لمه"(.)195
وعىل الرمغ من قةل الحاكم القضائية ،عىل القل املنشورة مهنا ،اليت تعرضت التفاقية حقوق الطفل،
( )192م .النقض ،غ .اجامتعية ،قرار عدد 1244بتارخي 26سبمترب ،2013الطالبة ضد املطلوب ،نرشة قرارات حممكة النقض ،الغرفة
الاجامتعية ،السلسةل ،3اجلزء ،2014 ،13ص.75 .
( )193م .الاس تئناف ،ادلار البيضاء ،قرار عدد 1413بتارخي 23مايو ،2007النيابة العامة ضد فوزية زيدوح ومن معها ،جمةل احملامك
املغربية ،عدد ،109يوليو -غشت ،2007ص146 .؛ م .الاس تئناف ،ادلار البيضاء ،قرار عدد 2007/2563بتارخي 9يناير ،2008
برشى مصطفى الكنداوي ضد خادل الكوين احلاج سامل ،جمةل رساةل احملاماة ،عدد ،29أكتوبر ،2008ص.267 .
( )194م .الاس تئناف ،ادلار البيضاء ،قرار عدد 1041بتارخي 18أبريل ،2007النيابة العامة ضد جواد الرحياين ،جمةل احملامك املغربية ،عدد
،109يوليو -غشت ،2007ص.137 .
( )195م .الابتدائية ،أاكدير ،حمك عدد 78بتارخي 14أبريل ،2009ز .ح .ضد ع .ب ،.جمةل حمامكة ،عدد ،8-7فرباير -أبريل ،2010
ص.456 .
119
فاإن احملمكة الابتدائية بأاكدير أحالت عىل مقتضياهتا س نوات قليةل بعد نرشها ابجلريدة الرمسية .ويمت اللجوء اإىل
نصوص هذه املعاهدة خاصة يف قضااي احلضانة مع العمل أن مدونة الحوال الشخصية سابقا (املواد )111-97
ومدونة الرسة حاليا (املواد )186-163تعرضتا ابلتفصيل لهذه النقطة احليوية وما يثور بصددها من خالف
بني الزوجني وذكل بعد انفصام عرى الزواج .ومن المثةل التطبيقية نذكر ما قضت به حممكة ادلرجة الوىل
بأاكدير عندما أعطت الس بقية للامدة 3من اتفاقية حقوق الطفل عىل حساب الفصل 105من مدونة الحوال
الشخصية .فاملناط يف اس تحقاق احلضانة من عدمه هو مصلحة احملضون" :وحيث اإنه وإان اكن زواج احلاضنة
يسقط حضانهتا طبقا ملقتضيات الفصل 105من مدونة الحوال الشخصية ،فاإن مصلحة احملضون ابعتباره
أوىل ابلرعاية وامحلاية القانونية حلقوقه تس تدعي التحقق من عدم املساس هبذه املصلحة وهبذه احلقوق وذكل
طبقا ملقتضيات االتفاقية ادلولية حلقوق الطفل الصادرة عن امجلعية العامة للمم املتحدة بتارخي 89/11/20
واملصادق علهيا من طرف ادلوةل املغربية مبقتىض الظهري الرشيف الصادر بتارخي 96/11/21واليت تنص يف
املادة 3مهنا عىل أنه "يف مجيع االإجراءات اليت تتعلق ابلطفال سواء قامت هبذه االإجراءات مؤسسات الرعاية
الاجامتعية أو احملامك أو السلطات االإدارية أو الهيئات الترشيعية يوىل الاعتبار الول ملصلحة الطفل الفضىل.
وحيث اإن احملمكة واستنادا للحيثيات املفصةل أعاله واعتبارا مهنا للمصلحة الفضىل للبنت احملضونة ،تقرر عدم
الاس تجابة لطلب اإسقاط احلضانة وترصح برفضه"(.)196
ويف قضية مماثةل ،ذهبت نفس احملمكة يف اجتاه مغاير وحمكت ابإسقاط احلضانة عن الم اعامتدا عىل
مقتضيات اتفاقية حقوق الطفل (املواد )20 ،19 ،16 ،9 ،8 ،7 ،3اليت تكرس قاعدة املصلحة الفضىل للطفل.
ففي منظور احملمكة" ،جيب عىل احلاضنة أن تس توطن ابلبدل اذلي يسكن فيه الب حىت يمتكن من صةل الرمح
به وزايرته واالتصال به وحىت يمتكن من ممارسة حقه يف العناية والتوجيه الإماكنية ادلراسة وحق العناية بشؤونه
وهو صلب النيابة الرشعية" .فالم اليت تركت احملضون يف يد وادلهيا وأبعدته عن أبيه اذلي هو الحق حبضانته
من أم أو أب املدعى علهيا ،تكون بفعلها هذا أدت اإىل "اإحلاق الرضر الفادح ابحملضون لغياب أبويه عنه نتيجة
الرتبية بعيدا عهنام اليشء اذلي يتناقض مع مصلحته الفضىل"(.)197
اإضافة اإىل الاستناد اإىل اتفاقية حقوق الطفل يف موضوع احلضانة ،يرتكز املتقاضون كذكل عىل االتفاقية
ادلولية للقضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة .هكذا بتت حممكة الاس تئناف ابلرابط( )198يف دعوى
( )196م .الابتدائية ،أاكدير ،حمك عدد 98/352بتارخي 4يونيو ،1998ملف رق ،97/245أشار اإليه محمد الكش بور ،الوس يط يف قانون
الحوال الشخصية ،مطبعة النجاح اجلديدة ،ادلار البيضاء ،الطبعة ،1999 ،4ص 477.وما بعدها.
جتدر االإشارة اإىل القضاء املغريب يرتكز كثريا عىل مبدأ املصلحة الفضىل للمحضون أو الطفل دون اإشارة اإىل مقتضيات اتفاقية
حقوق الطفل ،من ذكل :م .النقض ،غ .الحوال الشخصية واملرياث ،قرار عدد 122بتارخي 18فرباير ،2014جمةل االإشعاع ،عدد ،43
يونيو ،2015ص.243 .
( )197م .الابتدائية ،أاكدير ،حمك عدد 1392بتارخي 18سبمترب ،2003تميرمان جون أش يل ماري كريس تني جاك ضد زهرة برنزوق بن
حلسن ،ملف رق .2003/405
( )198م .الاس تئناف ،الرابط ،قرار عدد 131بتارخي 20فرباير ،2006ج .ب .ضد أ .ش ،.جمةل الشارة ،عدد ،4-3أكتوبر ،2010
120
اس تحقاق احلضانة واعمتدت العارضة عىل مقتضيات املادة 16اليت تطلب من ادلول الطراف اختاذ مجيع
التدابري املناس بة للقضاء عىل المتيزي ضد املرأة يف اكفة المور املتعلقة ابلزواج والعالقات الرسية ،وأرفقت
مقالها بنسخة من هذه االتفاقية ادلولية ،اليشء اذلي اعرتض عليه املس تأنف عليه واعترب أن ال حمل لها يف
التطبيق يف انزةل احلال لكون دعوى املدعية خاضعة ملقتضيات مدونة الرسة .من هجته ،مل يعر القايض أدىن
اهامتم لهذا النقاش القانوين .وبتت احملمكة الابتدائية ابلرابط يف دعوى اإسقاط احلضانة بني نفس الطرفني،
فالزوج املدعي المتس الترصحي بسقوط حضانة زوجته املطلقة واليت تزوجت من جديد .من هجهتا ،متسكت
املدعى علهيا مبجموعة من املقتضيات االتفاقية؛ الفقرة الوىل من املادة 18من اتفاقية حقوق الطفل ،والفقرة
الثانية من املادة 4والفقرة ب من املادة 5والفقرة د من املادة 16من اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي
ضد املرأة" ،ابعتبار أن املغرب صادق عىل االتفاقيتني ،وأن ادلس تور املغريب يعرتف حبقوق االإنسان كام يه
متعارف علهيا عامليا" .يف معرض رده عىل الوسائل القانونية املثارة ،أكدت احملمكة أن "متسك املدعى علهيا
مبقتضيات اتفاقية حقوق الطفل واتفاقية مناهضة اكفة أشاكل المتيزي ضد املرأة اليت س بق للحكومة املغربية أن
وافقت علهيا ليس هل ما يربره لن اململكة املغربية معلت عىل اإدخال عدة تعديالت عىل مدونة الحوال
الشخصية السابقة لتصبح منسجمة مع الزتاماهتا وتعهداهتا ادلولية وهو ما نتج عنه صدور مدونة الرسة يف
شلكها اجلديد" .يف الخري قضت احملمكة بسقوط حضانة املدعى علهيا لالبن لزواهجا بغري قريب حمرم وبتسلميها
للطفل لوادله قصد حضانته حتت طائةل غرامة هتديدية( .)199جتدر االإشارة يف الخري اإىل أن الارتاكز عىل
املادة 16من اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة مل يكن يف حمهل لن املغرب حتفظ عىل هذا
النص ،ومل يسحبه اإال يف اترخي الحق حيث مت نرش هذا القرار ابجلريدة الرمسية يوم فاحت سبمترب .2011
وغالبا ما تكون النيابة العامة الطرف املبادر اإىل وضع عريضة الطعن أمام القضاء تروم احلمك بتسلمي
الطفل حلاضنه أو اكفهل تفعيال لبنود االتفاقية الثنائية اليت تربط املغرب بفرنسا يف جمال التعاون القضايئ(،)200
كام هو المر عليه يف القضية اليت نظرت فهيا احملمكة الابتدائية بلكممي( )201ويه تبت يف قضااي الرسة .حددت
احملمكة مناط ادلعوى يف تعيني اجلهة اجلديرة ابالختصاص ابلكفاةل بعد انفصام الرابطة الزوجية بني الاكفلني.
بدأت هيئة احملمكة مبقارنة النصوص القانونية اليت حتمك ادلعوى" :وحيث اإنه ليس يف تنصيصات اتفاقية 81
ص.309 .
( )199م .الابتدائية ،الرابط ،حمك عدد 1497بتارخي 11ديسمرب ،2006أ .ش .ضد ج .ب ،.جمةل الشارة ،عدد ،4-3أكتوبر ،2010
ص.543 .
( )200ظهري شيف رق 1.83.197صادر يف 11من ربيع الول 14( 1407نومفرب )1986بنرش االتفاقية املتعلقة حباةل الشخاص والرسة
وابلتعاون القضايئ بني اململكة املغربية وامجلهورية الفرنس ية املوقعة ابلرابط يف 10أغسطس ،1981جريدة رمسية ،عدد 3910بتارخي 12
صفر 7( 1408أكتوبر ،)1987ص.931 .
( )201م .الابتدائية ،لكممي ،حمك عدد 09بتارخي 6يناير ،2009وكيل املكل دلى احملمكة الابتدائية بلكممي ضد عبد ادلامئ أحسينة ،ملف
رق .08/402
121
املربمة بني املغرب وفرنسا واملتعلقة ( )202()...أي مساس ابلنظام العام املغريب أو أي تضاد أو ختالف مع أي
من مقتضيات قانون كفاةل الطفال املهملني وذكل ابعتباره القانون املوضوعي الواجب التطبيق يف النازةل كام
أهنا جاءت منسجمة مع املواثيق واملعاهدات ادلولية املتعلقة حبقوق الطفل خاصة االتفاقية ادلولية اليت اعمتدهتا
امجلعية العامة للمم املتحدة بتارخي 20نونرب 1989واملصادق علهيا من دلن املغرب يف 1993ادلاخةل حزي التنفيذ
يف 1996واليت كرسها دس تور مملكتنا املؤرخ يف 13دجنرب 1996يف طالعة ديباجته" .بعد دراسة احملمكة لاكفة
واثئق امللف ومناقشة أدةل وجحج الطراف توصلت اإىل أن "مصلحة الطفل املكفول جيب تزنهيها عن خالفات
الاكفلني الشخصية وحقها أن تعلو وحتمك ،وإاال فقدت الكفاةل معناها السايم اذلي أراده وابتغاه الشارع العظم
واملرشع من اإقرارهام وإاجازهتام لنظام كفاةل الطفال املهملني" .واس تنتجت بعد ذكل أن "جلوء الاكفةل اإىل سدة
القضاء السرتداد الكفاةل وإارجاعها اإايها بتسمل احملضون ويه اليت أبدت شغفا وحبا ابملكفول وتعلقا خاصا هل،
وعدم زواهجا بعد طالقها من الاكفل خالفا لهذا الخري ،واس تظهارها مبا يدل عىل تسجيل املكفول ابملدارس
الفرنس ية وتوفرها عىل مسكن خاص هبا لكها مرحجات واقعية تنطق حبقيقة اإيفاء الاكفةل بسائر املتطلبات املادية
واملعنوية للهنوض بأعباء وتاكليف الكفاةل" .بعد هذا التعليل الرصني ،مل يسع حممكة الاس تئناف اإال تأييد احلمك
الابتدايئ(.)203
وغالبا ما يصطدم طالبو الكفاةل ببعض العراقيل يف حصوهلم عىل املوافقة االإدارية الإس ناد الكفاةل هلم ال
س امي إاذا اكنوا أجانب ،كعدم اإتقاهنم للغة العربية أو حداثة عهدمه ابالإسالم ،كام دأبت اجلهات االإدارية عىل
اإضافة شوط جديدة لهلية ممارسة الكفاةل مل ينص علهيا القانون اكلعمل ابلرشيعة االإسالمية .ويضطر كثري من
الراغبني يف الكفاةل اإىل طرق ابب القضاء طلبا ل إالنصاف .وابلرجوع اإىل الاجهتاد القضايئ يف املوضوع ،يتضح
أن احملامك ادلنيا غالبا ما تؤيد موقف االإدارة ،غري أن تدخل حممكة النقض ويه تبت يف ادلعاوى يعيد المور
اإىل نصاهبا .ومن المثةل عىل ذكل ،الطعن ابلنقض اذلي رفعه زوجان اإس بانيان ضد قرار حممكة الاس تئناف
اليت أيدت احلمك الصادر عن حممكة ادلرجة الوىل حيث استندا اإىل مجةل من الوسائل القانونية كخرق احملمكة
ملقتضيات اتفاقية حقوق الطفل املصادق علهيا من طرف املغرب وخاصة املواد 3و 8و .)204(20وترتكز حممكة
النقض عىل مبدأ املصلحة الفضىل للطفل املنصوص علهيا يف اتفاقية حقوق الطفل لتقرير إاس ناد الكفاةل من
عدمه" :حيث اإن البني من واثئق امللف أن الاكفلني قد عززا طلهبام بلك الواثئق اليت تشرتطها املادة 9من
( )209م .الابتدائية ،احلس مية ،أمر عدد 323بتارخي 17أكتوبر ،2012وكيل املكل اببتدائية احلس مية ضد أيت محو محمد ومن معه ،ملف
رق .12-262
( )210م .الاس تئناف ،احلس مية ،قرار عدد 192بتارخي 9أبريل ،2013وكيل املكل دلى احملمكة الابتدائية ابحلس مية ضد أيت محو محمد
بن شعيب ومن معه ،ملف رق .2012/2-776
( )211م .الابتدائية ،امخليسات ،أمر عدد 278بتارخي 7ديسمرب ،2012وكيل املكل ابحملمكة الابتدائية ابمخليسات ضد حسن بوكرين،
ملف رق .11/12/322
124
الاس تعجال وعدم املساس بأصل احلق وأنه خيتص ابلبت يف الطلبات الرامية اإىل اختاذ التدابري الوقتية اليت
متلهيا حاةل الاس تعجال دون املساس ابملراكز القانونية للطراف ،ولكام اكنت هناك مصلحة همددة لطرف أوىل
ابمحلاية ،واذلي يلزم درؤه برسعة ال تكون عادة يف التقايض العادي ،وهذا ما ينطبق عىل انزةل احلال من
خالل البنود الواردة يف اتفاقية الهاي اخلاصة ابجلوانب املدنية لالختطاف ادلويل للطفل واملؤرخة يف
1980/10/25واليت صادق علهيا املغرب مبقتىض الظهري الرشيف الصادر يف 2011/8/2واليت أصبحت تسمو
فور نرشها عىل القانون ادلاخيل اإعامال للمقتضيات ادلس تورية اليت نص علهيا دس تور اململكة املغربية لس نة
2011واليت جاء فهيا "جعل االتفاقيات ادلولية كام صادق علهيا املغرب تسمو فور نرشها عىل الترشيعات
الوطنية – ...وبرجوع اإىل املادة 1من اتفاقية الهاي س يتبني أهنا تنص عىل ضامن االإعادة الفورية للطفال..
– كام تنص املادة 11مهنا عىل أنه تتخذ السلطات القضائية أو االإدارية يف ادلوةل املتعاقدة اإجراءات قضائية
عاجةل الإعادة الطفال وهذا ما خلص اإليه املؤمترون يف الندوة املشرتكة بني مؤمتر الهاي للقانون ادلويل اخلاص
وحممكة النقض حول موضوع حامية الطفال والرسة عرب احلدود (أنظر نرشة حممكة النقض عدد )16وذكل
حبث ادلول املتعاقدة عىل اختاذ االإجراءات الضبطية أو الوقتية أو برفع دعوى أمام احملمكة الس تصدار أمر
اس تعجايل عىل ضوء بنود االتفاقية اليت تؤطر الشاكية الإرجاع احملضون أو غري ذكل ،مما يبقى معه ادلفع املتعلق
بعدم الاختصاص النوعي غري مستند عىل أساس ويتعني رده" .بعد هذا التحليل املنطقي املؤيد ابحلجج املادية،
خلص قايض املس تعجالت اإىل أن "نقل املطلوب ضده للطفلني بدون موجب قانوين ورفضه اإرجاعهام حسب
ترصحيه املضمن مبحرض الضابطة القضائية يعترب طبقا للامدة الثالثة والرابعة من اتفاقية الهاي انهتأاك حلقوق
احلضانة املمنوحة للطالبة واليت ينص علهيا قانوان ادلوةل اليت اكن الطفل يقمي هبا بصفة اعتيادية قبل نقهل".
المطلب الثالث :حق األطفال في التمدرس
من أمه احلقوق املقررة للطفل ،نذكر واجب المتدرس اذلي يلقى عىل عاتق لك من ادلوةل اإىل غاية
بلوغه سن اخلامسة عرشة من معره ،ولك خشص مسؤول عن تربيته وتعهده .وجيد هذا احلق س نده يف حزمة
من النصوص القانونية يف بعدهيا ادلاخيل واخلاريج" :وحيث اإنه طبقا للقانون رق )212(04.00املتعلق بتغيري
وتمتمي الظهري الرشيف رق 1.63.071الصادر بتارخي 13نومفرب 1963حول اإلزامية التعلمي السايس ،فاإن ادلوةل
ملزمة بتوفري التعلمي مجليع الطفال يف أقرب مدرسة تعلميية معومية ملاكن اإقامهتم ،ويلزتم الابء والولياء بتنفيذه
اإىل غاية بلوغهم سن اخلامسة عرشة من معرمه ،وأنه جيب عىل لك خشص مسؤول عن طفل أن يسهر عىل
تردده بصفة منتظمة عىل املؤسسة التعلميية )...( .وحيث اإنه حامية للمصلحة الفضىل للطفل املذكور اليت تنص
علهيا االتفاقية ادلولية حلقوق الطفل املعمتدة من قبل امجلعية العامة للمم املتحدة بتارخي 20نومفرب 1989وكذا
مدونة الرسة املغربية ،يبقى ملمتس الس يد وكيل املكل (تسلمي الم شهادة انتقال ابهنا اإىل مدرسة قريبة من
( )212ظهري شيف رق 1.00.200صادر يف 15من صفر 19( 1421مايو )2000بتنفيذ القانون رق 04.00بتغيري وت متمي الظهري الرشيف
رق 1.63.071الصادر يف 25من جامدى الخرة 13( 1383نومفرب )1963حول اإلزامية التعلمي السايس ،جريدة رمسية ،عدد 4798
بتارخي 21صفر 25( 1421مايو ،)2000ص.1183 .
125
مزنلها) وجهيا ومؤسسا ويتعني الاس تجابة هل"(.)213
وابمس املصلحة الفضىل للطفل وتفاداي للهدر املدريس ،قضت احملمكة االإدارية بوجدة بواجب البوين
يف تأمني حق ابهنام يف المتدرس رمغ حاةل الشقاق اليت تعرفه العالقة بيهنام" :وحيث اإن حق المتدرس يعترب من
احلقوق ادلس تورية اليت يتعني مراعاهتا وأن أي نزاع أو خالف البوين ال ميكن بأي حال أن يعطل هذا احلق
أو املساس به ،عىل اعتبار أن مصلحة الطفل يه الجدر ابمحلاية وينبغي جعلها فوق لك اعتبار ومن الوىل
أن تكون االإدارة املدعى علهيا يه الساهر السايس عىل حاميهتا والضامنة الس مترارها تفاداي للهدر املدريس.
وحيث اإن أي تعرض من جانب أب الطفل عىل حسب انتقاهل ،من شأنه تعريض مس تقبهل ادلرايس للخطر
وأنه اإذا اكن هل احلق يف ذكل يف احلاالت العادية ،فاإن المر يبقى غري مستساغ يف انزةل احلال اعتبارا حلاةل
الشقاق القامئة بني الزوجني واليت ال ميكن أن تسقط عن أحدهام مسؤوليته يف احلرص عىل تعلمي وتكوين أبنائه
ابلشلك اذلي يؤهلهم للحياة العملية وللعضوية النافعة يف اجملمتع كام تنص عىل ذكل مدونة الرسة .وحيث إانه
أمام هذه املعطيات وحفاظا عىل مصلحة الطفل وحرصا عىل حقه يف متابعة تعلميه ،فاإنه يبقى من حق املدعية
بصفهتا وادلته حسب انتقاهل من مدرسة الباكي لهبيل بأبراكن قصد تسجيهل بأحدى املؤسسات التعلميية العمومية
مبدينة اتوانت حيث تس تقر دون ربط ذكل برضورة موافقة وادله ،وذكل تفاداي لضياع الس نة ادلراس ية ال س امي
وأن البت يف الزناع القضايئ بني الزوجني قد يأخذ وقتا غري يسري .وحيث اإنه تبعا ذلكل تكون املدعية حمقة
يف طلهبا وعىل االإدارة املدعى علهيا خاصة النائب ا إالقلميي لوزارة الرتبية الوطنية بأبراكن وكذا مدير مدرسة
الباكي لهبيل لك حسب اختصاصه بتسهيل معلية انتقال التلميذ محمد ومتكيهنا من حسب انتقاهل اإىل اإحدى
املؤسسات التعلميية مبدينة اتوانت قصد مواصةل دراس ته"(.)214
ويف نفس الس ياق ،ذهبت احملمكة الابتدائية بس يدي سلامين حديثا اإىل أن الرسة امللتمئة يه حمضن
الطفل وبيئته الطبيعية الإعداده وتنشئته التنش ئة السلمية كحق هل وواجب ينوء به البوان يف اإطار مسؤوليهتام
املشرتكة .وتبني للمحمكة من اإقرار طريف ادلعوى وظاهر واثئق امللف حاةل الزناع اليت تعيشها العائةل اليشء
اذلي يفوت عىل طفلهام حق مواصةل التعلمي .واستنادا اإىل املصلحة الفضىل للطفل قضت احملمكة مبا ييل:
"وحيث اإن حق الطفل يف التعلمي مكفول مبوجب االتفاقية ادلولية حلقوق الطفل املعمتدة من قبل امجلعية العامة
للمم املتحدة بتارخي 1989/11/20واليت صادقت علهيا اململكة املغربية ونرشت ابجلريدة الرمسية ليوم
1996/12/14ومبوجب البند السابع من املادة 54من مدونة الرسة ،والفصل الول من ظهري 71.36.1بتارخي
1963/11/17اذلي جيعل التعلمي السايس حقا وواجبا للك طفل .وحيث اإن ادلوةل مسؤوةل عن اختاذ التدابري
الالزمة محلاية الطفال وضامن حقوقهم طبقا للقانون ،والقضاء -والقضاء الاس تعجايل فرع منه – كواحد من
مرافقها مطالب ابالخنراط يف هذه املسؤولية ،ويف هذه النازةل ال سبيل اإىل صون حق البنت ذكرى يف التعلمي
( )213م .الابتدائية ،بين مالل ،ملف عدد 2010-902بتارخي 7فرباير ،2011جمةل احلقوق املغربية ،عدد ،2011 ،12ص.327 .
( )214م .اإد ،وجدة ،أمر اس تعجايل رق 214بتارخي 27أكتوبر ،2010عزيزة حامين ضد وزير الرتبية الوطنية ،اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية
والت منية ،عدد ،95-94سبمترب – ديسمرب ،2010ص.267 .
126
اإال بمتكيهنا من الانتقال اإىل مدرسة عيل بن أيب طالب بس يدي حيىي القريبة من مسكن املدعية بصفهتا اليد
املاسكة لها"(.)215
وعالقة مبوضوع التعلمي ،اس تدل القضاء االإداري حديثا ابتفاقية الس يداو املعمتدة س نة 1979يف جمال
نقل املوظفني" :وحيث اإن قيام االإدارة بنقل زوج الطاعنة مبفرده ابخملالفة لقواعد احلركة الانتقالية ولرغبهتا
املزدوجة يف الانتقال ،وعدم الاس تجابة لطلب الزوجة ،يشلك اإخالال مهنا بقواعد تنظميية تراعي املقاربة
احلقوقية ادلس تورية احلديثة للنوع الاجامتعي وطنيا يف اجتاه تفعيل مقاربة الهنج اجلنساين يف الس ياسات
واالإدارات العمومية (التقريران ادلوراين للمغرب الثالث والرابع اجملمعان املقدم للجنة ادلولية املعنية ابلقضاء عىل
المتيزي ضد املرأة) ودوليا (اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد املرأة) من خالل اإقرار امحلاية القانونية
حلقوق املرأة عىل قدم املساواة مع الرجل وضامن امحلاية الفعاةل للمرأة عن طريق احملامك الوطنية ذات الاختصاص
واملؤسسات العامة الخرى من أي معل متيزيي .وحيث اإن اتصال هذه القواعد ابلنظام العام واملتصةل مبصلحة
الرسة وما يقتضيه واجب املساكنة الرشعية ،وما توفره من ثقة واطمئنان هل أثر اإجيايب عىل فعالية وجودة
العمل الوظيفي املرتكز عىل ضامن احلق ادلس توري يف التعلمي ،جيعل الطعن مؤسسا والقرار املطعون فيه
مشواب ابلتجاوز يف اس تعامل السلطة وحليفه االإلغاء"(.)216
المطلب الرابع :الحق في اإلرث
نود أن نتوقف يف جعاةل عند جزئية أاثرت كثريا من اجلدل يف السابق والزالت حتتفظ باكمل راهنيهتا
وأمهيهتا؛ ويتعلق المر ابلقرارات اليت يصدرها جملس الوصاية بشأن حق الانتفاع من أرايض امجلاعات الساللية،
حيث يسود عرف متجذر حبرمان االإانث يف حاالت كثرية من هذا احلق ضدا عىل مبدأ املساواة اذلي تقره
الرشيعة االإسالمية ويكرسه القانون الوضعي .اإن حاةل المتيزي هاته واليت تستند اإىل مقتضيات ظهري 27أبريل
)217(1919بتنظمي الوصاية االإدارية عىل امجلاعات الصلية وضبط تدبري االإدارة للمالك امجلاعية املعدل بظهري
6فرباير ،1963سادت حلقبة من الزمن واكنت لها أاثر وتداعيات سلبية ابإقصاهئا غري املربر للنساء من حق
طبيعي وشعي وقانوين ،وفوتت علهين فرصة المتتع الاكمل وغري املنقوص بأحد احلقوق الساس ية .ابلرجوع
اإىل الحاكم القضائية يف املوضوع ،نلحظ اإشارة عابرة وردت يف حمك للمحمكة االإدارية مبكناس( )218حيث
( )215م .الابتدائية ،س يدي سلامين ،أمر عدد 198بتارخي 16أكتوبر ،2014املدعية ضد املدعى عليه ،جمةل االإشعاع ،عدد ،43يونيو
،2015ص.306 .
( )216م .اإد ،الرابط ،ملف رق 495/5/2012بتارخي 31يناير ،2013خدجية أمشة ضد رئيس احلكومة ،اجملةل املغربية ل إالدارة احمللية
والت منية ،عدد ،110-109مارس – يونيو ،2013ص.285 .
( )217راجع النص التايل:
Dahir du 26 redjeb 1337 (27 avril 1919) organisant la tutelle administrative des collectivités indigènes et
réglementant la gestion et l'aliénation des biens collectifs, B.O., n°340 du 28 avril 1919, p.375, modifié par le
dahir n° 1.62.179 du 12 ramadan 1382 (6 février 1963), B.O., n°2626 du 22 février 1963, p.252.
( )218م .اإد ،مكناس ،ملف رق 55/2012/5بتارخي 27مارس ،2013ورثة نينة موىح ضد امجلاعة النيابية والساللية جملاط ،اجملةل املغربية
127
استند الطرف املدعى عليه اإىل مجةل من املصادر كحجج لتدعمي موقفه والرد عىل ادعاءات الطرف الطاعن،
فقضت احملمكة لصاحله دون أن تلتفت اإىل املصدر ادلويل اذلي أاثره" :اإن مقرر جملس الوصاية جاء ليصحح
وضعا مأساواي وجمحفا بعدم جماراته للعرف اذلي يقيص االإانث من مرتوك وادلهن حتت ذريعة العراف
والوقاف اجلاري هبا العمل يف أرايض امجلوع ،وأن القرار النيايب أحضى يتناىف بشلك صارخ مع القواعد الرشعية
واملواثيق ادلولية ادلاعية اإىل رفع لك أشاكل احليف عن النساء واملكرس حديثا يف الوثيقة ادلس تورية ،وأنه من
القواعد املقررة أنه ال يعمل ابلعرف اإذا خالف قاعدة شعية".
مرة أخرى ،انفردت احملمكة االإدارية ابلرابط يف أحد أحاكهما( )219ابالإحاةل الرصحية عىل املنظومة ادلولية
عرب االإشارة اإىل بعض الصكوك ادلولية اليت يعترب املغرب طرفا فهيا .هكذا ،شلك االإعالن العاملي حلقوق
االإنسان املؤرخ يف 10ديسمرب 1948أول النصوص املعمتد علهيا (املواد 2 ،1و .)7وعىل الرمغ من افتقاره
للقمية القانونية امللزمة ،اإال أنه جزء من الرشعة ادلولية حلقوق االإنسان فضال عن قميته الدبية وماكنته الرمزية.
النص الثاين اذلي أحالت عليه احملمكة يتعلق ابلعهد ادلويل اخلاص ابحلقوق املدنية والس ياس ية أو ما يصطلح
عليه ابجليل الول حلقوق االإنسان واذلي صادق عليه املغرب منذ أكرث من ثالثة عقود خلت (املواد 3 ،2
و .)26وتوقفت هيئة احملمكة اثلثا عند العهد ادلويل املتعلق ابحلقوق الاقتصادية والاجامتعية والثقافية أو ما
يعرف ابجليل الثاين حلقوق االإنسان (املاداتن 2و .)220( )3واختمتت احملمكة الحئة النصوص ادلولية ابلوقوف
عند اتفاقية خاصة بعدما استندت اإىل ثالثة نصوص عامة ويه اتفاقية القضاء عىل مجيع أشاكل المتيزي ضد
املرأة (املواد " 2 ،1و" ،3 ،و.)15