Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 48

‫ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺜﻠﻴﺔ ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬

‫ﻣﺠﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬


‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺣﻠﻮﺍﻥ ‪ -‬ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫اجلنسية املثلية‬
‫ﺍﻟﻤﻴﺰﺭ‪ ،‬ﻫﻨﺪ ﻋﻘﻴﻞ ﻣﺤﻤﺪ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫ﻉ‪ ,34‬ﺝ‪7‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬

‫"العوامل واآلثار"‬ ‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬


‫‪2013‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫ﺃﺑﺮﻳﻞ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫‪2439 - 2484‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫‪730374‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫‪EduSearch, HumanIndex‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻤﺜﻠﻴﻮﻥ‪ ،‬ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺜﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬

‫إعداد‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/730374‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬

‫د‪ .‬هند عقيل امليزر‬

‫أستاذ مساعد بقسم الدراسات االجتماعية كلية اآلداب‬

‫جامعة امللك سعود‬

‫© ‪ 2024‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫‪9342‬‬
‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬

‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪APA‬‬
‫ﺍﻟﻤﻴﺰﺭ‪ ،‬ﻫﻨﺪ ﻋﻘﻴﻞ ﻣﺤﻤﺪ‪ .(2013) .‬ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺜﻠﻴﺔ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ‪.‬ﻣﺠﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫اجلنسية املثلية‬
‫ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻉ‪ ,34‬ﺝ‪ .2484 - 2439 ،7‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/730374‬‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪MLA‬‬
‫ﺍﻟﻤﻴﺰﺭ‪ ،‬ﻫﻨﺪ ﻋﻘﻴﻞ ﻣﺤﻤﺪ‪" .‬ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺜﻠﻴﺔ‪ :‬ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ‪".‬ﻣﺠﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ‬
‫"العوامل واآلثار"‬
‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔﻉ‪ ,34‬ﺝ‪ .2484 - 2439 :(2013) 7‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ ‪730374/Record/com.mandumah.search//:http‬‬

‫إعداد‬

‫د‪ .‬هند عقيل امليزر‬

‫أستاذ مساعد بقسم الدراسات االجتماعية كلية اآلداب‬

‫جامعة امللك سعود‬

‫© ‪ 2024‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫‪9342‬‬
‫اجلنسية املثلية‬

‫"العوامل واآلثار"‬

‫إعداد‬

‫د‪ .‬هند عقيل امليزر‬

‫أستاذ مساعد بقسم الدراسات االجتماعية كلية اآلداب‬

‫جامعة امللك سعود‬

‫‪9342‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫املدخل إىل الدراسة‪:‬‬

‫تعد اجلنسية املثلية ظاهرة قدمية قدم اجملتمعات اإلنسانية‪ ،‬وتنتشر بني الذكور واإلانث‪ ،‬ويف‬
‫مجيع احلضارات اليت سادت يف بالد الرافدين ووادي النيل والصني‪ ،‬وتباينت النظرة حنوها يف ثقافة‬
‫ودايانت تلك احلضارات واجملتمعات املختلفة‪ ،‬وبصورة عامة كانت ظاهرة مدانة‪ ،‬حيث كان‬
‫اإلنسان املثلي وال يزال منبوذا وحمل االزدراء والسخرية وال يرحب مبشاركته يف املناسبات االجتماعية‬
‫وال يؤخذ آبرائه من قبل اجملتمع‪ ،‬ونتيجة لتلك النظرة واملعاملة القاسية للمثليني‪ ،‬الكثري منهم خيفون‬
‫حقيقتهم كمثليني‪ ،‬حيث يعترب املثلي إنساان غري طبيعيا وشاذا أو منحرفا‪ ،‬ولذلك يضطرون إىل‬
‫االنصياع للتقاليد واألعراف السائدة‪ ،‬كالعالقة الزوجية مع اجلنس اآلخر والتظاهر خالفا ملشاعرهم‬
‫وطبيعتهم اجلنسية‪.‬‬

‫وقد تعرض املثليون إىل أنواع شىت من أساليب القسوة والعنف يف كثري من البلدان مبا فيها‬
‫اإلابدة اجلماعية‪ ،‬مثلما تعرض هلا املثليون يف أملانيا النازية أثناء احلرب العاملية الثانية‪ ،‬حيث مشلتهم‬
‫مذابح هولوكوست إىل جانب اليهود والغجر والشيوعيون(‪Patricia H Bazemore, ( .)1‬‬

‫‪.)2001, pp115- 116‬‬

‫وتعين ظاهرة املثليني واملثليات (‪ )Homosexuality‬أن الشخص يعشق وميارس اجلنس‬


‫مع شخص من نفس اجلنس (رجل مع رجل وامرأة مع امرأة)‪ .‬هذه الظاهرة ال تقتصر على جيل‬
‫معني‪ ،‬أو طبقة اجتماعية‪ ،‬أو خلفية دينية‪ ،‬أو مستوى ثقايف معني‪ ..‬وتقدر نسبة انتشارها حبوايل‬
‫‪ %3‬من جممل السكان يف العامل‪ .‬وقد ظلت ممارسة اجلنس املثلي يف دول أجنبية عديدة تعرض‬
‫صاحبها إىل طائلة العقاب القانوين حىت السبعينات من األلفية املاضية‪ .‬وال تزال غالبية اجملتمعات‬
‫الغربية تعارض هذا الظاهرة بشكل أو آبخر‪ ،‬أو على األقل ال تنظر إليها بعني الرضى‪ ...‬ولكن‬
‫القانون حيمي هذه الفئة من االضطهاد أو التمييز‪ .‬ويف بعض الدول الغربية‪ ،‬أصبح تقبل ظاهرة‬

‫‪0442‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫اجلنس املثلي أكثر انفتاحا وأصبح من العادي افتتاح نوادي وحاانت ومراقص خاصة ابملثليني‬
‫واملثليات‪.‬‬

‫ويف مسح أجرته "الرابطة األمريكية للنساء اجلامعيات" عام ‪ 2002‬على ‪ 2002‬طالبا‬
‫وطالبة يف الصف احلادي عشر‪ ،‬تبني أن‪:‬‬

‫‪ %33‬من البنات قد اعتدى عليهن جنسيا‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ %83‬من األوالد قد اعتدى عليهم جنسيا‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ %30‬من موظفي املدرسة أو املدرسني قد حترشوا ابلطالب‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ %33‬من الطالب قد جرى التحرش هبم من قبل موظفي املدرسة أو املدرسني‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ %22‬من موظفي املدرسة أو املدرسني قد حترشوا ببعضهم البعض(‪American ( .)2‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪.)Association of University Women‬‬

‫ويف مسح آخر أجري عام ‪ 2000‬حول التحرش اجلنسي بطلبة اجلامعات والكليات يف‬
‫اجلامعة‪ ،‬ذكرت "الرابطة األمريكية للنساء اجلامعيات" أن كال من الرجال والنساء مستهدف‬
‫ابلتحرش اجلنسي وأن‪:‬‬

‫‪ %02 -‬من طالبات اجلامعة و‪ %01‬من طالب اجلامعة الذكور قد أبلغوا عن حترش جنسي يف‬
‫حرم اجلامعة‪.‬‬

‫‪ %00 -‬من طلبة اجلامعة (إاناث وذكورا) يعرفون بشكل مباشر من قد تعرض لتحرش جنسي‪.‬‬

‫‪ %10 -‬أو أقل من ضحااي التحرش اجلنسي حاولوا إبالغ موظف اجلامعة عن هذا التحرش‪.‬‬

‫‪ %33 -‬أو أكثر من طلبة اجلامعات الذين تعرضوا لتحرش جنسي مل خيربوا أحدا بذلك‪.‬‬

‫‪0442‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫‪ %31‬من طالبات الكلية اإلانث اعرتفن أبهنن قد قمن ابلتحرش بشخص ما آخر داخل‬ ‫‪-‬‬
‫اجلامعة أو الكلية(‪)American, 2006 Association of University Women( )3‬‬

‫ويف اآلونة األخرية أصبحت ظاهرة تالحظ من خالل السلوك والتصرفات اليت تكشف‬
‫هوية املثلي؛ حيث يقول أحدهم‪" :‬إن املثليني اليوم يفحصون عن توجهاهتم اجلنسية من خالل‬
‫املظهر العام للشخصية فيقول أحدهم‪" :‬إن ارتديت يت شريات ضيقا أو صارخ اللون‪ ،‬فسيظن الرجال‬
‫األسوايء أنين أحاول التباهي وحسب ‪( .‬يتابع وهو يبتسم)‪ :‬لكن الرجال املثليني اآلخرين سيدركون‬
‫احلقيقة"‪.‬‬

‫إن هذا التصريح املعلن يشري إىل سعيهم من أجل دفع الناس إىل تقبلهم‪ ،‬مستفيدين بذلك‬
‫من الدعم الذي تقدمه هلم املؤسسات الدولية‪ .‬وقد جتلى هذا الدعم يف مواقف عدة‪ ،‬من بينها‪:‬‬
‫ذلك املوقف الذي حدث يف عام ‪2003‬م عندما قامت ‪ 118‬منظمة تعمل يف جمال الصحة‬
‫(جنَح قصر النيل) اليت قضت ابحلكم ‪ 3‬سنوات‬
‫وحقوق اإلنسان ابالعرتاض على حكم حمكمة ُ‬
‫على مخسة مصريني‪ ،‬بتهمة الشذوذ‪ .‬إن هذا الدعم الكبري الذي يناله هؤالء‪ ،‬قد ساهم يف تزايد‬
‫عددهم يف العامل العريب؛ ويقدر الكاتب نبيل فياض أن عدد املثليني والسحاقيات يف بلد مثل سوراي‬
‫يفوق كل التوقعات؛ حيث يرى أن نسبتهم قد بلغت ‪ ،%20‬وجند أن بريوت حتتل الصدارة يف هذا‬
‫اجملال؛ حيث أصبح هلؤالء ظهورهم العلين‪ ،‬وهلم مجعياهتم اخلاصة اليت تدافع عنهم‪.‬‬

‫ويعد الظهور العلين وااللتقاء يف األماكن العامة نقاط مشرتكة يف كل من‪ :‬دمشق ولبنان‬
‫ومصر واألردن‪ ،‬ففي دمشق تعترب نقاط التقاء هؤالء يف شوارع دمشق الراقية‪ ،‬ويف حديقة عامة‬
‫ابلقرب من فندق شهري‪ ،‬ويف حاانت يف دمشق القدمية‪.‬‬

‫‪ -‬أما يف لبنان؛ فأبرز اللقاءات تتم يف األماكن العامة‪ ،‬وخاصة يف املقاهي واملطاعم وعلى‬
‫الشواطئ‪.‬‬

‫‪0440‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫‪ -‬ويف مصر يلتقي هؤالء يف مقاهٍ معينة يف القاهرة‪ ،‬كما أكد الصحايف "مصطفى فتحي" الذي‬
‫أصدر كتااب عن املثلية حتت عنوان‪" :‬يف بلد الوالد" ذكر فيه أن الشذوذ اجلنسي منتشر يف مصر‬
‫بشكل ال يتصوره العقل‪.‬‬

‫‪ -‬ويف األردن ذكرت صحيفة "احلقيقة الدولية" أن الذكور وبعض اإلانث الشواذ جنسيا يتخذون‬
‫من "كويف شوب"‪ -‬حتفظت الصحيفة عن ذكر امسه‪ -‬نقطة التقاء يومية هلم للتنسيق وممارسة‬
‫شذوذهم(‪.)Dunne, 1996( )2‬‬

‫‪ -‬ويف منطقة اخلليج تشري نتائج دراسة أعدهتا كلية الطب يف جامعة امللك عبد العزيز يف جدة‬
‫مشلت أكثر من ‪ 1200‬طالب‪ ،‬أن ثلث العينة سبق هلا أن وقعت يف ممارسة جنسية خاطئة‪،‬‬
‫منهم ‪ %12‬شاذون جنسيا (لواط)‪ .‬وال تقتصر التصرفات الشاذة على اجلامعات اليت قد‬
‫تتطلب مستوى ثقافيا معينا‪ ،‬بل تنتشر الظاهرة يف كل األوساط االجتماعية‪ ،‬ووسائل وأماكن‬
‫التعارف بني الشاذين جنسيا متعددة؛ ويعترب أبرز أماكن تعارف هؤالء مراكز التسوق وعلى‬
‫نواصي بعض الشوارع‪ ،‬ويف احلفالت اخلاصة‪ .‬أما البحرين فتعترب األماكن املفضلة للشاذين هي‪:‬‬
‫النوادي الصحية والنوادي الليلية‪ .‬ويف العراق فيختلف الوضع قليال عن سائر الدول اخلليجية‪ ،‬إذ‬
‫أن الشاذين يف اجملتمع العراقي يواجهون جمتمعهم بشيء من اجلرأة يف اللباس واملظهر والتصرفات‬
‫اليت مل تكن معهودة سابقا‪ .‬ويعود السبب يف ذلك إىل االحتالل األمريكي للبالد الذي ساهم يف‬
‫التشجيع على هذا الفعل‪ .‬وقد أكدت صحيفة نيويورك اتميز األمريكية هذه احلقيقة بقوهلا‪" :‬إن‬
‫األمن واهلدوء مسح للعراقيني أن يتمتعوا ابحلرايت (األمريكية)‪ ،‬ومن بينها حرية الشذوذ اليت مل‬
‫(‪)22‬‬
‫(إبراهيم حممود‪ ،‬بريوت‪،2000 ،‬‬ ‫يكن من املتصور أن حتدث قبل بضعة أعوام"‬
‫ص‪.)110‬‬

‫‪0442‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫وإذا كان غياب تطبيق الشريعة والقانون يف العراق قد ساهم يف متتعهم ابحلرية‪ ،‬فإن‬
‫السلطات األمنية يف بالد املغرب العريب تقوم بتشديد احلصار على الشاذين الذي يستغلون‬
‫املناسبات الدينية والشعبية من أجل ممارسة طقوسهم على مرأى ومسمع من اجلميع‪.‬‬

‫ومن أجل تثبيت وجودهم يسعى الشاذون جنسيا إىل االستفادة من التكنولوجيا اجلديدة‪،‬‬
‫مثل الشبكة العنكبوتية (اإلنرتنت)‪ .‬وقد عمد عدد كبري من هؤالء يف عدد من الدول العربية‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫املغرب‪ ،‬والسعودية‪ ،‬واألردن‪ ،‬وسوراي‪ ،‬إىل أتسيس جمموعات وصفحات على اإلنرتنت يتالقون‬
‫فيها‪ ،‬كان أمهها عددا من اجملموعات على املوقع االجتماعي ‪ .Face book‬ومن هذه اجملموعات‬
‫واحدة سعودية امسها "شواذ جدة"‪ ،‬وتضم أكثر من ‪ 300‬عضو‪ ،‬ومنها واحدة سورية تضم حنو‬
‫‪ 200‬مثلي وقد مسوها‪" :‬مثلي مثلك"‪ .‬وكذلك أنشأ هؤالء مواقعهم وصفحاهتم اخلاصة‪ .‬منها‪-‬‬
‫على سبيل املثال‪ -‬موقع (املثليون يف سورية)‪ ،‬وموقع آخر مل تفلح السلطات املصرية يف إقفاله‬
‫بسبب كونه مسجال يف لندن‪ ،‬وهو يستخدم موفرا (‪ )server‬يف كاليفورنيا‪.‬‬

‫هذا إضافة إىل املدوانت اخلاصة اليت يسعى أصحاهبا لتحقيق أهداف عدة من ورائها‪،‬‬
‫منها‪:‬‬

‫‪ -1‬السعي إىل نفي الصورة الكوميدية املنتشرة عن الرجال والنساء الشاذين جنسيا اليت تشبههم‬
‫أبفعال وتصرفات اجلنس اآلخر‪.‬‬

‫‪ -2‬والتعبري عن مشاعرهم وجتارهبم حبرية‪ ،‬ومن دون خجل‪.‬‬

‫‪ -3‬ونشر الدراسات واألحباث املعاصرة والتارخيية اليت تثبت أن هذا الفعل كان معروفا ومقبوال يف‬
‫السابق(‪( )22‬ايمسني جمدي‪ ،2000 ،‬ص‪.)00‬‬

‫وتؤكد نتيجة دراسة الشهري (‪ )2010‬على أن أكثر العوامل املؤدية إىل االحنراف اجلنسي‬
‫من وجهة عينة الدراسة هي الفضائيات اإلابحية واملواقع اإلابحية يف اإلنرتنت ورفقاء السوء‪ .‬كما‬

‫‪0444‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫تؤكد دراسة (الشاجيي ‪1223‬هـ) على أن غالبية عينة الدراسة يقضني وقت فراغهن يف مشاهدة‬
‫التليفزيون أو الفيديو و‪ %20‬منهن يقضني وقت فراغهن يف استخدام اإلنرتنت‪.‬‬

‫وبناء على التباين واالختالف حول وجهات النظر حنو املثلية اجلنسية‪ ،‬تتمحور القضية‬
‫حول هدف رئيسي يتحدد يف دراسة ا لعوامل املؤدية إىل اجلنسية املثلية واآلاثر النامجة عن هذه‬
‫الظاهرة يف اجملتمعات الغربية والعربية‪.‬‬

‫وتنبع أمهية هذه الدراسة من‪:‬‬

‫‪ -1‬ندرة الدراسات واألحباث اليت تناولت هذه الظاهرة بشكل مباشر‪.‬‬

‫‪ -2‬صعوبة احلصول على النسب الدقيقة حول مدى انتشار هذه الظاهرة‪.‬‬

‫‪ -3‬إثراء البناء املعريف للخدمة االجتماعية يف هذه املشكلة‪.‬‬

‫ويتطلب ذلك اإلجابة على التساؤالت التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬ما مفهوم اجلنسية املثلية؟‬

‫‪ .2‬ما العوامل املسامهة يف ظهور اجلنسية املثلية؟‬

‫‪ .3‬ما مسات شخصية املثلي؟‬

‫‪ .2‬ما اآلاثر النامجة عن اجلنسية املثلية؟‬

‫‪ .3‬ما احللول املناسبة ملواجهة اجلنسية املثلية؟‬

‫‪ .0‬ما وجهة نظر مهنة اخلدمة االجتماعية حنو ظاهرة اجلنسية املثلية؟‬

‫‪0442‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫الشذوذ اجلنسي وداللته‪:‬‬

‫وردت يف اللغة العربية ألفاظ وعبارات كثرية استخدمت يف التعبري عن الشذوذ اجلنسي‪،‬‬
‫منها‪ :‬اللواط‪ ،‬املساحقة‪ ،‬إتيان البهائم‪ ،‬مجاع األموات‪ ...‬وغري ذلك من األلفاظ اليت تعرب عن فعل‬
‫واحد من أفعال الشذوذ‪ .‬أما استخدام عبارة‪( :‬الشذوذ اجلنسي) للداللة على هذه األفعال جمتمعة‪،‬‬
‫فقد جاء مع االنفتاح الفكري يف الغرب‪ ،‬وما نتج عنه من علوم عنيت بتحليل بعض الظواهر‬
‫االجتماعية املنتشرة يف اجملتمعات وبيان أسباهبا ونتائجها‪ .‬ومن هذه العلوم‪ :‬علم النفس الذي ساوى‬
‫بني لفظة الشذوذ واالحنراف‪ ،‬واعترب أن الشاذ أو املنحرف‪ ،‬هو "الذي ميارس احنرافات أو صور‬
‫نشاط تناسلي ليس يف اتفاق مع الثقافة أو األعراف العامة جملتمعه أو دولته"‪.‬‬

‫على أن هذا التعريف لـ"الشذوذ اجلنسي" مل يبق على حاله؛ فمع بدء الدعوات إىل‬
‫التعاطف مع ال شاذين جنسيا يف العامل‪ ،‬بدأت تغيب عبارة‪" :‬الشذوذ اجلنسي" من كتب علم‬
‫النفس‪ ،‬وجرى استبداهلا بعبارة‪" :‬اجلنسية املثلية"‪ .Homosexuality ،‬وكذلك حصل هذا‬
‫التبديل يف الطب العصيب‪ ،‬الذي كان حىت سنة ‪1533‬م يصنف اجلنسية املثلية على أهنا نوع من‬
‫االضطراب اجلنسي لشخصية مصابة مبرض عقلي "‪"Psychopathic personality‬؛ ونتيجة‬
‫لتحرك بعض الناشطني املؤيدين للشذوذ اجلنسي‪ ،‬مت حذف مصطلح اجلنسية املثلية من دليل‬
‫‪Sexual orientation‬‬ ‫األمراض العقلية؛ ليوضع مكانه‪" :‬اضطراب يف التوجه اجلنسي"‬
‫‪."disturbance‬‬

‫‪ -‬اللواط‪ :‬وهو اللفظ الديين اخلاص ابإلسالم واملقصود به العالقة اجلنسية الشرجية بني اثنني من‬
‫الذكور‪ ،‬واللفظ مشتق من قوم لوط‪.‬‬

‫‪ -‬الشذوذ اجلنسي‪ :‬اللفظ املتداول بني عامة الناس ويف أجهزة اإلعالم العربية ويعين من شذ على‬
‫القاعدة العامة‪.‬‬

‫‪0442‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫‪ -‬االجنذاب لنفس اجلنس‪ :‬هو أن يكون لدى الشخص ميول نفسية وعاطفية وجنسية انحية‬
‫األشخاص من نفس جنسه‪ .‬وهو ما يطلق عليه مفهوم اجلنسية املثلية (‪:)Homosexuality‬‬
‫إن مصطلح اجلنسية املثلية مشتق من املثل أي اشتهاء نفس اجلنس مبعىن أن يشعر الشخص‬
‫ابجنذاب نفسي وعاطفي وجنسي انحية األشخاص من نفسه جنسه ويستعمل هذا املصطلح يف‬
‫الكتب العلمية الغربية ومصطلح اجلنسية املثلية ال يعرب ابلضرورة عن السلوك اجلنسي للشخص‬
‫فاجلنسية املثلية ليست مرادفا ملمارسة اللواط أو السحاق فكثري من املثليني ال ميارسون اللواط أو‬
‫(‪)5‬‬
‫السحاق بينما جند الكثري من الذين ميارسون اللواط أو السحاق طبيعيني وليسوا مثليني‬
‫(‪ )Merriam Webstor 2010. Pp144- 145‬وختتلف اجلنسية املثلية عن مركبات أخرى‬
‫للجنس مثل اجلنس البيولوجي‪ ،‬اجلنس االجتماعي‪ ،‬والدور االجتماعي (والذي هو انتج عن‬
‫األدوار الرجولية والنسائية اليت مينحها اجملتمع للشخص منذ والدته)‪ .‬وختتلف امليول اجلنسية عن‬
‫التصرف اجلنسي حبيث تكون انجتة عن أحاسيس ونظرة الشخص إىل نفسه‪ .‬وميكن أن ال يعرب‬
‫الشخص عن ميوله اجلنسية من خالل تصرفه اجلنسي‪.‬‬

‫‪ -‬الفرق بني امليول املثلية واملمارسات املثلية امليول املثلية هي أن يكون لدى الشخص اجنذاب‬
‫نفسي وعاطفي وجنسي انحية األفراد من نفس جنسه‪ .‬ويوجد الكثري ممن يعانون من هذه امليول‬
‫واملشاعر بطريقة ال إرادية‪ .‬وتوجد بعض الدراسات واألحباث اليت تقول أن ‪ %2‬من سكان‬
‫العامل هم من أصحاب امليول املثلية‪.‬‬

‫املمارسات املثلية تعين العالقات اجلنسية املثلية واليت ميكن تقسيمها إىل قسمني مها‪:‬‬

‫‪ -1‬اللواط والسحاق‪.‬‬

‫‪ -2‬اجلنس الفموي والتالمس اجلنسي وجيب أن ننبه هنا إىل أن الكثري ممن لديهم ميول مثلية‬
‫ليست لديهم ممارسات مثلية والعكس صحيح إذ أن الكثري ممن يقومون مبمارسة اجلنس املثلي‬
‫ليست لديهم ميول مثلية(‪)Elizabeth R. Moberly, 2001, pp1- 3( )10‬‬

‫‪0442‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫اثنيا‪ -‬تعريف اجلنسية الغريية‪:‬‬

‫اجلنسية الغريية هي مضاد اجلنسية املثلية ويقوم فيها الشخص مبمارسة اجلنس مع الطرف‬
‫اآلخر أو اجلنس يف صورته الطبيعية الذكر مع األنثى‪.‬‬

‫االحنرافات اجلنسية األخرى‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬السادية‪ :‬ميل ممارسة اجلنس إلنزال العنف والقسوة واألمل ابلشريك‪.‬‬

‫‪ -‬املاسوشية‪ :‬نزعة ممارسة اجلنس جلر القسوة والعنف واألمل على نفسه من جانب شريكه‪.‬‬

‫‪ -‬البدية‪ :‬حتول الرغبة اجلنسية يف فرتة ما إىل عضو من جسم املعشوق‪ ،‬أو مالبسه أو أشيائه اليت‬
‫يستخدمها‪.‬‬

‫‪ -‬النرجسية‪ :‬حب النفس املتطرف واالفتتان ابمللذات اجلنسية واإلعجاب ابلذات واالستمناء‪.‬‬

‫‪ -‬التحولية‪ :‬ارتداء مالبس وتقليد اجلنس اآلخر‪ .‬وتضفي أغلب اجملتمعات على اجلنس صفات‬
‫الشر واالزدراء فهو شيء غري مقبول اجتماعيا وال أخالقيا‪ .‬إال أنه جيب التعامل مع كل هذه‬
‫األمناط على أهنا حاالت مرضية بل هي حاالت مرضية ابلفعل حىت يتم تقوميها من أجل شباب‬
‫صحيح جسمانيا ونفسيا(‪.)Bogart AF 2004, pp7- 8( )11‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬

‫تشري الدراسات إىل أن حاالت االنتهاك اجلنسي تشيع يف طفولة املثليني البالغني حيث‬
‫أفاد حنو ‪ %30‬من الرجال املثليني‪ ،‬الذين مشلتهم الدراسة‪ ،‬أبهنم تعرضوا النتهاك جنسي على يد‬
‫شخص ابلغ قبل وصوهلم لسن العاشرة‪ .‬هذا ال يعين أن االعتداء اجلنسي ينتج تلقائيا االجنذاب‬
‫الشخصي‪ .‬فالضرر الذي حيدثه االعتداء اجلنسي على الرجال‪ ،‬يشكل امليول املثلية‪ .‬فاألمر احملري‬
‫ابلنسبة للولد الصغري هو أنه برغم املوقف البشع الذي تعرض له‪ ،‬فقد شعر ببعض اللذة‪ ،‬وهو ما‬

‫‪0442‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫جيعله يشعر إبحساس قوي ابلعار‪ .‬لقد حدث اتصال وتالمس جسدي من طبيعته إاثرة شعور‬
‫ابللذة العاطفية واجلنسية‪ ،‬ولكن هذا االتصال ذاته كان يف نفس الوقت فظيعا! وتكون النتيجة‬
‫إحساس غامر ابخلزي واحلرية‪ ،‬ومن الصعب على الصيب الصغري أو املراهق أن يقبل أنه قد استمتع‬
‫بقدر من اللذة اجلنسية مع رجل أو ولد أكرب‪ .‬ويف هذه احلالة ميكن تعريفه أبنه "الشعور بشعورين‬
‫متناقضني يف الوقت نفسه"‪ .‬ويزداد التخبط والشعور ابلعار حينما يكون االعتداء اجلنسي هو‬
‫السياق الوحيد الذي فيه يبدو للصيب أن عطشه للحب الذكري واالتصال مع رجل قد ارتوى‪.‬‬
‫ويرتك هذا انطباعا خادعا أبن اجلنس واحلب أمران متالزمان دائما‪ .‬إن الشعور ابلعار وحالة‬
‫االلتباس هذه يؤداين إىل إاثرة أفكار ملحة ومقلقة‪ ،‬وبناء على ذلك ميكن أن يؤدي الضرر الذي‬
‫حتدثه تلك املشاعر املختلطة إىل جعل األوالد الصغار املشوشني يعتقدون أهنم شيء غري ما هم عليه‬
‫يف احلقيقة(‪.)Robinson 2010, pp111- 112( )12‬‬

‫وتعد العالقة مع الوالد من نفس اجلنس‪ ،‬األب يف حالة الذكر واألم يف حالة األنثى‪ ،‬أهم‬
‫العالقات اليت تكون اهلوية اجلنسية وابلتايل االجنذاب اجلنسي‪ .‬فإذا كانت هناك مشكالت يف تلك‬
‫العالقات مثل غياب الوالد املتواصل‪ ،‬أو عنفه وقسوته‪ ،‬أو سوء العالقة بني الوالدين‪ ،‬فإن الطفل ال‬
‫حيصل على احتياجاته النفسية من هذا الوالد‪.‬‬

‫حيتا الطفل الذكر حلب أبوي ذكوري من أبيه والبنت من أمها‪ .‬ولكن عندما ال يوجد‬
‫ذلك احلب بسبب البعد املكاين أو النفسي‪ ،‬فإن الطفل "يفصل نفسه نفسيا" عن الوالد (من نفس‬
‫اجلنس) لكي حيمي نفسه من اإلحباط‪ .‬هذا االنفصال النفسي مينع من تكون اهلوية اجلنسية اليت‬
‫تنشأ ابلتوحد ابلوالد من نفس اجلنس (األب ابلنسبة للولد واألم ابلنسبة للبنت)‪ .‬كما أن هذا‬
‫الشوق القدمي للحب الذكري ابلنسبة للولد‪ ،‬واحلب األنثوي ابلنسبة للبنت‪ ،‬يظل قابعا ابلداخل‬
‫منتظرا اإلشباع‪ .‬وعندما حيدث هذا اإلشباع يف وقت متأخر أو بطريقة جنسية‪ ،‬حيدث ربط بني هذا‬
‫الشوق‪ /‬االحتيا العاطفي واللذة اجلنسية‪ .‬أي حيدث نوع من "جنسنة" االحتيا لألب أو لألم‪.‬‬

‫‪0442‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫أيضا عندما ال يتوحد الولد مع أبيه‪ ،‬وتكون أمه مسيطرة وحامية وخانقة احملبة‪ ،‬فإهنا متنعه‬
‫من الدخول يف عامل الرجال‪ ،‬وابلتايل يظل هذا العامل مكتنفا ابلغموض والسرية‪ ،‬ويف النفس الوقت‬
‫يظل الطفل مشتاق هلذا العامل‪ .‬وعندما أييت سن املراهقة فإن هذا الشوق وذلك الغموض يؤدي إىل‬
‫(‪)13‬‬
‫منو االجنذاب اجلنسي جتاه الذكور واألمر نفسه ابلنسبة لإلانث عندما ينجذبن لإلانث‬
‫(‪)Rosario, M & Braun, L., 2006, pp.46- 58‬‬

‫ولقد عربت إليزابيث موبريل ‪ Elizabeth Moberly‬عن العالقة بني خربات الطفولة‬
‫واجلنسية املثلية ابلقول‪" :‬إن اجلنسية املثلية هي عجز يف قدرة الطفل على التواصل مع الوالد من‬
‫نفس اجلنس وينتقل هذا العجز (فيما بعد) إىل التعامل مع البالغني من نفس اجلنس عموما‪ .‬وميكن‬
‫القول إن املشكلة ليست أن الشخص املثلي البالغ يريد حبا من نفس اجلنس‪ ،‬بل أن حاجات‬
‫الطفولة لديه املتعلقة بتلقي احلب من الوالد من نفس اجلنس مل تسدد‪ ،‬ولذلك حياول هذا الشخص‬
‫إشباع تلك احلاجات اآلن عن طريق عالقات مع ابلغني آخرين من نفس اجلنس تشمل أنشطة‬
‫جنسية كطريقة خاطئة لتلقي احلب"(‪)Elizabeth R Moberly, p4( )12‬‬

‫وليست العالقة مع الوالد من اجلنس اآلخر بنفس القدر من األمهية يف كل حاالت تطور‬
‫امليول املثلية‪ .‬لكن يف كثري من احلاالت تزيد هذه العالقة من صعوبة املشكلة اليت خلقت أساسا‬
‫بسبب البعد يف العالقة مع الوالد من نفس اجلنس‪ ،‬أو بسبب التعرض لتهجم أو اعتداء من جانبه‪.‬‬
‫فمثال ميكن أن يؤدي الوالد من اجلنس اآلخر إىل زايدة املسافة والعداوة بني الطفل والوالد من نفس‬
‫اجلنس عن طريق التحدث إىل الطفل عن مشكالت زوجية عديدة‪ ،‬وهو أمر غري سليم‪ .‬أو األم‬
‫شديدة احلماية اليت ال تسمح البنها أبن جياهر أبدا ابلتعبري عن نفسه كذكر عن طريق اختاذ أي‬
‫مبادرات قوية‪ ،‬أو رمبا تسخف ابستمرار من كفاءته وجتعله يشعر أبنه يف غري املكان الصحيح كذكر‬
‫أو بعدم األمان يف رجولته‪ ،‬أو أب كان يريد بشدة أن يرزق اببن حىت أنه يعامل ابنته كأهنا ولد‪،‬‬
‫متجاهال أنوثتها ابلكامل‪ .‬وحينما يكون هناك طفل يشعر ابلفعل أن الصلة مقطوعة بينه وبني‬

‫‪0422‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫الوالد من نفس اجلنس‪ ،‬ويف نفس الوقت جيد أن الوالد من اجلنس اآلخر ال يشجع تعبريه عن‬
‫ذكورته (أو أنوثتها) بل ينتقده ويستغله أو يتجاهل تلك الذكورة فيه‪ ،‬فإن هذا خيصب الرتبة اليت‬
‫ميكن أن تنمو فيها امليول املثلية(‪.)Diamond, Lisa M, 2008, pp5- 19( )13‬‬

‫وتلعب عالقة الصداقة بني من هم من نفس اجلنس دورا هاما يف عملية بناء اهلوية اجلنسية‬
‫‪ .Gender Identity‬حيث ينتقل األطفال يف سن الرابعة واخلامسة من اللعب منفردا أبلعابه‬
‫اخلاصة‪ ،‬إىل اللعب مع األطفال اآلخرين‪ .‬ويبدأون يف تعلم كيف يكونون أصدقاء‪ .‬وهذه الصداقات‬
‫املب كرة تضيف عنصرا إىل اهلوية اجلنسية للطفل‪ .‬وإذا مل يندمج األطفال أو املراهقون مع أقراهنم من‬
‫(‪)10‬‬
‫نفس اجلنس فرمبا ينجذبون للوقوع يف عالقات غري صحية تبدو وكأهنا ستسدد االحتيا للقبول‬
‫(‪.)American 2008, p5, Psycjological Association‬‬

‫أسباب املثلية اجلنسية‪-:‬‬

‫النظام األسري الذي يولد فيه الطفل‬ ‫‪)2‬‬

‫يرى العامل النفسي األملاين ‪ Bert Hellinger‬املتخصص يف جمال النظم األسرية‬


‫‪ Family systems‬أن املشاعر املوروثة املرتاكمة مثل الطفل غري املرغوب فيه لدى أفراد األسرة‪،‬‬
‫احلاليني أو من األجيال السابقة‪ .‬جتعل الطفل مستعدا أكثر من غريه الستقبال الرفض من أبويه‪.‬‬
‫وهذا الرفض‪ ،‬حموري جدا يف منو امليول اجلنسية املثلية(‪Asthana, 2001, pp7- 21 and ( )18‬‬

‫‪ .)R. Oostvogels‬وينعكس هذا الرفض على شخصية الطفل فتصبح شخصيته حساسة حيث‬
‫يتميز الطفل املعرض للميول اجلنسية ابحلساسية الشديدة‪ ،‬والطاعة الشديدة وعدم القدرة على‬
‫التمرد أو حىت التعبري عن احلقوق وأتكيدها‪ .‬هذا ابلطبع ليس معناه أن كل األطفال احلساسني‬
‫سوف تنمو عندهم ميول مثلية‪ ،‬ولكن هذا العامل يتفاعل مع عوامل أخرى وأمهها النظام األسري‬
‫وما حيدثه من إساءات لشخصية الطفل(‪.)R.C. pp1750- 1751 Bleys( )13‬‬

‫‪0422‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫ويقصد ابلنظام األسري منظومة القيم اإلنسانية وأمناط العالقات والتفاعل اإلنساين يف‬
‫األسرة‪ ،‬واليت تتضمن‪:‬‬

‫‪ ‬مفهوم األسرة عن الرجل واملرأة (الذكورة واألنوثة) والعالقة بينهما‪.‬‬

‫‪ ‬تركيبة السلطة يف هذه األسرة‪ .‬رمبا يكون النظام األسري املتوارث جيال بعد جيل تقوم فيه املرأة‬
‫بدور القيادة ودور الذكر فيه هامشي أو سليب‪.‬‬

‫‪ ‬مفهوم األسرة عن اجلنس والعالقة اجلنسية بني الوالدين‪ .‬كأن تكون العالقة اجلنسية ضعيفة أو‬
‫منعدمة‪.‬‬

‫‪ ‬رغبة األم‪ /‬األب يف جنس الطفل (األم اليت كانت تتمىن فتاة واألب الذي كان يتمىن صبيا)‪.‬‬

‫‪ ‬كيف تتعامل هذه األسرة مع املشاعر‪ ،‬هل تسمح ابلتعبري عنها أم تكبتها؟ حيث يساعد‬
‫كبت املشاعر على حتويلها إىل طاقة جنسية‪.‬‬

‫‪ ‬طبيعة العالقات‪ .‬هل هناك متايز حقيقي بني الشخصيات وحدود حمرتمة للشخصيات؟ أم أن‬
‫الطفل‪ /‬املراهق ال جيد لنفسه شخصية منفردة حمرتمة يف هذا البيت‪.‬‬

‫‪ ‬كيفية التواصل‪ .‬هل هو مبهم وغامض‪ ،‬مما يزيد التوتر؟ هل من جانب واحد يف صورة أوامر‬
‫ونواهي؟ أما تواصل من طرفني‪ ،‬يسمح للجميع ابلتعبري عن أنفسهم؟‬

‫‪ ‬كيفية التعامل مع الواقع‪ .‬هل األسرة تواجه الواقع حىت وإن كان فيه مرض أو خسارة‪ ،‬أم متيل‬
‫لإلنكار واخلرافات األسرية؟‬

‫‪ ‬طريقة التفكري هل متيل للخوف أو الشك أو لوم النفس واالكتئاب‪ ،‬أم طريقة تفكري موضوعية‬
‫(‪)15‬‬
‫( ‪Asthana and R. Oostvogels,‬‬ ‫تساعد اإلنسان أن يكون واقعيا ومسرتخيا؟‬
‫‪.)2001, pp7- 21‬‬

‫‪0420‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫ويرتبط ابلنظام األسري أيضا أسلوب معاملة الوالد من نفس اجلنس والوالد من اجلنس‬
‫اآلخر حيث تشري(‪ )R. Vanita and S. Kidwai, 2000, pp99- 115( )20‬إىل أن الرفض‬
‫وعدم االتصال من الوالد من نفس اجلنس مينع الطفل‪ /‬الطفلة من التوحد به‪ /‬هبا‪ .‬وابلتايل ال يتم‬
‫تطور اهلوية اجلنسية الذكرية للولد واألنثوية للبنت‪ .‬هذه اإلساءة والرفض للتوحد أو اإلحباط يف‬
‫التوحد حيدث يف سن مبكرة جدا وهي من سنة ونصف إىل ثالث سنوات يؤدي إىل دفاع نفسي ال‬
‫واعي يقوم به الطفل وبه يقرر (ال واعيا) أن يفصل نفسه نفسيا عن هذا الوالد حىت حيمي نفسه من‬
‫الرفض أو توقع احلنان‪ .‬هذا االنفصال النفسي يطلق عليه "االنفصال الدفاعي" ‪Sefensive‬‬

‫‪ Detachment‬وعنده يبدأ تطور الشخصية املثلية‪.‬‬

‫(‪)21‬‬
‫(‪ .)D.F.P. Aggleton, 1998, pp6- 32‬إن اإلساءة من الوالد من‬ ‫وترى‬
‫اجلنس اآلخر هلا دور هام يف تكوين اهلوية اجلنسية لدى الطفل أو الطفلة فبالنسبة لألوالد تلعب‬
‫األم عدة أدوار قد تؤدي إىل مشكلة يف تكوين اهلوية اجلنسية الذكرية لدى الولد فمثال‪:‬‬

‫األمر املسيطرة قوية الشخصية‪ ،‬وخاصة عندما يكون األب ضعيف الشخصية‪ ،‬تستأثر ابلولد‬ ‫‪-‬‬
‫وجتعله يتوحد هبا‪.‬‬

‫األم ذات احلب اخلانق واليت ختاف على ابنها أكثر من الالزم‪ ،‬ومتنع األب من أن أيخذه‬ ‫‪-‬‬
‫بعيدا عنها وختاف عليه من اللعب الذكوري‪ .‬كانت أم أحد املراهقني الذي كان يعاين من‬
‫ميول مثلية ختاف جدا وتضطرب عندما حيدث أي مزاح عنيف بني أوالدها وتتدخل بسرعة‬
‫إليقافه ومحاية الطفل األضعف األرق (وهو ابلطبع الذي أصبح يعاين من امليول املثلية فيما‬
‫بعد)‪.‬‬

‫األم اليت تكره األب وحتقر منه إمام ابنها وجتعله يكرهه ويرفضه وابلتايل يرفض معه اهلوية‬ ‫‪-‬‬
‫الذكرية دون قصد‪.‬‬

‫‪0422‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫األم اليت يف خالف دائم مع األب وتستبدل ابنه به وجتعل منه "دميتها"‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫(‪)22‬‬
‫إىل أن العالقة ابألب مهمة يف‬ ‫وترى دراسة (‪)S. Khan, 1999, pp195- 212‬‬
‫تكوين الشخصية الفردية لكل من الولد والبنت على حد السواء‪ ،‬حيث تساعد العالقة ابألب يف‬
‫أن يشعر الطفل ابنفصال جسده عن أمه واقتناءه جلسده‪ .‬وعندما حتدث مشكلة يف العالقة مع‬
‫األب‪ ،‬فقد تؤثر يف أال تكون للطفل أو املراهق عالقة جيدة جبسده‪ ،‬ويساعد على ذلك أن يكون‬
‫جسده به شيء مميز كالنحافة أو البدانة املفرطة أو الطول أو القصر الشديد‪ .‬يساعد هذا على‬
‫تكوين صورة سلبية يف العالقة ابجلسد والصورة الذاتية عن اجلسد‪ .‬وكثري من املثليني واجهوا إساءات‬
‫شديدة من األقران سواء اإلساءات اجلسدية ابلضرب املربح‪ ،‬أو النفسية املتعلقة ابجلسد‪ ،‬مثل‬
‫الكالم املهني عن اجلسد‪ ،‬أو اإلساءة اجلنسية‪ ،‬كلها إساءات تؤدي إىل الصورة السلبية عن اجلسد‪.‬‬
‫(‪)23‬‬
‫على أن اإلساءات‬ ‫وتؤكد دراسة (‪)Friedman, Richard C, 2009, PP15- 16‬‬
‫االجتماعية بصورها السلبية (أمساء‪ ،‬مسات‪ ،‬هتكم‪ ،‬نكات) تؤدي إىل الشعور بعدم االنتماء‬
‫االجتماعي لكوهنم مرفوضني وخمتلفني‪ ،‬وهذا الرفض يؤدي إما إىل شعور ابلنقص أو إىل رد فعل‬
‫للشعور ابلنقص‪.‬‬

‫وقد يعترب الطفل ضعيف الذكورة الذي لديه جوع للحب الذكري فريسة سهلة للوقوع يف‬
‫يد مغتصيب ومنتهكي األطفال‪ .‬حيث بلغت نسبة من تعرضوا لإلساءة اجلنسية ممن لديهم ميول‬
‫مثلية من ‪ %30‬إىل ‪ %50‬يف بعض األحباث‪ .‬ويربط االعتداء اجلنسي بني اجلنس وإشباع اجلوع‬
‫للحب‪ ،‬خاصة إذا مل يكن االعتداء عنيفا أو قهراي‪ .‬كما أن اللذة اجلنسية ختلق اعتيادا وإدماان‬
‫للجنس ابلصورة اليت متت عليها املمارسة‪ ،‬هذا اإلدمان اجلنسي يكرس ويقوي امليول اجلنسية‬
‫املثلية(‪.)Bagley, Christopher, 1998, p36( )22‬‬

‫‪0424‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫ويضيف (‪ )Gallop, Jane 2007, pp43- 44‬أسباب أخرى للظاهرة منها(‪:)02‬‬

‫‪ -1‬القيود الصارمة اليت تفرض على الفرد العتبارات اجتماعية خمتلفة واليت حتد من االختالط بني‬
‫اجلنسني‪ .‬أو عكسه التميع واحلرية الزائدة اليت يتمتع هبا الفرد‪.‬‬

‫‪ -2‬احلرمان الذي يعاين منه املنحرف من إشباع احلاجة اجلنسية مع اجلنس اآلخر‪.‬‬

‫‪ -3‬فشل املنحرف يف عمله الذي ميارسه‪.‬‬

‫‪ -2‬فشله يف العالقات االجتماعية والزوجية وحياول تعويضها بتلك العالقة‪.‬‬

‫‪ -3‬الشعور ابلقلق والكآبة واليت بدورها تدفع الفرد املستعد لذلك أن ميارس تلك العالقة‪ .‬ولكن‬
‫ليس كل من يشعر ابلقلق والكآبة يلجأ إىل تلك املمارسة‪.‬‬

‫‪ -0‬معوقات الزوا الكثرية ومنها االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -8‬الصراع الذي يعاين منه الفرد بني ميوله اجلنسية ومعايري اجملتمع‪.‬‬

‫‪ -3‬نقص التوعية يف هذا اجملال مما يتيح الفرصة لتلك املمارسة واليت تصبح عادة لدى الفرد‪.‬‬

‫مسات وخصائص الشخصية لدى اجلنسي املثلي‪:‬‬

‫‪ -2‬االنسحاب‬

‫جلأ غالبية املثليني (وخاصة الرجال) خالل الطفولة‪ ،‬بطريقة أو أبخرى‪ ،‬إىل نوع من‬
‫االنسحاب‪ .‬إن والد الطفل الغائب ابجل سد‪ ،‬أو احلاضر ابجلسد وغائب وجدانيا‪ ،‬جيعل الطفل‬
‫يشعر بشيء من اخلوف وعدم األمان‪ .‬حيث يشعر الطفل‪ /‬الطفلة أبنه عراين وغري حممي من العامل‪.‬‬
‫(‪)20‬‬
‫( ‪Perrin, 2002, p54- 55‬‬ ‫وتتكون الرغبة يف االنسحاب من ثالث عناصر سلبية هي‬
‫‪.)EC‬‬

‫‪0422‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫أ‪ -‬اخلوف‬

‫أغلب من يقدم املشورة لألشخاص املتعبني واملضطربني‪ ،‬سواء مثليني أو غرييني‪ ،‬وجدوا أن‬
‫وراء كل املخاوف والسلوكيات الغريبة‪ ،‬يوجد خوف عميق من اهلجر والرتك يرجع للطفولة املبكرة‪.‬‬
‫رمبا ال يكون هذا السبب األول لكل اضطراب‪ ،‬إال أنه واحد من األسباب األساسية للكثري من‬
‫االضطراابت النفسية‪.‬‬

‫ابلنسبة لألطفال األب هو رمز احلماية‪ .‬األب الذي ينتهك بدال من أن حيمي قام خبيانة‬
‫الدور املوكل إليه من قبل هللا وهو أن حيمي األسرة وحيافظ عليها‪ .‬إذا كان األب نفسه مصدرا‬
‫للخوف فال ميكن االحتماء به من هجمات العامل اخلارجي‪ .‬أيضا األب املهمل غري املبايل خان‬
‫األمانة وختلى عن دوره اهلام يف منو وتطور شخصية الطفل‪ .‬عندما جيد الطفل أبوه يقف سلبيا ال‬
‫يفعل أي شيء ويشاهده وهو يصارع مع خماوفه دون أن يتدخل فإن كما هائال من الكراهية‬
‫واالستياء يتكون داخل هذا الطفل‪ ،‬وهذا االستياء يلعب فيما بعد دورا كبريا يف تشكيل شخصيته‪.‬‬

‫ب‪ -‬االنعزال‬

‫خيلق غياب النموذ الذكري ابلنسبة للطفل والنموذ األنثوي ابلنسبة للطفلة مشكالت‬
‫مع األقران من نفس السن‪ -‬فاالبن الذي يتعرض فقط لتأثري أمه يف حياته‪ ،‬ستكون ردود أفعاله مع‬
‫العامل احمليط به مشاهبة لردود أفعال أمه أو متاثلها حسب ختيله لرد فعلها يف املواقف اليت تواجهه‪.‬‬
‫وسرعان ما سوف يلتقط أقرانه األوالد ميله لألنوثة يف التصرف فتبدأ السخرية منه وخيرجونه من‬
‫"اجلماعة" وابلتايل يفرض عليه االنعزال‪.‬‬

‫والطفلة اليت كونت نوع من التوحد بشخصية أبيها‪ ،‬ستجد نفسها أيضا منفصلة عن‬
‫"أقراهنا" من البنات وعن اهتماماهتن‪ .‬وعادة ما ستسفه من هذه االهتمامات األنثوية وتعزل نفسها‬
‫من التفاعل معهن‪ .‬وحيث أن املشكلة العميقة خلف اجلنسية املثلية هي االفتقار إىل اإلحساس‬

‫‪0422‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫ابالنتماء واهلوية املشرتكة‪ ،‬فإن الرتك والرفض من األقران يلعب دورا هاما فيها‪ .‬األطفال الذين يبدون‬
‫"خمتلفني" يتم حرماهنم من االنتماء والعالقة احلميمة‪ ،‬وكلما أصبح التفاعل االجتماعي يسبب أملا‪،‬‬
‫خيتار الطفل بنفسه االنعزال‪.‬‬

‫ج‪ -‬احلسد والرغبة يف االمتالك‬

‫من الطبيعي أن الطفل الذي شعر بوخزة الرفض‪ ،‬حيسد غريه من األطفال املقبولني‪ .‬وتبدأ‬
‫عملية إذا متت إىل النهاية فهي تؤدي إىل ما يسميه املثليني "التوجه" اخلاص هبم‪ .‬يبدأ مبقارانت‬
‫بسيطة مع اآلخرين خير منها الطفل ابستنتا وهو أنه غري مساو لآلخرين من أقرانه وأنه ال‬
‫يستطيع الوصول ملقاييسهم‪ ،‬فينسحب الطفل من املنافسة وال يعود يبادر أبي أفعال مع أصدقائه‬
‫وإمنا يتخلف يف املؤخرة‪ .‬ويف النهاية يستسلم متاما معرتفا بعدم كفايته‪ .‬مث بعد ذلك ينشأ اإلعجاب‬
‫هبؤالء الذين يبدون "أفضل" منه بطريقة ما‪ .‬بنياهنم أكرب وأقوى‪ ،‬أكثر ذكاء‪ ،‬أمهر رايضيا وغريها‬
‫من األمور‪ .‬عموما ينشأ اإلعجاب هلؤالء الذين يتحلون بروح املبادرة‪ ،‬الذين لديهم الشجاعة والقوة‬
‫للمحافظة على إحساسهم ابلقيمة والكفاءة يف مواجهة اهلجمات اليت أتيت يف طريقهم‪ .‬مث يف وقت‬
‫ما خالل هذه العملية يتحول اإلعجاب إىل حسد ورغبة شديدة يف االمتالك‪ .‬عادة ما يكون هناك‬
‫شخص واحد "خاص" مركز احلسد واإلعجاب يف الطفولة‪ .‬رمبا بعد هذا بعشرات السنني يظل‬
‫املثلي يبحث من خالل العديد من العالقات عن تعويض "حلبه األول"‪ .‬ويشعر املثلي برغبة شديدة‬
‫أن يكون هذا الشخص هو "صديقه األقرب"‪ .‬ويتمىن خبياله أن يكون معه مبفرده ليخدمه أو‬
‫لتكوين عالقة محيمة معه‪.‬‬

‫وعندما أييت البلوغ‪ ،‬تبدأ الرغبات اجلنسية يف الظهور‪ ،‬فتتوجه هذه الرغبة حنو الشخص‬
‫الذي حظا إبعجابه واهتمامه حىت صار حمور وجوده‪ .‬وهنا حيدث ما نسميه جبنسنة اإلعجاب أي‬
‫أن يصري اإلعجاب جنسيا‪ .‬وتتولد هذه الرغبة يف حياة الكثري من األطفال ولكن يف أغلب األحيان‬
‫ال تكتمل هذه العملية حىت النهاية ولكنها إذا استمرت حىت هنايتها فإهنا جتعل الشخص مثليا‪ .‬ومن‬

‫‪0422‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫يصبح مثليا‪ ،‬ال يشعر بغرابة الرغبة اجلنسية يف االقرتاب من شخص من نفس اجلنس ألن هذه‬
‫الرغبة عند بدايتها مل تكن رغبة جنسية (‪.)28()Herek GM, 2006, PP21- 29‬‬

‫‪ -0‬االستسالم للمثلية‬

‫هكذا جند أن منط اجلنسية املثلية ينشأ على مدى وقت طويل من مرحلة الطفل الرضيع إىل‬
‫املراهقة والبلوغ‪ .‬وبسبب هذه البداية املبكرة جدا‪ ،‬رمبا يشعر املثلي أنه ولد هكذا‪ .‬ويف وقت ما من‬
‫مرحلة البلوغ يبدأ يدرك أن اهتمامه ابألشخاص من نفس اجلنس ليس طبيعيا‪ ،‬وأن أقرانه يتقدمون‬
‫لألمام يف عالقاهتم واهتماماهتم الغريية‪ .‬عندما يكتشف املثلي أن هذه ليست جمرد مرحلة وتعرب وأهنا‬
‫حالة سوف تستمر طوال العمر فإنه يشعر ابلرعب‪ .‬بعد هذا االكتشاف تبدأ عملية ما ميكن أن‬
‫نسميه عملية الفقد أو النوح‪ .‬ومتر هذه العملية مبراحل‪ :‬أوال هناك مرحلة الصدمة وعدم التصديق‬
‫ورمبا اإلنكار‪ .‬مث بعد ذلك رمبا أييت وقت من االنعزال التام والبكاء واالكتئاب الشديد‪ .‬رمبا يف هذه‬
‫املرحلة يلجأ الكثريون ممن مل يكونوا متدينني مطلقا إىل الدين حملاولة احلصول على تغيري مباشر‬
‫وسريع‪.‬‬

‫ويعد موضوع الشذوذ اجلنسي من أحدث املواضيع اليت تثري اهتمام الناس على خمتلف‬
‫مشارهبم (الدينية والفكرية واالجتماعية)؛ وذلك بسبب انتشار هذه الظاهرة يف العامل العريب‪ ،‬وانتقال‬
‫دعاهتا من مرحلة الدفاع إىل اهلجوم‪ ،‬وحتديهم للقوانني والشرائع اليت حترم هذا الفعل وجترمه‪.‬‬

‫إن هذه األسباب إضافة إىل أسباب أخرى سريد ذكرها يف هذه الدراسة‪ -‬إن شاء هللا‬
‫تعاىل‪ -‬هي اليت جتعل مثل هذه الدراسة حاجة وضرورة تساعد يف حتديد األبعاد واألسباب والنتائج‬
‫اليت ترتتب على تزايد هذه الظاهرة يف اجملتمعات العربية‪.‬‬

‫‪0422‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫العوامل املسامهة يف انتشار اجلنسية املثلية‪:‬‬

‫‪ -2‬العوامل اخلارجية‪:‬‬

‫أ‪ -‬دور األمم املتحدة ومنظماهتا‪:‬‬

‫بدأ تركيز األمم املتحدة على تشريع الشذوذ اجلنسي يف عام ‪1531‬م‪ .‬مع فرض معاهدة‬
‫األمم املتحدة لالجئني على الدول؛ لتأمني احلماية ألي شخص لديه خشية من "التعرض‬
‫لالضطهاد نتيجة أسباب عرقية أو دينية أو ترتبط هبويته اجلنسية‪ ،‬ابنتمائه إىل جمموعة اجتماعية‬
‫معينة‪ ،‬أو بسبب رأيه السياسي"‪.‬‬

‫وبعد ذلك بدأ موضوع الشذوذ أيخذ طابعا أكثر ختصصية مع تلك املؤمترات واالتفاقيات‬
‫الدولية اليت تعين ابألمور اجلنسية‪ ،‬وعلى رأسها حقوق املثليني اجلنسيني يف العامل‪ .‬وكان من نتائج‬
‫حتركات منظمة األمم املتحدة أن وقع يف ديسمرب ‪ 2003‬ستة وستون بلدا يف اجلمعية العامة لألمم‬
‫املتحدة بياان يتعلق برفع العقوبة عن املثلية‪.‬‬

‫ولعل من أهم ا ملؤمترات اليت تناولت قضية الشذوذ اجلنسي مؤمتر القاهرة الذي عقد يف عام‬
‫‪1552‬م‪ ،‬والذي حفلت واثئقه األساسية مبصطلحات خطرية‪ ،‬منها‪ :‬مصطلح‪" :‬احلقوق اجلنسية"‪،‬‬
‫ومصطلح‪" :‬املتحدين واملتعايشني (‪ .")COUPLE‬أما مؤمتر بكني الذي عقد عام ‪1553‬م‪ ،‬فقد‬
‫متيز ابلتظاهرة الكبرية اليت مشت فيها ‪ 8000‬امرأة منادايت حبقوق السحاقيات والشواذ‪ ،‬وكان من‬
‫املصطلحات اليت أطلقت يف هذا املؤمتر مصطلح‪ )Sexual Orientation( :‬الذي يفيد حرية‬
‫احلياة غري النمطية‪ ،‬ومصطلح نوع اهلوية‪ "Gender Identity" :‬اليت اعتربهتا املوسوعة الربيطانية‬
‫"غري اثبتة ابلوالدة‪ ،‬بل تؤثر فيها العوامل النفسية واالجتماعية‪ ،‬وهي تتغري وتتوسع بتأثري العوامل‬
‫االجتماعية‪ .‬وإضافة إىل املؤمترات واالتفاقيات الدولية يظهر أيضا عمل األمم املتحدة يف املنظمات‬

‫‪0422‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫التابعة هلا اليت تعمل على تكريس هذه املفاهيم يف براجمها من جهة‪ ،‬ويف دعم الشاذين جنسيا يف‬
‫العامل من جهة أخرى (‪.)23()Mravack, Sally A., 2006 PP279- 286‬‬

‫الدعم الدويل للمثليني جنسيا‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫تقدم منظمات األمم املتحدة والدول واحلكومات الغربية تسهيالت للمثليني جنسيا‪ ،‬مثل‬
‫منح حق اللجوء السياسي‪ .‬بل إن إسرائيل اليت شرعت العالقة املثلية عام ‪1533‬م‪ ،‬ابتت طريق‬
‫الفرار املعتادة للفلسطينيني الشاذين‪ .‬ومن مناذ الدعم من قبل املنظمات غري احلكومية الغربية ما‬
‫حتظى به مجعية "حلم" اللبنانية من أتييد جمموعات هلا يف‪ :‬أسرتاليا وفرنسا والوالايت املتحدة‬
‫األمريكية‪ .‬وهي تؤمن هلا إضافة إىل التمويل املادي احلماية من تعسف "السلطات اللبنانية اليت تدرك‬
‫أهنا ستواجه شكاوى خارجية يف حال اختذت خطوات قمعية"‪.‬‬

‫العوامل الداخلية‪:‬‬ ‫‪-0‬‬

‫تتعدد العوامل الداخلية اليت تساهم يف انتشار الفساد األخالقي بشكل عام والشذوذ‬
‫اجلنسي بشكل خاص‪ .‬وأول هذه العوامل تبدأ من األسرة اليت ينشأ فيها الطفل‪ ،‬واليت تساهم‬
‫بشكل كبري يف تكوين شخصيته وتوجيه سلوكه‪ .‬وما نشاهده يف بعض األسر من تنشئة خاطئة تبدأ‬
‫منذ الصغر‪ ،‬تلعب دورا كبريا يف عدم تقبل الطفل هلويته الذكورية أو األنثوية يف املستقبل‪.‬‬

‫ومن مناذ هذه التصرفات‪ :‬قيام بعض األهل إبطالة شعر أبنائهم الذكور‪ ،‬والسماح هلم‬
‫ابللعب أبلعاب البنات وإلباسهم لباس الفتيات‪ ،‬وكذلك تسمية البنات أبمساء الذكور‪ ،‬والسماح هلن‬
‫ابللعب معهم يف ألعاهبم اخلاصة اليت تتسم يف بعض األحيان ابلعنف‪ .‬إضافة إىل ذلك؛ فإن تعرض‬
‫األطفال يف صغرهم إىل التحرش اجلنسي من قبل أحد أفراد العائلة أو من املقربني أو املكلفني‬
‫حبمايتهم‪ ،‬له دور كبري يف التحول إىل الشذوذ اجلنسي(‪Stephen, 1998, pp238- 239, .)25‬‬
‫‪Murray‬‬

‫‪0422‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫العوامل الثقافية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫مل يهتم املؤرخون العرب بدراسة ظاهرة الشذوذ اجلنسي؛ ولكن بعض األدابء العرب الذين‬
‫عربوا يف قصصهم وطرائفهم وأشعارهم عن مواقفهم املؤيدة أو الرافضة هلذا الفعل‪ .‬ولعل أبرز الشعراء‬
‫املؤيدين هو الشاعر أبو نواس‪ .‬أما أبو العتاهية؛ فقد كتب مستنكرا الشذوذ اجلنسي عند النساء؛‬

‫فلق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد فضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحن حرائ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اإلنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫لع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اإلل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواحق الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرأس؛‬
‫إال اتق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرتس ابل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرتس‬ ‫أبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدين ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراب ال طعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان هبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬

‫ويف العصر احلديث مل أيخذ طابع اجملاهرة عن الشذوذ اجلنسي يف األدب العريب إال يف‬
‫السنوات األخرية‪ .‬وقد صدر حديثا كتاب‪" :‬الشذوذ اجلنسي يف األدب املصري" للكاتب مصطفى‬
‫بيومي‪ ،‬تناول فيه الشذوذ يف كتاابت بعض األدابء املعاصرين‪ ،‬أمثال‪" :‬عالء األسواين" و"جنيب‬
‫حمفوظ" و"حيىي حقي"‪ .‬وقد بدأ يظهر التأثري الغريب على الثقافة العربية بوضوح مع ظهور كتاابت‬
‫روائية تتحدث عن الشذوذ بشكل علين وصريح‪ .‬من هذه الكتاابت ما كتبته أديبات نسوايت‪،‬‬
‫أمثال‪ :‬اللبنانية "حنان الشيخ" يف روايتها‪" :‬مسك الغزال"‪ ،‬وكتاب‪" :‬رائحة القرفة" للروائية السورية‬
‫"مسر يزبك"‪ ،‬ورواية‪" :‬أان هي أنت" للكاتبة اللبنانية إهلام منصور‪ ،‬و"الذي يعد الكتاب الوحيد‬
‫ابللغة العربية الذي ميكن اعتباره رواية مثلية نسائية فعال؛ وهو يركز على مشكالت امرأة مثلية حتاول‬
‫الدفاع عن هويتها يف جمتمع مشته للغري"(‪( )30‬مصطفى بيومي‪ ،2005 ،‬ص ص‪)212 -211‬‬

‫العوامل اإلعالمية‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫بدأ اهتمام اإلعالم العريب مبوضوع الشواذ من أجل تغيري ثقافة الشعور وعقائدهم‪ ،‬ويؤكد‬
‫على هذا األمر العديد من اخلرباء اإلعالميني الذين يرون أن بدء طرح املواضيع اجلنسية‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫الصحة اإلجيابية‪ ،‬واحلرية اجلنسية‪ ،‬والشذوذ اجلنسي يف الفضائيات العربية‪ ،‬إمنا يعود إىل سياسة‬
‫تنفيذ برامج األمم املتحدة وعلى رأسها مؤمتر بكني‪ .‬ولعل أشهر هذه الربامج‪ ،‬برانمج‪" :‬أمحر ابخلط‬

‫‪0422‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫العريض" على قناة ‪ ،Lbc‬الذي كان لعرض حلقته حول الشذوذ ردة فعل كبرية ليس فقط على‬
‫الصعيد الشعيب‪ ،‬ولكن أيضا على صعيد الشاذين أنفسهم؛ كما فعلت مجعية "حلم" ابعرتاضها على‬
‫حمتوى احللقة‪ .‬وإضافة إىل الربامج اجلادة‪ ،‬هناك بعض الربامج الساخرة اليت تصور شخصيات شاذة‬
‫من أجل إضحاك الناس والرتفيه عنهم‪ ،‬بينما هي يف احلقيقة تؤسس‪ -‬بوعي أو بغري وعي‪ -‬لقبول‬
‫بعض التصرفات الشاذة اليت ال يقبلها دين وال شرع‪ .‬وإذا كان هذا التصوير ملشاهد الشذوذ عرب‬
‫التلفاز هبدف إضحاك الناس؛ فإن هذا التصوير يف السينما هو هبدف نقل الواقع احلي؛ لذلك كثريا‬
‫ما تتضمن األفالم اجلنسية اليت تتحدث عن الشذوذ بعض املشاهد اجلنسية الصرحية‪ .‬كمثل تلك‬
‫اليت قامت هبا الفنانتان‪" :‬غادة عبد الرازق" و"مسية اخلشاب" يف فيلم "حني ميسرة"‪ .‬هذا وال‬
‫يقتصر عرض موضوع الشذوذ على اإلعالم املرئي‪ ،‬بل هناك إضافة إىل مواقع اإلنرتنت واملدوانت‬
‫اخلاصة‪ ،‬والصحف واجملالت اليت بدأت تنشر التحقيقات حول انتشار هذه الظاهرة يف األوساط‬
‫الشبابية‪( )31(.‬مصطفى بيومي‪ ،2005 ،‬ص ص‪)212 -212‬‬

‫اآلاثر النامجة عن اجلنسية املثلية‪:‬‬

‫تؤدي اجلنسية املثلية إىل أضرار يف صحة الفرد البدنية والنفسية‪ .‬ومن اآلاثر اليت تنتج عن‬
‫انتشار الشذوذ‪ ،‬ما يلي‪:‬‬

‫انتشار األمراض بني الشاذين جنسيا‪ ،‬مثل مرض نقص املناعة (اإليدز)‪ ،‬واألمراض الزهرية‬ ‫‪-1‬‬
‫األخرى‪ .‬إضافة إىل ذلك تنتشر بني الشاذين األمراض اجلسدية‪ ،‬مثل‪ :‬الوابء الكبدي(‪.)32‬‬
‫(‪ )Gallagher, Maggie, 2006, pp21- 22‬وتصاحب هذه املشكالت الصحية جمموعة من‬
‫املشكالت النفسية والعصابية مثل اهلوس واجلنون والوسواس املرضي‪ .‬وميكن تلخيص أبرز املشكالت‬
‫النفسية اليت يتعرض هلا هؤالء األشخاص يف ما يلي(‪McConaghy, N., et. Al., ( .)33‬‬

‫‪.)(2006), pp161- 174‬‬

‫‪0420‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫‪ -‬تنشأ يف نفس املنحرف حالة من الصراع النفسي بني املرغوب واحملظور نتيجة إدراكه التام لكون‬
‫ممارسته ممارسة غري مقبولة دينيا واجتماعيا وأخالقيا‪.‬‬

‫‪ -‬تؤدي حالة عدم االستقرار النفسي إىل خلق حالة من االضطراب فتعطل قدرة الشخص عن‬
‫اختاذ القرارات السليمة‪.‬‬

‫‪ -‬تنشأ يف نفس الشخص حالة من عدم التوازن مما يؤدي إىل حدوث حالة من القلق املستمر‪.‬‬

‫‪ -‬تتطبع شخصية املنحرف بضعف الثقة ابلنفس وابآلخرين‪.‬‬

‫‪ -‬تؤدي حالة انعدام الثقة يف النفس‪ ،‬يف اآلخرين إىل ظهور وتعزز الغرية املرضية اليت تنعكس سلبا‬
‫على قدرة املنحرف على إقامة عالقة زوجية طبيعية‪.‬‬

‫‪ -‬إصابة املنحرف ابلوسواس املرضي واخلوف املستمر وغريها من احلاالت اليت تعترب مظهرا من‬
‫مظاهر عدم االستقرار أو االختالل النفسي‪.‬‬

‫ويضيف (‪ )32()Gallagher, Maggie, 2006, pp21- 22‬اضطراابت نفسية أخرى مثل‪:‬‬


‫القلق واالكتئاب والشعور وابلنقص والسادية‪ ...‬وما إىل ذلك من اضطراابت نفسية قد تصل‬
‫أبصحاهبا إىل االنتحار أو القتل‪.‬‬

‫اآلاثر االجتماعية‪:‬‬

‫تقويض الروابط األسرية‪ ،‬وتغري أشكال األسرة الطبيعية املكونة من امرأة ورجل وأطفال؛ إذ‬
‫إن ممارسة الشذوذ تؤدي إىل عزوف الشباب عن الزوا ‪ ،‬كما يساهم يف زايدة نسبة املشكالت‬
‫االجتماعية‪ :‬من عنوسة‪ ،‬وطالق‪ ،‬وخيانة زوجية‪ ،‬وعجز جنسي‪Gallagher, Maggie, ( ...‬‬

‫‪.)33()2006, pp21- 22‬‬

‫‪0422‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫اآلاثر الفكرية والعقائدية‪:‬‬

‫رغم أن األضرار الفكرية والعقائدية حتتل موقعا ابرزا من األمهية ابلنسبة لإلنسان على‬
‫اعتبار أهنا أساس بناء اجملتمع اإلنساين السليم وبناء احلضارة واهلوية الثقافية‪ ،‬إال أنه قليل ما يتناوهلا‬
‫الباحثون يف جمال االحنرافات السلوكية‪ .‬ولعل أكرب ضرر يف هذا اجلانب يتمثل يف فقدان اهلوية‬
‫االجتماعية والثقافية‪ ،‬إن تغلغل مثل هذا الفكر يف اجملتمع يعترب على املدى البعيد أكثر خطورة‬
‫وأشد وطأة من أية أتثريات أخرى‪ ،‬ذلك أن مجيع تلك التأثريات ميكن التعامل معها وعالجها‪ ،‬إال‬
‫أن يرتبط ذلك التأثري ابلفكر والعقيدة واحلالة الثقافية(‪Rocke, Michael, 2006, pp89- ( )30‬‬

‫‪.)91‬‬

‫رأي اإلسالم‬

‫العالقة اجلنسية الطبيعية واملقبولة بشراي هي اليت تنشأ بني الذكر واألنثى‪ ،‬ويرى اإلسالم أن‬
‫تظل العالقات اجلنسية نظيفة عن كل ما خيرجها عن إطارها الطبيعي‪ ،‬ولذلك حرم اإلسالم منذ‬
‫أربعة عشر قران عمل صنيعه قوم لوط الذين اشتهروا هبذا السلوك وانفردوا به عن العاملني فقال جل‬
‫ني (‪ )222‬وتَ َذرو َن ما َخلَ َق لَ ُكم ربُّ ُكم ِمن أَ ْزو ِ‬
‫اج ُك ْم بَ ْل أَنْتُ ْم‬ ‫ِ‬
‫الذ ْك َرا َن م َن ال َْعالَ ِم َ‬
‫جالله (أ َََتْتُو َن ُّ‬
‫ْ َ ْ ْ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ادون)‪ .‬سورة الشعراء ‪.100 -103‬‬
‫قَ ْوٌم َع ُ‬

‫وقد حذر اإلسالم من الوقوع فيما وقع فيه قوم لوط وهنى أن يقرب الرجل زوجته أثناء‬
‫احليض من فرجها انهيك عن دبرها ومل أيذن إبتياهنا إال يف حالة الطهر ومن املكان املقبول به شرعا‬
‫اَّللَ ُُِي ُّ‬
‫ب‬ ‫اَّللُ إِ َّن َّ‬ ‫وه َّن ِم ْن َح ْي ُ‬
‫ث أ ََم َرُك ُم َّ‬ ‫وه َّن َح ََّّت يَط ُْه ْر َن فَِإذَا تَطَه ْ‬
‫َّر َن فَأْتُ ُ‬ ‫فقال تعاىل‪َ ( :‬وَال تَ ْق َربُ ُ‬
‫ين) البقرة ‪ .222‬منعا ألي أتويل يبيح إتيان النساء يف أدابرهن‪ .‬وقد بني‬ ‫ب ال ُْمتَطَ ِه ِر َ‬‫ني َو ُُِي ُّ‬
‫َّوابِ َ‬
‫الت َّ‬
‫الرسول صلى هللا عليه وسلم بشاعة هذا النهي الرابين يف كثري من أحاديثه وسننه فقال عليه الصالة‬
‫والسالم‪" :‬أخوف ما أخاف عليكم عمل قوم لوط" رواه ابن ماجة والرتمذي وصححه احلاكم‪.‬‬

‫‪0424‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫وقال أيضا فيما رواه ابن حبان يف صحيحه "ال ينظر هللا إىل رجل أتى ذكرا أو امرأة يف دبرها" وغري‬
‫هذين احلديثني كثري ميكن الرجوع إليها يف مظاهنا يف الفقه الفروعي‪.‬‬

‫احلل اإلسالمي‬

‫إن عال مشكلة األمراض اجلنسية وأوبئتها الفتاكة ابلبشر لن يتغلب عليها اإلنسان إال‬
‫ابلتزام تعاليم اإلسالم؛ الذي حرم الزان والبغاء العلين والسري وأمر بتطبيق حدود هللا على الزانة‬
‫والقوادين واللوطية والشاذين جنسيا‪ ،‬وحرم اخلمور واملخدرات ومنع بيعها وصناعتها‪ ،‬وأمر بتنفيذ‬
‫أحكام الشريعة اإلسالمية على املفسدين‪ ،‬وأمر بنشر الوعي الديين والصحي‪ ،‬وتعميق اإلميان يف‬
‫نفوس الناس‪ ،‬وأمر بوضع برامج إعالمية هادفة وحارب وسائل اإلعالم اليت تشيع الفاحشة يف‬
‫اجملتمعات‪ ،‬ونظم عمل املرأة ووفر هلا احلياة الكرمية أما وأختا وبنتا وزوجة‪ ،‬ونظم سفر العاملني خار‬
‫أوطاهنم‪ ،‬وحل مشكلة اصطحاب أسرهم معهم‪ ،‬ومنع التعليم املختلط والترب والسفور‪ ،‬وهذه كلها‬
‫هي أسباب اإلابحية وشيوع الفاحشة وبغري القضاء عليها ستظل األوبئة واألمراض املوجعة واملهلكة‬
‫(‪)38‬‬
‫( ‪S.O. Murray and W. Roscoe,‬‬ ‫تفتك ابلبشر يف كل مكان تتحقق فيه هذه السنن‬
‫‪)1997, pp33- 34‬‬

‫من هنا؛ فإن الواجب على املسلمني وغري املسلمني التكاتف والعمل يدا واحدة من أجل‬
‫حماربة هذا السلوك بشىت الوسائل الفردية واجلماعية‪ ،‬ومن هذه الوسائل(‪( )33‬هنى قاطرجي ‪،2010‬‬
‫ص ص‪.)12 -13‬‬

‫‪ -1‬التشديد على استخدام مصطلح‪( :‬الشذوذ اجلنسي) عند احلديث عن هذا الفعل‪ ،‬ورفض‬
‫استبداله مبصطلح‪" :‬املثلية اجلنسية" احملايد الذي يعد جمرد توصيف ملا يسمى‪ :‬امليل اجلنسي‬
‫للفرد‪ .‬من دون أن حيتوي على أي حكم أخالقي بتحرميه ورفضه‪.‬‬

‫‪0422‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫‪ -2‬تضافر اجلهود الرمسية واخلاصة من أجل القضاء على هذه الظاهرة‪ ،‬وتوعية الناس حول خماطر‬
‫الشذوذ‪ .‬ومن هذه اجلهود‪ :‬تعديل القانون احمللي لبعض الدول العربية اليت ال تنص على عقاب‬
‫الشواذ إال يف حالة عدم رضا أحد األطراف‪ .‬ومنها أيضا تغليظ العقوبة على مرتكيب الشذوذ‬
‫وعدم تشريع وجودهم وال الرتخيص جلمعياهتم‪.‬‬

‫‪ -3‬التصدي للخطط الدولية اليت تطالب بتعديل مناهج التدريس؛ حىت تتناسب مع التوجه العاملي‬
‫الذي يدعو إىل تقبل الشذوذ اجلنسي وتقنينه‪.‬‬

‫‪ -2‬االهتمام بعال حاالت الشذوذ‪ ،‬وتطوير الوسائل العالجية اليت تساعد الشاذ على التخلص‬
‫من هذا الداء‪.‬‬

‫‪ -3‬الرتكيز على الرتبية األسرية اإلسالمية الصحيحة‪ ،‬ودعوة اآلابء إىل تطبيق سنة رسول هللا‪-‬‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ -‬يف التعامل مع األبناء‪ ،‬واليت من بينها التفريق بينهم يف املضاجع‪ ،‬وعدم‬
‫تفضيل الذكر على األنثى‪ ،‬وعدم القسوة عليهم‪ ...‬وما إىل ذلك من أمور تربوية أخرى‪.‬‬

‫‪ -0‬إجياد احللول االجتماعية واالقتصادية ملسألة العنوسة وأتخر الزوا ‪ ،‬والتشجيع على الزوا‬
‫املبكر‪ ،‬وعدم وضع العراقيل أمام هذا الزوا ‪.‬‬

‫‪ -8‬الرقابة على اإلعالم‪ ،‬خاصة املرئي منه‪ ،‬والذي يستورد كثريا من الربامج اإلابحية اليت تشجع‬
‫على اخلالعة والشذوذ اجلنسي‪.‬‬

‫عالج اجلنسية املثلية‬

‫لقد أاثرت قضية الشذوذ اجلنسي جدال واسعا بني علماء الغرب‪ .‬هل الشذوذ اجلنسي‬
‫قابل للعال ؟ حيث يعتقد فريق من العلماء يف الغرب أن حماولة عال الشاذ جنسيا مبا أن اجلنسية‬
‫املثلية‪ -‬ما هي إال تنوع طبيعي للممارسة اجلنسية‪ ،‬وأن حماولة عال اجلنسية املثلية لن ينجم عنه إال‬
‫إصابة الشاذ أبمل نفسي أكرب‪ .‬واألصل عند هؤالء هو إقناع الشاذ أبنه طبيعي‪ ،‬وجعل الشاذ يتصاحل‬

‫‪0422‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫مع اجتاهاته اجلنسية!‪ ،‬إال أن هناك فريقا آخر يدافع عن حق الشاذ يف العال من حالته تلك إذا‬
‫رغب يف ذلك‪.‬‬

‫ويف الوالايت املتحدة األمريكية غري مسموح للطبيب النفسي حماولة عال املثلي جنسيا‪،‬‬
‫مبا أن اجلنسية ا ملثلية غري مدر بكتيب تشخيص وإحصاء االضطراابت النفسية ويف حبث علمي‬
‫آاثر دهشة علماء النفس الغربيني‪ ،‬قام فريق من العلماء بدراسة جمموعة من املثليني السابقني ملعرفة‬
‫مدى تغري اجتاهاهتم اجلنسية‪ ..‬اكتشف البحث أن ‪ %08‬من هؤالء املثليني السابقني قد أصبحوا‬
‫طبيعيني متاما من حيث املمارسة اجلنسية السوية والرغبة فيها‪ ،‬كما أن ‪ %83‬من الرجال منهم‬
‫و‪ %30‬من النساء قد توزجوا زجيات طبيعية‪ ،‬ابإلضافة إىل أن كل هؤالء قد اعرتف أبنه حيس أبنه‬
‫أكثر ذكورة (ابلنسبة للرجال) أو أكثر أنوثة (ابلنسبة للنساء) مما كانوا عليه قبل أن يغريوا اجتاهاهتم‪.‬‬
‫وقد قالوا أبن عملية التحويل قد استغرقت يف الغالب أكثر من عامني‪ ،‬وأهنم قد جلئوا إىل حماولة‬
‫تغيري اجتاهاهتم اجلنسية بسبب أولوية اعتقاداهتم الدينية ابلنسبة إليهم‪ ،‬ابإلضافة إىل إحساسهم بعدم‬
‫االستقرار النفسي يف تلك النوعية الشاذة من العالقات‪ .‬وقد أخرب املثليني السابقون فريق األطباء‬
‫أبن الطرق اليت جنحت معهم لتحويل ميوهلم اجلنسية تركزت على حتليل مرحلة الطفولة وعالقاهتم‬
‫األسرية‪ ،‬ومعرفة كيفية أتثري تلك املرحلة على إصابتهم ابلشذوذ اجلنسي أو بعدم اإلحساس‬
‫ابالنتماء إىل جنسهم(‪)Bogaert A. F 2004, PP33- 37( )35‬‬

‫طرق الوقاية والعالج من اجلنسية املثلية(‪( :)42‬حممد املهدي‪)2003 ،‬‬

‫‪ -1‬االكتشاف املبكر للخلل منذ الطفولة‪.‬‬

‫‪ -2‬املتابعة والرعاية للشخص وخاصة يف سن ما قبل البلوغ‪.‬‬

‫‪0422‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫‪ -3‬جلوء الشخص إىل الطبيب النفسي فورا ليخضع لنظام معني لتنمية شعوره جبنسه احلقيقي أو‬
‫تنمية ميله للجنس اآلخر ووضع احلدود والضوابط اليت جيب أن يلتزم هبا مؤقتا أو إىل األبد‪ -‬مع‬
‫بين جنسه حىت ال يقع احملظور‪.‬‬

‫‪ -2‬كما حنذر من الشعور املفرط ابلذنب وتوبيخ النفس لوجود هذا اخللل فينا أيضا حنذر من أن‬
‫يشعر املرء أبنه عدمي احليلة وأنه ال ذنب له إذا ارتكب اخلطأ‪ ،‬فهذا كالم غري مقبول لقد خلقنا‬
‫هللا تعاىل على هذه احلياة ووضع يف طريقنا سلسلة من االختيارات تؤهلنا‪ -‬إبذن هللا‪ -‬للجنة إذا‬
‫اخرتانها بنجاح‪ ،‬ولو استسلم كل شخص للخطأ ملا جنح أحد يف االختبار‪.‬‬

‫‪ -3‬حسن الصلة ابهلل والتفاؤل والرضى‪ ،‬واألمل يف الشفاء‪ ،‬كل هذه عوامل هلا أبلغ األثر من أجل‬
‫حياة انجحة وطيبة‪.‬‬

‫اخلدمة االجتماعية يف التعامل مع قضية اجلنسية املثلية‬

‫اخلدمة االجتماعية مهنة مؤسسية متارس يف العديد من املؤسسات‪ ،‬سواء كانت مؤسسة‬
‫أولية يقوم فيها األخصائي االجتماعي بدوره املهين كوظيفة أساسية للمؤسسة مثل اجلمعيات اخلريية‬
‫ومؤسسات األسرة‪ ،...‬أو مؤسسة اثنوية يساعد فيها األخصائي االجتماعي املؤسسة على القيام‬
‫بدورها مثل املدرسة أو املستشفى‪ ...‬كما يعمل األخصائيون االجتماعيون من خالل وظائفهم‬
‫املهنية وحتقيقا لألهداف املهنية يف التغيري املخطط والتدخل حلل املشكالت وختطيط السياسات‬
‫االجتماعية الوقائية واخلدمات املوجهة للجماعات واجملتمعات احمللية‪ ،‬ويف تقديرها وتطبيقها وتقييمها‬
‫وتعديلها‪ .‬وهم يتدخلون يف قطاعات وظيفية خمتلفة‪ ،‬مستخدمني يف ذلك خمتلف األساليب‬
‫املنهجية‪ ،‬ويعملون يف أطر تنظيمية عريضة ويقدمون اخلدمات االجتماعية ملختلف قطاعات‬
‫السكان على املستوايت اجلزئية والوسيطة والكلية(‪( .)21‬االحتاد الدويل لألخصائيني االجتماعيني‪،‬‬
‫‪ ،2003‬ص‪.)0‬‬

‫‪0422‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫ومتارس مهنة اخلدمة االجتماعية يف سياق مخسة أطر تشكل وحدة متكاملة ومن املمكن‬
‫حتليلها وإن كان ميكن حتليلها على النحو التايل(‪( :)22‬خليل عبد املقصود‪ 2005 :‬ص‪)22 -23‬‬

‫أ‪ -‬اإلطار اجلغرايف‪ :‬جتري ممارسة اخلدمة االجتماعية بشىت ألواهنا داخل حدود املؤسسة أو اجملتمع‬
‫احمللي أو الدولة أو اإلقليم‪.‬‬

‫اإلطار السياسي‪ :‬لكل بلد نظام سياسي وسواء كان نظاما حرا أو قمعيا أو اشرتاكيا‬ ‫ب‪-‬‬
‫دميوقراطيا أو اشرتاكيا أو رأمساليا فهو الذي حيدد إطار ممارسة اخلدمة االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -‬اإلطار االجتماعي واالقتصادي‪ :‬تتمثل تطلعات اإلنسان األساسية يف توافر سبل املعيشة والعمل‬
‫والصحة واخلدمات العامة والتعليم وإن أمكن التأمينات واخلدمات االجتماعية‪ .‬ويعتمد‬
‫التماسك االجتماعي ألية مجاعة أو شعب إىل حد بعيد‪ ،‬على اقتسام املوارد املتوافرة على أساس‬
‫من املساواة‪.‬‬

‫د‪ -‬اإلطار الثقايف‪ :‬جيب احرتام ممارسات األفراد واألسر واجلماعات واجملتمعات احمللية والشعوب‬
‫ومعتقداهتم وتطلعاهتم وثقافاهتم دون إخالل بتطور ممارسات ومعتقدات معينة‪ .‬وإال فالبد أن‬
‫تقع أعمال متييزية تدمر اجملتمع‪.‬‬

‫ه‪ -‬اإلطار الروحي‪ :‬ال خيلو جمتمع متارس فيه اخلدمة االجتماعية من القيم فال توجد خدمة‬
‫اجتماعية‪ -‬أو ممارسة إنسانية ال تويل اهتماما ابجلوانب الروحية والقيم والفلسفات واألخالقيات‬
‫واآلمال واملثل اخلاصة مبن متارس معه اخلدمة االجتماعية (العمالء‪ -‬املستفيدين من اخلدمات)‪،‬‬
‫كذلك يويل اهتمام ابلقيم اخلاصة ابألخصائيني االجتماعيني أنفسهم‪.‬‬

‫ويف ضوء هذه األطر وبناء على اإلطار الثقايف ختتلف النظرة للمشكالت اجملتمعية‬
‫والسلوكية حيث ينظر للمثلية اجلنسية يف اجملتمعات الغربية على أهنا حق من حقوق اإلنسان‪،‬‬

‫‪0422‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫وابلتايل فإن اهلدف األساسي ملمارسة اخلدمة االجتماعية هنا هي الدفاع "‪ "Advocacy‬عن‬
‫حقوق هذه اجلماعات‪ ،‬يف حني أن اجملتمعات العربية اإلسالمية تنظر إليها نظرة خمتلفة‪.‬‬

‫وملا كانت هذه الفئة تعاين العديد من املشكالت هنا جيب على اخلدمة االجتماعية أن‬
‫تتدخل للتعرف على اآلاثر الشخصية واالجتماعية ملا يعانيه هؤالء األفراد من مشكالت‪ ،‬وعلى‬
‫األخصائيني االجتماعيني أن يعملوا على تقدمي اخلدمات املناسبة هلم‪ ،‬وهناك العديد من األساليب‬
‫املهنية اليت ميكن تستخدمها اخلدمة االجتماعية للتعامل مع هذه الفئة منها املدخل السلوكي املعريف‪،‬‬
‫واملقابلة ذات الدافعية "‪ ،"motivational interviewing‬والتعليم النفسي " ‪psych‬‬

‫‪ "education‬وهذه النماذ اليت استخدمت بشكل فعال مع العديد من احلاالت األخرى ميكن‬
‫استخدامها مع هذه الفئة‪ .‬وميكن أن يكون منظور األنساق اإليكولوجية " ‪Ecology Systems‬‬

‫‪ " perspective‬مدخل فعال ملساعدة هذه الفئة على مواجهة الضغوط اليت يواجهوهنا‪ ،‬أيضا‬
‫هناك مدخل القوة "‪Morrow, Deana: 2008, p83- ( .)23("strengths perspective‬‬

‫‪)84‬‬

‫وعلى الرغم من ذلك فإن حتديد املداخل األكثر مالئمة للتعامل مع هذه الفئة ما زال يف‬
‫بدايته‪ ،‬فعدد الدراسات والبحوث اليت أجريت على هذه الفئة قليلة‪ ،‬ومن مث ما زالت هناك حاجة‬
‫ملزيد من الدراسات والبحوث املبنية على الرباهني ليمكن حتديد أفضل النماذ املهنية للخدمة‬
‫االجتماعية للتعامل مع هذه الفئة‪.‬‬

‫ومن النماذ املهنية اليت ميكن استخدامها مع هذه احلاالت ما يلي‪:‬‬

‫منوذ العال العقالين االنفعايل‪ -‬منوذ العال املعريف السلوكي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪0422‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫منوذ العال الواقعي‪ -‬النموذ االنتقائي‪ -‬منوذ الرتكيز على العميل‪ ،‬وبصفة عامة ميكن‬ ‫‪-‬‬
‫الرتكيز على أساليب اإلرشاد املباشر وغري املباشر سواء أكان فرداي أو مجاعيا‪ ،‬وذلك ابستخدام‬
‫جمموعة من تكنيكات األساليب العالجية واليت تعتمد على بناء العالقة املهنية ومنها‪-:‬‬

‫تكنيكات األساليب العالجية(‪( )44‬حممد املهدي‪:)24 ،0222 ،‬‬

‫‪ -2‬اإلطار املعريف‪:‬‬

‫ويتلخص يف تكوين منظومة معرفية يقينية أبن هذا السلوك شاذ (أو هذه املشاعر وامليول‬
‫شاذة) من الناحية الدينية واألخالقية واالجتماعية‪ ،‬وأهنا ضد املسار الطبيعي للحياة النظيفة‬
‫والسليمة‪ ،‬وأن هذا السلوك ميكن تغيريه ببذل اجلهد على الطريق الصحيح‪.‬‬

‫ومن املفضل أن يعرف املريض واملعاجل النصوص الدينية املتصلة هبذا املوضوع حيث‬
‫ستشكل هذه النصوص دفعة قوية جلهودمها معا فحني يعلم املريض والطبيب أن إتيان الفعل الشاذ‬
‫يعترب يف احلكم الديين كبرية من الكبائر‪ ،‬ويف األعراف االجتماعية واألخالقية عمل مشني فإهنما‬
‫يتحفزان ملقاومته بكل الوسائل املتاحة‪.‬‬

‫وحيتا االثنان أن يتخلصا من األفكار السلبية اليت تقول أبن الشذوذ نشاط بيولوجي‬
‫طبيعي ال يدخل حتت األحكام األخالقية وليس له عال حيث أثبتت األدلة العقلية والنقلية‬
‫والتجارب احلياتية غري ذلك‪ ،‬وما أنزل هللا تعاىل من داء إال وأنزل له دواء‪.‬‬

‫العالج السلوكي‪ :‬ويتمثل يف النقاط التالية(‪ :)23‬كامل النجار‪)122 -122 ،2000 :‬‬ ‫‪-2‬‬

‫التعرف على عوامل اإلاثرة‪:‬‬

‫حيث يتعاون املريض واملعاجل على إحصاء عوامل اإلاثرة اجلنسية الشاذة لدى املريض حىت‬
‫ميكن التعامل معها من خالل النقاط التالية‪.‬‬

‫‪0422‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫التفادي‪ :‬مبعىن أن حياول الشخص تفادي عوامل اإلاثرة الشاذة كلما أمكنه ذلك‪.‬‬

‫العالج التنفريي‪ :‬لقد حدثت ارتباطات شرطية بني بعض املثريات الشاذة وبني الشعور‬
‫ابللذة‪ ،‬وهذه االرتباطات تعززت ودعمت ابلتكرار وهذا يفسر قوهتا وثباهتا مع الزمن‪.‬‬

‫ويف رحلة العال نعكس هذه العملية حبيث نربط بني املثريات الشاذة وبني أحاسيس منفرة‬
‫مثل اإلحساس ابألمل أو الرغبة يف القيء أو غريها‪ ،‬وبتكرار هذه االرتباطات تفقد املثريات الشاذة‬
‫أتثريها‪ ،‬وهذا يتم من خالل بعض العقاقري أو التنبيه الكهرابئي بواسطة معاجل متخصص‪.‬‬

‫ولنضرب مثاال هلا‪:‬‬

‫نطلب من املريض أن يتذكر املشاعر الشاذة اليت متر خباطره حني يرى أو يسمع أو يشم‬
‫مثريا معينا‪ ،‬وحني خيربان أبن املشاعر قد وصلت لذروهتا بداخله نقوم بعمل تنبيه كهرابئي على أحد‬
‫األطراف أو إعطاء حقنة حمدثة للشعور ابلغثيان أو القيء‪.‬‬

‫تقليل احلساسية‪:‬‬

‫ابلنسبة للمثريات اليت ال ميكن عمليا تفاديها نقوم بعملية تقليل احلساسية هلا وذلك من‬
‫خالل تعريض الشخص هلا يف ظروف خمتلفة مصحوبة بتمارين اسرتخاء حبيث ال تستدعي اإلشباع‬
‫الشاذ‪ ،‬وكمثال على ذلك نطلب من املريض استحضار املشاعر الشاذة اليت تنتابه وعندما تصل إىل‬
‫ذروهتا جنري له مترين اسرتخاء‪ ،‬وبتكرار ذلك تفقد هذه املشاعر ضغطها النفسي‪.‬‬

‫العالج التطهريي‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫وهو قائم على قاعدة "إن احلسنات يذهنب السيئات" وعلى فكرة "دع حسناتك تسابق‬
‫سيئاتك"‪ ،‬وابختصار نطلب من املريض حني يتورط يف أي من األفعال الشاذة أن يقوم بفعل خري‬

‫‪0420‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫مكافئ للفعل الشاذ كأن يصوم يوما أو عدة أايم‪ ،‬أو يتصدق مببلغ‪ ،‬أو يؤدي بعض النوافل بشكل‬
‫منتظم‪ ...‬اخل‪ ،‬وكلما عاود الفعل الشاذ زاد يف األعمال التطهريية‪.‬‬

‫ويستحب يف هذه األفعال التطهريية أن تتطلب جهدا ومشقة يف تنفيذها حىت تؤدي‬
‫التنفريي ويف ذات الوقت يشعر الشخص بقيمتها وثواهبا ولذهتا بعد أتديتها‬ ‫وظيفة العال‬
‫واإلحساس ابلتطهر والنظافة وهذا يعطيها بعدا إجيابيا مدعما يتجاوز فكرة العال التنفريي منفردا‪.‬‬

‫وهذا النوع من العال قريب من نفوس الناس يف جمتمعاتنا (سواء كانوا مسلمني أو غري‬
‫مسلمني) ففكرة التكفري عن الذنوب فكرة إميانية وعالجية يف نفس الوقت‪ ،‬وكثري من األعمال‬
‫اخلريية يف الواقع تكون مدفوعة مبشاعر ذنب يتم التخفيف منها إجيابيا هبذه الوسيلة‪.‬‬

‫تغيري املسار‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫وهذه اخلطوة جيب أن يتفهمها املريض جيدا حيث يعلم أبن الغريزة اجلنسية طاقة هامة يف‬
‫حياته ولكن حدث أن هذه الطاقة يف ظروف تربوية معينة حفزت هلا مسارا شاذا وتدفقت من‬
‫خالله وهلذا ال يشعر الشخص أبي رغبة جنسية إال من خالل هذا املسار الذي اعتاده لسنوات‬
‫طويلة وتدعم من خالل تكرار مشاعر اللذة مرتبطة هبذا املسار‪.‬‬

‫ولكي يتعدل اجتاه الطاقة اجلنسية فإن ذلك يستلزم إغالق هذا املسار الشاذ حىت ال‬
‫تتسرب منه الطاقة اجلنسية وبعد فرتة من إغالق هذا املسار تتجمع الطاقة اجلنسية وتبحث هلا عن‬
‫منصرف‪ ،‬وهنا يهيأ هلا مسارا طبيعيا ختر من خالله‪ ،‬وسوف حتدث صعوابت وتعثرات يف هذا‬
‫األمر ولكن اإلصرار على إغالق املسار الشاذ وفتح املسار اجلديد سوف ينتهي بتحول هذا املسار‬
‫خاصة إذا وجد تعزيزا مناسبا يف اجتاهه اجلديد (خطبة أو زوا )‪.‬‬

‫‪0422‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫ورمبا ال جيد الشخص رغبة جنسية حنو اجلنس اآلخر يف املراحل املبكرة للعال لذلك ميكن‬
‫أن يكتفي ابلرغبة العاطفية‪ ،‬وهذه الرغبة العاطفية كنا جندها كثريا عند املرضى ابلشذوذ ورمبا قد‬
‫جعلها هللا حبل النجاة للمبتلني هبذا املرض يتعلقون به حني ينوون اخلالص‪.‬‬

‫وك ثري منهم أيضا تكون لديه الرغبة يف العيش يف جو أسري مع زوجة وأبناء على الرغم من‬
‫افتقادهم للرغبة اجلنسية حنو النساء‪.‬‬

‫ومن متابعة مثل هذه احلاالت وجد أهنم حني تزوجوا كانوا ينجحون كأزوا رغم خماوفهم‬
‫اهلائلة من الفشل حيث حيدث بعد الزوا إغالق قهري للمنافذ الشاذة للغريزة (بسبب اخلوف من‬
‫الفضيحة أو اهتزاز الصورة أمام الزوجة) يف نفس الوقت الذي تتاح فيه فرص اإلشباع الطبيعية‪.‬‬

‫ويف بعض األحوال حيدث ما يسمى ابجلنسية املزدوجة (‪ )Bisexual‬حيث تكون لدى‬
‫الشخص القدرة على اإلشباع املثلي والغريي للغريزة‪.‬‬

‫املصاحبة‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫ومبا أن مشوار التغيري حيتا لوقت وجهد وصرب‪ ،‬لذلك جيب أن يكون هناك معاجل متفهم‬
‫صبور يعرف طبيعة االضطراب بواقعية ولديه قناعة ال هتتز إبمكانية التغيري ولديه خربات سابقة‬
‫ابلتعامل مع الضعف البشري‪ ،‬ولديه معرفة كافية بقوانني النفس وقوانني احلياة وأحكام الشريعة‬
‫وسنن هللا يف الكون‪.‬‬

‫هذا املعاجل هبذه املواصفات يقوم بعملية مصاحبة للمريض (املبتلي ابملشاعر أو امليول أو‬
‫املمارسات الشاذة) تتميز ابحلب والتعاطف والصرب واألمل واحتساب الوقت واجلهد عند هللا‪.‬‬

‫هذه املصاحبة تدعم مع الوقت ذات املريض (فيما يسمى ابألان املساعد أو تدعيم األان)‪،‬‬
‫وتعطي منوذجا للمريض تتشكل حوله شخصيته اجلديدة يف جو آمن‪.‬‬

‫‪0424‬‬
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫وبناء على هذه املتطلبات يستحسن أن يكون املعاجل من نفس جنس املريض وذلك يسمح‬
‫حبل إشكاليات كثرية يف العالقة بنفس اجلنس شريطة أن يكون املعاجل متمرسا وقادرا على ضبط‬
‫إيقاع العالقة دون أن يتورط هو شخصيا يف تداعيات الطرح والطرح املضاد واملعاجل (املصاحب)‬
‫ليس شرطا أن يكون طبيبا بل ميكن أن يكون أخصائيا نفسيا أو اجتماعيا أو عامل دين أو قريب أو‬
‫صديق تتوافر فيه كل الشروط السابق ذكرها‪.‬‬

‫السيطرة على السلوك‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫الشخص ذو امليول الشاذة عليه أن يتعلم ويتدرب على ضبط مشاعره وميوله الشاذة وأن‬
‫يبحث عن اإلشباع البديل (كباقي البشر‪ ،‬فكلنا مبتلون مبشاعر وميول ال ميكن إشباعها) وهذا من‬
‫عالمات نضج الشخصية‪.‬‬

‫ويف املراحل املبكرة من العال رمبا حنتا إىل السيطرة اخلارجية (بواسطة املعاجل أو ابلتعاون‬
‫مع أحد أفراد األسرة أو أحد األصدقاء إذا كانوا يعلمون ابملشكلة) وذلك حىت تتكون السيطرة‬
‫الداخلية‪ ،‬واهلدف من ذلك هو منع اإلشباع الشاذ حىت ال حيدث تدعيم هلذا املثار‪.‬‬

‫وأثناء برانمج التدريب على السيطرة نطلب من املريض أن يكتب يف ورقة املواقف اليت‬
‫واجهته وكيف تصرف حياهلا ويقوم بعد ذلك مبناقشة ذلك مع املعاجل‪ ،‬وهذا ينمي يف املريض ملكة‬
‫مراقبة سلوكه وحماولة التحكم فيه‪ .‬ويف كل مرة ينجح فيها الشخص يف التحكم يكافئ نفسه أو‬
‫يكافئه املعاجل حىت يتعزز سلوك التحكم والسيطرة الداخلية‪.‬‬

‫‪0422‬‬
"‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر‬

‫اهلوامش‬

(1) Patricia H Bazemore, MD, Homosexuality Introduction,


Definitions, and Key Concepts,; USA, David Bienenfeld, 2001,
pp115- 116.

(2) American Association of University Women. Hostile Hallways:


Bullying, Teasing, and Sexual Harassment in School. AAUW, 2002.

(3) American Association of University Women. Drawing the Line:


Sexual Harassment on Campus. AAUW,2006.

(4) Dunne, Sexuality and the "civilizing process" in modern Egypt,


Ph.D. diss., Washington, D.C. 1996.

‫ ص‬،2000 ‫ بريوت‬،‫ الشذوذ اجلنسي يف اتريخ العرب‬،‫ املتعة احملظورة‬،‫إبراهيم حممود‬ )3 (


.105 -108‫ص‬

‫ األجنلو‬،‫ القاهرة‬،‫ حياة املثليني اجلنسيني والسحاقيات يف الشرق األوسط‬،‫ايمسني جمدي‬ )0 (


.00‫ ص‬،2000 ،‫املصرية‬

(7) Gallagher, Maggie "Banned in Boston: The. coming conflict


between same- sex marriage and religious liberty., Scarecrow
Prcss,2006, pp 21-22.

‫) االحنراف اجلنسي بعد البلوغ وعالقته ابلتعرض لالعتداء‬2010( ‫ أمحد حممد‬،‫الشهري‬ )3 (


.‫ جامعة انيف العربية للعلوم األمنية‬،‫ الرايض‬،‫ رسالة دكتوراه غري منشورة‬،‫أثناء الطفولة‬

‫هـ) دراسة ظاهرة الشذوذ اجلنسي يف اجملتمع‬1223( ‫ محيد خليل وآخرون‬،‫الشاجيي‬ )5 (


.‫ جامعة امللك سعود‬،‫ الرايض‬،‫ دراسة غري منشورة‬،‫السعودي‬

0422
"‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر‬

)10( Elizabeth R Moberly, Homosexuality: A New Christian Ethic


,Grad Britain ,The Guernsey Press Co.Ltd,2001,pp1-3

)11( Bogart AF, The prevalence of male homosexuality: the effect of


fraternal birth order and variations in family size . "Journal of
Theoretical Biology, N.230 (1) 2004, pp7-33

)12( )0(Robinson," .Divergent beliefs about the nature of


homosexuality". 2010,pp111-112

)13( Rosario, M., Schrim Shaw, E., Hunter, j & (.Braun, L.


«February., ( .(. Sexual identity development among lesbian, gay, and
bisexual youths: Consistency and change over time. Journal of Sex
Research, 43(1),2000, pp 46-58 E (2004)

)12(Elizabeth R Moberly. op cit.p. 4.

)13(Diamond, Lisa M .(Female bisexuality from adolescence to


adulthood: Results from a lOyear longitudinal study .Developmental
Psychology "Bisexual women - new research finding s". January

17,2008, pp 05-19.

)10( American Psychological Association. Answers to your


questions: For a better understanding of sexual orientation and
homosexuality. Washington, 2008,p5.

)18( Asthana and R. Oostvogels, The social construction of male


“homosexuality” in India. Implications for HIV transmission and
prevention, in Social Science and Medicine 52 (2001), pp. 17-21.

0422
"‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر‬

)13( R. C. Bleys, The geography of perversion. Male-to-male sexual


behavior outside the West and the ethnographic imagination, New
York, 1995, ppl750-1918.

)15( Asthana and R. Oostvogels, op cit p 23 j

)20( R. Vanita and S. Kidwai , Queering India. Same-sex love in


India. Readings from literature and history, New York,2000,pp99-
115‫ز‬

)21( D. F. P. Aggleton, Men who sell sex. International perspectives


on male prostitution and AIDS, Philadelphia 1998,pp6-32 ‫ز‬

)22( S. Khan, Through a window darkly. Men who sell sex to men in
India and Bangladesh, in P. Aggleton (ed.), Men who sell sex,
Philadelphia 1999,pp 195-212‫ز‬

)23( Friedman, Richard C., Male Homosexuality ,New Haven: Yale


University Press ,2009,ppl5-16..

(24)Bagley, Christopher; Tremblay ‘Pierre ”On the Prevalence of


Homosexuality and Bisexuality, in a Random Community Survey of
750 Men Aged 18 to 27 «"Journal of Homosexuality) No .2 Haworth
Press , 1998, p36.

)23( Gallop, Jane. Feminist Accused of Sexual Harassment. Duke


University Press, 2007,pp 43-44.

)20( Perrin, EC, Sexual Orientation in Child and Adolescent Health


Care. . New York, Kluwer Academic/Plenum Publishers,2002,p54-55

0422
"‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر‬

)28( Herek GM "Legal recognition of same-sex relationships in the


United States: a social science perspective" Journal of The American
Psychologist,2006, VOL6,N61,pp29-21

)23(Mravack, Sally A., "Primary Care for Lesbians and Bisexual


Women (“American Family Physician 74(2), 2006 <pp279-286.

)25( Murray, Stephen (ed.) ; Roscoe, Will (ed.) 0. Boy Wives and
Female Husbands: Studies of African Homosexualties New York
Martin’s Press, 1998,pp238-239.

،‫ دار النون للنشر والتوزيع‬،‫ القاهرة‬،‫ الشذوذ اجلنسي يف األدب املصري‬،‫) مصطفى بيومي‬30(
.212 -211‫ ص ص‬،2005

.212 -212‫ ص ص‬،‫) املرجع السابق‬31(

(32) Gallagher, Maggie. Op cit.21- 22.

(33) McConaghy, N; Hadzi-Pavlovic, D; Stevens, C; Manicavasagar,


V; Keller, M; Mac Gregor, S; Wright, M; Bailey, J et al “Fraternal
Birth Order and Ratio of Heterosexual/ Homosexual Feelings in
Women and Men" Journal of Homosexuality. (2006), 51 (4): 161-
174,

(34) Gallagher, Maggie. Op cit. p. 23.

(35) Ibid .p. 24.

0422
"‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر‬

(36) Rocke, Michael, Forbidden Friendships: Homosexuality and male


Culture in Renaissance Florence, Columbia University Press, 2006, pp
89- 91.

(37) S. O. Murray and W. Roscoe (eds.), Islamic, homosexualities,


New York, 1997, pp33- 34.

‫ جملة البيان‬،)‫ ظاهرة الشذوذ يف العامل العريب (األسباب والنتائج وآليات احلل‬،‫ ) هنى قاطرجي‬33(
.12 -13‫ ص ص‬،2010 ،281 ‫العدد‬

(39) Bogaert A. F. "The prevalence of male homosexuality: The effect


of fraternal birth order and variation in family size". Journal of
Theoretical Biology, N 230 (1), 2004, pp. 33- 37.

‫ برانمج عالجي حلاالت الشذوذ اجلنسي (اجلنسية املثلية) يف اجملتمعات العربية‬،‫) حممد املهدي‬20(
.2003 ،‫ جملة النفس املطمئنة‬،‫ القاهرة‬،‫واإلسالمية‬

.‫ تعريف مبهنة اخلدمة االجتماعية‬،‫) االحتاد الدويل لألخصائيني االجتماعيني‬21(

،‫ دار مصر العربية‬،‫ القاهرة‬،‫ اخلدمة االجتماعية وحقوق اإلنسان‬:‫) خليل عبد املقصود‬22(
.22 -23‫ ص ص‬،2005

(43) Morrow, Deana, lesbians: practice interventions. In- terry


Mizrahi and Larry E Davis (editors in chief) encyclopedia of social
work 20 th ed. NASW press, oxford university press, vol3,2008, pp
83- 84.

.‫ مرجع سبق ذكره‬،‫) حممد املهدي‬22(

،‫ دار الصباح للنشر والتوزيع‬،‫ املثلية اجلنسية (األسباب والعال ) القاهرة‬،‫ ) كامل النجار‬23(
.123 -122‫ ص ص‬2000

0422
‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر"‬

‫املراجع واملصادر‬

‫املراجع العربية‬

‫إبراهيم حممود‪ ،‬املتعة احملظورة‪ ،‬الشذوذ اجلنسي يف اتريخ العرب‪ ،‬بريوت ‪.2000‬‬ ‫‪.1‬‬

‫االحتاد الدويل لألخصائيني االجتماعيني‪ ،‬تعريف مبهنة اخلدمة االجتماعية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫خليل عبد املقصود‪ :‬اخلدمة االجتماعية وحقوق اإلنسان‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار مصر العربية‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪.2005‬‬

‫الشاجيي‪ ،‬محيد خليل وآخرون (‪1223‬هـ) دراسة ظاهرة الشذوذ اجلنسي يف اجملتمع‬ ‫‪.2‬‬
‫السعودي‪ ،‬دراسة غري منشورة‪ ،‬الرايض‪ ،‬جامعة امللك سعود‪.‬‬

‫الشهري‪ ،‬أمحد حممد (‪ )2010‬االحنراف اجلنسي بعد البلوغ وعالقته ابلتعرض لالعتداء‬ ‫‪.3‬‬
‫أثناء الطفولة‪ ،‬رسالة دكتوراه غري منشورة‪ ،‬الرايض‪ ،‬جامعة انيف العربية للعلوم األمنية‪.‬‬

‫كامل النجار‪ ،‬املثلية اجلنسية (األسباب والعال ) القاهرة‪ ،‬دار الصباح للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪.0‬‬
‫‪.2000‬‬

‫حممد املهدي‪ ،‬برانمج عالجي حل حلاالت الشذوذ اجلنسي (اجلنسية املثلية) يف اجملتمعات‬ ‫‪.8‬‬
‫العربية واإلسالمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬جملة النفس املطمئنة‪.2003 ،‬‬

‫مصطفى بيومي‪ ،‬الشذوذ اجلنسي يف األدب املصري‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النون للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪.2005‬‬

‫هنى قاطرجي‪ ،‬ظاهرة الشذوذ يف العامل العريب (األسباب والنتائج وآليات احلل)‪ ،‬جملة البيان‬ ‫‪.5‬‬
‫العدد ‪.2010 ،281‬‬

‫‪0422‬‬
"‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر‬

‫ األجنلو‬،‫ القاهرة‬،‫ حياة املثليني اجلنسيني والسحاقيات يف الشرق األوسط‬،‫ ايمسني جمدي‬.10
.2000 ،‫املصرية‬

‫املراجع باللغة اإلجنليزية‬

11- American Association of University Women. Drawing the Line: Sexual

Harassment on Campus. AAUW,2006.

12- American Association of University Women. Hostile Hallways: Bullying,

Teasing, and Sexual Harassment in School. AAUW, 2002.

13- American Psychological Association. Answers to your questions: For a better

understanding of sexual orientation and homosexuality. Washington, 2008.

14- Asthana and R. Oostvogels, The social construction of male “homosexuality”


in India. Implications for HIV transmission and prevention, in Social

Science and Medicine 52.)2001(

15- Bagley, Christopher; Tremblay (Pierre "On the Prevalence of Homosexuality


and Bisexuality, in a Random Community Survey of 750 Men Aged 18 to

27 ("Journal of Homosexuality) No .2 Haworth Press.

16- Bogaert A. F. "The prevalence of male homosexuality: The effect of fraternal


birth order and variation in family size". Journal of Theoretical Biology, N

230 (1), 2004.

17- Bogart AF, The prevalence of male homosexuality: the effect of fraternal birth

order and variations in family size .'Journal of Theoretical Biology ‫؟؟؟‬


N.230 (1) 2004.

18- D. F. P. Aggleton, Men who sell sex. International perspectives on male

prostitution and AIDS, Philadelphia 1998.

0420
"‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر‬

19- Diamond, Lisa M . (Female bisexuality from adolescence to adulthood:


Results from a lOyear longitudinal study .Developmental Psychology"

Bisexual women — new research finding s". January 17,2008.

20- Dunne, Sexuality and the “civilizing process” in modern Egypt, Ph.D. diss.,

Washington, D.C. 1996.

21- Elizabeth R Moberly, Homosexuality: A New Christian Ethic ,Grad Britain

,The Guernsey Press Co.Ltd,2001.

22- Friedman, Richard C., Male Homosexuality , New Haven: Yale University
Press ,2009k

23-Gallagher, Maggie "Banned in Boston: The coming conflict between same-sex

marriage and religious liberty ., Scarecrow Press.

24- Gallop, Jane. Feminist Accused of Sexual Harassment. Duke University

Press, 2007.

25- Herek GM ’’Legal recognition of same-sex relationships in the United States:


a social science perspective” Journal of The American Psychologist,2006,
VOL6,N61.

26- McConaghy, N; Hadzi-Pavlovic, D; Stevens, C; Man icavasagar, V; Keller,


M; Mac Gregor, S; Wright, M; Bailey, J et al”Fraternal Birth Order and
Ratio of Heterosexual /Homosexual Feelings in Women and Men”, Journal

of Homosexuality. (2006), 51)2( .

27-Morrow, Deana, lesbians: practice mterventions.in-terry Mizrahi and Larry E


Davis(editors in chief) encyclopedia of social work 20 th ed .NASW press

,oxford university press ,vo13,2008.

28- Mravack, Sally A., ’’Primary Care for Lesbians and Bisexual Women

("American Family Physician 74(2), 2006..

0422
"‫اجلنسية املثلية "العوامل واآلاثر‬

29-Murray, Stephen (ed.) ; Roscoe, Will (ed.) O. Boy Wives and Female
Husbands: Studies of African Homosexualties New York Martin’s Press,

1998,pp238-239.

30- Patricia H Bazemore, MD, Homosexuality Introduction, Definitions, and Key

Concepts, ; USA, David Bienenfeld, 2001.

31- Perrin, EC, Sexual Orientation in Child and . Adolescent Health Care. . New

York, Kluwer Academic/Plenum Publishers,2002.

32-R. C. Bleys, The geography of perversion. Male-to-male sexual behavior


outside the West and the ethnographic imagination, New York, 1995.

33- R. Vanita and S. Kidwai, Queering India. Same-sex love in India. Readings
from literature and history, New York,2000

34- Robinson/ .Divergent beliefs about the nature of homosexuality". 112.

35- Rocke, Michael,, Forbidden Friendships: Homosexuality and male Culture in

Renaissance Florence, Columbia University Press, 2006.

36- Rosario, M., Schrim Shaw, E„, Hunter, J & «.Braun, L ..February, .(. Sexual
identity development among lesbian, gay, and bisexual youths: Consistency
and change over time. Journal of Sex Research, 43(1),2006, pp 46-58 E
(2004)

37- S. Khan, Through a window darkly. Men who sell sex to men in India and

Bangladesh, in P. Aggleton (ed.), Men who sell sex, Philadelphia 1999.

38- S. O. Murray and W. Roscoe (eds.), Islamic, homosexualities ,New York,


1997,

0424

Powered by TCPDF (www.tcpdf.org)

You might also like