Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 29

‫سمينار عن‬

‫المآذن والقباب‬

‫مقدم إلي‬

‫أ ‪ .‬د ‪ /‬محمد كمال‬

‫أ‪ .‬م ‪ .‬د‪ /‬محمد مصطفي‬

‫أ ‪ /‬محمد رفعت‬

‫أ ‪ /‬ندى أحمد‬

‫إعداد‬

‫سارة سيد مجلي‬

‫آالء محمد عطية‬

‫أمنية محمد محمود‬

‫مقرر‬

‫ترميم معماري مباني إسالمية‬

‫الفرقة الثالثة – قسم ترميم اآلثار‬

‫كلية اآلثار‪ -‬جامعة الفيوم‬

‫‪ 2024‬م‬
‫المآذن‬

‫تعتبر المئذنة من العناصر المعمارية للعمائر اإلسالمية الدينية‪ ،‬ومن هنا ظهرت الحاجة إلي وجود مئذنة منذ األذان‬
‫ردده بالل بن رباح من فوق سطح مجاور للمسجد‪ ،‬وبذلك أصبح من الضروري وجود مئذنة كعنصر معماري‬
‫األول الذي ّ‬
‫جديد تتطلبه الضرورات الوظيفية في تصميم العمائر الدينية‪ ،‬ولكي يصل الصوت إلي أبعد مكان ممكن‪ ،‬ومع مرور‬
‫مالزما له يميزه عن المباني األخرى‪ ،‬كما‬
‫ً‬ ‫ورمز‬
‫متمما للمسجد‪ ،‬وسمة من سماته‪ً ،‬ا‬
‫جماليا ً‬
‫ً‬ ‫الزمن أصبحت المئذنة عنص اًر‬
‫إن أساس بناء عنصر المئذنة كان لرفع صوت األذان‪.‬‬

‫المئذنة عنصر معماري مميز في العمارة اإلسالمية‪ ،‬وقد أعطت للعمائر اإلسالمية الدينية صفة متميزة عن بقية المباني‬
‫األخرى‪ ،‬الحتوائها على العديد من التفاصيل المعمارية والزخرفية‪ ،‬وقد كان لكل عصر إسالمي طراز معين من المآذن‬
‫‪1‬‬
‫التي تميزه عن بقية العصور األخرى‪.‬‬

‫• مسميات المئذنة‬
‫‪2‬‬
‫أطلق علي المكان المخصص لرفع األذان ثالثة أسماء هي الصومعة والمنارة والمئذنة‪.‬‬
‫أ‪ -‬الصومعة‬
‫أطلقت كلمة صو و و ووومعة على المئذنة ولعل إطالق هذا االسو و و ووم على المئذنة يرجع إلى أن المآذن األولى س و و و وواء في‬
‫بعا يشبه أبراج الزهاد في سوريا والتي كانت تسمى بالصوامع ‪.3‬‬
‫شكال مر ً‬
‫مصور أو الشام أو األندلس كانت تتخذ ً‬
‫ب‪ -‬المنارة‬
‫سميت منارة ألنها تضاء بالسرج في أوقات الصالة الليلية ليعلم من ال يسمع اآلذان أن موعد الصالة قد حان ‪.4‬‬

‫ج‪ -‬المئذنة‬

‫اش و و و ووتق لفن مئذنة من الياية الوظيفية لها والتي تتمثل في إعالن المتذن عن وقت الص و و و ووالة ب داء اآلذان وتعني‬
‫المكان الذي ينطلق منه صو و وووت المتذن‪ ،‬ويري (‪ )Hassaid‬أن اسو و ووم المئذنة ألطلق علي برج المسو و ووجد عندما اخذ‬
‫شكل الصومعة األولي في التطور إلي الشكل الم لوف للمئذنة ‪.5‬‬

‫‪ 1‬محمد مصطفى الخازمي‪ :‬المئذنة" أصلها‪ -‬نشأتها‪ -‬عناصرها "‪ ،‬مجلة األكاديمية للعلوم األساسية والتطبيقية‪ ،‬المجلد الخامس عشر‪ ،‬العدد األول‪ ،‬فبراير‪،2016‬صـ‪.14‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪Abd El-Aty, Y.Y. A. Structural Analysis Of Historical Masonary Islamic Buildings Using Computer Numerical Modelling‬‬
‫‪Techniques With An Application On Prince Sarghatmash School In Cairo, Master, Conservation Department, Faculty Of‬‬
‫‪Archaeology, Cairo Uni, 1999, P.27.‬‬
‫‪ 3‬السيد عبدالعزيز سالم‪ :‬المآذن المصرية‪ ،‬نظرة عامة عن أصلها وتطورها منذ الفتح العربي حتي الفتح العثماني‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة للطباعة والنشر‪،1959 ،‬صـ‪.3‬‬
‫‪ 4‬لطفي سعيد كليب صالح‪ ،‬شوكت محمد لطفي القاضي‪ ،‬عزت عبدالمنعم مرغني‪" :‬تطور عمارة المآذن في اليمن ومصر (من عصر صدر اإلسالم حتي العصر‬
‫العثماني) دراسة تحليلية مقارنة"‪ ،‬مجلة العلوم الهندسية جامعة أسيوط كلية الهندسة‪ ،‬مجلد ‪،46‬رقم ‪ ،6‬نوفمبر ‪، 2018‬صـ ‪.706‬‬
‫‪5 Hassaid, S: The Sultan’s Turrels, Cairo, 1939,P. 16.‬‬
‫• الفكر المعماري الفلسفي قبل و بعد دخول االسالم‪:‬‬
‫تبعا للحضارة المصرية القديمة‪.‬‬
‫❖ أصل المئذنة "المسلة" ً‬
‫تبعا للعصر اليوناني و الروماني‪.‬‬
‫❖ أصل المئذنة "المنارة" ً‬
‫تبعا للديانة المسيحية‪.‬‬
‫❖ أصل المئذنة "أبراج الكنائس و الكاتدرئيات" ً‬
‫• نشأة المآذن وبداية ظهورها في العمارة اإلسالمية‬

‫اتفقت اآلراء العلمية المنصو و ووفة علي أن فكرة المئذنة في الواقع وليدة الرغبة في الصو و ووعود إلي أعلي ارتفا ممكن لتسو و ووهيل‬
‫عملية انتشار صوت المتذن إلي أوسع مساحة ممكنة من الموقع الذي فيه المسجد‪.‬‬

‫ولم تكن المئذنة معروفة أيام النبي ﷺ ففي بداية اإلسالم كان يدعي للصالة بدون آذان‪.‬‬

‫بالال كان أول من أمره الرس ووول ﷺ للدعوة للص ووالة‬


‫بن عمر أن ً‬ ‫ويس ووتفاد مما رواه اإلمام مس وولم يس وونده عن نافع عن عبد‬
‫‪6‬‬
‫أحيانا كان يتذن من أعلي سور المدينة‪.‬‬
‫من أعلى سطح مجاور للمسجد و ً‬

‫أورد بعض المترخين أن بناء المآذن كان في زمن سيدنا عثمان بن عفان حيث يذكر المترخ "يحي بن الحسين" ‪.7‬‬

‫ومن مآثر عثمان بناء المنارات لألذان وكانت في زمنه مربعة الشكل ‪ ، 8‬ويذكر المترخ "البالذري" أن مئذنة جامع‬
‫‪9‬‬
‫البصرة بالعراق هي أقدم المآذن في العمارة اإلسالمية وأنش ها زياد بن أبيه والي العراق من قبل معاوية بن أبي سفيان‬
‫‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫وقد بناها من الحجر وكان ذلك عام ‪45‬ه ‪665/‬م‬

‫ويري "عبد الجواد" أن المآذن ظهرت ألول مرة في العمارة اإلسالمية في دمشق بسوريا حيث أذن للصالة من أبراج المعبد‬
‫القديم الذي أقيم على أنقاصه فيما بعد المسجد األموي الذي شيده الوليد بن عبد الملك عام (‪٩٦‬هو ‪ )٧١٥ /‬ويذكر ابن‬
‫الفقيه في كتابه الذي ألفه عام (‪ )۲۱‬هو ‪ )٩٠٣ /‬أن المآذن الموجودة بجامع دمشق كانت في األصل أبراجا للمراقبة أيام‬
‫الروم وأن الوليد بن عبد الملك تركيا على حالتها عندما شيد منطقة المعبد كلها جامعا ويري شافعي أن هذه الصوامع‬
‫(األبراج) تركت على حالتها ألنها كانت تصلح أن تكون قواعد بنيت فوقها منارات أو مآذن عالية وروعي أن تكون في‬
‫الجزء األعلى منها شرفة تتيح للمتذن أن يتحرك فيها وينادي منها للصالة وأغلب الظن أن تكون هذه المآذن قد تهدمت‬
‫بفعل الزالزل التي تسبب هدم المآذن ب كملها أو بعض أطرافها العليا ويدعم هذا الرأي أن المئذنتين الحاليتين في جامع‬
‫دمشق واللتين ترتفعان فوق الصومعتين (البرجين) القديمتين في الجهتين الجنوبية الشرقية والجنوبية اليربية قد شيدتا في‬
‫‪.‬‬ ‫‪11‬‬
‫العصور الوسطي ثم أعيد بناء األطراف العليا لهما في عصور تالية بعد سقوطهما بفعل الزالزل‬

‫‪ 6‬غزوان ياغي‪ :‬المآذن في العالم اإلسالمي نشأتها وتطورها‪ ،‬مهد الحضارات‪،2009 ،‬صـ ‪111‬‬
‫‪ 7‬مصطفي شيحه‪ :‬اآلثار اإلسالمية في مصر من الفتح العربي حتي نهاية العصر األيوبي‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية‪ ،‬الطبعة األولي‪1992 ،‬م‪ ،‬صـ‪.38‬‬
‫‪ 8‬محمد مصطفى الخازمي‪ :‬المئذنة" أصلها‪ -‬نشأتها‪ -‬عناصرها "‪ ،‬فبراير‪،2016‬صـ‪.10‬‬
‫‪ 9‬مصطفي عبدهللا شيحه‪ :‬اآلثار اإلسالمية في مصر من الفتح العربي حتي نهاية العصر األيوبي‪1992 ،‬م‪ ،‬صـ ‪38،39‬‬
‫‪ 10‬منظمة العواصم والمدن اإلسالمية‪ :‬أسس التصميم المعماري والتخطيط الحصري في العصور اإلسالمية المختلفة ودراسة تحليلية علي مدينة القاهرة‪،‬‬
‫‪،1990‬صـ‪.448‬‬
‫‪ 11‬فريد شافعي ‪ :‬العمارة العربية في مصر اإلسالمية‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬عصر الوالة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ 1994 ،‬م‪ ،‬صـ‪.638-637‬‬
‫• االغراض الوظيفية للمآذن األثرية‪:‬‬

‫إلي جانب اليرض الرئيسي الذي استخدمت فيه المآذن األثرية و هو رفع اآلذان لإلعالن عن قدوم وقت الصالة فقد‬
‫استخدمت المآذن في اغراض اخري منها‪:‬‬

‫اإلسالمية من الشخصيات الهامة‪.‬‬


‫ّ‬ ‫❖ اإلعالن عن حاالت الوفاة التي تحدث في المدن‬
‫المعظم‪.‬‬
‫❖ إنشاد اإلبتهاالت الدينية من فوقها في بعض المناسبات الدينية و خاصة في شهر رمضان ّ‬
‫❖ يقوم المتذن بالدعاء من فوقها للسلطان و الجنود خاصة قبل الحروب‪.‬‬
‫❖ كان يوضع فوق قمتها وحدات إضاءة لتكون نقطة إرشاد في المدينة أو في الطرق‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫❖ كان يتم تزيينها بالفوانيس و اللمبات لإلضاءة خالل شهر رمضان و المناسبات الدينية المختلفة‪.‬‬
‫❖ استخدامها في بعض األحوال كنقاط مراقبة حربية تعطي إشارات الخطر للحصون الحربية فنيلق أبوابها‪ ،‬كما كان‬
‫‪13‬‬
‫يحدث في مئذنة جامع الجيوشي لمصر الفاطمية‪ ،‬و مثلها كثير في كل من قنا و اسنا‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫❖ و للمآذن دور هام في الداللة على المدينة اإلسالمية و إظهار هواية أحياءها و مساجدها‪.‬‬
‫• العناصر المعمارية المكونة للمآذن األثرية‪:‬‬

‫‪12‬‬‫‪Abd El Aty, Y. Y. A: OP. Cit, 1999,p. 27.‬‬


‫‪ 13‬حسني نويصر‪ :‬العمارة اإلسالمية في مصر في عصر االيوبيين و المماليك‪ ،‬مكتبة زهراء الشرق‪،١٩٩٦ ،‬ص ‪.١٥٥‬‬
‫‪ 14‬سعيد كليب صالح‪ ،‬شوكت محمد لطفي القاضي‪ ،‬عزت عبدالمنعم مرغني‪" :‬تطور عمارة المآذن في اليمن ومصر (من عصر صدر اإلسالم حتي العصر العثماني)‬
‫دراسة تحليلية مقارنة"‪ ،‬نوفمبر ‪،2018‬صـ ‪.709‬‬
‫أ‪ -‬القاعدة‬

‫و هي الجزء الذي يرتفع فوقه بدن المئذنة و قد اختلفت اشكال قواعد المآذن بين القاعدة المربعة‪ ،‬و المثمنة‪ ،‬و‬
‫‪15‬‬
‫االسطوانية‪ ،‬و متعددة االضال ‪.‬‬

‫كانت عملية البناء تبدأ بحفر األساسات وكانت تستيرق بعض الوقت للحصول على أساس متين يستيله المعمار‬
‫المسلم في عمل قاعدة المئذنة وما يعلوها من طوابق ‪ ،‬ونجد أن بعض قواعد المآذن تبدأ من األرض مثل مئذنتا جامع‬
‫ونجد أن هناك مآذن أقيمت قواعدها‬ ‫‪16‬‬
‫ومئذنة جامع الجيوشي ومئذنة جامع أحمد بن طولون وغيرها‬ ‫الحاكم ب مر‬
‫‪،‬‬ ‫‪17‬‬
‫فوق ممر نافذ يسمح بمرور الناس أسفلها ومن أمثلة ذلك مئذنة المشهد الحسيني ومئذنة المدرسة الصالحية‬
‫وهناك مآذن تميزت باستطالة قواعدها بالتكوين المربع ومن أمثلتها مئذنة مسجد قوصون ‪ ،‬وهناك مآذن تميزت‬
‫قواعدها ذات التكوين المربع ومن أمثلتها مئذنة مدرسة السلطان حسن ‪ ،‬كما أن هناك مآذن تميزت قواعدها بتكوين‬
‫معماري مثلث المسقط ومن أمثلتها مئذنة مدرسة قانيباي ‪.18‬‬

‫ب‪ -‬مناطق االنتقال‬

‫أوجد المعمار اإلسالمي منطقة انتقال لتحويل قمة القاعدة المربعة إلى شكل ثماني األضال يمكن بعدها بناء الطابق‬
‫المثمن هذا فيما يتعلق بقواعد المآذن المربعة أما فيما يتعلق بالماذن ذات المسقط المثلث فقد أوجد المعمار منطقة‬
‫انتقال لتحويل قمة القاعدة إلى شكل سداسي األضال يمكن بعده بناء الطابق المسدس وقد انتشر استخدام المثلثات‬
‫‪19‬‬
‫المائلة المقلوبة لتحويل مربع القاعدة إلى طابق مثمن‪.‬‬

‫ج‪ -‬البدن‬

‫وهو ما يسمى بالجذ ‪ ،‬أو جسم المئذنة‪ ،‬وهو الجزء الذي يعلو القاعدة‪ ،‬وله عدة أشكال‪ ،‬كالجذ المربع‪ ،‬والجذ‬
‫الحلزوني (الملوي)‪ ،‬والجذ األسطواني والمثمن والجذ المتعدد األضال ‪ ،‬ولهذا األخير عدة أنوا منه ذات القاعدة‬
‫المثمنة وجذ كثير األضال ‪ ،‬وقاعدة كثيرة األضال وجذ أسطواني‪ ،‬وقاعدة مربعة وبدن أسطواني‪ ،‬وقاعدة مربعة‬
‫وجذ مثمن‪ ،‬وقاعدة مربعة وجذ كثير األضال ‪ ،‬وغيره‪.‬‬

‫وقد يحتوي بدن المئذنة على عدة طبقات‪ ،‬وتضم الطبقة فتحات اإلضاءة كالنوافذ والكوات‪ ،‬واألشرطة الكتابية‪ ،‬والزخارف‬
‫‪20‬‬
‫المعمارية‪ ،‬بما فيها النقوش والمقرنصات وشرفات المئذنة‪ ،‬وتضم الطبقة مسافة ما بعد القاعدة وحتى أسفل الشرفة‪.‬‬

‫‪ 15‬محمد مصطفى الخازمي‪ :‬المئذنة" أصلها‪ -‬نشأتها‪ -‬عناصرها "‪ ،‬فبراير‪،2016‬صـ ‪12‬‬
‫‪ 16‬عبدهللا كامل موسي ‪ :‬تطور المئذنة المصرية بمدينة القاهرة من الفتح العربي وحتي نهائية العصر المملوكي‪ ،‬دراسة معمارية زخرفية مقارنة مع مآذن العالم‬
‫اإلسالمي‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬قسم اآلثار االسالمية‪ ،‬كلية اآلثار‪ ،‬جامعة القاهرة‪1994 ،‬م‪ ،‬صـ‪.579-568‬‬
‫‪ 17‬صالح لمعي مصطفى‪ :‬التراث المعماري االسالمي في مصر‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬طبعة اولى‪ ،1984 ،‬صـ‪.33‬‬
‫‪ 18‬محمد كمال خالف‪ :‬دراسة عالج وترميم وصيانة المآذن األثرية بمدينة القاهرة تطبيقا ً على إحدى المآذن المختارة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬قسم ترميم اآلثار‪ ،‬كلية اآلثار‪،‬‬
‫جامعة القاهرة فرع الفيوم‪2004 ،‬م‪ ،‬صـ ‪.8‬‬
‫‪ 19‬عبدهللا كامل موسي‪ :‬تطور المئذنة المصرية بمدينة القاهرة من الفتح العربي وحتي نهائية العصر المملوكي‪ ،‬دراسة معمارية زخرفية مقارنة مع مآذن العالم‬
‫اإلسالمي‪1994 ،‬م‪ ،‬ص ‪.579‬‬
‫‪ 20‬محمد مصطفى الخازمي‪ :‬المئذنة" أصلها‪ -‬نشأتها‪ -‬عناصرها "‪ ،‬فبراير‪،2016‬صـ‪.12‬‬
‫‪ ،‬أو تكون‬ ‫وقد يحتوي البدن على عدة نوافذ لها عدة أشووكال إما مقوسووة أو متعرجة‪ ،‬أو بشووكل منكسوور أو بها عدة فصووو‬
‫نافذة مزدوجة‪ ،‬وقد تكون نافذة مفرغة أو صو ووماء‪ ،‬كما تضو ووم أيض و واً عدة أشو ووكال‪ ،‬كالدائرة‪ ،‬والمسو ووتطيلة والمربعة‪ ،‬وقد تكون‬
‫ب شو و ووكال زخرفية‪ ،‬كما يضو و ووم بدن المئذنة الكوة ‪ :‬وهي عبارة عن فتحة صو و ووييرة في جذ المئذنة‪ ،‬يمر من خاللها الضو و وووء‬
‫والهواء إلى داخل درج أو س وولم المئذنة‪ ،‬وذلك ليرض اإلض وواءة وتجديد الهواء‪ 21.‬وقد تتواجد في البدن‪ :‬القمرية‪ ،‬وهي فتحة‬
‫في بدن المئذنة ليرض اإلضواءة وتكون كاملة االسوتدارة كما تظهر على أبدان المآذن نماذج متعددة من العقود‪ ،‬حيث تعلو‬
‫هذه العقود النوافذ واألعمدة‪ ،‬وقد فاق عنص و و و وور العقود غيره من العناص و و و وور في أص و و و ووالة تنوعه‪ ،‬وتعدد اس و و و ووتخداماته‪ ،‬وتفنن‬
‫المعماريون المسلمون في تطويره بشكل ملحوظ‪ ،‬دون أن تفقد العقود وظيفتها المعمارية‪.‬‬

‫المقرنصاات فهي حليات معمارية تشوبه خاليا النحل وتسوتعمل كوسويلة إنشوائية وزخرفية للتدرج من شوكل إلى آخر‪ ،‬وتوضوع‬
‫المقرنصات في المآذن أسفل الشرفة وفي مواضع أخرى من الجذ والجوس‪ .‬وتضم المئذنة الشرفة وتسمى المطاف المكان‬
‫الذي يطوف فيه المتذن أثناء اآلذان‪ ،‬وقد تكون مربعة الشووكل أو دائرية أو مضوولعة‪ ،‬وأحياناً تحمل المئذنة أكثر من شوورفة‪.‬‬
‫أما الدرابزين ‪ :‬فكلمة معربة من اليونانية ((‪ ،DRAPZIN – )US‬وتعني السو ووياج المحيط بالشو وورفة ويكون إما من الحجر‪،‬‬
‫أو الخشووب أو المعدن‪ ،‬ويحوي على زخارف متعددة‪ ،‬وأحياناً يكون مصوومتاً ال زخارف به‪ ،‬والمظلة هي السوواتر الذي يحمي‬
‫المتذن‪ ،‬وهي اليطاء الواقي من المطر وأشعة الشمس الذي يعلو الشرفة‪.‬‬

‫د‪ -‬القمة‬

‫و هو الجزء الذي يعلو البدن و يتكون من عدة عناصر أهمها الجوسق و القبيبة و الهالل‪.‬‬

‫ه‪ -‬الشرفات ( الدورات – األحواض)‬

‫وجد في الماذن األثرية ما عرف بشوورفة المتذن التي يعلن من خاللها دخول وقت الصووالة وأقدم شوورفة أذان توجد في منذنة‬
‫جامع الجيوشو ووي وهي مربعة وبسو وويطة وتعود للعصو وور الفاطمي ‪ ،‬كما وجدت الشو وورفات المثمنة مثل شو وورفة مئذنة مشو ووهد أبي‬
‫‪22‬‬
‫اليضنفر (العصر الفاطمي)‪ ،‬كما وجدت الشرفات المسدسة مثل شرفة مئذنة جامع قانيباي المحمدي‪.‬‬

‫و‪ -‬الساللم‬

‫أما المئذنة من الداخل فتوجد بها عدد من السوواللم الحجرية‪ ،‬أو الخشووبية حلزونية تدور من داخلها‪ ،‬أو تكون تلك السوواللم‬
‫متكونة من عدة قلبات وفي هذه الحالة تكون مالص و و و ووقة للجدار‪ ،‬وقد يكون الس و و و وولم خارج المئذنة وملتو حولها‪ ،‬وقد يكون‬
‫للمئذنة درج مزدوج وقد يحل مكان الس وولم طريق ص وواعد يدور حول المئذنة حتي قمتها‪ .‬بعض س وواللم المآذن بها درابزين أو‬
‫‪23‬‬
‫سياج حاجز لها وذلك لتحمي الصاعد إليها من السقوط‪.‬‬

‫‪ 21‬محمد مصطفى الخازمي‪ :‬المئذنة" أصلها‪ -‬نشأتها‪ -‬عناصرها "‪ ،‬فبراير‪ ،2016‬صـ‪.12‬‬
‫‪ 22‬عبدهللا كامل موسي‪ :‬تطور المئذنة المصرية بمدينة القاهرة من الفتح العربي وحتي نهائية العصر المملوكي‪ ،‬دراسة معمارية زخرفية مقارنة مع مآذن العالم‬
‫اإلسالمي‪1994 ،‬م‪ ،‬ص‪.624 -610‬‬
‫‪ 23‬محمد مصطفى الخازمي‪ :‬المئذنة" أصلها‪ -‬نشأتها‪ -‬عناصرها "‪ ،‬فبراير‪،2016‬صـ ‪13‬‬
‫• موقع المئذنة بالنسبة للمنشأة‬

‫موقع المئذنة بالنسبة للمنشأة‬ ‫العصر اإلسالمي‬

‫المثل الوحيد الباقي هو مئذنة جامع أحمد بن طولون تقع بالزيادة الشمالية اليربية للجامع مستقلة‬ ‫العصر الطولوني‬
‫وغير متصلة بمباني الجامع‪.‬‬
‫متكدة بذلك موقعه كما في مئذنة مسجد الجيوشي ومئذنة جامع‬ ‫‪24‬‬
‫وجدت المئذنة فوق المدخل‬ ‫العصر الفاطمي‬
‫األقمر‪ ،‬ونرى في جامع الحاكم مئذنتين فيركني الجامع من جهة المدخل وذلك لتحقيق التماثل‬
‫والتوازن للمبنى‪.‬‬
‫تعتبر مئذنة مدرسة الصالح نجم الدين أيوب نموذجا لمآذن‬ ‫‪25‬‬
‫وضعت بعض المآذن فوق المدخل‬ ‫العصر األيوبي‬
‫‪26‬‬
‫هذا العصر والذي تقع فيه المئذنة فوق مدخل المدرسة‬
‫‪27‬‬
‫وضعت المئذنة علي الواجهة الرئيسية بجوار المدخل‬ ‫العصر المملوكي‬
‫البحري والجركسي‬
‫‪28‬‬
‫وجدت المئذنة في أغلب األحوال في أركان المنش األثري‬ ‫العصر العثماني‬

‫• تطور المآذن األثرية في مصر خالل العصور اإلسالمية المختلفة‪.‬‬


‫❖ المآذن في العصر األموي‬

‫لقد تطورت المآذن األثرية خالل العصور المتعاقبة ‪ ،29‬كانت بداية ظهور المآذن في مصر في العصر األموي في (جامع‬
‫وقد‬ ‫‪31‬‬
‫) ‪30‬من خالل أربع مآذن أو صوامع علي هيئة أبراج مربعه وكان ذلك عام ‪53‬ه ‪ 673/‬م‬ ‫عمرو بن العا‬
‫تعددت مرات بناء وهدم هذه المآذن‪ ،‬وفي كل مرة تبني علي طراز مختلو عن سابقيه‪ ،‬ولذلك فالمئذنة الحالية ال تمثل‬
‫الطراز التي بنيت عليه من قبل ‪.32‬‬

‫‪24‬‬ ‫‪Abd El-Aty. Y. Y. A: Cit, 1999,P30.‬‬


‫‪ 25‬منظمة العواصم والمدن اإلسالمية‪ :‬أسس التصميم المعماري والتخطيط الحصري في العصور اإلسالمية المختلفة ودراسة تحليلية علي مدينة القاهرة‪،‬‬
‫‪،1990‬صـ‪.449،31‬‬
‫‪ 26‬صالح لمعي مصطفى‪ :‬التراث المعماري االسالمي في مصر‪ ،1984 ،‬ص‪.33‬‬
‫‪ 27‬منظمة العواصم والمدن اإلسالمية‪ :‬أسس التصميم المعماري والتخطيط الحصري في العصور اإلسالمية المختلفة ودراسة تحليلية علي مدينة القاهرة‪،1990 ،‬صـ‬
‫‪449‬‬
‫‪ 28‬صالح لمعي مصطفى‪ :‬التراث المعماري االسالمي في مصر‪ ،1984 ،‬ص‪.33‬‬
‫‪ 29‬كمال الدين سامح‪ :‬العمارة اإلسالمية في مصر‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬الطبعة الرابعة‪1991 ،‬م ص ‪.194‬‬
‫‪ 30‬عبدهللا كامل موسي‪ :‬تطور المئذنة المصرية بمدينة القاهرة من الفتح العربي وحتي نهائية العصر المملوكي‪ ،‬دراسة معمارية زخرفية مقارنة مع مآذن العالم‬
‫اإلسالمي‪1994 ،‬م‪ ،‬ص‪.711‬‬
‫‪ 31‬توفيق أحمد عبد الجواد‪ :‬العمارة اإلسالمية‪ ،‬فكر وحضارة‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪ ،1987 ،‬ص‪.102 .‬‬
‫‪ 32‬عبدهللا كامل موسي‪ :‬تطور المئذنة المصرية بمدينة القاهرة من الفتح العربي وحتي نهائية العصر المملوكي‪ ،‬دراسة معمارية زخرفية مقارنة مع مآذن العالم‬
‫اإلسالمي‪1994 ،‬م‪ ،‬ص‪.711‬‬
‫وبعض األراء تقول أن الخليفة األموي الوليد بن عبد الملك قام ببناء المسجد األموي في دمشق في منطقة كنيسة القديس‬
‫يوحنا المعمدان‪ ،‬فاتخذ من األبراج التي كانت بها أماكن إلعالن اآلذان‪ ،‬وتعتبر هذه األبراج هي أولى األشكال المعمارية‬
‫للمآذن في اإلسالم والتي ما لبثت أن انتقلت إلى كل بقا العالم اإلسالمي‪ ،‬حيث صارت المئذنة من أهم العناصر‬
‫المعمارية في األبنية الدينية من أقصى شرق العالم اإلسالمي ليربه ‪ ،‬ويتكد كارل ولتسينجر في كتابه عن اآلثار‬
‫اإلسالمية في مدينة دمشق أن مئذنة العروس في الجامع األموي بدمشق ‪٩٦-٨٦‬ه ‪٧١٥-٧٠٥/‬م تعتبر أقدم مئذنة بناها‬
‫المسلمون مستثنياً منها األجزاء العلوية التي تعلو شرفة المتذن حيث ظل شكل هذه المئذنة القديمة "البرج المربع الوجوه"‬
‫‪33‬‬
‫سائداً في كل مآذن الشام تقريباً حتى منتصو العصر المملوكي الجركسي‪٩٢٢ -٧٨٤‬ه ‪١٥١٦-١٣٨٢ /‬م‪.‬‬

‫كانت المئذنة تتخذ شكل برج‪ ،‬المسقط األفقي له مربع ‪ ،‬وهي طبقة واحدة‪.‬‬

‫و مئذنة العروس بالجامع األموي الزالت محتفظة بالقاعدة المربعة لكن الجوسق أو قمتها فهي على الطراز المملوكي حيث‬
‫تم تجديده‪.‬‬

‫وتعتبر مئذنة العروس هي واحدة من المآذن المميزة بتكويناتها المعمارية‪ .‬ويوجد على الجهات األربعة فتحات قوسية بعدد‬
‫فتحتين في كل واجهة‪ ،‬ضمن قوس يضمهما وصوالً إلى الشرفة المحمولة على ركائز من المقرنصات بعدد ‪ 14‬ركيزة‪،‬‬
‫وت خذ شرفتها شكل الجذ ‪ ،‬يوصل بين البهو والشرفة ساللم للصعود للشرفة المطلة على صحن المسجد‪ ،‬يحيط بالشرفة‬
‫‪34‬‬
‫درابزين خشبي مصنو من خشب الجوز القوي‪.‬‬

‫صورة (‪ )2‬توضح مسقط رأسي لمئذنة العروس بالجامع‬ ‫صورة (‪ )1‬توضح مئذنة العروس‪ ،‬الجامع األموي‪ ،‬في‬
‫األموي في دمشق بسوريا‪،‬‬ ‫دمشق بسوريا‪،‬‬
‫‪https://images.app.goo.gl/rVTsb8ZxEuThCt‬‬ ‫‪https://images.app.goo.gl/NMfRSGJdWBxB‬‬
‫‪D87,6-3-2024,3:20AM.‬‬ ‫‪qSxe7,6-3-2024,3:10AM.‬‬

‫‪ 33‬غزوان ياغي‪ :‬المآذن في العالم اإلسالمي نشأتها وتطورها‪ ،‬مهد الحضارات‪،2009 ،‬صـ ‪.112-111‬‬
‫‪34‬‬‫‪Lacheheb, Sara, “Etude expérimentale de l’impact de la baie et de la composante réfléchie interne sur l'environnement‬‬
‫‪lumineux intérieur. Cas des mosquées algériennes”. Mémoire de magistère en Architecture, Option: Architecture, formes,‬‬
‫‪ambiances, et développement durable, Encadré par Dr. Belakehal Azeddine, Département d'Arc’itecture, Université Mohamed‬‬
‫‪Khider – Biskra, 2013. P 25‬‬
‫❖ المآذن في العصر العباسي‬

‫مئذنة جامع سامراء بالعراق المعروفة ب المئذنة الملوية إحدى معالم العراق المميزة بسبب شكلها الفريد‪ ،‬بنيت في األصل‬
‫مئذنة للمسجد الجامع الذي أسسه المتوكل باهلل العباسي عام ‪237‬ه ‪ ،‬وكان يعد في حينه من أكبر المساجد في العالم‬
‫اإلسالمي‪ .‬وهي مبنى من الطابوق الفخاري وتقع على بعد ‪ 27.25‬مت ار من الحائط الشمالي | للمسجد‪ ،‬وترتكز على‬
‫قاعدة مربعة ضلعها (‪33‬م) وارتفاعها (‪3‬م)‪ ،‬يعلوها جزء اسطواني مكون من خمس طبقات تتناقص سعتها باالرتفا ‪.‬‬
‫ويحيط بها من الخارج سلم حلزوني بعرض ‪ 2‬متر يلتو حول بدن المئذنة بعكس اتجاه عقارب الساعة ويبلغ عدد درجاته‬
‫‪35‬‬
‫‪ 399‬درجة وارتفا المئذنة ‪ 52‬مت اًر‬

‫صورة (‪ )4‬توضح مسقط رأسي لمئذنة الملوية في سامراء‬


‫صورة (‪ )5‬توضح مسقط رأسي لجامع الملوية‬ ‫صورة (‪ )3‬توضح المئذنة الملوية في سامراء‬
‫بالعراق‪،‬‬
‫في سامراء بالعراق‪،‬‬ ‫‪https://images.app.goo.gl/kTj83k4cwmf7u5p‬‬ ‫بالعراق‪،‬‬
‫‪https://images.app.goo.gl/xkBaR‬‬ ‫‪.p8,6-3-2024,5:27AM‬‬ ‫‪https://www.almerja.com/documen‬‬
‫‪.Lm5ukJoi6Ft8,6-3-2024,5:32AM‬‬ ‫‪taries/re_post.php?i=5,6-3-‬‬
‫‪.2024,5:10AM‬‬

‫❖ مآذن العصر الطولوني‬

‫في العصر الطولوني تري أن المئذنة عبارة عن عنصر معماري منفصل عن ( المبني األثري ) ‪36‬ولقد نش أحمد بن‬
‫طولون متسس الدولة الطولونية في مدينة سامراء بالعراق ونقل عنها طريقة تشييد مئذنة جامع سامراء (‪ ٢٣٢‬هو ‪/‬‬
‫والمئذنة‬ ‫‪37‬‬
‫‪ ٨٤٧‬م) وأنش على غرارها مئذنته بالجامع الطولوني في مصر (‪ ٢٦٣‬هو ‪٢٦٥ -‬هو ‪٨٧٩ – ٨٧٦ /‬م)‬
‫وتعتبر‬ ‫‪38‬‬
‫مبنية من الحجر الجيري وتقع بالزيادة الشمالية اليربية من جامع أحمد بن طولون إلى اليسار من المحور‬
‫مئذنة جامع أحمد بن طولون في القدم المآذن المصرية التي ال تزال باقية ‪39‬غير أن المئذنة الحالية قد ط أر عليها عدة‬
‫تيييرات حتى ظهرت بشكلها الحالي فالقاعدة المربعة يرجع إضافتها كتكسية من الخارج قد ط أر عليها عدة تيييرات‬
‫حتى ظهرت بشكلها الحالي والقاعدة المربعة يرجع إضافتها كتكسية من الخارج إلى السلطان الجين السيفي المملوكي‬

‫‪35‬‬ ‫‪Yasser Mohamed Salah AlMagraby and Rofaida Moby Eldeen El Attar: The Symbolism of Contemporary Mosques Minarets‬‬
‫‪between the Content and the Heritage, Mansoien University Faculty of Engineering Mansours Engineering Journal, , VOL 46,‬‬
‫‪ISSUE 4, DECEMBER 2021, P, 26.‬‬
‫‪ 36‬صالح لمعي مصطفى‪ :‬التراث المعماري االسالمي في مصر‪ ،‬م‪ ،1984‬صـ‪.30‬‬
‫‪ 37‬كمال الدين سامح‪ :‬العمارة اإلسالمية في مصر‪1991 ،‬م‪ ،‬ص ‪.195‬‬
‫‪38 (7) Abouseif, DB: The Minarets Of cairo, The American Uni. In Cairo Press, 1987, P.50.‬‬

‫‪ 39‬مصطفي عبدهللا شيحه‪ :‬اآلثار اإلسالمية في مصر من الفتح العربي حتي نهاية العصر األيوبي‪1992 ،‬م‪ ،‬صـ ‪39‬‬
‫(‪ ١٩٦‬هو ‪١٢٩٦ /‬م) وتعتبر تكسية للجزء األصلي الذي بناء أحمد بن طولون ‪40‬ويعلو القاعدة المربعة بين أسطواني‬
‫يلتو حوله سلم دائري ) ويرجح أنه جزء أصلي من أيام أحمد بن طولون وفي الجزء العلوي للمثانة يوجد طابقان‬
‫مثمنان العلوي أصير من السفلي وكالهما به درج من الداخل وينتهيان من أعلي بصفوف من المقرنصات وبينهما‬
‫شرفة بارزة وتنتهى القمة العليا للمئذنة بقية صييرة مصنعة " ويبلغ ارتفا المئذنة عن سطح األرض‪ 40,44‬مت ار ‪،‬‬
‫وتعتبر مئذنة جامع أحمد بن طولون هي المئذنة الوحيدة في مصر التي تتميز بوجود سلم دائري خارجي يلتو حول‬
‫البدن األسطواني المئذنة ويشبه هذا النظام نظام المئذنة الملوية بالمسجد الجامع بسامراء وكذلك مئذنة مسجد أبي‬
‫دلو بنفس المدينة وهذه المآذن العراقية ما هي إال صورة متطورة من المعابد الفارسية التي كانت تعرف باسم‬
‫(زيجورات) في زمن السومريين والبابليين أو (اإلتشكاه) وهي معابد النار التي كان يقيمها الساسانيون ‪.41‬‬

‫صورة (‪ )7‬توضح مسقط افقي لجامع‬ ‫صورة (‪ )6‬توضح مئذنة جامع أحمد بن طولون صورة (‪ )6‬توضح مئذنة جامع أحمد بن‬
‫أحمد بن طولون بالقاهرة في مصر‪,‬‬ ‫طولون بالقاهرة في مصر‪,‬‬ ‫بالقاهرة في مصر‬
‫‪https://images.app.goo.gl/2fSh‬‬ ‫‪https://images.app.goo.gl/L4iyB https://images.app.goo.gl/ZHzcdpHs‬‬
‫‪p5g4v9ayrdVm6,6-3-‬‬ ‫‪DD7m8meNa7d6,6-3-‬‬ ‫‪id7znsih6,6-3-2024,6:36AM.‬‬
‫‪2024,7:04Am.‬‬ ‫‪2024,6:40AM.‬‬

‫❖ المآذن في العصر الفاطمي‬

‫قد تميزت المساجد في ذلك العصر بالبساطة في التعبير والتشكيل في الواجهات الخارجية والداخلية‪ ،‬وأصبحت المآذن‬
‫عنص اًر أساسياً في التشكيل‪ ،‬واكتسبت رشاقة إضافة إلى تجميلها بالمقرنصات‪.‬‬

‫‪ 40‬صالح لمعي مصطفى‪ :‬التراث المعماري االسالمي في مصر‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬طبعة اولى‪ ،1984 ،‬صـ‪30‬‬
‫‪ 41‬محمد كمال خالف‪ :‬دراسة عالج وترميم وصيانة المآذن األثرية بمدينة القاهرة تطبيقا ً على إحدى المآذن المختارة‪2004 ،‬م‪ ،‬صـ ‪.14-13‬‬
‫‪ o‬مئذنتي جامع الحاكم وت تي مئذنتا جامع الحاكم الواقعتين في نهايتي واجهته الشمالية اليربية بعد مئذنة ابن‬
‫طولون في القدم ‪ ٤٠٣‬هو ‪١٠١٣ /‬م‪ .‬حيث يتكون كل منهما من قاعدة هرمية ناقصة بداخلها مكعب كان‬
‫‪ .‬ويعلو هذه القاعدة بدن‬ ‫بشكل القاعدة األصلية للمئذنة التي ترجع لزمن الخليفة الفاطمي الحاكم ب مر‬
‫مثمن القطا مزخرف بثالث مناطق من المقرنصات ويعلو ذلك طاقية مضلعة ويرجع الجزءان العلويان لزمن‬
‫السلطان الناصر محمد بن قالوون علي يد بيبرس الجاشتكير سنة ‪٧٠٩‬هو ‪١٣٠٩ /‬م ‪ ،42‬وقد بناهما من‬
‫الطوب األجر وفتحت فيهما عدة فتحات وزودت بثالثة شرفات متراكبة تتميز العليا والسفلي منها بوجود ثمان‬
‫نوافذ تفصلها مقرنصات ويعلو كال من هاتين المئذنتين قبة علي شكل مبخرة ‪43‬ويرجح كريزول أن منارتي‬
‫‪44‬‬
‫الحاكم مت ثرتان في شكلهما بمئذنة جامع صفاقس في تونس التي ترجع للزمن الفاطمي هناك‪.‬‬

‫صورة (‪ )10‬توضح مئذنتي جامع الحاكم بأمر هللا بالقاهرة‪,‬‬


‫‪https://images.app.goo.gl/Yb2CHbUqaFxKXYxL8,6-3-2024,8:22AM.‬‬

‫صورة(‪ ) 12‬توضح قطاعات رأسية وأفقية لمئذنة جامع الحاكم بأمر هللا‬ ‫صورة (‪ )11‬توضح مسقط رأسي لمئذنتي جامع الحاكم بأمر هللا بالقاهرة‪,‬‬
‫بالقاهرة‪https://images.app.goo.gl/6jZPgawGw6LYVpFG6,6- ،‬‬ ‫‪https://images.app.goo.gl/6sbizpEHxUUusuuy6,6-3-‬‬
‫‪4-2024,8:38.‬‬ ‫‪2021,8:26AM.‬‬

‫‪ 42‬غزوان ياغي‪ :‬المآذن في العالم اإلسالمي نشأتها وتطورها‪ ،‬مهد الحضارات‪،2009 ،‬صـ ‪113‬‬
‫‪ 43‬عبدالعزيز سالم‪ :‬المآذن المصرية‪ ،‬نظرة عامة عن أصلها وتطورها منذ الفتح العربي حتي الفتح العثماني‪،1959 ،‬صـ ‪.18‬‬
‫‪ 44‬غزوان ياغي‪ :‬المآذن في العالم اإلسالمي نشأتها وتطورها‪ ،‬مهد الحضارات‪،2009 ،‬صـ ‪113‬‬
‫وينسب للعصر الفاطمي في مصر أيضاً عدد من المآذن التي بناها بدر الجمالي على امتداد النيل من القاهرة حتى أسوان‬
‫حيث كانت هذه المآذن ذات وظيفتين األولى لألذان‪ .‬والثانية للمراقبة وإعطاء اإلشارات للتحذير من الهجمات المعادية‬
‫بالنار ليالً وبالدخان نها اًر‪ ،‬وجاءت مآذنه هذه إما ذات شكل يشبه المخروط الناقص بعضها يعلوه جزء مربع ثم قبة صييرة‬
‫كما في مئذنة المشهد البحري أو يعلو هذا المخروط ثالث مناطق مثمنة ومقعرة للداخل تنتهي بطاقية صييرة كما في‬
‫مئذنة المشهد القبلي‪ ،‬أو تكون ذات قاعدة مربعة يعلوها أسطوانة ثم قبة صييرة كما في مئذنة أبو الحجاج أو قد يعلو هذه‬
‫األسطوانة مثمن ثم قبة كما في مئذنة الجامع العمري بمدينة إسنا‪ ،‬بينما تت لو مئذنة الجيوش من مكعب أصير يعلو‬
‫‪45‬‬
‫القاعدة المربعة ثم يعلو المكعب مثمن فتح بكل ضلع منه فتحة معقودة ويتوج المثمن قبة‪.‬‬

‫صورة (‪ )15‬توضح مئذنة جامع‬ ‫صورة (‪ )14‬توضح مئذنة جامع‬ ‫صورة (‪ )13‬توضح مئذنة جامع ابو الحجاج‬
‫العمري بمدينة اسنا بصعيد مصر‬ ‫العمري بمدينة إسنا‪,‬‬ ‫بصعيد مصر‪,‬‬
‫(غزوان ياغي‪:‬المآذن في العالم‬ ‫‪https://images.app.goo.gl/j‬‬ ‫‪https://images.app.goo.gl/pcTWYQ‬‬
‫اإلسالمي نشأتها وتطورها)‬ ‫‪6yKyJfddkjaugni7,6-3-‬‬ ‫‪.ii12wyozmJA,6- 3-2024,6:53PM‬‬
‫‪.2024,7:30PM‬‬

‫صورة (‪ )17‬توضح مئذنة المشهد القبلي أو مئذنة بالل قرب الشالل‪,‬‬ ‫صورة (‪ )16‬توضح مئذنة جامع الجيوشي بالمقطم في القاهرة‪,‬‬
‫‪https://images.app.goo.gl/JGHNafoSgkYRYaWU9,6-3-‬‬ ‫‪https://islamic.cultnat.org/Object?ID=304&Src=Gallery‬‬
‫‪.2024,8:48‬‬ ‫‪,6-3-2024,8:08PM.‬‬

‫‪ 45‬غزوان ياغي‪ :‬المآذن في العالم اإلسالمي نشأتها وتطورها‪ ،‬مهد الحضارات‪،2009 ،‬صـ ‪.113‬‬
‫المآذن في العصر األيوبي‬

‫في العصر األيوبي كانت المئذنة تتكون من طابقين ‪ :‬السفلي مربع المسقط والعلوي مثمن وأصبح الجزء العلوي مر ً‬
‫تفعا‬
‫مما نتج عنه تكامل في نسب المئذنة بالمقارنة مع مآذن العصر الفاطمي‪ 46‬وتنتهي مئذنة العصر األيوبي من أعلى‬
‫(‪ ) Riha‬أما‬ ‫بقبة أطلق عليها المعماريون اسم (طراز المبخرة)‪ 47‬ويشكل مسطحها الخارجي علي هيئة فصو‬
‫الشرفة الخشبية فقد وجدت بين الطابقين المربع والمثمن‪ 48‬وقد زخرفت المآذن من الخارج بحطات المقرنصات مع‬
‫وجود تجويفات معقودة بعقد مثلث نظمت فيها الفتحات‪ ، 49‬وكانت المئذنة حتى هذه الفترة تبني من الطوب المحروق‬
‫‪50‬‬
‫(األجر) المكسي بطبقة من المالط باستثناء مئذنتي جامع الحاكم التي بنيت أجزائهما األصلية الباقية من الحجر‬
‫ولم يتبق من العصر األيوبي سوي مئذنتان وهما مئذنة المشهد الحسيني (‪ ٦٣٤‬ه و ‪١٢٣٧ -‬م) ومئذنة مدرسة الصالح‬
‫نجم الدين أيوب (‪٦٤١‬هو ‪١٢٤٣ /‬م) ومئذنة المشهد الحسيني أنش ها صالح الدين األيوبي علي باب المشهد الحسيني‬
‫ولم يتبق منها غير القاعدة األيوبية‪ ،‬أما الجزء العلوي فقد تعرض للتهدم واستبدل به بناء على الطراز العثماني أما‬
‫مئذنة مدرسة الصالح نجم الدين أيوب فتعتبر المئذنة به بناء على الطراز العثماني أما مئذنة مدرسة الصالح نجم‬
‫الدين أيوب فتعتبر المئذنة الوحيدة التي تبقت لنا كاملة من العصر األيوبي وتعلو المئذنة واجهة مدخل المدرسة وبذلك‬
‫نجد أن المآذن في العصر األيوبي كانت من قاعدة مربعة يعلوها بدن مثمن مرتفع ويتوجه فيه مضلعة على هيئة‬
‫المبخرة وسيظل هذا النظام للمآذن متبعا بعد سقوط الدولة األيوبية بنحو نصو قرن وتالحن أن القاهرة تختص دون‬
‫غيرها بهذا النو الفريد من المآذن ذات المباخر ‪.‬‬

‫‪ o‬مئذنة مدرسة الصالح نجم الدين أيوب ( ‪٦٤١‬ها ‪١٢٤٣ /‬م )‬

‫تعتبر المئذنة الوحيدة التي تبقت لنا سليمة من العصر األيوبي‪ ،‬أنش ها الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل في‬
‫( ‪٦٤١‬هو ‪١٢٤٦ /‬م) وفي أعلى الباب ب سفل المئذنة لوحة تشير إلى تاريخ بناء المدرسة نصها (بسملة أمر بإنشاء‬
‫هذه المدرسة المباركة موالنا السلطان األعظم الملك الصالح نجم الدين بن محمد بن أبي بكر أيوب في سنة إحدى‬
‫وأربعين وستمائة) ‪ ،‬ولم يبق من المدرسة إال واجهتها اليربية ‪ ،‬بمدخلها المشرف على شار بين القصرين وإيوان‬
‫المالكية وجزء من الرواق الشمالي والصحن ‪ ،‬وتنتصب المئذنة فوق واجهة المدخل وتمثل المئذنة االتجاه في زيادة‬
‫ارتفا الطابق المثمن على حساب القاعدة المربعة التي ما تزال تحتفن بتفوقها في االرتفا على الطابق المثمن ‪،‬‬
‫ويزين كل وجه من أوجه القاعدة المربعة ثالث تجويفات طولية فتحت في الوسطى منها نافذة رأسها على شكل عقد‬
‫بينما يوجد في كل من التجويفين الجانبيين نافذة صماء ‪ ،‬ويعلو كل تجويف طاقة مقرنصة على‬ ‫متعدد الفصو‬
‫شكل عقد فارسی‪ ،51‬وتقوم على هذه القاعدة شرفة مثمنة الشكل تتكئ على ركائز خشبية قوية تماثل ركائز مئذنة أبى‬

‫‪46‬‬ ‫‪Principles Of Architecture Design And Urban Planning During Different Islamic Eras, PP. 448-449.‬‬
‫‪ 47‬حسني او يصر العمارة اإلسالمية في مصر (عصر األيوبيين والمماليك‪ ،‬مكتبة زهراء الشرق ‪١٩٩٦ :‬م ‪ ،‬من ‪.٢٤٧‬‬
‫‪ 48‬صالح لمعي مصطفي ‪ :‬التراث اإلسالمي المعماري في مصر ‪ ، ١٩٨٤ ،‬ص ‪.٣١‬‬
‫‪49 Abouseif, DB. The Minarets Of Cairo, The American Uni. In Cairo Presis, 1987, P.18.‬‬

‫‪ 50‬السيد عبدالعزيز سالم ‪ :‬المآذن المصرية ‪ ، ١٩٥٩ ،‬ص ‪. ٢٥ – ٢٣‬‬


‫‪ 51‬السيد عبد العزيز سالم ‪ :‬القاهرة مدينة المآذن ‪ ،‬المجلة ‪ ،‬العدد السادس عشر ‪ ،‬ابريل ‪ ، ١٩٥٨‬ص ‪.١٦‬‬
‫اليضنفر ويعلو القاعدة المربعة طابق مثمن زين كل وجه من أوجهه الثمانية بنفس التجويفات الطولية المعقودة التي‬
‫نراها بالطابق المربع ‪ ،‬وتوجت مثلها بمناطق معقودة مقرنصة وتالحن هنا أن الطابق المثمن قد ازداد ارتفاعا عنه في‬
‫مئذنة أبى اليضنفر ‪ ،‬في حين أخذ طابق القاعدة المربع في التضاؤل‪ ،‬ويقوم على األركان طابقان من المقرنصات‬
‫‪ ،‬وأحيطت قاعدة الخوذة المضلعة المماثلة لخوذة أبى اليضنفر بتاج من‬ ‫تفصل بين نوافذ عقودها المتعددة الفصو‬
‫األسنة البارزة‪.52‬‬

‫صورة (‪ )19‬توضح مسقط رأسي لمئذنة مدرسة الصالح‬


‫نجم الدين أيوب ل(طفي سعيد كليب صالح‪ ،‬شوكت محمد‬ ‫صورة (‪ )18‬توضح مئذنة مدرسة الصالح نجم الدين أيوب‪.‬‬
‫لطفي القاضي‪ ،‬عزت عبدالمنعم مرغني‪" :‬تطور عمارة‬
‫‪https://islamicart.museumwnf.org/database_it‬‬
‫المآذن في اليمن ومصر)‬
‫‪em.php?id=monument;isl;eg;mon01;7;ar,6-3-‬‬
‫‪2024,11:23AM‬‬

‫المآذن في عصر المماليك‬

‫في العصر المملوكي ‪ 1516 – 1250‬م) والذي اعتبر العصر الذهبي للعمارة اإلسالمية في مصر‪ ،‬حيث كثرت‬
‫وتنوعت المنشآت المعمارية بين مدارس ومساجد وخنقاوات وخالفه وتطورت فيها الفراغات الوظيفية في المسجد إلى‬
‫حد كبير وألحقت به وحدات معمارية جديدة مثل األضرحة ذات القباب والسبل والكتاب‪ ،‬وأصبح الطراز اإليواني هو‬
‫الطراز السائد في هذا العصر‪ ،‬أما مآذنه فقد تميزت بالرشاقة وجمال النسب‪ ،‬وتنقسم هذه الفترة إلى عصر المماليك‬
‫البحرية (‪1382 -1250‬م)‪ ،‬وعصر المماليك الجراكسة (‪1516 -1382‬م)‪ ،‬وتعتبر مئذنة مدرسة السلطان حسن‬
‫‪53‬‬
‫من أجمل الماذن حيث بدأ جمال النسب وروعة االنسجام بين أجزائها المختلفة‪.‬‬

‫‪.Creswell (K.A.C.): The Evolution Of The Minaret, Burlington Magazine, 1926, P.12 52‬‬
‫‪ 53‬لطفي سعيد كليب صالح‪ ،‬شوكت محمد لطفي القاضي‪ ،‬عزت عبدالمنعم مرغني‪" :‬تطور عمارة المآذن في اليمن ومصر (من عصر صدر اإلسالم حتي العصر‬
‫العثماني) دراسة تحليلية مقارنة"‪ ،‬مجلة العلوم الهندسية جامعة أسيوط كلية الهندسة‪ ،‬مجلد ‪،46‬رقم ‪ ،6‬نوفمبر ‪،2018‬صـ ‪.714-713‬‬
‫‪ o‬مئذنة العصر المملوكي البحري‬

‫في العصر المملوكي البحري خضع العدد األكبر من المآذن في البداية إلى نظام المباخر ومن أمثلة ذلك مئذنة‬
‫مدرسة الصالح نجم الدين أيوب إذ تت لو من بدن مربع مرتفع يعلوه طابق مثمن تعلوه مبخرة‪ 54‬وأصبح الجزء السفلي‬
‫المربع مرتفعا وذلك بالمقارنة مع العصر األيوبي مع احتفاظ المئذنة بالشكل العام الذي كانت عليه في العصر‬
‫السابق‪ ، 55‬نجد أنه في عهد الناصر محمد بن قالوون ظهر طراز جديد للمئذنة وهو المعروف بطراز (القلة) وهي‬
‫المئذنة التي تبدأ بقاعدة مربعة ثم بدن مثمن ثم مثمن اصير ثم منطقة مكونة من عدة أعمدة تحمل الجزء العلوي‬
‫المشكل على هيئة غطاء (قلة) الشرب وقد عرف هذا التكوين باسم الجوسق ومن األمثلة المبكرة لهذا الطراز مئذنة‬
‫مسجد الطنبيا المارداني بسكة التبانة ( ‪۷۳۹‬هو ‪١٣٤٠( /‬م) ‪.‬‬

‫صورة (‪ )21‬توضح مئذنة مدرسة السلطان حسن‪,‬‬


‫صورة (‪ )20‬توضح مئذنة جامع الطنبغا المارداني‪,‬‬
‫‪https://images.app.goo.gl/mnFdfYk7Su‬‬
‫‪https://images.app.goo.gl/KPXtBs1F4v5‬‬
‫‪YaXr5J9,7- 3-2024,9:57AM‬‬
‫‪29PDXA,7-3-2024,9:45AM‬‬

‫صورة (‪ )22‬توضح مسقط راسي لتخطيط مدرسة السلطان حسن‪,‬‬


‫‪https://images.app.goo.gl/gcfm8c1wvqLmokC69,‬‬
‫‪2024,9:25PM-3-11‬‬

‫‪ 54‬السيد عبدالعزيز سالم ‪ :‬المآذن المصرية‪ ، ١٩٥٩ ،‬ص‪.٢٥‬‬


‫‪55Abd‬‬ ‫‪El-Ary, Y. Y. A: Op. Cit, 1999, P. 30‬‬
‫‪ o‬المآذن في عصر المماليك(جركسي)‪.‬‬

‫ومن أهم المميزات المعمارية التي انفرد بها عصر المماليك الجراكسة هو المآذن المزدوجة أو المتعددة الرؤوس والذي‬
‫يعتبر طراز مصري لم تسبق إليه‪ 56‬وشاعت هذه المآذن بمصر في نهاية القرن التاسع الهجري وأوائل القرن العاشر‬
‫الهجري‪ 57‬وقد اختص السلطان اليوري وأمرائه ببناء المآذن ذات الرأسين‪. 58‬‬

‫و من مآذن هذا العصر مئذنة جامع و مدرسة السلطان اليوري بالقاهرة ‪ ،‬المئذنة بنيت على الطراز األندلسي ‪ ،‬وهي‬
‫مربعة ضخمة أقيمت قاعدتها مع أساس الواجهة‪ ،‬وعلى الدروة األولى والثانية مقرنصات دقيقة ومتنوعة يعلوها دروة‬
‫ثالثة كانت مكسوة بالقاشاني تحمل مربعاً آخر فوقه خمسة رؤوس خشبية كمثرية الشكل يعلو كل منها هالل من‬
‫النحاس‪ .‬وقد طرأت على هذه المنارة منذ نش تها عدة تيييرات‪ ،‬فقد كانت مع افتتاح المسجد لها أربع رؤوس ثم حصل‬
‫لها خلل وميل بسبب ثقل علوها‪ ،‬ف مر السلطان اليوري بهدمها وإعادة بنائها فاستبدلت الرؤوس األربعة التي سببت‬
‫الخلل برأسين على دروة الرابعة‪.‬‬

‫صورة (‪ )23‬توضح مئذنة جامع ومدرسة السلطان الغوري بالقاهرة‪,‬‬


‫‪https://images.app.goo.gl/qMwK9gEpbC9ZafdN7,7-3-2024,10:26AM‬‬

‫المآذن في العصر العثماني‬

‫أخدت الت ثيرات العثمانية تظهر في بعض المآذن المملوكية منذ نهاية القرن الرابع عشر وذلك بعد الفتح العثماني‬
‫لمصر عام (‪٩٢٣‬هو ‪١٥١٧ /‬م) وتحول مصر إلى إمارة عثمانية‪ ،59‬وبعد ذلك ازداد ارتفا المنتنة في هذا العصر‬
‫وفقا للنظام العثماني واتسمت بالنو المتعدد األضال الذي يقترب من األسطواني تعلوه قمة مخروطية مدببة وتحيط‬

‫‪ 56‬سعاد ماهر ‪ :‬مساجد مصر وأولياؤها الصالحون ‪ ،‬الجزء الرابع وزارة األوقاف ‪ ،‬المجلس األعلى للشئون اإلسالمية ‪١٩٨۰ ،‬م ‪ ،‬ص ‪ ٢۰‬ص ‪.٢١‬‬
‫‪ 57‬عفيف البهنسي ‪ :‬العمارة عبر التاريخ ‪ ،‬دار طالس للدراسات والترجمة والنشر ‪ ،‬سوريا ‪١٩٨٧ ،‬م ‪ ،‬ص ‪.١٦٨‬‬
‫‪ 58‬حسني نويصر ‪:‬العمارة اإلسالمية في مصر(عصر األيوبيين والمماليك) ‪١٩٩٦ ،‬م ‪ ،‬ص ‪٢٤٩‬‬
‫‪ 59‬محمود أحمد ‪ :‬دليل موجز ألهم اآلثار العربية بالقاهرة ‪١٩٨٤ ،‬م ‪ ،‬ص ‪.١٨٨‬‬
‫‪61‬‬
‫( ‪) Pencil Point‬‬ ‫بحيث تتخذ المئذنة شكل القلم الرصا‬ ‫‪60‬‬
‫بهذا البدن الرشيق شرفتان أو ثالثة قليلة البروز‬
‫وغالبا ما تكون لها شرفة واحدة استعيض فيها عن البرامق الحجرية بحواجز من الخشب ‪ ،‬وبعد عام ‪١٨٠٥‬م ظهرت‬
‫في عهد محمد على ومن بمآذن تركية الطراز حيث قل قطر بدنها وزاد ارتفاعها بحيث أصبحت في مجموعها رفيعة‬
‫المدبب وأجمل أشكال هذه المآذن مآذنتا جامع محمد على بالقلعة بالقاهرة (‪١٨٢٤‬م ‪-‬‬ ‫ومدينة تشبه القلم الرصا‬
‫(‪١٨٥٧‬ء) وتتكون كل منها من ثالث مناطق متعددة األضال تفصلها عن بعضها شرفتان محمولتان على صفوف‬
‫من المقرنصات وتنتهي كل منهما من أعالها بقمة مخروطية مدينة وقد أخذت طرازها المعماري من المآذن التركية‬
‫الموجودة بمدينة القسطنطينية‪. 62‬‬

‫صورة (‪ )25‬توضح مسقط راسي لجامع محمد علي‪,‬‬ ‫صورة (‪ )24‬توضح مئذنة جامع محمد علي بالقلعه‪,‬‬
‫‪https://images.app.goo.gl/AEYAeLzu5dRP‬‬ ‫‪https://app.goo.gl/U2FdC58UusLstvus6,7-3-‬‬
‫‪oXbY9,11-3- 2024,9:43Pm‬‬ ‫‪2024,10:35AM‬‬

‫القباب‬

‫القبة من أهم العناصر المعمارية اإلنشائية على مر العصور وأكثرها ظهو اًر وتطو اًر‪ ،‬وتعتبر أحد أهم مفردات العمارة‬
‫اإلسالمية‪ .‬إذ تم استخدام مفهوم القبة بشكلها البسيط في عصور ما قبل التاريخ في حضارات ما بين النهرين‪ ،‬وتتابع‬
‫ظهورها في الحضارات األخرى لتميزها بالشكل والمضمون‪.‬‬

‫من الناحية المعمارية بليت القبة في الحضارة االسالمية درجة عالية من الرقي والجمال وتم استخدامها في كثر من‬
‫األبنية أولها المساجد واألضرحة والقصور واالستراحات‪.‬‬

‫‪60‬‬ ‫‪Sameh, K. Evolution Of Minarets In Egypt, 1974, P 174.‬‬


‫‪ 61‬توفيق أحمد عبد الجواد ‪ :‬العمارة اإلسالمية فكر وحضارة ‪ ،‬مكتبة االنجلو المصرية ‪١٩٨٧ ،‬م ‪ ،‬ص ‪.١۰٣‬‬
‫‪ 62‬كمال الدين سامح ‪ :‬العمارة اإلسالمية في مصر ‪١٩٧۰ ،‬م ‪ ،‬ص ‪. ٩٣‬‬
‫رغم ت ثر الفنون اإلسالمية بالحضارات المختلفة إال أنها أخذت طابع فكري شمولي وشكل يتميز عن كل الحضارات‬
‫السابقة لها‪ ،‬وكان التسا رقعة انتشار اإلسالم طرز معمارية مختلفة وذلك بفعل اندماج الحضارات والتطور الحاصل‬
‫عليها‪.‬‬

‫عمارة القباب في الحضارة االسالمية كان لها في كل عصر بصمة وسمات مختلفة مع تتابع التطور الفني واإلنشائي‬
‫للعناصر الذي عزز ابدا المسلمون في صناعة مفهوم جديد للقباب‪ ،‬يعتمد في الدرجة األولي النسبة اإللهية‪ ،‬وأصبح‬
‫‪.‬‬ ‫‪63‬‬
‫هناك مظاهر عامة تميز عمارة القباب في الحضارة االسالمية‬

‫❖ تعريف القبة‪-:‬بناء دائري المسقط مقعر من الداخل مقبب من الخارج‪ ،‬والقبة هى أحد األشكال الخاصة التى‬
‫‪64‬‬
‫استخدمت في تيطية أسقو كثير من المباني على مر العصور‪.‬‬
‫❖ أشكال القباب‪-:‬‬
‫‪ o‬القبة المضلعة‪ :‬انتشرت في مساجد الشام والحجاز ومصر‪.‬‬
‫‪ o‬القبة الملساء‪ :‬التي عرفت في العراق وفارس‪.‬‬
‫‪ o‬القبة البصلية‪ :‬في الهند ومعظم مساجد أسيا المسلمة‪.‬‬
‫‪ o‬القباب ذات الشكل المخروطي‪ :‬في الطراز السلجوقي في بالد االناضول واالندلس‪.‬‬
‫خصوصا األيوبية والمملوكية والفاطمية‬
‫ً‬ ‫‪ o‬القباب المدورة‪ :‬في أغلب المساجد المصرية‪،‬‬
‫‪65‬‬
‫‪ o‬تميزت قباب العهد الصفوي والمغولي بالضخامة واللون الفيروزي الجميل‪.‬‬
‫‪ o‬القباب البيضاوية‪ :‬تنتشر في الجزائر‪.‬‬
‫‪ o‬القباب الهرمية‪ :‬في بالد األندلس‪.‬‬

‫❖ األغراض الوظيفية للقباب‪-:‬‬


‫‪ o‬كانت القبة هي العنصر المعماري الجديد الذي ألستعمل في هذه التيطية والسبب في ذلك البيئة‬
‫بمكوناتها من مناخ أو احجار متوفرة للبناء ومباني موجوده أصالً في هذه البيئة استخدم في‬
‫تيطيتها القباب‪ ،‬لذلك نجد الت ثير الكبير لقبة كنيسه القبر المقدس علي قبة الصخرة‪ ،‬الي جانب أن‬
‫الشكل والسطح الكروب للقبة ال يعطي فرصة لتراكم مياه األمطار فوق سقفها وهو ما كان معروًفا‬
‫عن مناخ المنطقة التي بنيت فيها قبة الصخرة‪.‬‬

‫‪ 63‬صفاء محمد عزت عبدالسالم الشريف‪ :‬مظاهر تأثير وتأثر فنون عمارة القباب في الحضارات المختلفة‪ ،‬مجلة العمارة والفنون والعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد السادس‪،‬‬
‫باحث ماجستير فنون إسالمية‪-‬جامعة العلوم اإلسالمية العالمية‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪ ،‬ديسمبر ‪،2022‬ص ‪.67-66‬‬
‫‪ 64‬يحيي وزيرى‪ :‬موسوعة عناصر العمارة اإلسالمية (الكتاب الثاني)‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬الطبعة األولي‪1999 ،‬م‪ ،‬ص‪.79‬‬
‫‪ 65‬هاجر عبدالعظيم‪ :‬القباب‪ ،‬رسالة بحثية‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة المنيا‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫‪ o‬أما عن القبة كعنصر انشائي فقد ظهر االحتياج إليها لتيطية أكبر مساحة من قاعة الصالة‬
‫بالمسجد بدون الحاجة إلي أعمدة تحتها اللهم إال على أطراف مسقطها حتي يمكن للمصليين رؤية‬
‫الخطيب وهو علي المنبر‪.‬‬
‫‪ o‬القبة عنصر وظيفي يظهر في أنها تساعد في إدخال النور إلى بيت الصالة‪ ،‬كما تساعد على‬
‫‪66‬‬
‫تهويته في أشهر الصيو‪ ،‬كما أنها بوضعها فوق الجزء المواجه للمحراب تتكد مكانه وأهميته‪.‬‬
‫‪ o‬للقبة دور في تضخيم الصوت في بيت الصالة ‪.67‬‬
‫❖ استعماالت القباب في العمارة اإلسالمية‬
‫‪ o‬القباب في المساجد‬

‫وتعتبر قبة الصخرة ببيت المقدس والتي شيدها عبد الملك بن مروان سنة ‪ ٧٢‬هو أقدم مثال في العمارة االسالمي ‪،‬‬
‫وفوقها ألواح من النحاس البراق‪،‬‬ ‫ويبلغ قطرها ‪ ٢٠,٤٤‬مت اًر وهي مصنوعه من الخشب وتيطيها صفائح من الرصا‬
‫وقد أشرنا إلى أن معطيات وظروف البيئة كانت السبب األول الرئيسي الستخدام القبه لتيطية الصخرة المقدسة ‪ .‬وإذا‬
‫كان الهدف الرئيسي إلنشاء قبه الصخرة هو أن تكون م از اًر للمسلمين ليروا الصخرة المقدسة والتي عرج من عندها‬
‫الرسول الكريمﷺ إلى السماء في رحله االسراء والمعراج‪ ،‬كما عرفنا من كتب التاريخ االسالمي فإن أول استخدام‬
‫حقيقي للقبه في المسجد كان أمام المحراب ت كيداً على مكانه كما في الجامع األموي ومسجد القيروان وجامع األزهر‬
‫والحاكم ‪ .‬كما استخدمت القباب في تيطية أروقه من إيوانات المساجد كما في جامع األقمر ومسجد قايتباى‪،‬‬
‫واستخدمت أيضاً في تيطيه بعض أو أجزاء من المسجد كالميضه التي كانت موجوده في كثير من أفنيه المساجد كما‬
‫في جامع ابن طولون ‪ ،‬إلى جانب استعمالها كنهايات لبعض المآذن كما في مئذنة جامع الجيوشي ‪.‬‬

‫‪ o‬القباب في المدافن‬

‫ولم يقتصر استخدامها على المساجد فقط ولكن أيضا فوق المدافن ‪ ،‬ولكن ت خر استخدامها قليالً عن المساجد ويرجع‬
‫ذلك للنهي عن استخدام القباب فوق المدافن والذي ورد في العديد من األحاديث النبوية الصحيحة ‪ ،‬وتعتبر قبة‬
‫الصليبية بسامراء ( ‪ ٢٤٨‬هو ) أقدم ضريح إسالمي ‪ ،‬ويرجح أن هذا الضريح دفن فيه ثالث خلفاء عباسيين هم‬
‫المنتصر‪ ،‬والمهدى ‪،‬والمعتز ويلى قبه الصليبين مدفن اسماعيل السماني بيخاري سنه ( ‪907‬م ) ‪ .‬وبذلك يعتبر أول‬
‫ضريح إسالمي موجود بفارس ‪ ،‬أما في مصر فيعتقد بعض علماء اآلثار أن أضرحه السبع بنات سنه ( ‪ ٤٠٠‬هو )‬
‫هي أقدم األضرحة والقباب بمصر‪ ،‬وأصبحت القبة هي المظهر الخارجي لكل ما يشيد من مشاهد وأضرحه منذ‬
‫العصر الفاطمي حتى الفتح العثماني بمصر ‪.‬‬

‫‪ 66‬يحيي حسن وزيري‪ :‬القبة في العمارة اإلسالمية بين أصالة التصميم والتطوير الواعي‪ ،‬مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ 67‬العربي صبري عبد الغني عمارة‪ :‬دراسة مقارنة لطراز العمائر الدينية المملوكية البحرية الباقية بمدينتي دمشق والقاهرة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬قسم اآلثار االسالمية‪ ،‬كلية‬
‫اآلثار‪ ،‬جامعه القاهرة‪ ،‬المجلد االول‪ ،2003 ،‬ص‪.115‬‬
‫‪ o‬القباب في القصور األموية والعراقية‬

‫واستخدمت القباب في بعض القصور التي أنشئت كاستراحات كقصير عم ار وحمام الصرخ وقصر المشتى وقصر‬
‫األخيضر وغيرها ‪ ،‬ويعتبر قصير عم ار والذي أنشيء في بادية الشام من أوائل القصور التي استخدمت القباب في‬
‫تيطيه اليرفه الساخنة للحمام الملحق بها وهي مزخرفه من الداخل برسوم دائرة الفلك من الفريسكو‪.‬‬

‫‪ o‬في مداخل وأبواب المدن‬

‫وفي العصر العباسي شوهدت القبه تعلو بداخل أبواب السور الداخلي المدينة بيداد والتي شيدها المنصور سنه (‬
‫‪ ١٤٧‬هو ) ‪ ،68‬أما في مصر فقد شوهدت القباب في مداخل أبواب أسوار القاهرة الفاطمية سنة ( ‪ ١٨٥ ،١٨٠‬هو ) في‬
‫بوابتي الفتوح وزويلة ميطيان بقبه دائريه من الحجر المنحوت وتعتبر القبتان أول ظهور لهذا النو من القباب في‬
‫مصر االسالمية‬

‫‪ o‬في األبراج والمباني الدفاعية‬

‫‪69‬‬
‫‪.‬‬ ‫وجاء استخدامها في األبراج الدفاعية كما في العصر األيوبي حيث كان يعلو برج الظفر قبة من الحجر‬

‫❖ طرق إنشاء القباب‬

‫طريقة إنشاء القبة تكون إما على مساقط دائرية أو مربعة‪ ،‬وفي حالة المسقط المربع يلزم تحويله الى دائرة بإقامة‬
‫مثلثات كروية في األركان أو حنيات في منطقة االنتقال‪ ،‬وقد تقام القباب أيضا على مساقط مستطيلة ويكون مظهرها‬
‫الخارجي بيضاوي‪ ،‬كما في قباب فرج بن برقوق‪ ،‬وشا استعمال المقرنصات في العمارة اإلسالمية في منطقة االنتقال‬
‫دائرية يفصل بينها مثلثات‬ ‫واالركان‪ ،‬وقد شكلت األسطح الخارجية لعمارة القبة في العمارة اإلسالمية بفصو‬
‫وخاصة في القباب المبنية من الطوب‪ ،‬أما القباب الخارجية فقد تم تيطية سطحها الخارجي بزخارف نباتية أو هندسية‬
‫‪70‬‬
‫أو االثنين معا‪ ،‬وغطي السطح الداخلي بمادة الجص‪.‬‬

‫‪ 68‬يحيي حسن وزيري‪ :‬القبة في العمارة اإلسالمية بين أصالة التصميم والتطوير الواعي‪ ،‬مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية‪ ،‬ص‪22‬‬
‫‪ 69‬يحيي حسن وزيري‪ :‬القبة في العمارة اإلسالمية بين أصالة التصميم والتطوير الواعي‪ ،‬مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية‪ ،‬ص‪22‬‬
‫‪ 70‬الشريف‪ ،‬صفاء محمد عزت عبدالسالم‪ ،‬القبة في العصر المملوكي‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الدراسات العليا جامعة العلوم اإلسالمية العالمية االردن‪،2014 ،‬ص‪.22‬‬
‫❖ أجزاء القبة‬

‫تبدو القبة للوهلة األولى وك نها قطعة واحدة إال أن المتمعن فيها يستطيع رؤية أجزائها التالية‪:‬‬
‫‪ o‬قاعدة القبة‪ :‬وهي منطلق تحول مسقط البناء من المربع إلى المدور‪ ،‬وقد تكون قاعدتها على هيئة مسدس أو‬
‫‪71‬‬
‫مثمن‪.‬‬
‫‪ o‬مناطق االنتقال القباب‪ :‬يعد اليرض من منطقة انتقال القبة هو تحويل المربع السفلى إلي مثمن أو إلي شكل‬
‫مستدير ليسهل تيطيته بالقبة‪ ،‬لها عددة طرز‬
‫▪ الطراز األول‪ :‬الحنايا الركنية‪ :‬يتكون هذا النو من مناطق االنتقال من أربع حنايا ركنية موزعة علي‬
‫األركان األربعة المربع القبة حنية واحدة بكل ركن واستخدم هذا النو من مناطق االنتقال في عدد من‬
‫القباب‪.‬‬
‫شيوعا في مناطق انتقال القباب المملوكية‪ ،‬هو الطراز‬
‫ً‬ ‫▪ الطراز الثاني‪ :‬المقرنصات‪ :‬يعد الطراز األكثر‬
‫المكون من عدد من المقرنصات ذات العقد المنكسر في حطات متتابعة متصاعدة‪ ،‬بلغ عددها في معظم‬
‫‪72‬‬
‫القباب ثالث حطات من المقرنصات ت خذ نفس هيئة العقد المنكسر‪.‬‬
‫▪ الطراز الثالث‪ :‬المثلثات الركنية المقلوبة‪ :‬يتكون من أربعة مثلثات تشيل األركان األربعة المربع للقبة‬
‫بواقع مثلث بكل ركن قمته ألسفل وقاعدته ألعلى‪.‬‬
‫▪ الطراز الرابع‪ :‬المثلثات الكروية‪ :‬يتكون من أربع مثلثات تشيل األركان األربعة بواقع مثلث بكل ركن‬
‫قمته ألسفل وقاعدته ألعلى ويختلو عن الطراز السابق في أن قاعده المثلث تمثل في أغلب األحيان‬
‫‪73‬‬
‫جزءا من القبة‪.‬‬

‫‪ 71‬عبدهللا نجيب سالم‪ :‬القباب من روائع العمارة اإلسالمية‪12 ،‬فبرايل ‪2014‬‬


‫‪ 72‬العربي صبري عبد الغني عمارة‪ :‬دراسة مقارنة لطراز العمائر الدينية المملوكية البحرية الباقية بمدينتي دمشق والقاهرة‪ ،2003 ،‬ص‪128-123‬‬
‫‪ 73‬العربي صبري عبد الغني عمارة‪ :‬دراسة مقارنة لطراز العمائر الدينية المملوكية البحرية الباقية بمدينتي دمشق والقاهرة‪ ،2003 ،‬ص‪.137-128‬‬
‫‪ o‬رقبة القبة‪ :‬يعلو منط قة االنتقال رقبة القبة التي تركب اعالها الخوذة ومعظم القباب الباقية لها رقاب مثمنة‬
‫الشكل تتناسب في ارتفاعها وقطرها مع حجم الخوذة التي تعلوها‪ ،‬وغالبا ما يتخلل رقبة القبة عدد من فتحات‬
‫النوافذ إلضاءة القبة وتهويتها من جهة‪ ،‬وحتى تعمل على تخفيو ثقل القبة علي الرقبة‪.‬‬
‫المعماري علي استخدام مواد خفيفة‬ ‫‪ o‬خوذة القبة‪ :‬يتوج القبة الخوذة والتي تعطي للمنش ة شكلها الظاهرى وحر‬
‫أن تكون من الحجر لتحمل الضيط العلوى‬ ‫في بناء خوذة القبة وذلك لتخفيو وزن القبة على الجدران التي حر‬
‫لمنطقة االنتقال والقبة معا ومن المواد التي استخدمت في خوذات القباب الخشب الذي استخدام على نطاق ضيق‬
‫وذلك لقلة وجود االخشاب الجيدة في مصر واستيرادها من الخارج مثل القبة التي كانت تتقدم محراب جامع‬
‫الظاهر بيبرس بالظاهر ‪ ،‬ومن المواد التي استخدمت بكثرة في بناء خوذات القباب مادة األجر مثل القبة الملحقة‬
‫بالمدرسة الظاهرية الجوانية بدمشق ‪ ،‬ونماذج قليله فقط من خوذات القباب بنيت من الحجر مثل قبة سنجر‬
‫‪74‬‬
‫المظفر بشار الحلمية‪.‬‬
‫❖ القباب في عصور ما قبل اإلسالم‬

‫يرجح أن القباب األولى نش ت في بالد ما بين النهرين والشرق األدنى كما أن العمارة الرومانية والبيزنطية عرفن‬
‫القباب واستعملتها في المباني‪.‬‬

‫وقد تركت لنا بالد ما بين النهرين بعض االمثلة علي استعمال اشكال القباب سواء في المباني الدينية ام المدنية‪ ،‬فمن‬
‫العصر البابلي نجد شكل قبة علي هيئة جزء من دائرة أعلي المدخل الرئيسي لزيجورات اورنا مو مدينة أور‪.‬‬

‫ذلك‬ ‫وفي العصر األيجية واليونانية فقد استعملت اشكال القباب في مباني المدافن ذات المسقط الدائري ونجد أمثلة‬
‫في قبر اتريوس من القرن الرابع عشر قبل الميالد‪.‬‬

‫اما العمارة الرومانية فقد استعملت فيها القباب الخرسانية علي مساقط دائرية في كل من المعابد والمدافن والمباني‬
‫المدنية‪ ،‬ونرى امثلة لها في معبد ‪ vesta‬بتيفولي‪.‬‬

‫وقد استمر استعمال القباب بإشكال متعددة في العمارة البيزنطية علي مساقط دائرية او مربعه مع استعمال المثلثات‬
‫‪75‬‬
‫الكروية في االركان‪.‬‬

‫‪ 74‬العربي صبري عبد الغني عمارة‪ :‬دراسة مقارنة لطراز العمائر الدينية المملوكية البحرية الباقية بمدينتي دمشق والقاهرة‪ ،2003 ،‬ص‪.137-128‬‬
‫‪ 75‬صالح لمعي مصطفي‪ :‬القباب في العمارة اإلسالمية‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع‪1 ،‬يناير ‪ ،1987‬ص ‪.18-17‬‬
‫❖ القباب في العمارة اإلسالمية‬
‫‪ o‬العصر األموي‪:‬‬

‫عليه وسلم مسجده في المدينة المنورة‪ ،‬كان سقفه من السعو المحمول على جذو النخيل‪،‬‬ ‫صلى‬ ‫عندما بنى رسول‬
‫‪76‬‬
‫ولم تكن القبة قد دخلت بناء المساجد‪.‬‬

‫كانت القباب ذات أعناق أسطوانية وتحمل علي حجرة مربعة وينتقل فيها الي الدائرة عبر أربعة مثلثات كروية كقبة حمام‬
‫قصير‪.‬‬

‫كما استعمل المعماريون األمويون للتسقيو األقبية نصو الدائرية المبنية بالحجر أو الطوب‪ ،‬والقباب الخشبية والحجرية‬
‫‪77‬‬
‫مستعملين القطا الطولي للمخروط في تحويل المربع إلي دائرة ‪.‬‬

‫أول قبة بنيت في اإلسالم فهي قبة مسجد الصخرة المشرفة في القدس التي بناها الخليفة األموي عبد الملك بن مروان عام‬
‫‪ ،‬وكان بناء هذا المسجد على شكل قبة فوق الصخرة هو أول دخول شكل القبة في المساجد ‪ ،‬وقد أراد‬ ‫‪78‬‬
‫‪ ۷۲‬هجرية‬
‫فيه من‬ ‫الخليفة عبد الملك ابن مروان أن يكون هذا البناء الرائع متناسباً مع ما لهذا الموقع من تقدير وإجالل لما أنزل‬
‫آيات ‪ ،‬فجاء بناء القبة المشرفة وزخارفها الجميلة غاية في اإلتقان والروعة ‪.‬‬

‫وبناء القبة المشرفة عبارة عن بناء حجري مثمن الشكل إذ أن قوامه مثمن على حوائط خارجية من الحجر األصم ‪،‬‬
‫وبداخله مثمن داخلي من األعمدة واألكتاف ‪ ،‬ويداخل هذا المثمن دائرة أخرى من األعمدة واألكتاف التي تحمل القبة‬
‫المجنحة مثمنة الجوانب المحمولة على اسطوانة بها ‪ / ١٦‬نافذة من فوقها ‪.‬‬

‫للحماية من‬ ‫أما عن إنشاء القبة نفسها فهي مصنوعة من الخشب ‪ ،‬و تكسوها من الخارج طبقة من صفائح الرصا‬
‫العوامل الجوية ‪ ،‬وتيطيها طبقة من الجبس كبياض داخلي عليه زخارف عربية ملونة باأللوان الجميلة الزاهية ‪ ،‬هذا عن‬
‫قبة الصخرة المشرفة‪.‬‬

‫وقد تلى ذلك انتشار استعمال عنصر القبة في المساجد لما في ذلك من جمال معماري ‪ ،‬وما توفره للمكان من تهوية‬
‫الزخة للمصلين ‪ ،‬فعندما تيطي القبة بيت الصالة بالمسجد ‪ ،‬تسحب الهواء الساخن الذي يرتفع إلى أعال ‪ ،‬فيخرج من‬
‫النوافذ المطلة على الناحية المشمسة ‪ ،‬أما النوافذ التي في الناحية الظليلة ‪ ،‬فيدخل منها الهواء الرطب البارد ‪ ،‬وتستمر‬
‫دورة التيارات الهوائية تماماً كما يحدث في مدخنة المدف ة التي تسحب الهواء الساخن المحمل بثاني أكسيد الكربون وت تي‬
‫‪79‬‬
‫بالهواء الجديد وبه األكسجين النظيو ليساعد على التنفس في جو صحي ‪.‬‬

‫‪ 76‬جودي‪ ،‬محمد حسين‪ :‬العمارة العربية اإلسالمية – خصوصيتها‪ -‬إلبتكاراتها‪ -‬جماليتها‪ ،‬األردن ع ّمان‪،1998 ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪ 77‬أحمد السراج‪ :‬العمارة اإلسالمية خصائص وآثار‪ ،‬مكتبة ومطبعة الطالب الجامعي‪ -‬غزة‪2015 ،‬م‪.75-74 ،‬‬
‫‪ 78‬جودي‪ ،‬محمد حسين‪ :‬العمارة العربية اإلسالمية – خصوصيتها‪ -‬إلبتكاراتها‪ -‬جماليتها‪،1998 ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪ 79‬عليان‪ ،‬شوكت محمد‪ :‬تطور المساجد في التاريخ اإلسالمي‪ ،‬مؤسسة الصحافة والنشر‪ -‬مكتب البعث اإلسالمي‪ ،‬أغسطس ‪ 1999‬م‪ ،‬ص ‪28‬‬
‫صورة (‪ )27‬توضح مسقط راسي لقبة الصخرة‪,‬‬ ‫صورة (‪ )26‬توضح قبة الصخرة‪,‬‬
‫صورة (‪ )28‬توضح مسقط افقي لقبة الصخرة‪,‬‬ ‫‪https://images.app.goo.gl/in6w9EUHf‬‬
‫‪https://images.app.goo.gl/CWxhCwus‬‬
‫‪https://images.app.goo.gl/2iGdGBDw‬‬ ‫‪8rpKycx8,8-3-2024,10:48PM‬‬
‫‪d8QMsVsJ7,8-3-2024,10:50PM‬‬
‫‪vrbMkDHo8,8-3-2024,10:45PM‬‬

‫وقد ظهر شكل القبة حسب التسلسل التاريخي بعد قبة الصخرة في مسجد الجامع األموي بدمشق ‪ ،‬وقد أمر ببنائه‬
‫‪ ،‬وكان اول استخدام حقيقي للقبة في المسجد فكان‬ ‫‪80‬‬
‫الخليفة األموي الوليد بن عبد الملك سنة ‪ ٨٩‬هو الموافق ‪٧٠٦‬م‬
‫امام وأعلي المحاريب تاكيداً على مكانتها واهميتها ‪.81‬‬

‫صورة (‪ )30‬توضح قبة الجامع االموي بدمشق‪,‬‬


‫صورة (‪ )29‬توضح مسقط رأسي لقبة الجامع االموي‬
‫‪https://images.app.goo.gl/WexqH5NZz‬‬
‫‪CCimAxw7,13-3-2024,7:55PM‬‬

‫عليان‪ ،‬شوكت محمد‪ :‬تطور المساجد في التاريخ اإلسالمي‪ ،‬أغسطس ‪ 1999‬م‪ ،‬ص ‪.28‬‬ ‫‪80‬‬

‫يحيي وزيرى‪ :‬موسوعة عناصر العمارة اإلسالمية (الكتاب الثاني)‪1999 ،‬م‪ ،‬ص‪.79‬‬ ‫‪81‬‬
‫‪ o‬العصر العباسي‬

‫القبة الصليبية من أهم القباب الباقية في العمارة اإلسالمية؛ فهي أدم قبة ضريحية باقية من العصور اإلسالمية ‪،82‬‬
‫تقع علي هضبة إلي الجنوب من قصر العاشق بسامراء بميل تقر ًيبا‪ ،‬وقد بنيت هذه القبة سنه ‪248‬ه ‪868/‬م‬

‫تخطيط القبة الصليبية بناء مثمن التخطيط يت لو من مثمنين؛ أحدهما خارجي متهدم كثي ار‪ ،‬واآلخر داخلي‪ ،‬وبينهما‬
‫ممر ‪ ،‬ويرجح أنه كان يعلوه قبو‪ .‬وعرف أن وسيلة التيطية كانت القبو من خالل وجود تقوسات للقبو أعلى جدران‬
‫المثمن الداخلي؛ فالمثمن الداخلي تتكون بداخله قاعة مربعة ‪ ،‬وجدران القاعة هي جدران المثمن الداخلي‪ ،‬وأعلى‬
‫القاعة المربعة حنايا ركنية‪ ،‬وهي واسطة االنتقال من المربع للمثمن يستدل من ذلك على وجود قبة ‪ ،‬كما يستدل من‬
‫سمك السور وتسمية المنش ة بالقبة أنها كانت متوجة بقبة ‪ ،‬وهي تعلو القاعة المربعة‪ ،‬ويرجح أنها كانت في األصل‬
‫مبنية من اآلجر؛ لوجود حطام لآلجر في أرضية اليرفة تم الكشو عنها بواسطة هرتسفيلد الذي رجح أنها حطام للقبة‬
‫ويبدو أن قطا القبة الرأسي كان على شكل عقد مدبب‪ ،‬ويالحن أنها تشبه قبة الصخرة كثي ار في التصميم‪ ،‬كما‬
‫يالحن وجود فتحة معقودة بعقد مدبب ب ضال المثمن الخارجي الثمانية‪ ،‬أما المثمن الداخلي ففيه أربعة مداخل تقع‬
‫على محاور الجهات األصلية‪ ،‬وهذه المداخل في المربع الداخلي معقودة بعقود مدببة من نو المركزين اتسا كل منها‬
‫‪83‬‬
‫‪ ١.٦‬م‪ ،‬وهي تشبه بعض العقود التي وجدت في مباني سامراء‬

‫وقد شيد البناء من الجص ولبن كلسي متشابه في ذلك مع مواد البناء المستخدمة في قصر المعشوق وسقطت القبة‬
‫والقبو الذي ييطي الممر وأعيد بناء القبة‪ ،‬وأصبحت نصو كروية مدببة قليال بدون رقبة‪ ،‬وتم تسقيو الدهليز بقبو‬
‫نصو برميلي‪ ،‬وفى عام ‪ ۱۹۷۰‬م تم ترميم القبة بشكل كامل‪.‬‬

‫صورة (‪ )31‬توضح مسقط رأسي وأفقي لقبة الصليبية‬


‫صورة (‪ )32‬توضح قبة الصليبية بسامراء‪,‬‬
‫‪https://images.app.goo.gl/dXV47tn97PJ‬‬ ‫‪https://images.app.goo.gl/MXBKSPSvAdeW9vHR6,9-3-2024,8:50PM‬‬
‫‪xC6bv8,9-3-2024,9:00PM‬‬

‫‪ 82‬عبدالرحيم‪ ،‬أحمد محمد الشافعى أحمد‪ :‬أضواء جديدة علي القبة الصليبية‪ ،‬مجلة كلية اآلداب‪ ،‬جامعة سوهاج‪،2018 ،‬ص‪.411‬‬
‫‪ 83‬محمد عبدالستار عثمان‪ :‬العمارة العباسية والفاطمية‪،2003 ,‬ص ‪.95-92‬‬
‫‪ o‬العصر السلجوقي (الطراز اإليراني)‬

‫استخدمت القباب المخروطية المقرنصة من الداخل وخاصة في األضرحة وأجمل أمثلتها قبة (زمرد خاتون) و (الشيخ‬
‫‪84‬‬
‫السهروردي)‪.‬‬

‫صورة (‪ )34‬توضح قبة الشيخ السهروردي‪،‬‬ ‫صورة (‪ )33‬توضح قبة زمرد خاتون‪،‬‬
‫‪https://images.app.goo.gl/emDdTfNbaFHvtpmG6,9-3-‬‬ ‫‪https://images.app.goo.gl/NwuYwrWvXoYXGaw96,9-3-‬‬
‫‪2024,9:35PM‬‬ ‫‪2024,9:32PM‬‬

‫‪ o‬العصر الفاطمي‬

‫تحولت القبة من الكروية إلى التضليع كما في قبة السيدة رقية المشابهة لقبة محراب القيروان ‪ ،‬وتعد القباب الفاطمية‬
‫في مصر والشام أبد القباب حيث كانت مقرنصاتها من حطة واحدة ثم تطورت إلى حطتين‪.‬‬

‫تميز الطراز الفاطمي باستخدام الحجارة بشكل أساسي‪ ،‬ولهذا تميزت العمائر واألبنية الفاطمية بالقوة والمتانة والفخامة‬
‫وهذا إلى جانب استعمال األجر في البناء خاصة بناء القباب ‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫ظهرت في الطراز الفاطمي فكرة تيطية المحراب والصحون أو األماكن األخرى داخل المسجد بالقباب‬

‫صورة (‪ )36‬توضح قبة محراب القيروان‬ ‫صورة (‪ )35‬توضح قبة السيدة رقية‪,‬‬
‫‪https://images.app.goo.gl/TA‬‬
‫‪https://images.app.goo.gl/wPsdYnYgWVm9JX7w7،‬‬ ‫‪EacuEfpoFqB3Xi7,9-3-‬‬
‫‪9-3-2024,9:51PM‬‬ ‫‪2024,9:48PM‬‬

‫‪ 84‬أحمد السراج‪ :‬العمارة اإلسالمية خصائص وآثار‪ ،‬مكتبة‪2015‬م‪،‬ص‪.53‬‬


‫‪ 85‬علياء عكاشة‪ :‬العمارة اإلسالمية في مصر‪ ،‬ص‪28‬‬
‫‪ o‬العصر األيوبي‬

‫تطورت إلى حطتين كما قلنا وأضيو إليها التضليع وزادت الزخارف الجصية في قواعد القباب وتمتاز القباب المصرية‬
‫لضريح اإلمام الشافعي والتي بناه العادل أخو‬ ‫بزخرفتها وارتفاعها وتناسقها في وتعد القبة الخشبية الميلفة بالرصا‬
‫‪86‬‬
‫صالح الدين عام ‪۱۲۱۱‬م آية في الجمال‪.‬‬

‫كان من ابرز طراز العصر االيوبي استخدام االجر في بناء القباب‬

‫تطورت القباب في العصر األيوبي وخاصة من حيث االنتقال من مربع سفلي إلى مثمن عن طريق قبة مكونة من‬
‫طابقين‪ ،‬وتميزت القباب األيوبية بوجود زخارف زجاجية على سطحها الخارجي‪ ،‬وهو األسلوب الذي استخدمه الطراز‬
‫‪87‬‬
‫المملوكي فيما بعد‬

‫صورة (‪ )38‬توضح مسقط راسي لقبة الشافعي‪,‬‬ ‫صورة (‪ )37‬توضح قبة الشافعي‪,‬‬
‫‪https://images.app.goo.gl/TSBQYS4qcD7grtMa‬‬ ‫‪https://images.app.goo.gl/pT5EDUULYWtxXNS‬‬
‫‪2024,9:28-3-7,15‬‬ ‫‪n89- 3-2024,9:56PM‬‬

‫‪ o‬العصر المملوكي‬

‫ففي المملوكي البحري استخدمت أنوا كثيرة منها كنصو الكروي والمضلعة والبيضاوية كما ظهرت قباب كبيرة ذات‬
‫المنوفي نهاية القرن الثالث عشر الميالدي بمدينة منوف وهي عمل رائد سابق لقبة برونلسكي‬ ‫مناور قبة الشيخ عبد‬
‫به ‪.‬‬ ‫اإليطالي في البندقية عام ‪1240‬م حيث تنسب إليه كابتكار خا‬

‫وفي العصر المملوكي الجركسي بنيت القباب بالحجر وتنوعت زخارفها ما بين هندسية ونباتية وغطيت رقابها بالقاشاني‬
‫‪88‬‬
‫وكسيت كلها به ‪.‬‬

‫‪ 86‬أحمد السراج‪ :‬العمارة اإلسالمية خصائص وآثار‪2015 ،‬م‪،‬ص‪.54-53‬‬


‫‪ 87‬علياء عكاشة‪ :‬العمارة اإلسالمية في مصر‪ ،‬ص‪.31-30‬‬
‫‪ 88‬أحمد السراج‪ :‬العمارة اإلسالمية خصائص وآثار‪2015 ،‬م‪،‬ص‪.54-53‬‬
‫ظهر أول نموذج للقباب ذات الجوسق في قبة المنوفي بالقرافة الصيرى بالقاهرة وترجع إلى القرن ‪7‬هو ‪1340 /‬م‪.‬‬

‫اصبحت القباب أكثر اتساعا مما كانت عليه من قبل فلم تعد تيطي بالطات المحراب فقط بالطريقة التي كانت عليها‬
‫قباب العصر الفاطمي بل اصبحت كبيرة تيطي البالطات الثالث التي تتقدم المحراب و نجد لها أمثلة في مسجد الناصر‬
‫محمد بن قالوون بالقلعة‪.‬‬

‫صورة (‪ )39‬توضح قبة جامع الناصر محمد بن قالوون بالقلعة‪,‬‬


‫‪https://images.app.goo.gl/3z8bSt9DJzNzF5cs8,13-3-‬‬
‫‪2024,11:31PM‬‬

‫تقدمت فنون الزخرفة و أصبحت تيطي معظم العمائر و التحو التطبيقية ونفذت علي الحجر بعد أن كانت تنفذ في‬
‫معظم األحيان علي الجص أو المالط كما في العصر الفاطمي و األيوبي ‪ .‬بما في ذلك القباب التي غطيت بالزخارف‬
‫النباتية والهندسية و من أمثلتها قبة المدرسة الجوهرية بالجامع األزهر و قبة السلطان قنصوه أبو سعيد وقبة مدرسة األمير‬
‫قرقماس‪.‬‬

‫صورة (‪ )42‬توضح وقبة مدرسة األمير قرقماس‪,.‬‬ ‫صورة (‪ )41‬توضح قبة السلطان‬
‫صورة (‪ )40‬توضح قبة المدرسة الجوهرية‬
‫‪https://images.app.goo.gl/5KdtaN3tQizsv6‬‬ ‫قنصوه أبو سعيد‪,‬‬
‫بالجامع األزهر‪,‬‬
‫‪bQ9,13-3-2024,11:52PM‬‬ ‫‪https://images.app.goo.gl/kT‬‬
‫‪https://images.app.goo.gl/x6aPxAgL‬‬
‫‪EBomJuAFpUZNxY8,13-3-‬‬
‫‪btTWowvZ7,14-3-2024,12:04AM‬‬
‫‪2024,11:58PM‬‬
‫‪ o‬العصر العثماني‬

‫نظ ار للظروف البيئية والمناخية لإلقليم أو البلد الذي ليبنى فيه المسجد‪ ،‬فقد اختفت فكرة الصحن المكشوف وحلت محلها‬
‫القبة في العصور اإلسالمية المت خرة ‪.‬‬

‫قد استمدت القباب أشكالها من الطراز البيزنطي لقبة أيا صوفيا وت ثرت بها و بليت العمائر و المساجد العثمانية قمة‬
‫ازدهارها علي يد المهندس المعماري "سنان" الذي اضاف الكثير من األساليب المعمارية خاصة فيما يتعلق بالقباب التي‬
‫ميزت المساجد العثمانية بفضل جمالها ‪.‬‬

‫فقد استوحت العمائر العثمانية في فتراتها األولى تخطيط المباني اإلسالمية القديمة‪ ،‬وال سيما المساجد التي شا ظهورها‬
‫في صدر اإلسالم والتي تكونت من صحن أوسط وأربع ظالت لكن هذا التخطيط لم يناسب منطقة األناضول التي يسود‬
‫طقسها البرودة والصقيع‪ ،‬ولهذا ظهر تخطيط جديد أليى ظلة القبة وغطاها بمجموعة قباب أو قبة واحدة كبيرة‪ ،‬وأضاف‬
‫للمدخل ظلة كبيرة غطيت بقباب ضخمة‪ ،‬وقد استوحيت تلك المخططات المستحدثة من الطراز المعماري السلجوقي ‪.‬‬

‫‪ .‬و أيضا القباب البيزنطية م خوذة منها وما هو إال مجرد تطوير غربي لها بنز عنق القبة حتى تتالءم مع المفاهيم‬
‫اليربية للفن – وهي نصو كروية وتكون على شكل قبة كبيرة سائدة تحيط بها أنصاف قباب و هي إشارة لسيادة‬
‫العثمانيين على البرين البحرين والحرمين فهم القبة الس ائدة ومن حولهم دول تابعة وقد استخدم البالط المزجج (القاشاني)‬
‫مع الزخارف النباتية والهندسية والمقرنصات‪.‬‬

‫ومن أمثلته قبة جامع محمد علي فتقوم على مربع طول ضلعه من الداخل ‪ ٤١‬م وقطر القبة ‪۲۱‬م وارتفاعها من أرض‬
‫المسجد ‪ ٥٢‬م تحملها أربعة أكتاف ضخمة ذات عقود كبيرة وحول القبة أربعة أنصاف قباب عدا أربعة قباب صييرة في‬
‫‪89‬‬
‫أركان المسجد‪.‬‬

‫صورة (‪ )43‬توضح قبة جامع محمد علي‪,‬‬


‫‪https://images.app.goo.gl/83ySyQYXxi3‬‬
‫‪4pEgs6,14-3-2024,12:24‬‬

‫‪ 89‬احمد السراج‪ :‬العمارة اإلسالمية خصائص وآثار‪2015 ،‬م‪،‬ص‪.54-53‬‬

You might also like