Professional Documents
Culture Documents
سيمنار مآذن وقباب-1
سيمنار مآذن وقباب-1
المآذن والقباب
مقدم إلي
أ /محمد رفعت
أ /ندى أحمد
إعداد
مقرر
2024م
المآذن
تعتبر المئذنة من العناصر المعمارية للعمائر اإلسالمية الدينية ،ومن هنا ظهرت الحاجة إلي وجود مئذنة منذ األذان
ردده بالل بن رباح من فوق سطح مجاور للمسجد ،وبذلك أصبح من الضروري وجود مئذنة كعنصر معماري
األول الذي ّ
جديد تتطلبه الضرورات الوظيفية في تصميم العمائر الدينية ،ولكي يصل الصوت إلي أبعد مكان ممكن ،ومع مرور
مالزما له يميزه عن المباني األخرى ،كما
ً ورمز
متمما للمسجد ،وسمة من سماتهً ،ا
جماليا ً
ً الزمن أصبحت المئذنة عنص اًر
إن أساس بناء عنصر المئذنة كان لرفع صوت األذان.
المئذنة عنصر معماري مميز في العمارة اإلسالمية ،وقد أعطت للعمائر اإلسالمية الدينية صفة متميزة عن بقية المباني
األخرى ،الحتوائها على العديد من التفاصيل المعمارية والزخرفية ،وقد كان لكل عصر إسالمي طراز معين من المآذن
1
التي تميزه عن بقية العصور األخرى.
• مسميات المئذنة
2
أطلق علي المكان المخصص لرفع األذان ثالثة أسماء هي الصومعة والمنارة والمئذنة.
أ -الصومعة
أطلقت كلمة صو و و ووومعة على المئذنة ولعل إطالق هذا االسو و و ووم على المئذنة يرجع إلى أن المآذن األولى س و و و وواء في
بعا يشبه أبراج الزهاد في سوريا والتي كانت تسمى بالصوامع .3
شكال مر ً
مصور أو الشام أو األندلس كانت تتخذ ً
ب -المنارة
سميت منارة ألنها تضاء بالسرج في أوقات الصالة الليلية ليعلم من ال يسمع اآلذان أن موعد الصالة قد حان .4
ج -المئذنة
اش و و و ووتق لفن مئذنة من الياية الوظيفية لها والتي تتمثل في إعالن المتذن عن وقت الص و و و ووالة ب داء اآلذان وتعني
المكان الذي ينطلق منه صو و وووت المتذن ،ويري ( )Hassaidأن اسو و ووم المئذنة ألطلق علي برج المسو و ووجد عندما اخذ
شكل الصومعة األولي في التطور إلي الشكل الم لوف للمئذنة .5
1محمد مصطفى الخازمي :المئذنة" أصلها -نشأتها -عناصرها " ،مجلة األكاديمية للعلوم األساسية والتطبيقية ،المجلد الخامس عشر ،العدد األول ،فبراير،2016صـ.14
2 Abd El-Aty, Y.Y. A. Structural Analysis Of Historical Masonary Islamic Buildings Using Computer Numerical Modelling
Techniques With An Application On Prince Sarghatmash School In Cairo, Master, Conservation Department, Faculty Of
Archaeology, Cairo Uni, 1999, P.27.
3السيد عبدالعزيز سالم :المآذن المصرية ،نظرة عامة عن أصلها وتطورها منذ الفتح العربي حتي الفتح العثماني ،مؤسسة شباب الجامعة للطباعة والنشر،1959 ،صـ.3
4لطفي سعيد كليب صالح ،شوكت محمد لطفي القاضي ،عزت عبدالمنعم مرغني" :تطور عمارة المآذن في اليمن ومصر (من عصر صدر اإلسالم حتي العصر
العثماني) دراسة تحليلية مقارنة" ،مجلة العلوم الهندسية جامعة أسيوط كلية الهندسة ،مجلد ،46رقم ،6نوفمبر ، 2018صـ .706
5 Hassaid, S: The Sultan’s Turrels, Cairo, 1939,P. 16.
• الفكر المعماري الفلسفي قبل و بعد دخول االسالم:
تبعا للحضارة المصرية القديمة.
❖ أصل المئذنة "المسلة" ً
تبعا للعصر اليوناني و الروماني.
❖ أصل المئذنة "المنارة" ً
تبعا للديانة المسيحية.
❖ أصل المئذنة "أبراج الكنائس و الكاتدرئيات" ً
• نشأة المآذن وبداية ظهورها في العمارة اإلسالمية
اتفقت اآلراء العلمية المنصو و ووفة علي أن فكرة المئذنة في الواقع وليدة الرغبة في الصو و ووعود إلي أعلي ارتفا ممكن لتسو و ووهيل
عملية انتشار صوت المتذن إلي أوسع مساحة ممكنة من الموقع الذي فيه المسجد.
ولم تكن المئذنة معروفة أيام النبي ﷺ ففي بداية اإلسالم كان يدعي للصالة بدون آذان.
أورد بعض المترخين أن بناء المآذن كان في زمن سيدنا عثمان بن عفان حيث يذكر المترخ "يحي بن الحسين" .7
ومن مآثر عثمان بناء المنارات لألذان وكانت في زمنه مربعة الشكل ، 8ويذكر المترخ "البالذري" أن مئذنة جامع
9
البصرة بالعراق هي أقدم المآذن في العمارة اإلسالمية وأنش ها زياد بن أبيه والي العراق من قبل معاوية بن أبي سفيان
. 10
وقد بناها من الحجر وكان ذلك عام 45ه 665/م
ويري "عبد الجواد" أن المآذن ظهرت ألول مرة في العمارة اإلسالمية في دمشق بسوريا حيث أذن للصالة من أبراج المعبد
القديم الذي أقيم على أنقاصه فيما بعد المسجد األموي الذي شيده الوليد بن عبد الملك عام (٩٦هو )٧١٥ /ويذكر ابن
الفقيه في كتابه الذي ألفه عام ( )۲۱هو )٩٠٣ /أن المآذن الموجودة بجامع دمشق كانت في األصل أبراجا للمراقبة أيام
الروم وأن الوليد بن عبد الملك تركيا على حالتها عندما شيد منطقة المعبد كلها جامعا ويري شافعي أن هذه الصوامع
(األبراج) تركت على حالتها ألنها كانت تصلح أن تكون قواعد بنيت فوقها منارات أو مآذن عالية وروعي أن تكون في
الجزء األعلى منها شرفة تتيح للمتذن أن يتحرك فيها وينادي منها للصالة وأغلب الظن أن تكون هذه المآذن قد تهدمت
بفعل الزالزل التي تسبب هدم المآذن ب كملها أو بعض أطرافها العليا ويدعم هذا الرأي أن المئذنتين الحاليتين في جامع
دمشق واللتين ترتفعان فوق الصومعتين (البرجين) القديمتين في الجهتين الجنوبية الشرقية والجنوبية اليربية قد شيدتا في
. 11
العصور الوسطي ثم أعيد بناء األطراف العليا لهما في عصور تالية بعد سقوطهما بفعل الزالزل
6غزوان ياغي :المآذن في العالم اإلسالمي نشأتها وتطورها ،مهد الحضارات،2009 ،صـ 111
7مصطفي شيحه :اآلثار اإلسالمية في مصر من الفتح العربي حتي نهاية العصر األيوبي ،مكتبة النهضة المصرية ،الطبعة األولي1992 ،م ،صـ.38
8محمد مصطفى الخازمي :المئذنة" أصلها -نشأتها -عناصرها " ،فبراير،2016صـ.10
9مصطفي عبدهللا شيحه :اآلثار اإلسالمية في مصر من الفتح العربي حتي نهاية العصر األيوبي1992 ،م ،صـ 38،39
10منظمة العواصم والمدن اإلسالمية :أسس التصميم المعماري والتخطيط الحصري في العصور اإلسالمية المختلفة ودراسة تحليلية علي مدينة القاهرة،
،1990صـ.448
11فريد شافعي :العمارة العربية في مصر اإلسالمية ،المجلد األول ،عصر الوالة ،الهيئة المصرية العامة للكتاب 1994 ،م ،صـ.638-637
• االغراض الوظيفية للمآذن األثرية:
إلي جانب اليرض الرئيسي الذي استخدمت فيه المآذن األثرية و هو رفع اآلذان لإلعالن عن قدوم وقت الصالة فقد
استخدمت المآذن في اغراض اخري منها:
و هي الجزء الذي يرتفع فوقه بدن المئذنة و قد اختلفت اشكال قواعد المآذن بين القاعدة المربعة ،و المثمنة ،و
15
االسطوانية ،و متعددة االضال .
كانت عملية البناء تبدأ بحفر األساسات وكانت تستيرق بعض الوقت للحصول على أساس متين يستيله المعمار
المسلم في عمل قاعدة المئذنة وما يعلوها من طوابق ،ونجد أن بعض قواعد المآذن تبدأ من األرض مثل مئذنتا جامع
ونجد أن هناك مآذن أقيمت قواعدها 16
ومئذنة جامع الجيوشي ومئذنة جامع أحمد بن طولون وغيرها الحاكم ب مر
، 17
فوق ممر نافذ يسمح بمرور الناس أسفلها ومن أمثلة ذلك مئذنة المشهد الحسيني ومئذنة المدرسة الصالحية
وهناك مآذن تميزت باستطالة قواعدها بالتكوين المربع ومن أمثلتها مئذنة مسجد قوصون ،وهناك مآذن تميزت
قواعدها ذات التكوين المربع ومن أمثلتها مئذنة مدرسة السلطان حسن ،كما أن هناك مآذن تميزت قواعدها بتكوين
معماري مثلث المسقط ومن أمثلتها مئذنة مدرسة قانيباي .18
أوجد المعمار اإلسالمي منطقة انتقال لتحويل قمة القاعدة المربعة إلى شكل ثماني األضال يمكن بعدها بناء الطابق
المثمن هذا فيما يتعلق بقواعد المآذن المربعة أما فيما يتعلق بالماذن ذات المسقط المثلث فقد أوجد المعمار منطقة
انتقال لتحويل قمة القاعدة إلى شكل سداسي األضال يمكن بعده بناء الطابق المسدس وقد انتشر استخدام المثلثات
19
المائلة المقلوبة لتحويل مربع القاعدة إلى طابق مثمن.
ج -البدن
وهو ما يسمى بالجذ ،أو جسم المئذنة ،وهو الجزء الذي يعلو القاعدة ،وله عدة أشكال ،كالجذ المربع ،والجذ
الحلزوني (الملوي) ،والجذ األسطواني والمثمن والجذ المتعدد األضال ،ولهذا األخير عدة أنوا منه ذات القاعدة
المثمنة وجذ كثير األضال ،وقاعدة كثيرة األضال وجذ أسطواني ،وقاعدة مربعة وبدن أسطواني ،وقاعدة مربعة
وجذ مثمن ،وقاعدة مربعة وجذ كثير األضال ،وغيره.
وقد يحتوي بدن المئذنة على عدة طبقات ،وتضم الطبقة فتحات اإلضاءة كالنوافذ والكوات ،واألشرطة الكتابية ،والزخارف
20
المعمارية ،بما فيها النقوش والمقرنصات وشرفات المئذنة ،وتضم الطبقة مسافة ما بعد القاعدة وحتى أسفل الشرفة.
15محمد مصطفى الخازمي :المئذنة" أصلها -نشأتها -عناصرها " ،فبراير،2016صـ 12
16عبدهللا كامل موسي :تطور المئذنة المصرية بمدينة القاهرة من الفتح العربي وحتي نهائية العصر المملوكي ،دراسة معمارية زخرفية مقارنة مع مآذن العالم
اإلسالمي ،رسالة دكتوراه ،قسم اآلثار االسالمية ،كلية اآلثار ،جامعة القاهرة1994 ،م ،صـ.579-568
17صالح لمعي مصطفى :التراث المعماري االسالمي في مصر ،دار النهضة العربية ،بيروت ،طبعة اولى ،1984 ،صـ.33
18محمد كمال خالف :دراسة عالج وترميم وصيانة المآذن األثرية بمدينة القاهرة تطبيقا ً على إحدى المآذن المختارة ،رسالة دكتوراه ،قسم ترميم اآلثار ،كلية اآلثار،
جامعة القاهرة فرع الفيوم2004 ،م ،صـ .8
19عبدهللا كامل موسي :تطور المئذنة المصرية بمدينة القاهرة من الفتح العربي وحتي نهائية العصر المملوكي ،دراسة معمارية زخرفية مقارنة مع مآذن العالم
اإلسالمي1994 ،م ،ص .579
20محمد مصطفى الخازمي :المئذنة" أصلها -نشأتها -عناصرها " ،فبراير،2016صـ.12
،أو تكون وقد يحتوي البدن على عدة نوافذ لها عدة أشووكال إما مقوسووة أو متعرجة ،أو بشووكل منكسوور أو بها عدة فصووو
نافذة مزدوجة ،وقد تكون نافذة مفرغة أو صو ووماء ،كما تضو ووم أيض و واً عدة أشو ووكال ،كالدائرة ،والمسو ووتطيلة والمربعة ،وقد تكون
ب شو و ووكال زخرفية ،كما يضو و ووم بدن المئذنة الكوة :وهي عبارة عن فتحة صو و ووييرة في جذ المئذنة ،يمر من خاللها الضو و وووء
والهواء إلى داخل درج أو س وولم المئذنة ،وذلك ليرض اإلض وواءة وتجديد الهواء 21.وقد تتواجد في البدن :القمرية ،وهي فتحة
في بدن المئذنة ليرض اإلضواءة وتكون كاملة االسوتدارة كما تظهر على أبدان المآذن نماذج متعددة من العقود ،حيث تعلو
هذه العقود النوافذ واألعمدة ،وقد فاق عنص و و و وور العقود غيره من العناص و و و وور في أص و و و ووالة تنوعه ،وتعدد اس و و و ووتخداماته ،وتفنن
المعماريون المسلمون في تطويره بشكل ملحوظ ،دون أن تفقد العقود وظيفتها المعمارية.
المقرنصاات فهي حليات معمارية تشوبه خاليا النحل وتسوتعمل كوسويلة إنشوائية وزخرفية للتدرج من شوكل إلى آخر ،وتوضوع
المقرنصات في المآذن أسفل الشرفة وفي مواضع أخرى من الجذ والجوس .وتضم المئذنة الشرفة وتسمى المطاف المكان
الذي يطوف فيه المتذن أثناء اآلذان ،وقد تكون مربعة الشووكل أو دائرية أو مضوولعة ،وأحياناً تحمل المئذنة أكثر من شوورفة.
أما الدرابزين :فكلمة معربة من اليونانية (( ،DRAPZIN – )USوتعني السو ووياج المحيط بالشو وورفة ويكون إما من الحجر،
أو الخشووب أو المعدن ،ويحوي على زخارف متعددة ،وأحياناً يكون مصوومتاً ال زخارف به ،والمظلة هي السوواتر الذي يحمي
المتذن ،وهي اليطاء الواقي من المطر وأشعة الشمس الذي يعلو الشرفة.
د -القمة
و هو الجزء الذي يعلو البدن و يتكون من عدة عناصر أهمها الجوسق و القبيبة و الهالل.
وجد في الماذن األثرية ما عرف بشوورفة المتذن التي يعلن من خاللها دخول وقت الصووالة وأقدم شوورفة أذان توجد في منذنة
جامع الجيوشو ووي وهي مربعة وبسو وويطة وتعود للعصو وور الفاطمي ،كما وجدت الشو وورفات المثمنة مثل شو وورفة مئذنة مشو ووهد أبي
22
اليضنفر (العصر الفاطمي) ،كما وجدت الشرفات المسدسة مثل شرفة مئذنة جامع قانيباي المحمدي.
و -الساللم
أما المئذنة من الداخل فتوجد بها عدد من السوواللم الحجرية ،أو الخشووبية حلزونية تدور من داخلها ،أو تكون تلك السوواللم
متكونة من عدة قلبات وفي هذه الحالة تكون مالص و و و ووقة للجدار ،وقد يكون الس و و و وولم خارج المئذنة وملتو حولها ،وقد يكون
للمئذنة درج مزدوج وقد يحل مكان الس وولم طريق ص وواعد يدور حول المئذنة حتي قمتها .بعض س وواللم المآذن بها درابزين أو
23
سياج حاجز لها وذلك لتحمي الصاعد إليها من السقوط.
21محمد مصطفى الخازمي :المئذنة" أصلها -نشأتها -عناصرها " ،فبراير ،2016صـ.12
22عبدهللا كامل موسي :تطور المئذنة المصرية بمدينة القاهرة من الفتح العربي وحتي نهائية العصر المملوكي ،دراسة معمارية زخرفية مقارنة مع مآذن العالم
اإلسالمي1994 ،م ،ص.624 -610
23محمد مصطفى الخازمي :المئذنة" أصلها -نشأتها -عناصرها " ،فبراير،2016صـ 13
• موقع المئذنة بالنسبة للمنشأة
المثل الوحيد الباقي هو مئذنة جامع أحمد بن طولون تقع بالزيادة الشمالية اليربية للجامع مستقلة العصر الطولوني
وغير متصلة بمباني الجامع.
متكدة بذلك موقعه كما في مئذنة مسجد الجيوشي ومئذنة جامع 24
وجدت المئذنة فوق المدخل العصر الفاطمي
األقمر ،ونرى في جامع الحاكم مئذنتين فيركني الجامع من جهة المدخل وذلك لتحقيق التماثل
والتوازن للمبنى.
تعتبر مئذنة مدرسة الصالح نجم الدين أيوب نموذجا لمآذن 25
وضعت بعض المآذن فوق المدخل العصر األيوبي
26
هذا العصر والذي تقع فيه المئذنة فوق مدخل المدرسة
27
وضعت المئذنة علي الواجهة الرئيسية بجوار المدخل العصر المملوكي
البحري والجركسي
28
وجدت المئذنة في أغلب األحوال في أركان المنش األثري العصر العثماني
لقد تطورت المآذن األثرية خالل العصور المتعاقبة ،29كانت بداية ظهور المآذن في مصر في العصر األموي في (جامع
وقد 31
) 30من خالل أربع مآذن أو صوامع علي هيئة أبراج مربعه وكان ذلك عام 53ه 673/م عمرو بن العا
تعددت مرات بناء وهدم هذه المآذن ،وفي كل مرة تبني علي طراز مختلو عن سابقيه ،ولذلك فالمئذنة الحالية ال تمثل
الطراز التي بنيت عليه من قبل .32
كانت المئذنة تتخذ شكل برج ،المسقط األفقي له مربع ،وهي طبقة واحدة.
و مئذنة العروس بالجامع األموي الزالت محتفظة بالقاعدة المربعة لكن الجوسق أو قمتها فهي على الطراز المملوكي حيث
تم تجديده.
وتعتبر مئذنة العروس هي واحدة من المآذن المميزة بتكويناتها المعمارية .ويوجد على الجهات األربعة فتحات قوسية بعدد
فتحتين في كل واجهة ،ضمن قوس يضمهما وصوالً إلى الشرفة المحمولة على ركائز من المقرنصات بعدد 14ركيزة،
وت خذ شرفتها شكل الجذ ،يوصل بين البهو والشرفة ساللم للصعود للشرفة المطلة على صحن المسجد ،يحيط بالشرفة
34
درابزين خشبي مصنو من خشب الجوز القوي.
صورة ( )2توضح مسقط رأسي لمئذنة العروس بالجامع صورة ( )1توضح مئذنة العروس ،الجامع األموي ،في
األموي في دمشق بسوريا، دمشق بسوريا،
https://images.app.goo.gl/rVTsb8ZxEuThCt https://images.app.goo.gl/NMfRSGJdWBxB
D87,6-3-2024,3:20AM. qSxe7,6-3-2024,3:10AM.
33غزوان ياغي :المآذن في العالم اإلسالمي نشأتها وتطورها ،مهد الحضارات،2009 ،صـ .112-111
34Lacheheb, Sara, “Etude expérimentale de l’impact de la baie et de la composante réfléchie interne sur l'environnement
lumineux intérieur. Cas des mosquées algériennes”. Mémoire de magistère en Architecture, Option: Architecture, formes,
ambiances, et développement durable, Encadré par Dr. Belakehal Azeddine, Département d'Arc’itecture, Université Mohamed
Khider – Biskra, 2013. P 25
❖ المآذن في العصر العباسي
مئذنة جامع سامراء بالعراق المعروفة ب المئذنة الملوية إحدى معالم العراق المميزة بسبب شكلها الفريد ،بنيت في األصل
مئذنة للمسجد الجامع الذي أسسه المتوكل باهلل العباسي عام 237ه ،وكان يعد في حينه من أكبر المساجد في العالم
اإلسالمي .وهي مبنى من الطابوق الفخاري وتقع على بعد 27.25مت ار من الحائط الشمالي | للمسجد ،وترتكز على
قاعدة مربعة ضلعها (33م) وارتفاعها (3م) ،يعلوها جزء اسطواني مكون من خمس طبقات تتناقص سعتها باالرتفا .
ويحيط بها من الخارج سلم حلزوني بعرض 2متر يلتو حول بدن المئذنة بعكس اتجاه عقارب الساعة ويبلغ عدد درجاته
35
399درجة وارتفا المئذنة 52مت اًر
في العصر الطولوني تري أن المئذنة عبارة عن عنصر معماري منفصل عن ( المبني األثري ) 36ولقد نش أحمد بن
طولون متسس الدولة الطولونية في مدينة سامراء بالعراق ونقل عنها طريقة تشييد مئذنة جامع سامراء ( ٢٣٢هو /
والمئذنة 37
٨٤٧م) وأنش على غرارها مئذنته بالجامع الطولوني في مصر ( ٢٦٣هو ٢٦٥ -هو ٨٧٩ – ٨٧٦ /م)
وتعتبر 38
مبنية من الحجر الجيري وتقع بالزيادة الشمالية اليربية من جامع أحمد بن طولون إلى اليسار من المحور
مئذنة جامع أحمد بن طولون في القدم المآذن المصرية التي ال تزال باقية 39غير أن المئذنة الحالية قد ط أر عليها عدة
تيييرات حتى ظهرت بشكلها الحالي فالقاعدة المربعة يرجع إضافتها كتكسية من الخارج قد ط أر عليها عدة تيييرات
حتى ظهرت بشكلها الحالي والقاعدة المربعة يرجع إضافتها كتكسية من الخارج إلى السلطان الجين السيفي المملوكي
35 Yasser Mohamed Salah AlMagraby and Rofaida Moby Eldeen El Attar: The Symbolism of Contemporary Mosques Minarets
between the Content and the Heritage, Mansoien University Faculty of Engineering Mansours Engineering Journal, , VOL 46,
ISSUE 4, DECEMBER 2021, P, 26.
36صالح لمعي مصطفى :التراث المعماري االسالمي في مصر ،م ،1984صـ.30
37كمال الدين سامح :العمارة اإلسالمية في مصر1991 ،م ،ص .195
38 (7) Abouseif, DB: The Minarets Of cairo, The American Uni. In Cairo Press, 1987, P.50.
39مصطفي عبدهللا شيحه :اآلثار اإلسالمية في مصر من الفتح العربي حتي نهاية العصر األيوبي1992 ،م ،صـ 39
( ١٩٦هو ١٢٩٦ /م) وتعتبر تكسية للجزء األصلي الذي بناء أحمد بن طولون 40ويعلو القاعدة المربعة بين أسطواني
يلتو حوله سلم دائري ) ويرجح أنه جزء أصلي من أيام أحمد بن طولون وفي الجزء العلوي للمثانة يوجد طابقان
مثمنان العلوي أصير من السفلي وكالهما به درج من الداخل وينتهيان من أعلي بصفوف من المقرنصات وبينهما
شرفة بارزة وتنتهى القمة العليا للمئذنة بقية صييرة مصنعة " ويبلغ ارتفا المئذنة عن سطح األرض 40,44مت ار ،
وتعتبر مئذنة جامع أحمد بن طولون هي المئذنة الوحيدة في مصر التي تتميز بوجود سلم دائري خارجي يلتو حول
البدن األسطواني المئذنة ويشبه هذا النظام نظام المئذنة الملوية بالمسجد الجامع بسامراء وكذلك مئذنة مسجد أبي
دلو بنفس المدينة وهذه المآذن العراقية ما هي إال صورة متطورة من المعابد الفارسية التي كانت تعرف باسم
(زيجورات) في زمن السومريين والبابليين أو (اإلتشكاه) وهي معابد النار التي كان يقيمها الساسانيون .41
صورة ( )7توضح مسقط افقي لجامع صورة ( )6توضح مئذنة جامع أحمد بن طولون صورة ( )6توضح مئذنة جامع أحمد بن
أحمد بن طولون بالقاهرة في مصر, طولون بالقاهرة في مصر, بالقاهرة في مصر
https://images.app.goo.gl/2fSh https://images.app.goo.gl/L4iyB https://images.app.goo.gl/ZHzcdpHs
p5g4v9ayrdVm6,6-3- DD7m8meNa7d6,6-3- id7znsih6,6-3-2024,6:36AM.
2024,7:04Am. 2024,6:40AM.
قد تميزت المساجد في ذلك العصر بالبساطة في التعبير والتشكيل في الواجهات الخارجية والداخلية ،وأصبحت المآذن
عنص اًر أساسياً في التشكيل ،واكتسبت رشاقة إضافة إلى تجميلها بالمقرنصات.
40صالح لمعي مصطفى :التراث المعماري االسالمي في مصر ،دار النهضة العربية ،بيروت ،طبعة اولى ،1984 ،صـ30
41محمد كمال خالف :دراسة عالج وترميم وصيانة المآذن األثرية بمدينة القاهرة تطبيقا ً على إحدى المآذن المختارة2004 ،م ،صـ .14-13
oمئذنتي جامع الحاكم وت تي مئذنتا جامع الحاكم الواقعتين في نهايتي واجهته الشمالية اليربية بعد مئذنة ابن
طولون في القدم ٤٠٣هو ١٠١٣ /م .حيث يتكون كل منهما من قاعدة هرمية ناقصة بداخلها مكعب كان
.ويعلو هذه القاعدة بدن بشكل القاعدة األصلية للمئذنة التي ترجع لزمن الخليفة الفاطمي الحاكم ب مر
مثمن القطا مزخرف بثالث مناطق من المقرنصات ويعلو ذلك طاقية مضلعة ويرجع الجزءان العلويان لزمن
السلطان الناصر محمد بن قالوون علي يد بيبرس الجاشتكير سنة ٧٠٩هو ١٣٠٩ /م ،42وقد بناهما من
الطوب األجر وفتحت فيهما عدة فتحات وزودت بثالثة شرفات متراكبة تتميز العليا والسفلي منها بوجود ثمان
نوافذ تفصلها مقرنصات ويعلو كال من هاتين المئذنتين قبة علي شكل مبخرة 43ويرجح كريزول أن منارتي
44
الحاكم مت ثرتان في شكلهما بمئذنة جامع صفاقس في تونس التي ترجع للزمن الفاطمي هناك.
صورة( ) 12توضح قطاعات رأسية وأفقية لمئذنة جامع الحاكم بأمر هللا صورة ( )11توضح مسقط رأسي لمئذنتي جامع الحاكم بأمر هللا بالقاهرة,
بالقاهرةhttps://images.app.goo.gl/6jZPgawGw6LYVpFG6,6- ، https://images.app.goo.gl/6sbizpEHxUUusuuy6,6-3-
4-2024,8:38. 2021,8:26AM.
42غزوان ياغي :المآذن في العالم اإلسالمي نشأتها وتطورها ،مهد الحضارات،2009 ،صـ 113
43عبدالعزيز سالم :المآذن المصرية ،نظرة عامة عن أصلها وتطورها منذ الفتح العربي حتي الفتح العثماني،1959 ،صـ .18
44غزوان ياغي :المآذن في العالم اإلسالمي نشأتها وتطورها ،مهد الحضارات،2009 ،صـ 113
وينسب للعصر الفاطمي في مصر أيضاً عدد من المآذن التي بناها بدر الجمالي على امتداد النيل من القاهرة حتى أسوان
حيث كانت هذه المآذن ذات وظيفتين األولى لألذان .والثانية للمراقبة وإعطاء اإلشارات للتحذير من الهجمات المعادية
بالنار ليالً وبالدخان نها اًر ،وجاءت مآذنه هذه إما ذات شكل يشبه المخروط الناقص بعضها يعلوه جزء مربع ثم قبة صييرة
كما في مئذنة المشهد البحري أو يعلو هذا المخروط ثالث مناطق مثمنة ومقعرة للداخل تنتهي بطاقية صييرة كما في
مئذنة المشهد القبلي ،أو تكون ذات قاعدة مربعة يعلوها أسطوانة ثم قبة صييرة كما في مئذنة أبو الحجاج أو قد يعلو هذه
األسطوانة مثمن ثم قبة كما في مئذنة الجامع العمري بمدينة إسنا ،بينما تت لو مئذنة الجيوش من مكعب أصير يعلو
45
القاعدة المربعة ثم يعلو المكعب مثمن فتح بكل ضلع منه فتحة معقودة ويتوج المثمن قبة.
صورة ( )15توضح مئذنة جامع صورة ( )14توضح مئذنة جامع صورة ( )13توضح مئذنة جامع ابو الحجاج
العمري بمدينة اسنا بصعيد مصر العمري بمدينة إسنا, بصعيد مصر,
(غزوان ياغي:المآذن في العالم https://images.app.goo.gl/j https://images.app.goo.gl/pcTWYQ
اإلسالمي نشأتها وتطورها) 6yKyJfddkjaugni7,6-3- .ii12wyozmJA,6- 3-2024,6:53PM
.2024,7:30PM
صورة ( )17توضح مئذنة المشهد القبلي أو مئذنة بالل قرب الشالل, صورة ( )16توضح مئذنة جامع الجيوشي بالمقطم في القاهرة,
https://images.app.goo.gl/JGHNafoSgkYRYaWU9,6-3- https://islamic.cultnat.org/Object?ID=304&Src=Gallery
.2024,8:48 ,6-3-2024,8:08PM.
45غزوان ياغي :المآذن في العالم اإلسالمي نشأتها وتطورها ،مهد الحضارات،2009 ،صـ .113
المآذن في العصر األيوبي
في العصر األيوبي كانت المئذنة تتكون من طابقين :السفلي مربع المسقط والعلوي مثمن وأصبح الجزء العلوي مر ً
تفعا
مما نتج عنه تكامل في نسب المئذنة بالمقارنة مع مآذن العصر الفاطمي 46وتنتهي مئذنة العصر األيوبي من أعلى
( ) Rihaأما بقبة أطلق عليها المعماريون اسم (طراز المبخرة) 47ويشكل مسطحها الخارجي علي هيئة فصو
الشرفة الخشبية فقد وجدت بين الطابقين المربع والمثمن 48وقد زخرفت المآذن من الخارج بحطات المقرنصات مع
وجود تجويفات معقودة بعقد مثلث نظمت فيها الفتحات ، 49وكانت المئذنة حتى هذه الفترة تبني من الطوب المحروق
50
(األجر) المكسي بطبقة من المالط باستثناء مئذنتي جامع الحاكم التي بنيت أجزائهما األصلية الباقية من الحجر
ولم يتبق من العصر األيوبي سوي مئذنتان وهما مئذنة المشهد الحسيني ( ٦٣٤ه و ١٢٣٧ -م) ومئذنة مدرسة الصالح
نجم الدين أيوب (٦٤١هو ١٢٤٣ /م) ومئذنة المشهد الحسيني أنش ها صالح الدين األيوبي علي باب المشهد الحسيني
ولم يتبق منها غير القاعدة األيوبية ،أما الجزء العلوي فقد تعرض للتهدم واستبدل به بناء على الطراز العثماني أما
مئذنة مدرسة الصالح نجم الدين أيوب فتعتبر المئذنة به بناء على الطراز العثماني أما مئذنة مدرسة الصالح نجم
الدين أيوب فتعتبر المئذنة الوحيدة التي تبقت لنا كاملة من العصر األيوبي وتعلو المئذنة واجهة مدخل المدرسة وبذلك
نجد أن المآذن في العصر األيوبي كانت من قاعدة مربعة يعلوها بدن مثمن مرتفع ويتوجه فيه مضلعة على هيئة
المبخرة وسيظل هذا النظام للمآذن متبعا بعد سقوط الدولة األيوبية بنحو نصو قرن وتالحن أن القاهرة تختص دون
غيرها بهذا النو الفريد من المآذن ذات المباخر .
تعتبر المئذنة الوحيدة التي تبقت لنا سليمة من العصر األيوبي ،أنش ها الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل في
( ٦٤١هو ١٢٤٦ /م) وفي أعلى الباب ب سفل المئذنة لوحة تشير إلى تاريخ بناء المدرسة نصها (بسملة أمر بإنشاء
هذه المدرسة المباركة موالنا السلطان األعظم الملك الصالح نجم الدين بن محمد بن أبي بكر أيوب في سنة إحدى
وأربعين وستمائة) ،ولم يبق من المدرسة إال واجهتها اليربية ،بمدخلها المشرف على شار بين القصرين وإيوان
المالكية وجزء من الرواق الشمالي والصحن ،وتنتصب المئذنة فوق واجهة المدخل وتمثل المئذنة االتجاه في زيادة
ارتفا الطابق المثمن على حساب القاعدة المربعة التي ما تزال تحتفن بتفوقها في االرتفا على الطابق المثمن ،
ويزين كل وجه من أوجه القاعدة المربعة ثالث تجويفات طولية فتحت في الوسطى منها نافذة رأسها على شكل عقد
بينما يوجد في كل من التجويفين الجانبيين نافذة صماء ،ويعلو كل تجويف طاقة مقرنصة على متعدد الفصو
شكل عقد فارسی ،51وتقوم على هذه القاعدة شرفة مثمنة الشكل تتكئ على ركائز خشبية قوية تماثل ركائز مئذنة أبى
46 Principles Of Architecture Design And Urban Planning During Different Islamic Eras, PP. 448-449.
47حسني او يصر العمارة اإلسالمية في مصر (عصر األيوبيين والمماليك ،مكتبة زهراء الشرق ١٩٩٦ :م ،من .٢٤٧
48صالح لمعي مصطفي :التراث اإلسالمي المعماري في مصر ، ١٩٨٤ ،ص .٣١
49 Abouseif, DB. The Minarets Of Cairo, The American Uni. In Cairo Presis, 1987, P.18.
في العصر المملوكي 1516 – 1250م) والذي اعتبر العصر الذهبي للعمارة اإلسالمية في مصر ،حيث كثرت
وتنوعت المنشآت المعمارية بين مدارس ومساجد وخنقاوات وخالفه وتطورت فيها الفراغات الوظيفية في المسجد إلى
حد كبير وألحقت به وحدات معمارية جديدة مثل األضرحة ذات القباب والسبل والكتاب ،وأصبح الطراز اإليواني هو
الطراز السائد في هذا العصر ،أما مآذنه فقد تميزت بالرشاقة وجمال النسب ،وتنقسم هذه الفترة إلى عصر المماليك
البحرية (1382 -1250م) ،وعصر المماليك الجراكسة (1516 -1382م) ،وتعتبر مئذنة مدرسة السلطان حسن
53
من أجمل الماذن حيث بدأ جمال النسب وروعة االنسجام بين أجزائها المختلفة.
.Creswell (K.A.C.): The Evolution Of The Minaret, Burlington Magazine, 1926, P.12 52
53لطفي سعيد كليب صالح ،شوكت محمد لطفي القاضي ،عزت عبدالمنعم مرغني" :تطور عمارة المآذن في اليمن ومصر (من عصر صدر اإلسالم حتي العصر
العثماني) دراسة تحليلية مقارنة" ،مجلة العلوم الهندسية جامعة أسيوط كلية الهندسة ،مجلد ،46رقم ،6نوفمبر ،2018صـ .714-713
oمئذنة العصر المملوكي البحري
في العصر المملوكي البحري خضع العدد األكبر من المآذن في البداية إلى نظام المباخر ومن أمثلة ذلك مئذنة
مدرسة الصالح نجم الدين أيوب إذ تت لو من بدن مربع مرتفع يعلوه طابق مثمن تعلوه مبخرة 54وأصبح الجزء السفلي
المربع مرتفعا وذلك بالمقارنة مع العصر األيوبي مع احتفاظ المئذنة بالشكل العام الذي كانت عليه في العصر
السابق ، 55نجد أنه في عهد الناصر محمد بن قالوون ظهر طراز جديد للمئذنة وهو المعروف بطراز (القلة) وهي
المئذنة التي تبدأ بقاعدة مربعة ثم بدن مثمن ثم مثمن اصير ثم منطقة مكونة من عدة أعمدة تحمل الجزء العلوي
المشكل على هيئة غطاء (قلة) الشرب وقد عرف هذا التكوين باسم الجوسق ومن األمثلة المبكرة لهذا الطراز مئذنة
مسجد الطنبيا المارداني بسكة التبانة ( ۷۳۹هو ١٣٤٠( /م) .
ومن أهم المميزات المعمارية التي انفرد بها عصر المماليك الجراكسة هو المآذن المزدوجة أو المتعددة الرؤوس والذي
يعتبر طراز مصري لم تسبق إليه 56وشاعت هذه المآذن بمصر في نهاية القرن التاسع الهجري وأوائل القرن العاشر
الهجري 57وقد اختص السلطان اليوري وأمرائه ببناء المآذن ذات الرأسين. 58
و من مآذن هذا العصر مئذنة جامع و مدرسة السلطان اليوري بالقاهرة ،المئذنة بنيت على الطراز األندلسي ،وهي
مربعة ضخمة أقيمت قاعدتها مع أساس الواجهة ،وعلى الدروة األولى والثانية مقرنصات دقيقة ومتنوعة يعلوها دروة
ثالثة كانت مكسوة بالقاشاني تحمل مربعاً آخر فوقه خمسة رؤوس خشبية كمثرية الشكل يعلو كل منها هالل من
النحاس .وقد طرأت على هذه المنارة منذ نش تها عدة تيييرات ،فقد كانت مع افتتاح المسجد لها أربع رؤوس ثم حصل
لها خلل وميل بسبب ثقل علوها ،ف مر السلطان اليوري بهدمها وإعادة بنائها فاستبدلت الرؤوس األربعة التي سببت
الخلل برأسين على دروة الرابعة.
أخدت الت ثيرات العثمانية تظهر في بعض المآذن المملوكية منذ نهاية القرن الرابع عشر وذلك بعد الفتح العثماني
لمصر عام (٩٢٣هو ١٥١٧ /م) وتحول مصر إلى إمارة عثمانية ،59وبعد ذلك ازداد ارتفا المنتنة في هذا العصر
وفقا للنظام العثماني واتسمت بالنو المتعدد األضال الذي يقترب من األسطواني تعلوه قمة مخروطية مدببة وتحيط
56سعاد ماهر :مساجد مصر وأولياؤها الصالحون ،الجزء الرابع وزارة األوقاف ،المجلس األعلى للشئون اإلسالمية ١٩٨۰ ،م ،ص ٢۰ص .٢١
57عفيف البهنسي :العمارة عبر التاريخ ،دار طالس للدراسات والترجمة والنشر ،سوريا ١٩٨٧ ،م ،ص .١٦٨
58حسني نويصر :العمارة اإلسالمية في مصر(عصر األيوبيين والمماليك) ١٩٩٦ ،م ،ص ٢٤٩
59محمود أحمد :دليل موجز ألهم اآلثار العربية بالقاهرة ١٩٨٤ ،م ،ص .١٨٨
61
( ) Pencil Point بحيث تتخذ المئذنة شكل القلم الرصا 60
بهذا البدن الرشيق شرفتان أو ثالثة قليلة البروز
وغالبا ما تكون لها شرفة واحدة استعيض فيها عن البرامق الحجرية بحواجز من الخشب ،وبعد عام ١٨٠٥م ظهرت
في عهد محمد على ومن بمآذن تركية الطراز حيث قل قطر بدنها وزاد ارتفاعها بحيث أصبحت في مجموعها رفيعة
المدبب وأجمل أشكال هذه المآذن مآذنتا جامع محمد على بالقلعة بالقاهرة (١٨٢٤م - ومدينة تشبه القلم الرصا
(١٨٥٧ء) وتتكون كل منها من ثالث مناطق متعددة األضال تفصلها عن بعضها شرفتان محمولتان على صفوف
من المقرنصات وتنتهي كل منهما من أعالها بقمة مخروطية مدينة وقد أخذت طرازها المعماري من المآذن التركية
الموجودة بمدينة القسطنطينية. 62
صورة ( )25توضح مسقط راسي لجامع محمد علي, صورة ( )24توضح مئذنة جامع محمد علي بالقلعه,
https://images.app.goo.gl/AEYAeLzu5dRP https://app.goo.gl/U2FdC58UusLstvus6,7-3-
oXbY9,11-3- 2024,9:43Pm 2024,10:35AM
القباب
القبة من أهم العناصر المعمارية اإلنشائية على مر العصور وأكثرها ظهو اًر وتطو اًر ،وتعتبر أحد أهم مفردات العمارة
اإلسالمية .إذ تم استخدام مفهوم القبة بشكلها البسيط في عصور ما قبل التاريخ في حضارات ما بين النهرين ،وتتابع
ظهورها في الحضارات األخرى لتميزها بالشكل والمضمون.
من الناحية المعمارية بليت القبة في الحضارة االسالمية درجة عالية من الرقي والجمال وتم استخدامها في كثر من
األبنية أولها المساجد واألضرحة والقصور واالستراحات.
عمارة القباب في الحضارة االسالمية كان لها في كل عصر بصمة وسمات مختلفة مع تتابع التطور الفني واإلنشائي
للعناصر الذي عزز ابدا المسلمون في صناعة مفهوم جديد للقباب ،يعتمد في الدرجة األولي النسبة اإللهية ،وأصبح
. 63
هناك مظاهر عامة تميز عمارة القباب في الحضارة االسالمية
❖ تعريف القبة-:بناء دائري المسقط مقعر من الداخل مقبب من الخارج ،والقبة هى أحد األشكال الخاصة التى
64
استخدمت في تيطية أسقو كثير من المباني على مر العصور.
❖ أشكال القباب-:
oالقبة المضلعة :انتشرت في مساجد الشام والحجاز ومصر.
oالقبة الملساء :التي عرفت في العراق وفارس.
oالقبة البصلية :في الهند ومعظم مساجد أسيا المسلمة.
oالقباب ذات الشكل المخروطي :في الطراز السلجوقي في بالد االناضول واالندلس.
خصوصا األيوبية والمملوكية والفاطمية
ً oالقباب المدورة :في أغلب المساجد المصرية،
65
oتميزت قباب العهد الصفوي والمغولي بالضخامة واللون الفيروزي الجميل.
oالقباب البيضاوية :تنتشر في الجزائر.
oالقباب الهرمية :في بالد األندلس.
63صفاء محمد عزت عبدالسالم الشريف :مظاهر تأثير وتأثر فنون عمارة القباب في الحضارات المختلفة ،مجلة العمارة والفنون والعلوم اإلنسانية ،المجلد السادس،
باحث ماجستير فنون إسالمية-جامعة العلوم اإلسالمية العالمية ،عمان ،االردن ،ديسمبر ،2022ص .67-66
64يحيي وزيرى :موسوعة عناصر العمارة اإلسالمية (الكتاب الثاني) ،مكتبة مدبولي ،الطبعة األولي1999 ،م ،ص.79
65هاجر عبدالعظيم :القباب ،رسالة بحثية ،كلية اآلداب ،جامعة المنيا ،ص.8
oأما عن القبة كعنصر انشائي فقد ظهر االحتياج إليها لتيطية أكبر مساحة من قاعة الصالة
بالمسجد بدون الحاجة إلي أعمدة تحتها اللهم إال على أطراف مسقطها حتي يمكن للمصليين رؤية
الخطيب وهو علي المنبر.
oالقبة عنصر وظيفي يظهر في أنها تساعد في إدخال النور إلى بيت الصالة ،كما تساعد على
66
تهويته في أشهر الصيو ،كما أنها بوضعها فوق الجزء المواجه للمحراب تتكد مكانه وأهميته.
oللقبة دور في تضخيم الصوت في بيت الصالة .67
❖ استعماالت القباب في العمارة اإلسالمية
oالقباب في المساجد
وتعتبر قبة الصخرة ببيت المقدس والتي شيدها عبد الملك بن مروان سنة ٧٢هو أقدم مثال في العمارة االسالمي ،
وفوقها ألواح من النحاس البراق، ويبلغ قطرها ٢٠,٤٤مت اًر وهي مصنوعه من الخشب وتيطيها صفائح من الرصا
وقد أشرنا إلى أن معطيات وظروف البيئة كانت السبب األول الرئيسي الستخدام القبه لتيطية الصخرة المقدسة .وإذا
كان الهدف الرئيسي إلنشاء قبه الصخرة هو أن تكون م از اًر للمسلمين ليروا الصخرة المقدسة والتي عرج من عندها
الرسول الكريمﷺ إلى السماء في رحله االسراء والمعراج ،كما عرفنا من كتب التاريخ االسالمي فإن أول استخدام
حقيقي للقبه في المسجد كان أمام المحراب ت كيداً على مكانه كما في الجامع األموي ومسجد القيروان وجامع األزهر
والحاكم .كما استخدمت القباب في تيطية أروقه من إيوانات المساجد كما في جامع األقمر ومسجد قايتباى،
واستخدمت أيضاً في تيطيه بعض أو أجزاء من المسجد كالميضه التي كانت موجوده في كثير من أفنيه المساجد كما
في جامع ابن طولون ،إلى جانب استعمالها كنهايات لبعض المآذن كما في مئذنة جامع الجيوشي .
oالقباب في المدافن
ولم يقتصر استخدامها على المساجد فقط ولكن أيضا فوق المدافن ،ولكن ت خر استخدامها قليالً عن المساجد ويرجع
ذلك للنهي عن استخدام القباب فوق المدافن والذي ورد في العديد من األحاديث النبوية الصحيحة ،وتعتبر قبة
الصليبية بسامراء ( ٢٤٨هو ) أقدم ضريح إسالمي ،ويرجح أن هذا الضريح دفن فيه ثالث خلفاء عباسيين هم
المنتصر ،والمهدى ،والمعتز ويلى قبه الصليبين مدفن اسماعيل السماني بيخاري سنه ( 907م ) .وبذلك يعتبر أول
ضريح إسالمي موجود بفارس ،أما في مصر فيعتقد بعض علماء اآلثار أن أضرحه السبع بنات سنه ( ٤٠٠هو )
هي أقدم األضرحة والقباب بمصر ،وأصبحت القبة هي المظهر الخارجي لكل ما يشيد من مشاهد وأضرحه منذ
العصر الفاطمي حتى الفتح العثماني بمصر .
66يحيي حسن وزيري :القبة في العمارة اإلسالمية بين أصالة التصميم والتطوير الواعي ،مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية ،ص.21
67العربي صبري عبد الغني عمارة :دراسة مقارنة لطراز العمائر الدينية المملوكية البحرية الباقية بمدينتي دمشق والقاهرة ،رسالة دكتوراه ،قسم اآلثار االسالمية ،كلية
اآلثار ،جامعه القاهرة ،المجلد االول ،2003 ،ص.115
oالقباب في القصور األموية والعراقية
واستخدمت القباب في بعض القصور التي أنشئت كاستراحات كقصير عم ار وحمام الصرخ وقصر المشتى وقصر
األخيضر وغيرها ،ويعتبر قصير عم ار والذي أنشيء في بادية الشام من أوائل القصور التي استخدمت القباب في
تيطيه اليرفه الساخنة للحمام الملحق بها وهي مزخرفه من الداخل برسوم دائرة الفلك من الفريسكو.
وفي العصر العباسي شوهدت القبه تعلو بداخل أبواب السور الداخلي المدينة بيداد والتي شيدها المنصور سنه (
١٤٧هو ) ،68أما في مصر فقد شوهدت القباب في مداخل أبواب أسوار القاهرة الفاطمية سنة ( ١٨٥ ،١٨٠هو ) في
بوابتي الفتوح وزويلة ميطيان بقبه دائريه من الحجر المنحوت وتعتبر القبتان أول ظهور لهذا النو من القباب في
مصر االسالمية
69
. وجاء استخدامها في األبراج الدفاعية كما في العصر األيوبي حيث كان يعلو برج الظفر قبة من الحجر
طريقة إنشاء القبة تكون إما على مساقط دائرية أو مربعة ،وفي حالة المسقط المربع يلزم تحويله الى دائرة بإقامة
مثلثات كروية في األركان أو حنيات في منطقة االنتقال ،وقد تقام القباب أيضا على مساقط مستطيلة ويكون مظهرها
الخارجي بيضاوي ،كما في قباب فرج بن برقوق ،وشا استعمال المقرنصات في العمارة اإلسالمية في منطقة االنتقال
دائرية يفصل بينها مثلثات واالركان ،وقد شكلت األسطح الخارجية لعمارة القبة في العمارة اإلسالمية بفصو
وخاصة في القباب المبنية من الطوب ،أما القباب الخارجية فقد تم تيطية سطحها الخارجي بزخارف نباتية أو هندسية
70
أو االثنين معا ،وغطي السطح الداخلي بمادة الجص.
68يحيي حسن وزيري :القبة في العمارة اإلسالمية بين أصالة التصميم والتطوير الواعي ،مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية ،ص22
69يحيي حسن وزيري :القبة في العمارة اإلسالمية بين أصالة التصميم والتطوير الواعي ،مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية ،ص22
70الشريف ،صفاء محمد عزت عبدالسالم ،القبة في العصر المملوكي ،رسالة ماجستير ،كلية الدراسات العليا جامعة العلوم اإلسالمية العالمية االردن،2014 ،ص.22
❖ أجزاء القبة
تبدو القبة للوهلة األولى وك نها قطعة واحدة إال أن المتمعن فيها يستطيع رؤية أجزائها التالية:
oقاعدة القبة :وهي منطلق تحول مسقط البناء من المربع إلى المدور ،وقد تكون قاعدتها على هيئة مسدس أو
71
مثمن.
oمناطق االنتقال القباب :يعد اليرض من منطقة انتقال القبة هو تحويل المربع السفلى إلي مثمن أو إلي شكل
مستدير ليسهل تيطيته بالقبة ،لها عددة طرز
▪ الطراز األول :الحنايا الركنية :يتكون هذا النو من مناطق االنتقال من أربع حنايا ركنية موزعة علي
األركان األربعة المربع القبة حنية واحدة بكل ركن واستخدم هذا النو من مناطق االنتقال في عدد من
القباب.
شيوعا في مناطق انتقال القباب المملوكية ،هو الطراز
ً ▪ الطراز الثاني :المقرنصات :يعد الطراز األكثر
المكون من عدد من المقرنصات ذات العقد المنكسر في حطات متتابعة متصاعدة ،بلغ عددها في معظم
72
القباب ثالث حطات من المقرنصات ت خذ نفس هيئة العقد المنكسر.
▪ الطراز الثالث :المثلثات الركنية المقلوبة :يتكون من أربعة مثلثات تشيل األركان األربعة المربع للقبة
بواقع مثلث بكل ركن قمته ألسفل وقاعدته ألعلى.
▪ الطراز الرابع :المثلثات الكروية :يتكون من أربع مثلثات تشيل األركان األربعة بواقع مثلث بكل ركن
قمته ألسفل وقاعدته ألعلى ويختلو عن الطراز السابق في أن قاعده المثلث تمثل في أغلب األحيان
73
جزءا من القبة.
يرجح أن القباب األولى نش ت في بالد ما بين النهرين والشرق األدنى كما أن العمارة الرومانية والبيزنطية عرفن
القباب واستعملتها في المباني.
وقد تركت لنا بالد ما بين النهرين بعض االمثلة علي استعمال اشكال القباب سواء في المباني الدينية ام المدنية ،فمن
العصر البابلي نجد شكل قبة علي هيئة جزء من دائرة أعلي المدخل الرئيسي لزيجورات اورنا مو مدينة أور.
ذلك وفي العصر األيجية واليونانية فقد استعملت اشكال القباب في مباني المدافن ذات المسقط الدائري ونجد أمثلة
في قبر اتريوس من القرن الرابع عشر قبل الميالد.
اما العمارة الرومانية فقد استعملت فيها القباب الخرسانية علي مساقط دائرية في كل من المعابد والمدافن والمباني
المدنية ،ونرى امثلة لها في معبد vestaبتيفولي.
وقد استمر استعمال القباب بإشكال متعددة في العمارة البيزنطية علي مساقط دائرية او مربعه مع استعمال المثلثات
75
الكروية في االركان.
74العربي صبري عبد الغني عمارة :دراسة مقارنة لطراز العمائر الدينية المملوكية البحرية الباقية بمدينتي دمشق والقاهرة ،2003 ،ص.137-128
75صالح لمعي مصطفي :القباب في العمارة اإلسالمية ،دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع1 ،يناير ،1987ص .18-17
❖ القباب في العمارة اإلسالمية
oالعصر األموي:
عليه وسلم مسجده في المدينة المنورة ،كان سقفه من السعو المحمول على جذو النخيل، صلى عندما بنى رسول
76
ولم تكن القبة قد دخلت بناء المساجد.
كانت القباب ذات أعناق أسطوانية وتحمل علي حجرة مربعة وينتقل فيها الي الدائرة عبر أربعة مثلثات كروية كقبة حمام
قصير.
كما استعمل المعماريون األمويون للتسقيو األقبية نصو الدائرية المبنية بالحجر أو الطوب ،والقباب الخشبية والحجرية
77
مستعملين القطا الطولي للمخروط في تحويل المربع إلي دائرة .
أول قبة بنيت في اإلسالم فهي قبة مسجد الصخرة المشرفة في القدس التي بناها الخليفة األموي عبد الملك بن مروان عام
،وكان بناء هذا المسجد على شكل قبة فوق الصخرة هو أول دخول شكل القبة في المساجد ،وقد أراد 78
۷۲هجرية
فيه من الخليفة عبد الملك ابن مروان أن يكون هذا البناء الرائع متناسباً مع ما لهذا الموقع من تقدير وإجالل لما أنزل
آيات ،فجاء بناء القبة المشرفة وزخارفها الجميلة غاية في اإلتقان والروعة .
وبناء القبة المشرفة عبارة عن بناء حجري مثمن الشكل إذ أن قوامه مثمن على حوائط خارجية من الحجر األصم ،
وبداخله مثمن داخلي من األعمدة واألكتاف ،ويداخل هذا المثمن دائرة أخرى من األعمدة واألكتاف التي تحمل القبة
المجنحة مثمنة الجوانب المحمولة على اسطوانة بها / ١٦نافذة من فوقها .
للحماية من أما عن إنشاء القبة نفسها فهي مصنوعة من الخشب ،و تكسوها من الخارج طبقة من صفائح الرصا
العوامل الجوية ،وتيطيها طبقة من الجبس كبياض داخلي عليه زخارف عربية ملونة باأللوان الجميلة الزاهية ،هذا عن
قبة الصخرة المشرفة.
وقد تلى ذلك انتشار استعمال عنصر القبة في المساجد لما في ذلك من جمال معماري ،وما توفره للمكان من تهوية
الزخة للمصلين ،فعندما تيطي القبة بيت الصالة بالمسجد ،تسحب الهواء الساخن الذي يرتفع إلى أعال ،فيخرج من
النوافذ المطلة على الناحية المشمسة ،أما النوافذ التي في الناحية الظليلة ،فيدخل منها الهواء الرطب البارد ،وتستمر
دورة التيارات الهوائية تماماً كما يحدث في مدخنة المدف ة التي تسحب الهواء الساخن المحمل بثاني أكسيد الكربون وت تي
79
بالهواء الجديد وبه األكسجين النظيو ليساعد على التنفس في جو صحي .
76جودي ،محمد حسين :العمارة العربية اإلسالمية – خصوصيتها -إلبتكاراتها -جماليتها ،األردن ع ّمان،1998 ،ص .74
77أحمد السراج :العمارة اإلسالمية خصائص وآثار ،مكتبة ومطبعة الطالب الجامعي -غزة2015 ،م.75-74 ،
78جودي ،محمد حسين :العمارة العربية اإلسالمية – خصوصيتها -إلبتكاراتها -جماليتها،1998 ،ص .74
79عليان ،شوكت محمد :تطور المساجد في التاريخ اإلسالمي ،مؤسسة الصحافة والنشر -مكتب البعث اإلسالمي ،أغسطس 1999م ،ص 28
صورة ( )27توضح مسقط راسي لقبة الصخرة, صورة ( )26توضح قبة الصخرة,
صورة ( )28توضح مسقط افقي لقبة الصخرة, https://images.app.goo.gl/in6w9EUHf
https://images.app.goo.gl/CWxhCwus
https://images.app.goo.gl/2iGdGBDw 8rpKycx8,8-3-2024,10:48PM
d8QMsVsJ7,8-3-2024,10:50PM
vrbMkDHo8,8-3-2024,10:45PM
وقد ظهر شكل القبة حسب التسلسل التاريخي بعد قبة الصخرة في مسجد الجامع األموي بدمشق ،وقد أمر ببنائه
،وكان اول استخدام حقيقي للقبة في المسجد فكان 80
الخليفة األموي الوليد بن عبد الملك سنة ٨٩هو الموافق ٧٠٦م
امام وأعلي المحاريب تاكيداً على مكانتها واهميتها .81
عليان ،شوكت محمد :تطور المساجد في التاريخ اإلسالمي ،أغسطس 1999م ،ص .28 80
يحيي وزيرى :موسوعة عناصر العمارة اإلسالمية (الكتاب الثاني)1999 ،م ،ص.79 81
oالعصر العباسي
القبة الصليبية من أهم القباب الباقية في العمارة اإلسالمية؛ فهي أدم قبة ضريحية باقية من العصور اإلسالمية ،82
تقع علي هضبة إلي الجنوب من قصر العاشق بسامراء بميل تقر ًيبا ،وقد بنيت هذه القبة سنه 248ه 868/م
تخطيط القبة الصليبية بناء مثمن التخطيط يت لو من مثمنين؛ أحدهما خارجي متهدم كثي ار ،واآلخر داخلي ،وبينهما
ممر ،ويرجح أنه كان يعلوه قبو .وعرف أن وسيلة التيطية كانت القبو من خالل وجود تقوسات للقبو أعلى جدران
المثمن الداخلي؛ فالمثمن الداخلي تتكون بداخله قاعة مربعة ،وجدران القاعة هي جدران المثمن الداخلي ،وأعلى
القاعة المربعة حنايا ركنية ،وهي واسطة االنتقال من المربع للمثمن يستدل من ذلك على وجود قبة ،كما يستدل من
سمك السور وتسمية المنش ة بالقبة أنها كانت متوجة بقبة ،وهي تعلو القاعة المربعة ،ويرجح أنها كانت في األصل
مبنية من اآلجر؛ لوجود حطام لآلجر في أرضية اليرفة تم الكشو عنها بواسطة هرتسفيلد الذي رجح أنها حطام للقبة
ويبدو أن قطا القبة الرأسي كان على شكل عقد مدبب ،ويالحن أنها تشبه قبة الصخرة كثي ار في التصميم ،كما
يالحن وجود فتحة معقودة بعقد مدبب ب ضال المثمن الخارجي الثمانية ،أما المثمن الداخلي ففيه أربعة مداخل تقع
على محاور الجهات األصلية ،وهذه المداخل في المربع الداخلي معقودة بعقود مدببة من نو المركزين اتسا كل منها
83
١.٦م ،وهي تشبه بعض العقود التي وجدت في مباني سامراء
وقد شيد البناء من الجص ولبن كلسي متشابه في ذلك مع مواد البناء المستخدمة في قصر المعشوق وسقطت القبة
والقبو الذي ييطي الممر وأعيد بناء القبة ،وأصبحت نصو كروية مدببة قليال بدون رقبة ،وتم تسقيو الدهليز بقبو
نصو برميلي ،وفى عام ۱۹۷۰م تم ترميم القبة بشكل كامل.
82عبدالرحيم ،أحمد محمد الشافعى أحمد :أضواء جديدة علي القبة الصليبية ،مجلة كلية اآلداب ،جامعة سوهاج،2018 ،ص.411
83محمد عبدالستار عثمان :العمارة العباسية والفاطمية،2003 ,ص .95-92
oالعصر السلجوقي (الطراز اإليراني)
استخدمت القباب المخروطية المقرنصة من الداخل وخاصة في األضرحة وأجمل أمثلتها قبة (زمرد خاتون) و (الشيخ
84
السهروردي).
صورة ( )34توضح قبة الشيخ السهروردي، صورة ( )33توضح قبة زمرد خاتون،
https://images.app.goo.gl/emDdTfNbaFHvtpmG6,9-3- https://images.app.goo.gl/NwuYwrWvXoYXGaw96,9-3-
2024,9:35PM 2024,9:32PM
oالعصر الفاطمي
تحولت القبة من الكروية إلى التضليع كما في قبة السيدة رقية المشابهة لقبة محراب القيروان ،وتعد القباب الفاطمية
في مصر والشام أبد القباب حيث كانت مقرنصاتها من حطة واحدة ثم تطورت إلى حطتين.
تميز الطراز الفاطمي باستخدام الحجارة بشكل أساسي ،ولهذا تميزت العمائر واألبنية الفاطمية بالقوة والمتانة والفخامة
وهذا إلى جانب استعمال األجر في البناء خاصة بناء القباب .
85
ظهرت في الطراز الفاطمي فكرة تيطية المحراب والصحون أو األماكن األخرى داخل المسجد بالقباب
صورة ( )36توضح قبة محراب القيروان صورة ( )35توضح قبة السيدة رقية,
https://images.app.goo.gl/TA
https://images.app.goo.gl/wPsdYnYgWVm9JX7w7، EacuEfpoFqB3Xi7,9-3-
9-3-2024,9:51PM 2024,9:48PM
تطورت إلى حطتين كما قلنا وأضيو إليها التضليع وزادت الزخارف الجصية في قواعد القباب وتمتاز القباب المصرية
لضريح اإلمام الشافعي والتي بناه العادل أخو بزخرفتها وارتفاعها وتناسقها في وتعد القبة الخشبية الميلفة بالرصا
86
صالح الدين عام ۱۲۱۱م آية في الجمال.
تطورت القباب في العصر األيوبي وخاصة من حيث االنتقال من مربع سفلي إلى مثمن عن طريق قبة مكونة من
طابقين ،وتميزت القباب األيوبية بوجود زخارف زجاجية على سطحها الخارجي ،وهو األسلوب الذي استخدمه الطراز
87
المملوكي فيما بعد
صورة ( )38توضح مسقط راسي لقبة الشافعي, صورة ( )37توضح قبة الشافعي,
https://images.app.goo.gl/TSBQYS4qcD7grtMa https://images.app.goo.gl/pT5EDUULYWtxXNS
2024,9:28-3-7,15 n89- 3-2024,9:56PM
oالعصر المملوكي
ففي المملوكي البحري استخدمت أنوا كثيرة منها كنصو الكروي والمضلعة والبيضاوية كما ظهرت قباب كبيرة ذات
المنوفي نهاية القرن الثالث عشر الميالدي بمدينة منوف وهي عمل رائد سابق لقبة برونلسكي مناور قبة الشيخ عبد
به . اإليطالي في البندقية عام 1240م حيث تنسب إليه كابتكار خا
وفي العصر المملوكي الجركسي بنيت القباب بالحجر وتنوعت زخارفها ما بين هندسية ونباتية وغطيت رقابها بالقاشاني
88
وكسيت كلها به .
اصبحت القباب أكثر اتساعا مما كانت عليه من قبل فلم تعد تيطي بالطات المحراب فقط بالطريقة التي كانت عليها
قباب العصر الفاطمي بل اصبحت كبيرة تيطي البالطات الثالث التي تتقدم المحراب و نجد لها أمثلة في مسجد الناصر
محمد بن قالوون بالقلعة.
تقدمت فنون الزخرفة و أصبحت تيطي معظم العمائر و التحو التطبيقية ونفذت علي الحجر بعد أن كانت تنفذ في
معظم األحيان علي الجص أو المالط كما في العصر الفاطمي و األيوبي .بما في ذلك القباب التي غطيت بالزخارف
النباتية والهندسية و من أمثلتها قبة المدرسة الجوهرية بالجامع األزهر و قبة السلطان قنصوه أبو سعيد وقبة مدرسة األمير
قرقماس.
صورة ( )42توضح وقبة مدرسة األمير قرقماس,. صورة ( )41توضح قبة السلطان
صورة ( )40توضح قبة المدرسة الجوهرية
https://images.app.goo.gl/5KdtaN3tQizsv6 قنصوه أبو سعيد,
بالجامع األزهر,
bQ9,13-3-2024,11:52PM https://images.app.goo.gl/kT
https://images.app.goo.gl/x6aPxAgL
EBomJuAFpUZNxY8,13-3-
btTWowvZ7,14-3-2024,12:04AM
2024,11:58PM
oالعصر العثماني
نظ ار للظروف البيئية والمناخية لإلقليم أو البلد الذي ليبنى فيه المسجد ،فقد اختفت فكرة الصحن المكشوف وحلت محلها
القبة في العصور اإلسالمية المت خرة .
قد استمدت القباب أشكالها من الطراز البيزنطي لقبة أيا صوفيا وت ثرت بها و بليت العمائر و المساجد العثمانية قمة
ازدهارها علي يد المهندس المعماري "سنان" الذي اضاف الكثير من األساليب المعمارية خاصة فيما يتعلق بالقباب التي
ميزت المساجد العثمانية بفضل جمالها .
فقد استوحت العمائر العثمانية في فتراتها األولى تخطيط المباني اإلسالمية القديمة ،وال سيما المساجد التي شا ظهورها
في صدر اإلسالم والتي تكونت من صحن أوسط وأربع ظالت لكن هذا التخطيط لم يناسب منطقة األناضول التي يسود
طقسها البرودة والصقيع ،ولهذا ظهر تخطيط جديد أليى ظلة القبة وغطاها بمجموعة قباب أو قبة واحدة كبيرة ،وأضاف
للمدخل ظلة كبيرة غطيت بقباب ضخمة ،وقد استوحيت تلك المخططات المستحدثة من الطراز المعماري السلجوقي .
.و أيضا القباب البيزنطية م خوذة منها وما هو إال مجرد تطوير غربي لها بنز عنق القبة حتى تتالءم مع المفاهيم
اليربية للفن – وهي نصو كروية وتكون على شكل قبة كبيرة سائدة تحيط بها أنصاف قباب و هي إشارة لسيادة
العثمانيين على البرين البحرين والحرمين فهم القبة الس ائدة ومن حولهم دول تابعة وقد استخدم البالط المزجج (القاشاني)
مع الزخارف النباتية والهندسية والمقرنصات.
ومن أمثلته قبة جامع محمد علي فتقوم على مربع طول ضلعه من الداخل ٤١م وقطر القبة ۲۱م وارتفاعها من أرض
المسجد ٥٢م تحملها أربعة أكتاف ضخمة ذات عقود كبيرة وحول القبة أربعة أنصاف قباب عدا أربعة قباب صييرة في
89
أركان المسجد.