Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 39

‫‪1‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫تاريخ عصر الراشدين‬

‫‪7‬‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬


‫‪2‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫فتوح الشام ومصر وليبيا‬

‫فتوحات الشام‪:‬‬
‫كان أول خطاب وصل إىل الشام من اخلليفة عمر بن اخل طاب ضي ا هل عه محمل بأ واا أ ي برر الديق ضي ا هل‬
‫عه وتولية أ ي عأيي على الشام‬
‫أولا‪ :‬فتح دمشق ‪41‬هـ‪:‬‬
‫متثل الفتوحات يف بالد الشام يف عهي عمر بن اخلطاب املرحلة الثابية من الفتوحات يف هذه اجلأهة بعي الفتوح يف عهي‬
‫الديق اأعي أن ابتهت معركة الريموك واهنزمت مجوع الروم استخلف أبو عأيي بن اجلراح على الريموك بشري بن كعب احلمريي‪،‬‬
‫وأتاه اخلرب أن املههزمني من الروم اجتمعوا بفحل‪ ،‬وأن امليد قي أتى أهل دمش من محص‪ ،‬ا صأح ال قيضي أبيمش قأيأ أم بفحل‬
‫يف بالد األضدن‪ ،‬ارتب القائي أبو عأيي بن اجلراح إىل اخلليفة الفاضوق عمر بن اخلطاب ضي ا هل عه قست مره ا جاب ‪ :‬أما بعي‪،‬‬
‫اابيأوا بيمش ااهنيوا هلا‪ ،‬اإهنا حدن الشام وبيت مملرتهم‪ ،‬واشغلوا عهرم أهل احل‪ ،‬خبيل ترون بإزائهم يف حنوضهم وأهل‬
‫السطني وأهل محص‪ ،‬اإن اتحها ا هل قأل دمش اذاك الذي حنب‪ ،‬وإن ت خر اتحها حىت قفتح ا هل دمش ‪ ،‬اليهزل يف دمش من‬
‫ميسك هبا ودعوها‪ ،‬وابطل أبت وسائر األمراء حىت تغريوا على احل اإن مت اتحها‪ ،‬اابدرف أبت وخالي إىل محص وأمري كل بلي‬
‫على جهي حىت خيرجوا من أماضت ‪.‬‬
‫ومن خالل أوامر الفاضوق بالحظ‪ :‬أب حيد مسؤولية قياد العمليات‪ ،‬ومبوجأ مت تطأي مأيأ االقتداد باجلهي‪ ،‬اضالً عن‬
‫املروبة يف التدرف إزاء األهياف املطلوبة‪ ،‬كما قستهتج من هذه األوامر أن اهليف الرئيس األول هو دمش مع توجي قو صغري‬
‫لفحل‪ ،‬واهليف الرئيس الثاين هو احل‪ ،‬لتوجي اجليش كل لفتحها واهليف الثالث ميقهة محص‪ ،‬واستهاداً إىل هذه التوجيهات أضسل‬
‫أبو عأيي بن اجلراح وحيات قتالية إىل احل وعلى قيادهتا‪ :‬أبو األعوض السلم عامر بن حتمة‪ ،‬وعمرو بن كليب وعأي عمر بن‬
‫قزقي بن عامر‪ ،‬وعماض بن الدع بن كعب‪ ،‬وصف بن علية بن شامل‪ ،‬وعمر بن احلأيب بن عمر‪ ،‬ولأي بن عامر‪ ،‬وبشري بن‬
‫عدمة‪ ،‬عماض بن خمشن وهو القائي هلذه اجملموعات‪ ،‬وتوجهت إىل احل‪ ،‬وابطل أبو عأيي حنو دمش ‪ ،‬وي قل أقة مقاومة تات‬
‫أمهية تذكر‪ ،‬إت أن الروم قي اعتميوا على أهل الأالد يف املهطقة قأل دمش إلعاقة تقيم قوات املسلمني‪ ،‬إال أن هؤالء ي ترن هلم‬
‫احلماسة واالستماتة لليااع وقعود تلك لسوء معاملة الروم هلم وخاصة ألهل القرى الدغري ‪ ،‬ووصلت قوات املسلمني إىل (غوطة‬
‫دمش ) اليت ايها قدوض الروم ومهازهلم‪ ،‬وشاهيوها خالية ألن أهلها هجروها إىل دمش ‪ ،‬وأضسل هرقل قو من محص إلمياد دمش ‪،‬‬
‫وكابت تقيض بـ(‪ )055‬مخسمائة مقاتل‪ ،‬وه قو قليلة مقاضبة مبا قتطلأ املوقف‪ ،‬إال أن القو اإلسالمية اليت ويعها أبو عأيي بن‬
‫اجلراح مشال دمش بقياد (تي الرالع) تديت هلا‪ ،‬وجرى قتال عهيف بني اجلابأني‪ ،‬اهنزم اي الروم‪ ،‬وباشي أهل دمش هرقل‬
‫اخلالص‪ ،‬ا ضسل إليهم كتاباً قيعوهم إىل الثأات ومحريهم على القتال واملقاومة‪ ،‬وقعيهم بامليد‪ ،‬اتقوت عزائمهم وجعلهم تلك‬
‫قدميون للحداض وحركات القوات اإلسالمية‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫قوات الطرفني‪:‬‬

‫قوات املسلمني‪:‬‬ ‫القوات الرومية‪:‬‬


‫القائي العام للقوات اإلسالمية‪ ،‬عمر بن اخلطاب ضي ا هل عه ‪.‬‬ ‫القائي العام‪ ،‬هرقل‪.‬‬
‫قائي قوات دمش ‪ ،‬باهان الذي اشرتك بالريموك وهرب مهها قائي مساضح العمليات يف بالد الشام‪ ،‬أبو عأيي بن اجلراح‪.‬‬
‫وامس وضدقان‪.‬‬

‫القوات العمومية للقوات الرومية يف دمش (‪ )05555‬ستون بعث القائي أبو عأيي بن اجلراح بعشر من قواده ويف مقيمتهم‬
‫أبو األعوض السلم مع حجم مهاسب من القوات اإلسالمية –‬ ‫ألف مقاتل‪ ،‬مع احتمال وصول تعزقزات إيااية من محص‬
‫ي تذكر املدادض تعياد هذه القو – للسيطر على طرق دمش‬ ‫(‪ )25555‬عشرقن ألف مقاتل خلط اليااع و(‪)05555‬‬
‫وحىت بيسان وحملها معروف اليوم خبربة احل‪.‬‬ ‫وأضبعني ألف مقاتل للتعرض االروم أقاموا يف دمش لالستفاد‬
‫كان حجم القوات اإلسالمية بعي الريموك حبيود (‪)05555‬‬ ‫من األبهية وحدوهنا وسوضها وضمبا كابوا قهتظرون امليد ليقوموا‬
‫أضبعني ألف مقاتل‪ ،‬وهذه القوات متماسرة التهظيم‪ ،‬ومتتاز‬ ‫بالتعرض‪.‬‬
‫بالروح املعهوقة العالية بعي الهدر يف الريموك‪.‬‬
‫القو الرومية يف (احل) تت لف من حاميتها ومن الول جيش بلغ حجم القوات اإلسالمية اليت يربت احلداض على دمش‬
‫الريموك الذي أثرت على معهوقاهتم معركتها واشلهم وهروهبم حبيود (‪ )25555‬عشرقن ألف مقاتل‪ ،‬وباق القوات أضسلت‬
‫إىل احل لتثأيت اجلأهة ههاك وباإلمران عهي الضروض سحأها‬ ‫مهها‪ ،‬اهم يف ازع آخذ بهفوسهم‪.‬‬
‫من احل لتعزز قو احلداض‪.‬‬

‫وبرزت اإلبياعات اهلهيسية الرومية من خالل املوابع حول ميقهة دمش ‪ ،‬اقي استفادت عهاصر اهلهيسة العسررقة من‬
‫طأيعة األضض يف إبشاء هذه املهظومة‪ ،‬وعلى األخص توظيف هنر بردى مبا خييم ملء اخلهيق الذي محيط بامليقهة‪.‬‬
‫حيث كابت ثقة القياد الرومية بتحديهات ميقهة دمش كأري جياً األمر الذي جعلها جتمع قواهتا ههاك وتتخذ اليااع‬
‫املويوع ايها‪ ،‬ضقثما تتمرن القوات الرومية يف محص من مجع شتات أمرها والتعرض جليش املسلمني‪ ،‬وهذا قعين أن اليااعات‬
‫اهلهيسية املييابية قي تيخلت يف إجأاض القياد الرومية على اختات هذا املوقف اليااع ‪ ،‬وبذلك أصأحت السأب املأاشر يف صهع‬
‫القراض‪ ،‬وهذا مهم جياً يف التعرف على ميى أمهية اهلهيسة العسررقة يف املييان‪.‬وأجربت اليااعات اهلهيسية املييابية جيش املسلمني‬
‫على عيم التعرض مليقهة دمش واقتحامها‪ ،‬إت وقفت مهظومة املابع الرومية عائقاً بوجههم اداضت خطة اجليش اإلسالم تقتض‬
‫ارض احلداض على امليقهة‪ .‬وتقول املدادض التاضخيية أن مي حداض ميقهة دمش استمرت (‪ )05‬ليلة‪ ،‬وكان احلداض شيقياً‪،‬‬
‫استخيمت اي أسلحة احلداض الثقيلة‪ ،‬كاجملابي واليبابات‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫مث ساض أبو عأيي بن اجلراح قاصياً دمش متخذا تشريل املسري اآليت‪:‬‬
‫الخيل‪ :‬عياض بن غنم‪.‬‬ ‫القلب‪ :‬خالد بن الوليد‪.‬‬
‫الرجالة‪ :‬شرحبيل بن حسنة‪.‬‬ ‫المجنبات‪ :‬عمرو بن العاص وأبو عبيدة‪.‬‬
‫وملا كان لسوض دمش أبواب ال ميرن اخلروج واليخول للألي إال بواسطتها‪ ،‬اقي بظم املسلمون قو احلداض على الشرل اآليت‪:‬‬
‫قطاع باب الفراديس بقيادة شرحبيل بن حسنة‪.‬‬ ‫قطاع الباب الشرقي بقيادة خالد بن الوليد‪.‬‬
‫قطاع الباب الصغير بقيادة يزيد بن أبي سفيان‪.‬‬ ‫قطاع باب الجابية بقيادة أبي عبيدة بن الجراح‪.‬‬
‫قطاع باب توما بقيادة عمرو بن العاص‪.‬‬

‫وقي ظن الروم ب ن املسلمني ال قستطيعون أن قدميوا أمام طول احلداض وخاصة يف أقام الشتاء‪ ،‬إال أن املسلمني أصحاب‬
‫العقيي الراسخة والدرب اجلميل‪ ،‬صميوا أمام تغريات الطقس‪ ،‬اقي عمل قاد املسلمني على إشغال الرهائس املرتوكة بالغوطة‬
‫واملهازل اخلالية من أهلها لريتاح ايها اجملاهيون‪ ،‬على وا أسلوب أسأوع تتأادل قوات اجلأهة اليت على األبواب‪ ،‬مع قوات من‬
‫اخللف وهبذا التهظيم قستمر احلداض مهما طال الزمن‪.‬‬
‫وي ققف املسلمون عهي هذا احلي‪ ،‬وإمّنا استمرت استطالعاهتم املييابية واهلهيسية‪ ،‬ملهظومة املوابع املعادقة‪ ،‬ومترن خالي بن‬
‫الوليي من ابتخاب مهطقة عأوض مالئمة يف هذه املهظومة‪ ،‬ميرن من خالهلا اقتحام ميقهة دمش ‪ ،‬اوقع االختياض على أحسن مران‬
‫محيط بيمش وأكثره ماء وأشيه ميخالً‪ ،‬كما جهز حأاالً كهيئة السالليم تويع على اجليضان لتساعي على تسل األسواض‪ ،‬وقي‬
‫علم خالي بن الوليي أن بطرق دمش قي ضزق بولي ومجع الهاس يف وليمة‪ ،‬اابشغل أاراد الروم باألكل والشرب وأمهلوا واجأاهتم ومن‬
‫يمهها مراقأة اجلأهة واألبواب الما أمسى تلك اليوم هنض خا لي بن الوليي هو ومن مع من جهيه الذي قيم عليهم‪ ،‬وتقيمهم هو‬
‫والقعقاع بن عمرو ومذعوض بن عيي وقالوا‪ :‬إتا مسعتم ترأرياً على السوض ااضقوا إليها واقديوا الأاب وعرب خالي ومجاعت األوىل‬
‫اخلهيق املائ على عائمتني ووصلوا السوض‪ ،‬وضموا علي احلأال اليت ه هبيئة السالل يم‪ ،‬تسل ايها القعقاع ومذعوض‪ ،‬حىت إتا اضتفعوا‬
‫بظموا السالليم لتستفيي مهها اجلماعة الثابية‪ ،‬مث احنيضت اجلماعة األوىل من السوض وبزلوا قرب الأاب‪ ،‬ارثر األاراد الذقن مع خالي‪،‬‬
‫اررب أوالً من أعلى السوض‪ ،‬اتسلقت اجلماعة الثابية السوض وتقيموا حنو الأاب‪ ،‬ااقتحموه بسيواهم وهرذا دخلت على هذا الهحو‬
‫قوات املسلمني إىل ميقهة دمش ‪( .‬وفتحت دمشق نصفها صلحا‪ ،‬ونصفها عنوة)‬
‫‪0‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫وقعة فِ ْحل‪:‬‬
‫حتركت القوات املرلفة مبهامجة ميقهة (احل) حنو اجلهوب وعهيما وصلت مشاضاها كابت قو جيش الروم تقاضب املائة‬
‫ألف‪ ،‬تسلل أكثرهم من محص وابضمت إليه م القرى اليت هزمت يف معاضك سابقة عهيما وصلت القو املرلفة مبحاصر احل من‬
‫جيش املسلمني بقياد عماض بن خمشن جاهبها جيش الروم بش الرتع من حبري طربقة وسلطوا مياهها على األطيان احمليطة بفحل‬
‫بقدي إعاقة جيش اإلسالم وخاصة الفرسان وهذا ما قستخيم يف وقتها احلاير يي اليضوع وبذلك أعاقوا حركة ارسان املسلمني‪،‬‬
‫لقي جعل الرومان من هذه األوحال خطاً دااعياً مهيعاً عن احل ضغم أهنا تقع يف سهل مهأسط ولو كان هذا السهل قابساً لتمرن‬
‫املسلمون بسهولة من اقتحام امليقهة ألهنم أقيض الهاس على مأاشر حرب الدحراء‪ ،‬وتوقف عماض بن خمشن ووزع قوات حلداض احل‬
‫وي ققتحمها وتلك للفاضق العيدي الرأري يف القو ولدعوبة التقيم وعيم التم مرن من اجتياز هذا املابع املائ الذي عمل الرومان‬
‫واقتدر املسلمون على ارض احلداض على ميقهة احل اليت قعتدم هبا الروم إىل أن ارغ أبو عأيي من اتح دمش العاصمة ويم‬
‫جيش إىل جيش أ ي األعوض السلم وأعاد أبوعأيي تهظيم قوات على الهحو التايل‪:‬‬
‫الفرسان بقيادة ضرار بن األزور‪.‬‬ ‫المقدمة بقيادة خالد بن الوليد‪.‬‬
‫قيادة مجموعات المشاة عياض بن غنم‪.‬‬ ‫الميمنة بقيادة أبي عبيدة بن الجراح‪.‬‬
‫الميسرة بقيادة عمرو بن العاص‪.‬‬
‫القيادة العامة لشرحبيل بن حسنة وذلك ألن موقع المعركة هو في حدود المنطقة التابعة له واستلم القياد شرحأيل بن‬
‫حسهة مث بظم إقامة القوات وإميادها وويع خمططاً الستهفاض القوات وبقاء القو جاهز باستمراض ملواجهة الطواضئ وكان شرحأيل ال‬
‫قأيت وال قدأح إال على تعأئة‪ ،‬وطال حداض املسلمني مل يقهة احل وظن الروم أن باستطاعتهم حتقي املأاغتة والقيام هبجوم ليل‬
‫حاسم وعلى الروم سقالب بن خمراق اهجموا على املسلمني اههضوا عليهم هنضة ضجل واحي أل هنم كابوا على أهأة دائمة وداضت‬
‫معركة حىت الدأاح وتلك اليوم برامل إىل الليل الما أظلم الليل ار الروم وقتل أمريهم وضكب املسلمون أكتااهم واسلمتهم هزميتهم‬
‫إىل تلك الوحل املابع الذي أعيوه للمسلمني وبتيجة لإلجراءات األمهية واالستعياد الذي قام ب شرحأيل على قوات ‪ ،‬حيثت‬
‫الفويى يف جيش الرومان املهاجم والتفرغ للهجوم املضاد الذي شه املسلمون اوقع الرومان ليى اهنزامهم يف املابع املائ الذي‬
‫صهعوه ب قيقهم حول احل اركب املسلمون أكتااهم وي قهجو مههم إال الشرقي‪ ،‬ولقي متت تدفية القو احملاصر يف احل وعهيها‬
‫توج املسلمون حنو أهيااهم ملتابعة خطة العمليات األساسية اتم توجي ‪:‬‬
‫‪ -‬عمرو بن العاص إلى فلسطين‬ ‫‪ -‬شرحبيل بن حسنة إلى األردن‪.‬‬
‫اب طل أبو عأيي بن اجلراح وخالي بن الوليي إىل محص وعهي وصوهلما إىل مرج الروم داضت معركة طاحهة حىت غطت‬
‫جثث املوتى السهل ويف هذه املعركة مترن املسلمون من تطأي مأيأ مهم من مأادئ احلرب والعمليات التعريية حيث‬
‫اصطيمت مقيمة الروم مبقيمة املسلمني اعهيما شعر (توتضا) باصطيام مقيمة جيش جبيش املسلمني قام حبركة استياض وابطل‬
‫يف اجتاه دمش ‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫وعلم املسلمون باألمر ودضسوا املوقف اقرض أبو عأيي توجي قو بقياد خالي بن الوليي ملطاضد (توتضا) واالبقضاض علي‬
‫من اخللف وأبو عأيي قأقى يف مواجهة ومشاغلة جيش الروم يف الوقت بفس استطاعت استخأاضات املسلمني من معراة حركة‬
‫واجتاه تقيم توتضا اتقيم جيش قزقي بن أ ي سفيان للقائ واشتأك مع وما أن مت االصطيام بني توتضا وجيش قزقي حىت باغت‬
‫خالي بن الوليي الروم بضرهبم من اخللف ومتت تدفية توتضا تدفية كاملة تقرقأاً‪.‬‬
‫وقعة ِح ْمص سنة ‪41‬هـ‪:‬‬
‫واصل أبو عأيي تتأع للروم املههزمني إىل محص‪ ،‬وبزل حوهلا محاصرها‪ ،‬وحلق خالي بن الوليي‪ ،‬احاصروها حداضاً شيقياً‪،‬‬
‫ص َرب الدحابة صرباً عظيماً‬
‫وتلك يف زمن الربد الشيقي‪ ،‬وصابر أهل الألي ضجاء أن قدرف املسلمني عن امليقهة شي الربد‪َ ،‬و َ‬
‫حبيث إب تكر غري واحي أن من الروم من كان قرجع‪ ،‬وقي سقطت ضجل وه يف اخلف‪ ،‬والدحابة ليس يف أضجلهم ش ء سوى‬
‫الهعال‪ ،‬ومع هذا ي قدب مههم قيم وال إصأع‪ ،‬وي قزالوا كذلك حىت ابسلخ ادل الشتاء ااشتي احلداض‪ ،‬وأشاض بعض كأاض‬
‫أهل محص عليهم باملداحلة ا بوا علي تلك وقالوا‪ :‬أبداحل وامللِك مها قرقب؟ ايقال إن الدحابة كربوا يف بعض األقام ترأري‬
‫َ‬
‫اضجتت مهها امليقهة ووقعت زلزلة تفطرت مهها بعض اجليضان مث ترأري أخرى اسقطت بعض اليوض‪ ،‬اجاءت عامتهم إىل‬
‫خاصتهم اقالوا‪ :‬أال تهظرون إىل ما بزل بها‪ ،‬وما حنن اي ؟ أال تداحلون القوم عها؟ قال‪ :‬اداحلوهم على ما صاحلوا علي أهل‬
‫ب اخلراج على األضاي ‪ ،‬وأخذ اجلزقة على الرقاب حبسب الغىن والفقر‪ ،‬وبعث أبو عأيي‬ ‫دمش ‪ ،‬على بدف املهازل‪ ،‬وير ِ‬
‫ْ‬
‫باألمخاس والأشاض إىل عمر مع عأي ا هل بن مسعود وأبزل أبو عأيي حبمص جيشاً كثيفاً قرون هبا مع مجاعة من األمراء مههم‬
‫بالل‪ ،‬واملقياد‪ ،‬وكتب أبو عأيي إىل عمر خيربه ب ن هرقل قي قطع املاء عن اجلزقر وأب قظهر تاض وخيفى أخرى اأعث إلي عمر‬
‫ق مره باملقام بأليه‪.‬‬

‫وقعة قنَّسرين سنة ‪41‬هـ‪:‬‬


‫بعث أبو عأيي خالي بن الوليي إىل قِهمسرقن‪ ،‬الما جاءها ثاض إلي أهلها ومن عهيهم من بداضى العرب‪ ،‬اقاتلهم خالي‬
‫ايها قتاالً شيقياً وقتل مههم خلقاً كثرياً‪ ،‬ا ما من ههاك من الروم ا بادهم وقتل أمريهم ميهاس‪ ،‬وأما األعراب اإهنم اعتذضوا إلي‬
‫ب ن هذا القتال ي قرن عن ضأقها اقأل مههم خالي وكف عههم‪ ،‬مث خلص إىل الألي اتحدهوا اي ‪ ،‬اقال هلم خالي‪ :‬إبرم لو كهتم‬
‫يف السحاب حلملها ا هل إليرم أو ألبزلرم إليها وي قزل هبم حىت اتحها ا هل علي ‪ ،‬الما بلغ عمر ما صهع خالي يف هذه املوقعة‬
‫قال‪ :‬قرحم ا هل أبا برر‪ ،‬كان أعلم بالرجال مين‪ ،‬وا هل إين ي أعزل عن ضقأة ولرن خشيت أن قوكل الهاس إلي ‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫فتح القدس ‪41‬هـ‪:‬‬


‫كان على السطني قائ ٌي ضوماينٌ دعى (األضطأون) أي القائي الرأري الذي قل اإلمرباطوض وكان هذا أدهى الروم وأبعيها‬
‫غوضاً وأبراها اعالً‪ ،‬وكان قي ويع بالرملة جهياً عظيماً‪ ،‬وبإقلياء جهياً عظيماً‪ ،‬وكتب عمرو بن العاص إىل عمر ضي ا هل‬
‫عههما‪ ،‬خيربه بذلك‪ ،‬وقستشريه وقست مره‪ ،‬اقال عمر كلمت الشهري ‪ :‬قي ضميها أضطأون الروم ب ضطأون العرب‪ ،‬اابظروا عما تهفرج‬
‫وكان ققدي بذلك‪ ،‬أن كال القائيقن أدهى الرجال يف قومهما‪ ،‬وكابت معركة أجهادقن الثابية (‪10‬هـ) اليت ابتدر ايها عمرو على‬
‫الروم قي مهيت الطرق إىل السطني‪ ،‬وقي بيأت معركة القيس عملياً‪ ،‬قأل معركة أجهادقن الثابية (‪10‬هـ) تلك أن أضطأون الروم‬
‫كان قي وزع (جهياً عظيماً) ل يف كل من إقلياء والرملة كما سأ أن قيمها وبني الرملة وإقلياء أي القيس‪ ،‬مثابية عشر ميالً‪،‬‬
‫وتلك حتسأاً ألي هجوم من قأل املسلمني‪ ،‬بقياد عمرو بن العاص‪ ،‬على امليقهتني اللتني كابتا أهم مين (كوض السطني)‪ ،‬إت‬
‫كابت الرملة (قدأة السطني)‪ ،‬وكابت إقلياء أكرب ميهنا‪ ،‬وكان على الروم يف إقليا حاكمها األضطأون وهو األضطأون بفس الذي‬
‫‪.‬‬
‫كان قي جل والول جيش إليها بعي هزميتهم يف أجهادقن‪ ،‬وكان عليهم يف الرملة التذاضق‬
‫وكابت خطة اخلليفة عمر أن قشغل الروم عن عمرو يف السطني ضقثما قتم االبتداض على حشودهم يف أجهادقن‪ ،‬حىت‬
‫قتفرغ املسلمون بعيها لفتح القيس وما تأقى من بالد الشام‪ ،‬اجتمع املسلمون‪ ،‬بقياد عمرو بن العاص حول إقلياء‪ ،‬ويرب‬
‫عمرو على امليقهة حداضاً شيقياً‪ ،‬وكابت امليقهة حديهة ومهيعة‪ ،‬وقدف الواقيي أسواض امليقهة ب هنا كابت حمدهة باجملابي‬
‫والطواضق والسيوف واليضق واجلواشن والزضد الفاخر وقذكر أن القتال بيأ بعي ثالثة أقام من احلداض‪ ،‬حيث تقيم املسلمون حنو‬
‫أسواض امليقهة ا مطرهتم حاميتها بوابل من السهام والهأال اليت كان املسلمون قتلقوهنا (بيضقهم) وكان القتال ميتي من الدأاح إىل‬
‫غروب الشمس واستمر على هذا املهوال عي أقام‪ ،‬حىت كان اليوم احلادي عشر إت أقأل أبو عأيي على املسلمني ومع خالي‬
‫وعأي الرمحن بن أ ي برر‪ ،‬ومعهم ارسان املسلمني وأبطال املوحيقهمما ألقى اجلزع يف قلوب أهل إقلياء‪ ،‬واستمر احلداض أضبعة‬
‫اشهر‪ ،‬ما من قوم إال وجرى اي قتال شيقي ( واملسلمون صابرون على الربد والثلج واملطر‪ ،‬إىل أن قئس الروم من مقاومة حداض‬
‫املسلمني مليقهتهم‪ ،‬اقرض بطرققهم (الأطرق صفروبيوس) القيام مبحاولة أخري ‪ ،‬وكتب إىل عمرو بن العاص‪ ،‬قائي جيش املسلمني‪،‬‬
‫ضسالة قغرق ايها بفك احلداض بظراً الستحالة احتالل امليقهة‪.‬‬
‫وقي حاصر القيس هو عمرو بن العاص ‪ ،‬اطلأت أهلها مه أن قداحلهم على صلح مين أهل الشام‪ ،‬وأن قرون املتويل‬
‫للعقي عمر بن اخلطاب‪ ،‬ارتب إىل اخلليف تلك‪ ،‬اساض عمر بن اخلطاب عن امليقهة بعي أن استخلف عليها (علياً)‪ ،‬وخرج‬
‫(ممياً هلم) أي لعسرر الشام ‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫(المعاهدة العمريه) التي عقدها الخليفه عمر بن الخطاب مع نصارى القدس‬


‫وفيما يلي نص المعاهدة كما أوردها الطبري‪( :‬بسم ا هل الرمحن الرحيم‪ ،‬هذا ما أعطى عأي ا هل عمر أمري املؤمهني أهل إقلياء‬
‫من األمان‪ ،‬أعطاهم أماباً ألبفسهم وأمواهلم‪ ،‬ولرهائسهم وصلأاهنم‪ ،‬وسقيمها وبرقئها وسائر ملتها‪ ،‬أب ال تسرن كهائسهم وال‬
‫ضاض أحي مههم‪،‬‬‫ههتيم‪ ،‬وال قهتقص مهها وال من حيمزها وال من صليأهم‪ ،‬وال من ش ء من أمواهلم‪ ،‬وال قهررهون على دقههم وال قه م‬
‫وال قسرن بإقلياء معهم أحي من اليهود وعلى أهل إقلياء أن قهعطوا اجلزقة كما قعط أهل امليائن‪ ،‬وعليهم أن هخيرجوا مهها الروم‬
‫واللدوت (اللدوص) امن خرج مههم اإب آمن على بفس ومال حىت قألغوا م مههم‪ ،‬ومن أقام مههم اهو آمن‪ ،‬وعلي مثل ما‬
‫وصلهأهم اإهنم آمهون على‬ ‫ِ‬
‫على أهل إقلياء من اجلزقة‪ ،‬ومن أحب من أهل إقلياء أن قسري بهفس ومال مع الروم وخيلم بيَعهم ه‬
‫وصلهأهم‪ ،‬حىت قألغوا م مههم‪ ،‬ومن كان هبا من أهل األضض قأل مقتل االن؛ امن شاء مههم قعي‪ ،‬وعلي‬ ‫ِ‬
‫أبفسهم وعلى بيَعهم ه‬
‫مثل ما على أهل إقلياء من اجلزقة‪ ،‬ومن شاء ساض مع الروم‪ ،‬ومن شاء ضجع إىل أهل ‪ ،‬اإب ال قؤخذ مههم ش ء حىت محدي‬
‫حدادهم‪ ،‬وعلى ما يف هذا الرتاب عهي ا هل وتمة ضسول وتمة اخللفاء وتمة املؤمهني إتا أعطوا الذي عليهم من اجلزقة‪ ،‬شهي‬
‫على تلك خالي بن الوليي وعمرو بن العاص وعأي الرمحن بن عوف ومعاوقة بن أ ي سفيان وكتب وحضر سهة مخس عشر‪.‬‬

‫عمر رضي اهلل عنه يصلي في المسجد األقصى‪ :‬قال أبو سلمة حيثين أبو سهان عن عأيي بن آدم قال‪ :‬مسعت عمر بن‬
‫عين‪ ،‬صليت خلف الدخر ارابت القيس كلُّها‬
‫اخلطاب ضي ا هل عه ققول لرعب‪ :‬أقن ترى أن أصل ؟ اقال‪ :‬إن اخذت م‬
‫بني قيقك‪ ،‬اقال عمر‪ :‬ياهيت اليهودقة‪ ،‬ال ولرن أصل حيث صلمى ضسول ا هل ‪ ، ‬اتقيم إىل القألة ادلمى‪ ،‬مث جاء اأسط‬
‫ضدائ ارهس الرهاسة يف ضدائ وكهس الهاس وقال ابن تيمية‪ :‬املسجي األقدى اسم جلميع املسجي‪ ..‬وقي صاض بعض الهاس‬
‫قسم األقدى املدلمى الذي بهاه عمر بن اخلطاب يف هم َق ميم ‪ ،‬والدال يف هذا املدلى الذي بهاه عمر للمسلمني‪ ،‬أاضل من‬
‫الدال يف سائر املسجي‪ ،‬اإن عمر بن اخلطاب ملا اتح بيت املقيس‪ ،‬وكان على الدخر زبالة عظيمة‪َّ ،‬‬
‫ألن الهداضى كابوا‬
‫ققديون إهابتها‪ ،‬مقابلة لليهود الذي قدلمون إليها‪ ،‬ا مر عمر بإزالة الهجاسة عهها‪ .‬وقال كعب‪ :‬أقن ترى أن بأين مدلى‬
‫ف الدخر ‪ ،‬اقال‪ :‬قا ابن اليهودقة‪ :‬خالطت اليهودقة بل أبهي أمامها‪ ،‬اإ من لها صيوض املساجي‪.‬‬
‫للمسلمني؛ اقال‪َ :‬خ ْل َ‬
‫وهذا موقف آخر جليل وعظيم من مواقف أمري املؤمهني اليت ال حتدى‪ ،‬واليت برهن ايها عملياً على أن اإلسالم محرتم‬
‫مجيع األدقان السماوقة وجيعل كل املقيسات حمرتمة وال خيتدر شيئاً مهها‪ ،‬إن هذه الدخر اليت أزال عهها عمر الرتاب واألوساخ‬
‫بييه ومحلها يف قأائ ليهفيها عهها ه قألة اليهود والدخر املعظمة عهيهم اليت كلم ا هل عليها قعقوب علي السالم كما‬
‫قعتقيون‪ ،‬ارما كان موقف عمر من الهداضى ضائعاً وجليالً حني مهحهم حرقة االعتقاد وأمههم على صلأاهنم وكهائسهم ي قضن‬
‫على اليهود مع ما اضترأوه يف ح املسلمني من اجلرائم مبثل هذا املوقف الرائع اجلليل‪ ،‬حيث ضاع الرتاب عن الدخر ‪ ،‬وأظهر‬
‫عهاقت هبا وحرص على احرتامها‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫فتوحات مصر وليبيا‪:‬‬


‫كابت دوااع اتح مدر عهي املسلمني قوقة‪ ،‬اههاك العقيي اليت قرقيون التمرني هلا يف كل مران‪ ،‬ومدر تتدل بفلسطني‬
‫امن الطأيع بعي اتح السطني أن قتج املسلمون إىل مدر‪ ،‬وقي قسم املسلمون اإلمرباطوضقة الأيزبطية إىل قسمني ال قدل‬
‫بيههما سوى الأحر وتلك باستيالئهم على الشام‪ ،‬ويف مدر ومشال أارققية جيوش ومساحل ضومية‪ ،‬ولأيزبطة أسطول قوي يف‬
‫الأحر‪ ،‬ولن ق من املسلمون يف الشام ومدر حتت الهفوت الروماين‪ ،‬ومدر غهية‪ ،‬وه مديض لتموقن القسطهطيهية اإتا اتحها‬
‫املسلمون يعف بفوت بيزبطية كثرياً وأمن املسلمون يف الشام واحلجاز حيث قسهل اتدال الروم باحلجاز عن طرق مدرومن‬
‫العوامل أقضاً أن (القأط) أبفسهم قعابون من ايطهاد الروم‪ ،‬وأن هؤالء ال قعيشون يف مدر إال مبثابة حاميات عسررقة‪ ،‬الماتا‬
‫ال تهتهز هذه الفرصة خاصة أن عيل املسلمني البي أن قرون قي سأقهم إىل مدر‪ ،‬أما احلامية بفسها اإن الرعب البي أن‬
‫قرون قي متلمرها حيهما ضأت ملرها هرقل قرتك بالد الشام لتدري جزءاً من اليولة اإلسالمية كل هذا كان قيضك عمرو بن‬
‫العاص وخلص إىل بتيجة وه ‪ :‬أن الروم يف مدر سيروبون عاجزقن عن الوقوف يف وج املسلمني بيهما لو تركت مدر دون‬
‫اتح استظل مديض هتيقي هلم‪ ،‬وهذا ما صرح ب عمرو بن العاص بفس‬
‫أولا‪ :‬مسير الفتح اإلسالمي لمصر‪ :‬قعترب اتح مدر املرحلة الثالثة من الفتوحات بالهسأة حملوض اليولة الأيزبطية ولقي كابت‬
‫مسري عمرو من السطني إىل مدر حماتقاً الأحر اساض من ضاح إىل العرقش إىل الفرما واستمر اتح للقاهر ااالسرهيضقة وهذا‬
‫قيلها على موهأة عمرو العسررقة حيث ساض يف هذا اخلط ضمبا ألب ي قرن للروم ثقل عسرري يف هذا اخلط كما كان يف بالد‬
‫الشام وضمبا ألن اليضب كان معروااً لعمرو بن العاص‪ ،‬اران تسلسل الفتح كما هو مرتب ايما قل مع بيان أوج االختالف‬
‫وااليطراب حيث ي خيل سري الفتح من اختالف كما حيث يف اتح بالد الشام‪.‬‬
‫‪ -4‬فتح الفرما‪ :‬تقيم عمرو غرباً وي قالق جيشاً ضومابياً إال يف (الفرما) أما قأل تلك اقي قابل املدرقون بالرتحاب والتهليل‪،‬‬
‫اران أول مويع قوتل اي كان يف (الفرما) اقي حتدن الروم يف امليقهة ملواجهة املسلمني‪ ،‬واثقني من قيضاهتم على الذود عهها‬
‫وضد املسلمني بعي أن علموا أن املسلمني الذقن جاءوا مع عمرو قلة يف العيد والعي وليس معهم عي للحداض‪ ،‬عرف عمرو‬
‫عيد الروم‪ ،‬واستعياداهتم وأهنم قزقيون على جهيه أيعاااً‪ ،‬ارابت خطت يف االستيالء على الفرما ه املهامجة واتح األبواب أو‬
‫الدرب عليها إىل أن قضطر اجلوع أهلها ايهزلوا إليها‪ ،‬واشتي حداض املسلمني للميقهة واشتي عهاد الروم ودام احلداض شهوضاً‪،‬‬
‫وكابت بعض القوات الرومابية تهزل إىل املسلمني بني احلني واآلخر لقتاهلم ايجهز عليهم املسلمون وكان عمرو قشي أزض‬
‫املسلمني برلمات القوقة ومما هو جيقر بالذكر أن أقأاط مدر الذقن كابوا بالقرى عاوبوا املسلمني ودلوهم على مهاط الضعف‬
‫وتلقوا املسلمني يف (امتيي ) بالرتحاب‪ ،‬وبعي متام احتالل الفرما قام املسلمون هبيم أسواضها وحدوهنا حىت ال قستفيي مهها الروم‬
‫لو ضجعوا إليها ال قيض ا هل ‪ .‬اطم ن عمرو إىل أن امليقهة ي تعي صاحلة حلماقة جيش ق وي إليها‪ ،‬ومضى عمرو جبيش ال قلقى‬
‫شيئاً من املقاومة حىت بزل بلأيس‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫‪ -2‬فتح بلبيس‪:‬‬
‫وعهي بلأيس برز الروم يف قو كأري قاصيقن ص مي عمرو عن التوج حنو حدن بابليون وأضادوا مهازلة املسلمني‪ ،‬اقال هلم‬
‫إيل أبو مرمي وأبو مرقام‪ ،‬وعهيئذ كفوا عن القتال‪ ،‬وخرج إلي الرجالن‪،‬‬
‫عمرو ضي ا هل عه ال تعجلوبا حىت بعذض إليرم وليربز م‬
‫ايعامها إىل اإلسالم أو اجلزقة‪ ،‬وأخربمها بوصية الهيب ب هل مدر‪ ،‬بسأب هاجر أم امساعيل‬

‫‪ -3‬معركة أم دنين‪:‬‬
‫تكر ابن عأي احلرم يف ضواقت أن عمراً مضى جبيش حىت اتح ((بلأيس)) بعي قتال دام حنواً من شهر‪ ،‬مث مضى حىت أتى‬
‫((أم دبني)) وتسمى املقسس وه واقعة على الهيل اقاتل املسلمون حوهلا قتاالً شيقياً وأضسل عمرو إىل أمري املؤمهني قستميه‬
‫ا ميه أمري املؤمهني ب ضبعة آالف ضجل على كل ألف مههم ضجل ققوم مقام األلف‪ ،‬وهم الزبري بن العوام‪ ،‬واملقياد بن األسود‪،‬‬
‫وعأاد بن الدامت‪ ،‬ومسلمة بن هخملَّي‪ ،‬وقيل الرابع خاضجة بن حذااة‪ ،‬وقال عمر يف كتاب ل ‪ :‬اعلم أن معك اثين عشر ألفاً‪،‬‬
‫ولن تغلب اثها عشر ألفاً من قلَّة‪ ،‬وقي خرج الروم مع األقأاط ملواجهة املسلمني‪ ،‬وجرت بيههم معركة حامية استعمل ايها عمرو‬
‫بن العاص دهاءه احلر ي كما صهع خالي بن الوليي يف حروب العراق‪ ،‬وتلك أب جعل جيش ثالثة أقسام‪ ،‬حيث أقام كميهاً‬
‫لألعياء يف اجلأل األمحر‪ ،‬وأقام كميهاً آخر على الهيل قرقأاً من أم دبني‪ ،‬وقابل أعياءه بأقية اجليش‪ ،‬وملا بشب القتال بني‬
‫ابقض على الروم ااختل بظامهم واهنزموا إىل أم دبني اقابلهم الرمني الذي بقرهبا‬
‫الفرققني خرج الرمني الذي يف اجلأل األمحر و َّ‬
‫ا صأحوا بني جيوش املسلمني الثال ثة واهنزموا وتفرق جيشهم وجل بعضهم إىل حدن بابليون احلدني‪ ،‬وهرذا كسب املسلمون‬
‫هذه املعركة ووقاهم ا هل شر أعيائهم بفضل تعاىل وتلك بتواي قائيهم احملهَّك إىل هذه اخلطة احملرمة اليت شتت هبا قوات‬
‫األعياء‪.‬‬

‫‪ -1‬معركة حصن بابليون‪:‬‬


‫تقيم عمرو وجيش إىل حدن بابليون وحاصروه حداضاً حمرماً ودام احلداض سأعة أشهر‪ ،‬وأضسل املقوقس خالل تلك‬
‫ضسل إىل عمرو بن العاص للمداحلة ااستجاب عمرو بن العاص على الشروط‪ :‬اإلسالم أو اجلزقة أو احلرب ااختاض املقوقس‬
‫اجلزقة‪ ،‬وكتب املقوقس إىل هرقل قست تب يف تلك‪ ،‬الم ققأل مه بل حه علي والم لوماً شيقياً واستيعاه إىل القسطهطيهية مث‬
‫بفاه‪ ،‬وملا أبط اتح حدن بابليون قال الزبري بن العوام‪ :‬إين أهب بفس هل وأضجو أن قفتح ا هل بذلك على املسلمني‪ ،‬وضاح عمرو‬
‫بن العاص محاصر حدن بابليون مث تسوضوا احلدن يف الليل واشتأروا مع اجلهود يف قتال عهيف وكان أول من تسور الحصن‬
‫الزبير بن العوام اعمي حواضي ضسول ا هل ب صحاب إىل باب حدن بابليون افتحوه‪ ،‬واقتحم املسلمون احلدن واتحوه عهو ‪،‬‬
‫ولرن عمرو بن العاص أمضى الدلح على أن خيرج جهي الروم ما قلزمهم من القوت لأضعة أقام‪ ،‬أما حدن بابليون وما اي من‬
‫الذخائر وآالت احلرب اتأقى غهيمة للمسلمني مث خرب أبو عأي ا هل أبراج احلدن وأسواضه‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫ثانيا‪ :‬فتح اإلسكندرية‪24‬هـ‪:‬‬


‫ليستجم اجلهود وقدل اإلتن من أمري املؤمهني عمر بالسري‬
‫َّ‬ ‫ضابط عمرو بن العاص وضجال عي أشهر يف حدن بابليون‬
‫لفتح اإلسرهيضقة‪ ،‬الما حتق تلك ترك عمرو يف احلدن مسلحة قوقة من املسلمني‪ ،‬وادل جبهوده وخرج مع مجاعة من ضؤساء‬
‫القأط الذقن اطم بوا إىل أن مدلحتهم باتت يف مسابي القو اإلسالمية املظفر ‪ ،‬وقي أصلحوا هلم الطرق‪ ،‬وأقاموا هلم اجلسوض‬
‫واألسواق‪ ،‬وصاضت هلم القأط أعواباً على ما أضادوا من قتال الروم‪ ،‬وقي آثر عمرو السري على الضفة اليسرى للهيل حيث حمااظة‬
‫الأحري لتتيح ل الدحراء جماالً واسعاً حلركة خيل وجهوده‪ ،‬وك قتجهب ما كان سيعرتي من الرتع الرثري لو ساض يف دلتا الهيل‪،‬‬
‫وكابت اإلسرهيضقة اضالً عن متابة أسواضها ويخامة ووار محاهتا متتاز مبوقعها اليااع املميز اران الأحر محميها من مشاهلا؛‬
‫حيث السيطر آبذاك للروم‪ ،‬وكابت حبري مرقوط حتميها من جهوهبا‪ ،‬وكان اجتيازها عسرياً‪ ،‬بل غري مستطاع‪ ،‬وكابت إحيى‬
‫تفرقعات الهيل قيمياً وامسها بزعة الثعأان تيوض حوهلا من الغرب‪ ،‬وبذلك ي قأ إال طرق واحي من الشرق قدل إليها‪.‬‬
‫وطال احلداض عي أشهر مما أثاض خم اوف عمرو من ملل جهوده أو شعوضهم بالعجز أمام عيوهم‪ ،‬اقرض أن قأث كتائأ‬
‫جتوس خالل بالد اليلتا وقرى الدعيي‪ ،‬غري أن طول حداض اإلسرهيضقة آثاض حفيظة اخلليفة عمر‪ ،‬وأثاض يف بفس اهلواجس‬
‫والظهون حول استعياد جهوده للتضحية واملأادأ ‪ ،‬وقروي ابن عأي احلرم أن حداض اإلسرهيضقة استمر تسعة أشهر وأهنا اتحت‬
‫يف مستهل احملرم سهة عشرقن للهجر ‪ ،‬وه ما قواا ‪ 21‬دقسمرب سهة ‪005‬م وأهنا استسلمت يف ‪ 8‬بوامرب سهة ‪001‬م وهو ما‬
‫ب وجعلهم أهل تمة‪ ،‬ك هل بابليون… مث‬ ‫قواا ‪ 0‬تي احلجة سهة ‪21‬هـ‪ ،‬واستأقى عمرو أهل اإلسرهيضقة الم ققتل وي قَس ِ‬
‫ْ‬
‫ترك يف اإلسرهيضقة حامية من قوات بعي أن اطم ن إليها وبشر بقية كتائأ لتفتح بقية حدون الروم وجيوهبم يف مدر‪ ،‬ااسترمل‬
‫اتح ساحل الأحر املتوسط وميب الرربى مثل ضشيي ودمياط وغريها‪ :‬وكذلك بسط سيطرت على كل دلتا مدر وصعييها‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫ثالثا‪ :‬فتح برقة وطرابلس‪:‬‬


‫ساض عمرو بعي أن اس تقر ل اتح مدر ليؤمن اتوح من باحية الغرب إت كابت للروم قوات يف برقة وطرابلس تتحدن‬
‫ههاك‪ ،‬وضمبا واتتها الفرصة ساقها اإلغراء إىل مهامجة املسلمني مبدر‪ ،‬ااجت يف قوات إىل برقة سهة ‪22‬هـ وكان الطرق بيهها وبني‬
‫اإلسرهيضقة آبذاك مهزعاً باخلضر والعمران‪ ،‬الم قل كيياً يف طرقق إليها‪ ،‬الما وصلها صاحل أهلها على أداء اجلزقة‪ ،‬وكان أهل‬
‫برقة بعي اتحها قأعثون خبراجهم إىل وايل مدر من غري أن ق تيهم حاث أو مستحث ارابوا أخدب قوم باملغرب وي قيخلها‬
‫اتهة‪ ،‬مث ساض عمرو إثر تلك إىل طرابلس تات احلدون املهيعة‪ ،‬وهبا جيش ضوم كأري‪ ،‬ا غلقت أبواهبا وصربت على احلداض‬
‫الذي استمر شهراً ال ققيض املسلمون مهها على ش ء وكان الأحر من وضائها الصقاً بأيوت امليقهة‪ ،‬وي قرن بني امليقهة والأحر‬
‫سوض‪ ،‬ااستأابت مجاعة من قوات املسلمني األمر‪ ،‬اتسللت إىل امليقهة من جهة الأحر‪ ،‬وكربوا؛ الم قرن للروم مفزع إال سفههم‪،‬‬
‫إت هامجهم عمرو يف قوات أقضاً الم قفلت مههم إال ما خفت هبم مراكأهم‪ ،‬وغهم املسلمون ما بامليقهة‪ ،‬وبث عمرو قوات ايما‬
‫حوهلا وأضاد عمرو أن قسترمل اتوح يف الغرب وقسري إىل توبس وأضاي إارققية ليفتحها‪.‬‬
‫ارتب بذلك إىل عمر بن اخلطاب‪ ،‬غري أن اخلليفة كان خيشى على جيوش املسلمني من االبسياح يف جأهة جيقي وي ‬
‫قطمئن بعي إىل ما اتحت يف زحفها السرقع من الشام إىل طرابلس‪ ،‬ا مر القوات اإلسالمية بالتوقف عهي طرابلس وبذلك‬
‫امتيت دولة اإلسالم يف عدر عمر بن اخلطاب ضي ا هل عه لتشمل مساحة شاسعة من األضض محيها من الشرق هنر جيحون‬
‫والسهي ومن الغرب بالد إارققية وصحراؤها‪ ،‬ومن الشمال جأال آسيا الدغرى وأضاي أضميهية‪ ،‬ومن اجلهوب احمليط اهلادي وبالد‬
‫الهوبة يف دولة عاملية واحي متعيد األجهاس واليقابات والهحل والعادات‪ ،‬عاش أهلها يف عيل اإلسالم وضمحت ‪ ،‬تلك اليقن‬
‫الذي احتفظ هلم حبقهم يف احليا الررمية وإن اختلفوا مع يف عقائيهم؛ ومع أهل يف عاداهتم وأعرااهم‪.‬‬
‫وفاته‪:‬‬
‫استشهي عمر بن اخلطاب ضي ا هل عه غيضا يف مؤامر دبرها بعض اعياء االسالم وبفذها ابو لؤلؤه اجملوس الذي طعه‬
‫خبهجر وهو قدل بالهاس صال الفجر وملا اخربضي ا هل عه مبن طعه مح ي ا هل تعايل على ان قاتل ي قسجي هل تعايل قط‪.‬‬
‫وكابت واات ضي ا هل عه سهة‪23‬هـ وعمره ‪03‬سه ‪ .‬ومي خالات عشر سهوات وستة اشهر‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫عثمان بن عفان رضي اهلل عنه (‪23-32‬هـ)‬


‫نسبه ومولده ‪:‬‬
‫هو‪ :‬عثمان بن عفان بن أ ي العاص بن أمية بن عأي مشس بن عأي مهاف بن قد بن كالب األموي القرش ‪ ،‬كهيت أبو‬
‫عمرو‪ .‬ولي يف الطائف بعي ميالد الرسول ‪ ‬خبمس سهني ‪.‬‬
‫نشأته وفضله‪:‬‬
‫‪ -‬كان من كأاض األثرقا قأل االسالم وبعيه ‪.‬‬
‫‪ -‬أسلم عل قي أ ي بررضي ا هل عه ‪ ،‬وكان من السابقني األولني لإلسالم ‪.‬و الزم ضسول ا هل ‪ ‬طوال حيات ‪.‬‬
‫‪ -‬حضر مجيع الغزوات عيا غزو بيض‪ ،‬ألن الهيب صلى ا هل علي و سلم خلمف على ابهت ضقيمة حني خرج إىل بيض‪ ،‬وكابت ضقيمة‬
‫مرقضة‪ ،‬اماتت قوم قيم زقي بن حاضثة امليقهة بشريا بفتح بيض‪ ،‬ويرب ضسول ا هل صلى ا هل علي و سلم بسهم وأجره‪ ،‬وزوج‬
‫أم كلثوم بعي ضقيمة‪.‬‬
‫‪ -‬وهو صاحب اهلجرتني‪ ،‬وهوأول مهاجر ب هل من هذه األم ‪ ،‬اقال الهيب صلى ا هل علي و سلم ‪ :‬إهنما ألول من هاجر إىل‬
‫ا هل بعي إبراهيم ولوط عليهما السالم‪.‬‬
‫‪ -‬لقب بذي الهوضقن ؛ألن الهيب ‪ ‬زوج ابهتي ضقي الما توايت زوج ابهت األخرى ام كلثوم ضي ا هل عههما‪.‬‬
‫‪ -‬هو سفري الرسول ‪ ‬ليي قرقش يف صلح احليقأة‪ ،‬اغاب عن بيعة الريوان ‪ ،‬ادف الهيب مييه بشمال وقال ‪ :‬هذه عن‬
‫عثمان‪ .‬و كان أحي كتاب الوح ومن العشره املأشرقن باجله ‪.‬‬
‫اختياره للخالفه‪:‬‬
‫متت بيعة عثمان ضي ا هل عه بعي إجتماع جملس الشوضى الذي عيمه عمر ضي ا هل عه حني طعن‪ ،‬واعضاؤه الستة‬
‫هم‪ :‬عثما ن بن عفان‪ ،‬وعل بن أ ي طالب‪ ،‬وعأي الرمحن بن عوف‪ ،‬وسعي بن أ ي وقاص‪ ،‬وطلحة بن عأيي ا هل‪ ،‬والزبري بن‬
‫العوام‪ ،‬ومحضر عأي ا هل بن عمر اجتماعات اجمللس إلبياء املشوض دون أن قرون ل ح الرتشيح للخالاة‪ ،‬أو التدوقت لداحل‬
‫اج َعلهوا أ َْمَرهك ْم إىل ثََالثٍَة ِمْه هر ْم‪ .‬اقال ُّ‬
‫الزبَـْيـ هر‪ :‬قي‬ ‫أحي املرشحني‪ ،‬ويف أول اجتماع للمجلس جرى احلواض التايل‪ :‬اقال عأي الرمحن‪ْ :‬‬
‫ف‪ ،‬اقال‬ ‫جع ْلت أَم ِري إىل علِ ‪ ،‬اقال طَْلحةه‪ :‬قي جع ْلت أَم ِري إىل عثْما َن‪ ،‬وقال سع ٌي‪ :‬قي جع ْلت أَم ِري إىل عأي الرمحن بن عو ٍ‬
‫َْ‬ ‫ََ ه ْ‬ ‫َْ‬ ‫هَ‬ ‫ََ ه ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ٍّ‬ ‫ََ ه ْ‬
‫ِ‬
‫ضلَهم يف بـَ ْفس ؟ اَ هسرت الشَّيخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عأي الرمحن‪ :‬أَقُّ هر َما تَـأَـَّرأَ من هذا ْاأل َْم ِر اَـهَ ْج َعله ه إلي ‪َ ،‬واللَّ ه علي َو ِْ‬
‫ان‪ ،‬اقال‬ ‫ْ َ َْ‬ ‫اإل ْس َال هم لَيَـْهظهَر َّن أَاْ َ ه ْ‬
‫عأي الرمحن‪ :‬أَاَـتَجعلهوبَ إيل‪ ،‬واللَّ علَ أَ ْن َال آلو عن أَاْضلِ هرم؟ قاال‪ :‬بعم‪ ،‬اََخ َذ بِي ِي أَح ِي ِمها‪ ،‬اقال‪ :‬لك قَـرابةٌ من ضسول اللَّ ِ‬
‫ََ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ ه م َ ه َ َّ‬
‫ت عهثْ َما َن لَتَ ْس َم َع َّن َولَته ِط َيع َّن ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك لَئِ ْن أ ََّم ْرته َ‬
‫ك لَتَـ ْعيلَ َّن‪َ ،‬ولَئ ْن أ ََّم ْر ه‬ ‫ت‪ ،‬اَاللَّ ه َعلَْي َ‬‫اإل ْس َالِم ما قي َعل ْم َ‬ ‫صلى ا هل علي و سلم َوالْ َق َي هم يف ِْ‬
‫اق‪ ،‬قال‪ْ :‬اضاَ ْع قَ َي َك قا عهثْ َما هن‪ ،‬اَـأَاقـَ َع ه اَـأَاقَ َع ل َعلِ ٌّ ‪َ ،‬وَو ََلَ أ َْه هل اليَّا ِض‬ ‫َخ َذ الْ ِميثَ َ‬ ‫ِ‬
‫همثَّ َخ َال بِ ْاآل َخ ِر‪ ،‬اقال ل مثْ َل تلك‪ ،‬الما أ َ‬
‫اَـأَاقـَعهوهه‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫ت بِالَّ ِذي‬ ‫اجتَ َمعهوا اَـتَ َش َاوهضوا‪ ،‬اقال هلم عأي الرمحن‪ :‬لَ ْس ه‬ ‫قن َوَّال هه ْم عه َم هر ْ‬
‫الره َ َّ ِ‬
‫ط الذ َ‬ ‫أخرج الأخاضي من حيقث املسوض بن خمرمة‪ ،‬أ َّ‬
‫َن َّ ْ‬
‫ت لَ هر ْم ِمْه هر ْم‪ ،‬اَ َج َعلهوا تلك إىل عأي الرمحن‪ ،‬الما َولَّْوا َعْأ َي الرمحن أ َْمَرهه ْم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أهبَاا هس هر ْم على هذا ْاأل َْم ِر‪َ ،‬ولَرهَّ هر ْم إن شْئته ْم ْ‬
‫اختَـ ْر ه‬
‫ال الهاس على عأي الرمحن‬ ‫ط وال قَطَه َع ِقأَ ه‪َ ،‬وَم َ‬‫الرْه َ‬
‫ك َّ‬ ‫َح ًيا من الهاس قـَْتأَ هع أهولَئِ َ‬ ‫ال الهاس على عأي الرمحن‪ ،‬حىت ما أ ََضى أ َ‬ ‫اَ َم َ‬
‫َصأَ ْحهَا مهها اَـأَاقـَ ْعهَا عهثْ َما َن قال الْ ِم ْس َوهض‪ :‬طََرقَِين عأي الرمحن بـَ ْع َي َه ْج ٍع من‬ ‫ك اللَّيَ ِايل‪ ،‬حىت إتا كابت اللَّْيـلَةه اليت أ ْ‬ ‫قه َشا ِوهضوبَ ه تِْل َ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الزبـَْيـَر َو َس ْع ًيا‪،‬‬
‫ع ُّ‬ ‫ت هذه الثالث بِ َرأِ ِري بـَ ْوم‪ ،‬ابْطَل ْ اَ ْاد ه‬ ‫ت‪ ،‬اقال‪ :‬أ ََض َاك بَائ ًما‪ ،‬اَـ َواللَّ ما ا ْكتَ َح ْل ه‬ ‫استَـْيـ َقظْ ه‬
‫اب حىت ْ‬ ‫ب الْأَ َ‬ ‫ضَر َ‬ ‫اللَّْي ِل‪ ،‬اَ َ‬
‫اجاهه حىت إهباض اللَّْي هل‪ ،‬همثَّ قام َعلِ ٌّ من ِعْه ِيهِ‪ ،‬وهو على طَ َم ٍع‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ع يل َعليًّا‪ ،‬اَ َي َع ْوته ه اَـهَ َ‬ ‫اَ َي َع ْوتـه هه َما ل اَ َش َاوَضهمهَا‪ ،‬همثَّ َد َع ِاين اقال‪ْ :‬اد ه‬
‫الدْأ ِح‪ ،‬الما‬ ‫اجاهه حىت اَـَّر َق بـَْيـهَـ هه َما الْ هم َؤتِّ هن بِ ُّ‬ ‫ِ‬
‫وقي كان عأي الرمحن َخيْ َشى من َعل ٍّ شيئا‪ ،‬همثَّ قال‪ْ :‬ادعه يل عهثْ َما َن‪ ،‬اَ َي َع ْوته ه اَـهَ َ‬
‫دا ِض‪َ ،‬وأ َْض َس َل إىل أ َهمَر ِاء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ط عْه َي الْمْه َرب‪ ،‬اَ َْض َس َل إىل من كان َحايًرا من الْ هم َهاج ِر َ‬
‫قن َو ْاألَبْ َ‬ ‫الرْه ه ِ ِ ِ‬ ‫ك َّ‬ ‫اجتَ َم َع أهولَئِ َ‬
‫الدْأ َح‪َ ،‬و ْ‬ ‫َّاس ُّ‬‫صلى لِله ِ‬
‫ِ‬ ‫ْاأل ِ‬
‫ت يف أ َْم ِر‬ ‫اجتَ َمعهوا‪ ،‬تَ َش َّه َي عأي الرمحن همثَّ قال‪ :‬أ ََّما بـَ ْع هي‪ ،‬قا َعل ُّ ‪ ،‬إين قي بَظَْر ه‬ ‫ك ا ْحلَ َّجةَ مع هع َمَر‪ ،‬الما ْ‬ ‫َجهَاد‪َ ،‬وَكابهوا َوااَـ ْوا تِْل َ‬ ‫ْ‬
‫ني من بـَ ْع ِيهِ‪،‬‬ ‫ك على هسه َِّة اللَّ ِ َوَض هسولِِ َو ْ‬
‫اخلَلِي َفتَـ ْ ِ‬ ‫ك َسأِ ًيال‪ ،‬اقال‪ :‬أهبَاقِعه َ‬
‫ِ‬
‫الهاس‪ ،‬الم أ ََضهه ْم قَـ ْعيلهو َن بِعهثْ َما َن‪ ،‬اال َْجت َعلَ َّن على بـَ ْف ِس َ‬
‫َجهَ ِاد َوالْ هم ْسلِ همو َن‪.‬‬‫د هاض َوأ َهمَراءه ْاأل ْ‬
‫ِ‬
‫اَـأَاقـَ َع ه عأي الرمحن‪َ ،‬وبَاقـَ َع ه الهاس الْ هم َهاج هرو َن َو ْاألَبْ َ‬

‫أهم اعماله‪:‬‬
‫أ– الفتوحات‪ :‬امتيت الفتوحات يف عهي عثمان بن عفان ضي ا هل عه غربا إىل اارققيا (توبس) ‪ ،‬وجهوبا ايل بالد الهوب ‪،‬‬
‫ومشاال إىل اضميهي واتضبيجان‪ ،‬وملا اتحت هذه الأالد الواسع كثر اخلراج يف عهي عثمان‪ ،‬واتاه املال من كل وج حىت اختذ‬
‫اخلزائن وأدض االضزاق‪.‬‬
‫ب‪ -‬انشاء البحريه السالميه‪ :‬يف عهي عثمان ‪ ‬استقرت الفتوحات االسالمي الربق ‪ ،‬والسترمال تلك الفتوحات وبشر‬
‫االسالم بني الهاس كان البي من التوج ايل الأحر‪ ،‬اقامت يف عهي عثمان ضي ا هل عه أول معرك حبرق يي الروم‪ ،‬وه معركة‬
‫تات الدواضي سه ‪ 30‬هـ ‪ ،‬وابتدر ايها املسلمون ابتداضا عظيما‪.‬فهو أول من أجاز الغزو البحري حيث ملا كان معاوقة بن‬
‫أ ي سفيان أمري الشام قلح على عمر بن اخلطاب يف غزو الأحر لرن عمر ضاض‪ .‬غري أن الفرر ي تربح بفس معاوقة‪ ،‬الما‬
‫توىل اخلالاة عثمان عاود معاوقة احليقث وأحل ب على عثمان‪ ،‬ارد علي عثمان قائال‪( :‬إين قي شهيت ما ضد عليك عمر ‪-‬ضمح‬
‫ا هل‪ -‬حني است تبت يف غزو الأحر)‪ ،‬مث كتب إلي معاوقة مر أخرى قهون علي ضكوب الأحر إىل قربص ارتب إلي ‪( :‬اإن ضكأت‬
‫معك امرأتك ااضكأ م توبا وإال اال)‪ .‬كما اشرتط علي اخلليفة عثمان ‪ ‬أال جيرب أحيا‪.‬‬
‫ج‪ -‬اخماد الثورات‪ :‬قامت ثوضات وانت يف اطراف اليول االسالمي يف مهاط خراسان واضميهي ‪ ،‬ا مر عثمان ضي ا هل عه‬
‫باضسال جيوش اقضت على هذه الثوضات‪.‬‬
‫د‪ -‬كتابة القران الكريم‪ :‬من مهاقأ الرأاض‪ ،‬وحسهات العظام‪ ،‬أب مجع الهاس على قراء واحي يف القران الررمي ‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫الفتوحات اإلسالمية يف عهد عثمان بن عفان‬


‫فتح إفريقية‪:‬‬
‫ملا است تن عأي ا هل بن سعي اخلليفة عثمان بن عفان يف غزو إارققية‪ ،‬مجع الدحابة واستشاضهم يف تلك‪ ،‬ا شاضوا علي‬
‫بفتحها‪ ،‬إال أبو األعوض سعيي بن زقي‪ ،‬الذي خالف متمسرا برأي عمر بن اخلطاب يف أال قغزو أارققية أحي من املسلمني‪ ،‬وملا‬
‫أمجع الدحابة على تلك دعا عثمان للجهاد‪ ،‬واستعيت امليقهة ‪-‬عاصمة اخلالاة اإلسالمية‪ -‬جلميع املتطوعني وجتهيزهم‪،‬‬
‫وترحيلهم إىل مدر لغزو إارقفية حتت قياد عأي ا هل بن سعي‪ .‬وقي ظهر االهتمام ب مر تلك الغزو جليا‪ ،‬وهذا قتضح من الذقن‬
‫خرجوا إليها من كأاض الدحابة‪ ،‬ومن خياض شأاب آل الأيت‪ ،‬وأبهاء املهاجرقن األوائل وكذلك األبداض؛ اقي خرج يف تلك الغزو‬
‫احلسن واحلسني‪ ،‬وابن عأاس وابن جعفر وغريهم‪.‬‬
‫تاما خطب عثمان ايهم‪ ،‬وضغأهم يف اجلهاد‪ ،‬وقال هلم‪ :‬لقي استعملت عليرم احلاضث بن احلرم‬ ‫وعهيما بات االستعياد ً‬
‫إىل أن تقيموا على عأي ا هل بن سعي ايرون األمر إلي ‪ ،‬وأستودعرم ا هل‪ .‬وققال‪ :‬إن عثمان ‪ ‬قي أعان يف هذه الغزو ب لف‬
‫بعري محمل عليها يعفاء الهاس‪ ،‬وعهيما وصل هذا اجليش إىل مدر ابضم إىل جيش عأي ا هل بن سعي‪ ،‬وتقيم من الفسطاط‬
‫حتت قياد عأي ا هل تلك اجليش الذي ققيض بعشرقن ألفا خيرتق احليود املدرقة الليأية‪ ،‬وعهيما وصلوا إىل برقة ابضم إليهم عقأة‬
‫بن بااع الفهري ومن مع من املسلمني‪ ،‬وي قواج اجليش اإلسالم أقة صعوبات أثهاء سريهم يف برقة‪ .‬وهرذا ابطلقت هذه‬
‫احلملة املأاضكة حنو إارققية‪ ،‬وكان تلك بعي ابضمام قوات عقأة بن بااع إليها‪ ،‬إال أن عأي ا هل بن سعي قائي احلملة ما اتئ قرسل‬
‫الطالئع والعيون يف مجيع االجتاهات السترشاف الطرق وت ميهها وضصي حتركات العيو ويأطها؛ حتسأا ألي كمني أو مأاغتة‬
‫تطرأ على حني غفلة‪ ،‬اران من بتائج تلك الطالئع االستطالعية أن مت ضصي جمموعات من السفن احلربية تابعة لإلمرباطوضقة‬
‫الرومابية‪ ،‬حيث كابت هذه السفن احلربية قي ضست يف ساحل ليأيا الأحري بالقرب من ميقهة طرابلس‪ ،‬اما ه إال برهة من‬
‫الزمن حىت كان ما حتمل هذه السفن غهيمة للمسلمني‪ ،‬وقي أسروا أكثر من مائة من أصحاهبا‪ ،‬وتعترب هذه أول غهيمة تات‬
‫قيمة أصاهبا املسلمون يف طرققهم لفتح إارققية‪.‬‬
‫وواصل عأي ا هل بن سعي السري إىل إارققيا‪ ،‬وبث طالئع وعيوب يف كل باحية‪ ،‬حىت وصل جيش إىل ميقهة (سأيطلة)‬
‫ب مان‪ ،‬وههاك التقى اجلمعان؛ (جيش املسلمني بقياد عأي ا هل ابن سعي) و(جيش جرجري حاكم إارققية)‪ ،‬وكان تعياد جيش‬
‫قألغ حوايل مائة وعشرقن ألفا‪ ،‬وكان بني القائيقن اتداالت مستمر وضسائل متأادلة‪ ،‬اَ ْح َواها عرض اليعو اإلسالمية على‬
‫جرجري ودعوت لليخول يف ا إلسالم‪ ،‬وقستسلم ألمر ا هل سأحاب ‪ ،‬أو أن قياع اجلزقة‪ ،‬وقأقى على دقه خايعا لسياد اإلسالم‪،‬‬
‫ولرن كل تلك العروض ضاضها وأصر واستررب هو وجهوده‪ ،‬وياق األمر باملسلمني‪ ،‬وبشأت املعركة بني اجلمعني ومحى الوطيس‬
‫بيههما لعي أقام‪ ،‬حىت وصل ميد بقياد عأي ا هل بن الزبري‪ ،‬وكابت هناقة هذا املستررب الطاغ جرجري على قيق ‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫وملا ضأى الروم الذقن بالساحل ما حل جبرجري وأهل سأيطلة‪ ،‬غاضت أبفسهم وجتمعوا وكاتب بعضهم بعضا يف حرب عأي‬
‫ا هل بن سعي إقاهم‪ ،‬اخااوه وضاسلوه وجعلوا ل جعال على أن قرحتل جبيش ‪ ،‬وأال قعرتيوه بش ء ووجهوا إلي ثالمثائة قهطاض من‬
‫الذهب جزقة يف كل سهة على أن قرف عههم وخيرج من بالدهم‪ ،‬اقأل تلك مههم وقأض املال‪ ،‬وكان يف شرط صلحهم أن ما‬
‫أصاب املسلمون قأل الدلح اهو هلم‪ ،‬وما أصابوه بعي الدلح ضده عمر غري أن عأي ا هل بن الزبري قال لعأي ا هل بن سعي‪( :‬إن‬
‫أمربا قطول مع هؤالء وهم يف أمياد متدلة وبالد ه هلم وحنن مهقطعون عن املسلمني وبالدهم‪ ،‬وقي ضأقت أن برتك غيا مجاعة‬
‫صاحلة من أبطال املسلمني يف خيامهم مت هأني وبقاتل حنن الروم يف باطن العسرر إىل أن قضجروا وميلوا‪ ،‬اإتا ضجعوا إىل‬
‫خيامهم وضجع املسلمون ضكب من كان يف اخليام من املسلمني وي قشهيوا القتال وهم مسرتمحون وبقديهم على غر ‪ ،‬العل ا هل‬
‫قهدربا عليهم) ‪ ،‬ا حضر مجاعة من أعيان الدحابة واستشاضهم اوااقوه على تلك‪ ،‬الما كان الغي اعل عأي ا هل ما اتفقوا علي ‪،‬‬
‫وأقام مجيع شجعان املسلمني يف خيامهم وخيوهلم عهيهم مسرجة‪ ،‬ومضى الأاقون اقاتلوا الروم إىل الظهر قتاال شيقيا‪ ،‬الما أتن‬
‫هم الروم باالبدراف على العاد الم ميرههم ابن الزبري وأحل عليهم بالقتال حىت أتعأهم‪ ،‬مث عاد عههم واملسلمون؛ ارل‬‫بالظهر َّ‬
‫الطائفتني ألقى سالح ووقع تعأا‪ ،‬اعهي تلك أخذ عأي ا هل بن الزبري من كان مسرتمحا من شجعان املسلمني وقدي الروم الم‬
‫قشعروا هبم حىت خالطوهم ومحلوا محلة ضجل واحي وكربوا الم قتمرن الروم من لأس سالحهم حىت غشيهم املسلمون‪ ،‬وقتل‬
‫جرجري‪ ،‬قتل ابن الزبري‪ ،‬واهنزم الروم وقتل مههم مقتلة عظيمة‪ ،‬وأخذت ابهة امللك جرجري سأية‪ ،‬وبازل عأي ا هل بن سعي امليقهة‬
‫وحاصرهم حىت اتحها‪ ،‬وضأى ايه ا من األموال ما ي قرن يف غريها‪ ،‬اران سهم الفاضس ثالثة آالف دقهاض وسهم الراجل ألف‬
‫دقهاض‪.‬‬
‫وسري عسررا إىل حدن األجم‪ ،‬وقي‬
‫وملا اتح عأي ا هل ميقهة سأيطلة بث جيوش يف الأالد األغت قفدة اسأوا وغهموا‪ِّ ،‬‬
‫احتمى ب أهل تلك الأالد احدرهم واتح باألمان اداحل أهل إارققية كما مر معها‪ ،‬وبفل عأي ا هل بن الزبري ابهة امللك وأضسل‬
‫ابن سعي إىل عثمان بالأشاض بفتح إارققية‪ .‬هذا ولقي كان لعأي ا هل بن الزبري ‪-‬ضي ا هل عههما‪ -‬موقف عظيم يف الأطولة‬
‫والشجاعة‪.‬‬

‫معركة ذات الصواري ‪34‬هـ ‪:‬‬


‫أصيب الروم بضربة حامسة يف إارققية‪ ،‬وتعريت سواحلهم للخطر بعي سيطر األسطول اإلسالم على سواحل املتوسط‬
‫من ضدوس حىت برقة‪ ،‬اجمع قسطهطني بن هرقل أسطوال بهاه الروم من قأل‪ ،‬اخرج ب لف سفيهة لضرب املسلمني يربة قث ض هلا‬
‫خلساضت املتوالية يف الرب‪ ،‬ا تن عثمان ‪ ‬لدي العيوان‪ ،‬ا ضسل معاوقة مراكب الشام بقياد بسر بن أضط ‪ ،‬واجتمع مع عأي ا هل‬
‫بن سعي بن أ ي السرح يف مراكب مدر‪ ،‬وكابت كلها حتت أمرت ‪ ،‬وجمموعها مائتا سفيهة اقط‪ ،‬وساض هذا اجليش اإلسالم واي‬
‫أشجع اجملاهيقن املسلمني ممن أبلوا يف املعاضك السابقة؛ اقي ابتدر هؤالء على الروم من قأل يف معاضك عيقي ‪ ،‬اشوكة عيوهم‬
‫يف أبفس هم حمطمة‪ ،‬ال خيشوب وال قهابوب ‪ ،‬على الرغم من قلة عيد سفههم إتا قيست بعيد سفن عيوهم‪ .‬خرج املسلمون إىل‬
‫الأحر ويف أتهاهنم وقلوهبم إعزاز دقن ا هل وكسر شوكة الروم‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫ولقد كان لهذه المعركة التاريخية أسباب‪ ،‬منها‪:‬‬


‫‪ -1‬الضربات القوقة اليت وجهها املسلمون إىل الروم يف إارققية‪.‬‬
‫‪ -2‬أصيب الروم يف سواحلهم الشرقية واجلهوبية بعي أن سيطر املسلمون ب سطوهلم عليها‪.‬‬
‫‪ -3‬خشية الروم من أن ققوى أسطول املسلمني ايفرروا يف غزو القسطهطيهية‪.‬‬
‫‪ -0‬أضاد قسطهطني بن هرقل اسرتداد هيأة ملر بعي اخلسائر املتتالية ًّبرا‪ ،‬وعلى شواطئ يف بالد الشام ومدر وساحل برقة‪.‬‬
‫‪ -0‬كما أضاد الروم خوض معركة ظهوا أهنا مضموبة الهتائج‪ ،‬ك تأقى هلم السيطر يف املتوسط‪ ،‬ايحااظوا على جزضه‪ ،‬ايهطلقوا‬
‫مهها لإلغاض على شواطئ بالد العرب‪.‬‬
‫‪ -0‬حماولة اسرتجاع اإلسرهيضقة بسأب مرابتها عهي الروم‪ ،‬وقي ثأت تاضخييا مراتأة سراهنا لقسطهطني بن هرقل ملك الروم‪.‬‬
‫هذه بعض أسأاب معركة تات الدواضي‪.‬‬
‫* أحداث المعركة‪ :‬قال مالك بن أوس بن احليثان‪ :‬كهت معهم يف تات الدواضي‪ ،‬االتقيها يف الأحر‪ ،‬اهظربا إىل مراكب ما‬
‫ضأقها مثلها قط‪ ،‬وكابت الرقح عليها ‪-‬أي لداحل مراكب الروم‪ -‬ا ضسيها ساعة‪ ،‬وأضسوا قرقأا مها‪ ،‬وسرتت الرقح عها‪ ،‬قلها للروم‪:‬‬
‫األمن بيهها وبيهرم‪ ،‬قالوا‪ :‬تلك لرم‪ ،‬ولها مهرم‪ .‬كما طلب املسلمون من الروم‪ :‬إن أحأأتم بهزل إىل الساحل اهقتتل حىت‬
‫قرتب ألحيبا الهدر‪ ،‬وإن شئتم االأحر‪ .‬قال مالك بن أوس‪ :‬اهخروا خنر واحي ‪ ،‬وقالوا‪ :‬بل املاء املاء‪ ،‬وهذا قظهر لها ثقة الروم‬
‫خبربهتم الأحرقة‪ ،‬وأملهم يف الهدر ملماضستهم أحوال واهوب ‪ ،‬مربوا علي ا حرموا اليضاقة بثقاات وأبوائ اطمعوا بالهدر اي ‪،‬‬
‫خدوصا أهنم قعلمون حياثة عهي املسلمني ب ‪.‬‬
‫بات الفرققان تلك الليلة يف عرض الأحر‪ ،‬وموقف املسلمني حرج‪ ،‬وأضاد قسطهطني أن قسرع يف القتال‪ ،‬ولرن عأي ا هل بن‬
‫سعي بن أ ي السرح ملا ارغ من صالت إماما باملسلمني للدأح‪ ،‬استشاض ضجال الرأي واملشوض عهيه‪ ،‬ااتف معهم على خطة‬
‫ضائعة‪ :‬اقي اتفقوا على أن جيعلوا املعركة برقة على الرغم من أهنم يف عرض الأحر‪ ،‬اريف مت للمسلمني تلك؟ أمر عأي ا هل جهيه‬
‫أن ققرتبوا من سفن أعيائهم ااقرتبوا حىت المست سفههم سفن العيو‪ ،‬اهزل الفيائيون أو ضجال الضفادع الأشرقة يف عراها احلايل‬
‫إىل املاء‪ ،‬وضبطوا السفن اإلسالمية بسفن الروم‪ ،‬ضبطوها حبأال متيهة‪ ،‬اداض ‪ 1255‬سفيهة يف عرض الأحر‪ ،‬كل عشر أو عشرقن‬
‫وصف عأي ا هل بن سعي املسلمني على بواح السفن قعظهم‬ ‫َّ‬ ‫مهها متدلة مع بعضها‪ ،‬ار هنا قطعة أضض ستجري عليها املعركة‪،‬‬
‫وق مرهم بتالو القرآن الررمي‪ ،‬خدوصا سوض األبفال؛ ملا ايها من معاين الوحي والثأات والدرب‬
‫وبيأ الروم القتال‪ ،‬اهم يف ضأقهم قي يمهوا الهدر عهيما قالوا‪ :‬بل املاء املاء‪ ،‬وابقضوا على سفن املسلمني بيااع األمل‬
‫بالهدر‪ ،‬مستهياني توجي يربة أوىل حامسة محطمون هبا شوكة األسطول اإلسالم ‪ ،‬اهقض الروم صفوف املسلمني احملاتقة‬
‫لسفههم‪ ،‬وصاض القتال كيفما اتف ‪ ،‬وكان قاسيا على الطراني‪ ،‬وسالت اليماء غزقر اصطأغت هبا صفحة املاء‪ ،‬اداض أمحر‪،‬‬
‫وترامت اجلثث يف املاء‪ ،‬وتساقطت اي ‪ ،‬ويربت األمواج السفن حىت أجل هتا إىل الساحل‪ ،‬وقتل من املسلمني الرثري‪ ،‬وقتل من‬
‫الروم ما ال محدى‪ ،‬حىت وصف املؤضخ الأيزبط (ثيواابس) هذه املعركة ب هنا كابت قرموكا ثابيا على الروم‪.‬‬
‫‪18‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫وصمي املسلمون ضغم كل ش ء‪ ،‬وصربوا كعادهتم يف معاضكهم‪ ،‬ارتب ا هل ‪-‬عز وجل‪ -‬هلم الهدر مبا صربوا‪ ،‬وابيحر ما‬
‫تأقى من األسطول الروم ‪ ،‬وكاد األمري قسطهطني أن ققع أسريا يف أقيي املسلمني لره مترن من الفراض اوصل جزقر صقلية‪،‬‬
‫وألقت ب الرقح ههاك‪ ،‬اس ل أهل عن أمره ا خربهم‪ ،‬اقالوا‪ :‬مشت الهدرابية‪ ،‬وأاهيت ضجاهلا‪ ،‬لو دخل املسلمون ي جني من‬
‫قردهم اقتلوه‪ ،‬وخلوا من كان مع من املراكب‪.‬‬
‫* نتائج ذات الصواري‪:‬‬
‫الفيت الدرب واإلميان‪ ،‬واجلَلَي‬
‫‪ -1‬كابت تات الدواضي أول معركة حامسة يف الأحر خايها املسلمون‪ ،‬أظهر ايها األسطول ُّ‬
‫والفرر السليم مبا تفتَّ عه الذهن اإلسالم من خطة جعلت املعركة صعأة على أعيائهم‪ ،‬ااستحال عليهم اخرتاق صفوف‬
‫املسلمني بسهولة‪ ،‬كما استخيم املسلمون خطاطيف طوقلة جيرون هبا صواضي وشرع سفن األعياء‪ ،‬األمر الذي ابتهى براضثة‬
‫بالهسأة للروم‪.‬‬
‫‪ -2‬كابت تات الدواضي حيا ااصال يف سياسة الروم إزاء املسلمني‪ ،‬ا دضكوا اشل خططهم يف اسرتداد هيأتهم‪ ،‬أو اسرتجاع‬
‫مدر أو ا لشام‪ ،‬وابطل املسلمون يف عرض هذا الأحر الذي كان حبري ضومية‪ ،‬وابتهى اسم (حبر الروم) إىل األبي‪ ،‬واستطاع‬
‫املسلمون اتح قربص وكرقت وكوضسيرا وسردقهيا وصقلية وجزض الألياض‪ ،‬ووصلوا إىل جهو ومرسيليا‪.‬‬
‫‪ -3‬قتل قسطهطني اتوىل ابن قسطهطني الرابع من بعيه‪ ،‬وكان َح َيثًا صغري السن‪ ،‬مما جعل الظروف مواتية لقيام محلة حبرقة وبرقة‬
‫إسالمية تستهيف عاصمة ضوما (القسطهطيهية) ايما بعي‪.‬‬
‫‪ -0‬اإلعياد الروح قأل املعركة ‪-‬أو ما قسمى بالتوجي املعهوي يف أقامها هذه‪ -‬ل قيمت يف حتقي الهدر؛ حيث تتج القلوب‬
‫إىل ا هل بديق‪.‬‬
‫‪ -0‬أصأح الأحر املتوسط حبري إسالمية‪ ،‬وصاض األسطول اإلسالم سيي مياه الأحر املتوسط‪ ،‬وهذا األسطول ليس للتسلط‬
‫والقرصهة بل لليعو إىل ا هل وكسر شوكة املشركني‪ ،‬وبشر احلضاض املهأثقة عن كتاب ا هل وسهة ضسول ‪.‬‬
‫‪ -0‬عرف املسلمون على دضا سة علوم الأحرقة‪ ،‬وصهاعة السفن‪ ،‬وكيفية تسليحها‪ ،‬وأسلوب القتال من اوقها‪ ،‬وعلوم الفلك‬
‫املتدلة بتسيريها يف الأحاض‪ ،‬ومعراة مواقعهم على املدوضات الأحرقة املختلفة‪ ،‬ايما بعي‪ ،‬اعراوا االصطرالب (الأوصلة الفلرية)‪،‬‬
‫وطوضوها إىل امليى الذي استفاد مه بعي تلك الأحاض الغربيون‪.‬‬
‫‪ -0‬لقي كابت هذه املعركة مظهرا من مظاهر تفوق العقيي الدحيحة الدلأة على اخلرب العسررقة والتفوق يف العيد والعه َيد‪،‬‬
‫القي كان الروم هم أهل الأحر مهذ القيم‪ ،‬وقي مروا بتجاضب طوقلة يف احلروب الأحرقة‪ ،‬بيهما كان املسلمون حيقث عهي بركوب‬
‫الأحر والقتال الأحري‪ ،‬ولرن ا هل تعاىل أدىل املسلمني عليهم برغم التفوق املذكوض؛ ألب سأحاب قي سخر أولئك املؤمهني لهشر‬
‫دقه وإعالء كلمت يف األضض‪ .‬وإن مما قشاد ب يف هذه املعركة قو قائيها عأي ا هل بن سعي بن أ ي السرح وضباطة ج ش ‪،‬‬
‫ومقيضت اجليي على إداض احلروب‪ ،‬وه بعي تلك لون من ألوان بسالة املسلمني واستقالتهم يف احلروب ب بفسهم يف سأيل إعزاز‬
‫دقههم وضاع ش ن دولتهم‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫أسباب جمع القرآن الكريم ‪:‬‬


‫‪ - 4‬اتساع بالد المسلمين وتفرق الصحابة فيها‪:‬‬
‫كابت ضقعة بالد املسلمني قي اتسعت يف أقام عمر بن اخلطاب ضي ا هل عه حىت وصلت إىل بالد ما وضاء الههر شرقًا‪،‬‬
‫وإىل طرابـهلهس غربًا‪ .‬وامتيت الفتوحات اليت ابتيأها عمر بن اخلطاب يف أقام عثمان بن عفان‪ ،‬ااستمرت طيلة ارت خالات ‪،‬‬
‫بالدا جيقي ‪ ،‬وتوطِّي للمسلمني ايما اتح من قأل من الأليان‪ .‬وباتساع دولة اإلسالم كثهر املسلمون‪ ،‬وتفرق الدحابة يف‬ ‫تفتح ً‬
‫األمداض‪ ،‬قيعون إىل ا هل‪ ،‬وقعلِّمون العلم‪ ،‬وقهق ِرئون القرآن‪ .‬كان الهاس ققرؤون كما عهلِّموا‪ ،‬ا هل الشام ققرؤون بقراء أ ي بن‬
‫كعب‪ ،‬وأهل الرواة ققرؤون بقراء عأي ا هل بن مسعود‪ ،‬وأهل الأدر ققرؤون بقراء أ ي موسى األشعري‪ ،‬وهرذا‪.‬‬
‫اعن حذقفة قال‪ :‬أهل الأدر ققرؤون قراء أ ي موسى‪ ،‬وأهل الرواة ققرؤون قراء عأي ا هل‪ .‬وكان هؤالء القراء من‬
‫َّيب صلى ا هل علي و سلم‪ ،‬وعلموا وجوه قراءت ‪ ،‬وي قرن ش ءٌ من تلك لِمن‬
‫ِ‬
‫الدحابة قي شهيوا بزول القرآن‪ ،‬ومسعوه من اله م‬
‫تعلَّم مههم يف األمداض‪ ،‬ارابوا إتا اجتمع الواحي مههم مع من قرأ على غري الوج الذي قرأ علي قعجأون من تلك‪ ،‬وقهرر‬
‫بعضهم على بعض‪ ،‬وقي قدل األمر إىل ت ثيم أو ترفري بعضهم الأعض‪.‬‬
‫هاتف ‪َ :‬من كا َن‬
‫ف ٌ‬ ‫ٍ‬
‫زمن الوليي بن عقأة يف ح ْلقة ايها حذقفة‪ ،‬إت َهتَ َ‬ ‫عن قزقي بن معاوقة الهخع قال‪ :‬إين لف املسجي َ‬
‫ت هذه الزاوقةَ‬ ‫ٍ‬
‫مسعود الي ِ‬ ‫ت الزاوقةَ اليت عهي أبواب كِْهي َ‪ ،‬ومن كان ققرأ على قراء عأي ا هل بن‬ ‫ققرأ على قراء أ ي موسى الي ِ‬
‫احل َّج والْعمرَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ هل‬ ‫اليت عهي داض عأي ا هل‪ ،‬واختلفا يف آقة من سوض الأقر ‪ ،‬قرأ هذا‪ ( :‬وأمتُّوا احلج والعمر للأيت)‪ ،‬وقرأ هذا‪َ } :‬وأَمتُّوا َْ َ ه ْ َ‬
‫كب‬ ‫ِِ‬
‫قميد ه يف هح ْجَزت وهو يف املسجي‪ ،‬وتاك يف زمن عثمان‪ ،‬اقال‪َّ :‬إما أن قـَ ْر َ‬ ‫امحرت عيهاه‪ ،‬مث قام افرز َ‬
‫{‪ ،‬اغضب حذقفةه و َّ‬
‫كب‪ ،‬اهرذا كان َمن قألَرم …‬ ‫وإما أن ْأض َ‬‫إىل أمريه املؤمهني‪َّ ،‬‬
‫َّ‬
‫بعضا‪ ،‬وأبرر بعضهم قراء بعض‪.‬‬ ‫وابتشرت حلقات تعليم القرآن‪ ،‬اابتقل اخلالف إىل الغلمان واملعلمني‪ ،‬اخطَّ بعضهم ً‬
‫الرجل‪ ،‬اجعل الغلمان قلتقون‬ ‫الرجل‪ ،‬واملعلِّم قهعلِّم قراء َ َّ‬
‫اعن أ ي قالبة قال‪ :‬لَ َّما كان يف خالاة عثمان‪ ،‬جعل الْمعلِّم قهعلِّم قراء َ َّ‬
‫بعض‪ ،‬األغ تلك عثمان‪ ،‬اقام خطيأًا‪ ،‬اقال‪ :‬أبتم‬ ‫ٍ‬ ‫ايختلفون‪ ،‬حىت اضتفع تلك إىل املعلِّمني‪ ،‬قال‪ :‬حىت َك َفر بعضهم بقراء‬
‫إماما‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫عهيي ختتلفون وتلحهون‪ ،‬امن ب ى عين من األمداض ُّ‬
‫أشي اي اختالاًا وحلهًا‪ .‬اجتمعوا قا أصحاب حممي‪ ،‬ااكتأوا للهاس ً‬
‫‪25‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫‪ - 2‬فتح أرمينية وأذربيجان‪:‬‬


‫يف عام مخس وعشرقن من اهلجر الهأوقة اجتمع أهل الشام وأهل العراق يف غزو أضميهية وأتضبيجان‪ .‬قال الذهيب‪ :‬جاشت‬
‫آالف من العراق‪ .‬وكان أمري جهي الشام يف تلك العسرر‬‫استمي أمراء الشام من عثمان ميدا‪ ،‬ا ميَّهم بثمابية ٍ‬
‫َّ‬ ‫الروم‪ ،‬حىت‬
‫ً‬
‫حأيب بن مسلمة الفهري‪ ،‬وكان أمري جهي العراق سلمان بن ضبيعة الأاهل ‪ ،‬وكان حذقفةه بن اليمان من مجلة من غزا معهم‪،‬‬
‫وكان على أهل امليائن من أعمال العراق‪ .‬وكان أهل الشام ققرؤون بقراء أ ي بن كعب‪ ،‬وكان أهل العراق ققرؤون بقراء عأي ا هل‬
‫بعضا‪ ،‬وأظهر بعضهم إكفاض ٍ‬
‫بعض‪ ،‬والرباء مه ‪،‬‬ ‫بن مسعود‪ ،‬اتهازع أهل الشام وأهل العراق يف القراء ‪ ،‬حىت خطَّ بعضهم ً‬
‫بزول القرآن‪ ،‬وبـه ْعيهم عن معاقهة إباحة قراءت‬ ‫وكادت ترون اتهة عظيمة‪ .‬وكان السأب وضاء هذا اخلالف عيم مشاهي هؤالء َ‬
‫كل مههم أن ما ققرأ ب غريه خط ال َجيوز يف كتاب ا هل‪ ،‬ارادت ترون تلك الفتهة‪.‬‬ ‫اظن ٌّ‬ ‫ب وج خمتلفة‪َّ ،‬‬
‫الش ِْم ِيف اَـْت ِح أ َْضِميهِيَةَ‬ ‫ان قَ ِي َم َعلَى عهثْ َما َن‪َ ،‬وَكا َن قـهغَا ِزي أ َْه َل َّ‬ ‫َن ح َذقـ َفةَ بن الْيم ِ‬
‫س بْ َن َمالك َح َّيثَ ه أ َّ ه ْ ْ َ َ َ‬
‫ٍِ‬ ‫ِ ِ ٍ َّ‬
‫عن ابْن ش َهاب أَن أَبَ َ‬
‫ني‪ ،‬أ َْد ِضْك َه ِذ ِه األ َّهم َة قَـْأ َل أَ ْن‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال هح َذقْـ َفةه لعهثْ َما َن‪ :‬قَا أَم َري الْ هم ْؤمه َ‬‫اختِالَاهـ هه ْم ِيف الْ ِقَراء ِ‪ ،‬اَـ َق َ‬
‫ع هح َذقْـ َف َة ْ‬
‫ِ ِ‬
‫َوأَ ْت َضبِ َ‬
‫يجا َن َم َع أ َْه ِل الْعَراق‪ ،‬اََاْـَز َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َّد َاضى‪ .‬وعن زقي بن ثابت َّ‬ ‫ِ‬ ‫اختِالَ َ‬ ‫َخيْتَلِ هفوا ِيف الْ ِرتَ ِ‬
‫أن هح َذقْـ َف َة بْ َن الْيَ َمان قَي َم م ْن َغ ْزَو َغَز َاها‪ ،‬اَـلَ ْم قَ ْي هخ ْل بـَْيتَ ه‬ ‫ف الْيَـ ههود َواله َ‬ ‫اب ْ‬
‫ضَرَها أ َْه هل الْعَِر ِاق‬ ‫ِِ‬
‫ال ‪َ :‬غَزْوت اَـ ْر َج أ َْضميهيَةَ‪ ،‬اَ َح َ‬ ‫ال عهثْ َما هن‪َ :‬وَما َت َاك؟ قَ َ‬ ‫َّاس! اَـ َق َ‬ ‫ال‪ :‬قَا أ َِمري الْم ْؤِمهِ َ ِ‬
‫ني‪ ،‬أ َْدضْك اله َ‬ ‫َ ه‬ ‫َح َّىت أَتَى عهثْ َما َن‪ ،‬اَـ َق َ‬
‫ِ‬
‫ه ي‪ ،‬اَـيَ ْتهو َن ِمبَا َي ْ قَ ْس َم ْع أ َْه هل الْعَِرا ِق‪ ،‬اَـيه َرف هِّرهه ْم أ َْه هل الْعَِر ِاق‪َ ،‬وإِ َتا أ َْه هل الْعَِر ِاق ققرؤون‬ ‫َّام ققرؤون بِقَراء ِ أ ٍَّ‬ ‫َّام‪ ،‬اَِإ َتا أ َْهل الش ِ‬
‫ه‬
‫وأ َْهل الش ِ‬
‫َ ه‬
‫د َح ًفا‪.‬‬ ‫ب لَ ه هم ْ‬ ‫ِ‬ ‫بِِقَراء ابْ ِن َم ْسعهود‪ ،‬اَـيَ ْتهو َن مبَا َي ْ قَ ْس َم ْع أ َْه هل الشَّام‪ ،‬اَـيه َرف هِّرهه ْم أ َْه هل الشَّام‪ .‬قَ َ‬
‫ال َزقْ ٌي‪ :‬اَ ََمَرين عهثْ َما هن أَ ْن أَ ْكته َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫وكان سأب تلك ان حذقف بن اليمان ضي ا هل عه الحظ يف احيى املعاضك اختالف املسلمني يف قراء القران الررمي ‪ ،‬اقيم‬
‫على عثمان ضي ا هل عه واخربه مبا ضأى ‪ ،‬ا ضسل عثمان ضي ا هل عه إىل أم املؤمهني حفد بهت عمر ضي ا هل عهها قطلب‬
‫مهها اضسال مامجع يف عهي أ ي برر ضي ا هل عه ‪ ،‬ا مر زقي بن ثابت ضي ا هل عه بتيقي املدحف ‪ ،‬وترتيب سوضه ‪ ،‬وكتب‬
‫مه عي بسخ على هلج قرقش ‪ ،‬مث اضسل لرل بلي مسلم مدحفا ؛ مهعا لوقوع األختالف يف القراءات‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫‪ ‬من قام بجمع القرآن الكريم في عهد عثمان رضي اهلل عنه ‪:‬‬
‫ابعقي عزم الدحابة بعي ما ضأوا من اختالف الهاس يف القراء على أن جيمعوا القرآن‪ ،‬وقرسلوا مه به َس ًخا إىل األمداض‪ ،‬لترون‬
‫مرجعا للهاس قرجعون إلي عهي االختالف‪ .‬اابتيب عثمان بن عفان لذلك اثين عشر ضجالً‪ ،‬وأمرهم ب ن قرتأوا القرآن يف‬ ‫ً‬
‫ِ‬
‫الْمداحف‪ ،‬وأن قرجعوا عهي االختالف إىل لغة قرقش‪ .‬عن حممي بن سريقن عن َكثري بن أالَ َح قال‪ :‬لَ َّما أضاد عثمان أن قرتب‬
‫كعب وزقي بن ثابت‪ .‬والذي قظهر أن عثمان ابتيب ضجلني‬ ‫ه ي بن ٍ‬
‫املداحف مجع ل اثين عشر ضجالً من قرقش واألبداض‪ ،‬ايهم أ َُّ‬
‫اقط أول األمر‪ ،‬مها (زقي بن ثابت وسعيي بن العاص)‪.‬‬
‫أي الهاس أادح؟ وأي الهاس أقرأه؟ قالوا‪:‬‬ ‫طالب يف قدة مجع القرآن زمن عثمان أب قال‪ :‬اقيل‪ُّ :‬‬ ‫كما جاء عن عل ِّ ب ِن أ ي ٍ‬
‫الهاس على‬ ‫ِ‬
‫أحيمها وهميل اآلخر‪ ،‬افعال‪ ،‬هومجع ه‬ ‫ه‬ ‫ليرتب‬
‫ْ‬ ‫أادح الهاس سعيي بن العاص‪ ،‬وأقرؤهم زقي بن ثابت‪ .‬اقال عثمان‪:‬‬
‫بإسهاد صحيح‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫مدحف‪ .‬قال احلااظ ابن حجر‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫ِ‬ ‫الر ْمح ِن بن ْ ِ‬
‫احلَا ِضث بْ ِن ه َش ٍام‪ ،‬اَـهَ َس هخ َ‬
‫وها ِيف‬ ‫الزبـَ ِْري َو َسعِ َ‬
‫يي بْ َن الْ َع ِ‬
‫اص َو َعْأ َي َّ َ ْ َ‬ ‫ت َو َعْأ َي ا هلِ بْ َن ُّ‬ ‫َن عثْما َن دعا زق َي بن ثَابِ ٍ‬
‫س أ َّ ه َ َ َ َ ْ ْ َ‬ ‫اع ْن أَبَ ٍ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫اختَـلَ ْفته ْم أَبْـته ْم َوَزقْ هي بْ هن ثَابِت ِيف َش ء م َن الْ هق ْرآن اَا ْكتهأهوهه بِل َسان قهـَرقْ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الْمداح ِ‬
‫ش‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ني الثَّالَثَة‪ :‬إِ َتا ْ‬‫ال عهثْ َما هن ل َّلرْهط الْ هقَرشيِّ َ‬
‫ف‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫اَِإَّّنَا بـََزَل بِل َساهن ْم اَـ َف َعلهوا َتل َ‬
‫ك‪.‬‬

‫عمل عثمان رضي اهلل عنه في جمع القرآن‪:‬‬


‫كان املقدود من مجع القرآن زمن عثمان قطع دابر الفتهة اليت طرأت على املسلمني من االختالف يف كتاب ا هل‪ ،‬جبمع وحتيقي‬
‫األوج املتواتر اجملمع عليها يف تالو القرآن‪ ،‬وإبعاد كل ما ي تثأت قرآبيت ‪ ،‬سواء بهسخ‪ ،‬أو ب ن ي قرن قرآبًا أصالً‪ .‬ا ضاد‬
‫جممعا عليها ترون أئمة للهاس يف‬
‫عثمان ضي ا هل عه أن قهسخ من الدحف اليت مجعها أبو برر ضي ا هل عه مداحف ً‬
‫جمموعا‬ ‫بسخ ما كان‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫قد َي َ‬
‫جمموعا‪ ،‬اقي كان القرآن زمن الديق قي همجع‪ ،‬وإّنا َ‬
‫ً‬ ‫تالو القرآن‪.‬الم قرن قدي عثمان مجع ما ليس‬
‫مه زمن الديق يف مداحف ققتيي ِهبا املسلمون‪.‬‬
‫قال الهووي‪ :‬خاف عثمان ضي ا هل عه وقوع االختالف املؤدي إىل ترك ش ء من القرآن‪ ،‬أو الزقاد اي ‪ ،‬اهسخ من تلك‬
‫مداحف‪ ،‬وبعث ِهبا إىل الأليان‪ ،‬وأمر بإتالف ما خالفها‪ ،‬وكان اعل‬
‫َ‬ ‫اجملموع الذي عهي حفدة‪ ،‬الذي أمجعت الدحابة علي‬
‫هذا باتفاق مه ومن عل بن أ ي طالب‪ ،‬وسائر الدحابة‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫‪ ‬خطة العمل‪ :‬شرع الدحابة املوكلون جبمع القرآن يف كتابة املدحف اإلمام‪ ،‬الذي بسخوا مه بعي تلك املداحف‬
‫مجيعا قشاضكون‬
‫املرسلة إىل األمداض‪ ،‬وكان اخلليفة عثمان ضي ا هل عه قتعاهيهم وقشرف عليهم‪ ،‬وكان املوجودون من الدحابة ً‬
‫يف هذا العمل‪.‬‬
‫‪22‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫ويُمكن أن يلخص منهج الجمع العثماني فيما يأتي‪:‬‬

‫‪ - 1‬االعتماد على مجع أ ي برر الديق ضي ا هل عه ‪ ،‬وقظهر هذا جليًّا يف طلب عثمان ضي ا هل عه الدحف اليت مجع‬
‫مر‪ -‬مستهي ً إىل األصل املرتوب بني قيي‬ ‫ايها أبو بر ٍر القرآن من حفدة ‪-‬ضي ا هل عهها‪ ،‬وقي كابت هذه الدحف ‪-‬كما َّ‬
‫الدح ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ف بـَْه َس هخ َها ِيف‬ ‫دةَ‪ :‬أَ ْن أ َْضسل إلَْيـهَا ب ُّ ه‬ ‫س بْ ِن َمالك قال‪ … :‬اَ َْض َس َل عهثْ َما هن إِ َىل َح ْف َ‬ ‫الهَِّيب صلى ا هل علي و سلم‪ .‬عن أَبَ ِ‬
‫م‬
‫يي بْ َن الْ َع ِ‬
‫اص َو َعْأ َي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الزبـَ ْري َو َسع َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫دةه إ َىل عهثْ َما َن‪ ،‬اَ ََمَر َزقْ َي بْ َن ثَابت َو َعْأ َي ا هل بْ َن ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت هبا َح ْف َ‬ ‫داحف همثَّ بـَ هرُّد َها إلَْيك‪ ،‬اَ َْض َسلَ ْ‬ ‫الْ َم َ‬
‫ث ب ِن ِه َش ٍام اَـهَسخوها ِيف الْمد ِ‬
‫اح ِ‬ ‫الر ْمح ِن بن ْ ِ‬
‫ف‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫َه َ‬ ‫احلَا ِض ْ‬ ‫َّ َ ْ َ‬
‫‪ - 2‬أن قتعاهي جلهة اجلمع وقشرف عليها خليفة املسلمني بهفس ‪ :‬اعن َكثِري بن أالَ َح قال‪ :‬لَ َّما أضاد عثمان أن قرتب املداحف‬
‫اج ء‬ ‫الربــع ِة اليت يف بيت عمر‪ِ ،‬‬ ‫ه ي بن ٍ‬
‫ه ََ‬ ‫كعب وزقي بن ثابت‪ ،‬قال‪ :‬اأعثوا إىل َّ ْ َ‬ ‫مجع ل اثين عشر ضجالً من قرقش واألبداض ‪ ،‬ايهم أ َُّ‬
‫ِهبا‪ ،‬قال‪ :‬وكان عثما هن قتعاهيهم‪.‬‬
‫الر هسول صلى ا هل علي و سلم ِمبا عهيه‪ ،‬وأن قشرتك اجلميع يف علم ما‬ ‫كل َمن عهيه ش ءٌ من القرآن مسع من َّ‬ ‫‪ - 3‬أن ق يت ُّ‬
‫مجع عن ٍ‬
‫مأل‬ ‫ك يف أب ِ‬ ‫قودع املدحف‪ ،‬وال قه َش ُّ‬ ‫ِ‬
‫همجع‪ ،‬اال قغيب عن مجع القرآن أح ٌي عهيه ش ء مه ‪ ،‬وال قرتاب أح ٌي ايما َ‬
‫ٍ‬
‫خريا يف‬
‫الهاس‪ ،‬ال تغلوا يف عثمان‪ ،‬وال تقولوا ل إال ً‬ ‫صح عن عل ِّ ب ِن أ ي طالب أب قال‪ :‬قا أقها ه‬ ‫مههم‪ .‬وقيل على تلك ما َّ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫مجيعا‪ ،‬اقال‪ :‬ما تقولون يف هذه القراء ؟‬ ‫املداحف وإحراق املداحف‪ ،‬اوا هل ما اَـ َع َل الذي اَـ َع َل يف املداحف إالَّ عن مأل مهَّا ً‬
‫خري من قراءتك‪ ،‬وهذا قراد أن قرون هك ْفًرا‪ .‬قلها‪ :‬اماتا ترى؟ قال‪ :‬برى أن جنمع الهاس‬ ‫اقي بلغين أن بعضهم ققول‪ :‬إن قراءيت ٌ‬
‫اختالف‪ .‬قلها‪ :‬اهعم ما ضأقت‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫احي‪ ،‬اال ترون ارقةٌ‪ ،‬وال قرون‬ ‫مدحف و ٍ‬‫ٍ‬ ‫على‬
‫َّيب صلى ا هل علي و‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ووضد كذلك أن عثمان ضي ا هل عه دعا الهاس إىل أن ق توا مبا عهيهم من القرآن املرتوب بني قيي اله م‬
‫سلم‪ ،‬وأب كان قستوث لذلك أشي االستيثاق‪.‬‬
‫ني الثَّالَثَِة‪ :‬إِتَا‬ ‫َن عثْما َن قَ َ ِ ِ ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫‪ - 0‬االقتداض عهي االختالف على لغة قرقش‪ :‬كما جاء يف حيقث أَبَ ِ‬
‫ال ل َّلرْهط الْ هقَرشيِّ َ‬ ‫س بْ ِن َمالك أ َّ ه َ‬
‫ش‪ ،‬اَِإَّّنَا بـََزَل بِلِ َساهنِِ ْم اَـ َف َعلهوا‪.‬‬ ‫ت ِيف َش ٍء ِمن الْ هقر ِ‬
‫آن اَا ْكتهأوه بِلِس ِ‬
‫ان قـهَرقْ ٍ‬ ‫اختَـلَ ْفتهم أَبْـتهم وزق هي بن ثَابِ ٍ‬
‫هه َ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫ْ ْ ْ َ َْ ْ ه‬
‫َّيب صلى ا هل علي و سلم‪ ،‬وإن‬ ‫ِ‬
‫واملقدود من اجلمع على لغة واحي ‪ :‬اجلمع على القراء املتواتر املعلوم عهي اجلميع ثأوههتا عن اله م‬
‫اختلفت وجوهها‪ ،‬حىت ال ترون ارقةٌ وال اختالف‪ ،‬اإن ما قعلم اجلميع أب قراء ثابتة عن َض هسول ا هلِ صلى ا هل علي و سلم ال‬
‫خيتلفون ايها‪ ،‬وال قهرر أح ٌي مههم القراء ِهبا‪.‬‬
‫آحادا‪ ،‬وما ي تهعلم قرآبيت ‪ ،‬أو ما ليس‬ ‫ً‬ ‫‪ - 0‬أن هميهع كتابة ما بهسخت تالوت ‪ ،‬وما ي قرن يف العرية األخري ‪ ،‬وما كابت ضواقت‬
‫مهسوخ‪ ،‬أو حنو تلك‪ِ .‬وممَّا‬
‫ٍ‬ ‫ملعىن‪ ،‬أو بيابًا لهاسخ أو‬
‫شرحا ً‬‫بقرآن‪ ،‬كالذي كان قرتأ بعض الدحابة يف مداحفهم اخلاصة‪ً ،‬‬
‫أخروه‪ ،‬قال حممي‪ :‬اقلت ل َرثِ ٍري ‪-‬‬ ‫قيل لذلك ما وضد عن حممي بن سريقن عن َكثِري بن أالَ َح قال‪ :‬ارابوا إتا تياضؤوا يف ش ء َّ‬
‫وكان ايهم (ايمن قرتب)‪ :‬هل تيضون ي كابوا قـه َؤ ِّخروب ؟ قال‪ :‬ال‪ .‬قال حممي‪ :‬اظههت َّأهنم َّإّنا كابوا قـه َؤ ِّخروب ليهظروا أحيثهم‬
‫ايرتأوهنا على قول ‪.‬‬
‫َ‬ ‫عهيا بالعرية اآلخر ‪،‬‬
‫ً‬
‫‪23‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫‪ - 0‬أن قشتمل اجلمع على األحرف اليت بزل ِهبا القرآن‪ ،‬واليت ثأت عريها يف العرية األخري مع مراعاة ما يأتي‪:‬‬
‫ِ‬
‫َّيب صلى ا هل علي و سلم‪ ،‬قأقي ال َرتَأَةه خاليًا عن أقة عالمة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫أ) عهي كتابة اللفظ الذي تواتر الهط ب على أوج خمتلفة عن اله م‬
‫تقدر الهط ب على وج واحي؛ لترون داللة املرتوب على كال اللفظني املهقولني املسموعني متساوقة‪ ،‬اترتب هذه الرلمات‬ ‫ِ‬
‫برسم و ٍ‬
‫احي يف مجيع املداحف‪ ،‬حمتمل ملا ايها من األوج املتواتر ‪.‬‬
‫‪ - 0‬بعي الفراغ من كتابة املدحف اإلمام قراجع زقي بن ثابت ‪ ،‬مث قراجع عثمان ضي ا هل عه بهفس ‪ .‬وكان القائمني بالرتابة‬
‫واإلمالء من احلفاظ القراء‪ .‬مث أمر عثمان بعي تلك بهسخ املداحف عن املدحف اإلمام‪ ،‬وإضساهلا إىل األمداض‪ ،‬وه اليت‬
‫بعي باملداحف العثمابية‪.‬‬
‫عرات ايما ه‬

‫مزايا جمع القرآن في عهد عثمان رضي اهلل عنه‬

‫كان بسخ القرآن يف املداحف يف زمن عثمان بن عفان حتقي ًقا لوعي ا هل حبفظ كتاب العزقز‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬إِبَّا َْحنن بـََّزلْهَا ِّ‬
‫الذ ْكَر‬ ‫ه‬
‫وضد عههم ما كان حميقًا ِهبم من الفتهة العظيمة‪ ،‬واجتث بذوض‬ ‫وحي هذا اجلمع صف املسلمني وكلمتهم‪َّ ،‬‬‫َوإِبَّا لَ ه َحلَااِظهو َن‪ ،‬اقي َّ‬
‫الشقاق من بيههم‪ِ .‬وممَّا سأ تكره من خطة عمل الدحابة يف مجع القرآن زمن عثمان قتأني لها مزاقا تلك اجلمع املأاضك‪ ،‬وميرن‬
‫تلخيص بعضها ايما ق يت‪:‬‬
‫‪ .1‬مشاضكة مجيع من شهي اجلمع من الدحابة اي ‪ ،‬وإشراف اخلليفة علي بهفس ‪.‬‬
‫أقره عيد التواتر‪.‬‬
‫‪ .2‬بلوغ من شهي هذا اجلمع و م‬
‫آحادا‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ .3‬االقتداض على ما ثأت بالتواتر‪ ،‬دون ما كابت ضواقت‬
‫قستقر يف العرية األخري ‪.‬‬
‫‪ .0‬إمهال ما بسخت تالوت ‪ ،‬وما ي َّ‬
‫‪ .0‬ترتيب السوض واآلقات على الوج املعروف اآلن‪ ،‬خبالف صحف أ ي برر ‪ ،‬اقي كابت مرتأة اآلقات دون السوض‪.‬‬
‫‪ .0‬كتابة عيد من املداحف جيمع وجوه القراءات املختلفة اليت بزل ِهبا القرآن الررمي‪.‬‬
‫‪ .0‬جترقي هذه املداحف من كل ما ليس من القرآن‪ ،‬كالذي كان قرتأ بعض الدحابة من تفسري للفظ‪ ،‬أو بيان لهاسخ أو‬
‫ِ‬
‫َّيب صلى ا هل علي و سلم والتابعني‪ ،‬وقطع‬
‫مهسوخ‪ ،‬أو حنو تلك‪ .‬ولقي حظ اجلمع العثماين بريى من شهيه من أصحاب اله م‬
‫ا هل ب دابر الفتهة اليت كادت تشتعل يف بالد املسلمني‬
‫‪20‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫الفرق بين جمع القرآن في مراحله الثالث‬


‫بستطيع بعي هذا العرض أن بتأني الفرق بني مجع القرآن يف مراحل الثالث‪ ،‬اقي كان لرل مر من مرات مجع القرآن أسأاب‬
‫أقضا كيفية خاصة‪ ،‬االفرق بني املراحل الثالث كان من حيث األسأاب والريفيات‪:‬‬
‫خاصة‪ ،‬وكان لرل مر ً‬

‫الفرق بين المراحل الثالث من حيث األسباب‪:‬‬


‫َّيب صلى ا هل علي و سلم‪ :‬زقاد التوث للقرآن‪ ،‬والتحري يف يأط ألفاظ ‪ ،‬وحفظ كلمات ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫‪ .1‬أسأاب مجع القرآن يف عهي اله م‬
‫وإن كان التعوقل يف تلك الوقت إّنا كان على احلفظ واالستظهاض‪ ،‬وتأليغ الوح على الوج األكمل‪.‬‬
‫‪ .2‬سأب مجع القرآن يف زمن أ ي برر ضي ا هل عه ‪ :‬اخلوف على يياع ش ء من القرآن ِهبالك حفَّاظ ‪ ،‬ويياع ما عهيهم ِممَّا‬
‫هكتِب بني قيي الهيب صلى ا هل علي و سلم‪.‬‬
‫‪ .3‬سأب مجع القرآن يف عهي عثمان ضي ا هل عه ‪ :‬خوف الفتهة اليت وقع ايها املسلمون بسأب اختالاهم يف القراء حبسب‬
‫ما تعلموه من األحرف اليت بزل ِهبا القرآن‪ ،‬واحملااظة على كتاب ا هل من التأيقل والتغيري‪.‬‬

‫الفرق بين المراحل الثالث من حيث الكيفية‪:‬‬


‫ِ‬
‫َّيب صلى ا هل علي و سلم‪ :‬ترتيب اآلقات يف سوضها‪ ،‬وكتابة اآلقات ايما تيسر من مواد الرتابة‪،‬‬
‫‪ .1‬كيفية مجع القرآن يف عهي اله م‬
‫مع بعثر تلك املرتوب‪ ،‬وعيم مجع يف مران واحي‪.‬‬
‫ٍ‬
‫صحف‪ ،‬وه‬ ‫َّيب صلى ا هل علي و سلم وبقل يف‬‫ِ‬
‫‪ .2‬كيفية مجع القرآن يف زمن أ ي برر ضي ا هل عه ‪ :‬مجع املرتوب يف عهي اله م‬
‫أقضا‪ ،‬وحبيث جتتمع كل سوض متتابعة يف تلك الدحف‪ ،‬لرن من غري أن جتمع تلك الدحف يف‬ ‫أوضاق جمرد ‪ ،‬مرتب اآلقات ً‬
‫ٍ‬
‫مدحف واحي‪.‬‬ ‫جملي أو‬
‫إمام‪ ،‬وبسخ مداحف مه ‪،‬‬ ‫‪ .3‬كيفية مجع القرآن يف عهي عثمان ضي ا هل عه ‪ :‬بقل ما يف صحف أ ي برر يف مدحف ٍ‬
‫مرجعا للهاس عهي االختالف‪.‬‬
‫وإضساهلا إىل اآلااق‪ ،‬لترون ً‬

‫وفاته‪ :‬تويف ضي ا هل عه يف العام ‪30‬هـ ‪ ،‬وكان عمره ‪ 82‬عاما‪ ،‬ومي خالات اثهيت عشر سهة إال اثين عشر قوما‪.‬‬
‫‪20‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫علي بن ابي طالب رضي اهلل عنه (‪04_23‬هـ)‬


‫نسبه ومولده ‪:‬‬
‫هو‪ :‬عل بن ا ي طالب بن عأي املطلب بن هاشم بن عأي مهاف بن قد بن كالب اهلامش القرش ‪ ،‬كهيت أبو احلسن‪ ،‬وأبو‬
‫تراب‪ ،‬ولي مبرة قأل الأعثة بعشر سهوات‪.‬‬
‫نشأته وفضله‪:‬‬
‫ابن عم الرسول صلى ا هل علي و سلم وترىب عل قيه وهنل من أخالق الفايلة‪.‬‬
‫أول من آمن برسالة الهيب صلى ا هل علي و سلم من الدأيان‪.‬‬
‫بدر الهيب صلى ا هل علي و سلم وآزضه يف بشر اليعوه االسالمي والزم طوال حيات ‪.‬‬
‫بفذ امره صلى ا هل علي و سلم باملأيت يف اراش ‪ .‬وتزوج من ابهت ااطم ضي ا هل عهها اوليت ل احلسن واحلسني وزقهب وام‬
‫كلثوم ضي ا هل عههم‪.‬‬
‫شاضك يف مجيع الغزوات ماعيا غزو تأوك ‪ ،‬ألن الهيب صلى ا هل علي و سلم خلف يف امليقهة على أهل ‪ ،‬وقال ل ‪ :‬أال تريى أن‬
‫ترون مين مبهزلة هاضون من موسى ‪ ،‬غري أب ال بيب بعيي ‪ .‬وهو احي كتاب الوح واحي العشره املأشرقن باجله ‪.‬‬
‫اختياره للخالفه‪ :‬توىل عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه اخلالاة إثر مقتل عثمان بن عفان ضي ا هل عه يف ظروف خطري ‪،‬‬
‫حيث سيطر الثواض على امليقهة‪ ،‬وي تعي مثة سلطة عليا حترم اليولة اإلسالمية‪ ،‬وقي سعى الثواض إىل تولية عأي ا هل بن عمر‪،‬‬
‫وهيدوه بالقتل إن ي قرض‪ ،‬ولرن ي جييوا مه إال صيودا‪ ،‬ا دضكوا أن أمر اخلالاةبيي أهل امليقهة من املهاجرقن واألبداض مه هل‬
‫بيض‪ ،‬وأن الهاس تأع هلم يف تلك‪ .‬وقي بادض الهاس إىل عل بن أ ي طالب ليأاقعوه‪ ،‬ا ظهر ضغأت عن اخلالاة يف تلك الظروف‪:‬‬
‫وا هل إين ألستح أن أباقع قوما قتلوا ضجال قال اي ضسول ا هل صلى ا هل علي و سلم ‪ :‬أال أستح ممن تستح مه املالئرة‪.‬‬
‫وإين ألستح من ا هل أن أباقع وعثمان قتيل على األضض ي قيان بعي‪ ،‬اابدراوا‪ ،‬الما دان عثمان ضي ا هل عه أتوه مر‬
‫أخرى‪ ،‬وس لوه الأيعة وقالوا‪ :‬البي للهاس من خليفة‪ ،‬وال بعلم أحيا أح هبا مهك‪ ،‬اقال هلمعل ‪ :‬ال ترقيوين‪ ،‬اإين لرم وزقر‬
‫خري مين لرم أمري‪ .‬اقالوا‪ :‬ال وا هل مابعلم حيا أح هبا مهك‪.‬‬
‫واعتزل بعض الدحابة الم قأاقعوا عليا ومههم‪ :‬حممي بن مسلمة‪ ،‬وأهأان بن صيف ‪ ،‬وسعي به ي وقاص‪ ،‬وعأي ا هل بن‬
‫عمر ضي ا هل عههم‪ ،‬اقي كابوا قرون الهاس يف ارقة واختالف واتهة‪ ،‬ارابوا قهتظرون أن قستقر األمر ايأاقعوا‪،‬كما أن معاوقة بن‬
‫أ ي سفيان وأهل الشام وكثري من أهل الأدر ومدر واليمن ي قأاقعوه‪ ،‬ولرن معظم أهل احلل والعقي من أهل بيض واملهاجرقن‬
‫واألبداض بامليقهة باقعوا لعل ضي ا هل عه ‪.‬‬
‫وبذلك ابعقيت ل الأيعة‪ ،‬وصاض خليفة للمسلمني‪ ،‬وهو آخر خلفاء الهأو اليت وضد هبا حيقث" خالاة الهأو ثالثون سهة‪ ،‬مث‬
‫قؤيت ا هل ملر من قشاء "‪.‬‬
‫‪20‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫اهم األحداث في عهده‪:‬‬


‫‪ )1‬نقل مركز الخالفه‪ :‬وقي بقل من امليقه إىل الروا ضغأ مه ضي ا هل عه يف توسيط عاصم اليول االسالمي بني‬
‫الوالقات لسرعة االتدال هبا‪.‬‬
‫‪ )2‬معركة الجمل ‪31‬هـ‪.‬‬
‫‪ )3‬معركة صفين‪33‬هـ‪.‬‬
‫‪ )0‬ظهور فرقة الخوارج‪ :‬كابوا يف جيش عل ضي ا هل عه مث خرجوا علي احاضبوه‪ ،‬ومسوا باخلواضج ألهنم خرجوا عل عل‬
‫ضي ا هل عه ‪ ،‬ومسوا باحلروضقة ألهنم ضاضوا دخول الرواة‪ ،‬ومرثوا يف حروضاء قرب الرواة‪ .‬وقي حاول عل ضي ا هل عه‬
‫اقهاعهم ا قتهع ارق مههم‪ ،‬ولرن ارق مههم استمر على موقف ‪ ،‬اايطر عل ضي ا هل عه إىل مقاتلتهم لغلوهم وقتلهم العزل‬
‫من املسلمني‪ ،‬وداضت بيههم معرك يف مران ققال ل الههروان‪ ،‬وابتدر عليهم سه ‪38‬هـ‪.‬‬
‫اخالقه وصفاته‪:‬‬
‫تر ي يف بيت ضسول ا هل صلى ا هل علي و سلم ات دب ب داب العالي وختل بدفات الررمي ‪.‬و اشتهر بالشجاع ‪ ،‬اران من أول‬
‫املأاضزقن يف غزو بيض ‪ ،‬كما باضز أشجع ارسان املشركني يف غزو اخلهيق وقتل ‪ .‬كما اشتهر بالتضحي واملروءه والوااء والزهي‬
‫والوضع واحرتام العهود واحلرص عل اموال املسلمن ‪.‬وكان مضرب االمثال يف اخلطاب والفداح ‪ ،‬كما عرف برباعت يف القضاء ‪،‬‬
‫اران عمر ققول‪(:‬اقضابا عل )‪.‬‬
‫وفاته‪ :‬دبر ثالث من اخلواضج مؤامر لقتل عل ومعاوق وعمرو ابن العاص ضي ا هل عههم يف وقت واحي ‪ ،‬وقي مترن عأيالرمحن‬
‫بن ملجم من قتل عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه بيهما أخفقا صاحأاه يف مهمتهما‪.‬‬
‫وكان استشهاده ضي ا هل عه سه ‪05‬هـ بع ي أن أمضى قرابة مخس سهوات يف اخلالا وعمره ‪03‬سه ‪ ،‬وباستشهاده ضي ا هل‬
‫عه ابتهى عدر اخللفاء الراشيقن‪.‬‬
‫‪20‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫موقعة الجمل ‪31‬هـ‪:‬‬


‫اجتمع يف مر بعض الدحاب ممرن قطلب الث ض من قتلة عثمان ضي ا هل عههم و قرض اجملتمعون يف مرة أن جيهزوا‬
‫جيشا‪ ،‬وقذهأوا إىل امليقهة املهوض ألخذ الث ض من قتلة عثمان ضي ا هل عه ؛ ألن عليًا ضي ا هل عه ال قستطيع أن ققاتلهم‬
‫ً‬
‫وحيه‪ ،‬ووااقت السيي عائشة ضي ا هل عهها على هذا األمر‪ ،‬ووااقت مجيع زوجات الهيب صلى ا هل علي وسلم على اخلروج من‬
‫مرة إىل امليقهة؛ ألخذ الث ض لعثمان بن عفان ضي ا هل عه ‪.‬وظهر ضأي آخر ققول بالذهاب إىل الشام لالستعابة مبعاوقة ضي‬
‫ا هل عه على هذا األمر‪ ،‬اقال عأي ا هل بن عامر‪ :‬إن معاوقة قي كفاكم أمر الشام‪.‬‬
‫وأشاض عليهم بالذهاب إىل الأدر ‪ -‬وكان واليًا عليها قأل تلك‪ -‬للتزود بامليد‪ ،‬واألعوان مهها‪ ،‬وكان ل ايها ق ٌي وضأي‪،‬‬
‫وقال هلم‪ :‬إن لطلحة ايها كلمة وضأي‪ .‬وقي كان ضي ا هل عه واليًا عليها لفرت من الزمن وت ثمروا ب ‪ .‬اران ضأي عأي ا هل بن عامر‬
‫أن قذهأوا إىل الأدر ‪ ،‬وقأيءوا بقتلة عثمان املوجودقن يف الأدر ‪ ،‬ايقتلوهنم‪ ،‬مث قذهأون بعي أن قتزودوا بالعيد‪ ،‬والعي إىل امليقهة‬
‫اي تون على باق القتلة‪ .‬وأعجب هذا الرأي اجلميع إال السيي عائشة ضي ا هل عهها اقالوا هلا‪َ[ :‬ال َخْيـَر ِيف َكثِ ٍري ِم ْن َْجن َو هاه ْم إَِّال‬
‫ِ‬ ‫ا هل اَسو َ ِ ِ‬ ‫ك ابتِغَاء مريا ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫من أَمر بِ ٍ‬
‫يما]‪ .‬وأن ما تفعليه‬ ‫َجًرا َعظ ً‬ ‫ف بـه ْؤتي أ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ني اله ِ‬
‫َّاس َوَم ْن قـَ ْف َع ْل َتل َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫د َيقَة أ َْو َم ْع هروف أ َْو إِ ْ‬
‫ص َال ٍح بـَ ْ َ‬ ‫َ ْ ََ َ‬
‫ِ‬
‫هبذا اخلروج‪ ،‬إّنا هو إصالح بني الهاس‪ ،‬وليس مهاايًا لقول ا هل تعاىل‪َ [ :‬وقَـ ْر َن ِيف بـهيهوت هر َّن]‬
‫وضاضت سائر زوجات الهيب صلى ا هل علي وسلم اخلروج إىل الأدر إال السيي حفدة بهت عمر ضي ا هل عهها‪ ،‬وعن‬
‫أبيها اقرضت اخلروج مع السيي عائشة ضي ا هل عهها إىل الأدر ‪ ،‬إال أن أخاها عأي ا هل بن عمر ضي ا هل عههما قال هلا‪:‬إن‬
‫تقري يف بيتك‪ ،‬وال خترج ‪ .‬الما خاطأتها السيي عائشة يف عيم خروجها إىل الأدر قالت هلا إن‬ ‫هذا زمن اتهة‪ ،‬وعليك أن م‬
‫أخاها‪ -‬أي عأي ا هل بن عمر‪ -‬قي مهعها‪ ،‬اقالت السيي عائشة ضي ا هل عهها‪:‬غفر ا هل ل ‪.‬‬
‫وقتضح من هذا املوقف ميى قهاعة السيي عائشة ضي ا هل عهها وأضياها ب مر اخلروج للأدر ليضجة أهنا تَـعه مي أمر عأي‬
‫ا هل بن عمر يف مهع للسيي حفدة ضي ا هل عهها من اخلروج‪ ،‬تع مي تلك تبأًا تستغفر ا هلَ لعأي ا هل بن عمر مه ‪ .‬كان موقف‬
‫قدوض الفتهة ب هنا كغمامة جاءت‬ ‫عأي ا هل بن عمر ضي ا هل عههما هو اعتزال الفتهة من أوهلا إىل آخرها‪ ،‬وكان ضي ا هل عه م‬
‫على املسلمني‪ ،‬الم قعي أحي قرى شيئًا‪ ،‬والرل قسري يف طرق قرقي أن قدلوا إىل الدواب‪ ،‬ااجتهي ارق مههم يف الطرق ‪،‬‬
‫اوصل اهذا عل م ومن مع ‪ ،‬واجتهي آخرون لر قدلوا‪ ،‬ولرههم أخط وا الطرق ‪.‬‬
‫امعاوقة ومن مع ‪ ،‬والأعض ابتظر حىت تهقشع الغمامة مث قرى الرأي‪ ،‬وكان هو ضي ا هل عه من هذه الفئة‪ ،‬مث ققول‬
‫ضي ا هل عه ‪ :‬واجملاهي أاضل‪ .‬وخرجت السيي عائشة ضي ا هل عهها من مرة ومن معها من الهاس؛ طلحة بن عأيي ا هل‪،‬‬
‫والزبري بن العوام‪ ،‬وابه عأي ا هل‪ ،‬و مأمرت السيي عائشة ضي ا هل عهها عأي ا هل بن الزبري على الدال ‪ ،‬وكابت ترى أب أعلم‬
‫وجهز قعلى بن أميمة الأعري‪ ،‬وكابت ستمائة بعري‪ ،‬وباملال الذي أتى ب مع من اليمن عهيما قيم إىل مرة‪.‬‬
‫الهاس مع وجود أبي ‪ ،‬م‬
‫وكان ع يدهم عهي خروجهم من مرة تسعمائة‪ ،‬مث بلغ عيدهم بعي قليل ثالثة آالف يف طرققهم إىل الأدر ‪ ،‬واشرتوا للسيي‬
‫مجال وضكأت يف اهلودج اوق اجلمل‪ ،‬وابطلقوا حنو الأدر ‪ .‬علم عل ضي ا هل عه هبذا األمر كل ‪ ،‬وكان‬
‫عائشة ضي ا هل عهها ً‬
‫حيهها على بيمة اخلروج للشام‪ ،‬لرن مع هذه املستجيات مقرض ضي ا هل عه االبتظاض حىت قرى ما تدري إلي األموض‪.‬‬
‫‪28‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫ِ‬
‫قيم اجليش الذي خرج من مرة واي السيي عائشة ضي ا هل عهها إىل الأدر ‪ ،‬وقأل دخوهلم أضسلوا ضسائل إىل عثمان‬
‫بن حهيف وايل الأدر من قِأل عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه أن هخيل الأدر جليش السيي عائشة ضي ا هل عهها؛ ألخذ‬
‫امليد‪ ،‬واألخذ على قي من قتل عثمان بن عفان ضي ا هل عه وأضياه‪ ،‬وي قرن عثمان بن حهيف ضي ا هل عه قعلم من قتل‬
‫أقضا من واا من أهلها على القتل‪ ،‬ومن ي قواا ‪ ،‬ولرن مما قهذكر أن حريم بن جألة وهو‬ ‫عثمان من أهل الأدر ‪ ،‬وال قعلم ً‬
‫أحي ضؤوس الفتهة كان قي هرب من امليقهة إىل الأدر بعي قتل عثمان ضي ا هل عه ‪ ،‬وكان خمتأئًا يف مران ال قعلم ب أحي‪ ،‬وهو‬
‫من ضءوس قوم ‪ ،‬ومن إحيى القأائل الرأري ‪.‬‬
‫الرسل بني السيي عائشة‪ ،‬ومعها طلحة‪ ،‬والزبري‪ ،‬وبني عثمان بن حهيف وايل الأدر ضي ا هل‬
‫مث كان احلواض عن طرق ُّ‬
‫مجيعا‪ .‬ومن َمثم ضاض عثمان بن حهيف وايل الأدر دخول جيش السيي عائشة ضي ا هل عهها إىل الأدر ‪ ،‬الما‬
‫عههم وأضياهم ً‬
‫هيدوه أهنم سوف قيخلون بالقو أخذ جيش ووقف على حيود الأدر ‪ ،‬اقام طلحة بن عأيي ا هل‪ ،‬وخطب يف الهاس وت مكرهم‬
‫بيم عثمان‪ ،‬مث قام الزبري بن ال عوام‪ ،‬وخطب يف الهاس خطأة‪ ،‬وبق احلال على ما هو علي ‪ ،‬مث قامت السيي عائشة ضي ا هل‬
‫عهها‪ ،‬وخطأت يف الهاس خطأة عدماء بليغة‪ ،‬وضققت قلوب الهاس ليم عثمان ضي ا هل عهها‪ ،‬وقالت أن من عطمل ح ميا من‬
‫حيود ا هل اال جتب ل مأاقعة إال بعي أن ق خذ هذا احل مي‪ ،‬وقي جئها ألخذ هذا احل مي‪ ،‬ولو أخذ عل ضي ا هل عه هذا احل مي‪،‬‬
‫وأقام على مستحقي باقعهاه‪ .‬وبعي أن خطأت ضي ا هل عهها ابقسم جيش عثمان بن حهيف إىل ائتني ائة مع السيي عائشة‪،‬‬
‫وجيشها وائة ظلمت مع ‪ ،‬وقوقت شوكة جيش السيي عائشة ضي ا هل عهها‪ ،‬ويعفت شوكة جيش عثمان بن حهيف‪ ،‬ومن مع‬
‫من املوالني لعل بن أ ي طالب ضي ا هل عه ‪ ،‬وايهم الرثري من املؤقيقن لقتل عثمان بن عفان ضي ا هل عه ‪ ،‬والقأائل اليت مهها‬
‫َمن قتل عثمان‪ ،‬ولو ي تشرتك ه يف القتل‪ ،‬لرههم قرقيون أن قرون هلم األمر‪ ،‬الما كان هذا األمر بيأ عثمان بن حهيف‬
‫ضي ا هل عه قفرر ايما سيفعل ؛ هل قداحلهم دضءًا هلذه الفتهة‪ ،‬أم قرسل إىل عل ضي ا هل عه ؟ وخاف أهل الفتهة من أمر‬
‫الدلح؛ ألب لن قرون يف مدلحتهم على اإلطالق‪ ،‬ا تى حريم بن جألة يف هذا الوقت‪ ،‬ومع قو من قأيلت ‪ ،‬وأبشب القتال‬
‫مع جيش السيي عائشة‪ ،‬وبيأ قرميهم بالسهام وقردوا علي ‪ ،‬وداضت احلرب بني الفرققني‪ ،‬وكثر القتلى وكثرت اجلراح‪ ،‬الما ضأى‬
‫كف الدحابة ضيوان ا هل عههم يف ارق السيي عائشة‬ ‫عثمان بن حهيف هذا األمر أعلن أب ققأل الدلح والتفاهم يف األمر‪ ،‬و م‬
‫مجيعا من باحية‪ ،‬ومن الهاحية‬
‫ضي ا هل عهها عن القتال‪ ،‬واجتمع الفرققان السيي عائشة‪ ،‬وطلحة والزبري ضي ا هل عههم ً‬
‫ضسوال من الأدر إىل امليقهة قس ل‪ :‬إن كان طلحة والزبري قي‬
‫األخرى عثمان بن حهيف ضي ا هل عه ‪ ،‬اتفقوا على أن قرسلوا ً‬
‫مجيعا‬
‫باقعا مررهني؟ قرتك عثمان بن حهيف الأدر مبن ايها‪ ،‬وخيليها للسيي عائشة‪ ،‬وجيشها‪ ،‬وإن كابا قي باقعا طائعني قرجعوا ً‬
‫إىل مرة‪ ،‬وقرتكوا الأدر ‪ ،‬ا ضسلوا كعب بن ثوض القاي ‪ ،‬الما تهب إىل امليقهة‪ ،‬وقف يف الهاس‪ ،‬وكان يف قوم ٍ‬
‫مجعة‪ ،‬ا خربهم مبا‬
‫طائعني؟‬
‫مررهني أم ْ‬
‫ْ‬ ‫محيث يف الأدر مث س هلم‪ :‬اهل باقع طلحة بن عأيي ا هل‪ ،‬والزبري بن العوام‬
‫‪29‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫هني‪ .‬الما علم عل ضي ا هل‬‫رر ْ‬


‫حب ضسول ا هل صلى ا هل علي وسلم‪ ،‬وابن حأم ‪ ،‬اقال‪ :‬بل باقعا هم َ‬
‫اقام أسامة بن زقي م‬
‫عه هبذا األمر‪ ،‬توج جبيش وكابوا تسعمائة إىل الأدر ‪ ،‬وتوج هبم إىل (تي قاض) اقابل ضجل قهسمى ابن أ ي ضااعة بن ضااع‬
‫وقال ل ‪ :‬قا أمري املؤمهني أي ش ٍء ترقي وأقن تذهب بها؟‬
‫اقال ل عل ضي ا هل عه ‪ :‬أما الذي برقي‪ ،‬وبهوي ااإلصالح إن قألوا مها وأجابوا إلي ‪.‬‬
‫بيعهم بغيضهم‪ ،‬وبعطهم احل وبدرب‪.‬‬ ‫قال‪ :‬اإن ي قريوا؟ قال‪َ :‬‬
‫بيعهم ما تركوبا‪....‬قال‪ :‬اإن ي قرتكوبا؟قال‪ :‬امتهعها مههم‪ .‬أي بالسيف‪.‬‬
‫قال‪ :‬اإن ي قريوا؟ قال‪َ :‬‬
‫قال‪ :‬اهعم إتن‪ .‬وخرج معهم‪ .‬وقام إلي احلجاج بن غزقة األبداضي‪ ،‬اقال‪ :‬ألضييهك بالفعل كما أضييتين بالقول‪ ،‬وا هل ليهدربا‬
‫أبداضا‪ .‬وقأل أن قدل إىل (تي قاض) قابل عثمان بن حهيف‪ ،‬وأخربه مبا حيث يف الأدر ومقتل الستمائة‬ ‫ً‬ ‫ا هل كما مسابا‬
‫وغريهم‪ ،‬اقال عل ضي ا هل عه ‪ :‬إبا هل وإبا إلي ضاجعون‪ .‬وأضسل ابه احلسن‪ ،‬والقعقاع بن عمرو‪ ،‬وعماض بن قاسر ضي ا هل‬
‫مجيعا إىل الرواة ألخذ امليد مهها‪.‬‬
‫عههم ً‬
‫اران يف الرواة أبو موسى األشعري ضي ا هل عه وكان ممن قرى ضأي عأي ا هل بن عمر ضي ا هل عههما من اعتزال الفتهة كليةً‪،‬‬
‫مجيعا يف املسجي‪ ،‬وأخذوا ققهعون‬‫وعماض ضي ا هل عههم ً‬ ‫وأب ال قدح أن ققتتل املسلمون بالسيوف‪ ،‬اقام احلسن‪ ،‬والقعقاع‪ ،‬م‬
‫أي‬
‫الهاس باخلروج معهم‪ ،‬بيهما كان أبو موسى األشعري ضي ا هل عه قي كلم الهاس ب ب جيب اعتزال الفتهة‪ ،‬وعيم اخلروج مع ٍّ‬
‫من الفرققني ‪ ،‬وبيأ الهاس مييلون إىل ضأي القعقاع‪ ،‬وعماض‪ ،‬واحلسن ضي ا هل عههم مجيعا‪ ،‬وخرج معهم اثها عشر ألفا‪.‬‬
‫بداية القتال‪:‬‬
‫بيأت احلرب قوم األضبعاء ‪ 10‬مجادى الثاين سهة ‪ 30‬هـ‪ 0 ،‬من دقسمرب سهة ‪ 000‬م‪ ،‬واستيقظ عل بن أ ي طالب‬
‫ضي ا هل عه من بوم على صوت السيوف‪ ،‬والدراخ‪ ،‬والدياح‪ ،‬وال قعلم من أقن بيأ القتال‪ ،‬وكيف بشب بني الفرققني‪،‬‬
‫وكذلك احلال يف معسرر السيي عائشة ضي ا هل عهها ومن معها طلحة‪ ،‬والزبري‪ ،‬وابه عأي ا هل‪ ،‬وسائر اجليش‪ ،‬وصرخ عل بن‬
‫أ ي طالب ضي ا هل عه يف الهاس أن هك مفوا‪ ،‬لره ي قستطع لشي املعركة‪ ،‬الما بظر ضي ا هل عه إىل املسلمني تتطاقر ضءوسهم‬
‫ب قيي بعضهم الأعض اقال‪ :‬قا ليتين مت قأل هذا بعشرقن سهة‪ .‬وبادى يف الهاس‪ :‬كفوا عأاد ا هل‪ ،‬كفوا عأاد ا هل‪ .‬مث احتضن‬
‫ابه احلسن‪ ،‬وقال‪ :‬ليت أباك مات مهذ عشرقن سهة‪ .‬اقال ل ‪ :‬قا أ ي قي كهت أهناك عن هذا‪.‬‬
‫قال‪ :‬قا بين إين ي أض أن األمر قألغ هذا‪ .‬الم قرن قتوقع أحي أن تتفاقم األموض إىل هذه اليضجة‪ ،‬وقال عل بن أ ي طالب ضي‬
‫عمت‬
‫ا هل عه بعي تلك‪ :‬إبا هل وإبا إلي ضاجعون‪.‬وظل ضي ا هل عه يف حماولة كف الهاس عن القتال‪ ،‬لره ي قستطع‪ ،‬وقي م‬
‫الفتهة‪ ،‬واشتي القتال‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫العوام‪ ،‬وعمار بن ياسر رضي اهلل عنهما‪.‬‬


‫‪ -‬ممن التقى بسيفه مع اآلخر في هذه المعركة الزبير بن ّ‬
‫كم من املرات قاتال جهأًا إىل جهب حتت ضاقة ضسول ا هل صلى ا هل علي وسلم يف بيض‪ ،‬وما بعيها‪ ،‬وكان عه ْمر عماض بن‬
‫قاسر حيهها تسعني سهة‪ ،‬وعمر الزبري بن العوام مخسة وسأعني سهة‪ ،‬ومع قيض الزبري على قتل عماض ضي ا هل عههما‪ ،‬إال أب ال‬
‫معا على قي ضسول‬‫معا الرثري يف سأيل بهاء اليولة اإلسالمية اليت قههيم اليوم من دعائمها الرثري‪ ،‬وقي تربيا ً‬
‫قستطيع اقي حتمال ً‬
‫دااعا عن باطل‪،‬‬
‫كثريا يف سأيل ا هل‪ ،‬ولرهها الفتهة‪ ،‬وما كان هلما أن قتقاتال‪ ،‬ومها يف هذا العمر ً‬
‫ا هل صلى ا هل علي وسلم‪ ،‬وعه مذبا ً‬
‫أو ضغأةً يف اليبيا‪ .‬ايقول الزبري ضي ا هل عه لعماض بن قاسر ضي ا هل عه ‪ :‬أتقتلين قا أبا اليقظان؟ وقضرب عماض بن قاسر‬
‫العوام أن قرون ممن وصفهم‬ ‫ضي ا هل عه بالرمح دون أن قيخل يف صيضه وققول ل ‪ :‬ال قا أبا عأي ا هل‪ .‬وخيشى الزبري بن م‬
‫ك الْ ِفئةه الْأ ِ‬
‫اغيَةه‪.‬‬‫ك ابْ َن همسَيَّةَ تَـ ْقتهـله َ َ َ‬
‫الرسول صلى ا هل علي وسلم بالفئة الأاغية حني قال لعماض بن قاسر ضي ا هل عه ‪َ :‬وْمحَ َ‬
‫العوام ضي ا هل عه ‪ ،‬وقلتقيان‪ ،‬ايقول عل ضي ا هل عه أتذكر ملا‬ ‫‪ -‬وقأحث عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه عن الزبري بن م‬
‫سرت‬ ‫قال لك ضسول ا هل صلى ا هل علي وسلم‪ :‬إِبَّ لَيس ِمبتمرٍد لَتـقاتِلَهَّ وأَبْت ظَ ِ‬
‫تكرت ما ه‬ ‫ه‬ ‫اي ٌ لَ ه؟ اقال الزبري‪ :‬اللهم بعم! ولو‬ ‫ه ْ َ هَ َ ِّ ه َ ه َ َ‬
‫مسريي هذا‪ ،‬ووا هل ال أقاتلك‪.‬‬
‫العوام ضي ا هل عه خيل ‪ ،‬وبيأ يف الرجوع عن القتال‪،‬و ققول ل ابه عأي ا هل بن الزبري‪:‬مجعت‬ ‫وبعيها أخذ الزبري بن م‬
‫متجها إىل مرة‪،‬‬
‫اجلموع‪ ،‬مث تعود‪ .‬ايقول الزبري ضي ا هل عه ‪ :‬وا هل ال أقاتل عليًا‪ .‬وخيرج الزبري ضي ا هل عه من ساحة القتال ً‬
‫سمى وادي السأاع‪ ،‬وعلى بعي أميال قليلة من الأدر قتأع عمرو بن جرموز‪ ،‬وهو ممن كان يف جيش عل ضي ا هل‬ ‫ويف مهطقة تً م‬
‫عه ‪ ،‬ومع الزبري ضي ا هل عه غالم ‪ ،‬ايقول ابن جرموز هلما‪ :‬إىل أقن املسري؟ ايقوالن‪ :‬إىل مرة‪ .‬ايقول‪ :‬أصحأرما‪ .‬ويف ضواقة‬
‫ايؤمهما الزبري ضي ا هل عه ‪ ،‬وبعي أن قررب‬
‫أن الزبري ضي ا هل عه كان ققول‪ :‬إين أضى يف عني هذا املوت‪ .‬وق يت وقت الدال ‪ ،‬م‬
‫ارحا‬
‫قرأري اإلحرام قهجم علي ابن جرموز‪ ،‬وققتل ‪ ،‬وهو قدل ‪ ،‬مث ق يت بسيف الزبري ضي ا هل عه إىل عل ضي ا هل عه ً‬
‫شيقيا‪،‬‬
‫مسروضا‪ ،‬ظابًا بذلك أب قيخل السروض على قلب عل ضي ا هل عه ‪ ،‬وقدل اخلرب إىل عل ضي ا هل عه ‪ ،‬ايأر براءً ً‬‫ً‬
‫وقرتفع حنيأ ‪ ،‬وميسك سيف الزبري ضي ا هل عه وققول‪ :‬طاملا كشف هذا السيف ال هرَرب عن ضسول ا هل صلى ا هل علي وسلم‪.‬‬
‫ابن‬
‫وضاض عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه أن قيخل علي عمرو بن جرموز وقال‪ :‬بَ مشر قاتل ابن صفية بالهاض‪ .‬الما أهخرب هبذا ه‬
‫جرموز قتل بفس ‪.‬‬
‫مستمرا بني الفرققني‪ ،‬وكان طلحة بن عأيي ا هل ضي ا هل عه ققاتل بييه اليسرى‪ ،‬بيهما كابت قيه اليمىن‬
‫ً‬ ‫وال زال القتال‬
‫شالء من قوم أهحي‪ ،‬حني صي هبا الرمح عن ضسول ا هل صلى ا هل علي وسلم‪ ،‬وبيهما هو ققاتل‪ ،‬وكان عمره أض ًبعا وستني سهة‪،‬‬‫م‬
‫أتاه سهم طائش ال أحي قعرف مديضه‪ ،‬وققول من قررهون اليولة األموقة‪ :‬إن الذي ضماه بالسهم هو مروان بن احلرم‪.‬ي تثأت‬
‫أي ضواقة هذا األم ر‪ ،‬وقتل هو اآلخر ضي ا هل عه وأضياه‪ ،‬وقي كان هو والزبري ضي ا هل عههما من أوائل من أسلم من‬
‫الدحابة‪ ،‬وظلوا مع الرسول صلى ا هل علي وسلم‪ ،‬ويف حياهتم كلها جماهيقن يف سأيل ا هل‪ ،‬وقتزعم اجليش يف هذا الوقت عأي‬
‫ا هل بن الزبري ضي ا هل عه ‪ ،‬وعن أبي وأضيامها‪ .‬وقشتي القتال بني الفرققني وتتطاقر الرءوس‪ ،‬واألقيي‪ ،‬واألضجل‪ ،‬وقذكر الروا أن‬
‫قطعا لألقيي واألضجل‪.‬‬
‫هذه املوقعة كابت أكثر املواقع ً‬
‫‪31‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫موقف السيدة عائشه رضي اهلل عنها‪ :‬وحىت هذه اللحظة ي تيخل السيي عائشة ضي ا هل عهها ساحة القتال‪ ،‬ايذهب إليها‬
‫كعب بن ثوض قاي الأدر وققول هلا‪ :‬قا أم املؤمهني‪ ،‬أجنيي املسلمني‪ .‬اتقوم السيي عائشة ضي ا هل عه وأضياها‪ ،‬وتركب‬
‫بالرف عن القتال‪ ،‬وعن هذه اجملزض اليت ي حتيث من‬‫م‬ ‫اهلودج وقويع على اجلمل‪ ،‬وتيخل إىل ساحة القتال لتهدح املسلمني‬
‫قأل يف تاضقخ املسلمني‪.‬وما حيث أن السيي عائشة ضي ا هل عهها عهيما تهب إليها كعب بن ثوض قطاب مهها جني املسلمني‪،‬‬
‫مجيعا‪ :‬ا هل ا هل قا بَِين‪ ،‬اتكروا قوم‬
‫ودخلت هودجها‪ ،‬وويع اهلودج على اجلمل‪ ،‬ودخلت ساحة القتال بادت على املسلمني ً‬
‫احلساب‪.‬وأعطت مدحفها لرعب بن ثوض وقالت ل ‪ :‬اضاع بني الهاس‪ ،‬لعل ا هل أن قزقل ب ما بني الهاس‪.‬‬
‫لتوه‪ ،‬ودخلت السيي عائشة باجلمل يف ساحة القتال‪ ،‬ومن َمث همسميت‬ ‫الما أخذ املدحف‪ ،‬وضاع تهاوشت السهام‪ ،‬ا هقتل م‬
‫مجيعا ققاتلون محيمة حول اجلمل بيهما السيي عائشة ضي ا هل عهها من داخل اهلودج ت مر‬ ‫املوقعة مبوقعة اجلمل‪ ،‬اران الهاس ً‬
‫ضجال‪،‬‬
‫مجيعا كابوا قتفابون يف القتال حول اجلمل‪ ،‬وقتل ممن ميسك خبطام اجلمل سأعون ً‬ ‫الهاس بالرف عن القتال‪ ،‬إال أن الهاس ً‬
‫اران احتيام القتال‪ ،‬وقوت ‪ ،‬ومهأع من حول مجل السيي عائشة ضي ا هل عهها‪ ،‬ا شاض القعقاع بن عمرو التميم ضي ا هل‬
‫عه بقتل اجلمل‪ ،‬أو عقره مع احملااظة واحلماقة هلودج السيي عائشة ضي ا هل عهها‪ ،‬وتلك حىت قهيأ القتال‪ ،‬وتزول الفتهة‪،‬‬
‫واجتمع القوم على اجلمل ليقتلوه‪ ،‬أو قعقروه‪ ،‬بيهما الفرق اآلخر قستميت يف اليااع عن اجلمل‪ ،‬وكان آخر امليااعني عن اجلمل‬
‫العوام‪ ،‬وهو ابن أخت السيي عائشة ضي ا هل عهها‪ ،‬الما أهخربت السيي عائشة بذلك قالت‪ :‬واثرل‬
‫عأي ا هل بن الزبري بن م‬
‫جرحا‪.‬‬
‫أمساء‪ .‬اقي ظهت ضي ا هل عهها أب سيموت يف هذا املوقف‪ ،‬وقي هجرح ضي ا هل عه سأعة وثالثني ً‬
‫وبعي قتال مرقر أالح ارق عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه يف عقر اجلمل‪ ،‬وملا وقع اجلمل اهناضت معهوقات جيش‬
‫وضش هودج‬‫السيي عائشة ضي ا هل عهها وبيأ الهاس قفرون‪ ،‬وأصأح الهدر يف جابب عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه ‪ ،‬ه‬
‫السيي عائشة ضي ا هل عهها‪ -‬قأل أن قسقط‪ -‬بالرماح من كل جابب حىت أصأح مثل القهفذ كما ققول الروا ‪ ،‬وق مر عل‬
‫ضي ا هل عه الهاس بالرف عن يرب اهلودج بالسهام‪ ،‬والسهام ال تفرق بني اجلمل‪ ،‬واهلودج مهها ما قرم ب أهل الفتهة‪،‬‬
‫ومهها ما هو غري مقدود‪.‬‬
‫واجتمع املسلمون على هودج السيي عائشة‪ ،‬اراعوه من على اجلمل املعقوض وويعوه على األضض‪ ،‬وأمر عل بن أ ي‬
‫طالب ضي ا هل عه أن تهدب على اهلودج قأمة‪ ،‬اههدأت علي خيمة حىت همحفظ سرتها ضي ا هل عهها‪ ،‬وجاءها أخوها حممي بن‬
‫أ ي برر الديق ضي ا هل عههما‪ ،‬وكان مشاضًكا يف حداض عثمان ضي ا هل عه ‪ ،‬لره تاب‪ ،‬وبيم‪ ،‬وبرى‪ ،‬وعاد إىل صف‬
‫املسلمني وحاول أن قرد القتلة بسيف عن عثمان ضي ا هل عه ‪ ،‬لره ي قستطع‪ ،‬وبعي تلك باقع عليًا ضي ا هل عه ‪ ،‬وها هو‬
‫اآلن قق اتل يف صف عل ضي ا هل عه ‪ ،‬وحنسأ على خري‪ ،‬اقال للسيي عائشة‪ :‬هل وصل إليك ش ء من اجلراح اقالت ل ‪:‬‬
‫ال‪ ،‬وما أبت بذاك‪ .‬ومما قيل على عيم ضياها عه ملا اعل ابتياءً يف ح عثمان ضي ا هل عه ‪.‬مث جاء عماض بن قاسر ضي ا هل‬
‫مخسا وأضبعني سهة‪ ،‬اقال هلا‬ ‫ٍ‬
‫عه وكان عمره قومئذ تسعني سهة بيهما كان عمر السيي عائشة ضي ا هل عهها أض ًبعا وأضبعني‪ ،‬أو ً‬
‫ِ‬
‫كرهت‪ .‬وجاء إليها أمري املؤمهني عل بن أ ي‬ ‫ضي ا هل عه ‪:‬كيف ِ‬
‫أبت قا أم؟ اقالت‪ :‬لست لك ب م‪ .‬اقال‪ :‬بلى‪ ،‬أم وإن‬
‫لك‪.‬‬ ‫وسائال اقال‪ :‬كيف أبت قا أم؟ اقالت‪ :‬خبري‪.‬اقال‪ :‬قغفر ا هل ِ‬
‫لك‪ .‬ويف ضواقة اقالت‪ :‬و َ‬ ‫طالب ضي ا هل عه مسلِّ ًما‪ً ،‬‬
‫‪32‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫وبعي أن ابتهت املعركة أدضكت أهنا كابت على خط ‪ ،‬وبيمت على قيومها‪ ،‬وكابت بعي تلك كلما تهكرت موقعة اجلمل‪،‬‬
‫برت‪ ،‬ومتهمت لو أهنا قي ماتت قأل هذا اليوم بعشرقن سهة‪ .‬مث أمر عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه أن قويع هودج السيي‬
‫سمى عأي ا هل بن خلف اخلزاع ‪ ،‬حتت احلماقة واحلراسة معزز‬ ‫عائشة‪ -‬وه اي ‪ -‬يف أاخر بيوت الأدر ‪ ،‬وكان بيت ضجل قه م‬
‫مجيعا باملغفر والرمحة وقدلم على الشهياء من الفرققني‪ ،‬وق مر‬
‫مير ضي ا هل عه على القتلى من الفرققني قيعو هلم ً‬
‫مررمة‪ ،‬و م‬
‫وجتمع األسالب وهو ما ترك جيش الأدر ‪ ،‬ايضع عل ضي ا هل عه هذه األشياء يف مسجي الأدر وققول‪ :‬من كان‬ ‫بياههم‪ ،‬ه‬
‫ل ش ء قعرا الي خذه‪.‬‬
‫الفاضقن وأال قهقتل أسري‪ ،‬وتلك ألن كال‬
‫وق مر ضي ا هل عه بعيم اإلجهاز على اجلرحى‪ ،‬بل مياواهتم‪ ،‬وعيم متابعة م‬
‫الفرققني كان قظن أب على احل وكالمها من املسلمني‪ .‬وقرقي أهل الفتهة أن هتوزع عليهم الغهائم‪ ،‬ومن اق عل ضي ا هل عه أن‬
‫قال بعيم وجود الغهائم بني املسلمني‪ ،‬وإّنا ترون الغهائم من األعياء‪ ،‬ومع إصراض أهل الفتهة على ضأقهم‪ ،‬قال هلم عل ضي ا هل‬
‫الهقسم الغهائم‪ ،‬اف سهم َمن ترون السيي عائشة؟! اأهتهم هبذا القول‪ ،‬ارتكوه‪ ،‬وابدراوا‪ .‬وقذهب عل بن أ ي طالب‬‫عه ‪ :‬م‬
‫ضي ا هل عه إىل السيي عائشة ضي ا هل عهها يف بيت عأي ا هل بن خلف اخلزاع ‪ ،‬وجيهزها للذهاب إىل مرة ب اضل ما قرون‬
‫هن أشرف بساء الأدر لريااقهها إىل مرة‪ ،‬ومعها حممي بن أ ي برر‪ ،‬وعماض بن قاسر ضي ا هل‬
‫التجهيز‪ ،‬وخيتاض هلا أضبعني امرأ م‬
‫مجيعا‪ .‬وعلى باب بيت عأي ا هل بن خلف اخلزاع تهكر لعل ضي ا هل عه أن اثهني من الهاس قذكران السيي عائشة‬ ‫عههم ً‬
‫بسوء‪ ،‬ا مر جبلي كل واحي مههما مائة جلي تعز ًقرا ل على سأم أم املؤمهني‪ ،‬وزوجة ضسول ا هل صلى ا هل علي وسلم‪.‬‬
‫األمر كما نرى لم يكن فيه منتصر‪ ،‬ومهزوم بالمعنى الحربي؛ ألن الجميع من المسلمين‪ ،‬ومع كون الغلبة لعلي بن أبي‬
‫ب على‬ ‫ِ‬
‫ومن غَلَ َ‬
‫ب َ‬ ‫ضا شعور َم ْن غُل َ‬
‫وألما‪ ،‬وكان هذا أي ا‬
‫طالب رضي اهلل عنه‪ ،‬إل أنه كان أشد الناس حزناا‪ ،‬وأس افا‪ ،‬ا‬
‫السواء‪.‬‬
‫وقي استشهي يف هذه املعركة العظيمة من كال الفرققني عشر آالف؛ مخسة آالف من جيش عل ضي ا هل عه ‪ ،‬ومخسة‬
‫كل من املسلمني‪ ،‬وقهـتهل على أقيي املسلمني‪ ،‬وهذا‬
‫مجيعا‪ ،‬و ٌّ‬
‫آالف من جيش السيي عائشة‪ ،‬وطلحة‪ ،‬والزبري ضي ا هل عههم ً‬
‫العيد الضخم يف قوم واحي‪ ،‬بيهما قهتل يف معركة القادسية مثابية آالف وبدف‪ ،‬وشهياء الريموك كابوا ثالثة آالف‪ ،‬وشهياء‬
‫معركة اجلسر اليت كابت من أشي الرواضث على املسلمني كابوا أضبعة آالف‪ ،‬بيهما شهياء موقعة اجلمل عشر آالف ب قيي‬
‫املسلمني‪ ،‬ارابت من أشي الأالء على املسلمني [وَكا َن أَمر ِ‬
‫ا هل قَ َي ًضا َم ْق هيوضاً] ‪ .‬وجيزي ا هل تعاىل من اجتهي مههم ا صاب‬ ‫ْه‬ ‫َ‬
‫احيا‪ ،‬وكل من األخياض‪.‬‬
‫أجرا و ً‬
‫أجران‪ ،‬ومن اجتهي ا خط ً‬
‫‪33‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫وقعة صفين ‪33‬هـ‪ :‬بعي أن مت مرن لعل ٍّ ضي ا هل عه األمر يف مدر يف تلك الوقت‪ ،‬ي قعجب هذا األمر معاوقة ضي ا هل‬
‫عه ‪ ،‬ا ضسل ضسالة إىل قيس بن سعي وايل مدر من قِأَل عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه ‪ ،‬وأقام معاوقة ضي ا هل عه احلجة‬
‫بعييا عن عل بن‬
‫على قيس بن سعي‪ ،‬وأن معاوقة ضي ا هل عه قتتأع قتلة عثمان‪ ،‬وق خذ بث ضه ممن قتلوه‪ .‬و كان قيس بن سعي ً‬
‫أ ي طالب ضي ا هل عه اهو يف مدر بيهما عل ضي ا هل عه يف العراق‪ ،‬وبيههما معاوقة ضي ا هل عه يف الشام‪.‬‬
‫حازما صرمحًا‪ ،‬بل كان يف ضسالت تردد يف األمر‪،‬‬
‫ضدا ً‬‫ي ق مرد قيس بن سعي على ضسالة معاوقة بن أ ي سفيان ضي ا هل عه ً‬
‫السر مع معاوقة‪ ،‬وخش عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه أن تهقلب األموض يف‬ ‫وأهشيع يف الشام أن لقيس بن سعي عالقة يف م‬
‫ووىل مراب حممي بن أ ي برر الديق ضي ا هل عههما‪ ،‬وتكربا‬‫قيسا‪ ،‬م‬
‫مدر‪ ،‬وقتررض ما حيث يف الأدر ‪ ،‬اعاَل األمر ب ن عزل ً‬
‫قأل تلك أن حممي بن أ ي برر كان الدحا ي الوحيي الذي شاضك ابتياءً يف أمر الفتهة‪ ،‬ولره ضي ا هل عه تاب على قي عثمان‬
‫ضي ا هل عه ‪ ،‬وضجع عن ما كان علي ‪ ،‬بل ودااع بسيف عن عثمان ضي ا هل عه ‪ ،‬ولره ي قستطع أن قثهيهم عن قتل عثمان‬
‫ضي ا هل عه ‪ ،‬وشهيت ل بذلك السيي بائلة بهت الفراادة زوجة عثمان ضي ا هل عههما‪ ،‬وبعي تلك باقع عليًا ضي ا هل‬
‫أحيا‪.‬‬
‫عه ‪ ،‬وحسن عمل ‪ ،‬وحنسأ على خري‪ ،‬وا هل حسيأ ‪ ،‬وال بزك على ا هل ً‬
‫متاما على مدر‪ ،‬وبعيما عهزل قيس بن سعي ضي ا هل عه ضجع إىل عل بن أ ي‬ ‫دابت السيطر لعل بن أ ي طالب ً‬
‫ضده على معاوقة ضي ا هل عه كان اي ش ءٌ من الرتدد مما أثاض الشروك حول ‪ ،‬اقأل مه عل بن‬ ‫طالب‪ ،‬واعتذض ل عن كون م‬
‫أ ي طالب ضي ا هل عه ‪ ،‬واشرتك قيس بن سعي يف جيش عل ضي ا هل عه ‪ .‬وكابت مشرلة كأري حتتاج إىل وقفة حازمة من‬
‫عل ضي ا هل عه ‪ ،‬ا ضسل جرقر بن عأي ا هل الأجل أحي صحابة الهيب صلى ا هل علي وسلم إىل معاوقة بن أ ي سفيان ضي ا هل‬
‫عه ؛ لر قتحاوض مع من أجل الوصول إىل حل لتلك املشرلة دون اليخول يف حرب بني املسلمني‪ ،‬خاصة بعي موقعة اجلمل‬
‫املمر ‪ ،‬واليت ضاح يحيتها عشر آالف من املسلمني‪ ،‬وتهب جرقر بن عأي ا هل ضي ا هل عه إىل معاوقة ضي ا هل عه ‪ ،‬وعرض‬
‫ه‬
‫مجعا لرلمة املسلمني‪ ،‬وجتهأًا للحرب بيههم‪ ،‬اجمع معاوقة ضي ا هل عه ضءوس الشام‪ ،‬وايهم‬
‫ً‬ ‫عه‬ ‫ا هل‬ ‫ضي‬ ‫ا‬‫ً‬‫علي‬ ‫قأاقع‬ ‫أن‬ ‫علي‬
‫مجيعا على عيم املأاقعة إال بعي‬
‫الرثري من الدحابة‪ ،‬والفقهاء‪ ،‬وكأاض التابعني‪ ،‬والقضا ‪ ،‬واستشاضهم يف األمر‪ ،‬ااتف اجتهادهم ً‬
‫أخذ الث ض من قتلة عثمان بن عفان ضي ا هل عه ‪ ،‬وقالوا‪ :‬إن عل بن أ ي طالب قي آوى قتلة عثمان بن عفان‪ ،‬وعطمل ح مياً من‬
‫حيود ا هل‪ ،‬ومن َمث ال جتوز ل الأيعة‪.‬وكان معاوقة ضي ا هل عه قرى أب ويل دم عثمان‪ ،‬وأب ال ب مي من األخذ بث ضه من هؤالء‬
‫وما اَـ َق ْي َج َع ْلهَا لَِولِيِّ ِ هس ْلطَابًا اَ َال‬ ‫ِ‬
‫ققدر يف هذا األمر‪ ،‬وت مول قول ا هل تعاىل‪َ [ :‬وَم ْن قهت َل َمظْله ً‬
‫ٍ‬
‫القتلة‪ ،‬وأب ال جيوز ل حبال أن م‬
‫وضا]‪ .‬ومعاوقة ضي ا هل عه هو ويل ابن عم عثمان بن عفان ضي ا هل عه ‪ ،‬وقي قالت ل السيي‬ ‫ف ِيف ال َقْت ِل إِبَّ ه َكا َن َمْه ه‬
‫دً‬ ‫قه ْس ِر ْ‬
‫بائلة بن الفراادة ضي ا هل عه ‪ :‬أبت وليم ‪.‬ومحملت هذه املسئولية يف األخذ بث ضه ممن قتل ‪.‬واآلقة تشري أن لويل املقتول احل أن‬
‫أوال‪،‬‬
‫أوال من وجود حاكم قي باقع الهاس ً‬ ‫قعفو‪ ،‬أو أن ق خذ ل األمري القداص‪ ،‬وال همح َّرم طالب اليم‪ ،‬ومن َمث كان ال ب مي ً‬
‫أوال‪ ،‬مث قطالأ بالقداص‪ ،‬ال أن ميتهع عن الأيعة‪ ،‬وقطالب بالقداص‪ ،‬ولرن‬ ‫وقذهب طالب اليم إىل احلاكم بعي أن قأاقع ً‬
‫ضسال إىل عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه أب ال قأاقع‬
‫معاوقة ضي ا هل عه ضاض االستجابة جلرقر بن عأي ا هل‪ ،‬بل أضسل هو ً‬
‫إال بعي أن قسلمم قتلة عثمان بن عفان‪ ،‬أو ققتلهم هو‪ ،‬وبعيها قأاقع ‪.‬‬
‫‪30‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫وقرى عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه أن هذه الفئة ه الوحيي اخلاضجة علي من كل اليولة اإلسالمية‪ ،‬ومن َمث جتب‬
‫ققرب وجهات الهظر‪ ،‬وأن قسلك مع أهل‬ ‫ٍ‬
‫حماضبتها لردها إىل احل ‪ ،‬وإىل مجاعة املسلمني‪ ،‬ولره قأل أن قأيأهم حبرب محاول أن م‬
‫الشام مسلك التهيقي بقتاهلم‪ ،‬إن ي قأاقعوا‪ ،‬وقعودوا إىل مجاعة املسلمني‪ ،‬ا مر بتجميع اجليوش‪ ،‬واستشاض الهاس‪ ،‬ا شاض اجلميع‬
‫ب ن خترج اجليوش‪ ،‬وأن خيرج عل ضي ا هل عه بهفس مع اجليش‪ ،‬وكان ممن عاضض خروج ابه احلسن‪ ،‬وضأى أن قتال أهل‬
‫الشام سوف ق يت بفتهة عظيمة‪ ،‬لرن عل ضي ا هل عه كان قرقي أن ققمع الفتهة من جذوضها‪ ،‬وأن محسم األمر من بياقت ‪.‬‬
‫خروج الفريقين إلى صفين‪ :‬خرج عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه من الرواة‪ ،‬وعسرر يف مهطقة الهخيلة خاضج الرواة‪،‬‬
‫واستخلف على الرواة عقأة بن عامر األبداضي أحي الأيضقني من صحابة ضسول ا هل صلى ا هل علي وسلم‪ ،‬وأضسل عل ضي‬
‫سمى (صفني)‪ ،‬وتتأع‬
‫ا هل عه مقيمة جيش حنو الشام‪ ،‬وتقيمت هذه املقيمة‪ ،‬حىت جتاوزت هنر الفرات‪ ،‬ووصلت إىل مهطقة ته م‬
‫عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه املقيمة جبيش ‪.‬‬
‫متوجها إىل الشام؛ إلجأاض‬
‫ً‬ ‫ووصلت األخأاض إىل معاوقة ضي ا هل عه أن عل بن أ ي طالب قي خرج جبيش من العراق‬
‫أهل الشان على الأيعة‪ ،‬ااستشاض معاوقة ضي ا هل عه ضءوس القوم‪ ،‬ا شاضوا علي ب ن خيرج جليش عل ضي ا هل عه ‪ ،‬وأال‬
‫قه تظر يف أضض الشام حىت ق توه‪ ،‬كما أشاضوا علي أن خيرج بهفس مع اجليش كما خرج عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه مع‬
‫جيش ‪ ،‬وواا ضي ا هل عه على هذا الرأي‪ ،‬وخرج بهفس على ضأس اجليش‪ ،‬وقي كان من مؤقيي اخلروج عمرو بن العاص‬
‫قائال‪ :‬إن صهادقي أهل الرواة والأدر ‪ -‬أي عظماءهم وشجعاهنم‪ -‬قي تفابوا قوم‬ ‫ضي ا هل عه ‪ ،‬والذي قام وخطب الهاس ً‬
‫اجلمل‪ ،‬وي قأ مع عل إال شرتمة قليلة من الهاس‪ ،‬وقي قهتل اخلليفة عثمان بن عفان أمري املؤمهني‪ ،‬اا هل ا هل يف حقرم أن‬
‫وعقيت األلوقة‪ ،‬وخرج‬‫تضيعوه‪ ،‬ويف دمرم أن ترتكوه‪ .‬أي دم عثمان ضي ا هل عه ‪ ،‬ومحمس عمرو بن العاص الهاس على القتال‪ ،‬ه‬
‫معاوقة ضي ا هل عه باجليش‪ ،‬وأضسل مقيمة جيش جتاه جيش عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه ‪.‬‬
‫كأريا‪ ،‬وهو‬
‫شيخا ً‬
‫محمس الهاس يف هذا الوقت للقتال ‪ 80‬سهة‪ ،‬اران ً‬
‫كان عه ْمر عمرو بن العاص ضي ا هل عه ‪ ،‬وهو م‬
‫من صحابة ضسول ا هل صلى ا هل علي وسلم‪ ،‬ووضدت أحادقث كثري يف اضل ضي ا هل عه ‪ ،‬وال قهأغ ألحي أن قظن أب ضي‬
‫ا هل عه ‪ ،‬وهو يف هذه الفرت من عمره قفرر يف اإلماض ‪ ،‬أو اليبيا‪ ،‬وهو على أبواب لقاء ا هل تعاىل‪ ،‬ولقاء ضسول ا هل صلى ا هل‬
‫علي وسلم‪.‬‬
‫وأضسل عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه أوامره إىل مقيمت ققول هلم‪ :‬ادعوهم إىل الأيعة مر بعي مر ‪ ،‬اإن امتهعوا‪ ،‬اال‬
‫تقاتلوهم حىت ققاتلوكم‪ ،‬وال ققرب مههم أحي قرب من قرقي احلرب‪ ،‬وال قأتعي عههم أحي بعي من قهاب الرجال‪ .‬وعريت‬
‫مقيمة عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه الأيعة على مقيمة معاوقة بن أ ي سفيان ضي ا هل عه مر بعي مر ‪ ،‬لرههم ضاضوا‬
‫الأيعة‪ ،‬وبيأ األعوض السلم من مقيمة معاوقة القتال‪ ،‬وداض بيههم القتال ساعة‪ ،‬وسقط بعض القتلى والشهياء‪ ،‬مث حتاجزوا‪ ،‬كان‬
‫تلك يف أوائل شهر تي احلجة سهة ‪ 30‬هـ‪ ،‬أي بعي حوايل سأعة شهوض‪ ،‬أو مثابية من موقعة اجلمل‪ ،‬ويف اليوم التايل تهاوشت‬
‫املقيمتان ساعة‪ ،‬مث حتاجزوا‪ ،‬بعي أن سقط بعض القتلى‪ ،‬والشهياء من الفرققني‪ .‬ويف اليوم الثالث جاء عل بن أ ي طالب ضي‬
‫ا هل عه جبيش ‪ ،‬وجاء معاوقة بن أ ي سفيان ضي ا هل عه جبيش ‪.‬‬
‫‪30‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫في اليوم الثالث من هذه الحرب أضسل عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه جمموعة أخرى ملعاوقة ضي ا هل عه ‪ ،‬ا ضسل ل بشري‬
‫وشأيس بن ضبع ‪ ،‬وقال هلم‪ :‬ائتوا هذا الرجل‪ -‬قعين معاوقة‪ -‬اادعوه إىل الطاعة‪،‬‬ ‫بن عمرو األبداضي‪ ،‬وسعيي بن قيس‪ ،‬ه‬
‫واجلماعة‪ ،‬وامسعوا ما ققول لرم‪ .‬الما دخلوا على معاوقة‪ ،‬بيأ بشري بن عمرو األبداضي‪ ،‬اقال‪:‬‬
‫قا معاوقة‪ ،‬إن اليبيا عهك زائلة‪ ،‬وإبك ضاجع إىل اآلخر ‪ ،‬وا هل حماسأك بعملك‪ ،‬وجمازقك مبا قيمت قياك‪ ،‬وإين أبشيك ا هل أال‬
‫هال أوصيت بذلك صاحأرم‪ .‬قعين عليَا‬ ‫تفرق مجاعة هذه األمة‪ ،‬وأال تسفك دماءها بيهها‪ .‬اقال ل معاوقة ضي ا هل عه ‪ :‬م‬ ‫م‬
‫ضي ا هل عه ‪.‬‬
‫اقال ل ‪ :‬إن صاحيب أح هذه الربقة هبذا األمر؛ لفضل ‪ ،‬ودقه ‪ ،‬وسابقت ‪ ،‬وقرابت ‪ ،‬وإب قيعوك إىل مأاقعت ‪ ،‬اإب أسلم لك يف‬
‫أبيا‪.‬‬
‫دبياك‪ ،‬وخري لك يف آخرتك‪ .‬اقال معاوقة ضي ا هل عه ‪ :‬وقـهْتـَرك دم عثمان‪ ،‬ال وا هل ال أاعل تلك ً‬
‫متاما‪ ،‬وال قرى أي خط ايما قراه‪ ،‬وققاتل كل مههما على ضأق حىت الههاقة‪ .‬وتفشل‬ ‫االقضية عهي كل من الطراني وايحة ً‬
‫املفاويات‪ ،‬وتأيأ املهاوشات مرً أخرى بني الفرققني‪ ،‬ويف كل قوم خترج من كل جيش جمموعة تقاتل جمموعة من اجليش اآلخر‪،‬‬
‫ويف آخر اليوم قتحاجز الفرققان‪ ،‬مث قعودان للقتال من جيقي يف اليوم التايل‪ ،‬وهرذا طوال شهر تي احلجة‪ ،‬ويف تلك السهة مأمر‬
‫عل ضي ا هل عه على احلج عأي ا هل بن عأاس‪ ،‬ا مت مهمت ‪ ،‬وضجع بعي حج إىل جيش عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه ‪ .‬ويف‬
‫احملرم استيعى عل بن أ ي طالب ضي‬ ‫شهر احملرم هتادن الفرققان‪ ،‬وحاوال اإلصالح‪ ،‬ولرن دون جيوى ويف آخر قوم من أقام م‬
‫ا هل عه مهادق قزقي بن احلاضث‪ ،‬وأمره أن خيرج إىل أهل الشام وققول هلم‪ :‬أال إن أمري املؤمهني ققول لرم‪ :‬إين قي است بيترم‬
‫لرتاجعوا احل ‪ ،‬وأقمت عليرم احلجة‪ ،‬الم جتيأوا‪ ،‬وإين قي بأذت إليرم على سواء‪ ،‬إن ا هل ال محب اخلائهني‪.‬‬
‫وهبذا القول قتضح لها أب ضي ا هل عه قي مقرض أن قست بف القتال مرً أخرى‪ ،‬ولره يف هذه املر سيرون أشي وأعهف‪،‬‬
‫محمسهم على اجلهاد يف سأيل ا هل‪ ،‬مث ققول هلم‪ :‬وال جتهزوا‬ ‫وخيطب عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه خطأ ًة عدماء يف قوم م‬
‫على جرقح‪ ،‬وال تتأعوا م مي ًبرا‪ ،‬وال ترشفوا سرت امرأ ‪ ،‬وال ههتان‪ ،‬وإن شتمت أمراء الهاس وصلحاءهم‪ .‬وقام معاوقة بن أ ي سفيان‬
‫اصِربهوا إِ َّن‬ ‫ِ‬ ‫ضي ا هل عه أقضا يف جيش ‪ ،‬وخطب يف قوم خطأةً محسهم ايها على اجلهاد يف سأيل ا هل وقال هلم‪ِ [:‬‬
‫استَعيههوا بِا هل َو ْ‬
‫ْ‬ ‫م‬ ‫ً‬
‫ني]‪.‬‬ ‫ هل قوِضثـهها من قشاء ِمن ِعأ ِاد ِه و ِ ِ ِ‬ ‫األَض ِ‬
‫العاقأَةه ل ْل همتَّق َ‬
‫ض ه َ َْ ََ ه ْ َ َ َ‬ ‫ْ َ‬
‫استشهاد عمار بن ياسر رضي اهلل عنه ‪:‬‬
‫قرب العشاء قهقتل عماض بن قاسر ضي ا هل عه وأضياه‪ ،‬وكان يف جيش عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه وأضياه‪ ،‬وققتل‬
‫عماضا ال ق خذ وادقًا‬
‫مع يف بفس الوقت هاشم بن عتأة بن أ ي وقاص يف حلظة واحي ‪ .‬ققول أبو عأي الرمحن السلم ‪ :‬ضأقت ً‬
‫من أودقة صفني إال اتمأع من كان مع من أصحاب ضسول ا هل صلى ا هل علي وسلم‪ ،‬وضأقت جاء إىل هاشم بن عتية وهو‬
‫صاحب ضاقة‪ ،‬اقال‪ :‬قا هاشم تقيم‪ ،‬اجلهة حتت ظالل السيوف واملوت يف أطراف األسهة وقي اهتحت أبواب اجلهة وتزقهت احلوض‬
‫مجيعا‪.‬‬
‫حمميا وحزب ‪ .‬مث محل هو وهاشم بن عتأة محل ًة واحي ا هقتال ً‬
‫العني اليوم‪ ،‬ألقى األحأة ً‬
‫‪30‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫اران هلذا األمر األثر الشيقي على كال الطراني وحيثت هز شيقي يف الفرققني‪ ،‬وزادت محيمة جيش عل بن أ ي طالب‬
‫ضي ا هل عه بشي ‪ ،‬وزاد محاسهم‪ ،‬وتلك ألهنم ت كيوا أهنم على احل ‪ ،‬وتلك لقول ضسول ا هل صلى ا هل علي وسلم يف‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احليقث الدحيح‪َ :‬وقْ َح َع َّما ٍض‪ ،‬تَـ ْقتهـله ه الْفئَةه الْأَاغيَةه‪ .‬وتيقن الهاس أهنم على احل م‬
‫الأني‪ ،‬وأهنم اجلماعة‪.‬‬
‫وعلى الهاحية األخرى خاف الهاس‪ ،‬ألهنم إتن الأغا اخلاضجني على إمامهم‪ ،‬واجتمع ضءوساء جيش معاوقة ضي ا هل‬
‫عه ‪ ،‬عمرو بن العاص ضي ا هل عه ‪ ،‬وأبو األعوض السلم ‪ ،‬وعأي ا هل بن عمرو بن العاص ضي ا هل عههما‪ ،‬ومعهم معاوقة بن‬
‫أ ي سفيان ضي ا هل عه ‪ ،‬وأخذوا قتشاوضون يف األمر وقتياضسوب ‪.‬‬
‫هز شيقي يف اجليشني‪ ،‬أما جيش عل بن أ ي طالب ضي ا هل‬ ‫بعي قتل عماض بن قاسر ضي ا هل عه ‪ ،‬وأضياه حيثت م‬
‫عماضا ضي ا هل عه أشي التق يقر‪ ،‬اهو أحي شيوخ الدحابة‪ ،‬وقي جتاوز التسعني سهة‪ ،‬ومن أوائل من أسلم‪ ،‬وقي‬ ‫عه ‪ ،‬ايق ميضون ً‬
‫كثريا يف سأيل ا هل‪ ،‬ول يف اإلسالم مرابت وقيضه‪ ،‬اعن أبس قال‪ :‬قال‬ ‫عاصر ضي ا هل عه بياقات اإلسالم‪ ،‬وعه مذب هو وأهل ً‬
‫اجلَهَّةه إِ َىل ثََالثٍَة َعلِ ٍّ َو َع َّما ٍض َو َس ْل َما َن‪ .‬قال احلاكم‪ :‬هذا حيقث صحيح اإلسهاد‪ ،‬وي ‬
‫ت ْ‬ ‫ضسول ا هل صلى ا هل علي وسلم‪ :‬ا ْشتَاقَ ِ‬
‫شيقيا على جيش عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه ‪ ،‬لره كان أشي على جيش الشام؛‬ ‫ً‬ ‫عماض ضي ا هل عه‬
‫خيرجاه‪ .‬اران قتل م‬
‫عماضا ضي ا هل عه تقتل الفئة الأاغية‪ ،‬وها هو ضي ا هل عه قي قهتل على أقيقهم‬
‫ألن الرسول صلى ا هل علي وسلم قي أخرب أن ً‬
‫استمر القتال على أش ميه طوال الليل‪ ،‬وبيأت الر مفة ترجح بشي لداحل اجليش‬‫اهم إتن الفئة الأاغية‪ ،‬وليسوا على احل م ‪.‬و م‬
‫تيب يف جيش معاوقة‪ ،‬وكان الهدر وشي ًرا جليش عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه ‪.‬‬
‫العراق ‪ ،‬وبيأت اهلزمية م‬
‫حيلة رفع المصاحف‪:‬‬
‫يف هذه اللحظات أشاض عمرو بن العاص ضي ا هل عه على معاوقة بن أ ي سفيان ضي ا هل عه برأي قهقذ ب جيش‬
‫الشام من اهللرة احملققة ل عل أقيي اجليش العراق ‪ ،‬وهم حىت هذه اللحظة على ققني أهنم على احل ‪ ،‬وأهنم جياهيون يف‬
‫سأيل احل ‪ ،‬وأهنم جيب أن قستمروا يف مواجهة من آوى قتلة عثمان بن عفان ضي ا هل عه ‪ .‬اقال عمرو بن العاص ملعاوقة بن‬
‫اجتماعا‪ ،‬وال قزقيهم إال ارقة‪ ،‬أضى أن براع املداحف‪،‬‬
‫ً‬ ‫أمرا ال قزقيبا هذه الساعة إال‬
‫أ ي سفيان ضي ا هل عههما‪ :‬إين قي ضأقت ً‬
‫وبيعوهم إليها‪ ،‬اإن أجابوا كلهم إىل تلك برد القتال‪ ،‬وإن اختلفوا ايما بيههم ِ‬
‫امن قائل‪ :‬جنيأهم‪ .‬وقائل‪ :‬ال جنيأهم‪ .‬اإتا اعلوا‬
‫تلك اشلوا وتهب ضمحهم‪.‬‬
‫ا هعجب معاوقة بن أ ي سفيان ضي ا هل عه هبذا الرأي‪ ،‬وبادى على بعض أاراد اجليش‪ ،‬وأمرهم براع املداحف اراعوها‪،‬‬
‫وقالوا‪:‬قا أهل العراق هذا بيهها وبيهرم‪ ،‬قي اين الهاس‪ ،‬امن للثغوض‪ ،‬ومن جلهاد املشركني والرفاض؟وعهيها مسع جيش عل بن أ ي‬
‫بستمر‬
‫م‬ ‫طالب ضي ا هل عه حيث اي ابقسام‪ ،‬اقال بعضهم حن مرم كتاب ا هل تعاىل‪ ،‬وقال آخرون‪:‬بل حنن على احل ‪ ،‬وجيب أن‬
‫يف القتال‪ .‬وكان عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه من الراغأني يف التحريم‪ ،‬وواا على هذه الفرر اليت طرحها جيش الشام‪،‬‬
‫وبيأ قفرر ايمن سيخرج يف هذه القضية‪ ،‬قضية التحريم بيه وبني معاوقة ضي ا هل عه وأضياه‬
‫‪30‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫الخوارج و يوم النهروان ‪33‬هـ‪:‬‬


‫سمى الههروان‪ ،‬وبيءوا قيعون من على شاكلتهم من الطوائف األخرى‪ ،‬وقالوا‪ :‬جيب أن‬
‫مجيعا يف مران قه م‬
‫اجتمعوا هؤالء ً‬
‫خنرج مهررقن هلذا التحريم‪ .‬مث قام زعيم آخر من زعمائهم وقال‪ :‬إن املتاع هبذه اليبيا قليل‪ ،‬وإن الفراق هلا وشيك‪ ،‬اال‬
‫قيعوبرم زقهتها أو هبجتها إىل املقام هبا‪ ،‬وال تلتفت برم عن طلب احل ‪ ،‬وإبراض الظلم‪ ،‬إن ا هل مع الذقن اتقوا‪ ،‬والذقن هم‬
‫ض‬ ‫اك َخلِي َف ًة ِيف األ َْض ِ‬ ‫ود إِبَّا َج َع ْلهَ َ‬
‫حمسهون‪ .‬وقام هلم زقي بن حدن الطائ ‪ ،‬وتال عليهم آقات كثري من القرآن الررمي مهها‪[ :‬قَا َد هاو ه‬
‫اب َش ِيق ٌي ِمبَا بَ هسوا قـَ ْوَم‬ ‫ِ‬ ‫ك عن سأِ ِيل ا هلِ إِ َّن الَّ ِذ ِ‬
‫قن قَضلُّو َن َع ْن َسأِ ِيل ا هل َهله ْم َع َذ ٌ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ني اله ِ ِ‬
‫َّاس باحلَ ِّ َوَال تَـتَّأ ِع اهلََوى اَـيهضلَّ َ َ ْ َ‬ ‫اح هر ْم بـَ ْ َ‬‫اَ ْ‬
‫ِ‬ ‫احلِس ِ‬
‫أقضا‪ :‬قال ا هل تعاىل‪َ [ :‬وَم ْن َي ْ َْمح هر ْم مبَا أَبْـَزَل ا هله‬ ‫اب]‪ .‬وهو ققدي هبذا عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه وأضياه‪ ،‬وقال ً‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ك هه هم ال َراا هرو َن]‪.‬‬ ‫اَ هولَئِ َ‬
‫وك مفر عليًّا ومن مع ‪ ،‬ومعاوقة ومن مع ‪ ،‬وأخذوا قئولون اآلقات حسب ما قرقيون‪ ،‬مث قام آخر احثمهم على اجلهاد يف‬
‫وحث الهاس على اخلروج لقتل هؤالء‬ ‫سأيل ا هل‪ ،‬اأرى مههم ضجل قهقال أب عأي ا هل بن سخرب السلم ت ًثرا هبذه الرلمات‪ ،‬م‬
‫الرفاض‪ ،‬وقال‪ :‬اخرجوا‪ ،‬ايربوا يف وجوههم‪ ،‬وجأاههم بالسيوف‪ ،‬حىت قهطاع الرمحن الرحيم‪ ،‬اإن أبتم ظفرمت‪ ،‬وأهطيع ا هل كما‬
‫محمسون‬ ‫ٍ‬
‫أضدمت‪ ،‬أبابرم ثواب املطيعني ل العاملني ب مره‪ ،‬وإن قهتلتم ا ي ش ء أاضل من املدري إىل ضيوان ا هل وجهت ‪.‬وبيءوا م‬
‫اجمعوا قواهم‪ ،‬وقرضوا اخلروج إىل امليائن يف مشال شرق‬
‫كفاضا‪ .‬م‬
‫أبفسهم‪ ،‬والهاس على اخلروج على املسلمني الذقن هم يف بظرهم ً‬
‫غريوا وجهتهم لقو امليائن ومهعتها واجتهوا إىل مران آخر قرقب من الرواة‪ ،‬وبيءوا ققطعون الطرق‪ ،‬وققتلون‬
‫الرواة‪ ،‬لرههم م‬
‫املسلمني حبجة أن من ضي بالتحريم اهو كاار مرتي جيب قتل ‪ ،‬وقتلوا عأي ا هل بن خأاب بن األضت‪ ،‬وقتلوا زوجت ضغم أهنا‬
‫حامال‪.‬‬
‫كابت ً‬
‫الما زاد اح شهم وكثرت جرائمهم قرض عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه أن ققاتلهم‪ ،‬اخرج هلم جبيش كأري اختلف الروا‬
‫كثريا عن جيش اخلواضج‪ .‬وقأل أن قيخل معهم يف قتال أضاد ضي ا هل عه أن‬
‫يف تقيقر عيده‪ ،‬ولره على أي حال كان قزقي ً‬
‫جيهمب املسلمني شر القتال بعي ما حيث يف موقعيت اجلمل وصفني‪ ،‬وقهتلت األعياد الرأري من املسلمني‪ ،‬اأعث إليهم من ققول‬
‫أحيا من املسلمني‪ ،‬وقعفو عن من ي ققتل‪ .‬ااجتمعوا وقالوا‪ :‬كلها قتل‬
‫هلم‪ :‬عودوا إىل طاعة أمريكم‪ ،‬محرم بيهرم ايقتل َم ْن قتل ً‬
‫إخوابرم‪ ،‬وقي استحللها دمائهم ودمائرم‪.‬خرج إليهم عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه بهفس ‪ ،‬وبيأ يف وعظهم‪ ،‬اقال هلم‪:‬‬
‫أمرا تقتلون علي املسلمني‪ ،‬وا هل لو قتلتم علي‬
‫اضجعوا إىل ما خرجتم مه ‪ ،‬وال ترترأوا حماضم ا هل‪ ،‬اإبرم قي سولمت لرم أبفسرم ً‬
‫عظيما عهي ا هل سأحاب وتعاىل‪ ،‬اريف بيماء املسلمني؟ الم قرن هلم جواب إال أن تهادوا بيههم‪ :‬ال ختاطأوهم‪،‬‬ ‫دجاجة لران ً‬
‫وال ترلموهم‪ ،‬وهتي وا للقاء الرب عز وجل‪ ،‬الرواح الرواح إىل اجلهة‪ ،‬وكان هذا شعاضهم‪ .‬وقي ضتمب عل بن أ ي طالب ضي ا هل‬
‫عه جيش ‪ ،‬وجعلت ضاقة أمان مع الدحا ي اجلليل أ ي أقوب األبداضي ضي ا هل عه ‪ ،‬وقال‪ :‬من تهب إىل هذه الراقة اهو‬
‫أمال يف تقليل عيد من قهقتل‪.‬‬
‫آمن‪ً .‬‬
‫‪38‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫وكان عيد اخلواضج يف الأياقة كان اثها عشر أل ًفا‪ ،‬وملا حاوضهم عأي ا هل بن العأاس ضي ا هل عه تاب مههم أضبعة آالف‪،‬‬
‫وضجعوا مع إىل عل ضي ا هل عه ‪ ،‬وبعي احملاوضات واملهاقشات األخري ضجع أضبعة آالف آخرون‪ ،‬وبق أضبعة آالف على ضأقهم‪.‬‬
‫والتق ى اجليشان ارابوا على أهأة االستعياد للقتال‪ ،‬اعاد عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه من جيقي وقال هلم‪ :‬هذه ضاقة أمان‬
‫مع أ ي أقوب األبداضي‪ ،‬من توج إليها اهو آمن‪ ،‬ومن عاد إىل الرواة اهو آمن‪ ،‬ومن تهب إىل امليائن اهو آمن‪.‬‬
‫مررا وخيقعة؛ ليخرج بعي تلك‪ ،‬وإما خواًا‪ ،‬امههم من توج إىل ضاقة األمان مع أ ي أقوب‬
‫اأيأ الأعض مههم باالبسحاب إما ً‬
‫األبداضي ضي ا هل عه وأضياه‪ ،‬ومههم من توج إىل الرواة أو امليائن‪ ،‬وتركهم عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه كما وعيهم‪،‬‬
‫وبق مههم ألف صاميون لقتال عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه وجيش ‪ -‬الذي قيل يف ضواقات كثري إن قوام كان ما بني‬
‫الستني والثمابية وستني أل ًفا ‪ -‬اقرض عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه قتلهم‪.‬‬
‫وبذكر يف هذا الش ن أن ضسول ا هل صلى ا هل علي وسلم قي تهأ بظهوض هذه الطائفة العجيأة‪ ،‬اقي ضوى اإلمام مسلم عن‬
‫ال َعلِ ٌّ َض ِي َ اللَّ ه َعْه ه‪:‬‬ ‫قن َس هاضوا إِ َىل ْ‬
‫اخلََواضِِج‪ ،‬اَـ َق َ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ َّ‬
‫قن َكابهوا َم َع َعل ٍّ َضي َ الل ه َعْه ه الذ َ‬
‫اجلي ِ َّ ِ‬
‫ش الذ َ‬ ‫ين أَبَّ ه َكا َن ِيف َْْ‬ ‫اجله َه ِ ِّ‬
‫ب ْ‬ ‫َزقْي بْ ِن وْه ٍ‬
‫َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صلَّى اللَّ ه َعلَْي َو َسلَّ َم قَـ هق ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س قَراءَته هر ْم إ َىل قَراءَهت ْم‬ ‫ِ‬
‫ول‪َ :‬خيْهر هج قَـ ْوٌم م ْن أ َّهميت قـَ ْقَرءهو َن الْ هق ْرآ َن‪ ،‬لَْي َ‬ ‫ول اللَّ َ‬ ‫ت َض هس َ‬ ‫َّاس‪ ،‬إ ِّين َمس ْع ه‬ ‫أَقـُّ َها اله ه‬
‫ص َالهتِِ ْم بِ َش ْ ٍء‪َ ،‬وَال ِصيَ هام هر ْم إِ َىل ِصيَ ِام ِه ْم بِ َش ْ ٍء‪ ،‬قـَ ْقَرءهو َن الْ هق ْرآ َن َْمح ِسأهو َن أَبَّ ه َهله ْم‪َ ،‬وهه َو َعلَْي ِه ْم‪َ ،‬ال‬ ‫ص َالته هر ْم إِ َىل َ‬
‫ِ ٍ‬
‫ب َش ْ ء‪َ ،‬وَال َ‬
‫ض َ َهله ْم َعلَى‬ ‫ديأوبـَهم ما قه ِ‬ ‫اجليش الَّ ِذ ِ‬ ‫السهم ِمن َِّ ِ‬ ‫هجتَا ِوهز ص َالتـههم تَـراقِيـهم‪ ،‬ميَْرقهو َن ِمن ِْ ِ‬
‫قن قه ه ه ْ َ‬ ‫الرميَّة‪ ،‬لَ ْو قـَ ْعلَ هم َْْ ه َ‬ ‫اإل ْس َالم َك َما ميَْهر هق َّ ْ ه َ‬ ‫َ‬ ‫َ ه ْ َ َه ْ ه‬
‫ض ِيهِ ِمثْ هل‬ ‫ِ‬
‫س لَ ه ت َضاعٌ َعلَى َضأْ ِس َع ه‬ ‫ض ٌي‪َ ،‬ولَْي َ‬
‫ان بَأِيِّ ِهم صلَّى اللَّ علَي ِ وسلَّم َالتَّ َرلهوا ع ِن الْعم ِل‪ ،‬وآقةه َتلِك أ َّ ِ‬
‫َن اي ِه ْم َض هج ًال لَ ه َع ه‬ ‫َ ََ َ َ َ‬ ‫ه َْ ََ َ‬ ‫ْ َ‬
‫لِس ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يض‪.‬‬
‫ات ب ٌ‬ ‫َحلَ َمة الثَّ ْي ِي‪َ ،‬علَْي َش َعَر ٌ‬
‫صلَّى اللَّ ه َعلَْي ِ َو َسلَّ َم‪ ،‬اَ َخَر َج َعلَْيـهَا ِم ْن‬ ‫ول‪ :‬هكهَّا جلهوسا بـَْهتَ ِظر ضس َ ِ‬ ‫اخله ْي ِض ِّ‬ ‫وضوى اإلمام أمحي عن أ ي سعِ ٍ‬
‫ول اللَّ َ‬ ‫ه َه‬ ‫ه ً‬ ‫ي قـَ هق ه‬ ‫يي ْ‬ ‫َ‬
‫صلَّى اللَّ ه َعلَْي ِ َو َسلَّ َم‪،‬‬ ‫د هفها‪ ،‬اَمضى ضس ه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وت بِ َسائِِ‪ .‬قَ َ‬ ‫ض بـي ِ‬
‫ول اللَّ َ‬ ‫ف َعلَْيـ َها َعل ٌّ َخيْ َ َ َ َ ه‬ ‫ت بـَ ْعله ه اَـتَ َخلَّ َ‬
‫ال‪ :‬اَـ هق ْمهَا َم َع ه‪ ،‬اَابْـ َقطَ َع ْ‬ ‫بـَ ْع ِ هه‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضْيـهَا َم َع ه‪ ،‬همثَّ قَ َام قـَْهتَ ِظ هرهه‪َ ،‬وقه ْمهَا َم َع ه‪ ،‬اَـ َق َ‬
‫ت َعلَى تَـْه ِزقل ‪ .‬اَ ْ‬
‫استَ ْشَراْـهَا‬ ‫ال‪ :‬إِ َّن مْه هر ْم َم ْن قـه َقات هل َعلَى تَْ ِو ِقل َه َذا الْ هق ْرآن‪َ ،‬ك َما قَاتَـ ْل ه‬ ‫َوَم َ‬
‫ال‪َ :‬وَك َبَّ ه قَ ْي َِمس َع ه‪ .‬ارابت هذه األحادقث بشاضات‬ ‫ال‪ :‬اَ ِجْئـهَا بـهأَش هِّرهه‪ .‬قَ َ‬ ‫ف الهـ َّْع ِل‪ .‬قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال‪َ :‬ال َولَرهَّ ه َخاص ه‬ ‫َواِيهَا أَبهو بَ ْر ٍر َوعه َم هر‪ ،‬اَـ َق َ‬
‫محفزهم على القتال‪ ،‬وبيأ القتال‬ ‫باجلهة‪ ،‬وبالثواب اجلزقل ملن ققتل هؤالء‪ ،‬وخطب عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه يف جيش م‬
‫وجرح أضبعمائة‪.‬‬
‫بني الفرققيهن‪ ،‬وثأتوا ثأاتًا عجيأًا حىت قهتل مههم ستمائة‪ ،‬ه‬
‫ضجال من اخلواضج بالرمح ا بفذت يف ظهره‪ ،‬ا ققن أب ميت‪ ،‬اقلت‪ :‬أبشر قا عيو ا هل‬ ‫قال أبو أقوب األبداضي‪ :‬طعهت ً‬
‫بالهاض‪ .‬اقال‪ :‬ستعلم أقها أوىل هبا صليا‪ .‬اهو إىل آخر ٍ‬
‫حلظة يف حيات م ِ‬
‫دمر على ما هو علي ‪ .‬بعي ابتهاء املعركة سر ًقعا‪ ،‬سلمم‬ ‫ه‬ ‫ً‬
‫وضد أسالهبم‪ ،‬وأعطاهم ارصة أخرى للتوبة‪ ،‬ومسيت هذه‬
‫عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه األضبعمائة إىل توقهم ليياووهم‪ ،‬م‬
‫املعركة معركة الههروان‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫تاريخ اخللفاء الراشدين‬

‫د‪ /‬إميان العصيمي‬

‫ولرن قأقى اليليل الذي أخرب ب الهيب صلى ا هل علي وسلم أب عالمة هؤالء القوم‪ ،‬وهو الرجل تو الثيقة‪ ،‬ا ضسل عل‬
‫بن أ ي طالب ضي ا هل عه أ باس من جيش ليأحثوا عه ‪ ،‬الم جييوه‪ ،‬ارجعوا إلي ‪ ،‬وأخربوه بذلك‪ ،‬اقال ضي ا هل عه يف مهتهى‬
‫أخر من السماء أحب إيل من أن أكذب على ضسول ا هل صلى ا هل علي وسلم‪ ،‬عودوا‬ ‫ذبت‪ ،‬لئن م‬
‫ذبت وما هك ه‬‫الثقة‪ :‬وا هل ما َك ه‬
‫إليهم استجيوه‪ .‬اعادوا‪ ،‬الم جييوه‪ ،‬ا خربوه ضي ا هل عه ‪ ،‬ا عاد عليهم ما قال هلم قأل تلك اعادوا للمر الثالثة‪ ،‬اوجيوه‬
‫أسودا شيقي السواد‪ ،‬مهنت الرقح‪ ،‬ووجيوا اي العالمة‪ .‬الما أهخرب‬
‫حتت جمموعة من القتلى على يفاف الههر‪ ،‬ا خرجوه وكان ً‬
‫شررا‪ ،‬وسجي مع القوم سجي طوقلة قشررون ا هل تعاىل على أن واقهم هلذا‬ ‫عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه بذلك سجي هل ً‬
‫اخلري من قتل هؤالء اخلواضج‪ .‬وكان قتال هؤالء اخلواضج أواخر سهة ‪ 30‬هـ‪ ،‬أو أوائل سهة ‪ 38‬هـ‪ ،‬وهو األصح‪.‬‬
‫أما اخلواضج الذقن ضجعوا عن قتال جيش عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه ‪ ،‬وتهأوا إىل ضاقة األمان عهي أ ي أقوب‬
‫األبداضي ضي ا هل عه ‪ ،‬أو تهأوا إىل الأالد القرقأة‪ ،‬الم قرجعوا عن اقتهاع مههم ب هنم على الأاطل‪ ،‬وإّنا كان ضجوعهم إما‬
‫احيا‬
‫استعيادا وترتيأًا لقتال آخر يف وقت الح ‪ ،‬وظلموا طوال هذا العام خيرجون على عل ٍّ ضي ا هل عه و ً‬
‫ً‬ ‫خواًا‪ ،‬وإما تَِقيَّة‪ ،‬وإما‬
‫سمى احلاضث بن ضاشي‬ ‫وجرح أضبعمائة خرج علي ضي ا هل عه ضجل قه م‬ ‫تلو اآلخر‪ ،‬اأعي موقعة الههروان اليت قهتل ايها ستمائة ه‬
‫الهاج مع جمموعة من قوم وضدد بفس املقولة‪ :‬ال حرم إال هل‪ .‬وقاتلهم عل ضي ا هل عه ‪ ،‬وقتل مههم الرثري‪ ،‬كما خرج علي‬
‫مجيعا‪ ،‬اران أمر اخلواضج هذا ققلمب‬
‫أقضا األشهب بن بشر الأجل ‪ ،‬وغريه كثري‪ ،‬وقاتلهم عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه ً‬ ‫ً‬
‫سهال يف قيه‬
‫األموض على عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه يف الرواة‪ ،‬وي قرن جيش عل بن أ ي طالب ضي ا هل عه ليهًا ً‬
‫قسمع ل وقطيع كما قهأغ ‪ ،‬اران دائم االبقالب علي ‪ ،‬وكثري االعرتاض على كثري من األموض اليت قراها عل م ضي ا هل عه مع‬
‫أب خري أهل األضض يف تلك الوقت‪.‬‬
‫متاما‪ ،‬وي قرن ههاك أي حالة خروج علي ضي ا هل‬
‫أما املوقف يف الشام اران جيش معاوقة ضي ا هل عه قطيع ً‬
‫عه ‪.‬اران هذا ابتالء من ا هل تعاىل لعل بن أ ي طالب ضي ا هل عه ‪.‬‬

You might also like