Professional Documents
Culture Documents
المكافحة المتكاملة - integrated pest control -
المكافحة المتكاملة - integrated pest control -
ظھرت الحشرات وانتشرت انتشاراً ،واسعا ً علي سطح األرض قبل أن تطأھا قدم إنسان ،ومنذ اللحظة التي بدأ عندھا اإلنسان في توسيع رقعة
محاصيله ،احتلت مشكلة حماية ھذه المحاصيل من ضرر الحشرات واآلفات األخرى جانبا ً مرموقا ً من تفكيره وجھده
تتواجد الكائنات الحية تحت الظروف الطبيعية في حالة تعرف بالتوازن الطبيعي NaturalBalanceوھو محصلة لمجموعة عوامل تعرف
بالكفاءة الحيوية (وھي العوامل التي تساعد النوع علي النمو والتكاثر واالنتشار( من جھة ,يقابلھا مجموعة أخري من العوامل تعرف بالمقاومة
البيئية )وھي العوامل غير الحيوية كفعل الظروف الجوية غير المناسبة ،والحيوية كالمنافسة بين أنواع النوع الواحد أو األنواع المختلفة وكفعل
األعداء الطبيعية( من جھة أخري .ينتج عن تطاحن عوامل الكفاءة الحيوية من جانب وعوامل المقاومة البيئية من جانب آخر في الطبيعة حالة
التوازن الطبيعي إذا ما تساوت الكفتان أو رجحت كفة المجموعة األخيرة ،بينما تحدث حالة تزايد مطرد ألعداد اآلفة )تعرف بالفورانات
Outbreaksوبالتالي األضرار الناجمة عنھا إذا ما رجحت كفة المجموعة األولي .
يعتبر اإلنسان – حتى في أقل المناطق حضارة – أشد العوامل المقلقة للبيئة لمسئوليته المباشرة أو غير المباشرة في اإلخالل بالتوازن الطبيعي
الموجود أصالً بين الكائنات الحية وبعضھا في منطقة ما ،إذ أن نتيجة لجھوده ندرت بعض الكائنات ،والبعض اآلخر في طريقه لالنقراض ،بينما
ھيي لكائنات أخري أوساطا ً بيئية أكثر مالئمة ،فقد أدي تدخله لزيادة الرقعة الزراعية بتحويل الصحاري أو الغابات إلي أراضي زراعية إلي نقل ْ
كثير من اآلفات من موطنھا األصلي )الطبيعي( أو من مناطق انتشارھا إلي أماكن جديدة لم تتوطنھا من قبل ,وغالبا ً ال تنتقل معھا أعدائھا الطبيعية
إلي الموطن الجديد مما يتيح لھذه اآلفات الفرصة للزيادة المطردة مسببة أضراراً بالغة ،مما يتطلب تدخالً سريعا ً غالبا ً ما يكون باستخدام المبيدات
الكيماوية لوقف ھذه الزيادة ,ونظراً لما تتميز به ھذه المبيدات من سھولة في االستعمال وسرعة في التأثير فقد جذبت ومازالت تجذب أنظار العديد
من القائمين علي مكافحة اآلفات وغيرھم منن الزراع والمستثمرين ،مما صرف األنظار لفترات طويلة عن طرق المكافحة األخرى وفي مقدمتھا
المكافحة الحيوية ،والتي تعتمد علي فعل ونشاط ما ھو معروف باألعداء الطبيعية من حشرات وحيوانات وطيور ،وقد تحولت كثير من األنظار في
السنوات األخيرة إلي المكافحة الحيوية لآلفات عل[ أنھا األمل وعودة مرة أخري إلي المكافحة الطبيعية للخروج من المشاكل الناجمة عن
االستعمال غير الواعي والموسع للمبيدات الكيماوية وما سببته من تلوث للبيئة وإضرار بالتوازن الطبيعي .
وھناك أمثلة كثيرة ناجحة يفوق فيھا أسلوب المكافحة الحيوية غيره من وسائل المكافحة األخرى التي يستخدمھا اإلنسان ،ومع ذلك وعلي الرغم
من المزايا العديدة للمكافحة الحيوية فإنه ليس من الحكمة علي اإلطالق عند التعامل مع آفة ھامة اقتصاديا ً في مساحة كبيرة أو في مناطق جديدة
أن يتم االعتماد كلية علي المكافحة الحيوية في حل المشكلة ،كذلك ال يمكن االعتماد عليھا بنجاح ضد كل اآلفات ،وال يمكن اعتبارھا السالح الوحيد
من وجھة النظر التطبيقية ،ولذلك تطورت وتكاملت نظم مكافحة اآلفات الحديثة إلي ما ھو معروف بالمكافحة المتكاملة أو برامج إدارة اآلفات،
وھي تطبيق لكل أساليب المكافحة المتاحة منفردة أو مجتمعة في برنامج واحد يحقق أكبر استفادة من جميع الطرق في خفض أعداد اآلفات وفي
نفس الوقت يحقق ترشيد استخدام المبيدات ويحافظ ويدعم دور األعداء الطبيعية ،واألھم ھو تقليل فرص تلوث البيئة والحاصالت الزراعية
والحيوانية .
يعتبر اتجاه استخدام الحشرات أو مسببات األمراض النباتية في مكافحة الحشائش أحد صور المكافحة الحيوية ،فقد تخصص بعض أنواع الحشرات
في التغذية والتكاثر وإكمال دورة حياتھا علي حشائش معينة دون غيرھا من العوائل النباتية .وقد استغلت ھذه الظاھرة بنجاح في المكافحة الحيوية
لبعض أنواع الحشائش ،منھا علي سبيل المثال استخدام عديد من دول العالم نوعان من السوس يتبعان جنس( Neochetinaرتبة غمدية
األجنحة( في المكافحة الحيوية لنباتات ورد النيل ،الذي يھدد المجاري المائية في مناطق كثيرة من العالم كذلك استخدام الحشرات في مكافحة بعض
أنواع الحشائش الشوكية التي تنمو علي الطرق وفي المراعي ،حيث استغلت ظاھرة تخصص الفراشة Parthen Coleophoraicaمن رتبة
حرشفية األجنحة في مھاجمة الحشائش الشوكية "سلسوالكالي" في مكافحتھا حيويا بنجاح في مصر .
ھي فعل الكائنات الحية )األعداء الطبيعية( للتقليل من كثافة أعداد الكائنات الحيوانية والنباتية الضارة )اآلفات( إلي مادون حد الضرر االقتصادي .
مميزاتھا:
.١الطفيلياتParasitoids
.٢المفترساتPredators
.٣مسببات األمراض Pathogens
التطفل : Parasitism
ھي ظاھرة يعيش فيھا كائن حي داخل أو علي كائن حي آخر ،يالزمه ويتغذى منه ,ويسبب موته في النھاية .يعرف الكائن المھاجم بالطفيل
Parasitoidوالكائن المتھجم عليه بالعائل Host.
االفتراس : Predation
ھي ظاھرة مھاجمة كائن حي لكائن حي آخر بغرض التغذي منه لفترة محدودة ،ثم ينتقل منه إلي كائن حي آخر وھكذا حتى نھاية فترة التغذية.
يعرف الكائن المھاجم بالمفترس Predatorوالمتھجم عليه بالفريسة Prey.
يستند في التمييز بين الطفيليات والمفترسات علي بعض الظاھر منھا :
دوام المالزمة خالل أحد طوري التغذية ،طور التغذية غير الكامل (الحوريات واليرقات( أو طور التغذية الكامل )الحشرات الكاملة( ،ولذلك .١
فإن الطفيليات أكثر تخصصا ً من المفترسات حيث يتغذى المفترس عل[ أكثر من فرد من فرائسه.
التحورات المورفولوجية حيث يحدث تحور في بعض أعضاء العدو الحيوي لخدمة العمليات الحيوية مثل آلة وضع البيض في الطفيليات .٢
وتحور أجزاء الفم في مفترس أسد المن أو األرجل للقنص في مفترس فرس النبي لتساعد علي قوة القبض علي الفريسة.
الحجم بالنسبة لحجم الضحية حيث عادة ما يكون حجم الطفيل أصغر من حجم عائله بينما يكون حجم المفترس أكبر من حجم فريسته. .٣
مدي الضرر الذي يطرأ علي الضحية حيث ال يسبب التطفل موت فوري للعائل بينما يسبب االفتراس موت فوري للفريسة . .٤
(بصفة عامة تعتبر ظاھرة المالزمة أھم ما يعتمد عليه في التمييز بين الطفيليات والمفترسات ).
أوال :الطفيلياتPARASITOIDS
– 1التطفل علي البيض:
وفيه تضع أنثي الطفيل بيضھا داخل بيض العائل ،وتستكمل دورة حياتھا داخله ،وبالتالي ال يفقس بيض العائل ،مثل طفيل التريكو جراما
Trichogrammaالذي يتطفل علي بيض العديد من حشرات حرشفية األجنحة ،في حاالت أخري يفقس بيض العائل وبداخله بيض الطفيل حيث
تتغذي يرقة الطفيل علي يرقة العائل فتؤدي إلي موتھا ،ثم تتكون عذراء الطفيل وتخرج منھا الحشرة الكاملة مثل طفيل الكيلونس Chelonus
والذي يتطفل علي بيض دودة ورق القطن .
وفيه تضع أنثي الطفيل بيضھا داخل عذارى العائل وتتربي األطوار غير الكاملة للطفيل داخل عذراء العائل حتى تخرج منھا الحشرة الكاملة مثل
طفيل البراكيماريا Brachymeriaالذي يتطفل علي عذارى أبو دقيق الكرنب .
– 4التطفل علي الحشرات الكاملة:
وفيه تضع أنثي الطفيل بيضھا علي جسم الحشرة الكاملة وعندما يفقس البيض تتغذي اليرقات علي المحتويات الداخلية للحشرة الكاملة ،ومن
أمثلتھا طفيليات المن )تتحول فيه الحشرات الكاملة من المن إلي ما يعرف بالموميات ).
تنتمي معظم الحشرات الطفيلية إلي رتب غشائية األجنحة وذات الجناحين .
– 3فرس النبي:
(يتبع رتبة مستقيمة األجنحة( مثل فرس النبي الكبير والصغير ،يفترس الخنافس والنمل والذباب .
(تتبع رتبة شبكية األجنحة ( تفترس يرقاته المن والتربس والذباب األبيض والحشرات القشرية والفقس الحديث لعديد من حرشفية األجنحة ،بينما
تعيش الحشرات الكاملة في معظم األنواع معيشة حرة غير مفترسة .
– 5حشرات أسد النمل:
–6إبرة العجوز:
(تتبع رتبة جلدية األجنحة( حشرات ليلية أرضية تفترس يرقات وعذاري عديد من حرشفية األجنحة الموجودة في التربة وكذلك بعض أنواع
الديدان والخنافس األرضية .
– 7الرعاشات:
(تتبع رتبة الرعاشات( مثل الرعاش الكبير والصغير ،تفترس حورياتھا الديدان والحشرات المائية كما تفترس حشراتھا الكاملة عديد من أنواع
الحشرات أثناء الطيران .
– 8التربس المفترس:
(تتبع رتبة ھدبية األجنحة( يفترس غالبا ً أنواع التربس والعنكبوت األحمر .
– 9البق المفترس:
بقة األزھار )األوريس( :مفترس للتربس والمن والعنكبوت األحمر والذباب األبيض والبيض والفقس الحديث لعديد من حرشفية األجنحة.
والبقة المائية الكبيرة تفترس الحشرات المائية والضفادع والقواقع والسحالي .
10الزنابير المفترسة:
(تتبع رتبة غشائية األجنحة( تعيش غالبا ً في معيشة اجتماعية وأحيانا ً انفرادية ومن أمثلتھا :
الزنابير الزرقاء والتي تفترس النحل وبعض أنواع الزنابير األخرى.
زنبور البلح وذئب النحل والزنبور األصفر :يفترسوا نحل العسل.
زنابير الطين البانية :والتي تفترس يرقات حرشفية األجنحة مثل دودة ورق القطن .
11األكاروسات المفترسة:
– 12العناكب الحقيقية:
تعتبر أحد مجاميع المفترسات الھامة والشائعة في جميع األوساط البيئية الزراعية ،تفترس بكفاءة عديد من أنواع الفرائس سواء الطائرة أو
الزاحفة .
– 13الفقاريات المفترسة:
مثل األسماك والطيور والزواحف والتي تفترس جزئيا ً أو كليا ً عديد من أنواع الحشرات .
أمثلة علي الكفاءة اإلفتراسية لبعض أنواع المفترسات الشائعة في البيئة المصرية :
تختلف الكفاءة اإلفتراسية ألنواع المفترسات باختالف الفرائس وطول حياة الطور المفترس .
دورة الحياة:
تضع اإلناث البيض فرديا ً علي سطح األوراق‘ يفقس البيض إلي يرقات مفترسة تتغذي بشراھة علي فرائسھا المختلفة حتى اكتمال الطور اليرقي‘
تدخل بعدھا في طور ساكن ھو طور العذراء داخل شرنقة حريرية ،يخرج من طور العذراء الحشرات الكاملة من إناث وذكور‘ تعيش حرة متغذية
علي رحيق األزھار في أغلب أنواع ھذا المفترس‘ تتزاوج وبعدھا تبدأ اإلناث في وضع البيض لتعيد دورة حياتھا .
بقة األزھار )األوريس ) :من المفترسات الصغيرة الحجم ذات الكفاءة العالية .
دورة الحياة :تضع اإلناث البيض في أنسجة األوراق ،يفقس البيض إلي حوريات مفترسة تتغذي بكفاءة علي فرائسھا المختلفة حتى اكتمال طور
الحورية ،بعدھا تتحول الحوريات مباشرة إلي حشرات كاملة من إناث وذكور ،تتغذي أيضا ً بشراھة علي فرائسھا المتنوعة وتتزاوج وبعدھا تبدأ
اإلناث في وضع البيض لتعيد دورة حياتھا .
الكفاءة االفتراسية :تفترس الحورية الواحدة من بقة األوريس الصغيرة خالل طور الحورية ) ١٥ – ١٢يوما ً( حوالي ١٥٠فرداً من المن أو ٢٥
– ٣٥بيضة أو يرقة حديثة الفقس من حرشفية األجنحة )دودة ورق القطن مثالً( ،بينما تفترس الحشرة الكاملة خالل فترة حياتھا )١٥ – ١٢يوما ً(
حوالي ٢٥٠فرداً من المن أو ١٥٥ – ١٣٥بيضة أو يرقة حديثة الفقس .
المبيدات الميكروبية أقل خطراً علي اإلنسان والحيوان من المبيدات الكيماوية‘ ومعظم ھذه الميكروبات متخصصة علي الحشرات وال .١
تصيب اإلنسان.
ندرة حدوث الطفرات الضارة في مسببات األمراض الميكروبية. .٢
يستمر األثر الباقي للمبيدات الميكروبية فترات طويلة. .٣
استخدام المبيدات الميكروبية بالتبادل مع المبيدات الكيماوية في المكافحة يقلل من احتمال ظھور سالالت مقاومة . .٤
عيوبھا:
تقوم مسببات األمراض والطفيليات والمفترسات الحشرية بدورھا مرتبطة بمستويات متباينة لتعداد اآلفة حيث تكون األمراض أكثر فعالية عند
المستويات العالية لھذا التعداد بينما يناسب الطفيليات والمفترسات مستويات التعداد المنخفضة ومن المعروف أن غالبية مسببات األمراض ال
تھاجم طفيليات ومفترسات عوائلھا ،فقد لوحظ العديد من الطفيليات والمفترسات الحشرية نامية في عوائل مصابة بالفطر أو البكتيريا أو الفيروس
دون أن تظھر عليھا أعراض تشير إلي عدواھا بأي من ھذه الكائنات الممرضة .
تتوافق غالبية المبيدات الكيماوية مع بعض الكائنات الممرضة للحشرات مثل توافق مبيدات الكربامات ومركبات الفوسفور العضوية مع البكتيريا
B.thuringiensisحيث وجد أن لھا تأثيراً طفيفا ً أو ال تأثير لھا علي قدرة الجراثيم علي اإلنبات وعلي العكس من ذلك يوقف نشاط مجموعة
الكلور العضوية وكذا المستحلبات فعل البكتيريا ،كذلك تتوافق المبيدات مع الفيروسات ،بينما تتأثر فعالية الفطريات بالمبيدات الكيميائية عامة
والفطرية منھا خاصة بدرجة أعلي من تأثير ھذه المبيدات علي البكتيريا والفيروسات الحشرية مما يسمح لصالحيتھا للتوافق مع المبيدات عند
التطبيق .
يتطلب استخدام الكائنات الدقيقة في مكافحة اآلفات معرفة دقيقة لخصائص ھذه الكائنات وعوائلھا وعالقة كليھما بالظروف البيئية إذ البد من تواجد
العائل في بيئة ظروفھا تناسب إحداث المرض ،حيث تدفع الظروف بمزيد من احتماالت العدوى ،وتشجع العوائل الحشرية الكائنة في تجميعات
وبكثافات عديدة عالية غالبا ً من حدوث األوبئة المرضية رغم وجود بعض االستثناءات ،توقيت المعاملة بالنسبة )لعمر اليرقات أو الفقس الحديث
في حالة ) B.Tوكذلك أفضلية أن تتم المعاملة بعد الظھر )قرب الغروب( ھربا ً من التأثير الضار لألشعة فوق البنفسجية وأثناء فترة نشاط اآلفات
المستھدفة ،وكذلك أھمية التغطية الكاملة لألوراق .
تأثير المبيدات:
يتسبب االستخدام غير الواعي للمبيدات في القضاء علي نسبة كبيرة من أعداد الطفيليات والمفترسات في البيئات الزراعية المختلفة ،ففي حقول
القطن علي سبيل المثال وصل ما يلقي فيھا وحدھا قبل تطبيق البرامج التي تعتمد علي ترشيد استخدام المبيدات وھي السياسة التي تنتجھا وزارة
الزراعة حاليا ً ,حوالي %٧٠من كم المبيدات المستخدمة لمكافحة اآلفات في جميع المحاصيل األخرى مجتمعة وذلك في البرنامج السنوي للرش
الدوري ضد ديدان اللوز .
ويظھر األثر السلبي لتأثير المبيدات في االنخفاض الحاد الذي يحدث في أعداد المفترسات في حقول القطن )قدر بحوالي %٨٠ – ٧٠من تعدادھا
قبل الرش )وتعتبر العناكب الحقيقية أقل أنواع المفترسات تأثراً بالمبيدات .
المتوسطات الشھرية ألعداد المفترسات خالل موسم القطن في الحقول المعاملة بالمبيدات .
.١االتجاه التقليدي ويتم فيه جمع أنواع الطفيليات والمفترسات المتخصصة علي آفة ما من أماكن معينة )غالبا ً ماتكون الموطن األصلي
لآلفة( ونقلھا إلي المعمل وتربيتھا ثم إطالقھا في المناطق المراد مكافحة اآلفة بھا .يتم في ھذا االتجاه استيراد وإدخال األعداء الطبيعية
في مناطق جديدة يمكن أن تتأقلم بھا وتستقر فيھا وتنتشر وتتزايد ،وبنجاح ذلك فانه يتم استعادة التوازن الطبيعي بين اآلفة والعدو
الحيوي ،فتتناقص أعداد اآلفة وتھبط إلي مستويات أقل مما كانت عليه إلي أن تصل لمستوي أقل من الحد االقتصادي الحرج ,وتنشأ حالة
اتزان عام جديدة .وتستخدم ھذه الطريقة إما تجاه اآلفات الدخيلة ببعض المناطق التي لم تتواجد فيه ،وأيضا تجاه اآلفات المحلية التي
تتزايد أعدادھا نتيجة النتشارھا في مدي أوسع من النطاق الذي ينتشر فيه أعداؤھا .وعادة ما تتم مثل ھذه اإلجراءات بواسطة
المتخصصين في مجال المكافحة الحيوية ،كما يلزم متابعة نشاط مثل ھذه األنواع المدخلة لتقييم مدي أقلمتھا في البيئة الجديدة.
.٢االتجاه اآلخر ويعتمد علي تعظيم دور األعداء الطبيعية المحلية من طفيليات ومفترسات وكائنات ممرضة للتحكم في أعداد اآلفة إذا ما
حدث تزايد مفاجيء في أعدادھا ووصولھا إلي مستويات الضرر ،وتعتمد إجراءات المحافظة علي األعداء الطبيعية النافعة علي توفير
الغذاء لھا ،وأماكن االختباء واإلعاشة ،وحمايتھا من تأثير المبيدات وغيرھا من المواد التي تستخدم في أغراض المكافحة ،ويمكن توفير
كثير من ھذه المتطلبات في معظم األنظمة البيئية الزراعية خاصة بتطبيق برامج المكافحة المتكاملة والتي تعتمد أساسا ً علي االختيار
الواعي للعمليات الزراعية المناسبة ،والحرص في استخدام المبيدات المتخصصة )األقل سمية علي األعداء الطبيعية( وباستعمالھا عند
الضرورة وفي البقع الشديدة اإلصابة فقط .
يقصد به اإلكثار وھو تربية األعداء الطبيعية تحت الظروف المعملية بأعداد كبيرة جداً بغرض استخدامھا في برامج المكافحة الحيوية
التطبيقية بشرط أن يكون اإلكثار اقتصادي من حيث التكلفة والنتيجة التي قد يحققھا واالستفادة من نتيجة إطالق ھذا الكم من األعداء
الطبيعية.
يعتمد ھذا األسلوب علي إكثار أنواع األعداء الطبيعية المحلية أو المستوردة من الطفيليات والمفترسات )بعد التأكد من أقلمتھا في البيئة
الجديدة( بأعداد كبيرة في توقيتات معينة )فترات انخفاض أعداد األعداء الحيوية طبيعيا ً أو عند قصور دورھا في منطقة ما( ،ويتم
إطالقھا مبكراً مما يدعم الموجود أصالً في الطبيعة ويزيد من فعاليته قبل أن تتزايد أعداد اآلفة وأضرارھا.
يقتصر اإلنتاج الكمي علي األنواع من األعداء الطبيعية التي تستجيب أثناء النمو والتكاثر للظروف االصطناعية التي تربي فيھا داخل
المعامل المجھزة لذلك ،مما يسمح بالحصول علي أعداد كافية تكفي للغرض الذي تربي من أجله،حينئذ قد تصبح ھذه الوسيلة أقل تكلفة
بكثير من تكاليف استخدام المبيدات .قد يعتمد علي جمع بعض أعداد كبيرة من الطفيليات والمفترسات من مكان ونقلھا إلي المكان المراد
مكافحة اآلفة فيه حيويا ً ،بدالً من تربيتھا معمليا ً ،وال يستخدم ھذا األسلوب إال في حالة األنواع التي يصعب إكثارھا معمليا ً .
أوالً :الطفيليات
يعتبر طفيل التريكو جراما من أنجح الطفيليات المستخدمة في برامج المكافحة الحيوية التطبيقية في أنحاء عديدة من العالم.
يتطفل الطفيل علي بيض العديد من اآلفات الحشرية الھامة ،وخاصة ثاقبات الذرة والقصب وديدان اللوز في القطن
يتم إكثاره معمليا ً بالماليين علي بيض عوائل بديله مثل فراشة دقيق البحر األبيض المتوسط )األفستيا( أو فراشة الحبوب )السيتوتروجا(،
وغيرھا من العوائل المعملية العديدة.
يتم إطالقه في الحقول ضد اآلفة المستھدفة في التوقيت المناسب.
يتم تقدير نسب الخفض في اإلصابة نتيجة اإلطالق.
حقق إطالق الطفيل نسبة خفض لإلصابة في الحقول المعاملة وصلت إلي أكثر من %٩٠ – ٨٠ف[ الكثير من الحاالت.
يتم حاليا ً إكثار كمي لطفيل التريكو جراما بقسم بقسم بحوث المكافحة الحيوية بالجيزة حيث يستخدم بنجاح في مكافحة ثاقبات القصب
الصغيرة ،اآلفة الرئيسية التي تھدد زراعات قصب السكر في مصر ،وفي مكافحة ديدان اللوز في القطن ،والثاقبات في الذرة واألرز،
وكذلك ضد بعض آفات الفاكھة مثل آفات الزيتون ونخيل البلح ,
ثانيا :المفترسات
مثل أسد المن والذي يفترس المن والذباب األبيض واألكاروسات وبيض ويرقات العديد من العوائل ،وقد تركزت غالبية استخدامات
المفترسات ضد آفة المن خاصة علي الخضر ،حيث تراوحت نسب الخفض في اإلصابة بالمن بين % ٩٨-٧٢بعد أيام قليلة من اإلطالق.
يتم حاليا إنتاج كمي من مفترس أسد المن بمعمل المكافحة البيولوجية بكلية الزراعة ،جامعة القاھرة.
األكاروسات المفترسة تستخدم بكفاءة كبيرة وفعالية عالية ضد األكاروسات النباتية الضارة علي محاصيل الخضر والزھور داخل
الصوب ،وعلي بعض المحاصيل االقتصادية كالفراولة في الحقول المفتوحة.
يتم حاليا ً إنتاج كمي من المفترسات األكاروسية بقسم بحوث أكاروس الفاكھة بمعھد وقاية النباتات .
يتم حاليا ً وعلي نطاق تجاري في كثير من الدول ،ومن خالل شركات متخصصة ,إنتاج كمي وتسويق للعديد من األعداء الطبيعية كالطفيليات
والمفترسات لآلفات الھامة ،حيث يتم التعاقد علي شراؤھا وإطالقھا مباشرة في الحقول أو في الصوب الزراعية بمعرفة المزارع نفسه – اتجھت
أيضا ً العديد من شركات المبيدات الكيماوية نحو اإلنتاج التجاري للمبيدات الحيوية )الميكروبية )المتخصصة،ويتم استخدامھا في الطبيعة بنفس
طرق استخدام المبيدات التقليدية ,تتميز ھذه المركبات بأمانھا وتخصصھا نحو مجموعات معينة من اآلفات ،كما تتميز بتوافقھا مع غالبية المبيدات
الكيماوية حيث يمكن خلطھما معا )عند الضرورة( ليكون التأثير مشتركا ً ،يعاب عليھا احتياج بعضھا لظروف خاصة في التطبيق .
تتميز أساليب تطبيق المكافحة الحيوية بأنھا ليست سھلة ،ويتحقق نجاحھا بـ :