Professional Documents
Culture Documents
االمقياس قانون دولي خاص
االمقياس قانون دولي خاص
الــتــكـيــيــف االحالة و
أشرنا في السابق أن القاضي و قبل أن يقوم بربط الفئة المسندة بضابط اإلسناد يق وم بعميل ة
أولية هي تحليل العالقة القانونية و إعطائها الوصف القانوني الصحيح تمهيدا إلدراجها ضمن إح دى
الفئات المسندة ,و هو ما يصطلح عليه قانونا بالتكييف.
والتكييف هو بهذا الوصف عملية يقوم بها القاضي في كل فروع القانون ،كلما تصدى للفص ل في أي
دعوى قضائية ،فهو على سبيل المثال يكيف العقد ما إذا ما كان عقد عارية أو عقد إيج ار ،و يكي ف
الجريمة فيما إذا كانت سرقة أو خيانة أمانة .غير أن ما يميز التكييف في إطار القانون الدولي الخاص
ليس عملية التكييف في حد ذاتها ،و إنما القانون الذي يتم التكييف طبقا ألحكامه هل هو قانون القاضي
أم القانون األجنبي الذي يطبق على العالقة ؟ فالمسألة إذن ليست مس ألة تك ييف و إنم ا تن ازع في
التكييف(.)1
و ما يعطي لهذه المسألة أهميتها في إطار تنازع القوانين هو أن ق وانين ال دول مختلف ة في
تكييف المسائل القانونية التي يثيرها النزاع المطروح على القاضي ،فمثال تدخل قوانين بعض ال دول
المشارطات المالية التي تصحب عقد الزواج ضمن نظام األحوال الشخصية ،و تخضع بالتالي لق انون
جنسية الشخص و تدخلها بعض القوانين في نظام العقود ،و تخضع تبعا لذلك للقانون ال ذي يخت اره
المتعاقدان ،و بعض القوانين تدخل شكل الوصية في نظام األهلية فتخض ع بالت الي لق انون جنس ية
الشخص و بعضها اآلخر يدخلها ضمن نظام الشكل و تخضع بالتالي لقانون محل التصرف(.)2
اإلحـــالـــة
قد تشير قاعدة اإلسناد باختصاص قانون أجنبي لحكم العالقة القانونية المطروحة على القاضي،
غير أن نصوص هذا القانون الخاصة بتنازع القوانين ترفض هذا االختصاص و تحيله إما إلى ق انون
القاضي مرة أخرى ،و هذا ما يسمى باإلحالة من الدرجة األولى ،و إما إلى قانون أجنبي آخر ،و ه و
ما يسمى باإلحالة من الدرجة الثانية و هو ما يطرح أمام القاضي الوطني مشكلة اإلحالة ،فه ل يقب ل
اإلحالة من القانون األجنبي ،أم يرفضها و يطبق القواعد الموضوعية لذلك القانون دون اإللتف ات إلى
القواعد الخاصة بالتنازع؟
وتنبع مشكلة اإلحالة من اختالف ضوابط اإلسناد بالنسبة للفئة المسندة الواح دة من دول ة إلى
أخرى فعلى سبيل المثال تعتبر الجنسية ضابط اإلس ناد في مس ائل الحال ة و األهلي ة في الق انون
الجزائري ،بينما يعتبر موطن الشخص هو ضابط اإلسناد في مثل هذه المسائل في القانون االنجليزي،
و هو ما يعني أنه إذا أحالت قاعدة اإلسناد الجزائرية إلى القانون اإلنجليزي على أساس أن ه ق انون
جنسية الشخص ،فإن هذا األخير سوف يحيلنا إلى قانون آخر إذا لم يكن ه ذا الش خص متوطن ا في
إنجلترا.
و قد تعددت اآلراء و اإلجتهادات الفقهية في مدى قبول اإلحالة ،و ما يهمنا هنا ه و موق ف
المشرع الجزائري الذي أفصح عنه بموجب التعديل الجديد للقانون المدني ،إذ جاء في المادة 23مكرر
1
" إذا تقرر أن قانونا أجنبيا هو الواجب التطبيق فال تطبق منه إال أحكامه الداخلية دون تلك الخاصة
بتنازع القوانين من حيث المكان غير أنه يطبق القانون الجزائري إذا أحالت عليــه قواعــد تنــازع
القوانين في القانون األجنبي ".
و هكذا فإن المشرع الجزائري أخذ باإلحالة من الدرجة األولى أي عند ما تحيل قواعد تن ازع
القانون األجنبي على القانون الجزائري ،بينما رفض اإلحالة في الحاالت األخرى.