Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 18

Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) - )‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج‬

)‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر‬
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
2015- 0303 :‫رقم اإليداع القانوني‬
701 - 766 :‫ص‬ ‫ ه‬0111 ‫ رجب‬-‫ م‬0902 ‫ جانفي‬:‫السنة‬ 90 :‫العدد‬ 90 :‫المجلد‬
‫النطاق الجمرك ف ر‬
‫التشي ع الجزائري‬ ‫ي ي‬
Customs area in Algerian legislation
* ‫مراد طنجاوي‬
‫يح فارس بالمدية‬
‫جامعة ي‬
Tandjaoui.mourad@univ-medea.dz
0902-90-20:‫ تاريخ نشر المقال‬0900-09-20 :‫ تاريخ قبول المقال‬0900-96-01 :‫تاريخ ارسال المقال‬

‫الحمائ يتمثل يف حماية‬


‫ي‬ ‫ فالدور‬،‫وتمويل‬
‫ي‬ ‫حمائ‬
‫ي‬ :‫ تتمحور مهام إدارة الجمارك حول دورين‬:‫الملخص‬
‫تمويل من خالل تحصيل‬ ‫ي‬ ‫ودور‬ ،‫الوطنية‬ ‫للمؤسسة‬ ‫األجنن تشجيعا‬
‫ي‬ ‫الوطن يف مواجهة المنتوج‬
‫ي‬ ‫المنتوج‬
،‫مختلف الرسوم والضائب لمصلحة الخزينة العمومية بمناسبة دخول أو خروج البضائع من وإىل البالد‬
.‫الجمرك‬ ‫وذلك كله ف إطار تنفيذ اإلجراءات القانونية والتنظيمية ف إطار ر‬
‫التشي ع‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫ إال أن المشع‬،‫ من بر وبحر وجو‬،‫الوطن‬ ‫وكأصل عام تمارس إدارة الجمارك هذا الدور عل كامل اإلقليم‬
‫ي‬
‫ وأوكل‬،‫الجمرك‬
‫ي‬ ‫خص المنطقة الحدودية باعتبارها منطقة عبور البضائع بتنظيم خاص سماها النطاق‬
‫الجمرك مهام استثنائية تتعلق بالرقابة الخاصة يف هذه‬ ‫إلدارة الجمارك واألعوان المكلفي بتطبيق ر‬
‫التشي ع‬
‫ي‬
.‫الجمرك‬
‫ي‬ ‫القانون‬ ‫ من‬82 ‫ وذلك بموجب أحكام المادة‬،‫المنطقة‬
.‫ الحدود‬،‫ الرقابة‬،‫ أعوان الجمارك‬،‫الجمرك‬
‫ي‬ ‫ النطاق‬،‫ اإلقليم‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Abstract: the duties of the customs administration shall be based on two roles:
protectionist and financing; the protective role is to protect the national product against
foreign products in order to encourage national institution, it is also a financing role
through the collection of various fees and taxes for the public treasury on the occasion of
the entry or exit of goods to and from the country, all within the framework of the
implementation of legal or regulatory procedures within the framework of customs
legislation.

As a general matter, the customs administration exercises this role over the entire
national territory, whether by land, sea or air; however the legislature designates the
border area as a transit area for goods by a special regulation called customs area; the
customs administration and the agents in charge of implementing customs legislation are
assigned exceptional tasks related to special control in this area, in accordance with the
provisions of article 28 customs code.
Key words: territory, customs are, customs agent, control, borders

________________________

‫*المؤلف المرسل‬

677
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 0303 :‬‬
‫ص‪701 - 766 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 0902‬م‪ -‬رجب ‪ 0111‬ه‬ ‫العدد‪90 :‬‬ ‫المجلد‪90 :‬‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫تلعب التجارة الخارجية دورا مهما يف اقتصاديات الدول‪ ،‬لما لها من عوائد مالية‪،‬‬
‫فأمام مسىع المنظمات الدولية وعل رأسها منظمة التجارة العالمية إىل إيجاد مناخ‬
‫تجاري يسمح بالتدفق الحر والمرن للسلع والخدمات دون قيد أو رشط‪ ،‬تسىع الدول‬
‫النامية حماية القتصادياتها الصغية‪ ،‬إىل إيجاد مكان لها يف السوق الدولية وفق قواني‬
‫اقتصادية متناقضة‪ ،‬من خالل نظم مختلفة إىل فرض قيود عل التجارة الخارجية‪.‬‬
‫الوطن وصناعتها‬ ‫الجمرك تسىع إىل حماية اقتصادها‬ ‫فالدول من خالل ر‬
‫التشي ع‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الوطن‪ ،‬وذلك يف شكل رسوم‬ ‫ي‬ ‫المحلية من خالل منحها معاملة تفضيلية للمنتوج‬
‫وتعريفات عل البضائع‪ ،‬وتقوم هذه الرسوم والتعريفات بدورين‪ :‬األول حماية المنتوج‬
‫الوطن من خالل منح المعاملة التفضيلية‪،‬‬ ‫ي‬ ‫الوطن ومن خالل ذلك حماية االقتصاد‬ ‫ي‬
‫تمويل حيث تعود هذه الرسوم والتعريفات إىل الخزينة العمومية كموارد مالية‪،‬‬ ‫والثائ‬
‫ي‬
‫البيول تراجعا‬‫تستند إليها يالدول خاصة وقت األزمات االقتصادية‪ ،‬أو عندما يعرف سعر ر‬
‫للبيول كالجزائر‪.‬‬‫كبيا بالنسبة للدول المنتجة ر‬

‫الجمرك يف كامل‬ ‫وال يمكن تنفيذ هذين الدورين إال من خالل تطبيق ر‬
‫التشي ع‬
‫ي‬
‫الوطن يف مواجهة المخاطبي به وهو‬ ‫ي‬ ‫اإلقليم‪ ،‬ألن تطبيق القانون يكون يف كل اإلقليم‬
‫حن يسمح للقائمي بتطبيقه ممارسة‬ ‫التشي ع الجمرك ابتكر فكرة جديدة ر‬ ‫األصل‪ ،‬إال أن ر‬
‫ي‬
‫تعط لهؤالء صالحيات‬ ‫ي‬ ‫هذه المهمة عل أحسن وجه من خالل رسم رقعة جغرافية‬
‫الجمرك‪ ،‬تسىم منطقة‬
‫ي‬ ‫وطن أو‬
‫استثنائية واسعة مقارنة مع ماهو الحال يف اإلقليم ال ي‬
‫الجمرك‪.‬‬
‫ي‬ ‫الرقابة الخاصة أو النطاق‬
‫التشي ع الجزائري دورا مهما من ناحية‬ ‫ويلعب موضوع النطاق الجمرك ف ر‬
‫ي ي‬
‫الجمرك‪ ،‬وأهم‬
‫ي‬ ‫قانونية وعملية‪ ،‬فالناحية القانونية تتمثل يف كيفية تحديد النطاق‬
‫الصالحيات االستثنائية الممنوحة ألعوان الجمارك يف هذه المنطقة‪ ،‬أما الناحية العملية‬
‫فه تسهل عل أعوان الجمارك القيام بمهامهم‪ ،‬حيث أن األصل أن الرقابة تتم عل‬ ‫ي‬
‫النقطة الحدودية‪ ،‬أي مكان عبور البضائع‪ ،‬وهذا عمليا أمر صعب إن لم نقل مستحيل‪،‬‬
‫الن تعي الحدود إىل مسافة معينة‪ ،‬هو يف الحقيقة‬ ‫ر‬
‫فتمديد مكان الرقابة عل البضائع ي‬
‫الن تتمي بالفورية‪.‬‬ ‫ر‬
‫مكائ للجرائم المتصلة بالحدود وعل رأسها التهريب‪ ،‬و ي‬ ‫ي‬ ‫تمديد‬
‫وماه‬
‫ي‬ ‫الجمرك؟‬
‫ي‬ ‫وعل هذا األساس يمكن طرح اإلش ك الية حول المقصود بالنطاق‬
‫الجمرك يف هذه‬ ‫الصالحيات االستثنائية الممنوحة للجهة المكلفة بتطبيق ر‬
‫التشي ع‬
‫ي‬
‫المنطقة؟‬

‫‪678‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 0303 :‬‬
‫ص‪701 - 766 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 0902‬م‪ -‬رجب ‪ 0111‬ه‬ ‫العدد‪90 :‬‬ ‫المجلد‪90 :‬‬
‫إن اإلجابة عل هذه اإلشكالية تكزن وفق إتباع منهجية تحليلية‪ ،‬من خالل تحليل‬
‫النصوص القانونية والبحث يف فحواها‪ ،‬واعتماد خطة تحتوي العنارص التالية‪:‬‬
‫الجمرك‬
‫ي‬ ‫‪-1‬مفهوم النطاق‬
‫الجمرك‬
‫ي‬ ‫‪-1-1‬التعريف بالنطاق‬
‫الجمرك‬
‫ي‬ ‫‪-8-1‬طبيعة النطاق‬
‫الجمرك‬
‫ي‬ ‫‪ -3-1‬رسم النطاق‬
‫الجمرك‬
‫ي‬ ‫‪-8‬األحكام الخاصة بالنطاق‬
‫‪ -1-8‬األحكام الخاصة المتعلقة بإجراءات الجمركة‬
‫‪ -8-8‬األحكام الخاصة المتعلقة بالرقابة الخاصة‬
‫‪ -3-8‬األحكام الخاصة المتعلقة بالتجريم‬
‫مايل‪:‬‬
‫ي‬ ‫وتفصيل ذلك يكون وفق‬
‫الجمرك‬
‫ي‬ ‫‪-1‬مفهوم النطاق‬
‫تلعب إدارة الجمارك دورا مهما باعتبارها أحد أهم مصادر تمويل الخزينة العمومية‪،‬‬
‫الن تعرف فيها أسعار المحروقات أزمات‪ ،1‬حيث تمارس هذه‬ ‫ر‬
‫وخاصة يف الحاالت ي‬
‫ر‬
‫فه تطبق التشيعات‬ ‫اإلدارة كما هو حال كل الهيئات يف الدولة عل سائر إقليم الدولة‪ ،‬ي‬
‫ذات الصلة بمجال الجمارك‪.2‬‬
‫الجمرك يطبق عل اإلقليم‬ ‫إال أن التوجهات ف هذا المجال أقرت أن ر‬
‫التشي ع‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الجمرك أي إقليم الدولة‪ ،‬برا وبحرا وجوا كأصل عام‪ ،‬واستثناء فإنها تنشأ منطقة رقابة‬‫ي‬
‫الجمرك‪ ،‬تمارس فيها إدارة الجمارك صالحيات استثنائية‪.‬‬
‫ي‬ ‫خاصة‪ 3‬تسىم النطاق‬
‫الجمرك نتطرق يف البداية إىل التعريف به‪ ،‬ثم تحديد‬ ‫ي‬ ‫ولتحديد مفهوم النطاق‬
‫طبيعته‪ ،‬لنصل إىل رسم النطاق الجمرك ف ر‬
‫التشي ع الجزائري‪.‬‬ ‫ي ي‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬وتلعب إدارة الجمارك دورا هاما يف تمويل الخزينة العمومية‪ ،‬من خالل تحصيل الضائب والغرامات‬
‫والمصادرات‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬المادة ‪ 33‬من قانون رقم ‪ 39/97‬مؤرخ يف ‪ 81‬يوليو ‪ 1797‬يتضمن قانون الجمارك‪ ،‬المعدل والمتمم‪،‬‬
‫ال سيما القانون ‪ 30/19‬المؤرخ يف ‪ 11‬فياير ‪ 8319‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪.11‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 87‬من قانون الجمارك‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪679‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 0303 :‬‬
‫ص‪701 - 766 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 0902‬م‪ -‬رجب ‪ 0111‬ه‬ ‫العدد‪90 :‬‬ ‫المجلد‪90 :‬‬
‫الجمرك‬
‫ي‬ ‫‪-1-1‬التعريف بالنطاق‬
‫الجمرك نقدم يف البداية تعريفا له‪ ،‬ثم أن نحض‬
‫ي‬ ‫لإلحاطة بالتعريف بالنطاق‬
‫خصائصه‪.‬‬
‫الجمرك‬
‫ي‬ ‫‪-1-1-1‬تعريف النطاق‬
‫الن تمارسها إدارة الجمارك‪ ،‬تكون عل الحدود‪ ،‬لحظة‬ ‫ر‬
‫‪4‬‬
‫يف األصل أن مهمة الرقابة ي‬
‫الجمرك ‪ ،‬والستحالة ذلك‬
‫ي‬ ‫عبور البضائع الخط الفاصل بي الدول‪ ،‬أو ما يعرف بالخط‬
‫الجمرك‪ ،‬وذلك وفق‬
‫ي‬ ‫مكائ يسىم النطاق‬
‫ي‬ ‫فإنه تم تمديد مهام الرقابة إىل الداخل يف حي‬
‫مسافات وحدود يرسمها القانون ويحدد االختصاصات فيها‪.‬‬
‫ويعد هذا المير منطقيا‪ ،‬التصال فكرة الرقابة عل الحدود بمحاولة منع ارتكاب‬
‫المخالفات الجمركية‪ ،5‬ر‬
‫والن تتسم بالفورية من الناحية الزمنية‪ ،‬أي أن ارتكابها يكون يف‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫الن تعي فيها البضائع الحدود‪ ،6‬ما يجعل الرقابة بهذا المعن من غي‬ ‫ر‬
‫الفية الوجية ي‬
‫جدوى‪.‬‬
‫الجمرك عل أنه عبارة عن مساحة محددة من قبل‬
‫ي‬ ‫ويقدم الفقه تعريفا للنطاق‬
‫تشيعات داخل حدود الدولة‪ ،‬وتملك فيها إدارة الجمارك امتيازات خاصة وصالحيات‬ ‫ال ر‬
‫‪7‬‬
‫واسعة من رقابة وتفتيش و إقامة مراكز للحراسة ‪.‬‬
‫الجمرك‪ ،‬وكل‬
‫ي‬ ‫أما من الناحية القانونية فإن قانون الجمارك لم يقدم تعريفا للنطاق‬
‫‪8‬‬
‫ماجاء فيه نص المادة ‪ 82‬يف فقرتها الثانية من القانون ‪ 39/97‬المتعلق بالجمارك ‪ ،‬و‬
‫الن تنص عل أنه‪ :‬تنظم منطقة خاصة للمراقبة عل طول الحدود اليية والبحرية‪،‬‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫الجمرك‪.‬‬
‫ي‬ ‫وتشكل هذه المنطقة النطاق‬
‫الجمرك‪ ،‬بل حدد الهدف من وجوده‪،‬‬
‫ي‬ ‫والمالحظ أن هذا النص لم يعرف النطاق‬
‫وهو السماح ألعوان الجمارك بممارسة صالحيات استثنائية يف مجال المراقبة داخل‬

‫‪4‬‬
‫الجمرك هو الحدود الفاصلة بي الدول‪ ،‬مجدي محب حافظ‪ ،‬الموسوعة الجمركية‪ ،‬دار الفكر‬ ‫ي‬ ‫‪-‬الخط‬
‫الجامىع‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،8332‬ص ‪ .132‬دمحم سعد الرحاحلة‪ ،‬إيناس الخالدي‪ ،‬المدخل لدراسة علم‬ ‫ي‬
‫والنش‪ ،‬عمان ‪ ،8318‬ص ‪.89‬‬ ‫ر‬ ‫الجمارك‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار الحاد للتوزي ع‬
‫الن جاء‬‫ر‬ ‫‪5‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 31‬قانون الجمارك‪ ،‬المادة ‪ 803‬مكرر من قانون الجمارك المعدل بالقانون ‪ 13/72‬ي‬
‫والن ينص هذا‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الن تتوىل إدارة الجمارك تطبيقها ي‬
‫فيها‪ :‬يعد مخالفة جمركية‪ ،‬كل خرق للقواني واألنظمة ي‬
‫القانون عل قمعها‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬دمحم أمي زيان ‪ ،‬الجريمة الجمركية بي القواعد العامة والتوجهات الحديثة يف السياسة الجنائية‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراه‪ ،‬تخصص قانون عام‪ ،‬جامعة المدية ‪ ،8317‬ص ‪.21‬‬
‫شوف رامز شعبان‪ ،‬إدارة الجمارك‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيوت ‪ ،1770‬ص ‪.80‬‬ ‫ر‬ ‫‪-‬‬
‫‪7‬‬
‫ي‬ ‫‪8‬‬
‫‪ -‬قانون الجمارك‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪680‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 0303 :‬‬
‫ص‪701 - 766 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 0902‬م‪ -‬رجب ‪ 0111‬ه‬ ‫العدد‪90 :‬‬ ‫المجلد‪90 :‬‬
‫الجمرك‪ ،‬وذلك عل طول الحدود اليية والبحرية‪ ،‬وجاءت المادة ‪ 87‬من قانون‬
‫ي‬ ‫النطاق‬
‫الجمرك‪ ،‬وتحديد المسافات المتعلقة به‪.‬‬
‫ي‬ ‫الجمارك لرسم النطاق‬
‫الجمرك‬
‫ي‬ ‫‪-8-1-1‬خصائص النطاق‬
‫الجمرك يمكن أن نستخلص مجموعة من‬
‫ي‬ ‫من خالل استقراء تعريف النطاق‬
‫ر‬
‫الن تميه‪ ،‬وترسم له صورة يف دائرة القانون‪.‬‬
‫الخصائص ي‬
‫استثنائ للحدود اليية والبحرية‬
‫ي‬ ‫‪-8-1-1‬أ‪ -‬امتداد‬
‫الجمرك مكان مراقبة البضائع دخوال وخروجا‪ ،‬من وإىل الوطن وذلك‬ ‫ي‬ ‫يعتي النطاق‬
‫تحت ميرات عملية وأخرى قانونية‪ ،‬فالميرات العملية تتعلق بفورية المخالفات‬
‫الجمركية‪ ،‬وما يتطلب ذلك من حيطة ويقظة عل الحدود‪ ،‬فكان الحل تمديدها زمنيا‬
‫مكائ‪ ،‬أي مكان الرقابة‪.‬‬‫ي‬ ‫من خالل تمديد‬
‫الجمرك يطبق عل كل اإلقليم‪،9‬‬ ‫أما المير القانوئ فإنه من ناحية وإذ كان ر‬
‫التشي ع‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫فإن ممارسة رقابة مجدية يف كل اإلقليم‪ ،‬فكان لزاما تطبيقها مكانيا يف إطار مفهوم جديد‬
‫الجمرك حيث يسمح فيه ألعوان الجمارك بممارسة صالحيات استثنائية‬ ‫ي‬ ‫يسىم النطاق‬
‫من ناحية أخرى‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫الوطن‬ ‫يبق جزء من اإلقليم‬ ‫‪-8-1-1‬ب النطاق الجمرك ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الوطن‪،‬‬ ‫ر‬
‫قانوئ‪ ،‬فإنه يبق جزءا من اإلقليم‬ ‫الجمرك كمفهوم‬ ‫رغم وجود النطاق‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫فتمارس فيه الدولة سيادتها‪ ،‬وتشي عليه قوانينها‪ ،‬إال أن هذا المفهوم فقط يتعلق‬
‫بمسألة منح أعوان الجمارك صالحيات وسلطات استثنائية إضافة لما هو مخول لهم يف‬
‫إقليم الدولة‪ ،‬وذلك لمحاربة الجريمة الجمركية عموما‪ ،‬والتمكن من ممارسة فكرة‬
‫الرقابة وفق آليات قانونية ف إطار مبدأ ر‬
‫الشعية‪.‬‬ ‫ي‬
‫الجمرك هو منطقة رقابة خاصة‬
‫ي‬ ‫‪-8-1-1‬ج‪ -‬النطاق‬
‫الجمرك هو منطقة رقابة خاصة‪ ،‬فهو ما جاء يف نص المادة ‪ 82‬من القانون‬
‫ي‬ ‫النطاق‬
‫الجمرك‪ ،‬حيث يسمح ألعوان الجمارك بالقيام بالتفتيش وإقامة الكمائن والحواجز‪،‬‬
‫ي‬
‫والتشيعات ذات الصلة بالرقابة الجمركية‪ ،‬كما يسمح لهم‬ ‫ر‬ ‫وذلك تطبيقا للنصوص‬
‫بالمطاردات‪.11‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ،31‬المادة ‪ 38‬من قانون الجمارك‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬اإلقليم هو مساحة مكانية معينة ومحددة تمثل الخطوط الجغرافية للدولة‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬ومثال ذلك المادة ‪ 09‬من قانون الجمارك‪.‬‬

‫‪681‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 0303 :‬‬
‫ص‪701 - 766 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 0902‬م‪ -‬رجب ‪ 0111‬ه‬ ‫العدد‪90 :‬‬ ‫المجلد‪90 :‬‬
‫الجمرك‬
‫ي‬ ‫‪-8-1‬طبيعة النطاق‬
‫الجمرك مسألة غاية يف األهمية‪ ،‬حيث من‬
‫ي‬ ‫إن تحديد الطبيعة القانونية للنطاق‬
‫وف إطار ذلك يمكن القول أن‬ ‫تحكمه‬ ‫الن‬ ‫خاللها يمكن تحديد المنظومة القانونية ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫قانوئ لضورة‬
‫ي‬ ‫مفهوم‬ ‫أنه‬ ‫أو‬ ‫استثنائ‬
‫ي‬ ‫إقليم‬ ‫الجمرك ريياوح بي طبيعتي‪ ،‬من أنه‬
‫ي‬ ‫النطاق‬
‫عملية‪.‬‬
‫استثنائ‬
‫ي‬ ‫الجمرك إقليم‬
‫ي‬ ‫‪ 1-8-1‬النطاق‬
‫الن جاء فيها مصطلح منطقة خاصة للرقابة‪،‬‬ ‫ر‬
‫بالعودة إىل حرفية نص المادة ‪ 82‬ي‬
‫استثنائ‪.‬‬ ‫التشيعات بأحكام خاصة‪ ،‬أي أنه إقليم‬ ‫يفيد ذلك أنها منطقة استثنائية تخصها ر‬
‫ي‬
‫استثنائ هو النطاق‬ ‫الوطن إىل إقليم عام‪ ،‬وإقليم‬ ‫وييتب عل ذلك تقسيم اإلقليم‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫للتشي ع الجزائري‪ ،‬فنجد أن الدستور‬ ‫الجمرك‪ ،‬إال أن هذا غي موجود عل األقل بالنسبة ر‬
‫‪12‬‬
‫ي‬
‫الجمرك هو‬
‫ي‬ ‫النطاق‬ ‫أن‬ ‫تصور‬ ‫فإن‬ ‫وبالتاىل‬
‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫للبالد‬ ‫التقسيم‬ ‫هذا‬ ‫مثل‬ ‫يعرف‬ ‫ال‬ ‫ائري‬‫الجز‬
‫ر‬
‫استثنائ يعتي مسألة غريبة عن القانون الجزائري‪ ،‬وإن كان بعض التشيعات قد‬ ‫إقليم‬
‫ي‬
‫تخاطب مناطق بحد ذاتها‪ ،‬وتكون مطبقة فيها فقط‪ ،‬إال أنها ال تخرج عن طابع التنظيم‪،‬‬
‫تبق مرتبطة بزمن ومكان‬ ‫والن ر‬‫وذلك لمعالجة بعض الظروف االستثنائية الطارئة‪ ،13‬ر‬
‫ي‬
‫الجمرك‪.‬‬
‫ي‬ ‫محددين‪ ،‬وليست أبدية كما هو الحال يف النطاق‬
‫الجمرك من تدابي استثنائية يعرف غالبا طابع الديمومة‪،‬‬
‫ي‬ ‫فما يتعلق بالنطاق‬
‫ويكون دائما ف إطار ر‬
‫تشيعات قانونية تتعلق بالحقوق والحريات األساسية والمضمونة‬ ‫ي‬
‫دستورا‪ ،‬غالبا ما تكون يف شكل تجريم بعض األفعال‪ ،‬أو فرض بعض اإلجراءات‬
‫الجمرك من خالل منح ألعوان المكلفي‬
‫ي‬ ‫االستثنائية‪ ،‬أو ممارسة رقابة خاصة عل النطاق‬
‫بذلك آليات ووسائل قانونية تخرج عن صالحياتهم أصال‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة هنا إىل أن أعوان الجمارك ال يتمتعون بصفة الضبطية القضائية‪،14‬‬
‫ولكن يمارسون الصالحيات المنوطة بهم وفق القانون ‪ ،‬وذلك من خالل إعمال أحكام‬
‫الجمرك‪.‬‬ ‫ر‬
‫التشي ع‬
‫ي‬
‫قانوئ لضورة عملية‬
‫ي‬ ‫الجمرك مفهوم‬
‫ي‬ ‫‪ 8-8-1‬النطاق‬
‫إن استحداث مفاهيم قانونية جديدة ال عالقة لها بالواقع‪ ،‬لضورات عملية‪ ،‬ليس‬
‫باألمر الجديد‪ ،‬فنجد أن الفكر القانون استحدث فكرة الشخصية المعنوية وأطلقها عل‬

‫‪12‬‬
‫اإلقليىم للبالد يشمل‪ :‬الوالية والبلدية‬
‫ي‬ ‫‪ -‬فالتقسيم‬
‫فتبق مرتبطة بزمان ومكان معيني‪.‬‬ ‫‪ -13‬كحال زلزال أو فيضان أو أوبئة‪ ،‬ر‬
‫‪14‬‬
‫‪ -‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬المنازعات الجمركية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر ‪.8337/8332‬‬

‫‪682‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 0303 :‬‬
‫ص‪701 - 766 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 0902‬م‪ -‬رجب ‪ 0111‬ه‬ ‫العدد‪90 :‬‬ ‫المجلد‪90 :‬‬
‫واقىع‬
‫ي‬ ‫كيانات الوجود لها ماديا‪ ،‬كما استحدث فكرة المحل التجاري لتطوي ع مفهوم‬
‫يتعلق بممارسة التجارة‪ ،15‬وغيها كثي من المفاهيم اليسع المقام لذكرها‪.‬‬
‫القانوئ مفهوم جديد يتعلق باإلقليم‪،‬‬
‫ي‬ ‫والحال كذلك فال نستغرب أن يبتكر الفكر‬
‫الجمرك‪ ،‬يضاف إليه‬ ‫حن يسمح بممارسة الرقابة عل الحدود‪ ،‬يطلق عليه اسم النطاق‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫ر‬
‫لتتماش مع الغرض والدافع من وجود هذا المفهوم أصال‪.‬‬ ‫بعض األحكام االستثنائية‬
‫فعل‪ ،16‬يسمح بوجود‬
‫ولعل وجود مفاهيم جديدة يكون دائما تحت ضغط واقع ي‬
‫هذا المفهوم وييره‪ ،‬ويتعلق هذا الواقع باستحالة ممارسة الرقابة الجمركية عل الخط‬
‫الجمرك‪ ،‬أي عل الخط الفاصل بي حدود الدول‪ ،‬وال يمكن من ناحية أخرى إرهاق‬ ‫ي‬
‫الوطن‪ ،‬وما رييتب عل ذلك من أثار‬
‫ي‬ ‫اإلقليم‬ ‫كل‬ ‫عل‬ ‫استثنائية‬ ‫رقابة‬ ‫بممارسة‬ ‫األفراد‬
‫قانونية‪.‬‬
‫الجمرك‬
‫ي‬ ‫‪ -3-1‬رسم النطاق‬
‫الجمرك‪ ،‬وقد رسمته من‬
‫ي‬ ‫حددت المادة ‪ 87‬من قانون الجمارك حدود النطاق‬
‫خالل منطقة بحرية وأخرى برية‪.‬‬
‫‪ -1-3-1‬منطقة بحرية‬
‫تتكون المنطقة البحرية من المياه اإلقليمية‪ ،‬والمنطقة المتاخمة لها والمياه‬
‫التشي ع الجمرك‪ ،‬وتسىم كذلك اإلقليم البحري ر‬
‫والن‬ ‫الداخلية كما ه محددة ف ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫حددها األمر ‪ 23/91‬المؤرخ يف ‪ 83‬أكتوبر ‪ 1791‬والمتضمن القانون البحري المعدل‬
‫بحواىل ‪ 80‬ميال‪ ،17‬ففور دخول السفينة المنطقة البحرية من النطاق‬
‫ي‬ ‫والمتمم‪ ،‬وتقدر‬
‫الجمرك‪ ،‬عل ربان السفينة أن يتقدم عند أول طلب من حراس الشواط بيومية‬ ‫ي‬
‫السفينة‪ ،‬والتضي ح بالحمولة أو أي وثيقة أخرى قصد التأشي عليها ولتمكينهم من‬
‫ر‬
‫مايأئ‪:‬‬ ‫الجمرك‬ ‫ممارسة الرقابة‪ ،18‬وتشمل المنطقة البحرية من النطاق‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫‪-‬المياه الداخلية‪ :‬تقع هذه المياه بي خط الشاط يف الساحل والخط القاعدي‬
‫اإلقليىم يف عرض البحر‪ ،‬حسب ماهو معمول به يف االتفاقيات واألعراف الدولية‪،‬‬
‫ي‬ ‫للبحر‬
‫الن ر‬
‫تبق يف اتصال مع البحر‪.‬‬ ‫وتشمل خاصة المراش والموائ والمستنقعات المالحة ر‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫‪15‬‬
‫‪ -‬فالمحل التجاري كفكرة قانون يختلف عن العقار الذي يأويه‪ ،‬ويتكون أساسا من الشهرة والزبائن‪،‬‬
‫المادة ‪ 92‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ -‬دمحم أمي زيان‪ ،‬مرجع سابق‪.28 ،‬‬
‫ر‬
‫‪ -‬حيث أن ‪ 31‬ميل بحري يساوي ‪ 1223582‬مي‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 23‬من قانون الجمارك‪.‬‬

‫‪683‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 0303 :‬‬
‫ص‪701 - 766 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 0902‬م‪ -‬رجب ‪ 0111‬ه‬ ‫العدد‪90 :‬‬ ‫المجلد‪90 :‬‬
‫‪-‬المياه اإلقليمية‪ :‬وقد حددها المرسوم رقم ‪ 033/13‬الصادر ‪،1713/13/18‬‬
‫المحدد امتداد المياه اإلقليمية ب ‪ 18‬ميال بحريا‪ ،‬أي ما يعادل ‪ 885837‬كلم‪ ،‬يبدأ من‬
‫اإلقليىم يف عرض البحر‪ ،‬أي من‬
‫ي‬ ‫خط الشاط يف الساحل‪ ،‬و الخط القاعدي للبحر‬
‫شاط البحر إىل العمق‪ ،‬حسب ماهو معمول به يف االتفاقيات و األعراف الدولية‪.19‬‬
‫اإلقليىم يف اتجاه‬
‫ي‬ ‫وه منطقة تقع وراء البحر‬
‫‪-‬المنطقة المتاخمة للمياه اإلقليمية‪ :‬ي‬
‫عرض البحر‪ ،‬وتقدر ب ‪ 18‬ميال بحريا‪ ،‬انطالقا من خط نهاية المياه اإلقليمية يف اتجاه‬
‫الرئاش رقم ‪.20330/30‬‬
‫ي‬ ‫عرض البحر وقد حددها المرسوم‬
‫ويخول للدولة يف هذه المنطقة ممارسة بعض الحقوق السيادية ويرخص لها‬
‫بممارسة اختصاصات وواليات محدودة تهدف أساسا إىل منع اإلخالل بقوانينها‬
‫فه ليست مملوكة وال خاضعة لسيادة دولة من الدول‪.‬‬
‫الضيبية و الجمركية والصحية‪ ،‬ي‬
‫ومنذ تعديل قانون الجمارك سنة ‪ 1772‬بموجب القانون ‪ ،13/72‬أصبحت‬
‫الجمرك خصوصا حكرا فقط عل مصلحة‬ ‫ي‬ ‫المنطقة البحرية عموما والمنتمية للنطاق‬
‫حراسة الشواط‪ ،‬وهم وحدهم مختصون بمعاينة الجرائم الجمركية يف هذا المجال‪،‬‬
‫ويتعلق األمر هنا بما يضبط يف البواخر سواء بضاعة محظورة أو خاضعة لرسم مرتفع‪.‬‬
‫‪ -8-3-1‬المنطقة اليية‬
‫الجمرك عل الحدود البحرية من الساحل إىل خط‬
‫ي‬ ‫تمتد المنطقة اليية من النطاق‬
‫الجمرك إىل خط‬
‫ي‬ ‫مرسوم عل بعد ‪ 33‬كلم منه‪ ،‬وعل الحدود اليية من حد اإلقليم‬
‫الجمرك داخل تراب الوطن‪.‬‬
‫ي‬ ‫مرسوم عل بعد ‪ 33‬كلم منه باتجاه اإلقليم‬
‫الجمرك‪ ،‬يمكن تمديد عمق المنطقة‬
‫ي‬ ‫وعند الضورة‪ ،‬وتسهيال لمكافحة الغش‬
‫اليية من ‪ 33‬كلم إىل غاية ‪ 13‬كلم‪ ،‬كما أنه يمكن تمديد هذه المسافة إىل ‪ 033‬كلم يف‬
‫الواليات اآلتية‪ :‬تيندوف‪ ،‬أدرار وتمنغاست وإليي‪.‬‬
‫اف نطاقا جمركيا ككل‪،‬‬
‫وتجدر اإلشارة إىل أن بعض الواليات يعد إقليمها الجغر ي‬
‫وذلك بموجب مقررات صادرة عن المدير العام للجمارك‪ ،‬تضمنت تحديد النطاق‬
‫الجمرك اليي ليشمل كامل الوالية‪ ،‬مثل ما يتعلق بوالية تبسة وسوق أهراس وأدرار‪.‬‬
‫ي‬

‫‪19‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 80‬من اتفاقية مونتيقوباي لسنة ‪ 1728‬المتعلقة بقانون البحار‪ ،‬المصادق عليها بالمرسوم‬
‫ئاش ‪ 23/71‬المؤرخ يف ‪ ،1771/31/88‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪.31‬‬ ‫‪ 20‬ي‬‫الر‬
‫اإلقليىم‪،‬‬
‫ي‬ ‫للبحر‬ ‫المتاخمة‬ ‫للمنطقة‬ ‫المؤسس‬ ‫‪،‬‬‫‪8330‬‬ ‫نوفمي‬ ‫‪31‬‬ ‫مؤرخ‬ ‫‪330‬‬ ‫‪/‬‬‫‪30‬‬ ‫ئاش‬
‫ي‬ ‫ر‬‫ال‬ ‫المرسوم‬ ‫‪-‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ع ‪.93‬‬

‫‪684‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 0303 :‬‬
‫ص‪701 - 766 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 0902‬م‪ -‬رجب ‪ 0111‬ه‬ ‫العدد‪90 :‬‬ ‫المجلد‪90 :‬‬
‫الجمرك‬
‫ي‬ ‫‪-8‬األحكام الخاصة بالنطاق‬
‫الن نصت عل أن النطاق‬ ‫ر‬
‫الجمرك ي‬
‫ي‬ ‫من خالل استقراء أحكام المادة ‪ 82‬من القانون‬
‫الجمارك هو منطقة الرقابة الخاصة‪ ،‬فإنه يمكن القول أن هذه المنطقة تخضع ألحكام‬
‫الجمرك‪ ،‬تتعلق يف البداية بإجراءات الجمركة يف البداية‪ ،‬ثم‬
‫ي‬ ‫استثنائية خاصة يف المجال‬
‫ما يتعلق بخصوصية الرقابة الممارسة يف هذه المنطقة ثانيا‪ ،‬وثالثا ما يتعلق بمسألة‬
‫الجمرك‪.‬‬
‫ي‬ ‫التجريم يف النطاق‬
‫‪ -1-8‬األحكام الخاصة المتعلقة بإجراءات الجمركة‬
‫األصل أنه يجب إحضار كل بضاعة مستوردة أو أعيد استيادها أو معدة للتصدير أو‬
‫للنقل من مركبة إىل أخرى أمام مكتب الجمارك المختص قصد إخضاعها للرقابة‪ ،21‬ويتم‬
‫اإلحضار وفق القانون إما برا أو بحرا أو جوا‪ 22‬أمام مكتب الجمارك ألن مكتب الجمارك‬
‫استثن بنص‪.‬‬ ‫ر‬
‫الن تتم فيها الجمركة‪ ،23‬إال ما‬
‫ي‬ ‫هو الوحدة األساسية والوحيدة ي‬
‫وحن يتسن لنا فهم خصوصية هذه المسألة نتطرق يف البداية إىل مفهوم‬ ‫ر‬
‫الجمرك‪.‬‬
‫ي‬ ‫البضاعة‪ ،‬ثم األحكام المتعلقة بتنقل البضاعة داخل النطاق‬
‫‪-1-1-8‬المقصود بالبضاعة‬
‫المشع الجزائري البضائع يف نص المادة ‪ 32‬من القانون الجمارك‪ ،‬عل أنها‬ ‫عرف ر‬
‫كل المنتوجات واألشياء التجارية وغي التجارية‪ ،‬وبصفة عامة جميع األشياء القابلة‬
‫للتداول والتملك‪.‬‬
‫ه كل األشياء القابلة للتداول والتملك‪ ،‬بغض‬ ‫ر‬
‫فبضاعة يف نظر المشع الجزائري ي‬
‫النظر عن طبيعتها التجارية أو غي التجارية‪ ،‬ويخرج من دائرتها األشياء واألمتعة‬
‫الن يمكن أن يحتاجها المسافر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ه كل األغراض الجديدة أو المستعملة ي‬ ‫والن ي‬
‫الشخصية‪ ،‬ي‬
‫الشخص خالل سفره بسبب ظروف هذا السفر‪،‬‬ ‫ي‬ ‫يف حدود المعقول‪ ،‬الستعماله‬
‫‪24‬‬
‫الن تستورد أو تصدر ألغراض تجارية ‪.‬‬ ‫ر‬
‫باستثناء البضائع ي‬

‫‪21‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 21‬من قانون الجمارك‪.‬‬
‫‪ -22‬دمحم الصادق جاب هللا‪ ،‬الموجز ف تقنيات الجمركة ف ر‬
‫التشي ع والتنظيم الجزائريي‪ ،‬دار هومة‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫والنشوالتوزي ع‪ ،‬الجزائر ‪ ،8319‬ص ‪.30‬‬ ‫للطباعة‬
‫‪23‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 13‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،081/11‬المؤرخ يف ‪ 2‬ديسمي ‪ ،8311‬يحدد تنظيم المصالح‬
‫الخارجية للمديرية العامة للجمارك وسيها‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪ .12‬وهو نفس الحكم الذي أقرته المادة ‪ 31‬من قانون‬
‫الجمارك‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ -‬المادة ‪/32‬ب من قانون الجمارك‪.‬‬

‫‪685‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 0303 :‬‬
‫ص‪701 - 766 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 0902‬م‪ -‬رجب ‪ 0111‬ه‬
‫العدد‪90 :‬‬ ‫المجلد‪90 :‬‬
‫‪25‬‬
‫المشع مفهومي جديدين بمناسبة تعريف البضاعة ‪ ،‬األول يتعلق‬ ‫ر‬ ‫كما قدم‬
‫الن تتجاوز نسبتها‬‫ر‬
‫وه البضائع الخاضعة للحقوق والرسوم ي‬ ‫بالبضاعة المرتفعة الرسم ي‬
‫اإلجمالية ‪ ،%02‬ويقصد بهذه النسبة مجموع معدالت الحقوق والرسوم المطبقة عل‬
‫بضاعة ما‪.‬‬
‫يرم وجودها إىل إخفاء األشياء محل‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الن ي‬
‫وه البضائع ي‬
‫تخق الغش ي‬‫ي‬ ‫الن‬
‫والبضائع ي‬
‫ه عل صلة بها‪.‬‬ ‫ر‬
‫والن ي‬
‫الغش‪ ،‬ي‬
‫المشع نوع من البضائع بأحكام خاصة‪ ،‬يتعلق األمر بالبضائع‬ ‫ر‬ ‫كما خص‬
‫ر‬
‫والن اليجوز استيادها أو تصديرها بأي‬ ‫‪26‬‬
‫وه بضائع محظورة حظر مطلق‪ ،‬ي‬ ‫المحظورة ‪ ،‬ي‬
‫الن تقاطع‬ ‫ر‬
‫صفة كانت‪ ،‬كالبضائع الممنوعة من التداول كالمحذرات‪ ،‬أو ذات المنشأ ر ي‬
‫الن يشيط ر‬
‫المشع‬ ‫ر‬
‫وه البضائع ي‬
‫الدول بضائعه‪ ،‬وبضائع أخرى محظورة حظرا جزئيا‪ ،‬ي‬
‫لدخولها أو خروجها رخصا تسلم من السلطات المختصة‪ ،‬وتخضع إلجراءات معينة‪.‬‬
‫باإلضافة لذلك فإن هناك نوع من البضائع تسىم البضائع الحساسة للغش‪،27‬‬
‫الجمرك إذا‬ ‫الشوط واإلجراءات عي سائر اإلقليم‬ ‫المشع لتداولها بعض ر‬
‫والن حدد ر‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫الن تثبت الحالة القانونية لهذه البضائع‬
‫‪28‬‬
‫كانت تجارية‪ ،‬وذلك من خالل تقديم الوثائق ي‬
‫إزاء القواني بناء عل طلب األعوان المختصي يف ذلك ‪.‬‬
‫الجمرك‬
‫ي‬ ‫‪-8-1-8‬نقل البضائع داخل النطاق‬
‫الجمرك‪ ،‬وتكون‬
‫ي‬ ‫يفرض القانون تنظيما خاصا بحركة البضائع داخل النطاق‬
‫الجمرك‪ ،‬حيث يجب إحضار البضاعة‬ ‫ي‬ ‫المراقبة أشد فيه مقارنة مع ما يف اإلقليم‬
‫جمرك من مكان دخولها بإتباع‬
‫ي‬ ‫المستوردة عي الحدود اليية فورا إىل أقرب مكتب‬
‫الواىل‪ ،‬وال يجوز أن تجتاز هذه البضائع‬ ‫ر‬
‫والمباش‪ ،‬والذي يعي بقرار من‬ ‫الطريق األقض‬
‫ي‬ ‫‪29‬‬
‫الجمرك دون ترخيص ‪.‬‬
‫ي‬ ‫المكتب‬
‫كما أنه يجب توجيه البضائع الخاضعة لرخصة النقل واآلتية من داخل اإلقليم‬
‫جمرك أو‬ ‫الجمرك‪ ،‬إىل أقرب مكتب‬ ‫الجمرك‪ ،‬ر‬
‫والن تدخل المنطقة اليية من النطاق‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪30‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫مصلحة إدارة الضائب األقرب للتضي ح بها ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ -‬المادة ‪/32‬ز‪/‬ط‪ .‬من قانون الجمارك‬
‫‪26‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 81‬من قانون الجمارك‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫‪ -‬قرار مؤرخ يف ‪ 83‬نوفمي ‪ 1770‬يحدد قائمة البضائع الحساسة القابلة للتهريب‪ ،‬تطبيقا ألحكام المادة‬
‫‪ 881‬من قانون الجمارك‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 881‬من قانون الجمارك‬
‫‪29‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 13‬من قانون الجمارك‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 31/881‬من قانون الجمارك‪.‬‬

‫‪686‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 0303 :‬‬
‫ص‪701 - 766 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 0902‬م‪ -‬رجب ‪ 0111‬ه‬ ‫العدد‪90 :‬‬ ‫المجلد‪90 :‬‬
‫وقد حددت قائمة البضائع الخاضعة لرخصة التنقل داخل المنطقة اليية من‬
‫الجمرك وكذا كميتها‪ ،‬بموجب ملحقي لقرار وزاري‪ ،31‬والذي يحدد قائمة‬
‫ي‬ ‫النطاق‬
‫الجمرك‪ ،‬تطبيق ألحكام المادة ‪ 883‬من‬
‫ي‬ ‫البضائع الخاضعة لرخصة التنقل يف النطاق‬
‫وشوط إصدارها‬‫قانون الجمارك‪ ،‬وحدد مقرر شكل رخص التنقل لبعض البضائع‪ ،‬ر‬
‫واستعمالها‪.32‬‬
‫وف المقابل فإنه يمنع حيازة هذه البضائع الواردة يف هذا القرار بدون رخصة‬‫ي‬
‫تيرها‪ ،‬أو حيازة البضائع المحظور استيادها حظرا جزئيا دون أن تكون مرفقة بوثائق‬
‫تثبت قانونيتها‪.‬‬
‫كما يحظر من جهة أخرى حيازة البضائع المحظورة من التصدير غي المير‬
‫المهن أو المقدرة عند االقتضاء‬
‫ي‬ ‫العائل أو‬
‫ي‬ ‫بالحاجيات العادية للحائز المخصصة لتموينه‬
‫المحل‪.33‬‬
‫ي‬ ‫حسب االستعمال‬
‫‪ -8-8‬األحكام الخاصة المتعلقة بالرقابة الخاصة‬
‫ر‬
‫الحقيق‬ ‫الجمرك بفكرة الرقابة الخاصة‪ ،‬حيث تعتي الغرض‬ ‫يرتبط وجود النطاق‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الجمرك ممارسة صالحيات‬ ‫ر‬
‫من وجوده‪ ،‬حيث يسمح للمكلفي بتطبيق التشي ع‬
‫ي‬
‫الجمرك‪ ،‬كضباط‬ ‫ر‬
‫استثنائية‪ ،‬ولن نخوض يف كل األشخاص المكلفي بتطبيق التشي ع‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الشط القضائية أو أعوان منع وقمع الغش بمديرية التجارة‪ ،‬وحراس السواحل‪ ،‬وغيهم‪،‬‬
‫بل سوف يقتض األمر عل أعوان الجمارك يف نقطة أوىل‪ ،‬ثم نبحث الصالحيات‬
‫الجمرك‪.‬‬
‫ي‬ ‫المخولة لهم قانونا يف النطاق‬
‫‪ -1-8-8‬أعوان الجمارك‬
‫أعوان الجمارك هم موظفون عموميون يحكمهم المرسوم التنفيذي ‪،34821/13‬‬
‫األساش للوظيفة العمومية بموجب األمر ‪ 33/31‬المتعلق بالوظيفة‬
‫ي‬ ‫يخضعون للقانون‬
‫الشوط الالزمة‪ ،35‬والمنصوص‬‫العمومية‪ ،‬فيعينون ف المنصب ويرسمون بعد استيفاء ر‬
‫ي‬

‫‪31‬‬
‫‪ -‬قرار مؤرخ يف ‪ 31‬ديسمي ‪ ،8313‬يحدد قائمة البضائع الخاضعة لرخصة التنقل طبقا ألحكام المادة‬
‫‪ 883‬من قانون الجمارك‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫‪ -‬مقرر مؤرخ يف ‪ 81‬أبريل ‪ ،8381‬يحدد شكل رخص التنقل لبعض البضائع يف المنطقة اليية من‬
‫ر‬
‫الجمرك وشوط إصدارها واستعمالها وكذا شكل التضي ح بالنقل ومحتواه‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪.13‬‬ ‫النطاق‬
‫ي‬ ‫‪33‬‬
‫‪ -‬المادة ‪/882‬ب‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫األساش الخاص‬
‫ي‬ ‫‪ -‬المرسوم التنفيذي ‪ ،821/13‬المؤرخ يف ‪ 10‬نوفمي ‪ ،8313‬يتضمن القانون‬
‫بالموظفي المنتمي لألسالك الخاصة بإدارة الجمارك‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪.91‬‬
‫‪ -‬رشوط التوظيف عل الموقع‪www.douane.gov.dz :‬‬
‫‪35‬‬

‫‪687‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 0303 :‬‬
‫ص‪701 - 766 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 0902‬م‪ -‬رجب ‪ 0111‬ه‬ ‫العدد‪90 :‬‬ ‫المجلد‪90 :‬‬
‫ر‬
‫عليها يف المرسوم التنفيذي المذكور‪ ،‬ويستمتعون بالحقوق‪ ،‬ويتحملون اليامات‬
‫الموظف‪ ،36‬ويمارسون مهامهم يف إطار القانون‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة بهذه المناسبة أن أعوان الجمارك ال يتمتعون بصفة الضبطية‬
‫القضائية‪ ،37‬فهم يف البداية غي مذكورين ضمن أعوان الضبطية القضائية المنصوص‬
‫األساش المتعلق بأعوان‬
‫ي‬ ‫عليهم يف قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬كما لم يمنحهم القانون‬
‫الجمارك بموجب المرسوم التنفيذي ‪ 821/13‬هذه الصفة‪.‬‬
‫لكن من ناحية أخرى فإنهم يمارسون مهام الضبطية القضائية فيقومون بالتفتيش‬
‫والتوقيف للنظر‪ ،‬وتحرير محارص حجز أو معاينة لها حجية مطلقة‪ ،‬وال يجوز الطعن‬
‫باليوير‪ ،38‬كما أنهم يحملون السالح‪ ،39‬وقد يجيون عل بعض ر‬
‫االليامات ذات‬ ‫فيها إال ر‬
‫‪40‬‬ ‫الصلة ال ر‬
‫مباشة بالضبطية ‪.‬‬
‫ر‬
‫واألمر هكذا‪ ،‬ونظرا إلشكاالت القانونية ي‬
‫الن قد تطرح بهذه المناسبة كان لزاما عل‬
‫المشع الجزائري أن يوضح هذه المسألة من خالل منح أعوان الجمارك صفة الضبطية‬ ‫ر‬
‫حن يتسن لهم ممارسة مهام المنوطة بهم بكل أريحية‪ ،‬خاصة التصال هذه‬ ‫القضائية‪ ،‬ر‬
‫ر‬
‫المهام بقطاع حيوي عل الحدود‪ ،‬ومنع جرائم التهريب الميايدة عل الحدود وخطورة‬
‫المجرمي يف هذا المجال‪ ،‬حيث يتسلح هؤالء بوسائل متطورة وأسلحة خطية‪ ،‬تجعل‬
‫حياة أعوان الجمارك يف خطر‪.‬‬
‫الجمرك‬
‫ي‬ ‫‪-8-8-8‬الصالحيات االستثنائية يف النطاق‬
‫إذا كان أعوان الجمارك ال يتمتعون بصفة الضبطية القضائية فإن القانون أوكل‬
‫الجمرك من خالل السماح لهم بممارسة صالحيات أعوان الضبطية‬ ‫إليهم تنفيذ ر‬
‫التشي ع‬
‫ي‬
‫فق مجال البحث عن‬ ‫الجمرك‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫القضائية‪ ،‬وذلك ما يشكل الرقابة الخاصة يف النطاق‬
‫الجرائم ألعوان الجمارك ممارسة التفتيش سواء األشخاص أو البضائع‪ ،41‬ووضع الكمائن‬
‫حيث يمكن ألعوان الجمارك استعمال جميع اآلالت المناسبة أو الوسائل المادية لسد‬

‫‪36‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 31‬وما يليها من المرسوم ‪ ،821/13‬مرجع سابق‪ .‬والمادة ‪ 32‬من المقرر ‪ 172‬م ع ج‪ /‬أ خ‪/‬‬
‫الداخل المطبق عل أعوان الجمارك‪ ( .‬يف شكل كتيب يسلم‬
‫ي‬ ‫المؤرخ يف ‪ 81‬جويلية ‪ ،8318‬يتضمن النظام‬
‫عل مستوى المديرية العامة للجمارك)‬
‫‪37‬‬
‫‪ -‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪38‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 820‬من قانون الجمارك‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،821/13‬مرجع سابق‪.‬‬
‫ر‬
‫‪ -‬عبد النور حميدوش‪ ،‬وليد حميدي‪ ،‬أعوان الجمارك‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماسي إدارة ومالية‪ ،‬جامعة‬
‫‪40‬‬

‫المدية ‪ ،8312‬ص ‪.19‬‬


‫‪41‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 01‬من قانون الجمارك‪.‬‬

‫‪688‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 0303 :‬‬
‫ص‪701 - 766 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 0902‬م‪ -‬رجب ‪ 0111‬ه‬ ‫العدد‪90 :‬‬ ‫المجلد‪90 :‬‬
‫‪42‬‬
‫الطريق قصد توقيف وسائل النقل عندما ال يمتثل السائقي ألوامرهم ‪ ،‬وممارسة‬
‫المطاردات وتتبع البضائع عل مرأى العي‪.43‬‬
‫وبناء عل ذلك فإن أعوان الجمارك يقومون بالمعاينة والحجز‪ ،44‬وينجم عن ذلك‬
‫محض الحجز أو محض المعاينة حسب كل حالة‪ ،45‬والجدير بالذكر أن لهذه المحارص‬
‫الشوط‪ ،‬بأن تكون‬ ‫من توفرت فيها بعض ر‬ ‫حجية مطلقة ال يمكن دحضها إال ر‬
‫باليوير‪ ،‬ر‬
‫محرر من عوني محلفي‪ ،‬وتتعلق بالمعاينات المادية‪.46‬‬
‫المشع الجزائري هذا الحكم حرفيا من قانون الجمارك إىل القانون‬ ‫ر‬ ‫وقد نقل‬
‫المتعلق بمكافحة التهريب األمر ‪ ،31/32‬إال أن األمر ال يستقيم حيث أن تقسم الجرائم‬
‫والن يحكمها من حيث اإلثبات الدليل‪،‬‬ ‫ر‬
‫الجمرك إىل جنح ومخالفات فقط‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫يف القانون‬
‫والن‬‫بينما أضاف األمر المتعلق بمكافحة التهريب وصف الجناية عل بعض الجرائم ‪ ،‬ر‬
‫‪47‬‬
‫ي‬
‫للقاض‪ ،‬حيث يتعارض ذلك مع فكرة حجية المحض‬ ‫ي‬ ‫الشخص‬
‫ي‬ ‫تخضع لمبدأ االقتناع‬
‫المطلقة‪.‬‬
‫المشع بتعديل هذا النص يف األمر ‪ ،31/32‬وذلك بما‬ ‫لذلك الرأي هنا أن يقوم ر‬
‫يتوافق والمبادئ العامة يف اإلثبات‪ ،‬ومقتضيات المحاكمة العادلة‪ ،‬حيث أن األحكام‬
‫الصادرة عن محاكم الدليل تكون من طرف قضاة ر‬
‫محيفي‪ ،‬بينما محاكم االقتناع ( يف‬
‫الجنايات) تكون من طرف هيئة مكونة من محلفي وال يسألهم القانون عن تقديم‬
‫ر‬
‫الن بها وصلوا إىل تكوين اقتناعهم‪.48‬‬
‫حسابا عن الوسائل ي‬
‫‪ -3-8‬األحكام الخاصة المتعلقة بالتجريم‬
‫يتمي قانون الجمارك بخروجه عن القواعد العامة يف التجريم عموما‪ ،‬كما أنه خص‬
‫القياب المجرمي من الحدود‪.‬‬ ‫النطاق الجمرك بجرائم خاصة تتعلق به نظرا ر‬
‫ي‬

‫‪42‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 03‬من قانون الجمارك‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 823‬من قانون الجمارك‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫رحمائ‪،‬البحث عن الجرائم الجمركية وإثباتها يف ظل القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستي‪،‬‬
‫ي‬ ‫‪ -‬حسيبة‬
‫جامعة تيي وزو ‪ ،8318‬ص ‪.87‬‬
‫‪45‬‬
‫رحمائ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬‫ي‬ ‫‪ -‬حسيبة‬
‫‪46‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 820‬من قانون الجمارك‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 13‬من األمر ‪ 31/32‬مؤرخ يف ‪ 83‬أوت ‪ ،8332‬يتعلق بمكافحة التهريب‪ ،‬المعدل والمتمم‪،‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ع ‪.27‬‬
‫‪48‬‬
‫‪ -‬غ‪.‬ج قرار يف ‪ 8337-13-88‬ملف ‪ ،202937‬مجلة المحكمة العليا ‪ ،1-8313‬ص ‪.811‬‬

‫‪689‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 0303 :‬‬
‫ص‪701 - 766 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 0902‬م‪ -‬رجب ‪ 0111‬ه‬ ‫العدد‪90 :‬‬ ‫المجلد‪90 :‬‬
‫‪ -1-3-8‬خصوصية التجريم يف المادة الجمركية‬
‫الجمرك االستثناء من حيث المنازعة الناشئة عن مخالفته‪ ،‬فيخرج‬‫ي‬ ‫يعتي القانون‬
‫عن قواعد االختصاص‪ ،49‬كما له استثناءات بمناسبة القواعد العامة يف التجريم‪.‬‬
‫يبق يشوب ها الغموض ألسباب مختلفة‪ ،‬تتعلق يف‬ ‫حيث أن قواعد االختصاص ر‬
‫فتنش دعويي‪ ،50‬دعوى عمومية لتطبيق‬ ‫البداية بالدعاوى الناشئة عن هذه المنازعة‪ ،‬ر‬
‫العقوبات‪ ،‬ودعوى جبائية لتطبيق الجزاءات المالية‪ ،‬من غرامات ومصادرات‪ ،‬هذا من‬
‫ناحية‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى فإن استقراء أحكام الموادد ‪ 893 ،898‬و‪ 890‬من قانون‬
‫الجمارك ال يزيل الغموض‪ ،‬بل يزيده‪ ،‬حيث أن هذه المواد جاءت يف وقت اعتيت فيه‬
‫ر‬
‫والتشي ع عن هذا المنىح ليعطيها‬ ‫مدئ‪ ،51‬ثم تراجع الفقه‬
‫الدعوى الجبائية ذات طابع ي‬
‫وصفا جزائيا لدى البعض‪ ،‬أو مختلطا لدى البعض اآلخر‪ ،‬أي ذات طبيعة خاصة‪.‬‬
‫تبق قواعد االختصاص واضحة‪ ،‬وفق معايي تسمح‬ ‫ومن هنا كان والبد أن ر‬
‫للممارس إعمال المنطق رليجيح الجهة المختصة‪ ،‬وذلك من خالل تعديل أحكام‬
‫ومصطلحات المواد السابقة الذكر‪ ،‬والمتعلقة باالختصاص يف قانون الجمارك‪.‬‬
‫لجمرك هو الخروج الواضح عن قواعد‬ ‫ي‬ ‫أما عن مسألة التجريم فإن القانون ا‬
‫ر‬
‫التجريم يف القواعد العامة‪ ،52‬فقد اهتم المشع يف المادة الجمركية بالجانب المادي‬
‫باف األركان‪ ،‬فتوسع بشكل كبي يف الركن المادي‪ ،‬حيث أسند‬ ‫ر‬
‫للجريمة عل حساب ي‬
‫للسلطة التنفيذية ر‬
‫التشي ع يف المادة الجمركية من خالل تحديد الركن المادي‪ ،‬والذي هو‬
‫التشيعية‪ ،‬وذلك تحت حجة أو ذريعة التفويض‬ ‫من االختصاصات األصلية للسلطة ر‬
‫يىع‪.‬‬ ‫ر‬
‫التش ي‬
‫فقد نصت المادة ‪ 883‬من قانون الجمارك عل أن تحديد قائمة البضائع الخاضعة‬
‫لرخصة النقل تكون معدة من طرف وزير المالية بموجب قرار‪ ،‬ويحدد هذا القرار نوع‬
‫البضائع الخاضعة لرخصة التنقل وكميتها‪ ،‬فهو بذلك يحدد جسم الجريمة أي محلها‪،‬‬
‫وبالتاىل ركنها المادي‪.‬‬
‫ي‬

‫‪49‬‬
‫القضائ يف مجال المنازعات الجمركية‪ ،‬مجلة القانون والعلوم السياسية‪،‬‬
‫ي‬ ‫‪ -‬العيد مفتاح‪ ،‬االختصاص‬
‫الجامىع النعامة‪ ،‬جوان ‪ ،8312‬ص ‪.01‬‬
‫ي‬ ‫العدد ‪ ،8‬المركز‬
‫‪50‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 827‬من قانون الجمارك‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫‪ -‬العيد مفتاح‪ ،‬الجرائم الجمركية يف القانون الجزائري‪ ،‬رسالة دكتوراه يف القانون الخاص‪ ،‬جامعة‬
‫تلمسان ‪ ،8318/8311‬ص ‪.887‬‬
‫‪52‬‬
‫‪ -‬دمحم أمي زيان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 13‬ومايليها‪.‬‬

‫‪690‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 0303 :‬‬
‫ص‪701 - 766 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 0902‬م‪ -‬رجب ‪ 0111‬ه‬ ‫العدد‪90 :‬‬ ‫المجلد‪90 :‬‬
‫الشوع يف الجريمة‬‫المشع الجزائري من نطاق ر‬ ‫كما أنه ف هذا الباب فقد ضيق ر‬
‫ي‬
‫الجمركية‪ ،‬فقد ألىع مرحلة التفكي والتحضي للجريمة‪ ،‬واعتيها جريمة كاملة المعالم‪،‬‬
‫الشوع وفق القواعد‬ ‫فمجرد إتيان بعض األفعال تعتي جريمة رغم أنها تدخل ف إطار ر‬
‫ي‬
‫العامة‪.‬‬
‫المشع بموجب المادة ‪ 312‬مكرر أن من يحاول ارتكاب الجريمة‬ ‫ر‬ ‫فقد اعتي‬
‫(جنحة) الجمركية كمن يرتكبها‪ ،‬وذلك تطبيقا لنص المادة ‪ 33‬من قانون العقوبات‪.‬‬
‫إال أن هذه المسألة تحتاج إىل توضيح ألن من يحرر ضده أعوان الجمارك محض‬
‫معاينة أو حجز‪ ،‬يحمل إدانته بموجب المادة ‪ 820‬من قانون الجمارك‪ ،‬ال يستطيع‬
‫التخلص من هذه اإلدانة‪ ،‬ألن هذه المحارص إذا تمت يف رشوط ومالبسات معينة لها‬
‫حجية مطلقة وال تقبل إثبات العكس‪ ،‬فتصبح هذه المادة األصل يف اإلثبات وليست‬
‫حن‬‫االستثناء‪ ،‬أضف إىل ذلك ما يلحق الركن المعنوي من ضعف ف المادة الجمركية ر‬
‫ي‬
‫الجنائ يف هذه‬
‫ي‬ ‫القصد‬ ‫يبدو معدوما‪ ،‬فال مجال إلعمال مبدأ حسن النية أو البحث عن‬
‫الجرائم‪.‬‬
‫الجمرك‬
‫ي‬ ‫‪-8-3-8‬بعض الجرائم يف النطاق‬
‫إىل وقت قريب فإن معيار التجريم يف المادة الجمركية كان هو البضائع محل‬
‫الغش‪ ،‬فكان نوع البضاعة‪ 53‬هو المعيار المعتمد لتوصيف الجرائم وتحديد درجتها‪،54‬‬
‫المشع وصف الجناية لبعض الجرائم الجمركية‪ ،‬وبذلك‬ ‫وبموجب األمر ‪ 31/32‬أضاف ر‬
‫اعتمد معيار خطورة األفعال المعمول به يف القواعد العامة لتوصيف الجرائم الجمركية‪.‬‬
‫والن تتصل‬‫ر‬
‫الجمرك ي‬
‫ي‬ ‫الجمرك فإن الجرائم المرتكبة يف النطاق‬
‫ي‬ ‫وما يتعلق بالنطاق‬
‫بالتهريب تقسم إىل أعمال تهريب تتعلق بالبضائع الخاضعة لرخصة التنقل‪ ،‬وأعمال‬
‫تهريب تتعلق بالبضائع المحظورة أو الخاضعة لرسم مرتفع‪ ،55‬باإلضافة إىل حيازة مخزن‬
‫أو وسيلة نقل بغرض التهريب‪.56‬‬

‫‪53‬‬
‫الجمرك بي تصنيف الجريمة وأساليب المتابعة‪،‬‬
‫ي‬ ‫‪ -‬ليل توازن حليمة‪ ،‬حليمة حوالف‪ ،‬معالم القانون‬
‫الجامىع النعامة ‪،8388‬‬
‫ي‬ ‫كز‬‫المر‬ ‫‪،‬‬‫)‬ ‫‪8388‬‬ ‫(‬ ‫‪31‬‬ ‫العدد‬ ‫مجلة القانون والعلوم السياسية‪ ،‬المجلد ‪/32‬‬
‫ص ‪.139‬‬
‫‪54‬‬
‫‪ -‬العيد مفتاح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫عوئ‪ ،‬هاجر طقيع‪ ،‬تصنيف الجرائم الجمركية يف التشي ع الجزائري‪ ،‬ماسي قانون أعمال‪،‬‬ ‫ر‬
‫‪ -‬إشاق‬
‫‪55‬‬
‫ي‬
‫جامعة ورقلة ‪ ،8312‬ص ‪.11‬‬
‫‪56‬‬
‫‪ -‬أضيف بموجب األمر ‪.31/32‬‬

‫‪691‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 0303 :‬‬
‫ص‪701 - 766 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 0902‬م‪ -‬رجب ‪ 0111‬ه‬ ‫العدد‪90 :‬‬ ‫المجلد‪90 :‬‬
‫فق الجرائم المتعلقة بالبضائع الخاضعة لرخصة التنقل‪ ،‬وحيازتها مخالفة ألحكام‬
‫ي‬
‫الجمرك‪ ،‬حيث توجب هذه المواد وجود‬‫ي‬ ‫القانون‬ ‫من‬ ‫‪882‬‬ ‫‪،‬‬‫‪883‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪881‬‬ ‫‪،‬‬‫‪883‬‬ ‫المواد‬
‫رخصة تنقل ووثائق تثبت قانونية البضائع‪ ،‬وترسم مسار هذه البضائع‪ ،‬والتضي ح بها‬
‫جمرك‪ ،‬وذلك سواء بالنسبة للبضائع القادمة من خارج الوطن أو‬‫ي‬ ‫لدى أقرب مكتب‬
‫المصدرة إىل الخارج‪.‬‬
‫أما البضائع المحظورة أو الخاضعة لرسم مرتفع‪ ،‬فإن المادة ‪ 882‬حددت صورا‬
‫يقتص تقديم‬
‫ي‬ ‫الجمرك‬
‫ي‬ ‫ألفعال تعتي تهريبا‪ ،‬فنقل البضائع ذات الرسم المرتفع يف النطاق‬
‫الجمرك‪ ،‬والبضائع‬ ‫الن تثبت قانونية هذه البضائع ف مواجهة ر‬
‫التشي ع‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫الوثائق ي‬
‫المحظورة حسب نوع الحظر مطلق أو مؤقت أي مرتبطة برخصة تصدير أو استياد‬
‫مثال‪ ،‬وترتبط هذه الصورة بنوع وطبيعة وكمية البضاعة محل المخالفة وكذا السلوك‬
‫المجرم‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫تقوم إدارة الجمارك يف إطار تنفيذ مهامها بحماية الحدود من الجرائم ذات الصلة‬
‫التشيعات منطقة خاصة للرقابة االستثنائية‪ ،‬تسىم‬‫بالتشي ع الجمرك‪ ،‬وف ذلك نظمت ر‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الجمرك‪.‬‬
‫ي‬ ‫تكتق بالرقابة العادية المفروضة يف كامل اإلقليم‬
‫ي‬ ‫الجمرك‪ ،‬ولم‬
‫ي‬ ‫النطاق‬
‫ويعود ذلك لضورات عملية وقانونية‪ ،‬خاصة ما يتعلق بفورية الجرائم الجمركية‪،‬‬
‫حن‬‫فيأئ النطاق الجمرك كفكرة قانونية ليسمح بتمديد زمائ ومكائ لهذه الجرائم ر‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫يسمح لألعوان القائمي بالتحقيق والتحري يف هذه الجرائم باكتشافها والوصول إىل‬
‫الفاعلي‪.‬‬
‫ومن خالل هذا نكون قد وصلنا إىل النتائج التالية‪:‬‬
‫الجمرك بموجب المادة ‪ 87‬من قانون‬ ‫المشع الجزائري النطاق‬‫ر‬ ‫‪-‬لقد حدد‬
‫ي‬
‫الجمارك‪ ،‬وذلك يف شكل احتساب مسافات معينة من الحدود إىل الداخل تشكل النطاق‬
‫الجمرك يف منطقته اليية‪ ،‬ومنطقة بحرية خاضعة لحراس الشواط‪.‬‬ ‫ي‬
‫‪-‬اعتي المشع كل إقليم بعض الواليات نطاقا جمركيا‪ ،‬وذلك بسبب انتشار الجرائم‬‫ر‬
‫الجمركية يف هذه الواليات‪ ،‬بموجب مقررات صادرة عن المديرية العامة للجمارك‪.‬‬
‫الجمرك‪ ،‬ومن‬ ‫المشع من خالل قانون الجمارك أحكام خاصة بالنطاق‬ ‫ر‬ ‫‪-‬حدد‬
‫ي‬
‫خالل قرارات وزارية فيما يتعلق برخصة التنقل‪ ،‬والبضائع الحساسة للغش أو التهريب‪.‬‬

‫‪692‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 0303 :‬‬
‫ص‪701 - 766 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 0902‬م‪ -‬رجب ‪ 0111‬ه‬ ‫العدد‪90 :‬‬ ‫المجلد‪90 :‬‬
‫بمايل‪:‬‬
‫ي‬ ‫نوض‬
‫ي‬ ‫وبذلك‬
‫‪-‬منح أعوان الجمارك صفة الضبطية القضائية‪ ،‬أو عل األقل األعوان العاملي يف‬
‫حن يتسن لهم تحقيق هدف الحماية الذي يعد صلب مهامهم‪ ،‬بكل‬ ‫النطاق الجمرك‪ ،‬ر‬
‫ي‬
‫وف إطار القانون‪.‬‬
‫راحة ي‬
‫الجمرك‪ ،‬بما يحقق الردع المطلوب لمجابهة‬
‫ي‬ ‫‪-‬التشديد يف العقوبات يف النطاق‬
‫هذه الجرائم وكذا المجرمي الذين ر‬
‫يقيفونها‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫االتفاقيات‬
‫ئاش‬
‫اتفاقية مونتيقوباي لسنة ‪ 1728‬المتعلقة بقانون البحار‪ ،‬المصادق عليها بالمرسوم الر ي‬ ‫‪‬‬
‫‪ 23/71‬المؤرخ يف ‪ ،1771/31/88‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪.31‬‬
‫النصوص‬
‫األمر ‪ 31/32‬مؤرخ يف ‪ 83‬أوت ‪ ،8332‬يتعلق بمكافحة التهريب‪ ،‬المعدل والمتمم‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪.27‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلقليىم‪،‬‬
‫ي‬ ‫ئاش ‪ 330/30‬مؤرخ ‪ 31‬نوفمي ‪ ،8330‬المؤسس للمنطقة المتاخمة للبحر‬ ‫المرسوم الر ي‬ ‫‪‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ع ‪.93‬‬
‫قانون رقم ‪ 39/97‬مؤرخ يف ‪ 81‬يوليو ‪ 1797‬يتضمن قانون الجمارك‪ ،‬المعدل والمتمم‪ ،‬ال سيما‬ ‫‪‬‬
‫القانون ‪ 30/19‬المؤرخ يف ‪ 11‬فياير ‪ 8319‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪.11‬‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ ،081/11‬المؤرخ يف ‪ 2‬ديسمي ‪ ،8311‬يحدد تنظيم المصالح الخارجية‬ ‫‪‬‬
‫للمديرية العامة للجمارك وسيها‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪.12‬‬
‫األساش الخاص‬
‫ي‬ ‫القانون‬ ‫يتضمن‬ ‫‪،‬‬‫‪8313‬‬ ‫نوفمي‬ ‫‪10‬‬ ‫المرسوم التنفيذي ‪ ،821/13‬المؤرخ يف‬ ‫‪‬‬
‫بالموظفي المنتمي لألسالك الخاصة بإدارة الجمارك‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪.91‬‬
‫قرار مؤرخ يف ‪ 31‬ديسمي ‪ ،8313‬يحدد قائمة البضائع الخاضعة لرخصة التنقل طبقا ألحكام المادة‬ ‫‪‬‬
‫‪ 883‬من قانون الجمارك‪.‬‬
‫قرار مؤرخ يف ‪ 83‬نوفمي ‪ 1770‬يحدد قائمة البضائع الحساسة القابلة للتهريب‪ ،‬تطبيقا ألحكام‬ ‫‪‬‬
‫المادة ‪ 881‬من قانون الجمارك‪.‬‬
‫مقرر مؤرخ يف ‪ 81‬أبريل ‪ ،8381‬يحدد شكل رخص التنقل لبعض البضائع يف المنطقة اليية من‬ ‫‪‬‬
‫وشوط إصدارها واستعمالها وكذا شكل التضي ح بالنقل ومحتواه‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪.13‬‬ ‫النطاق الجمرك ر‬
‫ي‬
‫الداخل المطبق عل‬
‫ي‬ ‫المقرر ‪ 172‬م ع ج‪ /‬أ خ‪ /‬المؤرخ يف ‪ 81‬جويلية ‪ ،8318‬يتضمن النظام‬ ‫‪‬‬
‫أعوان الجمارك‪.‬‬
‫الكتب‬
‫أحسن بوسقيعة‪ ،‬المنازعات الجمركية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر ‪.8337/8332‬‬ ‫‪‬‬
‫شوف رامز شعبان‪ ،‬إدارة الجمارك‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيوت ‪.1770‬‬ ‫ر‬ ‫‪‬‬
‫ي‬
‫الجامىع‪ ،‬اإلسكندرية ‪.8332‬‬
‫ي‬ ‫مجدي محب حافظ‪ ،‬الموسوعة الجمركية‪ ،‬دار الفكر‬ ‫‪‬‬
‫دمحم الصادق جاب هللا‪ ،‬الموجز ف تقنيات الجمركة ف ر‬
‫التشي ع والتنظيم الجزائريي‪ ،‬دار هومة‬ ‫‪‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫والنش والتوزي ع‪ ،‬الجزائر ‪.8319‬‬ ‫للطباعة‬

‫‪693‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية (صنف ج) ‪Journal OF LEGAL STUDIES (Class C) -‬‬
‫مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)‬
‫‪ISSN 2437-0304‬‬
‫‪EISSN: 2602-5108‬‬
‫رقم اإليداع القانوني‪2015- 0303 :‬‬
‫ص‪701 - 766 :‬‬ ‫السنة‪ :‬جانفي ‪ 0902‬م‪ -‬رجب ‪ 0111‬ه‬ ‫العدد‪90 :‬‬ ‫المجلد‪90 :‬‬
‫دمحم سعد الرحاحلة‪ ،‬إيناس الخالدي‪ ،‬المدخل لدراسة علم الجمارك‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار الحاد‬ ‫‪‬‬
‫ر‬
‫والنش‪ ،‬عمان ‪.8318‬‬ ‫للتوزي ع‬
‫الرسائل والمذكرات‬
‫العيد مفتاح‪ ،‬الجرائم الجمركية يف القانون الجزائري‪ ،‬رسالة دكتوراه يف القانون الخاص‪ ،‬جامعة‬ ‫‪‬‬
‫تلمسان ‪.8318/8311‬‬
‫دمحم أمي زيان ‪ ،‬الجريمة الجمركية بي القواعد العامة والتوجهات الحديثة يف السياسة الجنائية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫رسالة دكتوراه‪ ،‬تخصص قانون عام‪ ،‬جامعة المدية ‪.8317‬‬
‫رحمائ‪،‬البحث عن الجرائم الجمركية وإثباتها يف ظل القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستي‪،‬‬‫ي‬ ‫حسيبة‬ ‫‪‬‬
‫جامعة تيي وزو ‪.8318‬‬
‫ر‬
‫ماسي قانون أعمال‪،‬‬ ‫رإشاق عوئ‪ ،‬هاجر طقيع‪ ،‬تصنيف الجرائم الجمركية ف ر‬
‫التشي ع الجزائري‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫جامعة ورقلة ‪.8312‬‬
‫ر‬
‫ماسي إدارة ومالية‪ ،‬جامعة‬ ‫عبد النور حميدوش‪ ،‬وليد حميدي‪ ،‬أعوان الجمارك‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬ ‫‪‬‬
‫المدية ‪.8312‬‬
‫المقاالت‬
‫القضائ يف مجال المنازعات الجمركية‪ ،‬مجلة القانون والعلوم السياسية‪،‬‬
‫ي‬ ‫العيد مفتاح‪ ،‬االختصاص‬ ‫‪‬‬
‫الجامىع النعامة‪ ،‬جوان ‪ ،8312‬ص ‪.01‬‬
‫ي‬ ‫العدد ‪ ،8‬المركز‬
‫الجمرك بي تصنيف الجريمة وأساليب المتابعة‪،‬‬
‫ي‬ ‫القانون‬ ‫معالم‬ ‫حوالف‪،‬‬ ‫حليمة‬ ‫حليمة‪،‬‬ ‫ليل توازن‬ ‫‪‬‬
‫الجامىع النعامة ‪،8388‬‬
‫ي‬ ‫كز‬ ‫المر‬ ‫‪،‬‬‫)‬ ‫‪8388‬‬‫(‬ ‫‪31‬‬ ‫العدد‬ ‫‪/‬‬‫‪32‬‬ ‫المجلد‬ ‫السياسية‪،‬‬ ‫والعلوم‬ ‫القانون‬ ‫مجلة‬
‫ص ‪.139‬‬
‫اإلجتهادات القضائية‬
‫غ‪.‬ج قرار يف ‪ 8337-13-88‬ملف ‪ ،202937‬مجلة المحكمة العليا ‪ ،1-8313‬ص ‪.811‬‬ ‫‪‬‬
‫ر‬
‫اإللكيونية‬ ‫المواقع‬
‫الرسىم للمديرية العامة للجمارك ‪www.douane.gov.dz :‬‬
‫ي‬ ‫الموقع‬ ‫‪‬‬

‫‪694‬‬

You might also like