Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 8

‫‪ ١‬البناء الفني‪ :‬يتعّلق أساسا بخصائص الحجاج‬

‫‪ -1‬أشكال المحاورات الحجاجّية‪:‬‬


‫أ‪ -‬الحجاج القائم على المناظرة‪ :‬وهي الي يسعى فها كَل طرف من تخّضص علمّي ما إلى‬
‫الظهور على خصمه بتعداد فضائله والّط عن في دالئل مناظره‪ .‬من ذلك‬
‫المناظرة بين متى وأبي سعيد الَس يراَف ي حول المفاضلة بين المنطق والنحو بعد طلب من‬
‫الوزير‪“ :‬أال ُينتدب منكم إنسان لمناظرة مّث ى في حديث المنطق؟”‪ .‬ومّما جاء من طعن‬
‫السيرافي على مّث ى قوله‪“ :‬أخطأت‪ .‬ألّن صحيح الكالم من سقيمه ُيعرف بالّن ظم المألوف‬
‫واإلعراب المعروف“‪ .‬ونحوها كذلك في المفاضلة بين البالغة والحساب‪.‬‬
‫ب‪ -‬الحجاج القائم على اإلخبارواالستخبار ثٌم المسايرة‪ :‬وتكون بمسألة يطرحها الوزير على‬
‫التوحيدّي ‪ .‬ومن أمثلته سؤاله‪” :‬من أين دخلت اآلفة على أصحاب المذاهب حت افترقوا؟”‬
‫فيجيبه التوحيدّي ويحتّج له حّت ى يوافقه أخيرا بقوله‪” :‬هذا صحيح وال دافع له‬
‫ج‪ -‬الحجاج القائم على الّد حض والّد عم‪ :‬وذلك باإلبانة عن وجوه الخطأ في طرح يرفضه‬
‫المحاج‪ .‬ومن نماذج ذلك دحض التوحيدّي لطرح الوزير الذي ضاق صدره بالغيظ لما يبلغه‬
‫من خوض العامة في أخباره حّت ى كاد يهم “بقطع السنة وأيٍد وأرجل وتنكيل شديد”‪ .‬حتى‬
‫أوقفه التوحيدّي على وجوه الّز لل في موقفه‪“ :‬ليس ينبغي لمن كان هللا عّز وجَل جعله سائس‬
‫الّن اس … أن يضجر مما يبلغه عنهم أو عن واحد مهم ألسباب كثيرة”‬
‫د‪ -‬الحجاج القائم على المقارنة المتوازنة‪ :‬من ذلك في االحتجاج لفضائل كل من الفلسفة‬
‫والشريعة‪ .‬فليس الغرض منه إظهار أحدهما على اآلخر أو المفاضلة بينهما‪ ،‬إّن ما إظهار‬
‫الفروق بينهما‪ ،‬فمن ذلك أّن ‪” :‬الفلسفة حق لكنها ليست من الشريعة في شيء‪ .‬والشريعة حق‬
‫لكتها ليست من الفلسفة في شيء“‪.‬‬
‫ويقرب من مثل هذا مقارنته بين أهل الجبر وأهل االختيار الي انتبى منها إلى أّن “االختالف‬
‫ال يرتفع بهذا القول والوصف ألّن ه ليس لكّل أحد الوصول إلى هذه الغاية”‪.‬‬
‫‪ -2‬ضروب الحجج‪:‬‬
‫*حجج الّسلطة‪ :‬وهي حجج ذات مرجعّيات تحظى بقبول جمعّي وتعّز ز اإلقناع‪ .‬وأهمها‪:‬‬
‫حّج ة األحكام المشتركة‪ :‬هي األحكام المتداولة الي تسري بين الّن اس اعتقادا راسخا وحقائق‬
‫مطلقة‪.‬‬
‫© في تعليل التوحيدّي امتناعه عن التصّد ي للعاّمة بأتها ال تقّد ر حّق العالم وفضله‪ .‬لذا‬
‫“فالتصّد ي للعاّمة ُخ لوقة”‪ .‬وهذا من األحكام الّش ائعة بين الّن اس‪.‬‬
‫أَّن العامة جهلة والخاصّج ة عالمة وال يجب للخاّضة الٌتزول إلى مراتب العامة في ضعتهم‪.‬‬
‫بغّض الّن ظر عن صواب هذا الحكم أو خطئه‪.‬‬
‫حّج ة أهل الكفاءة والّسلطان‪ :‬هم الجماعات التي تحظى بإجماع وتتمتع بتنفذ وسلطة معنوية‬
‫قوية‪.‬‬
‫اعتماد التوحيدي على أبي سليمان بكثرة نظرا لكونه حّج ة في عصره‪ .‬وأحيانا يقتصر عليه‬
‫في الجواب عن مسألة ُتعرض عليه‪“ :‬قلُت ‪ :‬أَم ا أبو سليمان فإّن ه قال في هذه األَي ام …‬
‫حّج ة الكتب المقّد سة‪ :‬هي الي تستند إلى نصوص تلقى تقديسا جمعًيا عند المؤمنين بها‪.‬‬
‫من ذلك االحتجاج بالقرآن في عديد المناظرات‪.‬‬
‫حجة المنطق‪ :‬وهب الحجة التي تستند إلى أساس يقبله المنطق الرتباط أسبابها بنتائجها‬
‫ويرتبطان ببعض ارتباطا وثيقا‪ .‬وللمنطق منهجان‪:‬‬
‫أ‪-‬اإلستقراء‪ :‬هو اإلنتقال من حقيقة جزئية إلى حقيقة كلية ويتم عبر مقدمة جزئية‪ ،‬فمقدمة‬
‫عامة فنتيجة‪.‬‬
‫مثال‪ :‬سقراط مات—‪-‬سقراط إنسان— ككل إنسان يموت‪.‬‬
‫قوله في تجويز الخالف بين المذاهب‪:‬‬
‫المذاهب فروع األديان‪ .‬واألديان أصول المذاهب‪ .‬فإذا ساغ االختالف بين األديان وهي‬
‫األصول لّم ال يسوغ في المذاهب وهي الفروع؟”‬
‫ب) االستنباط‪ :‬هو على ضّد االستقراء‪ .‬انتقال من حقائق عاّمة إلى حقائق جزئّية‪ .‬ومثاله‪:‬‬
‫كّل إنسان يموت‪ > -‬سقراط إنسان‪ > -‬سقراط سيموت‪.‬‬
‫من ذلك احتجاج أبي سليمان في نسبّية المعرفة‪ .‬فالحق “لم يصبه الّن اس في كّل وجوهه‪ .‬وال‬
‫أخطؤوه من كّل وجوهه‪ .‬بل أصاب منه كّل إنسان جهة”‬
‫*حّج ة المماثلة‪/‬المقارنة‪ :‬هي إحداث المماثلة بين الفكرة المدعومة وبين فكرة أخرى تلقى‬
‫قبوال قوًيا‪.‬‬
‫قوله في إقناع الوزير بالّر فق بالّر عّية‪” :‬املك والد كبيٌر‪ .‬كما أّن الولّد ملك صغيٌر‪ .‬وما يجب‬
‫على الوالد في سياسة ولده من الّر فق به والحنو عليه والّر قة له‪.‬‬
‫واجتناب المنفعة إليه أكثر مّما يجب على الولد في طاعة والده”‪ .‬وكذلك في الحديث عن‬
‫اإلنسان والحيوان شَّبه التوحيدّي إلهام النحل باإللهام اإلنساني‪.‬‬
‫*حّج ة الحّد والتعريف‪ :‬هي حّد المفهوم بالخصائص الممّيزة له لتيقن الخصم بمرجعّية‬
‫الّط رح المتبني‪.‬‬
‫في تفضيل متى للمنطق على النحو‪“ :‬إّن ه آلة من آالت الكالم ُيعرف بها صحيح الكالم من‬
‫سقيمه وفاسد المعنى من صالحه كالميزان”‬
‫*الحّج ة الواقعّية‪/‬التاريخّية‪ :‬هي الحّج ة المعتمدة على التاريخ والتجربة‪ .‬وأساسها المالحظة‬
‫الحسّية‪.‬‬
‫وفي تفضيل المنطق والّد فاع عنه رغم بياد اليونان‪“ :‬اليونان وإن بادت مع لغتها فإَّن‬
‫الترجمة حفظت األغراض وأّد ت المعاني وأخلصت الحقائق“‪ .‬وكذا في حتمّية الخالف‪“ :‬أال‬
‫ترى أّن االّت فاق لم يحصل في تفضيل أّمة على أّمة وال في تفضيل بلد على بلد وال في تقديم‬
‫رجل على رجل”‬
‫*حّج ة الّد مج والّض م‪ :‬هي الجمع بين وقائع لم يكن لها اجتماع في مبتدإ تكّو نها ويسوقه‬
‫المحاّج في نظام مقولّي لغوّي صارم وقوي‪.‬‬
‫‪ ٠‬من ذلك جمع السيرافّي بين شيئين ال رابط بينهما وهما الموزون ونوعه ألّن ه ال قيمة له‬
‫في سياق إنكاره حّد المنطق‪ .‬وذلك في قوله‪“ :‬فاسُد المعنى من صالحه”‬
‫ُيعرف بالعقل إذ كنا نبحث بالعقل‪ .‬وهبك عرفت الّر اجح من الناقص من طريق الوزن فمن‬
‫لك بمعرفة الموزون أَّيما هو حديد أو ذهب‪”..‬‬
‫* الحّج ة التفعّية ‪ /‬البراغماتّية‪ :‬وهي الي تقوم على كّل ماهو مصلّي ومنفّي فيحصل بها‬
‫تقويم عمل ما من جبة نتائجه سواء أكانت إيجابّية أم سلبّية‪.‬‬
‫© مثاله‪” :‬إّن الطب ليس على هذاء بل الّن اظر فيه والّش ادي منه والكامل من أهله يقصد‬
‫بالطب استدامة الصّح ة ما دامت الّصحة موجودة‪ .‬وصرف العّلة إذا كانت العّلة عارضة“‬
‫‪ -3‬األساليب الحجاجّية والّلغوّية‪:‬‬
‫* األسلوب االستفهامي‪ :‬تكّلف حضوره في المسامرات‪ .‬وشمل الماهّيات والكيفّيات‬
‫والفروقات واألسباب‪“ :‬ما الُح كم؟‪ .‬ما المنطق؟ ما الفرق بين اإلرادة والحياة؟ فكيف كان‬
‫رضاه عن الملك في هذا القول …”‬
‫* األسلوب االستقصائّي ‪ :‬وذلك بالتتبع الّد قيق المتحري للفكرة‪ .‬نحو سؤال الوزير ابن‬
‫سعدان عن الفرق بين ًت فعال وِتفعال فكان الجواب‪“ :‬المصادر كلها على تفعال بفتح التاء‬
‫وإّن ما تجيء تفعال بالتاء المكسورة في األسماء“‪.‬‬
‫* األسلوب التفصيلي‪ :‬من ذلك أداة الّت فصيل «أَم ا»‪“ :‬فأًما من نظر إلى هذه األحداث‬
‫والكائنات واالختيارات واإلرادات من ناحية المباِش رين الكاسبين … فإّن ه يعلقها بهم‬
‫ويلّص قها برقابهم”‪ .‬والعطف‪ :‬من خالل تكثيف الّر بط بالواوللجمع واالتساع‪“ :‬وهذا يقول‬
‫أمرت وعّلمت وقيل لي وما أقول شيئا من تلقاء نفسي وهذا يقول رأيت ونظرت واستحسنت‬
‫واستقبحت“‪ .‬والّر بط كذلك ب«أو» التي تفيد امتناع الجمع‪“ :‬هذا األمر ال يجوز أن يقابله ما‬
‫يدحضه أو يعترض عليه بما يحّر ضه”‪.‬‬
‫* األسلوب البالغي‪ :‬من ذلك االزدواج‪ :‬في قوله‪“ :‬اإلنسان ذو قّو ة متقاصرة وموانع‬
‫معترضة‪ .‬وإّن ه مع هذه األحوال منتبه بالحسّن عالم بالعقل عاشق للّش اهد ذاهل عن الغائب“‪.‬‬
‫والسجع‪“ :‬لما اشتعلت النائرة‪ .‬واشتغلت الّت ائرة‪ .‬صاح الّن اس‪ :‬التفير الّن فيٌر “‪ .‬والتشابيه‪:‬‬
‫“ومن عرى من العلم ولزم العمل كان كخابط عشواء”‪.‬‬
‫* األسلوب الفلسفّي ‪ :‬خاّضة لدى توظيف مصطلحات فلسفّية “الّر وح‪ .‬الحقيقة‪ .‬الهيولي‪.‬‬
‫الّصورة‪ .”… .‬وكذلك عبر أسلوب التوليد المنطقي‪“ :‬لما كانت المذاهب نتائج اآلراء‬
‫واآلراء ثمرات العقول والعقول منائح هللا للعباد وهذه النتائج مختلفة بالصفاء والكدر‬
‫وبالكمال والنقص وبالقلة والكثرة وبالخفاء والوضوح وجب أن يجري األمر فيها على‬
‫مناهج األديان في االختالف واالفتراق”‬
‫* األسلوب التقريرّي القائم على الّن في واإلثبات‪ :‬والنفي ُيقصد به غالبا دحض الطرح‬
‫المخالف‪ .‬نحو تفضيل المنثور على المنظوم بقوله‪ “ :‬وال يناف إّال بذاك وليس كذلك‬
‫المنظوم”‪ .‬وكذلك بأداة اإلضراب «بل»‪” :‬فإّن الطب ليس على هذا‪ ،‬بل الّن اظر فيه … يقد‬
‫بالطب استدامة الّصحة”‪.‬‬
‫* األسلوب التِض مينّي ‪ :‬وذلك بتبليغ الموقف ضمنًيا دون الّصدام مع المناظر ال سّيما الوزير‪.‬‬
‫وللضمنّيات أساليها نحو االستدراك اّلذي ُيْؤ تى به بعد المسايرة الظاهرة للوزير “ولكن قد‬
‫ُيظَن بالرآي الذي سبق إليه“‪ .‬أو باالفتراض بلو الي ُتستدى بها وضعّيات لم تحصل لتعزيز‬
‫الموقف الزاهن كقوله‪“ :‬لو قالت الرعّية لسلطائها‪ :‬لم ال نخوض في حديثك وال نبحث عن‬
‫غيب أمرك … ما كان جواب سلطانها وسائسها؟”‬
‫* األسلوب الّسردّي ‪ :‬تجاورت مؤانسات الّت وحيدّي مع روح الّت راث القصصّي أللف ليلة‬
‫وليلة وكليلة ودمنة وبنيته‪ .‬ذلك أّن ها تأّك رت بنظام التقسيم والتبويب وتوليد الحكايات الفرعّية‬
‫من حكاية إطار وكذلك ثنائّية الّسند والمتن‪.‬‬
‫‪ |2‬القضايا المطروحة‪:‬‬
‫‪-1‬سياسًيا‪:‬‬
‫استبداد الحّك ام وجورهم‪ :‬في عزم الوزير ابن الّسعدان على قمع العامة المتذّمرة من واليته‪:‬‬
‫“إني ألهّم بقطع ألسنة وأيٍد وأرجٍل وتنكيل شديد لعّل ذلك يطرح البيبة وبحسم الماّد ة ويقطع‬
‫هذه العادة”‪.‬‬
‫تجاهل شكاوى العامة ونصائح العلماء‪ :‬في احتجاج العامة على الفتن والفوضى الّد اخلّية‬
‫جّر اء هجوم الّر وم على المسلمين‪ .‬وإرسالهم علماء ليبّلغوا الحاكم مطاليهم‪” :‬وسارت جماعة‬
‫إلى الكوفة ولحقت عّر الدولة في الَت صّيد وانتظرته فلًما عاد قامت في وجهه واستأذنت في‬
‫الوصول إليه على خلوة وسكون باٍل وقّلة شْغ ٍل فلم يلتفت إلهم وال عاج علهم وكان وافر‬
‫الحخًا من سوء األدب قليل التحاشي من أهل العلم والفضل”‪.‬‬
‫عدل الحاكم وترّققهم بالرعّية‪ :‬مّث له التوحيدّي بسياسية المعتضد وحرصه على تمتين صلته‬
‫بالرعّية في قوله‪“ :‬إّن الرعّية وديعة هللا عند سلطائها … وّج ه صاحبك وليكن ذا خبرة‬
‫ورفق حت يعرف حال هذه الّط ائفة”‬
‫تخّلي الخلفاء عن مسؤوليتهم في تتبع أحوال الرعية وتوكيل ذلك إلى والة فاسدين‪ .‬قول‬
‫العامة‪ ”:‬لو كان لنا خليفة أو أمير أو ناظر سائس لم يفظى األمر إلى هذه الّش ناعة”‬
‫انتشار الفتن السياسّية والمؤامرات الي تطيح برؤوس الّد ولة‪ُ :‬ط رح ذلك في قوله “كيف‬
‫خبرك في الفتنة الي عرضت وانتشرت وتفاقمت وتعاظمت”‬
‫فساد الحاشية‪ :‬استشراء الفساد بالّلهث خلف األطماع والمصالح الّذ اتّية وحبك الّد سائس‪.‬‬
‫وفي ذلك يقول الّسجستاني‪“ :‬ومنابع الفساد ومنابت التخليط كلها من الحاشية الي ال تعرف‬
‫نظام الّد ولة‪ .‬وال استقامة المملكة وإّن ما ُسْؤ لها … استالّب درهم وإن كان زيفا”‪ .‬وكذلك‬
‫صراعها وتصادمها فيما بينها لتضارب المصالح واألطماع إلى حّد تحريش العامة‬
‫وتحريضها‪ .‬فيوسف مثال بّث في الّن اس أَّن الوزير ابن سعدان يزدريها وال يأبه لشكواها‪.‬‬
‫وق قادت مداهنة الحاشية ورياؤها أمام الحاكم إلى تضبليله عن حال الّد ولة فيتمادى في‬
‫تجّبره وتجاهله‪ .‬ومثله ما جاء في حديث أبي إسحاق التصيبي في كتاب فخر الّد ولة حين‬
‫حمل صاحبه على “قّلة االكتراث بظلم الرعّية وأراه أنه ال حرج عليه في غبنهم ألنهم‬
‫بهائم”‪.‬‬
‫التزام المشقف بنصح الّسلطان وإنباهه إلى الغّي في سياسته‪ :‬في تعليل التوحيدي لبقاء‬
‫الحاكم على خطئه‪:‬‬
‫بفضله واالستبداد برأيه أنه لم ُيْج َب ه قحّل بتخطئة وال ُقوبل بتسوئة وال قيل له أخطأت”‬
‫ضرورة الفزع إلى العلماء واألخذ بنصيحتهم‪ :‬وذلك بطريق التخّلي عن االنفراد بالّر آي‬
‫“وافزع إلى هللا في االستخارة وإلى الّث قات باالستشارة وال تبخل برأي غيرك وإن كان‬
‫خامال في نفسك”‬
‫أهمّية قيام السياسة على العقل والحكمة‪“ :‬تطيب الّد نيا إذا تفلسف ملوكها”‬
‫‪ -2‬دينًيا وعقدًيا‪:‬‬
‫عالقة الفلسفة بالشريعة‪ :‬التأكيد على التكامل بيهما ووقوف أحدهما على اآلخر‪ .‬فالمرء‬
‫“يكون بالّد ين متقرنا إلى هللا تعالى على ما أوضحه له صاحب الشريعة عن هللا تعالى‬
‫ويكون بالحكمة متصّفحا لقدرة هللا تعالى في هذا العالم”‪ .‬الفلسفة منهاج يطهر ما أصاب‬
‫الشريعة‪ .‬فقد “لبست بالجهاالت واختلطت بالّضالالت وال سبيل إلى غسلها وتطهيرها إال‬
‫بالفلسفة”‬
‫اختالف المذاهب والعقائد‪ :‬اإلقرار بحتمّية التعّد د واالختالف بينها الختالف األديان‬
‫وضرورة القبول بذلك فلّما “كانت المذاهب نتيجة اآلراء وآلراء ثمرات العقول والعقول‬
‫منائح هللا للعباد وجب أن يجري فيها األمر على االختالف واالفتراق”‬
‫في كثرة العقائد وتفّش يها‪“ :‬صار الّن اس أحزابا في النحل واألديان‪ .‬فهذا نصيري وهذا‬
‫أشجعي وهذا جارودي وهذا قطعي وهذا جبائي… ومن ال يحصي عددها إال هللا”‪.‬‬
‫الجبر واالختيار‪ :‬وجاهة الموقفين كلهما‪ :‬القائل بأّن اإلنسان مخّير والقائل بأّن ه مسِّير؛ ألّن‬
‫األول ينظر إليها من جهة اإلرادة والثاني من جهة المصدر الّر باني “والملحوظان صحيحان‬
‫والّألحظان صائبان”‪.‬‬
‫‪-3‬اجتماعًيا وأخالقًيا‪:‬‬
‫الفتن الّد اخلّية‪ :‬انتهاز ضعف الّد ولة وتخّلي الحاكم عن مسؤولّيته إلثارة الفتن بشّن الغارة‬
‫“واّت صال التبب وتوالي الحريق”‬
‫فزع الرعّية وذعرها من الفوضى واالقتتال‪ :‬حّت ى “أخذوا في االنحدار على رعب ُقذف في‬
‫قلويهم”‬
‫الفقر‪ :‬إْذ كانت الرعية تشكو “غالء القوت و عوز الطعام و تعّذ ر الكسب و غلبة الفقر و‬
‫تهتك صاحب العيال”‬
‫فساد التجارة والنَج ار‪ ” :‬أّما أصحاب األسواق فإنًن ا ال نعدم من أحد منهم خلقا دقيقا و دينا‬
‫رقيقا و حرصا مسرفا و دناءة معلومة …قد تعاطوا المنكر حتى عرف و تناكروا المعروف‬
‫حى ُنسي‪.‬‬
‫‪ -4‬معرفًيا وأدبًيا ولغوًيا‪:‬‬
‫الموازنة بين النظم والنثر‪ :‬تفضبيل النثر على الّن ظم ألّن ه “أصل الكالم والنظم فرعه”‬
‫المفاضلة بين الشعراء‪ :‬قول أبي سعدان “حّد ثني في اعتقادك في البحتري وأبي تّمام”‬
‫األدب بين الّط بع والّصنعة‪ :‬ازدراء التكّلف في الكتابة والتشنيع على بعض األدباء خروّج هم‬
‫عن المألوف بالتزام الّسجع مثال في غير محّله فهو “مما يقع في الكالم ولكن ينبغي أن يكون‬
‫كالّط راز في الّث وب”‬
‫مسألة األسبقّية بين الّلفظ والمعنى‪ :‬إذ المعاني هي “الماجسة في الّن فوس المّتصلة بالخواطر‬
‫واأللفاظ ترجمة للمعاني”‬
‫المفاضلة بين النحو والمنطق‪ :‬المناظرة بين أبي سعيد الستيرافي ومّت ى‬
‫المفاضلة بين العرب والعجم‪ :‬في الّليلة الّسادسة‪.‬‬
‫التقاش العام‪ /‬التقييم‪:‬‬
‫الوثوقّية في آراء العلماء‪ُ :‬يكثر التتوحيدّي من االعتماد على علمائه والّصدور عنهم في‬
‫مواقفه‪ .‬ال ّسيما أبو سليمان المنطقي‪ .‬وكان ذلك في بعض األحيان مظهر ضعف حين‬
‫يتجّر د التوحيدّي من تقديم موقف شخصّي من بعض ما ُيطرح عليه‪ .‬حتى أّن ه اكتفى أحيانا‬
‫في جوابه على بعضها بما قاله أبو سليمان فقط كما في جوابه إلى الوزير عن مسألة الّر اعي‬
‫والرعّية‪ .‬ثّم إّن ه في مناظرة السيرافي ومتى لم يعّقب على بعض استدالالت أبي سعيد رغم‬
‫ضعف ما احتج به نحو قوله‪”” :‬فمن لك بمعرفة الموزون أّيما هو حديد أو ذهب أو شبه أو‬
‫رصاص؟ على حين أَّن علم المنطق ال يهتّم بمثل هذاء‬
‫ثم إن أبا سعيد تهّج م على مث وحاوله إلجامه عبر وصفه بالّضعف‪“ :‬أخطأَت وتعّصبت‬
‫وملت مع الهوى” وهذا هتك لشروط الموضوعّية في المناظرة لم يعّلق عليه التوحيدّي‬
‫بشيء‪.‬‬
‫التحّفظ والتقّية‪ :‬التقّية هي الحذر من إظهار ما في النفس من معتقد وغيره للغير‪ .‬وقد‬
‫اعتمدها التوحيدّي أحيانا في عدم الجهر باعتقاده في بعض المسائل‪ .‬من ذلك مسألة الجبر‬
‫واالختيار‪ .‬حيث عرض عقيدة الفريقتين الجبرّية والقدرّية وذكر أّن كّل منهما على صواب‬
‫بطريقته “فالملحوظان صحيحان والآلحظان مصيبان” ورغم إقراره بأَّن “االختالف ال‬
‫يرتفع بهذا القول والوصف” فإّن ه لم ُيدٍل برأي جازم في ذلك‪.‬‬
‫استمالة الّسلطة بالتهّج م على العاّمة‪ :‬لم يلتزم التوحيدّي دائما بمبادئ المشّقف الموضوّي‬
‫اّلذي ال يطلب رضاء الّسلطة وال يترّقع عن العامة ويزدربهاء إذ ظهر في بعض المقامات‬
‫مستميال للّسلطة ناسبا لها بفات العظمة والقداسة‪ .‬ومثال ذلك تغزله بنفوذ الوزير لمنعه عن‬
‫االنتقام من العاّمة‪.‬‬
‫فاعتبر أّن “عقله فوق عقولهم‪ .‬وحلمه أفضل من حلومهم‪ .‬وصبره أتّم من صبرهم”‪ .‬وقد‬
‫بّر ر تمّن عه عن التصّد ي لتعليم العامة بأّن ذلك “ُخ ُلوقة‪.‬‬
‫وطلب الّر فعة بيهم ضبعة والتشّبه بهم نقيصة”‪ .‬وهو يعترف أَن التقّر ب إلى الّسلطة باب‬
‫ارتزاق‪ .‬فإّن “العاجلة محبوبة و الّر فاهية مرغوبة والمكانة عند الوزراء مطلوبة و الدنيا‬
‫خضرة حلوة”‪.‬‬

You might also like