Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 141

‫جامعة الفيوم‬

‫كمية التمريض‬

‫أسس السلوك اإلنسانى‬

‫إعداد‬
‫د‪ /‬أحمد صالح الدين سيد‬
‫الفرد المساعد‬ ‫استاذ خدمة‬
‫كمية الخدمة االجتماعية جامعة الفيوم‬

‫‪2024‬م– ‪4444‬ه‬

‫‪-1-‬‬
‫جامعة‪ :‬الفيكـ‬
‫كمية‪ :‬التمريض‬

‫تٕطيف يمشس دساصي‬


‫‪ -4‬بيانات المقرر‬
‫الفرقة‪ :‬الثانية‬ ‫اسم المقرر‪ :‬أسس السموك االنسانى‬ ‫الرمز الكودي‪:‬‬
‫عممي‬ ‫نظري‬
‫عدد الوحدات الدراسية‪2 :‬‬ ‫التخــصص‪:‬العمؿ مع الحاالت‬
‫الفردية‬

‫ِ‪ ُ/‬تزكيد الطبلب بالمعارؼ كالنظريات كالميارات المرتبطة‬ ‫‪ -2‬ىدف المقرر‪:‬‬


‫بالسمكؾ االنسانى كانكاعو خبلؿ فترة الحياه‪.‬‬
‫ِ‪ ِ/‬تنمية ميارات الطبلب في كيفية التعامؿ مع انماط الشخصيات‬
‫المختمفة كالتعرؼ عمى السمكؾ االيجابى كالقيـ المجتمعية‪.‬‬
‫‪ -3‬المستيدف من تدريس المقرر‪:‬‬
‫طبلب الفرقة الثانية (انتظاـ)‬
‫بنياية تدريس المقرر يكون الطالب قاد ار عمى ‪-:‬‬ ‫أ‪ -‬المعمومات والمفاىيم‪:‬‬
‫ّ‪/‬أ‪ ُ/‬فيـ طبيعة السمكؾ االنسانى ‪.‬‬
‫ّ‪/‬أ‪ ِ/‬تذكر انكاع السمكؾ االنسانى‬
‫ّ‪/‬أ‪ ّ/‬تحديد العكامؿ المؤثرة في السمكؾ االنسانى‬
‫ّ‪/‬أ‪ ْ/‬التعرؼ عمى االبعاد الرئيسية لمسمكؾ‪.‬‬
‫ّ‪/‬أ‪ ٓ/‬معرفة خصائص السمكؾ االنسانى‪.‬‬
‫ّ‪/‬أ‪ ٔ/‬تحديد معايير السمكؾ االيجابى كالقيـ المجتمعية‪.‬‬
‫ّ‪/‬أ‪ ٕ/‬معرفة اثر السمكؾ االنسانى عمى البيئة االجتماعية‪.‬‬
‫بنياية تدريس المقرر يكون الطالب قاد ار عمى ‪-:‬‬ ‫ب‪ -‬الميارات الذىنية‪:‬‬
‫ّ‪/‬ب‪ ُ/‬االرتقاء بالقدرات الذىنية لمطالب ليككف قاد ار عمى‬

‫‪-2-‬‬
‫التعامؿ السميـ مع انماط البشر المتعددة‪.‬‬
‫ّ‪/‬ب‪ ِ/‬يحمؿ السمكؾ االنسانى في اطار البيئة االجتماعية‬
‫خبلؿ مراحؿ النمك االنسانى‪.‬‬
‫ّ‪/‬ب‪ ّ/‬يحمؿ معايير السمكؾ االيجابىكالقيـ المجتمعية ‪.‬‬
‫ّ‪/‬ب‪ ْ/‬يفسر العبلقة بيف السمكؾ االنسانى كالبيئة‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫بنياية تدريس المقرر يكون الطالب قاد ار عمى ‪-:‬‬ ‫جـ‪ -‬الميارات المينية‬
‫ّ‪/‬ج‪ ُ/‬االرتقاء بالقدرات المينية عند الطالب كالتى تجعمو‬ ‫الخاصة بالمقرر‪:‬‬

‫يتعامؿ مع االخريف بسمكؾ ايجابى ‪.‬‬


‫ّ‪/‬ج‪ ِ/‬يحدد انماط الشخصية ككيفية التعامؿ مع المرضى‪.‬‬
‫ّ‪/‬ج‪ ّ/‬يحدد االنساؽ البيئية المرتبطة بالمرضى‪.‬‬

‫بنياية تدريس المقرر يكون الطالب قاد ار عمى ‪-:‬‬ ‫د‪ -‬الميارات العامة‪:‬‬
‫ّ‪/‬د‪ ُ/‬االطبلع الجيد عمى ماىية السمكؾ االنسانى ‪.‬‬
‫ّ‪/‬د‪ ِ/‬استخداـ تكنكلكجيا المعمكمات في تعزيز السمكؾ‬
‫االيجابى‪.‬‬
‫ّ‪/‬د‪ ّ/‬االستماع الى االخريف كمحاكرتيـ‪.‬‬
‫ّ‪/‬د‪ ْ/‬احتراـ كتقدير كجيات النظر المختمفة‪.‬‬
‫ّ‪/‬د‪ ٓ/‬يككف عبلقات اجتماعية جيدة كسكية مع زمبلئو كمع‬
‫المرضى‪.‬‬

‫‪-3-‬‬
‫الفصؿ األكؿ‪ :‬ماىية السمكؾ االنسانى‪.‬‬ ‫‪ -4‬محتوى المقرر‪:‬‬

‫الفصؿ الثاني‪ :‬نظريات تفسير السمكؾ االنسانى‪.‬‬


‫الفصؿ الثالث‪ :‬الشخصية كالسمكؾ‪.‬‬
‫الفصؿ الرابع‪ :‬السمكؾ االيجابى كالقيـ المجتمعية‪.‬‬

‫الفصؿ الخامس‪ :‬السمكؾ االنسانى كالبيئة االجتماعية‪.‬‬

‫ُ‪ -‬المحاضرة‪.‬‬ ‫‪ -5‬أساليب التعميم‬


‫ِ‪ -‬العصؼ الذىني‪.‬‬ ‫والتعمم‪:‬‬

‫ّ‪ -‬المناقشة كالحكار‪.‬‬


‫ْ‪ -‬العمؿ الفريقي‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬التعميـ التعاكني‪.‬‬
‫‪ -‬المحاضرة‬ ‫‪ -6‬أساليب التعميم‬
‫‪ -‬استخداـ العركض التقديمية‪.‬‬ ‫والتعمم لمطالب ذوي‬

‫‪ -‬تكميؼ الطبلب بمجمكعة مف المياـ المنزلية‪.‬‬ ‫القدرات المحدودة‬

‫‪ -‬استخداـ كسائؿ التعمـ عف بعد ‪.‬‬


‫‪ -‬الساعات المكتبية ‪.‬‬
‫‪ -7‬تقويم الطالب‬
‫أعماؿ السنة (َُ) درجة االمتحاف النيائي (َْ) درجة‪.‬‬ ‫أ‪ -‬األساليب المستخدمة‪:‬‬
‫ُ‪ -‬االختبارات الشفيية‪.‬‬
‫ِ‪ -‬التفاعؿ كالمناقشة‪.‬‬
‫ّ‪ -‬االمتحاف النيائي‬
‫مف بداية الفصؿ الدراسي كحتى نيايتو‪.‬‬ ‫ب‪ -‬التوقيت‪:‬‬

‫َُ درجات‬ ‫ُ‪ -‬اعماؿ السنة ‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬توزيع الدرجات‪:‬‬


‫َْ درجات‬ ‫ِ‪ -‬االمتحاف النيائى‬

‫‪-4-‬‬
‫‪ -8‬قائمة الكتب الدراسية والمراجع‪:‬‬
‫ُ‪ -‬منيرة أحمد حممى‪ .‬ثبلث نظريات فى تغيير‬ ‫أ‪ -‬الكتب‬
‫االتجاىػات ‪ .‬القػاىرة ‪ :‬مكتبة األنجمك المصرية‪ ،‬بدكف‬
‫تاريخ ‪.‬‬
‫ِ‪ -‬نكاؿ محمد عطية ‪ .‬عمـ النفس التربكل ‪ .‬الطبعة‬
‫األكلى؛ القاىرة ‪ :‬دار اإلنساف‪ُِٖٗ. ،‬‬
‫ّ‪ -‬محمد عماد الديف إسماعيؿ ‪ .‬الشخصية كالعػبلج‬
‫النفػسى ‪ .‬القػاىرة ‪ :‬مكتبة النيضة المصرية‪ُٗٓٗ. ،‬‬
‫ْ‪ -‬محمد أبك العبل محمد ‪ .‬عمـ النفس االجتماعى ‪.‬‬
‫القاىرة‪ :‬مكتبػة عػيف شمس‪ُٕٗٗ. ،‬‬
‫ٓ‪ -‬كالفف ىكؿ كجارنر لندرزل ‪ .‬نظريات الشخصية ‪.‬‬
‫ترجمة فرج أحمد فرج كقدرل حنفى كلطفى فطيـ ‪.‬‬
‫القاىرة‪ :‬الييئة المػصرية العامػة لمكتاب‪ُٕٖٗ. ،‬‬
‫ٔ‪ -‬عمى أحمد عمى ‪ .‬أسس العمكـ السمككية كالنفسية ‪.‬‬
‫القاىرة‪ :‬مكتبة عيف شمس‪ ،‬بدكف تاريخ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬عبد الغفار حنفى ‪ .‬السمكؾ التنظيمػى كادارة األفػراد ‪.‬‬
‫اإلسػكندرية ‪ :‬المكتب العربى الحديث‪ُّٗٗ. ،‬‬
‫ٖ‪ -‬سيد محمد غنيـ ‪ .‬سيككلكجية الشخصية ‪ :‬محدداتيا‪،‬‬
‫قياسيا‪ ،‬نظرياتيا ‪ .‬القاىرة‪ :‬دار النيضة العربية‪،‬‬
‫ُٕٓٗ‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬حسف محمد خير الديف كآخركف ‪ .‬العمكـ السؿ ككية‪.‬‬
‫القاىرة ‪ :‬مكتبػة عيف شمس‪ُٕٗٗ. ،‬‬
‫أحمد محمد عبد الخالؽ ‪ .‬األبعاد األساسي ة‬ ‫َُ‪-‬‬
‫لمشخصية ‪ .‬اإلسكندرية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،‬‬
‫‪ُٖٕٗ.‬‬
‫حمد عزت راجح ‪ .‬أصكؿ عمـ النفس‪.‬‬ ‫ُُ‪-‬‬
‫الطبعة السابعة؛ القػاىرة ‪ :‬دار الكتاب العربى‪،‬‬
‫‪-5-‬‬
‫‪ُٖٗٔ.‬‬
‫انتصار يكنس ‪ .‬السمكؾ اإلنسانى ‪ .‬الطبعػة‬ ‫ُِ‪-‬‬
‫الثامنػة؛ القػاىرة ‪ :‬دار المعارؼ‪ُُٗٗ. ،‬‬

‫أصتبر انًبدح‪:‬‬
‫د‪ /‬احمد صبلح الديف‬

‫‪-6-‬‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫(( وَأَوزَىْنَب إِىَيْلَ اىْنِتَبةَ بِبىْحَقِّ مُصَدِّقًب ىِّمَب بَيْهَ يَدَيْهِ مِهَ‬

‫اىْنِتَبةِ وَمُهَيْمِنًب عَيَيْهِ ۖ فَبحْنُم بَيْنَهُم بِمَب أَوزَهَ اىيَّهُ ۖ وَىَب تَتَّبِعْ أَهْىَاءَهُمْ‬

‫عَمَّب جَبءَكَ مِهَ اىْحَقِّ ۖ ىِنُوٍّ جَعَيْنَب مِننُمْ شِرْعَتً وَمِنْهَبجًب ۖ وىَىْ‬

‫شَبءَ اىيَّهُ ىَجَعَيَنُمْ أُمَّتً وَاحِدَةً وىََٰنِه ىِّيَبْيُىَمُمْ فِي مَب آتَبمُمْ ۖ‬

‫فَبسْتَبِقُىا اىْخَيْرَاثِ ۖ إِىَى اىيَّهِ مَرْجِعُنُمْ جَمِيعًب فَيُنَبِّئُنُم بِمَب مُنتُمْ فِيهِ‬

‫تَخْتَيِفُىنَ))‬
‫صٕسح انًبئذح‬
‫أية‪48‬‬

‫‪-7-‬‬
‫فيرس الكتاب‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪47-9‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬ماىية السموك االنسانى‪.‬‬

‫‪76-48‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬نظريات تفسير السموك االنسانى‬

‫‪403-77‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬الشخصية والسموك‪.‬‬

‫‪428-404‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬السموك االيجابى والقيم المجتمعية‪.‬‬

‫‪444-429‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬السموك االنسانى والبيئة االجتماعية‪.‬‬

‫‪-8-‬‬
‫الفصؿ االكؿ‬
‫ماىية السمكؾ االنساني‬

‫مقدمة ‪.‬‬
‫اكال ‪ :‬مفيكـ السمكؾ االنساني‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬خصائص السمكؾ االنساني‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬مككنات السمكؾ االنساني‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬دكافع السمكؾ االنساني‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬انكاع السمكؾ االنساني ‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬العكامؿ المؤثرة في السمكؾ االنساني ‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬محددات السمكؾ االنساني‪.‬‬
‫ثامنا ‪ :‬المداخؿ العممية المفسرة لمسمكؾ االنساني‬

‫‪-9-‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫اإلنسػػاف كػػائف معقػػد‪ ،‬ليػػذا فسػػمككو عمػػى درجػػة عاليػػة مػػف التعقيػػد‪ ،‬تػػؤثر فػػي تشػػكيمو‬
‫كصػ ػػياغتو عكامػ ػػؿ عديػ ػػدة يصػ ػػعب حصػ ػػرىا‪ ،‬كلع ػ ػ ٌؿ تػ ػػداخؿ ىػ ػػذه العكامػ ػػؿ بت ثيراتيػ ػػا‬
‫المتبادلة ال تتيح مجاال لكضع قكانيف عامة تحكـ ىذا السمكؾ‪.‬‬
‫كالسمكؾ أك ‪ Behavior‬بالمغة اإلنجميزية ىي األفعاؿ كاالستجابات التي يتخذىا‬
‫األفراد نحك األفراد اآلخريف‪ ،‬أك الكائنات الحية أك األنظمة أك الكيانات االصطناعية‬
‫أك نحك بيئتيـ بشكميا المجمؿ‪ ،‬كالتي تشمؿ األنظمة أك الكائنات الحية باإلضافة‬
‫إلى البيئة المادية غير حية‪ ،‬كالسمكؾ ىك استجابة الكائف الحي لمعديد مف المحفزات‬
‫أك المدخبلت‪ ،‬سكاء كانت داخمية أك خارجية‪ ،‬شعكرية أك الشعكرية‪ ،‬عمنية أك‬
‫خفية‪ ،‬إرادية أك ال إرادية‪.‬‬
‫كفي تحديد ماىية السمكؾ االنساني يتناكؿ الفصؿ مفيكـ السمكؾ االنساني‬
‫كخصائصة كانكاعو كمككناتو كدكافعو ‪ ،‬كما تناكؿ الفصؿ العكامؿ المؤثرة عمى‬
‫السمكؾ االنساني كالمحددات البيئية المشكمو لو كاخي ار المداخؿ العممية المفسرة‬
‫لمسمكؾ االنساني‪.‬‬
‫اوال ‪ :‬مفيوم السموك االنساني‬
‫السمكؾ ىك الظاىرة التي ييتـ عمـ السمكؾ اإلنساني بدراستيا‪ ،‬كالتعريؼ العممي‬
‫لمسمكؾ يجب أف ي خذ فػي االعتبػار التفاعػؿ بػيف الفػرد كبيئتػو كأف يشػير إلػى أف ىػذا‬
‫التفاعػػؿ عمميػػة متكاصػػمة‪ ،‬فالسػػمكؾ لػػيس شػػيئا ثابتػػا كلكػػف بتغيػػر‪ ،‬كىػػك ال يحػػدث فػػي‬
‫فػراغ كانمػػا فػػي بيئػػة مػػا‪ .‬كىكػػذا فالسػػمكؾ يػػؤثر فػػي البيئػػة كيتػ ثر بيػػا أيضػان‪ ،‬كالسػػمكؾ‬
‫خاصػػية تمتػػاز بيػػا األحيػػاء كىػػك ذك عبلقػػة ببقائيػػا‪ ،‬فتكيػؼ الفػػرد يعتمػػد عمػػى طبيعػػة‬
‫سمككو‪.‬‬
‫كيجػ ػ أز الس ػػمكؾ إل ػػى مجمكع ػػة م ػػف االس ػػتجابات كاالس ػػتجابة ى ػػي الكح ػػدة القابم ػػة‬
‫لمقياس في عمـ السمكؾ‪ ،‬كتبعا لذلؾ فإف كحدة القياس الرئيسة ىي معدؿ االستجابة‪.‬‬

‫‪- 11 -‬‬
‫كالكاقػػع أف كممػػة السػػمكؾ متعػػددة الجكانػػب‪ ،‬فتشػػمؿ جميػػع أكجػػو النشػػاط العقمػػي‪،‬‬
‫كالحركػػي‪ ،‬كاالنفعػػالي‪ ،‬كاالجتمػػاعي الػػذم يقػػكـ بػػو الفػػرد‪ ،‬كالسػػمكؾ يتمثػػؿ فػػي النشػػاط‬
‫المسػػتمر الػػدائـ الػػذم يقػػكـ بػػو الفػػرد لكػػي يتكافػػؽ كيتكيػػؼ مػػع بيئتػػو‪ ،‬ك يشػػبع حاجاتػػو‬
‫كيحؿ مشكبلتو‪ .‬كطالما أف ىناؾ حياة فيناؾ سمكؾ مف جانب الفرد‪.‬‬
‫كما يقصد بالسػمكؾ أنػو‪ :‬وىػك أم نشػاط يصػدر مػف اإلنسػاف سػكاء كػاف أفعػاال يمكػف‬
‫مبلحظتيػػا كقياسػػيا‪ ،‬مثػػؿ‪ :‬المناشػػط الفسػػيكلكجية‪ ،‬كالحركيػػة‪ ،‬أك نشػػاطات تػػتـ عمػػى‬
‫نحك غير ممحكظ‪ ،‬مثؿ‪ :‬التفكير‪ ،‬كالتذكر‪ ،‬كالتخميؿ‪ ..‬كغير ذلؾ‪.‬‬
‫السمكؾ ىك حالة مف التفاعؿ بيف الكائف الحي كمحيطو (بيئتو)‪ ،‬كىك في غالبيتو‬
‫سمكؾ يمتعمىـ (مكتسب)‪ ،‬يتـ مف خبلؿ المبلحظة كالتعميـ كالتدريب‪ ،‬كنحف نتعمـ‬
‫السمككات البسيطة منيا كالمعقدة‪ .‬كانو كمما أتيح ليذا السمكؾ أف يككف منضبطان‬
‫كظيفيا كمقبكالن‪ ،‬كمما كاف ىذا التعميـ إيجابيان‪ ،‬كأننا بفعؿ تك ارره المستمر نحيمو إلى‬
‫سمكؾ مبرمج الذم سرعاف ما يتحكؿ إلى و عادة سمككية و تؤدم غرضيا بيسر‬
‫كسيكلة كتمقائية‪.‬‬
‫كينظر إلى السمكؾ أيضان عمى أنو كؿ ما يفعمو اإلنساف ظاى انر كاف أـ غير‬
‫ي‬
‫ظاىر‪ .‬كينظر إلى البيئة عمى أنيا كؿ ما يؤثر في السمكؾ‪ ،‬فالسمكؾ إذف ىك عبارة‬
‫عف مجمكعة مف االستجابات‪ ،‬كالى البيئة عمى أنيا مجمكعة مف المثيرات ‪.‬‬
‫كيعرفة اخركف عمى انو مجمكع النشاط النفسي كالجسمي كالحركي كالفسيكلكجي‬
‫كالمفظي الذم يصدر عف اإلنساف كىك يتعامؿ مع بيئتو كيتفاعؿ معيا‪.‬‬
‫كىك جميع أنكاع األنشطة التي تصدر عف اإلنساف أثناء نتيجة تعاممو مع البيئة‬
‫كتكفقو معيا‪.‬‬

‫لذا فان السموك اإلنساني يتضمن جوانب ىي‪:‬‬

‫‪ -‬حركي مثاؿ‪ .‬المشي عند االشارة ‪ ،‬الكتابة ‪..‬‬


‫‪ -‬انفعالي مثاؿ الغضب‪ ،‬الفرح ‪ ،‬الشعكر باالرتياح‪......‬‬

‫‪- 11 -‬‬
‫‪ -‬عقمي (معرفي) مثاؿ‪.‬التخيؿ‪ ،‬التذكر‪ ،‬اإلدراؾ‪......‬‬
‫ويتميز السموك اإلنساني بتفوقو عمى غيره‪ ,‬وأوجو التفوق تتحدد في ‪:‬‬

‫‪ -‬أف سمكؾ اإلنساف مرف قابؿ لمتغيير كالتعديؿ عمى حسب ظركؼ بيئتو‬
‫‪ -‬أنو يصبح بالتعكد سريع ليس بحاجة لعمميات التفكير كالجيد‪.‬‬
‫‪ -‬قدرتو عمى الكصكؿ ألىدافو كتحقيؽ رغباتو كحؿ المشكبلت‪.‬‬
‫‪ -‬قدرتو عمى التفكير السميـ كاالستفادة مف أخطائو‪.‬‬
‫وتاسيسا عمى ما سبق يتحدد مفيوم السموك االنساني في االتي ‪:‬‬
‫إف الس ػ ػػمكؾ اإلنس ػ ػػاني يتػ ػ ػ ثر بمجمكع ػ ػػة متكازن ػ ػػة كمتفاعم ػ ػػة م ػ ػػف الجكان ػ ػػب‬ ‫‪‬‬

‫الشخصية عند الفرد‪ ،‬كالجكانػب البيئيػة كالظػركؼ المتعمقػة بيػا كالتػي يعيشػيا‬
‫اإلنساف‪.‬‬
‫إف الفػػرد يػػتعمـ السػػمكؾ مػػف خػػبلؿ احتكاكػػو اليػػكمي كالمسػػتمر مػػع البيئػػة كمػػا‬ ‫‪‬‬

‫تتضمنو مف أنساؽ مثؿ‪ :‬األسرة – الجيراف – الحي – المدرسة‪.‬‬


‫ػكدا يسػعى إلػى تحقيػؽ أىػداؼ‬ ‫إف السمكؾ اإلنساني يعد نشاطنا مكجينػا كمقص ن‬ ‫‪‬‬

‫معينػػة‪ ،‬مثػػؿ إشػػباع االحتياجػػات اإلنسػػانية‪ ،‬أك تحقيػػؽ غايػػات معينػػة‪ ،‬مثػػؿ‬
‫الحصكؿ عمى شيادة دراسية‪ ،‬أك تحقيؽ نكع مف التفاعؿ مع اآلخريف‪.‬‬
‫إف السػمكؾ اإلنسػػاني يمكػف تعممػػو مػػف اآلخػريف كالبيئػػة المحيطػة‪ ،‬كمػػا يمكػػف‬ ‫‪‬‬

‫في نفس الكقت التخمص منو إذا لـ يتـ تقبمو مف اآلخريف‪.‬‬


‫إف تعمـ السمككيات اإليجابية يحتاج إلى نكع مف التكجية كاإلرشاد كالنمذجة‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫إذ تقكـ األنساؽ الطبيعية مثؿ األسرة بيذه الميمة‪ ،‬كيكجد أنساؽ أخرل مثػؿ‬
‫المدرسة كالنادم االجتماعي‪.‬‬
‫إف التخمص مف السػمككيات السػمبية التػي يػرل المجتمػع أنيػا غيػر مقبكلػة كال‬ ‫‪‬‬

‫تتكاءـ مع تقاليده كقيمو‪ ،‬يحتاج إلى معاكنػة المينيػيف كالمتخصصػيف لتكجيػو‬


‫كتعديؿ السمكؾ أك التخمص منو‪.‬‬

‫‪- 12 -‬‬
‫ثانيا ‪ :‬خصائص السموك االنساني ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تتحدد خصائص السموك االنساني في االتي ‪:‬‬


‫‪ -‬القابمية لمتنبؤ ‪ :‬إف السػمكؾ اإلنسػاني لػيس ظػاىرة عفكيػة كال يحػدث نتيجػة‬
‫لمصػدفة‪ ،‬كانمػا يخضػع لنظػاـ معػيف‪ ،‬كاذا اسػتطاع العمػـ تحديػد عناصػر ىػذا‬
‫النظاـ كمككناتو‪ ،‬فإنو يصبح باإلمكاف التنبؤ بو‪.‬‬
‫يعتق ػػد مع ػػدلك الس ػػمكؾ أف البيئ ػػة المتمثم ػػة ف ػػي الظ ػػركؼ المادي ػػة كاالجتماعي ػػة‬
‫الماضػػية كالحاليػػة لمشػػخص ىػػي التػػي تقػػرر سػػمككو‪ ،‬كلػػذلؾ نسػػتطيع التنبػػؤ بسػػمكؾ‬
‫الشخص بناء عمى معرفتنا بظركفو البيئية السابقة كالحالية‪.‬‬
‫ككممػػا ازدادت معرفتنػػا بتمػػؾ الظػػركؼ ككانػػت تمػػؾ المعرفػػة مكضػػكعية أصػػبحت‬
‫قدرتنا عمى التنبؤ بالسمكؾ أكبر‪ ،‬كلكف ىذا ال يعني أننا قادركف عمى التنبؤ بالسػمكؾ‬
‫كامبل‪ ،‬فنحف ال نستطيع معرفػة كػؿ مػا يحػيط بالشػخص مػف ظػركؼ بيئيػة سػكاء فػي‬
‫ن‬
‫الماضي أك الحاضر‪.‬‬
‫‪ -‬القابمية لمضبط ‪ :‬إف الضبط في ميداف تعديؿ السمكؾ عادةن ما يشػمؿ تنظػيـ‬
‫األحػداث البيئيػة التػي تسػػبؽ السػمكؾ أك تحػدث بعػػده أك إعػادة تنظيميػا‪ ،‬كمػػا‬
‫أف الضػػبط الػػذاتي فػػي مجػػاؿ تعػػديؿ السػػمكؾ يعنػػي ضػػبط الشػػخص لذاتػػو‪،‬‬
‫باستخداـ المبادئ كالقكانيف التي يستخدميا لضبط األشخاص اآلخريف‪.‬‬
‫الضػػبط الػػذم نريػػده مػػف تعػػديؿ السػػمكؾ ىػػك الضػػبط اإليجػػابي كلػػيس الضػػبط‬
‫السػػمبي‪ ،‬لػػذلؾ فػػإف أىػػـ أسػػمكب يمتػػزـ بػػو العػػاممكف فػػي ميػػداف تعػػديؿ السػػمكؾ اإلكثػػار‬
‫مف أسمكب التعزيز كاإلقبلؿ مف أسمكب العقاب‪.‬‬
‫‪ -‬القابميـــة لمقيـــاس ‪ :‬بمػػا أف السػػمكؾ اإلنسػػاني معقػػد‪ ،‬ألف جػػزنءا منػػو ظػػاىر‬
‫كقابؿ لممبلحظة كالقياس‪ ،‬كالجزء اآلخر غير ظاىر كال يمكف قياسو مباشرة‪،‬‬
‫فػػإف العممػػاء لػػـ يتفق ػكا عمػػى نظريػػة كاحػػدة لتفسػػير السػػمكؾ اإلنسػػاني‪ ،‬كعمػػى‬
‫عممي ػػا دكف تحمي ػػؿ كقي ػػاس الظػ ػكاىر المػ ػراد‬
‫ال ػػرغـ م ػػف ذل ػػؾ ف ػػالعمـ ال يك ػػكف ن‬
‫دراستيا‪.‬‬

‫‪- 13 -‬‬
‫عميػػو‪ ،‬فقػػد طػػكر عممػػاء الػػنفس أسػػاليب مباش ػرة لقيػػاس السػػمكؾ مثػػؿ المبلحظػػة‬
‫كقػ ػكائـ التق ػػدير كالش ػػطب‪ ،‬كأس ػػاليب غي ػػر مباشػ ػرة مث ػػؿ اختب ػػارات ال ػػذكاء كاختب ػػارات‬
‫الشخصية‪ ،‬كاذا تعذر قياس السمكؾ مباشرةن فمف الممكػف قياسػو باالسػتدالؿ عميػو مػف‬
‫اح مختمفة‪.‬‬
‫نك و‬
‫‪ -‬سموك ىادف ‪ :‬السمكؾ اإلنساني ال بد أف يككف مف أجؿ تحقيؽ ىدؼ مػا‪،‬‬
‫أك يكجػػو الفػػرد اسػػتجابتو لتحقيػػؽ اليػػدؼ مػػف خػػبلؿ السػػمكؾ إلشػػباع الحاجػػة‬
‫المطمكبػػة‪ ،‬كلػػيس مػػف الضػػركرم أف يكػػكف اإلنسػػاف مػػدرنكا ليدفػػو بكضػػكح أك‬
‫أف يككف معركفنا لديػو‪ ،‬كلكػف قػد يبػدك اإلنسػاف ال يعػرؼ مػا يريػد‪ ،‬إذ يتحػرؾ‬
‫إلشباع حاجة تتحرؾ بداخمو‪ ،‬كبصفة خاصة الحاجػات التػي تظيػر لئلنسػاف‬
‫في مراحؿ نمكه العمرم أك الكظيفي‪ ،‬أك لـ تكف لديو خبرة سابقة عنيا‪.‬‬
‫دائمػػا‬
‫‪ -‬ســموك مســبب ‪ :‬أم ال ينش ػ السػػمكؾ البشػػرم مػػف ف ػراغ‪ ،‬كلكػػف ىنػػاؾ ن‬
‫مؤثر (سبب) يؤدم إلى نش ة كظيكر السمكؾ‪ ،‬كىذا المؤثر يؤدم إلى تغييػر‬
‫في ظركؼ الفػرد الشخصػية (الفسػيكلكجية أك النفسػية) أك الظػركؼ المحيطػة‬
‫بو‪ ،‬أك في البيئة االجتماعية المحيطة بو‪.‬‬
‫يؤدم ذلؾ إلى اختبلؿ التكازف القائـ بيف الفرد كبيف الظركؼ‪ ،‬كيؤدم ذلؾ إلى‬
‫أف يسػػعى الفػػرد بفكػره كجيػػده إلػػى إشػػباع السػػمكؾ المناسػػب الػػذم يم ٌكنػػو مػػف أف يعػػكد‬
‫إلى تكازنو السابؽ‪.‬‬
‫داخميػا‪،‬‬
‫ن‬ ‫إف السبب أك المؤثر الذم يدفع اإلنساف إلشباع سمكؾ معيف قػد يكػكف‬
‫مثؿ حاجة اإلنساف لمماء عند شعكره بالعطش‪ ،‬أك حاجتو لمراحة عند شعكره بالتعب‪.‬‬
‫خارجيػػا يضػػطر الفػػرد إلػػى سػػمكؾ معػػيف لمتكافػػؽ مػػع المجتمػػع‪،‬‬
‫ن‬ ‫قػػد يكػػكف السػػبب‬
‫كت تي األسباب الخارجية مػف المعػايير التػي يحػددىا المجتمػع‪ ،‬حتػى كاف تغيػرت ىػذه‬
‫المع ػػايير بفع ػػؿ ال ػػزمف أك بفع ػػؿ اإلنس ػػاف‪ ،‬يغي ػػر م ػػف س ػػمككو مػ ػرات عدي ػػدة م ػػف أج ػػؿ‬
‫التكافؽ مع ىذه الظركؼ‪ ،‬فعندما يبحث اإلنسػاف عػف احتػراـ النػاس فػإف ذلػؾ يتطمػب‬
‫أف يككف سمككو مرتبطنا بالمعايير التي يحددىا المجتمع في ذلؾ الكقت‪ ،‬كعند تغييػر‬
‫ىذه المعايير بعد فترة زمنية يتطمب مف اإلنساف تعديؿ سمككو مرة أخرل‪.‬‬

‫‪- 14 -‬‬
‫‪ -‬ســموك مــرن ‪ :‬يظيػػر السػػمكؾ البشػػرم فػػي أشػػكاؿ متعػػددة كمختمفػػة لممكقػػؼ‬
‫الكاح ػػد ال ػػذم يكاج ػػو الف ػػرد في ػػو ظركفن ػػا محتمف ػػة‪ ،‬كلمجمكع ػػة م ػػف األفػ ػراد ف ػػي‬
‫مكقػ ػػؼ كاحػ ػػد أك مكاقػ ػػؼ مختمفػ ػػة‪ ،‬كذلػ ػػؾ يحػ ػػدد اليػ ػػدؼ أك الػ ػػدافع كالحاجػ ػػة‬
‫كالتكاف ػػؽ م ػػع البيئ ػػة االجتماعي ػػة المحيط ػػة ب ػػالفرد‪ ،‬كم ػػا أف الس ػػمكؾ البش ػػرم‬
‫يختمػػؼ طبقنػػا لممكاصػػفات الشخصػػية لمفػػرد كمحصػػمة ىػػذا التفاعػػؿ مػػع البيئػػة‬
‫المحيطة‪.‬‬
‫السموك قابل لمتغيير عمى نطاق واسع ‪ :‬ىناؾ عدد مف العكامؿ التي تؤثر‬ ‫‪-‬‬
‫عمى السمكؾ البشرم في ضكء ذلؾ‪ ،‬مف الممكف تغيير السمكؾ مف خبلؿ‬
‫تعديؿ ىذه العكامؿ‪ ،‬إف قابمية التغيير ىذه ىي التي تمكف الطفؿ مف أف‬
‫سيئا‪.‬‬
‫رجبل ن‬‫صالحا‪ ،‬ثـ ييصبح ن‬‫ن‬ ‫رجبل‬
‫سيئا ليصبح ن‬
‫كرجبل ن‬
‫ن‬ ‫بالغا‪،‬‬
‫يصبح ن‬
‫كىذه الخاصية ىي التي تساعد الناس عمى التكيؼ مع البيئة الجديدة‬
‫أجنبي قر نيبا طرقنا جديدة لمسمكؾ كيتعمـ‬
‫و‬ ‫فمثبل‪ ،‬يكتسب ىندم يياجر إلى و‬
‫بمد‬ ‫ن‬
‫لغةن جديدة كطرقنا جديدة في ارتداء المبلبس كبالتالي‪ ،‬ىذه التغييرات ىي‬
‫نتيجة تجربتو‪.‬‬

‫عمكما عمى أنيا‬


‫ن‬ ‫ييشار إلى ىذه األنكاع مف التغييرات الناتجة عف التجربة‬
‫نتائج التعمـ‪ ،‬إف الكثير مف السمكؾ البشرم ىك نتيجة لمتعمـ يتعمـ الطفؿ‬
‫و‬
‫كشخص بالغ‪ ،‬ككذلؾ الشخص الذم ينضـ حديثنا إلى مكتب يتعمـ‬ ‫التصرؼ‬
‫العمؿ في المكتب كيتعمـ التصرؼ مثؿ زمبلئو اآلخريف في المكتب‪.‬‬

‫إف كؿ ىذه التغييرات ىي نتاج التعمـ لذلؾ‪ ،‬كاف مكضكع قمؽ كبير‬
‫في عمـ النفس كطي ًكرت العديد مف النظريات ك ً‬
‫أجريت عدد كبير مف التجارب‬
‫عمى كؿ مف البشر كالحيكانات‪.‬‬

‫كلـ تساعد ىذه النتائج في فيـ كيفية حدكث عمميات التعمـ فحسب‪،‬‬
‫و‬
‫مرحمة مف‬ ‫أيضا عمى تعمـ السمكؾ المناسب في كؿ‬
‫بؿ ساعدت األشخاص ن‬

‫‪- 15 -‬‬
‫أيضا في إحداث تغييرات في األشخاص الذيف‬
‫مراحؿ العممية‪ ،‬لقد ساعدتنا ن‬
‫اال غير مناسبة مف السمكؾ‪.‬‬
‫تعممكا أشك ن‬

‫في حيف أف التغييرات الناتجة عف التعمـ ىي نتائج الخبرة بشكؿ أساسي‪،‬‬


‫أيضا أشكاؿ أخرل مف التغييرات في السمكؾ التي ال تعتمد عمى‬
‫فيناؾ ن‬
‫و‬
‫بثبات‬ ‫جدا المشي‬
‫التعمـ فعمى سبيؿ المثاؿ‪ ،‬ال يستطيع الطفؿ الصغير ن‬
‫سنا بثبات‪ ،‬ىذه التغيرات ىي تغيرات طبيعية‬
‫بينما يمشي الطفؿ األكبر ن‬
‫مت صمة ناتجة عف التغيرات في نظاـ الجسـ بسبب النمك كالنضج‪.‬‬

‫كفي كثير مف الحاالت‪ ،‬يمكف لممرء أف يجد أف التغييرات في السمكؾ ىي‬


‫نتيجة التفاعؿ بيف النمك كالنضج مف ناحية‪ ،‬كالتعمـ مف ناحية أخرل كىكذا‪،‬‬
‫ال يستطيع الصبي البالغ مف العمر ستة أعكاـ أف يستخدـ مضرب تنس‪،‬‬
‫عمى الرغـ مف الممارسة ألنو لـ يكبر بشكؿ و‬
‫كاؼ‪.‬‬

‫جيدا ما لـ‬
‫بالغ أف يككف العب تنس ن‬ ‫كمف ناحية أخرل‪ ،‬ال يمكف ألم شخص و‬
‫يتعمـ كيمارس‪ ،‬فالتغييرات في السمكؾ ىي نتاج النمك كالنضج كالتعمـ كلكف العممية‬
‫المشتركة كت ثير كؿ ىذه تيسمى عممية التنمية‪.‬‬

‫كنسػ ػػتخمص ممػ ػػا سػ ػػبؽ ‪ ،‬اف التعامػ ػػؿ مػ ػػع السػ ػػمكؾ االنسػ ػػاني يتطمػ ػػب م ارعػ ػػاه‬
‫خصائصػػة المتنكعػػة فضػػبل عػػف الطبيعػػة البش ػرية ذاتيػػا كمػػا تفرضػػة البيئػػة المحيطػػة‬
‫عمى االنساف مف سمككيات‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬مكونات السموك االنساني ‪:‬‬
‫حيث‬
‫سية مرتبطة ببعضيا البعض‪ ،‬ي‬
‫م مف ثبلث مككنات رئي ٌ‬‫يتككف السمكؾ البشر ٌ‬
‫تحدث جميعيا في آف كاحد اتجاه مكقؼ ما‪ ،‬كفيما ي تي تكضيح ذلؾ ‪:‬‬
‫ي‬

‫‪- 16 -‬‬
‫‪ -‬األفعــال ‪ :‬كىػػي مػػا يػػتـ مبلحظتػػو عمػػى البشػػر بػػالعيف المجػػردة‪ ،‬أك بكسػػاطة‬
‫كيمكف تعريؼ الفعؿ عمى ٌأنو انتقاؿ مف حالة إلى‬
‫البدنية‪ ،‬ي‬
‫ٌ‬ ‫أجيزة االستشعار‬
‫زمنية مختمفة‪.‬‬
‫أخرل‪ ،‬كالذم ييمكف أف يحدث في أكقات ٌ‬
‫‪ -‬اإلدراك ‪ :‬كى ػػي م ػػا ال ي ػػتـ مبلحظت ػػو ب ػػالعيف البشػ ػرٌية إال إذا ق ػػاـ الش ػػخص‬
‫ػي‪ ،‬كىػي عبػارة عػف األفكػار كالتصػكرات‬ ‫بالتحدث بيا في حالػة اإلدراؾ المفظ ٌ‬
‫التي يحمميا المرء معو في ذىنو‪.‬‬
‫م قصير المدة الذم يرافقو نشاط‬
‫‪ -‬العواطف ‪ :‬كىي عبارة عف الشعكر البشر ٌ‬
‫عقمي مكثؼ‪ ،‬كال ييمكف كصفيا عمى ٌأنيا منطؽ أك معرفة‪.‬‬
‫ٌ‬
‫رابعا ‪ :‬دوافع السموك االنساني ‪:‬‬
‫إف دكافػػع السػػمكؾ اإلنسػػاني ىػػي األىػػداؼ التػػي يسػػعى الفػػرد إلػػى تحقيقيػػا عبػػر‬
‫القياـ بالسكؾ‪ ،‬مثؿ إشباع رغبػة أك حاجػة‪ ،‬فكممػا دعػت الحاجػة‪ ،‬يكػكف الكػائف الحػي‬
‫ػدفكعا لتمبيػػة تمػػؾ الحاجػػة عبػػر القيػػاـ بسمسػػمة مػػف السػػمككيات‪ ،‬فػػإذا لػػـ يكػػف ىنػػاؾ‬
‫مػ ن‬
‫حاجة لدل الكائف الحي‪ ،‬فمف يككف ىناؾ سمكؾ‪ ،‬عمى سػبيؿ المثػاؿ‪ ،‬الشػرب كالمػاء‪،‬‬
‫إف دكافع السمكؾ محدكدة‪ ،‬كىي مختمفة عف منبيات السمكؾ الخارجية‪.‬‬
‫‪ -4‬دوافع أولية‪ :‬الدكافع األكلية ىي دكافع ضركرية لمبقاء عمى قيد الحياة‪،‬‬
‫إذ يجػػب أف تك ػػكف ى ػػذه الػػدكافع مش ػػبعة أكالن قب ػػؿ أف يػػتمكف األفػ ػراد م ػػف‬
‫القيػػاـ بػ م نشػػاط آخػػر‪ ،‬تػ تي الحاجػػات أك الػػدكافع األكليػػة لمعمػػؿ عنػػدما‬
‫ػثبل مػػف‬
‫يختػؿ التػكازف الفسػػيكلكجي لمجسػػـ‪ ،‬فعنػػدما يعػاني الكػػائف الحػػي مػ ن‬
‫الجػػكع أك العطػػش‪ ،‬تحػػدث تغيػرات بيكلكجيػػة معينػػة فػػي الجسػػـ‪ ،‬كبمجػػرد‬
‫تمبية حاجة الجكع أك العطش‪ ،‬يػتـ اسػتعادة التػكازف الفسػيكلكجي‪ ،‬ككػذلؾ‬
‫الحالػػة بالنسػػبة لمػػدافع التنفسػػي‪ ،‬كىػػك دافػػع لتػػنفس الي ػكاء أك األكسػػجيف‪،‬‬
‫ػكدا حتػى لمحظػة‪ ،‬فقػد يػؤدم ذلػؾ إلػى‬
‫فإذا لػـ يكػف إمػداد األكسػجيف مكج ن‬
‫تمؼ الدماغ كفقداف الذاكرة كفقداف السيطرة عمى الجسـ‪.‬‬
‫‪ -‬ويمكن تحديد بعض الدوافع األولية األكثر اىمي ًة‪ ,‬وكما يمي‪:‬‬

‫‪- 17 -‬‬
‫الجــــوع‪ :‬يص ػػاب الن ػػاس ب ػػالجكع عن ػػدما ال يػ ػ كمكف‪ ،‬كى ػػك ال ػػدافع األساس ػػي‬ ‫‪-‬‬
‫كاألكثر دراسة‪.‬‬
‫‪ -‬العطش‪ :‬معنى العطش أقكل مف الجكع‪ ،‬إذ يستطيع االنساف أف يعيش أكثر‬
‫مف شير بدكف طعاـ‪ ،‬لكنو يمكت في غضكف عدة أياـ بدكف ماء‪.‬‬
‫‪ -‬تنظــيم درجــة الح ـرارة‪ :‬إف القػػدرة عمػػى الحفػػاظ عمػػى الجسػػد فػػي درجػػة ح ػ اررة‬
‫مريحة ىك الدكر البارز لنظاـ االستتباب الحرارم‪.‬‬
‫النـــوم‪ :‬إذا ظػػؿ الفػػرد بػػبل نػػكـ لفت ػرة طكيمػػة‪ ،‬فيػػذا يعيػػؽ أدائػػو‪ ،‬كقػػد يسػػبب‬ ‫‪-‬‬
‫اضطرابات في النكـ‪.‬‬
‫‪ -‬األكسجين‪:‬ىذا الدافع ىك أىـ دافع يجب تحقيقو ب م ثمف‪.‬‬
‫‪ -‬األمعــاو والمثانــة‪ :‬يطمػػؽ عميػػو دافػػع اإلخ ػراج‪ ،‬إذ يػػتـ إخ ػراج الفضػػبلت مػػف‬
‫عمميات اليضػـ خػارج الجسػـ‪ ،‬فػإذا كػاف ىػذا النظػاـ ال يعمػؿ بشػكؿ صػحيح‬
‫يضػ ػػا‪ ،‬إذ يمكػ ػػف أف تت ػ ػراكـ السػ ػػمكـ فػ ػػي‬
‫أك مضػ ػػطرب‪ ،‬يصػ ػػبح الشػ ػػخص مر ن‬
‫الجسـ‪.‬‬
‫‪ -2‬الـــدوافع الثانويـــة‪ :‬الػػدكافع الثانكيػػة ىػػي دكافػػع تػػؤدم إلػػى تكليػػد دكافػػع‬
‫أحيانػا بالػدكافع االجتماعيػة ألنيػا يػتـ‬
‫ن‬ ‫نفسية أك اجتماعية‪ ،‬كيطمػؽ عمييػا‬
‫تعمميػػا فػػي ظػػؿ المجمكعػػات االجتماعيػػة‪ ،‬كخاصػػة األسػرة‪ ،‬فعنػػدما يكبػػر‬
‫األطفاؿ كيتفاعمكف مع اآلخريف يكتسبكف احتياجات معينة يمكػف تمبيتيػا‬
‫في إطار المجمكعة‪.‬‬
‫ومن أىم الدوافع االجتماعية الشائعة‪ ,‬ما يمي‪:‬‬
‫اإلنجاز‪ :‬السعي لتحقيؽ النجاح كالتميز كتنفيذ المياـ الصعبة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االنتماو‪ :‬السعي كالتمتع بصحبة مع اآلخريف كتككيف صداقات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬القوة‪ :‬السعي لمت ثير عمى اآلخريف كالسيطرة عمييـ كاقناعيـ‪.‬‬
‫‪ -‬التنشئة‪ :‬مساعدة كرعاية اآلخريف مثؿ األطفاؿ ككبار السف كالمرضى‪.‬‬
‫العدوان‪ :‬لمقتاؿ‪ ،‬كالتغمب عمى المعارضة كاإليذاء كالسخرية بقكة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪- 18 -‬‬
‫‪ -‬االستكشاف‪ :‬البحث عف مجمكعػة متنكعػة مػف التحفيػز كاكتشػاؼ أشػياء‬
‫جديدة‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬انواع السموك االنساني‬
‫تتعػ ػػدد كجيػ ػػات نظػ ػػر العممػ ػػاء فػ ػػي تصػ ػػنيؼ السػ ػػمكؾ االنسػ ػػاني ك فيمػ ػػا يمػ ػػي بعػ ػػض‬
‫التصنيفات ‪:‬‬
‫‪ -4‬السموك االستجابي‪:‬‬
‫ى ػػك الس ػػمكؾ ال ػػذم ت ػػتحكـ ب ػػو المثيػ ػرات الت ػػي تس ػػبقو‪ ،‬فبمج ػػرد ح ػػدكث المثي ػػر يح ػػدث‬
‫السػػمكؾ‪ ،‬فالحميػػب فػػي فػػـ الطفػػؿ يػػؤدم إلػػى إف ػراز المعػػاب‪ ،‬كنػػزكؿ دمػػكع العػػيف عنػػد‬
‫تقطي ػػع شػ ػرائح البص ػػؿ‪ ...‬كىك ػػذا‪ ،‬كتس ػػمى المثيػ ػرات الت ػػي تس ػػبؽ الس ػػمكؾ ب ػػالمثيرات‬
‫القبمية‪.‬‬
‫‪ -2‬السموك اآلجرائي‪:‬‬
‫ى ػ ػػك السػ ػ ػػمكؾ الػ ػ ػػذم يتحػػ ػػدد بفعػ ػ ػػؿ العكام ػ ػػؿ البيئي ػ ػػة‪ ،‬مثػ ػ ػػؿ‪ :‬العكام ػ ػػؿ االقتصػػ ػػادية‪،‬‬
‫كاالجتماعية‪ ،‬كالتربكية‪ ،‬كالدينية‪ ،‬كالجغرافية‪ ..‬كغيرىا‪،‬‬
‫كمػػف المبػػادئ السػػمككية األساسػػية‪ :‬التعزيػػز‪ ،‬كالعقػػاب‪ ،‬كالمحػػك‪ .‬أمػػا التطبيػػؽ العممػػي‬
‫ليذه المبادئ‪ ،‬فيشمؿ استخداـ أساليب تعديؿ السمكؾ‪.‬‬
‫‪ -3‬السموك البسيط والسموك المعقد‪:‬‬
‫حيث يفرؽ العمماء بيف السمكؾ ( استجابة كمية) ك النشاط الفسيكلكجي‬
‫(استجابة جزئية) كيعد أبسط السمكؾ ىك‪ :‬السمكؾ االنعكاسي محصكر في‬
‫الفرد كال يحتاج المراكز العقمية العميا كىك كراثي ‪.‬‬

‫اما أعقد السموك فيو‪ :‬السمكؾ االجتماعي مثؿ سمكؾ الدكر‪ ،‬يتضمف عبلقات‬
‫بيف األفراد كبيف البيئة االجتماعية‪ ،‬يستعيف بالمراكز العقمية العميا‪ ،‬كىك مكتسب ‪.‬‬

‫السمكؾ االجتماعي يحدث في حضكر اآلخريف كفي غيابيـ ‪ ،‬كىك سمكؾ كمي‬
‫يتضمف ما يمي‪:‬‬
‫‪- 19 -‬‬
‫‪ -‬التركيب كالبناء ‪ :‬أم العناصر التي يتككف منيا المكقؼ‪.‬‬
‫‪ -‬عممية التفاعؿ ‪ :‬أم العبلقات بيف عناصر التركيب كالبناء‪.‬‬
‫‪ -‬المضمكف كالمحتكل ‪ :‬أم المكضكع الذم يدكر حكلو التفاعؿ بيف‬
‫العناصر‪.‬‬
‫‪ -4‬السموك المنعكس والسموك الغريزي‪:‬‬
‫‪ -‬المنعكس عمبل ساذجا ينش تمبية لمؤثر خارجي كغالبا يككف ال إرادم ‪.‬‬

‫‪ -‬الغريزم يككف في ظركؼ معينة تالية لدافع فطرم قكم ‪.‬‬

‫‪ -5‬السموك االستجابي والسموك اإلجرائي(سكنر) ‪:‬‬


‫‪ -‬االستجابي ينش نتيجة كجكد مثيرات محددة في المكقؼ السمككي‬
‫كتحدث مباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلجرائي ال يرتبط بمثيرات محددة مسبقا‪ ،‬كىك كؿ مايصدر عف الكائف‬
‫الحي‪.‬‬
‫‪ -6‬السموك الفردي والسموك الجمعي‪:‬‬

‫‪ -‬الفردم ‪ :‬نشاط يقكـ بو الفرد تمبية لدافع شخصي غير مت ثر بالعكامؿ‬


‫االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -‬الجمعي‪ :‬يت ثر بعكامؿ كدكافع اجتماعية كييدؼ إلى المحافظة عمى‬
‫كياف اإلنساف باعتباره عضكا في جماعة كاألسرة كالمدرسة كالنادم‬
‫كالمينة ‪ ،‬كيشمؿ تكافقو الشخصي في تعاممو مع غيره مف الناس‪.‬‬
‫‪ -7‬السموك كنزعة فردية والسموك كوظيفة لمموقف‪:‬‬

‫‪- 21 -‬‬
‫‪ -‬نزعة فردية‪ :‬أف السمكؾ يعكس آليات داخؿ الشخص (العادات ‪،‬‬
‫الحاجات‪ ،‬المعارؼ‪ ،‬الشخصية )‬
‫‪ -‬كظيفة لممكقؼ ‪ :‬أف سمكؾ الشخص ما ىك إلى انعكاس لممكقؼ الذم‬
‫يمر بو ‪ ،‬كأف القكل االجتماعية ىي التي تشكمو ‪ ،‬كيعتمد عمى الخبرة‬
‫السابقة ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬السموك المستتر والسموك الظاىر ‪:‬‬

‫السموك المستتر (كائف)‪ ،‬كىك السمكؾ الخاص بفرد معيف كالذم قد يصعب‬
‫عمى اآلخريف مبلحظتو‪ ،‬كاذ يمثؿ ىذا النكع مف السمكؾ مشاعر كأفكار‬
‫الفرد‪ ،‬كرغـ صعكبة مبلحظة ىذا السمكؾ‪ ،‬إال أنو يمكف أف يستنسخ مف‬
‫السمكؾ الظاىر لمجمكعة األفراد في مجتمع معيف‪ ،‬أك عند قياميـ بكصؼ‬
‫‪.‬خبراتيـ الخاصة كايضاحيا‬

‫اما السموك الظاىر (المكشوف)‪ ,‬كىك السمكؾ الفردم الذم يمكف مبلحظتو‬
‫‪.‬كتسجيمو‪ ،‬كىك يقابؿ السمكؾ الكائف الذم يستنتج عف المشاعر كاألفكار‬

‫ٗ‪ -‬السموك االجتماعي‪ :‬كىك سمكؾ شخص معيف أك مجمكعة أشخاص‬


‫معينيف‪ ،‬ينتج عنو حدكث استجابة لسمكؾ أشخاص آخريف‪ ،‬دكف أف يككف‬
‫ليؤالء األشخاص كجكد فيزيقي‪ ،‬كىذا يعني أف الشخص يستجيب في ضكء‬
‫‪.‬تكقعو لسمكؾ اآلخريف‬

‫فالسمكؾ االجتماعي رغـ أنو يمثؿ استجابة لجماعات أخرل‪ ،‬فإنو قد ال يشتمؿ عمى‬
‫الكجكد الفيزيقي ألكثر مف شخص كاحد‬

‫‪- 21 -‬‬
‫‪ -40‬السموك السوي والسموك غير السوي‪:‬‬

‫السمككيات السكية ‪ :‬ىي القدرة عمى تكافؽ الفرد مع نفسو كمع بيئتو كالشعكر‬
‫بالسعادة‪ ،‬كتحديد أىداؼ سميمة‬

‫السمككيات البلسكية ‪ :‬ىي اإلنحراؼ عما ىك عادم كىي حالة مرضية فيو‬
‫خطر عمى الفرد نفسو كعمى المجتمع‬

‫وتتحدد خصائص السموك السوى في ‪:‬‬

‫‪ -‬ىك السمكؾ العادم الم لكؼ الذم يغمب عمى حياة الغالبية‬

‫‪ -‬يسعى إلى التكافؽ سكاء كاف شخصيا أك اجتماعيا أك مينيا‬

‫‪ -‬كىك السمكؾ اليادؼ إلى تحقيؽ السعادة مع النفس كمع اآلخريف كىك‬
‫السمكؾ الذم يؤدم إلى تكامؿ الشخصية‪.‬‬

‫والسموك السوي ال يتحقق إال بتوافر شرطان أساسيان ىما‪:‬‬

‫‪ -‬رضا الفرد عف السمكؾ الذم يقكـ بو ‪.‬‬

‫‪ -‬اتساؽ ىذا السمكؾ مع مقتضيات الكاقع كقيـ المجتمع الذم يكجد فيو الفرد‪.‬‬

‫وتتحدد معايير الحكم عمى السموك السوي في االتي ‪:‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪ -‬المعيار الذاتي ‪ :‬حيث يتخذ الفرد في ذاتو إطا ار مرجعيا يرجع إليو‬
‫في الحكـ عمى سمككو‪.‬‬
‫‪ -‬المعيار االجتماعي ‪ :‬حيث يتخذ مف مسايرة المعايير االجتماعية أساسا‬
‫لمحكـ عمى السمكؾ أم أنو ما يتكافؽ مع المجتمع‪.‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫‪ -‬المعيار اإلحصائي‪ :‬حيث يتخذ مف المتكسط الحسابي أك المنكاؿ أك ما ىك‬
‫شائع معيا ار لمسمكؾ السكم‪.‬‬

‫‪ -‬المعيار المثالي‪ :‬حيث يعتبر السمكؾ السكم ىك الكماؿ أك المثاؿ األعمى‪.‬‬

‫اما السموك غير السوي فيو عكس السموك السوى وىناك العديد من‬
‫المسببات البيئية لمسموك السيو منيا ‪:‬‬

‫قد يككف السمكؾ غير المبلئـ ناتجا عف عكامؿ في البيئة تككف خارج قدرة‬
‫الطفؿ لمتعامؿ معيا‪ ،‬كمف الميـ أف ي خذ المعمـ في االعتبار العكامؿ الخارجية‬
‫المحتممة كالمؤثرة في السمكؾ غير المبلئـ‪ ،‬كأف يحاكؿ تخفيؼ ىذه الظركؼ‬
‫البيئية‪ ،‬كالتي مف بينيا‪:‬‬

‫‪ -‬التكقعات غير المبلئمة لمستكل نمك الطفؿ‪:‬‬


‫‪ -‬الحساس ػػيات‪ :‬ق ػػد يتػ ػ ثر س ػػمكؾ بع ػػض األطف ػػاؿ بالحساس ػػيات الناجم ػػة ع ػػف‬
‫األكؿ‪،‬‬
‫‪ -‬التغذية السيئة‬
‫‪ -‬النقص الحسي‬
‫‪ -‬المشكبلت الصحية‪:‬‬
‫‪ -‬الحساسية المفرطة لآلثارة‪:‬‬
‫‪ -‬الضغط أك التغيير العائمي‪:‬‬
‫‪ -‬البيئة المادية‪:‬‬
‫‪ -‬اإلشارات المتضاربة‪:‬‬
‫‪ -‬االفتقار إلى إرشادات كاضحة‪:‬‬

‫‪- 23 -‬‬
‫‪ -‬االىتماـ‪:‬‬
‫وتتحدد معايير السموك غير السوى وفقا لما يمي ‪:‬‬
‫‪ -‬معيػػار النشػػاط المعرفػػي‪ :‬كذلػػؾ ب ػ ف تحػػدث إعاقػػة ألم مػػف القػػدرات العقميػػة‪،‬‬
‫مثؿ اإلدراؾ‪ ،‬أك التذاكر‪ ،‬أك االنتباه‪ ،‬أك االتصاؿ‪.‬‬
‫‪ -‬معيار السمكؾ االجتماعي‪ :‬كذلؾ عندما ينحرؼ السمكؾ عف القيـ‪ ،‬كالعػادات‬
‫كالتقاليد‪ ،‬أك أف يككف مخالفان لبلتجاىات الدينية‪ ،‬أك العقائدية السائدة‪.‬‬
‫‪ -‬معي ػػار ال ػػتحكـ ال ػػذاتي‪ :‬كذل ػػؾ عن ػػدما يعج ػػز الف ػػرد ع ػػف ال ػػتحكـ بس ػػمككو م ػػع‬
‫استمرار ىذه الحالة‪ ،‬أك تكرارىا بشكؿ كبير‪.‬‬
‫‪ -‬معيػػار الضػػيؽ كالكػػرب‪ :‬عنػػدما يعبػػر الفػػرد عػػف معاناتػػو‪ ،‬أك ضػػائقة بطريقػػة‬
‫يتجاكز فييا حدكد المعقكؿ‪ ،‬فإف ىذا يعد سمككا يحتاج إلى معالجة‪.‬‬
‫‪ -‬معيػػار النػػدرة اإلحصػػائية‪ :‬حيػػث يتػػكزع أف ػراد المجتمػػع كفقػػا لممنحنػػى السػػكم‬
‫بحيػث يتمركػز غػالبيتيـ فػي منطقػة الكسػط كحكلػو بينمػا يتكاجػد بعػض أفػراده‬
‫عمػى أطػراؼ المنحنػى كالشػػخص الػذم يتسػـ سػػمككو بالسػكم ال يكػكف ضػػمف‬
‫أفراد المجتمع المتكاجديف عمى األطراؼ‪.‬‬
‫‪ -‬المعايير النمائية‪ :‬إذ إف لكؿ مرحمة عمرية مظاىرىا النمائية‪ ،‬كالسمككية فػإذا‬
‫نكص سمكؾ الفرد إلى مراحؿ سابقة كاف سمككو غير سكم‪.‬‬
‫‪ -‬معيار اإلقرار الذاتي‪ :‬كيقكـ عمى إقرار الفرد مف تمقاء نفسو ب ف سمككو غير‬
‫سػػكم‪ .‬كلعػػؿ ىػػذا المعيػػار يحتػػاج إلػػى درجػػة عاليػػة مػػف المكضػػكعية‪ ،‬إذ أف‬
‫قمة مف الناس مف يمتمؾ القدرة عمى االعتراؼ ب ف سمككو غيػر مقبػكؿ‪ ،‬كأنػو‬
‫بحاجة إلى عبلج‪.‬‬
‫‪ -‬المعيار الطبيعي‪ :‬إف سمكؾ الفرد ينبغي أف يككف متكافقا مع الفطرة السػكية‪،‬‬
‫كم ػػا يخض ػػع لق ػػانكف المحافظ ػػة عم ػػى الن ػػكع كتناس ػػؿ الكائن ػػات الحي ػػة كمني ػػا‬
‫اإلنسػػاف فػػإذا كػػاف سػػمكؾ اإلنسػػاف ال يتفػػؽ مػػع أسػػس بقائيػػة فإنػػو يكػػكف غيػػر‬
‫سكم ‪.‬‬

‫‪- 24 -‬‬
‫ُُ ‪-‬السموك إرادي وغير إرادي ‪ :‬يككف السمكؾ اإلنساني إراديا كقد يككف‬
‫غير إرادم‪ ،‬فمثبل الكتابة سمكؾ إرادم‪ ،‬كالسمكؾ غير اإلرادم كردة الفعؿ‬
‫السريعة عند التعرض لسطح ساحف مثبل‪ ،‬كالسمكؾ اإلرادم يقرر فيو اإلنساف‬
‫ىؿ يقكـ بذلؾ السمكؾ أك ال‪ ،‬ففيو مرحمة تفكير كاتخاذ قرار‪.‬‬

‫ُِ ‪ -‬السموك فطري ومكتسب ‪ :‬أكؿ الطعاـ كشرب الماء سمكؾ فطرم‪ ،‬لكف‬
‫ىناؾ مف ي كؿ بالشككة كالسكيف كىناؾ مف ي كؿ باليميف كىناؾ مف ي كؿ‬
‫باليسار‪ ،‬السمكؾ اإلنساني قد يككف فطريا أك مكتسبا ‪ ،‬فذات األكؿ سمكؾ‬
‫فطرم‪ ،‬لكف كيفية تناكؿ الطعاـ كطريقتو سمكؾ مكتسب‪.‬‬

‫فاإلنساف اجتماعي بفطرتو ال يقدر عمى العيش منفصبل عف الناس تماما فيذا‬
‫سمكؾ فطرم‪ ،‬لكف كيفية تعاطي الفرد مع المجتمع ىك سمكؾ مكتسب‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬العوامل المؤثرة في السموك‪:‬‬

‫تت ثر الطريقة التي يتعامؿ بيا الفرد مع المكقؼ بمفرده أك في مجمكعة ما بعدة‬
‫عكامؿ ‪ ،‬العكامؿ الرئيسية التي تؤثر عمى مكقؼ الفرد في الحياة الشخصية‬
‫كاالجتماعية ىي تمؾ التي تحدد طبيعة سمككيات االنساف ‪ ،‬ك كذلؾ الطريقة‬
‫التي يتعامؿ بيا ك تبيف طبيعتو ‪ ،‬ك ذلؾ كفقا لعدد مف العكامؿ التي يكاجييا‬
‫منيا ما يمي ‪:‬‬

‫‪ -4‬الثقافة‪:‬‬
‫يت ثر الفرد في عمميات التنشئة االجتماعية بالثقافة العامة لممجتمع الػذم يعػيش فيػو‪،‬‬
‫كتشػ ػػمؿ‪ :‬المعتقػ ػػدات‪ ،‬كالتقاليػ ػػد‪ ،‬كالعػ ػػرؼ‪ ،‬كالقكاعػ ػػد األخبلقيػ ػػة‪ ،‬كالدينيػ ػػة‪ ،‬كالق ػ ػكانيف‪،‬‬
‫كالفنكف كالعمكـ‪ ،‬كالمعارؼ‪ ،‬كالتكنكلكجيا‪.‬‬

‫‪- 25 -‬‬
‫‪ -2‬األسرة‪:‬‬
‫األسػرة ىػػي أىػػـ كأقػػكل الجماعػػات األكليػػة كأكثرىػػا أثػ ار فػػي تنشػػئة الطفػػؿ كفػػي سػػمككو‬
‫االجتمػػاعي‪ ،‬كفػػي بنػػاء شخصػػيتو‪ ،‬فاألس ػرة ىػػي التػػي تيػػذب سػػمكؾ الطفػػؿ كتجعمػػو‬
‫سػ ػػمككا اجتماعي ػ ػان مقب ػ ػكالن مػ ػػف المجتمػ ػػع‪ ،‬كىػ ػػي التػ ػػي تغػ ػػرس فػ ػػي نفػ ػػس الطفػ ػػؿ القػ ػػيـ‬
‫كاالتجاىات التي يرتضييا المجتمع كيتقبميا‪ ،‬كبذلؾ يمكف لمطفؿ أف يمتص المعػايير‬
‫كالقيـ التي يعتنقيا اآلباء مما يساعد عمى عممية التطبيع االجتماعي‪.‬‬
‫وتضمن العالقات األسرية ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬العالقة بين الوالدين‪:‬‬
‫عبلقػػة الكالػػديف بعضػػيما ليػػا أىميػػة كبي ػرة فػػي سػػمكؾ الفػػرد‪ ،‬فالسػػعادة الزكجيػػة تحقػػؽ‬
‫لؤلطفاؿ تنشئة اجتماعية سميمة‪ ،‬بينما تناحر ىمػا كصػراعيما يعػرض الطفػؿ لصػراع‬
‫نفسي أليـ‪ ،‬كييدد أمنو‪ ،‬كسبلمة حاجاتو لبلنتمػاء عنػدما يشػيد ىػذا الصػراع‪ ،‬كيسػمع‬
‫ألفاظا قاسية ال يستطيع أف ييػرب مػف آثارىػا النفسػية‪ ،‬فقػد تػؤدم ىػذه الخبلفػات بػيف‬
‫الكالػػديف إلػػى أنم ػاط مػػف السػػمكؾ المضػػطرب لػػدل األطفػػاؿ‪ ،‬مثػػؿ‪ :‬الغي ػرة‪ ،‬كاألنانيػػة‪،‬‬
‫كالخكؼ‪ ،‬كعدـ االتزاف االنفعالي‪.‬‬
‫‪ -‬العالقات بين الوالدين والطفل‪:‬‬
‫إف عبلقػ ػػة الكالػ ػػديف بالطفػ ػػؿ ككيفيػ ػػة معاممتػ ػػو تػ ػػؤدم دك ار ميمػ ػػا فػ ػػي تكػ ػػكيف سػ ػػمككو‬
‫كشخصيتو‪ ،‬فالطفؿ الذم تقكـ عبلقتو ب بكيو عمى أسػاس قػدر مػف اإلشػباع المناسػب‬
‫لمحاجػػات البيكلكجيػػة كالنفسػػية نتكقػػع لػػو شخصػػية مسػػتقبمية سػػميمة تت ػكافر ليػػا دعػػائـ‬
‫االتػزاف االنفعػػالي كالقػػدرة عمػػى التكافػػؽ كالتعػػاكف مػػع اآلخػريف كعمػػى العكػػس مػػف ذلػػؾ‬
‫عنػػدما تكػػكف العبلقػػة بػػيف الكالػػديف كالطفػػؿ قائمػػة عمػػى اإلف ػراط فػػي الحػػب كالتػػدليؿ‬
‫كالتصادؽ الطفؿ ب بكيو فإنيا ستفرز شخصية اتكالية مفرطػة كأنانيػة‪ ،‬تتميػز بضػعؼ‬
‫الثقػػة بػػالنفس‪ ،‬كعػػدـ القػػدرة عمػػى التعػػاكف كالتكافػػؽ مػػع اآلخػريف‪ .‬أمػػا إذا كانػػت عبلقػػة‬
‫األبكيف بالطفؿ تقكـ عمى الصرامة كالقسكة‪ ،‬أك عدـ إشػعار الطفػؿ بالحػب‪ ،‬فػإف ذلػؾ‬

‫‪- 26 -‬‬
‫يجعؿ الطفؿ مياال لمشر كاأليذاء كيجعمو يميؿ لمتشاؤـ‪ ،‬أك عدـ المباالة‪ ،‬أك السػمبية‪،‬‬
‫أك العدكاف‪ ،‬كقد يصب الطفؿ عدكانو عمى األسرة ذاتيا‪ ،‬أك عمى المجتمع المدرسي‪.‬‬
‫كػػذلؾ تػػؤثر اتجاىػػات الكالػػديف عمػػى األطفػػاؿ مػػف حيػػث تفضػػيميما جػػنس عمػػى آخػػر‪،‬‬
‫كتفضػػيميما ال ػػذككر عم ػػى األن ػػاث‪ ،‬أك تمييزىم ػػا طفػػؿ عم ػػى آخ ػػر لس ػػمات‪ ،‬أك أخ ػػرل‬
‫يتميػػز بيػػا عمػػى أخكتػػو‪ ،‬كػػذلؾ التذبػػذب فػػي المعاممػػة ك ػ ف يكػػكف األب صػػارما قاسػػيا‬
‫كاألـ صفكحة متسامحة‪ ،‬أك مغالية في التدليؿ‪.‬‬
‫‪ -‬العالقة بين األخوة‪:‬‬
‫عبلقة األخكة بعضيـ ببعض كاتساميا باالنسجاـ كالتكافؽ كعدـ الصراع لو أثر كبير‬
‫فػػي نمػػك شخصػػية األطفػػاؿ‪ ،‬فعػػدـ الغي ػرة كحػػب األخػػكة بعضػػيـ لػػبعض يقػػكـ بغرسػػو‬
‫اآلبػػاء بعػػدـ التفرقػػة فػػي المعاممػػة كعػػدـ تفضػػيؿ طفػػؿ عمػػى آخػػر بسػػبب جنسػػو‪ ،‬أك‬
‫ترتيبو في الميبلد‪ ،‬أك بسبب تميزه بالتفكؽ في سمات عقمية‪ ،‬أك مزاجية‪.‬‬
‫غير أف باحثيف آخريف مف بينيـ ونيك ككمػبو ‪ New Combe‬أك ضػحكا أف ترتيػب‬
‫الطفػػؿ فػػي المػػيبلد ال يكػػكف لػػو ت ػ ثير إذا كػػاف أسػػمكب الكالػػديف فػػي معاممػػة األطفػػاؿ‬
‫أسػػمكبا تربكيػػا سػػميما يقػػكـ عمػػى تقبػػؿ األبنػػاء جمػػيعيـ دكف التفرقػػة فػػي معػػاممتيـ كفػػي‬
‫إشباع حاجاتيـ‪.‬‬
‫‪ -3‬المدرسة‪:‬‬
‫المدرسػة ضػركرة اجتماعيػة لجػ ت إلييػا المجتمعػات إلشػباع حاجػات تربكيػة كتعميميػػة‬
‫عجػ ػػزت عػ ػػف ت ديتيػ ػػا بيئػ ػػة األس ػ ػرة بعػ ػػد تعقػ ػػد الحيػ ػػاة‪ ،‬ف صػ ػػبحت المدرسػ ػػة مؤسسػ ػػة‬
‫اجتماعية متخصصة يمقف فييػا الطػبلب العمػـ‪ ،‬كالمعرفػة‪ ،‬كنقػؿ الثقافػة مػف جيػؿ إلػى‬
‫جيؿ إف المدرسة تسعى لتحقيؽ نمك الطفؿ جسميان‪ ،‬كعقميان كانفعاليػان‪ ،‬كاجتماعيػان‪ ،‬ممػا‬
‫يحقػػؽ إعػػداد الفػػرد كتنشػػئتو التنشػػئة االجتماعيػػة السػػميمة ليكػػكف مكاطنػػا صػػالحا معػػدا‬
‫لمحياة‪.‬‬
‫فعن ػػدما ينتق ػػؿ الطف ػػؿ م ػػتف بيئ ػػة األسػ ػرة إل ػػى بيئ ػػة المدرس ػػة يحم ػػؿ مع ػػو الكثي ػػر م ػػف‬
‫الخب ػرات‪ ،‬كالمعػػايير االجتماعيػػة‪ ،‬كالقػػيـ‪ ،‬كاالتجاىػػات التػػي تمقنيػػا كتػػدرب عمييػػا فػػي‬

‫‪- 27 -‬‬
‫المنزؿ‪ ،‬فدكر المدرسة أساسي في إتماـ ما أعده البيت‪ .‬كالمدرسة مجاؿ رجب لتعمػيـ‬
‫الطف ػػؿ المزي ػػد م ػػف المع ػػايير االجتماعي ػػة‪ ،‬كالق ػػيـ‪ ،‬كاالتجاى ػػات‪ ،‬كاألدكار االجتماعي ػػة‬
‫الجديدة بشكؿ مضبكط كمنظـ‪.‬‬
‫‪ -4‬جماعة األقران والرفاق‪:‬‬
‫ينمػػك الطفػػؿ كخركجػػو مػػف نطػػاؽ كدكائػػر األسػرة تتسػػع عبلقاتػػو االجتماعيػػة‪ ،‬فبعػػد أف‬
‫كػػاف يمعػػب مػػع أخكتػػو كأقاربػػو يمتػػد ىػػذا المعػػب إلػػى جماعػػة األق ػراف كاألنػػداد كيكػػكف‬
‫معي ػػـ عبلق ػػات كتف ػػاعبلت اجتماعيػ ػان م ػػف ن ػػكع جدي ػػد‪ ،‬فالتفاع ػػؿ م ػػع ى ػػذه الجماع ػػات‬
‫الجديدة يككف عمى قدـ المسػاكاة إذ أف جماعػة األقػراف غالبػا مػا تضػـ أعضػاءىا مػف‬
‫نفس السف‪ ،‬كأحيانا مف نفس الجنس‪.‬‬
‫كتػ ػ ػ ثير األطف ػ ػػاؿ بعض ػ ػػيـ عم ػ ػػى بع ػ ػػض ل ػ ػػو ممي ازت ػ ػػو كفكائ ػ ػػده ف ػ ػػي تش ػ ػػكيؿ حي ػ ػػاتيـ‬
‫االجتماعية‪ ،‬كاكتسابيـ الكثير مػف الخبػرات المتنكعػة‪ ،‬كفػي إشػباع حاجػاتيـ النفسػية‪،‬‬
‫مما يساعدىـ عمى النمك االجتماعي‪ ،‬فضبلن عف النمك النفسي‪.‬‬
‫‪ -5‬وسائل األعالم‪:‬‬
‫الكممة المكتكبة‪ ،‬أك المسمكعة‪ ،‬أك المرئية تمد األفػراد بالمعمكمػات كاألخبػار كاألفكػار‬
‫كاالتجاىػػات حي ػػث تعم ػػؿ ى ػػذه الكس ػػائؿ بط ارئػػؽ متعػ ػددة الس ػػتمالة األش ػػخاص ال ػػذيف‬
‫تكجو إلييـ الرسالة دكف كجكد عمميات التفاعؿ االجتماعي المباشر‪.‬‬
‫إف كس ػػائؿ األع ػػبلـ تعك ػػس نم ػػاذج متع ػػددة م ػػف المش ػػكبلت االجتماعي ػػة‪ ،‬كالعبلق ػػات‬
‫االجتماعية بطرائؽ جذابة تشد االنتباه‪ ،‬فتترؾ ت ثي انر كبي انر عمى سمكؾ الفرد‪.‬‬
‫‪-6‬قدرات الشخص و سموكياتو‬
‫القدرات ىي السمات التي يتعمميا الشخص مف البيئة المحيطة باإلضافة إلى‬
‫السمات التي ييبيا الشخص بالكالدة ‪ ،‬يتـ تصنيؼ ىذه الصفات عمى نطاؽ كاسع‬
‫عمى أنيا تشمؿ القدرات الفكرية ك القدرات البدنية ك قدرات الكعي الذاتي ‪ ،‬ك لفيـ‬
‫كيؼ تؤثر ىذه عمى سمكؾ الشخص ‪ ،‬نحتاج إلى معرفة ماىية ىذه القدرات كالتي‬
‫يمكف تقسيميا الي ‪:‬‬

‫‪- 28 -‬‬
‫‪ -‬القدرات الذىنية‪ :‬تجسد ذكاء الشخص ‪ ،‬ك قدرات التفكير المنطقي ك‬
‫التحميمي ‪ ،‬ك الذاكرة ك كذلؾ الفيـ المفظي‪.‬‬
‫‪ -‬القدرات البدنية‪ :‬ك تجسد القكة البدنية لمشخص ‪ ،‬ك القدرة عمى التحمؿ ‪،‬‬
‫ك تنسيؽ الجسـ ك كذلؾ الميارات الحركية‪.‬‬
‫قدرات الوعي الذاتي ‪ :‬ك يرمز إلى شعكر الشخص بالميمة ‪ ،‬في حيف أف‬ ‫‪-‬‬
‫تصكر المدير لقدراتو يحدد نكع العمؿ الذم يجب تخصيصو لمفرد‪.‬‬
‫كبالتالي فإف السمات النفسية ك الجسدية ك الثقة بالنفس التي يمتمكيا‬
‫الشخص تحدد سمكؾ الشخص في الحياة االجتماعية ك الشخصية‪.‬‬
‫‪-7‬جنس الشخص و طبيعة السموك‬
‫تثبت معظـ الدراسات العممية أف الرجاؿ ك النساء متساككف مف حيث األداء‬
‫الكظيفي ك القدرات العقمية ؛ ك مع ذلؾ ال يزاؿ المجتمع يؤكد االختبلفات بيف‬
‫الجنسيف ‪ ،‬يعد التغيب أحد المجاالت في أم منظمة حيث تكجد اختبلفات ألف‬
‫النساء يعتبرف مقدـ الرعاية الرئيسي لؤلطفاؿ ‪ ،‬أحد العكامؿ التي قد تؤثر عمى‬
‫تخصيص العمؿ ك تقييمو في المؤسسة ىك إدراؾ المدير ك قيمو الشخصية‪ .‬عمى‬
‫سبيؿ المثاؿ تشجع المؤسسة كبل الجنسيف عمى العمؿ بكفاءة مف أجؿ تحقيؽ ىدؼ‬
‫الشركة ك ال يتـ تقديـ أك التركيج ألم تخفيض خاص ألم جنس محدد‪.‬‬

‫‪ -8‬العرق و الثقافة و سموكيات الشخص‬


‫األعراؽ مجمكعة مف األشخاص يتشارككف في ميزات مادية مماثمة ‪ ،‬ك يتـ‬
‫استخدامو لتحديد أنكاع الشخصيات كفقنا لمسمات المتصكرة ‪ ،‬عمى سبيؿ المثاؿ‬
‫اليندم ك اإلفريقي ‪ ،‬مف ناحية أخرل يمكف تعريؼ الثقافة عمى أنيا السمات‬
‫كاألفكار كالعادات كالتقاليد التي يتبعيا الشخص كشخص منفرد أك في مجمكعة ‪،‬‬
‫عمى سبيؿ المثاؿ االحتفاؿ بميرجاف‪.‬‬

‫‪- 29 -‬‬
‫ميما في مكاف العمؿ ك كذلؾ في المجتمع‬ ‫ثير ن‬‫لطالما مارس الجنس ك الثقافة ت نا‬
‫‪ ،‬األخطاء الشائعة مثؿ إسناد السمكؾ ك القكالب النمطية كفقنا لعرؽ ك ثقافة الفرد‬
‫تؤثر بشكؿ أساسي عمى سمكؾ الفرد‪.‬‬
‫في ثقافة العمؿ المتنكعة اليكـ ‪ ،‬يجب عمى اإلدارة ك المكظفيف أف يتعممكا ك‬
‫يقبمكا الثقافات كالقيـ كالبركتكككالت المختمفة لخمؽ ثقافة مؤسسية أكثر راحة‪.‬‬
‫عمى سبيؿ المثاؿ تدعك الشركة المرشحيف لشغؿ كظيفة كتعييف كاحد عمى‬
‫أساس معايير األىمية ك ليس عمى أساس البمد الذم ينتمي إلييا الشخص‬
‫أك العادات التي يتبعيا‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬محددات السموك اإلنساني‪:‬‬

‫إف ما يصدر عف اإلنساف مف سمكؾ – عكس الحيكاف‪ -‬ليست مجرد استجابات أك‬
‫ردكد أفعاؿ بسيطة أك آلية كانما سمكؾ اإلنساف يعبر عف نشاط قابؿ لمنمك كاالرتقاء‬
‫كالتسامي‪ ،‬كلكف كراء ىذا السمكؾ محددات أساسية ‪:‬‬

‫‪ -‬البعد الداخمي ( المحددات البيكلكجية)‬


‫‪ -‬البعد الخارجي (المحددات البيئية )‬
‫فاإلنساف كائف حي كاإلنساف أيضا كائف اجتماعي فعكامؿ التنشئة‬
‫االجتماعية تحكلو مف مجرد كائف بيكلكجي إلى كائف اجتماعي تكسبو‬
‫خبرات خبلؿ مراحؿ نمكه كمنذ الكالدة كىذه الخبرات تؤثر في بناء‬
‫الشخصية النامية كالتي تحكـ بدكرىا سمككو االجتماعي‪.‬‬

‫فالعبلقة بيف الكراثة كالبيئة ىي عبلقة تفاعؿ كعبلقة كظيفية متبادلة‪.‬‬

‫كيقنف بعض العمماء ىذه العبلقة الكظيفية المتبادلة بيف المحددات الكراثية‬
‫البيكلكجية كالمحددات البيئية عمى النحك التالي‪:‬‬

‫‪- 31 -‬‬
‫‪ -‬سمكؾ اإلنساف = دالة (الكراثة * البيئة)‬

‫‪ -‬فشخصية اإلنساف كسمككو ليس نتاج نفسو فحسب كال نتاج البيئة فحسب‬
‫كلكف نتاج تفاعميا الكظيفي المستمر‪.‬‬

‫لذا تتحدد المحددات لمسموك االنساني في المحددات التالية ‪:‬‬

‫‪ -4‬المحددات البيولوجية لمسموك‬


‫‪ -‬تعتبر األبنية البيكلكجية لئلنساف مسئكلة كلك بصكرة جزئية عف الفركؽ الفردية‬
‫في الذكاء كالتعمـ كشدة الدكافع كقكتيا‪ ،‬كلكف مف الصعكبة التحديد بدقة ما ىي‬
‫المظاىر الشخصية التي ترجع لمعكامؿ الكراثية‪.‬‬

‫‪ -‬فاألفضؿ اعتبار العكامؿ البيكلكجية ليست كمسببات كلكنيا تحدد العكامؿ التي‬
‫تؤدم إلى نمك الشخصية‪.‬‬

‫‪ -‬ألف ت ثير العكامؿ البيئية عمى طفؿ غير سميـ مختمؼ تماما عف الت ثير عمى‬
‫طفؿ سميـ‪.‬‬

‫‪ -‬ت ثير العكامؿ البيكلكجية عمى السمكؾ‪ :‬إف ت ثير العكامؿ البيكلكجية عمى السمكؾ‬
‫يمكف دراستو بطريقتيف‪:‬‬

‫‪ ‬األولى ‪ :‬المناىج التجريبية التي تخمؽ حاالت فسيكلكجية مؤقتة ثـ مبلحظة‬


‫أثارىا السمككية‪ .‬مثؿ اىتماـ العالـ االجتماعي بفيـ األداء كسكء األداء‬
‫السيككلكجي في ضكء االضطرابات في العبلقات االجتماعية‪.‬‬

‫‪- 31 -‬‬
‫‪ ‬الثانية ‪ :‬فحص الفركؽ التي تحدث بشكؿ ثابت كبطريقة طبيعية في التراكيب‬
‫الغددية كالعصبية أك غيرىا باستخداـ العقاقير‪ .‬مثؿ اىتماـ عالـ النفس بتفسير‬
‫االضطرابات عمى مستكل البناء كالكظيفة الفسيكلكجية‬

‫‪ -‬كالعكامؿ البيكلكجية ليا ت ثير مباشر مثؿ اضطرابات األيض بسبب الغدد قد‬
‫تحدث أثار سمككية كاإلفراط في النشاط أك الكسؿ‪.‬‬

‫‪ -‬تمؼ المخ يؤدم لعدـ التكيؼ مع اآلخريف‪.‬‬

‫‪ -‬كليا أيضا ت ثير غير مباشر مثؿ اإلعاقة تسبب أحساس بالنقص مف ثـ‬
‫االنسحاب االجتماعي‪.‬‬

‫ككذلؾ الطفؿ قكم الجسـ كالطكيؿ يكتشؼ مف لعبو مع أقرانو ب نو األقكل مما‬ ‫‪-‬‬
‫يؤثر عمى شخصية‪.‬‬

‫كما ان ىناك عوامل بيولوجية تمعب دو ار ىاما في تحديد السموك اإلنساني‪:‬‬

‫‪ -‬الجياز العضمي‪ :‬إف الدكر الذم تمعبو العضبلت في سمكؾ اإلنساف ميـ ‪،‬‬
‫كذلؾ أف درجة اتزاف أك اضطراب السمكؾ قد يرجع إلى تكتر العضبلت‪ ،‬مثؿ‬
‫أثناء الخكؼ أك االضطراب تكجد زيادة كبيرة في النشاط العضمي‪.‬‬
‫كحاكؿ بعض العمماء إيجاد عبلقة بيف نمط البناء الجسمي لئلنساف كسمككو فقد قسـ‬
‫" كرتشمر " الناس إلى أربعة أنماط جسمية ىي‪:‬‬

‫‪ -‬النمط اليزيؿ‬

‫‪ -‬النمط العضمي القكم‬

‫‪- 32 -‬‬
‫‪ -‬النمط البديف‬

‫‪ -‬النمط المختمط‬

‫حيث يؤكد عمى أف مزاج الفرد يتكقؼ عمى نمط الجسـ مثاؿ ‪:‬‬

‫‪ ‬الفصامي ‪ .................‬اليزيؿ‬
‫‪ ‬المكتئب ‪ .................‬البديف‬
‫‪ -‬الغدد الصماو‪:‬‬
‫‪ ‬أف نشاط الغدد يؤثر عمى ميكؿ الفرد أك مزاجو الخاص‪.‬كالعديد مف‬
‫االضطرابات السمككية قد ترجع إلى كظائؼ الغدد الصماء ‪.‬مثاؿ الغدد‬
‫الدرقية إذا كانت ليست نشيطو تؤدم إلى ضعؼ القدرات العقمية‬
‫كالكسؿ كالخمكؿ كالسمنة‪ .‬كاذا زاد نشاطيا يؤدم إلى حدة الطبع كالقمؽ‬
‫كاألرؽ‪.‬‬

‫‪ ‬كالغدة النخامية أكثرىا ألنيا تفرز المكاد اليرمكنية التي تنظـ الغدد األخرل‪.‬‬

‫‪ ‬الجياز الغدم تتمثؿ في الغدة الصنكبرية‪ ،‬الغدة الدرقية ‪ ،‬الغدة جارات‬


‫الدرقية ‪ ،‬الغدة النخامية ‪ ،‬الغدة التمكسية ‪ ،‬كالكبد ‪ ،‬كالبنكرياس ‪ ،‬كالغدة‬
‫الكظرية ‪ ،‬كالغدة التناسمية‪.‬‬

‫مثاؿ‪ :‬الغدة الكظرية تفرز مادتاف مف اليرمكنات (ادريناليف‪ ،‬ك نكرادريناليف) (‬


‫الخكؼ ‪ ،‬الغضب)‬

‫كيؤكد العمماء أف اليرمكنات ليا ت ثير ممحكظا عمى النمك الشخصي مف بداية‬
‫الحمؿ كما بعده ‪ ،‬كتؤثر في الشخصية كفي السمكؾ اإلنساني‪.‬‬

‫‪- 33 -‬‬
‫‪ -‬الجياز العصبي‪ :‬ىك الجياز الحيكم الرئيسي الذم يسيطر عمى أجيزة‬
‫الجسـ األخرل برسائؿ عصبية خاصة تنقؿ اإلحساسات المختمفة‪ ،‬مما يؤثر‬
‫عمى تكيؼ الجسـ‪ .‬كبمساعدتو يتفاعؿ الكائف الحي مع العالـ الخارجي‪،‬‬
‫كينقسـ إلى قسميف ‪:‬‬
‫‪ -‬الجياز العصبي المركزي‪:‬‬
‫‪ ‬المخ ( جزء خارجي‪ ،‬داخمي)‬

‫‪ ‬النخاع الشككي (الحبؿ الشككي)‬

‫‪ -‬الجياز العصبي الفرعي‪:‬‬


‫‪ ‬عبارة عف األعصاب المخية ‪ ،‬النخاعية الشككية‪ ،‬اإلرادية الذاتية‪.‬‬

‫‪ ‬إال أف المخ ال يعمؿ مستقؿ لكنو يعمؿ ككؿ مركب لكي يسيؿ االتصاؿ‬
‫بيف مراكزه المختمفة كينظـ التعارؼ كاالنسجاـ بينيا ‪ ،‬كيعمؿ في اتساؽ‬
‫كترابط كتفاعؿ (يطمؽ عميو النشاط العصبي الراقي)‬

‫كالخبلصة أف كظائؼ الجياز العصبي السيطرة عمى أجيزة الجسـ‬


‫األخرل كربط الجسـ بالبيئة الخارجية ‪.‬‬

‫إال أف المخ ال يعمؿ مستقؿ لكنو يعمؿ ككؿ مركب لكي يسيؿ االتصاؿ بيف‬
‫مراكزه المختمفة كينظـ التعارؼ كاالنسجاـ بينيا ‪ ،‬كيعمؿ في اتساؽ كترابط كتفاعؿ‬
‫(يطمؽ عميو النشاط العصبي الراقي)‬

‫الحاجات األساسية لإلنسان‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪- 34 -‬‬
‫‪ ‬كؿ كائف حي يتميز بكجكد بعض التكترات لديو كالتي يمكف تسميتيا‬
‫بالحاجات كالحكافز كالدكافع‪.‬‬

‫‪ ‬كالحافز ىك حالة مف عدـ االتزاف لدل الكائف الحي‪( .‬الجكع‪،‬‬


‫العطش‪............‬‬

‫‪ ‬كأف الكصكؿ إلى حياة كاممة يتكقؼ عمى االحتفاظ بالتكازف الدائـ عف‬
‫طريؽ إشباع حاجاتو األساسية‪.‬‬

‫‪ ‬كىذه الحكافز حاالت ىامة لمسمكؾ اإلنساني‪ ،‬أم أف السمكؾ يت ثر‬


‫بالحاجات األساسية الفسيكلكجية (الحكافز)‬

‫‪ -2‬المحددات البيئية لمسموك اإلنساني ‪.‬‬


‫قاـ العالـ (كالكف) بتجربة استيدفت التعرؼ عمى اآلثار النفسية ك‬
‫االجتماعية لممجتمع ‪ ........‬تجربة الفئراف في المسكف المزدحـ ‪..........‬‬
‫كقد فرؽ العمماء بيف المكاف الخصكصي كالمكاف كالشخصي‪.‬‬
‫‪ -‬المكان الخصوصي ‪ :‬يعني حاجة اإلنساف إلى أف يبقى عمى جزء مف‬
‫حياتو الخاصة بعيدان عف األذاف ك أعيكف اآلخريف فيك احتياج بشرم يحاكؿ‬
‫بقدر اإلمكاف أف يحتفظ بو دكف تدخؿ اآلخريف كالحاجة الخصكصية ال‬
‫يعني العزلة المكانية ‪.‬‬
‫كيكضح العالـ (كستف) عمى النحك التالي عف المكاف الخصكصي ‪:‬‬
‫‪ -‬الكحدة أك االنفراد في مكاف ما بعيدا عف أنظار اآلخريف مثمما يتجو فرد‬
‫معيف إلى حجرتو لمدراسة ‪.‬‬

‫‪- 35 -‬‬
‫‪ -‬المكاف العائمي كىك يتعمؽ بخصكصية اثنيف أك أكثر يتقاسمكف الحياة في‬
‫مكاف ما كالمنزؿ‪.‬‬
‫‪ -‬المجيكلية ‪ :‬كىي حالة مف الخصكصية يرمى ليا الفرد كىك في مكاف عاـ‬
‫أك في قطار فيك يشعر بالراحة كاليدكء إذا كاف مجيكال في بعض األماكف‬
‫‪.‬المكان الشخصي ‪ :‬ىي المسافة بيف إنساف كبيف صديؽ عزيز لو كىما‬
‫يتبادالف العبلقة أك بيف إنساف كشخص غريب أك بينو كبيف كبيف فرد مف‬
‫الجنس اآلخر فالمسافة التي تفصؿ الناس عف اآلخريف ستختمؼ باختبلؼ‬
‫مركز كؿ منيـ كباختبلؼ المشاعر نحكىـ أك عمؽ العبلقة كذلؾ أنيا‬
‫ستختمؼ باختبلؼ مركز كؿ منيـ ‪.‬‬
‫ولتوضيح أثر البيئة االجتماعية والثقافية عمى السموك اإلنساني سنتناول‬
‫بالتوضيح كل من ‪:‬‬
‫– التفاعل االجتماعي وأثره عمى السموك ‪ :‬يشكؿ التفاعؿ االجتماعي جكىر‬
‫الشخصية اإلنسانية كالعبلقات االجتماعية المتداخمة لمفرد مع اآلخريف ‪.‬‬
‫كيحدد الباحثيف الجكانب المختمفة لعممية التفاعؿ االجتماعي في ‪:‬‬
‫‪ ‬االتصاؿ ‪.‬‬
‫‪ ‬التكقع ‪.‬‬
‫‪ ‬إدراؾ الدكر ‪.‬‬
‫‪ ‬داللة الترميز ‪.‬‬
‫‪ -‬األدوار االجتماعية ‪ :‬كالدكر االجتماعي ىك عبارة عف نمط منتظـ مف‬
‫المعايير فيما يختص بسمكؾ فرد يقكـ بكظيفة معينة في الجماعة أك ىك‬
‫الجانب الدينامي لمركز الفرد في الجماعة ‪ ،‬كتتحدد األدكار االجتماعية في‬
‫ضكء نكع الجماعة كبنائيا كالمكقؼ االجتماعي كالتفاعؿ االجتماعي في‬
‫‪- 36 -‬‬
‫ضكء االتجاىات النفسية كسمات شخصية األفراد كفي نفس الكقت يتحدد‬
‫األداء الكظيفي السميـ لمجماعة مف خبلؿ قياـ أعضئيا بكظائفيـ ك أدكارىـ‬
‫االجتماعية ‪.‬كمف أمثمة األدكار االجتماعية دكر القائد ‪ ،‬كتختمؼ األدكار‬
‫االجتماعية فنجد أف بعضيا مفركضا كالدكر الجنسي (ذكر أك أنثى )‬
‫كبعضيا اختياريا كدكر الطبيب ‪.‬‬
‫ويحدد (ميريل) أىمية الدور االجتماعي كأحد محددات السموك اإلنساني‬
‫والتي أىميا ‪:‬‬
‫‪ ‬محددات عالمية ‪ :‬تجمع بيف البشر في إطار اإلنسانية ‪.‬‬
‫‪ ‬محددات محمية ‪ :‬تجمع بيف األشخاص في المجتمع المحمي كتمايز بيف‬
‫المتجمع بالمجتمعات األخرل ‪.‬‬
‫‪ ‬محددات الدكر ‪ :‬كىي المعايير السمككية التي ترتبط بالسف كالجنس كالحالة‬
‫الزكجية كالطبقة االجتماعية – الخ مف ثقافة معينة ‪.‬‬
‫‪ ‬محددات فطرية ‪ :‬تجعؿ كؿ شخصية فريدة مف نكعيا ‪.‬‬
‫‪ -‬المحددات المرتبطة بالجماعة‪ :‬إف المحددات الجماعية لمسمكؾ تتعمؽ‬
‫بالتكقعات التي تككف لدل الجماعة االجتماعية بالنسبة ألم أعضائيا ‪.‬‬
‫وتتضح أىمية الجماعة في تأثيرىا عمى سموك الفرد وعمى نموه االجتماعي فيما‬
‫يمي ‪:‬‬
‫( أ ) يكتسب الفرد المعايير االجتماعية لمسمكؾ كتتبمكر آرائو الشخصية ‪.‬‬
‫( ب ) تتككف الصداقات االجتماعية الجديدة كالمتعددة عف طريؽ التفاعؿ‬
‫االجتماعي كالتي ليست في الكاقع سكا آراء اجتماعية تعبر عف الجماعة‬
‫التي ينتسب الييا الفرد أك يرغب في االنتساب إلييا ‪.‬‬
‫( ج ) يتعمـ السمكؾ االجتماعي المناسب عف طريؽ الجماعة ‪.‬‬
‫‪- 37 -‬‬
‫( د ) يتعمـ الفرد الكثير عف نفسو كعف زمبلئو ‪.‬‬
‫( ق ) تنمك الميارة بدرجة أكبر في ظؿ الجماعة فكؿ ميارات كفنكف‬
‫االتصاؿ اإلنساني تنمك في تناسؽ بعضيا مع بعض ‪.‬‬
‫( ك ) ينمك التفكير كالتعبير عف النفس كالقدرة عمى حؿ المشكبلت ألف‬
‫نشاط الجماعة نشاط حي يستثير ىذا النمك ‪.‬‬
‫( ز ) يكتسب االتجاىات كتتغير ك تمنكا فمسفة الحياة مع اآلخريف عف‬
‫طريؽ التفاعؿ االجتماعي ‪.‬‬
‫( ح ) يستمد الفرد قكة ىائمة كشعك ار باألمف ك االطمئناف ك إشباعا لحاجتو‬
‫لبلنتماء لمجماعة ‪.‬‬
‫كتعتبر الجماعات المرجعية مف أكثر الجماعات اإلنسانية ت ثي ار في السمكؾ‬
‫اإلنساني ‪ ،‬فيي الجماعة التي يرجع الييا الفرد في تقييـ سمككو االجتماعي‬
‫‪ -‬المحددات المرتبطة بالقيم ‪ :‬القيـ نتاج اجتماعي ‪ ،‬كيتعمـ الفرد القيـ‬
‫كيكتسبيا كيتشربيا كيستخدميا تدريجيا كيضيفيا إلى إطاره المرجعي‬
‫السمككي مف خبلؿ عممية التنشئة االجتماعية كعف طريؽ التفاعؿ‬
‫االجتماعي يتعمـ الفرد أف بعض الدكافع كاألىداؼ تفضؿ عمى غيرىا أم‬
‫أنو يقيميا أكثر مف غيرىا ‪.‬‬
‫كتتعدد القيـ مف قيـ نظرية إلى فيـ اقتصادية إلى قيـ جمالية إلى قيـ اجتماعية‬
‫إلى قيـ سياسية ك إلى قيـ دينية أم أنيا تشمؿ جميع مناحي الحياة كبعض ىذه‬
‫القيـ كسائمية كبعضيا اآلخر إنمائية كما أف بعضيا يمثؿ قيما شديدة ممزمة أك أنيا‬
‫تفضيمية كبعضيا قيـ عامو كالبعض اآلخر قيـ خاصة كبعضيا كاضح كظاىر‬
‫كالبعض اآلخر قيـ ضمنية كبعض ىذه القيـ دائـ كالبعض اآلخر عابر أك مؤقت ‪.‬‬

‫‪- 38 -‬‬
‫الطبقة االجتماعية وأثرىا عمى السموك ‪ :‬تميؿ المجتمعات اإلنسانية إلى‬ ‫‪-‬‬
‫االنتظاـ في فئات أك طبقات كاف أسمكب الحياة كالقيـ التي تستند إلييا‬
‫الحياة باختبلؼ الطبقات االجتماعية كأف اختبلؼ الطبقات االجتماعية‬
‫تخمؽ حكاجز قكية نكعا ما في التفاعؿ االجتماعي بيف أعضاء كؿ طبقة ‪،‬‬
‫كالطبقة االجتماعية ال تؤثر فقط في التفاعؿ االجتماعي بيف األشخاص‬
‫بعضيـ البعض بؿ تؤثر ت ثي ار قكيا في خصائص الشخصية كالدكافع كالقيـ‬
‫كأساليب الحياة كالطرؽ التي يرل بيا الناس أنفسيـ عف طريؽ خبرة الحياة‬
‫التي تحدثيا ك أسمكب تربية األبناء أم أنيا تؤثر في سمكؾ اإلنساف‪ ،‬كلعؿ‬
‫أىميا أساليب التنشئة االجتماعية لؤلطفاؿ حيث عف طريقيا تنتقؿ النماذج‬
‫السمككية إلى األطفاؿ‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬المداخل العممية لتفسير السموك االنساني‬


‫تط ػػرح النظري ػػات الغربي ػػة لتفس ػػير الس ػػمكؾ م ػػداخؿ تتكاف ػػؽ م ػػع طبيع ػػة نظرتي ػػا‬
‫لئلنساف كتفسيرىا لسمككو‪.‬‬
‫‪ -4‬المدخل البنيوي‪:‬‬
‫يعتبػػر األلمػػاني كيميػػاـ فكنػػت (ُِّٖ‪ )َُِٗ-‬مؤسػػس عمػػـ الػػنفس الحػػديث كذلػػؾ‬
‫عنػدما أنشػ أكؿ مختبػػر لعمػـ الػػنفس فػػي جامعػة ليبػػزج عػػاـ ُٕٖٗـ‪ ،‬كمػا يعتبػػر ارئػػد‬
‫االتجاه البنيكم عندما ركز جيكده عمى دراسة العمميػات األكليػة لمشػعكر اإلنسػاني أك‬
‫الخبػرات المباشػرة كركابطيػا كعبلقاتيػا‪ ،‬كتبعػو تبلميػذه كمػف أشػيرىـ العػالـ البريطػػاني‬
‫إدكارد تتشيز الذم قاؿ عف العمميػات األكليػة لمشػعكر‪ :‬يحتػكم عػالـ عمػـ الػنفس عمػى‬
‫نظػ ػرات كنغم ػػات كمش ػػاعر إن ػػو ع ػػالـ الظ ػػبلـ كالن ػػكر‪ ،‬الضكض ػػاء كالس ػػككف‪ ،‬الخش ػػف‬
‫كاألممػػس‪ ،‬يتسػػع نطاقػػو أحيان ػان كيضػػيؽ أحيان ػان أخػػرل‪ ،‬كمػػا يعػػرؼ كػػؿ فػػرد أف حيػػاة‬
‫الراشد مرت بطفكلتػو‪ ،‬فػإف زمنػو يكػكف قصػي انر فػي بعػض األحيػاف كطػكيبلن فػي أحيػاف‬

‫‪- 39 -‬‬
‫أخ ػ ػػرل كى ػ ػػك يحت ػ ػػكم أيضػ ػ ػان عم ػ ػػى األفك ػ ػػار‪ ،‬االنفع ػ ػػاالت‪ ،‬ال ػ ػػذاكرة‪ ،‬الخي ػ ػػاؿ‪ ،‬اإلرادة‬
‫(االختيار) كالتي نعزكىا بالطبع إلى العقؿ ‪.‬‬
‫كاسػػتخدـ االتجػػاه البنيػػكم طريقػػة االسػػتبطاف التحميمػػي كىػػي نػػكع مػػف مبلحظػػة الفػػرد‬
‫لذاتو‪.‬‬
‫وأىم ركائز البنيوية ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬كجكب دراسة الشعكر اإلنساني كبصفة خاصة الخبرات الحسية‪.‬‬
‫‪ -‬يجب عمى عمماء النفس استخداـ طريقة االستبطاف الداخمي المعممية‪.‬‬
‫‪ -‬تحميػػؿ العممي ػػات العقمي ػػة إلػػى عناص ػػرىا األكلي ػػة كاكتشػػاؼ ركابطي ػػا كتحدي ػػد‬
‫مكاضع األبنية المرتبطة بيا في الجياز العصبي‪.‬‬
‫النقد الذي وجو لممدخل البنيوي في تفسير السموك‬
‫‪ -‬استخداـ طريقة كاحدة لمدراسة ىي االستبطاف الػداخمي كالتػي يعتبرىػا قصػكر‬
‫كبيػػر مػػف ناحيػػة عػػدـ كضػػكحيا كصػػعكبة تطبيقيػػا مػػف قبػػؿ قطػػاع كبيػػر مػػف‬
‫متخصصي عمـ النفس‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ مناسبة طريقة االستبطاف الداخمي مع األطفاؿ كذكم اإلعاقات الذىنية‪،‬‬
‫كما ال يمكف استخداميا مع الحيكانات‪.‬‬
‫‪ -‬طريقػػة االسػػتبطاف الػػداخمي جعمػػت أصػػحاب البنيكيػػة يسػػتبعدكا قطاعػان كاسػػعان‬
‫مف السمكؾ المعقد مثؿ المغة كالتفكير كالسمككيات غير السكية‪.‬‬
‫‪ -‬لـ ييتـ أصحاب البنيكية بالتطبيقات العممية لمعمميات العقمية عف اإلنساف‪.‬‬
‫‪ -‬الحالػػة الشػػعكرية التػػي يدرسػػكنيا حالػػة فرديػػة يصػػعب تعميميػػا عمػػى اآلخػريف‬
‫كىذا يؤثر عمى النتائج التي يحصمكف عمييا مف دراساتيـ‪.‬‬
‫‪ -2‬المدخل الوظيفي‪:‬‬
‫ظيػ ػػر المػ ػػدخؿ الػ ػػكظيفي نتيجػ ػػة حركػ ػػة ظيػ ػػرت تعػ ػػارض كثيػ ػػر مػ ػػف طركحػ ػػات‬
‫المدرسة البنيكية كمف أشير أكلئؾ المعارضيف كيمياـ جيمس (ُِْٖ‪ )َُُٗ-‬عالـ‬
‫النفس األمريكػي كممػف درسػكا عمػى يػد فكنػت األلمػاني‪ ،‬كلمػا عػاد إلػى أمريكػا أسػتمر‬
‫فػػي العمػػؿ فػػي جامعػػة ىارفػػارد عمػػى مػػدل خمسػػة كثبلثػػيف عام ػان‪ ،‬كممػػا أخػػذه عمػػى‬

‫‪- 41 -‬‬
‫البنيكية أنيا مصطنعة كمجاليا محدكد كتنقصيا الدقة‪ ،‬كالشعكر حالػة خاصػة متغيػرة‬
‫كاختياريػػة كيصػػعب تعميميػػا‪ ،‬كقػػد جمػػب آراء جػػيمس مجمكعػػة مػػف عممػػاء الػػنفس فػػي‬
‫جامعػػة شػػيكاغك عرفػكا فيمػػا بعػػد بمدرسػػة شػػيكاغك كمػػنيـ العػػالـ التربػػكم جػػكف ديػػكم‪،‬‬
‫حي ػػث رك ػػزكا عم ػػى ال ػػتعمـ كالعممي ػػات العقمي ػػة ككيفي ػػة التعام ػػؿ م ػػع مش ػػكبلت الحي ػػاة‬
‫اليكمية‪.‬‬
‫كمف أىم خصائص الوظيفية ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬السمكؾ تقكـ بو أعضاء الجسـ بشكؿ مكجو كمقصكد‪.‬‬
‫‪ -‬جميع المثيرات الحسية تؤثر في السمكؾ‪.‬‬
‫‪ -‬جميع األنشطة مكجو بنكع مف المثيرات الحسية‪ ،‬كليس ىناؾ استجابة تظير‬
‫ببل مثير ليا‪.‬‬
‫‪ -‬السمكؾ جكىرم كمستمر كيسير ضمف خطكات منظمة‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغ ػػي د ارس ػػة كظيف ػػة العممي ػػات العقمي ػػة كك ػػذلؾ س ػػمكؾ األطف ػػاؿ كالحيكان ػػات‬
‫كالفركؽ الفردية‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغي استخداـ التجريب كالطرؽ المكضكعية في دراسة الشعكر الداخمي عف‬
‫طريؽ التقرير الذاتي كاالستبطاف غير الشكمي‪.‬‬
‫‪ -‬يجػػب نقػػؿ الخبػرات النفسػػية كتطبيقيػػا فػػي مجػػاالت مختمفػػة كالتربيػػة كالقػػانكف‬
‫كاألعماؿ التجارية‪.‬‬
‫النقد الذي وجو لممدخل الوظيفي ‪:‬‬
‫أخػػذ عمػػى المػػدخؿ الػػكظيفي اىتمامػػو المسػػتمر بػػالنكاحي الداخميػػة كايجػػاد طريقػػة‬
‫التقريػػر الػػذاتي لد ارسػػتيا إضػػافة إلػػى اىتمامػػو بػػالمثيرات الداخميػػة لؤلف ػراد كىػػذا جعػػؿ‬
‫العديد مف منتقدم الكظيفية يكجيكف ليا ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬اىتمامي ػػا ب ػػالنكاحي الداخمي ػػة بش ػػكؿ ال يمك ػػف مع ػػو الت ك ػػد م ػػف النت ػػائج الت ػػي‬
‫نحصؿ عمييا‪.‬‬
‫‪ -‬طريقػػة االسػػتبطاف غيػػر الشػػكمية أك التقريػػر الػػذاتي مػػف المهخػػذ الكبػػرل عمييػػا‬
‫ألنو ال يمكف الكثكؽ بما نحصؿ عميو منيما‪.‬‬

‫‪- 41 -‬‬
‫‪ -‬ميمػا تعػػدد المبلحظػكف فػػإف النتػائج التػػي يخرجػكف بيػػا ال تمثػؿ حقيقػػة متفػػؽ‬
‫عمييا بؿ تمثؿ انطباع كؿ كاحد منيـ عما شاىده أمامو‪.‬‬
‫‪ -3‬مدخل التحميل النفسي‬
‫زعػػيـ مػػدخؿ التحميػػؿ النفسػػي ىػػك العػػالـ النمسػػاكم سػػيجمكند فركيػػد كيػػدخؿ فػػي‬
‫التحميػػؿ النفسػػي عممػػاء آخػػركف مثػػؿ بركيػػر كاريػػؾ فػػركـ ككػػارؿ يػػكنج كالفػػرد ادلػػر ك‬
‫رانؾ كغيرىـ كبدايات التحميؿ النفسي تعكد لكرقة بحثية بعنكاف دراسات في الييسػتريا‬
‫نشػػرىا فركيػػد كبركيػػر فػػي أكاخػػر القػػرف التاسػػع عشػػر كمػػف تمػػؾ الفت ػرة بػػدأت مبلمػػح‬
‫التحميػػؿ النفسػػي تظيػػر فػػي ميػػداف الد ارسػػات النفسػػية كتعتبػػر مرحمػػة الطفكلػػة المبك ػرة‬
‫(الخمس سنكات األكلػى) مرحمػة ىامػة فػي النمػك النفسػي لئلنسػاف‪ ،‬كمػا أف البلشػعكر‬
‫مفيكـ طرحو فركيػد لتفسػير كثيػر مػف أعػراض الحػاالت المرضػية التػي تعامػؿ معيػا‪،‬‬
‫كمػػا تػػـ اسػػتخداـ طريقػػة التػػداعي الح ػػر التػػي تتػػرؾ لمم ػريض المسػػتمقي عمػػى سػػرير‬
‫ليتحػػدث بحريػػة عػػف مػػا مػػر بػػو فػػي حياتػػو أك م ػا راءه فػػي أحبلمػػو مػػع متابعػػة دقيقػػة‬
‫لممعػػالج لكػػؿ مػػا يصػػدر مػػف الم ػريض كتسػػجيمو ثػػـ تحميمػػو كتقػػديـ تفسػػيرات لػػو تخػػدـ‬
‫الخطة العبلجية المكضكعة لممريض كتػـ الت كيػد عمػى كجػكد ثبلثػة أجػزاء فػي النظػاـ‬
‫النفسػػي لمفػػرد مككنػػة مػػف األنػػا كىػػي المسػػتكل الشػػعكرم كاليػػي أك اليػػك كىػػك المسػػتكل‬
‫البلشػعكرم حيػث المكبكتػػات كالغ ارئػز كأخيػ ار األنػا األعمػػى حيػث المثػػؿ العميػا كيحػػدث‬
‫صراع بيف اليك كاألنا األعمى ميدانو األنا لمسػعي لمخػركج لممسػتكل الشػعكرم كيمكػف‬
‫إبراز أىم التأكيدات العامة لمتحميل النفسي في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ماضػػي الفػػرد عامػػؿ حاسػػـ فػػي شخصػػيتو خصكص ػان الخمػػس سػػنكات األكلػػى‬
‫كالتي تحدد كثي انر مف مبلمح شخصيتو‪.‬‬
‫‪ -‬الػ ػػدكافع البلشػ ػػعكرية كالغ ارئػ ػػز عكامػ ػػؿ ىامػ ػػة فػ ػػي التعػ ػػرؼ عمػ ػػى الشخصػ ػػية‬
‫كاخراجيا لمستكم الشعكر مرحمة عبلجية ىامة كضركرية لعبلج اضطرابات‬
‫السمكؾ‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة قكانيف كمحػددات الشخصػية السػكية كالػبل سػكية لػدل الصػغار كالكبػار‬
‫كاستخداـ طرؽ عبلجية تحميمية لعبلج اضطراباتيا‪.‬‬

‫‪- 42 -‬‬
‫‪ -‬اقامػػة العبلقػػة الكطيػػدة الطكيمػػة األجػػؿ بػػيف المعػػالج كالم ػريض أفضػػؿ السػػبؿ‬
‫لمتكصػ ػػؿ لمعػ ػػبلج المناسػ ػػب لمم ػ ػريض بعػ ػػد د ارسػ ػػة كػ ػػؿ مػ ػػا يتعمػ ػػؽ بماضػ ػػيو‬
‫كالصراعات التي مر بيا في حياتو‪.‬‬
‫‪ -‬التػ ػػداعي الحػ ػػر المناسػ ػػب لمحصػ ػػكؿ عمػ ػػى مسػ ػػببات المػ ػػرض النفسػ ػػي لػ ػػدل‬
‫المريض‪.‬‬
‫النقد الذي وجو الي مدخل التحميل النفسي في تفسير السموك‬
‫‪ -‬مصػػدر معمكمػػات فركيػػد حػػاالت فرديػػة لمرضػػى عصػػابييف كيعػػص تعميميػػا‬
‫عمى األفراد العادييف‪.‬‬
‫‪ -‬قمػػة عػػدد األفػراد الػػذيف أجريػػت عمػػييـ د ارسػػات التحميػػؿ النفسػػي يجعػػؿ تعمػػيـ‬
‫نتائجيا مشكمة منيجية تقدح بقبكليا‪.‬‬
‫‪ -‬غمكض كثيػر مػف مفػاىيـ التحميػؿ النفسػي كصػعكبة أثبػات كجكدىػا مػف قبػؿ‬
‫المتخصصيف النفسييف في كاقع حياة األفراد‪.‬‬
‫‪ -‬التركيز عمى السنكات األكلى مف عمر اإلنساف كعدـ التكازف في النظػر إلػى‬
‫كافة مراحؿ العمر التي تؤثر كؿ منيا ببل شؾ في كاقع حياتو‪.‬‬
‫‪ -‬التركيػػز عمػػى الغ ارئػػز فػػي تفسػػير السػػمكؾ اإلنسػػاني السػػكم كغيػػر السػػكم مػػف‬
‫األشػػياء التػػي كجػػدت معارضػػة مػػف قطػػاع كبيػػر مػػف عممػػاء الػػنفس لمخالفتيػػا‬
‫لطبيعة السمكؾ اإلنساني المتعارؼ عميو في المجتمعات‪.‬‬
‫‪ -‬فشؿ التحميؿ النفسي في ميدانو الرئيس كىك العبلج كظيكر أساليب عبلجية‬
‫أقؿ مدة كأكثر فعالية في التعامؿ مع األمراض النفسية‪.‬‬
‫‪ -4‬المدخل السموكي‬
‫يعتبػر جػػكف كاطسػكف مؤسػػس السػمككية كقػػد درس عمػـ الػػنفس تحػت أحػػد عممػػاء‬
‫االتجاه الكظيفي كلكنو شف حممة عمى االتجاىيف الكظيفي كالبنائي ألنيما ركػ از عمػى‬
‫قضػػايا شػػعكرية داخميػػة كأىمػػبل الجانػػب السػػمككي الظػػاىر لئلنسػػاف لػػذا دعػػا إلػػى تبنػػي‬
‫المكضػػكعية السػػمككية كىػػي أف يػػدرس السػػمكؾ درس مكضػػكعية بطػػرؽ عمميػػة متفػػؽ‬
‫عمييػػا تقػػكـ عمػػى المبلحظػػة العمميػػة المنضػػبطة بض ػكابط التجريػػب كيػػدخؿ فػػي ىػػذا‬

‫‪- 43 -‬‬
‫المػدخؿ العديػػد مػف العممػػاء مػنيـ بػػافمكؼ كجػيمس أنجػػؿ كمػاكس مػػاير ككػبلرؾ ىػػكؿ‬
‫كب أؼ سكنر كغيرىـ كثير‪.‬‬
‫كأىـ معمـ في السمككية ىك تكظيؼ التعمـ كقكانينو مع السمكؾ في سكائو كانحرافو‪.‬‬
‫عمى كجو العمكـ يؤكد أتباع المدخؿ السمككي عمى ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬عم ػػى عمم ػػاء ال ػػنفس د ارس ػػة األح ػػداث البيئي ػػة (المثيػ ػرات) كالس ػػمكؾ المبلح ػػظ‬
‫(االستجابات)‪.‬‬
‫‪ -‬الػػتعمـ كقكانينػػو ىػػي المػػؤثرة فػػي السػػمكؾ كلمخبػرة أثػػر عمػػى السػػمكؾ أكبػػر مػػف‬
‫الكراثة‪.‬‬
‫‪ -‬مػنيج د ارسػػة السػػمكؾ ىػػك المبلحظػة المكضػػكعية كاسػػتخداـ أسػػاليب التجريػػب‬
‫كالقياس لمكصكؿ لنتائج مكثكؽ بيا‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة سمكؾ الحيكانات ميمة كمميدة لدراسة سمكؾ اإلنساف‪.‬‬
‫‪ -‬يمزـ أف تككف الدراسة النفسية ىادفة إلى كصؼ السمكؾ ثـ تفسيره كالتنبؤ بو‬
‫كأخي انر ضبطو‪.‬‬
‫النقد الذي وجو الي المدخل السموكي ‪:‬‬
‫كجيػػت لمسػػمككية العديػػد مػػف االنتقػػادات عمػػى طركحاتيػػا كتفسػػيرىا لمسػػمكؾ اإلنسػػاني‬
‫كتعامميا معو‪ ،‬كيمكف تمخيص المهخذ التالية‪:‬‬
‫‪ -‬االعتم ػ ػػاد عم ػ ػػى د ارس ػ ػػة الس ػ ػػمكؾ الظ ػ ػػاىرم لئلنس ػ ػػاف دكف إعط ػ ػػاء النػ ػ ػكاحي‬
‫الداخمية ما تستحقو مف أىمية كأثره في ذلؾ السمكؾ‪.‬‬
‫‪ -‬المبالغػػة فػػي اسػػتخداـ أسػػاليب الػػتعمـ كطرائقػػو كقػػدرتيا فػػي التعامػػؿ مػػع كافػػة‬
‫أشكاؿ السمكؾ السكم كغير السكم‪.‬‬
‫‪ -‬المبلحظػػة المكضػػكعية كالتجريػػب لػػيس صػػالحة لد ارسػػة كافػػة أن ػكاع السػػمكؾ‬
‫اإلنساني خصكصان ما يتعمؽ بالنكاحي الداخمية‪.‬‬
‫‪ -‬مبالغ ػػات كاطس ػػكف كأتباع ػػو ف ػػي ق ػػدرتيـ عم ػػى ال ػػتحكـ ف ػػي تك ػػكيف شخص ػػية‬
‫اإلنساف باستخداـ طرؽ تعميـ خاصة‪.‬‬
‫‪ -5‬المدخل المعرفي‪:‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫المدخؿ المعرفي أحدث المداخؿ النفسية كيقػكـ عمػى تػ ثيرات تطػكرات عمػكـ‬
‫الرياضيات كاليندسة كتطبيقػات الحاسػب اآللػي فػي حيػاة اإلنسػاف‪ ،‬كيعطػي لمعمميػات‬
‫العقمية منزلة عالية في تفسير السمكؾ‪ ،‬كليس ىناؾ عالـ نفس يمكف أف يصنؼ ب نػو‬
‫زعيـ لممدخؿ المعرفي‪ ،‬بؿ ىك تكجو ساىـ فيو عدد كبير مف العمماء كيمكف تمخيص‬
‫أىـ ت كيدات المدخؿ المعرفي في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬العمميػػات العقميػػة كػػالتفكير كاإلدراؾ كالتػػذكر كاالنتبػػاه كالتقػػكيـ ىامػػة كحاسػػمة‬
‫في فيـ السمكؾ اإلنساني‪.‬‬
‫‪ -‬االستفادة مف تحميؿ مسارات عمميات الحاسب اآللي لفيـ طبيعة عمؿ العقؿ‬
‫البشرم في تعاممو مع المعمكمات كمعالجتيا‪ ،‬كايجاد الحمكؿ لممشكبلت التي‬
‫تعترضو‪.‬‬
‫‪ -‬تس ػػتخدـ الط ػػرؽ المكض ػػكعية ف ػػي د ارس ػػة الس ػػمكؾ م ػػع االس ػػتفادة م ػػف طريق ػػة‬
‫االستبطاف غير الشكمي لمتعامؿ مع الشعكر الداخمي‪.‬‬
‫‪ -‬تحميؿ سير العمميات العقمية كترتيبيا‪ ،‬كأثرىا في السمكؾ المشاىد‪.‬‬
‫‪ -‬الت كيد عمى قدرات اإلنساف كأف دكره إيجابي كليس سمبي فيما يتعمؽ بسمككو‬
‫كمػػا يجػػب عميػػو عممػػو‪ ،‬كقدرتػػو عمػػى اتخػػاذ الق ػ اررات المناسػػبة فػػي األكقػػات‬
‫المناسبة ‪.‬‬
‫النقد الذي وجو الي المدخل المعرفي في تفسير السموك‬
‫كجو لممدخؿ المعرفي بعض المهخذ يمكف أف نمخص أىميا في ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬تشبيو المدخؿ المعرفي السمكؾ اإلنساني بعمؿ اآللة كىذا فيو مجافة لمحقيقػة‬
‫حيث يت ثر السمكؾ اإلنساني بالعديد مف العكامؿ الداخمية كالخارجية التػي ال‬
‫يكجد ما يمثميا في عمؿ اآللة‪.‬‬
‫‪ -‬م ػػع م ػػا لمعممي ػػات العقمي ػػة م ػػف أىمي ػػة إال أف الجكان ػػب االنفعالي ػػة كالكجداني ػػة‬
‫تكتسب أىمية في تفسير السمكؾ لـ تنمو مف المدخؿ المعرفي‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيقاتيا في عمميات العبلج خصكصان مع غير األسكياء كالصغار محدكدة‬
‫كال تحقؽ ما يريده المعالج النفسي‬

‫‪- 45 -‬‬
‫المراجع المستخدمة‬

‫ُ‪ -‬منيرة أحمد حممى‪ .‬ثبلث نظريات فى تغيير االتجاىػات ‪ .‬القػاىرة ‪:‬‬
‫مكتبة األنجمك المصرية‪ ،‬بدكف تاريخ ‪.‬‬
‫ِ‪ -‬نكاؿ محمد عطية ‪ .‬عمـ الػنفس التربػكل ‪ .‬الطبعػة األكلػى؛ القػاىرة ‪:‬‬
‫دار اإلنساف‪ُِٖٗ. ،‬‬
‫ّ‪ -‬محمد عماد الديف إسماعيؿ ‪ .‬الشخصية كالعػبلج النفػسى ‪ .‬القػػاىرة‬
‫‪:‬مكتبة النيضة المصرية‪ُٗٓٗ. ،‬‬
‫ْ‪ -‬محمػػد أبػػك العػػبل محمػػد ‪ .‬عمػػـ الػػنفس االجتمػػاعى ‪ .‬القػػاىرة‪ :‬مكتب ػػة‬
‫عػيف شمس‪ُٕٗٗ. ،‬‬
‫ٓ‪ -‬ك ػػالفف ى ػػكؿ كج ػػارنر لن ػػدرزل ‪ .‬نظري ػػات الشخص ػػية ‪ .‬ترجم ػػة ف ػػرج‬
‫أحمػػد فػػرج كقػػدرل حنفػػى كلطفػػى فطػػيـ ‪ .‬القػػاىرة‪ :‬الييئػػة الم ػػصرية‬
‫العامػة لمكتاب‪ُٕٖٗ. ،‬‬
‫ٔ‪ -‬عمى أحمػد عمػى ‪ .‬أسػس العمػكـ السػمككية كالنفسػية ‪ .‬القػاىرة‪ :‬مكتبػة‬
‫عيف شمس‪ ،‬بدكف تاريخ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬عبد الغفار حنفى ‪ .‬السمكؾ التنظيمػى كادارة األفػراد ‪ .‬اإلسػكندرية ‪:‬‬
‫المكتب العربى الحديث‪ُّٗٗ. ،‬‬
‫ٖ‪ -‬سػ ػػيد محمػ ػػد غنػ ػػيـ ‪ .‬سػ ػػيككلكجية الشخصػ ػػية ‪ :‬محػ ػػدداتيا‪ ،‬قياسػ ػػيا‪،‬‬
‫نظرياتيا ‪ .‬القاىرة‪ :‬دار النيضة العربية‪.ُٕٗٓ ،‬‬
‫ٗ‪ -‬حس ػػف محم ػػد خي ػػر ال ػػديف كآخ ػػركف ‪ .‬العم ػػكـ الس ػػؿ ككي ػػة‪ .‬الق ػػاىرة ‪:‬‬
‫مكتبػة عيف شمس‪ُٕٗٗ. ،‬‬
‫أحمػد محمػد عبػد الخػالؽ ‪ .‬األبعػاد األساسػي ة لمشخصػية ‪.‬‬ ‫َُ‪-‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ُٖٕٗ. ،‬‬

‫‪- 46 -‬‬
‫حمػػد عػػزت ارجػػح ‪ .‬أصػػكؿ عمػػـ الػػنفس‪ .‬الطبعػػة السػػابعة؛‬ ‫ُُ‪-‬‬
‫القػاىرة ‪ :‬دار الكتاب العربى‪ُٖٗٔ. ،‬‬
‫انتص ػ ػػار ي ػ ػػكنس ‪ .‬الس ػ ػػمكؾ اإلنس ػ ػػانى ‪ .‬الطبعػ ػ ػػة الثامنػ ػ ػػة؛‬ ‫ُِ‪-‬‬
‫القػاىرة ‪ :‬دار المعارؼ‪ُُٗٗ. ،‬‬

‫‪- 47 -‬‬
‫الفصؿ الثاني‬

‫النظريات المفسرة لمسمكؾ االنساني‬


‫مقدمة ‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬نظرة عمى الطبيعة البشرية والتنوع االنساني‬

‫ثانيا ‪ :‬نظرية التحميل النفسي لفرويد‬

‫ثالثا ‪ :‬النظرية السموكية وتفسيرىا لمسموك االنساني‬

‫رابعا ‪ :‬النظرية الموقفية‬

‫خامسا‪ :‬نظرية العالج المعرفي‬

‫سادسا ‪ :‬نظرية ىرم ماسموا لمحاجات االنسانية ‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬نظرية التوقع لفكتور فروم‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬نظرية التكيف الفعال‪.‬‬

‫تاسعا‪ :‬نظرية تحديد اليدف‬

‫‪48‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫كيؼ فسرت النظريات السمكؾ اإلنساني؟ تقدـ النظريات النفسية طريؽ منيجية لفيـ‬
‫السمككيات كاألحداث كالمكاقؼ‪ ،‬عف طريؽ مجمكعة مف التعريفات كالمفاىيـ كاالفتراضات‬
‫المترابطة التي تتنب أك تشرح األحداث أك المكاقؼ‪ ،‬مف خبلؿ تحديد العبلقات بيف المتغيرات التي‬
‫تؤدم إلى السمكؾ‪ ،‬كعمى الرغـ مف أف العديد مف النماذج النظرية يمكف أف تعبر عف نفس‬
‫األفكار العامة‪ ،‬فإف كؿ نظرية تستخدـ مفردات فريدة لتكضيح السمات المحددة التي تعتبر‬
‫ميمة‪.‬‬

‫حيث إف السمة الحاسمة لكؿ نظرية سمككية ىي قدرتيا عمى االختبار‪ ،‬إذ تكجد العديد مف‬
‫يدا مف الفيـ‬
‫النظريات كالمفاىيـ لفيـ السمككيات البشرية‪ ،‬ك تعزز ىذه النظريات كالمفاىيـ مز ن‬
‫لسبب مشاركة الناس في سمككيات مختمفة‪ ،‬لكف كمع ذلؾ‪ ،‬فمف الكاضح أنو ال تكجد نظرية‬
‫مثاليا لمتفاعبلت كالعبلقات الكاممة بيف المتغيرات التي تؤثر عمى سمكؾ‬
‫ن‬ ‫تفسير‬
‫نا‬ ‫كاحدة تقدـ‬
‫اإلنساف‪.‬‬

‫كنظ ار لتعقد السمكؾ االنساني تنكعت النظريات العممية المفسره لو كيمكف تحديدىا في االتي ‪:‬‬

‫ُ‪ -‬نظريات المستوى األصغر‪ :‬ىناؾ مجمكعة كبيرة مف النظريات التي تفسر أجزاء مف‬
‫السمكؾ االنساني‪ ،‬دكف الخكض في تفسيرات السمكؾ بشكمو العمكمي‪ ،‬كمف أىميا‪:‬‬
‫‪ -‬نظرية التعمق‪ :‬ىي نظرية نفسية كتطكرية تتعمؽ بالعبلقات بيف البشر‪ ،‬أىـ مبدأ فييا ىك أف‬
‫األطفاؿ الصغار بحاجة إلى تطكير عبلقة مع مقدـ رعاية أساسي كاحد عمى األقؿ مف أجؿ‬
‫النمك االجتماعي كالعاطفي الطبيعي‪ ،‬كقد صاغ ىذه النظرية الطبيب النفسي كالمحمؿ‬
‫النفسي جكف بكلبي‪.‬‬
‫نظرية االنصياع االجتماعي‪ :‬االنصياع ىك نكع مف الت ثير االجتماعي الذم ينطكم عمى‬ ‫‪-‬‬
‫تغيير في المعتقد أك السمكؾ مف أجؿ التكافؽ مع مجمكعة‪ ،‬ىذا التغيير ىك استجابة لضغط‬
‫جماعي حقيقي يتضمف الكجكد المادم لآلخريف‪ ،‬أك متخيؿ يتضمف ضغط األعراؼ أك‬
‫التكقعات االجتماعية‪.‬‬
‫ِ‪ -‬نظرية المستوى المتوسط ‪ :‬تحاكؿ ىذه النظريات تفسير جكانب عامة لمسمكؾ اإلنساني‪،‬‬
‫لكنيا تبقى في اطار النظريات الجزئية‪ ،‬التي ال تتطرؽ الى كؿ التفسيرات المحتممة‬
‫لمظكاىر النفسية‪ ،‬كيمكف كصؼ بعض منيا عمى النحك التالي‪:‬‬

‫‪49‬‬
‫نظريات التحفيز واالستجابة‪ :‬تعتمد مفاىيـ ىذه النظرية عمى الخبرة المباشرة لممحفز‬ ‫‪-‬‬
‫إلنتاج السمكؾ يقترح ‪ Bandura‬مجاؿ آليات التعمـ مف خبلؿ تقديـ المبلحظة‪ ،‬كيضيؼ‬
‫إلى ذلؾ قدرة النمذجة ‪ -‬كىي كسيمة يمكف مف خبلليا لمبشر تمثيؿ النتائج الفعمية بشكؿ‬
‫رمزم‪.‬‬
‫‪ -‬الحتمية المتبادلة‪ :‬تنص ىذه النظرية عمى أنو مثمما يت ثر سمكؾ الفرد بالبيئة‪ ،‬تت ثر البيئة‬
‫أيضا بسمكؾ الفرد‪ ،‬بمعنى آخر‪ ،‬يؤثر سمكؾ الشخص كبيئتو كصفاتو الشخصية بشكؿ‬
‫ن‬
‫متبادؿ عمى بعضيا البعض‪.‬‬
‫ّ‪ -‬نظرية المستوى األعم‪ :‬تعد ىذه النظريات نظريات كبرل في عمـ النفس‪ ،‬كىي تدرس‬
‫السمكؾ الممحكظ بصكرتو االكثر عمكمية‪ ،‬إذ تصؼ القكانيف كالعمميات التي يتـ مف‬
‫خبلليا تعمـ السمكؾ كالعمميات العقمية بشكؿ عاـ‪ ،‬كاالنفعاالت‪ ،‬كيمكف تقسيميا إلى‬
‫مجمكعة مف المدارس في عمـ النفس‪ .‬كيمكف ذكر مثاليف عمى ىذه النظريات‪ ،‬كىما‬
‫أيضا باسـ عمـ النفس السمككي‪ ،‬ىي نظرية‬
‫ثيرا‪ - :‬السموكية‪ :‬المعركفة ن‬‫األكثر شيرة كت ن‬
‫بدأت لكصؼ عممية التعمـ‪ ،‬تقكـ عمى فكرة أف جميع السمككيات يتـ اكتسابيا مف خبلؿ‬
‫التكييؼ‪ ،‬كيحدث التكيؼ مف خبلؿ التفاعؿ مع البيئة‪ ،‬كيعتقد عمماء السمككية أف‬
‫استجابات االفراد لممحفزات البيئية تشكؿ أفعاليـ‪ ،‬كفقنا لمدرسة السمككية‪ ،‬يمكف دراسة‬
‫السمكؾ بطريقة منيجية كيمكف مبلحظتو بغض النظر عف الحاالت العقمية الداخمية‪ ،‬كفقنا‬
‫ليذه النظرية‪ ،‬يجب النظر في السمكؾ الذم يمكف مبلحظتو فقط‪ ،‬دكف االىتماـ باإلدراؾ‬
‫كالعكاطؼ كالحاالت المزاجية الذاتية‪.‬‬
‫‪ -‬التحميل النفسي‪ :‬ىي نظرية تنظيـ الشخصية كديناميات نمك الشخصية‪ ،‬كقد بدأت كطريقة‬
‫إكمينيكية لعبلج األمراض النفسية‪ ،‬أكدت النظرية عمى التعرؼ عمى أحداث الطفكلة التي‬
‫يمكف أف تؤثر عمى األداء العقمي لمبالغيف‪ ،‬إف جكانب الشخصية تحركيا الدكافع‬
‫كاالحتياجات الداخمية ك األساسية‪ ،‬كعادة ما تككف ىذه غريزية‪ ،‬مثؿ الجكع كالعطش كالدافع‬
‫أيضا البلكعي كتنبع مف قدراتنا الغريزية‪ .‬يسمؾ الفرد كفقنا لمبدأ المذة‪،‬‬
‫لمجنس‪ ،‬اليكية ىي ن‬
‫حيث أنو يتجنب األلـ كيسعى إلى المذة‪.‬‬
‫كتاسيسا عمى ما سبؽ ‪ ،‬يي ىع ُّد تفسير السمكؾ البشرم أم انر معقدان جدان‪ ،‬فنحف نحتاج إلى‬
‫لمتصرؼ ىكفقان لغرائزنا‪ ،‬كقد‬
‫ُّ‬ ‫تفسير السبب الذم يدفعنا إلى القياـ بما نفعمو‪ ،‬كما الذم يدفعنا‬

‫‪51‬‬
‫و‬
‫محاكلة منيـ إليجاد تفسيرات‬ ‫حاكؿ المنظِّركف البحث في السمكؾ اإلنساني منذ ً‬
‫القدـ‪ ،‬في‬ ‫ي‬
‫لمظكاىر االجتماعية بنكاحييا المختمفة‪ ،‬كبحيث تككف ىذه التفسيرات يمدعَّمة ب دلة تجريبية‪.‬‬

‫تتضمف أسباب السمكؾ اإلنساني يمعتمديف‬


‫َّ‬ ‫محتممة‬
‫ى‬ ‫كثير مف المنظِّريف تفسيرات‬
‫طرح ه‬
‫في أيطركحاتيـ عمى مفاىيـ أك أفكار محددة‪ ،‬كقد ساعدتنا ىذه النظريات مجتمعةن عمى‬
‫اكتساب فيـ أفضؿ لآلليات الكامنة كراء السمكؾ اإلنساني‪ ،‬كاحدل السمككات اإلنسانية التي‬
‫قي ِّدمت نظريات عديدة لتفسيرىا ىي الدافع‪.‬‬
‫َّ‬
‫المحدد‪َّ ،‬‬
‫فإف النظر في األفكار التي‬ ‫ية مف النظريات ليا إطارىا‬‫كؿ نظر و‬
‫أف َّ‬
‫إذ نرل َّ‬
‫ككفقان لػ‬
‫تستند إلييا ىذه النظريات‪ ،‬يمكف أف يساعدنا عمى اكتساب فيـ أكثر شمكالن لمدكافع‪ ،‬ى‬
‫ومكسكعة عمـ النفس النقدمو ()‪َّ ،the Encyclopedia of Critical Psychology‬‬
‫فإف‬
‫الحافز ىك القكة التي تيطمًؽ ش اررة السمكؾ‪ ،‬كىي التي ِّ‬
‫تكجيو كتحافظ عميو نحك تحقيؽ ىدؼ‬
‫معيَّف‪.‬‬
‫فالحافز ىك ما يدفعنا إلى اتِّخاذ نكع مف اإلجراءات‪ ،‬التي يمكف أف تككف مجرد إجراءات‬
‫و‬
‫خفيفة إلسكات الجكع‪ ،‬أك إجراءات عمى درجة مف األىمية‪،‬‬ ‫و‬
‫كجبة‬ ‫بسيطة‪ ،‬مثؿ‪ :‬الحصكؿ عمى‬
‫إما بسبب‬ ‫أما عندما نتَّجو نحك اتخاذ اإلجراء‪َّ ،‬‬
‫فإف ذلؾ يككف َّ‬ ‫مثؿ‪ُّ :‬‬
‫التنقؿ في جميع أنحاء الببلد‪َّ ،‬‬
‫الدافع أك نتيجة انجذابنا نحك تحقيؽ اليدؼ‪.‬‬
‫يمكف أف يساعدؾ فيـ الدافع كراء سمككؾ عمى أف تشعر بمز ويد مف الرضى في الحياة‪ ،‬كتحسيف‬
‫عممية صنع القرار بحيث تصبح ق ارراتؾ فعَّالة جدان؛ كذلؾ َّ‬
‫ألنؾ عندما تفيـ القكل التي تكجِّو‬
‫أفعالؾ جيدان ‪ -‬التي ىي نتيجة لت ثيرات كظائفؾ الحيكية كعكاطفؾ كالكظائؼ اإلدراكية باإلضافة‬
‫إلى العكامؿ االجتماعية ‪ -‬فستككف قاد انر عمى فيـ كيفية تغيير مسارؾ عندما تشعر بانعداـ‬
‫الرغبة لفعؿ شيء عمى الرغـ مف أىمية القياـ بو‪.‬‬
‫لذا سكؼ يتناكؿ الفصؿ عرضا مكج از الىـ النظريات العممية المفسرة لمسمكؾ االنساني كفي‬
‫البدايو سكؼ نتطرؽ لمطبيعة البشرية كالتنكع االنساني ‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬نظرة عمى الطبيعة البشرية والتنوع االنساني‬

‫عمـ السمكؾ البشرم ىك دراسة سمكؾ اإلنساف ‪ .‬ييعتبر عمـ السمكؾ كتخصص عاـ فرنعا لعمـ‬
‫استنادا إلى األفكار مف عمـ‬
‫ن‬ ‫األحياء‪ ،‬عمى الرغـ مف أف النظريات في عمـ النفس طيكرت‬
‫األخبلؽ (عمـ األحياء االجتماعي‪ ،‬عمـ النفس التطكرم‪ ،‬نظرية التعمؽ‪ ،‬النظريات حكؿ المسممات‬

‫‪51‬‬
‫البشرية مثؿ االختبلفات بيف الجنسيف كالتسمسؿ اليرمي لمحاجات ‪ .)......‬حيث انو يمكف خمؽ‬
‫فيما لعمـ السمكؾ البشرم‪.‬‬
‫الجسر بيف عمـ األحياء كالعمكـ االجتماعية ن‬
‫البشر حيكانات اجتماعية‪ ،‬كمثمما تقكـ الذئاب كاألسكد بإنشاء مجمكعات أك جماعات‬ ‫‪‬‬

‫صيد لحماية أنفسيا‪ ،‬كذلؾ البشر ينشئكف ىياكؿ اجتماعية معقدة بما في ذلؾ العائبلت‬
‫كاألمـ‪.‬‬

‫البشر وكائنات حيكية تطكرت ضمف ظركؼ بيئية معينةو‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الذكاء‪ ،‬المغة‪ ،‬الترابط االجتماعي‪ ،‬العدكانية كالغيرية جميعيا جزء مف الطبيعة البشرية‬ ‫‪‬‬

‫ألنيا وتخدـ أك خدمت اليدؼ في صراع األنكاع في البقاءو‪.‬‬

‫بناء عمى التطكر الحيكم لسمككياتيـ‪.‬‬


‫عرؼ مستكل النمك لدل األطفاؿ ن‬
‫يي ٌ‬ ‫‪‬‬

‫بناء عمى الظركؼ المحيطة‪ .‬إذ يجب عمى البشر التكيؼ‬


‫تتطكر احتياجات اإلنساف ن‬ ‫‪‬‬

‫بيدؼ البقاء‪.‬‬

‫نش التفكير المعرفي كالتكاصؿ نتيجة لمحاجة إلى التعاكف بيف األفراد مف أجؿ البقاء‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تختمف النظرة إلى الطبيعة البشرية بين واضعي نظريات عمم السموك‬

‫اعتقد لكرينز أف لمبشر طبيعة تمقائية حيكية‪ ،‬مثؿ المنبيات التي تثير أنماطنا ثابتة مف‬ ‫‪‬‬

‫األفعاؿ‪ .‬تطكرت نظريتو مف النمكذج العكسي أك النمكذج الييدركليكي الذم كضع‬


‫األطر المفاىيمية ألنماط سمكؾ الدافع‪ .‬تطكرت بعض أنماط األفعاؿ الثابتة كنتيجة لدافع‬
‫البقاء‪ .‬الغريزة مثاؿ عمى أنماط األفعاؿ الثابتة‪ .‬أم سمكؾ ييعتبر غريزنيا إذا أنجز بغياب‬
‫التعمـ‪ ،‬فردكد األفعاؿ قد تككف غرائز‪ .‬عمى سبيؿ المثاؿ‪ ،‬يعرؼ المكلكد حديثنا كيؼ‬
‫يبحث عف حممة أمو كيمصيا ليتغذل بصكرة غريزية‪.‬‬

‫يعتقد بكلبي (كالعديد مف كاضعي نظريات عمـ السمكؾ المعاصريف) أف البشر يتصرفكف‬ ‫‪‬‬

‫بشكؿ تمقائي لتمبية متطمبات البيئة المحيطة بيـ‪ ،‬إذ إنيـ مشارككف فاعمكف يبحثكف عف‬
‫كالد أك طعاـ أك شريؾ (بمعنى أف الطفؿ مثبلن يسعى لمبقاء ضمف ناظر مقدمي الرعاية‬
‫الخاصيف بو)‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫يعتقد فيجكتسكي أف الطريقة التي يفكر بيا البشر تستند إلى الثقافة التي يترعرعكف‬ ‫‪‬‬

‫ضمنيا كالمغة التي تحيط بيـ‪ .‬أكد عمى أف األطفاؿ يكبركف ضمف رمكز ثقافتيـ‪،‬‬
‫المغكية تحديدان‪ .‬إذ تصنؼ ىذه الرمكز المغكية العالـ حكليـ كتنظمو‪ .‬ىذا التنظيـ لمعالـ‬
‫يمت صؿ‪ ،‬مما يؤثر عمى طريقة تفكيرىـ‪.‬‬

‫بناء عمى البيئة كالعقبات المحيطة التي يبدأ األفراد‬


‫تميؿ السمككيات البشرية لمتغير ن‬ ‫‪‬‬

‫بمكاجيتيا‪ .‬نش تقدماف تطكرياف في السمكؾ اإلنساني ككسيمة إلتاحة مجاؿ التكاصؿ‬
‫كالتعاكف بيف البشر‪.‬‬

‫قاـ كاضعى النظريات حكؿ البنى األساسية‪ ،‬ميد كفيتغينشتايف‪ ،‬بكضع النظريات حكؿ‬ ‫‪‬‬

‫إنشاء التعاكف ضمف ترحاؿ اإلنساف‪ .‬خمؽ ىذا التعاكف أىدافان اجتماعية بيف البشر‬
‫كأرضية مشتركة‪.‬‬

‫كقد خمؽ البشر نمطان جديدان مف التكاصؿ التعاكني لتنسيؽ أىدافيـ المشتركة‪ .‬اعتمد ىذا‬ ‫‪‬‬

‫التكاصؿ عمى اإليماءات التي سمحت لمبشر بالتعاكف فيما بينيـ مف أجؿ تحقيؽ أىدافيـ‬
‫المرجكة‪ .‬ييعتقد أف ىذا التغير في سمككياتيـ كاف نتيجة لمتغير في البيئة المحيطة بيـ‪.‬‬

‫ككيؼ البشر سمككياتيـ لتحقيؽ البقاء‪ .‬بكممات أخرل‪ ،‬ييعرؼ ىذا‬


‫تتطمب البيئة البقاء‪ٌ ،‬‬ ‫‪‬‬

‫باسـ فرضية النية المشتركة‪ .‬كفقان ليذه الفرضية‪ ،‬تطكر الفكر اإلنساني مف نية فردية‬
‫تتمحكر حكؿ الذات كتكيؼ لػ«التعامؿ مع المشكبلت مف خبلؿ التكافؿ االجتماعي‪،‬‬
‫خصكصان المشكبلت التي تطرحيا محاكالت األفراد لمتعاكف كالتكاصؿ مع اآلخريف»‪،‬‬
‫يحدث ىذا التطكر عمى خطكتيف‪ ،‬الخطكة األكلى التي تقكد الفرد إلى «القصدية‬
‫المشتركة»‪ ،‬كاألخرل مف القصدية المشتركة إلى «القصدية الجمعيةو ‪.‬‬

‫تعتبر النظريات الميكانيكية أف السمكؾ انفعالي‪ .‬تجادؿ ىذه النظرية أف السمكؾ البشرم‬ ‫‪‬‬

‫منفعؿ مف خبلؿ الدكافع الفيزيكلكجية كالمحرضات العاطفية‪ .‬عمى عكس النظريات‬


‫فاعبل‪ ،‬إذ تجادؿ باف الكائف الحي‬
‫الميكانيكية‪ ،‬فإف النظريات العضكية تعتبر السمكؾ ن‬
‫فاعؿ في سمككو‪ ،‬ما يعني أنو يقرر كيؼ يتصرؼ كيبدأ سمككو الخاص‪ .‬تكجد لدل‬
‫البشر حاجات مت صمة يسعكف إلى تمبيتيا‪ .‬تجعؿ ىذه االحتياجات البشر يعممكف في‬
‫سبيؿ تمبيتيا‪ ،‬بدالن مف مجرد التفاعؿ معيا‪ .‬ال تعتبر النظرية الفاعمة في السمكؾ البشرم‬

‫‪53‬‬
‫المحرض عمى أنو مسبب لمسمكؾ‪ ،‬بؿ عمى أنو فرصة يمكف لمبشر استغبلليا لتمبية‬
‫متطمباتيـ‪.‬‬

‫التنوع االنساني‪:‬‬

‫صحيحا مف‬
‫ن‬ ‫التنكع مفيكـ جكىرم في عمـ السمكؾ البشرم كنظرية التطكر‪ .‬ىذا ليس‬ ‫‪‬‬

‫أيضا‪.‬‬
‫الناحية الكراثية كحسب‪ ،‬بؿ مف الناحية الثقافية ن‬

‫دكر ككسيمة تكيؼ مف قبؿ السكاف مع البيئات المتغيرة‪ .‬مع زيادة‬


‫يمعب التنكع الجيني نا‬ ‫‪‬‬

‫التنكع‪ ،‬تختمؼ بعض األالئؿ لدل بعض السكاف كنكع مف التبلؤـ مع البيئة‪ .‬ىؤالء‬
‫األفراد أكثر احتمالية لمبقاء إلنتاج ذرية تحمؿ ىذه األالئؿ‪ .‬ستستمر الجميرة لمزيد مف‬
‫األجياؿ نتيجة ليذا التبدؿ لدل ىؤالء األفراد‪.‬‬

‫يتضمف المجاؿ األكاديمي لعمـ الكراثة السكانية العديد مف الفرضيات كالنظريات المتعمقة‬ ‫‪‬‬

‫بالتنكع الجيني‪ .‬تقترح نظرية التطكر المحايدة أف التنكع ىك نتيجة لتراكـ البدائؿ‬
‫المحايدة‪.‬‬

‫االنتقاء القائـ عمى التنكع ىك فرضية تقكؿ إف مجمكعتاف فرعيتاف لمجميرة العامة لؤلنكاع‬ ‫‪‬‬

‫تعيشاف في بيئات مختمفة تختار أالئؿ مختمفة مف مناطؽ مختمفة‪ .‬قد يحدث ىذا‪ ،‬عمى‬
‫سبيؿ المثاؿ‪ ،‬إذا كاف لمنكع نطاؽ كبير بالنسبة لحركة األفراد داخمو‪.‬‬

‫أيضا‪ .‬مف كجية نظر انتقاؿ الثقافة‪ ،‬البشر ىـ الحيكانات الكحيدة‬


‫التنكع الثقافي ميـ ن‬ ‫‪‬‬

‫التي تنقؿ المعرفة الثقافية التراكمية إلى أنساليا‪ .‬في حيف أف الشمبانزم يمكف أف يتعمـ‬
‫استخداـ األدكات مف خبلؿ مشاىدة حيكانات الشمبانزم األخرل مف حكلو‪ ،‬لكف البشر‬
‫تعقيدا لممشكبلت‪ ،‬كطرائؽ أكثر‬
‫ن‬ ‫قادركف عمى تجميع مكاردىـ المعرفية إلنشاء حمكؿ أكثر‬
‫تعقيدا لمتفاعؿ مع بيئاتيـ‪.‬‬
‫ن‬

‫يشي ر تنكع الثقافات إلى فكرة أف البيئة تشكؿ البشر كيتفاعمكف معيا ليتشكمكا مف خبلليا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ينش التنكع الثقافي مف تكيفات بشرية مختمفة مع عكامؿ بيئية مختمفة‪ ،‬كالتي بدكرىا‬
‫تشكؿ البيئة‪ ،‬كالتي بدكرىا تشكؿ السمكؾ البشرم‪ .‬تنتج عف ىذه الدكرة تمثيبلت ثقافية‬
‫متنكعة تؤدم في النياية إلى استم اررية الجنس البشرم‪ .‬ىذا النيج ميـ كطريقة لبناء‬
‫فيما أفضؿ لعمـ السمكؾ البشرم ‪.‬‬
‫جسر بيف العمكـ الحيكية كاالجتماعية‪ ،‬ما يخمؽ ن‬

‫‪54‬‬
‫تعد الميكؿ الجنسية أحد أىـ األمثمة عمى التنكع الثقافي‪ .‬إذ الحظ عمماء السمكؾ منذ‬ ‫‪‬‬

‫فترة طكيمة كجكد ميكؿ جنسية مثمية لدل أكثر مف َِٓ نكع حيكاني‪ .‬قد يبدك مف غير‬
‫البدييي االعتبار أف ىذه سمة تكيفية‪ ،‬لكف الدراسة الكثيقة تيظير أف السمات مثمية‬
‫الجنس يمكف أف تستمر كتظير لدل األجياؿ البلحقة‪ ،‬بالرغـ مف أف ىذه األجياؿ ليست‬
‫ناتجة بشكؿ مباشر عف السمككيات مثمية الجنس‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬نظرية التحميل النفسي لفرويد‬

‫تعتبر نظرية التحميؿ النفسي لفركيد مف ضمف أىـ النظريات في مجاؿ عمـ النفس‪،‬‬
‫حيث تناقش النظرية كيفية تعميؽ فيـ الشخصية اإلنسانية فضبلن عف استكشاؼ العقؿ‬
‫كالسمكؾ ككضع استراتيجيات لمعبلج عف طريؽ التحميؿ النفسي‪.‬‬

‫‪ -4‬نشأة وتعريف نظرية التحميل النفسي‬


‫يمكف تعريؼ التحميؿ النفسي ب نو مصطمح ظير حديثان كيتمثؿ في عدد مف النظريات‬
‫العممية التي نش ت في الفترة ما بيف عاـ ََُٗ إلى َُٓٗ عمى يد العالـ النمساكم‬
‫الغني عف التعريؼ وسيغمكند فركيدو كالتي تناقش كيفية تعميؽ فيـ الشخصية اإلنسانية‪،‬‬
‫فضبلن عف استكشاؼ العقؿ كالسمكؾ ككضع استراتيجيات لمعبلج النفسي‪.‬‬

‫عمى الرغـ مف كـ النقد الذم ناؿ مف نظرية التحميؿ النفسي‪ ،‬إال أف فركيد كعف‬
‫طريؽ منيج دراسة الحالة‪ ،‬قاـ بطرح عدد مف المساىمات العممية المثيرة لبلىتماـ في‬
‫مجاؿ التحميؿ النفسي كدراسة السمكؾ البشرم‪.‬‬

‫كقد أشار فركيد بشكؿ صادـ إلى أف السمكؾ اإلنساني ىك نتاج لدكافع غريزية قائمة‬
‫عمى إشباع الرغبات كالتي كعف طريؽ دراستيا يمكف فيـ اليياكؿ النفسية كالمحددات‬
‫السمككية لمبشر بشكؿ أفضؿ‪.‬‬

‫كقد أشار فركيد إلى أف أغمب الدكافع السمككية يتـ تحريكيا بكاسطة وغرائز المذة‬
‫كالجنسو‪ ،‬أك ما يعرؼ عمميان باسـ الميبيدك أك مراحؿ النمك النفسي‪ ،‬كقد قسـ فركيد‬
‫الميبيدك إلى خمسة مراحؿ أساسية كىي‪:‬‬

‫‪ -2‬مراحل النمو النفسي كما عرفيا فرويد‬

‫‪55‬‬
‫‪ -‬المرحمة الفمكية (مف الكالدة كحتى عمر سنة)‪ :‬كيطكر اإلنساف في تمؾ المرحمة‬
‫غرائز لمشعكر بالمذة عف طريؽ الفـ حيث يميؿ الطفؿ لكضع أغمب األشياء في‬
‫فمو‪.‬‬
‫‪ -‬المرحمة الشرجية (مف سف سنة إلى ّ سنكات)‪ :‬كتعتبر المذة األساسية لمطفؿ‬
‫ىك شعكره بالراحة عند التغكط كقضاء الحاجة كىك دافع فطرم ال يد لمطفؿ فيو‪.‬‬
‫‪ -‬المرحمة القضيبية (مف سنة ّ إلى ٔ سنكات)‪ :‬حيث يبدأ الطفؿ في ىذه المرحمة‬
‫باكتشاؼ الفركؽ بيف الذككر كاإلناث‪.‬‬
‫‪ -‬مرحمة الكمكف (مف سف ٔ سنكات كحتى البمكغ)‪ :‬ال يطكر اإلنساف غالبان أية‬
‫ميكؿ جدية في ىذه المرحمة‪ ،‬كيميؿ لميكايات كتطكير العبلقات الشخص‪.‬‬
‫‪ -‬المرحمة التناسمية (مف البمكغ كحتى المكت)‪ :‬كىي المرحمة التي يبدأ فييا اإلنساف‬
‫بتطكير غرائز جنسية صريحة كيتـ ترجمتيا في الغالب إلى الزكاج كاالرتباط‪.‬‬
‫‪ -3‬تطبيقات نظرية التحميل النفسي‬
‫إف لػ نظرية التحميؿ النفسي عند فركيد تطبيقات تعتمد عمى اكتشاؼ األفكار غير‬
‫المقبكلة التي استقرت في العقؿ البلكاعي‪ ،‬فيتـ تحريرىا مف القمع‪ ،‬أم يتـ تحكيؿ‬
‫البلكعي إلى كعي‪ ،‬كتتمثؿ تطبيقات نظرية التحميؿ النفسي لفركيد فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬التداعي الحر‬
‫تيعقد جمسات التداعي الحر أربع أك خمس مرات كفقنا لمنمكذج الكبلسيكي لنظرية التحميؿ‬
‫النفسي‪ ،‬إذ تيعد جمسات التداعي الحر نكع مف أنكاع العبلج النفسي‪ ،‬فيطمب الطبيب مف‬
‫بعيدا عنو‪ ،‬كعمى المريض اف يعبر كيشرح كؿ ما يتبادر‬
‫المريض مشاركة أفكاره كيجمس ن‬
‫إلى ذىنو دكف أم تدخؿ مف الطبيب‪.‬‬

‫كتعتمد جمسات التداعي الحر عمى فحص البلكعي لممريض أم التطرؽ إلى عالمو‬
‫الداخمي‪ ،‬إذ يتمقى الطبيب تجارب المريض النفسية كاالجتماعية‪ ،‬فيراقب سمككو‬
‫كانفعاالتو كردكد أفعالو‪ ،‬دكف إصدار أم رد فعؿ مف قبؿ الطبيب أكاظيار أم ت ثر تجاه‬
‫المريض‪.‬‬

‫‪ -‬استقصاو التحول‬

‫‪56‬‬
‫شخصا‬
‫ن‬ ‫انفعاال تجاه‬
‫ن‬ ‫شعكر أك‬
‫نا‬ ‫تتمثؿ مرحمة استقصاء التحكؿ عندما ييظير المريض‬
‫آخر‪ ،‬السيما األشخاص الذيف كاجييـ في مرحمة الطفكلة اك ىؤالء الذيف أثركا عميو‬
‫خبلؿ ىذه المرحمة مف عمره‪ ،‬كقد يككف التحكؿ سمبي اك إيجابي أك جنسي‪ ،‬كقد تحدث‬
‫فركيد عف مفيكـ التحكؿ كالمعالجة بالتحميؿ النفسي في كتابو دراسات حكؿ الييستريا‪.‬‬

‫‪ -‬مراقبة انفعاالت المريض‬


‫يراقب الطبيب المعالج انفعاالت المريض كدفاعتو‪ ،‬في أثناء الجمسة تظير مشاعر‬
‫المريض ككذلؾ سمككياتو كانفعاالتو كدفاعتو تجاه ما يشعر بو مف مشاعر مختمطة‬
‫نتيجة لتذكره لمماضي أك تذكره لمكاقؼ حدثت معو خبلؿ مرحمة الطفكلة‪.‬‬

‫يبلحظ الطبيب انفعاالت المريض كالتي يجيميا المريض نفسو‪ ،‬إذ تعبر عما‬
‫يخالجو مف مشاعر نتيجة ما يختزنو العقؿ البلكاعي‪ ،‬كبالتالي يسجؿ الطبيب انفعاالت‬
‫المريض كيكتشؼ مف خبلليا مشاعره كتفكيره كما يعانيو مف صراع داخمي‪.‬‬

‫‪ -‬تفسير األحالم‬
‫شديدا ب ىمية األحبلـ‪ ،‬كيعتقد أف أحبلـ الشخص تعبر عما يشعر بو‬
‫ن‬ ‫إيمانا‬
‫يؤمف فركيد ن‬
‫كما يختزنو العقؿ البلكاعي‪ ،‬كبالتالي يعطي تفسير األحبلـ نظرة قيمة متفحصة عف‬
‫البلكعي‪.‬‬

‫كقد نشر فركيد كتابو عف تفسير األحبلـ عاـ ََُٗ‪ ،‬ككضح كيؼ أف األحبلـ ىي‬
‫المتنفس عف األفكار المكبكتة‪ ،‬فيحققكف مف خبلليا الرغبات المكتكبة كفقنا لتعبيره‪ ،‬إذ‬
‫خاؿ مف الكعي‪ ،‬بحيث يتحرركف‬ ‫تسمح االحبلـ ألصحابيا بالتعامؿ مع أفكار في مكقؼ ً‬
‫مف قيكد الكاقع‪.‬‬

‫‪ -4‬آليات الدفاع في نظرية التحميل النفسي‬


‫قبؿ التطرؽ إلى تناكؿ آليات الدفاع في نظرية التحميؿ النفسي لفركيد‪ ،‬يمكننا تناكؿ‬
‫نظرية التحميؿ النفسي كتكضيحيا كفقنا لمتقسيـ الذم قسمو فركيد لمعقؿ‪ ،‬إذ تعد نظرية‬
‫التحميؿ النفسي بمثابة فيـ كتحميؿ طبيعة النفس اإلنسانية‪ ،‬كعبلج االضطرابات النفسية‪.‬‬

‫‪ -‬تقسيم العقل وفقُا لنظرية التحميل النفسي‬


‫قسـ فركيد العقؿ كفقنا لنظرية التحميؿ النفسي إلى ثبلثة مناطؽ كىي‪:‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ ‬الوعي‪ :‬تمثؿ منطقة الكعي أفكارنا كمشاعرنا‪ ،‬إنو مكطف تركيزنا المباشر‪.‬‬
‫‪ ‬ما قبل الوعي‪ :‬كيطمؽ عميو في كثير مف األحياف العقؿ الباطف‪ ،‬كيعد مكطف‬
‫كؿ ما يمكننا تذكره أك ما يمكننا استرجاعو مف خبلؿ ذاكراتنا‪.‬‬
‫‪ ‬الالوعي‪ :‬ييعد البلكعي أعمؽ مستكل في العقؿ‪ ،‬كىك منش العمميات التي تقكد‬
‫سمككنا‪ ،‬إنو مكطف رغباتنا البدائية كالغريزية‪.‬‬
‫تفصيبل عف العقؿ البشرم‪،‬‬
‫ن‬ ‫نمكذجا أكثر دقة كأكثر‬
‫ن‬ ‫كقد كضح فركيد فيما بعد‬
‫بحيث أشار إلى ثبلث نقاط مجازية‪ ،‬إذ تتطكر شخصياتنا مف الصراعات كالرغبات كفقنا‬
‫ليذه النقاط كالتي تتمثؿ فيما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬اليك‪ :‬تعبر عف البلكعي كتركز عمى الدكافع الغريزية كالرغبات‪ ،‬كتتشكؿ اليك مف‬
‫اثنيف مف الغزائز يتمثبل في غريزة البقاء كغريزة المكت‪ ،‬كغريزة البقاء تدفعنا إلى‬
‫االنخراط في أنشطة تدعـ الحياة‪ ،‬أما غريزة المكت فتدعـ العنؼ كالسمكؾ العدكاني‪.‬‬
‫اجتماعيا‪،‬‬
‫ن‬ ‫‪ ‬األنا‪ :‬تعمؿ األنا عمى تنفيذ رغبات اليك كتمبية احتياجاتيا بطريقة مناسبة‬
‫كتعد االنا أكثر مبلئمة لمكاقع كارتباطنا بو‪ ،‬كتبدأ األنا في التطكر منذ الطفكلة‪.‬‬
‫‪ ‬األنا العميا‪ :‬تعبر االنا العميا عما يكمف داخؿ عقؿ اإلنساف مف األخبلؽ السكية‬
‫اجتماعيا‪.‬‬
‫ن‬ ‫أخبلقيا ك‬
‫ن‬ ‫كالمبادئ العميا‪ ،‬كبالتالي يتصرؼ الشخص بسمكؾ مقبكؿ‬
‫‪ -5‬آليات الدفاع وفقًا لنظرية التحميل النفسي‬
‫فقد اعتقد فركيد أف األجزء الثبلثة لمعقؿ المتمثمة في اليك‪ ،‬األنا‪ ،‬كاألنا العميا في‬
‫صراع دائـ‪ ،‬ككفقنا ليذا الصراع تنش سمككيات األشخاص منذ الطفكلة‪.‬‬

‫عندما يزداد الصراع بيف األجزاء الثبلثة لمعقؿ البشرم‪ ،‬فتنخرط األنا في كاحدة أك‬
‫أكثر مف آليات الدفاع كي تحمي صاحبيا‪ ،‬وتشمل آليات الدفاع ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬القمع ‪ :‬تعمؿ األنا عمى قمع األفكار المزعجة كدفعيا خارج كعي اإلنساف‪.‬‬
‫‪ -‬اإلسقاط ‪ :‬تعمؿ األنا عمى حؿ المشكمة مف خبلؿ إسقاطيا عمى اآلخر‪ ،‬أم‬
‫تنسب أفكار الشخص المزعجة كمشاعره الغير مرغكبة إلى شخص آخر‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنكار‪ :‬تقكـ األنا بحجب األفكار كالذكريات المؤلمة عف الكعي‪ ،‬فيرفض‬
‫الشخص ما يحدث كما يمر بو مف أحداث مؤلمة‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ -‬اإلحالل‪ :‬يرغب الشخص في التنفيس عف احباطو مف خبلؿ إطبلؽ مشاعره‬
‫السمبية عمى شخص بديؿ بشكؿ خاطئ فيتصرؼ بطريقة غير الئقة‪ ،‬مثؿ اف‬
‫بدال مف تكجييو لرئيسو‬
‫يقكـ بالتنفيس عف احباطو مكجينا تصرفو لشريؾ حياتو ن‬
‫في العمؿ‪.‬‬
‫‪ -‬التسامي ‪ :‬كيشبو التسامي اإلحبلؿ كلكف بشكؿ إيجابي‪ ،‬بحيث تنطكم آلية‬
‫الدفاع عمى التعامؿ اإليجابي مع شخص أك شيء بديؿ‪ ،‬فيككف التصرؼ الئقيا‬
‫اجتماعيا‪ ،‬مثؿ أف يكجو الشخص طاقتو تجاه العمؿ أك القياـ ببعض اليكايات‪.‬‬
‫‪ -‬النكوص ‪ :‬كتتمثؿ آلية الدفاع ىذه عمى عكدة الشخص إلى مراحؿ سابقة مف‬
‫العمر‪ ،‬كذلؾ في حيف يككف في مكضع التعامؿ مع الضغط كاإلجياد‪ ،‬كاف‬
‫يتعامؿ شخص بالغ مثؿ األطفاؿ‪.‬‬
‫‪ -6‬أبرز االنتقادات التي وجيت إلى نظرية التحميل النفسي‬
‫تـ نقد نظرية فركيد ككذلؾ تـ تكجيو العديد مف المبلحظات إلى نظرية التحميؿ النفسي‬
‫لفركيد ككاف مف ضمنيا‪:‬‬

‫‪ ‬تركيز فركيد عمى كضع تحميبلت نفسية متعمقة لمذككر بشكؿ أكبر مف اإلناث‬
‫كىي أحد أىـ المهخذ التي نالت مف نظرية التحميؿ النفسي‪.‬‬
‫‪ ‬عدـ قابمية إخضاع النظرية لمتجربة‪ ،‬حيث طرح فركيد بعض المفاىيـ المعقدة‬
‫مثؿ الميبيدك كالتي ال يسيؿ تناكليا بالمنيج التجريبي‪.‬‬
‫‪ ‬اعتماد فركيد عمى منيج دراسة الحالة كليس المنيج التجريبي كالذم أدل إلى‬
‫عدـ دقة النتائج كىي أحد نقاط ضعؼ النظرية‪.‬‬
‫‪ ‬غمكض االفتراضات كالتصكرات المستقبمية التي كضعيا فركيد‪ ،‬حيث لـ يقدـ‬
‫فركيد دليبلن مممكسان عمى أف السمكؾ اإلنساني يت ثر بمرحمة الطفكلة‪.‬‬
‫كثير عمي العقؿ البلكاعي‪ ،‬كركز كذلؾ عمي عاممي الجنس‬
‫‪ ‬ركز فركيد نا‬
‫كالعدكاف‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬النظرية السموكية وتفسيرىا لمسموك االنساني‬

‫أسس ىذه النظرية “جكف كاطسكف” (ُٖٕٖـ – ُٖٓٗـ)‪ ،‬كالسمكؾ كفؽ كجية نظر‬
‫أصحاب ىذه النظرية ال يعتمد عمى المشاعر كالخبرات الداخمية‪ ،‬بؿ عمى السمكؾ الخارجي‬

‫‪59‬‬
‫الظاىر‪ ،‬الذم يقكـ عمى أساس المثيرات كاالستجابات كما يقكـ بو الكائف الحي مف نشاط ظاىر‬
‫يمكف مبلحظتو‪.‬‬

‫مبادئ المدرسة السموكية‬ ‫‪‬‬

‫ترل النظرية أف العكامؿ البيكلكجية كالجينات تزكد الفرد بالتراكيب الجسدية األساسية‬
‫كباالستعدادات العامة لمسمكؾ ‪ ،‬كلكف السمككيات المحددة (سكاء كانت سكية أك غير سكية)‬
‫تتشكؿ بكاسطة تجارب الفرد في بيئتو‪.‬‬
‫كتختمؼ النظريات السمككية كفقان لعمميات التعمـ التي تركز عمييا‪.‬‬
‫فالتعمـ اإلجرائي يركز عمى العبلقات الكظيفية التي تنش بيف السمكؾ كالنتائج البيئية‬
‫المترتبة عميو‪ ،‬كبخاصة التعزيز كالعقاب‪.‬‬
‫في حيف يركز التعمـ اإلشراطي عمى االرتباطات التي تتككف بيف المثيرات‬
‫كاالستجابات‪.‬‬
‫كيعتبر جكف كاطسكف ىك مؤسس ىذه المدرسة كلقد عرؼ السمككية ب نيا تكجو نظرم‬
‫قائـ عمى مبدأ أف عمـ النفس العممي يجب أف يدرس فقط السمكؾ القابؿ لممبلحظة‪ ،‬ك قد‬
‫اقترح كاطسكف عاـ ُُّٗ عمى عمماء النفس أف يترككا لؤلبد دراسة الكعي ك الخبرات‬
‫الشعكرية ك التركيز فقط عمى السمككيات التي نستطيع مبلحظتيا مباشرة ك قد تمسؾ بيذا‬
‫المبدأ بناء عمى اقتناعو ب ف قكة الطريقة العممية قائمة عمى ككنيا قابمة لمفحص أم أف‬
‫اإلبداعات العممية يمكف إما فحصيا أك رفضيا ك ذلؾ عف طريؽ القياـ بالمبلحظة‬
‫المطمكبة‪ ،‬ك أف استعماؿ أم أسمكب سيعيدنا إلى عصر اآلراء الشخصية حيث تضيع‬
‫المعرفة‪.‬‬
‫ك ترل ىذه المدرسة ب ف السمكؾ ىك أم استجابة أك نشاط قابؿ لممبلحظة ‪ ،‬ك يصر‬
‫كاطسكف أف عمماء النفس البد كأف يدرسكا ما يقكلو الناس أك يفعمكنو مثؿ التسكؽ‪ ،‬لعب‬
‫الشطرنج‪ ،‬األكؿ‪ ،‬مجاممة صديؽ‪ .‬كما تطرؽ كاطسكف إلى مكضكع أصؿ السمكؾ ك ىؿ ىك‬
‫كراثي أـ بيئي‪ ،‬ك قد بسط ىذه القضية المعقدة أنو طرح سؤاؿ بسيط حكؿ العب شطرنج‬
‫مشيكر‪ :‬ىؿ الذم أكصمو إلى الشيرة الكراثة أـ البيئة؟ ك كاف رأم كاطسكف أف كؿ شيء‬
‫بيئة‪ ،‬لقد أىمؿ عامؿ الكراثة ك ركز عمى أف السمكؾ محككـ كميا بالبيئة كمف ىنا جاءت‬
‫المعادلة الرئيسية في المدرسة السمككية ‪ :‬المثير ‪ >-‬استجابة‬

‫‪61‬‬
‫اعتمد السمككيكف المنيج التجريبي كضبط المتغيرات في اختبار الفرضيات كالكصكؿ إلى‬
‫مبادئ التعمـ‪ ،‬كنادل السمككيكف بضركرة اعتماد المبلحظة كالقياس في عمـ النفس‪ ،‬كرفض‬
‫كتاليا‬
‫كاطسكف دكر الكراثة كت ثيرىا في السمكؾ كالشخصية‪ ،‬كركز عمى الدكر البيئي كاالجتماعي‪ ،‬ن‬
‫أىـ مبادئ السمككية التقميدية‪:‬‬

‫‪ ‬إف األنماط السمككية ارتباطات بيف مثيرات معينة تؤدم إلى استجابات محددة‪.‬‬
‫‪ ‬إف الشحصية عبارة عف تنظيـ معيف مف مجمكعة مف عادات (أنماط سمككية) مكتسبة‬
‫أك متعممة نتيجة ركابط شرطية بيف المثيرات كاالستجابات‪.‬‬
‫‪ ‬إف السمكؾ المرضي المتعمـ يمكف اكتسابو كما يكتسب السمكؾ العادم‪ ،‬كأف االضطراب‬
‫ينتج بسبب‪:‬‬
‫‪ ‬الغش في تعميـ أك اكتساب سمكؾ مناسب‪.‬‬
‫‪ ‬تعميـ أساليب سمككية مناسبة أك مرضية‪.‬‬
‫‪ ‬الفشؿ في عممية التمييز بيف ما ىك صحيح كما ىك خط ‪.‬‬
‫‪ ‬إف الشخصية تنظيـ غير ثابت أك دائـ‪ ،‬عرضة لمتغير كالتعديؿ المستمر‪.‬‬
‫‪ ‬أنكر أصحاب النظرية السمككية كجكد سمات عامة ثابتة‪.‬‬
‫‪ ‬أكد أصحاب ىذه النظرية عمى أف الشخصية في جكىرىا تعتمد عمى مس لة التعمـ‪.‬‬
‫‪ ‬الشخصية عبارة عف مجمكعة مف العادات الخصكصية كالنكعية أك األساليب السمككية‬
‫التي يتعمميا الفرد أك يكتسبيا‪ ،‬كىذه العادات تتشكؿ حسب المكقؼ الذم يمر بو‪ ،‬فبل‬
‫يكجد شحص انبساطي أك انطكائي كانما ىذه صفات لمسمكؾ كليس لمشخصية‪.‬‬
‫تفسير السموك اإلنساني في المدرسة السموكية‬ ‫‪‬‬

‫آليا‪ ،‬إذ يمكف تفسيرىا عمى أساس ميكانيكي‬


‫فسرت السمكؾ عمى أساس العادات التي تتككف ن‬
‫بحت‪ ،‬كنقطة البداية أف العادات مثير خارجي يؤدم إلى استجابة‪ ،‬كىذه تككف ذاتيا بمثابة مثير‬
‫داخمي يؤدم إلى استجابة أخرل كىكذا‪.‬‬

‫طا سمككية‬
‫ينمك السمكؾ بتككيف سبلسؿ متصمة مف العادات‪ ،‬ثـ تصبح ىذه العادات أنما ن‬
‫تساعد الكائف عمى مكاجية مكاقؼ الحياة‪ ،‬كنفس القكؿ عمى السمكؾ االجتماعي الذم يتككف مف‬
‫سبلسؿ مف العادات الميكانيكية المرتبطة بمثيرات البيئة االجتماعية‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫عد النظرية السمككية أف السمكؾ اإلنساني سمكؾ فطرم منعكس‪ ،‬أم أنو فعؿ أك ما يطمؽ‬
‫ت ٌ‬
‫عميو “مثير كاستجابة”‪ ،‬كال تعترؼ النظرية السمككية بكجكد استعدادات فطرية دافعة يرثيا النكع‬
‫اإلنساني‪ ،‬فاإلنساف في نظرىـ آلة تستجيب لما حكليا مف منبيات‪ ،‬كال تحركو دكافع داخمية نحك‬
‫غايات بؿ منبيات خارجية كداخمية‪ ،‬تجعؿ مف الفعؿ الغريزم سمسمة مف الحركة اآللية العمياء‬
‫بعضا‪ ،‬دكف حاجة إلى تدخؿ الشعكر كدكف حاجة افت ارض غرض يرمي إليو أك‬
‫ن‬ ‫يتبع بعضيا‬
‫دافع يكجو إلى ىدؼ‪.‬‬

‫يقرر أنصار ىذا االتجاه أف االنفعاالت الفطرية ال تزيد عف ثبلثة‪ :‬الخكؼ كالغضب كالحب‪،‬‬
‫فمثبل المثير الطبيعي لمخكؼ ىك الصكت المرتفع‬
‫أما ما عاداىا مف انفعاالت فيك مكتسب‪ ،‬ن‬
‫العالي‪ ،‬كأف مثير الغضب ىك منع الطفؿ مف الحركة‪ ،‬كأف مثير المحبة ىك التكدد كاالبتساـ‪.‬‬

‫فسرت ىذه المدرسة سمكؾ اإلنساف عمى أنو فطرم منعكس‪ ،‬فقد ربطت بيف المنبو‬ ‫ٌ‬
‫كاالستجابة بصكرة آلية محضة دكف النظر إلى طبيعة المنبو‪ ،‬كدكف اعتبار لشعكر الفرد كحالتو‬
‫النفسية‪ ،‬رغـ أف المنبو الكاحد قد يثير استجابات مختمفة في أشخاص مختمفيف أك في الفرد نفسو‬
‫مف حيف آلخر‪.‬‬

‫صنفت النظرية السموكية السموك اإلنساني إلى قسمين‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أوليما السموك المنعكس الشرطي البسيط (الفطرم كالتمقائي أك الميكانيكي) كال دخؿ لئلرادة فيو‪،‬‬
‫مثؿ‪ :‬ضيؽ حدقة العيف عند تعرضيا لضكء شديد‪ ،‬كتصبب العرؽ كزيادة عدد دقات القمب‬
‫كارتفاع ضفط الدـ كافراز بعض الغدد عند حدكث انفعاؿ معيف مثؿ الخكؼ أك الغضب (زلزاؿ –‬
‫حادث – تطاكؿ أك إىانة إلخ)‪.‬‬

‫ثانييما ىو السموك المنعكس الشرطي المركب (أك المتعمـ أك المكتسب)‪.‬‬

‫طرق وأنماط التعمم في النظرية السموكية‬ ‫‪‬‬

‫اقتنع ثكرنديؾ بضركرة االقتصار عمى دراسة السمكؾ الخارجي حتى يمكف فيـ الطبيعة‬
‫البشرية‪ ،‬كما دعى كاطسكف إلى نبذ الطريقة الت ممية كاالقتصار عمى دراسة السمكؾ المكضكعي‬
‫لئلنساف‪ ،‬كقد تكصؿ ثكرنديؾ بعد تجاربو العديدة عمى سمكؾ الحيكاف إلى أف الحيكاف تعمـ عف‬
‫طريؽ المحاكلة كالخط ‪ ،‬بمعنى أنو يتعمـ بعد حؿ المشكمة‪ ،‬بإزالة كؿ الحركات غير الناجحة‬
‫كتقكية الناجح منيا‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫في ذلؾ أكضح أف عممية التعمـ تقكـ عمى قانكنيف ىما قانكف التكرار كقانكف األثر‪ ،‬فالنتائج‬
‫السارة تزيد مف تقكية االرتباط بيف المثير كاالستجابة‪ ،‬كالنتائج غير السارة المؤلمة تضعفو‪،‬‬
‫مبسطة كىي االرتباط بيف االستجابات كبيف بعض المنبيات‬‫فجميع عاداتنا ال تتككف بطريقة ٌ‬
‫تعقيدا ىي المحاكلة كالخط ‪.‬‬
‫ن‬ ‫أيضا بطريقة أخرل أكثر‬
‫شرطيا‪ ،‬بؿ تتككف ن‬
‫ن‬ ‫طا‬
‫ارتبا ن‬

‫يقكؿ العالـ باندركا أف التعمـ بالمبلحظة أك التقميد ميـ‪ ،‬كحسب ىذا النمط فإف جميع أنكاع‬
‫التعمـ ىذه تؤدم إلى تغير ميـ في سمكؾ الناس‪ ،‬خاصة إذا عززت‪.‬‬

‫يقكؿ لكينسكف أف االكتئاب يحدث نتيجة قمة تعزيز السمكؾ‪ ،‬إذ عندما يتمقى الناس تعزيزات‬
‫قميمة تقؿ لدييـ االستجابات‪ ،‬كنتيجة لذلؾ فإنيـ يستقبمكف تعزيزات أقؿ كىذا يجعميـ يعانكف مف‬
‫االكتئاب‪.‬‬

‫بعض االنتقادات الموجو لممدرسة السموكية‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬يركز أصحاب ىذا التكجو عمى السمككيات البسيطة‪ ،‬كبذلؾ تقؿ فاعمية تطبيقو عمى‬
‫تعقيدا‪.‬‬
‫ن‬ ‫المشاكؿ اإلنسانية األكثر‬
‫أحيانا عدـ اتفاؽ لممبادئ األكلية لمنضج كالنمك كالدافعية الداخمية‪،‬‬
‫ن‬ ‫‪ ‬يظير السمككيكف‬
‫كرفضيـ لمعمميات الداخمية كالمعرفية‪.‬‬
‫‪ ‬إف تعديؿ سمكؾ شخص يتضمف أسئمة جادة حكؿ القيـ التي لـ يتـ التعامؿ معيا بعد‬
‫عمى نحك مبلئـ‪.‬‬
‫‪ ‬بعض الجكانب اإليجابية في البرامج السمككية ال تستمر مع الكقت‪ ،‬كبعض البرامج‬
‫السمككية تظير صعكبة في جانب انتقاؿ التعمـ‪ ،‬كغير قادرة عمى مساعدة الفرد لتنقؿ‬
‫الميارات التي تعمميا إلى مكاقؼ متشابية‪.‬‬
‫‪ ‬تبالغ النظرية في دكر البيئة في إحداث االضطراب كتقمؿ مف األساليب األخرل مثؿ‬
‫الكراثة‪ ،‬كليذا تقؿ قدرتيا عمى تفسير بعض األمراض السمككية‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬النظرية الموقفية وتفسيرىا لمسموك االنساني‬

‫ظيرت ىذه النظرية منذ بداية السبعينيات‪ ،‬كتقر ىذه النظرية ب ىمية المتغي ارت البيئية‬
‫كالتكنكلكجية كاالجتماعية‪ ،‬كأثرىا عمى طبيعة الكحدة التي يتعامؿ معيا االختصاصي االجتماعي‬
‫كأسمكب العمؿ المتبع في المؤسسة التي يتعامؿ فييا‪ ،‬مما يكجب تطبيؽ المفاىيـ كالمبادئ‬
‫الرئيسة تطبيقنا يتبلئـ مع الظركؼ التي تمر بيا الكحدة‪ ،‬أك حتى لنفس الكحدة في مراحؿ تطكرىا‬

‫‪63‬‬
‫المختمفة‪ ،‬كتختار المنيج أك األسمكب الذم يتبلءـ مع المكقؼ أك الحالة التي تمر بيا ىذه‬
‫الكحدة‪ ،‬كتؤكد النظرية المكقفية أك المدخؿ المكقفي عمى أنو ال يكجد طريقة مثمى يمكف اتباعيا‬
‫في جميع المكاقؼ‪.‬‬

‫يرل أصحاب ىذه النظرية أف السمكؾ اإلنساني يت ثر بعدد مف العناصر المكجكدة في‬
‫المكقؼ الخاص بالسمكؾ كالتي ليا ت ثير في سمكؾ الفرد‪ ،‬منيا إدراكو‪ ،‬كالمراحؿ العمرية‪،‬‬
‫كجنسو‪ ،‬كمستكل التعميـ‪ ،‬كمياراتو كجممة احتياجاتو‪ ،‬كنمط شخصيتو‪ ،‬كذلؾ تكجد عناصر في‬
‫البيئة تؤثر في سمكؾ الفرد منيا العادات كالتقاليد كالظركؼ االقتصادية كاالجتماعية كالسياسية‪،‬‬
‫كعميو فإف سمكؾ اإلنساف ال يمكف أف يككف حصيمة لعنصر كاحد‪ ،‬بؿ ىك محصمة لعدد مف‬
‫العناصر تتداخؿ مع بعضيا البعض لمت ثير عمى ىذا السمكؾ‪.‬‬

‫‪-4‬أسس النظرية الموقفية‬

‫أساسا‪.‬‬
‫ن‬ ‫اضا‬
‫‪ -‬اإلقرار بكجكد اختبلؼ بيف الناس كاألكقات ككنو افتر ن‬
‫أساليب ثابتةن كمثاليةن قابمةه لمتطبيؽ في المكاقؼ كافة‪.‬‬
‫ى‬ ‫‪ -‬ال يمكف الت كد أف‬
‫‪ -‬ال يمكف قبكؿ األساليب الثابتة كالمتحيزة دكف مراعاة لممكقؼ كالظركؼ كالبيئة التي‬
‫تكاجو الكحدة‪.‬‬
‫‪ -‬ال يمكف الخركج بطريقة مثمى يمكف التعامؿ بيا في جميع المكاقؼ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلقرار ب ف الترابط بيف الكحدة كالبيئة كمتغيراتيا أشياء أساسية تؤدم إلى تغيير‬
‫األساليب لمكاجية المكقؼ بناء عمى المتغيرات البيئية‪.‬‬
‫‪ -‬إف النظر لئلطار العاـ كالكمي أساس لمعالجة األمكر الجزئية‪ ،‬كال يمكف لبلخصائي‬
‫أف ينظر إلى العممية أنيا أجزاء غير مترابطة‪ ،‬فالتخطيط كالتنظيـ كالتكجيو كالرقابة‬
‫أجزاء مترابطة يجب النظر إلييا مف منظكر كمي‪.‬‬
‫‪ -‬النظر إلى المنظمة عمى أنيا نظاـ مفتكح يت ثر بجميع القكل البيئية كيت ثر بيا‬
‫(التغذية المرتدة)‪.‬‬
‫ِ‪ -‬مقومات النظرية الموقفية‬

‫‪ -‬ال تقبؿ النظاـ المغمؽ (ألنو يغفؿ عف المتغيرات البيئية مما يؤدم إلى تدىكر العميؿ‬
‫كالمشكمة التي تكاجيو)‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫‪ -‬تؤكد كجكد عبلقة بيف المكقؼ كالنتيجة (فإذا حدث مكقؼ ما ترتب عميو نتيجة)‪،‬‬
‫كتحاكؿ النظرية تحديد العبلقة بيف المكقؼ كالنتيجة لتقديـ افتراضات يتـ تطبيقيا حسب‬
‫المكقؼ‪.‬‬
‫‪ -‬تطكير قدرات األفراد كاالختصاصييف‪ ،‬كذلؾ مف خبلؿ تزكيدىـ باألدكات المساعدة عمى‬
‫تنمية كتطكير المبلحظة كالتحميؿ‪ ،‬إليجاد المشاكؿ كتحميميا بمناظير مختمفة كليست‬
‫بطريقة كاحدة محددة‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬نظرية العالج المعرفي السموكي‬

‫قدـ دكنالد ىربرت ميكنيكـ ىذه النظرية في محاكلة لتكظيؼ األساليب العبلجية المعرفية‬
‫معا‪ ،‬كقد حصؿ ميكنيكـ عمى البكالريكس ُِٔٗـ‪ ،‬كناؿ درجة الماجستير مف جامعة‬
‫كالسمككية ن‬
‫إلينكم سنة ُٓٔٗـ‪ ،‬ثـ درجة الدكتكراة في عمـ النفس اإلكمينيكي سنة ُٔٔٗـ‪ ،‬كعمؿ في‬
‫جامعة كاتيرلك في أكنتاريك – كندا عاـ ُٔٔٗ عقب االنتياء مف الدكتكراة‪ ،‬كأصدر عدة مؤلفات‬
‫حكؿ اإلرشاد كالعبلج السمككي المعرفي كحكؿ طريقتو في العبلج‪ ،‬كىي التحصيف ضد الضغكط‬
‫النفسية‪.‬‬

‫تدرب ميكنيكـ في دراستو لمدكتكراة عمى العمؿ مع مرضى الفصاـ‪ ،‬كتدريبيـ عمى الحديث‬
‫بدال مف األفكار المتباعدة‪ ،‬مف خبلؿ استخداـ أساليب التشريط اإلجرائي‪،‬‬
‫الصحيح أم الصحي ن‬
‫صحيحا”‪“ ،‬كف متماس نكا‬
‫ن‬ ‫كنجح في أف يردد المرضى أثناء المقاببلت عبارات مثؿ‪“ :‬تحدث حديثنا‬
‫كمبلئما”‪.‬‬
‫ن‬
‫أيضا في تعديؿ سمككيات األطفاؿ الذيف يعانكف اضطرابات سمككية‪ ،‬مثؿ االندفاع‬
‫كنجح ن‬
‫كالعدكاف كالنشاط الزائد‪ ،‬ذلؾ عف طريؽ استخداـ التعميمات الذاتية‪ ،‬كقد أدم استخداـ ىذه‬
‫الطريقة بالمزاكجة مع االشتراط اإلجرائي إلى إعطاء نتائج أفضؿ لدل األطفاؿ‪ ،‬ما دفعو إلى‬
‫التكصية باستخداميا‪.‬‬

‫حاكؿ ميكينكـ أف يدرب مرضى الفصاـ عمى التحدث إلى أنفسيـ بطريقة تؤدم إلى تغير‬
‫ساعيا إلى‬
‫ن‬ ‫ميتما بتخيبلت المرضى‬
‫ن‬ ‫سمككيـ‪ ،‬مف خبلؿ الحديث الداخمي أك المحادثة الداخمية‪،‬‬
‫إحداث تغييرات في السمكؾ كفي الشعكر كفي التفكير‪ ،‬كاستخمص ميكنيكـ مف أبحاثو عمى‬
‫فعاال في تغيير‬
‫األطفاؿ مضطربي السمكؾ أف التدريب عمى التعميمات الذاتية يمكف أف يككف ن‬
‫األنماط المعرفية‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫كثير مف العمماء ساىمكا ب فكارىـ في تطكير العبلج‬
‫مف الضركرم أف نشير إلى أف نا‬
‫المعرفي السمككي‪ ،‬منيـ شمدكف ُٓٗٗـ‪ ،‬جامبريؿ ُٓٗٗـ‪ ،‬بيؾ ُٖٗٗـ‪ ،‬كرنر ُٓٗٗـ‪،‬‬
‫جميعا ب فكار باندركا ُٕٕٗـ حكؿ التعمـ االجتماعي‪.‬‬
‫ن‬ ‫بيرليف ُِٖٗـ‪ ،‬كقد ت ثركا‬

‫‪ -4‬االفتراضات الرئيسة لنظرية العالج المعرفي السموكي‬


‫ضمانا لئلقبلؿ مف السمكؾ التمقائي‪.‬‬
‫ن‬ ‫‪ -‬ضركرة التفكير قبؿ السمكؾ‬
‫كبير عمى سمكؾ الفرد‪ ،‬كمف ثـ يجب االىتماـ بو كدراستو‪،‬‬
‫ثير نا‬
‫‪ -‬يؤثر حديث الذات ت نا‬
‫كتحميمو كتقكيمو كالتدريب عميو‪.‬‬
‫‪ -‬الجكانب المعرفية تؤثر عمى الجكانب الفسيكلكجية كعمى االنفعاالت‪ ،‬ليذا كمما كاف‬
‫ممما بجكانب المكضكع كبطبيعة شخصية المرتبطيف بو كاف أقدر عمى‬
‫الفرد ن‬
‫التصرؼ الصحيح‪.‬‬
‫‪ -‬تكجد عبلقة بيف التقديرات الذاتية كالحالة المزاجية لمفرد‪ ،‬فكمما زاد التقدير الذاتي‬
‫تحسنت الحالة المزاجية‪ ،‬كمف ثـ تحسف السمكؾ‪ ،‬ليذا تجد اإلنساف ضعيؼ التقدير‬
‫لذاتو عادة ما يككف عصبي المزاج‪ ،‬شكا نكا في اآلخريف‪.‬‬
‫‪ -‬حديث الذات يؤثر في تغيير الكجداف كالتفكير‪ ،‬كبذلؾ ي تي السمكؾ مرتبطنا بقدرة‬
‫حديث الذات عمى الت ثير في عمميات االنتباه كالتقدير‪ ،‬التي يجرييا الفرد حكؿ‬
‫المكقؼ الضاغط‪.‬‬
‫أكد ميكنيكـ عاـ ُِٖٗـ أف التدريب عمى حديث الذات قد أظير فاعمية أكبر في‬
‫ثبلثة مجاالت‪:‬‬
‫‪ ‬التكجييات الخاصة بالعبلقات الشخصية‪.‬‬
‫‪ ‬العكامؿ المعرفية المرتبطة باإلجياد كالضغكط‪.‬‬
‫‪ ‬ت ثير العكامؿ الذاتية عمى ردكد الفعؿ الفسيكلكجية‪.‬‬
‫‪ -2‬مراحل العالج عند ميكنيوم‬

‫‪ -‬مرحمة المبلحظة الذاتية‪.‬‬


‫‪ -‬مرحمة األفكار كالسمكؾ غير المتكافؽ‪.‬‬
‫‪ -‬مرحمة تطكير الجكانب المعرفية لمتغيير‪.‬‬
‫‪-3‬جوانب القوة في نظرية العالج المعرفي السموكي‬

‫‪66‬‬
‫‪ -‬تقكـ ممارستو عمى فكرة مبسطة مؤداىا أف عدـ عقبلنية تفكير البشر يؤدم إلى تشكيش‬
‫الكاقع لدييـ‪ ،‬ما يؤدم إلى االنفعاالت الخاطئة فيحدث المرض النفسي‪.‬‬
‫‪ -‬يجمع في ممارستو مزايا النظرية المعرفية كمزايا النظرية السمككية‪.‬‬
‫‪ -‬يركز عمى السمكؾ الظاىر المقاس في عبلقتو بالتفكير غير المنطقي‪.‬‬
‫‪ -‬يتطمب فترة زمنية أقؿ في الممارسة مقارنة باالتجاىات العبلجية األخرل‪.‬‬
‫‪ -‬يركز عمى الحاضر في التعامبلت‪ ،‬كال يتطرؽ إلى الماضي البعيد‪.‬‬
‫تماما البل شعكر كالعقد النفسية‪.‬‬
‫‪ -‬ييمؿ ن‬
‫‪ -‬ال يعترؼ بتصنيفات األمراض النفسية كالعقمية‪ ،‬كيرل أنيا جزء مف األفكار غير‬
‫العقبلنية‪.‬‬
‫‪-4‬جوانب الضعف في نظريو العالج المعرفي السموكي‬

‫‪ -‬ييمؿ إلى حد كبير التعامؿ مع المشاعر‪.‬‬


‫‪ -‬ال يكضح االختبلؼ في الممارسة بيف الثقافات المختمفة‪.‬‬
‫‪ -‬يعتمد عمى الحكـ الذاتي لممعالج في تقدير مدل كاقعية السمكؾ‪ ،‬كىذا يجعمو عرضة‬
‫الختبلؼ الحكـ مف معالج آلخر‪.‬‬
‫كثير ما نجد أف االنفعاالت‬
‫‪ -‬ليس بالضركرة أف االنفعاالت ىي التي تكلد األفكار‪ ،‬بؿ نا‬
‫أقكل مف األفكار‪ ،‬كبالتالي تمنع اإلنساف مف التفكير السكم العقبلني‪.‬‬
‫‪ -‬طبيعة العبلقة بيف المعالج كالعميؿ غير محددة بدقة‪ ،‬كىذا يجعؿ الممارسة تتسـ‬
‫ببعض الجكانب الذاتية‪.‬‬
‫‪ -‬غياب البعد عف مفاىيـ النظرية‪.‬‬
‫معالجا‬
‫ن‬ ‫دكر أكبر في تحقيؽ النتائج كاقناع العميؿ‪ ،‬ما يتطمب‬
‫‪ -‬شخصية المعالج تمعب نا‬
‫أكثر ميارة‪ ،‬كقد ال يتكفر ىذا بالقدر المطمكب في بعض المجتمعات النامية‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬نظرية ىرم "ماسمو" )‪ (Maslow‬لالحتياجات‪:‬‬

‫متدرج ي خذ شكؿ ىرـ‪ ،‬تتكضَّع فيو االحتياجات البشرية‬


‫ىرـ وماسمكو لبلحتياجات ىك نمكذج ِّ‬
‫األساسية بالترتيب بحيث ال يمكف إشباع الحاجة األعمى َّإال بعد إشباع الحاجة التي تسبقيا في‬
‫ككفقان ليذه النظرية‪َّ ،‬‬
‫فإف احتياجاتنا األساسية ىي احتياجات البقاء‪ ،‬كىذه ىي الدكافع‬ ‫الترتيب‪ ،‬ى‬

‫‪67‬‬
‫منطقي‪ ،‬فمف غير المعقكؿ أف تسعى إلى الحصكؿ عمى مكانة‬
‫ٌّ‬ ‫أمر‬
‫األساسية كراء السمكؾ‪ ،‬كىذا ه‬
‫اجتماعية كأنت غير قادر عمى الحصكؿ عمى الطعاـ أك الماء‪.‬‬

‫َّإنؾ تحتاج إلى إشباع احتياجاتؾ البيكلكجية قبؿ أف تشعر بالرغبة في معالجة عكامؿ أيخرل‬
‫في الحياة‪ ،‬كيزداد الدافع قكة كمما طاؿ الكقت الذم تيعاني فيو مف حاجة غير يمشبعة‪ ،‬فمثبلن كمما‬
‫أمضيت كقتان أطكؿ في حالة االستيقاظ‪ ،‬ازداد إرىاقؾ‪ ،‬كازدادت حاجتؾ إلى النكـ‪.‬‬

‫فإنو كبمجرد أف تيشبًع الحاجة األدنى‪َّ ،‬‬


‫فإف المستكل‬ ‫بالعكدة إلى سياؽ ترتيب االحتياجات‪َّ ،‬‬
‫التالي مف االحتياجات في اليرـ يصبح المصدر كراء الدافع السمككي‪ ،‬كىكذا حتى تيشبًع‬
‫احتياجاتؾ جميعيا‪ ،‬كتيحقِّؽ الدرجة القصكل إلمكاناتؾ؛ فاالحتياجات األربع األكلى في ىرـ‬
‫سمى بػ واحتياجات النقصو؛ بمعنى َّأنو يككف لديؾ الدافع لتعكيض النقص في ىذه‬ ‫وماسمكو تي َّ‬
‫االحتياجات‪.‬‬

‫‪ -‬االحتياجات وفقا ليرم "ماسمو" ىي ‪:‬‬

‫‪ .4‬احتياجات فيسيولوجية‪:‬‬

‫تتضمف المتطمَّبات الحيكية لمبقاء عمى قيد الحياة‪ ،‬مثؿ‪ :‬اليكاء‪ ،‬كالطعاـ‪ ،‬كالماء‪ ،‬كالنكـ‪ ،‬كالم كل؛‬
‫َّ‬
‫شبع ىذه االحتياجات‪ ،‬كتبقى االحتياجات األيخرل جميعيا ثانكية‬‫إذ تختؿ كظائفؾ الحيكية ما لـ تي ى‬
‫شبع بعد‪.‬‬ ‫طالما َّ‬
‫أف ىذه االحتياجات الفيزيكلكجية لـ تي ى‬

‫ِ‪ .‬الحاجة إلى األمن‪:‬‬

‫شبع االحتياجات الفيزيكلكجية‪ ،‬تصبح الحاجة لؤلمف كاألماف حاجة يممًحَّة؛ إذ يتكؽ‬‫بعد أف تي ى‬
‫اإلنساف إلى االستقرار كالشعكر بالثقة كالسيطرة‪ ،‬كىذا يشمؿ األماف العاطفي‪ ،‬كاألماف المالي‪،‬‬
‫مثؿ‪ :‬الحصكؿ عمى كظيفة‪ ،‬كاالستقرار الصحي‪ ،‬كتفادم خطر الحكادث كاإلصابات‪.‬‬

‫‪ .3‬الحاجة إلى الحب والشعور باالنتماو‪:‬‬

‫يتضمف الحاجة إلى العبلقات الشخصية‪ ،‬كشعكر‬


‫َّ‬ ‫المستكل الثالث مف االحتياجات البشرية‬
‫اإلنساف بككنو فردان مف الجماعة؛ كىذا يعني كجكد أصدقاء‪ ،‬كعبلقات دافئة‪ ،‬كتبادؿ الحب‪ ،‬كالثقة‬
‫كمحبكب‪.‬‬
‫ه‬ ‫مع اآلخريف‪ ،‬كأف يشعر اإلنساف ب َّنو مقبك هؿ‬

‫‪ .4‬احتياجات التقدير‪:‬‬

‫‪68‬‬
‫يصنؼ وماسمكو احتياجات التقدير إلى فئتيف‪ :‬احتراـ الذات‪ ،‬كالشعكر باالحتراـ مف ًقبؿ اآلخريف‪،‬‬
‫ِّ‬
‫أف حاجة اإلنساف إلى الشعكر ب نَّو مكضع احتراـ اآلخريف‪ ،‬تككف محسكسة في‬
‫ككضَّح وماسمكو َّ‬
‫عمر م ِّ‬
‫بكر مف حياتو‪ ،‬ك َّأنيا تسبؽ حاجة اإلنساف إلى الشعكر بتقدير الذات‪.‬‬ ‫و ي‬
‫تاـ إلحدل االحتياجات لبلنتقاؿ‬
‫بإشباع ٍّ‬
‫و‬ ‫يفترض وماسمكو َّأنو ليس ضركريان أف يقكـ اإلنساف‬
‫شبعة أكثر بقميؿ أك أقؿ‬ ‫أف احتياجات النقص يمكف أف تككف يم ى‬ ‫يكضح َّ‬
‫ِّ‬ ‫إلى الحاجة التالية‪ ،‬كما‬
‫بقميؿ مف المطمكب قبؿ أف يبدأ اإلنساف بتكجيو تركيزه كجيكده نحك إشباع الحاجة التالية؛ فمثبلن‪،‬‬
‫تحكؿ تركيزؾ نحك القضايا التي‬
‫أنت لست محتاجان لمحصكؿ عمى ثماني ساعات مف النكـ حتى ِّ‬
‫تخص سبلمتؾ الجسدية‪.‬‬
‫ُّ‬

‫يكجد في المستكل األعمى كاألخير مف اليرـ احتياجات والنمكو‪ ،‬كىذه ال تنتج عف النقص‬
‫في شيء ما؛ بؿ تنبع مف التطمُّع إلى تطكير الشخصية‪ ،‬كفي حيف َّأنو مف الناحية النظرية يككف‬
‫بمقدكر الناس جميعيـ الكصكؿ إلى أعمى مستكل مف تحقيؽ الذات‪َّ ،‬إال َّ‬
‫أف كثيريف ال يصمكف‬
‫إلى ذلؾ‪.‬‬

‫السبب َّأنو غالبان ما يتـ إعاقة ُّ‬


‫التقدـ نحك ىذا المستكل بسبب عدـ إشباع احتياجات المستكل‬
‫األدنى بفعؿ ظركؼ متنكعة في الحياة‪ ،‬مثؿ‪ :‬فقداف الكظيفة‪ ،‬كالظركؼ الصحية المزمنة‪،‬‬
‫تحكالن جذريان‪ ،‬أك خسارة األصدقاء‪ ،‬كالككارث الطبيعية‪ ،‬كما تجعؿ‬
‫كتحكؿ مجرل الحياة ُّ‬
‫ُّ‬ ‫كالطبلؽ‪،‬‬
‫التجارب الحياتية الناس َّ‬
‫يتقدمكف تارةن نحك مستكل أعمى مف االحتياجات‪ ،‬كيتراجعكف تارةن أيخرل‬
‫نحك مستكل أدنى‪ ،‬كذلؾ كفقان الحتياجاتيـ في و‬
‫كقت ما‪.‬‬ ‫ى‬
‫و‬
‫شخص آلخر‪ ،‬كال تعني في نظرية وماسمكو أف يعيش‬ ‫تختمؼ عممية تحقيؽ الذات مف‬
‫اإلنساف حياةن مثاليةن؛ بؿ يمكف لمناس التركيز عمى ىذه الحاجة؛ أم حاجة تحقيؽ الذات‪ ،‬بطرائؽ‬
‫و‬
‫شخص لديو أكالد ىك أف يككف‬ ‫فردية كشخصية جدان؛ فمثبلن‪ ،‬قد يككف تحقيؽ الذات بالنسبة إلى‬
‫كالدان نمكذجيان‪ ،‬بينما قد تتجمَّى ىذه الحاجة لدل شخص آخر في تحقيؽ ُّ‬
‫التفكؽ الرياضي‪.‬‬

‫شخص ما‪َّ ،‬إال‬


‫و‬ ‫عما يعنيو تحقيؽ الذات بالنسبة إلى‬
‫لكف في جميع األحكاؿ‪ ،‬كبصرؼ النظر َّ‬
‫َّأنو ينطكم عمى صحة نفسية جيدة‪ ،‬كشعكر بالرضى كاألماف؛ فاألشخاص الذين يحقِّقون ذواتيم‬
‫يتَّصفون بما يأتي‪:‬‬

‫‪ ‬مبدعكف كلدييـ ركح الدعابة‪.‬‬


‫‪ ‬يتقبَّمكف أنفسيـ‪ ،‬كيتقبَّمكف اآلخريف كما ىـ‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫و‬
‫كىادفة‪.‬‬ ‫و‬
‫عميقة‬ ‫و‬
‫عبلقات‬ ‫‪ ‬يحافظكف عمى‬
‫‪ ‬يمكف أف يعيشكا دكف االعتماد عمى اآلخريف‪.‬‬
‫تصكر دقيؽ لمكاقع‪ ،‬كلدييـ كعي ذاتي‪.‬‬
‫‪ ‬لدييـ ُّ‬
‫‪ ‬يعيشكف حياةن ذات مغزل كىدؼ‪.‬‬
‫‪ ‬يعيشكف لحظات مف السعادة الحقيقية‪.‬‬
‫‪ ‬يشعركف بالتعاطؼ مع اآلخريف‪.‬‬
‫‪ِّ ‬‬
‫يقدركف قيمة الحياة‪ ،‬كيمتمككف يقظة ذىنية عالية‪.‬‬
‫دافع ك و‬
‫احد؛ عمى سبيؿ‬ ‫انتيى وماسمكو إلى َّ‬
‫أف سمككنا عادةن ما يككف نابعان مف أكثر مف و‬
‫متحمسان إلنجاز مشركع في العمؿ في المكعد النيائي إلشباع حاجة كسب‬
‫ِّ‬ ‫المثاؿ‪ ،‬قد تككف‬
‫احتراـ زمبلئؾ في العمؿ (احتياجات التقدير)؛ كذلؾ لمحفاظ عمى شعكرؾ ب نَّؾ مقبكؿ مف‬
‫اآلخريف في الشركة (حاجة االنتماء)‪ ،‬حتى تحافظ عمى إحساس باألمف الكظيفي (احتياجات‬
‫األمف)؛ كذلؾ لت ميف الطعاـ كالشراب كمستمزمات العيش لنفسؾ كلعائمتؾ (احتياجات‬
‫فيزيكلكجية)‪.‬‬

‫شبعة‪.‬‬
‫الم ى‬ ‫أف ىذه النظرية تي ِّ‬
‫ذكرنا َّ‬ ‫الخبلصة‪َّ ،‬‬
‫أف السمكؾ البشرم قائـ عمى تمبية االحتياجات غير ي‬

‫سابعا ‪ :‬نظرية التوقُّع لـ "فكتور فروم" ‪(Victor Vroom):‬‬

‫بناء عمى النتائج التي يتكقَّعكف‬


‫يقرركف فعؿ شيء ما ن‬ ‫أف الناس ِّ‬ ‫افترض وفكتكر فركـو َّ‬
‫إف شخصان يعمؿ‬ ‫جراء القياـ بيذا الفعؿ؛ ففي بيئة العمؿ‪ ،‬يمكف القكؿ مثبلن َّ‬
‫الحصكؿ عمييا مف َّ‬
‫ألنو يتكقَّع زيادة في الراتب‪ ،‬كيقترح وفركـو َّ‬
‫أف الناس يصمكف إلى مستكل‬ ‫لساعات أطكؿ؛ كذلؾ َّ‬
‫و‬
‫عاؿ مف الحماسة كاإلنتاجية إذا ما تحقَّؽ شرطاف‪ ،‬كىما‪:‬‬

‫‪ ‬اعتقاد الشخص ب َّف جيكده ستؤدم إلى النجاح‪.‬‬


‫‪ ‬اعتقاد الشخص ب َّنو سيحقِّؽ مكاسب َّ‬
‫جراء جيكده‪.‬‬
‫أف الناس يندفعكف لمعمؿ الجاد عندما يركف َّ‬
‫أف ىناؾ عبلقةن متبادلةن بيف جيكدىـ‬ ‫بمعنى َّ‬
‫كانجازاتيـ كالمكاسب التي يحصمكف عمييا‪ ،‬كتفترض ىذه النظرية َّ‬
‫أف سمكؾ الناس ىك نتيجة‬
‫المتعة‪ ،‬كتخفيؼ األلـ قدر اإلمكاف‬‫اختيارات كاعية يككف اليدؼ منيا الكصكؿ إلى أكبر قدر مف ي‬
‫في نفس الكقت‪ ،‬كيستخدـ وفركـو ثبلثة ِّ‬
‫متغيرات في نظريتو‪ ،‬كىي‪ :‬التكقع‪ ،‬كالكسيمة‪ ،‬كالتكافؤ‪.‬‬

‫‪ .4‬التوقُّع‪:‬‬

‫‪71‬‬
‫يشمؿ التكقُّع عممية التفكير القائمة عمى افتراض َّ‬
‫أف الجيد الذم يبذلو الفرد سكؼ يؤدم إلى‬
‫عممت ٍّ‬
‫بجد‪ ،‬فسيككف أدائي أفضؿو‪.‬‬ ‫ي‬ ‫تحقيؽ األداء المطمكب؛ مثبلن وإذا‬

‫وىذا يتأثر بثالثة عوامل‪:‬‬

‫‪ ‬امتبلؾ المكارد المخصَّصة (مثؿ‪ :‬المكاد كالمعمكمات كالكقت)‪.‬‬


‫‪ ‬امتبلؾ الميارات المطمكبة إلنجاز العمؿ‪.‬‬
‫‪ ‬تمقِّي الدعـ في مسعاؾ إلى إنجاز العمؿ (تمقِّي الدعـ مف مديرؾ في العمؿ)‪.‬‬
‫‪ .2‬الوسيمة‪:‬‬

‫الكسيمة ىي عممية التفكير التي تنطكم عمى تكقُّع الفرد ب َّنو سيحصؿ عمى مكاف ة إذا حقَّؽ األداء‬
‫المطمكب؛ مثبلن وإذا كاف أدائي جيدان‪ ،‬فسكؼ أحصؿ عمى مكاف ة مناسبةو‪.‬‬

‫وىذا يتأثر بيذه العوامل‪:‬‬

‫‪ ‬الحصكؿ عمى فيـ كاضح لكيفية ارتباط األداء بالمكافهت‪.‬‬


‫‪ ‬الثقة ب َّف اآلخريف سيتَّخذكف القرار السميـ فيما يتعمَّؽ بمنح المكاف ة لمف يستحقيا؛ مثبلن‪،‬‬
‫أنت تثؽ ب َّف مديرؾ يمنح المكافهت بما يتناسب مع ميارة المكظؼ كمستكل مسؤكليتو‬
‫كمقدار معرفتو‪.‬‬
‫‪ ‬الشفافية في عممية تمقِّي النتائج‪.‬‬
‫‪ .3‬التكافؤ‪:‬‬

‫تصكر الفرد لقيمة المكاف ة‪ ،‬كلكي يككف ىذا العنصر يمحفِّ انز‪ ،‬يجب أف يرغب الشخص‬
‫ُّ‬ ‫ىك‬
‫في الحصكؿ عمى النتيجة أكثر مف رغبتو بعدـ تحقُّقيا؛ فمثبلن‪ ،‬إذا كاف الحافز بالنسبة إلى‬
‫شخص ما ىك الحصكؿ عمى مز ويد مف الماؿ‪ ،‬فقد ال تثير فكرة الحصكؿ عمى إجازة إضافية في‬
‫و‬
‫تصكرات الفرد؛ ما‬
‫ُّ‬ ‫العمؿ أم نكع مف الحماسة لديو؛ إذ تعتمد نظرية التكقُّع لدل وفركـو عمى‬
‫يعني َّ‬
‫أف ما قد ينجح مف أساليب لزيادة الحماسة مع أغمبية المكظفيف قد ال ينجح مع بعضيـ‪.‬‬

‫نستخمص مما سبؽ اف ما يدفع الناس إلى القياـ ب م شيء ىك تكقُّعيـ ب َّنيـ سيحصمكف عمى‬
‫المرجكة إذا حقَّقكا ىدفيـ‪ ،‬كبخبلؼ ذلؾ ًتق ُّؿ حماستيـ إذا لـ يركا َّ‬
‫أف النتيجة تستحؽ‬ ‫َّ‬ ‫النتيجة‬
‫العناء‪ ،‬أك لككنيـ ال يظنُّكف َّ‬
‫أف القياـ بالعمؿ سيؤدم في الكاقع إلى الحصكؿ عمى المكاف ة‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫الفعال" لـ "بورىوس سكينر"‬
‫ثامنا ‪ :‬نظرية "التكييف َّ‬

‫عمى النقيض مف النظريات األيخرل‪َّ ،‬‬


‫فإف نظرية التكييؼ الفعَّاؿ ال تيقيِّـ شخصية الفرد؛ بؿ‬
‫يتصرفكف ىكفقان لنكع المكاف ة التي يعتقدكف َّأنيـ سيكسبكنيا نتيجة ألداء‬
‫َّ‬ ‫تقكـ عمى فكرة َّ‬
‫أف الناس‬
‫العمؿ‪.‬‬

‫لقد افترض وسكينرو َّ‬


‫أف أفضؿ طريقة لفيـ الدافع كالسمكؾ ىي تقييـ أسباب الفعؿ كما ىي‬
‫النتائج المترتبة عمى القياـ بالفعؿ‪.‬‬

‫وتعالج النظرية ثالثة أنواع من العوامل التي تؤثر في السموك‪:‬‬

‫المحايدة‪ :‬االستجابات التي ال تزيد كال تقمِّؿ مف احتمالية تكرار السمكؾ‪،‬‬


‫‪ -‬العوامل ُ‬
‫فإف التعزيز ال يحدث‪ ،‬كىذا يؤدم إلى تثبيط‬ ‫فعندما ال تكجد مكاف ة كال عقكبة‪َّ ،‬‬
‫عرؼ بانقراض السمكؾ؛ عمى سبيؿ المثاؿ‪ ،‬إذا كاف شريكؾ يرسؿ‬ ‫السمكؾ‪ ،‬كىك ما يي ى‬
‫إليؾ رسائؿ نصية متكررة خبلؿ اليكـ‪ ،‬كلـ ترد عمييا فقد يتكقَّؼ في النياية عف‬
‫إرساؿ الرسائؿ‪.‬‬
‫ِّ‬
‫المعززات‪ :‬االستجابات البيئية التي تزيد مف احتمالية تكرار السمكؾ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬العقوبات‪ :‬االستجابات البيئية التي تقمِّؿ مف احتمالية تكرار السمكؾ‪.‬‬
‫لكنؾ ربما تجيؿ الطرائؽ التي تيمارس مف خبلليا‬ ‫إف فكرة التكييؼ الفعَّاؿ معركفة نسبيان‪َّ ،‬‬
‫َّ‬
‫ىذه النظرية في حياتؾ اليكمية‪ ،‬كعمى األرجح َّأنؾ تستخدـ مبادئ ىذه النظرية َّ‬
‫إما لمبدء بعادة‬
‫لمتصرؼ‬
‫ُّ‬ ‫جديدة‪ ،‬أك عندما تحاكؿ تعديميا‪ ،‬أك التخمُّص منيا‪ ،‬كربما تستخدميا لتحفيز أطفالؾ‬
‫التصرؼ بيذه الطريقة‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫بطريقة معيَّنة أك عدـ‬

‫في بيئة العمؿ‪ ،‬تستخدـ ىذه النظرية إلنشاء أنظمة الحكافز‪ ،‬فإذا أراد المديركف تعزيز‬
‫فإنيـ يمنحكف المكافهت‪ ،‬كاذا أرادكا َّ‬
‫الحد مف سمكؾ معيَّف‪ ،‬فإنَّيـ يفرضكف‬ ‫السمكؾ في شركتيـ‪َّ ،‬‬
‫عقكبات عند القياـ بيذا السمكؾ‪ ،‬لكف حتى تفيـ كيؼ تستخدـ التكييؼ الفعَّاؿ في حياتؾ اليكمية‪،‬‬
‫يتضمف حاف انز يؤدم إلى سمكؾ معيَّف يترتب عميو نتيجة معينة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫حاكؿ أف ِّ‬
‫تفكر في مكقؼ‬

‫‪72‬‬
‫مف األمثمة الشائعة‪ ،‬ىي عادة ترؾ مبلبسؾ كحذائؾ الرياضي بالقرب مف سريرؾ في الميؿ؛‬
‫إذ يمكف أف تساعد ىذه العادة عمى تحفيزؾ لمجرم بًكصفو أكؿ نشاط تقكـ بو منذ االستيقاظ‪،‬‬
‫سمى بالتعزيز‪.‬‬
‫كىذا ما يي َّ‬

‫فإف‬ ‫ِّ‬
‫المعززات ‪ -‬كىي في مثالنا الحذاء كالمباس الرياضي ‪ -‬خاصة بحالة محددة‪َّ ،‬‬ ‫نظ انر َّ‬
‫ألف‬
‫الم ِّ‬
‫عزز‪ ،‬كربما لف تمارس الجرم في اليكـ الذم تترؾ‬ ‫تركيا في الخزانة لف يككف لو نفس الت ثير ي‬
‫فيو مبلبسؾ الرياضية في الخزانة‪ ،‬كمع ذلؾ‪ ،‬إذا خرجت لمركض‪ ،‬فستكافى بالشعكر بالرضى عف‬
‫نفسؾ بسبب بدء يكمؾ بسمكؾ صحي؛ إذ َّ‬
‫إف رؤيتؾ لممبلبس المخصَّصة لمعمؿ فكر استيقاظؾ‬
‫لف يككف لو الت ثير نفسو فيؾ عندما ترل مبلبس كحذاء الركض‪.‬‬

‫‪ُ -‬ي َع ُّد الوقت عنص ارً َّ‬


‫ىاماً في ىذه النظرية؛ إذ ال يجب أف يفصؿ بيف القياـ بالسمكؾ‬
‫كتقديـ المكاف ة أك العقكبة كقت طكيؿ‪ ،‬حتى َّ‬
‫تتعزز العبلقة بيف العامميف؛ أم السمكؾ‬
‫كالنتيجة‪ ،‬كما تي ىع ُّد ىذه النظرية مكثكقة في مجمكعة متنكعة مف األكضاع كىذا ىك‬
‫سبب شيرتيا الكبيرة‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬نظرية تحديد األىداف لـ "إدوين لوك" ‪.‬‬

‫تشير نظرية تحديد األىداؼ لػ وإدكيف لكؾو إلى ت ثيرات تحديد األىداؼ في األداء المستقبمي‬
‫المحرؾ األساسي لسمكؾ الفرد‪ ،‬كتعطي ىذه النظرية‬
‫ِّ‬ ‫لمفرد‪ ،‬كيفترض ولكؾو َّ‬
‫أف األىداؼ ىي‬
‫أىمية كبيرة لخصكصية اليدؼ لدل الفرد‪ ،‬كمقدار صعكبة تحقيقو‪ ،‬كقبكؿ الفرد ألىدافو‪.‬‬

‫ال تتكقؼ النظرية عند ىذا الحد؛ بؿ تكفِّر مقاييس لكيفية دمج األىداؼ في برامج الحكافز‬
‫لزيادة الدافع لدل األشخاص؛ إذ كجد ولكؾو في بحثو َّ‬
‫أف األشخاص الذيف كضعكا أىدافان محددة‬
‫كعامة‪َّ ،‬‬
‫كقدـ ولكؾو‬ ‫َّ‬ ‫كصعبة حصمكا عمى نتائج أفضؿ مف األشخاص الذيف كضعكا أىدافان سيمة‬
‫خمسة مبادئ أساسية لتحديد األىداؼ‪ :‬الكضكح‪ ،‬كالتحدم‪ ،‬كااللتزاـ‪ ،‬كالتغذية الراجعة‪ ،‬كتعقيد‬
‫المياـ‪.‬‬

‫الفعال لألىداف ما يأتي‪:‬‬


‫يتضمن إطار عمل "لوك" لمتحديد َّ‬
‫َّ‬

‫‪ -‬وضع أىداف صعبة‪ ,‬لكف قابمة لمتحقيؽ كمحددة كقابمة لمقياس أيضان‪ ،‬كىك ما ييعرؼ‬
‫باسـ اليدؼ الذكي؛ إذ تحفِّزؾ ىذه األنكاع مف األىداؼ عمى التركيز عمى ما تريده‬
‫بالضبط‪ ،‬كتساعدؾ عمى قياس ُّ‬
‫تقدمؾ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫‪ -‬االلتزام باليدف‪ ,‬فمف دكف الشعكر ب َّنو يجب عميؾ القياـ بالنشاط‪ ،‬فمف غير المتكقَّع أف‬
‫تبذؿ الجيد الكافي لتحقيؽ اليدؼ‪ ،‬حتى لك كانت محددان كصعبان‪.‬‬
‫‪ -‬المشاركة في عممية تحديد األىداف؛ إذ يزيد ذلؾ مف الشعكر بالدكافع الذاتية‪ ،‬كيقمِّؿ مف‬
‫متحمسان ليا‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫لست‬
‫الشعكر بالضغط الناجـ عف السعي إلى تحقيؽ أىداؼ ى‬
‫ىذا ِّ‬
‫يجنبؾ انخفاض مستكل األداء كعدـ التفاني في العمؿ‪ ،‬كما تضمف المشاركة في تحديد‬
‫متحمسان كفي نفس الكقت ال‬
‫ِّ‬ ‫أىدافؾ قد انر معقكالن مف التعقيد في المياـ‪ ،‬التعقيد الكافي ليجعمؾ‬
‫يجعمؾ تشعر باإلرباؾ‪.‬‬

‫‪ -‬وجود مصادر دعم؛ مثؿ‪ :‬التشجيع مف اآلخريف‪ ،‬كغيرىا مف المكارد؛ مثؿ‪ :‬الدعـ‬
‫المعنكم‪.‬‬
‫الكمي؛ لذلؾ‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ -‬معرفة عمميَّة بالنتائج؛ كذلؾ َّ‬
‫ألف أىدافؾ يجب أف تككف قابمة لمقياس‬
‫متحمسان‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫يجب أف تتمقَّى قد انر كافيان مف التغذية الراجعة حتى تبقى‬
‫فإف الفعؿ البسيط المتمثِّؿ في تحديد ىدؼ استراتيجي يزيد مف فرصؾ في‬
‫ىكفقان ليذه النظرية‪َّ ،‬‬
‫الكصكؿ إلى ىذا اليدؼ‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫المراجع المستخدمة‬

‫ُ‪ .‬خيرك أحمد المكاجدة‪ :‬تصكرات معممي المدارس األساسية لممارسة مديرييـ لمدكر القيادم‬
‫باستخداـ النظرية المكقفية في محافظة اربد‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشكرة‪ ،‬جامعة اليرمكؾ‪،‬‬
‫ََِّ‪.‬‬
‫ِ‪ .‬سيد اليكارم‪ :‬اإلدارة‪ :‬األصكؿ كاالسس العممية‪ ،‬مكتبة عيف شمس‪.ُْٗٗ ،‬‬
‫ّ‪ .‬ناديا أيكب‪ :‬العكامؿ المؤثرة عمى السمكؾ اإلدارم االبتكارم لدم المديريف في قطاع البنكؾ‬
‫التجارية السعكدية‪ ،‬مجمة اإلدارة العامة‪ ،‬العدد ُ‪ ،‬المجمد َْ‪ ،‬الرياض‪ ،‬معيد اإلدارة العامة‪،‬‬
‫َََِ‪.‬‬
‫ْ‪ .‬فرنس كيندؿ كبيؿ‪ :‬تطكير المنظمات – كتدخبلت عمـ السمكؾ لتحسيف المؤسسة‪ ،‬ترجمة‬
‫كحيد بف أحمد الميندم‪ ،‬الرياض‪ :‬إدارة الطباعة كالنشر بمعيد اإلدارة العامة‪ََُِ،‬‬
‫ٓ‪ .‬أبك نجيمة‪ ،‬سفياف محمد‪ ،‬مقاالت في الشخصية كالصحة النفسية‪ ،‬مطبعة منصكر‪ ،‬غزة ‪،‬‬
‫ََُِ‪.‬‬
‫ٔ‪ .‬اسماعيؿ أحمد محمد أحمد ‪ ،‬االتجاه نحك المرض النفسي في البيئة الفمسطينية ‪ ،‬الجامعة‬
‫االسبلمية ‪ ،‬غزة ‪.ََِٗ ،‬‬
‫ٕ‪ .‬حقي الفت ‪ ،‬االضطراب النفسي ‪:‬التشخيص كالعبلج كالكقاية ‪ ،‬مركز اإلسكندرية لمكتاب‪،‬‬
‫االسكندرية ‪.ُٗٗٓ ،‬‬
‫ٖ‪ .‬دكيدار عبد الفتاح ‪ ،‬في الطب النفسي ‪ ،‬دار المعرفة الجامعية ‪ ،‬االسكندرية ‪.ُٗٗٔ ،‬‬
‫ٗ‪ .‬عبد الرحماف محمد العيسكم ‪ ،‬االسبلـ ك الصحة النفسية ‪ ،‬طُ ‪ ،‬دار الراتب الجامعية ‪،‬‬
‫بيركت‪.ََُِ ،‬‬
‫مرسي كماؿ ‪ ،‬مدخؿ إلى عمـ الصحة النفسية ‪ ،‬طُ‪ ،‬دار القمـ ‪ ،‬الككيت ‪.ُٖٖٗ ،‬‬ ‫َُ‪.‬‬
‫يكسؼ جمعة ‪ ،‬النظريات الحديثة في تفسير األمراض النفسية ‪ ،‬دار غريب ‪ ،‬القاىرة ‪،‬‬ ‫ُُ‪.‬‬
‫ََُِ‪.‬‬
‫يكنغ ‪ ،‬عمـ النفس التحميمي‪ ،‬ترجمة نياد خياطة ‪ ،‬دار الحكراء ‪ ،‬بيركت ‪.ُٕٗٗ ،‬‬ ‫ُِ‪.‬‬
‫أحمد شكقي إبراىيـ‪ ،‬نظرية فركيد في العبلج بالتحميؿ النفسي‪ .‬مجمة الكعي اإلسبلمي‬ ‫ُّ‪.‬‬
‫ك ازرة األكقاؼ كالشئكف اإلسبلمية ‪ -‬الككيت ‪.ُُٖٗ ،)َِِ(ُٕ ،‬‬
‫عمي أسعد كطفة‪ ،‬المضاميف التربكية لسيككلكجيا فركيد في مجاؿ الطفكلة‪ :‬األنساؽ‬ ‫ُْ‪.‬‬
‫التربكية في نظرية التحميؿ النفسي‪ .‬مجمة الطفكلة كالتنمية ‪-‬مصر ‪.ََِّ ،)ُِ(ّ ،‬‬

‫‪75‬‬
‫نعيمة غازلي تمعزكزت‪ ،‬نقد نظرية التحميؿ النفسي لفركيد كبياف ما يتكافؽ كال يتكافؽ مع‬ ‫ُٓ‪.‬‬
‫المجتمعات العربية اإلسبلمية‪ .‬مجمة العمكـ اإلنسانية كاالجتماعية ‪ -‬جامعة قاصدم مرباح‬
‫‪ -‬كرقمة ‪ -‬الجزائر‪.َُِٔ ،‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫الشخصية والسموك‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫اوال ‪ :‬انواع الشخصية‬

‫ثانيا ‪ :‬البناو العام لمشخصية‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬خصائص الشخصية االنسانية ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬العوامل المؤثرة عمى الشخصية‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬نظريات دراسة وتغيير الشخصية والسموك‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬قياس الشخصية‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬تعديل الشخصية‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫ستظؿ الشخصية اإلنسانية أىـ لغز يسعى اإلنساف إلى فيمو كسبر أغكاه عمى مدل‬
‫الزمف‪ .‬حيث يؤدل تفيـ الشخصية اإلنسانية كمعرفة أسرارىا‪ ،‬كما يحركيا؛ كما يككنيا‪ ،‬كما‬
‫يشكؿ تصرفاتيا كسمككيا‪ ،‬يؤدل ذلؾ ببل شؾ إلى زيادة فاعمية التعامؿ مع البشر أفرادا‬
‫كجماعات‪ ،‬كمف ثـ يزيد مف قدرة اإلدارة فى أل منظمة مف حسف إدارة السمكؾ اإلنسانى بيا‬
‫بكفاءة كفعالية‪.‬‬

‫بيد إف ذلؾ األمر ليس مف األمكر سيمة المناؿ‪ ،‬فبل يزاؿ يكتنفو الكثير مف أكجو الغمكض‬
‫كالصعكبة‪ .‬فالتقدـ الرىيب الذل يحدث فى عمكـ الجماد كاألشياء ال يقابمو بالمثؿ تقدـ مشابو فى‬
‫عمكـ اإلنساف‪ .‬بؿ إف اإلنساف قد بدأ أكؿ ما ببدأ يتجو بفكره كعممو إلى ما حكلو مف أفبلؾ‬
‫كنجكـ كبحار كجباؿ كغير ذلؾ ككاف آخر مابدأ يدرسو كيفكر فيو ىك عمكـ اإلنساف كسبر‬
‫أغكاره‪ .‬كمف ثـ فإنو بالرغـ مف المحاكالت الحسيسة التى تزايدات لتفيـ النفس البشرية كسبر‬
‫أغكارىا كخاصة خبلؿ القرف العشريف‪ ،‬إال أنيا ال تزاؿ فى مراحؿ التككيف كالنمك لبناء نظرية‬
‫عممية متماسكة كال أقكؿ متكاممة‪.‬‬

‫كاننا سنحاكؿ تفيـ بعض ما قدمتو ىذه المحاكالت مف إسيامات مفيدة لتفيـ النفس البشرية‬
‫كما يشكؿ الشخصية كيؤثر فى سمككيا مف خبلؿ التعرؼ عمى مفيكـ الشخصية كخصائصيا‬
‫كبنائيا كالنظريات الفسرة لدراسة كتغيير السمكؾ كاخير كيفية تعديؿ السمكؾ كقياس الشخصية‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬تعريف الشخصية اإلنسانية‪.‬‬

‫رغـ االىتماـ الشديد بتحديد ماىية الشخصية اإلنسانية كتعريفيا كتحديد أبعادىا باعتبارىا أىـ‬
‫محددات السمكؾ اإلنسانى‪ ،‬إال أف كجيات النظر قد تعددت كاختمفت بشكؿ كبير حكؿ ذلؾ‪.‬‬
‫كتعددت التعاريؼ لدرجة يصعب حصرىا‪.‬‬

‫فيناؾ مف يراىا‪ :‬ومجمكعة الخصائص التى يتميز بيا فرد معيف كالتى تحدد مدل استعداده‬
‫لمتفاعؿ كالسمكؾو‪.‬‬

‫بمعنى آخر فإف تعبير الشخصية يشير إلى كيفية تنظيـ األنماط السمككة لمفرد فى نظاـ‬
‫متكامؿ يميز اإلنساف فى تفاعمو مع اآلخريف ‪ ،‬فالنظر إلى الشخصية اإلنسانية باعتبارىا نظاما‬
‫مفتكحا يؤثر كيت ثر بالبيئة المحيطة كيتفاعؿ معيا‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫كفى تعريؼ آخر فإف عالـ النفس ينظر إلى الشخصية باعتبارىا ودراسة التراكيب‬
‫كالعمميات السيككلكجية الثابتة‪ ،‬التى تنظـ الخبرة اإلنسانية كتشكؿ أفعاؿ الفرد كاستجاباتو لمبيئة‬
‫التى يعيش فيياو‪.‬‬

‫كما اىتـ العمماء كالباحثيف فى عمـ النفس بمصطمح الشخصية حيث قدمت كثير مف تعريفات‬
‫الشخصية‪ .‬نذكر عمي سبيؿ المثاؿ‪:‬‬

‫تعريف الشخصية من حيث التوافق مع البيئة‬ ‫‪-‬‬


‫‪ ‬باردف ‪ :‬الشخصية ىي الميكؿ الثابتة عند الفرد التي تنظـ عممية التكيؼ بينو كبيف‬
‫البيئة‪.‬‬
‫‪ ‬برت ‪ :‬الشخصية ىي النظاـ الكامؿ مف الميكؿ كاالستعدادات الجسمية كالعقمية الثابتة‬
‫نسبيان التي تميز الفرد فى استخداـ أساليب خاصة فى التكيؼ مع البيئة‬
‫تعريف الشخصية انطالقاً من عممية التعمم‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬كلتر ميشيؿ ‪ :‬الشخصية ىي أنماط السمكؾ المتميزة بما فييا األفكار كالعكاطؼ التي‬
‫تميز كؿ فرد مع مكاقؼ الحياة‬
‫تعريف الشخصية انطالقاً من السمات العميقة‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬كاتؿ ‪ :‬الشخصية ىي كؿ ما يسمح لنا بالتنبؤ بما سيفعمو شخص ما فى مكقؼ ما ‪.‬‬
‫‪ -‬توصل جون ألبورت الي ما يقرب من خمسين تعريف لمشخصية فى مجاالت مختمفة‪,‬‬
‫وصنفيا فى اتجاىين‪:‬‬

‫‪ ‬التعريؼ الظاىرم لمشخصية كالذم يركز عمي المظير الخارجي‪ :‬كيمثؿ كاطسف ىذا‬
‫االتجاه حيث يرم أف الشخصية ىي جميع أنكاع النشاط التي نمحظيا لدم الفرد‪.‬‬
‫‪ ‬الشخصية تعبير عف جكىر اإلنساف أك طبيعتو الداخمية‪ .‬كيمثؿ كارف ككامبؿ ىذا االتجاه‬
‫حيث يركف أف الشخصية جميع النكاحي النفسية مثؿ العقمية كالمزاجية كالميارية‬
‫كاألخبلقية كاالتجاىات‪.‬‬
‫وقد قدم ألبورت عدد من تعريفات الشخصية فى عدد من مجاالت الحياة منيا‪:‬‬

‫‪ ‬الشخصية مجموع أجزاو‪ :‬الشخصية عبارة عف مجمكع االستعدادات التي تقكـ عمييا‬
‫عادات الفرد‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ ‬المنحي التكاممي أو التنظيمي‪ :‬منيا تعريؼ ماكدكجاؿ حيث يرم أف الشخصية عبارة‬
‫عف تنظيـ ىرمي مف العكاطؼ الكامنة منيا عاطفة اعتبار الذات كقاعدتو االستعدادات‬
‫الفطرية‬
‫‪ ‬التوافق االجتماعي‪ :‬الشخصية ىي ما يظير لنا عند الفرد فى أثناء تفاعمو االجتماعي‬
‫ككنتيجة ليذا التفاعؿ‬
‫‪ ‬الكمون فى الفرد نفسو‪ :‬منيا تعريؼ البكرت حيث يرم أف الشخصية عبارة عف التنظيـ‬
‫الديناميكي الذم يكمف داخؿ الفرد كالذم ينظـ كؿ األجيزة النفسية الجسمية‬
‫‪ ‬الفروق الفردية‪ :‬الشخصية ذلؾ المزيج مف إشكاؿ السمكؾ المختمفة التي تصدر عف‬
‫الفرد كنميزه عف اآلخريف‬
‫نظر سيجمكند فركيد الي الشخصية فى ضكء تككيف يتككف مف ثبلث مناطؽ ( اليك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫األنا‪ ،‬األنا األعمي)‬
‫‪ -‬يرم مكرتف برنس أف الشخصية ىي كؿ االستعدادات كالنزعات كالميكؿ كالغرائز كالقكم‬
‫البيكلكجية الفطرية كىي كذلؾ كؿ االستعدادات كالميكؿ المكتسبة‪.‬‬
‫سمككية‬ ‫كعادات‬ ‫يرم عبلء الديف النجار‪ :‬أف الشخصية تككيف فرضي مف تنظيمات‬ ‫‪-‬‬
‫تتميز بالدينامية بيف ما ىك فطرم كما ىك بيئي حيث تنتج لنا خصائص معينة تميز‬
‫الفرد كتفرده عف اآلخريف‬
‫الشخصية تعريفات عدة باعتبارىا أحد العناصر األساسٌية لمحقيقة‬
‫ٌ‬ ‫‪ -‬عرؼ عمماء االجتماع‬
‫عرؼ بيسانر الشخصية عمى أنيا العادات‬ ‫االجتماعية‪ ،‬فكاف مف أبرز ىذه التعريفات‪ٌ :‬‬
‫ٌ‬
‫البيكلكجية‬
‫ٌ‬ ‫اثية‬
‫الخاصة بفرد معيف‪ ،‬كالتي تىنتيج عف العكامؿ الكر ٌ‬
‫ٌ‬ ‫كاألنماط كالسمات‬
‫الشخصية عمى أنيا‬
‫ٌ‬ ‫االجتماعية المكتسبة كالثقافية‪ .‬كعرؼ ٌّ‬
‫كؿ مف أكجبرف كنيمككؼ‬ ‫ك‬
‫ٌ ي ى‬
‫عبر ىذا التكافؽ عف‬
‫اإلنساني‪ ،‬حيث يي ٌ‬
‫ٌ‬ ‫االجتماعي لمسمكؾ‬
‫ٌ‬ ‫النفسي ك‬
‫ٌ‬ ‫التكافؽ كالتكامؿ‬
‫العادات‪ ،‬كاالتجاىات‪ ،‬كاآلراء‪ ،‬كاالستجابات المختمفة لكافة المثيرات‪.‬‬
‫كبالرغـ مف إختبلؼ التعريفات فإف الشخصية ىي بناء فرضي‪ .‬بمعنى أنيا تجريد يشير الى‬
‫الحالة الداخمية أك البينية لمفرد‪.‬كتتضمف ىذه الحالة التاريخ التعميمي الخاص بالشخص‬
‫كالمككنات البيكلكجية لو كالطرؽ التي انتظمت بيا ىذه األحداث المعقدة‪ ،‬كالتي تؤثر في استجابة‬
‫الشخص لمثيرات بيئية معينة‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫كىكذا نظر الى الشخصية مف قبؿ كثير مف الباحثيف عمى انيا الدراسة العممية لمفركؽ‬
‫ال فردية المتعمقة بالفكر كالسمكؾ التي تحدث تحت ظركؼ مكقفية معينة ككذلؾ التشابيات بيف‬
‫األفراد في الفكر كالسمكؾ التي تحدث في ظركؼ مكقفية مختمفة‬

‫ثانيا ‪ :‬البناو العام لمشخصية االنسانية ‪.‬‬

‫البناء العاـ لمشخصية يحتكم عمى مككنات متكاممة‪ ،‬ترتبط ارتباطان كثيقان بحالة االستقرار‬
‫كالخمك مف االضطرابات‪ ،‬كيظير االعتبلؿ كالشذكذ في البناء العاـ لمشخصية‪ ،‬في حاؿ االختبلؿ‬
‫في أحد المككنات أك العبلقة فيما بينيا‪ ،‬فيرىا قطاع مف العمماء عمى انيا تتحدد في المككنات‬
‫التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬المكونات الجسمية‪ :‬كىي عبارة عف المظير العاـ لمفرد مف الكزف كالطكؿ‪ ،‬كالسبلمة‬
‫الجسمية العامة‪ ،‬ككجكد حاالت العجز الجسمي‪ ،‬كمستكل كفاءة الميارات الحركية‪،‬‬
‫الحياتية‪ ،‬باإلضافة إلى كظائؼ األعضاء‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫كالنشاط اإلجمالي لمفرد في مختمؼ المكاقؼ‬
‫م‪ ،‬كاليضمي كغيرىا‪.‬‬ ‫العصبي‪ ،‬كالدكر ٌ‬
‫ٌ‬ ‫الداخمية كالجياز‬
‫ٌ‬ ‫كاألجيزة‬
‫‪ -‬المكونات العقمية المعرفية‪ :‬كتتضمف كظائؼ العقؿ كالدماغ‪ ،‬كالذكاء العاـ‪ ،‬ككفاءة‬
‫المفظية‪ ،‬كمستكل األداء‬
‫ك ٌ‬ ‫المغكية‬
‫ٌ‬ ‫العقمية‪ ،‬باإلضافة إلى القدرات كالميارات‬
‫ٌ‬ ‫القدرات‬
‫كغيرىا‪.‬‬ ‫العقمية العميا‪ ،‬كالتحميؿ‪ ،‬كالتركيب‪ ،‬كالحفظ‪ ،‬كالتذ ٌكر‬
‫ٌ‬ ‫لمعمميات‬
‫ٌ‬
‫ميز بيا الفرد اتجاه المثيرات‬
‫المكونات االنفعالية‪ :‬كىي طرؽ االستجابة التي يت ٌ‬ ‫‪-‬‬
‫المختمفة‪ ،‬كالحب‪ ،‬أك الغضب‪ ،‬أك الفرح‪ ،‬أك الحزف كغيرىا‪ ،‬باإلضافة إلى مستكل‬
‫االستقرار كالثبات االنفعالي‪ ،‬كمدل انحصار ىذه االنفعاالت في دائرة العكاطؼ‬
‫كالمشاعر‪.‬‬
‫‪ -‬المكونات االجتماعية‪ :‬ىي المككنات التي ترتبط بشكؿ مباشر ب ساليب التنشئة األسرٌية‬
‫االجتماعية في المنزؿ أك المدرسة أك محيط األصدقاء‪ ،‬باإلضافة إلى القيـ‬
‫ٌ‬ ‫ك‬
‫كاالتجاىات‪ ،‬كأدكار الفرد في المجتمع‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬خصائص الشخصية االنسانية‬

‫كمما سبؽ نبلحظ خصائص الشخصية االنسانية كنحدد مبلمحيا فيما يمي‪:‬‬

‫ُ‪ -‬التميز‪ :‬فمكؿ فرد شخصيتو الفريدة كالتى تميزه عف غيره‪ ،‬مما يتمتع بو مف سمات‬
‫كخصائص تخالؼ غيره‪ ،‬تماما كالبصمة التى لؤلصابع ‪ ،‬أك لمصكت أكلمعيف ‪ ...‬إلخ فإف لكؿ‬
‫‪81‬‬
‫شخصية بصمتيا المميزة فإف كاف مف المستحيؿ كجكد بصمتيف متطابقتيف تماما فإننا يمكننا‬
‫القكؿ أيضا إنو ال تكجد شخصيتيف متطابقتيف تماما ميما حدث بينيما مف تشابو فى الصفات أك‬
‫السمات أك الطباع الذل قد يؤدل إلى تهلؼ ‪ ،‬أك تنافر فى حالة اختبلفو ‪ .‬كيكضح ذلؾ بشكؿ‬
‫كبير اآلتى‪:‬‬

‫(أ) أن ما يحدث بين أى شخصين من تآلف أو تنافر يتوقف بشكل مبدئى عمى أمرين‪:‬‬

‫األول‪ :‬مدل التكافؽ كالتقارب بيف كؿ شخصية فى السمات التى تميزىا ‪ ،‬كما قاؿ الرسكؿ ص‬
‫واألركاح جنكد مجندة ما تعارؼ منيا ائتمؼ كما تنافر منيا اختمؼو كىذا ما يفسر الميؿ الطبيعى‬
‫الذل قد يحدث بيف شخصيف مف أكؿ كىمة كالراحة التى قد يستشعرىا شخص تجاه شخص آخر‬
‫دكف أف يجد لذلؾ أل أسباب أك تفسير منطقى كبالمثؿ ما قد يستشعره ذلؾ الفرد مف نفكر‬
‫كانقباض تجاه فرد آخر دكف سبب منطقى أيضا‪ ،‬كىك ما دفع عمماء النفس كالسمكؾ لبذؿ‬
‫محاكالت مستفيضة فى التعرؼ عمى تمؾ السمات كالطباع المميزة لمشخصيات المختمفة عميا‬
‫تمثؿ مفاتيح يمكف مف خبلليا الدخكؿ إلى كؿ شخصية بما يتناسب معيا‪.‬‬

‫الثانى‪ :‬أسمكب التعامؿ الذل يتعامؿ بو شخص مع شخص آخر‪ ،‬فكمما امتمؾ الفرد قدرات‬
‫كمكاىب فى فيـ الشخصيات كسبر أغكارىا كالتعرؼ عمى مفتاح كؿ منيا‪ ،‬أمكنو أف يصؿ إلى‬
‫أعماؽ كأغكار تمؾ الشخصية ككسب كدىا كتعاطفيا كتحقيؽ أعمى درجة مف التفاعؿ كالتفاىـ‬
‫معيا‪.‬‬

‫كلعؿ ذلؾ يحتاج إلى ميارة فائقة حيث يؤدل التفرد كالتميز لكؿ شخصية إلى اختبلؼ فى مفتاح‬
‫كؿ منيا‬

‫(ب) يقتضى ما سبؽ ضركرة أف يتنكع أسمكب الشخص (كالمدير مثبل) فى تعامؿ األشخاص‬
‫الذيف يعممكف معو ‪.‬‬

‫حيث مف األخطاء الشائعة فى الكاقع العممى أننا نبلحظ أف كؿ فرد يريد أف يكسب كافة‬
‫الشخصيات ب سمكبو ىك الذل ال يغيره أبدا كيعتبره أفضؿ كأحسف أسمكب طكاؿ الكقت‪ ،‬بؿ إف‬
‫لساف حالو يكاد يقكؿ إف مف ال يتمكف مف التفاىـ معى فيك المخطئ كال يمكمف إال نفسو‪ ،‬كىذا‬
‫ىك حاؿ الكثير مف الناس‪ ،‬كالمديريف‪.‬كمف أعظـ التكجييات فى ذلؾ ما ذكر عف رسكلنا ص‬
‫حينما قاؿ ‪ :‬وإنما أمرت أف أخاطب الناس عمى قدر عقكليـو‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫كىذا يقتضى بالطبع لمف يريد أف يحقؽ فعالية التعامؿ مع اآلخريف أف يبدأ أكال بالتعرؼ عمى‬
‫شخصية كؿ منيـ كطباعو‪ ،‬كمزاجو‪ ،‬كقدراتو‪ ،‬كأسمكب تفكيره‪ ،‬ثـ يحدد بعد ذلؾ أفضؿ أسمكب‬
‫لمتعامؿ معو بما يتكافؽ مع تمؾ الطباع كالسمات كليس مع ما يتكافؽ مع نفسو ىك وعمى قدر‬
‫عقكليـو كليس عمى قدر عقمو ىك‪ ،‬فيخاطب كؿ شخص بما يناسبو؛ طفبل كاف أك شيخا‪ ،‬متعمما‬
‫أك جاىبل‪ ،‬عاطفى أك عقبلنى‪ ،‬انفعالى أك مكضكعى ‪ ...‬إلخ‬

‫‪ -2‬الحركية ‪ :‬فبالرغـ مف تمؾ الصعكبة فى التعرؼ عمى السمات كالصفات الشخصية لكؿ فرد‪،‬‬
‫إال أف ما يزيد مف شدة الصعكبة كتعقد األمر أنيا أيضا تعتبر حركية متغيرة كال تكاد تستقر عمى‬
‫حاؿ كاحد‪ ،‬بؿ إف الشخصية الكاحدة قد تقكـ بتصرفات قد تبدك شديدة التبايف كذلؾ الختبلؼ‬
‫المكقؼ المحيط الذل تتفاعؿ معو‪.‬‬

‫كىذا ما قد يعتبره البعض أحيانا تناقضا فى شخصية معينة‪ ،‬بينما ال يعدك األمر مجرد‬
‫تصرؼ طبيعى فى كقت معيف كآخر طبيعى فى كقت آخر‪ .‬كالخط كؿ الخط ىك النظر إلى‬
‫النفس البشرية باعتبارىا فى حالة سككف كثبات كىك ما اليتفؽ مع حقائؽ األمكر كلذا يقاؿ ‪ :‬وإف‬
‫النفس فى تقمبيا كالقدر فى غميانوو شديد التقمب‪.‬كىك ما يقتضى مف كؿ مف يريد التعامؿ مع‬
‫النفس ليس فقط التعرؼ عمى سماتيا كلكف أيضا التعرؼ عمى حاالتيا كتقمباتيا كما يحكـ ذلؾ‪.‬‬

‫‪ -3‬الشمول والتكامل‪ :‬فالشخصية اإلنسانية تمثؿ كبل شامبل كمتكامبل لسائر سمات كخصائص‬
‫الفرد البيكلكجية كالنفسية‪ ،‬كالعقمية‪ ،‬كالركحية ‪ ،‬كالتى تتفاعؿ معا فى نسؽ فريد كمعقد يمثؿ كحدة‬
‫متكاممة تؤثر فى تشكيؿ سمكؾ الفرد فى المكاقؼ المختمفة‪.‬‬

‫‪ -4‬الثبات النسبي‪ :‬ككف الشخصية ىي استعداد لمسمكؾ في المكافؽ المتخمفة كىي ليست‬
‫السمكؾ الظاىرم بحد ذاتو كىذا االستعداد يتككف مف العادات كالتقاليد كالسمات كالقيـ كالدكافع‬
‫كالعكاطؼ ‪....‬الخ‪.‬‬

‫فالشخصية مفيكـ شائع االستخداـ في االصطبلح اليكمي‪ ،‬فيقاؿ عادة أف فبلنان لو شخصية‬
‫‪..‬كفبلنان ليس لو شخصية‪ ،‬كقد يتصؼ شخص ما بالمراكغة أك الدىاء أك الطيبة‪ ،‬كيقصد بذلؾ‬
‫فاعمية الشخص‪ ،‬كمدل قدرتو عمى إحداث انطباع معيف لدل اآلخريف‪ ،‬كما يتميز بو مف سمات‪،‬‬
‫كىناؾ تبايف بيف االستخداـ االصطبلحي لمشخصية لدل غير المختصيف‪ ،‬كبيف المختصيف ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬العوامل المؤثرة في الشخصية ‪:‬‬

‫‪83‬‬
‫تت ثر الشخصية اإلنسانية سمبان كايجابان بالكثير مف العكامؿ‪ ،‬كمف أىميا‪:‬‬

‫أساليب وطرق التنشئة األسرية‪ :‬يظير األثر الكاضح لؤلسرة في تككيف شخصية الفرد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ؾ بيا منذ كالدتو‪ ،‬فيكتسب منيا الكثير مف الميارات‬
‫حيث ٌإنيا البيئة األكلى التي يحت ٌ‬
‫السمككية التي مف ش نيا أف تؤثٌر في شخصية الفرد بشكؿ سمبي أك‬‫ٌ‬ ‫كالخبرات كاألنماط‬
‫إيجابي‪ ،‬باإلضافة إلى أف األسرة التي تتسـ باليدكء كاالستقرار تمنح أفرادىا الطم نينة‬
‫كالثقة بالنفس‪.‬‬
‫‪ -‬العوامل البيئية الخارجية‪ :‬تؤثر جميع أنكاع التنشئة األسرية كاالجتماعية في المنزؿ‬
‫اإلنسانية‪ ،‬كتظير ىذه العكامؿ‬
‫ٌ‬ ‫لمشخصية‬
‫ٌ‬ ‫التككيني‬
‫ٌ‬ ‫كالمدرسة كالمجتمع العاـ في البناء‬
‫الدينية‪ ،‬فتختمؼ سمات األفراد‬
‫ٌ‬ ‫ب شكاؿ كثيرة كاألعراؼ كالتقاليد كالقيـ كالمعتقدات‬
‫كشخصياتيـ بالتفاعؿ المتبادؿ مع ىذه البيئة‪.‬‬
‫‪ -‬العوامل الجسمية الداخمية‪ :‬كىي العكامؿ الفسيكلكجية التي تؤثر في تككيف شخصية‬
‫الفرد‪ ،‬كاالضطرابات في إف ارزات الغدد المختمفة‪ ،‬فإف انخفاض إفراز ىرمكنات الغدة‬
‫الدرقية تجعؿ مف الفرد خمكالن كغير قادر عمى التركيز لمقياـ بالمياـ المختمفة‪ ،‬كذلؾ فإف‬
‫النخامية قد تؤثر في عممية التكازف الحركي العاـ لمجسـ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫االختبلؿ في إف ارزات الغدة‬
‫شخصية الفرد‪ ،‬فإف‬
‫ٌ‬ ‫أف البنية العامة لمجسـ ليا األثر الكاضح في تككيف‬
‫باإلضافة إلى ٌ‬
‫العضمية يميؿ إلى حب السيطرة‪ ،‬كتكلٌي‬
‫ٌ‬ ‫الجسدية الضخمة ك‬
‫ٌ‬ ‫الشخص الذم يممؾ البنية‬
‫الجسدية الضعيفة كالنحيمة فقد‬
‫ٌ‬ ‫القيادية في مجتمعو‪ ،‬أما الفرد صاحب البنية‬
‫ٌ‬ ‫المكاقع‬
‫التنافسية‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫االجتماعية‪ ،‬كيميؿ إلى االبتعاد عف المكاقؼ‬
‫ٌ‬ ‫يككف أقؿ إقباالن عمى الحياة‬
‫خامسا ‪ :‬نظريات دراسة وتفسير الشخصية والسموك‪.‬‬

‫ىناؾ مدخبلف يمكف التعرؼ عمييما تـ اتباعيما فى البحث عف الشخصية كىما‪:‬‬

‫‪ -‬األول‪ :‬المدخل العام ‪ :‬كالذل ييدؼ إلى الكشؼ عف القانكف العاـ لمكصكؿ إلى التعميمات‬
‫التى يمكف مف خبلليا التعرؼ عمى سمة معينة يتـ دراستيا لدل العديد مف األفراد لكضع‬
‫تعميمات عف كيؼ تحدد ىذه السمات سمكؾ الناس بصفة عامة؟ كذلؾ إلقامة قكانيف عامة‬
‫لؤلداء الكظيفى لمشخصية‪.‬‬

‫كما أنو يقكـ بعزؿ خاصية معينة أكعدة خصائص لمشخصية كدراستيا‪ ،‬بدال مف محاكلة‬
‫الكصكؿ مباشرة إلى معرفة الشخصية ككؿ مف حيث ىى نظاـ يؤدل كظيفة‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ -‬الثانى‪ :‬المدخل الفردى الخاص ‪ :‬فيك يركز عمى الدراسة المتعمقة لحاالت فردية مف أجؿ‬
‫عمؿ تعميمات عف ىذا الفرد فى عديد مف مكاقؼ الحياة فيك ييدؼ إلى دراسة الفرد الكاحد مف‬
‫كافة الجكانب كالمكاقؼ كاألزمنة بيدؼ الكصكؿ إلى جكىره ككؿ ‪ ،‬كليس مجرد دراسة سمة أك‬
‫عدة سمات منفصمة أك معزكلة‪.‬‬

‫‪ -‬أييما يعتبر أفضل؟ ‪ :‬ال شؾ أف إحدل االستراتيجيتيف اك المدخميف ال يكفى كحده تماما‬
‫لدراسة الشخصية فكبلىما يعتبر مكمبل كمدعما لآلخر بشكؿ كاضح ‪ .‬كال يمكف الكصكؿ إلى‬
‫معرفة متعمقة عف كافة أبعاد الشخصية بما يساعد عمى كجكد عمـ مناسب لمشخصية باالعتماد‬
‫عمى أحدىما دكف اآلخر‪ .‬لذا فإف نتاج أبحاث كؿ منيما يعتبر إسياما أساسيا لتككيف عمـ‬
‫الشخصية‪.‬‬

‫ويمكننا الحديث عن النظريات العممية التي تيتم بدارسة الشخصية وتفسر السموك االنساني‬
‫وقد تم ادراجيا في النظريات التالية ‪:‬‬

‫‪ -4‬نظرية السمات‪ :‬كىى مف أبسط كأقدـ الطرؽ فى كصؼ شخص ما بمصطمحات‬


‫معينة‪.‬‬
‫كالسمات ىى مفاىيـ تشير إلى نزعات لمفعؿ أك االستجابة بطرؽ معينة‪.‬كيجب أف نفرؽ بيف‬
‫مفيكـ والسماتو كمفيكـ الحالة ‪ ,‬حيث تشير الثانية إلى استجابة تحدث اآلف ك ف يعانى شخصا‬
‫ما مثبل حالة قمؽ فى كقت معيف‪ .‬أما كصؼ الشخص بسمة القمؽ فإنو يعنى أنو سكؼ يستجيب‬
‫بحالة مف القمؽ إذا حدث مكقؼ معيف‪ ،‬رغـ أنو قد ال يعانى اآلف مف أل قمؽ‪.‬‬

‫كيعتبر عميد كرائد (سمات الشخصية) ىك ببل منازع وجكردكف ألبكرت (ُّٕٗ‪ )ُُٗٔ-‬حيث‬
‫نظر إلى السمات باعتبارىا الكحدة الطبيعية لكصؼ الشخصية‪ ،‬كقاـ مع بعض زمبلئو باختصار‬
‫قائمة أسماء السمات بالمغة اإلنجميزية تضـ ُْْٓ كممة‪ ،‬كالتى اعتبرت نقطة بداية طيبة لدراسة‬
‫الشخصية صاغ منيا والبكرتو نظريتو عف سمات الشخصية‪.‬‬

‫كيبلحظ أف المدخؿ الذل اتبعو وألبكرتو فى دراستو ىذه ىك المدخؿ الفردل كليس المدخؿ‬
‫العاـ؛ كما أنو يعتبر السمات ليست كحدات مستقمة كانما ىى مجمكعة متكافقة داخؿ الفرد مف‬
‫الصفات‪ ،‬تتجمع معا إلحداث اآلثار السمككية‪.‬‬

‫كاذا كاف وألبكرتو ىك رائد كاضعى نظرية السمات فإف أحد كبار مف أسيمكا فى تطكيرىا‬
‫ىك ورايمكند كاتؿو حيث اتجو جيده األساسى نحك تخفيض قائمة سمات الشخصية التى كضعيا‬
‫‪85‬‬
‫وألبكرتو إلى عدد قميؿ كمنظـ يمكف معالجتو إحصائيا مف خبلؿ والتحميؿ العاممىو كذلؾ بتحميؿ‬
‫معامبلت االرتباط بيف ألكاف السمكؾ المختمفة كثيقة الصمة بالشخصية‪.‬‬

‫ولقد وضع" كاتل "استبيانا ليذا الغرض أسماه "استبيان الشخصية لمراشدين" حيث‬
‫وضع ‪ 46‬سمة مركزية يعتقد أنيا تفسر معظم سمات الشخصية الظاىرية اليامة‪.‬‬

‫‪ -‬المتكيف‪ :‬مرف يقبؿ تغيير الخطط بسيكلة‪ ،‬يرضى بالحمكؿ الكسط‪ ،‬ال يفاج أك يرتبؾ إذا‬
‫صارت األمكر عكس ما يتكقع ‪.‬‬

‫‪ -‬الجامد‪ :‬يسعد أف تتـ األمكر كما تعكد‪ ،‬ال يكيؼ عاداتو أكطرؽ تفكيره مع الجماعة‪ ،‬يرتبؾ إذا‬
‫تغير أسمكبو الركتينى فى الحياة‬

‫‪ -‬االنفعالى‪ :‬سريع القابمية لبلستثارة يصرخ كثي ار (كاألطفاؿ) يضحؾ بكثرة‪ ،‬يبدل الحب‬
‫كالغضب ككؿ االنفعاالت بشكؿ زائد‪.‬‬

‫‪ -‬اليادئ‪ :‬متزف يبدل القميؿ مف العبلمات التى تكشؼ عف االستثارة االنفعالية مف أل نكع‪،‬‬
‫يحتفظ بيدكئو ‪ ،‬كيستجيب بصكرة أكفى مف المطمكب فى المناقشة أك مكاقؼ الخطر أك الضغكط‬
‫االجتماعية كغيرىا‪.‬‬

‫‪ -‬حى الضمير‪ :‬أميف ‪ ،‬يعرؼ الكاجب كيفعمو عادة حتى كلـ لـ يمحظو إنساف آخر‪ ،‬ال يقكؿ‬
‫الكذب أك يحاكؿ أف يخدع اآلخريف‪ ،‬يحترـ ممكية الغير‪.‬‬

‫‪ -‬عديم الضمير‪ :‬مجرد إلى حد ما مف المبادئ األخبلقية ال يراعى كثي ار مبادئ الصكاب كالخط‬
‫عندما تتدخؿ الرغبات الشخصية‪ ،‬يقكؿ الكذب كيخدع اآلخريف كال يحترـ ممكية الغير‪.‬‬

‫‪ -‬متمسك بالعرف‪ :‬يتمسؾ بالقكاعد المقبكلة كطرؽ السمكؾ كالتفكير كالممبس كغيرىا يعمؿ‬
‫الشىء الم لكؼ‪ ،‬يبدك حزينا إذا كجد أنو يختمؼ عف اآلخريف‪.‬‬

‫‪ -‬ال يبالى بالعرف‪ :‬غريب األطكار يسمؾ بشكؿ مختمؼ عف اآلخريف‪ :‬ال ييتـ أف يمبس نفس‬
‫الزل أك يفعؿ نفس األشياء كاآلخريف لو اىتمامات كاتجاىات كطرؽ لمسمكؾ غريبة إلى حد ما‬
‫كيتبع أسمكبو الخاص الغريب إلى حد ما‪.‬‬

‫‪ -‬الميل إلى الغيرة‪ :‬يحسد اآلخريف عمى إنجازاتيـ‪ ،‬يغير إذا لقى الغير اىتماما كيتطمب المزيد‬
‫منو لنفسو‪ ،‬سريع االمتعاض إذا كجد أف االىتماـ مكجو لغيره‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ -‬غير غيور‪:‬يحب الغير حتى مف ىـ أحسف منو ال يضيؽ عندما يمقى الغير اىتماما بؿ‬
‫كيشارؾ فى الثناء‪.‬‬

‫‪ -‬حذر مؤدب‪ :‬يراعى حاجات الغير كيحترـ مشاعرىـ‪ ،‬يسمح ليـ بالتقدـ عميو فى الصؼ‬
‫كيمنحيـ نصيبا أكفى‪.‬‬

‫‪ -‬متيور فقط‪ :‬متغطرس‪ ،‬متحد‪ ،‬كقح مع الكبار (إذا كاف طفبل) ال يراعى مشاعر اآلخريف‬
‫يعطى انطباعا ب نو يخرج عف صكابو فيصبح فظا‪.‬‬

‫‪ -‬مستسمم‪ :‬يتكقؼ قبؿ أف ينتيى تماما مف العمؿ‪ ،‬ميمؿ‪ ،‬يعمؿ عمى نحك متقطع كغير منتظـ‬
‫سيؿ التشتت‪ ،‬يبتعد عف أىدافو األساسية بكاسطة دكافع شاردة أكصعكبات خارجية‪.‬‬

‫‪-‬مصمم‪ ,‬مثابر‪ :‬يسير نحك ىدفو رغـ الصعكبات اك اإلغراءات‪ ،‬كقكل اإلرادة‪ ،‬مجد‪ ،‬مثابر‪،‬‬
‫يتمسؾ ب ل شىء حتى يحقؽ ىدفو‪.‬‬

‫‪ -‬رقيق‪ :‬تسيره المشاعر حدسى كدل عطكؼ‪ ،‬حساس لمشاعر اآلخريف ال يعمؿ شيئا مف ش نو‬
‫أف يكدر عميو مشاعره‪.‬‬

‫‪-‬عنيد‪ ,‬جامد‪ :‬يسيره الكاقع كالضركرة أكثر مما تسيره المشاعر‪ ،‬غير كدكد‪ ،‬ال ييمو أف يكدر‬
‫اآلخريف إذا كاف ىذا ىك ما يجب أف يفعمو‪.‬‬

‫‪ -‬متواضع‪ :‬يؤنب نفسو (أكال يؤنب أحدا) إذا سارت األمكر عمى نحك خاطئ ‪ ،‬يكره أف متدح‬
‫عمى إنجازاتو‪ ،‬ال يبدك أنو يفكر فى نفسو كشىء ىاـ جدا أك جدير باالىتماـ‪.‬‬

‫‪ -‬مغرور‪ :‬يؤنب اآلخريف كمما حدث صراع أك سارت األمكر عمى نحك خاطئ كثي ار التباىى‪،‬‬
‫يسرع إلى الحصكؿ عمى التقدير عندما تسير األمكر فى مجراىا الحسف عنده فكرة طيبة جدا عف‬
‫نفسو‪.‬‬

‫‪ -‬وىن‪ :‬يشعر باإلجياد‪ ،‬بطىء يفتقر إلى النشاط‪ ،‬غامض‪ ،‬كبطىء فى الكبلـ‪ ،‬متكاف‪ ،‬بطىء‬
‫فى القياـ بالعمؿ‪.‬‬

‫‪ -‬نشط‪ ,‬يقظ فعال‪ :‬سريع‪ ،‬قكل‪ ،‬فعاؿ‪ ،‬حاسـ‪ ،‬ممىء بالحيكية كالنشاط كالشجاعة‪.‬‬

‫كيرل بعض عمماء النفس أنو يمكف تفسير الشخصية اإلنسانية مف خبلؿ التعرؼ عمى‬
‫السمات النفسية أك الخصائص ‪ Traits‬األساسية التى تميز الفرد عف غيره مف األفراد‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫فالشخصية ىى مجمكع تمؾ السمات أك الخصائص كاستنادا إلى ىذا المفيكـ عف الخصائص‬
‫األفراد إلى فئات ثبلث تبعا لخصائصيـ فى االستجابة لمتفاعؿ مع‬ ‫قسمت وكارف ىكرنىو‬
‫اآلخريف كاآلتى‪:‬‬

‫‪ -4‬الفئة اإليجابية‪ -2 .‬الفئة النافرة‪ -3 .‬الفئة السمبية‪.‬‬

‫ُ‪ -‬الشخصية اإليجابية‪ :‬تتميز الفئة األكلى مف األفراد برغبة فى االلتقاء بالناس كالتفاعؿ‬
‫معيـ‪ .‬ترل الفرد مف تمؾ الفئة يبحث دائما عف رفيؽ أك صديؽ كيسعى لكسب حب كتعاكف‬
‫اآلخريف‪ .‬كبالتالى نجده عمى استعداد لمتعاكف كالتفاعؿ مع الناس‪ ،‬كيشعر برغبة فى أف يصبح‬
‫محؿ اىتماـ كرعاية اآلخريف‪.‬‬

‫‪ -2‬الشخصية النافرة‪ :‬أما الشخص الذل يتميز بالنفكر كخاصة تحدد استجابتو لمتفاعؿ مع‬
‫اآلخريف فيتصؼ أساسا برغبة فى العدكاف كالمنافسة‪ .‬إنو يدرؾ العالـ مف كجية نظر داركنية أل‬
‫البقاء لؤلقكل كبالتالى فيك يسعى إلى تحقيؽ مصالحو الشخصية بغض النظر عف أل اعتبار‬
‫آخر‪ .‬تراه يبغى القكة كالسيطرة كالنفكذ ب ل كسيمة كباستخداـ أل سبيؿ‪ .‬مف ىنا تنش لديو الرغبة‬
‫فى استغبلؿ اآلخريف كاخضاعيـ لخدمة مصالحة‪ ،‬كلذلؾ تجده يفكر فى أل مكقؼ إنسانى مف‬
‫زاكية منافعو الشخصية كما يستطيع أف يحصؿ عميو مف ىذا المكقؼ‪.‬‬

‫‪-3‬الشخصية السمبية‪ :‬أما الفئة الثالثة كىى السمبية فيتصؼ أفرادىا برغبة فى االنعزاؿ‬
‫كاالنطكائية يتجنبكف االتصاؿ باألفراد اآلخريف كال يريد الفرد منيـ االرتباط ب ل شخص آخر‪.‬‬

‫ىذا النكع مف األفراد يتميز بحاجة أساسية إلى االستقبلؿ كعدـ االعتماد عمى اآلخريف‬
‫كاالكتفاء الذاتى يمثؿ سبيمو األساسى فى الحياة‪.‬‬

‫كال شؾ أف ىذا التقسيـ لمخصائص الشخصية فى االستجابة لمتفاعؿ مع اآلخريف يمثؿ‬


‫تبسيطا كاضحا إال أنو يشرح الفكرة االساسية التى نريد تكضيحيا ىنا كىى أف األفراد كما‬
‫يختمفكف فى أفكارىـ كمدركاتيـ ككما يتباينكف فى دكافعيـ كاألىداؼ التى يسعى كؿ منيـ إلى‬
‫تحقيقيا‪ ،‬فإنيـ أيضا يختمفكف فى صفاتيـ الشخصية التى تحدد استعدادىـ لبلستجابة لمتفاعؿ مع‬
‫اآلخريف‪.‬‬

‫ككما أف األفكار كاإلدراؾ تؤثر عمى السمكؾ‪ ،‬كبنفس المنطؽ سكؼ نرل كيؼ أف الدكافع‬
‫كاألىداؼ تساعد عمى تكجيو ىذا السمكؾ كتحديد قكتو كمداه‪ ،‬فإف خصائص الشخصية تحدد ىى‬

‫‪88‬‬
‫األخرل السمكؾ اإلنسانى كتؤثر عميو حيث إف ىذا السمكؾ يتـ بالدرجة األكلى فى محيط‬
‫اجتماعى كيتخذ أكضاعو األساسية فى شكؿ ت ثير كاستجابة بيف األفراد‪.‬‬

‫كعمى ىذا األساس فقد اتضح لعمماء السمكؾ‪ ،‬أف السمكؾ االجتماعى لؤلفراد يت ثر بتمؾ‬
‫الخصائص التى يمكف تعريفيا ب نيا و مجمكعة مف الميكؿ المستقرة كالمتكافقة لبلستجابة لبلفراد‬
‫اآلخريف بطريؽ كاضحة كمتميزة كنمك تمؾ الخصائص كتطكرىا فى الفرد يرجع إلى تفاعمو مع‬
‫بيئة اجتماعية محددة‪ ،‬كتجاربو كخبراتو السابقة مف حيث النجاح أك الفشؿ فى إشباع حاجاتو‬
‫المختمفةو‪.‬‬

‫أل أف جانبا مف تمؾ الخصائص يكتسبيا الفرد نتيجة لخبرتو السابقة كما أف جانبا آخر منيا‬
‫يتحدد بفعؿ المكقؼ اإلنسانى الذل يجد الشخص نفسو فيو‪ ،‬فيناؾ بعض المكاقؼ التى ال يرل‬
‫الفرد فييا بدا مف االستسبلـ كالتياكف‪ ،‬كما أف بعض المكاقؼ األخرل قد تفرض عمى الفرد أف‬
‫يبدأ بالعدكاف‪ ،‬كلكف النقطة التى نريد ت كيدىا ىنا أنو بغض النظر عف طبيعة المكقؼ فإف ىناؾ‬
‫أفرادا يظيركف اتجاىا لبلستسبلـ فى عدد أكثر مف المكاقؼ أكثر مف غيرىـ‪ ،‬كبالعكس فإف ىناؾ‬
‫بعض األفراد الذيف يتميزكف بخاصية عدكانية أكثر مف غيرىـ‪.‬‬

‫‪ -2‬نظرية االنماط ‪:‬‬


‫إف نظرية األنماط ك سمكب لدراسة الشخصية قديمة العيد جدا‪ ،‬حيث حاكلت تقسيـ‬
‫بناء عمى أسس جسمية أك نفسية أك مزاجية تصمح‬
‫الشخصيات إلى أنماط تجمع بيف األفراد ن‬
‫ك ساس لمتنبؤ ب ىـ خصائص شخصياتيـ كسمككيـ‪ ،‬كرغـ الرفض المتكاصؿ مف قبؿ عمماء‬
‫النفس ليا لعدـ مكضكعيتيا كتكامميا في تفسير جميع جكانب الشخصية كاعتمادىا عمى عدد‬
‫محدد مف األنماط في تصنيؼ شخصيات األفراد إال أنيا التزاؿ قائمة إلى يكمنا ىذا‪.‬‬

‫‪ -‬ما ىو النمط؟ ‪ :‬النمط ىك صفة رئيسية جسمية أك نفسية تضـ مجمكعة مف الصفات‬
‫الفرعية المتقاربة كالمترابطة أك صنؼ مف األفراد مشترككف في نفس الصفات العامة‬
‫كيختمفكف فيما بينيـ في درجة اتساميـ بيذه الصفة حيث لكؿ نمط خصائص متميزة‪،‬‬
‫فيك مفيكـ افتراضي‪.‬‬
‫كبجيكد العمماء تـ تقسيميا إلى نظريات األنماط المزاجية‪ ،‬نظريات األنماط الجسمية‪ ،‬نظريات‬
‫األنماط النفسية‪ ،‬نظريات األنماط االجتماعية كفيما يمي عرض ليا ‪:‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ -4‬األنماط المزاجية ‪ :‬قسـ الطبيب اليكناني ىيبكقراط ََْ ؽ‪.‬ـ الناس إلى أربعة أنماط‬
‫عمى أساس األمزجة كاألخبلط أك سكائؿ الجسـ األربعة التي افترض أف الجسـ يتككف‬
‫منيا حيث تقكـ عمى كيمياء الجسد كتكازف اإلف ارزات اليرمكنية كتقابميا العناصر األربعة‬
‫لمحياة‪ :‬اليكاء كالتراب كالنار كالماء‪ ،‬كذىب ىيبكقراط إلى أف سيادة أحد ىذه األخبلط‬
‫يؤدم إلى سيادة أحد األمزجة عمى االنساف كيتصؼ كؿ مزاج بخصائص معينة كما‬
‫يمي‪:‬‬
‫‪ ‬المزاج الدمكم‪ :‬كيتميز بالنشاط كالمرح كالتفاؤؿ كسرعة االستجابة‪.‬‬
‫‪ ‬المزاج السكداكم‪ :‬يتميز باالنطكاء كالت مؿ كبطء التفكير كالتشاؤـ كالميؿ إلى الحزف‬
‫كاالكتئاب‪.‬‬
‫‪ ‬المزاج الصفراكم‪ :‬يتميز بسرعة االنفعاؿ كالغضب كحدة المزاج كالصبلبة كالعناد كالقكة‪.‬‬
‫‪ ‬المزاج البمغمي (الممفاكم)‪ :‬يتميز بالخمكؿ كتبمد الشعكر كقمة االنفعاؿ كعدـ االكتراث‬
‫كبطء الحركة كالميؿ إلى الشراىة‪.‬‬
‫‪ -2‬األنماط الجسمية ‪ :‬حاكؿ العمماء منذ القدـ الربط بيف الصفات الجسمية كالصفات‬
‫النفسية فكانت ىناؾ آراء ذاع بعضيا كانتشر منيا ما اعتمد عمى عمـ الفراسة الذم يؤكد‬
‫عمى العبلقة بيف مبلمح الكجو كالجسـ كالصفات النفسية لمشخصية‪ ،‬اك تقسـ الناس‬
‫مجرميف كغير مجرميف عمى أساس صفات في الكجو تميز المجرميف عف غيرىـ‪ ،‬أما‬
‫أرنست كرتشمر طبيب الماني(ُٖٖٖ‪ )ُْٗٔ-‬الحظ العبلقة بيف اجساـ المرضى‬
‫النفسييف كأنماط األضطرابات العقمية كقسميـ إلى اربعة انماط (البديف‪ -‬النحيؼ‪-‬‬
‫العضمي‪ -‬غير المنتظـ)‪ ،‬أما كلياـ (ُٖٖٗ‪ )ُٕٕٗ-‬قسـ الناس إالى فئات تبعان معايير‬
‫معينة كتكصؿ إلى ثبلثة أنماط أساسية كىي‪:‬‬
‫‪ ‬النمط البطني (المستدير)‪ :‬قصير سميف يستجيب لممثيرات ببطء يفضؿ الراحة كيحب‬
‫االختبلط بالناس كييتـ بالطعاـ‪ ،‬يبحث عف المذة كالحياة العاطفية الناعمة كالمرح‪.‬‬
‫‪ ‬النمط العضمي‪ :‬يتميز بعضبلتو النامية كحسف تنسيؽ القكاـ ينزع الستخداـ القكة‬
‫كالسيطرة كالمنافسة كالمخاطرة كاالندفاع كالصراحة‪ ،‬يميؿ لمعمؿ كبذؿ النشاط‪.‬‬
‫‪ ‬النمط العقمي(النحيؿ)‪ :‬تسيطر عميو النزعة المخية طكيؿ ضيؽ الصدر نحيؼ يفضؿ‬
‫الكحدة خجكؿ يحب األعماؿ العقمية كالت مؿ كالتفكير العميؽ كىك مت ىب في أم لحظة‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫ّ‪ -‬األنماط النفسية ‪ :‬أشار العالـ النفسي كارؿ يكنغ(ُٕٖٓ‪ )ُُٗٔ-‬أنو يمكف تحديد‬
‫الشخصية بحسب النمط النفسي كىي ‪:‬‬
‫‪ ‬نمط الشخصية االنبساطية ‪ :‬يتصؼ بالنشاط كيميؿ إلى المشاركة االجتماعية‪،‬‬
‫كييتـ باآلخريف كلو صداقات كثيرة‪ ،‬حيكم صريح‪ ،‬لديو طاقة مكجية نحك الناس‬
‫كاألشياء‪.‬‬
‫‪ ‬نمط الشخصية االنطكائية‪ :‬تتجو الطاقة االنفعالية لمداخؿ نحك الذات يفكر في نفسو‬
‫متمركز حكؿ ذاتو‪ ،‬يتميز باالنسحابية كغير اجتماعي‪ ،‬يخضع سمككو لمبادئ‬
‫كقكانيف صارمة ‪ ،‬غير مرف كيتصؼ بالشؾ كالخجؿ كالخكؼ‪.‬‬
‫ْ‪ -‬األنماط االجتماعية ‪ :‬كزع سبرانجر (ُِِٗ) الناس فستة أصناؼ (النمط الديني –‬
‫االجتماعي‪ -‬السياسي ‪ -‬الجمالي ‪ -‬االقتصادم ‪ -‬العممي) كىـ يتكزعكف حسب تغمب‬
‫قيمة مف القيـ المكجكدة لدل جميع البشر كلكف ىناؾ قيمة تحتؿ مرتبة عالية لدل‬
‫صاحبيا تتحكـ في سمككو‪ ،‬كىي القيـ الست (القيمة الدينية كاالجتماعية كالسياسية‬
‫كالجمالية كاالقتصادية كالعقمية ‪.‬‬
‫‪-3‬نظرية يونج لبناو الشخصية ‪.‬‬
‫ينظر يكنج الي بناء الشخصػية كشػبكة معقػدة مػف األنظمػة المتفاعمػة كتسػعي الػي تحقيػؽ‬
‫االنسجاـ ‪ ،‬كيستخدـ يكنج مصػطمح الػنفس لمداللػة عمػي الشخصػية الكاممػة‪ ،‬كيقصػد بيػا كػؿ‬
‫العمميات كالمشاعر كاألفكار كالرغبات كاألحاسيس‪.‬‬
‫كيختمؼ يكنج عف فركيد فى النظر الػي البلشػعكر فيػراه أنػو مصػدر لمشػعكر كقالػب يضػـ‬
‫احتماالت الحياة الجديدة‪.‬‬
‫تتككف النفس عند و يكنج و مف‪:‬‬
‫‪ -‬األنا‪ :‬ىي االدراؾ الشعكرم لمذات كىي مسئكلة عف مشاعر ىكيتنا كاستم ارريتنا ‪.‬‬
‫الالشعور الشخصي‪ :‬المنطقػة المجػاكرة لؤلنػا‪ ،‬كيتضػمف الخبػرات التػي مػر بيػا الفػرد فػى‬ ‫‪-‬‬
‫حياتو كالتي قاـ بكبتيا أك تناسييا‪ ،‬كتتجمع عمي ىيئة عناقيد تعرؼ بالمركبات‪.‬‬
‫المركــب ‪ :‬عبػػارة عػػف مجمكعػػة مػػف االعتقػػادات كالمشػػاعر كالػػذكريات المنظمػػة عػػف مفيػػكـ معػػيف‪،‬‬
‫كيؤثر المركب في حياتنا كرد فعمنا تجاه اآلخريف‬
‫‪ -‬الالشعور الجمعي‪ :‬يحتكم عمي طاقات كامنة نشػترؾ فييػا جميعػان كلػف نختمػؼ فػى طػرؽ‬
‫التعبي ػػر عني ػػا ‪ ،‬يعب ػػر ع ػػف نفس ػػو ف ػػى األح ػػبلـ كاألس ػػاطير كالمعمكم ػػات الثقافي ػػة‪ ،‬كيمث ػػؿ‬
‫النفس اإلنسانية التي تناضؿ مف أجؿ تحقيؽ الكماؿ‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫النماذج البدائية لمشعور الجمعي‪:‬‬
‫‪ ‬تعبر عف أشكاؿ تفكير عالية كاستعداد الدراؾ العالـ كفيمو‬
‫‪ ‬تبػػدك فػػى أشػػكاؿ رمزيػػة كشخصػػية كيمكػػف أف تتعمػػؽ الشػػعكر عػػف طريػػؽ األسػػاطير‬
‫كاألحبلـ كاآلداب‬
‫كتمثؿ الطاقة الكامنة كالكمية لمنفس كمنيا‪:‬‬
‫‪ ‬القناع (البرسونا)‪ :‬تنسب الي الدكر االجتماعي الذم يحدده المجتمع لمفرد كفيـ الفرد‬
‫ليذا الدكر‪ .‬برسكنا الفرد ىي القناع الذم يرتديو الفرد مف أجؿ تحقيؽ متطمبات مجتمعو‬
‫‪ ‬الظل‪ :‬يشمؿ السمككيات كاالعتقادات كالمشاعر البلجتماعية المكجكدة بداخمنا ك تتنافر‬
‫مع المعايير االجتماعية‪ ،‬كىك يضاد البرسكنا‬
‫األنيما واألنيماص‪ :‬لكؿ جنس خصائص جنسية ظاىرة قد تككف بيكلكجية أك سمككية‬ ‫‪‬‬
‫اكانفعالية‪ .‬األنيما يمثؿ الجانب األنثكم فى الرجؿ‪ ،‬يمثؿ األنيماص الجانب العضمي فى‬
‫المرأة‪ .‬يعتقد يكنج ب ىمية التعبير عف تمؾ الخصائص التي نحمميا مف الجنس اآلخر‪،‬‬
‫أك التكحد معيا‬
‫‪ -‬وفيما يمي بعض المفاىيم عند يونج‪:‬‬
‫‪ ‬الــذات‪ :‬تمثػػؿ الكفػػاح مػػف أجػػؿ تكحيػػد كػػؿ أج ػزاء الشخصػػية ىػػي النقطػػة الكسػػط فػػى‬
‫الشخصية‬
‫‪ ‬االتجاىات‪ :‬تحدث يكنج عف نمطيف‪:‬‬
‫االنطكائي‪ :‬االتجاه الذم تظير فيو النفس متجية نحك الداخؿ (ذاتي)‬
‫االنبساطي‪ :‬االتجاه الذم تظير فيو النفس متجية نحك الخارج (مكضكعي)‬
‫‪ ‬الوظائف‪ :‬ىي طرؽ ادراؾ البيئة‪ ،‬كىي ( الحس‪ ،‬التفكير‪ ،‬الشعكر‪ ،‬الحدس)‬
‫‪ ‬الطاقــة النفســية‪ :‬طاقػػة حياتيػػة غيػػر متمي ػزة كىػػي تختمػػؼ عػػف الطاقػػة النفسػػية عنػػد‬
‫فركيد فيي تعمؿ مف أجؿ تحقيؽ الذات‬
‫‪ -4‬نظرية سكنر لتفسير الشخصية االنسانية‬
‫يعتبػػر مػػف أشػػير السػػمككييف كتعتمػػد نظريتػػو عمػػي القػػكم البيئيػػة التػػي تػػؤثر فػػى الشػػخص‬
‫كيمكف مبلحظتيا مباشرة‪.‬‬
‫كي ػػرم أف مص ػػطمح الشخص ػػية غي ػػر ض ػػركرم ‪ ،‬حي ػػث أف س ػػمكؾ الف ػػرد يفي ػػـ م ػػف خ ػػبلؿ‬
‫استجابات الفرد لمعكامؿ البيئية كيؤمف بتفرد الفرد كتطكر السمكؾ مف خبلؿ التعمـ‬

‫‪92‬‬
‫يكلد الرضيع كىك مزكدان باستعدادات فطرية لمتعمـ ال ييتـ بالتركيبػات الداخميػة لمشخصػية‬
‫كما فعمت مدرسة التحميؿ النفسي‪.‬‬
‫يمعب التعزيز دكر كبير فى التعمـ حيث أف السمكؾ الذم يتـ تعزيزه يستمر‪.‬‬
‫(التعزيز ىك أم شئ يرفع أك يخفض احتمالية حدكث االستجابة )‬
‫ويفرق سكنر بين نوعين من السموك‪:‬‬
‫سموك المستجيب‪ :‬ينسب الػي االنعكاسػات أك االسػتجابات األكتكماتيكيػة التػي اثيػرت‬
‫بكاسطة مثير معيف‪( .‬فالضكء الباىر يسبب االغماض لمعيف)‬
‫الســـموك اإلجرائـــي‪ :‬عب ػػارة ع ػػف اس ػػتجابات تص ػػدر ب ػػدكف مثي ػػر ف ػػى كق ػػت ص ػػدكرىا‪،‬‬
‫كتظي ػػر بص ػػكرة عفكي ػػة‪ .‬كاحتمالي ػػة ظي ػػكر ى ػػذه الس ػػمككيات يتكق ػػؼ عم ػػي أثارى ػػا أك‬
‫نتائجيا‪.‬‬
‫‪ -‬أنواع التعزيز عند سكنر‪ :‬ميز سكنر بيف ثبلثة أنكاع مف التعزيز‪:‬‬
‫ػ ػ أكثػػر ت ػ ثي انر كفعاليػػة‬ ‫‪ ‬التعزيز المستمر‪ :‬تعزيز السمكؾ فى كؿ مرة يظير فييا‬
‫فى تطكير كتقكية السمكؾ‬
‫كمف عيكبو إذا لـ يقدـ التعزيز ينطفئ السمكؾ‬
‫‪ ‬التعزيــز المتقطــع‪ :‬يػػتـ التعزيػػز كػػؿ فتػرة ثابتػػة بغػػض النظػػر عػػف ظيػػكر السػػمكؾ مػػف‬
‫عدمو أكثر فعالية فى عممية االحتفاظ بالسمكؾ‬
‫‪ ‬التعزيـــز النســـبي‪:‬ي ػرتبط بعػػدد معػػيف مػػف االسػػتجابات المناسػػبة كيػػؤدم الػػي مقاكمػػة‬
‫انطفاء السمكؾ‬
‫كذلك ميز سكنر بين أنواع أخري من التعزيز‪:‬‬
‫التعزيز اإليجابي‪:‬كىك أم شئ يعمؿ عمي زيادة مرات أك ظيكر السمكؾ‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬اتعزيز السمبي‪:‬كىك مثير غير مرغكب يمكف إيقافو بكاسطة سمكؾ معيف‬
‫‪ ‬العقػػاب‪:‬كىك النتيج ػة التػػي تمػػي السػػمكؾ كتكػػكف غيػػر مرغكبػػة كخصصػػت إليقػػاؼ‬
‫السمكؾ‬
‫كيػػرم سػػكنر أف العقػػاب ىػػك اإلسػػمكب المػػالكؼ لضػػبط السػػمكؾ كالعقػػاب يػػؤدم الػػي تكقػػؼ السػػمكؾ‬
‫كلكنو ال يقضي عميو‬
‫كما اف العقاب يجمب الخكؼ كفى حالة انخفاض الخكؼ فإف السمكؾ يعكد لمظيكر‬
‫كيؤدم العقاب الي ت ثيرات جانبية غير مرغكبة مثؿ الكره كالغضب‬
‫‪-5‬نظرية التعمم بالمالحظة‪:‬‬

‫‪93‬‬
‫‪ -‬نظرية " باندو ار " يرم و باندك ار و أف السمكؾ يتـ تعممو مف خبلؿ مبلحظة نمكذج سكاء‬
‫عف طريؽ الصدفة أك بالقصد‬
‫آليات التعمـ ىنا ىك التقميد كالمحاكاة‬
‫كيتجاكز التعمـ مجرد التقميد فالمتعمـ يتعمـ مف أخطاء النمكذج مثمما يتعمـ مف إيجابياتو‬
‫‪ -‬نظرية دوالرد وميممر‬
‫تؤكد نظرية دكالرد كميممر عمي دكر التعمـ فى الشخصية‬
‫يعتقداف أف تركيب الشخصية يمكف تعريفو كعادات فقط‬
‫‪ ‬العادات‪ :‬تعزم العادات الي نكع مف االرتباط بيف المثير كاالستجابة‪ ،‬كىي متعممة كيركز‬
‫اف عمي الظركؼ البيئية التي تكتسب تحت ظميا العادات‬
‫‪ ‬الحوافز‪ :‬يرم دكالرد كميممر أف تخفيض الحافز يعنبر معزز لمفرد‪:‬‬
‫‪ ‬حكافز أكلية‪ :‬التي ترتبط بالعمميات النفسية الساسية كاجكع كالعطش ‪.‬‬
‫‪ ‬حكافز ثانكية ‪ :‬كىي متعممة‬
‫‪ ‬المعززات‪ :‬ىي أم حدث يزيد مف احتمالية حدكث االستجابة‬
‫‪ ‬معززات رئيسية‪ :‬ىي التي تخفض الحكافز الرئيسية كالطعاـ‪.‬‬
‫‪ ‬معززات ثانكية‪ :‬تكتسب قيمة الرتباطيا بالمعززات األكلية كالماؿ الذم يجمب الطعاـ‬
‫‪ ‬عممية التعمم‪ :‬يمعب التعمـ دكر رئيسي في فيـ الشخصية‪.‬‬
‫‪ ‬التعمم عندىم يقسم الي أربعة أجزاو‪:‬‬
‫‪ ‬الحافز‪ :‬مثير يدفع الفرد لمقياـ بإجراء معيف‬
‫‪ ‬المؤشر‪ :‬مثير معيف يخبر الفرد متى كأيف ككيؼ يستجيب‬
‫‪ ‬االستجابة‪ :‬ردة فعؿ الفرد بالنسبة لممثير‬
‫‪ ‬التعزيز‪ :‬ينسب الي ت ثير االستجابة‪ ،‬االستجابة التي ترضي الحافز تستمر كاالستجابة‬
‫التي لـ ترضي الحافز تنطفئ‬
‫تطرح نظرية التعمم االجتماعي أنواع من التعزيز ىي‪:‬‬
‫التعزيز العرضي‪ :‬تعزيز خارجي كليس نتيجة طبيعية لمسمكؾ‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬التعزيز الجكىرم‪ :‬ليا ثبلثة أشكاؿ‪ :‬بعضيا تظير طبيعية فى عبلقتيا بالسمكؾ‬
‫بعضيا تكلد ت ثير فسيكلكجي (االسترخاء يخفؼ االنياؾ العضمي)‬
‫إحساس الفرد أك شعكره نحك المكقؼ ( كالرضا الذاتي عف القياف بنشاط معيف)‬

‫‪94‬‬
‫‪ ‬التعزيػػز الػػذاتي‪ :‬ينسػػب الػػي حقيقػػة أف النػػاس لػػدييـ اسػػتعدادات لػػردكد فعػػؿ ذاتيػػة تتػػيح ليػػـ‬
‫السيطرة عمي اعتقاداتيـ كمشاعرىـ كتصرفاتيـ‬
‫‪ ‬التعزي ػ ػػز الب ػ ػػديؿ‪ :‬يظي ػ ػػر عن ػ ػػدما ن ػ ػػتعمـ س ػ ػػمككان مناس ػ ػػبان م ػ ػػف نجاح ػ ػػات كأخط ػ ػػاء ف ػ ػػى الحي ػ ػػاة‬
‫اليكمية مف خبلؿ مبلحظة اآلخريف‪،‬‬
‫تمعب التعزيزات البديمة فى تعديل األفكار والمشاعر فى خمس طرق‪:‬‬
‫ليا كظيفة إعبلمية تخبرنا ماذا سيحدث لآلخريف عندما يتصرفكف‬ ‫أػ‬
‫ب ػ ليا كظيفة دافعية أك حافزية مف خبلؿ إثارة التكقعات فينا‬
‫ج ػ ليا كظيفة تعميمية انفعالية‪ :‬مف خبلؿ مشاىدة نتائج سمكؾ المبلحظ عميو‬
‫د ػ ليا كظيفة تقيمية‪ :‬حيث تؤثر فى درجة تقيمنا لبلشياء‬
‫ىػ ػ ليػػا كظيفػػة تاثيريػػة‪ :‬حيػػث نتػػاثر بالطريقػػة التػػي يسػػتجيب بيػػا النمػػكذج لممعاممػػة التػػي‬
‫يتمقاىا‬
‫سادسا ‪ :‬قياس الشخصية‪.‬‬
‫يقكـ القياس النفسي عمي أساس أف الصفات كأنماط السمكؾ يمكف قياسيا ‪ ،‬حيث اف‬
‫في القياس النفسي ال نقيس الظاىرة مباشرة كانما نقيس األداء المترتب عمييا ‪ ،‬لذا ال بد مف‬
‫تكافر كحدات ثابتة متساكية فى القياس النفسي كىذه الكحدات قابمة لمتعامؿ معيا إحصائية‬
‫بدأ القياس النفسي بالظكاىر النفسية القريبة مف الظكاىر الفسيكلكجية الفيزيقية‬
‫وظيرت حركة القياس النفسي نتيجة ثالث تيارات ظيرت فى القرن التاسع عشر‪ ,‬وىي‪:‬‬
‫‪ -‬امتداد مناىج الدراسة فى العمكـ الطبيعية الي العمكـ األخرل كمنيا عمـ النفس‪ ،‬كتـ ذلؾ‬
‫عمي يد (فخنر) كالذم درس العبلقة بيف المثيرات الطبيعية كاالستجابات الحسية‪ ،‬ثـ‬
‫انتشر القياس بعد ذلؾ فى مجاالت كثيرة فى عمـ النفس‬
‫العمكـ البيكلكجية‪ :‬حيث أدت ظيكر نظريات التطكر الي دراسة االختبلفات بيف‬ ‫‪-‬‬
‫الجنسيف كبيف افراد الجنس الكاحد‬
‫أف‬ ‫نش ة عمـ اإلحصاء‪ :‬عمي أيدم مكافر‪ ،‬الببلس‪ ،‬جاكس حيث الحظ كبيميت‬ ‫‪-‬‬
‫الصفات اإلنسانية تتكزع كفؽ المنحني االعتدالي ‪ ،‬كقد تكسعت استخدامات اإلحصاء‬
‫فى األبحاث النفسية بحيث شمؿ تقريبان كؿ ما يجرم منيا‬
‫‪ -‬كذلؾ ساىـ فى نش ة القياس النفسي ما قاـ بو عمماء النفس أنفسيـ مف تحكيؿ عمـ‬
‫النفس مف مجاؿ الفمسفة الي مجاؿ العمكـ التجريبية اإلحصائية‪ .‬مف أشير العمماء فى‬
‫ىذا المجاؿ‪ :‬كاتؿ‪ ،‬بنيو‪ ،‬ترماف‪ ،‬ثرستكف‪ ،‬ثكرنديؾ‬

‫‪95‬‬
‫بدأت حركة القياس النفسي اوالً فى مجال القدرات العقمية‪ ,‬وانتقل بعد ذلك الي مجال‬
‫الشخصية‪ ,‬بسبب‪:‬‬
‫سيكلة استخداـ القياس فى المجاؿ العقمي‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬مازالت النظرة الي الشخصية غير محددة بدقة نظ انر الختبلؼ االطر النظرية ليا‬
‫كاختبلؼ تفسير الشخصية‬
‫‪ -‬اختبلؼ التفسير لنتائج مقاييس الشخصية ‪.‬‬
‫‪ -‬تعدد ابعاد الشخصية أدم الي صعكبة قياسيا‬
‫النتائج التي نحصؿ عمييا فى قياس الشخصية تككف خاصة ال يمكف تعميميا‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬ت ثر المختبريف بالعكامؿ الخارجية (اجتماعية أك فيزيقية) مما يؤدم الي عدـ التعبير‬
‫الصادؽ عف الشخصية الحقيقية‪.‬‬
‫لذا تعدد أساليب قياس الشخصية منيا ما يمي ‪:‬‬
‫ُ‪ -‬االختبارات ذات النمط أالستبياني‪ :‬تعتمد عمي كصؼ الفرد لنفسو ‪ ،‬كتتضمف عدد مف‬
‫األسئمة تتعمؽ بكثير مف نكاح الشخصية كيطمب مف الفرد أم منيا ينطبؽ عميو ‪ ،‬كمف‬
‫خبلليا نجمع بيانات عف كيؼ يتصرؼ الفرد اآلف ككيؼ تصرؼ فى الماضي ككيؼ‬
‫يفكر فى أمكر معينة‬
‫حيث يقيس االختبار جانب معيف مف الشخصية كقد يقيس عدد مف جكانب الشخصية‬
‫ْػ لو ثبلث‬ ‫كتتعدد أنكاع أسئمة االختبار‪ُ :‬ػ صيغة استفياـِػ صيغة االثبات ّػ لو اجابتيف‬
‫اجابات‬
‫‪ -‬مزاياىا‪:‬‬
‫‪ ‬سيكلة االستخداـ‪.‬‬
‫‪ ‬االقتصاد فى الكقت كالمجيكد كالتكاليؼ‪.‬‬
‫‪ ‬التطبيؽ الجماعي ‪.‬‬
‫التعبير الكمي عف السمة‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬أمثمة لالختبارات ذات النمط أالستبياني‪:‬‬
‫‪ ‬اختبار الشخصية لبركنركيتر‪ :‬يتككف مف ُِٓ فقرة ‪ ،‬يقيس ست سمات شخصية ىي‪:‬‬
‫الميؿ العصابي‪ ،‬االكتفاء الذاتي‪ ،‬االنطكاء ػ االنبساط‪ ،‬السيطرة ػ الخضكع‪ ،‬الثقة بالنفس‪،‬‬
‫الميؿ االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬اختبار األفراد لجيمفكرد كمارتف‪ :‬يقيس ثبلثة عكامؿ‪:‬‬

‫‪96‬‬
‫‪ ‬المكضكعية فى مقابؿ الرجكع الي النكاحي الشخصية‬
‫‪ ‬القبكؿ االجتماعي فى مقابؿ االعتداء عمي الغير‬
‫‪ ‬التعاكف فى مقابؿ الميؿ الي اظيار األخطاء ككثرة النقد‬
‫‪ ‬اختبار الشخصية المتعدد األكجو‪ :‬مف اعداد ىاثاكام كماكنمي‪ ،‬كيحتكم عمي َٓٓ فقرة‬
‫‪ ،‬يقيس االختبار تسعة مظاىر اكمينيكية مف مظاىر الشخصي كيقيس ناحية عاشرة ىي‬
‫االنطكائية االجتماعية كىذه المظاىر ىي‪- :‬‬
‫المرض الكىمي‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬االنقباض‬
‫اليستريا‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الشخصية السيككباتية‬
‫‪ ‬الميكؿ الذكرية كاألنثكية‬
‫جنكف االضطياد (البارانكيا)‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬المخاكؼ كاألفعاؿ كاألفكار االستحكاذية‬
‫‪ ‬الفصاـ (الشيزكفرنيا)‬
‫‪ ‬النشاط الزائد‬
‫‪ ‬االنطكائية االجتماعية‬
‫‪ -‬عيوب االختبارات ذات النمط أالستبياني‬
‫‪ ‬التمفيؽ ‪ :‬مف أىـ عيكب االختبارات ذات النمط أالستبياني امكاف حدكث التمفيؽ في‬
‫االجابة عمى أسئمة االختبار لتقميؿ احتماؿ حدكث التمفيؽ يتـ استخداـ طريقة‬
‫االختيار االجبارم‬
‫كثير ما يجيؿ بعض الحقائؽ عف نفسو أك ال‬
‫‪ ‬جيؿ الفرد لنفسو ‪ :‬حيث أف الفرد ان‬
‫يككف مدركان ليا ادراكان صحيحان كاضحان ‪ ،‬كخاصة تمؾ الحقائؽ التي ال تككف مقبكلة‬
‫منو‪ .‬أك النكاحي البلشعكرية‪.‬‬
‫‪ ‬االختبلؼ في تفسير اسئمة االختبار ‪ :‬حيث أف األفراد المستجيبكف قد يختمفكف في‬
‫تفسيرىـ لمعنى األسئمة ‪ .‬مما يؤدم إلى تقميؿ عنصر المكضكعية في ىذه‬
‫االختبارات كبالتالي األخطاء في النتائج‬

‫‪97‬‬
‫ِ‪ -‬منيج المالحظة‬
‫يعتمد عمى مبلحظة سمكؾ الفرد في مكاقؼ الحياة الطبيعية‬
‫الغرض الرئيسي ىك أف السمات األساسية لمشخصية تظير في سمكؾ الفرد اليكمي‬
‫‪ ،‬كأف مبلحظة ىذا السمكؾ يمكف تسجيميا كتحميميا لمحصكؿ عمى صكرة حقيقية‬
‫مفيكمة لمشخصية ‪.‬‬
‫كمف الطرؽ التي تستخدـ في تسجيؿ المبلحظات‪( :‬طريقة التقدير‪ ،‬عدد تكرار‬
‫السمكؾ )‬
‫‪ -‬طرق منيج المالحظة‪:‬‬
‫‪ -‬طريقة المبلحظة المباشرة ‪ :‬تقترب ىذه الطريقة مف المنيج التجريبي‪.‬‬
‫تتميز ىذه الطريقة عف المنيج التجريبي في‪:‬‬
‫‪ ‬أنيا تسمح لمسمكؾ أف يحدث في مكاقؼ طبيعية ال اصطناعية‬
‫‪ ‬ال يحدث فييا ضبط لجميع العكامؿ المختمفة‪.‬‬
‫‪ ‬ال يحدث تقديـ لتغير معيف‪.‬‬
‫طريقة اختبارات المكاقؼ كتتسـ باالتي ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.‬‬ ‫تقدـ لمفرد مكاقؼ شبيية بمكاقؼ الحياة‬ ‫‪‬‬
‫كتتضمف عبلقات اجتماعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كترتب بطريقة تستدعي ظيكر السمات المطمكب قياسيا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬بشرط عدـ معرفة المفحكص أية سمات يقيسيا ىذا االختبار‬
‫‪ ‬تستخدـ بكثرة في عمميات االختيار كخاصة اختيار القادة أك الذيف سيتكلكف مناصب‬
‫ىامة‪.‬‬
‫‪ -3‬االختبارات االسقاطية‬
‫‪ ‬تعتبر خير كسيمة لدراسة الشخصية بطريقة غير مباشرة‬
‫‪ ‬فييا يسقط الفرد حاجاتو كرغباتو دكف أف يفطف إلى ما يقكـ بو في مكاقؼ محددة‬
‫غير منظمة‬
‫‪ ‬ت خذ دكافعو كانفعاالتو كمخاكفو كآمالو في تكجيو استجاباتو‪ .‬فالفرد يسقط حالتو‬
‫النفسية عمى ىذا المكقؼ غير المنظـ‪ .‬كال يككف الفرد مدركان أنو يقكـ بعممية اسقاط‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫تصنف الي نوعين‪:‬‬
‫‪ -‬لفظية‪ :‬تستخدـ فييا المغة كمف امثمتيا اختبار التداعي‪ ،‬اختبار تكممة الجمؿ‪ ،‬اختبار‬
‫تكممة القصة‬
‫‪ -‬شكمية‪ :‬تستخدـ فييا الصكر كالرسكمات ‪ ،‬كمف امثمتيا اختبار ركزنزفيج‪ ،‬كاختبارات رسـ‬
‫الرجؿ كالشجرة كالشخص‪ ،‬اختبار زكندم‪ ،‬اختبار بندر جشطالت‪ ،‬اختبار بقع الحبر‪،‬‬
‫اختبار تفيـ المكضكع ‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬تعديل السموك‬
‫تعديؿ السمكؾ ىك تكظيؼ كاستخداـ أساليب كطرؽ خاصة لتغيير السمكؾ غير المرغػكب‬
‫فيو لدل الفرد بصكرة عممية كمدركسػة؛ بيػدؼ الكصػكؿ بػو إلػى كضػع أفضػؿ ممػا ىػك عميػو‪،‬‬
‫حيػػث ييػػدؼ تعػػديؿ السػػمكؾ إلػػى تحسػػيف الضػػبط الػػذاتي لػػدل الفػػرد كتطػػكير ميا ارتػػو كقد ارتػػو‬
‫كمدل استقبلليتو‪ .‬كتعتمد أساليب تعديؿ السمكؾ بشكؿ أساسي عمى التطبيؽ المباشػر لمبػادئ‬
‫التعمـ كالفنيات اإليجابية كالسمبية‪.‬‬
‫وتتحدد األىداف العامة لتعديل السموك في االتي ‪:‬‬
‫‪ -‬يمساعدة الفرد عمى اكتساب سمككيات جديدة لـ تكف مكجكدة لديو‪.‬‬
‫كمساعدتو عمى الحد مف‬‫‪ -‬تشجيع الفرد عمى القياـ بالسمككيات المقبكلة اجتماعيان‪ ،‬ي‬
‫السمككيات غير المقبكلة‪.‬‬
‫لمتكيؼ مع البيئة االجتماعية كالمدرسية المحيطة بو‪.‬‬
‫‪ -‬منح الفرد فرصة ٌ‬
‫‪ -‬القضاء عمى كافة مشاعر الخكؼ كالقمؽ كاإلحباط لدل الفرد‪.‬‬
‫وتتحدد أساليب تعديل السموك في االتي ‪:‬‬
‫ىناؾ العديد مف األساليب المتبعة في تعديؿ السمكؾ غير المرغكب فيو لدل األفراد‪ ،‬كتيدؼ‬
‫ىذه األساليب بشكؿ أساسي إلى جعؿ حياة األفراد أكثر فاعمية كايجابية‪ ،‬كنذكر فيما ي تي‬
‫أىـ ىذه األساليب‪:‬‬
‫ُ‪ -‬التعزيز وىو ‪ :‬أف يتـ تشجيع كمكاف ة الفرد عمى سمكؾ سكم كصحيح فعمو‪ ،‬فقد يككف‬
‫التشجيع بالكممة الطيبة‪ ،‬أك بمنحو ىدية مادية أك رمزية أماـ الطمبة‪ ،‬أك إشراكو في‬
‫األنشطة التي ييحب ممارستيا‪.‬‬
‫ِ‪ -‬العقاب ‪ :‬كيعني إخضاع الفرد لنكع مف أنكاع العقاب عند فعمو سمككان خاطئان تجاه‬
‫اآلخريف‪ ،‬كالضرب كالتسبب في اإليذاء النفسي لآلخريف‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫ويتم العقاب بأساليب عدة‪ ،‬كالتكبيخ كالمكـ الصريح‪ ،‬كالتيديد‪ ،‬أك عزلو في غرفة‬
‫كحده فترة مف الزمف‪ ،‬أك أف يتـ منعو مف المشاركة في األنشطة التي ييحبيا‪.‬‬
‫ك ال يينصح بالمجكء إلى أسمكب العقاب إال عند استنفاد جميع األساليب اإليجابية؛‬
‫ألف العقاب ييكقؼ السمكؾ الخاطئ بشكؿ مؤقت‪ ،‬كبانتياء العقاب يعكد السمكؾ مرة‬
‫أخرل‪.‬‬
‫ّ‪ -‬اإلطفاو ‪:‬كيعني االمتناع عف االستجابة بسبب تكقؼ التدعيـ؛ فالفرد قد يقكـ بتصرفات‬
‫سيئة بيدؼ لفت األنظار إليو؛ لذلؾ يجب تجاىمو حيف ييخطئ كعدـ لفت النظر إليو‪،‬‬
‫كاىماؿ بعض تصرفاتو فترة محددة‪ ،‬كتشجيعو عند القياـ بسمكؾ سكم‪.‬‬
‫معيف ليشمؿ ظركؼ‬
‫ْ‪ -‬التعميم‪ :‬كىك األسمكب المستخدـ عند تكسع أثر تعزيز سمكؾ ٌ‬
‫كسمككيات أخرل‪.‬‬
‫ولمتعميم نوعان‪ ,‬وىما‪:‬‬
‫‪ -‬التعميـ المثير الذم ييمثٌؿ انتقاؿ أثر تعزيز السمكؾ مف الكضع الذم تـ تشكيؿ السمكؾ‬
‫عميو إلى أكضاع أخرل مشابية‪.‬‬
‫‪ -‬كتعميـ االستجابة الذم ييعبر عف انتقاؿ أثر تعديؿ السمكؾ مف استجابة تـ تشكيميا إلى‬
‫استجابات أخرل‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬التمييز ‪:‬كيعني الفرؽ في مدل االستجابة لممثير المناسب‪ ،‬أم أف يتـ تعزيز السمكؾ‬
‫في مكقؼ ما كاطفائو في مكاقؼ أخرل‪ ،‬كتحدث االستجابة فقط لبعض المكاقؼ‬
‫كالمثيرات‪.‬‬
‫فعمى سبيؿ المثاؿ يتـ تعميـ الطفؿ أف الكتابة عمى الدفتر سمكؾ صحيح‪ ،‬أما‬
‫الكتابة عمى الجدار سمكؾ خاطئ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬التشكيل ‪:‬أم أف يتـ إكساب الفرد سمككيات جديدة بعد أف يتـ التعزيز اإليجابي‬
‫لبلستجابات التي تقترب مف السمكؾ النيائي‪ ،‬كىذا ال يعني أف يتـ خمؽ سمككيات جديد‬
‫معينة تيشبو السمكؾ النيائي‬
‫مف ال شيء؛ فالتشكيؿ ييدؼ إلى التركيز عمى استجابة ٌ‬
‫الذم يرغب الكصكؿ إليو‪ ،‬كتعزيز ىذه االستجابة إلى أف تيصبح قريبة مف السمكؾ‬
‫كيعرؼ ىذا النكع مف التشكيؿ بالتقارب التدريجي‪.‬‬
‫النيائي‪ ،‬ي‬
‫ٕ‪ -‬التسمسل ‪:‬كىك األسمكب الذم يتـ مف خبللو تككيف سمسمة سمككية لدل الفرد كمساعدتو‬
‫تككف‬ ‫و‬
‫المككنة ليذه السمسمة بشكؿ متتاؿ؛ فاألجزاء الصغيرة التي ٌ‬
‫ٌ‬ ‫عمى ت دية الحمقات‬
‫السمكؾ تيمثٌؿ الحمقات‪ ،‬كترابط ىذه الحمقات مع بعضيا البعض ييسمى السمسمة السمككية‪،‬‬

‫‪111‬‬
‫كتميز كؿ حمقة مف حمقات السمسمة االستجابة التي تمييا كتعزز االستجابة التي تسبقيا‪.‬‬
‫فعمى سبيؿ المثاؿ‪ ،‬عف حدكث سمكؾ م لكؼ كالدخكؿ إلى المطعـ‪ ،‬فإف رؤية إشارة‬
‫المطعـ تمثؿ المثير التمييزم‪ ،‬كاالتجاه إلى المطعـ ييمثؿ االستجابة‪ ،‬كقدكـ العامؿ‬
‫لمعرفة الطمبات ييمثؿ المثير التمييزم‪ ،‬أما األكؿ فيعتبر استجابة‪ ،‬كالطعاـ المذيذ ييمثؿ‬
‫التعزيز‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬التمقين ‪:‬كىك األسمكب الذم يجعؿ االستجابة الصحيحة لمفرد أكثر حدكثان‪ ،‬كزيادة‬
‫احتمالية أداء الفرد لمسمكؾ المستيدؼ‪ ،‬باإلضافة إلى تشجيعو عمى إظيار السمكؾ‬
‫المطمكب بالسرعة الممكنة؛ فالتمقيف ييمثٌؿ األحداث التي ليا دكر في بدء االستجابة‪.‬‬
‫وأنواع التمقين ثالث‪ ،‬كىي‪ :‬التمقيف المفظي‪ ،‬كالتمقيف اإليمائي‪ ،‬كالتمقيف الجسدم‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬السحب التدريجي أو التالشي ‪:‬كىك أسمكب يعتمد بشكؿ أساسي عمى مبادئ اإلشراط‬
‫معيف في مكقؼ ما‪ ،‬كاجراء التغيير التدريجي‬
‫اإلجرائي‪ ،‬حيث يتـ التركيز عمى سمكؾ ٌ‬
‫عميو لجعؿ ىذا السمكؾ يتكرر في مكقؼ آخر‪ .‬فعمى سبيؿ المثاؿ‪ ،‬إذا أظير الطفؿ‬
‫سمكؾ اليدكء كالتعاكف في المنزؿ كلكنو يشعر بالخكؼ عند كضعو بشكؿ مفاجئ في‬
‫الغرفة الصفية‪ ،‬فإنو يجب اتباع أسمكب السحب التدريجي ألماكف كمكاقؼ تيشبو الغرفة‬
‫الصفية؛ بيدؼ القضاء عمى يشعكره بالخكؼ‪.‬‬
‫تقميل الحساسية التدريجي ‪:‬أم أف يتـ القضاء عمى المخاكؼ المرضية كالقمؽ‬ ‫َُ‪-‬‬
‫كيعتبر االسترخاء ىك‬
‫مف خبلؿ إحداث استجابات بديمة في المكاقؼ التي تحدث فييا‪ ،‬ي‬
‫أفضؿ االستجابات البديمة في مثؿ ىذه المكاقؼ؛ فاالسترخاء التاـ يقضي عمى‬
‫االستجابات االنفعالية كالقمؽ كالخكؼ‪.‬‬
‫كيساعد ذلؾ‬
‫التنفير ‪ :‬أم أف يتـ ربط االستجابة لمسمكؾ السيئ بشيء منفر‪ ،‬ي‬ ‫ُُ‪-‬‬
‫عمى حد مف ىذا السمكؾ أك القضاء عميو‪ .‬فعمى سبيؿ المثاؿ‪ ،‬يتـ تغريـ الفرد بعمؿ‬
‫مادم أك معنكم في حاؿ قيامو بسمكؾ سيئ‪ ،‬مما يؤدم إلى الحد مف أدائو ليذا السمكؾ‬
‫مستقببلن‪.‬‬
‫ُِ‪ -‬توكيد الذات ‪:‬كيعتمد ىذا األسمكب بشكؿ أساسي عمى معالجة عدـ الثقة بالنفس عند‬
‫األفراد كشعكرىـ بالخجؿ كانسحابيـ مف المكاقؼ االجتماعية‪ ،‬كتتـ معالجة ىذه السمككيات‬
‫مف خبلؿ التكرار كاإلعادة كالتدرب عمى المكقؼ مرات عدة‪ ،‬باإلضافة إلى استخداـ السمكؾ‬
‫التككيدم كالتصاعد فيو‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫قائمة المراجع المستخدمة ‪:‬‬
‫‪ -‬حسيف طو المحاديف‪ ،‬تعديؿ السمكؾ‪ :‬نظريا كأرشاديا (الطبعة األكلى )‪ ،‬عماف‪-‬االردف‪:‬‬
‫دار الشركؽ لمنشر كالتكزيع ‪ ،‬بدكف تاريخ ‪.‬‬
‫‪ -‬أحمد عبد الخالؽ ‪ ،‬األبعاد األساسية لمشخصية (الطبعة الرابعة)‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬دار‬
‫المعرفة االجتماعية ُٖٗٗ‪.‬‬
‫‪ -‬عثماف فراح‪ ،‬عبد السبلـ عبد الغفار ‪ ،‬الشخصية كعمـ النفس االجتماعي‪ ،‬القاىرة‪ :‬دار‬
‫النيضة العربية ‪.ُٕٕٗ ،‬‬
‫‪ -‬بشير عربيات‪ ،‬إدارة الصفكؼ كتنظيـ بيئة التعمـ‪،‬الطبعة األكلى‪ ،‬عماف‪ ،‬دار الثقافة‬
‫لمنشر كالتكزيع‪.ََِٕ ،.‬‬
‫العبادم‪ ، ،‬استراتيجيات معاصرة في إدارة الصؼ كتنظيمو‪ ،‬السيب (سمطنة‬
‫‪ -‬محمد ٌ‬
‫يعماف)‪ ،‬الطبعة األكلى‪ ،‬مكتبة الضامرم لمنشر كالتكزيع ‪.ََِٓ ،‬‬
‫‪ -‬فتحي أبك طالب‪ ،‬ليمى الصايغ كآخركف‪ ،‬المنياج الكطني التفاعمي‪ ،‬الطبعة األكلى‪،‬‬
‫عماف مطاع الرأم التجارية ‪. ََِْ ،‬‬
‫‪ -‬بياء الديف جبلؿ ‪ :‬ميارات كفنيات تعديؿ السمكؾ ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬جمعية التكعية كالت ىيؿ‬
‫االجتماعي ‪.َُِْ ،‬‬
‫‪ -‬جماؿ محمد الخطيب ‪ :‬تعديؿ السمكؾ اإلنساني ‪ ،‬عماف ‪ ،‬مكتب الفكر العربي لمنشر‬
‫كالتكزيع ‪ ،‬طٖ ‪.َُِٔ ،‬‬
‫‪ -‬جماؿ محمد سعيد الخطيب ‪ :‬تعديؿ السمكؾ اإلنساني ‪ ،‬الككيت ‪ ،‬مكتب الفبلح لمنشر‬
‫كالتكزيع ‪. ََِّ ،‬‬
‫‪ -‬حمدم عبد اهلل عبد العظيـ ‪ :‬برامج تعديؿ السمكؾ كطرؽ تصميميا سمسمة تنمية ميارات‬
‫األخصائي النفسي ‪ ،‬الجيزة ‪ ،‬مكتبة أكالد الشيخ لمتراث ‪ ،‬طُ ‪.َُِّ،‬‬
‫‪ -‬دليؿ التربكييف لرعاية السمكؾ كتقكيمو – اإلدارة العامة لمتكجيو كاإلرشاد بالمممكة العربية‬
‫السعكدية ‪.َُِّ ،‬‬
‫‪ -‬عدناف أحمد الفسفكس ‪ :‬أساليب تعديؿ السمكؾ اإلنساني السمسة اإلرشادية ِ ‪ ،‬فمسطيف‬
‫‪ ،‬مكتبة أطفاؿ الخميج االلكتركنية ‪. ََِٔ ،‬‬
‫‪ -‬فاركؽ الركساف ‪ :‬تعديؿ كبناء السمكؾ اإلنساني ‪ ،‬عماف ‪ ،‬جمعية عماؿ المطابع‬
‫األردنية ‪.َََِ ،‬‬

‫‪112‬‬
‫‪ -‬فاركؽ الركساف ‪ :‬تعديؿ كبناء السمكؾ اإلنساني ‪ ،‬عماف ‪ ،‬دار الفكر ناشركف كمكزعكف‬
‫‪ ،‬طُُ‪. ََُِ ،‬‬
‫‪ -‬لكيس كامؿ ‪ :‬العبلج السمككي كتعديؿ السمكؾ ‪ ،‬الككيت ‪ ،‬دار القمـ لمنشر كالتكزيع ‪،‬‬
‫َُٗٗ‪.‬‬
‫‪ -‬محمد حسف العمايرة ‪ :‬برامج في تعديؿ السمكؾ خطكات إجرائية لمتعامؿ مع المشكبلت‬
‫السمككية ‪ ،‬عماف ‪ ،‬دار الميسرة لمشباب ‪ََِِ ،‬‬

‫‪113‬‬
‫الفصل الرابع‬

‫السموك االيجابى والقيم المجتمعية‬

‫مقدمة ‪.‬‬

‫اوال ‪:‬مفيوم السموك االيجابى ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬اىداف السموك االيجابى‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬اىمية دراسة السموك االيجابى‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬عناصر السموك االيجابى‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬فوائد السموك االيجابى ‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬انواع السموك االيجابى ‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬مقومات السموك االيجابى ‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬نصائح لتعزيز السموك االيجابى‪.‬‬

‫تاسعا ‪ :‬العالقة بين القيم والسموك االيجابى ‪.‬‬

‫عاش ار ‪ :‬الطرق االيجابية لتعديل السموك‪.‬‬

‫حادى عشر ‪ :‬قواعد الخالقيات المينة في مجال التمريض‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫كمفيدا‪ .‬تساىـ ىذه‬


‫ن‬ ‫كبناء‬
‫ن‬ ‫مفيدا‬
‫يشير السمكؾ اإليجابي إلى اإلجراءات أك السمكؾ الذم يعتبر ن‬
‫السمككيات في تحقيؽ الرفاىية العامة كتحقيؽ نتائج إيجابية لؤلفراد كالمجتمع‪ .‬كمف أمثمة السمكؾ‬
‫اإليجابي التعاكف كالمطؼ كالصدؽ كالمسؤكلية ‪ ،‬كمف ناحية أخرل‪ ،‬يشير السمكؾ السمبي إلى‬
‫كضارا‪ .‬يمكف أف يككف ليذه السمككيات عكاقب‬
‫ن‬ ‫كمدمر‬
‫نا‬ ‫ضار‬
‫األفعاؿ أك السمكؾ الذم يعتبر نا‬
‫سمبية عمى األفراد كالمجتمع‪ ،‬كقد تشمؿ العدكاف كخيانة األمانة كعدـ المسؤكلية كعدـ االحتراـ‪،‬‬
‫باختصار‪ ،‬السمكؾ اإليجابي يعزز النمك كالتطكر كالنتائج اإليجابية‪ ،‬في حيف أف السمكؾ السمبي‬
‫يمكف أف يعيؽ ىذه العمميات‪.‬‬

‫اوال ‪:‬مفهوم السلوك اإليجابي ‪:‬‬

‫بناء عمى ت ثيره عمى البيئة كعمى األفراد‬


‫يمكف تصنيؼ السمكؾ عمى أنو إيجابي أك سمبي ن‬
‫المعنييف‪ .‬يشير السمكؾ اإليجابي إلى التصرفات أك السمككيات التي تعتبر مقبكلة‬
‫كمرغكبة كبناءة ضمف سياؽ اجتماعي أك ثقافي أك فردم معيف‪ .‬تميؿ ىذه السمككيات‬
‫كغالبا ما ترتبط بالمشاعر اإليجابية‪،‬‬
‫ن‬ ‫إلى تعزيز االنسجاـ كالتعاكف كالنمك الشخصي‪،‬‬
‫عمكما عمى أنيـ مفيدكف لمفرد كالمجتمع‪،‬‬
‫ن‬ ‫كينظر إلييـ‬
‫مثؿ السعادة كالحب كالرضا‪ .‬ي‬
‫كغالبا ما يتـ تشجيعيـ كمكاف تيـ‪.‬‬
‫ن‬
‫كمف ناحية أخرل‪ ،‬يشير السمكؾ السمبي إلى األفعاؿ أك السمككيات التي تعتبر غير‬
‫مقبكلة كغير مرغكب فييا كمدمرة ضمف سياؽ اجتماعي أك ثقافي أك فردم معيف‪ .‬تميؿ‬
‫كغالبا ما ترتبط‬
‫ن‬ ‫ىذه السمككيات إلى تعزيز الخبلؼ كالصراع كاألذل الشخصي‪،‬‬
‫عمكما عمى أنيا ضارة‬
‫ن‬ ‫كينظر إلييا‬
‫بالمشاعر السمبية‪ ،‬مثؿ الغضب كالخكؼ كالحزف‪ .‬ي‬
‫البا ما يتـ تثبيطيا كمعاقبتيا‪.‬‬
‫بالفرد كالمجتمع‪ ،‬كغ ن‬
‫يمكف التعبير عف السمكؾ اإليجابي بالقكؿ إنو شعكر اإلنساف بالرضا كالقبكؿ لكؿ األمكر قدر‬
‫اإلمكاف‪ ،‬كامتبلكو القدرة عمى مكاجية مصاعب الحياة بطريقة إيجابية‪ ،‬كأف يسعى دائمان إلى‬
‫تحقيؽ أىدافو كمشاريعو الخاصة بو‪ ،‬كما أف السمكؾ اإليجابي يمنح اإلنساف القدرة عمى التكاصؿ‬
‫مع اآلخريف بشكؿ فعاؿ‪ ،‬كيجعمو قاد انر عمى تقديـ المساعدة ليـ كتقديـ الحمكؿ لمشاكميـ‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫يعرؼ عمـ النفس السمكؾ اإليجابي ب نو‪ :‬الدراسة المكضكعية لمخصاؿ اإليجابية في اإلنساف‬
‫كلممؤسسات النفسية كاالجتماعية التي تعمؿ عمى ترقية ىذه الخصاؿ كتنميتيا إلعداد شخصيات‬
‫إيجابية‪.‬‬

‫كيعرؼ ب نو دراسة كافة مكامف القكة لدل البشر‪ ،‬كدراسة كؿ ما مف ش نو كقاية البشر مف الكقكع‬
‫في براثف االضطرابات النفسية كالسمككية‪ ،‬إضافة إلى دراسة كؿ العكامؿ الفردية‪ ،‬االجتماعية‪،‬‬
‫كالمجتمعية التي تجعؿ الحياة اإلنسانية جديرة ب ف تعاش‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬اىداف دراسة السموك االيجابي ‪:‬‬

‫‪ ‬الكصكؿ إلى عمـ يبحث في الجكانب االيجابية في التجربة اإلنسانية لمفرد ككيفية‬
‫اكتسابيا كتنميتيا كما ييدؼ ىذا المجاؿ إلى تفعيؿ التغيير في عمـ النفس بشكؿ عاـ‬
‫مف التركيز فقط عمي إصبلح سكء األشياء في الحياة إلى التركيز أيضا عمي بناء أفضؿ‬
‫الصفات لمحياة كالرقي كاالزدىار النفسي مف خبلؿ بناء االيجابيات عمي المستكيات‬
‫(الذاتي ‪ -‬الفردم ‪ -‬الجماعي)‬
‫‪ ‬لمبحث عف القكل اإليجابية لدل البشر كبديؿ لمبحث في تمؾ الجكانب السمبية أك المضطربة‬
‫في الشخصية اإلنسانية كالدراسات الكقائية كالعكامؿ المجتمعية كالشخصية التي تجعؿ‬
‫الحياة جديرة ب ف تعاش‪.‬‬

‫‪ ‬ييدؼ إلى التركيز عمى أكجو القكة عند اإلنساف بدالن مف أكجو القصكر‪ ،‬كعمى الفرص بدالن‬
‫مف األخطار‪ ،‬كعمى تعزيز اإلمكانات بدالن مف التكقؼ عند المعكقات‪ ،‬كتنشيط الفاعمية‬
‫الكظيفية كالكفاءة كالصحة الكمية لئلنساف بدالن مف التركيز عمى االضطرابات كعبلجيا‪،‬‬
‫كييتـ ببناء القدرة كالمتعة كالصحة في اإلنساف المعافى كصكالن إلى المزيد مف تحقيؽ ذاتو‪.‬‬
‫‪ ‬إف شعكر اإلنساف باإليجابية تنعكس بشكؿ كامؿ عمى سمككو‪ ،‬كبالت كيد ينعكس ىذا‬
‫األمر عمى نفسيتو‪ ،‬حيث تجعمو قاد انر عمى التخمص مف المشاكؿ السمبية كتعمؿ عمى‬
‫تحصينو مف التكتر كالقمؽ كالخكؼ‪ ،‬فالشعكر باإليجابية يقكم المناعة النفسية لئلنساف‬
‫كيمنحو القدرة عمى التفكير بطريقة إبداعية كيساعده عمى عيش حياة سعيدة يغمرىا‬
‫السركر‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫ثالثا ‪:‬أهمية السلوك اإليجابي ‪ :‬ييكجد العديد مف الفكائد لمسمكؾ اإليجابي في حياة األفراد مما‬
‫يجعؿ لو أىمية كبيرة ييمكف تكضيحيا عمى النحك اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬المحافظة عمى النشاط كالنظاـ ييمكف أف ييساعد السمكؾ كالتفكير اإليجابي بالعديد مف‬
‫األمكر في حياة األشخاص‪ ،‬فمف خبللو ييمكف المحافظة عمى النشاط‪ ،‬كالنظاـ‪ ،‬كصفاء‬
‫بفعالية أكبر‪ ،‬كما ييؤثر عمى عبلقة‬
‫ٌ‬ ‫كخمؽ بيئة إيجابية تيساعد عمى إنجاز المياـ‬
‫الذىف‪ ،‬ى‬
‫األفراد بمف حكليـ‪ ،‬كيمنحيـ الثقة بالنفس كالسعادة‪ ،‬كالشعكر بالراحة كالطم نينة‪.‬‬
‫‪ ‬القبكؿ االجتماعي ييسيٌؿ السمكؾ كالتفكير اإليجابي الكصكؿ إلى األشخاص اآلخريف‬
‫كسع مف دائرة‬
‫محبكبا كمقبكنال‪ ،‬كما يي ٌ‬
‫ن‬ ‫اإليجابييف كالمفيديف في المجتمع‪ ،‬كيجعؿ الشخص‬
‫أيضا الفرصة لمقياـ بالعديد مف األمكر اإليجابية‬
‫كيتيح لو ذلؾ ن‬
‫عبلقاتو االجتماعية‪ ،‬ي‬
‫كالمفيدة لو كلمجتمعو‪.‬‬
‫‪ ‬الحصكؿ عمى فرص إيجابية ييمكف الحصكؿ عمى فرصة عمؿ مميزة مثبلن عند امتثاؿ‬
‫أف النظرة اإليجابية كالسمكؾ الكاثؽ مف خبلؿ‬
‫السمكؾ اإليجابي في مقابمة العمؿ‪ ،‬حيث ٌ‬
‫خيا خبلؿ مقابمة العمؿ‪ ،‬مما‬
‫حركات الجسد كالكبلـ ييساعد الشخص ب ف يبقى مستر ن‬
‫أف أرباب العمؿ يتجنبكف اختيار‬
‫ييسيؿ التحدث إليو كيزيد مف فرصة قبكلو‪ ،‬كما ٌ‬
‫المكظفيف السمبييف‪ ،‬حيث ييميـ أف يككف المكظؼ يتمتع باإليجابية كالحماس؛ لينعكس‬
‫ذلؾ عمى زمبلئو اآلخريف كعمى بيئة العمؿ ككؿ‪.‬‬
‫التحسف‬
‫التعافي السريع مف األمراض ييساعد السمكؾ اإليجابي عمى الشعكر بالتعافي ك ٌ‬ ‫‪‬‬
‫تماما مثمما يعمؿ النظاـ المناعي عمى تسريع عممية‬ ‫و‬
‫بمرض معيف‪ ،‬ن‬ ‫السريع عند اإلصابة‬
‫الشفاء في جسـ اإلنساف‪.‬‬
‫النجاح في الحياة ييساىـ السمكؾ اإليجابي بنجاح األشخاص كتخطييـ لمتحديات التي‬ ‫‪‬‬
‫تيكاجييـ خبلؿ مراحؿ حياتيـ المختمفة‪ ،‬حيث سيقكد العمؿ الجاد‪ ،‬كالطاقة العالية‪،‬‬
‫كالنظرة اإليجابية لؤلمكر إلى تحقيؽ النجاح كتجاكز الصعكبات‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬عناصر السلوك اإليجابي ‪:‬‬

‫‪117‬‬
‫ييساعد السمكؾ اإليجابي لمفرد ب ف يرتقي بنفسو كيتقدـ كعندىا سينعكس ذلؾ عمى البيئة المحيطة‬
‫بو‪ ،‬كمف ثـ سينعكس نتاج ذلؾ عمى المجتمع‪ ،‬كلكي يككف سمكؾ الفرد إيجابيان ال بد أف يككف‬
‫أيضا‪ ،‬كلتحقيؽ ذلؾ ال بد مف تكافر عناصر معينة كىذه العناصر ىي‪:‬‬
‫تفكيره كذلؾ ن‬

‫إف العنصر األىـ لمسمكؾ اإليجابي كالذم يمتمؾ األكلكية الكبرل ىك أف يككف لدل‬ ‫‪‬‬

‫الشخص إيماف مطمؽ ب ف األمكر بيد اهلل سبحانو كتعالى‪ ،‬كأف اهلل ىك مسير األمكر‪.‬‬
‫المحفزة‬
‫ردد العبارات اإليجابية ك ي‬
‫يجب عمى الشخص الذم يتميز بالسمكؾ اإليجابي أف يي ٌ‬ ‫‪‬‬

‫بشكؿ متكرر دائـ‪ .‬مف عناصر التفكير اإليجابي الميمة ىي عدـ لكـ النفس كتجنب جمد‬
‫دائما‪.‬‬
‫الذات‪ ،‬كعدـ االستسبلـ لمشاعر الندـ ن‬
‫أحد العناصر الميمة الذم يقكد إلى السمكؾ اإليجابي ىك تحديد اليدؼ مف الحياة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ضركرة تنظيـ األفكار‪ ،‬فعمى الشخص أف يقكـ بتنظيـ أفكاره كترتيب كتكجيو أكلكيات‬
‫األمكر لديو‪ ،‬كىذا بيدؼ تحقيؽ األىداؼ كاستغبلؿ الكقت بالفائدة القصكل‪.‬‬
‫يعتبر كؿ مف الت مؿ كاالسترخاء مف أجؿ تحقيؽ السبلـ الداخمي مف العناصر الضركرية‬ ‫‪‬‬

‫لتحقيؽ اإليجابية في السمكؾ‪.‬‬


‫خامسا ‪ :‬فوائد السموك اإليجابي ‪:‬‬
‫ينعكس السمكؾ اإليجابي عمى حياة المرء‪ ،‬كتككف كاضحة عميو مف خبلؿ سمككو مع‬
‫اآلخريف كمف خبلؿ الكممات التي يقكليا‪ ،‬كىذا يعني أف لمسمكؾ اإليجابي فكائد عديدة‬
‫نذكر منيا ما يمي‪:‬‬
‫فريحكا يى ىك ىخ ٍيهر ًم َّما‬ ‫نبدأ قبؿ كؿ شيء بقكلو تعالى‪ ( :‬يق ٍؿ بًفى ٍ ً ً ً ً ً ً ً‬
‫ضؿ اهلل ىكب ىر ٍح ىمتو فىب ىذل ىؾ ىفٍم ىي ى‬ ‫‪‬‬

‫ىي ٍج ىم يعكف) (يكنس‪ ،)ٖٓ :‬حيث تيخبرنا ىذه اآلية الكريمة ب ف المؤمف ييصاب بالسعادة‬
‫عند شعكره برحمة اهلل عميو كىذا الفرح ىك نكع مف أنكاع التفاؤؿ التي تجعؿ سمكؾ‬
‫اإلنساف إيجابيان‪.‬‬
‫يساعد السمكؾ اإليجابي الشخص عمى التقرب إلى اهلل سبحانو كتعالى أكثر‪ ،‬ألف اهلل‬ ‫‪‬‬

‫عز كجؿ ككذلؾ رسكلو الكريـ يحثاف عمى التفاؤؿ كالتمسؾ بالسمككيات اإليجابية‪ .‬ييساعد‬
‫السمكؾ اإليجابي مف الناحية الصحية لجسـ اإلنساف عمى زيادة مناعة الجسـ‪ ،‬ألف ىناؾ‬
‫عبلقة مترابطة ما بيف العقؿ كالجسـ‪ ،‬كلذلؾ فإف ما يراكدنا مف أفكار كمشاعر يؤثر عمى‬

‫‪118‬‬
‫صحتنا كبشكؿ مباشر‪ ،‬كىذا ما يجعؿ السمكؾ اإليجابي يقمؿ مف فرصة إصابة الشخص‬
‫ب مراض ىذا العصر المرتبطة بالقمؽ كالتكتر كالضغط النفسي‪ ،‬مثؿ ارتفاع ضغط الدـ‬
‫كالسكرم كاألمراض القمبية‪.‬‬
‫يساعد السمكؾ اإليجابي الشخص عمى التكاصؿ مع اآلخريف بفاعمية كيم ٌكنو مف‬ ‫‪‬‬

‫التعامؿ معيـ بشكؿ جيد كصريح‪.‬‬


‫يساعد السمكؾ اإليجابي الشخص عمى بناء شخصية قكية كمستقمة كيجعمو يبتعد عف‬ ‫‪‬‬

‫التفكير باألمكر مف الناحية السمبية‪ ،‬كيمكنو مف تحقيؽ النجاح في حياتو كأف يحيا حياة‬
‫كريمة‪.‬‬
‫يمنح السمكؾ اإليجابي الشخص ثقة بالنفس كشعكر بالسعادة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يساعد السمكؾ اإليجابي الشخص في التعبير عف رأيو كما يجكؿ بخاطره بكؿ صراحة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يجعؿ السمكؾ اإليجابي الشخص مبدعان في تفكيره كسريع البديية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يعمؿ السمكؾ اإليجابي عمى الحد مف األمراض النفسية كاالجتماعية كيمنع مظاىر‬ ‫‪‬‬

‫العنؼ المتفشية كثي انر في المجتمعات‪.‬‬


‫سادسا ‪ :‬أنواع السموك اإليجابي‪:‬‬
‫ىناك نوعان من السموك اإليجابي‪:‬‬
‫يتككف تمقائيان عند الشخص‬
‫السموك اإليجابي الفطري‪ :‬كىك نكع السمكؾ اإليجابي الذم ٌ‬
‫في المكاقؼ التي تكاجيو في الحياة‪ ،‬منيا عمى سبيؿ المثاؿ الضحؾ عند سماع و‬
‫نكتة ما‬
‫أك قد تككف بشكؿ مكقؼ معيف كمحاكلة إنقاذ شخص ما مف خطر معيف‪.‬‬
‫السموك اإليجابي المكتسب‪ :‬كىك كؿ سمكؾ اعتاد الشخص أف يفعمو نتيجةن لما تعممو‬
‫مف شخص معيف لو ت ثير عميو بشكؿ أك بهخر‪ ،‬عمى سبيؿ المثاؿ‪ ،‬يمكف الت ثر‬
‫بالكالديف أك ب حد المعمميف أياـ الدراسة‪ ،‬فينعكس ىذا عمى شكؿ سمكؾ إيجابي‪ ،‬مثؿ‬
‫مساعدة المحتاجيف أك إظيار االحتراـ لمكبار أك بشكؿ مجاممة الفقراء كغيرىا‪.‬‬
‫سابعا ‪:‬مقومات السموك االيجابى ‪:‬‬
‫ُ‪ -‬الصبر كالتفاؤؿ ‪:‬تحتاج إلى صبر عند التعامؿ مع اآلخريف‪ ،‬كعدـ اإلصرار عمى رغباتؾ‬
‫دكف مراعاة اآلخريف ‪.‬كما يتضمف التفاؤؿ كالتفكير اإليجابي في مختمؼ الظركؼ‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫ِ‪ -‬الحناف‪ :‬يتطمب السمكؾ اإليجابي أف تككف حنكنان‪ ،‬كتعطي المشكرة بحكمة كرعاية‬
‫لآلخريف‪.‬‬
‫ّ‪ -‬المصالحة‪ :‬يتضمف السمكؾ اإليجابي المصالحة المبنية عمى األخذ كالعطاء‪ ،‬كالتفاىـ مع‬
‫اآلخريف لتجنب الخبلفات كالنزاعات‪.‬‬
‫ْ‪ -‬االحتراـ ‪:‬تحتاج إلى االحتراـ لآلخريف كاحتراـ آرائيـ كأفكارىـ كاحتياجاتيـ‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬التعاكف‪ :‬يتطمب السمكؾ اإليجابي التعاكف مع اآلخريف كالعمؿ بركح الفريؽ‬
‫كالتعاكف لتحقيؽ األىداؼ المشتركة‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬الشكر‪ :‬عمى الرغـ مف االىتماـ بالحقكؽ الخاصة بنا‪ ،‬يتطمب السمكؾ اإليجابي أيضان‬
‫االىتماـ بشكر اآلخريف عمى جيكدىـ كمساعدتيـ اإليجابية‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬التفاعؿ اإليجابي ‪:‬يتضمف السمكؾ اإليجابي تفاعؿ إيجابي مع اآلخريف‪ ،‬كتقديـ الدعـ‬
‫النفسي كالحماس في كجو التحديات‬
‫ثامنا ‪ :‬نصائح لتعزيز السموك اإليجابي‪:‬‬
‫ين ً‬
‫درج فيما ي تي مجمكعة مف النصائح لتعزيز السمكؾ اإليجابي لدل األشخاص‪:‬‬
‫البقاء عمى اتصاؿ مع األشخاص اإليجابييف‪ ،‬كاألصدقاء‪ ،‬كالعائمة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫البحث عف األمر اإليجابي مف كؿ مكقؼ يتـ التعرض لو‪ ،‬كتغيير طريقة التفكير إلى‬ ‫‪‬‬

‫طريقة إيجابية كبناءة‪ .‬العناية بالنفس كأخذ كقت لمتركيز عمى الذات كتحسينيا‪ ،‬كقد يككف‬
‫ذلؾ ب خذ فترة استراحة أك ممارسة الرياضة أك غير ذلؾ‪.‬‬
‫طمب المساعدة مف اآلخريف حتى لك كاف األمر بسيطنا‪ ،‬حيث ىيمنح ذلؾ الشخص‬ ‫‪‬‬

‫أف السمكؾ اإليجابي يجمب‬


‫دائما ٌ‬
‫المزيد مف الدعـ كاإليجابية‪ .‬التحمي بالصبر كالتذكر ن‬
‫النتائج اإليجابية‪.‬‬
‫إدارة الكقت بالشكؿ الصحيح‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫عدـ التراجع أك االنيزاـ عند الخط ‪ ،‬فذلؾ كارد عند جميع األشخاص‪ ،‬كلكف يجب‬ ‫‪‬‬

‫التعامؿ مع المكقؼ بإيجابية كمحاكلة إيجاد الحمكؿ المناسبة لعدـ تكرار الخط مرة‬
‫أخرل‪.‬‬
‫يمكن استخدام التكنولوجيا لتعزيز السموك اإليجابي واألخالق بعدة طرق‪ ,‬منيا‪:‬‬

‫‪111‬‬
‫ُ‪ .‬االستخداـ اليادؼ لئلنترنت‪ :‬يمكف استخداـ اإلنترنت بشكؿ إيجابي لتعمـ الخير‬
‫كالقيـ األخبلقية‪ ،‬مف خبلؿ الكصكؿ إلى المصادر المكثكقة كالمراجع األخبلقية المتاحة‬
‫عمى اإلنترنت‪.‬‬
‫ِ‪ .‬تنمية الكعي الرقمي‪ :‬يمكف تعميـ األطفاؿ كالشباب كيفية استخداـ التكنكلكجيا بشكؿ‬
‫آمف كمسؤكؿ‪ ،‬ككذلؾ مكاجية التحديات التي يمكف أف تظير عمى اإلنترنت ككيفية‬
‫حماية الخصكصية كالبيانات الشخصية‪.‬‬
‫ّ‪ .‬استخداـ تقنيات التعمـ اإللكتركني‪ :‬يمكف استخداـ تقنيات التعمـ اإللكتركني لتعميـ‬
‫الطبلب الخير كاألخبلؽ كالقيـ الحميدة‪ ،‬فالمنصات التعميمية تكفر محتكل تعميمي ذات‬
‫جكدة عالية كمنيج مدركس كذلؾ يناسب كؿ سف كمستكل تعميمي‪.‬‬
‫ْ‪ .‬التحسيس باألخبلؽ عمى كسائؿ التكاصؿ االجتماعي‪ :‬يمكف استخداـ كسائؿ‬
‫التكاصؿ االجتماعي لمتحسيس بالسمككيات الحسنة كاألخبلؽ الحميدة‪ ،‬كذلؾ عف طريؽ‬
‫نشر القيـ األخبلقية كالمؤثرة إيجابيان في المجتمع‪.‬‬
‫ٓ‪ .‬االىتماـ بالشؤكف اإللكتركنية‪ :‬يمكف إنشاء مبادرات كحمبلت تكعكية لدعـ التقنيات‬
‫اإللكتركنية الصديقة لمبيئة كاألخبلؽ‪ ،‬ككذلؾ دعـ استخداـ التقنية في إحداث ت ثيرات‬
‫إيجابية عمى المجتمع‪.‬‬
‫تاسعا ‪ :‬العالقة بين القيم والسموك ‪:‬‬
‫تعتبر القيـ مف المحددات الرئيسية لمسمكؾ اإلنساني في المنظمات كفي مجاالت الحياة اإلنسانية‬
‫األخرل‪ ،‬كليست القيـ عناصر بسيطة بؿ مركبات تمتقي فييا العكامؿ المتعددة المتعمقة بالتنشئة‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫ثمف‬
‫كيشير البعض الي اف كممة قيمة تدؿ عمى أف الشيء يحمؿ في ذاتو منفعة أك كزنا أك ن‬
‫ككممة قيـ ىي جمع لكممة قيمة تدؿ عمى أنكاع المعتقدات التي يحمميا شخص اك مجمكعة أك‬
‫مجتمع معيف باسره كيعتبرىا ميمة كيمتزـ بيا كتحدد لو عادة الصكاب مف الخط كالصالح مف‬
‫الطالح كالجيد مف السيئ كالمقبكؿ مف المرفكض في السمكؾ اإلنساني‪ .‬كىي داخمية لئلنساف تنمك‬
‫كتتطكر مف خبلؿ العائمة كاألصدقاء كالمدرسة كالتعاليـ الدينية كمكاف العمؿ‪ ،‬فيي مرشد كدليؿ‬
‫لمسمكؾ‪.‬‬
‫تعريف القيم‪:‬‬

‫‪111‬‬
‫تعرؼ القيـ بانيا المعاني التي يعطييا الفرد أىمية كبرم أك تقدي ار كبي ار في حياتو كسمككو‬
‫كالعدؿ كالشجاعة كاألماف‪.‬‬
‫كىناؾ تعريؼ آخر لمقيـ (بانيا معتقدات عامة حكؿ الطريقة المفضمة لمسمكؾ أك حكؿ غاية‬
‫مفضمة لمفرد كالجماعة)‪ .‬نرل اف مف الضركرم التمييز بيف المعتقدات كالقيـ ‪،‬مع اعتراؼ‬
‫بالعبلقة الكثيقة بيف المجمكعتيف ‪.‬فالمعتقدات تعني قبكؿ صحة االشياء أك األفكار أك التصديؽ‬
‫بيا ‪.‬كمف ىنا نرل أف القيـ بصفتيا تعبر عف المعاني اليامة أك ذات التقدير العالي في حياة الفرد‬
‫أك الجماعة ‪،‬تستند غالبا إلى معتقدات معينة ‪،‬فالصمة بينيما كثيقة جدا ‪.‬لكف القيـ ليست ىي‬
‫المعتقدات‪.‬‬
‫أىمية القيم‪ :‬لمقيـ أىمية كبرل في فيـ السمكؾ اإلنساني في المنظمات فيي تؤدم األدكار‬
‫التالية‪:‬‬
‫أ ‪-‬تؤثر القيـ في جكانب مختمفة مف الشخصية (مدركات الفرد كاتجاىاتو كدكافعو(‬
‫ب ‪-‬تعتبر معايير مرشدة لسمكؾ الفرد أك الجماعة اذ انيا تحدد المجاؿ األخبلقي لو‪.‬‬
‫ج ‪-‬تساعد عمى تحديد نكع الكظائؼ المبلئمة لؤلفراد كنكعية التدريب السمككي البلزـ‪.‬‬
‫د ‪-‬تحدد نكعية األفراد الذيف يمكف التكافؽ معيـ‪.‬‬
‫ق ‪-‬تؤثر في ق اررات المدير كحمكلو‪.‬‬
‫ك ‪-‬تككف احيانا مصدر لمنزاع داخؿ الفرد نفسو اك فيما بيف األفراد كبيف الجماعات فقد يحدث‬
‫نزاع داخؿ الفرد بيف قيمتيف أحداىما تتعمؽ بنظرية االنسانية (كالرحمة) كاالخرل بكاجبو‬
‫التنظيمي (كمعاقبة مكظؼ صغير(‬
‫ز ‪-‬تعكس االختبلفات الحضارية بيف المجتمعات المختمفة‪ ،‬مما يؤثر عمى سمكؾ التنظيمي‬
‫بشكؿ كاضح ‪.‬‬
‫فينالؾ اختبلفات في انم‪ٛ‬ى حكؿ االمانة كاحتراـ الكقت كالجدية في العمؿ كاحتراـ األكامر كغير‬
‫ذلؾ مف مجتمع آلخر ‪ .‬كاف معرفة القيـ السائدة في أم مجتمع مفيد لفيـ السمكؾ التنظيمي‬
‫المتكقع كما ىك مفيد لممقارنة مع المجتمعات األخرل ‪.‬‬
‫مصادر القيم‪ :‬بينا اف القيـ داخمية لئلنساف كتعتمد عمى خبراتو في نمكىا كتطكرىا كقد اتفؽ‬
‫العمماء عمى أف ىناؾ أربعة مصادر لمقيـ ىي‪:‬‬
‫أ ‪-‬المصدر االجتماعي‪ :‬حيث اف الفرد ىك جزء مف المجتمع الذم يعيش فيو كبالتالي ف ف قيمو‬
‫تختمؼ عف قيـ شخص في مجتمع أخر‪ ،‬فالمجتمع الغربي مثبل يتصؼ بالقيـ المادية أكثر مف‬
‫المجتمع الغربي الذم ال يزاؿ يتصؼ بالتقارب األسرم كاالنتماءات العشائرية‪.‬‬
‫ب ‪-‬المصدر الديني‪ :‬يعتبر المصدر الرئيسي لكثير مف القيـ اإلنسانية‪ ،‬فقد جاء القرآف الكريـ‬
‫كاألحاديث النبكية الشريفة باألسس القيمية التي تربط المجتمع المسمـ بشكؿ خاص كالمجتمع‬
‫‪112‬‬
‫اإلنساني بشكؿ عاـ مف حيث صدؽ المعاممة كايفاء الكزف كالجد في العمؿ كاتقانو كعدـ الغش‬
‫كتنظيـ العبلقة بيف الرئيس كالمرؤكس مف حيث السمطة كالمسئكلية كالطاعة‪.‬‬
‫ج ‪-‬جماعة العمل‪ :‬رغـ تقاربو مع المصدر االجتماعي اال اف التركيز ينصب عمي انم‪ٛ‬ى ك‬
‫االخبلقيات التي تقررىا الجماعة في مكاف العمؿ ك التي تتعمؽ بالعمؿ نفسو ك بظركفو‪ ،‬فالفرد‬
‫يغير قيمو أحيانا نتيجة الضغكط النفسية التي يمارسيا عميو جماعات العمؿ مثؿ عزلو ك عدـ‬
‫التعامؿ معو أك مساعدتو ك عدـ دعكتو الي جمساتيـ أك لقاءتيـ االجتماعية مما يجعمو غريبا في‬
‫مكطف عممو‬
‫د ‪-‬الخبرة‪ :‬حيث يمكف لمفرد أف يستمد الكثير مف انم‪ٛ‬ى مف خبلؿ التجارب السابقة التي مر بيا‬
‫فاإلنساف الذم يحرـ مف شيء ما فانو يعطيو قيمة أكبر كالعكس صحيح فاإلنساف الذم يحرـ مف‬
‫رؤية البحر يعطيو قيمة أكبر‪ ،‬كالسجيف يعطي الحرية قيمة أكبر مف األنساف الحر‪.‬‬
‫العبلقة بيف القيـ كالسمكؾ اإليجابي عبلقة كثيقة كىى عبلقة سببية ‪ :‬فالسمكؾ اإليجابي يصدر‬
‫مف الشخص نتيجة قيـ فاضمة تـ تربيتو عمييا ‪،‬كالقيـ مف اىـ محركات السمكؾ ‪ ،‬كاف تركيز‬
‫الجيد عمى البناء الصحيح لمقيـ يكفر جيدا كبي ار في متابعة السمكؾ كيقكد الى السمكؾ اإليجابي‬
‫عاش ار ‪ :‬الطرق االيجابية لتعديل السموك‪:‬‬
‫‪ .4‬االنفعاالت االيجابية واإلبداع‪-:‬‬
‫أظيرت العديد مف النتائج أف االنفعاالت االيجابية تكسع كذلؾ مف مدارؾ كسمككيات الناس‪.‬‬
‫‪ .2‬مساعدة األطفال عمى مواجية تحديات حقيقية‪:‬‬
‫في األجياؿ الماضية تعمـ معظـ األطفاؿ كبسرعة أف ما يفعمكنو كما يفشمكف في فعمو لو‬
‫تداعيات حقيقية‪ .‬ىؿ ستتمكف المدارس مف تدريس مياـ يراىا الطبلب كاقعية‪ ،‬مياـ تتطمب‬
‫االجتياد‪ ،‬المخاطرة أك التضحية ؟ إذا لـ تستطيع ذلؾ‪ ،‬فسكؼ تككف العكاقب خطيرة عمى‬
‫المدل الطكيؿ‪ .‬فقد يؤدل ذلؾ إلى خمؽ أجياؿ مف الشباب يكبركف مع مفاىيـ ىشة حكؿ‬
‫أنفسيـ‪ ،‬جيبلء بمصادرىـ الداخمية‪ ،‬ليس لدييـ القدرة عمى المبادرة ما عدا في األمكر‬
‫المعرفية المجردة‪.‬‬
‫ضركرة السماح لؤلطفاؿ بالتجربة كالرتكاب أخطاء (في حدكد آمنة)‪ ،‬ككسيمة لمعرفة أنفسيـ‬
‫كاكتشاؼ ما ىك قادريف عمى فعمو‪ ،‬خبراتيـ كاىتماماتيـ ككذلؾ األشياء التي يفضمكنيا أك‬
‫يكرىكنيا أك يطمحكف إلييا‪ .‬ىذا االكتشاؼ كالتجربة تمثؿ ساحة لعب ىامة يستطيع مف‬
‫خبلليا األطفاؿ معرفة أنفسيـ كبالتالي يتمكنكف مف معرفة كفيـ نقاط قكتيـ بشكؿ أفضؿ‪.‬‬
‫‪ .3‬العمل الفريقي (العمل التعاوني)‪:‬‬
‫ليس األمر فقط أف الطبلب يتعممكف أفضؿ كيصبحكف أكثر اىتماماو بالتعمـ مدل الحياة‪،‬‬
‫كذلؾ عندما يككنكف مدفكعيف لذلؾ عمى يد صحبة مف األقراف بؿ إف ىناؾ ميزة أخرل كىى‬
‫‪113‬‬
‫تعمـ العمؿ في مجمكعات كذلؾ بسبب أف العديد مف الكظائؼ كاألعماؿ اليكـ تتضمف عمؿ‬
‫جماعي فمقد مضت أياـ العمؿ المنفرد‪ ،‬فالعمؿ كالمعرفة اآلف تحتاج عمى دمج ميارات‬
‫تكميمية في مجيكد جماعي كلكف لف تصبح البشرية ككؿ نظاـ مكحد حتى يتعمـ األطفاؿ‬
‫كمنذ نعكمة أظفارىـ مدل اعتماد أحدنا عمى اآلخر ككيؼ سنصبح فريسة لمصراعات‬
‫المتزايدة إذا لـ يتكفر االعتراؼ المتبادؿ بينما باحتياجاتنا المشتركة كاحتياجنا لبعضنا‬
‫البعض‪.‬‬
‫‪ .4‬تحمل الفرد لمسئولياتو وأفعالو‪:‬‬
‫تعمـ كيفية تحمؿ الفرد بمسئكليات أفعالو‪ ،‬في العمؿ الجماعي المشترؾ‪ ،‬مع إدراؾ ككف‬
‫مستقبؿ الحياة عمى ىذا الكككب في أيدينا‪ .‬فالتربكييف ال يستطيعكف تحمؿ مكاصمة تدريس‬
‫منيج تقميدم باستخداـ أساليب كعمكـ تربكية قديمة‪ ،‬بينما العالـ يتغير بسرعة مخيفة مف‬
‫حكلنا‪ ،‬مع كؿ تقدـ تكنكلكجي‪ ،‬تتضاءؿ قكة كقدرة البشرية عمى تحقيؽ أىداؼ مثمرة كنافعة‬
‫كلكف تقؿ كذلؾ قدرتيا عمى إلحاؽ األذل كذلؾ‪ .‬كالمدارس التي تفشؿ في إعداد الشباب‬
‫لتحمؿ مسئكلية العالـ الذم سيرثكنو سكؼ تككف كمف ترؾ أطفاؿ صغار يمعبكف بسكاكيف‬
‫حادة أك سمح ليـ بقيادة شاحنات عمى الطريؽ‪.‬‬
‫‪ .5‬تحقيق الذات‪:‬‬
‫مف الضركرم الت كيد عؿ أف البشر في الحياة الكاقعية يكافحكف مف أجؿ تحقيؽ كبل مف‬
‫األىداؼ الداخمية كالخارجية‪ ،‬كال يكجد ما يسئ في الرغبة في الثراء أك حسف المظير‪ .‬كلكف‬
‫تنش المشكمة عندما تطغى ىذه الطمكحات الخارجية عمى أىداؼ الفرد الداخمية كتبدأ في‬
‫السيطرة عمى حياة األفراد كتمغى األىداؼ الداخمية اليامة لتحقيؽ حياة سعيدة‪ .‬ىناؾ عدة‬
‫دراسات في نطاؽ نظرية تحقيؽ الذات تنشئ عبلقات إيجابية بيف األىمية النسبية لمطمكحات‬
‫الداخمية كمصمحة البشر العامة‪.‬‬
‫‪ .6‬التركيز عمي السمات االيجابية‪:‬‬
‫كما أف ىذه النتائج كغيرىا تؤكد أيضا عمى أىمية التركيز عمى السمات كالمظاىر‬
‫السيككلكجية اإليجابية لؤلداء اإلنساني لدل األطفاؿ كالمراىقيف‪ ،‬كذلؾ عف طريؽ إثبات ككف‬
‫اإلحساس الذاتي اإليجابي بصبلح الحاؿ ليس مجرد شئ مف األفضؿ أف يمتمكو الفرد‪،‬‬
‫كلكنو عامؿ كاقي كمساعد يحدث عدد ضخـ مف النتائج اإليجابية في الحياة‪.‬‬
‫‪ .7‬تشجيع اإليمان بالنمو والتطور‪:‬‬
‫يجب عمى البالغيف تشجيع اإليماف بالنمك كالتطكر عند األطفاؿ كما يصفو كىك يتعمؽ‬
‫باإليماف بقدرتنا عمى تنمية كتطكير أنفسنا مف خبلؿ بذؿ الجيد‪ ،‬حيث يككف الثناء ىنا عمى‬

‫‪114‬‬
‫الجيد المبذكؿ كليس تحقيؽ اليدؼ‪ .‬كىذا عكس االعتقاد ب ف قدراتنا كذكائنا ثابت منذ كالدتنا‬
‫كيعكد لمجينات الكراثية‪.‬‬

‫عشر ‪ :‬قواعد االخالقيات المينية في مجال التمريض‬ ‫حادى‬


‫يٍ انميى انشئيضيخ انتي سكز عهيٓب انمشآٌ ْي انتكشيى ٔانعذل ٔاالحضبٌ‬ ‫•‬
‫ركسث انذ‪ٚ‬بَبث ػهٗ األخالل‪ٛ‬بث ٔلٕاػذ األخالل‪ٛ‬بث انت‪ ٙ‬تؤكذ ػهٗ ‪:‬‬ ‫•‬
‫انم‪ٛ‬بو بؼًم طبنح ٔتؼس‪ٚ‬سِ‬ ‫•‬
‫لذرة االَطبٌ ػهٗ انتحكى ببنُفص ٔاالرادة‬ ‫•‬
‫انتؼبيم يغ ا‪ٜ‬خر‪ ٍٚ‬ببنؼذل ٔانًطبٔاة ٔانًؼبيهّ انظح‪ٛ‬حّ‬ ‫•‬
‫احتراو حمٕق ا‪ٜ‬خر‪ٔ ٍٚ‬كرايتٓى‬ ‫•‬
‫•‬
‫دٔس انًًشع في انًٕالع انًختهفخ‬
‫دٔسانًؤصضبد انتُظيًيخ‬ ‫انعبيم في انتعهيى ٔاألثحبث‬ ‫انًًبسس ٔانعبيم في‬
‫ٔانًُٓيخ‬ ‫اإلداسح‬
‫يطٕس صيبصبد ٔيتجُى‬ ‫يؼًٍ في انًُٓبج حمٕق‬ ‫يٕفش سعبيّ نألشخبص‬
‫انًٕالف أٔ األدنّ انتي‬ ‫يجُيّ عهى االحتشاو نحمٕق اإلَضبٌ ٔانًضبٔاِ ٔانعذل‬
‫تذعى حمٕق االَضبٌ‬ ‫في انحظٕل عهى انشعبيّ‬ ‫االَضبٌ ٔليًّ ٔعبداتّ‬
‫ٔانًعبييش األخالليّ‬ ‫ٔيعتمذاتّ ‪ ْٕٔ .‬يتهزو أيبو‬
‫يتهمي انعالج ٔيضبئم‬
‫ٔيتحًم انًضؤٔنيّ عٍ‬
‫أعًبنّ‬
‫يعًم عهى اٌ يكٌٕ‬ ‫يٕفش فشص تعهيى نهًضبئم‬ ‫يٕفش تعهيى يضتًش في‬
‫انًًشػٌٕ في نجبٌ‬ ‫االخالليّ ٔنخطٕاد طُع‬ ‫انًضبئم االخالليّ‬
‫انًشاجعخ األخالليّ‬ ‫انمشاس‬
‫يؼع أدنّ ٔيتجُى انًٕالف‬ ‫يٕفش فشص انتعهيى عٍ‬ ‫يٕفش انًعهٕيبد انكبفيّ‬
‫ٔيٕفش تعهيى يضتًش عٍ آنيخ‬ ‫نًتهمي انشعبيّ نهتٕليع عهى كيفيخ انتٕليع عهى انتفٕيغ‬
‫انتفٕيغ‬ ‫انتفٕثغ ثئجشاء يذاخالد‬
‫عالجيّ أٔ جشاحيّ ْٕٔ‬
‫يعهى انًخبؽش انًتشتجّ‬
‫يؼع في دنيم أخالليبد‬ ‫يؼًٍ في انًُٓبج يفبْيى‬ ‫يضتخذو انتٕثيك ٔإداسح‬
‫انًُٓخ آنيبد انتعبيم يع‬ ‫انًعشفخ ٔيعًم عهى ػًبٌ عٍ انتعبيم يع انٕثبئك‬
‫انًعهٕيبد ٔانٕثبئك ثضشيخ‬ ‫ٔانًعهٕيبد ثضشيّ‬ ‫انضشيّ‬
‫يتجُى انضاليخ انجيئيّ‬ ‫يتأكذ ثبٌ انطبثخ عهى دسايّ‬ ‫يٕفش ٔيشالت انضاليخ‬
‫ٔانظحيخ‬ ‫انجيئيّ‪ٔ ,‬انعبيخ في انعًم ثكيفيخ انًحبفظخ عهى انجيئّ‬
‫ٔيعًم عهى انًحبفظخ عهى ٔانًحيؾ‬
‫حمٕق انًشاجع أٔ انًشيغ‬
‫انًًشع ٔانًًبسصّ‬
‫دٔرانًؤضطبث انتُظ‪ًٛٛ‬ت‬ ‫انًًبرش ٔانؼبيم ف‪ ٙ‬اإلدارة انؼبيم ف‪ ٙ‬انتؼه‪ٛ‬ى ٔاألبحبث‬
‫ٔانًُٓ‪ٛ‬ت‬

‫‪115‬‬
‫‪ٕٚ‬فرأيبكٍ ٔفرص نهتؼه‪ٛ‬ى‬ ‫‪ٚ‬ؼغ يؼب‪ٛٚ‬ر انرػب‪ٕٚٔ ّٚ‬فر ‪ٕٚ‬فر فرص نهتؼه‪ٛ‬ى يذٖ‬
‫انًطتًر ػٍ ؽر‪ٚ‬ك االؽالع‬ ‫انح‪ٛ‬بة ٔانكفب‪ٚ‬بث احُبء‬ ‫ب‪ٛ‬ئت ػًم َٕػ‪ٛ‬ت‬
‫ػهٗ انًجالث انؼهً‪ٛ‬ت‬ ‫انًًبرضّ‬
‫ٔحؼٕر انًؤتًراث‬
‫ٔغ‪ٛ‬رْب‬

‫‪ٚ‬ؼًم ػهٗ تٕف‪ٛ‬ر فرص‬ ‫‪ٚ‬ؤضص نُظبو يٍ اجم انتم‪ٛٛ‬ى ‪ٚ‬ؼًم األبحبث ٔ‪ُٚ‬شرْب‬
‫ٔانت‪ ٙ‬تذل ػهٗ أٌ انتطٕ‪ٚ‬ر نهتؼه‪ٛ‬ى انًطتًر ٔانجٕدة‬ ‫ٔانتؼه‪ٛ‬ى انًطتًر ٔتجذ‪ٚ‬ذ‬
‫انًُٓ‪ٚ ٙ‬رتبؾ ارتببؽب ٔح‪ٛ‬مب ٔانًؼب‪ٛٚ‬ر‬ ‫انترخ‪ٛ‬ض إٌ ٔجذ‬
‫ببنًًبرضّ انكف‪ّٛ‬‬

‫‪ٚ‬ب‪ ٍٛ‬أًْ‪ ّٛ‬انظحت انشخظ‪ٛ‬ت ‪ٚ‬ؼسز انًُؾ انظح‪ٙ‬‬ ‫‪ٚ‬رالب ٔ‪ٚ‬ؼسز انظحت‬
‫نهًًرع ٔ‪ٚ‬فبٔع يٍ أجم‬ ‫ٔػاللتّ ببنم‪ٛ‬ى‬ ‫انشخظ‪ ّٛ‬نّ ٔػاللتّ ف‪ٙ‬‬
‫ب‪ٛ‬ئت طح‪ٛ‬ت نّ‬ ‫انًًبرضت انكف‪ٛ‬ت‬

‫انًًشع ٔانًُٓخ‬
‫انعبيم في انتعهيى ٔاألثحبث دٔسانًؤصضبد انتُظيًيخ‬ ‫انًًبسس ٔانعبيم في‬
‫ٔانًُٓيخ‬ ‫اإلداسح‬
‫‪ٕٚ‬فر فرص تؼه‪ٛ‬ى ػٍ ك‪ٛ‬ف‪ٛ‬ت ‪ٚ‬تؼبٌٔ يغ ا‪ٜ‬خر‪ ٍٚ‬نٕػغ‬ ‫‪ٚ‬ؼغ انًؼب‪ٛٚ‬ر نهًًبرضت‬
‫ٔػغ انًؼب‪ٛٚ‬ر نهًًبرضّ يؼب‪ٛٚ‬ر انًًبرضت ٔانبحج‬ ‫ٔانبحج ٔانتؼه‪ٛ‬ى ٔاالدارة‬
‫ٔانبحج ٔانتؼه‪ٛ‬ى ٔاإلدارِ ٔانتؼه‪ٛ‬ى ٔاإلدارة‬
‫‪ٚ‬تبُٗ انًٕالف ٔاالدنت‬ ‫‪ٚ‬ذػى ب‪ٛ‬ئت تؼًم ػهٗ ٔػغ ‪ٚ‬ؼًم ٔ‪ٕٚ‬زع ٔ‪ٚ‬طتخذو‬
‫ٔتٕز‪ٚ‬غ ٔاضتخذاو انب‪ُٛ‬بث األبحبث يٍ أجم انُٕٓع ٔانًؼب‪ٛٚ‬ر انت‪ ٙ‬نٓب ػاللّ‬
‫ببألبحبث انتًر‪ٚ‬ؼ‪ٛ‬ت‬ ‫انؼهً‪ٛ‬ت انت‪ ٙ‬نٓب ػاللت ٔح‪ٛ‬مت بًُٓت انتًر‪ٚ‬غ‬
‫ببنتًر‪ٚ‬غ ٔانظحت ٔ‪ٚ‬ؼًم‬
‫ػهٗ انُٕٓع بًُٓت‬
‫انتًر‪ٚ‬غ‬

‫‪ٚ‬تبُٗ انًٕالف يٍ أجم‬ ‫‪ٛٓٚ‬ئ انطهبت ألًْ‪ّٛ‬‬ ‫‪ٚ‬شبرن ف‪ ٙ‬انًؤضطبث‬


‫انًُٓ‪ٛ‬ت ٔانتُظ‪ًٛٛ‬ت يٍ أجم االَؼًبو نهًؤضطبث انًُٓ‪ٛ‬ت تؼس‪ٚ‬س انًطبٔاة ٔانؼذل ف‪ٙ‬‬
‫انؼًم اجتًبػ‪ٛ‬ب ٔالتظبد‪ٚ‬ب‬ ‫ٔانتُظ‪ًٛ‬ت‬ ‫خهك ػٕايم اجتًبػ‪ٛ‬ت‬
‫ٔالتظبد‪ٚ‬ت إ‪ٚ‬جباب‪ٛ‬ت‬

‫انًًشع ٔفشيك انعًم‬


‫دٔسانًؤصضبد انتُظيًيخ‬ ‫انعبيم في انتعهيى ٔاألثحبث‬ ‫انًًبسس ٔانعبيم في‬
‫ٔانًُٓيخ‬ ‫اإلداسح‬
‫‪ٚ‬حفس انتؼبٌٔ يغ انفر‪ٚ‬ك‬ ‫‪ٚ‬طٕر ٔ‪ٚ‬فٓى أدٔار انؼبيه‪ٍٛ‬‬ ‫‪ٚ‬ذػى انتٕػ‪ٛ‬ت ف‪ٙ‬‬
‫انظح‪ٙ‬‬ ‫انًطؤٔن‪ٛ‬بث انخبطت ببنًُٓت ف‪ ٙ‬انًٍٓ االخرٖ‬
‫أٔ انًطؤٔن‪ٛ‬بث انًتذاخهت يغ‬
‫انًٍٓ األخرٖ ن‪ًُٛ‬غ‬
‫األزيبث يب ب‪ ٍٛ‬انفر‪ٚ‬ك‬
‫‪116‬‬
‫انظح‪ٚٔ ٙ‬تؼبٌٔ يؼٓى‬

‫‪ٚ‬مٕو ‪ٚ‬ؼًم حًالث تٕػ‪ّٛ‬‬ ‫‪ٚ‬ؼًم ػهٗ تٕػ‪ٛ‬ت انًٍٓ‬ ‫‪ٚ‬طٕر أَظًّ نهؼًم انت‪ٙ‬‬
‫نهًطبئم األخالل‪ٛ‬ت نهًُٓت‬ ‫األخرٖ بأخالل‪ٛ‬بث يُٓت‬ ‫تذػى األخالل‪ٛ‬بث انؼبيت‬
‫ٔببل‪ ٙ‬انًٍٓ‬ ‫ٔانم‪ٛ‬ى ٔانطهٕن نهؼبيه‪ ٍٛ‬يٍ انتًر‪ٚ‬غ‬
‫انتًر‪ٚ‬غ ٔانًٍٓ األخرٖ‬
‫‪ٚ‬ذػغ األدنّ ٔ‪ٚ‬تبُٗ انًٕالف‬ ‫‪ٚ‬طٕر آن‪ٛ‬بث يٍ أجم انحفبظ ‪ٚ‬بُ‪ ٙ‬ف‪ ٙ‬انطهبت انحبجت يٍ‬
‫ٔ‪ٕٚ‬فر انًُبلشبث نك‪ٛ‬ف‪ٛ‬ت‬ ‫ػهٗ انفرد ٔانؼبئهت ٔانًجتًغ أجم انحفبظ ػهٗ انفرد‬
‫انحفبظ ػهٗ األفراد ٔيُغ‬ ‫نًُغ تؼر‪ٚ‬غ يتهم‪ ٙ‬انرػب‪ٚ‬ت ٔانؼبئهت ٔانًجتًغ نًُغ‬
‫تؼر‪ٚ‬ؼٓى نهًخبؽر‬ ‫تؼر‪ٚ‬غ يتهم‪ ٙ‬انرػب‪ٚ‬ت‬ ‫نألخطبر يٍ انتًر‪ٚ‬غ‬
‫نألخطبر يٍ انتًر‪ٚ‬غ‬ ‫ٔانفر‪ٚ‬ك انظح‪ٙ‬‬
‫ٔانفر‪ٚ‬ك انظح‪ٙ‬‬
‫التعريفات‬
‫• المساولو‪ :‬تحمؿ الشخص مسؤكليو ق اررتو الشخصيو كالتي ال يمكف تفكيضيا‪.‬‬
‫• المسؤولية‪ :‬الكاجبات التي يجب أف يقكـ بيا الممرض عند تفكيض بعض المسؤكليات‬
‫لآلخريف حيث يبقى متحمبل لممسؤكلية عف عمميـ‪.‬‬
‫• المعضمو االدبية‪ :‬حالة أك مشكمة تتطمب حميا أدبيا‬
‫• األخالليبد‪ :‬الممارسة ضمف القكاعد األدبية كالسمككيو كالمعايير لؤلشخاص أك‬
‫الجماعات‬
‫• انتًشيغ ‪:‬مينة أساسية مستقمة تشارؾ الميف الصحية األخرل ف‪ ٙ‬تمذ‪ٚ‬ى انرػب‪ٚ‬ت‬
‫انتًر‪ٚ‬ؼ‪ٛ‬ت نهفرد ٔانؼبئهت ٔانًجتًغ يٍ جً‪ٛ‬غ انفئبث انؼًر‪ٚ‬ت ‪.‬‬
‫• انًًشع ‪:‬الشخص الحاصؿ عمى ترخيص لمزاكلة مينة التمريض حسب القكانيف‬
‫كاألنظمة المعمكؿ بيا‬

‫• انمبثهّ ‪:‬انشخض انحبطم ػهٗ ترخ‪ٛ‬ض نًسأنت انمببنت حطب انمٕاَ‪ٔ ٍٛ‬األَظًت‬
‫انًؼًٕل بٓب‬
‫• ٔني األيش‪ :‬انشخض انًضؤٔل في انًبل ٔانُفش ٔيٍ نّ انٕاليخ نهميبو ثبنتظشفبد‬
‫انمبََٕيخ عٍ انشخض انًضؤٔل عُّ‪.‬‬
‫• انشعبيخ انتًشيؼيخ ‪ :‬ىي المياـ المتميزة التي يؤدييا الممرض لتمبية احتياجات المستفيد‬
‫التكاممية كالشاممة (الجسدية كالنفسية كاالجتماعية كالركحية كالعاطفية) باستخداـ الدالئؿ‬
‫العممية كالتقنية ك التي مف ش نيا أف تساعد عمى إدامة الصحة أك الشفاء مف المرض ‪،‬‬
‫أك المكت برضى ك اطمئناف ‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫• انعًهيخ انتًشيؼيخ‪ :‬ىي الطريقة العممية التي تستخدـ لتقييـ حالة المريض الصحية‬
‫(الجسدية كالنفسية كاالجتماعية كالركحية كالعاطفية) لمكصكؿ إلى التشخيص التمريضي‬
‫كتقديـ المداخبلت التمريضية البلزمة‪.‬‬
‫• انًعبييش انًُٓيخ‪ :‬ىي أسس كمبادئ الرعاية التمريضية المعتمدة حسب األنظمة‬
‫كالتعميمات المكضكعة‪.‬‬
‫• المشكرة ‪ :‬اتصاؿ ىادؼ باتجاىيف يساعد فييا الممرض المستفيد عمى اتخاذ قرار يتعمؽ‬
‫بحالتو الصحية مستندان إلى القكاعد العممية السميمة ‪ ،‬بحيث يقدـ اإلرشادات كالنصيحة‬
‫لمساعدتو عمى حؿ المشكمة ‪.‬‬
‫انكشايّ ( ‪:)Dignity‬‬
‫• الممرض يقدـ الخدمة التمريضية مدركا احتراـ النفس ك القيـ الذاتية لكؿ مريض اك‬
‫مراجع‪ ،‬ككرامة االنساف قيمة أساسية يجب تعزيزىا ك حمايتيا عند ممارسة مينة‬
‫التمريض ك القبالة ك تقديـ الرعاية الصحية لممراجعيف غير القادريف عمى حماية‬
‫مصالحيـ‪ .‬كعمى الممرض احتراـ المراجع انطبلقا مف ككنو فردا ينتمي إلى ىذا المجتمع‬
‫بغض النظر عف نكع المشكمة الصحية ك الحالة االقتصادية ك الصفات الشخصية‬
‫االخرل لممريض اك المراجعمع األخذ بعيف االعتبار اآلتي‪:‬‬
‫• يجب إدراؾ أىمية دكر المرضى ك المراجعيف في المشاركة في الرعاية الصحية ك‬
‫الطريقة التي يتـ بيا تقديـ الرعاية الصحية‪.‬‬
‫أ ‪ -‬يجب معرفة ما يفضمو المريض مػ ػػف مجمكعة بدائؿ لمرعاية الصحيػ ػػة‪.‬‬ ‫•‬
‫ب ‪ -‬يجب احتراـ حدكد القانكف ك حدكد ممارسة المينة‪.‬‬ ‫•‬
‫ِ‪ -‬يجب الحفاظ عمى حدكد العبلقة المينية بيف الممرض أك الممرضة بيف المريض‬ ‫•‬
‫‪ /‬أك المراجع‪ .‬أم يجب أف تركز العبلقة مع المريض أك المراجع عمى ما يحتاج إليو مف‬
‫خدمات صحية مف خبلؿ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬التعرؼ المبكر عمى كؿ ما يحتاج إليو مف رعاية م ػػف خبلؿ إجراء التقييـ‪.‬‬ ‫•‬
‫ب ‪ -‬كضع األكلكيات ليذه الحاجات التي تـ تقييميا‪.‬‬ ‫•‬
‫ج ‪ -‬العمؿ بمبدأ البدائؿ المناسبة ف ػ ػ ػػي حالة استحالة الحصكؿ عمى التسييبلت‬ ‫•‬
‫البلزمة لتكفير الخدمات المخطط ليا‪.‬‬
‫• ّ‪-‬يجب تقديـ الخدمة التمريضية دكف القياـ ب م سمكؾ ضار أم يجب احتراـ إنسانية‬
‫المريض أك المراجع مف خبلؿ االتي‪:‬‬
‫• أ‪ .‬احتراـ عامؿ الجنس كالعمػ ػػر كالمعتقدات الشخصية كالدينية كغير الحياتية التي‬
‫يتمسؾ بيا‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫• ب‪ .‬مراعاة االحتياجات الشخصيػ ػػة ك ثقافة المريض عند تخطيط الرعاي ػ ػػة الصحية ك‬
‫تنفيذييا‬
‫• ج‪ .‬محاكلة ضبط النفس ك ع ػ ػػدـ إظيار ام انفعاؿ مػ ػػف ش نو إف يسبب ضر ار إلى‬
‫المريض أك المراجع‬
‫• تقديـ الرعاية التمريضية مع مراعاة التاكيد عمى الجكانب الكقائية كرفع المعاناة في جميع‬
‫االكقات‪ .‬أم يجب التركيز عمى تقكية قدرة المريض عمى االىتماـ بنفسو لتحقيؽ الشفاء‬
‫في حالة المرض كلمكقاية مف االمراض في حالة الصحة مف خبلؿ اآلتي‪:‬‬
‫• أ‪ .‬التثقيؼ الصحي لممريض كأسرتو لبللتزاـ بالعادات الصحية ك تجنب العادات لسيئة‬
‫• ب‪ .‬الحرص عمى راحة المريض بشكؿ عاـ بغض النظر عف القكمية ك الطائفة كالجنس‬
‫كالعمر كغيرىا‪.‬‬
‫• ت‪.‬مساندة المريض حتى في المراحؿ المت خرة لتحقيؽ مكت ىادمء كمساعدة ذكم‬
‫المريض‪.‬‬

‫انُزاْخ ٔانثمخ(‪Trustworthy‬‬
‫• الممرض يؤدم عممو ب مانة ك صدؽ ك ػػي يعيد إليو المريض اك الم ارجػ ػ ػػع أمر رعايتو‬
‫الصحية كىك مطمئف م ػ ػػف أنو يعمؿ لمصمحػ ػػتو فيثؽ بو كعندما يككف متصفا بيذه‬
‫الصفات فانو يعكس سمعة جيدة لمينتو كيككف مكضع ثقة المجتمع‪ ،‬كلتحقيؽ ذلؾ عمى‬
‫الممرض مراعاة اآلتي‪:‬‬
‫ُ‪-‬التصرؼ بطريقة تعزز فييا سمعة المينة‪:‬يجب أف يعرؼ الممرض المجتمع لمينة‬ ‫•‬
‫التمريض كمف ىك الممرض النمكذجي مف خبلؿ سمككو مع المريض كأسرتو كاتباع‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫• المحافظة عمى الجك الميني كعدـ الخركج عف ذلؾ‪.‬‬
‫• االىتماـ بكؿ ما مف شانو اف يقكم كيقكـ شخصيتو ابتداءا مف المظير العاـ ك مرك ار‬
‫بالزم الميني كاالنتياء باالتزاف االنفعالي‪.‬‬
‫• المحافظة عمى اليدكء داخؿ الردىػ ػ ػػة كالحرص عمى راحة المريض‪/‬المراجع‪.‬‬
‫عدـ استغبلؿ أك تكظيؼ العبلقة بيف الممرض ك المريض ‪ /‬المراجع لتحقيؽ مصالح‬ ‫•‬
‫شخصية‪:‬‬
‫• ِ‪-‬يجب اف تككف العبلقة مع المريض ىادفة الى تحسيف صحتو كشفائو كتمكينو مف‬
‫أداء أعمالو اليكمية شيئا فشيئا مف خبلؿ‪:‬‬
‫• أ‪ .‬االستقباؿ الجيد بغض النظر عف قكميتو أك دينو أكجنسو أك اتجاىو السياسي‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫• ب‪ .‬عدـ التمييز في نكعية ككمية الرعاية التمريضية بيف المرضى‪.‬‬
‫• ج‪ .‬مراعاة شدة حالة المريض كدرجة الخطكرة في تقدير نكعية ككمية الرعاية‬
‫التمريضية‪.‬‬
‫• ّ‪-‬تجنب إعطاء المريض معمكمات خاطئة أك مضممة تخص مرضو أك حالتو الصحية‪،‬‬
‫فغالبا ما يحاكؿ المريض أك اسرتو االستفسار عف المريض‪ ،‬عف حالتو الصحية أك‬
‫معمكمات تخص مرضو‪ ،‬عندىا يجب أخذ األمكر اآلتية بعيف االعتبار‪:‬‬
‫أ‪ .‬في بداية كضع خطة رعاية المريض يجب االتفاؽ بيف أفراد الفريؽ الصحي حكؿ‬ ‫•‬
‫خطة رعاية المريض كاالتفاؽ بيف أفراد الفريؽ الصحي حكؿ المعمكمات المسمكح‬
‫افشاؤىا لممريض في حالة االستفسار عنيا‪.‬‬
‫• ب‪ .‬تجنب إجابة المريض أك المراجع بإجابات خاطئة أك غير مؤكدة‪.‬‬
‫• ج‪ .‬يمكف إحالة بعض اإلجابات إلى الطبيب االختصاصي مع مراعاة المحافظة عمى‬
‫االنفعاالت الخاصة كتعابير الكجو كاإلشارات التي تشير إلى الجكاب‬
‫االلشاس ثبنعهى(‪:)Informed Consent‬‬
‫• الممرض يقكـ باعبلف الحقيقة لممريض كالحصكؿ عمى مكافقتو لمقياـ باإلجراءات‬
‫كالرعاية الصحية الخاصة بحالتو (كإجراء العممية)‪ ،‬مستندا ع ػ ػ ػػمى كشؼ الحقائؽ الكاممة‬
‫التي يحتاجيا المريض التخاذ القرار الكاعي كالمناسب‪.‬‬
‫• أف االقرار بالعمـ مف قبؿ المريض عمى القياـ باالجراءات الصحية ليست لمحماية‬
‫القانكنية لمفريؽ الصحي فحسب بؿ لبناء عبلق ػ ػ ػػة متينة عمى أساس الثقة بيف المريض‬
‫أك المراجع كالفريؽ الصحي‬
‫• يمبييش انحظٕل عهى اإللشاس ثبنعهى يٍ انًشيغ‪ /‬انًشاجع‪:‬‬
‫• ىناؾ أربعة عناصر رئيسة البد مف تكافرىا عند المريض ‪ /‬المراجع لكي يتـ الحصكؿ‬
‫عمى اإلقرار بالعمـ ىي‪:‬‬
‫• إعبلف اإلقرار مف قبؿ المريض إك المراجع‪.‬‬
‫• أالختيار الطكعي لمقرار‪.‬‬
‫• إدراؾ المريض لمقرار‪.‬‬
‫• جدارة المريض عمى اتخاذ القرار‪.‬‬
‫انعًم ثشٔح انفشيك ‪Working as a Team:‬‬
‫• الممرض يتعاكف مع األطراؼ األخرل في الفريؽ كؿ في مجاؿ اختصاصة‪ ،‬لتحقيؽ‬
‫ىدؼ تعزيز الصحة ك ذلؾ ألف عممية إيصاؿ الصحة لمفرد ك األسرة ك المجتمع معقدة‬
‫تحتاج إلى التعاكف بيف جميع األطراؼ ‪ .‬إف المقصكد بالفريؽ ىك كؿ مف يساىـ في‬

‫‪121‬‬
‫تطكير حالة المريض ابتداء مف المريض نفسو أك المراجع ك أسرتو فضبلن عف أعضاء‬
‫الفريؽ الصحي ابتداء مف الطبيب ك الممرض ك انتياء بعامؿ الخدمة باآلتي‪:‬‬
‫• أ‪ .‬التعرؼ عمى اعضاء الفريؽ كافة بمافييـ أسرة المريض ‪.‬‬
‫• ب‪.‬كتاب ػ ػػة عناكيف كأرقاـ تمفكنات الفريؽ كاعطائيـ عنكانو ك رقـ تمفكنو ‪.‬‬
‫• ت‪.‬التعامؿ ب حتراـ ك مصداقية مع الفريؽ ‪.‬‬
‫ث‪.‬التسامح كمحاكلة امتصاص ام سكء فيـ اك خصكمػ ػ ػ ػ ػػة تحدث بينو ك بيف أعضاء‬
‫ن‬ ‫•‬
‫الفريؽ ‪.‬‬
‫• ج‪ .‬جعؿ نفسو كسيمة لتقكية العبلقة بيف أعضاء الفريؽ ك ليس العكس‬
‫• التعاكف مع اآلخريف إليصاؿ الرعاية الصحية لمفرد ك األسرةأ‪ .‬الحرص عمى إشراؾ‬
‫الجميع في خطة الرعاية الصحية كاالستماع إل ػ ػػى كجية نظرىـ‪.‬‬
‫• ب‪.‬عدـ البخؿ بالمعمكمة لممريض أألك المراجع كأسرتو كال عمى زمبلئو م ػ ػػف أفراد الفريؽ‬
‫الصحي ‪.‬‬
‫• ت‪ .‬تجنب السخرية بمعمكمات ك ميارات اآلخريف عند منح المعمكمة أكالميارة إلى أم‬
‫مف أعضاء الفريؽ ‪.‬‬
‫• ث‪.‬عرض المساعده عمى اآلخريف ميما بمغت درجة العضك العممية مع التحمي بالبساطون‬
‫كالمركنة‪.‬‬
‫• تحمؿ المسؤكلية عف السمكؾ الميني مف خبلؿ‬
‫•‬
‫• أ‪ -‬الدقة في أم إجراء تمريضي ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تجنب التعامؿ مع المريض كالتعامؿ م ػ ػػع اآللة أم يجب مراعاة الجانب النفسي‬ ‫•‬
‫لممريض ‪.‬‬
‫جػ‪ -‬تجنب استغبلؿ جيكد اآلخريف لممصمحػػة الشخصية أم يجب االبتعاد عف األنانية‬ ‫•‬
‫في العمؿ ‪.‬‬
‫د‪ -‬االعتراؼ بالخط قبػػؿ تكجيو التيمػ ػ ػػة لمممرض اك لمغير عنػػد ارتكاب خط ن في‬ ‫•‬
‫التخطيط أك تقديـ الرعاية التمريضية لممريض أك المراجع ‪.‬‬
‫•‬
‫انضشيخ ٔ انخظٕطيخ ‪Confidentially and Privacy‬‬
‫• الممرض يضع حدكدا لبلقتراب مف خصكصيات المريض أك مف جسمو أك محادثاتو أك‬
‫كظائفو الجسمية ك األشياء المرتبطة بو مباشرة عدا الحاالت التي يككف األقتراب منيا‬
‫ضركريان ‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫• كالخصكصية تعني المحافظة عمى جميع المعمكمات الخاصة ك المتعمقة بالمرضى ألف‬
‫السريرية ك الخصكصية ىي حؽ مف حقكؽ المرضى فعمى المبلؾ التمريضي الحفاظ‬
‫عمى خصكصية كحرمو المريض مف خبلؿ جعؿ المعمكمات الخاصة بالمرضى سرية‬
‫جدان لذلؾ عمى الممرض االلتزاـ بما باآلتي ‪:‬‬
‫• عمى الممرض ك الممرضة احتراـ حرمة المريض ك المحافظة عمييا مف خبلؿ‪:‬‬
‫• أ‪ -‬مبلحظتيـ ك حمايتيـ لحرمة المريض جسميان ك نفسيان أثناء تطبيؽ اإلجراءات‬
‫التمريضية في جميع األكقات ‪.‬‬
‫• ب‪ -‬الت كد مف سرية المعمكمات الشخصية ك الصحية لممريض فالخصكصية الفردية أك‬
‫األسرار الخاصة ىي مسالة تخص الفرد كحده كليس مف حؽ األخريف ك يعد الكادر‬
‫التمريضي صماـ األماف في الحفاظ عمى المعمكمات الخاصة ‪.‬‬

‫انًعشفخ ٔ انكفبيخ انًُٓيخ‪: Professional Knowledge and Competence‬‬


‫• الممرض يمتمؾ المعرفة ك الكفاية المينية المتمثمة بكمية ك نكعية المعمكمات التمريضية‬
‫المكتسبة كالميارات العممية كاالتجاىات أك السمككيات ك التي تـ الحصكؿ عمييا أثناء‬
‫الدراسة ك ما بعد الدراسة ‪ ،‬كذلؾ الخبرات كالكفاية العممية تتضمف االدكار المينية ك‬
‫مقاييس الممارسة ك مبادلء السمكؾ الميني ك التكجييات التي تضمف الممارسة األمينة‬
‫كالمؤثرة ك ىناؾ مجمكعة سمككات يجب اإللتزاـ بيا ‪ .‬كفي سبيؿ تقديـ خدمات متطكرة‬
‫يجب اف يكتسب الممرض المعرفة ك الميارات ك السمكؾ المناسب مف خبلؿ اآلتي‬
‫• أ‪ -‬يجب أف يحرص الممرض عمى اف يككف حاصبلن عمى شيادة عالية في التمريض‬
‫دبمكـ فني أك أعمى ‪.‬‬
‫• ب‪ -‬إف الشيادة كحدىا ال تكفي إذ يجب اف يككف الممرض حريصان عمى تطكير خبراتو‬
‫العممية التي تؤىمو الف يككف مكضع ثقة المريض أك المراجع ‪.‬‬
‫• جػ‪ -‬عمى الممرض أف يككف مقتنعان بمينتو راضيان محبا ليا مدافعا عنيا ‪.‬‬
‫• د‪-‬يجب تقديـ الرعاية التمريضية المستندة إلى الدليؿ العممي مف خبلؿ اآلتي ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬يجب األعتماد عمى المصادر العممية المكثكقة ك المعتمدة مف قبؿ المؤسسات‬ ‫•‬
‫التعميمية لتطكير معمكماتو ك مياراتو ‪.‬‬
‫ب‪-‬عمى الممرض مكاكبة أحدث التطكرات العممية ك تحديث معمكماتو ك مياراتو‬ ‫•‬
‫بشكؿ مستمر ‪.‬‬
‫جػ‪ -‬يجب إقناع ك تعميـ الممرضيف األقؿ مستكل بػ حدث المستجدات في مجاؿ‬ ‫•‬
‫تطكير المينة ‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫• يجب االستم اررية في التعميـ مدل الحياة مف خبلؿ القياـ باآلتي ‪:‬‬
‫• التقييـ الذاتي لممعمكمات ك الميارات ك تحديد مكاضع الضعؼ‬
‫بشكؿ مستمر ‪.‬‬
‫االشتراؾ في النشاطات التدريبية التي تنظميا المؤسسات‬ ‫•‬
‫الصحية ضمف برامج التعميـ المستمر لممحافظة عمى‬
‫المعمكمات كالخبرات ك تطكيرىا ‪.‬‬
‫االستفادة مف خبرات اآلخريف أم تبادؿ الخبرات بيف أعضاء‬ ‫•‬
‫الفريؽ الصحي ك نقؿ الخبرات الصحيحة إلى المتدربيف الجدد‬
‫في الكحدة الطبية ‪.‬‬
‫• إشراؾ اآلخريف بما يعرفة الممرض مف خبلؿ ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬استغبلؿ أكقات الفراغ لمتحدث في مجاؿ ضركرة تحديث المعمكمات كالميارات ‪.‬‬ ‫•‬

‫• ب ‪ -‬عمؿ مسابقات عممية تيدؼ إلى نشر المعمكمات بيف أعضاء الفريؽ الطبي‬
‫جػ ‪ -‬إلقاء محاضرات عممية مف خبلؿ تنظيـ دكرات تدريبية أك محاضرات منفردة‬ ‫•‬
‫بشكؿ دكرم اك في فترات متعاقبة‪.‬‬
‫• إذا كاف ىناؾ جانب مف معرفة الممرض فيو نقص في المعمكمات أك الميارات عميو‬
‫استشارة مف ىك اعمـ منو أك إحالة المريض أك المراجع إلى مف يمتمؾ العمـ ك الخبرة‬
‫في ذلؾ كفي ىذه الحالة عمى الممرض االلتزاـ باآلتي ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬اإلسراع في البحث عف مصدر مناسب الكتساب تمؾ المعمكمات أك الميارات‬ ‫•‬
‫لتبلفي الكقكع في مكقؼ مشابو مرة ثانية ‪.‬‬
‫ب ‪-‬االعتراؼ أماـ المسؤكؿ كأماـ النفس بنقص المعرفة كالميارات في ذلؾ المجاؿ‬ ‫•‬
‫كالت كيد عمى االلتحاؽ بالدكرات التدريبية ‪.‬‬
‫جػ ‪ -‬يجب إقرار المساءلة القانكنية لمممرض الذم يعاني مف نقص في المعمكمات أك‬ ‫•‬
‫الميارات عند تكرار اعتذاره أك إحالتو لمحالة المرضية الى مف ىك اعمـ منو إذ يجب‬
‫عميو تطكير معمكماتو فكر الخركج مف المكقؼ المحرج السابؽ‬

‫تمهيم انخطش‪)Risk Reduction( :‬‬


‫• الممرض يضع حدا لكؿ حالة أك سمكؾ أك بيئة يمكف أف تؤثر عمى سبلمة المرضى أك‬
‫المراجعيف بيدؼ حمايتيـ كتشمؿ عممية تقميؿ الخطر اآلتي ‪-:‬‬

‫‪123‬‬
‫• ُ‪ .‬يجب العمؿ مع الفريؽ مف أجؿ تكفير بيئة تؤدم إلى ممارسة عبلجية أمينة‬
‫كأخبلقية ‪ .‬فإف االماف كاالطمئناف مف أىـ مقكمات البيئة الصحية‪ ،‬كالمؤسسة الصحية‬
‫التي تفتقد الى األماف يبتعد عنيا المرضى الف الصحة ىي اغمى ما يمتمكو اإلنساف‬
‫فعمى البممرض اتباع اآلتي‪:‬‬
‫• أ ‪ .‬عدـ القياـ ب ية ميارة تمريضية ال يجيدىا كعدـ قبكؿ التفكيض مف اآلخريف إال اذا‬
‫كاف متمكنا ‪.‬‬
‫• ب‪ .‬يجب الت كد مف عدـ كجكد خطر عمى أم مف المرضى مف قبؿ المرضى االخريف‬
‫أك ذكييـ ‪.‬‬
‫• ج‪ .‬عدـ تكميؼ ذكم المريض القياـ بزرؽ اإلبر أك تبديؿ السكائؿ ( المغذيات كغير‬
‫ذلؾ) نيابة عف الممرض‪.‬‬
‫• د‪ -‬عدـ تكميؼ اك التفكيض لبلخريف بدكف معرفة مستكل كفاياتيـ المعرفية كالميارات‬
‫الشخصيو‬
‫• ‪ .‬في حالة كجكد ظركؼ تحكؿ دكف تقديـ الرعاية التمريضية المتطكرة عمى الممرض‬
‫تبميغ االشخاص المسؤكليف رسميان أم بكتاب رسمي لمعالجة ىذه األكضاع كلتكفير ذلؾ‬
‫عميو اتباع اآلتي ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬تقييـ كحدة المريض ك الظركؼ المحيطة بيا بشكؿ مستمر ‪.‬‬ ‫•‬
‫ب ‪ -‬تقييـ األدكات ك األجيزة الطبية المتكفرة ك التكجيو بصيانتيا بشكؿ مستمر‬ ‫•‬
‫لتجنب تكقفيا بشكؿ مفاجئ ‪.‬‬
‫• تقييـ المكاد الطبية كمراقبة تاريخ نفاذىا كالعمؿ عمى تكفيرىا بشكؿ مستمر‪.‬‬
‫• الرعاية التمريضية في الحاالت الطارئة داخؿ اك خارج مكاف العمؿ‪.‬‬
‫حمٕق انًضتفيذ‪:‬‬
‫• عمى الممرض مراعاة حقكؽ المستفيد (المريض) التالية ‪:‬‬
‫• تمقي الرعاية باىتماـ كاحتراـ ك كرامة ‪.‬‬
‫• معرفة تشخيصو ككافة اإلجراءات كت ثيرىا عمى صحتو ‪.‬‬
‫• رفض أم إجراء صحي يتمقاه ‪.‬‬
‫• اختيار الممرض الذم يقكـ بتقديـ اإلجراءات التمريضية البلزمة ‪.‬‬
‫• الحفاظ عمى أس ارره الصحية كغيرىا كحفظ المعمكمات في ممفات خاصة ال يطمع عمييا‬
‫سكل أعضاء الفريؽ الصحي‪.‬‬
‫• معرفة كطمب الخدمات المتكفرة في المؤسسة ‪.‬‬
‫• رفض أك قبكؿ المشاركة في أبحاث تجرل بالمؤسسة ‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫• استم اررية الرعاية التمريضية داخؿ كخارج بالمؤسسة ‪.‬‬
‫• معرفة األنظمة كالتعميمات العامة في المستشفى‪ ،‬التي ليا عبلقة بتقديـ الرعاية الصحية‬
‫لو ‪.‬‬
‫• ممارسة شعائره الدينية‪.‬‬
‫يٍ انحمٕق انجًبعيخ نهفشيك‪:-‬‬

‫• أ‪.‬عدـ استغبلؿ كقت العمؿ لممصمحة الشخصية‪.‬‬


‫• ب‪.‬عدـ تقديـ المصمحة الشخصية عمى المصمحة العامة مثؿ ‪ :‬التغيب بدكف استئذاف‪ ،‬أك‬
‫التغيب زيادة عف الكقت المسمكح بو‪ ،‬أك التسكؽ خبلؿ أكقات الدكاـ‪ ،‬أك زيارة األصدقاء‬
‫أك الزمبلء‪ ....‬إلخ‪.‬‬
‫• ج‪.‬عدـ استغبلؿ ظركؼ عمؿ الزمبلء القائميف عمى رأس عمميـ في الحاالت الطارئة‬
‫كالحرب‪ ،‬أك الثمج‪ ،‬كالتعذر بسب عدـ المقدرة عمى الكصكؿ إلى مكاف العمؿ‪.‬‬
‫• يٍ انحمٕق انجًبعيخ نهفشيك‪:-‬‬
‫• أ‪.‬عدـ استغبلؿ كقت العمؿ لممصمحة الشخصية‪.‬‬
‫• ب‪.‬عدـ تقديـ المصمحة الشخصية عمى المصمحة العامة مثؿ ‪ :‬التغيب بدكف استئذاف‪ ،‬أك‬
‫التغيب زيادة عف الكقت المسمكح بو‪ ،‬أك التسكؽ خبلؿ أكقات الدكاـ‪ ،‬أك زيارة األصدقاء‬
‫أك الزمبلء‪ ....‬إلخ‪.‬‬
‫• ج‪.‬عدـ استغبلؿ ظركؼ عمؿ الزمبلء القائميف عمى رأس عمميـ في الحاالت الطارئة‬
‫كالحرب‪ ،‬أك الثمج‪ ،‬كالتعذر بسب عدـ المقدرة عمى الكصكؿ إلى مكاف العمؿ‪.‬‬

‫• حمٕق انًًشع ‪ /‬انًًشػخ‪/‬انمبثهخ‪:‬‬


‫• ممارسة مينة التمريض كفؽ معايير الممارسة المينة المعمكؿ بيا في مجمس التمريض‬
‫• إبداء الرأم في المعايير المرسكمة لممارسة مينة التمريض‪.‬‬
‫• المعاممة بكرامة كاحتراـ مف قبؿ الفريؽ الصحي‪.‬‬
‫• بيئة آمنة‪ ،‬تتكفر فييا جميع شركط السبلمة العامة‪.‬‬
‫• الحصكؿ عمى امتيازات خدمات كظيفية شاممة‪.‬‬
‫• تمثيؿ التمريض في المجاف المتخصصة لرسـ السياسات التمريضية كالصحية ‪.‬‬
‫• معرفة طبيعة األمراض لجميع المرضى الذيف تقدـ ليـ الرعاية التمريضية ‪.‬‬
‫• الحماية مف التعرض ألية تحرشات جنسية‪.‬‬
‫• التعبير لممسؤكليف عف رفضو القياـ ب ية إجراءات يجدىا تتنافى مع مبادئو‪.‬‬
‫• الحصكؿ عمى خدمات استشارية سرية‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫• االنتماء لممجالس كالجمعيات المينية‪.‬‬
‫• رفض أم إجراء يتنافى مع مبادئ المينة ‪.‬‬
‫• مناقشة أم أمر يتعمؽ بالمينة بشكؿ خاص‪ ،‬كفي الرعاية الصحية بشكؿ عاـ‪ ،‬في‬
‫مختمؼ المجالس كالمجاف‪.‬‬
‫• الحصكؿ عمى أجكر تتناسب مع مستكل التعميـ كالخبرة كالميارة‪.‬‬
‫• التعميـ المستمر كتطكير الميارات‪.‬‬
‫• االطبلع الكامؿ عمى أية قضية ترفع ضده كممرض ‪/‬كممرضة‪ ،‬ضمف الفترة التي تقدـ‬
‫بيا الشككل‪.‬‬
‫• التمتع بجميع الحقكؽ اإلنسانيو كالدستكرية‪.‬‬
‫يتطهجبد يحجزح نشخظيخ انًًشع‬
‫• الصدؽ كاألمانة كاإلخبلص ‪.‬‬
‫• دماثة األخبلؽ ‪.‬‬
‫• البشاشة كالكياسة ‪.‬‬
‫• الجد كالمثابرة ‪.‬‬
‫• احتراـ حقكؽ اآلخريف ‪.‬‬
‫• امتبلؾ ميارات االتصاؿ الميني ‪.‬‬
‫• المحافظة عمى المكاعيد ‪.‬‬
‫• الضمير اليقظ‪.‬‬
‫تحمؿ المسؤكلية ‪.‬‬ ‫•‬
‫• الثقافة العامة‪.‬‬
‫• فرض االحتراـ ‪.‬‬
‫• الرحمة ‪.‬‬
‫• الطمكح‬
‫• العمؿ عمى تطكير الذات مينياو ‪.‬‬
‫• كتماف السر‪.‬‬
‫• الثقة كاالعتزاز بالنفس‪.‬‬
‫• الكفاية العممية ك العممية ‪.‬‬
‫• الدقة ‪.‬‬
‫• ىدكءالصكت ‪.‬‬
‫• القدكة‬

‫‪126‬‬
127
‫قائمة المراجع المستخدمة‬
‫ السمكؾ التنظيمي مفاىيـ كاسس سمكؾ الفرد كالجماعة في‬:‫ كامؿ محمد المغربي‬-ُ
.ََُِ ،‫ دار الفكر عماف‬،‫التنظيـ‬
‫ فاعمية برنامج إرشادم لتنمية السمكؾ اإليجابي نحك حقكؽ‬: ‫ خالد محبكب محمد عمارة‬-ِ
. ‫ جامعة عيف شمس‬، ‫الطفؿ لدل األطفاؿ كالكالديف كالمعمميف‬
‫ كتطبيقات في‬،‫ مقدمة كمفاىيـ‬.. ‫ عمـ النفس االيجابي لمجميع‬:‫ مرعي سبلمة يكنس‬-ّ
.‫ مكتبة االنجمك المصرية‬:‫ القاىرة‬،‫العمر المدرسي‬
Routledge Encyclopedia of .ed .Hunt,Geoffrey (1998). Craig E ^
ISBN .pp. 56–57 .London: Routledge .7 .Philosophy

.Nursing and Human Rights .)2003( Gallagher, A & McHale, J ^


ISBN .Butterworth Heinemann

Ethics in Nursing: the caring relationship .)Tschudin,Verena (2003 ‫↑ أ‬


.‎1 ISBN .Butterworth-Heinemann :rd ed.). Edinburgh3(

Defending .)Wainwright P. (2008 & .Baille L, Gallagher A ‫↑ د‬


.‎]1[ .Royal College of Nursing .Dignity

Truth-Telling in Clinical Practice and " .)Tuckett, Anthony (2004 ‫↑ أ ة‬


Nursing ."Against: a review of the literature the Arguments for and
.513–511 :)5( 11 )Publications SAGE( Ethics
.15362359 PMID .ne728oa1969733114/11.1191:doi

‫ انًًهكت انًتحذة‬،٘‫ جبيؼت ضبر‬ٙ‫غ ف‬ٚ‫بث انتًر‬ٛ‫ ألخالل‬ٙ‫ انًركس انذٔن‬-4


‫ت‬ٛ‫ انًًرػبث ٔحمٕق اإلَطبٌ يٍ يُظًت انؼفٕ انذٔن‬-5
‫ ٔطالث نًذَٔبث لٕاػذ انطهٕن حطب انبهذ‬-6
‫غ‬ٚ‫بث يجهت انتًر‬ٛ‫ أخالل‬-7
)‫غ‬ٚ‫بث انتًر‬ٛ‫ (يٕارد أخالل‬NursingEthics.ca -8
ٍ‫ تى االضترجبع ي‬-ٗ
"
http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D8%AE%D
9%84%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AA_%D8%A
&7%D9%84%D8%AA%D9%85%D8%B1%D9%8A%D8%B6
oldid=6726028

128
‫الفصل الخامس‬

‫السموك االنسانى والبيئة االجتماعية‬

‫مقدمة ‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬مفيوم البيئة االجتماعية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اىمية السموك االنسانى والبيئة االجتماعية‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المحددات البيئية لمسموك االنسانى‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬االبعاد االجتماعية التى توضح العالقة بين االنسان والبيئة ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬تأثير البيئة عمى السموك االنسانى‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬العوامل المؤثرة عمى السموك االنسانى والبيئة ‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬دور البيئة في التنمية االجتماعية والسموكية ‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫السمكؾ عامةن ىك نتاج كؿ مف الطبيعة البشرية الفطرية‪ ،‬كالتجربة الفردية‪ ،‬كالبيئة‪ ،‬أما‬
‫فينظر إليو عمى َّأنو ناتج العكامؿ التي تدفع البشر إلى التصرؼ بطرؽ‬
‫السمكؾ اإلنساني ي‬
‫أيضا عمى َّأنو الناتج مف محاكالت تمبية احتياجات معينة‪.‬‬
‫يمكف التنبؤ بيا‪ ،‬كيتـ تعريفو ن‬
‫كقد تككف ىذه االحتياجات سيمة الفيـ كسيمة التحديد‪ ،‬مثؿ؛ الحاجة إلى الغذاء كالماء‪،‬‬
‫كقد تككف معقدة‪ ،‬مثؿ؛ الحاجة إلى االحتراـ كالقبكؿ‪ ،‬كيمكف أف تيساعد معرفة السمكؾ‬
‫أيضا تذكر ذلؾ إلى حد‬
‫اإلنساني المعمـ عمى فيـ المتعمـ بشكؿ أفضؿ‪ ،‬كمف المفيد ن‬
‫كبير‪ ،‬كما يتـ مشاركة األفكار‪ ،‬كالمشاعر‪ ،‬كالسمكؾ مف ًقبؿ جميع الرجاؿ أك النساء‪،‬‬
‫عمى الرغـ مف االختبلفات الثقافية الكبيرة‪.‬‬
‫يعد اإلنساف أحد الكائنات الحية‪ ،‬الذم ىك ىجد عمى سطح األرض بيئةن صالحةن لحياتو‪ ،‬إذ‬
‫يعد مصدر االحتياجات مف ماء كىكاء كطعاـ‪.‬‬
‫يتفاعؿ اإلنساف مع البيئة االجتماعية المحيطة بو مف خبلؿ استخداـ كسائؿ التكاصؿ‬
‫المفظي كغير المفظي‪ ،‬مثؿ لغة الجسد‪ ،‬كتعبيرات الكجو‪ ،‬كنبرة الصكت‪ .‬كما أنو يراقب‬
‫سمكؾ اآلخريف كيستجيب لو‪ ،‬كيشكؿ عبلقات مع اآلخريف عمى أساس االىتمامات كالقيـ‬
‫كالخبرات المشتركة‪ .‬يتضمف التفاعؿ مع البيئة االجتماعية تقديـ المعمكمات كتمقييا‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تكييؼ سمكؾ الفرد مع السياؽ كاألشخاص المعنييف‪ .‬باإلضافة إلى ذلؾ‪،‬‬
‫تت ثر التفاعبلت االجتماعية لمشخص بالمعايير الثقافية كالحالة االجتماعية كالخصائص‬
‫الشخصية مثؿ الشخصية كالحالة العاطفية‪.‬‬
‫يتميز اإلنساف عف غيره مف الكائنات عمى قدرتو عمى العمؿ الجماعي كتكامؿ جيكده‪،‬‬
‫كأف العبلقة بيف السمكؾ اإلنساني كالبيئة االجتماعية تختمؼ مف عصر آلخر‪ ،‬بؿ مف‬
‫نظر لتقدـ المجتمع أك ت خره‪ ،‬كأنماط الحياة السائدة في ىذه‬
‫مجتمع آلخر‪ ،‬كذلؾ نا‬
‫المجتمعات‪.‬‬
‫اوال ‪ :‬مفيوم البيئة االجتماعية‪:‬‬
‫يشير مفيكـ البيئة االجتماعية إلى األصالة المحددة لمعبلقات االجتماعية في مرحمة‬
‫معينة مف تطكرىا‪ .‬في ىذا يختمؼ عف مفيكـ التككيف االجتماعي كاالقتصادم كيكممو‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫ال يميز مفيكـ البيئة االجتماعية جكىر العبلقات االجتماعية ‪ ،‬كلكف مظيرىا المممكس‪.‬‬
‫تخضع الرأسمالية كتككيف اجتماعي اقتصادم لنفس القكانيف االجتماعية كاالقتصادية‪.‬‬
‫كلكف ‪ ،‬في أشكاؿ خاصة عمى كجو التحديد ‪ ،‬فإف تشغيؿ ىذه القكانيف يخمؽ بيئة‬
‫اجتماعية محددة تختمؼ عف بيئة اجتماعية أخرل‪ .‬في ىذه البيئة االجتماعية المحددة‬
‫يعمؿ األفراد كالجماعات‪ .‬عبلكة عمى ذلؾ ‪ ،‬إذا كانت الشخصيات التاريخية‬
‫كالمجمكعات الكبيرة (الطبقات كاألمـ) تعمؿ في بيئة اجتماعية كاسعة ‪ ،‬فإف مجاؿ عمؿ‬
‫المجمكعات الصغيرة كشخصياتيا ىك بيئة مكركية ‪ ،‬بيئة اجتماعية مباشرة‪.‬‬
‫تظير بيئة اجتماعية محددة في الجانب النفسي كمجمكعة مف العبلقات بيف األفراد‬
‫كالجماعات‪ .‬العبلقة بيف البيئة االجتماعية كالفرد ليا نقطة ميمة إلى حد ما مف الذاتية‪.‬‬
‫إذا لـ تستطع الطبقة تغيير مكانيا في التككيف االجتماعي كاالقتصادم دكف تدمير نفسيا‬
‫كطبقة ‪ ،‬فيمكف لمفرد أف يغير مكانيا في البيئة االجتماعية ‪ ،‬كيمكنو االنتقاؿ مف بيئة‬
‫اجتماعية إلى أخرل ‪ ،‬كبالتالي بناء بيئتو االجتماعية إلى حد ما‪.‬‬
‫تتككف البيئة االجتماعية مف عدة عناصر تتمثؿ في كيؼ يمكف لئلنساف أف يتصرؼ‪،‬‬
‫كعبلقاتو‪ ،‬كجنسو‪ ،‬كمجمكعتو العرقية‪ ،‬كتعميمو كعممو‪ ،‬كالظركؼ كالمجتمعات التي‬
‫يعيش فييا‪ ،‬ككيؼ يشعر تجاه نفسو‪ ،‬باإلضافة إلى ٌأنو تتداخؿ ىذه العناصر كتتفاعؿ‬
‫مع عناصر البيئة المادية لمت ثير عمى صحة االنساف كالت ثير عمى المدة التي يعيشيا‪.‬‬
‫تيشير البيئة االجتماعية إلى البيئة المادية كاالجتماعية المباشرة التي يعيش فييا البشر أك‬
‫التي يحدث فييا شيء ما‪ ،‬كىي تشمؿ الثقافة التي تعمـ الفرد أك المكاف الذم يعيش فيو‪،‬‬
‫كاألشخاص كالمؤسسات الذيف يتفاعمكف معو‪ ،‬ويمكن تعريف البيئة االجتماعية عمى‬

‫َّأنيا النظـ الفرعية االجتماعية كالفيزيائية الحيكية المرتبطة ارتبا ن‬


‫طا كثيقنا‪ ،‬كالتي تؤثر‬
‫بشكؿ متبادؿ عمى بعضيا البعض‪ .‬كمف ناحية أخرل‪ ،‬تشمؿ مككنات البيئة االجتماعية‬
‫كبل مف البنية التحتية المبنية‪ ،‬كالييكؿ الصناعي كالطبي‪ ،‬كأسكاؽ العمؿ‪ ،‬كالعمميات‬
‫ن‬
‫االجتماعية كاالقتصادية‪ ،‬كالخدمات االجتماعية كالبشرية كالصحية‪ ،‬كعبلقات القكة‪،‬‬
‫كالعبلقات بيف األعراؽ‪ ،‬كالمؤسسات الدينية‪.‬‬
‫يتضمن مفيوم البيئة االجتماعية‪:‬‬

‫‪131‬‬
‫ُ‪ .‬الجكانب المادية‪ :‬التي تمثؿ المباني‪ ،‬الشكارع‪ ،‬المناطؽ الصناعية كالزراعية كمجاؿ‬
‫العمؿ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫ِ‪ .‬الجكانب االجتماعية‪ :‬تشمؿ العبلقات االجتماعية بيف األفراد كالجماعات كالمؤسسات‬
‫التي يتعامؿ معيا الفرد بما تمثمو مف أسرة‪ ،‬أصدقاء‪ ،‬المؤسسات التعميمية كالمدارس‪،‬‬
‫جماعة العمؿ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫ّ‪ .‬مجمكعة القكانيف كالعادات كالتقاليد التي يمتزـ بيا الفرد في بيئتو‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أىمية السموك اإلنساني والبيئة االجتماعية ‪:‬‬
‫تمعب البيئة االجتماعية دك انر كبي انر في تنمية العقؿ كالسمكؾ البشرم‪ .‬البشر مخمكقات‬
‫اجتماعية‪ ،‬كيتعممكف كيتطكركف مف خبلؿ التفاعؿ مع اآلخريف في بيئتيـ‪ .‬تشكؿ البيئة‬
‫االجتماعية لمطفؿ فيمو لمعالـ كمكانتو فيو‪ .‬عمى سبيؿ المثاؿ‪ ،‬يميؿ األطفاؿ الذيف‬
‫ينش كف في بيئة داعمة كرعاية إلى الحصكؿ عمى نتائج اجتماعية كعاطفية أفضؿ مقارنة‬
‫ب كلئؾ الذيف ينش كف في بيئة معادية أك ميممة‪ .‬تمعب التجارب كالعبلقات االجتماعية‬
‫حاسما في تشكيؿ القدرات المعرفية كسمات الشخصية كأنماط السمكؾ‪.‬‬
‫ن‬ ‫دكر‬
‫أيضا نا‬
‫ن‬
‫السمكؾ اإلنساني كالبيئة االجتماعية مفيكماف يصفاف نظرة شاممة لمبشر‪ ،‬كىما أساسياف‬
‫لدراسة العمكـ االجتماعية‪ ،‬كتنطبؽ مفاىيميا عمى جميع أشكاؿ العمؿ السريرم‪ ،‬إذ تدمج‬
‫مفاىيـ مف العمكـ البيكلكجية كالنفسية كاالجتماعية‪ ،‬كالسمكؾ البشرم كالبيئة االجتماعية‬
‫مكضكع كاسع‪ ،‬إذ َّإنو جانب أساسي مف جكانب العمؿ االجتماعي‪ ،‬كتنطبؽ مكضكعاتو‬
‫عمى مجاالت متعددة في الطب‪ ،‬كيسعى إلى فيـ السمكؾ البشرم كجميع المساىميف فيو‪،‬‬
‫كخصائص السمكؾ البشرم مف البيئة االجتماعية‪ ،‬كمستكيات كأنظمة ىذه البيئة‬
‫المختمفة‪.‬‬
‫إطار لفيـ كؿ مف األفراد كالبيئة التي يعيشكف‬
‫يكفر السمكؾ اإلنساني كالبيئة االجتماعية نا‬
‫ميما‬
‫مما يؤدم إلى فيـ أكثر لمفرد الذم يتقدـ لمعبلج‪ ،‬كما يمكف أف يككف ىذا ن‬
‫فييا‪ٌ ،‬‬
‫بشكؿ خاص في فيـ العكائؽ التي تحكؿ دكف االلتزاـ‪ ،‬كىياكؿ الشخصية‪ ،‬كأنماط‬
‫التفاعؿ‪ ،‬كالمتابعة غير المنتظمة كعدـ الحضكر‪ ،‬كغيرىا مف السمككيات ذا ت الصمة‬
‫سريرنيا‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫كبيذه الطريقة َّ‬
‫فإنو يكفر طريقة لتكسيع رؤية الطبيب لحياة المريض كالتحديات كالقيكد‬
‫تقدير ليذه الحكاجز‪ ،‬كالتي‬
‫المكجكدة فييا‪ ،‬كمف خبلؿ ىذا الفيـ‪ ،‬يمكف لممرء أف يكتسب نا‬
‫يمكف أف تسيؿ الحقنا عمى قدرة معالجة بعض الحكاجز المكجكدة‪ ،‬كىذا ميـ بشكؿ‬
‫خاص عند فيـ المحددات االجتماعية لمصحة‪ ،‬كتيعد المحددات االجتماعية لمصحة مف‬
‫العكامؿ الحيكية المساىمة في االلتزاـ كاالستجابة لمعبلج كالمتابعة‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬المحددات البيئية لمسموك اإلنساني‪:‬‬
‫‪ -4‬البيئة الجغرافية أو الطبيعية ‪:‬‬
‫‪ -‬كتمثؿ البيئة الجغرافية البعد المكاني لئلنساف كىي مجمكعة العكامؿ التي تؤثر في نشاط‬
‫السكاف ‪.‬سكاء كاف المكقع داخمي أك خارجي ‪.‬‬
‫كالعالـ عبدالرحمف ابف خمدكف ىك أكؿ عالـ يشير إلى العبلقة بيف اإلنساف‬ ‫‪-‬‬
‫كالمكاف‪.‬حيث ذكر أف ىذه العكامؿ الجغرافية تطبع اإلنساف بطائع خاصة كبالتالي تتسـ‬
‫سمككو بتصرفات خاصة راجعة إلى طبيعة ىذه البيئة‪.‬‬
‫‪-2‬البيئة التاريخية ‪:‬‬
‫كتمثؿ البيئة التاريخية البعد الزماني في حياة الشعكب فالنشاط النفسي يعتبر ظاىرة‬
‫تاريخية محككمة بظركؼ العصر الذم يعيش فيو بمستكل التطكر الذم أحرزتو الحضارة‬
‫اإلنسانية بإنتاجيا كأدكاتيا كرمكزىا ‪.‬‬
‫‪-3‬البيئة التكنولوجية ‪:‬‬
‫لعؿ التطكر السريع في المخترعات التكنكلكجية كما تكصؿ إليو اإلنساف مف أدكات حديثة‬
‫كمخترعات قد أثرت في سمكؾ اإلنساف ت ثي انر بالغان ‪،‬حيث أصبح العالـ كمو قرية صغيرة‬
‫بفعؿ التطكر التكنكلكجي كمما أدل إلى نقؿ الكثير مف النماذج السمككية مف مجتمعات‬
‫معينة إلى مجتمعات أخرل ‪.‬‬
‫‪ -4‬البيئة النفسية ‪:‬‬
‫يؤثر الجك النفسي الذم يشيع في كسط المحيط باإلنساف في بناء شخصية كبالتالي‬
‫تشكؿ سمككو فاألسرة كالمدرسة كالمجتمع بصفة عامة قد تفرض ظركفا مبلئمة أك غير‬
‫مبلئمة لمنمك النفسي لؤلفراد ‪ ،‬فما قد يسكد مف عكامؿ الضغط أك التسامح ‪ ،‬القمع أك‬

‫‪133‬‬
‫الحرية ‪ ،‬التسيب أك أالنضباط ‪ ،‬كما قد يتكافر لؤلفراد مف مقكمات الشعكر باألماف أك‬
‫التيديد كؿ ذلؾ ينعكس بشكؿ قكم عمى حياة األفراد كبالتالي عمى سمككيـ ‪.‬‬
‫‪-5‬البيئة االجتماعية والثقافية ‪:‬‬
‫‪ -‬المكاقؼ االجتماعية يمكف أف تؤثر عمى سمكؾ إنساني ‪ ،‬فيي تؤثر عمى ما نتعممو‬
‫ككيؼ نتعممو ككيؼ ندرؾ كنحكـ عمى البيئة كعمى األحداث فييا كفي المغة التي يجب‬
‫أف نصؼ بيا كنصكر األحداث في دكافعنا كالطريقة التي بيا نتكافؽ مع مطالب الحياة‬
‫كمشاعرنا تجاه اآلخريف ‪.‬‬
‫‪ -‬كال ينفصؿ مفيكـ البيئة االجتماعية عف مفيكـ الثقافة فالمؤثرات كالمحددات البيئية‬
‫تتبمكر كتتجسد كتتضح في أسمكب حياة الجماعة في ثقافة الجماعة كبمعنى أخر فإف‬
‫المؤثرات البيئية تظير في ثقافة الجماعة ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬االبعاد االجتماعية التى توضح العالقة بين اإلنسان والبيئة‪:‬‬
‫‪ ‬يعتمد اإلنساف في بقائو عمى النظاـ البيئي‪.‬‬
‫‪ ‬اإلنساف أقدر الكائنات الحية عمى تغيير األنظمة البيئية‪.‬‬
‫خمبل في النظاـ البيئي‪.‬‬
‫‪ ‬اإلنساف قاـ بإحداث تمكث بيئي‪ ،‬ف ضر بصحتو كأكجد ن‬
‫‪ ‬ترتبط المشكبلت البيئية التي أحدثيا اإلنساف بمجمكعة مف العكامؿ المختمفة‪.‬‬
‫‪ ‬اإلنساف لديو قدرة عمى تحمؿ المسؤكلية لتحقيؽ التكازف بيف أنشطتو كالنظاـ البيئي‪.‬‬
‫خامسا ‪:‬تأثير البيئة عمى السموك االنسانى ‪:‬‬
‫كيقصد بالسمكؾ‪ :‬جميع االستجابات التي تصدر عف الفرد نتيجة الحتكاكو بغيره مف‬
‫األفراد‪ ،‬أك نتيجة التصالو بالبيئة الخارجية‪ .‬كالسمكؾ بيذا المعنى يعني‪ :‬كؿ ما يصدر‬
‫عف الفرد مف عمؿ حركي أك كبلـ أك تفكير أك انفعاالت أك مشاعر‪ .‬كيمكف التمييز بيف‬
‫نكعيف مف سمكؾ األفراد‪ :‬السمكؾ الفردم كالسمكؾ االجتماعي‪ .‬كالسمكؾ الفردم ىك‬
‫السمكؾ الخاص بفرد معيف‪ ،‬أما السمكؾ االجتماعي فيك السمكؾ الذم يتمثؿ في عبلقة‬
‫الفرد مع غيره مف الجماعة‪ .‬ظير االىتماـ بدراسة ت ثير البيئة عمى سمكؾ اإلنساف‪ ،‬في‬
‫إطار عمـ النفس التجريبي في المجتمعات األمريكية كالغربية منذ كقت مبكر‪ ،‬يرجع إلى‬
‫الربع األخير مف القرف التاسع عشر‪ .‬كقد ظير ذلؾ خبلؿ نظرية المجاؿ لكيرت ليفيف‬
‫في األربعينيات مف القرف العشريف (َُٖٗ‪ )ُْٕٗ-‬كعممو عمى الجماعات البشرية‬

‫‪134‬‬
‫كحراكيا‪ ،‬فظير نتيجة لذلؾ عمـ النفس البيئي بكصفو دراسة عممية لت ثير البيئة أشكاليا‬
‫عمى سمكؾ اإلنساف‪ ،‬إذ أف السمكؾ اإلنساني ب بعاده المختمفة ما اال انعكاس لعممية‬
‫التفاعؿ المستمر كالمتعدد األبعاد بيف الفرد كما يكاجيو مف مكاقؼ بيئية متنكعة‪ .‬يجمع‬
‫ىك‬
‫كقد أكد (‪ )Lewin‬كىك مف أكائؿ عمماء النفس الذيف أكدكا عمى أىمية الظركؼ البيئية‬
‫المحيطة باإلنساف كالمجتمع كشرط رئيس لتفسير السمكؾ الفردم كالجماعي لئلنساف‪،‬‬
‫كأف السمكؾ ىك نتاج طبيعي لمتفاعؿ بيف البيئة كاإلنساف‪ ،‬إال أنو مف الخط االقتصار‬
‫عمى عناصر محددة مف البيئة (كالمناخ كالمحاصيؿ الزراعية كمكارد المياه‪...‬الخ‬
‫(كمحددات لمسمكؾ اإلنساني)‪ ،‬إذ أف االىتماـ يجب أف يكجو إلى الخصائص المادية‬
‫كاالجتماعية كمؤثرات عمى السمكؾ‪ ،‬فضبل‪ .‬عف التعامؿ مع البيئة باعتبارىا مجمكعة‬
‫مركبات يتككف منيا الحيز أك المكاف الذم يتكاجد فيو اإلنساف كيتفاعؿ معو كيمارس فيو‬
‫أنشطتو‪ ،‬كىذه العبلقة تتداخؿ فييا العمميات الداخمية مثؿ اإلدراؾ كالنمك كالتعميـ‪ .‬كت ثير‬
‫البيئة االجتماعية عمى سمكؾ اإلنساف ال يقؿ أىمية عف ت ثير البيئة المادية‪.‬‬
‫إف العبلقة بيف السكؾ اإلنساني كالبيئة ال يتمثؿ بت ثير البيئة عمى السمكؾ‪ ،‬كاف األخير‬
‫خاضع لممحددات البيئية فحسب‪ ،‬كلكف البيئة في جزء منيا ىي نتاج لمعالجة الفرد ليا‪،‬‬
‫كلذلؾ فالناس يمارسكف بعض الت ثيرات عمى أنماط سمككيـ مف خبلؿ أسمكب معالجتيـ‬
‫لمبيئة كمف ثـ فالناس ليسكا فقط مجرد ممارسيف لردكد الفعؿ إزاء المثيرات البيئية‪ ،‬كلكنيـ‬
‫(أم الناس)‪ ،‬قادركف عمى التفكير كاالبتكار كتكظيؼ عممياتيـ المعرفية لمعالجة‬
‫األحداث كالكقائع البيئية‪.‬‬
‫كقد أكدت العديد مف الدراسات عمى ت ثير الضغكط االجتماعية كاالقتصادية عمى سكاف‬
‫المدف‪ ،‬ككذلؾ أثر التعرض لمضكضاء عمى اإلنساف‪ ،‬ككذلؾ ت ثير الزحاـ عمى ردكد‬
‫األفعاؿ البشرية كعمى النكاحي الفسيكلكجية كالنفسية كاالجتماعية لئلنساف‪ .‬كما يحدث‬
‫في بعض القطارات كفي مجاالت العمؿ التي يتعرض فييا العماؿ لكثير مف الضغط ‪.‬‬
‫كالجدير ذكره أف البيئة ال تؤثر فقط في سمكؾ اإلنساف‪ ،‬كانما تؤثر في نمكه كتككينو‬
‫كبنائو كشخصيتو كصحتو الجسمية كالعقمية كالنفسية كمدل إصابتو بالمرض أك تمتعو‬
‫بالصحة كالعافية‪ ،‬كتؤثر البيئة كذلؾ في اتجاىات اإلنساف كميكلو كأفكاره كآرائو‬

‫‪135‬‬
‫كمعتقداتو‪ .‬كفي سمات شخصيتو‪ .‬ككذلؾ ت ثير األلكاف كالمكسيقى كاألشكاؿ كطرؽ‬
‫االتصاؿ أك التفاعؿ بيف عناصر البيئة التي تؤثر في بعضيا بعضان كتؤثر في اإلنساف‬
‫كتت ثر بو‪.‬‬
‫تؤثر البيئة ت ثي انر مباش انر أك غير مباشر عمى حياة اإلنساف‪ ،‬فنكع العمراف كالحالة‬
‫االقتصادية كالمينية كنكعية الغذاء ما ىي إال نتاج البيئة بمككناتيا المختمفة‪ ،‬كما أف‬
‫السمكؾ البشرم يت ثر بالبيئة‪ ،‬فضبلن عف الت ثيرات البيئية في ظيكر األمراض كتحديد‬
‫أسباب الكفيات‪ .‬كترتبط البيئة االجتماعية بكؿ مككناتيا بالبيئة الطبيعية ارتباطان كثيقان‪،‬‬
‫ألف البيئة الطبيعية تحدد طرز المعيشة كالمينة كالحرفة السائدة كأنماط السمكؾ‬
‫كاالستيطاف كطرؽ البناء كالنقؿ كالصناعة كالغذاء كالعبلقات االجتماعية‪ .‬فالبيئة‬
‫الصحراكية عمى سبيؿ المثاؿ حددت المينة إذ شجعت عمى امتياف حرفة الرعي كالتجارة‬
‫إلى حد ما‪ ،‬ككانت ليا نظرتيا االجتماعية المتدنية لمحرؼ المينية‪ ،‬كما أنيا حددت نمط‬
‫البناء كنكعيتو التي جاءت استجابة لخشكنة العيش كندرة المكارد‪ .‬كما أنيا ساىمت في‬
‫استحباب عادات كتقاليد معينة كإكراـ الضيؼ كالشجاعة كالفركسية في الكقت الذم‬
‫ظيرت نكعية الجريمة متبلئمة مع تمؾ البيئة فانتشر قطاع الطرؽ كظيرت الغزكات‬
‫كأصبحت الغنائـ مكردان لمعيش‪ ،‬كما أنيا أصبحت بيئة إلياـ شعرم كفكرم كمعرفي‬
‫كمبعثان لمت مؿ كالفمسفة مف خبلؿ صفاء أجكائيا كاتساع مساحاتيا كسككنيا ككضكح‬
‫الشركؽ كتؤللؤ القمر في سمائيا كالتحاؼ اإلنساف لسمائيا صيفان‪ .‬كما أف حاالت‬
‫التطرؼ كالصراعات القبمية في الكقت الحاضر تنتشر في المناطؽ الصحراكية القاحمة‬
‫كالجافة‪.‬‬
‫كيختمؼ األمر في البيئات القركية‪ ،‬حيث مياه األنيار كغابات النخيؿ كاألشجار كالثمار‬
‫كخصكبة األراضي‪ ،‬كنكع المساكف التي جاءت نتيجة لنكع البيئة كمككناتيا المادية‪،‬‬
‫كانبثقت مف ذلؾ أنظمة كقكانيف كعادات كتقاليد تختمؼ عما ىك سائد في البيئة‬
‫الصحراكية‪.‬‬
‫أما البيئة الجبمية الكعرة التي تمتاز بقساكة الحياة‪ ،‬فقد كلدت نمط حياة يختمؼ عما ىك‬
‫مكجكد في البيئة الريفية أك الصحراكية‪ .‬كيظير ذلؾ مف خبلؿ عادات سكاف الجباؿ‬

‫‪136‬‬
‫كلباسيـ كتعامميـ كعاداتيـ كتقاليدىـ كطرؽ تنقميـ‪ ،‬كالنظـ االجتماعية السائدة لدييـ‪،‬‬
‫فضبلن عف التصميـ المعمارم لممساكف‪.‬‬
‫إف تعدد البيئات في العراؽ عمى سبيؿ المثاؿ‪ ،‬جعؿ مف القصب كالبردم المادة الرئيسة‬
‫لبناء المسكف بالنسبة لسكنة األىكار‪ ،‬كذلؾ بسبب انتشارىا في تمؾ البيئات‪ ،‬في حيف أف‬
‫سكاف القرل قديمان كانكا يبنكف بيكتيـ مف الطيف كيسقفكنيا بجذكع النخيؿ‪ ،‬أما سكاف‬
‫الجباؿ في شماؿ العراؽ فقد اتخذكا مف الصخكر المتكفرة عندىـ مادة رئيسة لبناء‬
‫البيكت‪ ،‬كذىب سكاف البادية إلى بناء بيكتيـ مف كبر الجماؿ‪ ،‬كما أف تكفر مادة الطيف‬
‫في المشرؽ العربي أدل إلى استعماؿ الطيف المفخكر كغير المفخكر كاألحجار في‬
‫التسقيؼ التي تنجح في بناء القباب‪ ،‬كقد استعمؿ الطيف المفخكر في صنع األلكاح‬
‫لمكتابة كما ىك الحاؿ في الحضارة العراقية القديمة‪ .‬كما أف طبيعة األرض حددت‬
‫شبكات الطرؽ كالممرات التي تتبع تضاريس األرض‪ ،‬كفي الكقت نفسو‪ ،‬تعكس البيئة‬
‫التعبير المعمارم لمكاد البناء المحمية كالتقنيات المستعممة كطرؽ البناء‪.‬‬
‫بمعنى آخر‪ ،‬فإف نمط البناء كالعمارة مف حيث الحجـ كالتفاصيؿ كعناصر البناء كمكاده‬
‫كشكمو كمساحتو كاتجاىاتو الجغرافية‪ ،‬يختمؼ باختبلؼ البيئات المسؤكلة عف تحديد كؿ‬
‫ما يتعمؽ بالبناء‪ ،‬إذ أف لكؿ منطقة مقكمات ىندسية كطرز بناء خاصة بيا تتناسب‬
‫كبيئة تمؾ المنطقة‪ ،‬كىذا التبايف يعكد إلى مؤثرات كمتغيرات متداخمة كمتشابكة‪ ،‬مناخية‬
‫كحضارية كاجتماعية كسياسية كعقائدية‪ ،‬تتصؿ بحياة الناس كنمط معيشتيـ كاىتماماتيـ‬
‫كالقيـ االجتماعية السائدة ككاقعيـ االقتصادم؛ فالبناء في المناطؽ الجبمية الكعرة يختمؼ‬
‫تمامان عف البناء في المناطؽ الساحمية أك المناطؽ الصحراكية‪ ،‬كالشؾ أف ىذا التبلزـ‬
‫بيف البيئة بكؿ مككناتيا كالبناء بكؿ عناصره قد ساىـ بإعطاء ىكية معمارية لكؿ منطقة‬
‫أك أمة أك شعب‪.‬‬
‫لـ يقتصر ت ثير البيئة الطبيعية في أنحاء العراؽ عمى مادة البناء‪ ،‬فكسيمة األخرل‬
‫اختمفت ما بيف السفينة في األىكار كالبغاؿ في الجباؿ كالجماؿ النقؿ ىي في الصحارم‪،‬‬
‫كأثرت البيئة في كيفية خزف المكاد الغذائية كطرؽ إعداد الطعاـ كنكعيتو‪ ،‬كحتى الميجات‬
‫كأسماء األشخاص كالقرل كالمدف ت ثرت بشكؿ كبهخر بالبيئة السائدة‪ ،‬كمف الناحية‬
‫االجتماعية ت ثرت كؿ منطقة بالعكامؿ البيئية التي فرضت عمى أىميا نمطان اجتماعيان في‬

‫‪137‬‬
‫العبلقات كالعادات كالتقاليد السائدة‪.‬‬
‫سادسا ‪:‬العوامل المؤثر عمى السموك والبيئة ‪-:‬‬
‫ُ‪-‬العالقات االجتماعية ‪:‬‬
‫تؤثر الظركؼ البيئية فى دائرة العبلقات االجتماعية ككثافتيا كدرجة قكتيا داخؿ المجتمع‬
‫المحمى ‪،‬كما انيا تؤثر عمى اتساع ىذة الدائرة كامتدادىا الى خارج حدكد االقميمية كمف‬
‫االمثمة التى تكشؼ عف ت ثير البيئة الطبيعية فى العبلقات االجتماعية بيف‬
‫االفرادكالجماعات الشكؿ الذل يتخذة المجتمع كالشكؿ المعركؼ بالقربة المنتشرة‪.‬‬
‫‪-2‬المعتقدات والقيم االجتماعية ‪:‬‬
‫اف االنساف اليفصؿ البيئة الطبيعية كمجمكعة اشياء عف البيئة االجتماعية ‪،‬كمجمكعة‬
‫اخرل مف االشياء كنسؽ القيـ كالمعتقدات عمى كجة الخصكص كفى المجتمعات‬
‫البسيطة كالتقميدية –الكثير مف المعانى كالرمكز التى تشير الى ذلؾ كالتى تعكس التفاعؿ‬
‫بيف االنساف كالطبيعة كينعكس ذلؾ عمى مختمؼ نكاحى نشاطة كعبلقتة االجتماعية‬
‫كيكجد نكع مف الضبط االجتماعى الذل ينظـ سمكؾ االفراد تجاة بعضيـ البعض ‪،‬مثؿ‬
‫القبائؿ االفريقية التى ترل اف انقطاع المطر الى غضب االلية كاالركاح عمى البشر‬
‫لخركجيـ عف القيـ الخمقية المتكارثة كعمى تقاليد المجتمع ‪.‬‬
‫‪-3‬البيئة االجتماعية ‪:‬‬
‫يقصد بالبيئة االجتماعية ذلؾ الجزء مف البيئة الذل يتككف مف االفراد كالجماعات فى‬
‫تفاعميـ ككذلؾ التكقعات االجتماعية كانماط التنظيـ االجتماعى كجميع مظاىر المجتمع‬
‫االخرل ‪.‬‬
‫كبكجة عاـ تتضمف البيئة االجتماعية انماط العبلقات االجتماعية القائمة بيف االفراد‬
‫كالجماعات التى ينقسـ اليو المجتمع تمؾ االنماط التى تؤلؼ النظـ االجتماعية كما‬
‫تتضمف الجماعات فى المجتمعات المحمية الصغيرة كالقرل كىى جماعات اكلية كىى‬
‫التى يتفاعؿ افرادىا كجيا لكجة ‪ ،‬كالعبلقة القائمة بينيـ عبلقات شخصية مباشرة‬
‫‪،‬كالعبلقة االجتماعية فى مثؿ ىذة المجتمعات ليا اكثر مف كجة كاحد فالعبلقة القرابية‬
‫مثبل ليست عبلقة قرابية فحسب كانما ىى فى الكقت ذاتة عبلقة اقتصادية كسياسية كقد‬
‫يككف ليا ايضا دكر دينى ‪،‬اما فى المجتمعات الحضرية الحديثة فالجماعات السائدة ىى‬

‫‪138‬‬
‫الجماعات الثانكية كالعبلقة القائمة بيف افرادىا عبلقات الثانكية كليست عمى درجة مف‬
‫القكة كما ىك الحاؿ بالنسبة لمعبلقات االكلية كالعبلقة فى مثؿ ىذة المجتمعات ليا جانب‬
‫كاحد ىك الجانب االقتصادل ‪.‬‬
‫‪-4‬البيئة الثقافية ‪:‬‬
‫لقد استطاع االنساف منذ ظيكرة كحتى االف اف يخمؽ بيئة مغايرة عف البيئة الطبيعية فى‬
‫محاكلتة الدائمة لمسيطرة كخمؽ الظركؼ المبلئمة ‪،‬كىذة البيئة المصنكعة ىى البيئة‬
‫الثقافية ‪.‬‬
‫و فالثقافة بمعناىا االنثكلكجى و ىى ذلؾ الكؿ المركب الذل يشمؿ المعرفة كالعقائد كالفف‬
‫كاالخبلؽ كالقانكف كالعرؼ ككؿ المعتقدات كالعادات االخرل التى يكتسبيا االنساف مف‬
‫حيث ىك عضك فى المجتمع ‪ ،‬كيمكف التمييز بيف نكعيف مف الثقافة ىما ‪:‬‬
‫‪-‬الثقافة البلمادية ‪ :‬كتشمؿ مظاىر السمكؾ التى تتمثؿ فى العادات كالتقاليد كالتى تعبر‬
‫عف القيـ كاالفكار كالمعتقدات المادية كتشمؿ كؿ ما يصنعة االنساف فى حياتة‪.‬‬
‫‪-‬الثقافة المادية ‪ :‬كالتى ىى انتاج التكنكلكجيا التى تعتبر عامبل كسيطا بيف االنساف‬
‫كالبيئة الطبيعية‬
‫سابعا ‪ :‬دور البيئة فى التنمية االجتماعية والسموكية ‪:‬‬
‫ُ‪ -‬تكفير المكارد الطبيعية‪ :‬تكفير المكارد الطبيعية ىي أحد األساسيات التي تسمح‬
‫بالتنمية االقتصادية كاالجتماعية‪ ،‬مثؿ المياه كالغابات كالمحيطات كالمناخ كالتربة‬
‫كالمعادف كالنباتات كالحيكانات‪.‬‬
‫ِ‪ -‬ت ثير البيئة عمى الصحة‪ :‬يؤثر البيئة عمى الصحة الجسدية كالنفسية لئلنساف كعمى‬
‫قدرتو عمى العمؿ كالتعمـ كالتمتع بالحياة كالتنمية االجتماعية‪ ،‬فاليكاء النقي كالماء‬
‫النظيؼ كالغذاء الصحي كالبيئة المبلئمة لمعيش يساىمكف في رفع مستكل الصحة العامة‬
‫كمنع األمراض‪.‬‬
‫ّ‪ -‬السياحة كالزراعة كالصيد‪ :‬تمعب الطبيعة دك انر ىامان في تطكير السياحة كالزراعة‬
‫كالصيد‪ ،‬فاألماكف الطبيعية الجميمة كالغابات كالشكاطئ تجذب السياح كتساىـ في تطكير‬
‫االقتصاد المحمي‪ .‬كما أف البيئة تمنح فرصة لمزراعة كالصيد الذم يمكف أف يؤدم إلى‬
‫تحسيف الحياة في المناطؽ الريفية كتطكير القطاع الزراعي كالصيد‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫ْ‪ -‬الفائدة االجتماعية‪ :‬تكفر البيئة مكانان لمترفيو كاالستجماـ كالرياضة كالمشي كالرحبلت‬
‫االجتماعية‪ ،‬كيساىـ ذلؾ في تحسيف العبلقات االجتماعية كالعائمية كتقكية االرتباط‬
‫بالمجتمع كالعالـ الخارجي‪.‬‬
‫بشكؿ عاـ ‪ ،‬يمكف القكؿ إف البيئة ليا دكر ميـ في التنمية االقتصادية كاالجتماعية‪ ،‬كأية‬
‫تدخبلت يتـ القياـ بيا لمحفاظ عمييا كتطكيرىا سكؼ تؤدم إلى تحسيف جكدة الحياة‬
‫كاالزدىار االجتماعي كاالقتصادم‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫قائمة المراجع المستخدمة‬
‫‪ -4‬احمد عبد الرحمف النجدل كآخركف ‪ :‬الدراسات االجتماعية كمكاجية قضايا‬
‫البيئة ‪ ،‬دار القاىرة ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬الجزء االكؿ ‪ ، ََِِ ،‬ص ُٔ‪.‬‬
‫ِ‪ -‬انتصار يكنس ‪ .‬السمكؾ اإلنسانى ‪ .‬الطبعػة الثامنػة؛ القػاىرة ‪ :‬دار‬
‫المعارؼ‪ُُٗٗ. ،‬‬
‫ّ‪ -‬سكزاف احمد ابك ريو ‪ :‬االنساف كالبيئة كالمجتمع ‪،‬دار المعرفة الجامعية ‪،‬‬
‫االسكندرية ‪ ، ُٗٗٗ ،‬ص ص ُّْ‪. ُْْ-‬‬
‫ْ‪ -‬عمى أحمد عمى ‪ .‬أسس العمكـ السمككية كالنفسية ‪ .‬القاىرة‪ :‬مكتبة عيف‬
‫شمس‪ ،‬بدكف تاريخ‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬حسف محمد خير الديف كآخركف ‪ .‬العمكـ السؿ ككية‪ .‬القاىرة ‪ :‬مكتبػة عيف‬
‫شمس‪ُٕٗٗ. ،‬‬
‫ٔ‪ -‬حمد عزت راجح ‪ .‬أصكؿ عمـ النفس‪ .‬الطبعة السابعة؛ القػاىرة ‪ :‬دار‬
‫الكتاب العربى‪ُٖٗٔ. ،‬‬
‫ٕ‪ -‬أحمد محمد عبد الخالؽ ‪ .‬األبعاد األساسي ة لمشخصية ‪ .‬اإلسكندرية‪ ،‬دار‬
‫المعرفة الجامعية‪ُٖٕٗ. ،‬‬

‫تـ االسترجاع الى ‪:‬‬


‫‪: https://mawdoo3.com/%D8%A8%D8%AD%D8%AB_%D8%B9%D9%‬‬
‫‪86_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D9%88%D9%83_%D8%A‬‬
‫_‪7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A‬‬
‫‪%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A6%D8%A9_%‬‬
‫‪D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D‬‬
‫‪8%B9%D9%8A%D8%A9‬‬

‫‪141‬‬

You might also like