Professional Documents
Culture Documents
20 Halaman Dulu
20 Halaman Dulu
20 Halaman Dulu
الحمد هلل الذي أنطق كعبا بذكر سعاد تفاؤال بها ففاز باالسعاد وسهل علي ه طري ق
الرشاد فجعله من اسعد العباد واشهد ان ال اله اال هللا وح ده ال ش ريك ل ه ش هادة
تنجي قائلها من هول يوم التناد واشهدان سيدنا محم دا عب ده ورس وله س يد العبي د
واالسياد صلى هللا وسلم عليه وعلى آله واص حابه اولى التوفي ق والس داد ال ذين
تأبدوا في محبته صلى هللا عليه وسلم ومزجوا بها االكباد .
اما بعد
فيقول راجي عفو ربه الكريم عبده الباجوري اب راهيم الزال محفوف ا بااللط اف
والنعم ومحفوظا من اآلفات والنقم -اعلم أن المدح رأس مال الشاعر الذي يع ول
عليه ومقصده الذى يرجع في التوسل لالمور اليه ولما لم يلق به صلى هللا علي ه
وسلم تعاطيه عوضه هللا سبحانه وتعالى بأن جعل الشعراء مطبقين على مدح ه بم ا
ال يدنو بشئ مم ا ه و في ه مس رعين الي ه مكب تين علي ه ح تى ش حنت ب ه ال دفاتر
ونفدت دون نفاده المحابر ثم ان من ابدع ما مدح به رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
قصيدة كعب التي كانت على ناظمها ابرك كعب المشهورة ببانت سعاد التي نال
بها قائلها القرب | من رب العباد وقد انشدت بين يديه صلى هللا عليه وس لم فن الت
اعلى المفاخر وقضت بالتقدم على ما لالول واآلخر ،وسبب هذه القصيدة ان كعب
بن زهير بن أبي سلمى بضم السين ربيعة بن رياح بكسر ال راء وفتح الي اء المثن اة
آخر الحروف ابن ادد بن طافح ة بن الي اس بن مض ر بن ن زار بن مع د بن ع دنان
كان من فحول شعراء العرب المجدين والمهرة المغلقين وكذلك اخوه بج ير لكن
ك ان كعب اش عر من بج ير وك ان زه ير ابوهم ا اش عر منهم ا وك ان لكعب ابن ان
شاعران جلیالن احدهما عقب ة واآلخ ر الع وام وم ا ك ان لهم ا نظ ير في الخ واص
والعوام وكان كعب ممن هجا الن بي ص لى هللا علي ه وس لم قب ل االس الم فلم ا فتح
النبي صلى هللا عليه وسلم مكة خرج ناس ه اربين ومن جملتهم كعب واخ وه بح ير
فخرجا من مكة ح تى اتي ا الى اب رق الع زاف بفتح العين المهمل ة وال زاى المش ددة
آخره فاء وهو رملة بالمجاز لبني سعد كذا قال السيوطي وق ال الش يخ الجم ل وه و
ماء لبني اسد بين المدينة والريزة على عشرين ميال من المدينة الشريفة وانما سمي
بذلك النه كان يسمع به عزيف الجن أى صوتهم فلما وصال لذلك المكان قال بج ير
لكعب اثبت في الغنم هنا حتى آتي هذا الرجل فاسمع كالم ه واع رف م ا عن ده ه ل
هو مما يستملح ويلوح صدقه فاتبعه ام ال فاتر که فأق ام كعب هن اك ومض ى بج ير
فأتى النبي صلى هللا عليه وسلم بالمدينة الشريفة فس مع كالم ه وآمن ب ه وأق ام عن د
النبي صلى هللا عليه وسلم فبلغ ذلك ألخيه كعب فشق علي ه اس الم بح ير فكتب الي ه
بهذه االبيات
اال بلغا عنى بجيرا رسالة فهل لك فيما قلت و يحك هل لكا
سماك بها المأمون كاساروية فانهلك المأمون منها وعلكا
ففارقت اسباب الهدى وتبعته على أى شئ ويب غيرك دلكا
علي مذهب لم تلف اما وال أبا عليه ولم تعرف عليه اخالكا
فان أنت لم تفعل فلست با سف وال قائل اما عثرت لعالكا
فقوله اال بلغا أصله بلغن بنون التوكيد قلبت الف ا ويص ح ان تك ون الف ه للتثني ة الن
العرب يخاطبون الواحد بخطاب االثنين وقوله فهل لك فيما قلت أي فه ل ل ك ارادة
فيما قلته من كلمة الشهادة وقول ه ويح ك كلم ة ت رحم تق ال فيمن وق ع في مهلك ة ال
يستحقها فترحم عليه بها بخالف ويلك فانها كلمة تقال لمن وقع في مهلك ة يس تحقها
وقوله هل لكا تأكيد لألولى وقوله سقاك بها أي بكلمة الشهادة التي دلت عليها قرينة
الح ال والب اء بمع نى من التبعيض ية والم أمون فاع ل وكأس ا مفع ول ب ه والم راد
بالمأمون النبي فقد كانت قريش تسميه المأمون واالمين فهو كما قيل ومليحة شهدت
لها ضراتها .والفضل ما شهدت ب ه االع داء والك أس الق دح اذا ك ان في ه الش راب
وروي ة أى مروي ة فعيل ة بمع نى مفعل ة وقول ه فانهل ك الم أمون منه ا اى فاس قاك
الم أمون من تل ك الك اس نهال والنه ل بالتحري ك الش رب األول وقول ه وعلك ا أى
واسقاك منها علال والعلل بالتحريك الشرب الثاني وقوله ففارقت اس باب اله دى أى
بسبب زعمه حينئذ و قوله وتبعته أى الم أمون وقول ه على أي ش يء متعل ق ب دلکا
بعده او بمحذوف أى دلك على أي شئ اى دلك على شئ ال ينفع وقوله ويب غيرك
أي هلكت هـالك غيرك فالويب بالواو الهالك وهو بالنصب على اضمار الفعل وقد
علمت ان الجار والمجرور متعلق بقوله دلك ا وقول ه على م ذهب متعل ق بمح ذوف
دل عليه متعلق قوله على أى شئ ويص ح العكس وقول ه لم تل ق أى لم تج د و قول ه
فان انت لم تفعل فلست بآسف أى فان انت لم تفعل ما قلته لك من الرج وع للم ذهب
الذي كان عليه ابوك وامك وعليه اخوك فلست ان ا بمتأس ف علي ك وقول ه وال قائ ل
اما عثرت لعالكا أي ولست انا بقائل ان عثرت انت لعالك أى ال ادعولك بالسالمة
من العثرة لغضي عليك فان لعالك كلمة دع اء للع اثر بالس المة من عثرن ه ق ال في
المختار وهو دعاء له بأن ينتعش انتهى فلما وقف بجير عليها اخبر بها النبي ص لى
هللا عليه وسلم فلما سمع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قوله سقاك بها المأمون قال
مأمون وهللا ثم قال من لقي كعبا فليقتله فاهد رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم دم ه
فكتب إليه اخوه بخير بهذه االبيات
من مبلغ كعبا فهل لك فى التي تلوم عليها باطال فهي احزم
الى هللا ال العزى وال الالت وحده فتنجو اذا كان النجاة فتسلم
لدى يوم ال ينجو وليس بمفلت من الناس االطاهر القلب مسلم
فدين زهير وهو الدین دینه و دین ابی سلمی علی محرم
فقوله من مبلغ ای ای شخص هو مبلغ فن لالستفهام وقوله فهل لك الخ أي فهل ل ك
ارادة في كلمة الشهادة التى تلوم عليها لوما باطال وقوله فهي احزم أي اضبط يق ال
ح زم ام ره اذا ض بطه وقول ه الى هللا اى ف ارجع من الض اللة الى االيم ان باهلل ال
االيمان بالالت والعزى وهما صنمان كانا يعبدان من دون هللا وقوله وحده حال من
هللا ای حال كونه وحده وقوله اذا كان النجاة اى اذا وجد س بيل النج اة في ال دنيا من
القتل وفي اآلخرة من ع ذاب هللا فتس لم في ال دارين وقول ه ل دى ي وم اى وقت ي وم
بترك التنوين وقوله وليس بمفلت يفتح الالم على انه اسم مفعول وقوله طاهر القلب
اى من الكفر وهـذا الشارة لكونه مسلما وقوله ف دين تزه ير مبت دا خ بره قول ه علي
محرم و قوله و هو الدین دینه ای هوال دين دينه هذا الكالم تعليل لقوله على محرم
وقوله ودين ابى سلمى عطف على المبتدا و كتب بع دها يخ بره ان الن بي ق د اه در
دمه وانه قتل رجاال ممن كانوا يهجونه و يؤذونه فان كان لك في نفسك حاجة فط ر
الیه ای ات له مسرعا فانه ال يرد احدا جاءه تائبا وال يطالب بما تق دم قب ل االس الم
فلما بلغه الكتاب اتى الى قبيلته مزينة لتج يره من رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم
فأبت ذلك فضاقت عليه االرض بما رحبت و اش فق على نفس ه فق ال ه ذه القص يدة
يمدح بها رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ثم خ رج ح تى وص ل المدين ة ف نزل على
رجل من جهينة ك انت بين ه وبين ه معرف ة وقي ل ان ذل ك الرج ل ه و على ابن ابی
طالب کرم هللا وجهه فأتى ب ه الى المس جد ثم اش ار إلى رس ول هللا ص لى هللا علي ه
وسلم فقال هذا رسول هللا فقم اليه واستأمنه فقام إلى رسول هللا صلى هللا عليه وس لم
حتى جلس بين يديه فوضع ي ده في ي ده وك ان رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم ال
يعرفه واما هو فعرفه صلى هللا عليه وسلم بالصفة التي وصفه له بها الناس فقال ي ا
رسول هللا ان كعب بن زهير قد جاء ليستأمنك تائبا مسلما فهل انت قابل منه ان ان ا
جئتك به؟ فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم :نعم فقال ي ا رس ول هللا ان ا كعب بن
زهير فقال الذي يقول ما قال ثم اقب ل على ابى بك ر يستنش ده الش عر فأنش ده و اب و
بكر سقاك بها المأمون كا ساروية البيت فقال كعب لم اقل هذا وانما قلت س قاك اب و
بكر بكأس روية وانهلك المأمون فقال رسول هللا صلى هللا علي ه وس لم م أمون وهللا
فوثب عليه رجل من االنصار فقال ي ا رس ول هللا دع نى و ع دو هللا اض رب عنق ه
فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم دعه عنك فقد جائنا تائبا نازع ا ای خارج ا من
الكفر النه اسلم ثم انش د القص يدة بين ي دى رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم وه و
يسمع وكان قد انشأ قبل قدومه المدينة وهو عند الغنم من ه ذه القص يدة ابيات ا ولم ا
وصل الى حضرته صلى هللا عليه وسلم وقبله وعفا عن ه انش اء تل ك القص يدة على
وجه آخر مبلغا لها الى سبع وخمسين بيتا وفي رواية ابي بكر ابن االنبارى انه لم ا
وصل إلى قوله
ان الرسول لنور يستضاء به مهند من سيوف هللا مسلول
القى عليه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بردته التي كانت عليه ولذا قال اهل العلم
هذه القصيدة هي التي حقها ان تسمى بالبردة الن المص طفى ص لى هللا علي ه وس لم
اعطى كعبا بردته الشريفة واما قص يدة البوص يري فحقه ا ان تس مى ب البرءة الن ه
كان اصابه داء الف الج فأبط ل نص فه واع ني األطب اء فلم ا نظمه ا رأى المص طفى
صلى هللا عليه وسلم فمسح بيده عليه ف برئ لوقت ه وق د ب ذل معاوي ة لكعب في ه ذه
البردة عشرة آالف من الدراهم فقال ما كنت ال وثر بثوب رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم احدا فالمات كعب بعث معاوية الى ورثته بعش رين الف ا من ال دراهم فأخ ذها
منهم قال وهي البردة التي عند السالطين الى اليوم وعند ابن قانع عن ابن المس يب
انها التي يلبسها الخلفاء في االعياد لكن قال الشامي وال وجود لها اآلن الن الظ اهر
انها فقدت في وقعة التتار وقد ذكر الترمذى فى طبقات النحاة ان بن دار االص فهاني
كان يحفظ تسعمائة قصيدة كل قصيد منها بانت سعاد وذكر الس يوطي منه ا عش رة
منها قول زهير والد كعب بانت سعاد
وامسی حبلها انقطعا وليت وصال لنا من حبلها رجعا
لكن المنصرف اليه اللفظ عند االطالق قصيدة كعب وقد طلب منى بعض
االخوان اصلح هللا لى ولهم الحال والشان كتابة حاشية عليها تسر الناظرين و يشهد
بفضلها فضالء المحصلين فأجبته لذلك وان لم اكن أهال لما هنال ك فج اءت حاش ية
شريفة بعبارات مستحسنة منيفة وسميتها ﺑـ
االسعاد على بانت سعاد
وهللا المسؤل في اكمالها وجعلها خالصة لوجهه ونافع ة من اعت نى به ا واتق دم قب ل
الشروع في المقصود مقدم ة في بي ان ت رتيب ه ذه القص يدة وابياته ا ال تي نس جت
عليها فنقول:
مقدمة
اعلم انه كان عادة أكثر شعراء العرب انهم اذا ارادوا قصيدة مدح افتتحوها ب الغزل
وهو المعبر عنه بالتشبيب وهوار بعة انواع
النوع االول :ذكر صفات المحب كالشغف والنحول والذبول والحزن واالرق ونحو
ذلك
النوع الثاني :ذكر صفات المحبوب التي هي اسباب المحب ة س واء ك انت حس ية او
معنوية فاالولى كحمرة الخد و رشاقه القد وما في معناهما والثانية كالجاللة والخفر
وهو الحياء والوقار يقال خفر اإلنسان خف را من ب اب تعب واالس م الخف ارة ب الفتح
كما في المصباح
النوع الثالث :ما يتعلق بالمحب والمحبوب جميعا من هج ر و ص د و وص ل وس لو
واعتذار و وفاء واخالف ونحو ذلك
النوع الرابع :ذكر ما يتعلق بالوشاة والعذال والرقباء ونح وهم والن اظم ق د اتى في
قصيدته قبل التخلص إلى المدح باالنواع االربعة فذكر النوع االول في البيت االول
حيث ذكر حال نفسه و ما احتراه بسبب الفراق بقوله بانت سعاد الخ ثم اخذ فى ذكر
الن وع الث اني في ال بيت الث اني حيث ذك ر م ا يتعل ق بمحبوبت ه فش بهها ب الظبي
الموصوف بحسن الصفات بقوله وما سعاد غ داة ال بين الخ ثم ذك ر ثغره ا وريقه ا
وشبهه ب الراح في ال بيت الث الث بقول ه تجل و ع وارض ذي ظلم الخ ثم ذك ر م زج
الراح بالماء واستطرد فوصف ذلك الماء ثم االبطح الذي اخذ من ه الم اء في ال بيت
الرابع بقوله شجت بذى ش بم الخ ثم اكم ل وص ف ذل ك االبطح في ال بيت الخ امس
بقول ه تنفى الري اح الق ذى عن ه الخ ثم اخ ذ في ذك ر الن وع الث الث ف ذكر اخالف
محبوبته للوعد وعدم قبولها النصح في البيت السادس بقوله أكرم به ا حل ة ل و انه ا
صدقت موعودها الخ ثم اكمل ذلك في البيت السابع بقوله لكنها خل ة الخ ثم وص فها
بالتلون فى الود في البيت الثامن بقوله فما تدوم على حال تكون به ا الخ ثم وص فها
بعدم الوفاء بالعهد في البيت التاسع بقوله وال تمسك بالعهد ال ذي زعمت الخ ثم اك د
ذلك فأخبر بأن ما تعده اماني ال حقيق ة له ا في ال بيت العاش ر بقول ه فال يغرن ك م ا
منت وما وعدت الخ ثم ضرب لها مواعي د عرق وب مثال فى ال بيت الح ادى عش ر
بقوله كانت مواعيد عرقوب لها مثال الخ ثم ذكر انه يرجوو يأم ل ان ت دنو مودته ا
في البيت الثاني عشر بقوله ارجو و آمل ان بدنو مودته ا الخ ثم ذك ر انه ا ص ارت
بأرض بعيدة في البيت الثالث عشر بقول ه امس ت س عاد ب ارض الخ تم ذك ر ان ه ال
يبلغه اليها االناقة صفتها كذا وكذا و اط ال في وص فها على ع ادة الع رب في ذل ك
من اول البيت الرابع عشر الى آخر البيت الثالث والثالثين فاستوفى عشرين بيتافى
وصفها ثم اخذ في ذكر النوع الرابع فذكر ح ال الوش اة في ال بيت الراب ع والثالثين
بقوله تسفى الوشاة واليه ا الخ واس تطرد في ذل ك الى آخ ر ال بيت الس ابع والثالثين
وهو قوله كل ابن أنتى وان طالت سالمته الخ ثم تخلص الى المقصود من القص يدة
وهو مدح المصطفى صلى هللا عليه وسلم في البيت الثامن والثالثين بقوله انبثت ان
رسول هللا اوعدنى الخ او استطرد في ذل ك إلى آخ ر ال بيت الم وفى خمس ين وه و
قوله ان الرسول لسيف يستضاء به الخ فاستوفى ثالثة عشر بيتا في مدحه صلى هللا
عليه وسلم ثم انتقل إلى ما هو بمنزلة التتمة والخاتمة وه و م دح المه اجرين بقول ه
فى البيت الح ادي والخمس ين في فتي ة من ق ريش الخ واس تطرد في ذل ك الى آخ ر
البيت السابع والخمسين وهو قوله ال يق ع الطعن اال في نح ورهم ال بيت وه و آخ ر
القصيدة النها اشتملت على سبعة و خمسين بيتا ولم يتع رض فيه ا لم دح االنص ار
النه وجد فى نفسه من الذي قال منهم يا رسول هللا دع ني وع دو هللا اض رب عنق ه
ويقال ان النبي صلى هللا عليه وسلم قال له بعد ذلك لو ذك رت االنص ار بخ ير ف ان
االنصار لذلك اهل فمدحهم بقصيدة أخرى مطلعها
من سره كرم الحياة فال يزل في مقنب من صالح االنصار
ورثوا المكارم كابرا عن كابر ان الخيار هم بنو االخيار
الى آخرها والحاصل ان هذه القصيدة ترج ع الى ثالث ة اقس ام الغ زل ويع بر عن ه
بالتشبيب ثم مدح النبي صلى هللا عليه وسلم وهو المقصود منها ثم مدح المه اجرين
فاستطرد في الغزل الى آخرا البيت السابع والثالثين وتخلص الى مدح النبي ص لى
هللا عليه وسلم من البيت الثامن والثالثين الى البيت الموفى خمسين وانتقل الى مدح
المهاجرين من البيت الحادي والخمسين الى آخرها
واعلم ان هذه القص يدة من بح ر البس يط و اج زاؤه مس تفعلن فاع ل مس تفعلن فعلن
مرتين كما قال القائل
ان البسيط لديه يبسط االمل مستفعلن فاعل مستفعلن فعل
وهذا أوان الشروع في المقصود بع ون المل ك المعب ود ف أقول وباهلل التوفي ق الق وم
طریق
قول االمام الجليل صاحب رسول هللا صلى هللا علي ه وس لم كعب بن زه ير رض ى
هللا تعالى عنه ونفعنا ببركاته آمين
باَنْت ُسعاُد َفَقْلبي الَيْو َم َم ْتبوُل ُ م َتَّيٌم إْثَر ها لم ُيَفْد َم ْك بوُل
لما ك ان مب نى ابت داء ه ذه القص يدة على الغ زل والتش بيب جري ا على ع ادة اك ثر
الشعراء في ابتداء قصائد المدح بمث ل ذل ك كم ا تق دم ذك ره في المقدم ة وك ان من
جملة الغ زل والتش بيب ذك ر ص فات المحب كالش غف ونح وه ص در كالم ه ب ذكر
الفراق ليرتب عليه ما يأتي من لوازم المحبة وعوارضها وال شك ان ف راق االحب ة
من اشد اآلالم واعظم االحزان فلذا قال بانت سعاد الخ
و معنی بانت فارقت فراقا بعید ا يقال ب ان ي بين كب اع ي بيع بين ا وبينون ة اذا ف ارق
فراقا بعيدا فالبين الفراق البعيد ويقال للوص ل ايض ا فه و من االض داد ومن ه قول ه
تعالى لقد تقطع بينكم بالرفع أي وصلكم وه و في ع رف الش رع اس م للطالق غ ير
الرجعي وعلم مما تقرران بان هنا بمعنى فارق ال بمع نى ظه ر كم ا في قول ه ب أن
امر االله واختلف الناس فداع الى ضالل وهاد
وسعاد فاعل بانت وهو اسم لمحبوبته ال تي ب ني مطل ع القص يدة على التغ زل فيه ا
والتشبيب بها كم ا ك ان مجن ون ليلى يتش بب بليلى وكث ير ع زة يتش بب بع زة وذو
الرم ة يتش بب بمى وقيس يتش بب بلبن ا الى غ يرهم من المتش بيين في الجاهلي ة
واالسالم فان قبل كيف ساغ له ان يتغزل بامرأة في قصيدة انش دها بين ي دى الن بي
صلى هللا علي ه وس لم م ع ان التغ زل ممتن ع أجيب بأن ه ج رى في ذل ك على ع ادة
العرب في اشعارها من ابتدائها ب التغزل والتش بيب م ع ق رب عه ده باالس الم وق د
نص العلماء رض ى هللا عنهم على ان ه انم ا يمتن ع التغ زل اذا ك ان بش خص معين
رجال كان او امرأة اجنبية بخالف ما اذا ك ان بغ ير معين او بحليلت ه فان ه ال يمتن ع
ويدل على جوازه سماع النبي صلى هللا عليه وس لم و اف راره علي ه فيحتم ل ان ه لم
يقصد ب ذلك .ام رأة معين ة المس اجرت ب ه ع ادة غ الب الش عراء من انهم يفتتح ون
قصائدهم بالتغزل في محبوب غير معين بل وان لم يكن حب بالكلية يقصدون بذلك
تمليح الكالم وتحسينه الن طباعهم تميل للعشق والتغزل فيه ويحتمل انه قصد امرأة
معينة كانت حليلته وبانت عنه فتغزل فيها فقد قال في شرح المواهب قال الروي اني
في البحر هي امرأته طالت غيبته عنها لهروبه من النبي صلى هللا عليه وسلم فذكر
ما في هذه القصيدة لذلك و به جزم البرهان على ان محبتهم كانت غير مقض ية الى
القبيح وهلل در القائل حيث يقول
انزه في روض المحاسن مقلتي وامنع نفسى ان تنال محرما
ولهذاهلك كثير من المتيمين في عشق من احب وه ص برا عن الوص ال وص يانة من
النساء وعفة من الرجال وقد قيل لرجل من بني عذرة ما بال الرجل منكم يموت في
هوى امرأة فقال ألن فى نسائنا جماال وفى رجا لنا عفة
وقد نص العلماء رض ى هللا عنهم أن الميت عش قا ش هيد تح ديث من عش ق فص بر
فعف فكتم فمات فهو شهید وان كان الحديث فيه ضعف والى هذا المعنى اش ار اب و
القاسم القشيري بقوله
ان المحب اذا توفى صابرا كانت منازله مع الشهداء
لكن يبعد احتمال كونها زوجته السياق اآلتي حيث وصفها باخالف الوعد وب التلون
الى غير ذلك والغاء في فقلبي للس ببية م ع العط ف بن اء على م ذهب الجمه ور من
جواز عطف االسمية على الفعلية ولمحض السببية بناء على مذهب غ ير الجمه ور
من عدم جواز ذلك ال لمجرد العطف فالفاء لها ثالث حاالت
االولى ان تكون للس ببية م ع العط ف كم ا في نح و قول ه تع الى فتلقى آدم من رب ه
كلمات فتاب عليه
الثانية ان تكون المحض السببية كما في نحو ان جئتني فأنا اكرمك
الثالثة ان تكون لمجرد العطف كما في نحو جاء ز يد فعمرو
وللقلب اربعة معان
اح دها اللهم الص نوبرى الش كل اى ال ذي ش كله على ش كل الص نوبر بحيث يك ون
غليظ االعلى دقيق االس فل كقم ع الس كر كم ا ه و مش اهد فى نح و قلب الخ اروف
ومحله من البدن الجانب االيسر من الصدر ق ال بعض هم وه ذا ه و الس ر في ك ون
الطائف يجعل البيت عن يساره ومن هذا المعنى قوله تعالى وختم على سمعه وقلبه
ثانيها العقل ومنه قوله تعالى ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب
ثالثها خالص كل شئ ومنه الحديث لكل شئ قلب وقلب القرآن يس
رابعها المعنى المصدرى النه يقال قلبه قلبا
والمراد به هذا المعنى االول النه هو الذى يكون متبوال ای س قيما ض عیفا و يص ح
ان يراد المعنى الثاني ويكون المراد من كون ه متب وال ك ون العق ل ض عيفا ويك ون
المع نى حينئ ذ ان ه انتهى ب ه الحب الى الول ه والهي ام بحيث اخت ل عقل ه فص ار
كالمجنون الهايم على وجهه ال يدرى اين يتوجه وهذا موافق لما يقول ه االطب اء من
ان العشق نوع من الماخوليا حتى قال بعضهم:
قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم الحب اعظم مما بالمجانين
العشق ال يستفيق الدهر صاحبه وانما يصرع المجنون في الحين
وانما سمي القلب قلبا لتقلبه في االمور ولتقليب هللا ل ه كم ا في الح ديث القل وب بين
اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء
وقوله اليوم ظرف لما بعده قدم عليه الفادة الحصر فكونه متب وال انم ا حص ل زمن
فراقها ال قبله والمراد باليوم هنا مطلق الزمان كما في قوله تع الى وآت وا حق ه ي وم
حصاده اى زمنه و يطلق علی مقابل الليل ومنه قوله تعالى سخرها عليهم سبع ليال
وثمانية ايام وعلى مدة القتال نحو قوله تعالى و يوم حنين اذا عجبتكم كثرتكم وعلى
الدولة ومنه قوله تعالى وتلك االيام نداولها بين الناس
وقوله متبول بتقديم الفوقية على الموحدة من تبل ه الحب يتبل ه من ب اب قت ل اس قمه
واضناء واضعفه وفي نسخة مبتول بتق ديم الموح دة على المثن اة الفوقي ة من البت ل
وهو القطع ومنه قوله تعالى وتبتل اليه تب تيال اى انقط ع الي ه انقطاع ا ك امال ومن ه
البتول للزهراء النقطاعها عن الدنيا بأنواعها وعلى كل فهو خبر اول و قول ه م تيم
خبر ثان عند من اجاز تعدد الخبر واما عند من منعه فهو خ بر عن مبت دا مح ذوف
اوصفة لمتبول عند من جوز وصف الص فة وه و بتش ديد الي اء المفتوح ة من تيم ه
الحب يع ني اس تعبده واذل ه اذ لمحب في جن اب الح بيب كالعب د اللهيب في مق ام
اإلطاعة في كل ساعة ومذلل محقر م أمور منق اد اذا العبودي ة تس تلزم ذل ك وقول ه
اثره ا بكس ر الهم زة وس كون المثلث ة ويق ال في ه اث ر بفتح تين وه و مح ل المش ي
وموضع الق دم من االرض وه و ظ رف لم تيم او ح ال من ض ميره فيتعل ق بك ون
محذوف أي حالة كون ه كائن ا اثره ا وال يحس ن تعليق ه بمتب ول وال كون ه ح اال من
ضميره للبعد اللفظي والمعنوى وجملة قوله لم يعد خبر ث الث ان قلن ا بتع دد الخ بر
مختلفا باإلفراد والجملة فيكون من قبيل االخبار بالجملة بعد االخبار بالمفرد ويصح
ان تكون صفة لمتيم ومعنى لم يفد لم يقع له فداء من اسره الذي وقع في ه ام ا لكون ه
لم يجد من يفديه واما لكونه لم يختر الفداء بل كان اسر المحبة احب اليه وي روى لم
يشف بدل لم يف د يمع نى ان ه لم يحص ل ل ه ش فاء من مرض ه وس قمه ويك ون ذل ك
مرتبطا بقوله متبول ال يقوله متيم
وقوله مكبول خبر رابع وهو يفتح الميم وسكون الك اف وض م الب اء بع دها واو في
آخره الم بمعنى القيد يقال كبل االسير بالتخفيف وكبله بالتشديد اذا وضع في رجل ه
الكبل .يفتح الكاف وقد تكسر مع سكون الباء في ه م ا وه و القي د قي ل مطلق ا وقي ل
الضخم وقبل اعظم ما يكون من القيود أو بمعنى المسجون يق ال كبل ه ب التخفيف اذا
حبسه في سجن أو غيره فهو محتم ل المعن يين و حاص ل مع نى ال بيت ان ه فارقت ه
محبوبته فسبب فراقها صار قلبه في غاي ة الض نا والس قم وال ذل واالس ر والقي د او
السجن ال يجد له هربا من االسر وال فكاكا من القيد او السجن
ِإاّل َأَغُّن َغ ضيُض الَطرِف
َو ما ُسعاُد َغ داَة الَبيِن ِإذ َرَح لوا
كحوُلشرع في ذكر وصف محبوبت ه ال تي
لماذكر حال نفسه وما اعقبه الفراق منَم الضنا
يهواها وما اشتملت عليه من المحاسن فشبهها بظبي موصوف بأحسن الص فات من
الغنة في الصوت وغض الطرف والكحل فلذا قال وما سعاد الخ
فالبيت االول يشير الى كمال احتياج المحب الى المحبوب
والثاني يومى الى كمال استغناء المحبوب في مقام المطلوب والواو عاطف ة للجمل ة
االسمية على الجملة الفعلية السابقة وهي بانت س عاد ال على الجمل ة االس مية ال تي
بعدها وهي فقلبي الخ الن هذه ال تناسب تلك في التسبب عن البينونة
وما نافية ملغاة ال عم ل له ا ح تى عن د الحج از بين التتق اض النفي ب اال فق د انتفى
شرط عملها عندهم و هو بقاء النفي
فسعاد مبتدا وليس اسما لما التتقاض النفي باال كما علت وسعاد هى محبوبت ه ال تي
تقدم ذكرها في البيت االول فالمقام لالضمار بأن يق ول وم ا هي لكن ه اق ام الظ اهر
مقام المضمر اذ اذا بذكرها وهلل در القائل حيث يقول
يا من اذا ذكر اسمه في مجلس لذا الحديث به وطاب المجلس
و یعزی لسیدى على وفا رضي هللا عنه
ان شئت تذكر لي الحبيب فهات من اجل ذاك حببت الحانات
ال تحسبن اني نسيت وانما ذكر الحبيب يضاعف اللذات
وغداة ظرف زمان و هى اسم لمقابل العشى قال تعالى يدعون ربهم بالغداة
والعشي وقد يراد بها مطلق الزمان كما تقدم نظيره فى اليوم وكالمه في البيت
يحتملهما والعامل فيها ما يفيد التشبيه فى قوله اال اغن فان المعنى على التشبيه كما
سياتي والتقدير اال كظبي اغن فالمعنى هي شبيهة بالظبي االغن في غداة البين كذا
قال بعضهم لكن قال ابن هشام فان قلت الحرف الحامل للتشبيه يقدر بعد اال وما
بعد اال ال يحمل فيما قبلها اذا كان فعال مذكورا باالجماع فما ظنك اذا كان حرفا
محذوفا قلت المخلص من ذلك ان يقدر حرف التشيه قبل اال وقبل الظرف أيضا
والتقدير وما كسعاد فى هذا الوقت اال ظبي اغن ثم قال فان قلت هذا عكس المعنى
المراد قلت بل هو محصل للمعنى المراد على وجه ابلغ وذلك انهم اذا بالغوا في
التشبيه عكسوه في علوا المشبه اصال و المشبه به فرحا و في ذلك من المبالغة ما
الخفاء به والبين مضاف اليه وهو مصدر بان بمعنى فارق كما تقدم وأل فيه للعهد
واذ ظرف لما مضى من الزمان وهو محتمل لثالثة اوجه :
االول وهو الظاهر ان يكون بدال من غداة البين كما في قوله تعالى
والثاني ان يكون ظرفا ثانيا ال بدال من الظرف االول
والثالث ان يكون ظرفا اللبين
وجملة قوله رحلوا في وضع خفض بإضافة اذا ليها وانم ا اتى بض مير الجم ع ام ا
لقصد تعظيمه ا وام ا لالش ارة الى انه ا رحلت م ع قومه ا وفي نس خة رحلت وهى
ظاهرة
وانما خص غداة البين و وقت الرحيل بالذكر مبالغة في حسنها فان الشخص يك ون
في ارث حالة بعد مفارقة الحبيب وتوديع الصديق مع ما ينضم إلى ذل ك من الت أثر
بفراق الوطن عند الرحيل
وايضا فيه اشارة الى انها مخدرة ال ترى االعن د الرحي ل الفض ائه الى ال بروز من
الخباء فعند ذلك وقع بصره عليها
واالحرف ايجاب للنفى فهي اداة حصر ال عمل لها
وا غن صفة لمحذوف أى االظبي اغن وهو خبر سعاد
والمعنى على التشبيه أى اال كظبي اغن وليس صفة لسعاد واال لقال غناء
واالغن الذي في صوته غنة وهي صوت لذيذ يخرج من اقص ى االن ف و ش به ب ه
صوت الرياح في االشجار الملتفة ولذلك قيل روضة غناء
وقد جاء فى وصف سيدنا الحسين رضی هللا تع الى عن ه ان ه ك ان فى ص وته غن ة
حسنة وامر الصوت عجيب فكم ا يق ع العش ق بواس طة النظ ر ك ذلك يق ع بواس طة
الصوت
فقد قيل اسباب المحبة ثالثة اشياء رؤي ة ص ورة او س ماع نغم ة او س ماع وص ف
وهو انواع منه ما يسر و يهيج حتى يرقص و يقلق ومنه م ا يبكى ومن ه م ا ي ورث
الغشى ويزيل العقل ومن ه م ا تق وم ب ه الص بيان وتس تخرج ب ه الحي ة من جحره ا
وتسقى الدواب بالص غير وتص فى باذانه ا اذا غ نى له ا المك ارى وتزي د االب ل في
مشيها اذا حدى لها الحادى
وغض يض الط رف ص فة ثاني ة المح ذوف ال ذي تق دم تق ديره وغض يض بمع نى
مغضوض كقتيل بمعنی مقتول .
والط رف بس كون ال راء معن اه البص ر والم راد ب ه هن ا العين وغض الط رف في
االصل ترك التحديق واستيفاء النظ ر اقص د الك ف عن التأم ل حي اء من هللا او من
الناس | ومنه قوله تعالى قل المؤمنين يغضوا من ابصارهم اى يكف وا عم ا ال يح ل
لهم النظر اليه وهو في البيت يحتمل امرين احدهما كسر الجفون وفتوره ا والث اني
الحياء و الخفر و كالهما مما يمدح به اما االول فالنه من صفات الحس ن والجم ال
اذا لنف وس تمي ل الى ذل ك في الغ الب وت رغب الي ه ولم ت زل الش عراء في الق ديم
والحديث تتغزل في ذلك واما الثاني فالنه يمدح عقال و شرعا ومكحول صفة ثالث ة
لذلك المحذوف والمراد مكحول الطرق ففي ه الح ذف من الث اني لدالل ة األول الن .
المكحول في الحقيقة هو الطرف والمتبادر انه من الكمل بفتحتين وهو س واد يعلم و
العين من غ يرا كتح ال وذل ك من ص فات الجم ال الن ه مم ا يستحس ن وتمي ل الي ه
النفوس وقد جاء فى وصفه ص لى هللا علي ه وس لم في عين ه كح ل ويحتم ل ان ه من
الكول يض م فس كون الن االكتح ال ب ه يكس و العين س واد الس كن يظه ر ان ه يري د
انضمام ذلك الى الكمل الخلقي ال منفردا عن ه وااللك ان نقص افى الحس ن وحاص ل
مع نى ال بيت ان س عاد في وقت الف راق ال ذي ه و وقت الرحي ل ش بيهة ب الظبي
الموصوف بثالث صفات مستحسنة
األولى الغنة في الصوت وهو مما يستلذ بسماعها
والثانية غض الطرف وهو من صفات الجمال
والثالثة الكحل وهو من صفات الجمال ايضا وانما خص التشبيه بالظبي جري ا على
عادة العرب في التشبيه بالظباء لمخ الطتهم له ا بواس طة س كناها الغل وات وبط ون
األودية اذ كل احد انما يشبه بما يألفه ويستقر في خزانة خياله
واعلم ان تشبيه اآلدمى بالظباء انم ا ه و من حيث استحس انها من جنس ال وحش ال
من حيث انها احسن من اآلدمي في نفس االمر واال ف االدمى احس ن ق ال هللا تع الى
لقد خلقنا االنسان في احسن تقويم وقال عز وجل وصوركم فأحسن ص وركم وله ذا
قال الفقهاء رض ي هللا عنهم ل و ق ال لزوجت ه ان لم تك وني احس ن من القم ر ف أنت
طالق لم تطلق وان كانت زنجية