Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 138

‫جامعة الجزائر‪30‬‬

‫كلية علوم اإلعالم و االتصال‬


‫قسم علوم اإلعالم‬

‫مطبوعة بيداغوجية في مقياس االتجاهات البحثية الحديثة في‬


‫بحوث الصحافة‬

‫ماستر‪ : 1‬تخصص الصحافة املطبوعة و االلكترونية‬

‫اعداد ‪:‬‬
‫الدكتورة ‪ :‬وهيبة بوزيفي‬
‫الرتبة‪ :‬أستاذة محاضرة أ‬

‫السنة الجامعية ‪0300-0301 :‬‬

‫‪1‬‬
‫برنامج محاضرات مقياس االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث الصحافة‬

‫املحوراألول ‪ :‬مدخل تمهيدي حول بحوث الصحافة و اتجاهاتها البحثية‬


‫املحاضرة ‪ : 31‬تعريف بحوث الصحافة و أنواعها‬
‫‪ -1‬تعريف بحوث الصحافة‬
‫‪ -2‬نشأة و تطور بحوث الصحافة‬
‫‪ -3‬وظائف بحوث الصحافة و أهدافها‬
‫‪ -4‬أنواع بحوث الصحافة‬
‫املحاضرة ‪ : 30‬املعالم الرئيسية في االتجاهات البحثية في بحوث الصحافة‬
‫‪ -1‬تعريف االتجاه البحثي في بحوث الصحافة‬
‫‪ -0‬املدارس الصحفية املهتمة باالتجاهات البحثية لبحوث الصحافة‬
‫‪ -0‬املجاالت البحثية األساسية في بحوث الصحافة ( التنظير لواقع الدراسات الصحفية في‬
‫مناطق عديدة ‪ ،‬الصحافة املقارنة ‪ ،‬البحوث الثقافية و البينية ‪ ،‬بحوث تأثير العوملة و‬
‫االنترنت ‪ ،‬بحوث الصحافة اإللكترونية ‪ ،‬الصحافة البديلة ‪ ،‬صحافة البيانات و‬
‫الصحافة االستقصائية و الصحافة املتأنية ‪،‬بحوث املقاوالتية الصحفية )‬

‫املحور الثاني‪ :‬االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث الصحافة املطبوعة‬


‫و االلكترونية‬
‫املحاضرة ‪ : 30‬مدخل تمهيدي حول تطور االتجاهات البحثية في بحوث الصحافة‬
‫و مراحلها ‪:‬‬
‫‪ -1‬العوامل التي أدت إلى ظهور اتجاهات بحثية حديثة في بحوث الصحافة‬
‫‪ -2‬أهمية تطوير االتجاهات البحثية في بحوث الصحافة‬
‫‪ -3‬املراحل التي مرت بها االتجاهات البحثية الجديدة في بحوث الصحافة املطبوعة‬
‫‪ -4‬املراحل التي مرت بها االتجاهات البحثية الجديدة في بحوث الصحافة االلكترونية‬

‫املحورالثالث ‪ :‬االتجاهات البحثية الحديثة في نظريات بحوث الصحافة‬


‫‪2‬‬
‫املحاضرة ‪ : 30‬السياق الجديد لبحوث نظرية حارس البوابة‬
‫‪ -1‬نظرية حارس البوابة " ‪ " Gate keeper / Gatekeeping‬في البيئة االعالمية التقليدية‬
‫‪ -0‬السياق الجديد لنظرية حارس البوابة و االتجاهات البحثية الحديثة حولها‬
‫‪ -0‬أنواع االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث حارس البوابة‪:‬‬
‫أ‪ -‬االتجاه الذي بحث في امكانية تطبيق هذه النظرية في البيئة االعالمية الجديدة‬
‫ب‪ -‬االتجاه البحثي الذي اهتم بالتغيرات و التطورات التي طرأت على األدوار الوظيفية‬
‫لحارس البوابة في الصحافة املطبوعة و االلكترونية‬
‫ت‪ -‬االتجاه البحثي الذي اهتم بحارس البوابة في الصحافة املطبوعة‬
‫ث‪ -‬االتجاه البحثي الذي اهتم بحارس البوابة في الصحافة االلكترونية‬
‫ج‪ -‬االتجاه البحثي الذي اهتم بإجراء دراسة مقارنة بين حراسة البوابة في البيئة االعالمية‬
‫التقليدية و االلكترونية‬
‫ح‪ -‬االتجاه البحثي الذي اهتم باملعايير املهنية و األخالقية للقائم باالتصال املنهي في‬
‫الصحافة املطبوعة أو االلكترونية أو كالهما معا‬

‫املحاضرة ‪ : 5‬املتغيرات الجديدة في بحوث نظرية جدول األعمال ( األجندة ‪،‬ترتيب‬


‫األولويات ) ( ‪: ) Agenda Setting‬‬
‫‪ -1‬نظرية ترتيب األولويات و األجندة في البيئة اإلعالمية التقليدية‬
‫‪ -2‬املتغيرات الجديدة في بحوث نظرية األجندة و اتجاهاتها البحثية‬
‫‪ -0‬أنواع االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث وضع األجندة ‪:‬‬
‫أ‪ -‬االتجاه الذي بحث في امكانية تطبيق هذه النظرية في البيئة االعالمية الجديدة‬
‫ب‪ -‬اتجاه بحث في أجندة وسائل االعالم ‪Media Agenda Setting‬‬
‫ت‪ -‬اتجاه بحث في األجندة اإللكترونية ( ‪) Online Agenda Setting‬‬
‫ث‪ -‬االتجاه الذي بحث في تأثيرات أجندة وسائل اإلعالم‬
‫ج‪ -‬اتجاه بحث في وضع أجندة الجمهور ( ترتيب أجندة الجمهور لالهتمام بالقضايا)‬
‫ح‪ -‬اتجاه بحث في بناء األجندة اإللكترونية ( ‪ ) Online Agenda-Building‬من قبل الجمهور‬
‫خ‪ -‬اتجاه بحث في دمج األجندة " ‪" Agenda Melding‬‬
‫د‪ -‬اتجاه بحث في وضع أجندة وسائل اإلعالم و الجمهور معا‬
‫‪3‬‬
‫ذ‪ -‬اتجاه بحث في تصفح أو تزلج األجندة ‪Agenda Surfing‬‬
‫ر‪ -‬اتجاه بحث في العوامل و املتغيرات املؤثرة في وضع األولويات ‪:‬‬

‫املحاضرة ‪ : 30‬االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث ادارة املؤسسات الصحفية‬


‫و الصحافة االلكترونية و اقتصادياتهما ‪:‬‬
‫و‬ ‫‪ -1‬تعريف بحوث ادارة املؤسسات الصحفية و الصحافة االلكترونية‬
‫اقتصادياتهما‬
‫‪ -0‬العوامل التي أدت إلى االهتمام ببحوث ادارة املؤسسات الصحفية و الصحافة‬
‫االلكترونية و اقتصادياتها‬
‫‪ -0‬أنواع االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث ادارة املؤسسات الصحفية‬
‫و الصحافة االلكترونية و اقتصادياتها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬االتجاه البحثي الذي اهتم بإدارة املؤسسات الصحفية و ملكيتها‬
‫ب‪ -‬اتجاه بحث في ادارة التحرير و عالقته باألداء االعالمي في املؤسسات الصحفية‬
‫ت‪ -‬االتجاه البحثي الذي اهتم باقتصاديات مؤسسة صحفية‬
‫ث‪ -‬اتجاه بحث في موضوع تكاليف الصناعة الصحفية‬
‫ج‪ -‬اتجاه بحث في التوزيع الصحفي‬
‫ح‪ -‬اتجاه بحث في االشهار الصحفي كمصدر رئيس ي للصحف يحقق لها توازنها املالي‬
‫خ‪ -‬اتجاه بحث في التمويل االشهاري و عالقته باألداء الصحفي‬
‫د‪ -‬اتجاه بحثي اهتم باقتصاديات الصحافة االلكترونية و اداراتها‬
‫ذ‪ -‬اتجاه بحثي اهتم بالتجديد في مصادر تمويل الصحف الورقية و االلكترونية‬

‫املحور الخامس‪ :‬االتجاهات البحثية الحديثة في عالقة التكنولوجيا بالصحافة و‬


‫تأثيراتها‬
‫املحاضرة ‪ : 30‬االتجاهات البحثية الحديثة في تأثير التكنولوجيا و االنترنت على‬
‫الصحافة ( كصناعة و ممارسة مهنية )‬
‫و‬ ‫‪ -1‬تعريف بحوث تكنولوجيا املعلومات و االتصال و عالقتها بالصحافة املطبوعة‬
‫االلكترونية‬

‫‪4‬‬
‫‪ -2‬العوامل التي أدت الى ظهور هذا االتجاه البحثي‬
‫و‬ ‫‪ -0‬أهم االتجاهات البحثية في بحوث تكنولوجيا املعلومات و االتصال‬
‫عالقتها بالصحافة املطبوعة و االلكترونية‪:‬‬
‫أ‪ -‬اتجاه بحثي اهتم بواقع استخدام تكنولوجيا املعلومات و االتصال في العمل الصحفي‬
‫التقليدي‬
‫ب‪ -‬اتجاه بحث في تأثيرات التكنولوجيا على الصحافة شكال و مضمونا‪ ( :‬التحرير الصحفي و‬
‫اإلخراج الفني )‬
‫ت‪ -‬اتجاه بحث في موضوع التكنولوجيا الحديثة للطباعة و دورها في تطوير الصحافة‬
‫املكتوبة‬
‫ث‪ -‬اتجاه بحث في االستخدامات الصحفية للهاتف الذكي و دوره في تطوير املمارسة املهنية‬
‫( صحافة املوبايل )‬
‫ج‪ -‬اتجاه بحث في االستخدامات الصحفية لالنترنت و اسهاماتها في تطوير الصحافة‬
‫املكتوبة‬
‫ح‪ -‬اتجاه بحثي اهتم بتأثير التكنولوجيا على الصحافة االلكترونية‬

‫املحاضرة ‪ : 30‬االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث الصحافة االلكترونية‪:‬‬


‫‪ -1‬تعريف بحوث الصحافة االلكترونية‬
‫‪ -0‬العوامل التي أدت الى ظهور هذا االتجاه البحثي‬
‫‪ -0‬أنواع تيارات البحوث الحديثة في مجال الصحافة االلكترونية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اتجاه بحث في الصحافة االلكترونية كوسيلة اعالمية جديدة‬
‫ب‪ -‬اتجاه اهتم بخاصية التفاعلية في مواقع الصحف الورقية و االلكترونية‬
‫ت‪ -‬اتجاه بحثي في موضوع الوسائط املتعددة في الصحافة االلكترونية‬
‫ث‪ -‬اهتمام الباحثين بدراسة عملية تصميم و اخراج الصحف االلكترونية‬
‫ج‪ -‬اتجاه بحث في األنواع الصحفية في الصحافة االلكترونية‬
‫ح‪ -‬اتجاه بحث في مصداقية الصحافة االلكترونية‬
‫خ‪ -‬اتجاه بحثي اهتم بموضوع التشريعات و القوانين االعالمية و أخالقيات الصحافة‬
‫االلكترونية‬

‫‪5‬‬
‫د‪ -‬التوجهات البحثية في بحوث مقارنة الصحافة االلكترونية مع الصحافة املطبوعة‬

‫املحور ‪ : 30‬االتجاهات الجديدة في بحوث الصحافة البديلة ( الصحافة التشاركية‬


‫‪ ،‬صحافة البلوغر‪ ،‬صحافة املواطن )‬

‫(‬ ‫املحاضرة ‪ :30‬االتجاهات البحثية في دراسات الصحافة البديلة‬


‫صحافة املواطن نموذجا )‬
‫‪ -1‬تعريف بحوث الصحافة البديلة ( صحافة املواطن نموذجا )‬
‫‪ -0‬العوامل التي أدت إلى ظهور هذا االتجاه‬
‫‪ -0‬أهم املجاالت البحثية في بحوث صحافة املواطن‪:‬‬
‫أ‪ -‬اتجاه بحث في صحافة املواطن كظاهرة جديدة‬
‫ب‪ -‬اتجاه بحث في عالقة صحافة املواطن بوسائل اإلعالم التقليدية و منها الصحافة‬
‫ت‪ -‬اتجاه بحثي اهتم بالعالقة بين صحافة املواطن و الهوية املهنية للصحفي‬
‫و‬ ‫ث‪ -‬اتجاه بحث في صحافة املواطن كمصدر للمعلومات و األخبار‬
‫مصداقيتها‬
‫ج‪ -‬اتجاه اهتم بقواعد العمل الصحفي و أخالقيات املهنة في صحافة املواطن‬
‫و‬ ‫ح‪ -‬اتجاه بحثي في مجال صحافة املواطن و إعادة تشكيل العالقة بين املرسل‬
‫املستقبل و مفهوم الجمهور‬
‫خ‪ -‬اتجاه بحثي اهتم بأوجه تأثير صحافة املواطن‬
‫د‪ -‬اتجاه بحث في عالقة صحافة املواطن بالصحافة االلكترونية‬
‫و‬ ‫املحاضرة ‪ :13‬االتجاهات البحثية حول جمهور الصحافة املطبوعة‬
‫االلكترونية‬
‫‪ -1‬تعريف بحوث املتلقي للمادة الصحفية‬
‫‪ -0‬الدوافع التي أدت إلى ظهور اتجاهات بحثية حديثة في بحوث املتلقي‬
‫‪ -0‬أنواع االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث جمهور الصحافة بنوعيها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬بحوث استخدامات و اشباعات جمهور الصحافة االلكترونية و اتجاهاتهم نحوها‬
‫ب‪ -‬اتجاه اهتم بالبحث في موضوع اتجاهات الجمهور نحو الصحافة االلكترونية‬

‫‪6‬‬
‫ت‪ -‬تيار البحث في انعكاسات استخدام الصحافة اإللكترونية على مقروئية الصحف الورقية‬
‫ث‪ -‬الجمهور املتفاعل في الصحافة االلكترونية‬
‫ج‪ -‬بحوث تأثير شكل محتوى الصحافة االلكترونية على الجمهور‬
‫ح‪ -‬اتجاه بحث في اجراء مقارنة بين جمهور الصحافة املطبوعة و االلكترونية‬

‫و‬ ‫املحور‪ : 30‬االتجاهات الجديدة في بحوث الصحافة من حيث املناهج العلمية‬


‫أدوات البحث و عينته‬

‫و‬ ‫املحاضرة ‪ :11‬االتجاهات البحثية الحديثة في مناهج و أدوات البحث العلمي‬


‫عينته في بحوث الصحافة اإللكترونية‬

‫‪ -1‬التيارات البحثية في املناهج العلمية لبحوث الصحافة اإللكترونية و اشكالياتها‬


‫املنهجية ‪ :‬املنهج املسحي ‪ ،‬التاريخي و املنهج املختلط‬
‫‪ -0‬التيارات البحثية في أدوات بحوث الصحافة االلكترونية و اشكالياتها املنهجية‬
‫الجديدة ‪ :‬االستبيان اإللكتروني ‪ ،‬تحليل املحتوى الرقمي ‪ ،‬تحليل الشبكات أو تحليل‬
‫شبكة الروابط ( ‪ ، ) Hyperlink Network analysis‬تقنية الواب أو تحليالت الويب‬
‫" ‪ ، "’Analyse du Web‬املجموعات البؤرية اإللكترونية ( ‪ : ) E-focus groups‬املقابلة‬
‫على الخط ‪ ،‬املالحظة اإللكترونية ‪.‬‬
‫‪ -0‬التيارات البحثية الحديثة في اختيار عينة بحوث الصحافة اإللكترونية و اشكالياتها‬
‫املنهجية‬

‫أهداف املقياس ‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -1‬استحضار الطالب ملعارفه السابقة حول بحوث الصحافة و أنواعها و املجاالت البحثية‬
‫التقليدية‪.‬‬
‫‪ -0‬وقوف الطالب عند االتجاهات و التيارات البحثية الجديدة في بحوث الصحافة املكتوبة‬
‫و اإللكترونية و أنواعها من حيث التوجهات املوضوعاتية ‪.‬‬
‫‪ -0‬تعرف الطالب على االتجاهات الحديثة في نظريات بحوث الصحافة و متغيراتها‬
‫و بالتحديد نظريتي حارس البوابة و وضع األجندة ‪.‬‬
‫‪ -0‬تعرف الطالب على االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة من حيث املناهج العلمية‬
‫و أدوات البحث و عينته‪.‬‬
‫‪ -5‬أخذ الطالب فكرة عن املجاالت البحثية السائدة في الدفعات السابقة على مستوى‬
‫و‬ ‫املاستر و الدراسات العليا ( املاجستير و الدكتوراه ) تخصص صحافة مطبوعة‬
‫الكترونية بكلية علوم اإلعالم و االتصال جامعة الجزائر ‪. 3‬‬
‫‪ -0‬اكتشاف الطالب مليوالته البحثية و ايقاظ فضوله العلمي للبحث في املجال الصحفي ‪.‬‬
‫‪ -0‬تمكين الطالب من تبني أحد االتجاهات البحثية في بحوث الصحافة ليكون موضوع‬
‫مذكرة تخرجه في السنة الثانية ماستر ‪.‬‬

‫املحوراألول‪ :‬مدخل تمهيدي حول بحوث الصحافة و اتجاهاتها البحثية‬


‫املحاضرة ‪ : 31‬تعريف بحوث الصحافة و أنواعها‬

‫‪8‬‬
‫‪ -5‬تعريف بحوث الصحافة‪:‬‬

‫هي نوع من أنواع البحوث اإلعالمية و بالتحديد بحوث االتصال الجماهيري و هي تلك البحوث‬
‫التي تهتم و تبحث في حركة الظاهرة الصحفية و عناصرها و عالقاتها بالظاهرات االجتماعية‬
‫باعتبار الظاهرة الصحفية جزء من الظاهرة االجتماعية الكلية ‪ ( .‬علما ان الظاهرة الصحفية‬
‫ليست صحيفة فقط و ال األعالم البارزين في املجال الصحفي و ليست أرقام توزيع و لكنه املزيج‬
‫من ذلك كله و غيره مع األخذ بعين االعتبار السياق االجتماعي العام ( املجتمع و مؤسساته و‬
‫و تؤثر فيه ‪1.‬‬ ‫أفراده ) الذي تتأثر به‬
‫كما يمكن تعريف بحوث الصحافة بأنها " النشاط العلمي املنظم للكشف عن الحقائق املتصلة‬
‫بالعملية الصحفية ‪ ،‬و أطرافها و العالقات بينها و أهدافها و السياقات االجتماعية التي تتفاعل‬
‫معها من أجل تحقيق هذه االهداف ووصف هذه الحقائق و تفسيرها و التوقع باتجاهات الحركة‬
‫فيها ‪2 ".‬‬

‫و يقصد بها كذلك أنها " البحوث التي أجريت في تخصصات الصحافة على مستوى املاجستير‪،‬‬
‫أو الدكتوراه‪ ،‬أو األبحاث‪ ،‬بغرض الترقية في مجال الصحافة‪ ،‬سواء املطبوعة أو االلكترونية أو‬
‫املؤتمرات العلمية‪ ،‬و شملت املضمون‪ ،‬أو الشكل‪ ،‬أو القائم باالتصال‪ ،‬أو موضوعات ذات‬
‫عالقة ‪3" .‬‬

‫و‬ ‫و نعرف اجرائيا بحوث الصحافة بأنها " تلك البحوث العلمية املرتبطة باملجال الصحفي‬
‫و‬ ‫التي أنجزت من قبل مختلف الباحثين و األساتذة األكاديميين و الطلبة و املختصين‬
‫املهتمين بهذا املجال سواء أكانت هذه البحوث رسائل جامعية أو أطروحات دكتوراه أو أوراق‬
‫بحثية قدمت في مختلف التظاهرات و العلمية من مؤتمرات و ملتقيات وطنية و دولية في مجال‬
‫الصحافة ‪ ،‬أو كانت مقاالت و بحوث علمية نشرت في مجالت علمية محكمة وطنية أو دولية أو‬
‫تلك التي تنشر في شكلها االلكتروني من قبل مراكز مواقع الجامعات أو مراكز البحث العلمي أو‬
‫أية قواعد بيانات أخرى يستطيع الباحث الوصول اليها و االستفادة منها مثل ‪:‬‬

‫‪ 1‬محمد عبد الحميد ‪ ،‬بحوث الصحافة ‪ ،‬ط ‪، 1‬القاهرة ‪ ،‬الكتب ‪ ، 1991 ،‬ص ‪8‬‬
‫‪ 2‬محمد عبد الحميد ‪ ،‬بحوث الصحافة ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪24‬‬
‫‪ 3‬ماجد سالم تربان ‪ ،‬بحوث الصحافة في فلسطين خالل العقدين املاضيين ‪ - 0310-0333‬دراسة تحليلية تقويمية‬
‫للجوانب اإلجرائية واملنهجية ‪ ،‬مجلة جامعة األقص ى للعلوم اإلنسانية ‪ ،‬املجلد الثالث و العشرون ‪ ،‬العدد األول ‪ ،‬جانفي‬
‫‪ ، 2119‬ص ‪. 232‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ Academic Search Comlete & Communication‬و ‪. Mass Media Complete‬‬
‫و بعبارة أخرى بحوث الصحافة هي ذلك اإلنتاج العلمي املتخصص في املجال الصحفي‬
‫املطبوع و اإللكتروني ‪ ،‬علما أن بحوث الصحافة تتميز كغيرها من بحوث اإلعالم بعدم وجود‬
‫حدود معرفية لها بمعنى الحدود املعرفية العلمية للظاهرة الصحفية غير محددة تحديدا دقيقا‪،‬‬
‫و هي باختصار تجيبنا على سؤال ما ذا نبحث في املجال الصحفي ؟‬

‫‪ -0‬نشأة و تطوربحوث الصحافة ‪:‬‬

‫يتفق الباحثون أن االهتمام بالبحث العلمي في مجال الصحافة كان مبكرا دون باقي مجاالت‬
‫االتصال ‪ 4.‬و يذكر في هذا اإلطار أن" بحوث الصحافة هي التي وضعت البذور األولى التي أسهمت‬
‫في نشأة مناهج البحث اإلعالمي‪ ...‬فمحاولة التعرف على الصحف و سبر أغوارها بأسلوب بحثي‬
‫يحاكي األسلوب العلمي الحديث يعود إلى سنة ‪ 1918‬عندما وضع مؤلف أمريكي يدعى روجر كتابا‬
‫رائدا في عالم الصحافة بعنوان " بناء الصحيفة " ‪. 5‬‬
‫و قد أجريت في فترة ما قبل الثالثينيات عدة بحوث عن تاريخ الطباعة و الصحافة و الدوريات‬
‫‪ ،‬و حياة بعض املحررين و الناشرين البارزين ‪ ،‬و معظمها كانت بحوث وصفية سردية و غير‬
‫نقدية‪6.‬‬

‫و في عام ‪ 1924‬ارتفعت أصوات عدة باحثين في مجال الصحافة من بينهم " وليم بالير " الذي‬
‫طالب بإجراء دراسات بحثية جديدة في مجال الصحافة و اقترح في مقال له بعنوان " املشاكل‬
‫البحثية و تحليل الصحف " قائمة من عناوين ملواضيع بحثية يمكن أن تشكل ساحة خصبة في‬
‫ميدان البحوث الصحفية و مناهجها بهدف ارتقاء الصحافة و تطويرها ‪ .‬و كان من أهم تلك‬
‫العناوين ‪:‬‬
‫‪ -‬تأثير الشكل و التصميم على السهولة و السرعة في قراءة الصحف‪.‬‬
‫‪ -‬تأثير مضمون الصحيفة على التوزيع ‪.‬‬
‫تحليل مضمون الصحف ‪7.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 4‬محمد عبد الحميد ‪ ،‬بحوث الصحافة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪19‬‬
‫‪ 5‬محمد بن عبد العزيز الحيزان‪ ،‬البحوث اإلعالمية أسسها أساليبها مجاالتها ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬الرياض ‪ ،‬مكتبة امللك فهد الوطنية ‪،‬‬
‫‪ ، 2114‬ص ‪121‬‬
‫‪ 6‬سيد بخيت ‪ ،‬االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة ‪ :‬مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات‬
‫الصحفية ‪ ،‬املجلة العربية لإلعالم و االتصال ‪ ،‬ص ‪01‬‬

‫‪10‬‬
‫لتتوالى البحوث العلمية التي أسست لبحث الظاهرة الصحفية‪ ،‬فمثال احتوى املجلد األول من‬
‫فصلية الصحافة " ‪ " journalism quarterly‬التي تأسست سنة ‪ 1928‬على مقاالت تناولت عدة‬
‫‪ :‬قانون الصحف و تاريخها ‪ ،‬و مقارنات دولية ‪ ،‬و أخالقيات الصحافة ‪8 .‬‬ ‫مواضيع منها‬
‫و في ثالثينات القرن املاض ي ظهر توجه بحثي جديد في بحوث الصحافة اهتم بدراسة مقروئية‬
‫الصحف و من مثل ذلك نذكر ما نشره الباحث ‪ Ralph Nafziger‬عام ‪ 1931‬في مجلة "‬
‫و‬ ‫‪ " journalism quarterly‬مقال موسوم ب " مسح اهتمامات القراء في ماديسون‬
‫‪9 . )A Reader Interest Survey‬‬ ‫ويسكاونسون" ( ‪of Madison and Wisconsin‬‬
‫و في األربعينات و الخمسينات من القرن العشرين زاد اهتمام الباحثين بدراسة استخدامات‬
‫و تأثيرات وسائل اإلعالم من خالل تحليل مضمون رسائلها أو التحليل السيسيولوجي للصحافة ‪،‬‬
‫و ذلك بفعل الدراسات التي قام بها بعض أبرز الباحثين اإلعالميين مثل " الزراسفيلد " و " كاتز‬
‫"‪10.‬‬

‫و خالل الفترة املمتدة من سنة ‪ 1922‬و ‪ 1921‬تضاعف البحث العلمي في املجال الصحفي‬
‫خمس مرات عما كان عليه في العشرينيات و ازدهرت بحوث الصحافة‪ .‬و هو ما عبر عنه الباحث‬
‫ولبر شرام في مقاله املوسوم ب " ‪ " Twenty years of journalism research‬الصادر بمجلة‬
‫‪ Public opinion quarterly‬سنة ‪11. 1950‬‬

‫و في السيتنيات و السبعينات من القرن املاض ي برزت توجهات جديدة في بحوث الصحافة في‬
‫ظل إعادة توجيه ملسارات و دراسة الصحافة ‪ ،‬و كذلك زاد االهتمام بالتأثير االيديولوجي لدور‬
‫الصحافة ‪ ،‬و بالدراسات الثقافية و الكيفية و تأطير الخطاب الصحفي و بالنماذج الجديدة في‬
‫صناعة األخبار ‪12.‬‬

‫‪ 7‬محمد بن عبد العزيز الحيزان ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪122‬‬


‫‪8 Roger D .Wimmer , Joseoh R . Dominick , Mass Media Research ( An Introduction) , Ninth Edition , USA ,‬‬

‫‪Wadsworth ,2011 , p 252‬‬


‫‪9 Wimmer and Dominick, Ibid , p23‬‬

‫‪ 10‬سيد بخيت ‪ ،‬االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة ‪ :‬مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات‬
‫الصحفية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪01‬‬
‫‪11 Wimmer and Dominick ,op cit ,p23‬‬

‫‪ 12‬سيد بخيت ‪ ،‬االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة ‪ :‬مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات‬
‫الصحفية مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪01‬‬

‫‪11‬‬
‫و من جهة أخرى و بحلول عام ‪ 1911‬و في ظل املنافسة بين مختلف وسائل اإلعالم‬
‫الجماهيرية السمعية و السمعية البصرية و املكتوبة ازداد االهتمام أكثر ببحوث الصحافة‬
‫خاصة من قبل القطاع الخاص و ذلك لجذب اهتمام الجمهور بالصحف و بالتالي ارتفاع نسبة‬
‫االشهار على صفحاتها‪ .‬فمثال قام مكتب اإلعالن في جمعية ناشري الصحف األمريكية ‪Bureau of‬‬
‫‪the American Newspaper Publisher Association‬بإجراء بحوث و دراسات حول مختلف‬
‫جوانب الصحيفة و جمهورها‪.‬‬
‫و في سبعينيات القرن املاض ي " تأسس مركز بحوث األخبار ( ‪ ) News Research Center‬الذي‬
‫كان يقدم تقارير عن نتائج األبحاث لرؤساء تحرير الصحف ‪ ،‬و بدأت جمعية ناشري املجالت‬
‫‪ Magazine Pablishers association‬في نفس الوقت أيضا برعاية البحوث املسحية ‪ .‬و قد أدى‬
‫اهتمام األكاديميين املستمر في بحوث وسائل اإلعالم املطبوعة إلى تأسيس مجلة البحوث‬
‫الصحفية ‪ Research Journal Newspape‬في عام ‪ ، 1979‬و هي منشور مكرس بالكامل للبحوث‬
‫"‪13‬‬ ‫التي لها مضامين عملية حول إدارة الصحف ‪.‬‬
‫و منذ بداية القرن الواحد و العشرين إلى يومنا هذا تأكدت أهمية احداث قطيعة‬
‫ابستيمولوجية في بحوث الصحافة التي تهدف إلى إعادة النظر في مجالها املعرفي و النظريات و‬
‫املناهج العلمية األدوات املوظفة فيها بهدف فهم و تفسير الظاهرة الصحفية في ظل املستجدات‬
‫الحالية و من ثم تطور املعرفة العلمية في املجال الصحفي ‪ ،‬خاصة مع ظهور الصحافة‬
‫اإللكترونية و تطورها و بعدها صحافة املوبايل و املواطن ‪ ،‬و دخول الصحافة املطبوعة في أزمات‬
‫مالية متتالية نتيجة تراجع مقروئيتها و مداخيلها االشهارية ‪.‬‬
‫و في هذا الصدد يرى الباحث السيد بخيت أنه منذ عام ‪ 2114‬تأكدت أهمية مراجعة‬
‫الدراسات الصحفية و ذلك في العديد من املؤتمرات الدولية منها املؤتمر الذي انعقد بأملانيا في‬
‫جويلية ‪ 2114‬عن بحوث الصحافة في عصر العوملة ‪ ،‬ليليه مؤتمر البرازيل في نوفمبر ‪ 2111‬عن‬
‫الصحافة عبر الحدود ‪ ،‬و املؤتمر الذي نظم بأملانيا في جوان ‪ 2111‬عن الدراسات الصحفية ‪ ،‬و‬
‫مؤتمر تعليم الصحافة الذي انعقد في سنغافورة في جوان ‪ ، 2110‬و مؤتمر الدراسات الصحفية‬
‫املقارنة باستراليا في جوان ‪ ، 2118‬و مؤتمر بحوث الصحافة في العالم في سويسرا شهر نوفمبر‬

‫‪13‬‬ ‫‪Wimmer and Dominick, op cit ,p 257.‬‬

‫‪12‬‬
‫من عام ‪ 2119‬و غيرها من املؤتمرات و وورش العمل و التقارير التي اهتمت بتطوير بحوث‬
‫الصحافة ‪14.‬‬

‫الجدير بالذكر أن بعض الباحثين و منهم ‪ Thomas Hanitzsch‬و ‪Karin Wahl-Jorgensen‬‬


‫يميزان بين أربعة مراحل رئيسية في مسار تاريخ تطور الدراسات الصحفية و هي‪15 :‬‬

‫‪ -1‬مرحلة االهتمام بالنظريات املعيارية ‪:‬و هي املرحلة التي يطلق عليها تسمية مرحلة‬
‫ما قبل التأريخ للدراسات الصحفية( ‪ ) The Prehistory: Normative Theories‬و فيها‬
‫اهتم الباحثون بدراسة الصحافة من زاوية معيارية بهدف استكشاف أدوارها في عمليات‬
‫االتصال االجتماعي و إثارة النقاش السياس ي دون السعي لبحث كيفية صناعة املحتوى‬
‫و املتغيرات املؤثرة فيه‪.‬‬
‫‪ -0‬مرحلة االهتمام باالتجاه اإلمبريقي في الدراسات الصحفية ( ‪) The Empirical Turn‬‬
‫‪ :‬حيث انتقل االهتمام من املستوى النظري املعياري إلى املستوى االمبريقي امليداني ‪،‬ففي‬
‫الخمسينيات من القرن املاض ي اهتم الباحثون في الواليات املتحدة األمريكية بدراسة‬
‫الجمهور و قياس درجة تأثير وسائل اإلعالم ‪،‬وفي مجال الصحافة كان االهتمام منصبا‬
‫على دراسة القائم باالتصال و املتغيرات املؤثرة في ممارسته للمهنة‪.‬‬
‫‪ -0‬مرحلة االتجاه السوسيولوجي في الدراسات الصحفية( ‪: ) The Sociological Turn‬‬
‫حيث شهدت سبعينيات و ثمانينيات القرن املاض ي تأثيرا كبيرا لعلم االجتماع‬
‫و األنثروبولوجيا على الدراسات الصحفية و منه انتقل االهتمام من بحث القيم املهنية‬
‫للقائم باالتصال و روتين ممارسته للمهنة إلى دراسة األبعاد االجتماعية و الثقافية‬
‫للظاهرة الصحفية و تم التركيز على طرق صناعة و انتاج املحتوى الصحفي ‪.‬‬
‫‪ -0‬مرحلة الدراسات العوملية و املقارنة( ‪: ) The Global-Comparative Turn‬‬
‫حيث عرفت التسعينيات تحوال نحو الدراسات العوملية و املقارنة بفعل التقارب غير‬

‫‪ 14‬سيد بخيت ‪ ،‬االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة ‪ :‬مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات‬
‫الصحفية ‪ ،‬ص ‪29‬‬
‫‪15 Karin Wahl-Jorgensen , Thomas Hanitzsch , The Handbook of Journalism Studies ,First published , New York,‬‬

‫‪Routledge ,2009, p p 5-6‬‬

‫‪13‬‬
‫املسبوق بين الباحثين املهتمين بدراسة الظاهرة الصحفية في إطار التغييرات السياسية‬
‫العميقة و التطورات التكنولوجية املتسارعة ‪16.‬‬

‫و بناء على ما تقدم اقترح بعض الباحثين بضرورة إعادة احياء الصحافة من خالل مضاعفة‬
‫جهود البحث العلمي في املجال الصحفي من جهة و تسليط الضوء من جهة أخرى حول‬
‫و بناء‬ ‫الصحافة االلكترونية و صحافة املواطن كمجال بحثي آخر ال يقل أهمية عن األول ‪،‬‬
‫و الحديث‬ ‫على ذلك ظهرت اتجاهات بحثية جديدة في بحوث الصحافة بنوعيها التقليدي‬
‫تشكل ساحة خصبة في ميدان البحوث الصحفية و مناهجها بهدف ارتقاء الصحافة و تطويرها ‪.‬‬

‫‪ -0‬وظائف بحوث الصحافة و أهدافها ‪:‬‬

‫يمكن استعراض وظائف و أهداف بحوث الصحافة في النقاط التالية ‪:‬‬


‫‪ -‬تطوير العملية الصحفية‬
‫‪ -‬مساعدة املؤسسات الصحفية على اتخاذ القرارات املرتبطة مثال يسياستها التسويقية‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم املعرفة العلمية املرتبطة باملفاهيم و املعارف الصحفية التي سادت لفترات طويلة‬
‫من خالل املمارسة املهنية ‪.‬‬
‫‪ -‬تخطيط السياسات التحريرية التي لم تعد تكفيها معرفة أرقام التوزيع و خريطته‬
‫الجغرافية ‪ ،‬بل أصبحت بحاجة أيضا إلى معرفة تصنيف فئات القراء و التعرف على‬
‫دوافعهم و حاجاتهم االجتماعية و الفردية من أجل تلبيتها ‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير املعارف الخاصة بدور الصحافة في املجتمع و تنميته ‪.‬‬
‫‪ -‬التوثيق العلمي للمهارات البارزة و املستحدثة في مجال املمارسة املهنية و بصفة خاصة‬
‫في مجال فنون الكتابة و التحرير الصحفي‪ ،‬و تحديد موقع هذه املهارات من التصنيفات‬
‫العلمية التي يجري تقديمها للدارسين و الباحثين في مجال املعارف الصحفية‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على املشكالت البحثية املرتبطة باملجال الصحفي مثل ‪ :‬أسباب العزوف عن‬
‫قراءة الصحف بين الفئات املختلفة ‪ ،‬الضغوط املهنية ‪ ،‬التباين في السياسات التحريرية‬
‫و غيرها من املشكالت التي تستلزم التفسير العلمي من خالل بحوث الصحافة املنهجية ‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ -‬الكشف عن و تفسير حركة العملية الصحفية في إطار السياق االجتماعي الكلي‬
‫عالقتها بالنظم و املؤسسات االجتماعية التي تعمل في هذا االطار و هذا ما نالحظه في‬
‫‪16 Karin Wahl-Jorgensen , Thomas Hanitzsch ,‬‬ ‫‪Ibid , p6‬‬

‫‪14‬‬
‫تباين و اتفاق اتجاهات الصحف من القضايا و املواقف املختلفة ذات العالقة بهذه‬
‫النظم و املؤسسات ‪.‬‬
‫‪ -‬صياغة املعارف العلمية الصحفية و تطويرها ‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ -‬التنبؤ العلمي بتطور الحركة الصحفية و عالقاتها بالسياق االجتماعي و نظمه‬
‫مؤسساته و اتجاهاتها‪17.‬‬

‫‪ -‬تعتبر مجال مالئما الختبار مناهج و أدوات البحث العلمي و مدى مالئمتها مع طبيعة‬
‫املفردات و البيانات التي يتعامل معها الباحث و الحقائق التي يستهدفها ذات العالقة‬
‫بالعملية الصحفية و على أساسه تقرير مدى الحاجة إلى تطوير أو استحداث مناهج أو‬
‫أساليب أو أدوات جديدة للبحث في املجال الصحفي ‪18.‬‬

‫‪ -‬تعد بمثابة خارطة طريق للباحثين في مجال الصحافة ‪ ،‬حيث يخرج بتصنيف يوضح‬
‫نقاط القوة والضعف في هذه البحوث ‪ ،‬باإلضافة إلى الوقوف على املجاالت التي أسهب‬
‫ا‬
‫مجاال خصبا للباحثين ‪19 .‬‬ ‫الباحثون في دراستها ‪ ،‬و املجاالت التي ال ت ا زل‬
‫‪ -0‬أنواع بحوث الصحافة ‪:‬‬

‫تتنوع بحوث الصحافة بتنوع املتغيرات التي تتعلق بهذه الوسيلة و بعناصر العملية اإلعالمية‬
‫بداية باملرسل أي القائم باالتصال و بمهنة الصحافة‪ ،‬مرورا بالرسالة اإلعالمية أو الصحفية‪ ،‬و‬
‫نهاية باملستقبل املتلقي أي الجمهور القارئ‪ .‬و فيما يلي تفصيل ألنواع بحوث الصحافة‪:‬‬
‫أ‪ -‬بحوث الشكل و التصميم و اإلخراج الفني الصحفي‪ :‬و هي البحوث التي ترتكز‬
‫على الجوانب الشكلية للصحيفة و املتعلقة بتصميم الصحيفة و إخراجها‪ ،‬و كذلك‬
‫و‬ ‫البناء الشكلي للصفحات في الصحيفة‪ ،‬و عالقة هذا البناء باتجاهات االهتمام‬
‫التفضيل ‪ ،‬و تأثيره على يسر القراءة ‪20 .‬‬

‫و تسلط هذه البحوث الضوء على كيفية توزيع العناصر التيبوغرافية فتدرس أنواع العناوين و‬
‫أشكالها و اتجاهاتها ‪ ،‬و حجم الخط و نوعه و طول الفقرات و استخدام األلوان ‪ ،‬و الصور‬

‫‪ 17‬محمد عبد الحميد ‪ ،‬بحوث الصحافة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪28- 22‬‬
‫‪ 18‬محمد عبد الحميد ‪ ،‬بحوث الصحافة ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ص ‪28- 22‬‬
‫‪ 19‬ماجد تربان ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪221‬‬
‫‪ 20‬محمد عبد الحميد ‪ ،‬بحوث الصحافة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪121‬‬

‫‪15‬‬
‫و‬ ‫و مساحاتها و توزيعها و مساحات البياض في الصفحات ‪ ،‬العناوين الرئيسية أشكالها‬
‫‪21‬‬ ‫اتجاهاتها ( أفقية ‪ ،‬رأسية ‪ ،‬مائلة ) ‪...‬الخ‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة في هذا الصدد إلى االهتمام الذي حض ي به هذا النوع من البحوث بانتقال‬
‫الصحف الورقية إلى نشر محتوياتها على شبكة االنترنيت و ظهور الصحافة اإللكترونية من خالل‬
‫دراسة تأثير الخصائص التكنولوجية املستحدثة على شكل الصحيفة و أساليب تصميمها‪.‬‬
‫ب‪ -‬بحوث املحتوى الصحفي‪ :‬تهتم هذه البحوث بمحتوى الرسالة الصحفية أي‬
‫ُ‬
‫مضمونها و تضم كل الدراسات التي تعنى بتحليل املضمون الصحفي على اختالف‬
‫األهداف البحثية التي قد يرمي الباحث إلى تحقيقها من خالل دراسة محتويات‬
‫الصحيفة‪ .‬و في هذا اإلطار نجد عدة زوايا بحثية نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -1‬الدراسات اللغوية ملحتوى املوضوعات الصحفية ‪ :‬التي تهتم بالدراسات األسلوبية ‪،‬‬
‫و داللة الرموز اللغوية ‪ ،‬و دراسات يسر القراءة ‪ ،‬باعتبار املحتوى الصحفي مجاال‬
‫وثائقيا لهذه الدراسات لدى الباحثين في علوم اللغة ‪ ،‬بجانب الباحثين في الدراسات‬
‫الصحفية ‪ .‬و يهدف هذا النوع من الدراسات إلى التعرف على مظاهر النحو الصرف‬
‫و بناء الجملة ‪ ،‬و يجيب على سؤال كيف ‪....‬؟ في الرسالة الصحفية ‪22.‬‬

‫‪ -0‬بحوث املقروئية أو االنقرائية " ‪ : " Readability‬و تسمى كذلك بدراسات يسر‬
‫القراءة ‪ ،‬حيث نالت الكتابة الصحفية اهتماما من الخبراء و الباحثين في مجال قياس‬
‫يسر القراءة ‪ ،‬و هي تلك البحوث التي تهدف إلى الطشف عن مدى صعوبة أو سهولة‬
‫و‬ ‫ي في القراءة و ادراك املعاني ‪23.‬‬ ‫املوضوع بالنسبة للقارئ ‪ ،‬باعتبارها املدخل األساس‬
‫و‬ ‫بعبارة أخرى هي تلك البحوث التي تهتم بدراسة درجة تمكن القارئ من قراءة و فهم‬
‫استيعاب و من ثم االستمتاع باملحتوى الصحفي أو املادة املطبوعة ‪ .‬و تكمن أهمية هذه‬
‫البحوث في أنها تقدم معلومات تساهم في إثراء البحوث املهتمة بطبيعة تحرير مضامين‬
‫وسائل اإلعالم املطبوعة‪ .‬و تتعدد أساليب الباحثين و مقاييسهم في تطبيق هذا النوع من‬
‫البحوث باستخدام نماذج متعددة للتحقق من مالءمة النص لعامة القراء من الجمهور ‪،‬‬
‫من ذلك ‪ :‬مقياس فليش الذي يعتمد بدرجة كبيرة على قياس عدد املقاطع و متوسط‬

‫‪ 21‬محمد الحيزان ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪121‬‬


‫‪ 22‬محمد عبد الحميد ‪ ،‬بحوث الصحافة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪121‬‬
‫‪ 23‬محمد عبد الحميد ‪ ،‬بحوث الصحافة ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪101‬‬

‫‪16‬‬
‫طول الجملة ‪ ،‬و كذلك مقياس جاننج الذي يعتمد على إحصاء عدد الجمل ‪ ،‬و مقياس‬
‫تيلور ‪24.‬‬

‫و في مجمل القول يرى الباحثون أن األساليب البحثية املرتبطة بدراسة أسلوب الكتابة أو داللة‬
‫املعاني أو يسر القراءة في املوضوعات الصحفية تعتبر أوال أو أخيرا سمات خاصة بمحتوى‬
‫النصوص الصحفية التي تعتبر األساس في العملية الصحفية ‪ ،‬باعتبارها الرسالة التي تحمل‬
‫الرموز املختلفة من الكاتب أو املحرر إلى القارئ بسماته املختلفة ‪ .‬و في ذات الوقت يقر هؤالء‬
‫الباحثين أن مثل هذه الدراسات تنتمي إلى حقل الدراسات اللغوية لكنها ترتبط أساسا بالدراسات‬
‫اإلعالمية لذلك أقل ما يطلب من الباحثين في الدراسات الصحفية هو التعرف عن قرب على‬
‫حدود و مبادئ هذه الدراسات اللغوية و تطبيقاتها لتوفير االضافات العلمية التي تثري مبادئ‬
‫العلم و املمارسة في مجال بحوث الصحافة ‪25.‬‬

‫‪ -0‬بحوث تحليل املضمون الصحفي‪ :‬تكمن أهمية بحوث املحتوى كنوع من أنواع‬
‫بحوث الصحافة التي اقترنت بها في بداياتها و مازالت لحد اآلن محل اهتمام العديد من‬
‫الباحثين في النقاط التالية‪26 :‬‬

‫‪ ‬الكشف عن مراكز االهتمام في محتوى الصحف سواء من ناحية موضوعات النشر أو‬
‫الشخصيات أو املصادر‪ ،‬و التعرف على أكثرها ظهورا في املحتوى و تكرارا في النشر‪.‬‬
‫‪ ‬الكشف عن وظائف الصحافة و االجابة على األسئلة الخاصة بالوظائف التي تنال‬
‫اهتماما أكبر ‪ ،‬أو تدخل في تحديد شخصية الصحيفة ‪.‬‬
‫‪ ‬الكشف عن تدفق املعلومات و مصادرها‪ ،‬و من جانب آخر يمكن الكشف أيضا عن‬
‫اتجاهات التبادل اإلخباري – على سبيل املثال – بين الصحف في الدول املختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة فنون اإلقناع في املحتوى و تحديد اتجاهات استماالت األفراد و تأكيد املعاني و‬
‫القيم املختلفة ‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ ‬الكشف عن أساليب املمارسة و وصف املهارات و املعارف الصحيفة املستخدمة‬
‫تطبيقاتها‪.‬‬
‫‪ ‬االستدالل عن الخصائص و السمات املميزة‬

‫‪ 24‬محمد الحيزان ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪122-124‬‬


‫‪ 25‬محمد عبد الحميد ‪ ،‬بحوث الصحافة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪101-102‬‬
‫‪ 26‬محمد عبد الحميد ‪ ،‬بحوث الصحافة ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ص ‪130-131‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ ‬الكشف عن السياسة التحريرية للصحف و توجهاتها و اتجاهات و أفكار القائمين‬
‫باالتصال بها أو املرسل أو املصدر في العملية الصجفية ‪.‬‬
‫الجدير بالذكر أنه يمكن التمييز بين اتجاهين في بحوث تحليل املحتوى أولهما االتجاه الوصفي‬
‫الذي يمثله هارولد السويل و يهدف إلى الوصف الكمي و املوضوعي و املنهجي للمحتوى الظاهر‬
‫فقط ‪ ،‬بينما يهدف االتجاه الثاني و هو االستداللي إلى تجاوز حدود وصف املحتوى الظاهر إلى‬
‫الكشف عن املعاني الكامنة و قراءة ما بين السطور ‪27.‬‬

‫‪ -0‬تحليل محتوى الصورة الصحفية ‪ :‬ذلك أن الصحف ال تعتمد فقط على الرموز‬
‫اللغوية في صياغة رسائلها ‪ ،‬و لكنها تعتمد بجانب ذلك على الرموز املصورة و الرسوم ‪.‬و‬
‫لذلك تعتبر الصورة الصحفية و الرسوم رموزا مطبوعة غير لغوية يمكن أن تخضع‬
‫لقواعد املنهج العلمي في التحليل ‪28.‬‬

‫ت‪ -‬بحوث مرسل املحتوى الصحفي أو حارس البوابة أو القائم باالتصال‪ُ :‬يمثل‬
‫القائمون على صناعة املحتوى الصحفي مادة خصبة للبحث العلمي ‪ ،‬و يمكن حصر‬
‫الدراسات التي يمكن إجراؤها في هذا النوع في ‪:‬‬
‫ُ‬
‫بحوث الصحفيين املهنيين ‪ :‬تتمحور غالبية البحوث التي تعنى بدراسة‬
‫الصحفيين العاملين بالجريدة حول محاولة معرفة خلفيتهم و سماتهم ( خبرتهم‬
‫املهنية ‪ ،‬مستواهم التعليمي ‪ ،‬تخصصهم ‪ )...‬و رصد املعايير املتحكمة و املؤثرة في‬
‫املمارسة املهنية لهم و طبيعة تأثيرها‪ ( .‬معايير ذاتية‪ ،‬معايير مهنية‪ ،‬معايير مرتبطة‬
‫باملجتمع‪ ،‬و معايير الجمهور القارئ )‪ .‬و يمكن إدراج مثل هذه البحوث في دراسات‬
‫الرضا الوظيفي لدى العاملين بمختلف املؤسسات الصحفية‪ ،‬و دور الحوافز في‬
‫تحسين األداء الوظيفي للصحفيين ‪.‬‬
‫ث‪ -‬بحوث الوسيلة ‪ :‬يركز هذا النوع من البحوث على الوسيلة و بالتحديد املؤسسة‬
‫الصحفية و ذلك من خالل البحث في ادارتها و ملكيتها ‪ ،‬وضعيتها املالية و توزيع‬
‫الصحف‪ .‬و فيما يلي نستعرض أنواع البحوث التي تندرج تحت بحوث الوسيلة ‪:‬‬

‫‪ 27‬محمد عبد الحميد ‪ ،‬بحوث الصحافة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪131- 129‬‬
‫‪ 28‬محمد عبد الحميد ‪ ،‬بحوث الصحافة ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪121‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -1‬بحوث إدارة املؤسسات الصحفية و ملكيتها‪ :‬تمزج هذه البحوث بين تخصص ي‬
‫الصحافة و اإلدارة و تمثل حقبة الثمانينيات امليالدية من القرن املاض ي االنطالقة‬
‫الحقيقة لنمو و تطور بحوث إدارة املؤسسات الصحفية أو اإلدارة الصحفية‬
‫و ملكيتها من قبل املتخصصين في مجال اإلعالم‪ .‬و لعل أبرز املوضوعات التي يتم‬
‫االهتمام بها في هذا النوع من البحوث هو دراسة األنماط اإلدارية السائدة في‬
‫املؤسسات الصحفية‪ ،‬كما تصنف الدراسات املتعلقة بملكية الصحف ضمن هذا‬
‫النوع ‪ .‬الهيكل اإلداري للمؤسسات الصحفية ‪ 29.‬أنواع االدارات الصحفية ( إدارة‬
‫التحرير و الطبع و التوزيع و طبيعة االتصال االداري بين بعضها البعض ‪.‬‬
‫‪ -0‬بحوث اقتصاديات املؤسسات الصحفية ‪ :‬تهتم هذه البحوث بدراسة الوضعية‬
‫املالية للمؤسسات الصحفية من حيث حجم تكاليفها و مواردها املالية التي تأتيها من‬
‫مصادر مختلفة أهمها االشهار الصحفي ‪،‬باإلضافة إلى اهتمامها بطبيعة تأثير‬
‫مصادر تمويل الصحف الخارجية على سياستها التحريرية و االخالقيات املهنية‬
‫و األداء االعالمي للصحفيين العاملين بها ‪.‬‬ ‫للصحفي‬
‫‪ -3‬بحوث التوزيع ‪ :‬و تهتم مثل هذه البحوث بعملية توزيع الصحف من حيث البحث‬
‫في طرق التوزيع و أشكاله ( التوزيع بالعدد و التوزيع عبر االشتراك) ‪ ،‬نسبة التوزيع في‬
‫مختلف املناطق التي تصل إليها الجريدة ‪ ،‬مشاكل التوزيع ‪.‬‬
‫ج‪ -‬بحوث الجمهور القارئ ( بحوث قراء الصحف أو بحوث متلقي املحتوى‬
‫الصحفي )‪ :‬و يتم التركيز في هذا النوع من البحوث على جمهور الصحيفة من القراء‬
‫الفعليون ( األوفياء ) للمحافظة عليهم أو املحتملون ( الجمهور املفقود ) الذين يحجمون‬
‫عن القراءة سعيا للتعرف على أسباب إحجامهم عن القراءة ‪ .‬و تكمن أهمية هذه‬
‫البحوث في تطوير الصحيفة و زيادة مبيعاتها من سوق الجمهور ‪ .‬و ينتمي إلى هذا النوع‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬البحوث النوعية ‪ :‬ويتم في هذا النوع من البحوث دراسة خصائص القراء بهدف‬
‫التعرف على سماتهم املختلفة كجنسهم و مستويات الدخل لديهم و متوسط أعمارهم‬
‫و مستواهم التعليمي ‪،‬دوافع القراءة و االشباعات املحققة لديهم بعد تعرضهم للمحتوى‬

‫‪ 29‬محمد الحزيران ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪112‬‬

‫‪19‬‬
‫الصحفي ‪ ،‬و غيرها من املعلومات التي تساعد الصحيفة على تكوين صورة واضحة على‬
‫جمهورها بما يساعدها على اتخاذ قرارات صائبة بشأن طبيعة املوضوعات التي يمكن أن‬
‫تلبي احتياجات قرائها و هو ما يسهم في تحقيق هدفين مهمين يتمثل أولهما في العمل على‬
‫زيادة حجم الجمهور و يظهر الثاني في استقطاب املعلنين من خالل تزويده بقاعدة بيانات‬
‫واضحة حول حجم و سمات الفئات املستهدفة باملادة اإلعالنية سواء كانت خدمة أو‬
‫منتج ‪.‬‬
‫‪ -0‬البحوث الكمية ‪ :‬و هي تلك البحوث التي تهتم بقياس القرائية أي نسبة مقروئية‬
‫الجمهور للصحف ‪ ،‬حيث يقوم الباحث بالتحقق من حجم قراءة الجمهور للجريدة‬
‫و التعرف على سلوكه معها من خالل دراسة الفقرات التي تمت قراءتها‪ ... 30‬و من‬
‫املتغيرات الشائع استخدامها في االستبانات التي تبحث في هذا املوضوع ما يلي‪31 :‬‬

‫‪ ‬الصفحات التي تمت قراءتها بهدف التعرف على نوعية القراءة و تصنيفات‬
‫املواضيع التي كانت محل اهتمام القارئ و من ثم تصنيف فئات القراء‪.‬‬
‫‪ ‬مدة و وقت القراءة ‪.‬‬
‫‪ ‬مكان القراءة ‪.‬‬
‫‪ ‬مصدر الحصول على النسخة ( من خالل شرائها بثمن أو مجانا ) ‪.‬‬
‫يجدر بالذكر أن بحوث القراء مازالت لحد اآلن محل اهتمام الباحثين في مجال بحوث الصحافة‬
‫بل توسعت دائرة اهتمامهم بقراء الصحف اإللكترونية التي ليست لها نسخة ورقية‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫البحث في خصائص القراء الذين يفضلون تصفح النسخة الرقمية بدل من النسخة الورقية ‪.‬‬
‫ح‪ -‬بحوث التأثير ‪ :‬و هي تلك البحوث التي اهتمت بتأثير وسائل اإلعالم الجماهيرية على‬
‫و‬ ‫جمهورها و من بينها الصحافة املطبوعة ‪ .‬و كيف تعمل هذه األخيرة على صناعة‬
‫تشكيل الرأي العام حول قضية معينة ‪ .‬و ترتكز بحوث الصحافة املرتبطة بالتأثير على‬
‫عدة نظريات التأثير منها ‪ :‬نظرية االستخدامات و االشباعات ‪ ،‬نظرية وضع األجندة‬
‫( ترتيب األولويات ) ‪ ،‬نظرية حارس البوابة ‪ ،‬نظرية االعتماد على وسائل اإلعالم ‪.‬‬
‫كما تندرج تحت هذه البحوث االتجاهات البحثية التي اهتمت بتأثير بعض الظواهر على‬
‫الظاهرة الصحفية مثل ‪ :‬ظاهرة العوملة اإلعالمية ‪ ،‬و الثورة التكنولوجية ‪.‬‬

‫‪ 30‬محمد الحيزان ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪128‬‬


‫‪ 31‬محمد الحيزان‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪111-111‬‬

‫‪20‬‬
‫خ‪ -‬بحوث اإلعالم اإللكتروني ( الصحافة االلكترونية ) ‪ :‬هي تلك البحوث التي‬
‫اتخذت من تكنولوجيا املعلومات و االتصال و الفضاء الرقمي مجاال بحثيا خصبا‬
‫للباحثين في م جال اإلعالم عامة و الصحفي خاصة في عالقتها مع الصحافة في شكلها‬
‫التقليدي و الحديث ‪ .‬و يميز الباحثون الذين اهتموا ببحوث الصحافة و عالقتها بالثورة‬
‫التكنولوجية بين عدة أنواع نذكر منها‪:‬‬
‫‪ - 1‬بحوث الصحافة و جهاز الكمبيوتر‪ :‬تنوعت بحوث الصحافة ذات العالقة‬
‫بالحاسب اآللي أو جهاز الكمبيوتر وفقا لطبيعة النظرة إلى وظيفة الحاسب نفسه ‪ ،‬فمن‬
‫الباحثين من حاول دراسة توظيف املؤسسات الصحفية لتقنية جهاز الحاسب في مجال‬
‫خدمة االنتاج االعالمي ‪ ،‬حيث تم توظيفه في إعداد و تحرير و تجهيز املواد الصحفية و‬
‫معالجة الصور الصحفية و الرسوم و الجرافيك ‪ ،‬و كذلك االمكانيات التي يوفرها هذا‬
‫الجهاز لخدمة أصحاب املهنة في أداء مهامهم اإلعالمية ‪ .‬كما اهتمت بعض البحوث‬
‫بمعرفة مدى استخدام املهنيين الصحفيين أنفسهم إلمكانيات الحاسوب و تطبيقاته في‬
‫مجال تخصصهم ‪32.‬‬

‫‪ 0‬بحوث الصحافة و شبكة االنترنت ‪ :‬توجه فريق من الباحثين إلى دراسة شبكة‬
‫االنترنت كوسيلة اتصالية و اعالمية جماهيرية في ذات الوقت من خالل استعراض‬
‫وظائفها اإلعالمية و أوجه االستفادة منها في املجال الصحفي كمصدر للمعلومات مثال ‪.‬‬
‫‪ 0‬بحوث الصحافة االلكترونية‪ :‬لقد حظيت بحوث الصحافة اإللكترونية بالنصيب‬
‫األوفر من االهتمام و ذلك من عدة زوايا نذكر منها‪:‬‬
‫‪ ‬بحوث و اقع الصحافة االلكترونية‪ :‬من حيث نشأتها و تطورها‪ ،‬خصائصها‪،‬‬
‫أنواعها ‪ ،‬صعوبات تطورها ‪...‬الخ‬
‫‪ ‬بحوث االخراج الفني للصحف االلكترونية ‪ :‬من خالل رصد و تحليل و‬
‫تقويم العناصر البنائية لتصميم الصحيفة الكترونيا سواء كانت التقليدية (‬
‫خطوط و عناوين ‪ ،‬صور ‪ )...‬أو الكترونية ( الوسائط املتعددة فيديو ‪ ،‬روابط‬
‫‪...‬الخ)‬

‫‪ 32‬محمد الحيزان ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪189 – 188‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ ‬بحوث استخدامات الجمهور للصحافة االلكترونية ‪ :‬لقد حرص‬
‫أصحاب هذا االتجاه على معرفة درجة تعرض الجمهور للصحافة االلكترونية و‬
‫استخدامهم لها ‪ ،‬و تركزت أهم العناصر التي تناولتها تلك الدراسات على البحث‬
‫في املتغيرات املتعلقة بخصائص الجمهور القارئ لهذا النوع الجديد من الصحف‬
‫و درجة اقباله عليها ‪ ،‬بما في ذلك اتجاهاته نحوها و مدى رضاه عنها ‪.‬‬
‫د‪ -‬بحوث الدراسات املقارنة‪ :‬ركز أصحاب هذا االتجاه البحثي على إجراء دراسات‬
‫مقارنة بين الظاهرة الصحفية و عناصرها في بيئتين مختلفتين مثال في الجزائر و مصر‪ .‬أو‬
‫و‬ ‫إجراء دراسات مقارنة بين الصحافة املطبوعة كوسيلة اعالمية تقليدية‬
‫االلكترونية كوسيلة اعالمية جديدة من حيث الخصائص و الوظائف و القائمين عليها ‪،‬‬
‫الجمهور ‪ ،‬و ذلك من أجل التعرف على مدة قدرة الوسيلة القديمة في املحافظة على‬
‫مكانتها و قدرة الحديثة على منافستها أو الغائها ‪33 .‬‬

‫‪ ‬بحوث تأثير الصحافة االلكترونية‪ :‬و يندرج تحت هذا االتجاه العديد من‬
‫التوجهات املوضوعية منها ‪ :‬تاثيرها على اقتصاديات الصحف الورقية‬
‫و مستقبلها ‪ ،‬تأثيرها على مقروئية الصحف املكتوبة ‪ ،‬تأثيرها على الرأي العام‬
‫و تشكيل اتجاهاته نحو القضايا ‪...‬الخ‬

‫املحاضرة ‪ :30‬املعالم الرئيسية في االتجاهات البحثية في بحوث الصحافة‬


‫‪ -0‬تعريف االتجاه البحثي في بحوث الصحافة ‪:‬‬
‫يقصد باالتجاهات البحثية بتلك التيارات و التوجهات البحثية في بحوث الصحافة و التي‬
‫تعبر عن أراء و تصورات الباحثين و توجهاتهم و مواقفهم حول موضوع معين من املواضيع التي‬

‫‪ 33‬محمد الحيزان ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪192 -191‬‬

‫‪22‬‬
‫تهتم بالظاهرة الصحفية سواء في البيئة التقليدية أو الرقمية ‪ .‬و يعالج كل اتجاه بحثي مجاالت‬
‫موضوعاتية مختلفة باختالف الباحثين و تعددهم ‪ ،‬بمعنى يمكن أن يندرج تحت اتجاه بحثي‬
‫واحد عدة زوايا بحثية يدرسها الباحثون حسب اهتماماتهم و رؤيتهم ‪ ،‬كما أن االتجاهات‬
‫البحثية قد تكون مؤيدة للموضوع محل الدراسة أو معارضة له ‪.‬‬
‫فمثال الباحثون الذين اهتموا باالتجاه البحثي الذي يدرس بحوث جمهور الصحافة اختلفوا‬
‫في زاوية معالجتهم لهذا االتجاه فمنهم من سلط الضوء على دوافع قراءة الصحف و االشباعات‬
‫املحققة ‪ ،‬و البعض اآلخر بخصائص الجمهور القارئ ‪ ،‬و منهم من توجه إلى البحث في اتجاهات‬
‫الجمهور نحو محتوى الصحف و غيرها من املواضيع التي تندرج تحت نفس االتجاه البحثي ‪.‬‬
‫و االتجاهات البحثية في بحوث الصحافة كغيرها من االتجاهات قابلة للتغيير و التطور‬
‫و‬ ‫بتطور الصحافة كوسيلة إعالمية جماهيرية و البيئة االعالمية التي تمارس فيها كمهنة‬
‫بالتغييرات التي تطرأ على جمهورها و القائمين عليها ‪.‬‬
‫‪ -5‬املدارس الصحفية املهتمة باالتجاهات البحثية لبحوث الصحافة ‪:‬‬
‫لقد نالت البحوث الصحفية االهتمام من قبل عدة مدارس صحفية غربية‪ ،‬و التي اختلفت في‬
‫اتجاهاتها البحثية لهذه البحوث و نوعها ( كيفية أو كمية ) ‪ ،‬علما أن بعض املدارس برزت أكثر‬
‫من غيرها ‪ ،‬و فيما يلي استعراض لهذه املدارس ‪34:‬‬

‫أ‪ -‬املدرسة األمريكية‪ :‬تهتم بالجوانب األمبيريقية و الكمية ‪ ،‬و بإتباع النظريات اإلعالمية‬
‫متوسطة املدي ( ‪.) middle-range theories‬‬
‫ب‪ -‬املدرسة البريطانية و األسترالية ‪ :‬تهتم البحوث في بريطانيا و استراليا بالدراسات‬
‫النقدية املتأثرة برؤي الدراسات الثقافية ‪.‬‬
‫ت‪ -‬املدرسة الفرنسية ‪ :‬تهتم بالجوانب البنائية و السيميولوجية ‪ ،‬و ان لم تحتل مكانة‬
‫أكاديمية بارزة على املستوي الدولي ‪.‬‬
‫ث‪ -‬املدرسة األملانية ‪ :‬تهتم بالتنظير للصحافة على مستوي أكبر تحت تأثير نظرية األنظمة‬
‫و نظريات التمييز االجتماعي‪.‬‬

‫‪ 34‬السيد بخيت ‪ ،‬االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة ‪ :‬مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات‬
‫الصحفية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪02‬‬

‫‪23‬‬
‫ج‪ -‬املدرسة اآلسيوية ‪ :‬و يمثلها خاصة الباحثين الحاصلين على درجاتهم العلمية من‬
‫جامعات أمريكية القتفاء نماذج الدراسات األمريكية‪.‬‬
‫ح‪ -‬مدرسة أمريكا الالتينية‪ :‬يقومون الباحثون فيها بإعادة تشكيل توجهاتهم‪ ،‬لتميل نحو‬
‫بالد أوربية مثل أسبانيا و البرتغال و فرنسا‪ ،‬كبديل عن االستعانة بالنماذج و النظريات و‬
‫التطبيقات األمريكية‪.‬‬
‫‪ -0‬املجاالت البحثية األساسية في بحوث الصحافة ‪:‬‬
‫لقد تنوعت الدراسات و البحوث الصحفية بتنوع املجاالت البحثية التي أتاحتها الصحيفة‬
‫و‬ ‫بوصفها أقدم وسيلة إعالمية جماهيرية ‪ ،‬كما تأثرت بالعوامل السياسية و االجتماعية‬
‫الثقافية و التكنولوجية املحيطة بها ‪ ،‬و من خالل هذه املحاضرة سنحاول إبراز أهم االتجاهات‬
‫و الغربيين و‬ ‫البحثية في بحوث الصحافة التي نالت اهتمام الباحثين الجزائريين و العرب‬
‫التي قسمناها إلى الفئات أو مجاالت البحث التالية ‪.‬‬
‫يذكر أن بعض االتجاهات البحثية القديمة مازالت محل اهتمام الباحثين في وقتنا الحالي ‪ ،‬في‬
‫و‬ ‫حين ظهرت اتجاهات بحثية حديثة فرضتها التطورات التي عرفها املجال الصحفي ‪،‬‬
‫باملقابل نجد اتجاهات بحثية ظهرت في سنوات ماضية و لكنها في الوقت الراهن لم تعد تثير‬
‫اهتمام الباحثين مثل بحوث االنقرائية و الدراسات اللغوية األسلوبية و فيما يلي استعراض‬
‫للمعالم الرئيسية في بحوث الصحافة بنوعيها املطبوع و اإللكتروني ‪.‬‬
‫‪ -1‬االتجاهات البحثية القديمة في بحوث الصحافة ‪:‬‬
‫‪ ‬بحوث اهتمت بتأريخ الصحافة و األعالم البارزين في هذا املجال‪:‬‬
‫‪ ‬البحوث الخاصة بالتنظير لو اقع الدراسات الصحفية في مناطق‬
‫عديدة‪ :‬مثل الدراسات الصحفية البرازيلية و األملانية و األسبانية و األوربية ‪ ،‬و‬
‫هي دراسات وفرت رؤية عامة ألبرز اهتمامات هذه املدارس ‪ ،‬لكنها بصفة عامة‬
‫دراسات قليلة ‪ ،‬فمثال تناول )‪ (Hanitzsch, 2005/6‬تطور بحوث الصحافة في‬
‫أملانيا ‪ ،‬و استعرض املداخل النظرية املختلفة التي اعتمدت عليها " كاملعيارية "‬
‫و نظرية التمييز و نظرية الفعل و التكاملية و الثقافية ‪ ،‬كما استعرض تطور‬
‫الدراسات الثقافية األملانية و أبرز دراساتها و العوامل التي أثرت فيها ‪ ،‬كما‬
‫أيضا تناول )‪، Weischenberg& Malik (2008‬‬ ‫حاول استشراف مستقبلها ‪.‬و ا‬

‫‪24‬‬
‫تطور الصحافة في أملانيا ‪ ،‬و كذلك استعرض )‪(Meditsch & Segaka, 2005‬‬
‫ا‬
‫اهتماما بدراسات التأطير‬ ‫تجربة الدراسات الصحفية البرازيلية ‪ ،‬و التي أظهرت‬
‫و الدراسات اللغوية و صناعة األخبار ‪ ،‬و غلب عليها االهتمام بالطابع املحلي‬
‫و القومي ‪ ،‬و دراسة الصحف ‪ ،‬واالقتباس من املصادر االيطالية والبرتغالية‬
‫و الفرنسية ‪ ،‬و كذلك غلب عليها االهتمام بالدراسات النظرية أكثر من‬
‫الدراسات األمبيريقية ‪ .‬كما استعرض )‪ (Mihelj Sabina, 2007‬االتجاهات‬
‫املشتركة في البحوث األوربية ‪ ،‬و مدى اهتمامها بالبحوث القومية في مقابل‬
‫البحوث التي تعني بدول القارة األوربية ‪ ،‬و كذلك تناول )‪(Slaatta Tore, 2006‬‬
‫القضايا املتعلقة بأوربا في بحوث االتصال ‪.‬كما تناولت( & ‪(Jorgensen‬‬
‫‪Franklin, 2008‬تجربة البحوث الصحفية في بريطانيا ‪ ،‬وعرض( ‪Pan, et al.,‬‬
‫‪ ) 2008‬للمقاربات و الدراسات الصحفية الصينية‪.‬‬
‫‪ ‬بحوث الصحافة املقارنة ‪ :‬اهتم هذا االتجاه البحثي بالدراسات الصحفية‬
‫املقارنة للكشف عن أوجه التشابه و االختالف في املمارسات و األدوار الصحفية‬
‫عبر ثقافات متباينة ‪ ،‬و كذلك زيادة االهتمام بفحص شبكات و مؤسسات إنتاج‬
‫و صناعة األخبار على املستوي الدولي ‪ ،‬في ظل الدعوة الستكشاف نظريات‬
‫تساعد في فهم الثقافات واألنظمة واألبنية و الوظائف و املمارسات الصحفية‬
‫املتباينة‪35 .‬‬

‫‪ -0‬االتجاهات البحثية القديمة التي تجدد البحث فيها حاليا‪:‬‬


‫‪ ‬بحوث مضمون مختلف الصحف( بحوث تحليل املضمون ‪ ،‬تحليل‬
‫الخطاب ‪ ،‬بحوث االشهار ‪ ،‬التحليل السيميولوجي للصورة الصحفية ) ‪ :‬ركز‬
‫هذا االتجاه البحثي على تناول القضايا الوطنية في مختلف الصحف ‪ ،‬بمعنى‬
‫املواضيع املتعلقة باملعالجة االعالمية للصحافة املكتوبة و االلكترونية لظواهر‬

‫‪ 35‬سيد بخيت ‪ ،‬االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة ‪ :‬مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات‬
‫الصحفية ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪82-81‬‬

‫‪25‬‬
‫و قضايا سياسية ديمقراطية ثقافية اجتماعية معينة مثل ‪ :‬العنف ‪ ،‬األزمة‬
‫االقتصادية ‪ ،‬االختالسات ‪ ،‬اختطاف االطفال ‪ ،‬الوضعية األمنية ‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ ‬بحوث القائم باملهنة الصحفية ( صحفيون ‪ ،‬مراسلون ‪ ،‬رؤساء التحرير ) ‪:‬‬
‫و‬ ‫استمرار االهتمام بدراسة السمات الخاصة بالصحفيين و رؤيتهم ألدوارهم‬
‫مهنتهم و تصوراتهم عن وظائفهم املهنية‪،‬و الضغوط امللقاة على عاتقهم مع تطور‬
‫و‬ ‫الصحافة و التكنولوجيا مع الدعوة للربط و املقارنة ما بين هذه السمات‬
‫التصورات و اإلنتاج الفعلي للصحفيين‪.‬‬
‫كما نجد بحوث الهوية االحترافية للصحفيين و أيديولوجية الصحافة و التحديات التي تواجهها‬
‫و البحوث املتعلقة باإلنتاج اإلعالمي و دراسة القيود التي تضعها املؤسسات الصحفية على‬
‫العاملين بها ‪ ،‬مع الدعوة للعودة لدراسة مفهوم االحترافية كبداية أساسية لفهم املهنة و لفهم‬
‫الصحافة كمجال أكاديمي ‪36 .‬‬

‫‪ ‬البحوث الثقافية و البينية و كيفية استفادة الدراسات الصحفية‬


‫منها ‪ ،‬و كذلك االهتمام بطرق صناعة و انتاج األخبار و بتطوير أساليب‬
‫التحليل الكيفي و خاصة أداتي األثنوقرافي و تحليل الخطاب ‪ ،‬و اعادة قراءة‬
‫املمارسات الصحفية في ضوء توجه الصحف املتزايد نحو تأطير ‪Framing‬‬
‫األحداث ‪ ،‬للترويج ألفكار و تصورات و صور تخدم مصالحها ‪ ،‬و توجهات‬
‫حكوماتها و القادة السياسيين ‪.‬‬
‫‪ ‬بحوث املرأة و الصحافة ‪ :‬اهتم هذا االتجاه البحثي بعالقة املرأة بالصحافة‬
‫من عدة نواحي مثال ‪ :‬دراسة تأثير زيادة تواجد املرأة في الصحافة على األجندة و‬
‫الثقافة الصحفية و القيم اإلخبارية و على تغيير مفهوم االحترافية املهنية ‪ ،‬و في‬
‫السنوات األخيرة ظهر تحول في الدراسات املعنية بنساء الصحفيات ‪ ،‬في حين قل‬
‫التركيز على الدراسات املعنية بصورة املرأة في وسائل اإلعالم ‪ ،‬إلى التركيز على‬
‫إجراء تحليالت متعمقة عن أوضاع الحركة النسوية في الصحافة ‪ ،‬و دراسة‬

‫‪ 36‬سيد بخيت ‪ ،‬االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة ‪ :‬مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات‬
‫الصحفية ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪131-121‬‬

‫‪26‬‬
‫كيفية تمثيل املرأة في وسائل اإلعالم ‪ ،‬وكيفية تمثيل الحركة النسوية و املعنيين‬
‫بها في وسائل اإلعالم ذاتها و العمل بها ‪37.‬‬

‫‪ ‬البحوث املهتمة باألنواع الصحفية في الصحافة املكتوبة ‪:‬‬


‫‪ -0‬االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث الصحافة ‪:‬‬
‫نحاول من خالل العنصر ابراز أهم االتجاهات البحثية الجديدة في بحوث الصحافة التي نالت‬
‫اهتمام الباحثين الجزائريين و العرب و الغربيين خالل السنوات األخيرة و التي قسمناها الى‬
‫الفئات أو مجاالت البحث التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬بحوث تأثيرالعوملة و االنترنت ‪ :‬على مكانة الصحافة و أدوارها و طبيعة عمل الصحفيين‬
‫‪ ،‬و تأثيرات و دالالت التكنولوجيا الجديدة على اللغة الصحفية و على املمارسات‬
‫الصحفية ‪ .‬و في ذات الوقت االهتمام بدراسة موضوعات جديدة من قبيل عوملة‬
‫الدراسات الصحفية ‪ ،‬و عوملة تعليم الصحافة ‪،‬و عوملة أخالقيات اإلعالم ‪،‬‬
‫و الفضاء العام العوملي ‪ ،‬و الصحافة العوملية و حجرة األخبار العوملية ‪ .‬و تأثير العوملة‬
‫على بناء امللكية في املؤسسات الصحفية على املستوى الدولي ‪38.‬‬

‫‪ ‬بحوث الصحافة اإللكترونية ‪ :‬من حيث البحث في خصائصها ‪ ،‬الكتابة للواب ‪،‬‬
‫التشريعات و القوانين املنظمة لها ‪ ،‬أخالقياتها ‪ ،‬مالمح الصحفيين اإلليكترونيين‬
‫و غيرها من املوضوعات البحثية التي تناولت الصحافة اإللكترونية ‪.‬‬
‫‪ ‬بحوث التأثير ‪ :‬مثل تأثير األنواع الصحفية الجديدة على املمارسات الصحفية‬
‫التقليدية و أخالقيات العمل الصحفي مثل ظاهرة البلوجرز ‪ ،‬فضال عن مناقشة تأثير‬
‫افتقاد الصحفيين الحتكارهم لعملية حارس البوابة في صناعة و انتاج األخبار ‪.‬‬
‫‪ ‬بحوث صحافة املواطن‪ :‬و طرق تلقي الجمهور لألخبار و املعلومات‪ ،‬و األدوار التي يقوم‬
‫بها في صناعة املضامين اإلعالمية‪،‬و مدى تجاوب وسائل اإلعالم مع هذه األدوار ‪،‬‬
‫و العوامل التي تحد أو تشجع من فاعليتها ‪.‬‬
‫‪ ‬بحوث صحافة البيانات و الصحافة االستقصائية و الصحافة املتأنية ‪ :‬سمحت‬
‫تكنولوجيا املعلومات و االنفجار في البيانات الرقمية من ظهور صحافة البيانات‬

‫‪ 37‬سيد بخيت ‪ ،‬سيد بخيت ‪ ،‬االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة ‪ :‬مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في‬
‫الدراسات الصحفية ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪00‬‬
‫‪ 38‬سيد بخيت ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ص ‪00-01‬‬

‫‪27‬‬
‫كنوع من أنواع الصحافة و كممارسة مهنية و منه كمجال بحثي ‪ ،‬و من جهة أخرى‬
‫ظهرت بحوث الصحافة االستقصائية التي تهتم بالتحقيق الصحفي كنوع من األنواع‬
‫الصحفية األكثر موضوعية و توازنا في تصوير الواقع و كشف الحقائق حول عدة‬
‫قضايا‪ .‬و قد زاد االهتمام بهذا النوع من البحوث مع ظهور املوقع اإللكتروني‬
‫ويكيليكس الذي عرى جزء من انتهاكات األنظمة السياسية ‪.‬‬
‫و على صعيد آخر اهتم فريق من الباحثين ببحوث الصحافة املتأنية من حيث تسليط الضوء‬
‫على واقع ممارستها في زمن ظهرت فيه أساليب جديدة في مجال انتاج و عرض املحتوى الصحفي‪،‬‬
‫باإلضافة إلى السرعة و التنافس على اآلنية في نقل األخبار ‪ ،‬و كذلك البحث في توجهات الجمهور‬
‫القارئ نحوها ‪.‬‬
‫‪ ‬بحوث املقاوالتية الصحفية ‪ :‬منذ ادراج مقياس املقاوالتية في مختلف كليات‬
‫و معاهد و أقسام علوم اإلعالم الصحافة بجامعات الجزائر و منها كلية علوم‬
‫اإلعالم و االتصال بجامعة الجزائر ‪ 13‬في عام ‪ 2118‬ظهر اتجاه بحثي تبناه بعض‬
‫األساتذة و الطلبة لدراسة واقع املقاوالتية الصحفية و انشاء املؤسسات الصحفية‬
‫الناشئة سواء في البيئة التقليدية أو الرقمية ‪ ،‬و صعوبات ممارسة النشاط‬
‫و‬ ‫املقاوالتي الصحفي في الجزائر ‪ ،‬باإلضافة إلى البحث في دور أجهزة املرافقة‬
‫التعليم املقاوالتي في تعزيز الوعي املقاوالتي لدى الطلبة ‪.‬‬
‫و على صعيد آخر استعرض الباحث محمد الحيزان اتجاهات بحثية أخرى في بحوث الصحافة‬
‫تناولت موضوعات عديدة على سبيل املثال ال الحصر نذكر‪ :‬موضوعات تتعلق ب ‪39 :‬‬

‫‪ ‬مصادر األخبار في الصحف ‪.‬‬


‫‪ ‬أنواع الصفحات ‪.‬‬
‫‪ ‬تأثير املحررين على املادة الصحفية‪.‬‬
‫‪ ‬طريقة اختيار املادة التحريرية و كتابتها‪.‬‬
‫‪ ‬تفاعل الجمهور مع الصحافة أو صحف بعينها‪.‬‬
‫‪ ‬األساليب التي تكتب بها الصحافة ‪.‬‬
‫‪ ‬مضمون الصحف بشكل عام‬
‫‪ ‬الصورة الصحفية و الكاريكاتير‬
‫‪ 39‬محمد الحيزان ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪124-123‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ ‬العاملين في الصحافة و النظام اإلداري بها ‪.‬‬
‫‪ ‬القوانين أو الضوابط التي تحكمها‪.‬‬
‫‪ ‬ملكية الصحف‪.‬‬
‫‪ ‬مقارنة الصحفي ببعضها البعض في أي من املجاالت السابقة الذكر ‪.‬‬
‫و بناء على ما تقدم يوجد العديد من االتجاهات البحثية الجديدة التي تناولت موضوعات‬
‫صحفية قيمة أسهمت في تكوين تراكم معرفي مهم لدارس ي و باحثي هذا التخصص و املمارسين‬
‫له‪ .‬علما أن سعة مجال الصحافة و التطورات التي شهدها و مازال يشهدها ال يزال يوفر‬
‫موضوعات كثيرة جديرة بأن تكون عناوين ألبحاث جديدة‪40 .‬‬

‫املحورالثاني ‪ :‬االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث الصحافة املطبوعة و‬


‫االلكترونية‬
‫املحاضرة ‪ :30‬مدخل تمهيدي حول تطور االتجاهات البحثية في بحوث الصحافة و‬
‫مراحلها‪:‬‬

‫محمد الحيزان ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪123‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪29‬‬
‫لقد أدى تطور الصحافة كوسيلة اعالمية و تطور املؤسسات الصحفية كمؤسسات اعالمية ‪،‬‬
‫أضف الى ذلك التحوالت و التغيرات التي طرأت على املمارسة الصحفية و قراءها الى تطور‬
‫البحوث املتعلق ة بالصحافة ‪ ،‬حيث ظهرت مجاالت و موضوعات بحثية جديدة تماشيا مع هذه‬
‫التطورات ‪ ،‬مما فرضت على الباحثين و األكاديميين معالجة مواضيع جديدة سواء تلك املتعلقة‬
‫بالصحافة املطبوعة أو االلكترونية ‪.‬‬
‫و في هذا الصدد يرى الباحث السيد بخيت أنه ثمة مؤشرات عديدة تدل على دخول الدراسات‬
‫الصحفية مرحلة جديدة في تطور أفكارها و بحوثها في ظل التطورات الحديثة في عالم الصحافة و‬
‫اإلعالم مما أدى إلى ظهور تيارات بحثية جديدة ‪41.‬‬

‫العوامل التي أدت إلى ظهوراتجاهات بحثية حديثة في بحوث‬ ‫‪-5‬‬


‫الصحافة ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تحول الصحافة الى صناعة تسمى الصناعة الصحفية لديها اقتصادياتها‬
‫الخاصة بها‪ :‬و يقصد بها " عملية تحويل االنتاج الصحفي أي املحتوى الصحفي (‬
‫املكتوب أو االلكتروني ) الى سلع استهالكية تعرض في السوق مثلها مثل السلع الصناعية‬
‫األخرى‪ ،‬و تخضع لقانون السوق ( قانون العرض و الطلب ) " و هذا راجع الى تداخل‬
‫االعالم مع االقتصاد ‪ ،‬األمر الذي أدى الى تحول اتجاهات اهتمام الباحثين في بحوثهم‬
‫بالصحافة من الناحية االقتصادية ( أي ببعدها االقتصادي أكثر من االعالمي ) ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ظهور و تطور تكنولوجيا املعلومات و االتصال و تأثيراتها على الصحافة ‪ :‬ان‬
‫ثورة املعلومات صاحبها ظهور و تطور في تكنولوجيا املعلومات و االتصال مثل ‪ :‬االقمار‬
‫الصناعية ‪ ،‬و جهاز الكمبيوتر ‪ ،‬و هذا ما أدى بالباحثين الى االهتمام بالصحافة من زاوية‬
‫بحثية جديدة تمثلت في معالجة املواضيع التي لها عالقة بالتقنيات الحديثة املستخدمة‬
‫في العمل الصحفي ‪.‬‬
‫ت‪ -‬ظهور االنترنت نتج عنه ميالد نوع جديد من الصحافة و هي الصحافة‬
‫االلكترونية ‪ :‬هذه األخيرة أثارت العديد من املسائل و االشكاالت االعالمية املرتبطة‬
‫بتأثيراتها على الصحافة املطبوعة و ان كانت مكملة لها ‪ ،‬أو منافسة ‪ ،‬أم أنها تشكل خطرا‬

‫‪ 41‬السيد بخيت ‪ ،‬الجديد في بحوث الصحافة مدارس غربية و إسهامات عربية ‪،‬ط ‪ ، 1‬دار الكتاب الجامعي ‪ ،‬اإلمارات العربية‪،‬‬
‫‪ ، 2111‬ص ‪. 31‬‬

‫‪30‬‬
‫على بقائها و ستؤدي الى اختفائها يوما ما ‪ ،‬و غيرها من االتجاهات الجديدة في بحوث‬
‫الصحافة االلكترونية ‪.‬‬
‫إضافة إلى كثرة البحوث التي تناولت مؤهالت الصحفيين اإللكترونيين ومها راتهم ‪ ،‬وطرق تحرير‬
‫ا‬
‫املادة الصحفية إلكترونيا ‪ ،‬وحرية التعبير اإللكتروني ‪ ،‬وأخالقيات العمل الصحفي اإللكتروني ‪.‬‬

‫ث‪ -‬تطور االنترنت و ظهور تطبيقات الجيل الثاني منها ( شبكات التواصل‬
‫االجتماعي ) أدى الى ظهور صحافة املواطن ‪ :‬هذا األخير أصبح يساهم في انتاج‬
‫املحتوى الصحفي بل تجاوز األمر الى االعتماد عليه كمصدر لألخبار ‪ ،‬و هذا بفضل‬
‫خاصية التفاعلية و ما بعدها التي منحتها شبكات التواصل االجتماعي ملستخدميها ‪.‬‬
‫ج‪ -‬أتاحت تكنولوجيا املعلومات وفرة هائلة في البيانات الرقمية ‪ ،‬و من جهة‬
‫أخرى إمكانية الدمج بين مجاالت اإلعالم و الحوسبة و البرمجة و هو ما نتج‬
‫عنه تطورا جديدا يتمثل في صحافة البيانات ( ‪ : ) Data Journalism‬كنوع‬
‫من أنواع الصحافة و كممارسة مهنية و منه كمجال بحثي ‪‬اهتم به بعض الباحثين من‬
‫( القصص‬ ‫عدة نواحي ‪ :‬واقع صحافة البيانات ‪ ،‬مضمون صحافة البيانات‬
‫اإلخبارية املقدمة ) و اخراجها ( املعايير الفنية إلنتاجها ) ‪ ،‬صحفي البيانات و مهاراته ‪،‬‬
‫جمهورها و مستخدميها ‪ ،‬التشريعات و األخالقيات الالزمة لتطويرها ‪ ،‬غرف األخبار و‬
‫استخدامها لصحافة البيانات ‪ ،‬تأثيرات صحافة البيانات سواء على جمهور وسائل‬
‫اإلعالم التقليدية أو الجديدة ‪ ،‬تأثيرات تطور الوسائل اإلعالمية الجديدة و الرؤى‬
‫املستقبلية لصحافة البيانات ‪42.‬‬

‫ح‪ -‬تغير جمهور الصحافة ‪ :‬من حيث اتجاهاته نحو الصحافة املطبوعة ‪ ،‬و تحوله الى‬
‫و‬ ‫الصحافة االلكترونية ‪ ،‬االستخدامات و االشباعات لكل من الصحافة املطبوعة‬
‫االلكترونية و غيرها من التحوالت التي طرأت على جمهور الصحافة ‪ ،‬باإلضافة الى‬
‫االهتمام ببحوث التغيرات التي طرأت على هذا الجمهور ألغراض تجارية ( جذب أكبر قدر‬
‫ممكن من االشهار الصحفي و االلكتروني ) باعتباره السوق االولية ‪.‬‬

‫‪ ‬انعقاد أول مؤتمر دولي حول صحافة البيانات بأمستردام عام ‪. 2111‬‬
‫‪ 42‬هبة مصطفى حسن مصطفى‪ ،‬االتجاهات الحديثة في بحوث صحافة البيانات‪ ،‬مجلة البحوث و الدراسات اإلعالمية‪ ،‬العدد‬
‫السابع عشر‪ ،2021 ،‬ص ص ‪0-1‬‬

‫‪31‬‬
‫خ‪ -‬االهتمام باملقاوالتية الصحفية و انشاء مؤسسات صحفية ناشئة تنشط في البيئة‬
‫اإلعالمية التقليدية و الرقمية ‪.‬‬
‫د‪ -‬اهتمام مجموعة من الباحثين على مستوى مختلف الجامعات الجزائرية و‬
‫العربية و الغربية بإجراء دراسات نقدية في بحوث الصحافة‪ :‬بهدف تطويرها و‬
‫مسايرة االتجاهات البحثية الحديثة‪ .‬و " سعيا للوصول لرؤى متقاربة حول أفضل‬
‫و تميزا في‬ ‫الطرق للتعامل مع الدراسات الصحفية ‪ ،‬و التي تعد من أكثر املجاالت نموا‬
‫حقل اإلعالم ‪43" .‬‬

‫و على صعيد آخر ظهرت بعض التيارات البحثية الجديدة‪/‬القديمة مثل الدراسات‬
‫الصحفية املقارنة في وقت تراجعت فيه االهتمامات التقليدية للدراسات الصحفية املتعلقة‬
‫بالعوملة ‪ ،‬و ظهور اهتمامات جديدة تبحث عن عوملة تعليم الصحافة و أخالقياتها و دراساتها‬
‫و من ناحية أخرى ‪ ،‬ظهرت بعض التيارات التي تدعو للعودة لالهتمام بسيسولوجيا الصحافة‬
‫والصحفيين ‪ ،‬و أخرى تدعو لتطبيق مفاهيم مستقاة من علوم أخرى في حقل الدراسات‬
‫الصحفية مثل مفهوم بورديه عن الحقل الصحفي ‪ ،‬و مفهوم هبرماس عن الفضاء العام ‪،‬‬
‫ومفهوم ‪ Zalizer‬عن املجتمع التفسيري ‪ ، Interprative Community‬و أخرى مستقاة من حقل‬
‫الصحافة ذاته مثل ‪ ، Journalism of attachment‬وغيرها سعت ملراجعة األدوات البحثية‬
‫املستخدمة في الدراسات الصحفية ‪ ،‬مع محاولة استكشاف أدوات بحثية جديدة مالئمة‬
‫لدراسة الظواهر الصحفية الجديدة ‪ ،‬و إن مثلت تأثيرات التكنولوجيا و تطوراتها عالمة بارزة في‬
‫إعادة قراءة الدراسات الصحفية الهتماماتها و مفاهيمها ‪44.‬‬

‫ذ‪ -‬تطورالنظريات و األساليب و املناهج و األدوات البحثية في بحوث الصحافة ‪:‬‬


‫ظهور اتجاهات بحثية جديدة في بحوث الصحافة أدى الى تطوير الباحثين في النظريات‬
‫الكالسيكية و املناهج و األدوات البحثية لدراسة هذه االتجاهات ‪.‬‬
‫و في هذا الصدد بدأ الباحثون يطورون من بعض التيارات البحثية القديمة بطرح مفاهيم‬
‫جديدة ‪ ،‬ففي دراسات نظرية وضع األجندة ‪ ،‬بدأ البعض يناقش مفاهيم مثل قطع األجندة‬

‫‪ 43‬سيد بخيت ‪ ،‬االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة ‪ :‬مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات‬
‫الصحفية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 29‬‬
‫‪ 44‬سيد بخيت ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪02‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ ،Agenda Cutting‬و تصفح‪/‬تزلج األجندة ‪ ، Agenda Surfing‬و دمج األجندة ‪Agenda Melding‬‬
‫‪ ،‬مع السعى لتطوير مفهوم بناء األجندة اإلليكترونية ‪ ، Online Agenda Building‬كما بدأت‬
‫دراسات التأطير ‪ Framing‬تحتل مكانة بارزة في الدراسات الصحفية في ظل البحث عن جوانب‬
‫اتفاقها و تباينها مع بحوث وضع األجندة ‪.‬و في إطار دراسات نظرية حارس البوابة‪ ،‬بدأ الحديث‬
‫عن مفاهيم جديدة مثل مراقبة البوابة ‪ ، Gatewatching‬و‪ Dissiminator‬في مقابل حارس‬
‫البوابة‪..‬إلخ ‪45.‬‬

‫ر‪ -‬األزمات املالية التي تعرضت لها عدة مؤسسات صحفية ‪ :‬في مختلف دول العالم نتيجة‬
‫لتأثرها بالظروف االقتصادية و كان آخرها األزمة الصحية العاملية لكوفيد ‪ 19‬التي‬
‫مست جميع القطاعات و منها القطاع اإلعالمي ‪ :‬حيث ظهرت اتجاهات بحثية حديثة‬
‫في مجال الصحافة اهتمت بتداعيات و تأثيرات وباء كورونا على عدة مستويات في املجال‬
‫الصحفي منها وضعها املالي و توازناتها االقتصادية من خالل البحث في االستراتيجية التي‬
‫اعتمد عليها املؤسسات الصحفية للخروج من أزمتها املالية و من ثم ضمان استمراريتها في‬
‫السوق االعالم املكتوب ‪ .‬و إعادة النظر في مصادر تمويلها التقليدية ‪ ،‬الصحافة العلمية‬
‫‪...‬و من جهة أخرى املستجدات التي طرأت على العمل الصحفي في ظل انتشار فيروس‬
‫كورونا من حيث مزاولة النشاط االعالمي عن بعد ‪ ،‬جمع املعلومات ‪ ،‬القيام بتحقيقات‬
‫صحفية ‪...‬الخ ‪.‬‬
‫و في هذا الصدد يؤكد الباحثون الذين شاركوا في فعاليات املؤتمر الدولي حول " الصحافة‬
‫و التجديد في الزمن الرقمي " املنظم من قبل معهد الصحافة وعلوم اإلخبار يومي ‪ 0‬و ‪ 8‬أفريل‬
‫على أهمية دراسة املمارسات الصحفية في ظل الظروف التي فرضتها الجائحة‪46 .‬‬ ‫‪2121‬‬
‫و من جهته يحدد الباحث ماجد تربان عاملين وراء تطور االتجاهات البحثية في بحوث‬
‫الصحافة و هما‪:‬‬
‫و‬ ‫‪ ‬ورافق التطور في األبحاث العلمية في مجال الصحافة اهتمام علماء السياسة‬
‫االقتصاد و علم النفس بعلوم االتصال ‪ ،‬و أسهموا في تطويرها و بناء نظرياتها ‪،‬‬
‫ا‬
‫و مفاهيمها األساسية ‪ ،‬األمر الذي أعطاها طابعا متميزا من حيث االتساع و الشمولية‬

‫‪ 45‬نفس املكان‬
‫‪ 46‬ديباجة املؤتمر الدولي حول " الصحافة و التجديد في الزمن الرقمي " املنظم من قبل معهد الصحافة و علوم اإلخبار يومي ‪ 0‬و‬
‫‪ 8‬أفريل ‪ ، 2121‬ص ‪. 3‬‬

‫‪33‬‬
‫واإلثراء‪ ،‬و ا زد االهتمام بالدور اإليديولوجي للصحافة و بالدراسات الثقافية و الكيفية‪.‬‬
‫‪47‬‬

‫‪ ‬من املهم أن نعرف أين تتجه بحوث الصحافة ؟ و ماذا أنجز الباحثون في هذا املجال ؟‬
‫وهل هناك تطور ملحوظ ؟ باإلضافة إلى رصد قدر ونوع التطور الذي تحقق في مجال‬
‫بحوث الصحافة من حيث االنتقال من مرحلة الوصف واالستطالع إلى التفسير و اختبار‬
‫االرتباط أو التأثير‪48 .‬‬

‫‪ ‬شهدت الدراسات الصحفية في العديد من الدول تطورا كبيرا في السنوات األخيرة‬


‫و من أبرز هذه التطورات ظهور عدة دوريات جديدة تعنى بالدراسات الصحفية في‬
‫بداية هذا القرن ( ‪ ) 21‬من بينها دورية ‪ Journalism Studies‬في فيفري‪ ، 2000‬و دورية‬
‫‪ Journalism: Theory, Practice, Criticism‬في إبريل ‪ ، 2000‬ودورية ‪Journalism‬‬
‫‪ Practice.‬و تهتم هذه الدوريات بالبعد الدولي في دراسات الصحافة ‪ ،‬و معظمها يركز‬
‫على دراسة الصحفيين و ممارساتهم و انتاجهم الصحفي ‪.‬لتضاف إلى الدوريات الشهيرة‬
‫في بحوث الصحافة مثل ‪Educator, Journalism and Mass Communication‬‬
‫‪ ،Quaterly, Newspapers Research Journal‬الخ‪ ،‬و قد خصصت بعض هذه الدوريات‬
‫ا‬
‫أعدادا و ملفات خاصة لدراسة واقع و أهمية الدراسات الصحفية ‪ ،‬ومستقبلها ‪ ،‬كما‬ ‫‪،‬‬
‫صدر العديد من الكتب املتعلقة بالدراسات الصحفية مثل ;‪Deuze, 2002‬‬
‫‪Schudson,2003; Zelizer, 2004; Franklin, et al.,2005; Quandt, 2005; Weaver et‬‬
‫و‬ ‫‪ al., 2007, Jorgensen & Hanitzsch, 2009.‬و غيرها من الكتب‬
‫االصدارات الحديثة في بحوث الصحافة ‪.‬‬
‫كما صدرت في دول عديدة من العالم دوريات علمية جديدة في مجال الصحافة مثل & ‪Media‬‬
‫‪ Jornalismo‬في البرتغال ‪ ،‬و دورية ‪ Journalism Research‬في البرازيل ‪ ،‬و دورية الدراسات‬
‫الصحفية األفريقية )‪ ، (African Journalism Studies‬و دورية الصحافة الباسيفكية ‪( Pacific‬‬
‫‪ ، Journalism Review‬باإلضافة إلى عدد من الدوريات شبه التجارية املهمة مثل ‪(American‬‬
‫( ) ‪ Global Journalism Review.. Journalism Review) (British Journalism Review‬الخ ‪.‬‬

‫‪ 47‬ماجد سالم تربان ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪223‬‬


‫‪ 48‬ماجد سالم تربان ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪221‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ ‬تأسيس عدة أقسام خاصة للدراسات الصحفية املقارنة في الجمعية الدولية لالتصال‬
‫‪ ،ICA‬و في جمعية ال ‪ ، IAMCR‬و جمعية تعليم وبحوث االتصال األوربية ‪ECREA‬‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء العديد من املواقع اإلليكترونية املتخصصة في الدراسات الصحفية ‪ ،‬و في تعليم‬
‫الصحافة مثل ‪Global Network for Professional Education in Journalism and‬‬
‫‪. Media‬‬
‫‪ ‬انشاء شبكات أكاديمية ترعى عدة مشروعات بحثية ‪ ،‬يتم تطبيقها في عدة دول مثل‬
‫و‬ ‫مشروع ‪ ،Worlds of Journalism‬و أخرى يتبادل من خاللها الباحثين دراستهم ‪،‬‬
‫أحدثها ‪ ، Nordic Research Network in Journalism Studies‬كما تشكلت عدة‬
‫جماعات بحثية معنية بالدراسات الصحفية من بينها جماعة كلية كارديف للصحافة‬
‫ووسائل اإلعالم و الدراسات الثقافية ‪ ،‬و من بين اهتماماتها تحليل املمارسات الصحفية‬
‫في الصحافة و كيفية تطويرها ‪49.‬‬

‫‪ ‬اهتمام العديد من املدارس األكاديمية الجديدة منها و القديمة بتطوير الدراسات‬


‫الصحفية و مراجعة املداخل النظرية لها و طرحها لنماذج خاصة بالدراسات الصحفية‬
‫املقارنة مثل‪ :‬املدرسة البرازيلية و األسبانية و البرتغالية‪ ،‬و املدرسة األملانية‬
‫و الفرنسية‪50.‬‬

‫‪ ‬تزايد االهتمام بأهمية بحوث الصحافة في توجيه العمل الصحفي اليومي للصحفيين‬
‫وتصحيح مساراته ‪ ،‬و استكشاف أبعاده و متغيراته ‪ ،‬و رصد التطورات املتعلقة‬
‫باملمارسات الصحفية ‪ ،‬و مساعدة الصحفيين على التعرف بشكل متعمق على طبيعة‬
‫مهنتهم ‪ ،‬و التأريخ للظواهر الصحفية ‪ ،‬و بيان أثر الفعل و العامل الصحفي في صيرورة‬
‫األحداث العامة و توجهات املجتمع ‪.‬‬
‫و في األخير يمكن القول أنه مثلما تطورت بحوث االعالم و االتصال بصفة عامة تطورت كذلك‬
‫بحوث الصحافة ‪ ،‬حيث تنوعها و تغير اتجاهاتها البحثية كان نتيجة تنوع و تغير العديد من‬

‫‪ 49‬سيد بخيت ‪ ،‬االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة ‪ :‬مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات‬
‫الصحفية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪. 12 -11‬‬
‫‪ 50‬نفس املكان‬

‫‪35‬‬
‫و‬ ‫األمور التي طرأت على الصحافة كوسيلة جماهيرية و كمؤسسة صحفية و كممارسة مهنية‬
‫على قرائها ‪.‬‬

‫‪ -1‬أهمية تطويراالتجاهات البحثية في بحوث الصحافة ‪:‬‬


‫أ‪ -‬االرتقاء بالصحافة املطبوعة و تطويرها ‪ :‬بهدف اعادة احيائها من جديد ‪.‬‬
‫أ‪ -‬فهم الظاهرة الصحفية أكثر و التطورات و التغييرات التي طرأت عليها ‪.‬‬
‫و‬ ‫ب‪ -‬املساعدة على ايجاد حلول أفضل للمشكالت التي تواجهها املؤسسات الصحفية‬
‫الصحافة االلكترونية ‪.‬‬
‫ت‪ -‬تحسين األداء االعالمي و املمارسة املهنية ‪.‬‬
‫ث‪ -‬احداث تراكم معرفي في بحوث الصحافة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬اثراء املكتبات الجامعية بمساهمات علمية جديدة في مجال بحوث الصحافة ‪.‬‬
‫ح‪ -‬تطوير البحث العلمي في املجال الصحفي ‪.‬‬
‫خ‪ -‬تجنب التكرار في دراسة مواضيع و أبحاث تم معالجتها من قبل ‪ ،‬كون البحث العلمي في‬
‫املجال الصحفي الهدف منه هو تلك القيمة العلمية و االضافة التي يأتي بها الباحث عند‬
‫دراسته ملوضوع معين ‪.‬‬
‫د‪ -‬توظيف هذه األبحاث في ترشيد السياسات االعالمية ‪ ،‬و تطوير طرائق و أساليب‬
‫املمارسات االعالمية في املجال الصحفي ‪.‬‬
‫‪ -‬توفير قاعدة معلومات مستمدة من الرصيد البحثي و املعرفي املتراكم بما يتيح إمكانيات‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫تطوير البحث العلمي في مجال الصحافة و زيادة كفاءته مستقبال بعيدا عن النمطية‬
‫التقليدية‪51 .‬‬

‫و من جهته استعرض بعض الباحثين عدة أسباب وراء ضرورة اجراء مراجعات حول االتجاهات‬
‫البحثية في بحوث الصحافة ‪ ،‬حيث يؤكدون على بقاء أهمية الصحافة و دورها في املجتمع و‬
‫بالتالي يجب استمرارية اإلفادة من الدراسات و البحوث الصحفية في تطوير واقع املجتمعات ‪،‬‬
‫املساعدة على توجيه بوصالتها نحو استيعاب املتغيرات الجديدة الحادثة في عالم االتصال و‬
‫اإلعالم ‪ ،‬و استقطاب رؤى و توجهات علوم أخرى ‪ ،‬و في نفس الوقت يضمن استمرارية دعمها‬

‫‪ 51‬ماجد تربان ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪234‬‬

‫‪36‬‬
‫للدور التقليدي للصحافة في املجتمعات ‪ ،‬اكتشاف جوانب القوة و الضعف في الدراسات‬
‫الصحفية و أفكارها و اهتماماتها و منهجيتها و أدواتها و نظرياتها و نماذجها ‪52.‬‬

‫‪ -0‬املراحل التي مرت بها االتجاهات البحثية الجديدة في بحوث الصحافة‬


‫املطبوعة و االلكترونية ‪:‬‬
‫اقترح كل من دويمينيك و ويمر " نموذج تطوري يشرح تطور بحوث االنترنت و ما يتصل بها من‬
‫وسائل اتصالية جديدة يتكون من أربعة مراحل ‪ ،‬حاولنا اسقاط هذا النموذج على التطورات التي‬
‫عرفتها بحوث الصحافة بنوعيها املطبوعة و االلكترونية و ذلك وفق املراحل التالية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬املراحل التي مرت بها االتجاهات البحثية الجديدة في بحوث الصحافة املطبوعة ‪:‬‬
‫‪ -‬املرحلة األولى ‪ :‬و هي مرحلة االهتمام بالتطورات التي طرأت على الصحافة املطبوعة‬
‫و‬ ‫كوسيلة جماهيرية قديمة مثال من ناحية الوظائف التي تؤديها و دورها في املجتمع‬
‫تأثيراتها على القارئ ‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ -‬املرحلة الثانية ‪ :‬التغييرات التي طرأت على قراء الصحف املطبوعة ‪ ،‬خصائصهم‬
‫سماتهم ا لعامة أو االجتماعية أو الفردية و اتجاهاتهم نحو الصحف و محتوياتها ‪،‬‬
‫االستخدام و االشباع املحقق بعد قراءة محتوى الصحف املطبوعة ـ اسباب تراجع‬
‫مقروئيتهم للصحف‪.‬‬
‫‪ -‬املرحلة الثالثة ‪ :‬مظاهر تأثير التكنولوجيا و االنترنت على الصحافة املطبوعة من‬
‫الناحية التحريرية ( املحتوى ‪ ،‬األجناس الصحفية و اللغة الصحفية املوظفة ) ‪ ،‬اإلدارية‬
‫‪ ،‬االقتصادية ‪ ،‬الطبع و التوزيع ‪ ،‬اإلخراج الفني الصحفي ‪.‬‬
‫‪ -‬املرحلة الرابعة ‪ :‬بحوث ادارة املؤسسات الصحفية و اقتصادياتها ‪.‬‬
‫‪ -‬املرحلة الخامسة ‪ :‬البحث في مظاهر التجديد في الصحافة املكتوبة و تحدياته سواء‬
‫كان ذلك في غرف التحرير أو في النماذج االقتصادية املمولة لها و أثر ذلك التجديد على‬
‫الهويات الصحفية ‪.‬‬
‫و يمثل هذه املرحلة مجموعة من الباحثين و األساتذة األكاديميين و الصحفيين املهنيين الذين‬
‫نادوا بضرورة التجديد الصحفي في الزمن الرقمي في ظل التأثير املتعاظم لتكنولوجيات شبكات‬

‫‪ 52‬سيد بخيت ‪ ،‬االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة ‪ :‬مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات‬
‫الصحفية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪11‬‬

‫‪37‬‬
‫املعلومات مثل ّ‬
‫محركات البحث و امليديا االجتماعية و أدوات الرصد اآللي للمعلومات و ذلك أثناء‬
‫مشاركتهم في فعاليات املؤتمر الدولي املوسوم ب " الصحافة و التجديد في الزمن الرقمي " املنظم‬
‫من قبل معهد الصحافة وعلوم اإلخبار يومي ‪ 0‬و ‪ 8‬أفريل ‪ ، 2121‬حيث بحث هؤالء في مظاهر‬
‫التجديد سواء في املمارسات املهنية و صناعة األخبار أو في قاعات التحرير أو في النماذج‬
‫االقتصادية ملختلف الصحف ‪.‬‬
‫و في هذا السياق اعتبر بعض الباحثين أن املنظومات التقنية هي مدخل للتجديد الصحفي‬
‫الصحفية من اختيار املوضوع ّ‬
‫الصحفي إلى‬ ‫و بالتحديد التقني و ذلك في مرحلة في إنتاج املضامين ّ‬
‫تلقي الخبر و هذا بعد أن تبنت بعض ّ‬
‫الصحف آليات تقنية لليقظة و رصد املعلومات ‪.‬‬
‫في حين ركزت صحف أخرى على آليات عبر االنترنت قصد تلقي شهادات و مقترحات من‬
‫ّ‬
‫الفاعلين اآلخرين بما في ذلك الجمهور ‪ .‬كما استثمرت مؤسسات صحفية في التدفق اآللي لألخبار‬
‫و من بين األمثلة التي تبين توظيف التقنية في خدمة املحتوى الصحفي و تحسين تجربة‬
‫املستخدم نجد تقنية الواقع املعزز و خوارزميات التحري اآللي في األخبار و تطبيقات الهاتف‬
‫رديات الجديدة القائمة على درجة هامة من العرض‬ ‫الس ّ‬
‫الذكي و اعتماد برمجيات وتقنيات ّ‬
‫ّ‬
‫والتفاعلية‪ .‬ومن التطورات املمكنة في القطاع تبني آليات أنترنت األشياء والذكاء‬ ‫الجذاب‬
‫االصطناعي واعتماد صحافة الروبوت‪53 .‬‬

‫أما البعض اآلخر من الباحثين فركز على التجديد الصحفي في قاعات التحرير و ذلك من خالل‬
‫ّ‬
‫السرديات الجديدة ‪ ،‬و من جهة أخرى‬ ‫تحديث نماذج التحرير الصحفي بتنويع أشكال اإلنتاج و‬
‫وقع إدماج ُ‬
‫الق ّراء في نماذج التحرير كأحد الفاعلين املهمين في عملية إنتاج األخبار ‪.‬‬
‫و في سياق متصل أشار أصحاب هذا االتجاه الذي نادى بالتجديد الصحفي في الزمن‬
‫الرقمي إلى أن التجديد واالبتكار يكون أحيانا نتاج للظروف التي تواجهها الصحف منها األزمات‬
‫املالية التي تواجهها من حين آلخر و أزمة كورونا الحالية ‪.54‬‬
‫في حين نجد مجموعة من الباحثين الذين تحدثوا عن التجديد الصحفي في الزمن الرقمي لكن‬
‫من ناحية النماذج االقتصادية املمولة ملختلف املؤسسات الصحفية خاصة بعدما عرفت في‬
‫وئية و املبيعات و ّ‬
‫توجه املستثمرين إلى املنصات‬ ‫املقر ّ‬ ‫ّ‬
‫العشريات األخيرة تحوالت اقتصادية كتراجع ُ‬
‫ّ‬
‫تشظي الجمهور ‪ ،‬فمثال ركز بعض الباحثين على مسألة التمويل الجماعي كأحد‬ ‫ّ‬
‫الرقمية و‬

‫‪ 53‬ديباجة املؤتمر الدولي حول " الصحافة و التجديد في الزمن الرقمي " ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪2‬‬
‫‪ 54‬ديباجة املؤتمر الدولي حول " الصحافة و التجديد في الزمن الرقمي " ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪3‬‬

‫‪38‬‬
‫تبنتها مؤسسات صحفية غير ربحية قصد تجاوز ّ‬
‫شح املوارد املعهودة و الدفاع ّ‬
‫عما‬ ‫البدائل التي ّ‬
‫ُيعرف بصحافة في خدمة املصلحة العامة‪55 .‬‬

‫ب‪ -‬املراحل التي مرت بها االتجاهات البحثية الجديدة في بحوث الصحافة االلكترونية‪:‬‬
‫و‬ ‫‪ ‬املرحلة األولى ‪ :‬و هي مرحلة االهتمام بالقضايا الخاصة بالوسيلة في حد ذاتها ‪،‬‬
‫عادة ما نطرح في بحوث الوسيلة االسئلة التالية ‪ :‬ما هذه الوسيلة ؟ كيف تعمل ؟ هل‬
‫تشبه وسائل االعالم التقليدية أو تختلف عنها ؟ ما هي وظائفها ‪ ،‬ما هي املتطلبات املالية‬
‫إلنشائها ؟ ما هي أخالقياتها املهنية‪ ،‬ما هي طبيعة القوانين و التشريعات التي تنظمها ‪...‬‬
‫‪ ‬املرحلة الثانية ‪ :‬بمجرد تطور الصحافة االلكترونية كوسيلة اعالمية الى مستوى معين و‬
‫خالل فترة زمنية معينة ‪ ،‬انصب االهتمام البحثي حول اتجاه آخر و هو جمهور هذه الوسيلة‬
‫من املتصفحين ‪ ،‬املتابعين ‪ ،‬املشتركين ‪ ،‬املتفاعلين ‪ ،‬على الخط ‪ ،‬خارج الخط ‪ ،‬جمهور الواب‬
‫‪ ...‬و يمكن دراسة الجمهور في هذه الفئة من خالل البحث في ‪ :‬قياس مقروئية الصحف‬
‫االلكترونية ‪ ،‬اتجاهاتهم ‪ ،‬االستخدام و االشباع املحقق بعد التعرض ملحتوى الصحف‬
‫االلكترونية أي بحوث االستخدامات و االشباعات املحققة بعد التعرض ملحتوى الصحافة‬
‫االلكترونية ‪ ،‬و هنا نجيب على التساؤالت التالية ‪ :‬كيف يستخدم االفراد هذه الوسيلة بما‬
‫فيهم الصحفيين العاملين في الصحافة املطبوعة ‪ ،‬و من هم املستخدمين الرئيسيين لها ‪ ،‬و‬
‫غيرها من التساؤالت ‪...‬‬
‫‪ ‬املرحلة الثالثة ‪ :‬االهتمام ببحوث تفاعلية الصحافة االلكترونية و تأثيراتها على املتلقي ‪،‬‬
‫أي محاولة االجابة على أسئلة مثل ‪ :‬كيف تؤثر الصحافة االلكترونية على متصفحيها ‪،‬‬
‫هل تغير من توجهاتهم و أرائهم و تساهم في تشكيل رأي عام ؟‬
‫و‬ ‫‪ ‬املرحلة الرابعة‪ :‬اهتمت ببحوث املقارنة بين الصحافة املطبوعة و االلكترونية‬
‫تأثيرات هذه األخيرة على األولى ( على الصحفيين العاملين بالصحافة املطبوعة‪،‬‬
‫اقتصاديات هذه األخيرة‪...‬الخ)‬
‫‪ ‬املرحلة الخامسة ‪ :‬البحث في ادارة مواقع الصحف اإللكترونية و مصادر تمويلها‬
‫و دخلها و ربحها و تأثيرها على املمارسة املهنية ‪.‬‬

‫‪ 55‬نفس املكان‬

‫‪39‬‬
‫‪ ‬املرحلة السادسة ‪ :‬و عند كل من دويمينيك و ويمر " في نموذجهما التطوري هذه املرحلة‬
‫هي املرحلة الرابعة بالنسبة لهما و التي تكون عادة حول االهتمامات البحثية تتعلق‬
‫بالتحسينات في الوسيلة و تطوير مفاهيم أو نظريات جديدة للوسيلة الجديدة فتجيب‬
‫على أسئلة مثل ‪ :‬هل هناك طريقة لتغيير الهيكل أو محتوى الوسيلة الجديدة لجعلها‬
‫أكثر فائدة أو فعالية ؟‬
‫و بالتالي انصب االهتمام في املرحلة السادسة من بحوث الصحافة االلكترونية على تطوراتها‬
‫سواء من حيث الشكل ‪ ،‬الجديد في القوانين املنظمة لها ‪ ،‬تنويع أشكال اإلنتاج و اعتماد‬
‫السرديات الجديدة ‪ ،‬فمثال من األنماط ّ‬
‫الصحفية التي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التشع ّبية و النشر الالخطي و‬ ‫الوسائط‬
‫ظهرت في السنوات األخيرة في البلدان الغر ّبية خاصة نذكر " صحافة الحلول " و األخبار في شكل‬
‫و‬ ‫ألعاب فيديو و الفيديوغرافيا و صحافة البيانات و صحافة التحري ‪ ،‬و غيرها من التغييرات‬
‫التطورات التي طرأت على املمارسة اإلعالمية للصحافة اإللكترونية ‪.‬‬
‫كما اهتم فريق من هذا االتجاه البحثي الذي ركز على التجديد الصحفي في البيئة الرقمية‬
‫ّ‬
‫بمسألة تفويض الصحف اإللكترونية بعض املهام لجمهورها ‪ ،‬حيث يمثل التعهيد الجماعي أو‬
‫االستعانة بالجماهير دعوة للمواطنين الصحفيين لإلدالء بشهاداتهم و التعاون و املساهمة‬
‫ّ‬
‫التوجه ُيمكن للجمهور تقييم و التعليق على‬ ‫ّ‬
‫الفعالة في إنتاج املضامين الصحفية ‪.‬و في نفس‬
‫ُّ‬
‫املهنيون ‪ .‬باإلضافة إلى انشاء مدونات و منتديات و فضاءات افتراضية‬ ‫املقاالت التي ينتجها‬
‫النقاش موجهة للقراء املساهمين في مسار إنتاج األخبار ‪56 .‬‬‫للنشر و ّ‬

‫‪ ‬املرحلة السابعة ‪ :‬تركزت على العالقة بين الصحافة االلكترونية و منصات اإلعالم‬
‫االجتماعي التي تمثل صحافة املواطن و كيف أثرت هذه األخيرة عليها ‪ ،‬من حيث البحث‬
‫في مظاهر التنافس على األخبار و املعلومات ‪ ،‬و طبيعة التحديات التي تواجهها و أشكال‬
‫التعايش املمكنة بين هذين النمطين اإلعالميين ‪ ،‬مع استشراف املسارات املستقبلية‬
‫للعالقة بينهما ‪.‬‬

‫‪ 56‬ديباجة املؤتمر الدولي حول " الصحافة و التجديد في الزمن الرقمي " ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪13‬‬

‫‪40‬‬
‫املحورالثالث ‪ :‬االتجاهات البحثية الحديثة في نظريات بحوث الصحافة‬
‫املحاضرة ‪ :30‬السياق الجديد لبحوث نظرية حارس البوابة‬
‫مثلما تطورت االتجاهات البحثية في بحوث الصحافة تطورت معها كذلك تلك البحوث املرتبطة‬
‫بنظريات علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬و في هذا اإلطار تتحدد أهم املساعي البحثية التي اهتمت‬
‫بالتقنين النظري للمشهد العام لالتصال الحديث في عدة مسارات كان أهمها ‪57:‬‬

‫السعي وراء تمكين النظريات التقليدية للتعامل مع املظاهر الحديثة ‪ ،‬و قد شمل‬ ‫‪‬‬
‫أهم هذه النظريات ‪ :‬اعادة توصيف مدخل االستخدامات و االشباعات ‪ ،‬إعادة‬
‫تمكين نظرية تبني املستحدثات ‪ ،‬النظرية الوظيفية ‪ ،‬حارس البوابة ‪ ،‬و األجندة ‪.‬‬

‫‪ 57‬محمد بن سليمان الصبيحي ‪ ،‬العالقة الوظيفية بين القائم االتصال و الجمهور ( دراسة وصفية في ضوء متغيرات البيئة‬
‫االتصالية الحديثة في اململكة العربية السعودية ) ‪ ،‬رسالة دكتوراه في االعالم ‪ ،‬قسم االعالم ‪ ،‬كلية الدعوة و االعالم ‪ ،‬جامعة‬
‫االمام محمد بن سعود االسالمية ‪ ، 2118-2110 ،‬ص ‪122‬‬

‫‪41‬‬
‫السعي وراء تمكين نظريات العلوم ذات الصلة للتعامل في الحقل االتصالي الحديث (‬ ‫‪‬‬
‫نظرية املعلومات ‪ ،‬الفاعل ‪ :‬الشبكة)‬
‫البحث عن مداخل نظرية اتصالية و الخروج من االطار االجتماعي إلى االطار الثقافي‬ ‫‪‬‬
‫( االتصال الثقافي) ‪.‬‬
‫الجدير بالذكر أن البدايات األولى لظهور وسائل االعالم الحديثة في بداية التسعينيات واكبتها‬
‫موجة عارمة من رفض تطبيق النظريات القديمة لالتصال ‪ ،‬حيث رأى أغلب املنظرين عدم قدرة‬
‫هذه النظريات و املداخل على التعامل مع الوسائل الحديثة ‪ ،‬حيث أشار ‪ Gauntlett‬إلى عدم‬
‫قدرة املداخل و املناظر البحثية و النظريات التي عملت في إطار دراسات االتصال الجماهيري على‬
‫التفاعل مع املتغيرات الحديثة ‪ ،‬إال أن الواقع قد أثبت بعد إجراء العديد من الدراسات أن احياء‬
‫النظريات القديمة أمر ممكن ‪ ،‬و أن املسألة ال تعدو إال أن تكون حالة من إعادة تمكين هذه‬
‫النظريات و تحويلها للتعامل مع طبيعة البيئة االتصالية الحديثة ‪58.‬‬

‫و عليه ظهر اتجاه بحثي نادى بضرورة اعادة النظر في تلك النظريات و تطويرها وفق السياق‬
‫الجديد لوسائل االعالم و البيئة االعالمية الجديدة ‪ ،‬أي تحيين النظريات الكالسيكية و من بين‬
‫هذه النظريات نجد نظريتي ‪ :‬حارس البوابة و األجندة ‪.‬‬
‫‪ -0‬نظرية حارس البوابة " ‪ " Gate keeper / Gatekeeping‬في البيئة‬
‫االعالمية التقليدية ‪:‬‬
‫جاءت هذه النظرية من رحم النظريات االتصالية املتعلقة بالقائمين باالتصال ‪ ،‬و التي انبثقت‬
‫من الدراسات و األبحاث التي أجراها عالم النفس النمساوي األصل و األمريكي الجنسية " كرت‬
‫ليون " ( ‪ ، ) Kurt Lewin‬حيث وضع نظرية القائم باالتصال و التي أطلق عليها نظرية حارس‬
‫البوابة اإلعالمية ‪ ،‬هذا و قد اعتبر علماء االتصال و اإلعالم معا أن نظرية ليون من أفضل‬
‫النظريات االتصالية و اإلعالمية التي تناولت القائم باالتصال و اإلعالم ‪ ،‬علما أنه ال يوجد حارس‬
‫واحد للبوابة اإلعالمية بل حراس كثر ‪59.‬‬

‫‪ 58‬محمد بن سليمان الصبيحي ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ص ‪224 - 123‬‬


‫‪‬بوادر ظهورها كانت في ‪ ، 1922‬و الواقع أن أول دراسة تناولت بالشرح القائم باالتصال هي دراسة روستن بعنوان " مراسلي‬
‫واشنطن " عام ‪ ، 1930‬لتتوالى بعدها دراسات ركزت على حارس البوابة ليطورها ليون في عام ‪. 1900‬‬
‫‪ 59‬بسام عبد الرحمن مشاقبة ‪ ،‬نظريات اإلعالم ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬عمان األردن ‪ ،‬دار أسامة للنشر و التوزيع ‪ ، 2111 ،‬ص ‪. 113‬‬

‫‪42‬‬
‫و معنى ذلك أن املعلومات أو الرسالة التي يراد لها أن تمر عبر وسائل اإلعالم تمر بمراحل‬
‫و‬ ‫عديدة و هي تنتقل من املرسل إلى املتلقي كونها ليست حصيلة جهد فردي لشخص واحد ‪،‬‬
‫إنما هي عمل اشترك بصنعه العشرات من اإلعالميين ‪ ،‬و هم ما نطلق عليهم تعبير " حراس البوابة‬
‫" الذين ينتشرون على طول شبكة املعلومات ( أي في نقطة و مرحلة ما من مراحل صناعة الخبر )‬
‫و لهم سلطة في اتخاذ القرار فيما سيمر من خالل بوابتهم و كيف سيمر ‪ ،‬فنجد منهم‬
‫الصحفيون الذين يقومون بجمع األنباء ‪ ،‬مصادر األنباء الذين يزودون الصحفيين باألخبار ‪،‬‬
‫أفراد الجمهور الذين يؤثرون على إدراك و اهتمام أفراد آخرين من الجمهور للمواد اإلعالمية ‪60.‬‬

‫و الجدير بالذكر أنه حسب صاحب النظرية ليون فإن على طول الرحلة التي تقطعها املادة أو‬
‫الرسالة اإلعالمية حتى تصل إلى الجمهور هناك نقاط أو بوابات يتم فيها اتخاذ قرارات بما يدخل‬
‫و ما يخرج ‪ ،‬و أنه كلما طالت املراحل التي تقطعها األخبار حتى تظهر في وسيلة اإلعالم ‪ ،‬ازدادت‬
‫املواقع التي يصبح فيها متاحا لسلطة فرد أو عدة أفراد تقرير ما إذا كانت الرسالة ستنقل بنفس‬
‫الشكل أو بعد إدخال بعض التغييرات عليها ‪ ،‬لهذا فإن من يديرون هذه البوابات و القواعد التي‬
‫تطبق عليها ‪ ،‬و الشخصيات التي تملك بحكم عملها سلطة التقرير ‪ ،‬يصبح نفوذهم كبيرا في‬
‫انتقال املعلومات ‪61.‬‬

‫و يتحكم في اتخاذ قرارات حراس البوابة عدة عوامل أو اعتبارات نستعرضها فيما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬االعتبارات الشخصية لحراس البوابة بمعنى املعايير الذاتية املرتبطة بهم مثل ‪:‬‬
‫التعليم و االنتماءات الفكرية و العقائدية و قد تكون تلك االعتبارات سياسية و إعالمية‬
‫مقصودة يراد من خاللها إحداث تغيير ثقافي أو اجتماعي في الجمهور املستهدف ‪.‬‬
‫ب‪ -‬معايير املجتمع و تقاليده ‪ :‬كتدعيم ثوابته الثقافية و القيم و التقاليد و حماية بنيانه‬
‫االجتماعي و دفع عجلة التنمية بخطى منسجمة مع الثوابت و ذلك البنيان ‪62.‬‬

‫ت‪ -‬معايير مهنية‪ :‬مرتبطة بضغوط املساحة أو الحيز الزمني للبرنامج‪ ،‬الضغوط التي يفرضها‬
‫وقت اإلنتاج و النشر أو البث‪ ،‬عالقات العمل‪ ،‬مصادر الخبر‪ ،‬السياسة التحريرية‬
‫للمؤسسة الصحفية التي تتأثر بمالكيها و مموليها‪...‬الخ ‪.‬‬

‫‪ 60‬كامل خورشيد مراد ‪ ،‬االتصال الجماهيري و اإلعالم ( التطور – الخصائص – النظريات ) ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬عما األردن ‪ ،‬دار املسيرة‬
‫للنشر و التوزيع ‪ ، 2111 ،‬ص ص ‪281-281‬‬
‫‪ 61‬كامل خورشيد مراد ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪288-280‬‬
‫‪ 62‬بسام عبد الرحمن مشاقبة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪113‬‬

‫‪43‬‬
‫ث‪ -‬معايير الجمهور ‪ :‬يمكن أن تضغط القوى املنظمة داخل الجمهور بشكل أو بآخر على‬
‫املؤسسات الصحفية ‪ 63 ،‬باإلضافة إلى توقعات ردود فعل الجمهور ‪.‬‬
‫و من الدراسات التي اهتمت و أجريت على القائمين باالتصال و القوى االجتماعية التي تؤثر على‬
‫العاملين في الصحف نجد دراسة الباحث وارين بريد التي قدمها سنة ‪ 1922‬و خلص فيها إلى أن‬
‫مضمون الصحف الكبرى ذات املركز املرموق ( صحف الصفوة) تؤثر على الطريقة التي تعالج بها‬
‫الصحف الصغيرة األخبار و املوضوعات امل همة ‪ ،‬مما ينعكس سلبا على التنويع و التغيير و تعدد‬
‫اآلراء التي تساعد على تكوين الرأي العام ‪ .‬و في دراسة أخرى أنجزها ذات الباحث أظهر فيها كيف‬
‫تدفن أو تحذف الصحف األخبار التي تهدد النظام االجتماعي و الثقافي أو تهاجمه‪64...‬‬

‫‪ -5‬السياق الجديد لنظرية حارس البوابة و االتجاهات البحثية الحديثة‬


‫حولها‪:‬‬

‫يرى بعض الباحثين أن نشأة االنترنت طرح تساؤالت حول النماذج و املداخل و النظريات‬
‫اإلعالمية القادرة على تفسير الظواهر اإلعالمية التي أفرزتها التطورات التكنولوجية املتعاقبة ‪،‬‬
‫و تعتبر نظرية حارس البوابة من املداخل التي استخدمها الباحثون في هذا الصدد على غرار‬
‫" جينسنجر " في دراستها حول " أدوار الصحفي اإللكتروني في البيئة الجديدة " و كيت و آخرون‬
‫خلصوا جميعهم إلى استمرار صالحية هذه النظرية في البيئة اإللكترونية لتفسير بعض الظواهر‬
‫التي رافقت هذه التطورات التكنولوجية ‪65.‬‬

‫لقد فقدت وظيفة حارس البوابة دورها الكالسيكي خاصة بعد انتشار منصات التواصل‬
‫االجتماعي التي مكنت أوال الجمهور املستقبل من التفاعل سواء مع املحتوى الصحفي أو مع‬
‫بعضهم البعض ( القراء فيما بينهم ) أو مع املرسل ‪ ،‬و ثانيا سمحت بظهور ممارسات إعالمية من‬
‫قبل املواطنين الذين أصبحوا يساهمون في انتاج املضامين اإلعالمية ‪ ،‬و بالتالي حجم التدفق‬
‫اإلعالمي الهائل ألغى الدور القديم لحراس البوابة و أفقدهم سيطرتهم و تحكمهم باملادة‬

‫‪ 63‬فضة عباس ي بصلي ‪ ،‬محمد الفاتح حمدي ‪ ،‬مدخل لعلوم االتصال و اإلعالم ( الوسائل – النماذج – النظريات ) ‪ ،‬ط ‪، 1‬‬
‫عمان األردن ‪ ،‬دار أسامة للنشر و التوزيع ‪ ، 2110 ،‬ص ص ‪320-321‬‬
‫‪ 64‬كامل خورشيد مراد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 291‬‬
‫‪ 65‬هالة بن علي برناط ‪ ،‬تطبيقات نظريات االعالم و االتصال التقليدية في فضاءات اإلعالم الجديد ( نظرية حارس البوابة‬
‫مثاال) ‪ ،‬املجلة الدولية لال تصال االجتماعي ‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم الجزائر ‪ ،‬املجلد ‪ ، 2‬العدد ‪، 2118 ، 4‬‬
‫ص ‪18‬‬

‫‪44‬‬
‫اإلعالمية و تحول حراس البوابة التقليدية إلى حراس البوابة االلكترونية ‪ .‬هذا ما أدى إلى بروز‬
‫اتجاهات بحثية حديثة تعمل على تطوير نظرية حارس البوابة نستعرضها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬االتجاه الذي بحث في امكانية تطبيق هذه النظرية في البيئة االعالمية‬
‫الجديدة باعتبار أن هذه النظرية ظهرت منذ ‪ : 1000‬اهتم أصحاب هذا االتجاه‬
‫باإلجابة على سؤال و هل يمكن تطبيق فرضيات النظرية التقليدية لحارس البوابة على‬
‫البيئة الرقمية التي تتميز بعدم امكانية فرض رقابة على املحتوى الصحفي؟ و ما مدى‬
‫مالئمة هذه النظرية للبيئة اإلعالمية الجديدة و مدى قدرتها على تأطير املمارسات‬
‫اإلعالمية الجديدة و تفسيرها و تحليلها ؟‬
‫و في ذات الوقت أكدوا على ضرورة مراجعة مفاهيم و مقوالت نظرية حارس البوابة التقليدية‬
‫و تقديم مقاربة جديدة بناء على تلك التطورات التي عرفها املشهد اإلعالمي خصوصا على مستوى‬
‫سير الرسالة منذ انطالقها من املرسل و حتى وصولها إلى مبتغاها الذي أصبح مستخدما أكثر منه‬
‫متلق ‪ ،‬حيث باتت تعرف الرسالة مسارات عديدة لسيرها في اتجاه غير خطي بعد أن كانت في‬
‫اتجاه خطي و من األعلى إلى األسفل ‪ ،‬كما تشابكت هذه املسارات فيما يعرف باالتصال الشبكي ‪.‬‬
‫و أهم التساؤالت التي بحث عن إجابة لها أصحاب هذا االتجاه البحثي في دراساتهم هي‪:‬‬
‫كيف أثرت تكنولوجيا االتصال الجديدة في دور حراس البوابات اإلعالمية القائم على التحكم في‬
‫سير الرسالة اإلعالمية و ضبط ما تحمله من معنى ؟ و هل مات حارس البوابة أو اختفى في البيئة‬
‫و‬ ‫اإلعالمية الرقمية ؟ هل تغيرت مرتكزات نظرية حراسة البوابة من الناحية املفاهيمية‬
‫‪66‬‬ ‫املعرفية ؟‬
‫و قد خلص الباحثون في هذا االتجاه إلى عدة نتائج نذكر منها ‪:‬‬
‫‪ ‬أن مسارات الرسائل اإلعالمية في البيئة اإلعالمية الجديدة ( الشبكية ) تمتاز بالتعدد‬
‫و التنوع و تتضمن كافة أنماط االتصال املعروفة ‪ :‬الخطية غير التفاعلية ‪ ،‬الخطية‬
‫التفاعلية ‪ ،‬االتصاالت املتزامنة و غير املتزامنة ‪ ،‬الفردية و الجماعية و الجماهيرية‬
‫و تشكل جميع هذه املسارات معا ما بات يعرف بشبكة االتصال ‪ ،‬أو البيئة الشبكية‬
‫لالتصال و اإلعالم ‪.‬‬

‫‪ 66‬عزام أبو الحمام ‪ ،‬نظرية حارس البوابة اإلعالمية في ظل البيئة الجديدة لتكنولوجيا االتصال ‪ ،‬مجلة الرسالة للدراسات و‬
‫البحوث اإلنسانية ‪ ،‬املجلد األول ‪ ،‬العدد الرابع ‪ ،‬ديسمبر ‪ ، 2110‬ص ص ‪219- 218‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ ‬سمح ظهور املسارات الجديدة لسير الرسالة اإلعالمية في البيئة اإللكترونية بسير‬
‫الرسالة مباشرة بين املرسل و الجمهور‪ ،‬أي دون املرور في وسيط هرمي مؤسس ي‪ ،‬بحيث‬
‫يمكن للرسالة أن تصل للجمهور بالحالة نفسها التي خرجت بها من لدن املرسل ( املنتج )‪.‬‬
‫‪ ‬يتم تعديل الرسالة أو املحتوى حتى بعد عملية النشر ‪ ،‬حيث ثمة خيارات في بعض‬
‫مواقع الصحف اإللكترونية تتيح ملرسل الرسالة حذفها أو تعديلها أو إظهارها ألفراد أو‬
‫مجموعات معينة دون الجمهور العام ( في حالة االشتراك ) ‪.‬‬
‫‪ ‬أصبح الجمهور حارس للبوابة بدل من الحارس التقليدي بفضل مشاركته الواسعة في‬
‫انتاج الرسائل و هذا الجمهور يخضع للحراسة الذاتية أي الرقابة الذاتية تحكمها‬
‫محددات نفسية و قيمية و ذاتية ‪ ،‬و محددات أخرى متعلقة بالسلطة و القوانين‬
‫و عواقب التعبير ‪ ،‬و محددات بعدية التي تبدو كرد فعل بعد نشر الرسالة ‪67.‬‬

‫و‬ ‫‪ ‬إن التغيرات امللموسة في مسارات الرسالة اإلعالمية نتج عنه تغييرات مفاهيمية‬
‫نظرية في نظرية حارس البوابة منها ‪ :‬تغير مفهوم الحراسة نفسه و يرجع ذلك إلى الحرية‬
‫التي يسم بها إعالم الوسائط الجديدة في تدفق املعلومات ‪ ،‬حيث أصبح بإمكان أي فرد‬
‫أن ينشر و يتلقى كل املعلومات التي يريد دون رقيب أو حارس يقوم نيابة عنه باملهام‬
‫التقليدية لحراس البوابة من تصفية و انتقاء و حجب و تقييد و مصادرة لألخبار و اآلراء‬
‫‪ .‬كما أصبح بإمكان كل فرد أن يقوم بوظيفة حارس البوابة بنفسه سواء كان منتجا أو‬
‫متلقيا للمعلومات ‪ ،‬كما يقوم بمفرده بتحديد احتياجاته من وسائل اإلعالم دون الحاجة‬
‫لطرف آخر أو حارس بوابة يقرر أو يختار أو يلخص أو يحلل أو يفسر له املعلومات و‬
‫اآلراء ‪ .‬و من جهة أخرى أفرزت البيئة ا إعالمية الجديدة فئة من الصحفيين ال تتعرض‬
‫لتلك القيود و الضغوط التقليدية التي يتعرض لها الصحفيين في املؤسسات الصحفية و‬
‫اإلعالمية التقليدية خاصة تلك املرتبطة بظروف العمل مثل التوقيت و املساحة‪68 .‬‬

‫‪ ‬ازدياد دور الجمهور في عملية االتصال ‪ ،‬انتهاء احتكار حراسة البوابة التقليدية التي‬
‫تمركزت في وسائل اإلعالم التقليدية باعتبارها لم تعد الوحيدة القادرة على انتاج‬
‫املضامين اإلعالمية‪ .‬من جهة و بانخراط فئات اجتماعية جديدة كانت مهمشة و مقصاة‬

‫‪67‬عزام أبو الحمام ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪289-283‬‬


‫‪ 68‬هالة بن علي برناط ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪12- 11‬‬

‫‪46‬‬
‫في عملية بناء الرسالة ‪ ،‬كما أصبح لهذه القوى أفراد يقومون بعملية ضبط و رقابة أيضا‬
‫من جهة أخرى ‪69.‬‬ ‫من خالل انخراطهم في الشبكات اإلعالمية‬
‫فتقوم هذه القوى الجديدة بنقل األخبار و املعلومات تعمل باملوازاة مع السلسلة التي تمر بها‬
‫املعلومة ضمن نظرية حارس البوابة لكنها تؤدي وظيفة عكسية حيث يقوم االتجاه القديم‬
‫بحجب املعلومات و األخبار و احتكارها و حماية األسرار لصالح القوى السياسية و االقتصادية ‪،‬‬
‫في حين يعمل االتجاه الجديد على تتبع و نشر املعلومات املتستر عليها و ذلك لصالح الجمهور‬
‫األكبر ‪ ،‬الذي يهدف إلى التغيير في شتى مجاالت الحياة ‪70.‬‬

‫‪ -0‬االتجاه البحثي الذي اهتم بالتغيرات و التطورات التي طرأت على األدوار‬
‫الوظيفية لحارس البوابة في الصحافة املطبوعة و االلكترونية ‪ :‬انطلق‬
‫أصحاب هذا التوجه من سؤال ‪ :‬هل تغيرت مهام الصحفي بتغير البيئة االعالمية ؟‬
‫و يعود سبب اهتمام هذا االتجاه بتغير دور و وظائف حارس البوابة إلى ما وفرته االنترنت من‬
‫ساحة بحثية جديدة لوظائف حراسة البوابة ‪ ،‬حيث أثرت البيئة االعالمية الجديدة في‬
‫طبيعة العمل االعالمي لحارس البوابة ‪ ،‬فمثال كان في البيئة الصحفية التقليدية تتركز‬
‫وظيفته على تقرير ما يجب أن يعرفه الجمهور ‪ ،‬أما االن فقد أصبح يقوم بمساعدة الجمهور‬
‫على تنظيم املعلومات املتوافرة لديه ‪ ،‬كما تغيرت الوظيفة االتصالية لحارس البوابة و ذلك‬
‫بتراجع التوجه األحادي القديم الذي كان في الصحافة املطبوعة ليتخذ شكال تفاعليا مما‬
‫أعطى لحراس البوابة القدرة على التعرف على جمهورهم ‪ .71‬و من جهة أخرى تناول هذا‬
‫االتجاه التحديات التي وضعها املستخدم ( املواطن ) بإنتاجه للمحتوى أمام وظيفة الصحفي‬
‫‪.‬‬
‫و إذا ما نظرنا الى طبيعة عمل الصحفي في الوقت الحالي لوجدنا أنه أصبح يقوم بعدة وظائف في‬
‫ذات الوقت ‪ ،‬كما سنالحظ أن هناك بعض الوظائف الكالسيكية تراجع حارس البوابة عن‬
‫القيام بها في البيئة الصحفية الحديثة كدور الرقابة ‪ ،‬حيث كان و مازال في املؤسسة الصحفية‬
‫يلعب دور املصفاة للمضمون الذي ينتقل منه الى املستقبل و هو الذي يحدد الخيارات االعالمية‬
‫التي يتجه اليها املتلقي القارئ ( أي حارس البوابة هو الذي يقرر ما الذي يجب أن يعلمه للقراء)‪،‬‬

‫‪69‬عزام أبو الحمام ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪289-283‬‬


‫‪70‬هالة بن علي برناط ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪12‬‬
‫‪ 71‬السيد بخيت ‪ ،‬الجديد في بحوث الصحافة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪92-24‬‬

‫‪47‬‬
‫غير أن في البيئة الصحفية الحديثة ال يوجد حارس بوابة رقيب " االنترنت عالم مفتوح ال رقيب‬
‫فيه إال ضميرك املنهي و االنساني ) ‪ ،‬إذ أصبح دور هذا األخير يقتصر على فحص الكم الهائل من‬
‫املعلومات املتاحة للتحقق منها و مساعدة االفراد املستخدمين في استيعابها و فهمها ‪ ،‬ايصال‬
‫األفكار و وضع املعلومات في الشكل الذي يستطيع به األفراد فهمها بشكل فعال ‪.‬‬
‫ان تراجع سلطة حارس البوابة راجع إلى مشاركة املواطن في صناعة الخبر و اطالعه على ما‬
‫يريد من أخبار فتجاوز بذلك حراس البوابة التقليدين ‪ ،‬و في بعض االحيان يصبح حارس البوابة‬
‫وسيط بين املعلومة و املستخدم الذي يبحث عن معلومات مختصرة و سريعة ‪.‬‬
‫و قد أقر أنصار هذا التوجه البحثي بزوال القيود التي كان يتحجج بها حراس البوابة في‬
‫البيئة اإلعالمية التقليدية سواء الضغوط السياسية أو قيود الحصول على املعلومات و بثها ‪ ،‬و‬
‫هذا ما جعل الرسالة آنذاك ال تصل إلى الجمهور قبل أن تمر عبر عدد من البوابات أو النقاط‬
‫التي تقوم بإجراء تعديالت عليها إن لم تقم بحجبها نهائيا‪72.‬‬

‫و‬ ‫و من جهة أخرى نجد أن دور الصحفي تراجع في البحث عن املعلومة في امليدان‬
‫التقص ي عنها ‪ ،‬و أصبح يكتفي فقط بمعالجتها بعد حصوله عليها من مواقع الكترونية ‪ ،‬بريد‬
‫الكتروني ‪ ،‬صفحات في مواقع التواصل االجتماعي ‪ ،‬قواعد بيانات على شبكة االنترنت‪...‬الخ‪.‬‬
‫في حين أن الصحافة االلكترونية أضافت مهاما و وظائف أخرى لحارس البوابة تتمثل في ‪:‬‬
‫تحديث املواقع االلكترونية و تطويره ‪ ،‬ارفاق املحتوى الصحفي بوسائط متعددة مثل ‪ :‬الصورة و‬
‫الفيديو و الغرافيك ‪ ،‬تحميل مواد و روابط الكترونية تفصيلية عن املوضوع أو الخبر الصحفي (‬
‫النص املتشعب و الفائق ) ‪ ،‬التفاعل و التواصل مع القراء ‪ ،‬مراجعة التعليقات ‪.‬‬
‫و في هذا الصدد أكدت الباحثة هالة بن علي برناط أن حارس البوابة في البيئة التقليدية‬
‫يشترك مع حارس البوابة في البيئة الجديدة في بعض الوظائف من حيث العمليات األساسية‬
‫الخاصة بهما لكن البيئة اإلعالمية الرقمية أضافت مجموعة من الوظائف الحديثة ‪ ،‬حيث لم‬
‫تعد الحراسة مقتصرة على تقرير ما ينشر و ما ال ينشر بل امتدت لتشمل وظائف خاصة مرتبطة‬
‫بالتحرير ا إلكتروني للمادة اإلعالمية تفرض على حارس البوابة اتخاذ قرارات دقيقة حول‬

‫‪ 72‬مالية مكيري ‪ ،‬حراسة البوابة اإلعالمية – مقاربة مفاهيمية في ظل البيئة اإللكترونية ‪ ،‬مجلة املعيار ‪ ،‬املجلد ‪ ، 22‬العدد ‪1‬‬
‫‪ ،‬جانفي ‪ ، 2118‬ص ‪8‬‬

‫‪48‬‬
‫الوسائط املرفقة للمقال الصحفي مثل الروابط و الصور و مقاطع الفيديو و الخرائط التفاعلية‬
‫املرفقة للرسالة ‪ ،‬إضافة إلى تحديد مساحة التفاعلية ‪73 .‬‬

‫و من جهته يرى الباحث ‪ Tom Regan‬أن كل هذه القرارات التي يتوجب على حارس البوابة‬
‫اإللكتروني أن يتخذها يجعل من وظيفته و عمله مرتبطا بكيفية معالجة الرسالة اإلعالمية إلى‬
‫أكثر من اهتمامه بجمع املادة اإلعالمية ‪74.‬‬ ‫الجمهور‬
‫‪ -0‬االتجاه البحثي الذي اهتم بحارس البوابة في الصحافة املطبوعة ‪ :‬ركز هذا‬
‫االتجاه اهتمامه على حارس البوابة في الصحافة املطبوعة من حيث التغيرات التي طرأت‬
‫على الصحفي التقليدي بظهور االنترنت و كيفية استغالل هذه األخيرة صحفيا أي طبيعة‬
‫توظيفها في عمله كمصدر لألخبار مثال أو انشاء مدونات خاصة بالصحفيين ( صحافة‬
‫البلوغر ) ‪ ،‬و مدى تأقلمه مع البيئة االعالمية الجديدة ‪.‬‬
‫‪ -0‬االتجاه البحثي الذي اهتم بحارس البوابة في الصحافة االلكترونية ‪ :‬أثار هذا‬
‫االتجاه تساؤالت حول حارس البوابة الرقمي أو حارس البوابة اإللكترونية سواء‬
‫كصحفي رقمي أو كمستخدم الكتروني يتعامل مع محتوى اعالمي رقمي عبر الويب ‪.‬‬
‫علما ان مجاالت االهتمام عند هذا االتجاه كانت على عدة مستويات من حيث هوية حارس‬
‫البوابة في الصحافة االلكترونية و هو الصحفي ‪ ،‬رئيس التحرير و مدير النشر في مواقع‬
‫الصحف اإللكترونية و أنواعه ( الصحفي املشارك ‪ ،‬الصحفي البلوغر ‪ ،‬الصحفي االلكتروني‬
‫) ‪ ،‬خصائصه و مميزاته ‪ ،‬تصوراته ‪ ،‬مهاراته ( التحريرية ‪ ،‬اللغوية ‪ ،‬االتصالية ‪ ،‬التقنية ‪،‬‬
‫مهارات جمع املادة و الوصول الى الخبر ‪...‬الخ ) أداءه االعالمي و وظائفه ‪ ،‬التحديات التي‬
‫تواجهه من الناحية التقنية ‪.‬‬
‫و في هذا الصدد نجد دراسة للباحث " جان سينجر " ( ‪ ) Jane Singer‬حول " استخدام‬
‫الصحف التقليدية لالنترنت و تأثيرها على حراسة البوابة اإلعالمية " الذي طرح فيها أسئلة حول‬
‫درجة تخلي املحررين في هذه الصحف عن دور حراسة البوابة اإلعالمية من خالل توفير فرص‬
‫للمستخدمين للمشاركة في بناء الرسالة اإلعالمية ( صناعة املحتوى الصحفي ) ‪ ،‬و توصلت‬
‫الدراسة إلى أن املحررين فخورين جدا باألدوات التفاعلية املتوفرة على مواقعهم اإللكترونية التي‬

‫‪73‬هالة بن علي برناط ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪13‬‬


‫‪74 Tom Regan , Technology Is Changing Journalism, https://niemanreports.org/articles/technology-is-‬‬

‫‪changing-journalism/, visit 02/03/2022 , 1814‬‬

‫‪49‬‬
‫ال يمكن أن تتوفر في الصحف املكتوبة ‪ ،‬كما أن الصحفيين تراجعوا نوعا ما عن القيام بدور‬
‫حراسة البوابة التقليدي ‪75".‬‬

‫‪ -5‬االتجاه البحثي الذي اهتم بإجراء دراسة مقارنة بين حراسة البوابة في‬
‫البيئة االعالمية التقليدية و االلكترونية ‪ :‬اهتم هذا التوجه البحثي الجديد‬
‫بجوانب االختالف و التشابه بين حارس البوابة في الصحافة املطبوعة و اآلخر في‬
‫الصحافة اإللكترونية و ذلك على عدة أصعدة ‪ :‬الخصائص ‪ ،‬في األساليب التحريرية‬
‫املستخدمة ‪ ،‬مصادر األخبار ‪ ،‬األدوار الوظيفية للصحفي ‪...‬‬
‫و من أبرز أوجه املقارنة بين حارس البوابة التقليدي و الحديث ( اإللكتروني ) التي اهتم بها‬
‫أصحاب هذا االتجاه نذكر ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬عدد أفراد حراس البوابة ‪ :‬تعتمد الصحف املطبوعة على عدد كبير من حراس‬
‫البوابة و لكل منهم دور و وظيفة و مهمات يقوم بها عند مرحلة معينة من مرور املادة‬
‫اإلعالمية ‪ ،‬بينما في الصحف اإللكترونية تقلص عددهم إلى حد كبير ‪ ،‬حيث أصبح‬
‫الفرد الواحد أي الحارس الواحد يقوم بعدة مهمات في نفس الوقت منها ‪ :‬جمع املادة‬
‫اإلعالمية و اتخاذ قرارات حراسة البوابة ‪ ،‬و من ناحية أخرى تزايد عدد القرارات التي‬
‫ينبغي على حارس البوابة اتخاذها ‪ ،‬و عدد املهمات التي يقوم بها ‪76.‬‬

‫ب‪ -‬عدد بوابات الحراسة‪ :‬قل صت االنترنت التي تعمل في بيئتها الصحافة اإللكترونية من‬
‫عدد البوابات اإلعالمية التي تمر بها املادة اإلعالمية‪ ،‬فلم يعد من الضروري مرورها بعدة‬
‫بوابات من املصدر إلى اإلعالمي إلى األقسام االعالمية و الصحفية التي تتخذ قرارات‬
‫حيال املادة ( املحتوى) ‪ ،‬إلى األقسام اإلنتاجية املختلفة لتصميم و اخراج و تنفيذ املادة‬
‫اإلعالمية ‪ ،‬حيث يمكن أن تختزل هذه البوابات في بوابة واحدة أو أكثر تتجمع فيها‬
‫مفردات عملية " حراسة البوابة " ‪ ،‬كما يمكن أن يتبادل فيها أطراف العملية مواقعهم في‬

‫‪75 Jane‬‬ ‫‪B. Singer, STEPPING BACK FROM THE GATE , Online Newspaper Editors and the Co-Production of‬‬
‫‪Content in Campaign 2004 , City Research Online , University of London Institutional Repository ,2006,‬‬
‫‪https://openaccess.city.ac.uk/id/eprint/3462/6/‬‬
‫‪ 76‬ثائر محمد تالحمة ‪ ،‬حراسة البوابة اإلعالمية و التفاعلية في املو اقع اإلخبارية الفلسطينية على شبكة االنترنت ‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير في اإلعالم ‪ ،‬كلية اإلعالم ‪ ،‬جامعة الشرق األوسط ‪ ، 2112 ،‬ص ص ‪41-39‬‬

‫‪50‬‬
‫بدء مراحل الحراسة ‪ ،‬و هذا ما أدى إلى التقليل من عملية اتخاذ القرار ( كما و نوعا)‬
‫و سرعة اتخاذه‪77.‬‬

‫ت‪ -‬طريقة توصيل األخبار ‪ :‬أفرزت البيئة اإلعالمية اإللكترونية أشكاال و وسائل حديثة‬
‫من توصيل األخبار و املعلومات لم تعهدها وسائل اإلعالم الجماهيرية و منها الصحافة ‪،‬‬
‫إذ أصبح بمقدور حارس البوابة دفع املادة اإلعالمية إلى الجمهور القارئ باستخدام‬
‫البرامج الحديثة التي تساعد في توصيل إليه املادة اإلعالمية بطريقة حديثة غير مسبوقة‬
‫‪ ،‬و على شاشات حواسيبهم الخاصة مثل ‪ :‬برامج ‪ ، Point Cast‬و هي آلية تساعد كل من‬
‫حارس البوابة و الجمهور على املشاركة في اتخاذ القرارات اإلعالمية بشأن ما ينشر و ما‬
‫يقرأ ‪ ،‬كما تسمح للجمهور بتحديد ما يريده من قوائم محددة و مصادر معينة ‪ ،‬و يتم‬
‫بث مضامينها إلى الجمهور على مدار الساعة ‪ .‬و من جهة أخرى أصبح الجمهور قادرا على‬
‫الوصول إلى األخبار الخام أو األصلية و بشكل فوري و التي تتجدد باستمرار‪78.‬‬

‫ث‪ -‬وظائف حراس البوابة‪ :‬و هو العنصر أو املتغير الذي تحدثنا عنه سابقا بالتفاصيل‬
‫و‬ ‫في االتجاه الذي تبنى البحث عن وظائف حارس البوابة بعدما تغير و تطور دوره‬
‫طبيعة عمله فيما عن ذي قبل‪.‬‬
‫ج‪ -‬عالقة حراس البوابة بالجمهور‪ :‬لم تكن هناك عالقة مباشرة بين حراس البوابة في‬
‫الصحف و جمهورها القارئ باعتبار أن توجه الرسالة اإلعالمية كان أحادي أي تدفق‬
‫املعلومات و اآلراء يتخذ شكل رأس ي ( اتصال نازل من األعلى إلى االسفل ) من حراس‬
‫البوابة إلى الجمهور ‪ ،‬و حاليا أصبحت العالقة مباشرة و توجه الرسالة ثنائي أن يتخذ‬
‫شكال تفاعليا و تبادليا للمواقع مصدرا و متلقيا ‪ .‬كما أصبح حراس البوابة يهتمون‬
‫بقرائهم من خالل الرد على رسائلهم و تعليقاتهم و التفاعل معهم في الحوارات‬
‫و املنتديات ‪ 79.‬و حتى منحهم فرصة املشاركة في صناعة محتوى الجريدة اإللكترونية‪.‬‬
‫كما لم يعد الجمهور متلقيا سلبيا بعدما أصبح بمقدوره تقرير ما يتعرض له و يتوافق مع‬
‫اهتماماته‪ ،‬فضال عن قدرته على املشاركة في صناعة الحدث و املضمون و الرأي‪.‬‬

‫‪ 77‬ثائر محمد تالحمة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪41‬‬


‫‪ 78‬سلمى غروبة ‪ ،‬و اقع القائم باالتصال في ظل افرازات الشبكات االجتماعية – دراسة مقارنة بين الوظائف التقليدية و‬
‫الجديدة ‪ ، -‬مجلة اإلعالم و املجتمع ‪ ،‬املجلد ‪ ، 2‬العدد ‪ ، 4‬ص ‪. 12‬‬
‫‪ 79‬ثائر محمد تالحمة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪44‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ -0‬االتجاه البحثي الذي اهتم باملعاييراملهنية و األخالقية للقائم باالتصال املنهي‬
‫في الصحافة املطبوعة أو االلكترونية أو كالهما معا ‪ :‬انصب اهتمام هذا االتجاه‬
‫بدراسة التغيرات التي طرأت على املعايير املهنية و االخالقية ( املعايير املجتمعية ‪ ،‬الذاتية‬
‫‪ ،‬املهنية ‪ ،‬و املعايير املتعلقة بالجمهور ) للقائم باالتصال في الصحافة املطبوعة و‬
‫العوامل و الضغوط التي قد يتعرض لها و تعيق أداءه الصحفي و اختيار األخبار ‪ ،‬حيث‬
‫الباحثين في هذا االتجاه توصلوا إلى أن بعض املعايير تراجعت في الصحافة االلكترونية‬
‫مثل املعايير املهنية ( السياسة التحريرية ‪ ،‬مصادر األخبار املتاحة ‪ ،‬الظروف املهنية التي‬
‫يعمل فيها الصحفي ) في حين تصاعدت معايير الجمهور املستهدف باعتباره أصبح يؤثر‬
‫على القائم باالتصال ‪.‬‬
‫و في هذا الصدد يؤكد بعض الباحثين على ضرورة االهتمام أكثر باملعايير املهنية و األخالقية‬
‫لحارس البوابة في الصحافة اإللكترونية باعتبارها قد أنتجت ممارسات إعالمية جديدة ‪ ،‬ما خلق‬
‫أدوار جديدة في املمارسة الصحفية و كثف الحاجة إلى حارس بوابة تضبطه قواعد قانونية و‬
‫مواثيق أخالقية تنظم العمل اإلعالمي و ترتقي باألداء املنهي املحترف ‪ .‬خاصة إذا علمنا أن بعض‬
‫حراس البوابة اإللكترونية قد تخلو عن مسؤوليتهم االجتماعية اتجاه الجمهور في تناول كافة‬
‫القضايا و املوضوعات و أصبح ما يهمهم تقديم السبق اإلخباري أو الصحفي بأي طريقة و دون‬
‫تحري الدقة و مصداقية املعلومات و األخبار ‪ ،‬و هكذا انتقل دور حارس البوابة في البيئة الرقمية‬
‫من االهتمام باألمن املعلوماتي إلى األمن األخالقي ‪ .‬و بناء على ذلك نادى أصحاب هذا االتجاه‬
‫بضرورة تدعيم عمل حارس البوابة اإللكترونية بإنشاء هيئة إعالمية ملراقبة املمارسات اإلعالمية‬
‫في الصحافة اإللكترونية‪80.‬‬

‫و قد أرجع الباحثون في هذا التوجه املوضوعاتي ذلك إلى متطلبات العمل اإلعالمي في البيئة‬
‫اإللكترونية التي قد تتفق أو ال تتفق مع الضوابط األخالقية التقليدية ‪ ،‬مما يحتم ضرورة‬
‫التفكير في طبيعة الظواهر األخالقية الجديدة التي تفرز ها هذه البيئة ‪ ،‬و كيفية التعام معها ‪،‬‬
‫و كيفية التوفيق بين مقتضيات العمل ‪ .‬كما أقروا في ذات الوقت صعوبة تطبيق االخالقيات‬
‫املهنية التقليدية على الصحافة اإللكترونية حتى و إن كان الصحافيين هم نفسهم كون الوسيط‬
‫قدمها و ّ‬
‫يقدمها من خالل‬ ‫مختلف كل االختالف و هو أحدث بمجرد وجوده و بالخدمات التي ّ‬

‫‪ 80‬خيرة مكرتار ‪ ،‬دور حارس البوابة في ظل اإلعالم الجديد ‪ ،‬مجلة الساورة للدراسات اإلنسانية و االجتماعية ‪ ،‬العدد الخامس ‪،‬‬
‫جوان ‪ ، 2110‬ص ص ‪322-318‬‬

‫‪52‬‬
‫ّ‬
‫التطورات املتسارعة فيه ‪ ،‬و من ثم يصعب مطالبة اإلعالميين جميعهم في البيئة اإلعالمية‬
‫اإلليكترونية بااللتزام بالضوابط األخالقية ‪ ،‬إما ألنه لم يتم تأهيلهم من قبل ‪ ،‬و إما ألنه ال توجد‬
‫ضوابط مؤسسية تجبرهم أو تحفزهم على االلتزام بها ‪81.‬‬

‫(‬ ‫املحاضرة ‪ : 5‬املتغيرات الجديدة في بحوث نظرية جدول األعمال‬


‫األجندة ‪،‬ترتيب األولويات ) ( ‪: ) Agenda Setting‬‬

‫‪ 81‬محمد مليك ‪ ،‬تأثير الصحافة اإللكترونية على الصحافة املطبوعة ‪ -‬رؤية تحليلية لو اقع القائم باالتصال بين البيئتين‬
‫‪،‬مجلة اإلعالم و املجتمع ‪ ،‬املجلد ‪ ، 2‬العدد ‪ ، 2‬جوان ‪ ، 2118‬ص ص ‪14-13‬‬

‫‪53‬‬
‫على الرغم من مرور أزيد عن ‪ 41‬سنة على بداية االهتمام ببحوث نظرية األجندة إال أنها‬
‫مازالت تحظى إلى يومنا هذا باهتمام الباحثين سواء في الصحافة املكتوبة كوسيلة إعالمية‬
‫تقليدية أو في الصحافة اإللكترونية كوسيلة إعالمية حديثة ‪ ،‬و من ثم نجد في هذا اإلطار‬
‫اتجاهات بحثية عديدة منها الكالسيكية و البعض اآلخر الحديثة ‪ ،‬و نحن في هذه املحاضرة‬
‫ستركز على النوع الثاني من التوجهات البحثية في دراسات نظرية جدول األعمال أو األجندة ‪.‬‬
‫‪ -4‬نظرية ترتيب األولويات و األجندة ‪‬في البيئة اإلعالمية التقليدية ‪:‬‬
‫جاءت نظرية األولويات و األجندات بعد انتقال اهتمام الباحثين خالل الثمانينات من القرن‬
‫املاض ي من النموذج االقناعي لوسائل اإلعالم الجماهيرية القائم على تقييم ممارساتها على أساس‬
‫فعاليتها في تهيئة الجماهير و تحريكها إلى النموذج الصحفي الذي يسعى إلى التأكيد على دور هذه‬
‫الوسائل في تزويد الجمهور باملعلومات الالزمة لهم حول الشؤون و القضايا العامة ‪ .‬و من هنا بدأ‬
‫تركيز الباحثين على دراسة تأثيرات وسائل اإلعالم على املستوى املعرفي أكثر من التأثير على‬
‫االتجاه ‪82.‬‬

‫و‬ ‫و جاءت تسمية هذه النظرية من فكرة جدول األعمال الذي يبحث في اللقاءات‬
‫االجتماعات و املعروف باسم األجندة ‪ ،‬و مثلما يحدد جدول األعمال في أي لقاء ترتيب‬
‫املوضوعات التي سوف تناقش بناء على أهميتها ‪ ،‬تقوم وسائل اإلعالم و منها الصحافة بذات‬
‫الوظيفة ‪ ،‬أي لها جدول أعمالها الخاص و أجندتها التي تحدد من خاللها األهم و األقل أهمية من‬
‫املوضوعات و األحداث‪ 83.‬علما أن جدول وسائل اإلعالم و منها الصحافة يتمثل في كل ما تنشره‬
‫من مضامين صحفية حول مختلف القضايا و املوضوعات‪.‬‬
‫يمكن أن نعبر عن عملية وضع األجندة بصياغات مختلفة منها " العملية التي بواسطتها تحدد‬
‫وسائل اإلعالم بما تفكر و حول ماذا نقلق " ‪ " ،‬اعادة صياغة جميع األحداث التي تقع في املجتمع‬
‫إلى نموذج بسيط قبل أن نتعامل مع هذه األحداث ‪ " " .‬مجموعة من املوضوعات يكون ترتيبها‬
‫حسب أهميتها " ‪ " ،‬قدرة وسائل اإلعالم على تحديد القضايا املهمة " ‪ ،‬و " ابراز وسائل اإلعالم‬
‫لقضايا معينة على أنها مهمة ‪" .‬‬

‫‪ ‬هي النظرية التي صاغها الباحثان ‪ McComb and Shaw‬و وضعا في أواخر الستينات االفتراض األساس ي لها و بعدها طورها‬
‫الباحث ‪. Walter Lippmann‬‬
‫‪ 82‬بسام عبد الرحمن املشاقبة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 91‬‬
‫‪ 83‬كامل خورشيد مراد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪148‬‬

‫‪54‬‬
‫و تهتم بحوث ترتيب األولويات بدراسة العالقة التبادلية بين وسائل اإلعالم و الجماهير التي‬
‫تتعرض لتلك الوسائل في تحديد أولويات القضايا السياسية و االقتصادية و االجتماعية التي‬
‫تهم الجمهور ‪ .‬و تفرض هذه النظرية أن وسائل اإلعالم ال تستطيع أن تقدم جميع املوضوعات‬
‫و القضايا التي تحدث في املجتمع ‪ ،‬و إنما يختار القائمون على هذه الوسائل بعض املوضوعات‬
‫التي يتم التركيز عليها بشدة ‪ ،‬و التحكم في طبيعتها و محتواها ‪ .‬هذه املوضوعات تثير اهتمامات‬
‫الناس تدريجيا‪ ،‬و تجعلهم يدركونها و يفكرون فيها و يقلقون بشأنها‪ ،‬و بالتالي تمثل هذه‬
‫املوضوعات لدى الجماهير أهمية أكبر نسبيا من املوضوعات األخرى التي ال تطرحها وسائل‬
‫اإلعالم‪84.‬‬

‫و‬ ‫و هكذا يبدأ الجمهور في تبني األجندة التي تطرحها وسائل اإلعالم بما يقوده للتصديق‬
‫اإلقناع الفعلي بأهمية بروز هذه األحداث و الشخصيات و القضايا دون غيرها‪ .‬يذكر أن وسائل‬
‫اإلعالم من خالل وضعها ألجندتها و تغطيتها اإلخبارية قد تسعى إلى إبراز بعض القضايا حتى و إن‬
‫كانت في الحقيقة أي في الواقع أقل جدية و أهمية و األغرب في األمر هو اعتقاد الجمهور‬
‫بأهميتها‪85.‬‬

‫و في سياق آخر يتأثر ترتيب األولويات بمجموعة من العوامل أو املتغيرات الخاصة ب ‪86 :‬‬

‫أ‪ -‬طبيعة القضايا ‪ :‬من حيث ملموسة أو مدركة من قبل الجمهور ( تكون محل اهتمامه‬
‫و تشغل الرأي العام مثل غالء املعيشة ‪ ،‬األزمة الصحية لكوفيد ‪ ) 19‬أو أن تكون‬
‫القضية مجردة أي غير ملموسة ( التلوث مثال) و درجة فضول الجمهور نحو القضايا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أهمية القضايا ‪ :‬افترضت دراسة " كارتر و زمالءه " وجود عالقة ارتباط ايجابي بين درجة‬
‫اهتمام الجمهور بالقضية ‪ ،‬و زيادة حصولها على أولويات أكبر ‪ ،‬علما أن حسب ذات‬
‫الدراسة فإن زيادة االهتمام مرتبط بالقضايا التي تسبب التهديد و الخوف مقارنة‬
‫بالقضايا األخرى ‪.‬‬
‫ت‪ -‬الخصائص الديمغر افية للجمهور ‪ :‬تشير بعض الدراسات إلى وجود عالقة ارتباط بين‬
‫الخصائص الديمغرافية لجمهور وسائل اإلعالم و ترتيب األولويات نحو القضايا املثارة‬
‫فيها مثل متغير املستوى التعليمي ‪.‬‬

‫‪ 84‬حسن عماد مكاوي ـ عاطف عدلي العبد ‪ ،‬نظريات اإلعالم ‪ ، 2110 ،‬ص ‪392‬‬
‫‪ 85‬بسام عبد الرحمن املشاقبة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪93-92‬‬
‫‪ 86‬حسن عماد مكاوي ـ عاطف عدلي العبد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪411- 391‬‬

‫‪55‬‬
‫ث‪ -‬االتصال الشخص ي‪ :‬يلعب االتصال الشخص ي دورا في ترتيب أولويات االهتمام للقضايا‬
‫التي تحظى بتغطية إعالمية مكثفة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬توقيت إثارة القضايا ‪ :‬قد تقوم وسائل اإلعالم بإثارة قضايا و ترتيب أولوياتها في أوقات‬
‫دون غيرها و بشكل أقوى من األوقات األخرى كتلك القضايا التي تثار أيام االنتخابات أو‬
‫األزمات ‪.‬‬
‫ح‪ -‬املدى الزمني لوضع األولويات ‪ :‬و الذي يرتبط بالبعد الزمني لتأثير وسائل اإلعالم سواء‬
‫على املدى القصير أو املدى التراكمي أي الطويل ‪ ،‬و عليه فإن طبيعة القضية املثارة قد‬
‫تفرض زمنا قصيرا أو طويال للتأثير على الجمهور ‪ .‬و لكن بوجه عام يكون املدى الزمني‬
‫لوضع األولويات في الصحف أطول منه في التلفزيون ‪87.‬‬

‫‪ -5‬املتغيرات الجديدة في بحوث نظرية األجندة و اتجاهاتها البحثية ‪:‬‬


‫يقسم" ماكوبس "بحوث األجندة إلى أربعة أشكال رئيسية تعكس تطور االتجاهات الخاصة بهذه‬
‫البحوث و هي كالتالي‪88 :‬‬

‫‪ ‬الدراسة األصلية" شابل هيل "والتي اختبرت الفرض الرئيس الخاص بأن نموذج التغطية‬
‫اإلخبارية يؤثر في إدراك الجمهور ألهمية القضايا اليومية‪.‬‬
‫‪ ‬الدراسات الخاصة باألدوار املقارنة للصحف و التلفزيون‪ ،‬و املصطلحات النفسية مثل‬
‫الحاجة إلى التكيف ‪ ،‬و اتفاق االتصال الشخص ي مع عملية االتصال الجماهيري ومثل‬
‫هذه األعمال قدمها كتاب "ظهور السياسة األمريكية "حيث اختبر فرض األجندة‬
‫باإلضافة إلى هذه الدراسات‪.‬‬
‫‪ ‬الشكل الثالث الذي اهتم بالكشف عن صور املرشحين واهتماماتهم السياسية كبديل‬
‫لألجندة‪.‬‬
‫‪ ‬بحلول الثمانينات انتقلت البحوث باألجندة اإلخبارية من متغير مستقل إلى متغير تابع‬
‫واستبدل السؤال من يضع أجندة الجمهور ؟ بالسؤال ‪ :‬من يضع األجندة اإلخبارية ؟‬
‫وهذا الشكل لبحوث األجندة يعتبر األكثر تعقيدا من الثالثة السابقة ‪ ،‬حيث يهدف إلى‬
‫شرح و وصف ارتباطاها املختلفة‪.‬‬

‫‪ 87‬حسن عماد مكاوي ـ عاطف عدلي العبد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 411‬‬
‫‪ 88‬يوسف محمد ‪ ،‬النظريات النفسية واالجتماعية في وسائل االتصال املعاصرة واإللكترونية‪،‬ط‪ ، 1‬القاهرة ‪ ،‬دار الكتاب‬
‫الحديث‪ ، 2112 ،‬ص ص ‪411 -412‬‬

‫‪56‬‬
‫و على صعيد آخر يقسم الباحثين االتجاهات البحثية في بحوث نظرية وضع األجندة أو جدول‬
‫األعمال إلى اتجاهات بحثية كالسيكية تقليدية و أخرى حديثة الذي هو في الواقع تقسيم‬
‫ملستويين من التركيز و االهتمام ‪:‬‬
‫أ‪ -‬املستوى األول الذي يهتم بالصياغة األولى لفرضية تحديد األولويات و األنواع الثالثة‬
‫لألجندة ‪ :‬األجندة اإلعالمية ‪ ،‬األجندة السياسية ‪ ،‬و األجندة الجماهيرية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬املستوى الثاني فنجد فيه االتجاهات البحثية الحديثة التي اهتمت ببحوث نظرية‬
‫األجندة في مرحلة ما بعد االتصال الجماهيري الذي اتسم بتجزئة الجمهور إلى وسائل‬
‫اعالم عديدة و متباينة و بالتالي لم يعد بإمكان لوسيلة إعالمية واحدة أن تسيطر على‬
‫سوق املعلومات و األخبار ‪ ،‬كما أن املتلقي أصبح بإمكانه أن يتعرض ملئات املصادر التي‬
‫يختارها و يتفاعل معها لحظة بلحظة هذا من جهة ‪ ،‬و من جهة أخرى ليس من السهل‬
‫على ذات املتلقي تذكر نوع املصادر و الوسيلة اإلعالمية التي تحصل منها على معلوماته‬
‫بشأن قضية ما‪89 .‬‬

‫و األصعب من ذلك هو قيام الباحثين املهتمين باالتجاهات البحثية الحديثة في نظرية وضع‬
‫األجندة بتحليل مضمون مواقع الصحف اإللكترونية ملعرفة كيفية ترتيب اهتمامات الرأي العام‬
‫حول القضايا‪،‬باعتبار أن املحتوى اإلعالمي الرقمي يتسم ب " عدم خطية أو ثبات‬
‫محتواه‪،‬خاصية تفاعلية املواقع االلكترونية قد تجعل من تحليل محتواها معقدا الى حد ما يؤثر‬
‫(‬ ‫في عمليتي التعميم و التمثيل‪ ،‬خاصية الوسائط املتعددة ملحتوى الصحف اإللكترونية‬
‫نصوص ‪ ،‬صور ‪ ،‬مقاطع فيديو ‪ )...‬تجعل من الصعب إيجاد كيفية لتوحيد وحدات التحليل و‬
‫التعامل معها ‪ ،‬باإلضافة إلى أن محتوى شبكة االنترنت يتغير بسرعة و بالتالي سيواجه الباحث‬
‫صعوبة في جمع البيانات و تصنيفها بحيث تكون قابلة للترميز ‪ ،‬و صعوبة التحقق من صدق و‬
‫ثبات التحليل املعلوماتي بالحاسوب "‪ 90‬و هو األمر الذي سنتطرق إليه بالتفصيل في محاضرة‬
‫الحقة حول االشكاالت املنهجية في تحليل مضمون مواقع الصحف اإللكترونية ‪.‬‬

‫‪ 89‬وفاء البار ‪ ،‬الصحافة الوطنية املكتوبة و أولويات الجمهور نحو القضايا العامة – دراسة تحليلية و ميدانية لجريدة الخبر ‪-‬‬
‫‪ ،‬أطروحة دكتوراه طور ثالث ( ل‪.‬م‪.‬د) في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬قسم العلوم اإلنسانية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة ‪،‬‬
‫‪ ، 2121-2121‬ص ‪31‬‬
‫‪ 90‬فضيل دليو ‪ ،‬تقنيات املعاينة في العلوم اإلنسانية و االجتماعية ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬دار هومة ‪ ، 2112 ،‬ص ص ‪. 101-119‬‬

‫‪57‬‬
‫و من جهة أخرى قد تتعرض بعض املواقع االلكترونية محل الدراسة في بعض األحيان إلى‬
‫الحجب أو القرصنة مثل ما حدث مع بعض مواقع الصحف اإللكترونية في الجزائر مثل موقع "‬
‫كل ش يء عن الجزائر " " ‪ " TSA‬التي تعرضت إلى الحجب من قبل الحكومة ‪.‬‬
‫و من جهته يرى الباحث السيد بخيت أن معالم بحوث نظرية وضع األجندة قد تطورت في‬
‫اآلونة األخيرة بحيث ظهرت اتجاهات بحثية جديدة خارج نطاق املفهوم األول لوضع األجندة ‪ ،‬و‬
‫الذي يرى أن املوضوعات العامة التي تبرزها وسائل اإلعالم تحتل مكانة بارزة ضمن اهتمامات‬
‫الجمهور ‪ ،‬كما ظهر تحول في االهتمام من أجندة وسائل اإلعالم إلى أجندة الجمهور ‪ ،‬فضال عن‬
‫و‬ ‫التوسع في تطبيق ذات النظرية على وسائل اإلعالم الجديدة ‪ ،‬و ظهور مفاهيم‬
‫مصطلحات جديدة مشتقة عن النظرية األصلية ‪91 .‬‬

‫و بدوره يؤكد الباحث عزام أبو الحمام أن البيئة الرقمية الجديدة لالتصال فرضت‬
‫معطيات نظرية جديدة ‪ ،‬أهمها‪92 :‬‬

‫‪ ‬أن سلطة ترتيب األجندة لم تعد ا‬


‫حكرا على وسائل اإلعالم و السياسيين و أصحاب‬
‫االستثمارات املادية و املعنوية‪.‬‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫)متفاعال و ا‬ ‫ا‬ ‫‪ ‬الجمهور لم يعد ّ‬
‫منتجا للمعنى و مشاركا في‬ ‫مستخدما ) ‪User‬‬ ‫متلق ايا؛ بل‬
‫ترتيب األجندة و في تأطير املضامين و في اختيار منصات النشر‪.‬‬
‫‪ ‬أما مفهوم الجمهور فقد َّ‬
‫تبدل و لم يعد يعني تلك الحشود أو األعداد التي ال تربط بين‬
‫ا‬
‫جمهورا‬ ‫أفرادها روابط أقوى من رابطة التلقي لوسائل اإلعالم‪ ،‬بل أصبح هذا الجمهور‬
‫خصوصا فيما يتصل بوضع األجندة‪،‬‬‫ا‬ ‫شبكيا ما أضفى عليه ا‬
‫مزيدا من القوة و الفاعلية ‪،‬‬ ‫ًّ‬
‫ُّ‬
‫أضف إلى ذلك التفاعلية التي يمارسها الجمهور تجاه كل ما يقال أو ُيكتب أو ُي َبث في‬
‫وسائل اإلعالم أو في املنابر السياسية ‪.‬‬
‫‪ ‬لم تعد الرسالة كما كانت ( مرسل ‪-‬رسالة ‪-‬قناة ‪-‬جمهور ( بل أصبحت السلسلة دائرية‬
‫ال تكاد تعرف من أين تبدأ وأين تنتهي) مرسل و مستقبل ‪-‬رسالة تفاعلية ‪-‬قناة ‪-‬مستقبل‬
‫و مرسل ‪ (.‬في هذه السلسلة تحضر التفاعلية و التشاركية كفاعل جديد مقابل ضعف‬
‫ُّ‬
‫التحكم الخارجي في الرسالة‪.‬‬

‫‪ 91‬السيد بخيت ‪ ،‬االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة ‪ :‬مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات‬
‫الصحفية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪94‬‬
‫‪ 92‬عزام أبو الحمام‪ ،‬مراجعة نقدية لنظرية ترتيب األجندة في سياق البيئة الرقمية لالتصال واإلعالم‪ ،‬مركز الجزيرة‬
‫للدراسات‪ 28 ،‬سبتمبر ‪ ،2121‬ص ‪19‬‬

‫‪58‬‬
‫ا‬
‫و بناء على ماسبق يترتب نماذج نظرية لعملية بناء األجندة مخالفة ملا كان معروفا في البيئة‬
‫السابقة؛ إذ تميل هذه النماذج لتأخذ شكل الشبكة‪ ،‬أو التشاركية في بناء األجندة ‪ ،‬حيث أن‬
‫أفقيا بعد أن كان التوزيع تر ًّ‬
‫اتبيا‬ ‫الفاعلين في بناء األجندة في البيئة الرقمية أصبحوا يتوزعون ًّ‬
‫ًّ‬
‫هرميا يبدأ بالسياسيين ‪ .‬مشيرا ذات الباحث عدم ثبات هذا التوزيع نظرا لعدم استقرار البيئة‬
‫الرقمية الشبكة ‪ ،‬كما أن هذه األخيرة لم تلغ سلطة وسائل اإلعالم الجماهيرية‪ ،‬لكنها قسمت كل‬
‫جزأت الجمهور فيما ُيعرف بالتجزئة أو التشظي( ‪) Fragmentation‬‬ ‫ش يء في عملية االتصال‪ ،‬و َّ‬
‫داخل الشبكة‪ ،‬و َّ‬
‫تجزأ القائمون باالتصال و الوسائل التي يبثون أو ينشرون من خاللها‪ ،‬و بالتالي‬
‫مبرما على ظاهرة التمركز ( ‪)Centralization‬‬ ‫تجزأت املوضوعات و القضايا بما قض ى قضاء ا‬ ‫َّ‬
‫و احتكار سلطة ترتيب األجندة و بناء األطر‪93 .‬‬ ‫والهرمية ( ‪) Hierarchical‬‬
‫‪ -0‬االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث وضع األجندة ‪:‬‬
‫ترجع بدايات تطبيق نظرية وضع األجندة على وسائل اإلعالم الجديدة التي خلقتها الشبكة‬
‫العاملية االنترنت إلى عام ‪ ، 1998‬حينما قام الباحث"يون " ( ‪ ) Yoon‬بدراسة الختبار وضع‬
‫األجندة في مواقع الصحف الكورية على االنترنت ‪ ،‬أراد من خالله معرفة ما إذا كان استخدام‬
‫الطالب الكوريين بجامعة تكساس ملواقع الصحف الكورية يؤثر على ترتيب القضايا االقتصادية‬
‫الكورية لديهم ‪ ...‬و سئل الطالب في استقصاء هاتفي عن القضايا االقتصادية األهم التي تواجه‬
‫بلدهم ‪ ،‬فيما قام" يون "باملوازاة مع ذلك بتحليل محتوى األقسام التجارية و االقتصادية في ثالثة‬
‫من أكبر املواقع للصحف الكورية على الويب ‪ ،‬و توصلت الدراسة املقارنة بين أجندة الجمهور و‬
‫األجندة اإلعالمية ملواقع الصحف الكورية إلى تدعيم حدوث أثر وضع األجندة بفعل املواقع‬
‫اإلخبارية على االنترنت‪ 94 .‬و فيما يلي تفصيل لهذه االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث نظرية‬
‫وضع األجندة ‪:‬‬
‫‪ -1‬االتجاه الذي بحث في امكانية تطبيق هذه النظرية في البيئة االعالمية‬
‫الجديدة باعتبار أن هذه النظرية ظهرت ‪ : 1000‬اهتم هذا االتجاه باإلجابة عن‬
‫و‬ ‫سؤال هل يمكن تطبيق نظرية األجندة عند دراسة املواقع االلكترونية اإلخبارية‬

‫‪ 93‬عزام أبو الحمام‪ ،‬مراجعة نقدية لنظرية ترتيب األجندة في سياق البيئة الرقمية لالتصال واإلعالم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ص‬
‫‪11- 19‬‬
‫‪ 94‬حسني محمد نصر ‪ ،‬اتجاهات البحث و التنظير في وسائل اإلعالم الجديدة – دراسة تحليلية لالنتاج العلمي املنشور في‬
‫و‬ ‫دوريات محكمة ‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة خالل فعاليات املؤتمر الدولي حول " وسائل التواصل االجتماعي التطبيقات‬
‫اإلشكاالت املنهجية " ‪ ،‬جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬مارس ‪ ، 2112‬ص ص ‪21-19‬‬

‫‪59‬‬
‫مواقع الصحف االلكترونية ؟ ‪ ،‬أي امكانية وضع األجندة عبر االنترنت و ترتيب األولويات‬
‫في الصحافة االلكترونية باعتبار أن جمهور هذه الصحافة مفتت على نحو واسع ‪ ،‬و هو‬
‫األمر الذي يعيق عملية وضع األجندة ‪ ،‬علما أن البحوث الجديدة لوضع األجندة وجدت‬
‫مخرجا لذلك من خالل اتجاهها نحو تحديد سمات املحتوى اإلعالمي على شبكة الويب ‪،‬‬
‫و الذي يجعل القضية بارزة أو تتمتع بأهمية كبيرة ‪ ،‬مثل الروابط املتشعبة أو الوسائط‬
‫املتعددة التي يتم اعتبارها آليات للتأطير أو مؤشرات لدرجة األهمية‪ 95 .‬كما أن تعدد‬
‫مصادر األخبار عند الجمهور ال يساعد على تحقيق اإلجماع حول قضية معينة‪.‬‬
‫و في ذات االتجاه البحثي نجد كل من "ماكومبس "و"شو " اللذان واصال بحوثهما و معهم عدد‬
‫من الباحثين حول نظرية" ترتيب األولويات "في ظل الوسائط الرقمية واإلعالم الجديد منذ‬
‫عام ‪ 2005‬حتى يومنا هذا ‪ ،‬مدافعين عن بقاء النظرية و تطورها لتكون صالحة لدراسة‬
‫العالقات املعقدة بين الرأي العام و الوسائل التقليدية و امليديا الجديدة باقتراح نموذج‬
‫جديد أطلق عليها "وضع األجندة املعكوس " و تبعه مقترب "دمج األجندة ‪ 96 " .‬و هو ما‬
‫سنتطرق إليه في األنواع األخرى من االتجاهات الحديثة في هذه النظرية‪.‬‬
‫‪ -0‬اتجاه بحث في أجندة وسائل االعالم ‪ : Media Agenda Setting‬و يهتم‬
‫باإلجابة عن تساؤل حول من يضع أجندة وسائل اإلعالم ؟ و تندرج تحت االتجاه عدة‬
‫اتجاهات فرعية كل واحدة منها اهتمت بزاوية بحثية معينة فمثال نجد ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اتجاه بحث في أولويات الصحف املكتوبة في تناولها لبعض القضايا الوطنية‬
‫التي شغلت الرأي العام ‪ :‬مازالت تهتم بعض الدراسات في الجزائر مثال باالتجاه‬
‫الكالسيكي في بحوث نظرية وضع أجندة وسائل اإلعالم و منها الصحف املكتوبة و ترتيبها‬
‫لألولويات حول بعض القضايا العامة مثل دراسة حول " أولويات الصحافة الجزائرية في‬
‫تناولها لظاهرة الفساد االقتصادي بسونطراك "‪ ،‬حيث قامت الطالبة بتحليل مضمون‬

‫‪ 95‬حسني محمد نصر ‪ ،‬نظريات اإلعالم ‪ ،‬ط‪ ، 1‬القاهرة ‪ ،‬دار الكتاب الجامعي ‪ ، 2112 ،‬ص ص ‪333-332‬‬
‫‪ 96‬إلهام بوثلجي ‪ ،‬الصحافة اإلكترونية و ترتيب أولويات الرأي العام – دراسة تحليلية ميدانية لعينة من الصحف اإللكترونية‬
‫الجزائرية " الشروق أون الين ‪ ،‬املساء ‪ ، " Liberté ،‬أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية علوم االعالم و‬
‫االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ، 2121-2121 ، 13‬ص ‪0‬‬

‫‪60‬‬
‫عينة من الصحف الجزائرية الخاصة و هي ‪ :‬الشروق اليومي ‪ ،‬النهار الجديد ‪ ،‬الخبر‬
‫اليومي " خالل الفترة املمتدة من ‪ 14‬فيفري ‪ 2113‬إلى ‪ 14‬أفريل ‪97 . 2114‬‬

‫ب‪ -‬اتجاه بحثي حول دور الصحافة االلكترونية في وضع أجندة للجمهور‬
‫املتصفح ( ترتيب أولوياته ) ‪ :‬بحث هذا االتجاه في بعض مواقع الصحافة‬
‫االلكترونية ‪ ،‬و كيف هذه األخيرة تولي اهتماما كافيا بقضايا محددة دون غيرها ‪ ،‬مما‬
‫يجعلها تلعب دورا ملموسا في وضع أجندة للجمهور و ابراز القضايا التي تهمه ‪.‬‬
‫و من هذه الدراسات نجد دراسة الباحثة إلهام بوثلجي التي اهتمت بالبحث عن العالقة بين‬
‫تشكيل الرأي العام و ترتيب األولويات في الصحف اإللكترونية الجزائرية محل الدراسة" الشروق‬
‫أون الين ‪ ،‬ليبارتي ‪ ،‬املساء "و بشكل أكثر دقة تسليط الضوء على العالقة بين الصحافة‬
‫اإللكترونية الجزائرية و الرأي العام أثناء فترة الحراك الشعبي لسنة‪ ، 2019‬و قد انطلقت‬
‫الباحثة في دراستها من عدة تساؤالت منها ‪:‬‬
‫‪ ‬ما هو ترتيب أولويات القضايا املتعلقة بالحراك الشعبي لدى املبحوثين؟‬
‫‪ ‬ما مدى مساهمة املبحوثين بآرائهم حول مواضيع الحراك الشعبي التي تقدمها الصحف‬
‫اإللكترونية الجزائرية؟‬
‫‪ ‬ما هي العالقة بين ترتيب الصحف اإللكترونية محل الدراسة ملواضيع الحراك الشعبي‬
‫وترتيب الجمهور لهذه املواضيع ؟‬
‫‪ ‬هل يقوم القائم باالتصال في الصحافة اإللكترونية بإتباع أجندة محددة لترتيب األخبار‬
‫الخاصة بالحراك الشعبي؟‬
‫‪ ‬ما هي األشكال الصحفية املستخدمة في الصحف اإللكترونية محل الدراسة لعرض‬
‫قضايا الحراك؟‬
‫ما هي وسائل اإلبراز التي اتبعتها الصحف اإللكترونية لتناول وتقديم قضايا الحراك؟ ‪98‬‬ ‫‪‬‬
‫ت‪ -‬اتجاه بحث في األجندة اإللكترونية ( ‪ : ) Online Agenda Setting‬و ذلك‬
‫وفق مدخل نظري تم تطويره في اطار دراسات وضع األجندة تمثل في األجندة اإللكترونية‬
‫بهدف التعرف على مدى تأثير وسائل اإلعالم الحديثة متمثلة في االنترنت على بناء أجندة‬

‫‪ 97‬ليلى معلوم ‪ ،‬أولويات الصحافة الجزائرية في تناولها لظاهرة الفساد االقتصادي بسونطراك "‪ ،‬أطروحة دكتوراه طور ثالث‬
‫( ل‪.‬م‪.‬د) ‪ ،‬قسم علوم اإلعالم ‪ ،‬كلية علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2118-2110 ، 13‬‬
‫‪ 98‬إلهام بوثلجي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪9 -8‬‬

‫‪61‬‬
‫وسائل اإلعالم التقليدية من ناحية و بناء أجندة الجمهور من ناحية أخرى و بناء على‬
‫تلك الد اسات ظهر مصطلح " ‪99 ." Online Agenda Setting‬‬
‫ر‬
‫و من بين تلك الدراسات التي تبنت هذا االتجاه البحثي نجد دراسة قارنت بين تأثيرات أجندة‬
‫النسخة اإللكترونية لصحيفة النيويورك تايمز مع أجندة النسخة املطبوعة لنفس الصحيفة‪ ،‬و‬
‫قد توصلت الدراسة إلى أن قراء النسخة املطبوعة يعدلون أجنداتهم بشكل مختلف عن قراء‬
‫النسخة ا إلكترونية للصحيفة ‪ ،‬ألن القراء على االنترنت لديهم املزيد من السيطرة على تعرضهم‬
‫لألخبار ‪ ،‬هذه السيطرة تمكنهم من تكوين تصورات و رؤى مختلفة حول أهمية قضايا معينة‬
‫مقارنة مع قراء النسخة املطبوعة ‪100.‬‬

‫‪ -0‬االتجاه الذي بحث في تأثيرات أجندة وسائل اإلعالم ‪ :‬لم تعد االتجاهات البحثية‬
‫املرتبطة بنظرية وضع األجندة تتخذ من أجندة وسائل اإلعالم فقط موضوعا لها ‪ ،‬بل‬
‫امتد اهتمامها للكشف عن التأثيرات االتجاهية لوضع األجندة ‪ ،‬باعتبار أن وسائل‬
‫اإلعالم يمكن أن تحقق ما هو أكثر من مجرد ترتيب ألولويات االهتمامات ‪ ،‬فهي تضع‬
‫معايير الحكم على األولويات زيادة االهتمام بنتائج وضع األجندة ‪ .‬حيث أثيرت تساؤالت‬
‫حول قضية العالقة بين وضع األجندة و الرأي العام مثل ماذا يعني أن قضايا معينة‬
‫تحتل أهمية متقدمة لدى الجماهير و السعي الكتشاف دالالت تأثير وضع األجندة على‬
‫االتجاهات و اآلراء و السلوك املالحظ لجماهير وسائل اإلعالم‪101 .‬‬

‫و في هذا اإلطار نجد دراسة بحثت في " دور مو اقع الصحافة االلكترونية في تغيير أولويات‬
‫الجمهور و تشكيل رأيهم حول القضايا " انطالقا من فكرة مفادها أن لوسائل اإلعالم و منها‬
‫الصحافة اإللكترونية قوة في ترتيب األجندة و أولويات الجمهور و من ثم املساهمة في صناعة‬
‫الرأي العام ‪.‬‬
‫‪ -0‬اتجاه بحث في وضع أجندة الجمهور ( ترتيب أجندة الجمهور لالهتمام‬
‫بالقضايا) ‪ :‬و يضم كل الدراسات التي تفترض أن تركيز وسائل اإلعالم على قضايا‬

‫‪99‬حمزة سعد محمد ‪ ،‬االتجاهات الحديثة في دراسات وضع األجندة في العالم ‪ ،‬مجلة الباحث اإلعالمي ‪ ،‬العدد ‪ ، 42-44‬ص‬
‫‪48‬‬
‫‪ 100‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪49‬‬
‫‪ 101‬السيد بخيت ‪ ،‬االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة ‪ :‬مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات‬
‫الصحفية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪92‬‬

‫‪62‬‬
‫معينة يحقق نفس الترتيب لذات القضايا لدى كل األفراد ‪ .‬و يضم هذا االتجاه مجاالت‬
‫بحثية فرعية نذكر منها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬وضع أجندة الجمهور( ‪ : ) Public Agenda-setting‬اهتم أصحاب هذا االتجاه‬
‫بقوة الجمهور و تأثيره في بناء أجندة وسائل اإلعالم التقليدية في ظل استخدامه املتزايد و‬
‫و املتفاعل ‪ ،‬و خير‬ ‫املكثف للوسائط الجديدة و الصانع للمحتوى و النشط‬
‫دليل على ذلك نجد بعض القضايا أثارها الرأي العام في منصات التواصل االجتماعي‬
‫تصنف في وسائل اإلعالم التقليدية كقضايا مهمة مثل قضية الحراك الشعبي الجزائري‬
‫فيفري ‪. 2119‬‬
‫و نفس املشهد نجده في املنصات الغربية حيث توصلت دراسات أجنبية أن وسائل اإلعالم تزود‬
‫الجمهور باملعلومات التي يستخدمونها في النقاشات اإللكترونية ‪102.‬‬

‫ب‪ -‬اتجاه بحث في بناء األجندة اإللكترونية ( ‪ ) Online Agenda-Building‬من‬


‫قبل الجمهور‪ :‬حاول هذا االتجاه البحثي دراسة الجمهور باعتباره أحد القوى‬
‫الخارجية ( ما وراء قوى وسائل االعالم ) املشكلة لبناء أجندة وسائل االعالم االلكترونية‬
‫و منها الصحافة االلكترونية ‪ .‬خاصة و ـن حارس البوابة اإللكتروني أصبح يعرف جيدا‬
‫جمهوره و طبيعة اهتماماته ‪.‬‬
‫و من ناحية أخرى أظهرت عدة دراسات أن الصحفيين العاملين في البيئة اإللكترونية أكثر معرفة‬
‫باهتمامات الجمهور عن الصحفيين العاملين في البيئة التقليدية ‪ ،‬و أنه بمقدورهم ترجمة هذه‬
‫التفضيالت في إطار سعيهم لبناء األجندة ‪ ،‬كما أظهرت أن املدونين يساهمون كذلك في بناء أجندة‬
‫وسائل اإلعالم التقليدية و االلكترونية ‪103.‬‬

‫"‬ ‫ت‪ -‬اتجاه بحث في دمج األجندة " ‪ : " Agenda Melding‬اقترح كل من‬
‫ماكومبس "و "دونالد شو "و "ويفر " نموذج دمج األجندة الذي يشير إلى األدوار املختلفة‬
‫لوسائل اإلعالم الجديدة و القديمة على مختلف مستويات إعداد جدول األعمال من‬

‫‪ 102‬السيد بخيت ‪ ،‬االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة ‪ :‬مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات‬
‫الصحفية ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ص ‪99 - 94‬‬
‫‪ 103‬السيد بخيت ‪ ،‬االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة ‪ :‬مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات‬
‫الصحفية ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪111‬‬

‫‪63‬‬
‫خالل التأسيس ملفهوم دمج جدول األعمال ‪ ،‬و الذي يعتبر أحد االستجابات للتحديات‬
‫البحثية الحالية و عالمة على مرونة النظريات القديمة في بيئة جديدة ‪104.‬‬

‫و عليه ركز هذا االتجاه على مجال بحثي جديد في نظرية وضع األجندة اهتم " دمج األجندة " أو "‬
‫أجندة الخلط " ‪ " Agenda Melding‬الذي يقصد به دمج الجمهور و ربط األجندات في إطار يتفق‬
‫مع قيمه ‪ ،‬و قد ظهر هذا االتجاه نتيجة الستخدام عدد كبير من وسائل اإلعالم التقليدية و‬
‫الحديثة منها االنترنت و مصادر إخبارية أخرى الستكمال معلوماته عن األحداث ‪ ،‬و إليجاد أراء‬
‫و تكييف و‬ ‫توافق مع توقعاته ‪ ،‬و هذا الجهد من قبل الجمهور يسمى ب " دمج األجندة "‬
‫‪105 .‬‬ ‫استيعاب الرسائل بدل من وضع وسائل اإلعالم لألجندة‬
‫و اتجاه دمج األجندة مبني على االفتراض القائل‪ ":‬إن تدفق األخبار داخل املجتمع قائم في‬
‫اتجاهين مختلفين ‪ ،‬فاالتجاه األول هو تدفق األخبار الرأسية التي يكون مصدرها وسائل اإلعالم‬
‫التقليدية مثل الصحف و التي تستهدف جمهورا كبيرا و عاما و الثاني هو تدفق األخبار األفقي‬
‫‪106‬‬ ‫التي تأتي من مصادر وسائل اعالم أخرى و تتوجه إلى جمهور خاص محدد ‪" .‬‬
‫‪ -5‬اتجاه بحث في وضع أجندة وسائل اإلعالم و الجمهور معا‪ :‬برز هذا االتجاه‬
‫لدراسة أجندة اإلعالم و الجماهير عبر أكثر من فترة زمنية‪ ،‬متسائال‪ :‬من يضع أجندة‬
‫من‪..‬اإلعالم أم الجماهير ؟ مع االعتقاد أن العالم الخارجي يؤثر على وضع اهتمامات‬
‫اإلعالم و الجماهير إال أن تدخل اإلعالم يمثل ضرورة لخلق اإلحساس بالقضية ‪،‬‬
‫فاإلطار الذي تعالج من خالله وسائل اإلعالم قضية معينة مهم في التأثير على أجندة‬
‫الجماهير‪.‬‬
‫‪ -6‬اتجاه بحث في وضع أجندة السياسات العامة ‪: Policy Agenda-Setting‬‬
‫و هو من االتجاهات التقليدية لكنها مازالت تثير اهتمام الباحثين و يهتم هذا االتجاه‬
‫بدراسة مدى انعكاس وسائل اإلعالم ألولويات صانعي القرار أو قيادة أولويات الجماهير ‪.‬‬
‫فمثال نجد توجه بحثي جمع بين عملية وضع األجندة و قيادة الرأي و ذلك الختبار‬

‫‪104‬‬ ‫‪Ewa‬‬ ‫‪Nowak,‬‬ ‫‪Agenda-setting‬‬ ‫‪theory‬‬ ‫‪and‬‬ ‫‪the‬‬ ‫‪new‬‬ ‫‪media‬‬ ‫‪,‬‬
‫‪https://studiamedioznawcze.pl/Numery/2016_3_66/nowak-en.pdf.‬‬
‫‪ 105‬السيد بخيت ‪ ،‬االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة ‪ :‬مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات‬
‫الصحفية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪111‬‬
‫‪ 106‬الهام بوثلجي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 248‬‬

‫‪64‬‬
‫الفرض القائل بانت قال األجندة على مرحلتين من وسائل اإلعالم إلى قادة الرأي و منهم إلى‬
‫الجماهير ‪.‬‬
‫‪ -7‬اتجاه بحث في العوامل و املتغيرات املؤثرة في وضع األولويات ‪ :‬مثل هذا االتجاه‬
‫فريق من الباحثين الذين اقتنعوا في السنوات املاضية بأهمية دراسة املتغيرات املؤثرة في‬
‫وضع األجندة مثل ‪ :‬االنتماء الحزبي و املشاركة السياسية و ملكية وسائل اإلعالم و‬
‫ي ‪ ،‬التعليم ‪...‬الخ‪107.‬‬ ‫خصائص النظام السياس‬
‫‪ -8‬اتجاه بحث في تصفح أو تزلج األجندة ‪ : Agenda Surfing‬برزت خالل‬
‫السنوات األخيرة اتجاهات بحثية حديثة أخرى في بحوث نظرية جدول األعمال ‪ ،‬حيث‬
‫توسع تعريف أجندة القضايا إلى البحث في كيفية صناعة األجندة فيما بين وسائل‬
‫اإلعالم ‪ ،‬أي كيف تنتقل القضايا البتي أبرزتها بعض وسائل اإلعالم إلى البعض اآلخر منها‬
‫‪ .‬بمعنى يهتم أصحاب هذا االتجاه بإتباع وسائل اإلعالم ملوجة االهتمامات التي تضعها‬
‫وسائل اإلعالم األخرى البارزة باعتبار ذلك يساعد في التنبؤ بالقصص التي يمكن أن‬
‫تغطيها وسائل اإلعالم األخرى و تلك التي ستهملها ‪ 108 .‬أي كيف تنتقل القضايا التي أبرزتها‬
‫بعض وسائل اإلعالم إلى البعض اآلخر منها‬
‫و على صعيد آخر تحول االهتمام من بحث ما هي املوضوعات التي تغطيها وسائل اإلعالم إلى‬
‫كيفية تغطيت هذه األخيرة ملختلف القضايا ؟ و هو ما أثار تساؤالت حول هل يعد ذلك نهاية‬
‫لنظرية وضع األجندة ‪ ،‬و هل يمكن لوسائل اإلعالم أن تقترح ما الذي يجب أن يفعله الجمهور إزاء‬
‫القضايا البارزة ‪ ،‬و هل يكون التساؤل حول ما الذي يجب فعله إزاء قضية ما أم عن العواقب‬
‫‪109‬‬ ‫الناجمة عن القضايا و كيفية رؤيتها ؟‬
‫و في سياق آخر يمكن القول أيضا أن حارس البوابة كما تراجع دوره في الرقابة و الحراسة‬
‫و احتكار األخبار و املعلومات في زمن االنفجار املعلوماتي و امليديا الجديدة فباملثل فقدت وسائل‬
‫اإلعالم التقليدية دورها السابق في وضع األجندة ‪ ،‬إال أن املطلع على بعض الرسائل األطروحات‬

‫‪ 107‬السيد بخيت ‪ ،‬االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة ‪ :‬مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات‬
‫الصحفية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪92 -94‬‬
‫‪ 108‬السيد بخيت ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ص ‪111 - 98‬‬
‫‪ 109‬السيد بخيت ‪ ،‬االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة ‪ :‬مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات‬
‫الصحفية ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪98‬‬

‫‪65‬‬
‫الجامعية في الجزائر تخصص الصحافة املطبوعة و اإللكترونية سيالحظ استمرارية اهتمام‬
‫بعض الجرائد في ترتيبها لألولويات رغم تراجع مقروئيتها ‪.‬‬
‫و على العموم كشفت دراسة اهتمت برصد االتجاهات الحديثة في دراسات نظرية وضع‬
‫األجندة عن نتائج مهمة نذكر منها‪110 :‬‬

‫‪ ‬مازالت أن دراسات األجندة التقليدية هى األقوى حتى اآلن من بين جميع‬


‫االتجاهات البحثية املتعددة للنظرية‪.‬‬
‫‪ ‬مازالت الصحف والتليفزيون هى أكثر الوسائل االتصالية الجماهيرية التى ركزت‬
‫عليها دراسات األجندة‪.‬‬
‫‪ ‬توسع آفاق دراسات األجندة ‪ ،‬وثرائها وزيادة نضجها فى الدراسات األجنبية‬
‫‪،‬وتنوع املعنيين بها من الباحثين ومن تخصصات مختلفة ‪.‬‬
‫‪ ‬أدت تكنولوجيا االتصال الحديثة واإلنترنت دورا كبيرا فى ثراء دراسات األجندة‬
‫مما ساعد على استحداث اتجاهات بحثية جديدة على مستوى العالم مثل‬
‫دراسات املستوى الثالث‪ Network Agenda-Setting‬و دراسات دمج األجندة‬
‫‪.Agenda- Melding‬‬
‫‪ ‬شكل انتقال بعض الوسائل اإلعالمية التقليدية إلى البيئة اإللكترونية تحوال‬
‫كبيرا فى اهتمامات دراسات األجندة ‪ ،‬سواء من حيث طرح موضوعات بحثية‬
‫جديدة لم تكن مطروقة من قبل ‪ ،‬أو من حيث االهتمام بمناقشة دور الوسائل‬
‫الجديدة التى طرحتها هذه البيئة فى تشكيل أجندة الجمهور ‪ ،‬وأوجه الشبه‬
‫واالختالف بين الوسائل التقليدية واإللكترونية ‪ ،‬وتأثير هذه الوسائل على عملية‬
‫وضع األجندة‪.‬‬
‫‪ ‬لم تسع كثير من البحوث العربية فى مجال دراسات األجندة الى مواكبة و تطبيق‬
‫االتجاهات النظرية املعاصرة لدراسات األجندة على الرغم من تعددها حيث‬
‫وقفت معظمها عند املستوى األول من دراسات األجندة‪.‬‬

‫‪110‬حمزة سعد محمد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪49-48‬‬

‫‪66‬‬
‫املحاضرة ‪ : 30‬االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث ادارة املؤسسات‬
‫الصحفية و الصحافة االلكترونية و اقتصادياتهما ‪:‬‬
‫و‬ ‫تعريف بحوث ادارة املؤسسات الصحفية و الصحافة االلكترونية‬ ‫‪.I‬‬
‫اقتصادياتهما ‪ :‬هي ذلك النوع من الدراسات التي مزجت بين مهام الجهاز الصحفي في‬
‫املؤسسات الصحفية و األساليب املختلفة إلدارتها ‪ ،‬أي هي تلك الدراسات التي زاوجت‬
‫بين تخصص ي الصحافة و االدارة ‪ .‬و الجدير بالذكر أن هذا املجال البحثي عرف تأخرا في‬
‫تناوله سواء في العالم العربي أو في أجزاء مختلفة من العالم ‪ ،‬و هذا بسبب قلم الباحثين‬
‫املؤهلين القادرين على معالجة هذا الجانب بطريقة شمولية ‪ .‬علما أن حقبة الثمانينيات‬

‫‪67‬‬
‫من القرن املاض ي تعد االنطالقة الحقيقية لنمو و تطور دراسة إدارة املؤسسات‬
‫الصحفية من قبل املختصين في االعالم ‪111.‬‬

‫و كتعريف اجرائي هي تلك البحوث و الدراسات التي اهتمت بالصحافة املكتوبة و االلكترونية من‬
‫زاوية أخرى تمثلت في كيفية ادارتها ‪ ،‬تنظيمها و تسييرها من الناحية املالية ‪ ،‬و كيف الظروف‬
‫االقتصادية تؤثر في العملية االنتاجية للمحتوى الصحفي سواء املكتوب أو الرقمي ‪.‬‬
‫و ادارة املؤسسات الصحفية تتوزع على أهم االدارات و هي ‪ :‬إدارة التحرير‪ ،‬ادارة الطبع ‪ ،‬ادارة‬
‫التوزيع ‪ ،‬ادارة التخزين ‪ ،‬إدارة االشهار‪.‬‬
‫( التنظيم ‪ ،‬تقسيم العمل ‪ ،‬التسيير ‪ ،‬التنسيق ‪ ،‬االشهار ‪ ،‬التوزيع ‪ ،‬التكاليف ‪ ،‬التمويل ‪،‬‬
‫الوقت ‪ ،‬أساليب االدارة ‪ ،‬االرباح ) هي كلمات مفتاحية لهذا النوع من البحوث ‪.‬‬

‫و‬ ‫العوامل التي أدت إلى االهتمام ببحوث ادارة املؤسسات الصحفية‬ ‫‪.II‬‬
‫الصحافة االلكترونية و اقتصادياتها ‪:‬‬
‫‪ ‬تحول الصحافة إلى صناعة لديها اقتصادياتها الخاصة بها‬
‫‪ ‬تحول املؤسسات الصحفية إلى مؤسسات اقتصادية يرتبط فيها البعد االقتصادي‬
‫بالبعد اإلعالمي‪.‬‬
‫‪ ‬خضوع الصحافة املطبوعة و االلكترونية إلى املنطق التجاري القائم على منطق السوق (‬
‫العرض و الطلب‪ ،‬االستثمار‪ ،‬الربح و الخسارة ‪ ،‬اإلندماج و التكتالت ‪. )...‬‬
‫‪ ‬عرفت املؤسسات الصحفية و الصحافة االلكترونية منافسة شديدة في عدة أسواق‬
‫( سوق القراء و املتصفحين ‪ ،‬سوق املعلنين ‪ ،‬سوق املادة التحريرية )‪.‬‬
‫‪ ‬تعرض املؤسسات الصحفية إلى مخاطر السوق ‪.‬‬
‫‪ ‬تعرض العديد من املؤسسات الصحفية إلى مشاكل اقتصادية تعود إلى نقص مواردها‬
‫املالية من االشهار مقابل تراجع في حجم سحبها و نسبة مقروئيتها ‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ ‬طغيان املادة االشهارية على املادة اإلعالمية و تأثيرها على األداء االعالمي‬
‫املمارسة املهنية ‪.‬‬

‫محمد عبد العزيز الحيزان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪112‬‬ ‫‪111‬‬

‫‪68‬‬
‫‪ ‬انتشار أسلوب احتكار املؤسسات الصحفية و االندماج فيما بينها بطريقة أثارت‬
‫و‬ ‫تساؤالت الباحثين حول تأثير ملكية هذه املؤسسات على السياسة التحريرية‬
‫استقالليتها ‪.‬‬
‫‪ ‬األزمة الصحية لكوفيد ‪ 19‬و تداعياتها على اقتصاديات املؤسسات الصحفية ‪.‬‬
‫أنواع االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث ادارة املؤسسات الصحفية‬ ‫‪.III‬‬
‫و الصحافة االلكترونية و اقتصادياتها ‪:‬‬
‫‪ -1‬االتجاه البحثي الذي اهتم بإدارة املؤسسات الصحفية و ملكيتها‪ :‬بحث هذا‬
‫االتجاه في الهيئة أو القطاع الداخلي الذي يهيمن على نواحي أنشطة املؤسسة الصحفية‬
‫( التحريرية ‪ ،‬املطبعية ‪ ،‬التوزيعية و اإلعالنية ) و ذلك من حيث البحث في اإلدارة‬
‫الصحفية (املفاهيم‪ ،‬املميزات و الخصوصية‪ ،‬األهمية‪ ،‬العوامل املؤثرة ) ‪ ،‬العمليات‬
‫اإلدارية و وظائفها في املؤسسات الصحفية ( وظيفة التخطيط‪ ،‬التنظيم‪ ،‬التوجيه‪،‬‬
‫الرقابة ) ‪ ،‬أهمية اإلدارة و التنظيم بها‪ ،‬الهياكل التنظيمية فيها‪ ،‬و كذلك أسلوب اإلدارة‬
‫في املؤسسات الصحفية العمومية و الخاصة ‪ 112 .‬باإلضافة إلى ملكية الصحف و تأثيراتها‬
‫على املمارسات املهنية ‪.‬‬
‫كما اهتم الباحثون في مجال اإلدارة الصحفية بمسألة التعرف على النمط اإلداري السائد في‬
‫الصحف على اختالف أنواعها ‪ ،‬علما أن بعض الدراسات توصلت الى أن متغير حجم الصحيفة‬
‫له دور حاسم في تحديد النمط االداري ‪ .‬كما مثل الهيكل االداري للمؤسسة محورا لتساؤالت هذه‬
‫البحوث ‪ .‬غير أن هناك من لجأ الى محاولة التعرف على جوانب امتزاج االدارة بالصحافة من‬
‫خالل تصنيف مهام رؤساء التحرير االدارية و الصحفية و أيهما يستأثر بأوقاتهم ‪ ،‬كما كان هناك‬
‫اهتمام واضح بتناول طبيعة عملية االتصال بينهم و بين بقية الجهاز الصحفي من محررين أو‬
‫فنيين ‪ .‬كما ظهرت فئة من الباحثين في هذا االتجاه تساءلت حول قدرة املحررين في املشاركة في‬
‫اتخاذ القرارات و مقدار الحرية املتاحة لهم في ذلك‪.‬‬

‫‪ 112‬فاطمة الزهراء أقلمين ‪ ،‬إدارة مؤسسات الصحافة املكتوبة في الجزائر ( دراسة مسحية لعينة من الجرائد الوطنية إلى‬
‫غاية ماي‪/‬جوان ‪ ، ) 0310‬رسالة ماجستير في تسيير املؤسسات االعالمية ‪ ،‬كلية علوم االعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪، 13‬‬
‫‪.2112-2111‬‬

‫‪69‬‬
‫و من جهة أخرى يصنف تحت هذا االتجاه البحثي موضوع ملكية وسائل االعالم من خالل‬
‫دراسة مدى تأثير ظاهرة احتكار املؤسسات الصحفية أو الدمج فيما بينها على مضمون الوسيلة ‪،‬‬
‫كما حاول البعض اآلخر دراسة التشريعات القانونية في موضوع امللكية ‪113.‬‬

‫و في هذا الصدد توصلت دراسة إلى أن ملكية الحكومة الجزائرية لبعض الجرائد جعل من‬
‫الصحفيين العاملين في هذه الصحف مجرد موظفين‪,‬يأتمرون بأمر رؤسائهم مثلهم مثل أي‬
‫موظف حكومي‪ ،‬فال يستطيعون كتابة أو نشر إال ما يرض ي الدولة و يوافق سياستها ‪ ،‬و ان أي‬
‫انتقاد لها قد يعرضهم للعقوبات أو الفصل عن العمل ‪ ،‬األمر الذي أدى بهم إلى الخمول بدال من‬
‫النشاط و ممارسة صحافة تنتقد و تحقق و تدافع عن اهتمامات الجماهير ‪,‬على العكس من ذلك‬
‫استسلم الصحفيون من تلقاء أنفسهم و أخذوا في ممارسة رقابة ذاتية آليا ‪ ،‬و قد استغلت‬
‫السلطة هذا الوضع فكان نبل املهنة الصحفية هو الضحية هذه الوضعية الخطيرة دفعت عددا‬
‫كبيرا من الصحفيين إلى مغادرة املهنة و نتج عن كل ذلك أحادية املضمون و انحطاطه ‪114 .‬‬

‫‪ -0‬اتجاه بحث في ادارة التحرير و عالقته باألداء االعالمي في املؤسسات‬


‫الصحفية ‪ :‬تناول هذا االتجاه السياسة التحريرية أو االخبارية و أثرها على األداء املنهي‬
‫للمؤسسات الصحفية من حيث العوامل املؤثرة في السياسة االخبارية ‪ ،‬آليات السيطرة‬
‫و التوجيه و الرقابة عليها ‪ ،‬تكاليف االنتاج الفكري ( انتاج املحتوى الصحفي) و تأثيرها‬
‫على االداء ‪115.‬‬

‫‪ -0‬االتجاه البحثي الذي اهتم باقتصاديات مؤسسة صحفية ‪ :‬من ناحية‬


‫الخصائص االقتصادية للصناعة الصحفية ‪ ،‬نفقاتها ( تكاليفها ) ‪ ،‬تمويلها و مواردها‬
‫املالية ‪116.‬‬

‫‪ 113‬محمد عبد العزيز الحيزان ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪111‬‬


‫‪ 114‬محمد عبد الغني سعيود ‪ ،‬تأثير حرية الصحافة في الجزائر على املمارسة املهنية ‪ ،‬رسالة ماجستير في االتصال االشهاري ‪،‬‬
‫قسم علوم االعالم و االتصال ‪ ،‬كلية اآلداب و العلوم االنسانية و االجتماعية ‪ ،‬جامعة باجي مختار عنابة ‪ ، 2112 ، 2111 ،‬ص‬
‫‪110‬‬
‫‪ 115‬مرزوق بن مهدي ‪ ،‬أثر السياسة اإلخبارية على أداء املؤسسة الصحفية ( دراسة وصفية تحليلية القتصاد االعالم املكتوب‬
‫في الجزائر‪ -‬مؤسسة جريدة الشعب ‪ ،‬الخبر‪ ،‬صوت االحرار نموذجا ) ‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم ‪ ،‬كلية علوم االعالم و االتصال ‪،‬‬
‫جامعة الجزائر ‪. 2110-2111 ، 13‬‬
‫‪ 116‬ابتسام علي رايس ‪ ،‬اقتصاديات مؤسسة صحفية – مؤسسة ‪ le Monde Infos, Echo D’Oran‬نموذجا ‪ ، -‬رسالة‬
‫ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية العلوم السياسية و اإلعالم ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪2111-2111 ،‬‬

‫‪70‬‬
‫(‬ ‫‪ -0‬اتجاه بحث في موضوع تكاليف الصناعة الصحفية‪ :‬أنواع هذه التكاليف‬
‫و‬ ‫خاصة تكاليف التحرير‪ ،‬الطبع‪ ،‬التوزيع ) ‪ ،‬العوامل املتحكمة في ارتفاعها‬
‫انخفاضها ‪ ،‬كيفية حسابها ‪ ،‬تأثير متغيرات التكاليف على أداء املؤسسة الصحفية‪...‬الخ‬
‫و في هذا السياق نجد دراسة الباحث مرزوق بن مهدي املوسومة ب " تكاليف صناعة الصحافة و‬
‫أثرها على أداء املؤسسات الصحفية ( دراسة وصفية تحليلية للجرائد اليومية الجزائرية دراسة‬
‫حالة جريدة الشعب ) " و التي حاول من خاللها البحث في ظاهرة املشروع اإلستثماري الصحفي‬
‫انطالقا من العالقة املوجودة بين التكلفة و األداء في املؤسسة الصحفية ‪ ،‬انطالقا من فرضية‬
‫أن ارتفاع تكاليف الصناعة الصحفية و ندرة مواردها املالية له أثر على األداء املنهي ‪ ،‬كما أن‬
‫تحكم إدارة املؤسسة الصحفية في تكاليفها و مصادر تمويلها يعطيها أكبر أداء منهي ‪ .‬و قد أكدت‬
‫نتائج هذه الدراسة صحة فرضياتها و ذلك بسبب الضغوط املالية التي تفرض في بعض األحيان‬
‫على السياسة التحريرية للمؤسسة من طرف الجهات املمولة ‪ ،‬هذا من جهة و من جهة أخرى‬
‫و‬ ‫تعمل اإلدارة السليمة في التسيير املالي و املحاسبي للمؤسسة على التقليل من التكاليف‬
‫‪117 .‬‬ ‫زيادرة األرباح و بالتالي زيادة فعالية أدائها‬
‫‪ -5‬اتجاه بحث في التوزيع الصحفي ‪ :‬و يطلق عليها دراسات التوزيع التي تهتم بدراسة‬
‫عملية توزيع الصحف و انتشارها ‪ ، 118‬تهدف إلى التعرف على الجانب القانوني للتوزيع ‪،‬‬
‫نسبة التوزيع ‪ ،‬أساليب و أشكال توزيع الصحافة املطبوعة ‪ ،‬مشاكل و صعوبات التوزيع‬
‫‪ ،‬تأثير عملية التوزيع على املقروئية و االشهار ‪...‬الخ‬
‫و في هذا الصدد نجد دراسة الباحث مصطفى سحاري حول " إشكالية التوزيع الصحفي في‬
‫الجزائر – الصحافة الخاصة نموذجا – " التي حاول من خاللها البحث في هذا االتجاه من حيث‬
‫الجانب التاريخي و القانوني للتوزيع في الجزائر ‪ ،‬وضعية األنظمة التوزيعية في الجزائر ‪ ،‬تطور‬
‫النشر و السحب ‪ ،‬عالقة الصحافة الخاصة بمؤسسات التوزيع أنذاك ‪ ،‬طبيعة مشكلة التوزيع ‪،‬‬
‫‪119‬‬ ‫باإلضافة إلى تأثير عملية التوزيع على املقروئية ‪ ،‬و سبل تطوير هذه العملية ‪.‬‬

‫‪ 117‬مرزوق بن مهدي ‪ ،‬تكاليف صناعة الصحافة و أثرها على أداء املؤسسات الصحفية ( دراسة وصفية تحليلية للجرائد‬
‫و‬ ‫اليومية الجزائرية دراسة حالة جريدة الشعب ) ‪ ،‬رسالة ماجستير في علوم االعالم و االتصال ‪ ،‬قسم علوم االعالم‬
‫االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2111 2119 ، 13‬‬
‫‪ 118‬محمد عبد العزيز الحيزان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪113‬‬
‫‪ 119‬مصطفى سحاري ‪ ،‬إشكالية التوزيع الصحفي في الجزائر – الصحافة الخاصة نموذجا ‪ ، – 0330 /1003‬رسالة ماجستير‬
‫في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية العيوم السياسية و اإلعالم ‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة ‪ ،‬الجزائر ‪، 2110-2111 ،‬‬

‫‪71‬‬
‫يذكر أن هناك بعض الدراسات التي تناولت الصحافة املكتوبة كانت قد خصصت جزء منها‬
‫لظاهرة التوزيع الصحفي‪.‬‬
‫‪ -0‬اتجاه بحث في االشهار الصحفي كمصدر رئيس ي للصحف يحقق لها توازنها‬
‫املالي‪ :‬ركز الباحثون في هذا االتجاه على متغير اإلشهار و عالقته بالصحف بعدما‬
‫تحولت تلك العالقة من عالقة وظيفية ( التسويق و الترويج ) تقوم بها هذه الصحف‬
‫كوسيلة إعالمية ‪ ،‬كونها تعتبر حامل و وعاء سوق االشهار و السند و الدعامة األكثر‬
‫مالئمة لهذه السوق إلى سيطرة االعالن التجاري الخاص و العمومي على تلك العالقة و‬
‫تحوله من مصدر تمويل يساعدها على احداث توازن بين مدخالتها و مخرجاتها إلى‬
‫أساس مصدر بقائها في السوق االعالمية ‪ ،‬ثم إلى وسلة ضغط في يد املعلنين تمارس مع‬
‫بعض الصحف و منها الجزائرية ‪.‬‬
‫و عليه أصبح يرتبط التمويل عبر االشهار و اإلعالم معا في عالقة تكافلية ‪ ، 120‬و الصلة بينهما‬
‫وطيدة و تزداد يوما بعد يوم و تتوثق أكثر لدرجة أن بعض الباحثين اعتبر اإلعالم بمفهومه‬
‫ي و االعالن هو اعالم تجاري " ‪121‬‬ ‫الضيق ‪ " :‬ما هو إال اعالن سياس‬
‫و بناء على ذلك أثار الباحثون في دراساتهم هذه العالقة متناولين عدة نقاط منها ‪:‬‬
‫خصوصية االشهار الصحفي ‪ ،‬سوق االشهار و األطر القانونية املنظمة له ‪ ،‬العالقة التجارية بين‬
‫املعلن ( صاحب االشهار ) و الناشر ( صاحب املؤسسة الصحفية ) ‪ ،‬إشكالية توزيع اإلشهار‬
‫العمومي في الجزائري بين ناشري الصحف الخاصة و العمومية ‪ ،‬أهمية االشهار في احداث توازن‬
‫مالي للصحف ‪ .‬و من مثل هذه الدراسات نذكر دراسة الباحث بلقاسمي رابح حول " اإلشهار و‬
‫و صوت‬ ‫التوازن املالي للصحف الوطنية في الجزائر " – دراسة مقارنة ليوميتي الشعب‬
‫األحرار‪122 -‬‬

‫‪ -0‬اتجاه بحث في التمويل االشهاري و عالقته باألداء الصحفي ‪ :‬اهتم أصحاب هذا‬
‫االتجاه بالتأ ثيرات السلبية لإلشهار كدعامة للصحف و مصدر تمويلها األساس ي على‬

‫‪ 120‬سهام الشجيري ‪ ،‬اقتصاديات االعالم ‪ ،‬ط ‪ ،1‬لبنان ‪ ،‬االمارات ‪ ،‬دار الكتاب الجامعي ‪. 2114 ،‬ص ‪112‬‬
‫‪ 121‬عواطف عبد الرحمن ‪ ،‬التبعية اإلعالمية والثقافية في العالم الثالث ‪ ،‬سلسلة عالم املعرفة‪ ،‬عدد ‪ ، 78‬الكويت ‪ ، 1984‬ص‬
‫‪91‬‬
‫‪ 122‬رابح بلقاسمي ‪ ،‬اإلشهار و التوازن املالي للصحف الوطنية في الجزائر " – دراسة مقارنة ليوميتي الشعب و صوت األحرار ‪، -‬‬
‫رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية العلوم السياسية و اإلعالم ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2110-2111 ،‬‬

‫‪72‬‬
‫أدائها املنهي من خالل استعراض أوجه هذا التأثير ‪ :‬على السياسة التحريرية ‪ ،‬املوضوعية‬
‫‪ ،‬أخالقيات املهنة ‪ ،‬حرية االعالم ‪...‬الخ‬
‫حيث تؤدي مصادر التمويل التي تأتي خاصة من االشهار دورا كبيرا في التأثير على السياسة‬
‫التحريرية للجريدة ‪ ( .‬استقاللية سياستها التحريرية ) و يتمثل ذلك الدور في محاوالت املعلنين‬
‫املستمرة في التدخل في توجيه السياسة التحريرية ‪ ،‬بما ال يتعارض مع مصالحهم ‪ ،‬و في قبول‬
‫االدارة االعالمية في كثير من األحيان لهذه التدخالت بهدف زيادة االيرادات االعالنية و تعظيم‬
‫ي للتمويل ‪123.‬‬ ‫األرباح أو كنتيجة العتمادها على هذه االيرادات كمصدر رئيس‬
‫و هي النقطة التي أكد عليها الباحث بن مرس ي بقوله " استغل املعلنون في املؤسسات الصحفية‬
‫التي اصبحت غير قادرة على الحياة بعيدا عن ايرادات االشهار لهذا الجانب الى درجة التأثير على‬
‫السياسة التحريرية للجريدة و توجيهها وفق ما يهدم أهدافها االقتصادية على حساب استقالليتها‬
‫في طرح القضايا و معالجتها بموضوعية طبق ما يخدم قراءها بالدرجة االولى ‪ 124.‬و من ثمت‬
‫تراجعت القيم املهنية و أخالقيات املمارسة االعالمية مقابل القيم االقتصادية و غلبة االعتبارات‬
‫و املصالح الشخصية و تحقيق الربح و تعظيم االرادات من املصادر املختلفة ‪125.‬‬

‫و في هذا االتجاه البحثي نجد دراسة الباحث محمد شحات بعنوان " العالقة بين التمويل‬
‫اإلشهاري و األداء الصحفي في الصحف اليومية الجزائرية " – دراسة تحليلية استطالعية على‬
‫عينة من الصحف اليومية الوطنية الخبر ‪ ،‬الشروق و الوطن ‪126 -‬‬

‫و‬ ‫‪ -0‬اتجاه بحث في اجراء دراسة مقارنة بين االشهار في الصحافة الورقية‬
‫و‬ ‫االلكترونية ‪ :‬من حيث الخصائص ‪ ،‬األشكال ‪ ،‬االستثمارات االشهارية ‪ ،‬األسعار‬
‫األرباح املحققة منه ‪.‬‬
‫و في هذا الصدد نجد دراسة الباحث وليد حميدي املوسومة ب " اإلشهار في الصحافة الجزائرية‬
‫– دراسة مقارنة بين الصحافة الورقية و الصحافة اإللكترونية ‪ ،‬املعلنون في صحيفتي الشروق‬
‫اليومي و الشروق أون الين‪ " -‬انطلق من إشكالية بحث في سؤال ‪ :‬ما هو الفرق بين اختيار املعلن‬

‫‪ 123‬سهام الشجيري ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪110‬‬


‫‪ 124‬أحمد بن مرس ي ‪ ،‬اقتصاديات الصحافة املكتوبة ‪ ،‬ط ‪ ،1‬الجزائر ‪،‬الورسم للنشر و التوزيع ‪ ، 2114 ،‬ص ص ‪.133 -132‬‬
‫‪ 125‬سهام الشجيري ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪119‬‬
‫‪ 126‬محمد شحات ‪ ،‬العالقة بين التمويل اإلشهاري و األداء الصحفي في الصحف اليومية الجزائرية " – دراسة تحليلية‬
‫و‬ ‫استطالعية على عينة من الصحف اليومية الوطنية الخبر ‪ ،‬الشروق و الوطن ‪ ،-‬رسالة ماجستير في علوم اإلعالم‬
‫االتصال ‪ ،‬كلية العلوم السياسية و اإلعالم ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪2111-2111 ،‬‬

‫‪73‬‬
‫في الجزائر اإلشهار في الصحف الورقية و اإلشهار في الصحف اإللكترونية ؟ و ما هي العوامل‬
‫املتحكمة في ذلك ؟ و لدراسة هذا املوضوع اختار الباحث جريدة الشروق بنسختيها الورقية و‬
‫اإللكترونية‪127 .‬‬

‫و‬ ‫‪ -0‬اتجاه بحث في موضوع قوانين السوق الجديدة و الشروط االقتصادية‬


‫عالقتها بحرية الصحافة‪ :‬اهتم أصحاب هذا االتجاه بظاهرة خوصصة وظيفة‬
‫النشر و التوزيع ‪ ،‬ظاهرة املنافسة في سوق االعالم املكتوب بين الصحف العمومية و‬
‫الخاصة ‪ ،‬باإلضافة إلى عنصري الصحف و حتمية التصنيع ‪ ،‬و الوضعية املالية‬
‫للصحف في ظل قوانين السوق الجديدة و تأثيرها على حريتها ‪128.‬‬

‫حيث نوه الباحثون في هذا اإلتجاه أن أخطر املؤشرات على حرية االعالم هي تتركز ملكية‬
‫أغلب وسائل االعالم في يد فئة قليلة من رجال االعمال ‪ ،‬يحث يتم احتكار الخطاب اإلعالمي‬
‫و الصحفي ‪ ،‬و يؤدي ذلك الى انقاص التنوع و التعدد ‪ ،‬و بخاصة اذا كان مالك رأس املال يملك‬
‫توجه سياس ي معين سيسعى بإعالمه لتكريسه ‪ ،‬و إذا لم يكن له توجه سياس ي فإنه قابل‬
‫للمساومة على خطابه االعالمي لصالح منفعته الخاصة في موائمة مع السلطة الحاكمة‪129.‬‬

‫و في هذا الصدد خلصت دراسة الباحثة وهيبة بلحاجي التي تندرج تحت هذا التوجه البحثي‬
‫إلى أن سيطرة أصحاب رؤوس األموال على مجال الصحافة وفق منطق تجاري بحت يخدم‬
‫مصالحهم االقتصادية على حساب حرية الصحافة في ظل غياب الشفافية املالية و اإلدارية‬
‫لتسيير املؤسسات الصحفية و غياب ‪ ،‬أيضا املساعدات املباشرة من أجل حماية حرية الصحافة‬
‫من سلطة املال‪ .‬كما أن التبعية املطلقة ألغلبية الصحف الجزائرية للدولة فيما يتعلق باإلشهار‬

‫‪ 127‬وليد حميدي ‪ ،‬اإلشهار في الصحافة الجزائرية – دراسة مقارنة بين الصحافة الورقية و الصحافة اإللكترونية ‪ ،‬املعلنون‬
‫في صحيفتي الشروق اليومي و الشروق أون الين ‪ ، -‬رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية العلوم السياسية و‬
‫اإلعالم ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2111-2119 ،‬‬
‫‪ 128‬فريدة معتوق ‪ ،‬حرية الصحافة املكتوبة الجزائرية في ظل قوانين السوق الجديدة خالل مرحلة التعددية ‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير ‪ ،‬كلية علوم االعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2112-2111 ، 13‬‬
‫‪ 129‬تأثير رأس املال على السياسة التحريرية للمؤسسات اإلعالمية ‪ ،‬مركز هردو ( ‪ ) HRDO‬لدعم التعبير الرقمي ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫‪ ، 2110‬ص ‪11‬‬

‫‪74‬‬
‫مما ‪ ،‬يطرح مسألة مدى قدرتها على تلبية الشروط االقتصادية إلستمراريتها دون اعتمادها على‬
‫إمكانيات الدولة ؟ ‪130‬‬

‫و من هذا املنطلق فإن حرية اإلعالم توجب االستقالل االقتصادي للمؤسسة اإلعالمية ‪ ،‬و‬
‫التي تكفل للصحفي أن ينشر ما يريد من أخبار و أفكار دون ضغط مالي من أية جهة كانت ‪ ،‬كما‬
‫أن حرية االعالم لم تعد محصورة في املعنى السياس ي ‪ ،‬بل تجاوزته الى املعنى االقتصادي ‪،‬‬
‫فأصبحت تهدف الى التحرر من الخضوع لرأس املال‪131.‬‬

‫‪ -13‬اتجاه بحثي اهتم باقتصاديات الصحافة االلكترونية و اداراتها ‪ :‬من حيث‬


‫الخصائص االقتصادية للصحافة االلكترونية ‪ ،‬إدارة مؤسسة الصحيفة اإللكترونية (‬
‫التنظيم اإلداري و القانوني و الهيكل التنظيمي و البشري ) ‪ ،‬تكاليفها ‪ ،‬النماذج املسيرة و‬
‫املمولة لها ‪ ،‬عالقة املؤسسة الصحفية الورقية باإللكترونية ‪ ،‬الصعوبات التي تواجهها‬
‫اقتصاديات الصحافة اإللكترونية من ناحية تمويلها ‪...‬الخ‪.‬‬
‫و ضمن هذا االتجاه نجد دراسة الباحث زين العابدين جبارة املوسومة ب " اقتصاديات‬
‫الصحافة االلكترونية و ادارتها ( الشروق اونالين نموذجا ) " و التي انطلق فيها من السؤال‬
‫الرئيس ي التالي ‪ :‬ما هي القواعد االقتصادية التي يجب إتباعها في إدارة و تسيير الصحف‬
‫و‬ ‫اإللكترونية املحضة و املختلطة عموما و في إدارة و تسيير الشروق أونالين خصوصا ؟‬
‫لدراسة هذا املوضوع حاول الباحث طرح تساؤالت فرعية منها ‪ :‬هل أرست الصحافة اإللكترونية‬
‫الجزائرية األسس اإلقتصادية في إدارتها و تسييرها ؟ كيف تساهم النسخة اإللكترونية لصحيفة‬
‫ورقية في دعم املؤسسة الصحفية ماليا و تسويقيا ؟‬
‫و من النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة أن الجانب اإلداري للصحف اإللكترونية عرفت‬
‫ظهور مهن جديدة في الهيكل التنظيمي له ( مصمم املواقع ‪ ،‬املختص في املعلوماتية‪ ، )...‬كما أن‬
‫تجربة الصحافة اإللكترونية الجزائرية و إن تأخرت مقارنة بغيرها و تباطأت في التطور إال أنها لم‬
‫تخرج عن القاعدة العاملية في مجال اقتصادياتها ‪132 .‬‬

‫‪ 130‬وهيبة بلحاجي ‪ ،‬الصحافة الخاصة و الشروط القانونية و االقتصادية لحريتها بعد ‪ ( 1000‬دراسة مسحية لعينة من‬
‫الصحفيين الجزائريين ) ‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم ‪ ،‬كلية علوم االعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ، 2114-2113 ، 13‬ص ص‬
‫‪. 291 ، 292‬‬
‫‪ 131‬سهام الشجيري ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪111‬‬
‫‪ 132‬زين العابدين جبارة ‪ ،‬اقتصاديات الصحافة االلكترونية و ادارتها ( الشروق اونالين نموذجا ) ‪ ،‬رسالة ماجستير في تخصص‬
‫تسيير املؤسسات اإلعالمية ‪ ،‬كلية علوم االعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2112-2111 ، 13‬‬

‫‪75‬‬
‫و إذا ما أخذنا دراسة الباحث محمد األمين موس ى حول اقتصاديات الصحافة اإللكترونية‬
‫لوجدنا أنه يركز على إمكانية إيجاد نموذج عملي القتصاديات الصحافة اإللكترونية العربية قابل‬
‫للتطبيق ضمن تواصلية تهيمن فيها وسائل التواصل االجتماعي على اهتمامات الجمهور ‪ ،‬و ذلك‬
‫من حيث البحث في مالمح نموذجها اإلقتصادي و مرتكزاته ‪،‬مصادر دخلها ‪ ،‬و نفقاتها ‪ .‬و من‬
‫النتائج التي توصل إليها هي أن االستثمار في مجال الصحافة اإللكترونية العربية يواجه تحديات‬
‫كبيرة إذا انطلق املستثمر من النموذج ا اقتصادي التي تتبعه الصحف التقليدية ‪133.‬‬

‫و‬ ‫‪ -11‬اتجاه بحثي اهتم بالتجديد في مصادر تمويل الصحف الورقية‬


‫االلكترونية ‪ :‬ركز أصحاب هذا االتجاه على ضرورة تجديد الصحف الورقية ملصادر‬
‫تمويلها التقليدية التي تعتمد أساسا على االشهار العمومي و الخاص و الذي عرف‬
‫تراجعا ملحوظا خالل جائحة كوفيد ‪ ، 19‬باإلضافة الى البحث في إمكانية اعتماد‬
‫الصحف الورقية و االلكترونية على التمويل الجماهيري كمصدر تمويل أساس ي يحررها‬
‫من الضغوطات االقتصادية لسلطة املال و السياسة ‪.‬‬

‫املحاضرة ‪ :30‬االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث تكنولوجيا املعلومات‬


‫و االتصال و عالقتها بالصحافة املطبوعة و االلكترونية‪:‬‬
‫‪ - I‬تعريف بحوث تكنولوجيا املعلومات و االتصال و عالقتها بالصحافة املطبوعة و‬
‫االلكترونية ‪ :‬هي تلك الدراسات التي اهتمت بالبحث في االتجاهات الحديثة في استخدامات‬
‫و تمحورت‬ ‫الحاسب اآللي في عدد من الفنون اإلعالمية سواء في التحرير أو االخراج ‪،‬‬
‫معظم تلك الدراسات في البحث عن االمكانات التي يوفرها الحاسب و برامجه لخدمة تلك‬
‫الفنون ‪ ،‬و كما اهتمت تلك الدراسات بالبحث في خصائص الحاسب سعت دراسات أخرى الى‬
‫و تطبيقاته في مجال تخصصهم ‪134.‬‬ ‫معرفة مدى استخدام املهنيين أنفسهم إلمكاناته‬

‫‪ 133‬محمد األمين موس ى ‪ ،‬اقتصاديات الصحافة اإللكترونية العربية‪ :‬الو اقع والنموذج ‪ ،‬مركز الجزيرة للدراسات ‪ 2 ،‬أكتوبر‬
‫‪ ، 2110‬متوفر على الخط التالي ‪https://studies.aljazeera.net/ar/mediastudies/2017/10/171002075126824.html :‬‬
‫‪ 134‬محمد عبد العزيز الحيزان ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪189‬‬

‫‪76‬‬
‫و نعرفها إجرائيا بأنها تلك الدراسات التي تمحورت معظمها في البحث عن استخدامات‬
‫و‬ ‫الصحف الورقية و اإللكترونية لتكنولوجيا املعلومات و االتصاالت و في مقدمتها الكمبيوتر‬
‫و‬ ‫الهاتف الذكي و االنترنت و برمجياتها و تطبيقاتها و تأثيراتها على األداء املنهي الصحفي ‪،‬‬
‫اتخذت اتجاهات و تيارات بحثية عديدة و مختلفة بتعدد الباحثين فيها و اختالف وجهات نظرهم‬
‫‪.‬‬
‫‪ - II‬العوامل التي أدت الى ظهورهذا االتجاه البحثي ‪:‬‬
‫‪ ‬ظهور و تطور تكنولوجيا املعلومات و االتصال و التي تتمثل على وجه الخصوص في‪:‬‬
‫الحاسب اآللي‪ ،‬األقمار الصناعية‪ ،‬الهاتف النقال‪ ،‬الشبكات الداخلية و الدولية‪،‬‬
‫البرمجيات‪ ،‬التطبيقات‪ ،‬وسائط التخزين‪ ،‬شبكات التواصل االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬باعتبار أن الصحافة من أكثر وسائل اإلعالم بعد التلفزيون استفادة من التطور‬
‫التكنولوجي ‪ ،‬و " ربما كانت أولى الوسائل االعالمية التي استفادت من الوظائف املحدودة‬
‫التي وفرها الحاسب في بداياته ‪ ،‬و ذلك قبل استخدام الحاسب كوسيلة اعالمية جديدة‬
‫عبر شبكة االنترنت ‪".‬‬
‫و‬ ‫‪ ‬سرعة انتشارها و توظيفها في املؤسسات الصحفية ‪ ،‬فمثال تم توظيف الحاسب‬
‫برامجه بشكل كبير في اعداد و تحرير و تجهيز املواد الصحفية ‪ ،‬في مجال معالجة الصور‬
‫و الرسوم ‪ ،‬الجوافيكس ‪135...‬‬

‫و‬ ‫‪ ‬تعدد استخدامات تكنولوجيا املعلومات و االتصال في املجال الصحفي املكتوب‬


‫الرقمي ‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة أهمية تكنولوجيا املعلومات و االتصال الحديثة و استثمارها في تطوير أداء‬
‫املؤسسات الصحفية ‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة تأثير هذه التكنولوجيا على وسائل االعالم التقليدية منها الصحافة املطبوعة ‪.‬‬
‫‪ ‬ظهور الصحافة املستعينة بالحاسبات االلكترونية ‪ .‬و صحافة املوبايل‬
‫‪ ‬ظهور صعوبات واجهت املؤسسات الصحفية في توظيف هذه التكنولوجيا ‪.‬‬

‫محمد عبد العزيز الحيزان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪189‬‬ ‫‪135‬‬

‫‪ Computer assisted journalism ‬هي تلك الصحافة التي تعتمد في مراحل انتاجها للخبر الصحفي ( مرحلة اإلنتاج الفكري‬
‫و املادي ) على جهاز الكمبيوتر أي الحاسوب أو الحاسب اإللكتروني ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫و من منطلق هذه األسباب و غيرها سعى اصحاب هذا االتجاه البحثي إلى التعرف على واقع‬
‫توظيف التكنولوجيا في املؤسسات الصحفية من حيث الوقوف عند أهم الوسائل و التقنيات‬
‫الحديثة املوظفة بها ‪ ،‬التعرف على درجة االستخدام و مجاالته ( أي طبيعة استخدام‬
‫التكنولوجيا في املجال الصحفي ) ‪ ،‬االشباعات املحققة لدى الصحفيين بعد استخدامهم لهذه‬
‫التكنولوجيا ‪.‬‬
‫‪ - III‬أهم االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث تكنولوجيا املعلومات و االتصال‬
‫و عالقتها بالصحافة املطبوعة و االلكترونية‪:‬‬
‫لقد تنوعت بحوث االعالم ذات العالقة بالحاسب اآللي وفقا لطبيعة النظرة إلى وظيفة‬
‫الحاسب نفسه ‪ ،‬فمن الباحثين من حاول دراسة توظيف املؤسسات االعالمية لتقنية جهاز‬
‫الحاسوب في مجال خدمة االنتاج االعالمي ‪ ،‬و كذلك االمكانات التي يمكن أن يوفرها هذا االتجاه‬
‫لخدمة أصحاب املهنة في أداء مهامهم االعالمية ‪ ،‬أما الغالبية العظمى من الباحثين فقد توجهوا‬
‫الى دراسة الحاسب كوسيلة اتصالية ذات سمات و خصائص متنوعة تمثل حقال بكرا من حقول‬
‫البحث و املعرفة ‪136.‬‬

‫و عليه ظهرت العديد من االتجاهات البحثية الحديثة التي اهتمت بموضوع تكنولوجيا‬
‫املعلومات و االتصال و عالقتها بالصحافة املطبوعة و االلكترونية‪ ،‬و فيما يلي استعراض ألهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬اتجاه بحثي اهتم بو اقع استخدام تكنولوجيا املعلومات و االتصال في‬
‫العمل الصحفي التقليدي ‪ :‬ركز أصحاب هذا االتجاه على استعراض الوسائل‬
‫التكنولوجية املوظفة و املستثمرة في العمل الصحفي مثل ‪ :‬البريد االلكتروني ‪ ،‬االنترنت ‪،‬‬
‫شبكات االتصال الفضائية ‪ ،‬وسائط التخزين ‪ ،‬الحواسيب االلكترونية ‪ ،‬و كذا مجاالت‬
‫استخداماتها التي تعددت بداية من جمع املادة الصحفية من امليدان و توصيلها إلى مقر‬
‫الصحيفة ‪ ،‬ثم تخزينها و استرجاعها ( االرشيف االلكتروني و بنوك املعلومات للصحف )‬
‫‪ ،‬مرورا بمعالجة و تحرير األخبار أي انتاجها ( املاسح الضوئي ‪ ،‬برامج معالجة النصوص‬
‫و الصور ‪ ،‬برامج تحويل الفيديو الى صور " ‪ ) " Videography‬و نهاية بنقل و نشر املواد‬
‫و املضامين الصحفية و تبادلها ( مثال طبعات اقليمية أو دولية للصحف )‪137.‬‬

‫‪ 136‬محمد عبد العزيز الحيزان ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪188‬‬


‫‪ 137‬فريد بن زايد ‪ ،‬و اقع استخدام التكنولوجيات الحديثة لإلعالم و االتصال في الصحافة املكتوبة بالجزائر ‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية ‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة ‪. 2111-2119 ،‬‬

‫‪78‬‬
‫و‬ ‫‪ -0‬اتجاه بحث في تأثيرات التكنولوجيا على الصحافة شكال و مضمونا‪:‬‬
‫يندرج تحت هذا االتجاه مواضيع بحثية عديدة نذكر منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬اتجاه بحث في تأثيرات و انعكاسات تكنولوجيا املعلومات و االتصال على‬
‫األداء املنهي و العمل الصحفي التقليدي ‪ :‬اهتم اصحاب هذا االتجاه البحثي‬
‫بموضوع تأثير التكنولوجيا الحديثة على العمل الصحفي أي كيف أثرت الوسائل‬
‫التكنولوجية املستثمرة ( األنترنت ‪ ،‬وسائط التخزين ‪ ،‬الحواسيب اإللكترونية ) في‬
‫العمل اإلعالمي سواء تلك التأثيرات اإليجابية أو السلبية ‪.‬‬
‫و من بين التأثيرات السلبية لتكنولوجيا االتصال في العمل الصحفي و التي أثارت اهتمام‬
‫الباحثين في هذا االتجاه نذكر ‪ :‬مسألة مصداقية املعلومات و الصور الفوتوغرافية املستقاة من‬
‫املصادر االلكترونية ‪ ،‬عنصر اإلبداع لدى الصحفي ‪ ،‬امللكية الفكرية للمصنف الصحفي‬
‫الرقمي‪138.‬‬

‫ب‪ -‬اتجاه بحثي في موضوع التطور التكنولوجي و تأثيره على انتاج املعلومة‬
‫و التحرير الصحفي في الصحف املكتوبة ‪ :‬بحث هذا االتجاه في التقنيات‬
‫و الوسائل التكنولوجية املساهمة في انتاج املعلومة و تحريرها في الصحافة املكتوبة‬
‫و ما أضافته الوسائل التقنية الحديثة من مميزات و خصائص سهلت على القائم‬
‫باالتصال مهمة التحرير ‪ ،‬و كذا تأثيرها في طبيعة و خصائص املعلومة الصحفية من‬
‫حيث جودة املادة التحريرية و بالتالي مساهمتها في تطور عمليات التحرير الصحفي (‬
‫مثال الجمع االلكتروني للنصوص الصحفية ‪ ،‬االستفادة من قواعد املعلومات‬
‫و الجهد ‪ ،‬استخدام‬ ‫االلكترونية في جمع املادة التحريرية مما سمح بتوفير الوقت‬
‫الحاسوب و برامجه في عملية التحرير مما قلل من األخطاء اللغوية ‪ ،‬الحذف و‬
‫اضافة معلومات على املادة الصحفية ‪139)...‬‬

‫‪ 138‬صليحة شلواش ‪ ،‬و اقع استخدام تكنولوجيا االتصال الحديثة و أثرها على العمل الصحفي – دراسة ميدانية في جريدة‬
‫الشرق الجمهوري – ‪ ،‬رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر‬
‫بسكرة ‪2112-2111 ،‬‬
‫‪ 139‬فاطنة شرقي ‪ ،‬أثر التكنولوجيا في إنتاج املعلومة في مضمون الصحافة املكتوبة الجزائرية – الشروق اليومي و املجاهد‬
‫نموذجا ‪ ، -‬رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2118-2119 ، 13‬‬

‫‪79‬‬
‫و من النتائج التي توصل إليها الباحثون في هذا االتجاه أن الصحف أصبحت تستخدم الكمبيوتر‬
‫في عملية جمع املادة التحريرية و إخراجها‪ ،‬كما مكنت تكنولوجيا االتصال الحديثة من زيادة‬
‫و عن‬ ‫حجم التغطية اإلخبارية لألحداث و سهلت عملية الحصول على املادة الصحفية ‪،‬‬
‫التأثيرات السلبية فأشار بعض الباحثون إلى ظاهرة السرقات الصحفية أثناء تحرير املادة‬
‫و‬ ‫الصحفية و أيضا تركيز بعض الصحفيين في مقاالتهم على القيم اإلخبارية الغريبة‬
‫و املفيدة ‪140.‬‬ ‫الشاذة و ليس الجادة‬
‫ت‪ -‬اتجاه بحثي في موضوع تأثير تكنولوجيا املعلومات و االتصال في االخراج‬
‫الصحفي ‪ :‬ركز هذا االتجاه على أثر التطورات التقنية في االخراج الصحفي ‪ ،‬و‬
‫و توضيب‬ ‫الوسائل التكنولوجية و أنظمتها و برامجها املستخدمة في إنتاج‬
‫صفحة الجريدة كاملة بما فيها أعمدة نصوص و عناصر تيبوغرافية مختلفة ( مثال‬
‫برنامج الناشر الصحفي الذي يساهم في توضيب و تصميم الصفحات ‪)...‬‬
‫و يضم هذا االتجاه العديد من الدراسات منها تلك التي حاولت البحث في الدور الذي لعبته‬
‫تكنولوجيا االتصال الحديثة في تطوير إخراج الصحف الورقية من ناحية إخراج التصميم‬
‫األساس ي ( الهيكل العام ) ‪ ،‬و إخراج و معالجة العناصر التيبووغرافية و الجغرافيكية للبناء‬
‫و‬ ‫الشكلي للصحيفة ‪ ،‬و ذلك من خالل اجراء مقارنة بين كيفية اخراجها التقليدي في املاض ي‬
‫‪-‬‬ ‫الحديث اآلن بعد استفادتها من التكنولوجيا الحديثة بتقنياتها املتعددة التي ساعدت‬
‫حسب ذات الدراسة ‪ -‬اإلخراج الصحفي على أداء وظائفه ‪ ،‬ال سيما تعزيز النواحي الجمالية و‬
‫إبراز الهوية الخاصة للصحف فضال عن تيسير القراءة بتحقيق عنصر الوضوح للمواد املنشورة ‪.‬‬
‫‪141‬‬

‫و‬ ‫ث‪ -‬اتجاه بحثي اهتم بمسألة استخدامات تكنولوجيا املعلومات‬


‫االتصال في تطوير شكل و مضمون الصحف اليومية ‪ :‬سعى أصحاب هذا‬
‫االتجاه إلى دراسة أوجه تأثير الوسائل التكنولوجيا عبر مرحلة التحرير الصحفي (‬

‫‪ 140‬منير سليم أبو راس ‪ ،‬عالقة التطور التكنولوجي بالتحرير الصحفي في الصحافة الفلسطينية – دراسة ميدانية على‬
‫الصحفيين العاملين في الصحف الصادرة في قطاع غزة ‪ ، -‬قسم الصحافة و اإلعالم ‪ ،‬كلية األداب ‪ ،‬الجامعة اإلسالمية غزة ‪،‬‬
‫‪. 2111‬‬
‫‪ 141‬ليندة صيمود ‪ ،‬مهدي زعموم ‪ ،‬مساهمة تكنولوجيا االتصال الحديثة في تطوير اخراج الصحافة الورقية ‪ ،‬مجلة املعيار ‪،‬‬
‫املجلد ‪ ، 22‬العدد ‪. 2121 ، 22‬‬

‫‪80‬‬
‫فنون و أساليب الكتابة ) و مرحلة االخراج الصحفي من خالل استعراض الوسائل‬
‫و برمجياته ‪ ،‬الهواتف‬ ‫التكنولوجية املوظفة في كلتا املرحلتين ( أجهزة الحاسوب‬
‫الذكية ‪ ،‬االنترنت ‪ ،‬شبكات التواصل االجتماعي ‪ ،‬املاسح الضوئي ‪ ،‬كاميرات التصوير‬
‫الرقمي ‪ ،‬أدوات نقل امللفات ‪...‬الخ و مساهمة هذه الوسائل في تسهيل العمل‬
‫الصحفي و في تعزيز روح املنافسة في إخراج الصحف ‪ .‬فضال عن التعرف على‬
‫سلبيات و صعوبات استخدام األدوات التكنولوجية ‪142.‬‬

‫‪ -0‬اتجاه بحث في موضوع التكنولوجيا الحديثة للطباعة و دورها في تطوير‬


‫الصحافة املكتوبة ‪ :‬ركز هذا االتجاه في مجال بحثي واحد تمثل في دراسة العالقة‬
‫الجوهرية بين التطور الطباعي و املنتج الصحفي أي بين التطور في آالت الطبع و نوعيته )‬
‫مطابع لها أجهزة التحكم االلكتروني حيث يتم تغيير لفات الورق الكترونيا و ليس يدويا‬
‫كما كان في املاض ي و كذا تثبيت الورق يتم الكترونيا ( و تطور املنتج الصحفي ليقدم‬
‫بجودة للقارئ ‪143.‬‬

‫‪ -0‬اتجاه بحث في االستخدامات الصحفية للهاتف الذكي و دوره في تطوير‬


‫املمارسة املهنية‪ :‬أثار الهاتف الذكي كثمرة من ثمرات التقدم التكنولوجي في عالم‬
‫االتصاالت و نقل و تبادل املعلومات بكافة أشكالها الجدل بين الباحثين بعدما أصبح‬
‫عنصرا أساسيا في صناعة املحتوى اإلعالمي ‪ ،‬أين ارتبط األمر بممارسة اعالمية جديدة‬
‫تعتمد على استخدام الهاتف النقال في مختلف التغطيات و التقارير االعالمية ‪ ،‬مما نتج‬
‫عنه ظهور ما اصطلح على تسميته بصحافة املوبايل (‪. ) Mojo‬‬
‫و في إطار هذا االتجاه نجد العديد من الدراسات الوطنية و العربية و األجنبية التي اهتمت بهذا‬
‫النوع من الصحافة و تأثيرها على املمارسة املهنية منها دراسة الباحث زكرياء بن صغير التي‬
‫هدفت إلى التعرف على مجمل الخدمات التي يقدمها الهاتف الذكي) صحافة املوبايل (للعمل‬
‫اإلعالمي و تطبيقاته‪ ‬مثل ‪ :‬خدمة البحث عن املعلومات ‪ ،‬خدمة نقل املادة اإلعالمية ‪ ،‬خدمة‬

‫‪ 142‬محمد إسماعيل ياسين‪ ،‬استخدامات تكنولوجيا االتصال في تطوير شكل و مضمون الصحف الفلسطينية اليومية –‬
‫دراسة ميدانية ‪ ، -‬رسالة ماجستير في الصحافة ‪ ،‬كلية األداب ‪ ،‬الجامعة اإلسالمية غزة ‪. 2112 ،‬‬
‫‪ 143‬مليكة جورديخ ‪ ،‬دور التكنولوجيا الحديثة للطباعة في تطوير الصحافة املكتوبة ‪ ،‬مجلة الدراسات و البحوث االجتماعية ‪،‬‬
‫جامعة الوادي الجزائر ‪ ،‬العدد ‪ ، 11‬جوان ‪. 2111‬‬
‫‪ ‬مثل ‪ :‬برنامج ”‪ ” Story Maker‬أو صانع القصص الذي يعتبر من أفضل التطبيقات املتاحة ‪ ،‬لكونه تطبيق مفتوح املصدر يسمح‬
‫للصحفيين بتصوير وتحرير وانتاج قصصهم الصحفية بشكل احترافي‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫التغطية اإلعالمية التي تتميز بالفورية و التفاعلية ‪ ،‬و قد تساءل ذات الباحث في دراسته عن‬
‫مستقبل العمل اإلعالمي في ظل استخدام الهواتف الذكية ‪ ،‬معتبرا هذه األخيرة تكنولوجيا‬
‫جديدة للمعلومات ستفيد أكثر مما تضر بالعمل االعالمي ‪144.‬‬

‫و في دراسة أخرى تطرقت الباحثة سناء يونس شاهين إلى صحافة املوبايل من زاوية البحث في‬
‫دورها في تطوير أداء الصحفيين ملهنتهم و املهارات املطلوبة النجازها ‪ ،‬كما أبرزت انعكاسات‬
‫توظيف الهاتف الذكي على أساليب التغطية الصحفية و التحول الذي أحدثه في غرف األخبار‬
‫و التغيرات التي لحقت باألشكال الصحفية ‪145.‬‬

‫أما فيما يتعلق الباحثة نوال وسار فقد اختارت زاوية بحث أخرى في صحافة املوبايل ربطتها‬
‫باألزمة الصحية لوباء كوفيد ‪ 19‬أين وثق الصحفيون العاملون بمختلف وسائل اإلعالم و منها‬
‫مواقع الصحف اإللكترونية زمن املورونا من خالل السرد البصري لألحداث بعدسات هواتفهم‬
‫املحمولة و ذلك بأقل مخاطرة و أعلى جودة ‪146.‬‬

‫‪ -5‬اتجاه بحث في االستخدامات الصحفية لالنترنت و اسهاماتها في تطوير‬


‫الصحافة املكتوبة ‪ :‬بحث أصحاب هذا االتجاه في أوجه االستفادة الصحفية من‬
‫االنترنت ‪ ،‬حيث هذه األخيرة حسب نتائج دراسات هذا االتجاه وظفت في عدة مجاالت‬
‫صحفية ‪ :‬كمصدر للمعلومات ‪ ،‬كوسيلة اتصالية داخل أو خارج املؤسسة الصحفية ‪،‬‬
‫كوسيلة اتصال تفاعلية مع الجمهور القارئ ‪ ،‬كوسيط للنشر الصحفي االلكتروني ‪ ،‬و‬
‫كوسيط اعالني ‪.‬‬
‫كما اهتم الباحثون في هذا املجال البحثي بالعالقة املوجودة بين االنترنت و الصحافة املكتوبة من‬
‫حيث التطورات التي طرأت عليها و على العمل الصحفي بعد استخدام االنترنت ‪ ،‬أي البحث في‬
‫دور االنترنت في تطوير العمل الصحفي املكتوب ‪.‬‬
‫و ملعالجة هذا املوضوع تم البحث في درجة استخدام االنترنت في املؤسسات الصحفية‪ ،‬دراسة‬
‫اتجاهات الصحفيين حول االنترنت كوسيلة صحفية جديدة و معرفة رأيهم حول مستقبل‬

‫‪ 144‬زكرياء بن صغير ‪ ،‬خدمات صحافة املوبايل وتأثيراتها على املمارسة االعالمية أي مستقل للعمل اإلعالمي ‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫اإلنسانية ‪ ،‬املجلد ‪ ، 21‬العدد ‪. 2121 ، 11‬‬
‫‪ 145‬سناء يونس شاهين ‪ ،‬دور صحافة املحمول في تطوير املمارسة الصحفية ‪ ،‬مجلة الدراسات اإلعالمية ‪ ،‬املركز الديمقراطي‬
‫العربي ‪ ،‬برلين أملانيا ‪ ،‬العدد الثالث ‪. 2118 ،‬‬
‫‪ 146‬نوال وسار ‪ ،‬صحافة املوبايل واملمارسة املهنية خالل األزمات)أزمة الكوفيد ‪ 25‬أنموذجا( ‪ ،‬مجلة الرواق للدراسات‬
‫االجتماعية واإلنسانية ‪ ،‬املجلد ‪ ، 10‬العدد ‪. 2121 ، 2‬‬

‫‪82‬‬
‫استخدام االنترنت صحفيا‪ ،‬باإلضافة إلى البحث في أثر استخدام االنترنت على العمل الصحفي و‬
‫أثرها على الصحفي في حد ذاته و نشاطه اليومي ‪147.‬‬

‫‪ -0‬اتجاه بحثي اهتم بتأثير التكنولوجيا على الصحافة االلكترونية ‪ :‬نجد تحت‬
‫هذا االتجاه عدة مجاالت بحثية منها ذلك املجال الذي ركز على تأثير التكنولوجيا في‬
‫التحرير الصحفي االلكتروني ( املضمون الرقمي ) ‪ ،‬و في التصميم الصحفي االلكتروني‬
‫للصحيفة االلكترونية ( االخراج الصحفي الرقمي ) من حيث معرفة الوسائط املتعددة‬
‫املستخدمة في تصميمها ‪148.‬‬

‫أما االتجاه البحثي الثاني فقد اهتم بالنشر االلكتروني للصحف اليومية عبر دراسة األساليب‬
‫التقنية املستخدمة في املواقع االلكترونية للصحف املطبوعة‪ ،‬و البحث في املستوى التقني الذي‬
‫وصلت إليه الطبعات االلكترونية للصحف املكتوبة‪149.‬‬

‫‪ 147‬فاطمة تيميزار ‪ ،‬إسهامات االنترنت في تطوير الصحافة املكتوبة في الجزائر – دراسة وصفية استطالعية على عينة من‬
‫الصحفيين ‪ ،‬رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية العلوم السياسية و اإلعالم ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2118-2110 ،‬‬
‫‪ 148‬أديب أحمد الشاطري ‪ ،‬الصحافة و تكنولولوجيا االتصال – دراسة تحليلية للصحف اإللكترونية العربية ‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2118-2110 ، 13‬‬
‫‪ 149‬باية سيفون ‪ ،‬تأثير تكنولوجيا االتصال على النشر اإللكتروني للصحف اليومية الجزائرية املكتوبة – دراسة تحليلية‬
‫ميدانية ‪ ، -‬أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪2112-2114 ، 13‬‬
‫‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫املحاضرة ‪ : 30‬االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث الصحافة‬
‫االلكترونية‪:‬‬
‫‪ - I‬تعريف بحوث الصحافة االلكترونية ‪ :‬هي تلك البحوث و الدراسات التي اهتمت‬
‫بدراسة الصحافة االلكترونية كوسيلة اعالمية جديدة ميزت املشهد االعالمي الرقمي و كل ما‬
‫له عالقة بها ‪ ،‬و قد اتخذت هذه البحوث عدة تيارات و اتجاهات بحثية تنوعت بتنوع و‬
‫اختالف وجهات نظر الباحثين في هذا املجال ‪.‬‬
‫‪ - II‬العوامل التي أدت الى ظهورهذا االتجاه البحثي ‪:‬‬
‫‪ ‬النمو الهائل لشبكة االنترنت في مجال االتصال و اإلعالم ‪ ،‬أدى الى اقبال عدد كبير من‬
‫الباحثين املتخصصين في اإلعالم إلى دراسة مجموعة من املوضوعات اإلعالمية ذات‬
‫العالقة بهذه التقنية ‪ ،‬و ذلك خصوصا بعد أن قدمت الشبكة نفسها على أنها وسيلة‬
‫اعالمية ‪150.‬‬

‫‪ ‬انشاء جميع الصحف املطبوعة مواقع الكترونية لها على شبكة االنترنت كضرورة حتمية‬
‫ملسايرة التطور التكنولوجي و الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور ‪.‬‬
‫‪ ‬ظهور و انتشار الصحف االلكترونية املحضة أي تلك الصحف التي ليس لها نسخة‬
‫ورقية( النشر اإللكتروني الصحفي )‪.‬‬
‫‪ ‬االزدياد املتنامي في اقبال الجمهور على استخدام الصحافة االلكترونية كوسيلة اعالمية‪.‬‬

‫‪ 150‬محمد عبد العزيز الحيزان ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪188‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ ‬التطورات التي شهدتها الصحافة االلكترونية منذ ظهورها في تسعينيات القرن املاض ي الى‬
‫يومنا هذا ‪.‬‬
‫‪ ‬التغيرات التي أحدثتها الصحافة االلكترونية على عدة مستويات ( الصحفي ‪ ،‬القارئ ‪،‬‬
‫الخبر ‪ ،‬املصادر الصحفية ‪ ،‬الصحافة الورقية في حد ذاته كوسيلة اعالمية جماهيرية‬
‫تقليدية )‬
‫‪ ‬تعرض الصحافة االلكترونية الى العديد من االنتقادات تمس مصداقيتها و أخالقياتها‬
‫بالدرجة األولى ‪.‬‬
‫‪ ‬استشراف مستقبل الصحافة االلكترونية و التحديات التي تواجهها ‪.‬‬
‫‪ – III‬أنواع تيارات البحوث الحديثة في مجال الصحافة االلكترونية ‪:‬‬
‫توسعت مجاالت بحوث الصحافة االلكترونية و بشكل أكبر و شهدت اقباال متزايدا من‬
‫الباحثين‪ ،‬من ذلك نذكر ‪:‬‬
‫‪ -1‬اتجاه بحث في الصحافة االلكترونية كوسيلة اعالمية جديدة ‪ :‬انصب‬
‫و‬ ‫االهتمام بها من قبل الباحثين و املختصين في االعالم كأي مستحدث تكنولوجي‬
‫وسيلة اعالمية جديدة و ذلك لتشخيص واقعها من حيث ايجاد مفهوم لها ‪ ،‬التعرف على‬
‫طبيعتها ‪ ،‬ابراز خصائصها ‪ ،‬أنواعها ‪ ،‬الصعوبات التي تواجهها سواء متعلقة بالصحافة‬
‫االلكترونية كمهنة ‪ ،‬أو صعوبات متعلقة ببنائها ( االطار القانوني ) ‪ ،‬التحديات التي‬
‫تفرضها ‪ ،‬التنبؤ بمستقبلها ‪ ،‬عالقتها مع الوسائل االعالمية التقليدية ‪ ،‬أوجه التشابه و‬
‫االختالف بينها و بين الصحافة املطبوعة ‪...‬‬
‫و ضمن هذا التيار البحثي نجد العديد من الدراسات الوطنية التي اهتمت بواقع الصحافة‬
‫اإللكترونية في الجزائر و التي ظهرت بعد اتخاذ مسؤولي الصحف الورقية في تسعينيات القرن ‪21‬‬
‫قرار التحول التكنولوجي و اللحاق بركوب النوع اإلعالمي الجديد الذي ظهر في الفضاء الرقمي‬
‫كحتمية فرضتها التطورات التكنولوجية الحديثة ‪،‬خاصة بعد صدور املرسوم الوزاري رقم ‪-98‬‬
‫‪ 221‬عام ‪ 1998‬الذي سمح للمؤسسات اإلعالمية الجزائرية إمكانية انشاء فضاءات لها على‬
‫شبكة االنترنت ‪ .‬و عليه عرفت الساحة اإلعالمية ميالد النوع األول من الصحافة اإللكترونية (‬

‫‪85‬‬
‫التي لها نسخة ورقية ) لتتبع بعد ذلك بميالد الصحف الجزائرية الرقمية املنشأ أي صحف‬
‫الكترونية محضة و في مقدمتها " ألجيريا انترفاس " عام ‪ ، 1999‬و موقع " ‪ " TSA‬عام ‪151 . 2110‬‬

‫و في سياق آخر نجد دراس ات ركزت على تحديات الصحافة اإلكترونية في الفضاء الرقمي منها‬
‫التحديات املهنية التي تواجه الصحفيين العاملين بقاعات تحرير النسخ اإللكترونية للصحف‪152.‬‬

‫‪ -0‬اتجاه اهتم بخاصية التفاعلية في مو اقع الصحف الورقية و االلكترونية ‪:‬‬


‫اهتم الباحثون في هذا االتجاه بالبحث في تفاعلية مواقع الصحف الورقية أو االلكترونية‬
‫من خالل دراسة التطبيقات املوظفة فيها ‪ ،‬علما أن بعض الصحف اإللكترونية تسمح‬
‫بإشراك القارئ مضامين موادها اإلعالمية‪.‬‬
‫و قد أثار أصحاب هذا االتجاه حول هذا املوضوع العديد من التساؤالت منها ‪ :‬ما هي أهمية‬
‫ادخال األدوات التفاعلية في مواقع الصحف االلكترونية ؟ ما هي مظاهر التفاعلية ووسائلها‬
‫املوظفة في مواقع الصحف االلكترونية ؟ ما هي مستويات التفاعلية ؟ ( مع املضمون ‪ ،‬مع املحرر‬
‫‪ ،‬مع املستخدمين اآلخرين ) ما هي أكثر التطبيقات التفاعلية اتاحة عبر هذه املواقع ؟ كيف‬
‫و ماهي‬ ‫يتعامل القائم باالتصال على مواقع الصحف االلكترونية مع تفاعل مستخدميها ؟‬
‫درجة استخدام جمهور الصحافة اإللكترونية لألبعاد التفاعلية املتاحة عبرها ؟‪153‬‬

‫و من النتائج التي توصلت إليها إحدى دراسات هذا االتجاه البحثي أن هناك تفاعال بين الرسالة‬
‫اإلعالمية و املستقبل و مع النص الصحفي ( املضامين ) في الصحف االلكترونية الجزائرية (‬
‫الشروق أون الين ‪ ،‬الخبر ‪ ،‬و النهار ) ‪ ،‬و من بين األدوات التفاعلية املوظفة هي ‪ :‬االستفتاء ‪،‬‬
‫اإللكتروني ‪154 ...‬‬ ‫سجالت الزوار ‪ ،‬خيارات البحث ‪ ،‬تعدد اللغات ‪ ،‬البريد‬

‫‪ 151‬يمينة بلعاليا ‪ ،‬الصحافة اإللكترونية في الجزائر ‪ :‬بين تحدي الو اقع و التطلع نحو املستقبل ‪ ،‬رسالة ماجستير في علوم‬
‫اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية العلوم السياسية و اإلعالم ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2111 ، 13‬‬
‫‪ 152‬رابح عمار ‪ ،‬الصحافة اإللكترونية و تحديات الفضاء اإللكتروني – دراسة ميدانية للصحافة اإللكترونية الجزائرية ‪، -‬‬
‫أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و ا التصال ‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية و العلوم اإلسالمية ‪ ،‬جامعة أحمد بن بلة وهران ‪،‬‬
‫‪. 2110-2111‬‬
‫‪ 153‬أمنة قجالي ‪ ،‬التفاعلية في الصحافة اإللكترونية – دراسة في استخدامات و إشاعات النخبة األكاديمية الجزائرية ‪، -‬‬
‫أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية ‪ ،‬جامعة الحاج لخضر باتنة ‪-2111 ، 1‬‬
‫‪. 2110‬‬
‫‪ 154‬سمية بورقعة ‪ ،‬الصحافة اإللكترونية في الجزائر – دراسة تحليلية ميدانية للتفاعلية في الصحافة اإللكترونية الجزائرية‬
‫‪ ، -‬أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية علوم اإلعالم و االتصال و السمعي البصري ‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪، 3‬‬
‫‪. 2112-2114‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ -0‬اتجاه بحثي في موضوع الوسائط املتعددة في الصحافة االلكترونية ‪ :‬ركز‬
‫أصحاب هذا االتجاه البحثي على الوسائط املتعددة املوظفة في مواقع الصحف‬
‫االلكترونية من حيث التعرف على ‪ :‬أهمية دعم الوسائط املتعددة للمحتوى الصحفي‬
‫الرقمي ‪ ،‬أنواع الوسائط املتعددة ( نص ‪ ،‬صوت ‪ ،‬صور ثابتة و متحركة ‪ ،‬رسوم ‪ ،‬فيديو‬
‫) و درجة توظيفها في هذه املواقع ‪ ،‬أكثر عناصر الوسائط املتعددة اعتمادا من طرف‬
‫الصحافة االلكترونية ‪ ،‬مكان تواجدها ( أعلى الصفحة ـ وسطها ـ أسفلها ‪ ،‬الصفحة‬
‫الرئيسية ‪ ،‬الداخلية ) ‪ ،‬طبيعة الفنون التحريرية ( األنواع الصحفية) التي توظف‬
‫الوسائط املتعددة ‪ ،‬و كذا نوعية املضامين الصحفية التي تتضمن هذه الوسائط ‪155.‬‬

‫‪ -0‬اهتمام الباحثين بدراسة عملية تصميم و اخراج الصحف االلكترونية ‪ :‬و‬


‫يهدف هذا االتجاه البحثي إلى رصد و وصف واقع إخراج و تصميم مواقع الصحف على‬
‫و‬ ‫شبكة االنترنت من حيث البناء العام للموقع و األساليب اإلخراجية املستخدمة‬
‫وصف و تحليل و تقويم العناصر البنائية التيبوغرافية و الجرافيكية املكونة لواجهات‬
‫مواقع الصحف ( سواء كانت تقليدية ‪ :‬خطوط و عناوين ‪ ،‬صور ‪ ،‬ألوان ‪ ،‬رسوم بيانية ‪،‬‬
‫جداول ‪ ،‬أو كانت الكترونية ‪ :‬وسائط اعالمية متنوعة ‪ ،‬صور متحركة ‪ ،‬نصوص الروابط‬
‫التفاعلية ( النصوص الفائقة ) ) و نحو ذلك ‪ .‬و من بين توصيات الباحثين في هذا‬
‫املجال هي ضرورة االستفادة من التقنيات الحديثة في عالم تصميم الواب و أهمها‬
‫التصميم التفاعلي الذي يتفاعل مع مقاسات الشاشات املختلفة ‪156 .‬‬

‫كما حرصت هذه الدراسات و بأسلوب كيفي على التعريف بعناصر تصميم الصحيفة‬
‫االلكترونية التي تؤث ر في املظهر العام للصحيفة و أسلوب بنائها بصورة أكثر تفصيال ‪ ،‬و ذلك‬
‫كالتعريف بعنصر خريطة الصحيفة التي تبين األبواب الرئيسية للصحيفة في أولى صفحاتها ‪ ،‬و‬
‫عنصر خريطة العناوين ‪ ،‬و كذا عنصر املمرات التي تسمح للقارئ بالتجول الحر داخل النص‪157.‬‬

‫‪ -5‬اتجاه بحث في األنواع الصحفية في الصحافة االلكترونية ‪ :‬ركز أصحاب هذا‬


‫االتجاه البحثي حول طبيعة األنواع الصحفية املوظفة في الصحافة االلكترونية و هي ‪:‬‬

‫‪ 155‬نعيمة برنيس ‪ ،‬استخدامات الوسائط املتعددة في الصحافة اإللكترونية الجزائرية ‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم في علوم‬
‫اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية علوم اإلعالم و االتصال و السمعي البصري ‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪. 2118-2110 ، 3‬‬
‫‪ 156‬عبير محمد سليم لبد‪ ،‬إخراج مواقع الصحف الفلسطينية اليومية على شبكة االنترنت – دراسة تحليلية مقارنة ‪ ، -‬رسالة‬
‫ماجستير في الصحافة ‪ ،‬كلية اآلداب ‪ ،‬الجامعة اإلسالمية غزة ‪. 2114 ،‬‬
‫‪ 157‬محمد عبد العزيز الحيزان ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪191‬‬

‫‪87‬‬
‫"‬ ‫األنواع االخبارية التي نضم كل من الخبر ‪ ،‬التقرير ‪ ،‬الروبورتاج ‪ ،‬األنواع الفكرية‬
‫الرأي " و املتمثلة في ‪ :‬املقال االفتتاحي ‪ ،‬املقال التحليلي ‪ ،‬العمود ‪ ،‬حديث ‪ ،‬مقاالت‬
‫صحفية ‪ ،‬أما األنواع االستقصائية فنجد " التحقيق " و األنواع الصحفية التعبيرية‬
‫متمثلة في البورتريه ‪ ،‬متسائلين إن كانت هي نفسها التي نجدها في الصحافة الورقية ‪ ،‬و‬
‫من التساؤالت كذلك التي طرحها الباحثون في هذا املجال نجد ‪ :‬هل تأثرت األنواع‬
‫الصحفية بظهور الصحافة االلكترونية و بخصائصها ؟ تتطابق األنواع الصحفية في‬
‫الصحافة االلكترونية مع األنواع الصحفية في الصحافة الورقية ؟ ‪ ،‬هل تخضع األنواع‬
‫الصحفية في الصحافة االلكترونية إلى قواعد التحرير الصحفي في الصحافة الورقية ؟‬
‫هل هناك أنواع صحفية جديدة جاءت بها الصحافة االلكترونية ؟ ‪158‬‬

‫يذكر أن بعض الدراسات التي اهتمت باألنواع الصحفية في الصحافة االلكترونية ركزت على‬
‫التقرير الصحفي كفن من الفنون الصحفية و ذلك من خالل التعرف على مدى اهتمام‬
‫و ما‬ ‫الصحافة االلكترونية بهذا النوع من ناحية الصياغة و تطبيق األسس النظرية في كتابته ‪،‬‬
‫هي أنواع التقارير الصحفية املوظفة ؟ و ما هي طبيعة املواضيع التي نشرت في مواقع الصحف‬
‫على شكل تقرير و غيرها من األسئلة التي تندرج تحت هذا االتجاه البحثي ‪.‬‬
‫و في هذا الصدد يعتبر الباحث محمد لعقاب أن األنواع الصحفية هي واحدة بالنسبة لجميع‬
‫وسائل اإلعالم بما فيها الصحافة اإللكترونية و لكنها تختلف حسب خصوصيات الوسيلة ‪ ،‬كما‬
‫أن الذي يختلف هو طريقة الكتابة أي أسلوبها ( طريقة عرض املعلومة ـ تنظيم الفقرات و الجمل‬
‫و كتابة العناوين و املقدمات ) ‪ ،‬علما أن األنواع الصحفية في الصحافة اإللكترونية ينبغي عليها‬
‫أن تراعي خصوصياتها بتوظيف فنيات جديدة ‪159:‬‬

‫و‬ ‫‪ -‬الكتابة للميلتيميديا أي أنها تجمع في الوقت نفسه بين الكتابة للقراءة و السمعي‬
‫البصري ‪.‬‬
‫‪ -‬توظيف النص املتشعب أو النص الفائق‪.‬‬
‫‪ -‬و معظمها ينبغي أن يلتزم بالهرم املعكوس‪.‬‬

‫‪ 158‬فلة مكيري ‪ ،‬األنواع الصحفية في الصحافة اإللكترونية – دراسة تحليلية لعينة من الصحف اإللكترونية العربية (‬
‫رأي اليوم ‪ ،‬إيالف ‪ ،‬كل ش يء عن الجزائر ‪ ،‬الهدهد ) ‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية علوم اإلعالم و‬
‫االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2118-2110 ، 3‬‬
‫‪ 159‬محمد لعقاب ‪ ،‬مهارات الكتابة لإلعالم الجديد ‪ ( ،‬ب‪.‬ط ) ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع ‪ ، 2113 ،‬ص‬
‫ص ‪43-39‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ -‬تراعي طريقة عمل محركات البحث أي ينبغي عليها أن تلتزم االختصار و تبرز الكلمات‬
‫املفتاحية في العناوين ‪.‬‬

‫‪ -0‬اتجاه بحث في مصداقية الصحافة االلكترونية ‪ :‬بحث هذا االتجاه في مدى التزام‬
‫الصحافة االلكترونية بتلك املعايير التي تعبر عن مصداقيتها و التي تتمثل في ‪ :‬السمعة‬
‫الحسنة ‪ ،‬الخبرة ‪ ،‬اآلنية ‪ ،‬العدالة ‪ ،‬قوة مصدرها ‪ ،‬املهنية التحريرية ‪ ،‬العمق ‪،‬‬
‫املوضوعية ‪ ،‬التفاعلية ‪ ،‬عدم االنحياز ‪ ،‬املوثوقية ‪ ،‬دقتها من خالل معالجتها اإلعالمية‬
‫ملختلف القضايا الوطنية و الدولية ‪.‬‬
‫و في هذا السياق كانت قد توصلت دراسة الباحث طالب كيحول إلى أن بعض الصحف‬
‫اإللكترونية قد تحولت من ممارسة وظيفتها األساسية و هي اإلعالم إلى ممارسة الدعاية اتجاه‬
‫بعض القضايا متأثرة بذلك بالخطاب السياس ي ألنظمتها الحاكمة ‪ ،‬و هذا ما يدل على عدم‬
‫أحيانا ( حسب طبيعة و أهمية القضية املعالجة ) ‪160 .‬‬ ‫مصداقيتها‬
‫و‬ ‫و تعتبر مصداقية الصحافة االلكترونية من أهم االشكاالت التي طرحها الباحثون‬
‫يواجهها الصحفيون في عملية اعتمادهم عليها ‪ ،‬حيث كان من أبرز نتائج بعض الدراسات التي‬
‫تندرج تحت هذا االتجاه مسألة صعوبة التحقق من دقة املعلومات و مصداقيتها ‪ ،‬مما يجعلها‬
‫مصدرا غير موثوق به ‪161.‬‬

‫‪ -0‬اتجاه بحثي اهتم بموضوع التشريعات و القوانين االعالمية و أخالقيات‬


‫الصحافة االلكترونية ‪ :‬ركز هذا االتجاه البحثي على زاويتين مرتبطتين ببيعضهما‬
‫البعض األولى خاصة بعملية البحث في التشريعات و القوانين االعالمية املنظمة لنشاط‬
‫الصحافة االلكترونية ‪ ،‬و املكانة التي أولتها الدول في صياغة قوانين خاصة بها ‪ ،‬باإلضافة‬
‫الى التعرف على انعكاسات هذه التشريعات و القوانين على حرية الصحافة االلكترونية ‪،‬‬

‫‪ 160‬طالب كيحول ‪ ،‬مصداقية الصحافة اإللكترونية لدى الطلبة الجامعيين الجزائريين – دراسة ميدانية و تحليلية على‬
‫و‬ ‫عينة من وسائل اإلعالم العربية و الجزائرية ‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية علوم اإلعالم‬
‫االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2111-2112 ، 3‬‬
‫‪ 161‬محمد عبد العزيز الحيزان ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪192‬‬

‫‪89‬‬
‫و ذلك من خالل طرح العديد من التساؤالت منها ‪ :‬ما هو االطار القانوني املنظم‬
‫للصحافة اال لكترونية ؟ هل حقا يوجد فراغ تشريعي في مجال الصحافة االلكترونية ؟‬
‫هل تم التشريع للصحافة االلكترونية في اطار القوانين االعالمية املنظمة لنشاط وسائل‬
‫االعالم املختلفة ؟ أم أنه تمت صياغة و اصدار قوانين جديدة خاصة فقط بالصحافة‬
‫االلكترونية ؟ ما هي انعكاسات هذه القوانين على حرية الصحافة االلكترونية ؟‪162‬‬

‫أما الزاوية البحثية الثانية التي تندرج تحت هذا التيار فقد اهتم باحثوها بضوابط أخالقيات‬
‫العمل الصحفي االلكتروني ( الحياد‪ ،‬الصدق‪ ،‬الدقة‪ ،‬املوضوعية‪ ،‬النزاهة‪...‬الخ) التي أصبحت‬
‫حسبهم ضرورة يفرضها الواقع املنهي لهذا النوع املستحدث من االعالم الجديد ‪ ،‬و ذلك انطالقا‬
‫من اإلطار األخالقي العام الذي يستند أساسا إلى مواثيق الشرف األخالقية و انتهاء إلى التشريعات‬
‫القانونية التي تضع اإلطار القانوني و التشريعي العام للصحافة االلكترونية ‪163.‬‬

‫الجدير بالذكر أن الباحثون في هذا االتجاه أكدوا على أن البحث في الضوابط املهنية‬
‫للصحافة االلكترونية ال يتأتى دون الوقوف عند املعايير التقنية و التكنولوجية التي توجه عمل‬
‫االعالمي في البيئة الرقمية و هي تلك املعايير التي ترتبط بمجموعة من املهارات مثل ‪ :‬حذق‬
‫أساليب الكتابة الرقمية ‪ ،‬إجادة توظيف الروابط املتشعبة ‪ ،‬مهارات كتابة األخبار على االنترنت ‪،‬‬
‫و مهارات‬ ‫البحث في شبكة االنترنت ‪ ،‬توظيف الوسائط املتعددة في تحرير املواد اإلعالمية‬
‫التعامل مع صحافة املواطن ‪ ،‬كل هذه املعايير التقنية قد تحيل إلى مدى التزام االعالمي‬
‫بالضوابط املهنية للعمل الصحفي االلكتروني ‪ ،‬فهي ( أي املعايير التقنية ) من يقيم الدليل على‬
‫‪164.‬‬ ‫صحة املعلومات املنشورة ‪ ،‬و صدقيتها و درجة الوثوق بها‬
‫‪ -0‬التوجهات البحثية في بحوث مقارنة الصحافة االلكترونية مع الصحافة‬
‫املطبوعة ‪ :‬ركزت هذه التوجهات على مقارنة الصحافة االلكترونية كوسيلة اعالمية‬
‫جديدة بالصحافة املطبوعة كوسيلة اعالمية قديمة أو تقليدية و ذلك للتعرف على مدى‬
‫قدرة هذه االخيرة في املحافظة على مكانتها ‪ ،‬و قدرة الصحافة االلكترونية على منافستها‬

‫‪ 162‬حسين دوحاجي ‪ ،‬التشريعات اإلعالمية و تأثيرها على حرية الصحافة اإللكترونية – دراسة مقارنة بين الجزائر و تونس ‪، -‬‬
‫رسالة ماجستير في الدراسات القانونية و اإلعالمية ‪ ،‬قسم اإلعالم ‪ ،‬كلية علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪-2111 ، 3‬‬
‫‪. 2110‬‬
‫‪ 163‬املعز بن مسعود‪ ،‬أخالقيات الصحافة االلكترونية العربية – رؤية جديدة للممارسة املهنية – ‪ ،‬قطر ‪ ،‬مركز الجزيرة‬
‫للدراسات ‪ ، 2119 ،‬ص ‪13‬‬
‫‪ 164‬املعز بن مسعود‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ص ‪18- 10‬‬

‫‪90‬‬
‫أو الغاء بعض خصائصها ‪ .‬و بعض الدراسات التي تناولت هذا املجال البحثي اهتمت ب ‪:‬‬
‫‪165‬‬

‫‪ ‬طبيعة العالقة بين الصحافة املكتوبة و الصحافة اإللكترونية‪ :‬هل هي عالقة صراع‪،‬‬
‫تكامل ‪ ،‬أم إلغاء ؟‬
‫و‬ ‫‪ ‬إجراء مقارنة بين الوظائف و املهام التي تؤديها كل من الصحافة املطبوعة‬
‫االلكترونية ‪.‬‬
‫‪ ‬اجراء مقارنة بالبحث في جانبي السمات و الخصائص من خالل التحليل املباشر لتلك‬
‫الخصائص و السمات ‪.‬‬
‫‪ ‬البحث في التأثيرات املستقبلية للصحيفة االلكترونية على نظيرتها الورقية ‪ ،‬و مدى أن‬
‫تصبح األولى بديال لألخيرة من خالل نظرة شمولية لواقع صحف معينة ‪.‬‬
‫‪ ‬تناول البعض األخر من الدراسات هذا الجانب عبر استقراء التطورات التقنية في مجال‬
‫االتصال االلكتروني و ما يمكن أن تقود اليه في تغيير األسلوب التقليدي لتقديم املواد‬
‫االعالمية و منها الصحفية ‪166.‬‬

‫‪ 165‬محمد عبد العزيز الحيزان ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪193‬‬


‫‪ 166‬محمد عبد العزيز الحيزان ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪193‬‬

‫‪91‬‬
‫املحاضرة ‪ :30‬االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث الصحافة البديلة‬
‫( صحافة املواطن نموذجا ) ‪:‬‬
‫تعريف بحوث الصحافة البديلة ‪ :‬هي تلك الدراسات التي اهتمت بالصحافة‬ ‫‪-I‬‬
‫البديلة ‪‬مثل صحافة املشاركة ( ‪ ) Participatory Journalism‬و صحافة املواطن (‬
‫‪ ) Citizen Journalism‬و صحافة البلوغر ( ‪... )Bloggers Journalism‬و غيرها من‬
‫األشكال الجديدة التي تمثل نوعية جديدة من الصحافة باعتبارها تقدم فرصا‬
‫لألفراد و الجماعات لتدشين وسائلهم اإلعالمية الخاصة ‪ ،‬و باعتبارها تمثل مجاال‬
‫جديدا يتم بعيدا عن سيطرة النخب و املؤسسات اإلعالمية املركزية ‪.‬‬
‫و في إطار بحوث الصحافة البديلة ظهرت عدة تيارات و اتجاهات بحثية منها من اهتم بمدى‬
‫و‬ ‫قدرتها على أن تمثل وسائل اعالم بديلة لتمكين املواطن من املشاركة السياسية‬
‫االجتماعية‪ ،‬بينما سعت دراسات أخرى للتفرقة بين املفاهيم املختلفة املتعلقة بالصحافة‬
‫البديلة ‪ .‬و بالرغم أن هذه الدراسات قد كشفت عن وجود نماذج بديلة للنموذج املتبع في‬
‫الصحافة التقليدية ‪ ،‬فإنها أيضا كشفت عن تأثيرها على املمارسات املتبعة في الصحافة املهنية‬
‫التقليدية ال يزال محدودا‪167.‬‬

‫و سميت بالصحافة البديلة كذلك بعد لجوء وسائل اإلعالم الرسمية إليها كإعالم بديل يوفر ما‬
‫يعجز الصحفيون أو املراسلون عن توفيره من أخبار و تغطيات إعالمية ‪ ،‬فأصبحت هذه‬
‫الوسائل تستنجد باملواطنين لكي يرسلوا لها مختلف املواد اإلعالمية ( تسجيالت فيديو ‪ ،‬صور‪)...‬‬
‫باعتبارهم املعنيين بهذه األحداث أو األقرب إليها ‪168.‬‬

‫‪ ‬عرفت بأنها تلك العمليات االتصالية و الحوارية و املتضمنة لتعبير ذاتي لبعض األفراد و من خاللها يساهمون في صناعة‬
‫املعرفة و في طرح مصادر بديلة للقوة ‪.‬‬
‫‪ 167‬السيد بخيت ‪ ،‬االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة ‪ :‬مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات‬
‫الصحفية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪. 112‬‬
‫‪ 168‬إبراهيم بعزيز‪ ،‬مشاركة الجمهور في إنتاج محتوى وسائل اإلعالم و ظهور صحافة املواطن ‪ -‬دراسة على عينة من‬
‫مستخدمي مو اقع التواصل االجتماعي في الجزائر ‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية علوم اإلعالم و‬
‫االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ، 2114-2113 ، 3‬ص ‪12‬‬

‫‪92‬‬
‫تعريف بحوث صحافة املواطن ‪ :‬من بين أنواع الصحافة البديلة ارتأينا‬ ‫‪-II‬‬
‫تسليط الضوء على بحوث صحافة املواطن و توجهاتها البحثية باعتبارها من‬
‫البحوث العلمية الجديدة في مجال علوم اإلعالم التي نالت حصة األسد من اهتمام‬
‫الباحثين و املختصين في أوراقهم البحثية و دراساتهم األكاديمية و في امللتقيات‬
‫العلمية سواء في الجامعات الجزائرية أو العربية أو األجنبية ‪.‬‬
‫و يقصد ببحوث صحافة املواطن " ذلك املجال املعرفي العلمي الذي أخضع ظاهرة مشاركة‬
‫األفراد في إنتاج املضامين اإلعالمية و نشرها من خالل تقنيات و تطبيقات االتصال الجديدة‪ ،‬أو‬
‫ملجهر الدراسة من قبل باحثين في مختلف التخصصات‪169".‬‬ ‫من خالل وسائل اإلعالم التقليدية‬
‫و نعرف إجرائيا بحوث صحافة املواطن بأنها تلك الدراسات العلمية التي ركزت اهتماماتها على‬
‫و‬ ‫املمارسات الصحفية غير املهنية ( غير محترفة ) ملواطنين عاديين ( هواة) يشاركون في إنتاج‬
‫نشر مضامين اخبارية عبر وسائط اتصالية جديدة ‪ .‬علما أنها نشأت تحت مبدأ ‪" :‬الكل‬
‫صحفي"‪"،‬نحن وسائل اإلعالم " ‪ " ،‬إعالم نحن " ‪ ...‬و على إثر ذلك ظهرت عدة اتجاهات بحثية‬
‫تدعو لالهتمام بهذا النوع الجديد من املمارسات الصحفية نحاول استعراض أهمها في هذه‬
‫املحاضرة‪.‬‬
‫العوامل التي أدت إلى ظهور هذا االتجاه ‪ :‬إن ظهور هذا االتجاه البحثي راجع‬ ‫‪-III‬‬
‫إلى عدة أسباب نوجزها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬ظهور صحافة املواطن كنوع من أنواع الصحافة البديلة التي تعرف على أنها " مشاركة‬
‫املواطنين في التغطية االعالمية للحياة السياسية و االجتماعية و اعتبارهم مشاركين‬
‫فاعلين في نقل األحداث و مناقشتها و تحليلها ‪ ،‬أكثر من اعتبارهم مجرد متلقين سليبين‬
‫كما ينظر اليها على أنها " نوع‬ ‫رسائل ‪170".‬‬ ‫ملا تعرضه لهم الوسائل االعالمية من وقائع و‬
‫من املعلومات و املنشورات ‪ ،‬و نشر للمعلومات من طرف أناس غير مكونين مهنيا في‬
‫ميدان الصحافة ‪ ،‬و لم يسبق لهم أن اشتغلوا في مؤسسات اعالمية ‪".‬‬
‫‪ ‬تطور صحافة املواطن كنوع من املمارسات الصحفية غير املهنية بتطور الوسائل‬
‫التكنولوجيا الحديثة من هواتف نقالة و ألواح ذكية‪ ،‬و شبكات التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫‪ 169‬إبراهيم بعزيز ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪11‬‬


‫‪ 170‬تأثير صحافة املواطن و مستقبلها في ظل التطور التكنولوجي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مركز هردو لدعم التعبير الرقمي ‪ ، 2111 ،‬ص ص‬
‫‪1-2‬‬

‫‪93‬‬
‫‪ ‬االعتماد املتزايد على صحافة املواطن كمصدر للمعلومة الصحفية و ذلك بعد " انفراد‬
‫بعض الصحف بأخبار و أحداث هزت الرأي العام كان مصدرها املواطن ‪ 171".‬و ادراج‬
‫بعض الجرائد العاملية أقسام خاصة لتلك املادة الخبرية املرسلة من املواطن ‪172.‬‬

‫‪ ‬زيادة االهتمام بصحافة املواطن كموضوع جديد يستحق النقاش من قبل الباحثين‬
‫و األكاديميين و االعالميين في عدة مؤتمرات وطنية و دولية ‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة أهمية صحافة املواطن كسلطة خامسة ‪.‬‬
‫‪ ‬تأثيرات صحافة املواطن على عدة مستويات ‪ :‬الرأي العام ‪ ،‬صناع القرار السياس ي ‪،‬‬
‫رجال االعالم ‪ ،‬وسائل االعالم التقليدية ‪ ،‬مصادر األخبار ‪...‬‬
‫‪ ‬اهتمام مجموعة من الباحثين و املنظرين في املجال االعالمي بدراسة صحافة املواطن و‬
‫من بينهم هؤالء تلك الفئة التي طورت من التسميات و املصطلحات التي تشير الى صحافة‬
‫املواطن نذكر ‪ :‬كليمينسيا رودريغيز صاحبة مصطلح ( إعالم املواطن) ‪ ،‬وبومان ويليس‬
‫صاحبي مصطلح (الصحافة التشاركية) ‪ ،‬ودان جيلمور صاحب مصطلح (الصحافة‬
‫الشعبية )‪ ،‬و هاكيت وكارول صاحبي مصطلح (اإلعالم الديمقراطي ) ‪173.‬‬

‫‪ ‬استشراف مستقبل صحافة املواطن و التحديات التي تواجهها ‪.‬‬


‫أهم املجاالت البحثية في بحوث صحافة املواطن‪:‬‬ ‫‪-IV‬‬
‫تعددت االتجاهات البحثية التي اهتمت ببحوث صحافة املواطن و ذلك بتعدد و اختالف زوايا‬
‫البحث و وجهات النظر لها و فيما يلي استعراض ألهم هذه املجاالت ‪:‬‬
‫و‬ ‫‪ -1‬اتجاه بحث في صحافة املواطن كظاهرة جديدة ( من حيث التسمية‬
‫النشأة و عوامل الظهور ) ‪ :‬ركز أصحاب هذا االتجاه على البحث في املراحل األولى‬
‫لوالدة صحافة املواطن و تطورها الذي كان عبر ثالثة مراحل ( من ‪1991‬إلى ‪ ، 2113‬من‬
‫‪2111‬إلى ‪ 2118‬و انطالقا من سنة ‪ 2111‬إلى يومنا هذا ) ‪ ،‬مشيرين إلى أن نشأتها ارتبطت‬

‫‪ 171‬تأثير صحافة املواطن و مستقبلها في ظل التطور التكنولوجي ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ص ‪11- 0‬‬
‫‪ 172‬تأثيرصحافة املواطن و مستقبلها في ظل التطور التكنولوجي ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪21‬‬
‫‪ 173‬تأثير صحافة املواطن و مستقبلها في ظل التطور التكنولوجي ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪9‬‬

‫‪94‬‬
‫بعاملين اثنين أولهما محدودية املعلومات التي توفرها وسائل اإلعالم الكالسيكية ‪ ،‬و‬
‫ثانيهما تطور الوسائل التكنولوجية و الرقمية ‪174.‬‬

‫و باملقابل حاول بعض الباحثين االهتمام بصحافة املواطن كممارسة صحفية جديدة من حيث‬
‫العمل على ايجاد تسمية موحدة و تعريف توافقي و موحد لها ‪ ،‬تاريخ نشأتها ‪ ،‬أسباب ظهورها و‬
‫تطورها ‪ ،‬ابراز خصائصها ‪ ،‬الشروط التي يجب ان تتوفر في الخبر الصحفي املنشور من قبل‬
‫املواطن ‪ ،‬فضال عن أشكالها أو أصنافها ‪ ،‬مستقبلها ‪ ،‬هذا و قد أقر الباحثون في هذه الزاوية‬
‫صعوبة تحديد أين تبتدئ و أين تنتهي ممارسة صحافة املواطن و رسم معالم واضحة لها ‪ ،‬و‬
‫تحديد من هو الصحفي املواطن ‪175.‬‬

‫‪ -0‬اتجاه بحث في عالقة صحافة املواطن بوسائل اإلعالم التقليدية و منها‬


‫الصحافة‪ :‬لقد تضاربت أراء الباحثين في هذا التيار بين مؤيدين و معارضين لصحافة‬
‫املواطن كممارسة مهنية جديدة و نوع من أنواع الصحافة البديلة‪.‬‬
‫حيث يرى البعض منهم أن العالقة عالقة صدام و احالل تختفي بموجبها الصحافة املحترفة‬
‫الورقية على وجه الخصوص ‪ ،‬متنبئين بأن ‪ 21‬باملائة من االنتاج الصحفي يتم مستقبال بواسطة‬
‫املواطنين ‪ ،‬معتبرين أنها سلطة خامسة تتفوق عن السلطة الرابعة ‪ ،‬فكما يقول الدكتور جمال‬
‫زرن " هي سلطة ضد سوء استخدام السلطة "‪ ،‬و املقصود بالطبع سلطة املحكومين ضد سوء‬
‫استخدام الحكام لسلطاتهم ‪176 .‬‬

‫و قد أرجع بعض الباحثين سبب تراجع الصحافة التقليدية على حساب الصحافة التشاركية‬
‫إلى أزمة ثقة الجمهور فيها ‪ ،‬حيث أظهرت املمارسات الصحفية خالل النصف الثاني من القرن‬
‫العشرين و بداية األلفية الثالثة ‪ ،‬محدودية تحكم الصحافة املطبوعة في تغطية موضوعية و‬
‫و عدم الكشف للعديد‬ ‫نزيهة للعديد من األحداث السياسية و األمنية و غيرها من املجاالت ‪،‬‬

‫‪ 174‬نهى بلعيد ‪ ،‬والدة صحافة املواطن و تطورها ‪ ،‬كتاب جماعي بعنوان عصر امليديا الجديدة ‪ ،‬منشورات اتحاد إذاعات الدول‬
‫العربية ‪ ، 2111 ،‬ص ص ‪39-38‬‬
‫‪ 175‬تأثير صحافة املواطن و مستقبلها في ظل التطور التكنولوجي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪9‬‬
‫‪ 176‬فاطمة الزهراء السيد ‪ ،‬ميكانيزمات التعايش و التنافس بين الصحافة اإللكترونية العربية و منصات اإلعالم االجتماعي ‪،‬‬
‫مركز الجزيرة لدراسات ‪ ، 2119 ،‬ص ‪1‬‬

‫‪95‬‬
‫من الفضائح السياسية و البيئية و االقتصادية واألمنية ‪ ،‬األمر الذي أدى إلى خلق أزمة ثقة‬
‫الجمهور فيها ‪177.‬‬

‫في حين نجد فئة أخرى من الباحثين في هذا التيار ناقشت جدلية العالقة التنافسية بين‬
‫الصحف و وسائط التواصل االجتماعي فيما يتعلق بقيمتي السبق الصحفي و تحري الدقة‬
‫و أيهما األجدر باالهتمام ‪ ،‬حيث التمسك بقيمة التدقيق و التحقق من صحة األخبار أو الصور‬
‫التي يتم نشرها و تحظى بتداول فيروس ي عبر وسائط صحافة املواطن هو ما يمكن أن يميز‬
‫الصحف املطبوعة و اإللكترونية و يحفظ مصداقيتها و يمنحها امليزة التفضيلية األهم في مقابل‬
‫ما ينشر عبر شبكات التواصل االجتماعي ‪178 .‬‬

‫األمر الذي جعل أصحاب هذا االتجاه يرفضون أصال أن تكون هناك صحافة تسمى صحافة‬
‫املواطن و إطالق صفة "صحفي " على هذه العينة من املواطنين الكتاب أو املبدعين أو املدونين‬
‫املهنية ‪179،‬‬ ‫ألنه حسب توضيحاتهم ال يمكن للمواطن العادي أن يلتزم بقواعد العمل الصحفي‬
‫و مصداقية‬ ‫فهي بذلك صحافة غير جديرة بالثقة نظرا لخلوها من معايير االحتراف و املهنية‬
‫املحتوى و الدقة في نقل االخبار ‪ .‬بدليل ارتباط اعالم املواطن بالترويج لألخبار املزيفة و‬
‫و توجيهه ‪،‬‬ ‫الشائعات قد يكون لها تأثير سلبي على استقرار املجتمعات و إثارة الرأي العام‬
‫باإلضافة إلى غياب الرقابة و التنظيم ‪.‬‬
‫و هكذا رفض أصحاب هذا االتجاه اعتبار صحافة املواطن اعالما بديال يغني عن الوسائل‬
‫التقليدية أو منافسا لها ‪ ،‬و إنما هي أداة مكملة لإلعالم التقليدي ‪ .‬فبالنسبة لهم هي ظاهرة‬
‫اعالمية و ال يرون ف يها إعالما ‪ ،‬و هي صحافة شعبية و ليست مهنية أي صحافة ال تتعدى كونها‬
‫تبادال للمعلومات عبر وسائل التواصل االجتماعي ‪180 .‬‬

‫يذكر أن الدراسات الوطنية التي بحثت في هذا املجال أشارت إلى موقف املشرع الجزائري من‬
‫صحافة املواطن كمفهوم و كممارسة مهنية ‪ ،‬حيث لم يعترف في قانون اإلعالم العضوي لإلعالم‬
‫لسنة ‪ 2112‬و املرسوم التنفيذي املنظم لنشاط اإلعالم عبر االنترنت الصادر شهر نوفمبر ‪2121‬‬

‫و‬ ‫‪ 177‬جمال بوشاقور ‪ ،‬صحافة املواطن في الجزائر بين إشكالية تحديد املفهوم و املمارسة الصحفية ‪ ،‬مجلة االتصال‬
‫الصحافة ‪ ،‬املدرسة الوطنية العليا للصحافة و علوم اإلعالم ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬املجلد ‪ ، 1‬العدد ‪ ، 2119 ، 12‬ص ‪.21‬‬
‫‪ 178‬فاطمة الزهراء السيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪0‬‬
‫‪ 179‬ثريا السنوس ي ‪ ،‬صحافة املواطن و إعادة انتاج األدوار ‪ ،‬مجلة بحوث العالقات العامة الشرق األوسط ‪ ،‬مارس ‪ ، 2114‬ص‬
‫‪88‬‬
‫‪ 180‬تأثير صحافة املواطن و مستقبلها في ظل التطور التكنولوجي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪24 - 22‬‬

‫‪96‬‬
‫بهذا النوع من املمارسة اإلعالمية التي ربطها فقط بالصحافة املهنية ‪ .‬بمعنى أنه استبعد صفة‬
‫و مختلف‬ ‫الصحفي على املواطنين الھواة الذین یقومون بعملیة إنتاج و ترویج األخبار‬
‫‪181‬‬ ‫املحتویات على شبكة االنترنت ‪.‬‬
‫و باملقابل نجد اتجاه ثالث انطلق من نظرية النشوء التعايش ي التكافلي التي تنادي بضرورة‬
‫و‬ ‫تعايش كل من الصحافة املطبوعة و االلكترونية مع صحافة املواطن و التعاون‬
‫املشاركة بين األطراف التي تعمل من أجل تقديم الحقائق و كافة وجهات النظر ‪.‬‬
‫و في اطار مسارات التعايش بين هذه األنماط الثالثة اإلعالمية أكد أصحاب هذا االتجاه على‬
‫أن الهدف الذي يجب أن تسعى إليه األقسام املختلفة ألية صحيفة هو خلق صالت مع الجمهور‬
‫عبر وسائط التواصل االجتماعي واإلبقاء على تفاعلية جاذبة معهم ‪ ،‬و من هذه اإلجراءات دعوة‬
‫الجمهور إلى املشاركة بقصصهم الخاصة حول خبر أو حادث ما ذي أهمية بالنسبة لهم ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى استفتاء الجمهور حول أسئلة يرغب أن تقدم له صحيفته إجابات عليها و من ثم‬
‫ا‬
‫يصبح هذا الجمهور شريكا فعليا في اتخاذ القرار التحريري الذي يحدد املوضوعات التي سيتم‬
‫نشرها ‪182.‬‬

‫‪ -0‬اتجاه بحثي اهتم بالعالقة بين صحافة املواطن و الهوية املهنية للصحفي‪:‬‬
‫ركز هذا االتجاه البحثي على مسألة العالقة بين صحافة املواطن و الهوية املهنية‬
‫للصحفي و ذلك من خالل محاولة معرفة تمثل الصحفي لهويته املهنية في ظل بروز و‬
‫تطور صحافة املواطن و انتشارها ‪ ،‬و كذا الوقوف عند التغييرات التي أحدثها هذا النوع‬
‫و‬ ‫من الصحافة على الهوية املهنية للصحفي و التي تمثل " مجموع التصورات‬
‫التمثالت التي تكونها املجموعة الصحفية عن نفسها ( فيما بينها و في الخارج ) " ‪183‬‬

‫و‬ ‫‪ -0‬اتجاه بحث في صحافة املواطن كمصدر للمعلومات و األخبار‬


‫مصداقيتها‪ :‬نظر بعض الباحثون في صحافة املواطن من زاوية أخرى مثلها هذا االتجاه‬
‫البحثي الذي اهتم بدراسة صحافة املواطن كمصدر للمعلومات و األخبار لدى الصحفي‬

‫‪ 181‬صبرينة برارمة ‪ ،‬صحافة املواطن و الصحافة التقليدية بين التنافس و التكامل ‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية ‪ ،‬العدد ‪، 21‬‬
‫جوان ‪ ، 2112‬ص ‪. 213‬‬
‫‪ 182‬فاطمة الزهراء السيد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 12‬‬
‫‪ 183‬فتيحة بوغازي ‪ ،‬صحافة املواطن و الهوية املهنية للصحفي – دراسة ميدانية لتمثل الصحفيين الجزائريين لهويتهم‬
‫املهنية ‪ -‬رسالة ماجستير في تخصص دراسات قياس جمهور وسائل االعالم ‪ ،‬كلية علوم االعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪13‬‬
‫‪ ، 2111-2111 ،‬ص ‪21‬‬

‫‪97‬‬
‫و كيفية‬ ‫التقليدي و محاولة معرفة درجة اعتماده على هذا النوع من الصحافة ‪،‬‬
‫تعامله مع مصادر صحافة املواطن من حيث ثقته في املعلومات التي يستقيها من‬
‫الصحفي املواطن و كيفية التأكد من صحتها و مصداقيتها ‪ ،‬باإلضافة إلى انعكاس ذلك‬
‫على أدائهم املنهي ‪ .‬و قد خلصت بعض دراسات هذا التوجه البحثي إلى اعتماد الصحفيين‬
‫بنسة كبيرة على صحافة املواطن كمصدر للمعلومات و األخبار بسبب السرعة في نقلها‬
‫دون معيقات ‪ ،‬لكن مع التوصية بضرورة التزام هؤالء الصحفيين بأخالقيات املشر و‬
‫توخي الدقة و املوضوعية و التأكد من مصادر األخبار التي يستقيها من أنواع صحافة‬
‫املواطن ‪184 .‬‬

‫باعتبار أن األصل في العمل الصحفي يتم التوثق من املصدر حفاظا على صدقية الوسيلة‬
‫االعالمية ‪ ،‬و في اطار ذلك أثار أصحاب هذا االتجاه عدة تساؤالت حول هذا املوضوع منها ‪ :‬ما‬
‫مدى مصداقية ما ينشره املواطن الصحفي ؟ كيف يتم التحقق من صدق املصادر التي تعتمد‬
‫عليها الشبكات التلفزيونية و املواقع االلكترونية‪ ،‬و في نفس الوقت كيف يمكن تغطية الحدث‬
‫بشكل موضوعي و منهي في غياب صحفيين محترفين‪ .‬و في سياق متصل أكدت بعض الدراسات‬
‫التي اهتمت بهذا املجال البحثي على ظاهرة مساهمة صحافة املواطن في بث الشائعات و نشر‬
‫أخبار غير موثقة و اغتيال للشخصية و انحياز الى موقف على حساب آخر ‪ 185‬و غيرها من‬
‫األخبار امللفقة و الصور املفبركة ‪.‬‬
‫‪ -5‬اتجاه اهتم بقواعد العمل الصحفي و أخالقيات املهنة في صحافة املواطن ‪:‬‬
‫إن غياب الدقة و املصداقية و املوضوعية في صحافة املواطن التي أثارها التيار البحثي‬
‫السابق جعلت بعض الباحثين يركزوا أكثر في دراساتهم على الجانب األخالقي و املنهي لها ‪،‬‬
‫حيث يرون أن من املشكالت التي صاحبت هذا النمط الجديد من اإلعالم هي املشكالت‬
‫القانونية ‪ ،‬بسبب عدم خضوع صحافة املواطن بالضوابط القانونية و املهنية التي‬
‫تنظم العمل الصحفي ‪ ،‬ما يترتب عليه عدم تمتع الصحفي املواطن بذات الحقوق أو‬
‫تحمله لذات الواجبات التي يخضع لها الصحفي املنهي عند ممارسة نشاطه‪.‬‬

‫‪ 184‬محمد يوسف أحمد اللوح ‪ ،‬اعتماد الصحفيين الفلسطنيين على صحافة املواطن كمصدر للمعلومات و انعكاسها على‬
‫أدائهم املنهي ‪ ،‬رسالة ماجستير في الصحافة ‪ ،‬كلية اآلداب ‪ ،‬الجامعة اإلسالمية غزة ‪. 2118 ،‬‬
‫‪ 185‬تأثير صحافة املواطن و مستقبلها في ظل التطور التكنولوجي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪0 -2‬‬

‫‪98‬‬
‫و من بين التساؤالت التي طرحها هؤالء نذكر‪ :‬ما هو اإلطار القانوني ملمارسة حرية التعبير على‬
‫االنترنت كأساس لصحافة املواطن ؟ كيف يمكن مساءلة املواطن الصحفي مدنيا إذا تجاوز‬
‫حدود حرية التعبير إلى ايقاع الضرر بالغير ؟ ما هي حدود مسؤولية املواقع االلكترونية لصحافة‬
‫املواطن عن املحتوى غير املشروع ؟ هل القواعد العامة كافية لحماية حق الفرد في ممارسته‬
‫لحرية التعبير كأساس لصحافة املواطن من جهة و حماية حقوق الغير من املساس بها من جهة‬
‫أخرى ؟ ‪ 186‬و هل تملك صحافة املواطن مقومات العمل الصحفي ؟‪.‬‬
‫و في هذا السياق أكد باحثوا هذا التوجه أن اإلشكال األكبر الذي باتت تطرحه و بقوة‬
‫صحافة املواطن سيما في األوساط العلمية و األكاديمية هو جدلية اعتبارها صحافة احترافية أم‬
‫مجرد صحافة هواة تفتقر لألطر القانونية و التشريعية و إلى الضوابط و األخالقيات املهنية‬
‫املعمول بها في وسائل اإلعالم التقليدية ‪ .‬و من أجل ذلك أوصوا بضرورة إيجاد أخالقيات‬
‫وضوابط مهنية جديدة تواكب التحوالت التكنولوجية و التقنية املتسارعة و تناسب املشهد‬
‫االتصالي الحالي مع مراعاة طبيعة الوسيلة االلكترونية وخصوصياتها‪ ،‬باإلضافة إلى دعم الجهود‬
‫الحكومية و الخاصة في مجال التشريع االلكتروني والجهود التي يمكن أن يساهم بها املجتمع‬
‫املدني بمختلف تياراته إلعادة صياغة التشريعات االلكترونية بما يحقق املعادلة املعلوماتية‬
‫)األنترنت والحرية‪(.187‬‬
‫و باملقابل ربطت فئة من الباحثين في أخالقيات صحافة املواطن بمتغير حرية الرأي و التعبير‬
‫التي تتمتع بها مقارنة بوسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬فحسبهم بقدر ما أسهمت في توسيع حرية‬
‫التعبير‪ ،‬بقدر ما فتحت الباب على مصراعيه أمام أشكال عديدة من االنتهاكات مثل ‪ :‬نشر بعض‬
‫األفكار املضللة و األخبار الكاذبة‪ ،‬أو الدعوة إلى انتشار الفساد في املجتمع أو التحریض على‬
‫العنف أو التسبب في أضرار للغير ‪ ،‬مما یستوجب توضیح الضوابط القانونیة ملمارسة حریة‬
‫التعبير عبر شبكة األنترنت كأساس لصحافة املواطن ‪188.‬‬

‫‪ 186‬محمد ابراهيم عالم ‪ ،‬املسؤولية املدنية عن املحتوى غير املشروع لصحافة املواطن ‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة للمؤتمر العلمي‬
‫الرابع بكلية الحقوق ‪ ،‬جامعة طنطا ‪ ،‬اللقانون و االعالم ‪ ، 2110 ،‬ص ص ‪12-11‬‬
‫‪ 187‬فتيحة كيحل ‪ ،‬صحافة املواطن – جدلية األخالقيات و ضوابط املمارسة املهنية ‪ ، -‬مجلة املعيار ‪ ،‬املجلد ‪ ، 23‬العدد ‪، 48‬‬
‫‪ ، 2119‬ص ‪221‬‬
‫‪ 188‬أحمد بن حاجة ‪ ،‬صحافة املواطن بين املهنية و حرية الرأي و التعبير ‪ ،‬مجلة صوت القانون ‪ ،‬املجلد السابع ‪ ،‬العدد ‪، 11‬‬
‫ماي ‪ ، 2121‬ص ‪. 143‬‬

‫‪99‬‬
‫‪ -0‬اتجاه بحثي في مجال صحافة املواطن و إعادة تشكيل العالقة بين املرسل‬
‫و املستقبل و مفهوم الجمهور ‪ :‬انصب اهتمام الباحثون في هذا التيار حول‬
‫االنعكاسات و التحوالت التي ترتبت عن بروز و تطور صحافة املواطن في أهم عنصرين‬
‫و‬ ‫من عناصر العملية االتصالية و اإلعالمية ‪ :‬و هما املرسل أو القائم باالتصال‬
‫املستقبل أي الجمهور املتلقي ‪ ،‬حيث حدث تغير جذري في مهام كل منهما و بالتالي أعادت‬
‫صحافة املواطن إنتاج األدوار و تشكيل مفهوم جديد للجمهور و حارس البوابة‪.‬‬
‫إذ أصبح الجمهور الذي كان يستقبل فقط الرسائل و املضامين االعالمية يشارك في صناعتها و‬
‫بثها بشكل أساس ي و فعال ‪ ،‬و بالتالي " خروج املتلقي التقلیدي من دائرة االستقبال إلى دائرة‬
‫اإلرسال ‪ .‬و قد خلقت هذه الظروف أوضاعا جدیدة لعل أبرزها املرور من حالة القطبیة اإلعالمیة‬
‫إلى ّ‬
‫التعددیة اإلعالمیة أو إلى ما یسمیه البعض" بالتشض ي اإلعالمي " (‪Media Fragmentation‬‬
‫) "‪189‬‬

‫و بناء على ذلك لعبت صحافة املواطن دورا هاما في اعادة تشكيل مفهوم الجمهور و تنامي‬
‫سلطته ‪ ،‬حيث كان ينظر اليه على أنه ذلك الجمهور السلبي املتلقي للرسائل االعالمية دون أن‬
‫يكون له دور في صناعة الحدث أو حتى تغييره ‪ ،‬أما اآلن و مع صحافة املواطن فقد أصبح بإمكانه‬
‫املساهمة و املشاركة في انتاج املعلومة و صناعة الخبر بنفسه ‪ ،‬بل أصبح هذا الجمهور هو‬
‫مصدر املعلومة أي تحوله الى مرسل و مستقبل في ذات الوقت ‪.‬‬
‫و يستند الباحثون في هذا االتجاه إلى نظرية الحدث التاريخي الذي يذهب أصحابها في وصف‬
‫طبيعة تكوين الجمهور إلى ربط ظهور و تطور وسيلة معينة بتطور الجمهور‪ ،‬و من ثم فإن‬
‫الوسيلة يمكنها أن تكون و تطور هوية و نوعية الجمهور‪ 190.‬و هو التغير و التطور الذي أحدثه‬
‫شبكات التواصل االجتماعي كوسائط اتصالية و اعالمية جديدة في مالمح الجمهور ‪.‬‬
‫و باملقابل سلبت صحافة املواطن سلطة القائم باالتصال من حيث ممارسة رقابته على‬
‫الرسائل االعالمية كما سبق و أن أشرنا ذلك في محاضرة السياق الجديد لنظرية حارس البوابة ‪،‬‬
‫كما أن املرسل أصبح يعتمد على هذا املواطن الصحفي في الحصول على األخبار ‪.‬‬

‫‪ 189‬ثريا السنوس ي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪89‬‬


‫‪ 190‬باديس لونيس ‪ ،‬صحافة املواطن و اعادة تشكيل مفهوم الجمهور ‪ ،‬مجلة الحكمة ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬مؤسسة كنوز الحكمة ‪،‬‬
‫العدد العاشر ‪ ، 2112 ،‬ص ‪12‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ -0‬اتجاه بحثي اهتم بأوجه تأثير صحافة املواطن ‪ :‬ركز هذا االتجاه على تأثيرات‬
‫و‬ ‫صحافة املواطن على مختلف األصعدة و منها ‪ :‬تأثيرها على تكوين الرأي العام‬
‫تشكيل اتجاهاته و كذا على القرارات السياسية للدول ( إقاالت وزراء و مسؤولين ) و‬
‫و‬ ‫على النظام السياس ي لبعض الدول ( اسقاط أنظمة سياسية ) ‪ ،‬انعكاساتها‬
‫التغيرات التي أحدثتها في الصحافة التقليدية و في املمارسة املهنية للصحفي خاصة على‬
‫مستوى مصادر املعلومات و وظائف حارس البوابة ‪ ،‬صناعة الحدث اإلعالمي‪ ،‬مصادر‬
‫وسائل اإلعالم التقليدية ‪...‬الخ ‪.‬‬
‫و من الدراسات التي بحثت في تأثيرات صحافة املواطن تلك الدراسات الجزائرية و العربية التي‬
‫عالجت موضوع دور املواطن الصحفي في ثورات الربيع العربي التي عرفتها بعض الدول العربية‬
‫منذ ‪ ( 2111‬مثال في تونس‪ ،‬مصر‪ ،‬ليبيا )‪ ،‬و الحراك الشعبي الجزائري الذي انطلق في ‪ 22‬فيفري‬
‫‪. 2119‬‬
‫حيث توصلت هذه الدراسات إلى أن مواطني الدول التي شهدت حراكا شعبيا ساهموا بدرجة‬
‫كبيرة في ايصال املعلومة و و تغطية و نقل األحداث حول حراكهم في ظل التعتيم االعالمي الذي‬
‫مارسته بعض وسائل االعالم التقليدية في تلك الدول ‪ .‬و من جهة كان املواطن الصحفي يعمل‬
‫كمراسل ميداني معتمد من قبل بعض القنوات التلفزيونية ليزودها أحيانا بأخبار و فيديوهات‬
‫‪191‬‬ ‫حول أوضاع بلده التي تشهر ثورة ‪.‬‬
‫و في إطار دراسة تأثير صحافة املواطن على الرأي العام أثار بعض الباحثين تلك العالقة من‬
‫منظور نظرية لولب الصمت التي تفترض أن املجتمع ينقسم إلى قسمين أغلبية سائدة و أقلية‬
‫صامتة ‪ ،‬باعتبار أن هذه النظرية انتهت مدة صالحيتها في ظل تعالي أصوات تلك األقلية عبر‬
‫منصات التواصل اإلجتماعي لتعبر عن رأيها و عن املسكوت عنه في وسائل اإلعالم التقليدية ‪.‬‬
‫و عل يه استطاعت صحافة املواطن تخطي حاجز دوامة الصمت في تشكيل الرأي العام – حسب‬
‫رواد هذا االتجاه البحثي ‪192 -‬‬

‫‪ 191‬حنان كامل إسماعيل ‪ ،‬دور املواطن الصحفي في الحراك السوري من وجهة نظر قادة الرأي اإلعالمي العربي – األردن و‬
‫الكويت و مصر أنموذجا ‪ ، -‬رسالة ماجستير في اإلعالم ‪ ،‬كلية اإلعالم ‪ ،‬جامعة الشرق األوسط ‪. 2112-2111 ،‬‬
‫‪ 192‬فتيحة بوغازي ‪ ،‬صحافة املواطن و الرأي العام – دراسة من منظور دوامة الصمت ‪ ، -‬أطروحة دكتوراه علوم في علوم‬
‫اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2118-2110 ، 3‬‬

‫‪101‬‬
‫‪ -0‬اتجاه بحث في شبكات التواصل االجتماعي كنوع من أنواع صحافة املواطن‬
‫و دورها في تطورها و انتشارها ‪ :‬ركز الباحثون في هذا االتجاه حول شبكات التواصل‬
‫االجتماعي و باألخص الفايسبوك كشكل من أشكال صحافة املواطن ‪ ،‬و ذلك للتعرف‬
‫على كيفية توظيف املواطن الصحفي ملوقع الفايسبوك في نشر و بث األخبار ‪ ،‬دوافع‬
‫االستخدام و االشباعات التي يحققها بعد استخدامه لهذا املوقع ‪.‬‬
‫‪ -0‬اتجاه بحث في عالقة صحافة املواطن بالصحافة االلكترونية‪ :‬ركز الباحثون‬
‫في هذا االتجاه على تلك العالقة التي تربط بين صحافة املواطن و الصحافة االلكترونية‬
‫إن كانت منافسا أو مكمال لها ‪ ،‬و ذلك من حيث البحث في درجة اعتماد مواقع الصحف‬
‫االلكترونية على شبكات التواصل االجتماعي كنوع من صحافة املواطن كوسيط لزيادة‬
‫عدد قراءها من خالل انشاء صفحات رسمية على منصاتها ‪ ،‬و كذلك البحث في‬
‫مستقبل هذه املواقع و نسبة مقروئيتها في ظل انتشار صحافة املواطن و زيادة االعتماد‬
‫عليها كمصدر للمعلومات و األخبار ‪.‬‬
‫و في هذا الصدد يقر رواد هذا التوجه البحثي أن الصحافة اإللكترونية التي تعد الوريث التقني‬
‫للشكل التقليدي لوسائل اإلعالم لم تستطع مجاراة ما أتاحته شبكات التواصل االجتماعي من‬
‫صالحيات لجمهورها بالشكل الذي جعلها غير قابلة للمنافسة من جانب أي وسيلة إعالمية‬
‫مؤسسية ‪ ،‬حيث ال تتداخل مع شبكات العالقات االجتماعية و االتصاالت الشخصية التي‬
‫ستخدم الهاتف النقال في األساس لتفعيلها ‪ ،‬ومن ثم تصبح صحافة املواطن هي األقرب اللتماس‬
‫الحاجات اإلخبارية للجمهور ‪193 .‬‬

‫لكن باملقابل يرى بعض الباحثين أن حالة التنافسية تظل قائمة بين نمطي الصحافة‬
‫اإللكترونية و صحافة املواطن ( عبر شبكات التواصل االجتماعي) مع ميزات تفضيلية متزايدة‬
‫لصالح األخيرة نتيجة لتطور تكنولوجيا الهواتف املحمولة مع وجود بعض الفرص التي إذا‬
‫أحسنت الصحف اإللكترونية استخدامها فقد يساعد ذلك في استعادة بريقها ‪ ،‬مثل القدرة على‬
‫إحداث توازن بين التحقق من صحة و دقة األخبار و سرعة نشرها ‪ ،‬و استخدام الحوارات‬
‫الدائرة فيها لتوليد أفكار جديدة ملحتوى صحفي إبداعي ‪ .‬باإلضافة إلى بذل الجهد في استقطاب‬

‫‪ 193‬فاطمة الزهراء السيد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪2‬‬

‫‪102‬‬
‫املتميزين من منتجي املحتوى املكتوب أو متعدد الوسائط عبر شبكات التواصل االجتماعي ودمج‬
‫إنتاجهم بشكل تكاملي مع مضمون املوقع اإللكتروني للصحيفة‪194 .‬‬

‫‪ 194‬فاطمة الزهراء السيد ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 11‬‬

‫‪103‬‬
‫املحاضرة ‪ : 13‬االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث جمهور الصحافة‬
‫املطبوعة و االلكترونية ‪:‬‬
‫تعريف بحوث املتلقي للمادة الصحفية ‪ :‬يعنى هذا النوع من البحوث‬ ‫‪-I‬‬
‫بالجمهور بصفة عامة سواء املستقبل منهم للرسالة الصحفية أو املحجم عنها ‪ ،‬ذلك‬
‫و إنما‬ ‫أن الباحثين في فئة جمهور الصحافة ال ينحصر هدفهم على فئة القراء ‪،‬‬
‫يتجاوزه إلى محاولة التعرف على الجمهور املفقود الذي ال يقرأ للتعرف على أسباب‬
‫إحجامهم عن االطالع و القراءة أو االقبال على الصحيفة ‪ ،‬و يتم ذلك من خالل‬
‫التعرف على متغيرات مهمة يمكن التأثير فيها و التعمق فيها و دراستها علميا ‪ ،‬أو‬
‫لتوظيفها في صالح تطوير الصحف و زيادة مبيعاتها ‪.‬‬
‫و تهتم بحوث جمهور الصحافة بفئات القراء من حيث التركيز على املعلومات الشخصية لهم ‪،‬‬
‫خصائصهم ‪ ،‬متوسط دخلهم لصحيفة معينة ‪ ،‬متوسط أعمارهم و مستوياتهم التعليمية‬
‫باإلضافة الى جنسهم و غيرها من املتغيرات املتعلقة بفئة القراء لصحيفة ما ‪ .‬و من جهة أخرى‬
‫تسعى هذه البحوث إلى دراسة و قياس القرائية بهدف التعرف على حجم قراءة الجمهور للصحف‬
‫و التعرف على سلوكه معها ‪ ،‬كما يشمل هذا النوع من الدراسات عملية التحقق من كون الفرد‬
‫الواحد من العينة يعد قارئا للصحيفة أو الصحف أو غير قارئ لها ‪ .‬و من املتغيرات التي تبحث في‬
‫هذا املجال نذكر‪ :‬نوعية القراءة ( الصفحات التي تمت قراءتها في صحيفة معينة ) ‪،‬مدة و وقت‬
‫القراءة ‪ ،‬مكان القراءة ‪ ،‬مصدر الحصول على النسخة ‪195.‬‬

‫علما أن قياس قرائية الجمهور للصحافة االلكترونية تختلف بعض الش يء نظرا لخصوصية‬
‫الوسيلة و جمهورها ‪ ،‬كما يجدر بالذكر أنه في السنوات األخيرة اهتمت البحوث و الدراسات‬
‫األكاديمية بالدرجة األولى بجمهور الصحافة االلكترونية مقارنة بجمهور الصحافة املطبوعة و‬
‫هو ما الحظناها بعد عملية املسح التي قمنا بها على مستوى الدراسات و األطروحات الجامعية‬
‫ببعض الجامعات الجزائرية و العربية ‪.‬‬
‫الدو افع التي أدت إلى ظهوراتجاهات بحثية حديثة في بحوث املتلقي ‪:‬‬ ‫‪-II‬‬
‫تعتبر التيارات البحثية التي اهتمت بالجمهور املتلقي ملضمون وسائل اإلعالم و منها الصحف من‬
‫االتجاهات الكالسيكية التي ظهرت في القرن املاض ي و ذلك بعد احتالل دراسة هذا الجمهور‬

‫محمد عبد العزيز الحيزان ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪111-120‬‬ ‫‪195‬‬

‫‪104‬‬
‫مكانة هامة في مجال البحوث اإلعالمية و التي أدت إلى ميالد تخصص دراسة الجمهور على‬
‫مستوى الدراسات العليا ملا بعد التدرج ( عندما كان نظام التعليم كالسيكي ) بكليات اإلعالم و‬
‫منها بجامعة الجزائر ‪ ، 3‬حيث تم انجاز العديد من الدراسات التي ركزت على الجمهور كطرف‬
‫مهم في العملية االتصالية و اإلعالمية ‪ ،‬سعيا منها فهم العوامل التي تتحكم فيه و تحدد عالقته‬
‫و العوامل‬ ‫بوسائل اإلعالم ‪ ،‬و من ثم فهم حدود التأثير الذي تحدثه هذه الوسائل‬
‫املتحكمة في ذلك ‪ ،‬و خالل السنوات األخيرة ظهرت عدة عوامل سمحت بتجدد البحث في هذا‬
‫املجال ما أدى إلى ظهور توجهات بحثية حديثة في بحوث الجمهور نذكر منها ‪:‬‬
‫‪ ‬التطورات و التغيرات التي طرأت على جمهور الصحافة بنوعيها( الورقية و االلكترونية)‬
‫‪ ‬ميالد نوع آخر من الجمهور ال يرتبط بالحدود الجغرافية و ال الزمانية ‪.‬‬
‫‪ ‬جمهور الصحافة االلكترونية هو جمهور واسع و في تزايد مستمر و بشكل مطرد بتزايد‬
‫عدد مستخدمي االنترنت حول العالم‪.‬‬
‫‪ ‬أصبح االهتمام بدراسة الجمهور له بعد اقتصادي أكثر من ذي قبل بهدف جذب املعلنين‬
‫أكثر منه تحسين املحتوى االعالمي املقدم له ‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة الدور الذي أصبح يلعبه الجمهور كعنصر فعال و نشط في العملية االعالمية ‪.‬‬
‫‪ ‬تغير املفهوم التقليدي للجمهور من جمهور سلبي‪ ،‬ثم نشط و فعال‪ ،‬إلى جمهور فاعل‬
‫و متفاعل مرسل و مستقبل في آن واحد‪.‬‬
‫و تبعا لهذه األسباب و غيرها ظهرت دراسات تسمى ببحوث املستخدم ( ‪ ) User Studies‬و هي‬
‫دراسات ركزت على جمهور الصحافة اإللكترونية من عدة زوايا بحثية منها ‪ :‬استخداماته‬
‫للصحافة اإللكترونية و مدى اإلعتماد عليها كمصدر لألخبار ‪ ،‬و مدى تأثير الوسائط املتعددة في‬
‫مقدار تعلم األفراد من مواقع األخبار ‪ ،‬و كيف يؤثر موقع املؤسسة أو الروابط في تعلم‬
‫املستخدمين ‪ ،‬و كيف يؤثر طرق بناء القصص على اهتمامات و فهم الجمهور لها ‪ ،‬و دوافع‬
‫املستخدمين من استخدام عناصر التفاعلية و تحديد الفوارق ما بين الجمهور السلبي ( الذي‬
‫يزور فقط املواقع اإللكترونية ) و الجمهور اإليجابي الذي ينتج مواد إعالمية و يشارك في‬
‫املضامين املنشورة على املواقع اإلعالمية ‪ .‬كما بدأت الدراسات الحديثة في التركيز على الدور الذي‬

‫‪105‬‬
‫يلعبه الجمهور في صناعة املضامين ‪ 196.‬و فيما يلي نفصل في بعض االتجاهات البحثية الحديثة‬
‫في بحوث الجمهور املستخدم ‪.‬‬
‫‪ – III‬أنواع االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث جمهورالصحافة بنوعيها ‪:‬‬
‫‪ -1‬بحوث استخدامات و اشباعات جمهور الصحافة االلكترونية ‪ :‬لقد كانت أهم‬
‫املوضوعات التي جذبت اهتمام باحثي اإلعالم في بداية انتشار االنترنت موضوع التعرض‬
‫للصحف االلكترونية ‪ ،‬و تركزت أهم العناصر التي تناولتها تلك الدراسات على البحث في‬
‫املتغيرات املتعلقة بخصائص الجمهور القارئ لهذا النوع الجديد من الصحف و درجة‬
‫اقباله عليها ‪ .‬و ال ينحصر البحث في مجال استخدامات الجمهور للصحف االلكترونية‬
‫على جمهور القراء ‪ ،‬و إنما يتجاوز ذلك إلى استخدامات الصحفيين أنفسهم أو صحفهم‬
‫بشكل عام لهذه الوسيلة ‪197 .‬‬

‫و‬ ‫و من األسئلة التي طرحها أصحاب هذا االتجاه و حاولوا اإلجابة عنها من خالل دراساتهم‬
‫أبحاثهم نذكر‪ :‬من يكون جمهور الصحافة االلكترونية و خصائصهم العامة ؟(أجناسهم ‪ ،‬فئاتهم‬
‫العمرية ‪ ،‬مستوياتهم الثقافية ‪ ،‬هل هم أكثر من الشباب أم النخبة ‪،‬أم جمهور عام ؟) ما هي‬
‫عادات و أنماط اقبال الجمهور على تصفح مواقع الصحف االلكترونية على االنترنت ؟ ( الوطنية‬
‫‪ ،‬العربية و األجنبية ) ‪ ،‬ما هي دوافعهم و االشباعات املتحققة لديهم بعد تعرضهم ملحتواها ؟‬
‫‪ -2‬اتجاه اهتم بالبحث في موضوع اتجاهات الجمهور نحو الصحافة‬
‫االلكترونية‪ :‬حاول أصحاب هذا االتجاه البحثي التعرف على اتجاهات الجمهور‬
‫(صحفيين‪ ،‬نخبة من الطلبة و األساتذة‪ ،‬باقي فئات النخبة مثال السياسية‪...‬الخ)‬
‫املتصفح ملواقع الصحف االلكترونية و مدى رضاه عنها سواء نحو استخدامهم لهذه‬
‫الصحافة‪ ،‬اتجاهاتهم ( بالتأييد أو املعارضة) نحو املحتوى الصحفي أي نحو مختلف‬
‫القضايا املعالجة و املنشورة في مواقع الصحف اإللكترونية‪ 198.‬باإلضافة إلى اتجاهات‬
‫الجمهور نحو الشكل الخارجي للصحف اإللكترونية و الخدمات التفاعلية التي توفرها‬

‫‪ 196‬السيد بخيت ‪ ،‬االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة ‪ :‬مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات‬
‫الصحفية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 112‬‬
‫‪ 197‬محمد عبد العزيز الحيزان ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪192 – 191‬‬
‫‪ 198‬إلهام بوثلجي ‪ ،‬الصحافة اإللكترونية الجزائرية و اتجاهات القراء – دراسة مسحية لجمهور جريدة الشروق أونالين ‪، -‬‬
‫رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال في قياس جمهور وسائل اإلعالم ‪ ،‬كلية العلوم السياسية و اإلعالم ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪3‬‬
‫‪. 2111-2111 ،‬‬

‫‪106‬‬
‫و‬ ‫لهم ‪ ،‬مع استطالع أرائهم حول تصور مستقبل العالقة بين الصحف الورقية‬
‫اإللكترونية ‪199.‬‬

‫‪ -0‬تيار البحث في انعكاسات استخدام الصحافة اإللكترونية على مقروئية‬


‫الصحف الورقية ‪ :‬اهتمت فئة من الباحثين التي تندرج تحت اتجاه بحوث الجمهور‬
‫املستخدم بتأثير الصحافة االلكترونية على مقروئية الصحافة الورقية بناء على أنماط‬
‫القراءة و االستخدام و مظاهر الرضا و االشباع التي يسعى جمهور القراء إلى تحقيقها‬
‫من تصفحه ملواقع الصحافة االلكترونية ‪ .‬و قد خلصت بعض دراسات هذا االتجاه إلى‬
‫التأثير القوي و املباشر للصحافة اإللكترونية على مقروئية الصحف الورقية و الذي‬
‫انعكس بالسلب على استمراريتها ثم مستقبلها ‪200.‬‬

‫‪ -0‬الجمهور املتفاعل في الصحافة االلكترونية ‪ :‬ركز الباحثون في هذا االتجاه على‬


‫فئة معينة من جمهور الصحافة االلكترونية و هي فئة الجمهور املتفاعل الذي " يقوم‬
‫باملشاركة في مختلف اآلليات التواصلية التعبيرية املتاحة في الصحف ‪ ،‬أي ذلك الجمهور‬
‫الذي ال يكتفي بقراءة املواد االعالمية املنشورة في مواقع الصحف ‪ ،‬بل يتعداها إلى‬
‫التجاوب و املشاركة في مختلف املواضيع التي تهمه ‪ ،‬و بالتالي االسهام في صنع محتوى‬
‫الصحف " ‪ ،‬و ذلك للوقوف عند هوية القراء املتفاعلون من حيث خصائصهم‬
‫الديموغرافية ‪ ،‬سماتهم ‪ ،‬و كذلك عادات استعمال الجمهور املتفاعل لألدوات‬
‫التفاعلية املتاحة في مواقع الصحف االلكترونية ‪ ،‬معرفة األسباب الدافعة ملمارسة‬
‫التفاعل ‪ ،‬التعرف على أكثر االدوات التفاعلية استخداما من قبلهم و كيفية توظيفها ‪،‬‬
‫التعرف على حجم االتصال التفاعلي للجمهور ‪ ،‬استطالع رأيه حول االمكانات التفاعلية‬
‫امل تاحة عبر مواقع الصحافة االلكترونية ‪ ،‬و كيفية تقييمهم لها‪201.‬‬

‫‪ 199‬صونية قوراري ‪ ،‬اتجاهات جمهور الطلبة نحو الصحافة اإللكترونية – دراسة ميدانية على عينة من الطلبة الجامعيين‬
‫املستخدمين لالنترنت في جامعة بسكرة ‪ ، -‬رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية العلوم اإلمسانية و االجتماعية ‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر بسكرة ‪2111-2111 ،‬‬
‫‪ 200‬وسيلة وجدي دمرجي ‪ ،‬استخدامات الصحافة اإلكترونية عند جمهور القراء في الجزائر و انعكاساتها على الصحافة‬
‫الورقية ‪ ،‬أطروحة دكتوراه الطور الثالث في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬طلية العلوم االجتماعية ‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس‬
‫مستغانم ‪. 2111-2112 ،‬‬
‫‪ 201‬كريمة بوفالقة ‪،‬الجمهور املتفاعل في الصحافة اإللكترونية – دراسة استكشافية لعينة من القراء املتفاعلين في الصحافة‬
‫اإللكترونية الجزائرية ‪ ،‬رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية العلوم السياسية و اإلعالم ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪-2119 ،‬‬
‫‪ ، 2111‬ص ‪14‬‬

‫‪107‬‬
‫‪ -5‬بحوث تأثير شكل محتوى الصحافة االلكترونية على الجمهور‪ :‬حاول هذا‬
‫االتجاه معرفة أثار تقديم املحتوى الصحفي املتعدد الوسائط ( نص‪ ،‬صوت‪ ،‬صور ثابتة‬
‫أو متحركة‪ ،‬فيديو ‪ )...‬على درجة تلقي املستخدمين ‪ ،‬أي بحثوا حول التـأثير في مستوى‬
‫ادارك و معرفة املتلقين للرسائل املقدمة لهم عبر مواقع الصحف االلكترونية ‪ .‬و من بين‬
‫التساؤالت التي أثارها أصحاب هذا االتجاه هي ‪ :‬هل يؤثر تعزيز الوسائط االعالمية في‬
‫درجة تعلم األشخاص من املواقع االخبارية االلكترونية ؟ و هل يمكن أن يوجد إضافة‬
‫عنصري الصوت و الصورة ( تحميلهما) على املادة االخبارية انطباعا ايجابيا عن هذه‬
‫املواقع لدى املستخدمين لها ؟ ‪202‬‬

‫‪ -1‬اتجاه بحث في اجراء مقارنة بين جمهور الصحافة املطبوعة و االلكترونية‪:‬‬


‫توسعت الدراسات حول الجمهور الى جراء مقارنة بين جمهور الصحافة املطبوعة‬
‫و االلكترونية من أجل التعرف على الفرق في درجة استيعاب القراء ملادة الصحف‬
‫الورقية مقارنة بدرجة ادراكهم ملا تنشره الصحف االلكترونية ‪ ،‬من تلك الدراسات‬
‫دراسة قام بها متخصصان في مجال االعالم افترضا أن قراء الصحف االلكترونية سوف‬
‫يكونون أقل ا طالعا على األخبار السياسية بأنواعها املحلية و االقليمية و العاملية من‬
‫نظرائهم قراء الصحف الورقية ‪.‬و هذا راجع حسب الدراسة الى طبيعة الفروق بين‬
‫خصائص الصحف االلكترونية و خصائص الصحف التقليدية ‪203.‬‬

‫املحاضرة ‪ :11‬االتجاهات البحثية الحديثة في مناهج و أدوات البحث‬


‫العلمي و عينته في بحوث الصحافة اإللكترونية ‪.‬‬

‫‪ 202‬محمد عبد العزيز الحيزان ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪191‬‬


‫‪ 203‬محمد عبد العزيز الحيزان ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪193‬‬

‫‪108‬‬
‫ارتبط ظهور الصحافة اإللكترونية و تطورها بميالد بحوث إعالمية جديدة اهتمت بهذه‬
‫الصحافة كوسيلة إعالمية جماهيرية تشترك مع وسائل اإلعالم التقليدية في الوظائف و التأثير‬
‫و تختلف معها في الخصائص‪ ،‬و من ثم ظهرت عدة اتجاهات بحثية حديثة سلطت الضوء عليها‬
‫و على عناصرها و عالقاتها بوسائل اإلعالم القديمة و التي أشرنا إلى البعض منها في محاضرة‬
‫سابقة ‪ .‬و باملوزاراة مع ذلك برزت تيارات بحثية ارتأت أن تركز على أنواع املناهج العلمية و‬
‫األدوات البحثية املوظفة في بحوث الصحافة اإللكترونية بهدف تطوير العمل بتلك املناهج و‬
‫األدوات الكالسيكية في البيئة اإلعالمية الرقمية من جهة و السعي إلى ابتكار أدوات جديدة ‪ .‬مع‬
‫اإلشارة إلى الصعوبات التي واجهتهم في هذا املجال‪.‬‬
‫و في هذا الصدد أقر الباحث السيد بخيت بأن بحوث وسائل اإلعالم الجديد جلبت إشكاليات‬
‫و التقويم ‪،‬‬ ‫منهجية و نظرية تبدو عصية على االستكشاف و الوصف ناهيك عن التفسير‬
‫فضال عن صعوبة مواكبة تطورها على مستوى النظريات و املنهجيات العلمية ‪ 204‬و عليه فهي‬
‫تجرى في ظل العديد من الصعوبات التي تواجه الباحثين املعنيين بدراستها من بينها تلك‬
‫الصعوبات املرتبطة بمناهجها البحثية و أدواتها و عينتها و في ما يلي تفصيل في ذاك ‪:‬‬
‫و‬ ‫التيارات البحثية في املناهج العلمية لبحوث الصحافة اإللكترونية‬ ‫‪-I‬‬
‫اشكالياتها املنهجية ‪ :‬اهتم الباحثون في املجال الصحفي بمناهج البحث العلمي‬
‫التي يتم توظيفها في بحوث الصحافة اإللكترونية سواء تلك التي اهتمت بجمهورها أو‬
‫بمضمونها أو بالوسيلة في حد ذاتها ‪ ،‬و ذلك انطالقا من تساؤل هل تصلح مناهج‬
‫البحث التقليدية في دراسة بحوث االنترنت و منها بحوث الصحافة اإللكترونية ؟ و‬
‫فيما يلي محاولة اإلجابة على هذا السؤال ‪:‬‬
‫و‬ ‫‪ -1‬املنهج املسحي ‪ :‬بعد اطالعنا على على بعض الدراسات السابقة من أطروحات‬
‫رسائل جامعية وطنية و عربية التي تناولت مختلف املجاالت البحثية في الصحافة‬
‫اإللكترونية الحظنا املنهج املسحي العيني هو من أكثر املناهج استعماال في بحوث اإلعالم‬
‫الجديد و منها الصحافة اإللكترونية سواء تعلق األمر بمسوح الجمهور أو املحتوى أو‬
‫مسح الرأي العام ‪ .‬باعتبار أن " املسوح عبر االنترنت توفر للباحثين الكثير من املزايا التي‬
‫تجعل منها أسلوبا مغريا جدا لجمع البيانات‪ ،‬و أهم هذه امليزات اختصار الزمن‪ ،‬التكلفة‬

‫‪ 204‬السيد بخيت ‪ ،‬اإلشكاليات النظرية و املنهجية لبحوث وسائل التواصل االجتماعي ‪ ،‬املجلة العربية لإلعالم و االتصال ‪ ،‬ص‬
‫‪111‬‬

‫‪109‬‬
‫املنخفضة‪ ،‬سهولة تحصيل البيانات‪ ،‬املرونة و املراقبة الجيدة‪ ،‬ميزة التكنولوجيا في‬
‫تصنيف البيانات‪205...‬‬

‫و من جهة أخرى أثار ذات الباحثين املهتمين بتطبيق املنهج املسحي في بحوث الصحافة‬
‫اإللكترونية عدة إشكاالت منهجية تواجههم في هذا املجال منها ‪:‬‬
‫‪ -‬عدم قدرة الباحث على استيفاء شرط التمثيل في العينات املختارة‪.‬و هو األمر الذي‬
‫سنتطرق إليه بالتفصيل في عنصر اختيار العينة في الفضاء الرقمي ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم استجابة الكثير من املبحوثين لطلب تعبئة االستمارات اإللكترونية ‪ ،‬و هذا راجع‬
‫إما لعدم اهتمامهم أو انشغالهم باشباع حاجاتهم النفسية و االجتماعية ‪...‬‬
‫‪ -0‬املنهج املختلط ( الكيفي و املسحي ) ( ‪ : ) Mix method‬يميل أغلب الباحثون‬
‫في علوم اإلعالم و االتصال إلى استخدام املناهج الكيفية أو الكمية في أبحاثهم و‬
‫دراساتهم ‪ ،‬إال أن هناك باحثون منهم الباحث األمريكي جون كريسول ‪(John W.‬‬
‫)‪ Creswell‬و الباحثين البريطانيين أالن بريمان وجوليان برينان يعتقدون أن استخدام‬
‫املناهج الكيفية إلى جانب الكمية في املشاريع البحثية من شأنه أن يعمق الدراسة ومن‬
‫املتطلبات التي تضفي نوعا من املصداقية على البحوث خاصة تلك التي تجرى في البيئة‬
‫اإلعالمية الرقمية‪.‬‬
‫و يعرف املنهج املختلط بذلك املنهج " الذي يشمل جمع كل من البيانات الكمية و النوعية في‬
‫دراسة واحدة يتم فيها جمع هذه البيانات بشكل متزامن أو متتابع ‪ ،‬و يتم دمج البيانات مع بعض‬
‫في مرحلة أو أكثر من مراحل البحث العلمي ‪ ،‬حيث تولد املقاربات الكمية بيانات إحصائية و‬
‫عددية و تشمل مراقبة الحاالت و التجارب املستعرضة في حين أن املناهج النوعية تعطي عموما‬
‫بيانات غير رقمية و تتضمن مجموعات مركزة و مقابالت و دراسات حالة‪206" .‬‬

‫و هناك العديد من التصميمات املنهجية الخاصة باملناهج املختلطة و من أكثرها استخداما‬


‫نذكر التصميم التفسيري املتتابع الذي يتضمن مرحلتين األولى يجمع فيها الباحث البيانات‬

‫و‬ ‫‪ 205‬نور الدين هميس ي ‪ ،‬األطر النظرية و املنهجية لدراسة امليديا الجديدة – قراءات نقدية ‪ ، -‬مجلة علوم اإلنسان‬
‫املجتمع ‪ ،‬العدد ‪ ، 12‬نوفمبر ‪ ، 2114‬ص ‪02‬‬
‫‪ 206‬مريم نريمان نومار ‪ ،‬تطبيقات املنهج املختلط في دراسات الوجود االفتراض ي دراسات تمثيل الذات عبر مو اقع الشبكات‬
‫االجتماعية أنموذجا ورقة بحثية مقدمة خالل فعاليات املؤتمر الوطني حول " الفضاءات الرقمية و خصوصية املجتمعات‬
‫االفتراضية – اإلشكاليات البحثية و تكييف املقاربات ‪ ، -‬فرقة بحث الناثنوغرافيا الوسائط الجديدة ‪ ،‬كلية علوم االعالم و‬
‫االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ 21 ،‬نوفمبر ‪. 2121‬‬

‫‪110‬‬
‫ُ ّ‬
‫الكمية ثم يقوم بتحليل البيانات للتخطيط للمرحلة الكيفية الثانية‪ ،‬وعادة ما تبلغ النتائج‬
‫الكمية عن أنواع املشاركين الذين يتم اختيارهم بشكل عمدي للمرحلة الكيفية‪ ،‬إلى جانب نوع‬
‫األسئلة التي سيتم طرحها على املشاركين‪ .‬الهدف األساس ي من هذا التصميم هو أن تساعد‬
‫البيانات الكيفية في شرح بمزيد من التفصيل النتائج الكمية األولية ‪.‬‬
‫و نجد أيضا التصميم االستكشافي املتتابع الذي يتشابه مع التفسيري املتتابع لكن يختلف في‬
‫ا‬
‫ترتيب املراحل حيث تعتمد على جمع و تحليل البيانات النوعية )‪ (Qualitative‬أوال ثم االنتقال‬
‫الى عملية جمع و تحليل البيانات الكمية‪ . (Quantitative).‬أما التصميم الثالث فهو التثليث‬
‫املتزامن هذه األستراتيجية تعتبر األكثر شيوعا بين الباحثين و تعتمد على جمع البيانات‬
‫الكمية )‪ (Quantitative‬و النوعية )‪ (Qualitative‬في مرحلة واحدة يتبع ذلك ‪ ،‬مرحلة مقارنة‬
‫النتائج النوعية مع الكمية و ما إذا كانت النتائج الكمية تتناغم مع النتائج النوعية‪207 .‬‬

‫و يمكن أن نستخدم املنهج املختلط في بحوث الصحافة االلكترونية إذا أردنا دراسة مثال‬
‫جمهورها املتفاعل خاصة و اتجاهاته نحوها ( مضمونها و شكلها ) ‪ ،‬أو املعايير التي تؤثر على‬
‫حارس البوابة أثناء انتاجه للرسالة اإلعالمية ‪ ،‬أو تأثير الصحف االلكترونية على الرأي العام ‪ ،‬أو‬
‫استخدام صحفيوها ملنصات التواصل االجتماعي كمصدر لألخبار و املعلومات و غيرها من‬
‫املجاالت املوضوعية ‪ ،‬حيث يمكن للباحث أن يقوم أوال بجمع البيانات الكمية باستخدام أداة‬
‫االستبيان ثم جمع البيانات الكيفية باستخدام أداة املجموعات البؤرية ‪ focus groups‬أو‬
‫املقابالت على الخط و ذلك لتقديم تفسير عميق للبيانات الكمية ‪ ،‬كما يمكنه اتباع التصاميم‬
‫املنهجية األخرى ( االستكشافية املتتابعة و التثليثية املتزامنة ) ‪.‬‬
‫‪ -0‬املنهج التاريخي‪ :‬لقد اكتسب املنهج التاريخي بعدا جديدا و دفعة قوية جدا في البيئة‬
‫اإلعالمية الرقمية بفضل القدرة الفائقة لالنترنت على تخزين البيانات في شكل قواعد‬
‫يمكن العودة إليها في أي وقت ‪،‬حيث أصبحت التكنولوجيا الجديدة لالعالم و االتصال‬
‫علما أن املنهج‬ ‫وعاء مهما جدا لحفظ املصادر و تسهيل الوصول إليها في أي لحظة ‪208 .‬‬

‫التاريخي يوظف تحديدا في تحليل أرشيف الصحف اإللكترونية‪.‬‬


‫و‬ ‫و تشير البحوث عموما إلى أن االنترنت أصبحت أداة جديدة ملمارسة البحث التاريخي ‪،‬‬
‫و‬ ‫يطلقون على الدراسات التي أجريت في هذا املجال ب " التاريخ اإللكتروني " (‪) E-History‬‬

‫‪ 207‬مريم نريمان نومار ‪ ،‬املرجع السابق‬


‫‪ 208‬نور الدين هميس ي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪02‬‬

‫‪111‬‬
‫يعتبرون بأن ما تختزنه هذه الشبكة بمختلف مواقعها هو تعبير عن وقائع تاريخية محددة ال‬
‫زالت آثارها ثابتة في شكل نصوص ‪ ،‬صور ‪ ،‬تسجيالت فيلمية و صوتية و الكثير من األشياء‬
‫األخرى التي تصلح ألن تكون محل بحث باستعمال املنهج التاريخي ‪ .‬و في هذا الصدد نذكر تجربة‬
‫بعض الباحثين في جامعة شيكاغو الذين استعانوا بقواعد البيانات من خالل الدخول عبر‬
‫البوابات الرسمية املعروفة على شبكة االنترنت ‪ ،‬مؤكدين على مصداقية األرشيف االلكتروني‬
‫‪209.‬‬

‫كما نضرب مثال لدراسة الباحث قطافي التي وظف فيها املنهج التاريخي اإللكتروني عندما قام‬
‫بتحليل االستراتيجية اإلعالمية و االتصالية لحزب هللا اللبناني خالل حرب املعلومات بينه و بين‬
‫و‬ ‫اسرائيل من جويلية ‪ 2111‬إلى أوت من نفس السنة ‪ ،‬حيث استخرج الصور‬
‫الفيديوهات و النصوص و األيقونات و الخطابات التي كان قد نشرها الحزب في زمن سابق‬
‫بمواقعه اإلعالمية التابعة لهم منها ‪ :‬موقع املقاومة اللبنانية و موقع صحيفة العهد‬
‫اإلخباري‪210...‬‬

‫التيارات البحثية في أدوات بحوث الصحافة االلكترونية و اشكالياتها‬ ‫‪-II‬‬


‫املنهجية الجديدة ‪:‬‬
‫تعتبر أدوات البحث العلمي و تقنياته " كوسائل تسمح بجمع املعطيات من الواقع "‪ ، 211‬و‬
‫مثلما ظهرت تيارات بحثية اهتمت باملناهج العلمية و كيفية توظيفها في بحوث الصحافة‬
‫اإللكترونية ‪ ،‬ركز فريق آخر من الباحثين على أدوات البحث العلمي التي تمكنهم من جمع املادة‬
‫العلمية املرتبطة بموضوع دراسته من البيئة الرقمية ‪.‬‬
‫حيث طبيعة الظاهرة اإلعالمية الجديدة املرتبطة بشبكة االنترنت دفعت بالباحثين إلى العمل‬
‫و تحليل‬ ‫على تطوير األدوات البحثية التقليدية لتتناسب مع البيئة الرقمية مثل االستمارة‬
‫املضمون و املجموعات البؤرية و استحداث أدوات جديدة خاصة بها مثل‪ :‬تحليل شبكة الروابط‬
‫الفائقة ( ‪212.) Hyperlink Network Analysis‬‬

‫‪ 209‬نور الدين هميس ي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪01-02‬‬


‫‪ 210‬حكيم قطافي ‪ ،‬إدارة حرب املعلومات دراسة لحرب لبنان ‪ 0330‬عبر النات ‪ -‬دراسة وصفية تحليلية ‪ ، -‬أطروحة دكتوراه‬
‫علوم في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2118-2110 ،3‬‬
‫‪ 211‬موریس أنجرس‪ ،‬منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانیة‪ ،‬ترجمة ‪ :‬بوزید صحراوي‪ ،‬ط ‪ ،2‬الجزائر‪ ،‬دار القصبة للنشر‪،‬‬
‫‪ ،2111‬ص‪. 107‬‬
‫‪ 212‬سوسن لونانسة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪281‬‬

‫‪112‬‬
‫و في هذا السياق سنتطرق إلى أداتين األولى االستبيان اإللكتروني كأداة بحث رئيسية في‬
‫البحوث املسحية املرتبطة بجمهور الصحافة االلكترونية ‪ ،‬و الثانية تحليل املضمون كتقنية‬
‫تستخدم في تحليل مضمون مواقع الصحف اإللكترونية ‪.‬‬
‫‪ -1‬االستبيان اإللكتروني ( ‪On-Line Questionnaire/E-Survey and‬‬
‫‪ : )Questionnaires‬تعتبر االستمارة ‪ ‬في شكلها التقليدي من األدوات الرئيسية‬
‫التي تمكن الباحثين من الحصول على املعلومة مباشرة من املبحوث دون وساطة ‪،‬‬
‫و حسب فرانسيس بال فإن االستمارة " يمكن أن تمدنا بمعلومات غنية و دقيقة أكثر‬
‫من املقابلة " ‪ ،213‬و هذا نظرا لكون االستمارة توفر للمبحوث الحرية في اإلجابة دون‬
‫إحراج‪.‬‬
‫و يعرفها محمد عبد الحميد على أنها " أسلوب جمع البيانات الذي يستهدف استثارة األفراد‬
‫املبحوثين بطريقة منهجية ومقننة لتقديم حقائق أوأراء أوأفكار معينة‪ ،‬في إطار البيانات املرتبطة‬
‫بموضوع الدراسة وأهدافها دون تدخل من الباحث في التقرير الذاتي للمبحوثين في هذه‬
‫البيانات‪214".‬‬

‫و باملوازاة مع االستمارة الورقية يوجد االستمارة اإلكترونية التي يتم تصميمها عادة عبر موقع‬
‫(‪ )Google Drive‬و توزيعها عبر مختلف الوسائط االتصالية الجديدة منها ‪ :‬البريد االلكتروني‬
‫مجموعات على منصات مواقع التواصل االجتماعي ‪ ،‬علما أن الباحثين يتعاملون مع هذا النوع‬
‫من االستمارات منهجيا بنفس أسلوب التعامل مع بيانات االستمارة الورقية ‪.‬‬
‫و يسمى االستبيان املرسل عبر البريد االلكتروني و عبر االنترنت باالستبيان اإللكتروني الذي‬
‫انتشر في السنوات األخيرة نتيجة لسهولة استخدامه‪ ،‬و تعدد مزاياه كاإلطالع على نتائجه في‬
‫الوقت نفسه من استالم اإلجابات وكذا الوصول إلى أكبر قدر ممكن من املبحوثين‪ ،‬وتوجد عدة‬

‫‪ ‬يذكر أحد الباحثين ثالثة مصطلحات لالستمارة (مسميات) هي‪ :‬االستبار الشخص ي‪ ،‬االستبيان‪ ،‬االستخبار‪ ،‬وال يوجد اختالف‬
‫كبير بين االستخبار واالستبيان من حيث صياغة األسئلة وترتيبها ترتيبا منطقيا متصال باملشكلة موضوع الدراسة‪ ،‬للمزيد من‬
‫التفاصيل حول املصطلحات املرتبطة باالستمارة واالختالف فيما بينها‪ ،‬أنظر‪ :‬رمزي أحمد عبد الحي‪ ،‬البحث العلمي في الوطن‬
‫العربي (ماهيته ومنهجيته)‪ ،‬ط ‪ ،1‬القاهرة‪ ،‬زهراء الشرق‪ ،2119 ،‬ص ص ‪.202-201‬‬
‫‪213 Francis Balle: medias et société, 9em ed , paris: Montchrestien,1999, p.575.‬‬

‫‪ 214‬محمد عبد الحميد‪ ،‬البحث العلمي في الدراسات اإلعالمية ‪ ، ،‬ط ‪ ،2‬القاهرة‪،‬عالم الكتب‪ ، 2114 ،‬ص ‪.323‬‬

‫‪113‬‬
‫أساليب لتطبيق االستبيان اإللكتروني منها‪ :‬البريد اإللكتروني (‪ ،)Email‬قواعد البريد اإللكتروني‬
‫‪‬‬
‫(‪ )Database email‬والومضة (‪.)Pop-up‬‬
‫و من األساليب املستحدثة كذلك والتي ارتبطت بظهور شبكات االتصال الرقمية توظيف‬
‫املواقع الخاصة بالسير الذاتية لألفراد (‪ )Home Page‬أو املوضوعات أو املشاركة في‬
‫املؤتمرات(‪ )Useiner‬و لقد أصبحت هذه األساليب بديال علميا ومنهجيا لألساليب الورقية‪ ،‬حيث‬
‫أن التوسع في استخدام الشبكات الرقمية في البحث العلمي والتقص ي وجمع البيانات أصبح –‬
‫تقريبا – بديال عن إجراء املقابالت الشخصية واالستقصاء البريدية‪ ،‬إذ يتزايد االهتمام بإنتاج‬
‫النظم والبرامج التي تسهم في تسيير هذه العمليات من خالل االتصال االلكتروني ‪215.‬‬

‫و من مميزات االستبيان االلكتروني أننا نحصل على جميع االستمارات مكتملة اإلجابة عن‬
‫و‬ ‫أسئلتها بفضل تفعيل خاصية إجبارية اإلجابة عنها قبل االنتقال إلى الصفحة األخرى منها ‪،‬‬
‫هو األمر الغير املوجود في االستمارات الورقية التي توزع بطريقة تقليدية ‪ ،‬حيث عادة ما نلغي‬
‫البعض منها بعد استرجاعها ألن بعض أسئلتها لم يتم االجابة عنها ‪ ،‬خاصة أن بعض الباحثين‬
‫أكدوا في هذا الصدد أنه " إذا كان عدد األسئلة التي لم يتم اإلجابة عليها تمثل نسبة كبيرة من‬
‫لكن باملقابل سجل الباحثون‬ ‫اإلستبيان ( ‪ ) % 22‬فما فوق عندئذ يفضل اتالف االستبيان ‪216 ".‬‬

‫و نحن منهم عدة إشكاالت منهجية واجهتهم أثناء تطبيق االستبيان اإللكتروني في بحوث علوم‬
‫اإلعالم الجديد و منها بحوث الصحافة نذكر‪:‬‬
‫إشكالية الصدق و الثبات في االستبيان االلكتروني‪ :‬إن املقصود بصدق‬ ‫أ‪-‬‬
‫و‬ ‫االستبيان هو" أن يقيس االختبار بالفعل القدرة أو الظاهرة التي وضع لقياسها ‪217".‬‬

‫قد فضل بعض الباحثين استخدام مصطلح صالحية وصحة االستيبان (‪ )Validity‬بدل‬
‫من صدق ويقصد بها " أن يقيس املقياس ‪ /‬االستبيان ما وضع أصال لقياسه‪ ،‬إنها جودة‬

‫‪ ‬بعض املبحوثين يوافقون على وضع أسمائهم في قواعد بيانات بعض الشركات‪ ،‬بحث يمكن إرسال دعوات الكترونية لهم‬
‫تدعوهم ملواقع معينة للمشاركة في بعض األبحاث‪.‬‬
‫‪ ‬هي عبارة عن دعوة للمشاركة في بحث توضع في مربع ضغير يظهر ويختفي بشكل متكرر على شاشة املستخدم لالنترنت عند‬
‫زيارته ملوقع معين‪ ،‬وللمشاركة يضغط املبحوث على ذلك املربع‪ ،‬فيفتح االستبيان‪.‬‬
‫‪ 215‬محمد عبد الحميد‪ ،‬البحث العلمي في الدراسات اإلعالمية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ص ‪.311-311-329‬‬
‫‪ 216‬سيكاران أوما‪ ،‬طرق البحث في اإلدارة ( مدخل بناء املهارات البحثية )‪ ( ،‬ب‪.‬ط)‪ ،‬الرياض‪ ،‬النشر العلمي واملطابع جامعة‬
‫سعود‪ ،1998 ،‬ص ‪. 420‬‬
‫‪ 217‬عمار بوحوش‪ ،‬محمد محمود الذنيبات‪ ،‬مناهج البحث العلمي وطرق اعداد البحوث‪ ،‬ط ‪ ،4‬الجزائر‪ ،‬ديوان املطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،2110 ،‬ص ‪.03‬‬

‫‪114‬‬
‫االختبار في قياس ما صمم أصال لقياسه‪ ،‬بأن تكون األسئلة املطروحة ذات صلة‬
‫و بعبارة أخرى فإن صدق االستمارة يعني " تمثيله للمجتمع املدروس‬ ‫باملوضوع‪218".‬‬

‫بشكل جيد‪ ،‬أي أن االجابات التي نحصل عليها من أسئلة االستبيان تعطينا املعلومات‬
‫وهناك عدة أنواع من املقاييس للصالحية والصحة‬ ‫‪219".‬‬ ‫التي وضعت ألجلها األسئلة‬
‫(‪ )Types of Validity‬يمكن استخدامها منها‪ :‬صالحية املحتوى (‪،)Content Validity‬‬
‫‪220.)Construct‬‬ ‫صالحية املعيار (‪ ) Criterion Validity‬و صالحية املفهوم ( ‪Validity‬‬
‫أما ثبات االستمارة ف يعرف بأنه " مدى التوافق واالتساق في نتائج االستبيان إذا طبقت أكثر من‬
‫مرة وفي ظروف مماثلة‪ ،‬و بعبارة أخرى إنه بشير إلى استقرار نتائج القياس على الرغم من عدم‬
‫القدرة على التحكم في الظروف التي يتم فيها إجراء القياس‪ 221".‬و يعني هذا " أننا إذا أعدنا توزيع‬
‫هذا االستبيان على عينة أخرى من نفس املجتمع وبنفس حجم العينة فإن النتائج ستكون مقاربة‬
‫للنتائج التي حصلنا عليها من العينة األولى‪ ،‬وتكون النتائج بين العينتين متساوية باحتمال يساوي‬
‫معامل الثبات " و يتم اختبار ثبات االستمارة بعدة أدوات أشهرها معامل ألفا‪-‬كرونباخ‬
‫(‪ )Cronbach's Alpha‬و معامل التجزئة النصفية (‪ )Split-half‬وهذه املعامالت تأخذ قيما بين‬
‫الصفر والواحد‪ ،‬فعندما تكون قيمتها قريبة من الواحد نقول أن االستبيان صادق وأنه ممثل‬
‫للمجتمع املدروس‪ ،‬أما عندما يكون قريبا من الصفر فنقول أن االستبان ال يمثل املجتمع‪ ،‬وفي‬
‫هذه الحالة ينصح بإعادة صياغة أسئلة االستبيان‪222.‬‬

‫و من االشكاالت املنهجية التي ارتبطت بصدق و ثبات االستبيان االلكتروني هي امكانية‬


‫الفرد الواحد اإلجابة على أكثر من استبيان ‪ .‬كما يتعرض في أحيان كثيرة إلى عدم معرفة‬
‫كوننا نجد عبر مختلف‬ ‫‪223‬‬ ‫شخصية املبحوث و مدى انطباق مواصفات العينة عليه‪.‬‬
‫الوسائط اإلعالمية الجديدة شبكة من العالقات غير املحددة بين مجموعة من األفراد‬

‫‪ 218‬فايز جمعة النجار‪ ،‬نبيل جمعة النجار‪ ،‬ماجد راض ي الزعبي‪ ،‬أساليب البحث العلمي (منظور تطبيقي)‪ ،‬ط ‪ ،2‬األردن‪ ،‬دار‬
‫الحامد للنشر والتوزيع‪ ،2111 ،‬ص ‪.141‬‬
‫‪ 219‬غيث البحر‪ ،‬معنا لتنجي‪ ،‬التحليل االحصائي لالستبيانات باستخدام برنامج ‪(،IBM SPSS Statistics‬ب‪ .‬ط)‪ ،‬تركيا‪ ،‬مركز‬
‫سبر للدراسات اإلحصائية والسياسات العامة‪ ،2114 ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ 220‬فايز جمعة النجار‪ ،‬نبيل جمعة النجار‪ ،‬ماجد راض ي الزعبي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫‪ 221‬فايز جمعة النجار‪ ،‬نبيل جمعة النجار‪ ،‬ماجد راض ي الزعبي‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫‪ 222‬غيث البحر‪ ،‬معنا لتنجي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ 223‬سوسن لونانسة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪209‬‬

‫‪115‬‬
‫الحققيين أو املزيفين الذين قد يلجؤون النتحال هويات افتراضية ‪ ،‬و هو األمر الذي يجعل‬
‫من الصعب التأكد من هوية هؤالء األفراد ‪224.‬‬

‫ب‪-‬صعوبة استخدام االستمارة كأداة بحث تقليدية في دراسة جمهورالصحافة‬


‫اإللكترونية ‪ :‬صحيح أن االستبيان أو االستمارة الكترونية لكنها تخضع لنفس الشروط‬
‫و االجراءات املنهجية لتوظيفها في البيئة اإلعالمية الحديثة و لهذا واجه الباحثون‬
‫مشكلة أثناء تعاملهم مع الجمهور القارئ ملواقع الصحف اإللكترونية كونه يختلف كليا‬
‫عن جمهور الصحف الورقية ‪ ،‬حيث " عرفت املفاهيم السابقة للجمهور تحوالت كبيرة و‬
‫التي كانت تجور حول فكرة الجمهور املتجانس مقابل الجمهور غير املتجانس ‪ ،‬و فكرة‬
‫و فكرة الجمهور املقاوم مقابل‬ ‫الجمهور النشط مقابل فكرة الجمهور السلبي ‪،‬‬
‫كما يتميز جمهور الصحافة االلكترونية بالتفاعل بفضل‬ ‫‪225‬‬ ‫الجمهور املستغل ‪".‬‬
‫و في ذات الوقت السماح له‬ ‫مختلف األدوات التفاعلية املتوفرة بمواقع الصحف ‪،‬‬
‫باملشاركة في انتاج املحتوى الصحفي أحيانا ‪.‬‬
‫ت‪ -‬صعوبة الوصول إلى العدد املطلوب من االستمارات االلكترونية ‪ :‬من مميزات‬
‫االستمارة الورقية أن توزيعها يكون عبر الطريقة الكالسيكية أي باليد بشكل مباشر‪ ،‬و‬
‫عند انتهاء املبحوثين من مأل االستمارات يتم استرجاعها ‪ ،‬و تمكن هذه الطريقة الباحثين‬
‫من استرجاع كافة االستمارات املوزعة ‪ ،‬في حين أن التوزيع الحديث عبر تصميم‬
‫استمارة الكترونية يواجه مشكل عدم تفاعل و تجاوب املبحوثين معها ‪.‬‬

‫‪ -0‬تحليل املحتوى الصحفي الرقمي‪:‬‬


‫ينتشر محتوى مواقع الصحف اإللكترونية كغيره من املحتويات املنشورة على شبكة االنترنت‬
‫سواء تلك املواقع التي تنتمي إلى الصحف الورقية أو التي أنشأت أصال في البيئة اإلعالمية الرقمية‬
‫أي صحف الكترونية محضة ‪ ،‬كما نال اهتمام الباحثين في بحوث الصحافة اإللكترونية ‪ ،‬و لهذا‬

‫‪ 224‬نور الدين هميس ي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 04‬‬


‫‪ 225‬السيد بخيت ‪ ،‬اإلشكاليات النظرية و املنهجية لبحوث وسائل التواصل االجتماعي ‪ ،‬املجلة العربية لإلعالم و االتصال ‪ ،‬ص‬
‫‪110‬‬

‫‪116‬‬
‫السبب ظهرت تيارات بحثية تحاول التعرف على الكيفية املنهجية و العلمية لتحليله الكالسيكية‬
‫منها و الحديثة ‪.‬‬
‫و في هذا الصدد كان قد استعرض بعض الباحثين عددا من املشاكل املنهجية عند معاينة‬
‫تحليل محتوى االنترنت عامة و املحتوى الصحفي الرقمي خاصة و من بين هذه اإلشكاالت نذكر‬
‫‪:‬‬
‫‪ ‬عدم خطية أو ثبات محتوى شبكة االنترنت ‪.‬‬
‫‪ ‬خاصية تفاعلية املواقع االلكترونية قد تجعل من تحليل محتواها معقدا الى حد ما‬
‫يؤثر في عمليتي التعميم و التمثيل ‪.‬‬
‫‪ ‬محتوى شبكة االنترنت يتغير بسرعة و بالتالي سيواجه الباحث صعوبة في جمع‬
‫البيانات و تصنيفها بحيث تكون قابلة للترميز ‪.‬‬
‫‪ ‬خاصية الوسائط املتعددة ملحتوى االنترنت ( نصوص ‪ ،‬صور ‪ ،‬مقاطع فيديو ‪ )...‬تجعل‬
‫من الصعب إيجاد كيفية لتوحيد وحدات التحليل و التعامل معها ‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة التحقق من صدق و ثبات التحليل املعلوماتي بالحاسوب ‪.‬‬
‫‪ ‬إشكالية حقوق ملكية املصنف الرقمي للمؤلف في حالة تحميل الباحثين ملحتوى‬
‫صفحات املواقع االلكترونية بغية تحليلها ‪.‬‬
‫و‬ ‫‪ ‬صعوبة تحديد حجم العينة باعتبار مقدار املعلومات على شبكة االنترنت هائها‬
‫و‬ ‫يتوسع بمعدالت هندسية ‪ .‬و بالتالي صعوبة الجمع بين كون حجم العينة عمليا‬
‫فعاال في الوقت نفسه‪226‬‬

‫‪ ‬تعرض بعض املواقع االلكترونية محل الدراسة في بعض األحيان إلى الحجب أو‬
‫القرصنة ‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة استخدام تحليل املضمون بطريقته التقليدية مع محتوى الصحف‬
‫اإللكترونية الذي يتميز بتعدد وسائطه ( نص‪ ،‬صوت‪ ،‬فيديو‪ ،‬رسوم‪ )...‬و أدواته‬
‫التفاعلية و لغاته املستخدمة‪ ،‬و بالتالي فئات شكله و مضمونها مختلفة على تلك‬
‫الفئات املتعارف عليها في تحليل مضمون الصحف الورقية من جهة ‪ ،‬و غير محددة و‬
‫ثابتة كون أن معظم مواقع الصحف تحرص على اجراء تحديثات ملحتواها أول بأول أو‬
‫تعديالت من جهة أخرى ‪ ،‬و من بين فئات الشكل التي يمكن استخراجها عند تحليل‬
‫‪ 226‬فضيل دليو ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪101-119‬‬

‫‪117‬‬
‫مضمون مواقع الصحف اإللكترونية نذكر ‪ :‬فئة الوسائط املتعددة ( نص ‪ ،‬صوت ‪،‬‬
‫صور ‪ ،‬فيديو‪ ، )...‬فئة الروابط املتوفرة ‪ ،‬قئة األدوات التفاعلية مع املحتوى الصحفي‬
‫( تعليقات ‪ ،‬مشاركة املنشور ‪ ،‬االعجاب )‪...‬‬
‫و في هذا الصدد تؤكد الباحثة مها عبد املجيد صالح على أن فئات التحليل التقليدية املتعارف‬
‫عليها في أدة تحليل املضمون و التي تجيب بشكل رئيس ي على " ماذا قيل " و " كيف قيل " متطلبات‬
‫تحليل املحتوى املنشور على االنترنت ‪ .‬و تقف عاجزة و قاصرة على تحليل املحتوى الذي تنوع‬
‫معطياته على نحو لم يعرفه الباحثون من قبل في وسائل اإلعالم املعروفة ‪ .‬و باملثل ال تناسب‬
‫وحدات املعاينة التي اعتادها الباحثون مع طبيعة املحتوى االعالمي الرقمي ‪ ،‬حيث ال يمكن‬
‫إغفال سلسلة التفاعالت التي تحدث عليه من خالل التعليقات و التي تجعل املحتوى املنشور‬
‫أقرب ما يكون لنمط املحادثة ‪227.‬‬

‫و هو األمر الذي أكدت عليه الباحثة ثريا أحمد البدوي بقولها " اختلفت وحدات التحليل‬
‫و الترميز عند تحليل املضمون على االنترنت‪ ،‬حيث تجسدت وحدة التحليل بالنسبة للمواقع‬
‫الصحفية اإللكترونية على سبيل املثال في اإلصدار ليوم واحد من املحتوى اإلخباري ‪ ،‬و وحدة‬
‫الترميز هي عنصر صفحة الويب بما يتضمن من مواد جرافيكية و وصالت فائقة ‪ ،‬و عناصر‬
‫تصميم الويب مثل حجم امللف ووقت التحميل للصفحة الرئيسية ‪228.‬‬

‫و من جهته أشار الباحث السيد بخيت إلى إشكالية جمع البيانات في البيئة اإلعالمية الرقمية‬
‫الجديدة بسبب صعوبة التعامل مع الكم الهائل من البيانات و تدفقها عبر وسائل اإلعالم الجديد‬
‫من جهة و من جهة أخرى الخوف من االتهام بانتهاك خصوصية املبحوثين و انتهاك أخالقيات‬
‫البحث العلمي من خالل اإلطالع على صفحات أو مواد املستخدمين قد ال يدركون أو ال يوافقون‬
‫على توظيفها كمادة بحثية ‪ .‬و كذا صعوبة تحليل طرق و أشكال تفاعلية الجمهور املستخدم مع‬
‫الصحف اإلكترونية ‪ ،‬بفعل عدم وجود هوية محددة له و إعادة تشكيل تلك الهوية في أشكال‬
‫وصيغ مختلفة ‪229 .‬‬

‫‪ 227‬مها عبد املجيد صالح ‪ ،‬اإلشكاليات املنهجية في دراسة تطبيقات اإلعالم االجتماعي – رؤية تحليلية ‪ ، -‬ورقة علمية مقدمة‬
‫في فعاليات مؤتمر " وسائل التواصل االجتماعي ‪..‬التطبيقات و اإلشكاالت املنهجية " ‪ ،‬جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية –‬
‫كلية علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬السعودية ‪ ،‬الرياض ‪ 11/11 ،‬مارس ‪ ، 2112‬ص ص ‪1-2‬‬
‫‪ 228‬ثريا أحمد البدوي ‪ ،‬املعالجة التنظريرية و املنهجية ملشاركة املستخدم في املجال الرقمي – رؤية تحليلية نقدية لالتجاهات‬
‫العلمية الحديثة ‪ ، -‬املجلة الدولية لالتصال االجتماعي ‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس ‪ ،‬مستغانم الجزائر ‪ ،‬املجلد ‪ ، 11‬العدد‬
‫‪ ، 2111 ، 2‬ص‬
‫‪ 229‬السيد بخيت ‪ ،‬اإلشكاليات النظرية و املنهجية لبحوث وسائل التواصل االجتماعي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪118‬‬

‫‪118‬‬
‫باإلضافة إلى إشكالية ثبات املرمزين في تحليل مضمون الصحافة اإللكترونية ‪ ،‬و بسبب تغيير‬
‫مضمون املواقع حاول الباحثون التغلب على هذه الصعوبة بواسطة قيام جميع املرمزين‬
‫بالتحليل في الوقت نفسه أو القيام بتنزيل و تحميل محتوى الصحف في حالة إمكانية تحقيق‬
‫ذلك ‪ ،‬باعتبار أن بعض مواقع الصحف تمنع ذلك أي ال تسمح للباحث بتنزيل و تخزين‬
‫محتواها‪230.‬‬

‫و على صعيد آخر نجد اإلشكاليات املتعلقة بمصداقية البيانات و املعلومات املستخرجة من‬
‫محتوى الصحف اإللكترونية من أراء و أفكار و التي ال تعبر بالضرورة عن صدقها‪ ،‬و لعل هذا ما‬
‫أشارت إليه " ميريام ميتزغر " عندما أقرت بأن املضامين التي يتم تناقلها عبر مختلف الوسائط‬
‫الجديدة تمثل بالنسبة إلى الباحثين هاجسا كبيرا بالنظر الرتباطها بأحد األسس العلمية الرصينة‬
‫‪ ،‬و هو املصداقية و املوثوقية العلمية ‪ ،‬وهما – حسبها – شرطين أساسيين و ال غنى عنهما النجاز‬
‫بحوث سليمة و مقبولة منهجيا ‪231.‬‬

‫‪ -0‬تحليل الشبكات أو تحليل شبكة الروابط ( ‪Network analysis‬‬


‫‪ : ) Hyperlink‬ال يستطيع تحليل املضمون بصورته الكالسيكية أن يقدم للباحث‬
‫البيانات و املعلومات الدقيقة عن املحتوى الذي يدرسه في البيئة اإلعالمية الرقمية‪.‬‬
‫و من هنا برزت الحاجة إلى استخدام أساليب أخرى في التحليل تدعم العمل البحثي و تحقق‬
‫التكامل في دراسة املوضوع املختار ‪ .‬و في هذا الصدد يأتي استخدام " تحليل الشبكات " ليلبي‬
‫مطلب بحثي و هو اإلجابة على سؤال " من و ‪/‬أو " ماذا" يرتبط " بمن و‪/‬أو ماذا" و هو يكشف عن‬
‫عالقات القوة و الهيمنة أو التأثير بين الكيانات املختلفة ‪ ،‬كما يمكن استخدامه في دراسة‬
‫املصداقية في املواقع اإلعالمية من خالل البحث في اإلحاالت املوجودة و أنواعها و دالالت‬
‫توظيفها‪ .‬و يتم تنفيذ أسلوب تحليل الشبكات باالعتماد على البرمجيات و التقنيات املناسبة‬
‫(‪ ) Web crawlers‬التي تستخدم في هذا الغرض من خالل تتبع شبكة الروابط بين املواقع‬
‫اإللكترونية و الصفحات و اإلحاالت املوجودة بين وحدات معينة على الشبكة و بيان شكل‬
‫‪232‬‬ ‫االرتباط و مساره و خريطة توزيعه ‪.‬‬

‫‪ 230‬سوسن لوناسة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪281‬‬


‫‪ 231‬نور الدين هميس ي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪04‬‬
‫‪ 232‬مها عبد املجيد صالح ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪13‬‬

‫‪119‬‬
‫‪ -0‬تقنية الواب أو تحليالت الويب " ‪ : "’Analyse du Web‬املوظفة في تحليل‬
‫مضامين املواقع اإللكترونية التي ابتكرها مجموعة من األساتذة و الباحثين الفرنسيين‬
‫تحت إشراف كريستين براتس ) ‪ ) Christine BARATS‬و التي وصفها ب " ثمرة ملغامرة‬
‫جماعية القتراح دليل يعرض فعليا مناهج و ميادين ملالحظة و تحليل املواقع "خاصة‬
‫فيما تعلق باملقاربات السيميولوجية للمواقع اإللكترونية ‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك تم‬
‫التطرق إلى منهجية تحليل املضمون التضليلي أو الدعائي على اإلنترنيت لفرارنك‬
‫بولينغ ( ‪ ) Frank BULINGE‬و التي تتمثل حسبه في تحديد الخطر املرتبط بمستخدم‬
‫اإلنترنيت عند تعرضه ملضامين دعائية تضليلية من نصوص‪ ،‬صور وفيديوهات"‬
‫باعتماد تقنيات التضليل و التزييف املتعارف عليها‪ ،‬وعليه فقد وضع مخططا منطقيا‬
‫لهذا الغرض ‪233.‬‬ ‫( ‪( logigramme‬‬
‫و تعني تقنية تحليالت الويب بتحليل أنماط استخدام املواقع اإللكترونية و قيام حجم‬
‫استخدامها ألغراض فهمها و تقييمها و تحسين أدائها من خالل التعرف على عدد الزوار و املدة‬
‫التي يقضيها كل زائر داخل املوقع ‪ ،‬و الصفحات التي يتم زيارتها ‪ ،‬و يستخدم في ذلك تحليالت‬
‫غوغل ( ‪ ) Google Analytics‬و ملتقط تعديالت املحتوى " ‪Regular Interval Content ( " RICC‬‬
‫‪ ) Capture‬لدراسة األخبار اإللكترونية على املواقع اإلخبارية و مواقع الصحف من حيث انتاجها‬
‫و التعديالت التي تجرى عليها ‪234.‬‬

‫‪ -5‬املجموعات البؤرية اإللكترونية ( ‪ : ) E-focus groups‬هي شكل من أشكال‬


‫املقابلة الكيفية التي يقود فيها الباحث مجموعة من الناس من أجل توليد البيانات‬
‫و يأخذ دورا نشطا في السيطرة على املجموعة خالل جلسة املناقشة ‪ ،‬و بعد ظهور‬
‫االنترنت و تطورها فكر الباحثون في استثمار أدواتها التفاعلية ووسائطها املتعددة في‬
‫البحث العلمي و نجم عن ذلك تحويل أسلوب املجموعات البؤرية التقليدي إلى أسلوب‬
‫بالتالي نشأت املجموعات البؤرية اإللكترونية أو االفتراضية ‪235.‬‬ ‫تفاعلي و‬

‫‪ 233‬حكيم قطافي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 19‬‬


‫‪ 234‬ثريا أحمد البدوي ‪ ،‬مستخدم االنترنت – قراءة في نظريات اإلعالم الجديد و مناهجه ‪ ، -‬ط ‪ ، 1‬القاهرة ‪ ،‬عالم الكتب ‪،‬‬
‫‪ ، 2112‬ص ‪38‬‬
‫‪235‬سوسن لوناسة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪280‬‬

‫‪120‬‬
‫‪ -0‬املقابلة على الخط ( ‪ : ) Online Intervieving‬و هي عبارة عن محادثة يقوم‬
‫بها الباحث مباشرة ( في الوقت املتزامن ) عبر وسائط اتصالية حديثة مثل تطبيقات ‪:‬‬
‫املاسنجر أو الواتساب أو الفايبر و غيرها مع األشخاص الذين يرتبطون بطريقة‬
‫مباشرة أو غير مباشرة بموضوع دراسته بغرض رصد خبراتهم و أرائهم حول الظاهرة‬
‫واالستفادة منها في معالجة املوضوع ‪ ،‬و من ثم تدعيم بحثه و إعطائه أكثر مصداقية‪.‬‬
‫و من صعوبات املقابلة على الخط نذكر تلك الصعوبات التقنية التي قد يواجهها‬
‫الباحث أثناء اجرائه للمقابالت مثال في حالة انقطاع األنترنت أو ضعف تدفقها ‪.‬‬
‫أما إذا كانت مقابالت علمية في الوقت غير املتزامن ( ‪ ) off line‬فهي تمثل إشكالية منهجية نظرا‬
‫و‬ ‫لغياب الطبيعة التفاعلية الديناميكية للمقابالت املباشرة ( على الخط ) بين الباحث‬
‫املبحوثين و التي تطور الفهم املتبادل و الخبرة املشتركة بينهم و هي تحديدا ما يعطي درجة أعلى‬
‫من القيمة العلمية و املصداقية ألداة املقابلة على الخط ‪236.‬‬

‫و من املشكالت التي أثارها الباحثون كذلك حول املقابالت و جماعات النقاش عبر االنترنت‬
‫كأدوات بحثية تم تطويرها لتتماش ى مع البيئة اإلعالمية الرقمية و التي يمكن أن تعتري عملية‬
‫التواصل بفاعلية عبر وسيط ‪ ،‬الحاجة إلى رفع مستوى وعي املستجوبين بأهمية و طبيعة تطبيق‬
‫أدوات البحث من خ الل التواصل اإللكتروني ‪ ،‬و التحفظ و الخوف أحيانا لديهم من التواصل مع‬
‫الباحث إذا كانوا ال يعرفونه ‪ ،‬و الخوف و الحذر كذلك من تبادل البيانات التي يمكن أن تكون‬
‫شخصية أو دقيقة عبر الوسائط اإللكترونية ‪237.‬‬

‫‪ -0‬املالحظة باملشاركة أو غير املشاركة اإللكترونية ‪ :‬يستطيع الباحث في مجال‬


‫الصحافة اإلل كترونية أن يوظف كال النوعين من املالحظة سواء باملشاركة أو غير‬
‫املشاركة في البيئة ا إعالمية الرقمية خاصة عندما يتعلق األمر بدراسة مثال الجمهور‬
‫املتفاعل في مواقع هذه الصحافة ‪ ،‬فمثال يمكن له أن يكون جزءا من التفاعل‬
‫اإللكتروني مع محتوى املقال أو مع قراء آخرين بفضل خاصة التعليق أو مع القائم‬
‫باالتصال عبر البريد اإللكتروني ‪ ،‬أو يمكن له أن يتفاعل مع خدمات أخرى مثل‬
‫التصويت اإللكتروني ‪ ،‬منتديات النقاش ‪ ...‬و غيرها من األدوات التفاعلية التي توفرها‬
‫مختلف الصحف اإللكترونية و بذلك تركز أداة املالحظة باملشاركة على الوصف‬

‫‪ 236‬مها عبد املجيد صالح ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪8‬‬


‫‪237‬مها عبد املجيد صالح ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪22‬‬

‫‪121‬‬
‫الدقيق ألشكال تفاعلية الجمهور ‪ ،‬و باملقابل يمكن لذات الباحث أن يكتفي بمالحظة‬
‫و كيفية التعبير عن أرائه و‬ ‫طريقة تفاعل الجمهور القارئ للصحف اإللكترونية‬
‫اتجاهاته من بعيد دون مشاركته في ذلك ‪.‬‬
‫و من اإلشكاليات التي أثارها الباحثون حول املالحظة االلكترونية بنوعيها كأداة كيفية هي‬
‫القصور الذي يمكن أن يعتري عملية التواصل غير املباشر بين الباحث و املبحوثين ‪ ،‬و غياب‬
‫إمكانية مالحظة التعبيرات و ردود الفعل التلقائية الضمنية التي ترد من املبحوثين و التي تعطي‬
‫للباحث تفاصيل أكثر ثراءا و دقة عنهم ‪ ،‬و عليه ال يمكن االعتماد عليها كأداة وحيدة في البحث‬
‫ألنه إذا حدث العكس تبرز مشكلة الصدق و الثبات في استخدام هذه األداة البحثية ‪238.‬‬

‫و‬ ‫‪ -III‬التيارات البحثية الحديثة في اختيار عينة بحوث الصحافة‬


‫اشكالياتها املنهجية ‪:‬‬
‫تعتمد البحوث املسحية عبر االنترنت اعتمادا كبيرا على أسلوب املعاينة (املسح بطريقة العينة)‬
‫القائمن على اختيار عدد محدود من املجتمع األصلي لصعوبة إن لم نقل استحالة القيام باملسح‬
‫الشامل ‪ ،‬و عليه يعتبر اختيار العينة في البحث العلمي من املراحل املهمة النجازه و التي تؤثر على‬
‫و أسس و أساليب‬ ‫جميع خطواته لذلك يجب أن يكون تحديد نوعها و حجمها وفق منهجية‬
‫علمية متفق عليها من قبل الباحثين في املنهجية ‪ ،‬بحيث تمكن الباحث من تأطير دراسته و‬
‫إعطائها صبغة موضوعية أكاديمية بحثة ‪.‬‬
‫و مع ظهور و تطور الصحافة اإللكترونية كوسيلة اعالمية جماهيرية جديدة و دورها في‬
‫صناعة و توجيه الرأي العام كغيرها من الوسائل اإلعالمية التقليدية انصب اهتمام الباحثين في‬
‫بحوث الصحافة على دراسة جممهورها و مضمونها و القائم باالتصال بها و غيرها من املجاالت‬
‫البحثية التي ارتبطت بها ‪ ،‬و بالتالي بدأوا بالتفكير في الطرق املنهجية التي تمكنهم من اختيار عينة‬
‫أبحاثهم و نوعها و حجمها من مجتمع أصلي افتراض ي حدوده غير معلومة و يتسم بالتشتت و‬
‫ضخامة العدد و إن كانت حقيقة مفردات العينة املختارة تمثل املجتمع املستهدف‪ ،‬و غيرها من‬
‫التساؤالت التي أثارها كل باحث مهتم بإجراء دراسات مسحية في البيئة اإلعالمية الرقمية باعتبار‬
‫أن نجاحه في اختيار العينة الصحيحة من حيث النوع و الحجم و طريقة السحب هو املفتاح‬
‫السليم للوصول إلى النتائج و إمكانية تعميمها على املجتمع املبحوث‪.‬‬

‫‪ 238‬مها عبد املجيد صالح ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪8‬‬

‫‪122‬‬
‫من هذا املنطلق سنحاول في هذا العنصر الوقوف عند أهم الصعوبات التي واجهت الباحثين‬
‫في عملية تطبيق شروط اختيار العينة في بحوث الصحافة اإللكترونية ‪ ،‬باعتبار أن اخضاع‬
‫العينة للشروط العلمية التي حددها الباحثين في السنوات املاضية في بحوث الصحافة املكتوبة‬
‫أصبح من الصعب تطبيقها مع بحوث الصحافة اإللكترونية و ذلك لعدة أسباب ‪:‬‬
‫صعوبة تحديد حجم مجتمع البحث األصلي في البيئة اإلعالمية الرقمية‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫الذي يتميز بالتشتت و ضخامة العدد‪.‬‬
‫صعوبة تحديد حجم العينة املراد دراستها ‪ :‬و اخضاعها الى مجموعة االعتبارات‬ ‫ب‪-‬‬
‫املنهجية و العلمية التي يتوقف عليها اختيار حجمها و خاصة فيما يتعلق األمر بدرجة‬
‫تجانس و تباين وحدات مجتمع الدراسة ‪.‬‬
‫صعوبة تحديد حجم العينة بطرق احصائية و معادالت رياضية ‪ :‬نظرا‬ ‫ت‪-‬‬
‫لطبيعة املجتمع األصلي ‪ .‬و منها املعادلة التالية ‪:‬‬

‫حيث يمثل ‪ :‬ن ‪ :‬حجم مجتمع الدراسة ‪ ،‬و د ‪ :‬الدرجة‬


‫املعيارية املقابلة لدرجة الثقة في جدول التوزيع الطبيعي ‪ ،‬و ب ‪ :‬النسبة و هي نسبة املتغير املراد‬
‫دراسته بالنسبة ملجتمع الدراسة ‪ .‬و ح ‪ :‬درجة الخطأ املسموح بها ‪239 .‬‬

‫صعوبة وصول الباحث الى كل مفردات العينة املختارة ‪ :‬أي هل هي مفردات‬ ‫ث‪-‬‬
‫و الجغرافي‬ ‫متاحة باعتبارها عناصر رقمية مع صعوبة معرفة توزيعها املكاني‬
‫بسبب سحبها من مجتمع رقمي ‪.‬‬
‫صعوبة تحقيق درجة تمثيل العينة للمجتمع األصلي ‪ :‬ألن درجة التمثيل‬ ‫ج‪-‬‬
‫مربوطة بأول خطوة اجرائية في اختيار العينة و هو تحديد حجم املجتمع املبحوث‬
‫و خصائصه ‪ ،‬و بالتالي فستكون خصائص العينة الرقمية ال تمثل خصائص املجتمع‬
‫من حيث أكبر عدد ممكن من املتغيرات ‪ ،‬بعبارة أخرى ال يمكن أن تكون العينة‬
‫املختارة ممثلة لهذا املجتمع من حيث الخصائص و الصفات و ذلك ألن أفراد العينة‬

‫‪ 239‬مصطفى ربحي عليان ‪ ،‬محمد عثمان غنيم ‪ ،‬أساليب البحث العلمي (األسس النظرية و التطبيق العملي) ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬عمان‬
‫األردن ‪ ،‬دار صفاء للنشر و التوزيع ‪ ، 2114 ،‬ص ‪139‬‬

‫‪123‬‬
‫في البيئة الرقمية قد تجمعهم أهداف مشتركة لكن ليست صفات مشتركة فهم عادة ما‬
‫يتقمصون هويات شخصية افتراضية ‪.‬‬
‫و في هذا السياق يعتبر الباحثين أن صعوبة عدم معرفة االطار العيني للدراسة التي ستستخرج‬
‫منه العينة و لم يوفق الباحث في الحصول على القائمة بمجتمع البحث املراد دراسته أو كانت‬
‫و الواقع أن عدم‬ ‫القائمة ناقصة ‪ ،‬فمن الصعب أن تكون العينة ممثلة للمجتمع األصلي ‪،‬‬
‫معرفة املجتمع ال يؤثر فقط على تغطية العينة بل يتعداها الى مجاالت أخرى من التصميم‬
‫العيني ‪ 240 .‬و من ثم يمكن القول أن العينة الرقمية ال تمثل املجتمع األصلي تمثيال صحيحا‪ ،‬و‬
‫إنما تمثل العينة نفسها فقط‪.‬‬
‫صعوبة تحديد أسلوب املعاينة ان كانت احتمالية أو غير احتمالية و كذا‬ ‫ح‪-‬‬
‫صعوبة تحديد نوع العينة املناسبة ‪ :‬و بالضبط االحتمالية و خاصة العشوائية‬
‫البسيطة و الطبقية في ظل غياب معلومات عن مجتمع البحث هل هو متجانس أم‬
‫متباين ؟ هل هو موزع في شكل طبقات أو فئات ؟ و كذا غياب قاعدة بيانات حول‬
‫مفردات املجتمع االفتراض ي نتيجة لصعوبة حصر جميع عناصره‪ ،‬و انتشار املجتمع‬
‫افتراضيا و عدم تقيده بحواجز جغرافية‪.‬‬
‫صعوبة اختيار العينات االحتمالية ‪ :‬يشير بعض الباحثين الى صعوبة أو‬ ‫خ‪-‬‬
‫استحالة تطبيق املعاينة االحتمالية لعدم توفر حدود املجتمع الزمانية و املكانية ‪،‬‬
‫فالدخول الى شبكة االنترنت ال يفترض أن يكون فاعلوه مسجلين في أي تعداد أو قائمة‬
‫‪ ،‬و بالتالي ال يمكن القيام باختيار عشوائي من زوار االنترنت باستخدام فقط االنترنت‬
‫كمعيار لالختيار ‪.‬‬
‫و تبعا لذلك تقترح وثيقة " معايير الجودة الجراء الدراسات االستقصائية على االنترنت " األملانية‬
‫التي نشرت عام ‪ 2111‬استخدام إطار عيني مزدوج أو الجمع بين أساليب التجنيد ( داخل شبكة‬
‫االنترنت و خارجها ) ‪ ،‬أي من خالل توجيه دعوات للمشاركة تنشر على صفحات الشبكة و‬
‫القيام بحمالت إعالنية عبر االنترنت ‪ ،‬و كذلك من خالل وسائل أخرى مثل التجنيد بالهاتف أو‬
‫التجنيد الشخص ي ‪ (241 .‬دليو ‪ ، 2112 ،‬الصفحة ‪)111‬‬

‫‪ 240‬فضبل دليو ‪ ،‬تقنيات املعاينة في العلوم اإلنسانية و االجتماعية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 21‬‬

‫‪ 241‬فضيل دليو ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪111‬‬

‫‪124‬‬
‫صعوبة تجنب الباحث الوقوع في بعض األخطاء الشائعة في اختيار‬ ‫د‪-‬‬
‫العينات ‪ :‬و من أهمها ‪ :‬اختيار عناصر أو مفردات ال تنمي الى مجتمع الدراسة ‪ ،‬فمثال‬
‫يمكن أن يكون مجتمع بحثي جمهور موقع الشروق اونالين و ذلك ملعرفة اتجاهات‬
‫القراء نحو القضايا الوطنية التي ينشرها ‪ ،‬و بالتالي فإن أفراد عينة الدراسة تكون‬
‫عينة من هذا الجمهور ( أي عينة قصدية ) لكن هنا سيقع الباحث في خطأ توزيع‬
‫استمارته االلكترونية على مفردات ال تنتمي إلى املجتمع األصلي نظرا لصعوبة تحديد‬
‫الخصائص الديمغرافية لألشخاص املتواجدون في البيئة اإلعالمية الرقمية ‪.‬‬
‫الجدير بالذكر أن الباحث في بحوث الصحافة االلكترونية يمكن له أن يعتمد في اختيار أفراد‬
‫عينته من املجتمع الرقمي على العينات غير االحتمالية و التي يرى فيها ما يخدم بحثه من حيث‬
‫اإلجابة على اإلشكالية و الهدف منها ‪ ،‬و هي كالتالي ‪ :‬القصدية ( العمدية ) ‪ ،‬العينة الشبكية أو‬
‫‪‬‬
‫كرة الثلج ‪ ،‬و العينة املتاحة أو امليسرة ‪.‬‬
‫و بناء على ما تقدم عرضه في هذه املحاضرة يمكن القول أن اتجاهات الباحثين اختلفت حول‬
‫مسألة املناهج العلمية و أدوات البحث العلمي التي يجب توظيفها أثناء التعامل مع الصحافة‬
‫اإللكترونية كوسيلة إعالمية جماهيرية حديثة و ما تحتويه من مجاالت بحثية ‪ ،‬فمنهم من اجتهد‬
‫و استحدث أدوات بحثية جديدة تتماش ى مع خصائص الصحافة اإللكترونية و محتواها ‪ ،‬في‬
‫حين فضل البعض اآلخر تطوير املناهج العلمية و األدوات الكالسيكية بما يتالئم معها ‪.‬‬
‫و يبقى الباب مفتوحا الجتهادات و جهود بحثية أخرى في هذا املجال نحو استحداث مناهج و‬
‫أدوات حديثة و طرق تحديد العينات املناسبة للدراسة تتيح إمكانية دراسة الصحافة‬
‫و‬ ‫االلكترونية باعتبارها في تغير مستمر من حيث جمهورها ‪ ،‬محتواها ‪ ،‬القائمين عليها ‪،‬‬
‫كوسيلة في حد ذاتها ‪.‬‬

‫‪ ‬و هي اسلوب معاينة يتم فيه اختيار العناصر من املجتمع املستهدف على اساس مدى توافرهم للباحث‪ ،‬أو على اساس‬
‫اختيارهم ذاتيا ‪ ،‬أو كليهما معا‪ ،‬حيث يستخدم شخص شبكة االنترنت لدعوة املستجيبين للنقر على النوافذ املنسدلة على رابط و‬
‫استفتاء استبانة لزوار املوقع‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫قائمة املراجع ‪:‬‬
‫املراجع باللغة العربية ‪:‬‬
‫الكتب ‪:‬‬ ‫‪-I‬‬
‫‪ .1‬عبد الحميد محمد ‪ ،‬بحوث الصحافة ‪ ،‬ط ‪، 1‬القاهرة ‪ ،‬الكتب ‪1991 ،‬‬
‫‪ .0‬تربان سالم ماجد ‪ ،‬بحوث الصحافة في فلسطين خالل العقدين املاضيين ‪-0333‬‬
‫‪ - 0310‬دراسة تحليلية تقويمية للجوانب اإلجرائية واملنهجية ‪ ،‬مجلة جامعة‬
‫األقص ى للعلوم اإلنسانية ‪ ،‬املجلد الثالث و العشرون ‪ ،‬العدد األول ‪ ،‬جانفي ‪2119‬‬
‫‪ .0‬الحيزان بن عبد العزيز محمد ‪ ،‬البحوث اإلعالمية أسسها أساليبها مجاالتها ‪ ،‬ط ‪، 2‬‬
‫الرياض ‪ ،‬مكتبة امللك فهد الوطنية ‪2114 ،‬‬
‫و‬ ‫‪ .0‬البدوي أحمد ثريا‪ ،‬مستخدم االنترنت – قراءة في نظريات اإلعالم الجديد‬
‫مناهجه ‪ ، -‬ط ‪ ، 1‬القاهرة ‪ ،‬عالم الكتب ‪. 2112 ،‬‬
‫‪ .5‬مصطفى ربحي عليان ‪ ،‬محمد عثمان غنيم ‪ ،‬أساليب البحث العلمي (األسس النظرية‬
‫و التطبيق العملي) ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬عمان األردن ‪ ،‬دار صفاء للنشر و التوزيع ‪ ، 2114 ،‬ص ‪139‬‬
‫‪ .0‬فضبل دليو ‪ ،‬تقنيات املعاينة في العلوم اإلنسانية و االجتماعية ‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪. 2112‬‬
‫‪ .0‬السيد بخيت ‪ ،‬الجديد في بحوث الصحافة مدارس غربية و إسهامات عربية ‪،‬ط ‪، 1‬‬
‫دار الكتاب الجامعي ‪ ،‬اإلمارات العربية‪. 2111 ،‬‬

‫‪126‬‬
‫‪ .0‬بسام عبد الرحمن مشاقبة ‪ ،‬نظريات اإلعالم ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬عمان األردن ‪ ،‬دار أسامة للنشر و‬
‫التوزيع ‪.2111 ،‬‬
‫‪ .0‬كامل خورشيد مراد ‪ ،‬االتصال الجماهيري و اإلعالم ( التطور – الخصائص –‬
‫النظريات ) ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬عما األردن ‪ ،‬دار املسيرة للنشر و التوزيع ‪. 2111 ،‬‬
‫(‬ ‫‪ .13‬فضة عباس ي بصلي ‪ ،‬محمد الفاتح حمدي ‪ ،‬مدخل لعلوم االتصال و اإلعالم‬
‫و‬ ‫الوسائل – النماذج – النظريات ) ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬عمان األردن ‪ ،‬دار أسامة للنشر‬
‫التوزيع ‪. 2110 ،‬‬
‫‪ .11‬حسن عماد مكاوي ـ عاطف عدلي العبد ‪ ،‬نظريات اإلعالم ‪. 2110 ،‬‬
‫‪ .10‬يوسف محمد‪ ،‬النظريات النفسية واالجتماعية في وسائل االتصال املعاصرة‬
‫واإللكترونية‪،‬ط‪ ، 1‬القاهرة ‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪. 2112 ،‬‬
‫‪ .10‬حسني محمد نصر ‪ ،‬نظريات اإلعالم ‪ ،‬ط‪ ، 1‬القاهرة ‪ ،‬دار الكتاب الجامعي ‪2112 ،‬‬
‫‪ .10‬محمد عبد العزيز الحيزان ‪ ،‬البحوث االعالمية ( أسسها ‪ ،‬أساليبها ‪ ،‬مجاالتها ) ‪ ،‬ط ‪2‬‬
‫‪ ،‬الرياض ‪. 2114 ،‬‬
‫‪ .15‬سهام الشجيري ‪ ،‬اقتصاديات االعالم ‪ ،‬ط ‪ ،1‬لبنان ‪ ،‬االمارات ‪ ،‬دار الكتاب الجامعي ‪،‬‬
‫‪2114‬‬
‫‪ .10‬عواطف عبد الرحمن‪ ،‬التبعية اإلعالمية والثقافية في العالم الثالث‪ ،‬سلسلة عالم‬
‫املعرفة‪ ،‬عدد ‪ ، 78‬الكويت ‪. 1984‬‬
‫‪ .10‬أحمد بن مرس ي ‪ ،‬اقتصاديات الصحافة املكتوبة ‪ ،‬ط ‪ ،1‬الجزائر ‪،‬الورسم للنشر و‬
‫التوزيع ‪. 2114 ،‬‬
‫‪ .10‬محمد لعقاب ‪ ،‬مهارات الكتابة لإلعالم الجديد ‪ ( ،‬ب‪.‬ط ) ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬دار هومة للطباعة‬
‫و النشر و التوزيع ‪.2113 ،‬‬
‫‪ .10‬نهى بلعيد ‪ ،‬والة صحافة املواطن و تطورها ‪ ،‬كتاب جماعي بعنوان عصر امليديا الجديدة‬
‫‪ ،‬منشورات اتحاد إذاعات الدول العربية ‪. 2111 ،‬‬
‫‪ .03‬موریس أنجرس‪ ،‬منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانیة‪ ،‬ترجمة ‪ :‬بوزید صحراوي‪،‬‬
‫ط ‪ ،2‬الجزائر‪ ،‬دار القصبة للنشر‪ ،2111 ،‬ص‪. 107‬‬
‫‪ .01‬محمد عبد الحميد‪ ،‬البحث العلمي في الدراسات اإلعالمية ‪ ، ،‬ط ‪ ،2‬القاهرة‪،‬عالم‬
‫الكتب‪2114 ،‬‬

‫‪127‬‬
‫‪ .00‬سيكاران أوما‪ ،‬طرق البحث في اإلدارة ( مدخل بناء املهارات البحثية )‪ ( ،‬ب‪.‬ط)‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬النشر العلمي واملطابع جامعة سعود‪.1998 ،‬‬
‫‪ .00‬عمار بوحوش‪ ،‬محمد محمود الذنيبات‪ ،‬مناهج البحث العلمي وطرق اعداد البحوث‪،‬‬
‫ط ‪ ،4‬الجزائر‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪.2110 ،‬‬
‫‪ .00‬فايز جمعة النجار‪ ،‬نبيل جمعة النجار‪ ،‬ماجد راض ي الزعبي‪ ،‬أساليب البحث العلمي‬
‫(منظورتطبيقي)‪ ،‬ط ‪ ،2‬األردن‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪.2111 ،‬‬
‫‪ .05‬غيث البحر‪ ،‬معنا لتنجي‪ ،‬التحليل االحصائي لالستبيانات باستخدام برنامج ‪IBM‬‬
‫‪(،SPSS Statistics‬ب‪ .‬ط)‪ ،‬تركيا‪ ،‬مركز سبر للدراسات اإلحصائية والسياسات العامة‪،‬‬
‫‪.2114‬‬
‫املجالت و الدوريات ‪:‬‬ ‫‪-II‬‬
‫‪ .1‬سيد بخيت ‪ ،‬االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة ‪ :‬مراجعة مسحية و نقدية ألبرز‬
‫التيارات السائدة في الدراسات الصحفية ‪ ،‬املجلة العربية لإلعالم و االتصال ‪.‬‬
‫‪ .0‬هبة مصطفى حسن مصطفى‪ ،‬االتجاهات الحديثة في بحوث صحافة البيانات‪ ،‬مجلة‬
‫البحوث و الدراسات اإلعالمية‪ ،‬العدد السابع عشر‪2021 ،‬‬
‫‪ .0‬هالة بن علي برناط ‪ ،‬تطبيقات نظريات االعالم و االتصال التقليدية في فضاءات‬
‫اإلعالم الجديد ( نظرية حارس البوابة مثاال) ‪ ،‬املجلة الدولية لالتصال االجتماعي ‪،‬‬
‫جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم الجزائر ‪ ،‬املجلد ‪ ، 2‬العدد ‪2118 ، 4‬‬
‫‪ .0‬عزام أبو الحمام ‪ ،‬نظرية حارس البوابة اإلعالمية في ظل البيئة الجديدة لتكنولوجيا‬
‫االتصال ‪ ،‬مجلة الرسالة للدراسات و البحوث اإلنسانية ‪ ،‬املجلد األول ‪ ،‬العدد الرابع ‪،‬‬
‫ديسمبر ‪2110‬‬
‫‪ .5‬سلمى غروبة ‪ ،‬و اقع القائم باالتصال في ظل افرازات الشبكات االجتماعية – دراسة‬
‫مقارنة بين الوظائف التقليدية و الجديدة ‪ ، -‬مجلة اإلعالم و املجتمع ‪ ،‬املجلد ‪، 2‬‬
‫العدد ‪.4‬‬
‫‪ .0‬خيرة مكرتار ‪ ،‬دور حارس البوابة في ظل اإلعالم الجديد ‪ ،‬مجلة الساورة للدراسات‬
‫اإلنسانية و االجتماعية ‪ ،‬العدد الخامس ‪ ،‬جوان ‪.2110‬‬

‫‪128‬‬
‫‪ .0‬محمد مليك ‪ ،‬تأثير الصحافة اإللكترونية على الصحافة املطبوعة ‪ -‬رؤية تحليلية‬
‫لو اقع القائم باالتصال بين البيئتين ‪،‬مجلة اإلعالم و املجتمع ‪ ،‬املجلد ‪ ، 2‬العدد ‪، 2‬‬
‫جوان ‪. 2118‬‬
‫‪ .0‬مالية مكيري ‪ ،‬حراسة البوابة اإلعالمية – مقاربة مفاهيمية في ظل البيئة اإللكترونية‬
‫‪ ،‬مجلة املعيار ‪ ،‬املجلد ‪ ، 22‬العدد ‪ ، 1‬جانفي ‪. 2118‬‬
‫‪ .0‬حمزة سعد محمد‪ ،‬االتجاهات الحديثة في دراسات وضع األجندة في العالم‪ ،‬مجلة‬
‫الباحث اإلعالمي‪ ،‬العدد ‪. 42-44‬‬
‫‪ .13‬ليندة صيمود ‪ ،‬مهدي زعموم ‪ ،‬مساهمة تكنولوجيا االتصال الحديثة في تطوير اخراج‬
‫الصحافة الورقية ‪ ،‬مجلة املعيار ‪ ،‬املجلد ‪ ، 22‬العدد ‪. 2121 ، 22‬‬
‫‪ .11‬مليكة جورديخ ‪ ،‬دور التكنولوجيا الحديثة للطباعة في تطوير الصحافة املكتوبة ‪،‬‬
‫مجلة الدراسات و البحوث االجتماعية ‪ ،‬جامعة الوادي الجزائر ‪ ،‬العدد ‪ ، 11‬جوان‬
‫‪. 2111‬‬
‫‪ .10‬زكرياء بن صغير ‪ ،‬خدمات صحافة املوبايل وتأثيراتها على املمارسة االعالمية أي‬
‫مستقل للعمل اإلعالمي ‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية ‪ ،‬املجلد ‪ ، 21‬العدد ‪.2121 ، 11‬‬
‫‪ .10‬سناء يونس شاهين ‪ ،‬دور صحافة املحمول في تطوير املمارسة الصحفية ‪ ،‬مجلة‬
‫الدراسات اإلعالمية ‪ ،‬املركز الديمقراطي العربي ‪ ،‬برلين أملانيا ‪ ،‬العدد الثالث ‪. 2118 ،‬‬
‫‪ .10‬نوال وسار ‪ ،‬صحافة املوبايل واملمارسة املهنية خالل األزمات)أزمة الكوفيد ‪25‬‬
‫أنموذجا( ‪ ،‬مجلة الرواق للدراسات االجتماعية واإلنسانية ‪ ،‬املجلد ‪ ، 10‬العدد ‪، 2‬‬
‫‪. 2121‬‬
‫‪ .15‬جمال بوشاقور ‪ ،‬صحافة املواطن في الجزائر بين إشكالية تحديد املفهوم و املمارسة‬
‫الصحفية ‪ ،‬مجلة االتصال و الصحافة ‪ ،‬املدرسة الوطنية العليا للصحافة و علوم‬
‫اإلعالم ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬املجلد ‪ ، 1‬العدد ‪2119 ، 12‬‬
‫‪ .10‬ثريا السنوس ي ‪ ،‬صحافة املواطن و إعادة انتاج األدوار ‪ ،‬مجلة بحوث العالقات العامة‬
‫الشرق األوسط ‪ ،‬مارس ‪2114‬‬
‫‪ .10‬صبرينة برارمة ‪ ،‬صحافة املواطن و الصحافة التقليدية بين التنافس و التكامل ‪ ،‬مجلة‬
‫العلوم االجتماعية ‪ ،‬العدد ‪ ، 21‬جوان ‪.2112‬‬

‫‪129‬‬
‫‪ .10‬فتيحة كيحل ‪ ،‬صحافة املواطن – جدلية األخالقيات و ضوابط املمارسة املهنية ‪، -‬‬
‫مجلة املعيار ‪ ،‬املجلد ‪ ، 23‬العدد ‪2119 ، 48‬‬
‫‪ .10‬أحمد بن حاجة ‪ ،‬صحافة املواطن بين املهنية و حرية الرأي و التعبير ‪ ،‬مجلة صوت‬
‫القانون ‪ ،‬املجلد السابع ‪ ،‬العدد ‪ ، 11‬ماي ‪2121‬‬
‫‪ .03‬باديس لونيس ‪ ،‬صحافة املواطن و اعادة تشكيل مفهوم الجمهور ‪ ،‬مجلة الحكمة ‪،‬‬
‫الجزائر ‪ ،‬مؤسسة كنوز الحكمة ‪ ،‬العدد العاشر ‪2112 ،‬‬
‫‪ .01‬السيد بخيت ‪ ،‬اإلشكاليات النظرية و املنهجية لبحوث وسائل التواصل االجتماعي ‪،‬‬
‫املجلة العربية لإلعالم و االتصال ‪.‬‬
‫‪ .00‬ثريا أحمد البدوي ‪ ،‬املعالجة التنظريرية و املنهجية ملشاركة املستخدم في املجال‬
‫الرقمي – رؤية تحليلية نقدية لالتجاهات العلمية الحديثة ‪ ، -‬املجلة الدولية لالتصال‬
‫االجتماعي ‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس ‪ ،‬مستغانم الجزائر ‪ ،‬املجلد ‪ ، 11‬العدد ‪، 2‬‬
‫‪. 2111‬‬
‫‪ .00‬نور الدين هميس ي ‪ ،‬األطرالنظرية و املنهجية لدراسة امليديا الجديدة – قراءات نقدية‬
‫‪ ، -‬مجلة علوم اإلنسان و املجتمع ‪ ،‬العدد ‪ ، 12‬نوفمبر ‪2114‬‬
‫الرسائل الجامعية و األطروحات ‪:‬‬ ‫‪-III‬‬
‫‪ .1‬إبراهيم بعزيز ‪ ،‬مشاركة الجمهورفي إنتاج محتوى وسائل اإلعالم و ظهورصحافة‬
‫املواطن ‪ -‬دراسة على عينة من مستخدمي مو اقع التواصل االجتماعي في الجزائر‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية علوم اإلعالم و االتصال ‪،‬‬
‫جامعة الجزائر ‪. 2114-2113 ، 3‬‬
‫‪ .0‬محمد بن سليمان الصبيحي ‪ ،‬العالقة الوظيفية بين القائم االتصال و الجمهور (‬
‫دراسة وصفية في ضوء متغيرات البيئة االتصالية الحديثة في اململكة العربية‬
‫السعودية ) ‪ ،‬رسالة دكتوراه في االعالم ‪ ،‬قسم االعالم ‪ ،‬كلية الدعوة و االعالم ‪ ،‬جامعة‬
‫االمام محمد بن سعود االسالمية ‪2118-2110 ،‬‬
‫‪ .0‬ثائر محمد تالحمة ‪ ،‬حراسة البوابة اإلعالمية و التفاعلية في املو اقع اإلخبارية‬
‫الفلسطينية على شبكة االنترنت ‪ ،‬رسالة ماجستير في اإلعالم ‪ ،‬كلية اإلعالم ‪ ،‬جامعة‬
‫الشرق األوسط ‪2112 ،‬‬

‫‪130‬‬
‫‪ .0‬وفاء البار ‪ ،‬الصحافة الوطنية املكتوبة و أولويات الجمهور نحو القضايا العامة –‬
‫دراسة تحليلية و ميدانية لجريدة الخبر ‪ ، -‬أطروحة دكتوراه طور ثالث ( ل‪.‬م‪.‬د) في علوم‬
‫و االتصال ‪ ،‬قسم العلوم اإلنسانية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة ‪-2121 ،‬‬ ‫اإلعالم‬
‫‪. 2121‬‬
‫‪ .5‬إلهام بوثلجي ‪ ،‬الصحافة اإلكترونية و ترتيب أولويات الرأي العام – دراسة تحليلية‬
‫ميدانية لعينة من الصحف اإللكترونية الجزائرية " الشروق أون الين ‪ ،‬املساء ‪،‬‬
‫‪ ، " Liberté‬أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية علوم االعالم و‬
‫االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2121-2121 ، 13‬‬
‫‪ .0‬ليلى معلوم ‪ ،‬أولويات الصحافة الجزائرية في تناولها لظاهرة الفساد االقتصادي‬
‫بسونطراك "‪ ،‬أطروحة دكتوراه طور ثالث ( ل‪.‬م‪.‬د) ‪ ،‬قسم علوم اإلعالم ‪ ،‬كلية علوم‬
‫اإلعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2118-2110 ، 13‬‬
‫‪ .0‬فاطمة الزهراء أقلمين ‪ ،‬إدارة مؤسسات الصحافة املكتوبة في الجزائر ( دراسة‬
‫مسحية لعينة من الجرائد الوطنية إلى غاية ماي‪/‬جوان ‪ ، ) 0310‬رسالة ماجستير في‬
‫تسيير املؤسسات االعالمية ‪ ،‬كلية علوم االعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪-2111 ، 13‬‬
‫‪.2112‬‬
‫‪ .0‬محمد عبد الغني سعيود ‪ ،‬تأثير حرية الصحافة في الجزائر على املمارسة املهنية ‪،‬‬
‫رسالة ماجستير في االتصال االشهاري ‪ ،‬قسم علوم االعالم و االتصال ‪ ،‬كلية اآلداب و‬
‫العلوم االنسانية و االجتماعية ‪ ،‬جامعة باجي مختار عنابة ‪ ، 2112 ، 2111 ،‬ص ‪110‬‬
‫‪ .0‬مرزوق بن مهدي ‪ ،‬أثر السياسة اإلخبارية على أداء املؤسسة الصحفية ( دراسة‬
‫وصفية تحليلية القتصاد االعالم املكتوب في الجزائر‪ -‬مؤسسة جريدة الشعب ‪،‬‬
‫الخبر ‪ ،‬صوت االحرار نموذجا ) ‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم ‪ ،‬كلية علوم االعالم و االتصال‬
‫‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2110-2111 ، 13‬‬
‫‪ .13‬ابتسام علي رايس ‪ ،‬اقتصاديات مؤسسة صحفية – مؤسسة ‪le Monde Infos, Echo‬‬
‫‪ D’Oran‬نموذجا ‪ ، -‬رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية العلوم‬
‫السياسية و اإلعالم ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪2111-2111 ،‬‬
‫‪ .11‬مرزوق بن مهدي ‪ ،‬تكاليف صناعة الصحافة و أثرها على أداء املؤسسات الصحفية‬
‫( دراسة وصفية تحليلية للجرائد اليومية الجزائرية دراسة حالة جريدة الشعب ) ‪،‬‬

‫‪131‬‬
‫رسالة ماجستير في علوم االعالم و االتصال ‪ ،‬قسم علوم االعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر ‪. 2111 2119 ، 13‬‬
‫‪ .10‬مصطفى سحاري ‪ ،‬إشكالية التوزيع الصحفي في الجزائر – الصحافة الخاصة‬
‫نموذجا ‪ ، – 0330 /1003‬رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية العيوم‬
‫السياسية و اإلعالم ‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة ‪ ،‬الجزائر ‪، 2110-2111 ،‬‬
‫‪ .10‬رابح بلقاسمي ‪ ،‬اإلشهار و التوازن املالي للصحف الوطنية في الجزائر " – دراسة‬
‫مقارنة ليوميتي الشعب و صوت األحرار ‪ ، -‬رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ‪،‬‬
‫كلية العلوم السياسية و اإلعالم ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2110-2111 ،‬‬
‫‪ .10‬محمد شحات ‪ ،‬العالقة بين التمويل اإلشهاري و األداء الصحفي في الصحف اليومية‬
‫الجزائرية " – دراسة تحليلية استطالعية على عينة من الصحف اليومية الوطنية‬
‫الخبر ‪ ،‬الشروق و الوطن ‪ ،-‬رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية العلوم‬
‫السياسية و اإلعالم ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪2111-2111 ،‬‬
‫‪ .15‬وليد حميدي ‪ ،‬اإلشهارفي الصحافة الجزائرية – دراسة مقارنة بين الصحافة الورقية‬
‫و الصحافة اإللكترونية ‪ ،‬املعلنون في صحيفتي الشروق اليومي و الشروق أون الين ‪، -‬‬
‫و اإلعالم ‪،‬‬ ‫رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية العلوم السياسية‬
‫جامعة الجزائر ‪. 2111-2119 ،‬‬
‫‪ .10‬فريدة معتوق ‪ ،‬حرية الصحافة املكتوبة الجزائرية في ظل قوانين السوق الجديدة‬
‫خالل مرحلة التعددية ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬كلية علوم االعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر ‪. 2112-2111 ، 13‬‬
‫‪ .10‬وهيبة بلحاجي ‪ ،‬الصحافة الخاصة و الشروط القانونية و االقتصادية لحريتها بعد‬
‫‪ ( 1000‬دراسة مسحية لعينة من الصحفيين الجزائريين ) ‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم ‪،‬‬
‫كلية علوم االعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2114-2113 ، 13‬‬
‫‪ .10‬زين العابدين جبارة ‪ ،‬اقتصاديات الصحافة االلكترونية و ادارتها ( الشروق اونالين‬
‫نموذجا ) ‪ ،‬رسالة ماجستير في تخصص تسيير املؤسسات اإلعالمية ‪ ،‬كلية علوم االعالم‬
‫و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2112-2111 ، 13‬‬

‫‪132‬‬
‫‪ .10‬فريد بن زايد ‪ ،‬و اقع استخدام التكنولوجيات الحديثة لإلعالم و االتصال في‬
‫الصحافة املكتوبة بالجزائر ‪ ،‬رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية‬
‫العلوم اإلنسانية و االجتماعية ‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة ‪. 2111-2119 ،‬‬
‫‪ .03‬محمد إسماعيل ياسين‪ ،‬استخدامات تكنولوجيا االتصال في تطوير شكل و مضمون‬
‫الصحف الفلسطينية اليومية – دراسة ميدانية ‪ ، -‬رسالة ماجستير في الصحافة ‪،‬‬
‫كلية األداب ‪ ،‬الجامعة اإلسالمية غزة ‪. 2112 ،‬‬
‫‪ .01‬صليحة شلواش ‪ ،‬و اقع استخدام تكنولوجيا االتصال الحديثة و أثرها على العمل‬
‫الصحفي – دراسة ميدانية في جريدة الشرق الجمهوري – ‪ ،‬رسالة ماجستير في علوم‬
‫اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‬
‫‪2112-2111 ،‬‬
‫‪ .00‬فاطنة شرقي ‪ ،‬أثر التكنولوجيا في إنتاج املعلومة في مضمون الصحافة املكتوبة‬
‫الجزائرية – الشروق اليومي و املجاهد نموذجا ‪ ، -‬رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و‬
‫االتصال ‪ ،‬كلية علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2118-2119 ، 13‬‬
‫‪ .00‬منير سليم أبو راس ‪ ،‬عالقة التطور التكنولوجي بالتحرير الصحفي في الصحافة‬
‫الفلسطينية – دراسة ميدانية على الصحفيين العاملين في الصحف الصادرة في‬
‫قطاع غزة ‪ ، -‬قسم الصحافة و اإلعالم ‪ ،‬كلية األداب ‪ ،‬الجامعة اإلسالمية غزة ‪. 2111 ،‬‬
‫‪ .00‬فاطمة تيميزار ‪ ،‬إسهامات االنترنت في تطوير الصحافة املكتوبة في الجزائر – دراسة‬
‫وصفية استطالعية على عينة من الصحفيين ‪ ،‬رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و‬
‫االتصال ‪ ،‬كلية العلوم السياسية و اإلعالم ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2118-2110 ،‬‬
‫‪ .05‬أديب أحمد الشاطري ‪ ،‬الصحافة و تكنولولوجيا االتصال – دراسة تحليلية للصحف‬
‫اإللكترونية العربية ‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية علوم‬
‫اإلعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2118-2110 ، 13‬‬
‫‪ .00‬باية سيفون ‪ ،‬تأثير تكنولوجيا االتصال على النشر اإللكتروني للصحف اليومية‬
‫الجزائرية املكتوبة – دراسة تحليلية ميدانية ‪ ، -‬أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم‬
‫و االتصال ‪ ،‬كلية علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2112-2114 ، 13‬‬

‫‪133‬‬
‫‪ .00‬يمينة بلعاليا ‪ ،‬الصحافة اإللكترونية في الجزائر ‪ :‬بين تحدي الو اقع و التطلع نحو‬
‫املستقبل ‪ ،‬رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية العلوم السياسية و‬
‫اإلعالم ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2111 ، 13‬‬
‫‪ .00‬رابح عمار ‪ ،‬الصحافة اإللكترونية و تحديات الفضاء اإللكتروني – دراسة ميدانية‬
‫للصحافة اإللكترونية الجزائرية ‪ ، -‬أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ‪،‬‬
‫كلية العلوم اإلنسانية و العلوم اإلسالمية ‪ ،‬جامعة أحمد بن بلة وهران ‪. 2110-2111 ،‬‬
‫‪ .00‬أمنة قجالي ‪ ،‬التفاعلية في الصحافة اإللكترونية – دراسة في استخدامات و إشاعات‬
‫النخبة األكاديمية الجزائرية ‪ ، -‬أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ‪،‬‬
‫كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية ‪ ،‬جامعة الحاج لخضر باتنة ‪. 2110-2111 ، 1‬‬
‫‪ .03‬سمية بورقعة ‪ ،‬الصحافة اإللكترونية في الجزائر – دراسة تحليلية ميدانية للتفاعلية‬
‫في الصحافة اإللكترونية الجزائرية ‪ ، -‬أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و‬
‫االتصال ‪ ،‬كلية علوم اإلعالم و االتصال و السمعي البصري ‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪، 3‬‬
‫‪. 2112-2114‬‬
‫‪ .01‬نعيمة برنيس ‪ ،‬استخدامات الوسائط املتعددة في الصحافة اإللكترونية الجزائرية ‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية علوم اإلعالم و االتصال و‬
‫السمعي البصري ‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪. 2118-2110 ، 3‬‬
‫‪ .00‬عبير محمد سليم لبد‪ ،‬إخراج مو اقع الصحف الفلسطينية اليومية على شبكة‬
‫االنترنت – دراسة تحليلية مقارنة ‪ ، -‬رسالة ماجستير في الصحافة ‪ ،‬كلية اآلداب ‪،‬‬
‫الجامعة اإلسالمية غزة ‪. 2114 ،‬‬
‫‪ .00‬فلة مكيري ‪ ،‬األنواع الصحفية في الصحافة اإللكترونية – دراسة تحليلية لعينة من‬
‫الصحف اإللكترونية العربية ( رأي اليوم ‪ ،‬إيالف ‪ ،‬كل ش يء عن الجز ائر ‪ ،‬الهدهد ) ‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية علوم اإلعالم و االتصال ‪،‬‬
‫جامعة الجزائر ‪. 2118-2110 ، 3‬‬
‫‪ .00‬طالب كيحول ‪ ،‬مصداقية الصحافة اإللكترونية لدى الطلبة الجامعيين الجزائريين‬
‫– دراسة ميدانية و تحليلية على عينة من وسائل اإلعالم العربية و الجزائرية ‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية علوم اإلعالم و االتصال ‪،‬‬
‫جامعة الجزائر ‪. 2111-2112 ، 3‬‬

‫‪134‬‬
‫‪ .05‬حسين دوحاجي ‪ ،‬التشريعات اإلعالمية و تأثيرها على حرية الصحافة اإللكترونية –‬
‫دراسة مقارنة بين الجزائر و تونس ‪ ، -‬رسالة ماجستير في الدراسات القانونية و‬
‫اإلعالمية ‪ ،‬قسم اإلعالم ‪ ،‬كلية علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪-2111 ، 3‬‬
‫‪. 2110‬‬
‫‪ .00‬فتيحة بوغازي ‪ ،‬صحافة املواطن و الهوية املهنية للصحفي – دراسة ميدانية لتمثل‬
‫الصحفيين الجزائريين لهويتهم املهنية ‪ -‬رسالة ماجستير في تخصص دراسات قياس‬
‫جمهور وسائل االعالم ‪ ،‬كلية علوم االعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪-2111 ، 13‬‬
‫‪ ، 2111‬ص ‪21‬‬
‫‪ .00‬محمد يوسف أحمد اللوح ‪ ،‬اعتماد الصحفيين الفلسطنيين على صحافة املواطن‬
‫كمصدر للمعلومات و انعكاسها على أدائهم املنهي ‪ ،‬رسالة ماجستير في الصحافة ‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب ‪ ،‬الجامعة اإلسالمية غزة ‪. 2118 ،‬‬
‫‪ .00‬حنان كامل إسماعيل ‪ ،‬دور املواطن الصحفي في الحراك السوري من وجهة نظر قادة‬
‫الرأي اإلعالمي العربي – األردن و الكويت و مصر أنموذجا ‪ ، -‬رسالة ماجستير في‬
‫اإلعالم ‪ ،‬كلية اإلعالم ‪ ،‬جامعة الشرق األوسط ‪. 2112-2111 ،‬‬
‫‪ .00‬فتيحة بوغازي ‪ ،‬صحافة املواطن و الرأي العام – دراسة من منظوردوامة الصمت ‪، -‬‬
‫أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية علوم اإلعالم و االتصال ‪،‬‬
‫جامعة الجزائر ‪. 2118-2110 ، 3‬‬
‫‪ .03‬إلهام بوثلجي ‪ ،‬الصحافة اإللكترونية الجزائرية و اتجاهات القراء – دراسة مسحية‬
‫لجمهورجريدة الشروق أونالين ‪ ، -‬رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال في قياس‬
‫جمهور وسائل اإلعالم ‪ ،‬كلية العلوم السياسية و اإلعالم ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪-2111 ، 3‬‬
‫‪. 2111‬‬
‫‪ .01‬صونية قوراري ‪ ،‬اتجاهات جمهورالطلبة نحو الصحافة اإللكترونية – دراسة ميدانية‬
‫على عينة من الطلبة الجامعيين املستخدمين لالنترنت في جامعة بسكرة ‪ ، -‬رسالة‬
‫ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية العلوم اإلمسانية و االجتماعية ‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر بسكرة ‪2111-2111 ،‬‬
‫‪ .00‬وسيلة وجدي دمرجي ‪ ،‬استخدامات الصحافة اإلكترونية عند جمهور القراء في‬
‫الجزائر و انعكاساتها على الصحافة الورقية ‪ ،‬أطروحة دكتوراه الطور الثالث في علوم‬

‫‪135‬‬
‫اإلعالم و االتصال ‪ ،‬طلية العلوم االجتماعية ‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم ‪،‬‬
‫‪. 2111-2112‬‬
‫‪ .00‬كريمة بوفالقة ‪،‬الجمهور املتفاعل في الصحافة اإللكترونية – دراسة استكشافية‬
‫لعينة من القراء املتفاعلين في الصحافة اإللكترونية الجزائرية ‪ ،‬رسالة ماجستير في‬
‫علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية العلوم السياسية و اإلعالم ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪-2119 ،‬‬
‫‪2111‬‬
‫‪ .00‬حكيم قطافي ‪ ،‬إدارة حرب املعلومات دراسة لحرب لبنان ‪ 0330‬عبر النات ‪ -‬دراسة‬
‫وصفية تحليلية ‪ ، -‬أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬كلية علوم‬
‫اإلعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 2118-2110 ،3‬‬
‫‪ .IV‬املؤتمرات و الندوات العلمية ‪:‬‬
‫‪ .1‬ديباجة املؤتمر الدولي حول " الصحافة و التجديد في الزمن الرقمي " املنظم من قبل‬
‫معهد الصحافة وعلوم اإلخبار يومي ‪ 0‬و ‪ 8‬أفريل ‪2121‬‬
‫‪ .0‬حسني محمد نصر ‪ ،‬اتجاهات البحث و التنظير في وسائل اإلعالم الجديدة – دراسة‬
‫تحليلية لالنتاج العلمي املنشورفي دوريات محكمة ‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة خالل فعاليات‬
‫املؤتمر الدولي حول " وسائل التواصل االجتماعي التطبيقات و اإلشكاالت املنهجية " ‪،‬‬
‫جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬مارس ‪.2112‬‬
‫‪ .0‬مها عبد املجيد صالح ‪ ،‬اإلشكاليات املنهجية في دراسة تطبيقات اإلعالم االجتماعي –‬
‫رؤية تحليلية ‪ ، -‬ورقة علمية مقدمة في فعاليات مؤتمر " وسائل التواصل االجتماعي‬
‫‪..‬التطبيقات و اإلشكاالت املنهجية " ‪ ،‬جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية – كلية‬
‫علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬السعودية ‪ ،‬الرياض ‪ 11/11 ،‬مارس ‪.2112‬‬
‫‪ .0‬محمد ابراهيم عالم ‪ ،‬املسؤولية املدنية عن املحتوى غير املشروع لصحافة املواطن ‪،‬‬
‫ورقة بحثية مقدمة للمؤتمر العلمي الرابع بكلية الحقوق ‪ ،‬جامعة طنطا ‪ ،‬اللقانون و‬
‫االعالم ‪. 2110 ،‬‬
‫‪ .5‬مريم نريمان نومار ‪ ،‬تطبيقات املنهج املختلط في دراسات الوجود االفتراض ي دراسات‬
‫تمثيل الذات عبر مو اقع الشبكات االجتماعية أنموذجا ورقة بحثية مقدمة خالل‬
‫فعاليات املؤتمر الوطني حول " الفضاءات الرقمية و خصوصية املجتمعات االفتراضية‬

‫‪136‬‬
‫– اإلشكاليات البحثية و تكييف املقاربات ‪ ، -‬فرقة بحث الناثنوغرافيا الوسائط‬
‫الجديدة ‪ ،‬كلية علوم االعالم و االتصال ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ 21 ،‬نوفمبر ‪. 2121‬‬
‫‪ .0‬محمد ملين بوذن ‪ ،‬فائزة بوزيد ‪ ،‬وظيفة القائم باالتصال في البيئة ا إعالمية الجديدة –‬
‫قراءة في مستجدات نظرية حارس البوابة ‪ ،‬ورقة بحثية مقدمة ضمن فعاليات اليوم‬
‫الدراس ي حول " البيئة اإلعالمية الجديدة مظاهر التحول " ‪ ،‬جامعة املسيلة ‪،‬‬
‫‪2110/14/11‬‬
‫‪ .V‬الدراسات العلمية ‪:‬‬
‫‪ .1‬عزام أبو الحمام ‪ ،‬مراجعة نقدية لنظرية ترتيب األجندة في سياق البيئة الرقمية‬
‫لالتصال واإلعالم ‪ ،‬مركز الجزيرة للدراسات ‪ 28 ،‬سبتمبر ‪2121‬‬
‫‪ .2‬املعز بن مسعود‪ ،‬أخالقيات الصحافة االلكترونية العربية – رؤية جديدة للممارسة‬
‫املهنية – ‪ ،‬قطر ‪ ،‬مركز الجزيرة للدراسات ‪2119 ،‬‬
‫‪ .3‬تأثير صحافة املواطن و مستقبلها في ظل التطور التكنولوجي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مركز هردو‬
‫لدعم التعبير الرقمي ‪2111 ،‬‬
‫‪ .4‬تأثيررأس املال على السياسة التحريرية للمؤسسات اإلعالمية ‪ ،‬مركز هردو ( ‪) HRDO‬‬
‫لدعم التعبير الرقمي ‪ ،‬القاهرة ‪. 2110 ،‬‬
‫‪ .2‬فاطمة الزهراء السيد ‪ ،‬ميكانيزمات التعايش و التنافس بين الصحافة اإللكترونية‬
‫العربية و منصات اإلعالم االجتماعي ‪ ،‬مركز الجزيرة لدراسات ‪2119 ،‬‬
‫‪ .1‬محمد األمين موس ى ‪ ،‬اقتصاديات الصحافة اإللكترونية العربية‪ :‬الو اقع والنموذج ‪،‬‬
‫مركز الجزيرة للدراسات ‪ 2 ،‬أكتوبر ‪ ، 2110‬متوفر على الخط التالي ‪:‬‬
‫‪https://studies.aljazeera.net/ar/mediastudies/2017/10/171002075126824.‬‬
‫‪html‬‬

‫املراجع باللغة األجنبية ‪:‬‬


‫‪1- Francis Balle: medias et société, 9em ed , paris: Montchrestien,1999, p.575.‬‬
‫‪2- Roger D .Wimmer , Joseoh R . Dominick , Mass Media Research ( An‬‬
‫‪Introduction) , Ninth Edition , USA , Wadsworth ,2011‬‬

‫‪137‬‬
3- Ewa Nowak, Agenda-setting theory and the new media ,
https://studiamedioznawcze.pl/Numery/2016_3_66/nowak-en.pdf.
4- Karin Wahl-Jorgensen , Thomas Hanitzsch , The Handbook of Journalism
Studies ,First published , New York, Routledge ,2009
5- Tom Regan , Technology Is Changing Journalism,
https://niemanreports.org/articles/technology-is-changing-journalism/, visit
02/03/2022 , 1814
6- Jane B. Singer, STEPPING BACK FROM THE GATE , Online Newspaper
Editors and the Co-Production of Content in Campaign 2004 , City
Research Online , University of London Institutional Repository ,2006,
https://openaccess.city.ac.uk/id/eprint/3462/6

138

You might also like