Professional Documents
Culture Documents
المطبوعة البيداغوجية الحديثة في مادة الاتجاهات البحثية الحديثة في بحوث الصحافة
المطبوعة البيداغوجية الحديثة في مادة الاتجاهات البحثية الحديثة في بحوث الصحافة
اعداد :
الدكتورة :وهيبة بوزيفي
الرتبة :أستاذة محاضرة أ
1
برنامج محاضرات مقياس االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث الصحافة
4
-2العوامل التي أدت الى ظهور هذا االتجاه البحثي
و -0أهم االتجاهات البحثية في بحوث تكنولوجيا املعلومات و االتصال
عالقتها بالصحافة املطبوعة و االلكترونية:
أ -اتجاه بحثي اهتم بواقع استخدام تكنولوجيا املعلومات و االتصال في العمل الصحفي
التقليدي
ب -اتجاه بحث في تأثيرات التكنولوجيا على الصحافة شكال و مضمونا ( :التحرير الصحفي و
اإلخراج الفني )
ت -اتجاه بحث في موضوع التكنولوجيا الحديثة للطباعة و دورها في تطوير الصحافة
املكتوبة
ث -اتجاه بحث في االستخدامات الصحفية للهاتف الذكي و دوره في تطوير املمارسة املهنية
( صحافة املوبايل )
ج -اتجاه بحث في االستخدامات الصحفية لالنترنت و اسهاماتها في تطوير الصحافة
املكتوبة
ح -اتجاه بحثي اهتم بتأثير التكنولوجيا على الصحافة االلكترونية
5
د -التوجهات البحثية في بحوث مقارنة الصحافة االلكترونية مع الصحافة املطبوعة
6
ت -تيار البحث في انعكاسات استخدام الصحافة اإللكترونية على مقروئية الصحف الورقية
ث -الجمهور املتفاعل في الصحافة االلكترونية
ج -بحوث تأثير شكل محتوى الصحافة االلكترونية على الجمهور
ح -اتجاه بحث في اجراء مقارنة بين جمهور الصحافة املطبوعة و االلكترونية
7
-1استحضار الطالب ملعارفه السابقة حول بحوث الصحافة و أنواعها و املجاالت البحثية
التقليدية.
-0وقوف الطالب عند االتجاهات و التيارات البحثية الجديدة في بحوث الصحافة املكتوبة
و اإللكترونية و أنواعها من حيث التوجهات املوضوعاتية .
-0تعرف الطالب على االتجاهات الحديثة في نظريات بحوث الصحافة و متغيراتها
و بالتحديد نظريتي حارس البوابة و وضع األجندة .
-0تعرف الطالب على االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة من حيث املناهج العلمية
و أدوات البحث و عينته.
-5أخذ الطالب فكرة عن املجاالت البحثية السائدة في الدفعات السابقة على مستوى
و املاستر و الدراسات العليا ( املاجستير و الدكتوراه ) تخصص صحافة مطبوعة
الكترونية بكلية علوم اإلعالم و االتصال جامعة الجزائر . 3
-0اكتشاف الطالب مليوالته البحثية و ايقاظ فضوله العلمي للبحث في املجال الصحفي .
-0تمكين الطالب من تبني أحد االتجاهات البحثية في بحوث الصحافة ليكون موضوع
مذكرة تخرجه في السنة الثانية ماستر .
8
-5تعريف بحوث الصحافة:
هي نوع من أنواع البحوث اإلعالمية و بالتحديد بحوث االتصال الجماهيري و هي تلك البحوث
التي تهتم و تبحث في حركة الظاهرة الصحفية و عناصرها و عالقاتها بالظاهرات االجتماعية
باعتبار الظاهرة الصحفية جزء من الظاهرة االجتماعية الكلية ( .علما ان الظاهرة الصحفية
ليست صحيفة فقط و ال األعالم البارزين في املجال الصحفي و ليست أرقام توزيع و لكنه املزيج
من ذلك كله و غيره مع األخذ بعين االعتبار السياق االجتماعي العام ( املجتمع و مؤسساته و
و تؤثر فيه 1. أفراده ) الذي تتأثر به
كما يمكن تعريف بحوث الصحافة بأنها " النشاط العلمي املنظم للكشف عن الحقائق املتصلة
بالعملية الصحفية ،و أطرافها و العالقات بينها و أهدافها و السياقات االجتماعية التي تتفاعل
معها من أجل تحقيق هذه االهداف ووصف هذه الحقائق و تفسيرها و التوقع باتجاهات الحركة
فيها 2 ".
و يقصد بها كذلك أنها " البحوث التي أجريت في تخصصات الصحافة على مستوى املاجستير،
أو الدكتوراه ،أو األبحاث ،بغرض الترقية في مجال الصحافة ،سواء املطبوعة أو االلكترونية أو
املؤتمرات العلمية ،و شملت املضمون ،أو الشكل ،أو القائم باالتصال ،أو موضوعات ذات
عالقة 3" .
و و نعرف اجرائيا بحوث الصحافة بأنها " تلك البحوث العلمية املرتبطة باملجال الصحفي
و التي أنجزت من قبل مختلف الباحثين و األساتذة األكاديميين و الطلبة و املختصين
املهتمين بهذا املجال سواء أكانت هذه البحوث رسائل جامعية أو أطروحات دكتوراه أو أوراق
بحثية قدمت في مختلف التظاهرات و العلمية من مؤتمرات و ملتقيات وطنية و دولية في مجال
الصحافة ،أو كانت مقاالت و بحوث علمية نشرت في مجالت علمية محكمة وطنية أو دولية أو
تلك التي تنشر في شكلها االلكتروني من قبل مراكز مواقع الجامعات أو مراكز البحث العلمي أو
أية قواعد بيانات أخرى يستطيع الباحث الوصول اليها و االستفادة منها مثل :
1محمد عبد الحميد ،بحوث الصحافة ،ط ، 1القاهرة ،الكتب ، 1991 ،ص 8
2محمد عبد الحميد ،بحوث الصحافة ،املرجع نفسه ،ص 24
3ماجد سالم تربان ،بحوث الصحافة في فلسطين خالل العقدين املاضيين - 0310-0333دراسة تحليلية تقويمية
للجوانب اإلجرائية واملنهجية ،مجلة جامعة األقص ى للعلوم اإلنسانية ،املجلد الثالث و العشرون ،العدد األول ،جانفي
، 2119ص . 232
9
Academic Search Comlete & Communicationو . Mass Media Complete
و بعبارة أخرى بحوث الصحافة هي ذلك اإلنتاج العلمي املتخصص في املجال الصحفي
املطبوع و اإللكتروني ،علما أن بحوث الصحافة تتميز كغيرها من بحوث اإلعالم بعدم وجود
حدود معرفية لها بمعنى الحدود املعرفية العلمية للظاهرة الصحفية غير محددة تحديدا دقيقا،
و هي باختصار تجيبنا على سؤال ما ذا نبحث في املجال الصحفي ؟
يتفق الباحثون أن االهتمام بالبحث العلمي في مجال الصحافة كان مبكرا دون باقي مجاالت
االتصال 4.و يذكر في هذا اإلطار أن" بحوث الصحافة هي التي وضعت البذور األولى التي أسهمت
في نشأة مناهج البحث اإلعالمي ...فمحاولة التعرف على الصحف و سبر أغوارها بأسلوب بحثي
يحاكي األسلوب العلمي الحديث يعود إلى سنة 1918عندما وضع مؤلف أمريكي يدعى روجر كتابا
رائدا في عالم الصحافة بعنوان " بناء الصحيفة " . 5
و قد أجريت في فترة ما قبل الثالثينيات عدة بحوث عن تاريخ الطباعة و الصحافة و الدوريات
،و حياة بعض املحررين و الناشرين البارزين ،و معظمها كانت بحوث وصفية سردية و غير
نقدية6.
و في عام 1924ارتفعت أصوات عدة باحثين في مجال الصحافة من بينهم " وليم بالير " الذي
طالب بإجراء دراسات بحثية جديدة في مجال الصحافة و اقترح في مقال له بعنوان " املشاكل
البحثية و تحليل الصحف " قائمة من عناوين ملواضيع بحثية يمكن أن تشكل ساحة خصبة في
ميدان البحوث الصحفية و مناهجها بهدف ارتقاء الصحافة و تطويرها .و كان من أهم تلك
العناوين :
-تأثير الشكل و التصميم على السهولة و السرعة في قراءة الصحف.
-تأثير مضمون الصحيفة على التوزيع .
تحليل مضمون الصحف 7. -
4محمد عبد الحميد ،بحوث الصحافة ،مرجع سبق ذكره ،ص 19
5محمد بن عبد العزيز الحيزان ،البحوث اإلعالمية أسسها أساليبها مجاالتها ،ط ، 2الرياض ،مكتبة امللك فهد الوطنية ،
، 2114ص 121
6سيد بخيت ،االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة :مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات
الصحفية ،املجلة العربية لإلعالم و االتصال ،ص 01
10
لتتوالى البحوث العلمية التي أسست لبحث الظاهرة الصحفية ،فمثال احتوى املجلد األول من
فصلية الصحافة " " journalism quarterlyالتي تأسست سنة 1928على مقاالت تناولت عدة
:قانون الصحف و تاريخها ،و مقارنات دولية ،و أخالقيات الصحافة 8 . مواضيع منها
و في ثالثينات القرن املاض ي ظهر توجه بحثي جديد في بحوث الصحافة اهتم بدراسة مقروئية
الصحف و من مثل ذلك نذكر ما نشره الباحث Ralph Nafzigerعام 1931في مجلة "
و " journalism quarterlyمقال موسوم ب " مسح اهتمامات القراء في ماديسون
9 . )A Reader Interest Survey ويسكاونسون" ( of Madison and Wisconsin
و في األربعينات و الخمسينات من القرن العشرين زاد اهتمام الباحثين بدراسة استخدامات
و تأثيرات وسائل اإلعالم من خالل تحليل مضمون رسائلها أو التحليل السيسيولوجي للصحافة ،
و ذلك بفعل الدراسات التي قام بها بعض أبرز الباحثين اإلعالميين مثل " الزراسفيلد " و " كاتز
"10.
و خالل الفترة املمتدة من سنة 1922و 1921تضاعف البحث العلمي في املجال الصحفي
خمس مرات عما كان عليه في العشرينيات و ازدهرت بحوث الصحافة .و هو ما عبر عنه الباحث
ولبر شرام في مقاله املوسوم ب " " Twenty years of journalism researchالصادر بمجلة
Public opinion quarterlyسنة 11. 1950
و في السيتنيات و السبعينات من القرن املاض ي برزت توجهات جديدة في بحوث الصحافة في
ظل إعادة توجيه ملسارات و دراسة الصحافة ،و كذلك زاد االهتمام بالتأثير االيديولوجي لدور
الصحافة ،و بالدراسات الثقافية و الكيفية و تأطير الخطاب الصحفي و بالنماذج الجديدة في
صناعة األخبار 12.
10سيد بخيت ،االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة :مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات
الصحفية ،مرجع سبق ذكره ،ص 01
11 Wimmer and Dominick ,op cit ,p23
12سيد بخيت ،االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة :مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات
الصحفية مرجع سبق ذكره ،ص 01
11
و من جهة أخرى و بحلول عام 1911و في ظل املنافسة بين مختلف وسائل اإلعالم
الجماهيرية السمعية و السمعية البصرية و املكتوبة ازداد االهتمام أكثر ببحوث الصحافة
خاصة من قبل القطاع الخاص و ذلك لجذب اهتمام الجمهور بالصحف و بالتالي ارتفاع نسبة
االشهار على صفحاتها .فمثال قام مكتب اإلعالن في جمعية ناشري الصحف األمريكية Bureau of
the American Newspaper Publisher Associationبإجراء بحوث و دراسات حول مختلف
جوانب الصحيفة و جمهورها.
و في سبعينيات القرن املاض ي " تأسس مركز بحوث األخبار ( ) News Research Centerالذي
كان يقدم تقارير عن نتائج األبحاث لرؤساء تحرير الصحف ،و بدأت جمعية ناشري املجالت
Magazine Pablishers associationفي نفس الوقت أيضا برعاية البحوث املسحية .و قد أدى
اهتمام األكاديميين املستمر في بحوث وسائل اإلعالم املطبوعة إلى تأسيس مجلة البحوث
الصحفية Research Journal Newspapeفي عام ، 1979و هي منشور مكرس بالكامل للبحوث
"13 التي لها مضامين عملية حول إدارة الصحف .
و منذ بداية القرن الواحد و العشرين إلى يومنا هذا تأكدت أهمية احداث قطيعة
ابستيمولوجية في بحوث الصحافة التي تهدف إلى إعادة النظر في مجالها املعرفي و النظريات و
املناهج العلمية األدوات املوظفة فيها بهدف فهم و تفسير الظاهرة الصحفية في ظل املستجدات
الحالية و من ثم تطور املعرفة العلمية في املجال الصحفي ،خاصة مع ظهور الصحافة
اإللكترونية و تطورها و بعدها صحافة املوبايل و املواطن ،و دخول الصحافة املطبوعة في أزمات
مالية متتالية نتيجة تراجع مقروئيتها و مداخيلها االشهارية .
و في هذا الصدد يرى الباحث السيد بخيت أنه منذ عام 2114تأكدت أهمية مراجعة
الدراسات الصحفية و ذلك في العديد من املؤتمرات الدولية منها املؤتمر الذي انعقد بأملانيا في
جويلية 2114عن بحوث الصحافة في عصر العوملة ،ليليه مؤتمر البرازيل في نوفمبر 2111عن
الصحافة عبر الحدود ،و املؤتمر الذي نظم بأملانيا في جوان 2111عن الدراسات الصحفية ،و
مؤتمر تعليم الصحافة الذي انعقد في سنغافورة في جوان ، 2110و مؤتمر الدراسات الصحفية
املقارنة باستراليا في جوان ، 2118و مؤتمر بحوث الصحافة في العالم في سويسرا شهر نوفمبر
12
من عام 2119و غيرها من املؤتمرات و وورش العمل و التقارير التي اهتمت بتطوير بحوث
الصحافة 14.
-1مرحلة االهتمام بالنظريات املعيارية :و هي املرحلة التي يطلق عليها تسمية مرحلة
ما قبل التأريخ للدراسات الصحفية( ) The Prehistory: Normative Theoriesو فيها
اهتم الباحثون بدراسة الصحافة من زاوية معيارية بهدف استكشاف أدوارها في عمليات
االتصال االجتماعي و إثارة النقاش السياس ي دون السعي لبحث كيفية صناعة املحتوى
و املتغيرات املؤثرة فيه.
-0مرحلة االهتمام باالتجاه اإلمبريقي في الدراسات الصحفية ( ) The Empirical Turn
:حيث انتقل االهتمام من املستوى النظري املعياري إلى املستوى االمبريقي امليداني ،ففي
الخمسينيات من القرن املاض ي اهتم الباحثون في الواليات املتحدة األمريكية بدراسة
الجمهور و قياس درجة تأثير وسائل اإلعالم ،وفي مجال الصحافة كان االهتمام منصبا
على دراسة القائم باالتصال و املتغيرات املؤثرة في ممارسته للمهنة.
-0مرحلة االتجاه السوسيولوجي في الدراسات الصحفية( : ) The Sociological Turn
حيث شهدت سبعينيات و ثمانينيات القرن املاض ي تأثيرا كبيرا لعلم االجتماع
و األنثروبولوجيا على الدراسات الصحفية و منه انتقل االهتمام من بحث القيم املهنية
للقائم باالتصال و روتين ممارسته للمهنة إلى دراسة األبعاد االجتماعية و الثقافية
للظاهرة الصحفية و تم التركيز على طرق صناعة و انتاج املحتوى الصحفي .
-0مرحلة الدراسات العوملية و املقارنة( : ) The Global-Comparative Turn
حيث عرفت التسعينيات تحوال نحو الدراسات العوملية و املقارنة بفعل التقارب غير
14سيد بخيت ،االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة :مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات
الصحفية ،ص 29
15 Karin Wahl-Jorgensen , Thomas Hanitzsch , The Handbook of Journalism Studies ,First published , New York,
13
املسبوق بين الباحثين املهتمين بدراسة الظاهرة الصحفية في إطار التغييرات السياسية
العميقة و التطورات التكنولوجية املتسارعة 16.
و بناء على ما تقدم اقترح بعض الباحثين بضرورة إعادة احياء الصحافة من خالل مضاعفة
جهود البحث العلمي في املجال الصحفي من جهة و تسليط الضوء من جهة أخرى حول
و بناء الصحافة االلكترونية و صحافة املواطن كمجال بحثي آخر ال يقل أهمية عن األول ،
و الحديث على ذلك ظهرت اتجاهات بحثية جديدة في بحوث الصحافة بنوعيها التقليدي
تشكل ساحة خصبة في ميدان البحوث الصحفية و مناهجها بهدف ارتقاء الصحافة و تطويرها .
14
تباين و اتفاق اتجاهات الصحف من القضايا و املواقف املختلفة ذات العالقة بهذه
النظم و املؤسسات .
-صياغة املعارف العلمية الصحفية و تطويرها .
و -التنبؤ العلمي بتطور الحركة الصحفية و عالقاتها بالسياق االجتماعي و نظمه
مؤسساته و اتجاهاتها17.
-تعتبر مجال مالئما الختبار مناهج و أدوات البحث العلمي و مدى مالئمتها مع طبيعة
املفردات و البيانات التي يتعامل معها الباحث و الحقائق التي يستهدفها ذات العالقة
بالعملية الصحفية و على أساسه تقرير مدى الحاجة إلى تطوير أو استحداث مناهج أو
أساليب أو أدوات جديدة للبحث في املجال الصحفي 18.
-تعد بمثابة خارطة طريق للباحثين في مجال الصحافة ،حيث يخرج بتصنيف يوضح
نقاط القوة والضعف في هذه البحوث ،باإلضافة إلى الوقوف على املجاالت التي أسهب
ا
مجاال خصبا للباحثين 19 . الباحثون في دراستها ،و املجاالت التي ال ت ا زل
-0أنواع بحوث الصحافة :
تتنوع بحوث الصحافة بتنوع املتغيرات التي تتعلق بهذه الوسيلة و بعناصر العملية اإلعالمية
بداية باملرسل أي القائم باالتصال و بمهنة الصحافة ،مرورا بالرسالة اإلعالمية أو الصحفية ،و
نهاية باملستقبل املتلقي أي الجمهور القارئ .و فيما يلي تفصيل ألنواع بحوث الصحافة:
أ -بحوث الشكل و التصميم و اإلخراج الفني الصحفي :و هي البحوث التي ترتكز
على الجوانب الشكلية للصحيفة و املتعلقة بتصميم الصحيفة و إخراجها ،و كذلك
و البناء الشكلي للصفحات في الصحيفة ،و عالقة هذا البناء باتجاهات االهتمام
التفضيل ،و تأثيره على يسر القراءة 20 .
و تسلط هذه البحوث الضوء على كيفية توزيع العناصر التيبوغرافية فتدرس أنواع العناوين و
أشكالها و اتجاهاتها ،و حجم الخط و نوعه و طول الفقرات و استخدام األلوان ،و الصور
17محمد عبد الحميد ،بحوث الصحافة ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 28- 22
18محمد عبد الحميد ،بحوث الصحافة ،املرجع نفسه ،ص ص 28- 22
19ماجد تربان ،مرجع سبق ذكره ،ص 221
20محمد عبد الحميد ،بحوث الصحافة ،مرجع سبق ذكره ،ص 121
15
و و مساحاتها و توزيعها و مساحات البياض في الصفحات ،العناوين الرئيسية أشكالها
21 اتجاهاتها ( أفقية ،رأسية ،مائلة ) ...الخ.
و تجدر اإلشارة في هذا الصدد إلى االهتمام الذي حض ي به هذا النوع من البحوث بانتقال
الصحف الورقية إلى نشر محتوياتها على شبكة االنترنيت و ظهور الصحافة اإللكترونية من خالل
دراسة تأثير الخصائص التكنولوجية املستحدثة على شكل الصحيفة و أساليب تصميمها.
ب -بحوث املحتوى الصحفي :تهتم هذه البحوث بمحتوى الرسالة الصحفية أي
ُ
مضمونها و تضم كل الدراسات التي تعنى بتحليل املضمون الصحفي على اختالف
األهداف البحثية التي قد يرمي الباحث إلى تحقيقها من خالل دراسة محتويات
الصحيفة .و في هذا اإلطار نجد عدة زوايا بحثية نذكر منها:
-1الدراسات اللغوية ملحتوى املوضوعات الصحفية :التي تهتم بالدراسات األسلوبية ،
و داللة الرموز اللغوية ،و دراسات يسر القراءة ،باعتبار املحتوى الصحفي مجاال
وثائقيا لهذه الدراسات لدى الباحثين في علوم اللغة ،بجانب الباحثين في الدراسات
الصحفية .و يهدف هذا النوع من الدراسات إلى التعرف على مظاهر النحو الصرف
و بناء الجملة ،و يجيب على سؤال كيف ....؟ في الرسالة الصحفية 22.
-0بحوث املقروئية أو االنقرائية " : " Readabilityو تسمى كذلك بدراسات يسر
القراءة ،حيث نالت الكتابة الصحفية اهتماما من الخبراء و الباحثين في مجال قياس
يسر القراءة ،و هي تلك البحوث التي تهدف إلى الطشف عن مدى صعوبة أو سهولة
و ي في القراءة و ادراك املعاني 23. املوضوع بالنسبة للقارئ ،باعتبارها املدخل األساس
و بعبارة أخرى هي تلك البحوث التي تهتم بدراسة درجة تمكن القارئ من قراءة و فهم
استيعاب و من ثم االستمتاع باملحتوى الصحفي أو املادة املطبوعة .و تكمن أهمية هذه
البحوث في أنها تقدم معلومات تساهم في إثراء البحوث املهتمة بطبيعة تحرير مضامين
وسائل اإلعالم املطبوعة .و تتعدد أساليب الباحثين و مقاييسهم في تطبيق هذا النوع من
البحوث باستخدام نماذج متعددة للتحقق من مالءمة النص لعامة القراء من الجمهور ،
من ذلك :مقياس فليش الذي يعتمد بدرجة كبيرة على قياس عدد املقاطع و متوسط
16
طول الجملة ،و كذلك مقياس جاننج الذي يعتمد على إحصاء عدد الجمل ،و مقياس
تيلور 24.
و في مجمل القول يرى الباحثون أن األساليب البحثية املرتبطة بدراسة أسلوب الكتابة أو داللة
املعاني أو يسر القراءة في املوضوعات الصحفية تعتبر أوال أو أخيرا سمات خاصة بمحتوى
النصوص الصحفية التي تعتبر األساس في العملية الصحفية ،باعتبارها الرسالة التي تحمل
الرموز املختلفة من الكاتب أو املحرر إلى القارئ بسماته املختلفة .و في ذات الوقت يقر هؤالء
الباحثين أن مثل هذه الدراسات تنتمي إلى حقل الدراسات اللغوية لكنها ترتبط أساسا بالدراسات
اإلعالمية لذلك أقل ما يطلب من الباحثين في الدراسات الصحفية هو التعرف عن قرب على
حدود و مبادئ هذه الدراسات اللغوية و تطبيقاتها لتوفير االضافات العلمية التي تثري مبادئ
العلم و املمارسة في مجال بحوث الصحافة 25.
-0بحوث تحليل املضمون الصحفي :تكمن أهمية بحوث املحتوى كنوع من أنواع
بحوث الصحافة التي اقترنت بها في بداياتها و مازالت لحد اآلن محل اهتمام العديد من
الباحثين في النقاط التالية26 :
الكشف عن مراكز االهتمام في محتوى الصحف سواء من ناحية موضوعات النشر أو
الشخصيات أو املصادر ،و التعرف على أكثرها ظهورا في املحتوى و تكرارا في النشر.
الكشف عن وظائف الصحافة و االجابة على األسئلة الخاصة بالوظائف التي تنال
اهتماما أكبر ،أو تدخل في تحديد شخصية الصحيفة .
الكشف عن تدفق املعلومات و مصادرها ،و من جانب آخر يمكن الكشف أيضا عن
اتجاهات التبادل اإلخباري – على سبيل املثال – بين الصحف في الدول املختلفة.
دراسة فنون اإلقناع في املحتوى و تحديد اتجاهات استماالت األفراد و تأكيد املعاني و
القيم املختلفة .
و الكشف عن أساليب املمارسة و وصف املهارات و املعارف الصحيفة املستخدمة
تطبيقاتها.
االستدالل عن الخصائص و السمات املميزة
17
الكشف عن السياسة التحريرية للصحف و توجهاتها و اتجاهات و أفكار القائمين
باالتصال بها أو املرسل أو املصدر في العملية الصجفية .
الجدير بالذكر أنه يمكن التمييز بين اتجاهين في بحوث تحليل املحتوى أولهما االتجاه الوصفي
الذي يمثله هارولد السويل و يهدف إلى الوصف الكمي و املوضوعي و املنهجي للمحتوى الظاهر
فقط ،بينما يهدف االتجاه الثاني و هو االستداللي إلى تجاوز حدود وصف املحتوى الظاهر إلى
الكشف عن املعاني الكامنة و قراءة ما بين السطور 27.
-0تحليل محتوى الصورة الصحفية :ذلك أن الصحف ال تعتمد فقط على الرموز
اللغوية في صياغة رسائلها ،و لكنها تعتمد بجانب ذلك على الرموز املصورة و الرسوم .و
لذلك تعتبر الصورة الصحفية و الرسوم رموزا مطبوعة غير لغوية يمكن أن تخضع
لقواعد املنهج العلمي في التحليل 28.
ت -بحوث مرسل املحتوى الصحفي أو حارس البوابة أو القائم باالتصالُ :يمثل
القائمون على صناعة املحتوى الصحفي مادة خصبة للبحث العلمي ،و يمكن حصر
الدراسات التي يمكن إجراؤها في هذا النوع في :
ُ
بحوث الصحفيين املهنيين :تتمحور غالبية البحوث التي تعنى بدراسة
الصحفيين العاملين بالجريدة حول محاولة معرفة خلفيتهم و سماتهم ( خبرتهم
املهنية ،مستواهم التعليمي ،تخصصهم )...و رصد املعايير املتحكمة و املؤثرة في
املمارسة املهنية لهم و طبيعة تأثيرها ( .معايير ذاتية ،معايير مهنية ،معايير مرتبطة
باملجتمع ،و معايير الجمهور القارئ ) .و يمكن إدراج مثل هذه البحوث في دراسات
الرضا الوظيفي لدى العاملين بمختلف املؤسسات الصحفية ،و دور الحوافز في
تحسين األداء الوظيفي للصحفيين .
ث -بحوث الوسيلة :يركز هذا النوع من البحوث على الوسيلة و بالتحديد املؤسسة
الصحفية و ذلك من خالل البحث في ادارتها و ملكيتها ،وضعيتها املالية و توزيع
الصحف .و فيما يلي نستعرض أنواع البحوث التي تندرج تحت بحوث الوسيلة :
27محمد عبد الحميد ،بحوث الصحافة ،املرجع السابق ،ص ص 131- 129
28محمد عبد الحميد ،بحوث الصحافة ،املرجع نفسه ،ص 121
18
-1بحوث إدارة املؤسسات الصحفية و ملكيتها :تمزج هذه البحوث بين تخصص ي
الصحافة و اإلدارة و تمثل حقبة الثمانينيات امليالدية من القرن املاض ي االنطالقة
الحقيقة لنمو و تطور بحوث إدارة املؤسسات الصحفية أو اإلدارة الصحفية
و ملكيتها من قبل املتخصصين في مجال اإلعالم .و لعل أبرز املوضوعات التي يتم
االهتمام بها في هذا النوع من البحوث هو دراسة األنماط اإلدارية السائدة في
املؤسسات الصحفية ،كما تصنف الدراسات املتعلقة بملكية الصحف ضمن هذا
النوع .الهيكل اإلداري للمؤسسات الصحفية 29.أنواع االدارات الصحفية ( إدارة
التحرير و الطبع و التوزيع و طبيعة االتصال االداري بين بعضها البعض .
-0بحوث اقتصاديات املؤسسات الصحفية :تهتم هذه البحوث بدراسة الوضعية
املالية للمؤسسات الصحفية من حيث حجم تكاليفها و مواردها املالية التي تأتيها من
مصادر مختلفة أهمها االشهار الصحفي ،باإلضافة إلى اهتمامها بطبيعة تأثير
مصادر تمويل الصحف الخارجية على سياستها التحريرية و االخالقيات املهنية
و األداء االعالمي للصحفيين العاملين بها . للصحفي
-3بحوث التوزيع :و تهتم مثل هذه البحوث بعملية توزيع الصحف من حيث البحث
في طرق التوزيع و أشكاله ( التوزيع بالعدد و التوزيع عبر االشتراك) ،نسبة التوزيع في
مختلف املناطق التي تصل إليها الجريدة ،مشاكل التوزيع .
ج -بحوث الجمهور القارئ ( بحوث قراء الصحف أو بحوث متلقي املحتوى
الصحفي ) :و يتم التركيز في هذا النوع من البحوث على جمهور الصحيفة من القراء
الفعليون ( األوفياء ) للمحافظة عليهم أو املحتملون ( الجمهور املفقود ) الذين يحجمون
عن القراءة سعيا للتعرف على أسباب إحجامهم عن القراءة .و تكمن أهمية هذه
البحوث في تطوير الصحيفة و زيادة مبيعاتها من سوق الجمهور .و ينتمي إلى هذا النوع
ما يلي:
-1البحوث النوعية :ويتم في هذا النوع من البحوث دراسة خصائص القراء بهدف
التعرف على سماتهم املختلفة كجنسهم و مستويات الدخل لديهم و متوسط أعمارهم
و مستواهم التعليمي ،دوافع القراءة و االشباعات املحققة لديهم بعد تعرضهم للمحتوى
19
الصحفي ،و غيرها من املعلومات التي تساعد الصحيفة على تكوين صورة واضحة على
جمهورها بما يساعدها على اتخاذ قرارات صائبة بشأن طبيعة املوضوعات التي يمكن أن
تلبي احتياجات قرائها و هو ما يسهم في تحقيق هدفين مهمين يتمثل أولهما في العمل على
زيادة حجم الجمهور و يظهر الثاني في استقطاب املعلنين من خالل تزويده بقاعدة بيانات
واضحة حول حجم و سمات الفئات املستهدفة باملادة اإلعالنية سواء كانت خدمة أو
منتج .
-0البحوث الكمية :و هي تلك البحوث التي تهتم بقياس القرائية أي نسبة مقروئية
الجمهور للصحف ،حيث يقوم الباحث بالتحقق من حجم قراءة الجمهور للجريدة
و التعرف على سلوكه معها من خالل دراسة الفقرات التي تمت قراءتها ... 30و من
املتغيرات الشائع استخدامها في االستبانات التي تبحث في هذا املوضوع ما يلي31 :
الصفحات التي تمت قراءتها بهدف التعرف على نوعية القراءة و تصنيفات
املواضيع التي كانت محل اهتمام القارئ و من ثم تصنيف فئات القراء.
مدة و وقت القراءة .
مكان القراءة .
مصدر الحصول على النسخة ( من خالل شرائها بثمن أو مجانا ) .
يجدر بالذكر أن بحوث القراء مازالت لحد اآلن محل اهتمام الباحثين في مجال بحوث الصحافة
بل توسعت دائرة اهتمامهم بقراء الصحف اإللكترونية التي ليست لها نسخة ورقية ،باإلضافة إلى
البحث في خصائص القراء الذين يفضلون تصفح النسخة الرقمية بدل من النسخة الورقية .
ح -بحوث التأثير :و هي تلك البحوث التي اهتمت بتأثير وسائل اإلعالم الجماهيرية على
و جمهورها و من بينها الصحافة املطبوعة .و كيف تعمل هذه األخيرة على صناعة
تشكيل الرأي العام حول قضية معينة .و ترتكز بحوث الصحافة املرتبطة بالتأثير على
عدة نظريات التأثير منها :نظرية االستخدامات و االشباعات ،نظرية وضع األجندة
( ترتيب األولويات ) ،نظرية حارس البوابة ،نظرية االعتماد على وسائل اإلعالم .
كما تندرج تحت هذه البحوث االتجاهات البحثية التي اهتمت بتأثير بعض الظواهر على
الظاهرة الصحفية مثل :ظاهرة العوملة اإلعالمية ،و الثورة التكنولوجية .
20
خ -بحوث اإلعالم اإللكتروني ( الصحافة االلكترونية ) :هي تلك البحوث التي
اتخذت من تكنولوجيا املعلومات و االتصال و الفضاء الرقمي مجاال بحثيا خصبا
للباحثين في م جال اإلعالم عامة و الصحفي خاصة في عالقتها مع الصحافة في شكلها
التقليدي و الحديث .و يميز الباحثون الذين اهتموا ببحوث الصحافة و عالقتها بالثورة
التكنولوجية بين عدة أنواع نذكر منها:
- 1بحوث الصحافة و جهاز الكمبيوتر :تنوعت بحوث الصحافة ذات العالقة
بالحاسب اآللي أو جهاز الكمبيوتر وفقا لطبيعة النظرة إلى وظيفة الحاسب نفسه ،فمن
الباحثين من حاول دراسة توظيف املؤسسات الصحفية لتقنية جهاز الحاسب في مجال
خدمة االنتاج االعالمي ،حيث تم توظيفه في إعداد و تحرير و تجهيز املواد الصحفية و
معالجة الصور الصحفية و الرسوم و الجرافيك ،و كذلك االمكانيات التي يوفرها هذا
الجهاز لخدمة أصحاب املهنة في أداء مهامهم اإلعالمية .كما اهتمت بعض البحوث
بمعرفة مدى استخدام املهنيين الصحفيين أنفسهم إلمكانيات الحاسوب و تطبيقاته في
مجال تخصصهم 32.
0بحوث الصحافة و شبكة االنترنت :توجه فريق من الباحثين إلى دراسة شبكة
االنترنت كوسيلة اتصالية و اعالمية جماهيرية في ذات الوقت من خالل استعراض
وظائفها اإلعالمية و أوجه االستفادة منها في املجال الصحفي كمصدر للمعلومات مثال .
0بحوث الصحافة االلكترونية :لقد حظيت بحوث الصحافة اإللكترونية بالنصيب
األوفر من االهتمام و ذلك من عدة زوايا نذكر منها:
بحوث و اقع الصحافة االلكترونية :من حيث نشأتها و تطورها ،خصائصها،
أنواعها ،صعوبات تطورها ...الخ
بحوث االخراج الفني للصحف االلكترونية :من خالل رصد و تحليل و
تقويم العناصر البنائية لتصميم الصحيفة الكترونيا سواء كانت التقليدية (
خطوط و عناوين ،صور )...أو الكترونية ( الوسائط املتعددة فيديو ،روابط
...الخ)
21
بحوث استخدامات الجمهور للصحافة االلكترونية :لقد حرص
أصحاب هذا االتجاه على معرفة درجة تعرض الجمهور للصحافة االلكترونية و
استخدامهم لها ،و تركزت أهم العناصر التي تناولتها تلك الدراسات على البحث
في املتغيرات املتعلقة بخصائص الجمهور القارئ لهذا النوع الجديد من الصحف
و درجة اقباله عليها ،بما في ذلك اتجاهاته نحوها و مدى رضاه عنها .
د -بحوث الدراسات املقارنة :ركز أصحاب هذا االتجاه البحثي على إجراء دراسات
مقارنة بين الظاهرة الصحفية و عناصرها في بيئتين مختلفتين مثال في الجزائر و مصر .أو
و إجراء دراسات مقارنة بين الصحافة املطبوعة كوسيلة اعالمية تقليدية
االلكترونية كوسيلة اعالمية جديدة من حيث الخصائص و الوظائف و القائمين عليها ،
الجمهور ،و ذلك من أجل التعرف على مدة قدرة الوسيلة القديمة في املحافظة على
مكانتها و قدرة الحديثة على منافستها أو الغائها 33 .
بحوث تأثير الصحافة االلكترونية :و يندرج تحت هذا االتجاه العديد من
التوجهات املوضوعية منها :تاثيرها على اقتصاديات الصحف الورقية
و مستقبلها ،تأثيرها على مقروئية الصحف املكتوبة ،تأثيرها على الرأي العام
و تشكيل اتجاهاته نحو القضايا ...الخ
22
تهتم بالظاهرة الصحفية سواء في البيئة التقليدية أو الرقمية .و يعالج كل اتجاه بحثي مجاالت
موضوعاتية مختلفة باختالف الباحثين و تعددهم ،بمعنى يمكن أن يندرج تحت اتجاه بحثي
واحد عدة زوايا بحثية يدرسها الباحثون حسب اهتماماتهم و رؤيتهم ،كما أن االتجاهات
البحثية قد تكون مؤيدة للموضوع محل الدراسة أو معارضة له .
فمثال الباحثون الذين اهتموا باالتجاه البحثي الذي يدرس بحوث جمهور الصحافة اختلفوا
في زاوية معالجتهم لهذا االتجاه فمنهم من سلط الضوء على دوافع قراءة الصحف و االشباعات
املحققة ،و البعض اآلخر بخصائص الجمهور القارئ ،و منهم من توجه إلى البحث في اتجاهات
الجمهور نحو محتوى الصحف و غيرها من املواضيع التي تندرج تحت نفس االتجاه البحثي .
و االتجاهات البحثية في بحوث الصحافة كغيرها من االتجاهات قابلة للتغيير و التطور
و بتطور الصحافة كوسيلة إعالمية جماهيرية و البيئة االعالمية التي تمارس فيها كمهنة
بالتغييرات التي تطرأ على جمهورها و القائمين عليها .
-5املدارس الصحفية املهتمة باالتجاهات البحثية لبحوث الصحافة :
لقد نالت البحوث الصحفية االهتمام من قبل عدة مدارس صحفية غربية ،و التي اختلفت في
اتجاهاتها البحثية لهذه البحوث و نوعها ( كيفية أو كمية ) ،علما أن بعض املدارس برزت أكثر
من غيرها ،و فيما يلي استعراض لهذه املدارس 34:
أ -املدرسة األمريكية :تهتم بالجوانب األمبيريقية و الكمية ،و بإتباع النظريات اإلعالمية
متوسطة املدي ( .) middle-range theories
ب -املدرسة البريطانية و األسترالية :تهتم البحوث في بريطانيا و استراليا بالدراسات
النقدية املتأثرة برؤي الدراسات الثقافية .
ت -املدرسة الفرنسية :تهتم بالجوانب البنائية و السيميولوجية ،و ان لم تحتل مكانة
أكاديمية بارزة على املستوي الدولي .
ث -املدرسة األملانية :تهتم بالتنظير للصحافة على مستوي أكبر تحت تأثير نظرية األنظمة
و نظريات التمييز االجتماعي.
34السيد بخيت ،االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة :مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات
الصحفية ،مرجع سبق ذكره ،ص 02
23
ج -املدرسة اآلسيوية :و يمثلها خاصة الباحثين الحاصلين على درجاتهم العلمية من
جامعات أمريكية القتفاء نماذج الدراسات األمريكية.
ح -مدرسة أمريكا الالتينية :يقومون الباحثون فيها بإعادة تشكيل توجهاتهم ،لتميل نحو
بالد أوربية مثل أسبانيا و البرتغال و فرنسا ،كبديل عن االستعانة بالنماذج و النظريات و
التطبيقات األمريكية.
-0املجاالت البحثية األساسية في بحوث الصحافة :
لقد تنوعت الدراسات و البحوث الصحفية بتنوع املجاالت البحثية التي أتاحتها الصحيفة
و بوصفها أقدم وسيلة إعالمية جماهيرية ،كما تأثرت بالعوامل السياسية و االجتماعية
الثقافية و التكنولوجية املحيطة بها ،و من خالل هذه املحاضرة سنحاول إبراز أهم االتجاهات
و الغربيين و البحثية في بحوث الصحافة التي نالت اهتمام الباحثين الجزائريين و العرب
التي قسمناها إلى الفئات أو مجاالت البحث التالية .
يذكر أن بعض االتجاهات البحثية القديمة مازالت محل اهتمام الباحثين في وقتنا الحالي ،في
و حين ظهرت اتجاهات بحثية حديثة فرضتها التطورات التي عرفها املجال الصحفي ،
باملقابل نجد اتجاهات بحثية ظهرت في سنوات ماضية و لكنها في الوقت الراهن لم تعد تثير
اهتمام الباحثين مثل بحوث االنقرائية و الدراسات اللغوية األسلوبية و فيما يلي استعراض
للمعالم الرئيسية في بحوث الصحافة بنوعيها املطبوع و اإللكتروني .
-1االتجاهات البحثية القديمة في بحوث الصحافة :
بحوث اهتمت بتأريخ الصحافة و األعالم البارزين في هذا املجال:
البحوث الخاصة بالتنظير لو اقع الدراسات الصحفية في مناطق
عديدة :مثل الدراسات الصحفية البرازيلية و األملانية و األسبانية و األوربية ،و
هي دراسات وفرت رؤية عامة ألبرز اهتمامات هذه املدارس ،لكنها بصفة عامة
دراسات قليلة ،فمثال تناول ) (Hanitzsch, 2005/6تطور بحوث الصحافة في
أملانيا ،و استعرض املداخل النظرية املختلفة التي اعتمدت عليها " كاملعيارية "
و نظرية التمييز و نظرية الفعل و التكاملية و الثقافية ،كما استعرض تطور
الدراسات الثقافية األملانية و أبرز دراساتها و العوامل التي أثرت فيها ،كما
أيضا تناول )، Weischenberg& Malik (2008 حاول استشراف مستقبلها .و ا
24
تطور الصحافة في أملانيا ،و كذلك استعرض )(Meditsch & Segaka, 2005
ا
اهتماما بدراسات التأطير تجربة الدراسات الصحفية البرازيلية ،و التي أظهرت
و الدراسات اللغوية و صناعة األخبار ،و غلب عليها االهتمام بالطابع املحلي
و القومي ،و دراسة الصحف ،واالقتباس من املصادر االيطالية والبرتغالية
و الفرنسية ،و كذلك غلب عليها االهتمام بالدراسات النظرية أكثر من
الدراسات األمبيريقية .كما استعرض ) (Mihelj Sabina, 2007االتجاهات
املشتركة في البحوث األوربية ،و مدى اهتمامها بالبحوث القومية في مقابل
البحوث التي تعني بدول القارة األوربية ،و كذلك تناول )(Slaatta Tore, 2006
القضايا املتعلقة بأوربا في بحوث االتصال .كما تناولت( & (Jorgensen
Franklin, 2008تجربة البحوث الصحفية في بريطانيا ،وعرض( Pan, et al.,
) 2008للمقاربات و الدراسات الصحفية الصينية.
بحوث الصحافة املقارنة :اهتم هذا االتجاه البحثي بالدراسات الصحفية
املقارنة للكشف عن أوجه التشابه و االختالف في املمارسات و األدوار الصحفية
عبر ثقافات متباينة ،و كذلك زيادة االهتمام بفحص شبكات و مؤسسات إنتاج
و صناعة األخبار على املستوي الدولي ،في ظل الدعوة الستكشاف نظريات
تساعد في فهم الثقافات واألنظمة واألبنية و الوظائف و املمارسات الصحفية
املتباينة35 .
35سيد بخيت ،االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة :مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات
الصحفية ،املرجع السابق ،ص ص 82-81
25
و قضايا سياسية ديمقراطية ثقافية اجتماعية معينة مثل :العنف ،األزمة
االقتصادية ،االختالسات ،اختطاف االطفال ،الوضعية األمنية ...الخ.
بحوث القائم باملهنة الصحفية ( صحفيون ،مراسلون ،رؤساء التحرير ) :
و استمرار االهتمام بدراسة السمات الخاصة بالصحفيين و رؤيتهم ألدوارهم
مهنتهم و تصوراتهم عن وظائفهم املهنية،و الضغوط امللقاة على عاتقهم مع تطور
و الصحافة و التكنولوجيا مع الدعوة للربط و املقارنة ما بين هذه السمات
التصورات و اإلنتاج الفعلي للصحفيين.
كما نجد بحوث الهوية االحترافية للصحفيين و أيديولوجية الصحافة و التحديات التي تواجهها
و البحوث املتعلقة باإلنتاج اإلعالمي و دراسة القيود التي تضعها املؤسسات الصحفية على
العاملين بها ،مع الدعوة للعودة لدراسة مفهوم االحترافية كبداية أساسية لفهم املهنة و لفهم
الصحافة كمجال أكاديمي 36 .
36سيد بخيت ،االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة :مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات
الصحفية ،املرجع السابق ،ص ص 131-121
26
كيفية تمثيل املرأة في وسائل اإلعالم ،وكيفية تمثيل الحركة النسوية و املعنيين
بها في وسائل اإلعالم ذاتها و العمل بها 37.
بحوث الصحافة اإللكترونية :من حيث البحث في خصائصها ،الكتابة للواب ،
التشريعات و القوانين املنظمة لها ،أخالقياتها ،مالمح الصحفيين اإلليكترونيين
و غيرها من املوضوعات البحثية التي تناولت الصحافة اإللكترونية .
بحوث التأثير :مثل تأثير األنواع الصحفية الجديدة على املمارسات الصحفية
التقليدية و أخالقيات العمل الصحفي مثل ظاهرة البلوجرز ،فضال عن مناقشة تأثير
افتقاد الصحفيين الحتكارهم لعملية حارس البوابة في صناعة و انتاج األخبار .
بحوث صحافة املواطن :و طرق تلقي الجمهور لألخبار و املعلومات ،و األدوار التي يقوم
بها في صناعة املضامين اإلعالمية،و مدى تجاوب وسائل اإلعالم مع هذه األدوار ،
و العوامل التي تحد أو تشجع من فاعليتها .
بحوث صحافة البيانات و الصحافة االستقصائية و الصحافة املتأنية :سمحت
تكنولوجيا املعلومات و االنفجار في البيانات الرقمية من ظهور صحافة البيانات
37سيد بخيت ،سيد بخيت ،االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة :مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في
الدراسات الصحفية ،املرجع السابق ،ص 00
38سيد بخيت ،املرجع نفسه ،ص ص 00-01
27
كنوع من أنواع الصحافة و كممارسة مهنية و منه كمجال بحثي ،و من جهة أخرى
ظهرت بحوث الصحافة االستقصائية التي تهتم بالتحقيق الصحفي كنوع من األنواع
الصحفية األكثر موضوعية و توازنا في تصوير الواقع و كشف الحقائق حول عدة
قضايا .و قد زاد االهتمام بهذا النوع من البحوث مع ظهور املوقع اإللكتروني
ويكيليكس الذي عرى جزء من انتهاكات األنظمة السياسية .
و على صعيد آخر اهتم فريق من الباحثين ببحوث الصحافة املتأنية من حيث تسليط الضوء
على واقع ممارستها في زمن ظهرت فيه أساليب جديدة في مجال انتاج و عرض املحتوى الصحفي،
باإلضافة إلى السرعة و التنافس على اآلنية في نقل األخبار ،و كذلك البحث في توجهات الجمهور
القارئ نحوها .
بحوث املقاوالتية الصحفية :منذ ادراج مقياس املقاوالتية في مختلف كليات
و معاهد و أقسام علوم اإلعالم الصحافة بجامعات الجزائر و منها كلية علوم
اإلعالم و االتصال بجامعة الجزائر 13في عام 2118ظهر اتجاه بحثي تبناه بعض
األساتذة و الطلبة لدراسة واقع املقاوالتية الصحفية و انشاء املؤسسات الصحفية
الناشئة سواء في البيئة التقليدية أو الرقمية ،و صعوبات ممارسة النشاط
و املقاوالتي الصحفي في الجزائر ،باإلضافة إلى البحث في دور أجهزة املرافقة
التعليم املقاوالتي في تعزيز الوعي املقاوالتي لدى الطلبة .
و على صعيد آخر استعرض الباحث محمد الحيزان اتجاهات بحثية أخرى في بحوث الصحافة
تناولت موضوعات عديدة على سبيل املثال ال الحصر نذكر :موضوعات تتعلق ب 39 :
28
العاملين في الصحافة و النظام اإلداري بها .
القوانين أو الضوابط التي تحكمها.
ملكية الصحف.
مقارنة الصحفي ببعضها البعض في أي من املجاالت السابقة الذكر .
و بناء على ما تقدم يوجد العديد من االتجاهات البحثية الجديدة التي تناولت موضوعات
صحفية قيمة أسهمت في تكوين تراكم معرفي مهم لدارس ي و باحثي هذا التخصص و املمارسين
له .علما أن سعة مجال الصحافة و التطورات التي شهدها و مازال يشهدها ال يزال يوفر
موضوعات كثيرة جديرة بأن تكون عناوين ألبحاث جديدة40 .
29
لقد أدى تطور الصحافة كوسيلة اعالمية و تطور املؤسسات الصحفية كمؤسسات اعالمية ،
أضف الى ذلك التحوالت و التغيرات التي طرأت على املمارسة الصحفية و قراءها الى تطور
البحوث املتعلق ة بالصحافة ،حيث ظهرت مجاالت و موضوعات بحثية جديدة تماشيا مع هذه
التطورات ،مما فرضت على الباحثين و األكاديميين معالجة مواضيع جديدة سواء تلك املتعلقة
بالصحافة املطبوعة أو االلكترونية .
و في هذا الصدد يرى الباحث السيد بخيت أنه ثمة مؤشرات عديدة تدل على دخول الدراسات
الصحفية مرحلة جديدة في تطور أفكارها و بحوثها في ظل التطورات الحديثة في عالم الصحافة و
اإلعالم مما أدى إلى ظهور تيارات بحثية جديدة 41.
41السيد بخيت ،الجديد في بحوث الصحافة مدارس غربية و إسهامات عربية ،ط ، 1دار الكتاب الجامعي ،اإلمارات العربية،
، 2111ص . 31
30
على بقائها و ستؤدي الى اختفائها يوما ما ،و غيرها من االتجاهات الجديدة في بحوث
الصحافة االلكترونية .
إضافة إلى كثرة البحوث التي تناولت مؤهالت الصحفيين اإللكترونيين ومها راتهم ،وطرق تحرير
ا
املادة الصحفية إلكترونيا ،وحرية التعبير اإللكتروني ،وأخالقيات العمل الصحفي اإللكتروني .
ث -تطور االنترنت و ظهور تطبيقات الجيل الثاني منها ( شبكات التواصل
االجتماعي ) أدى الى ظهور صحافة املواطن :هذا األخير أصبح يساهم في انتاج
املحتوى الصحفي بل تجاوز األمر الى االعتماد عليه كمصدر لألخبار ،و هذا بفضل
خاصية التفاعلية و ما بعدها التي منحتها شبكات التواصل االجتماعي ملستخدميها .
ج -أتاحت تكنولوجيا املعلومات وفرة هائلة في البيانات الرقمية ،و من جهة
أخرى إمكانية الدمج بين مجاالت اإلعالم و الحوسبة و البرمجة و هو ما نتج
عنه تطورا جديدا يتمثل في صحافة البيانات ( : ) Data Journalismكنوع
من أنواع الصحافة و كممارسة مهنية و منه كمجال بحثي اهتم به بعض الباحثين من
( القصص عدة نواحي :واقع صحافة البيانات ،مضمون صحافة البيانات
اإلخبارية املقدمة ) و اخراجها ( املعايير الفنية إلنتاجها ) ،صحفي البيانات و مهاراته ،
جمهورها و مستخدميها ،التشريعات و األخالقيات الالزمة لتطويرها ،غرف األخبار و
استخدامها لصحافة البيانات ،تأثيرات صحافة البيانات سواء على جمهور وسائل
اإلعالم التقليدية أو الجديدة ،تأثيرات تطور الوسائل اإلعالمية الجديدة و الرؤى
املستقبلية لصحافة البيانات 42.
ح -تغير جمهور الصحافة :من حيث اتجاهاته نحو الصحافة املطبوعة ،و تحوله الى
و الصحافة االلكترونية ،االستخدامات و االشباعات لكل من الصحافة املطبوعة
االلكترونية و غيرها من التحوالت التي طرأت على جمهور الصحافة ،باإلضافة الى
االهتمام ببحوث التغيرات التي طرأت على هذا الجمهور ألغراض تجارية ( جذب أكبر قدر
ممكن من االشهار الصحفي و االلكتروني ) باعتباره السوق االولية .
انعقاد أول مؤتمر دولي حول صحافة البيانات بأمستردام عام . 2111
42هبة مصطفى حسن مصطفى ،االتجاهات الحديثة في بحوث صحافة البيانات ،مجلة البحوث و الدراسات اإلعالمية ،العدد
السابع عشر ،2021 ،ص ص 0-1
31
خ -االهتمام باملقاوالتية الصحفية و انشاء مؤسسات صحفية ناشئة تنشط في البيئة
اإلعالمية التقليدية و الرقمية .
د -اهتمام مجموعة من الباحثين على مستوى مختلف الجامعات الجزائرية و
العربية و الغربية بإجراء دراسات نقدية في بحوث الصحافة :بهدف تطويرها و
مسايرة االتجاهات البحثية الحديثة .و " سعيا للوصول لرؤى متقاربة حول أفضل
و تميزا في الطرق للتعامل مع الدراسات الصحفية ،و التي تعد من أكثر املجاالت نموا
حقل اإلعالم 43" .
و على صعيد آخر ظهرت بعض التيارات البحثية الجديدة/القديمة مثل الدراسات
الصحفية املقارنة في وقت تراجعت فيه االهتمامات التقليدية للدراسات الصحفية املتعلقة
بالعوملة ،و ظهور اهتمامات جديدة تبحث عن عوملة تعليم الصحافة و أخالقياتها و دراساتها
و من ناحية أخرى ،ظهرت بعض التيارات التي تدعو للعودة لالهتمام بسيسولوجيا الصحافة
والصحفيين ،و أخرى تدعو لتطبيق مفاهيم مستقاة من علوم أخرى في حقل الدراسات
الصحفية مثل مفهوم بورديه عن الحقل الصحفي ،و مفهوم هبرماس عن الفضاء العام ،
ومفهوم Zalizerعن املجتمع التفسيري ، Interprative Communityو أخرى مستقاة من حقل
الصحافة ذاته مثل ، Journalism of attachmentوغيرها سعت ملراجعة األدوات البحثية
املستخدمة في الدراسات الصحفية ،مع محاولة استكشاف أدوات بحثية جديدة مالئمة
لدراسة الظواهر الصحفية الجديدة ،و إن مثلت تأثيرات التكنولوجيا و تطوراتها عالمة بارزة في
إعادة قراءة الدراسات الصحفية الهتماماتها و مفاهيمها 44.
43سيد بخيت ،االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة :مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات
الصحفية ،مرجع سبق ذكره ،ص . 29
44سيد بخيت ،املرجع السابق ،ص 02
32
،Agenda Cuttingو تصفح/تزلج األجندة ، Agenda Surfingو دمج األجندة Agenda Melding
،مع السعى لتطوير مفهوم بناء األجندة اإلليكترونية ، Online Agenda Buildingكما بدأت
دراسات التأطير Framingتحتل مكانة بارزة في الدراسات الصحفية في ظل البحث عن جوانب
اتفاقها و تباينها مع بحوث وضع األجندة .و في إطار دراسات نظرية حارس البوابة ،بدأ الحديث
عن مفاهيم جديدة مثل مراقبة البوابة ، Gatewatchingو Dissiminatorفي مقابل حارس
البوابة..إلخ 45.
ر -األزمات املالية التي تعرضت لها عدة مؤسسات صحفية :في مختلف دول العالم نتيجة
لتأثرها بالظروف االقتصادية و كان آخرها األزمة الصحية العاملية لكوفيد 19التي
مست جميع القطاعات و منها القطاع اإلعالمي :حيث ظهرت اتجاهات بحثية حديثة
في مجال الصحافة اهتمت بتداعيات و تأثيرات وباء كورونا على عدة مستويات في املجال
الصحفي منها وضعها املالي و توازناتها االقتصادية من خالل البحث في االستراتيجية التي
اعتمد عليها املؤسسات الصحفية للخروج من أزمتها املالية و من ثم ضمان استمراريتها في
السوق االعالم املكتوب .و إعادة النظر في مصادر تمويلها التقليدية ،الصحافة العلمية
...و من جهة أخرى املستجدات التي طرأت على العمل الصحفي في ظل انتشار فيروس
كورونا من حيث مزاولة النشاط االعالمي عن بعد ،جمع املعلومات ،القيام بتحقيقات
صحفية ...الخ .
و في هذا الصدد يؤكد الباحثون الذين شاركوا في فعاليات املؤتمر الدولي حول " الصحافة
و التجديد في الزمن الرقمي " املنظم من قبل معهد الصحافة وعلوم اإلخبار يومي 0و 8أفريل
على أهمية دراسة املمارسات الصحفية في ظل الظروف التي فرضتها الجائحة46 . 2121
و من جهته يحدد الباحث ماجد تربان عاملين وراء تطور االتجاهات البحثية في بحوث
الصحافة و هما:
و ورافق التطور في األبحاث العلمية في مجال الصحافة اهتمام علماء السياسة
االقتصاد و علم النفس بعلوم االتصال ،و أسهموا في تطويرها و بناء نظرياتها ،
ا
و مفاهيمها األساسية ،األمر الذي أعطاها طابعا متميزا من حيث االتساع و الشمولية
45نفس املكان
46ديباجة املؤتمر الدولي حول " الصحافة و التجديد في الزمن الرقمي " املنظم من قبل معهد الصحافة و علوم اإلخبار يومي 0و
8أفريل ، 2121ص . 3
33
واإلثراء ،و ا زد االهتمام بالدور اإليديولوجي للصحافة و بالدراسات الثقافية و الكيفية.
47
من املهم أن نعرف أين تتجه بحوث الصحافة ؟ و ماذا أنجز الباحثون في هذا املجال ؟
وهل هناك تطور ملحوظ ؟ باإلضافة إلى رصد قدر ونوع التطور الذي تحقق في مجال
بحوث الصحافة من حيث االنتقال من مرحلة الوصف واالستطالع إلى التفسير و اختبار
االرتباط أو التأثير48 .
34
تأسيس عدة أقسام خاصة للدراسات الصحفية املقارنة في الجمعية الدولية لالتصال
،ICAو في جمعية ال ، IAMCRو جمعية تعليم وبحوث االتصال األوربية ECREA
وغيرها.
إنشاء العديد من املواقع اإلليكترونية املتخصصة في الدراسات الصحفية ،و في تعليم
الصحافة مثل Global Network for Professional Education in Journalism and
. Media
انشاء شبكات أكاديمية ترعى عدة مشروعات بحثية ،يتم تطبيقها في عدة دول مثل
و مشروع ،Worlds of Journalismو أخرى يتبادل من خاللها الباحثين دراستهم ،
أحدثها ، Nordic Research Network in Journalism Studiesكما تشكلت عدة
جماعات بحثية معنية بالدراسات الصحفية من بينها جماعة كلية كارديف للصحافة
ووسائل اإلعالم و الدراسات الثقافية ،و من بين اهتماماتها تحليل املمارسات الصحفية
في الصحافة و كيفية تطويرها 49.
تزايد االهتمام بأهمية بحوث الصحافة في توجيه العمل الصحفي اليومي للصحفيين
وتصحيح مساراته ،و استكشاف أبعاده و متغيراته ،و رصد التطورات املتعلقة
باملمارسات الصحفية ،و مساعدة الصحفيين على التعرف بشكل متعمق على طبيعة
مهنتهم ،و التأريخ للظواهر الصحفية ،و بيان أثر الفعل و العامل الصحفي في صيرورة
األحداث العامة و توجهات املجتمع .
و في األخير يمكن القول أنه مثلما تطورت بحوث االعالم و االتصال بصفة عامة تطورت كذلك
بحوث الصحافة ،حيث تنوعها و تغير اتجاهاتها البحثية كان نتيجة تنوع و تغير العديد من
49سيد بخيت ،االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة :مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات
الصحفية ،مرجع سبق ذكره ،ص ص . 12 -11
50نفس املكان
35
و األمور التي طرأت على الصحافة كوسيلة جماهيرية و كمؤسسة صحفية و كممارسة مهنية
على قرائها .
و من جهته استعرض بعض الباحثين عدة أسباب وراء ضرورة اجراء مراجعات حول االتجاهات
البحثية في بحوث الصحافة ،حيث يؤكدون على بقاء أهمية الصحافة و دورها في املجتمع و
بالتالي يجب استمرارية اإلفادة من الدراسات و البحوث الصحفية في تطوير واقع املجتمعات ،
املساعدة على توجيه بوصالتها نحو استيعاب املتغيرات الجديدة الحادثة في عالم االتصال و
اإلعالم ،و استقطاب رؤى و توجهات علوم أخرى ،و في نفس الوقت يضمن استمرارية دعمها
36
للدور التقليدي للصحافة في املجتمعات ،اكتشاف جوانب القوة و الضعف في الدراسات
الصحفية و أفكارها و اهتماماتها و منهجيتها و أدواتها و نظرياتها و نماذجها 52.
52سيد بخيت ،االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة :مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات
الصحفية ،مرجع سبق ذكره ،ص 11
37
املعلومات مثل ّ
محركات البحث و امليديا االجتماعية و أدوات الرصد اآللي للمعلومات و ذلك أثناء
مشاركتهم في فعاليات املؤتمر الدولي املوسوم ب " الصحافة و التجديد في الزمن الرقمي " املنظم
من قبل معهد الصحافة وعلوم اإلخبار يومي 0و 8أفريل ، 2121حيث بحث هؤالء في مظاهر
التجديد سواء في املمارسات املهنية و صناعة األخبار أو في قاعات التحرير أو في النماذج
االقتصادية ملختلف الصحف .
و في هذا السياق اعتبر بعض الباحثين أن املنظومات التقنية هي مدخل للتجديد الصحفي
الصحفية من اختيار املوضوع ّ
الصحفي إلى و بالتحديد التقني و ذلك في مرحلة في إنتاج املضامين ّ
تلقي الخبر و هذا بعد أن تبنت بعض ّ
الصحف آليات تقنية لليقظة و رصد املعلومات .
في حين ركزت صحف أخرى على آليات عبر االنترنت قصد تلقي شهادات و مقترحات من
ّ
الفاعلين اآلخرين بما في ذلك الجمهور .كما استثمرت مؤسسات صحفية في التدفق اآللي لألخبار
و من بين األمثلة التي تبين توظيف التقنية في خدمة املحتوى الصحفي و تحسين تجربة
املستخدم نجد تقنية الواقع املعزز و خوارزميات التحري اآللي في األخبار و تطبيقات الهاتف
رديات الجديدة القائمة على درجة هامة من العرض الس ّ
الذكي و اعتماد برمجيات وتقنيات ّ
ّ
والتفاعلية .ومن التطورات املمكنة في القطاع تبني آليات أنترنت األشياء والذكاء الجذاب
االصطناعي واعتماد صحافة الروبوت53 .
أما البعض اآلخر من الباحثين فركز على التجديد الصحفي في قاعات التحرير و ذلك من خالل
ّ
السرديات الجديدة ،و من جهة أخرى تحديث نماذج التحرير الصحفي بتنويع أشكال اإلنتاج و
وقع إدماج ُ
الق ّراء في نماذج التحرير كأحد الفاعلين املهمين في عملية إنتاج األخبار .
و في سياق متصل أشار أصحاب هذا االتجاه الذي نادى بالتجديد الصحفي في الزمن
الرقمي إلى أن التجديد واالبتكار يكون أحيانا نتاج للظروف التي تواجهها الصحف منها األزمات
املالية التي تواجهها من حين آلخر و أزمة كورونا الحالية .54
في حين نجد مجموعة من الباحثين الذين تحدثوا عن التجديد الصحفي في الزمن الرقمي لكن
من ناحية النماذج االقتصادية املمولة ملختلف املؤسسات الصحفية خاصة بعدما عرفت في
وئية و املبيعات و ّ
توجه املستثمرين إلى املنصات املقر ّ ّ
العشريات األخيرة تحوالت اقتصادية كتراجع ُ
ّ
تشظي الجمهور ،فمثال ركز بعض الباحثين على مسألة التمويل الجماعي كأحد ّ
الرقمية و
53ديباجة املؤتمر الدولي حول " الصحافة و التجديد في الزمن الرقمي " ،مرجع سبق ذكره ،ص 2
54ديباجة املؤتمر الدولي حول " الصحافة و التجديد في الزمن الرقمي " ،املرجع السابق ،ص 3
38
تبنتها مؤسسات صحفية غير ربحية قصد تجاوز ّ
شح املوارد املعهودة و الدفاع ّ
عما البدائل التي ّ
ُيعرف بصحافة في خدمة املصلحة العامة55 .
ب -املراحل التي مرت بها االتجاهات البحثية الجديدة في بحوث الصحافة االلكترونية:
و املرحلة األولى :و هي مرحلة االهتمام بالقضايا الخاصة بالوسيلة في حد ذاتها ،
عادة ما نطرح في بحوث الوسيلة االسئلة التالية :ما هذه الوسيلة ؟ كيف تعمل ؟ هل
تشبه وسائل االعالم التقليدية أو تختلف عنها ؟ ما هي وظائفها ،ما هي املتطلبات املالية
إلنشائها ؟ ما هي أخالقياتها املهنية ،ما هي طبيعة القوانين و التشريعات التي تنظمها ...
املرحلة الثانية :بمجرد تطور الصحافة االلكترونية كوسيلة اعالمية الى مستوى معين و
خالل فترة زمنية معينة ،انصب االهتمام البحثي حول اتجاه آخر و هو جمهور هذه الوسيلة
من املتصفحين ،املتابعين ،املشتركين ،املتفاعلين ،على الخط ،خارج الخط ،جمهور الواب
...و يمكن دراسة الجمهور في هذه الفئة من خالل البحث في :قياس مقروئية الصحف
االلكترونية ،اتجاهاتهم ،االستخدام و االشباع املحقق بعد التعرض ملحتوى الصحف
االلكترونية أي بحوث االستخدامات و االشباعات املحققة بعد التعرض ملحتوى الصحافة
االلكترونية ،و هنا نجيب على التساؤالت التالية :كيف يستخدم االفراد هذه الوسيلة بما
فيهم الصحفيين العاملين في الصحافة املطبوعة ،و من هم املستخدمين الرئيسيين لها ،و
غيرها من التساؤالت ...
املرحلة الثالثة :االهتمام ببحوث تفاعلية الصحافة االلكترونية و تأثيراتها على املتلقي ،
أي محاولة االجابة على أسئلة مثل :كيف تؤثر الصحافة االلكترونية على متصفحيها ،
هل تغير من توجهاتهم و أرائهم و تساهم في تشكيل رأي عام ؟
و املرحلة الرابعة :اهتمت ببحوث املقارنة بين الصحافة املطبوعة و االلكترونية
تأثيرات هذه األخيرة على األولى ( على الصحفيين العاملين بالصحافة املطبوعة،
اقتصاديات هذه األخيرة...الخ)
املرحلة الخامسة :البحث في ادارة مواقع الصحف اإللكترونية و مصادر تمويلها
و دخلها و ربحها و تأثيرها على املمارسة املهنية .
55نفس املكان
39
املرحلة السادسة :و عند كل من دويمينيك و ويمر " في نموذجهما التطوري هذه املرحلة
هي املرحلة الرابعة بالنسبة لهما و التي تكون عادة حول االهتمامات البحثية تتعلق
بالتحسينات في الوسيلة و تطوير مفاهيم أو نظريات جديدة للوسيلة الجديدة فتجيب
على أسئلة مثل :هل هناك طريقة لتغيير الهيكل أو محتوى الوسيلة الجديدة لجعلها
أكثر فائدة أو فعالية ؟
و بالتالي انصب االهتمام في املرحلة السادسة من بحوث الصحافة االلكترونية على تطوراتها
سواء من حيث الشكل ،الجديد في القوانين املنظمة لها ،تنويع أشكال اإلنتاج و اعتماد
السرديات الجديدة ،فمثال من األنماط ّ
الصحفية التي ّ ّ
التشع ّبية و النشر الالخطي و الوسائط
ظهرت في السنوات األخيرة في البلدان الغر ّبية خاصة نذكر " صحافة الحلول " و األخبار في شكل
و ألعاب فيديو و الفيديوغرافيا و صحافة البيانات و صحافة التحري ،و غيرها من التغييرات
التطورات التي طرأت على املمارسة اإلعالمية للصحافة اإللكترونية .
كما اهتم فريق من هذا االتجاه البحثي الذي ركز على التجديد الصحفي في البيئة الرقمية
ّ
بمسألة تفويض الصحف اإللكترونية بعض املهام لجمهورها ،حيث يمثل التعهيد الجماعي أو
االستعانة بالجماهير دعوة للمواطنين الصحفيين لإلدالء بشهاداتهم و التعاون و املساهمة
ّ
التوجه ُيمكن للجمهور تقييم و التعليق على ّ
الفعالة في إنتاج املضامين الصحفية .و في نفس
ُّ
املهنيون .باإلضافة إلى انشاء مدونات و منتديات و فضاءات افتراضية املقاالت التي ينتجها
النقاش موجهة للقراء املساهمين في مسار إنتاج األخبار 56 .للنشر و ّ
املرحلة السابعة :تركزت على العالقة بين الصحافة االلكترونية و منصات اإلعالم
االجتماعي التي تمثل صحافة املواطن و كيف أثرت هذه األخيرة عليها ،من حيث البحث
في مظاهر التنافس على األخبار و املعلومات ،و طبيعة التحديات التي تواجهها و أشكال
التعايش املمكنة بين هذين النمطين اإلعالميين ،مع استشراف املسارات املستقبلية
للعالقة بينهما .
56ديباجة املؤتمر الدولي حول " الصحافة و التجديد في الزمن الرقمي " ،املرجع السابق ،ص 13
40
املحورالثالث :االتجاهات البحثية الحديثة في نظريات بحوث الصحافة
املحاضرة :30السياق الجديد لبحوث نظرية حارس البوابة
مثلما تطورت االتجاهات البحثية في بحوث الصحافة تطورت معها كذلك تلك البحوث املرتبطة
بنظريات علوم اإلعالم و االتصال ،و في هذا اإلطار تتحدد أهم املساعي البحثية التي اهتمت
بالتقنين النظري للمشهد العام لالتصال الحديث في عدة مسارات كان أهمها 57:
السعي وراء تمكين النظريات التقليدية للتعامل مع املظاهر الحديثة ،و قد شمل
أهم هذه النظريات :اعادة توصيف مدخل االستخدامات و االشباعات ،إعادة
تمكين نظرية تبني املستحدثات ،النظرية الوظيفية ،حارس البوابة ،و األجندة .
57محمد بن سليمان الصبيحي ،العالقة الوظيفية بين القائم االتصال و الجمهور ( دراسة وصفية في ضوء متغيرات البيئة
االتصالية الحديثة في اململكة العربية السعودية ) ،رسالة دكتوراه في االعالم ،قسم االعالم ،كلية الدعوة و االعالم ،جامعة
االمام محمد بن سعود االسالمية ، 2118-2110 ،ص 122
41
السعي وراء تمكين نظريات العلوم ذات الصلة للتعامل في الحقل االتصالي الحديث (
نظرية املعلومات ،الفاعل :الشبكة)
البحث عن مداخل نظرية اتصالية و الخروج من االطار االجتماعي إلى االطار الثقافي
( االتصال الثقافي) .
الجدير بالذكر أن البدايات األولى لظهور وسائل االعالم الحديثة في بداية التسعينيات واكبتها
موجة عارمة من رفض تطبيق النظريات القديمة لالتصال ،حيث رأى أغلب املنظرين عدم قدرة
هذه النظريات و املداخل على التعامل مع الوسائل الحديثة ،حيث أشار Gauntlettإلى عدم
قدرة املداخل و املناظر البحثية و النظريات التي عملت في إطار دراسات االتصال الجماهيري على
التفاعل مع املتغيرات الحديثة ،إال أن الواقع قد أثبت بعد إجراء العديد من الدراسات أن احياء
النظريات القديمة أمر ممكن ،و أن املسألة ال تعدو إال أن تكون حالة من إعادة تمكين هذه
النظريات و تحويلها للتعامل مع طبيعة البيئة االتصالية الحديثة 58.
و عليه ظهر اتجاه بحثي نادى بضرورة اعادة النظر في تلك النظريات و تطويرها وفق السياق
الجديد لوسائل االعالم و البيئة االعالمية الجديدة ،أي تحيين النظريات الكالسيكية و من بين
هذه النظريات نجد نظريتي :حارس البوابة و األجندة .
-0نظرية حارس البوابة " " Gate keeper / Gatekeepingفي البيئة
االعالمية التقليدية :
جاءت هذه النظرية من رحم النظريات االتصالية املتعلقة بالقائمين باالتصال ،و التي انبثقت
من الدراسات و األبحاث التي أجراها عالم النفس النمساوي األصل و األمريكي الجنسية " كرت
ليون " ( ، ) Kurt Lewinحيث وضع نظرية القائم باالتصال و التي أطلق عليها نظرية حارس
البوابة اإلعالمية ،هذا و قد اعتبر علماء االتصال و اإلعالم معا أن نظرية ليون من أفضل
النظريات االتصالية و اإلعالمية التي تناولت القائم باالتصال و اإلعالم ،علما أنه ال يوجد حارس
واحد للبوابة اإلعالمية بل حراس كثر 59.
42
و معنى ذلك أن املعلومات أو الرسالة التي يراد لها أن تمر عبر وسائل اإلعالم تمر بمراحل
و عديدة و هي تنتقل من املرسل إلى املتلقي كونها ليست حصيلة جهد فردي لشخص واحد ،
إنما هي عمل اشترك بصنعه العشرات من اإلعالميين ،و هم ما نطلق عليهم تعبير " حراس البوابة
" الذين ينتشرون على طول شبكة املعلومات ( أي في نقطة و مرحلة ما من مراحل صناعة الخبر )
و لهم سلطة في اتخاذ القرار فيما سيمر من خالل بوابتهم و كيف سيمر ،فنجد منهم
الصحفيون الذين يقومون بجمع األنباء ،مصادر األنباء الذين يزودون الصحفيين باألخبار ،
أفراد الجمهور الذين يؤثرون على إدراك و اهتمام أفراد آخرين من الجمهور للمواد اإلعالمية 60.
و الجدير بالذكر أنه حسب صاحب النظرية ليون فإن على طول الرحلة التي تقطعها املادة أو
الرسالة اإلعالمية حتى تصل إلى الجمهور هناك نقاط أو بوابات يتم فيها اتخاذ قرارات بما يدخل
و ما يخرج ،و أنه كلما طالت املراحل التي تقطعها األخبار حتى تظهر في وسيلة اإلعالم ،ازدادت
املواقع التي يصبح فيها متاحا لسلطة فرد أو عدة أفراد تقرير ما إذا كانت الرسالة ستنقل بنفس
الشكل أو بعد إدخال بعض التغييرات عليها ،لهذا فإن من يديرون هذه البوابات و القواعد التي
تطبق عليها ،و الشخصيات التي تملك بحكم عملها سلطة التقرير ،يصبح نفوذهم كبيرا في
انتقال املعلومات 61.
و يتحكم في اتخاذ قرارات حراس البوابة عدة عوامل أو اعتبارات نستعرضها فيما يلي :
أ -االعتبارات الشخصية لحراس البوابة بمعنى املعايير الذاتية املرتبطة بهم مثل :
التعليم و االنتماءات الفكرية و العقائدية و قد تكون تلك االعتبارات سياسية و إعالمية
مقصودة يراد من خاللها إحداث تغيير ثقافي أو اجتماعي في الجمهور املستهدف .
ب -معايير املجتمع و تقاليده :كتدعيم ثوابته الثقافية و القيم و التقاليد و حماية بنيانه
االجتماعي و دفع عجلة التنمية بخطى منسجمة مع الثوابت و ذلك البنيان 62.
ت -معايير مهنية :مرتبطة بضغوط املساحة أو الحيز الزمني للبرنامج ،الضغوط التي يفرضها
وقت اإلنتاج و النشر أو البث ،عالقات العمل ،مصادر الخبر ،السياسة التحريرية
للمؤسسة الصحفية التي تتأثر بمالكيها و مموليها...الخ .
60كامل خورشيد مراد ،االتصال الجماهيري و اإلعالم ( التطور – الخصائص – النظريات ) ،ط ، 1عما األردن ،دار املسيرة
للنشر و التوزيع ، 2111 ،ص ص 281-281
61كامل خورشيد مراد ،املرجع السابق ،ص ص 288-280
62بسام عبد الرحمن مشاقبة ،مرجع سبق ذكره ،ص 113
43
ث -معايير الجمهور :يمكن أن تضغط القوى املنظمة داخل الجمهور بشكل أو بآخر على
املؤسسات الصحفية 63 ،باإلضافة إلى توقعات ردود فعل الجمهور .
و من الدراسات التي اهتمت و أجريت على القائمين باالتصال و القوى االجتماعية التي تؤثر على
العاملين في الصحف نجد دراسة الباحث وارين بريد التي قدمها سنة 1922و خلص فيها إلى أن
مضمون الصحف الكبرى ذات املركز املرموق ( صحف الصفوة) تؤثر على الطريقة التي تعالج بها
الصحف الصغيرة األخبار و املوضوعات امل همة ،مما ينعكس سلبا على التنويع و التغيير و تعدد
اآلراء التي تساعد على تكوين الرأي العام .و في دراسة أخرى أنجزها ذات الباحث أظهر فيها كيف
تدفن أو تحذف الصحف األخبار التي تهدد النظام االجتماعي و الثقافي أو تهاجمه64...
يرى بعض الباحثين أن نشأة االنترنت طرح تساؤالت حول النماذج و املداخل و النظريات
اإلعالمية القادرة على تفسير الظواهر اإلعالمية التي أفرزتها التطورات التكنولوجية املتعاقبة ،
و تعتبر نظرية حارس البوابة من املداخل التي استخدمها الباحثون في هذا الصدد على غرار
" جينسنجر " في دراستها حول " أدوار الصحفي اإللكتروني في البيئة الجديدة " و كيت و آخرون
خلصوا جميعهم إلى استمرار صالحية هذه النظرية في البيئة اإللكترونية لتفسير بعض الظواهر
التي رافقت هذه التطورات التكنولوجية 65.
لقد فقدت وظيفة حارس البوابة دورها الكالسيكي خاصة بعد انتشار منصات التواصل
االجتماعي التي مكنت أوال الجمهور املستقبل من التفاعل سواء مع املحتوى الصحفي أو مع
بعضهم البعض ( القراء فيما بينهم ) أو مع املرسل ،و ثانيا سمحت بظهور ممارسات إعالمية من
قبل املواطنين الذين أصبحوا يساهمون في انتاج املضامين اإلعالمية ،و بالتالي حجم التدفق
اإلعالمي الهائل ألغى الدور القديم لحراس البوابة و أفقدهم سيطرتهم و تحكمهم باملادة
63فضة عباس ي بصلي ،محمد الفاتح حمدي ،مدخل لعلوم االتصال و اإلعالم ( الوسائل – النماذج – النظريات ) ،ط ، 1
عمان األردن ،دار أسامة للنشر و التوزيع ، 2110 ،ص ص 320-321
64كامل خورشيد مراد ،مرجع سبق ذكره ،ص . 291
65هالة بن علي برناط ،تطبيقات نظريات االعالم و االتصال التقليدية في فضاءات اإلعالم الجديد ( نظرية حارس البوابة
مثاال) ،املجلة الدولية لال تصال االجتماعي ،جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم الجزائر ،املجلد ، 2العدد ، 2118 ، 4
ص 18
44
اإلعالمية و تحول حراس البوابة التقليدية إلى حراس البوابة االلكترونية .هذا ما أدى إلى بروز
اتجاهات بحثية حديثة تعمل على تطوير نظرية حارس البوابة نستعرضها فيما يلي :
-1االتجاه الذي بحث في امكانية تطبيق هذه النظرية في البيئة االعالمية
الجديدة باعتبار أن هذه النظرية ظهرت منذ : 1000اهتم أصحاب هذا االتجاه
باإلجابة على سؤال و هل يمكن تطبيق فرضيات النظرية التقليدية لحارس البوابة على
البيئة الرقمية التي تتميز بعدم امكانية فرض رقابة على املحتوى الصحفي؟ و ما مدى
مالئمة هذه النظرية للبيئة اإلعالمية الجديدة و مدى قدرتها على تأطير املمارسات
اإلعالمية الجديدة و تفسيرها و تحليلها ؟
و في ذات الوقت أكدوا على ضرورة مراجعة مفاهيم و مقوالت نظرية حارس البوابة التقليدية
و تقديم مقاربة جديدة بناء على تلك التطورات التي عرفها املشهد اإلعالمي خصوصا على مستوى
سير الرسالة منذ انطالقها من املرسل و حتى وصولها إلى مبتغاها الذي أصبح مستخدما أكثر منه
متلق ،حيث باتت تعرف الرسالة مسارات عديدة لسيرها في اتجاه غير خطي بعد أن كانت في
اتجاه خطي و من األعلى إلى األسفل ،كما تشابكت هذه املسارات فيما يعرف باالتصال الشبكي .
و أهم التساؤالت التي بحث عن إجابة لها أصحاب هذا االتجاه البحثي في دراساتهم هي:
كيف أثرت تكنولوجيا االتصال الجديدة في دور حراس البوابات اإلعالمية القائم على التحكم في
سير الرسالة اإلعالمية و ضبط ما تحمله من معنى ؟ و هل مات حارس البوابة أو اختفى في البيئة
و اإلعالمية الرقمية ؟ هل تغيرت مرتكزات نظرية حراسة البوابة من الناحية املفاهيمية
66 املعرفية ؟
و قد خلص الباحثون في هذا االتجاه إلى عدة نتائج نذكر منها :
أن مسارات الرسائل اإلعالمية في البيئة اإلعالمية الجديدة ( الشبكية ) تمتاز بالتعدد
و التنوع و تتضمن كافة أنماط االتصال املعروفة :الخطية غير التفاعلية ،الخطية
التفاعلية ،االتصاالت املتزامنة و غير املتزامنة ،الفردية و الجماعية و الجماهيرية
و تشكل جميع هذه املسارات معا ما بات يعرف بشبكة االتصال ،أو البيئة الشبكية
لالتصال و اإلعالم .
66عزام أبو الحمام ،نظرية حارس البوابة اإلعالمية في ظل البيئة الجديدة لتكنولوجيا االتصال ،مجلة الرسالة للدراسات و
البحوث اإلنسانية ،املجلد األول ،العدد الرابع ،ديسمبر ، 2110ص ص 219- 218
45
سمح ظهور املسارات الجديدة لسير الرسالة اإلعالمية في البيئة اإللكترونية بسير
الرسالة مباشرة بين املرسل و الجمهور ،أي دون املرور في وسيط هرمي مؤسس ي ،بحيث
يمكن للرسالة أن تصل للجمهور بالحالة نفسها التي خرجت بها من لدن املرسل ( املنتج ).
يتم تعديل الرسالة أو املحتوى حتى بعد عملية النشر ،حيث ثمة خيارات في بعض
مواقع الصحف اإللكترونية تتيح ملرسل الرسالة حذفها أو تعديلها أو إظهارها ألفراد أو
مجموعات معينة دون الجمهور العام ( في حالة االشتراك ) .
أصبح الجمهور حارس للبوابة بدل من الحارس التقليدي بفضل مشاركته الواسعة في
انتاج الرسائل و هذا الجمهور يخضع للحراسة الذاتية أي الرقابة الذاتية تحكمها
محددات نفسية و قيمية و ذاتية ،و محددات أخرى متعلقة بالسلطة و القوانين
و عواقب التعبير ،و محددات بعدية التي تبدو كرد فعل بعد نشر الرسالة 67.
و إن التغيرات امللموسة في مسارات الرسالة اإلعالمية نتج عنه تغييرات مفاهيمية
نظرية في نظرية حارس البوابة منها :تغير مفهوم الحراسة نفسه و يرجع ذلك إلى الحرية
التي يسم بها إعالم الوسائط الجديدة في تدفق املعلومات ،حيث أصبح بإمكان أي فرد
أن ينشر و يتلقى كل املعلومات التي يريد دون رقيب أو حارس يقوم نيابة عنه باملهام
التقليدية لحراس البوابة من تصفية و انتقاء و حجب و تقييد و مصادرة لألخبار و اآلراء
.كما أصبح بإمكان كل فرد أن يقوم بوظيفة حارس البوابة بنفسه سواء كان منتجا أو
متلقيا للمعلومات ،كما يقوم بمفرده بتحديد احتياجاته من وسائل اإلعالم دون الحاجة
لطرف آخر أو حارس بوابة يقرر أو يختار أو يلخص أو يحلل أو يفسر له املعلومات و
اآلراء .و من جهة أخرى أفرزت البيئة ا إعالمية الجديدة فئة من الصحفيين ال تتعرض
لتلك القيود و الضغوط التقليدية التي يتعرض لها الصحفيين في املؤسسات الصحفية و
اإلعالمية التقليدية خاصة تلك املرتبطة بظروف العمل مثل التوقيت و املساحة68 .
ازدياد دور الجمهور في عملية االتصال ،انتهاء احتكار حراسة البوابة التقليدية التي
تمركزت في وسائل اإلعالم التقليدية باعتبارها لم تعد الوحيدة القادرة على انتاج
املضامين اإلعالمية .من جهة و بانخراط فئات اجتماعية جديدة كانت مهمشة و مقصاة
46
في عملية بناء الرسالة ،كما أصبح لهذه القوى أفراد يقومون بعملية ضبط و رقابة أيضا
من جهة أخرى 69. من خالل انخراطهم في الشبكات اإلعالمية
فتقوم هذه القوى الجديدة بنقل األخبار و املعلومات تعمل باملوازاة مع السلسلة التي تمر بها
املعلومة ضمن نظرية حارس البوابة لكنها تؤدي وظيفة عكسية حيث يقوم االتجاه القديم
بحجب املعلومات و األخبار و احتكارها و حماية األسرار لصالح القوى السياسية و االقتصادية ،
في حين يعمل االتجاه الجديد على تتبع و نشر املعلومات املتستر عليها و ذلك لصالح الجمهور
األكبر ،الذي يهدف إلى التغيير في شتى مجاالت الحياة 70.
-0االتجاه البحثي الذي اهتم بالتغيرات و التطورات التي طرأت على األدوار
الوظيفية لحارس البوابة في الصحافة املطبوعة و االلكترونية :انطلق
أصحاب هذا التوجه من سؤال :هل تغيرت مهام الصحفي بتغير البيئة االعالمية ؟
و يعود سبب اهتمام هذا االتجاه بتغير دور و وظائف حارس البوابة إلى ما وفرته االنترنت من
ساحة بحثية جديدة لوظائف حراسة البوابة ،حيث أثرت البيئة االعالمية الجديدة في
طبيعة العمل االعالمي لحارس البوابة ،فمثال كان في البيئة الصحفية التقليدية تتركز
وظيفته على تقرير ما يجب أن يعرفه الجمهور ،أما االن فقد أصبح يقوم بمساعدة الجمهور
على تنظيم املعلومات املتوافرة لديه ،كما تغيرت الوظيفة االتصالية لحارس البوابة و ذلك
بتراجع التوجه األحادي القديم الذي كان في الصحافة املطبوعة ليتخذ شكال تفاعليا مما
أعطى لحراس البوابة القدرة على التعرف على جمهورهم .71و من جهة أخرى تناول هذا
االتجاه التحديات التي وضعها املستخدم ( املواطن ) بإنتاجه للمحتوى أمام وظيفة الصحفي
.
و إذا ما نظرنا الى طبيعة عمل الصحفي في الوقت الحالي لوجدنا أنه أصبح يقوم بعدة وظائف في
ذات الوقت ،كما سنالحظ أن هناك بعض الوظائف الكالسيكية تراجع حارس البوابة عن
القيام بها في البيئة الصحفية الحديثة كدور الرقابة ،حيث كان و مازال في املؤسسة الصحفية
يلعب دور املصفاة للمضمون الذي ينتقل منه الى املستقبل و هو الذي يحدد الخيارات االعالمية
التي يتجه اليها املتلقي القارئ ( أي حارس البوابة هو الذي يقرر ما الذي يجب أن يعلمه للقراء)،
47
غير أن في البيئة الصحفية الحديثة ال يوجد حارس بوابة رقيب " االنترنت عالم مفتوح ال رقيب
فيه إال ضميرك املنهي و االنساني ) ،إذ أصبح دور هذا األخير يقتصر على فحص الكم الهائل من
املعلومات املتاحة للتحقق منها و مساعدة االفراد املستخدمين في استيعابها و فهمها ،ايصال
األفكار و وضع املعلومات في الشكل الذي يستطيع به األفراد فهمها بشكل فعال .
ان تراجع سلطة حارس البوابة راجع إلى مشاركة املواطن في صناعة الخبر و اطالعه على ما
يريد من أخبار فتجاوز بذلك حراس البوابة التقليدين ،و في بعض االحيان يصبح حارس البوابة
وسيط بين املعلومة و املستخدم الذي يبحث عن معلومات مختصرة و سريعة .
و قد أقر أنصار هذا التوجه البحثي بزوال القيود التي كان يتحجج بها حراس البوابة في
البيئة اإلعالمية التقليدية سواء الضغوط السياسية أو قيود الحصول على املعلومات و بثها ،و
هذا ما جعل الرسالة آنذاك ال تصل إلى الجمهور قبل أن تمر عبر عدد من البوابات أو النقاط
التي تقوم بإجراء تعديالت عليها إن لم تقم بحجبها نهائيا72.
و و من جهة أخرى نجد أن دور الصحفي تراجع في البحث عن املعلومة في امليدان
التقص ي عنها ،و أصبح يكتفي فقط بمعالجتها بعد حصوله عليها من مواقع الكترونية ،بريد
الكتروني ،صفحات في مواقع التواصل االجتماعي ،قواعد بيانات على شبكة االنترنت...الخ.
في حين أن الصحافة االلكترونية أضافت مهاما و وظائف أخرى لحارس البوابة تتمثل في :
تحديث املواقع االلكترونية و تطويره ،ارفاق املحتوى الصحفي بوسائط متعددة مثل :الصورة و
الفيديو و الغرافيك ،تحميل مواد و روابط الكترونية تفصيلية عن املوضوع أو الخبر الصحفي (
النص املتشعب و الفائق ) ،التفاعل و التواصل مع القراء ،مراجعة التعليقات .
و في هذا الصدد أكدت الباحثة هالة بن علي برناط أن حارس البوابة في البيئة التقليدية
يشترك مع حارس البوابة في البيئة الجديدة في بعض الوظائف من حيث العمليات األساسية
الخاصة بهما لكن البيئة اإلعالمية الرقمية أضافت مجموعة من الوظائف الحديثة ،حيث لم
تعد الحراسة مقتصرة على تقرير ما ينشر و ما ال ينشر بل امتدت لتشمل وظائف خاصة مرتبطة
بالتحرير ا إلكتروني للمادة اإلعالمية تفرض على حارس البوابة اتخاذ قرارات دقيقة حول
72مالية مكيري ،حراسة البوابة اإلعالمية – مقاربة مفاهيمية في ظل البيئة اإللكترونية ،مجلة املعيار ،املجلد ، 22العدد 1
،جانفي ، 2118ص 8
48
الوسائط املرفقة للمقال الصحفي مثل الروابط و الصور و مقاطع الفيديو و الخرائط التفاعلية
املرفقة للرسالة ،إضافة إلى تحديد مساحة التفاعلية 73 .
و من جهته يرى الباحث Tom Reganأن كل هذه القرارات التي يتوجب على حارس البوابة
اإللكتروني أن يتخذها يجعل من وظيفته و عمله مرتبطا بكيفية معالجة الرسالة اإلعالمية إلى
أكثر من اهتمامه بجمع املادة اإلعالمية 74. الجمهور
-0االتجاه البحثي الذي اهتم بحارس البوابة في الصحافة املطبوعة :ركز هذا
االتجاه اهتمامه على حارس البوابة في الصحافة املطبوعة من حيث التغيرات التي طرأت
على الصحفي التقليدي بظهور االنترنت و كيفية استغالل هذه األخيرة صحفيا أي طبيعة
توظيفها في عمله كمصدر لألخبار مثال أو انشاء مدونات خاصة بالصحفيين ( صحافة
البلوغر ) ،و مدى تأقلمه مع البيئة االعالمية الجديدة .
-0االتجاه البحثي الذي اهتم بحارس البوابة في الصحافة االلكترونية :أثار هذا
االتجاه تساؤالت حول حارس البوابة الرقمي أو حارس البوابة اإللكترونية سواء
كصحفي رقمي أو كمستخدم الكتروني يتعامل مع محتوى اعالمي رقمي عبر الويب .
علما ان مجاالت االهتمام عند هذا االتجاه كانت على عدة مستويات من حيث هوية حارس
البوابة في الصحافة االلكترونية و هو الصحفي ،رئيس التحرير و مدير النشر في مواقع
الصحف اإللكترونية و أنواعه ( الصحفي املشارك ،الصحفي البلوغر ،الصحفي االلكتروني
) ،خصائصه و مميزاته ،تصوراته ،مهاراته ( التحريرية ،اللغوية ،االتصالية ،التقنية ،
مهارات جمع املادة و الوصول الى الخبر ...الخ ) أداءه االعالمي و وظائفه ،التحديات التي
تواجهه من الناحية التقنية .
و في هذا الصدد نجد دراسة للباحث " جان سينجر " ( ) Jane Singerحول " استخدام
الصحف التقليدية لالنترنت و تأثيرها على حراسة البوابة اإلعالمية " الذي طرح فيها أسئلة حول
درجة تخلي املحررين في هذه الصحف عن دور حراسة البوابة اإلعالمية من خالل توفير فرص
للمستخدمين للمشاركة في بناء الرسالة اإلعالمية ( صناعة املحتوى الصحفي ) ،و توصلت
الدراسة إلى أن املحررين فخورين جدا باألدوات التفاعلية املتوفرة على مواقعهم اإللكترونية التي
49
ال يمكن أن تتوفر في الصحف املكتوبة ،كما أن الصحفيين تراجعوا نوعا ما عن القيام بدور
حراسة البوابة التقليدي 75".
-5االتجاه البحثي الذي اهتم بإجراء دراسة مقارنة بين حراسة البوابة في
البيئة االعالمية التقليدية و االلكترونية :اهتم هذا التوجه البحثي الجديد
بجوانب االختالف و التشابه بين حارس البوابة في الصحافة املطبوعة و اآلخر في
الصحافة اإللكترونية و ذلك على عدة أصعدة :الخصائص ،في األساليب التحريرية
املستخدمة ،مصادر األخبار ،األدوار الوظيفية للصحفي ...
و من أبرز أوجه املقارنة بين حارس البوابة التقليدي و الحديث ( اإللكتروني ) التي اهتم بها
أصحاب هذا االتجاه نذكر ما يلي:
أ -عدد أفراد حراس البوابة :تعتمد الصحف املطبوعة على عدد كبير من حراس
البوابة و لكل منهم دور و وظيفة و مهمات يقوم بها عند مرحلة معينة من مرور املادة
اإلعالمية ،بينما في الصحف اإللكترونية تقلص عددهم إلى حد كبير ،حيث أصبح
الفرد الواحد أي الحارس الواحد يقوم بعدة مهمات في نفس الوقت منها :جمع املادة
اإلعالمية و اتخاذ قرارات حراسة البوابة ،و من ناحية أخرى تزايد عدد القرارات التي
ينبغي على حارس البوابة اتخاذها ،و عدد املهمات التي يقوم بها 76.
ب -عدد بوابات الحراسة :قل صت االنترنت التي تعمل في بيئتها الصحافة اإللكترونية من
عدد البوابات اإلعالمية التي تمر بها املادة اإلعالمية ،فلم يعد من الضروري مرورها بعدة
بوابات من املصدر إلى اإلعالمي إلى األقسام االعالمية و الصحفية التي تتخذ قرارات
حيال املادة ( املحتوى) ،إلى األقسام اإلنتاجية املختلفة لتصميم و اخراج و تنفيذ املادة
اإلعالمية ،حيث يمكن أن تختزل هذه البوابات في بوابة واحدة أو أكثر تتجمع فيها
مفردات عملية " حراسة البوابة " ،كما يمكن أن يتبادل فيها أطراف العملية مواقعهم في
75 Jane B. Singer, STEPPING BACK FROM THE GATE , Online Newspaper Editors and the Co-Production of
Content in Campaign 2004 , City Research Online , University of London Institutional Repository ,2006,
https://openaccess.city.ac.uk/id/eprint/3462/6/
76ثائر محمد تالحمة ،حراسة البوابة اإلعالمية و التفاعلية في املو اقع اإلخبارية الفلسطينية على شبكة االنترنت ،رسالة
ماجستير في اإلعالم ،كلية اإلعالم ،جامعة الشرق األوسط ، 2112 ،ص ص 41-39
50
بدء مراحل الحراسة ،و هذا ما أدى إلى التقليل من عملية اتخاذ القرار ( كما و نوعا)
و سرعة اتخاذه77.
ت -طريقة توصيل األخبار :أفرزت البيئة اإلعالمية اإللكترونية أشكاال و وسائل حديثة
من توصيل األخبار و املعلومات لم تعهدها وسائل اإلعالم الجماهيرية و منها الصحافة ،
إذ أصبح بمقدور حارس البوابة دفع املادة اإلعالمية إلى الجمهور القارئ باستخدام
البرامج الحديثة التي تساعد في توصيل إليه املادة اإلعالمية بطريقة حديثة غير مسبوقة
،و على شاشات حواسيبهم الخاصة مثل :برامج ، Point Castو هي آلية تساعد كل من
حارس البوابة و الجمهور على املشاركة في اتخاذ القرارات اإلعالمية بشأن ما ينشر و ما
يقرأ ،كما تسمح للجمهور بتحديد ما يريده من قوائم محددة و مصادر معينة ،و يتم
بث مضامينها إلى الجمهور على مدار الساعة .و من جهة أخرى أصبح الجمهور قادرا على
الوصول إلى األخبار الخام أو األصلية و بشكل فوري و التي تتجدد باستمرار78.
ث -وظائف حراس البوابة :و هو العنصر أو املتغير الذي تحدثنا عنه سابقا بالتفاصيل
و في االتجاه الذي تبنى البحث عن وظائف حارس البوابة بعدما تغير و تطور دوره
طبيعة عمله فيما عن ذي قبل.
ج -عالقة حراس البوابة بالجمهور :لم تكن هناك عالقة مباشرة بين حراس البوابة في
الصحف و جمهورها القارئ باعتبار أن توجه الرسالة اإلعالمية كان أحادي أي تدفق
املعلومات و اآلراء يتخذ شكل رأس ي ( اتصال نازل من األعلى إلى االسفل ) من حراس
البوابة إلى الجمهور ،و حاليا أصبحت العالقة مباشرة و توجه الرسالة ثنائي أن يتخذ
شكال تفاعليا و تبادليا للمواقع مصدرا و متلقيا .كما أصبح حراس البوابة يهتمون
بقرائهم من خالل الرد على رسائلهم و تعليقاتهم و التفاعل معهم في الحوارات
و املنتديات 79.و حتى منحهم فرصة املشاركة في صناعة محتوى الجريدة اإللكترونية.
كما لم يعد الجمهور متلقيا سلبيا بعدما أصبح بمقدوره تقرير ما يتعرض له و يتوافق مع
اهتماماته ،فضال عن قدرته على املشاركة في صناعة الحدث و املضمون و الرأي.
51
-0االتجاه البحثي الذي اهتم باملعاييراملهنية و األخالقية للقائم باالتصال املنهي
في الصحافة املطبوعة أو االلكترونية أو كالهما معا :انصب اهتمام هذا االتجاه
بدراسة التغيرات التي طرأت على املعايير املهنية و االخالقية ( املعايير املجتمعية ،الذاتية
،املهنية ،و املعايير املتعلقة بالجمهور ) للقائم باالتصال في الصحافة املطبوعة و
العوامل و الضغوط التي قد يتعرض لها و تعيق أداءه الصحفي و اختيار األخبار ،حيث
الباحثين في هذا االتجاه توصلوا إلى أن بعض املعايير تراجعت في الصحافة االلكترونية
مثل املعايير املهنية ( السياسة التحريرية ،مصادر األخبار املتاحة ،الظروف املهنية التي
يعمل فيها الصحفي ) في حين تصاعدت معايير الجمهور املستهدف باعتباره أصبح يؤثر
على القائم باالتصال .
و في هذا الصدد يؤكد بعض الباحثين على ضرورة االهتمام أكثر باملعايير املهنية و األخالقية
لحارس البوابة في الصحافة اإللكترونية باعتبارها قد أنتجت ممارسات إعالمية جديدة ،ما خلق
أدوار جديدة في املمارسة الصحفية و كثف الحاجة إلى حارس بوابة تضبطه قواعد قانونية و
مواثيق أخالقية تنظم العمل اإلعالمي و ترتقي باألداء املنهي املحترف .خاصة إذا علمنا أن بعض
حراس البوابة اإللكترونية قد تخلو عن مسؤوليتهم االجتماعية اتجاه الجمهور في تناول كافة
القضايا و املوضوعات و أصبح ما يهمهم تقديم السبق اإلخباري أو الصحفي بأي طريقة و دون
تحري الدقة و مصداقية املعلومات و األخبار ،و هكذا انتقل دور حارس البوابة في البيئة الرقمية
من االهتمام باألمن املعلوماتي إلى األمن األخالقي .و بناء على ذلك نادى أصحاب هذا االتجاه
بضرورة تدعيم عمل حارس البوابة اإللكترونية بإنشاء هيئة إعالمية ملراقبة املمارسات اإلعالمية
في الصحافة اإللكترونية80.
و قد أرجع الباحثون في هذا التوجه املوضوعاتي ذلك إلى متطلبات العمل اإلعالمي في البيئة
اإللكترونية التي قد تتفق أو ال تتفق مع الضوابط األخالقية التقليدية ،مما يحتم ضرورة
التفكير في طبيعة الظواهر األخالقية الجديدة التي تفرز ها هذه البيئة ،و كيفية التعام معها ،
و كيفية التوفيق بين مقتضيات العمل .كما أقروا في ذات الوقت صعوبة تطبيق االخالقيات
املهنية التقليدية على الصحافة اإللكترونية حتى و إن كان الصحافيين هم نفسهم كون الوسيط
قدمها و ّ
يقدمها من خالل مختلف كل االختالف و هو أحدث بمجرد وجوده و بالخدمات التي ّ
80خيرة مكرتار ،دور حارس البوابة في ظل اإلعالم الجديد ،مجلة الساورة للدراسات اإلنسانية و االجتماعية ،العدد الخامس ،
جوان ، 2110ص ص 322-318
52
ّ
التطورات املتسارعة فيه ،و من ثم يصعب مطالبة اإلعالميين جميعهم في البيئة اإلعالمية
اإلليكترونية بااللتزام بالضوابط األخالقية ،إما ألنه لم يتم تأهيلهم من قبل ،و إما ألنه ال توجد
ضوابط مؤسسية تجبرهم أو تحفزهم على االلتزام بها 81.
81محمد مليك ،تأثير الصحافة اإللكترونية على الصحافة املطبوعة -رؤية تحليلية لو اقع القائم باالتصال بين البيئتين
،مجلة اإلعالم و املجتمع ،املجلد ، 2العدد ، 2جوان ، 2118ص ص 14-13
53
على الرغم من مرور أزيد عن 41سنة على بداية االهتمام ببحوث نظرية األجندة إال أنها
مازالت تحظى إلى يومنا هذا باهتمام الباحثين سواء في الصحافة املكتوبة كوسيلة إعالمية
تقليدية أو في الصحافة اإللكترونية كوسيلة إعالمية حديثة ،و من ثم نجد في هذا اإلطار
اتجاهات بحثية عديدة منها الكالسيكية و البعض اآلخر الحديثة ،و نحن في هذه املحاضرة
ستركز على النوع الثاني من التوجهات البحثية في دراسات نظرية جدول األعمال أو األجندة .
-4نظرية ترتيب األولويات و األجندة في البيئة اإلعالمية التقليدية :
جاءت نظرية األولويات و األجندات بعد انتقال اهتمام الباحثين خالل الثمانينات من القرن
املاض ي من النموذج االقناعي لوسائل اإلعالم الجماهيرية القائم على تقييم ممارساتها على أساس
فعاليتها في تهيئة الجماهير و تحريكها إلى النموذج الصحفي الذي يسعى إلى التأكيد على دور هذه
الوسائل في تزويد الجمهور باملعلومات الالزمة لهم حول الشؤون و القضايا العامة .و من هنا بدأ
تركيز الباحثين على دراسة تأثيرات وسائل اإلعالم على املستوى املعرفي أكثر من التأثير على
االتجاه 82.
و و جاءت تسمية هذه النظرية من فكرة جدول األعمال الذي يبحث في اللقاءات
االجتماعات و املعروف باسم األجندة ،و مثلما يحدد جدول األعمال في أي لقاء ترتيب
املوضوعات التي سوف تناقش بناء على أهميتها ،تقوم وسائل اإلعالم و منها الصحافة بذات
الوظيفة ،أي لها جدول أعمالها الخاص و أجندتها التي تحدد من خاللها األهم و األقل أهمية من
املوضوعات و األحداث 83.علما أن جدول وسائل اإلعالم و منها الصحافة يتمثل في كل ما تنشره
من مضامين صحفية حول مختلف القضايا و املوضوعات.
يمكن أن نعبر عن عملية وضع األجندة بصياغات مختلفة منها " العملية التي بواسطتها تحدد
وسائل اإلعالم بما تفكر و حول ماذا نقلق " " ،اعادة صياغة جميع األحداث التي تقع في املجتمع
إلى نموذج بسيط قبل أن نتعامل مع هذه األحداث " " .مجموعة من املوضوعات يكون ترتيبها
حسب أهميتها " " ،قدرة وسائل اإلعالم على تحديد القضايا املهمة " ،و " ابراز وسائل اإلعالم
لقضايا معينة على أنها مهمة " .
هي النظرية التي صاغها الباحثان McComb and Shawو وضعا في أواخر الستينات االفتراض األساس ي لها و بعدها طورها
الباحث . Walter Lippmann
82بسام عبد الرحمن املشاقبة ،مرجع سبق ذكره ،ص . 91
83كامل خورشيد مراد ،مرجع سبق ذكره ،ص 148
54
و تهتم بحوث ترتيب األولويات بدراسة العالقة التبادلية بين وسائل اإلعالم و الجماهير التي
تتعرض لتلك الوسائل في تحديد أولويات القضايا السياسية و االقتصادية و االجتماعية التي
تهم الجمهور .و تفرض هذه النظرية أن وسائل اإلعالم ال تستطيع أن تقدم جميع املوضوعات
و القضايا التي تحدث في املجتمع ،و إنما يختار القائمون على هذه الوسائل بعض املوضوعات
التي يتم التركيز عليها بشدة ،و التحكم في طبيعتها و محتواها .هذه املوضوعات تثير اهتمامات
الناس تدريجيا ،و تجعلهم يدركونها و يفكرون فيها و يقلقون بشأنها ،و بالتالي تمثل هذه
املوضوعات لدى الجماهير أهمية أكبر نسبيا من املوضوعات األخرى التي ال تطرحها وسائل
اإلعالم84.
و و هكذا يبدأ الجمهور في تبني األجندة التي تطرحها وسائل اإلعالم بما يقوده للتصديق
اإلقناع الفعلي بأهمية بروز هذه األحداث و الشخصيات و القضايا دون غيرها .يذكر أن وسائل
اإلعالم من خالل وضعها ألجندتها و تغطيتها اإلخبارية قد تسعى إلى إبراز بعض القضايا حتى و إن
كانت في الحقيقة أي في الواقع أقل جدية و أهمية و األغرب في األمر هو اعتقاد الجمهور
بأهميتها85.
و في سياق آخر يتأثر ترتيب األولويات بمجموعة من العوامل أو املتغيرات الخاصة ب 86 :
أ -طبيعة القضايا :من حيث ملموسة أو مدركة من قبل الجمهور ( تكون محل اهتمامه
و تشغل الرأي العام مثل غالء املعيشة ،األزمة الصحية لكوفيد ) 19أو أن تكون
القضية مجردة أي غير ملموسة ( التلوث مثال) و درجة فضول الجمهور نحو القضايا.
ب -أهمية القضايا :افترضت دراسة " كارتر و زمالءه " وجود عالقة ارتباط ايجابي بين درجة
اهتمام الجمهور بالقضية ،و زيادة حصولها على أولويات أكبر ،علما أن حسب ذات
الدراسة فإن زيادة االهتمام مرتبط بالقضايا التي تسبب التهديد و الخوف مقارنة
بالقضايا األخرى .
ت -الخصائص الديمغر افية للجمهور :تشير بعض الدراسات إلى وجود عالقة ارتباط بين
الخصائص الديمغرافية لجمهور وسائل اإلعالم و ترتيب األولويات نحو القضايا املثارة
فيها مثل متغير املستوى التعليمي .
84حسن عماد مكاوي ـ عاطف عدلي العبد ،نظريات اإلعالم ، 2110 ،ص 392
85بسام عبد الرحمن املشاقبة ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 93-92
86حسن عماد مكاوي ـ عاطف عدلي العبد ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 411- 391
55
ث -االتصال الشخص ي :يلعب االتصال الشخص ي دورا في ترتيب أولويات االهتمام للقضايا
التي تحظى بتغطية إعالمية مكثفة .
ج -توقيت إثارة القضايا :قد تقوم وسائل اإلعالم بإثارة قضايا و ترتيب أولوياتها في أوقات
دون غيرها و بشكل أقوى من األوقات األخرى كتلك القضايا التي تثار أيام االنتخابات أو
األزمات .
ح -املدى الزمني لوضع األولويات :و الذي يرتبط بالبعد الزمني لتأثير وسائل اإلعالم سواء
على املدى القصير أو املدى التراكمي أي الطويل ،و عليه فإن طبيعة القضية املثارة قد
تفرض زمنا قصيرا أو طويال للتأثير على الجمهور .و لكن بوجه عام يكون املدى الزمني
لوضع األولويات في الصحف أطول منه في التلفزيون 87.
الدراسة األصلية" شابل هيل "والتي اختبرت الفرض الرئيس الخاص بأن نموذج التغطية
اإلخبارية يؤثر في إدراك الجمهور ألهمية القضايا اليومية.
الدراسات الخاصة باألدوار املقارنة للصحف و التلفزيون ،و املصطلحات النفسية مثل
الحاجة إلى التكيف ،و اتفاق االتصال الشخص ي مع عملية االتصال الجماهيري ومثل
هذه األعمال قدمها كتاب "ظهور السياسة األمريكية "حيث اختبر فرض األجندة
باإلضافة إلى هذه الدراسات.
الشكل الثالث الذي اهتم بالكشف عن صور املرشحين واهتماماتهم السياسية كبديل
لألجندة.
بحلول الثمانينات انتقلت البحوث باألجندة اإلخبارية من متغير مستقل إلى متغير تابع
واستبدل السؤال من يضع أجندة الجمهور ؟ بالسؤال :من يضع األجندة اإلخبارية ؟
وهذا الشكل لبحوث األجندة يعتبر األكثر تعقيدا من الثالثة السابقة ،حيث يهدف إلى
شرح و وصف ارتباطاها املختلفة.
87حسن عماد مكاوي ـ عاطف عدلي العبد ،املرجع السابق ،ص . 411
88يوسف محمد ،النظريات النفسية واالجتماعية في وسائل االتصال املعاصرة واإللكترونية،ط ، 1القاهرة ،دار الكتاب
الحديث ، 2112 ،ص ص 411 -412
56
و على صعيد آخر يقسم الباحثين االتجاهات البحثية في بحوث نظرية وضع األجندة أو جدول
األعمال إلى اتجاهات بحثية كالسيكية تقليدية و أخرى حديثة الذي هو في الواقع تقسيم
ملستويين من التركيز و االهتمام :
أ -املستوى األول الذي يهتم بالصياغة األولى لفرضية تحديد األولويات و األنواع الثالثة
لألجندة :األجندة اإلعالمية ،األجندة السياسية ،و األجندة الجماهيرية .
ب -املستوى الثاني فنجد فيه االتجاهات البحثية الحديثة التي اهتمت ببحوث نظرية
األجندة في مرحلة ما بعد االتصال الجماهيري الذي اتسم بتجزئة الجمهور إلى وسائل
اعالم عديدة و متباينة و بالتالي لم يعد بإمكان لوسيلة إعالمية واحدة أن تسيطر على
سوق املعلومات و األخبار ،كما أن املتلقي أصبح بإمكانه أن يتعرض ملئات املصادر التي
يختارها و يتفاعل معها لحظة بلحظة هذا من جهة ،و من جهة أخرى ليس من السهل
على ذات املتلقي تذكر نوع املصادر و الوسيلة اإلعالمية التي تحصل منها على معلوماته
بشأن قضية ما89 .
و األصعب من ذلك هو قيام الباحثين املهتمين باالتجاهات البحثية الحديثة في نظرية وضع
األجندة بتحليل مضمون مواقع الصحف اإللكترونية ملعرفة كيفية ترتيب اهتمامات الرأي العام
حول القضايا،باعتبار أن املحتوى اإلعالمي الرقمي يتسم ب " عدم خطية أو ثبات
محتواه،خاصية تفاعلية املواقع االلكترونية قد تجعل من تحليل محتواها معقدا الى حد ما يؤثر
( في عمليتي التعميم و التمثيل ،خاصية الوسائط املتعددة ملحتوى الصحف اإللكترونية
نصوص ،صور ،مقاطع فيديو )...تجعل من الصعب إيجاد كيفية لتوحيد وحدات التحليل و
التعامل معها ،باإلضافة إلى أن محتوى شبكة االنترنت يتغير بسرعة و بالتالي سيواجه الباحث
صعوبة في جمع البيانات و تصنيفها بحيث تكون قابلة للترميز ،و صعوبة التحقق من صدق و
ثبات التحليل املعلوماتي بالحاسوب " 90و هو األمر الذي سنتطرق إليه بالتفصيل في محاضرة
الحقة حول االشكاالت املنهجية في تحليل مضمون مواقع الصحف اإللكترونية .
89وفاء البار ،الصحافة الوطنية املكتوبة و أولويات الجمهور نحو القضايا العامة – دراسة تحليلية و ميدانية لجريدة الخبر -
،أطروحة دكتوراه طور ثالث ( ل.م.د) في علوم اإلعالم و االتصال ،قسم العلوم اإلنسانية ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،
، 2121-2121ص 31
90فضيل دليو ،تقنيات املعاينة في العلوم اإلنسانية و االجتماعية ،الجزائر ،دار هومة ، 2112 ،ص ص . 101-119
57
و من جهة أخرى قد تتعرض بعض املواقع االلكترونية محل الدراسة في بعض األحيان إلى
الحجب أو القرصنة مثل ما حدث مع بعض مواقع الصحف اإللكترونية في الجزائر مثل موقع "
كل ش يء عن الجزائر " " " TSAالتي تعرضت إلى الحجب من قبل الحكومة .
و من جهته يرى الباحث السيد بخيت أن معالم بحوث نظرية وضع األجندة قد تطورت في
اآلونة األخيرة بحيث ظهرت اتجاهات بحثية جديدة خارج نطاق املفهوم األول لوضع األجندة ،و
الذي يرى أن املوضوعات العامة التي تبرزها وسائل اإلعالم تحتل مكانة بارزة ضمن اهتمامات
الجمهور ،كما ظهر تحول في االهتمام من أجندة وسائل اإلعالم إلى أجندة الجمهور ،فضال عن
و التوسع في تطبيق ذات النظرية على وسائل اإلعالم الجديدة ،و ظهور مفاهيم
مصطلحات جديدة مشتقة عن النظرية األصلية 91 .
و بدوره يؤكد الباحث عزام أبو الحمام أن البيئة الرقمية الجديدة لالتصال فرضت
معطيات نظرية جديدة ،أهمها92 :
91السيد بخيت ،االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة :مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات
الصحفية ،مرجع سبق ذكره ،ص 94
92عزام أبو الحمام ،مراجعة نقدية لنظرية ترتيب األجندة في سياق البيئة الرقمية لالتصال واإلعالم ،مركز الجزيرة
للدراسات 28 ،سبتمبر ،2121ص 19
58
ا
و بناء على ماسبق يترتب نماذج نظرية لعملية بناء األجندة مخالفة ملا كان معروفا في البيئة
السابقة؛ إذ تميل هذه النماذج لتأخذ شكل الشبكة ،أو التشاركية في بناء األجندة ،حيث أن
أفقيا بعد أن كان التوزيع تر ًّ
اتبيا الفاعلين في بناء األجندة في البيئة الرقمية أصبحوا يتوزعون ًّ
ًّ
هرميا يبدأ بالسياسيين .مشيرا ذات الباحث عدم ثبات هذا التوزيع نظرا لعدم استقرار البيئة
الرقمية الشبكة ،كما أن هذه األخيرة لم تلغ سلطة وسائل اإلعالم الجماهيرية ،لكنها قسمت كل
جزأت الجمهور فيما ُيعرف بالتجزئة أو التشظي( ) Fragmentation ش يء في عملية االتصال ،و َّ
داخل الشبكة ،و َّ
تجزأ القائمون باالتصال و الوسائل التي يبثون أو ينشرون من خاللها ،و بالتالي
مبرما على ظاهرة التمركز ( )Centralization تجزأت املوضوعات و القضايا بما قض ى قضاء ا َّ
و احتكار سلطة ترتيب األجندة و بناء األطر93 . والهرمية ( ) Hierarchical
-0االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث وضع األجندة :
ترجع بدايات تطبيق نظرية وضع األجندة على وسائل اإلعالم الجديدة التي خلقتها الشبكة
العاملية االنترنت إلى عام ، 1998حينما قام الباحث"يون " ( ) Yoonبدراسة الختبار وضع
األجندة في مواقع الصحف الكورية على االنترنت ،أراد من خالله معرفة ما إذا كان استخدام
الطالب الكوريين بجامعة تكساس ملواقع الصحف الكورية يؤثر على ترتيب القضايا االقتصادية
الكورية لديهم ...و سئل الطالب في استقصاء هاتفي عن القضايا االقتصادية األهم التي تواجه
بلدهم ،فيما قام" يون "باملوازاة مع ذلك بتحليل محتوى األقسام التجارية و االقتصادية في ثالثة
من أكبر املواقع للصحف الكورية على الويب ،و توصلت الدراسة املقارنة بين أجندة الجمهور و
األجندة اإلعالمية ملواقع الصحف الكورية إلى تدعيم حدوث أثر وضع األجندة بفعل املواقع
اإلخبارية على االنترنت 94 .و فيما يلي تفصيل لهذه االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث نظرية
وضع األجندة :
-1االتجاه الذي بحث في امكانية تطبيق هذه النظرية في البيئة االعالمية
الجديدة باعتبار أن هذه النظرية ظهرت : 1000اهتم هذا االتجاه باإلجابة عن
و سؤال هل يمكن تطبيق نظرية األجندة عند دراسة املواقع االلكترونية اإلخبارية
93عزام أبو الحمام ،مراجعة نقدية لنظرية ترتيب األجندة في سياق البيئة الرقمية لالتصال واإلعالم ،املرجع السابق ،ص ص
11- 19
94حسني محمد نصر ،اتجاهات البحث و التنظير في وسائل اإلعالم الجديدة – دراسة تحليلية لالنتاج العلمي املنشور في
و دوريات محكمة ،ورقة بحثية مقدمة خالل فعاليات املؤتمر الدولي حول " وسائل التواصل االجتماعي التطبيقات
اإلشكاالت املنهجية " ،جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية ،الرياض ،مارس ، 2112ص ص 21-19
59
مواقع الصحف االلكترونية ؟ ،أي امكانية وضع األجندة عبر االنترنت و ترتيب األولويات
في الصحافة االلكترونية باعتبار أن جمهور هذه الصحافة مفتت على نحو واسع ،و هو
األمر الذي يعيق عملية وضع األجندة ،علما أن البحوث الجديدة لوضع األجندة وجدت
مخرجا لذلك من خالل اتجاهها نحو تحديد سمات املحتوى اإلعالمي على شبكة الويب ،
و الذي يجعل القضية بارزة أو تتمتع بأهمية كبيرة ،مثل الروابط املتشعبة أو الوسائط
املتعددة التي يتم اعتبارها آليات للتأطير أو مؤشرات لدرجة األهمية 95 .كما أن تعدد
مصادر األخبار عند الجمهور ال يساعد على تحقيق اإلجماع حول قضية معينة.
و في ذات االتجاه البحثي نجد كل من "ماكومبس "و"شو " اللذان واصال بحوثهما و معهم عدد
من الباحثين حول نظرية" ترتيب األولويات "في ظل الوسائط الرقمية واإلعالم الجديد منذ
عام 2005حتى يومنا هذا ،مدافعين عن بقاء النظرية و تطورها لتكون صالحة لدراسة
العالقات املعقدة بين الرأي العام و الوسائل التقليدية و امليديا الجديدة باقتراح نموذج
جديد أطلق عليها "وضع األجندة املعكوس " و تبعه مقترب "دمج األجندة 96 " .و هو ما
سنتطرق إليه في األنواع األخرى من االتجاهات الحديثة في هذه النظرية.
-0اتجاه بحث في أجندة وسائل االعالم : Media Agenda Settingو يهتم
باإلجابة عن تساؤل حول من يضع أجندة وسائل اإلعالم ؟ و تندرج تحت االتجاه عدة
اتجاهات فرعية كل واحدة منها اهتمت بزاوية بحثية معينة فمثال نجد :
أ -اتجاه بحث في أولويات الصحف املكتوبة في تناولها لبعض القضايا الوطنية
التي شغلت الرأي العام :مازالت تهتم بعض الدراسات في الجزائر مثال باالتجاه
الكالسيكي في بحوث نظرية وضع أجندة وسائل اإلعالم و منها الصحف املكتوبة و ترتيبها
لألولويات حول بعض القضايا العامة مثل دراسة حول " أولويات الصحافة الجزائرية في
تناولها لظاهرة الفساد االقتصادي بسونطراك " ،حيث قامت الطالبة بتحليل مضمون
95حسني محمد نصر ،نظريات اإلعالم ،ط ، 1القاهرة ،دار الكتاب الجامعي ، 2112 ،ص ص 333-332
96إلهام بوثلجي ،الصحافة اإلكترونية و ترتيب أولويات الرأي العام – دراسة تحليلية ميدانية لعينة من الصحف اإللكترونية
الجزائرية " الشروق أون الين ،املساء ، " Liberté ،أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية علوم االعالم و
االتصال ،جامعة الجزائر ، 2121-2121 ، 13ص 0
60
عينة من الصحف الجزائرية الخاصة و هي :الشروق اليومي ،النهار الجديد ،الخبر
اليومي " خالل الفترة املمتدة من 14فيفري 2113إلى 14أفريل 97 . 2114
ب -اتجاه بحثي حول دور الصحافة االلكترونية في وضع أجندة للجمهور
املتصفح ( ترتيب أولوياته ) :بحث هذا االتجاه في بعض مواقع الصحافة
االلكترونية ،و كيف هذه األخيرة تولي اهتماما كافيا بقضايا محددة دون غيرها ،مما
يجعلها تلعب دورا ملموسا في وضع أجندة للجمهور و ابراز القضايا التي تهمه .
و من هذه الدراسات نجد دراسة الباحثة إلهام بوثلجي التي اهتمت بالبحث عن العالقة بين
تشكيل الرأي العام و ترتيب األولويات في الصحف اإللكترونية الجزائرية محل الدراسة" الشروق
أون الين ،ليبارتي ،املساء "و بشكل أكثر دقة تسليط الضوء على العالقة بين الصحافة
اإللكترونية الجزائرية و الرأي العام أثناء فترة الحراك الشعبي لسنة ، 2019و قد انطلقت
الباحثة في دراستها من عدة تساؤالت منها :
ما هو ترتيب أولويات القضايا املتعلقة بالحراك الشعبي لدى املبحوثين؟
ما مدى مساهمة املبحوثين بآرائهم حول مواضيع الحراك الشعبي التي تقدمها الصحف
اإللكترونية الجزائرية؟
ما هي العالقة بين ترتيب الصحف اإللكترونية محل الدراسة ملواضيع الحراك الشعبي
وترتيب الجمهور لهذه املواضيع ؟
هل يقوم القائم باالتصال في الصحافة اإللكترونية بإتباع أجندة محددة لترتيب األخبار
الخاصة بالحراك الشعبي؟
ما هي األشكال الصحفية املستخدمة في الصحف اإللكترونية محل الدراسة لعرض
قضايا الحراك؟
ما هي وسائل اإلبراز التي اتبعتها الصحف اإللكترونية لتناول وتقديم قضايا الحراك؟ 98
ت -اتجاه بحث في األجندة اإللكترونية ( : ) Online Agenda Settingو ذلك
وفق مدخل نظري تم تطويره في اطار دراسات وضع األجندة تمثل في األجندة اإللكترونية
بهدف التعرف على مدى تأثير وسائل اإلعالم الحديثة متمثلة في االنترنت على بناء أجندة
97ليلى معلوم ،أولويات الصحافة الجزائرية في تناولها لظاهرة الفساد االقتصادي بسونطراك " ،أطروحة دكتوراه طور ثالث
( ل.م.د) ،قسم علوم اإلعالم ،كلية علوم اإلعالم و االتصال ،جامعة الجزائر . 2118-2110 ، 13
98إلهام بوثلجي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 9 -8
61
وسائل اإلعالم التقليدية من ناحية و بناء أجندة الجمهور من ناحية أخرى و بناء على
تلك الد اسات ظهر مصطلح " 99 ." Online Agenda Setting
ر
و من بين تلك الدراسات التي تبنت هذا االتجاه البحثي نجد دراسة قارنت بين تأثيرات أجندة
النسخة اإللكترونية لصحيفة النيويورك تايمز مع أجندة النسخة املطبوعة لنفس الصحيفة ،و
قد توصلت الدراسة إلى أن قراء النسخة املطبوعة يعدلون أجنداتهم بشكل مختلف عن قراء
النسخة ا إلكترونية للصحيفة ،ألن القراء على االنترنت لديهم املزيد من السيطرة على تعرضهم
لألخبار ،هذه السيطرة تمكنهم من تكوين تصورات و رؤى مختلفة حول أهمية قضايا معينة
مقارنة مع قراء النسخة املطبوعة 100.
-0االتجاه الذي بحث في تأثيرات أجندة وسائل اإلعالم :لم تعد االتجاهات البحثية
املرتبطة بنظرية وضع األجندة تتخذ من أجندة وسائل اإلعالم فقط موضوعا لها ،بل
امتد اهتمامها للكشف عن التأثيرات االتجاهية لوضع األجندة ،باعتبار أن وسائل
اإلعالم يمكن أن تحقق ما هو أكثر من مجرد ترتيب ألولويات االهتمامات ،فهي تضع
معايير الحكم على األولويات زيادة االهتمام بنتائج وضع األجندة .حيث أثيرت تساؤالت
حول قضية العالقة بين وضع األجندة و الرأي العام مثل ماذا يعني أن قضايا معينة
تحتل أهمية متقدمة لدى الجماهير و السعي الكتشاف دالالت تأثير وضع األجندة على
االتجاهات و اآلراء و السلوك املالحظ لجماهير وسائل اإلعالم101 .
و في هذا اإلطار نجد دراسة بحثت في " دور مو اقع الصحافة االلكترونية في تغيير أولويات
الجمهور و تشكيل رأيهم حول القضايا " انطالقا من فكرة مفادها أن لوسائل اإلعالم و منها
الصحافة اإللكترونية قوة في ترتيب األجندة و أولويات الجمهور و من ثم املساهمة في صناعة
الرأي العام .
-0اتجاه بحث في وضع أجندة الجمهور ( ترتيب أجندة الجمهور لالهتمام
بالقضايا) :و يضم كل الدراسات التي تفترض أن تركيز وسائل اإلعالم على قضايا
99حمزة سعد محمد ،االتجاهات الحديثة في دراسات وضع األجندة في العالم ،مجلة الباحث اإلعالمي ،العدد ، 42-44ص
48
100املرجع نفسه ،ص 49
101السيد بخيت ،االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة :مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات
الصحفية ،مرجع سبق ذكره ،ص 92
62
معينة يحقق نفس الترتيب لذات القضايا لدى كل األفراد .و يضم هذا االتجاه مجاالت
بحثية فرعية نذكر منها :
أ -وضع أجندة الجمهور( : ) Public Agenda-settingاهتم أصحاب هذا االتجاه
بقوة الجمهور و تأثيره في بناء أجندة وسائل اإلعالم التقليدية في ظل استخدامه املتزايد و
و املتفاعل ،و خير املكثف للوسائط الجديدة و الصانع للمحتوى و النشط
دليل على ذلك نجد بعض القضايا أثارها الرأي العام في منصات التواصل االجتماعي
تصنف في وسائل اإلعالم التقليدية كقضايا مهمة مثل قضية الحراك الشعبي الجزائري
فيفري . 2119
و نفس املشهد نجده في املنصات الغربية حيث توصلت دراسات أجنبية أن وسائل اإلعالم تزود
الجمهور باملعلومات التي يستخدمونها في النقاشات اإللكترونية 102.
" ت -اتجاه بحث في دمج األجندة " : " Agenda Meldingاقترح كل من
ماكومبس "و "دونالد شو "و "ويفر " نموذج دمج األجندة الذي يشير إلى األدوار املختلفة
لوسائل اإلعالم الجديدة و القديمة على مختلف مستويات إعداد جدول األعمال من
102السيد بخيت ،االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة :مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات
الصحفية ،املرجع نفسه ،ص ص 99 - 94
103السيد بخيت ،االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة :مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات
الصحفية ،املرجع السابق ،ص 111
63
خالل التأسيس ملفهوم دمج جدول األعمال ،و الذي يعتبر أحد االستجابات للتحديات
البحثية الحالية و عالمة على مرونة النظريات القديمة في بيئة جديدة 104.
و عليه ركز هذا االتجاه على مجال بحثي جديد في نظرية وضع األجندة اهتم " دمج األجندة " أو "
أجندة الخلط " " Agenda Meldingالذي يقصد به دمج الجمهور و ربط األجندات في إطار يتفق
مع قيمه ،و قد ظهر هذا االتجاه نتيجة الستخدام عدد كبير من وسائل اإلعالم التقليدية و
الحديثة منها االنترنت و مصادر إخبارية أخرى الستكمال معلوماته عن األحداث ،و إليجاد أراء
و تكييف و توافق مع توقعاته ،و هذا الجهد من قبل الجمهور يسمى ب " دمج األجندة "
105 . استيعاب الرسائل بدل من وضع وسائل اإلعالم لألجندة
و اتجاه دمج األجندة مبني على االفتراض القائل ":إن تدفق األخبار داخل املجتمع قائم في
اتجاهين مختلفين ،فاالتجاه األول هو تدفق األخبار الرأسية التي يكون مصدرها وسائل اإلعالم
التقليدية مثل الصحف و التي تستهدف جمهورا كبيرا و عاما و الثاني هو تدفق األخبار األفقي
106 التي تأتي من مصادر وسائل اعالم أخرى و تتوجه إلى جمهور خاص محدد " .
-5اتجاه بحث في وضع أجندة وسائل اإلعالم و الجمهور معا :برز هذا االتجاه
لدراسة أجندة اإلعالم و الجماهير عبر أكثر من فترة زمنية ،متسائال :من يضع أجندة
من..اإلعالم أم الجماهير ؟ مع االعتقاد أن العالم الخارجي يؤثر على وضع اهتمامات
اإلعالم و الجماهير إال أن تدخل اإلعالم يمثل ضرورة لخلق اإلحساس بالقضية ،
فاإلطار الذي تعالج من خالله وسائل اإلعالم قضية معينة مهم في التأثير على أجندة
الجماهير.
-6اتجاه بحث في وضع أجندة السياسات العامة : Policy Agenda-Setting
و هو من االتجاهات التقليدية لكنها مازالت تثير اهتمام الباحثين و يهتم هذا االتجاه
بدراسة مدى انعكاس وسائل اإلعالم ألولويات صانعي القرار أو قيادة أولويات الجماهير .
فمثال نجد توجه بحثي جمع بين عملية وضع األجندة و قيادة الرأي و ذلك الختبار
104 Ewa Nowak, Agenda-setting theory and the new media ,
https://studiamedioznawcze.pl/Numery/2016_3_66/nowak-en.pdf.
105السيد بخيت ،االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة :مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات
الصحفية ،مرجع سبق ذكره ،ص 111
106الهام بوثلجي ،مرجع سبق ذكره ،ص . 248
64
الفرض القائل بانت قال األجندة على مرحلتين من وسائل اإلعالم إلى قادة الرأي و منهم إلى
الجماهير .
-7اتجاه بحث في العوامل و املتغيرات املؤثرة في وضع األولويات :مثل هذا االتجاه
فريق من الباحثين الذين اقتنعوا في السنوات املاضية بأهمية دراسة املتغيرات املؤثرة في
وضع األجندة مثل :االنتماء الحزبي و املشاركة السياسية و ملكية وسائل اإلعالم و
ي ،التعليم ...الخ107. خصائص النظام السياس
-8اتجاه بحث في تصفح أو تزلج األجندة : Agenda Surfingبرزت خالل
السنوات األخيرة اتجاهات بحثية حديثة أخرى في بحوث نظرية جدول األعمال ،حيث
توسع تعريف أجندة القضايا إلى البحث في كيفية صناعة األجندة فيما بين وسائل
اإلعالم ،أي كيف تنتقل القضايا البتي أبرزتها بعض وسائل اإلعالم إلى البعض اآلخر منها
.بمعنى يهتم أصحاب هذا االتجاه بإتباع وسائل اإلعالم ملوجة االهتمامات التي تضعها
وسائل اإلعالم األخرى البارزة باعتبار ذلك يساعد في التنبؤ بالقصص التي يمكن أن
تغطيها وسائل اإلعالم األخرى و تلك التي ستهملها 108 .أي كيف تنتقل القضايا التي أبرزتها
بعض وسائل اإلعالم إلى البعض اآلخر منها
و على صعيد آخر تحول االهتمام من بحث ما هي املوضوعات التي تغطيها وسائل اإلعالم إلى
كيفية تغطيت هذه األخيرة ملختلف القضايا ؟ و هو ما أثار تساؤالت حول هل يعد ذلك نهاية
لنظرية وضع األجندة ،و هل يمكن لوسائل اإلعالم أن تقترح ما الذي يجب أن يفعله الجمهور إزاء
القضايا البارزة ،و هل يكون التساؤل حول ما الذي يجب فعله إزاء قضية ما أم عن العواقب
109 الناجمة عن القضايا و كيفية رؤيتها ؟
و في سياق آخر يمكن القول أيضا أن حارس البوابة كما تراجع دوره في الرقابة و الحراسة
و احتكار األخبار و املعلومات في زمن االنفجار املعلوماتي و امليديا الجديدة فباملثل فقدت وسائل
اإلعالم التقليدية دورها السابق في وضع األجندة ،إال أن املطلع على بعض الرسائل األطروحات
107السيد بخيت ،االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة :مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات
الصحفية ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 92 -94
108السيد بخيت ،املرجع نفسه ،ص ص 111 - 98
109السيد بخيت ،االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة :مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات
الصحفية ،املرجع السابق ،ص 98
65
الجامعية في الجزائر تخصص الصحافة املطبوعة و اإللكترونية سيالحظ استمرارية اهتمام
بعض الجرائد في ترتيبها لألولويات رغم تراجع مقروئيتها .
و على العموم كشفت دراسة اهتمت برصد االتجاهات الحديثة في دراسات نظرية وضع
األجندة عن نتائج مهمة نذكر منها110 :
66
املحاضرة : 30االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث ادارة املؤسسات
الصحفية و الصحافة االلكترونية و اقتصادياتهما :
و تعريف بحوث ادارة املؤسسات الصحفية و الصحافة االلكترونية .I
اقتصادياتهما :هي ذلك النوع من الدراسات التي مزجت بين مهام الجهاز الصحفي في
املؤسسات الصحفية و األساليب املختلفة إلدارتها ،أي هي تلك الدراسات التي زاوجت
بين تخصص ي الصحافة و االدارة .و الجدير بالذكر أن هذا املجال البحثي عرف تأخرا في
تناوله سواء في العالم العربي أو في أجزاء مختلفة من العالم ،و هذا بسبب قلم الباحثين
املؤهلين القادرين على معالجة هذا الجانب بطريقة شمولية .علما أن حقبة الثمانينيات
67
من القرن املاض ي تعد االنطالقة الحقيقية لنمو و تطور دراسة إدارة املؤسسات
الصحفية من قبل املختصين في االعالم 111.
و كتعريف اجرائي هي تلك البحوث و الدراسات التي اهتمت بالصحافة املكتوبة و االلكترونية من
زاوية أخرى تمثلت في كيفية ادارتها ،تنظيمها و تسييرها من الناحية املالية ،و كيف الظروف
االقتصادية تؤثر في العملية االنتاجية للمحتوى الصحفي سواء املكتوب أو الرقمي .
و ادارة املؤسسات الصحفية تتوزع على أهم االدارات و هي :إدارة التحرير ،ادارة الطبع ،ادارة
التوزيع ،ادارة التخزين ،إدارة االشهار.
( التنظيم ،تقسيم العمل ،التسيير ،التنسيق ،االشهار ،التوزيع ،التكاليف ،التمويل ،
الوقت ،أساليب االدارة ،االرباح ) هي كلمات مفتاحية لهذا النوع من البحوث .
و العوامل التي أدت إلى االهتمام ببحوث ادارة املؤسسات الصحفية .II
الصحافة االلكترونية و اقتصادياتها :
تحول الصحافة إلى صناعة لديها اقتصادياتها الخاصة بها
تحول املؤسسات الصحفية إلى مؤسسات اقتصادية يرتبط فيها البعد االقتصادي
بالبعد اإلعالمي.
خضوع الصحافة املطبوعة و االلكترونية إلى املنطق التجاري القائم على منطق السوق (
العرض و الطلب ،االستثمار ،الربح و الخسارة ،اإلندماج و التكتالت . )...
عرفت املؤسسات الصحفية و الصحافة االلكترونية منافسة شديدة في عدة أسواق
( سوق القراء و املتصفحين ،سوق املعلنين ،سوق املادة التحريرية ).
تعرض املؤسسات الصحفية إلى مخاطر السوق .
تعرض العديد من املؤسسات الصحفية إلى مشاكل اقتصادية تعود إلى نقص مواردها
املالية من االشهار مقابل تراجع في حجم سحبها و نسبة مقروئيتها .
و طغيان املادة االشهارية على املادة اإلعالمية و تأثيرها على األداء االعالمي
املمارسة املهنية .
محمد عبد العزيز الحيزان ،مرجع سبق ذكره ،ص 112 111
68
انتشار أسلوب احتكار املؤسسات الصحفية و االندماج فيما بينها بطريقة أثارت
و تساؤالت الباحثين حول تأثير ملكية هذه املؤسسات على السياسة التحريرية
استقالليتها .
األزمة الصحية لكوفيد 19و تداعياتها على اقتصاديات املؤسسات الصحفية .
أنواع االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث ادارة املؤسسات الصحفية .III
و الصحافة االلكترونية و اقتصادياتها :
-1االتجاه البحثي الذي اهتم بإدارة املؤسسات الصحفية و ملكيتها :بحث هذا
االتجاه في الهيئة أو القطاع الداخلي الذي يهيمن على نواحي أنشطة املؤسسة الصحفية
( التحريرية ،املطبعية ،التوزيعية و اإلعالنية ) و ذلك من حيث البحث في اإلدارة
الصحفية (املفاهيم ،املميزات و الخصوصية ،األهمية ،العوامل املؤثرة ) ،العمليات
اإلدارية و وظائفها في املؤسسات الصحفية ( وظيفة التخطيط ،التنظيم ،التوجيه،
الرقابة ) ،أهمية اإلدارة و التنظيم بها ،الهياكل التنظيمية فيها ،و كذلك أسلوب اإلدارة
في املؤسسات الصحفية العمومية و الخاصة 112 .باإلضافة إلى ملكية الصحف و تأثيراتها
على املمارسات املهنية .
كما اهتم الباحثون في مجال اإلدارة الصحفية بمسألة التعرف على النمط اإلداري السائد في
الصحف على اختالف أنواعها ،علما أن بعض الدراسات توصلت الى أن متغير حجم الصحيفة
له دور حاسم في تحديد النمط االداري .كما مثل الهيكل االداري للمؤسسة محورا لتساؤالت هذه
البحوث .غير أن هناك من لجأ الى محاولة التعرف على جوانب امتزاج االدارة بالصحافة من
خالل تصنيف مهام رؤساء التحرير االدارية و الصحفية و أيهما يستأثر بأوقاتهم ،كما كان هناك
اهتمام واضح بتناول طبيعة عملية االتصال بينهم و بين بقية الجهاز الصحفي من محررين أو
فنيين .كما ظهرت فئة من الباحثين في هذا االتجاه تساءلت حول قدرة املحررين في املشاركة في
اتخاذ القرارات و مقدار الحرية املتاحة لهم في ذلك.
112فاطمة الزهراء أقلمين ،إدارة مؤسسات الصحافة املكتوبة في الجزائر ( دراسة مسحية لعينة من الجرائد الوطنية إلى
غاية ماي/جوان ، ) 0310رسالة ماجستير في تسيير املؤسسات االعالمية ،كلية علوم االعالم و االتصال ،جامعة الجزائر ، 13
.2112-2111
69
و من جهة أخرى يصنف تحت هذا االتجاه البحثي موضوع ملكية وسائل االعالم من خالل
دراسة مدى تأثير ظاهرة احتكار املؤسسات الصحفية أو الدمج فيما بينها على مضمون الوسيلة ،
كما حاول البعض اآلخر دراسة التشريعات القانونية في موضوع امللكية 113.
و في هذا الصدد توصلت دراسة إلى أن ملكية الحكومة الجزائرية لبعض الجرائد جعل من
الصحفيين العاملين في هذه الصحف مجرد موظفين,يأتمرون بأمر رؤسائهم مثلهم مثل أي
موظف حكومي ،فال يستطيعون كتابة أو نشر إال ما يرض ي الدولة و يوافق سياستها ،و ان أي
انتقاد لها قد يعرضهم للعقوبات أو الفصل عن العمل ،األمر الذي أدى بهم إلى الخمول بدال من
النشاط و ممارسة صحافة تنتقد و تحقق و تدافع عن اهتمامات الجماهير ,على العكس من ذلك
استسلم الصحفيون من تلقاء أنفسهم و أخذوا في ممارسة رقابة ذاتية آليا ،و قد استغلت
السلطة هذا الوضع فكان نبل املهنة الصحفية هو الضحية هذه الوضعية الخطيرة دفعت عددا
كبيرا من الصحفيين إلى مغادرة املهنة و نتج عن كل ذلك أحادية املضمون و انحطاطه 114 .
70
( -0اتجاه بحث في موضوع تكاليف الصناعة الصحفية :أنواع هذه التكاليف
و خاصة تكاليف التحرير ،الطبع ،التوزيع ) ،العوامل املتحكمة في ارتفاعها
انخفاضها ،كيفية حسابها ،تأثير متغيرات التكاليف على أداء املؤسسة الصحفية...الخ
و في هذا السياق نجد دراسة الباحث مرزوق بن مهدي املوسومة ب " تكاليف صناعة الصحافة و
أثرها على أداء املؤسسات الصحفية ( دراسة وصفية تحليلية للجرائد اليومية الجزائرية دراسة
حالة جريدة الشعب ) " و التي حاول من خاللها البحث في ظاهرة املشروع اإلستثماري الصحفي
انطالقا من العالقة املوجودة بين التكلفة و األداء في املؤسسة الصحفية ،انطالقا من فرضية
أن ارتفاع تكاليف الصناعة الصحفية و ندرة مواردها املالية له أثر على األداء املنهي ،كما أن
تحكم إدارة املؤسسة الصحفية في تكاليفها و مصادر تمويلها يعطيها أكبر أداء منهي .و قد أكدت
نتائج هذه الدراسة صحة فرضياتها و ذلك بسبب الضغوط املالية التي تفرض في بعض األحيان
على السياسة التحريرية للمؤسسة من طرف الجهات املمولة ،هذا من جهة و من جهة أخرى
و تعمل اإلدارة السليمة في التسيير املالي و املحاسبي للمؤسسة على التقليل من التكاليف
117 . زيادرة األرباح و بالتالي زيادة فعالية أدائها
-5اتجاه بحث في التوزيع الصحفي :و يطلق عليها دراسات التوزيع التي تهتم بدراسة
عملية توزيع الصحف و انتشارها ، 118تهدف إلى التعرف على الجانب القانوني للتوزيع ،
نسبة التوزيع ،أساليب و أشكال توزيع الصحافة املطبوعة ،مشاكل و صعوبات التوزيع
،تأثير عملية التوزيع على املقروئية و االشهار ...الخ
و في هذا الصدد نجد دراسة الباحث مصطفى سحاري حول " إشكالية التوزيع الصحفي في
الجزائر – الصحافة الخاصة نموذجا – " التي حاول من خاللها البحث في هذا االتجاه من حيث
الجانب التاريخي و القانوني للتوزيع في الجزائر ،وضعية األنظمة التوزيعية في الجزائر ،تطور
النشر و السحب ،عالقة الصحافة الخاصة بمؤسسات التوزيع أنذاك ،طبيعة مشكلة التوزيع ،
119 باإلضافة إلى تأثير عملية التوزيع على املقروئية ،و سبل تطوير هذه العملية .
117مرزوق بن مهدي ،تكاليف صناعة الصحافة و أثرها على أداء املؤسسات الصحفية ( دراسة وصفية تحليلية للجرائد
و اليومية الجزائرية دراسة حالة جريدة الشعب ) ،رسالة ماجستير في علوم االعالم و االتصال ،قسم علوم االعالم
االتصال ،جامعة الجزائر . 2111 2119 ، 13
118محمد عبد العزيز الحيزان ،مرجع سبق ذكره ،ص 113
119مصطفى سحاري ،إشكالية التوزيع الصحفي في الجزائر – الصحافة الخاصة نموذجا ، – 0330 /1003رسالة ماجستير
في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية العيوم السياسية و اإلعالم ،جامعة بن يوسف بن خدة ،الجزائر ، 2110-2111 ،
71
يذكر أن هناك بعض الدراسات التي تناولت الصحافة املكتوبة كانت قد خصصت جزء منها
لظاهرة التوزيع الصحفي.
-0اتجاه بحث في االشهار الصحفي كمصدر رئيس ي للصحف يحقق لها توازنها
املالي :ركز الباحثون في هذا االتجاه على متغير اإلشهار و عالقته بالصحف بعدما
تحولت تلك العالقة من عالقة وظيفية ( التسويق و الترويج ) تقوم بها هذه الصحف
كوسيلة إعالمية ،كونها تعتبر حامل و وعاء سوق االشهار و السند و الدعامة األكثر
مالئمة لهذه السوق إلى سيطرة االعالن التجاري الخاص و العمومي على تلك العالقة و
تحوله من مصدر تمويل يساعدها على احداث توازن بين مدخالتها و مخرجاتها إلى
أساس مصدر بقائها في السوق االعالمية ،ثم إلى وسلة ضغط في يد املعلنين تمارس مع
بعض الصحف و منها الجزائرية .
و عليه أصبح يرتبط التمويل عبر االشهار و اإلعالم معا في عالقة تكافلية ، 120و الصلة بينهما
وطيدة و تزداد يوما بعد يوم و تتوثق أكثر لدرجة أن بعض الباحثين اعتبر اإلعالم بمفهومه
ي و االعالن هو اعالم تجاري " 121 الضيق " :ما هو إال اعالن سياس
و بناء على ذلك أثار الباحثون في دراساتهم هذه العالقة متناولين عدة نقاط منها :
خصوصية االشهار الصحفي ،سوق االشهار و األطر القانونية املنظمة له ،العالقة التجارية بين
املعلن ( صاحب االشهار ) و الناشر ( صاحب املؤسسة الصحفية ) ،إشكالية توزيع اإلشهار
العمومي في الجزائري بين ناشري الصحف الخاصة و العمومية ،أهمية االشهار في احداث توازن
مالي للصحف .و من مثل هذه الدراسات نذكر دراسة الباحث بلقاسمي رابح حول " اإلشهار و
و صوت التوازن املالي للصحف الوطنية في الجزائر " – دراسة مقارنة ليوميتي الشعب
األحرار122 -
-0اتجاه بحث في التمويل االشهاري و عالقته باألداء الصحفي :اهتم أصحاب هذا
االتجاه بالتأ ثيرات السلبية لإلشهار كدعامة للصحف و مصدر تمويلها األساس ي على
120سهام الشجيري ،اقتصاديات االعالم ،ط ،1لبنان ،االمارات ،دار الكتاب الجامعي . 2114 ،ص 112
121عواطف عبد الرحمن ،التبعية اإلعالمية والثقافية في العالم الثالث ،سلسلة عالم املعرفة ،عدد ، 78الكويت ، 1984ص
91
122رابح بلقاسمي ،اإلشهار و التوازن املالي للصحف الوطنية في الجزائر " – دراسة مقارنة ليوميتي الشعب و صوت األحرار ، -
رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية العلوم السياسية و اإلعالم ،جامعة الجزائر . 2110-2111 ،
72
أدائها املنهي من خالل استعراض أوجه هذا التأثير :على السياسة التحريرية ،املوضوعية
،أخالقيات املهنة ،حرية االعالم ...الخ
حيث تؤدي مصادر التمويل التي تأتي خاصة من االشهار دورا كبيرا في التأثير على السياسة
التحريرية للجريدة ( .استقاللية سياستها التحريرية ) و يتمثل ذلك الدور في محاوالت املعلنين
املستمرة في التدخل في توجيه السياسة التحريرية ،بما ال يتعارض مع مصالحهم ،و في قبول
االدارة االعالمية في كثير من األحيان لهذه التدخالت بهدف زيادة االيرادات االعالنية و تعظيم
ي للتمويل 123. األرباح أو كنتيجة العتمادها على هذه االيرادات كمصدر رئيس
و هي النقطة التي أكد عليها الباحث بن مرس ي بقوله " استغل املعلنون في املؤسسات الصحفية
التي اصبحت غير قادرة على الحياة بعيدا عن ايرادات االشهار لهذا الجانب الى درجة التأثير على
السياسة التحريرية للجريدة و توجيهها وفق ما يهدم أهدافها االقتصادية على حساب استقالليتها
في طرح القضايا و معالجتها بموضوعية طبق ما يخدم قراءها بالدرجة االولى 124.و من ثمت
تراجعت القيم املهنية و أخالقيات املمارسة االعالمية مقابل القيم االقتصادية و غلبة االعتبارات
و املصالح الشخصية و تحقيق الربح و تعظيم االرادات من املصادر املختلفة 125.
و في هذا االتجاه البحثي نجد دراسة الباحث محمد شحات بعنوان " العالقة بين التمويل
اإلشهاري و األداء الصحفي في الصحف اليومية الجزائرية " – دراسة تحليلية استطالعية على
عينة من الصحف اليومية الوطنية الخبر ،الشروق و الوطن 126 -
و -0اتجاه بحث في اجراء دراسة مقارنة بين االشهار في الصحافة الورقية
و االلكترونية :من حيث الخصائص ،األشكال ،االستثمارات االشهارية ،األسعار
األرباح املحققة منه .
و في هذا الصدد نجد دراسة الباحث وليد حميدي املوسومة ب " اإلشهار في الصحافة الجزائرية
– دراسة مقارنة بين الصحافة الورقية و الصحافة اإللكترونية ،املعلنون في صحيفتي الشروق
اليومي و الشروق أون الين " -انطلق من إشكالية بحث في سؤال :ما هو الفرق بين اختيار املعلن
73
في الجزائر اإلشهار في الصحف الورقية و اإلشهار في الصحف اإللكترونية ؟ و ما هي العوامل
املتحكمة في ذلك ؟ و لدراسة هذا املوضوع اختار الباحث جريدة الشروق بنسختيها الورقية و
اإللكترونية127 .
حيث نوه الباحثون في هذا اإلتجاه أن أخطر املؤشرات على حرية االعالم هي تتركز ملكية
أغلب وسائل االعالم في يد فئة قليلة من رجال االعمال ،يحث يتم احتكار الخطاب اإلعالمي
و الصحفي ،و يؤدي ذلك الى انقاص التنوع و التعدد ،و بخاصة اذا كان مالك رأس املال يملك
توجه سياس ي معين سيسعى بإعالمه لتكريسه ،و إذا لم يكن له توجه سياس ي فإنه قابل
للمساومة على خطابه االعالمي لصالح منفعته الخاصة في موائمة مع السلطة الحاكمة129.
و في هذا الصدد خلصت دراسة الباحثة وهيبة بلحاجي التي تندرج تحت هذا التوجه البحثي
إلى أن سيطرة أصحاب رؤوس األموال على مجال الصحافة وفق منطق تجاري بحت يخدم
مصالحهم االقتصادية على حساب حرية الصحافة في ظل غياب الشفافية املالية و اإلدارية
لتسيير املؤسسات الصحفية و غياب ،أيضا املساعدات املباشرة من أجل حماية حرية الصحافة
من سلطة املال .كما أن التبعية املطلقة ألغلبية الصحف الجزائرية للدولة فيما يتعلق باإلشهار
127وليد حميدي ،اإلشهار في الصحافة الجزائرية – دراسة مقارنة بين الصحافة الورقية و الصحافة اإللكترونية ،املعلنون
في صحيفتي الشروق اليومي و الشروق أون الين ، -رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية العلوم السياسية و
اإلعالم ،جامعة الجزائر . 2111-2119 ،
128فريدة معتوق ،حرية الصحافة املكتوبة الجزائرية في ظل قوانين السوق الجديدة خالل مرحلة التعددية ،رسالة
ماجستير ،كلية علوم االعالم و االتصال ،جامعة الجزائر . 2112-2111 ، 13
129تأثير رأس املال على السياسة التحريرية للمؤسسات اإلعالمية ،مركز هردو ( ) HRDOلدعم التعبير الرقمي ،القاهرة ،
، 2110ص 11
74
مما ،يطرح مسألة مدى قدرتها على تلبية الشروط االقتصادية إلستمراريتها دون اعتمادها على
إمكانيات الدولة ؟ 130
و من هذا املنطلق فإن حرية اإلعالم توجب االستقالل االقتصادي للمؤسسة اإلعالمية ،و
التي تكفل للصحفي أن ينشر ما يريد من أخبار و أفكار دون ضغط مالي من أية جهة كانت ،كما
أن حرية االعالم لم تعد محصورة في املعنى السياس ي ،بل تجاوزته الى املعنى االقتصادي ،
فأصبحت تهدف الى التحرر من الخضوع لرأس املال131.
130وهيبة بلحاجي ،الصحافة الخاصة و الشروط القانونية و االقتصادية لحريتها بعد ( 1000دراسة مسحية لعينة من
الصحفيين الجزائريين ) ،أطروحة دكتوراه علوم ،كلية علوم االعالم و االتصال ،جامعة الجزائر ، 2114-2113 ، 13ص ص
. 291 ، 292
131سهام الشجيري ،مرجع سبق ذكره ،ص 111
132زين العابدين جبارة ،اقتصاديات الصحافة االلكترونية و ادارتها ( الشروق اونالين نموذجا ) ،رسالة ماجستير في تخصص
تسيير املؤسسات اإلعالمية ،كلية علوم االعالم و االتصال ،جامعة الجزائر . 2112-2111 ، 13
75
و إذا ما أخذنا دراسة الباحث محمد األمين موس ى حول اقتصاديات الصحافة اإللكترونية
لوجدنا أنه يركز على إمكانية إيجاد نموذج عملي القتصاديات الصحافة اإللكترونية العربية قابل
للتطبيق ضمن تواصلية تهيمن فيها وسائل التواصل االجتماعي على اهتمامات الجمهور ،و ذلك
من حيث البحث في مالمح نموذجها اإلقتصادي و مرتكزاته ،مصادر دخلها ،و نفقاتها .و من
النتائج التي توصل إليها هي أن االستثمار في مجال الصحافة اإللكترونية العربية يواجه تحديات
كبيرة إذا انطلق املستثمر من النموذج ا اقتصادي التي تتبعه الصحف التقليدية 133.
133محمد األمين موس ى ،اقتصاديات الصحافة اإللكترونية العربية :الو اقع والنموذج ،مركز الجزيرة للدراسات 2 ،أكتوبر
، 2110متوفر على الخط التالي https://studies.aljazeera.net/ar/mediastudies/2017/10/171002075126824.html :
134محمد عبد العزيز الحيزان ،مرجع سبق ذكره ،ص 189
76
و نعرفها إجرائيا بأنها تلك الدراسات التي تمحورت معظمها في البحث عن استخدامات
و الصحف الورقية و اإللكترونية لتكنولوجيا املعلومات و االتصاالت و في مقدمتها الكمبيوتر
و الهاتف الذكي و االنترنت و برمجياتها و تطبيقاتها و تأثيراتها على األداء املنهي الصحفي ،
اتخذت اتجاهات و تيارات بحثية عديدة و مختلفة بتعدد الباحثين فيها و اختالف وجهات نظرهم
.
- IIالعوامل التي أدت الى ظهورهذا االتجاه البحثي :
ظهور و تطور تكنولوجيا املعلومات و االتصال و التي تتمثل على وجه الخصوص في:
الحاسب اآللي ،األقمار الصناعية ،الهاتف النقال ،الشبكات الداخلية و الدولية،
البرمجيات ،التطبيقات ،وسائط التخزين ،شبكات التواصل االجتماعي.
باعتبار أن الصحافة من أكثر وسائل اإلعالم بعد التلفزيون استفادة من التطور
التكنولوجي ،و " ربما كانت أولى الوسائل االعالمية التي استفادت من الوظائف املحدودة
التي وفرها الحاسب في بداياته ،و ذلك قبل استخدام الحاسب كوسيلة اعالمية جديدة
عبر شبكة االنترنت ".
و سرعة انتشارها و توظيفها في املؤسسات الصحفية ،فمثال تم توظيف الحاسب
برامجه بشكل كبير في اعداد و تحرير و تجهيز املواد الصحفية ،في مجال معالجة الصور
و الرسوم ،الجوافيكس 135...
Computer assisted journalism هي تلك الصحافة التي تعتمد في مراحل انتاجها للخبر الصحفي ( مرحلة اإلنتاج الفكري
و املادي ) على جهاز الكمبيوتر أي الحاسوب أو الحاسب اإللكتروني .
77
و من منطلق هذه األسباب و غيرها سعى اصحاب هذا االتجاه البحثي إلى التعرف على واقع
توظيف التكنولوجيا في املؤسسات الصحفية من حيث الوقوف عند أهم الوسائل و التقنيات
الحديثة املوظفة بها ،التعرف على درجة االستخدام و مجاالته ( أي طبيعة استخدام
التكنولوجيا في املجال الصحفي ) ،االشباعات املحققة لدى الصحفيين بعد استخدامهم لهذه
التكنولوجيا .
- IIIأهم االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث تكنولوجيا املعلومات و االتصال
و عالقتها بالصحافة املطبوعة و االلكترونية:
لقد تنوعت بحوث االعالم ذات العالقة بالحاسب اآللي وفقا لطبيعة النظرة إلى وظيفة
الحاسب نفسه ،فمن الباحثين من حاول دراسة توظيف املؤسسات االعالمية لتقنية جهاز
الحاسوب في مجال خدمة االنتاج االعالمي ،و كذلك االمكانات التي يمكن أن يوفرها هذا االتجاه
لخدمة أصحاب املهنة في أداء مهامهم االعالمية ،أما الغالبية العظمى من الباحثين فقد توجهوا
الى دراسة الحاسب كوسيلة اتصالية ذات سمات و خصائص متنوعة تمثل حقال بكرا من حقول
البحث و املعرفة 136.
و عليه ظهرت العديد من االتجاهات البحثية الحديثة التي اهتمت بموضوع تكنولوجيا
املعلومات و االتصال و عالقتها بالصحافة املطبوعة و االلكترونية ،و فيما يلي استعراض ألهمها:
-1اتجاه بحثي اهتم بو اقع استخدام تكنولوجيا املعلومات و االتصال في
العمل الصحفي التقليدي :ركز أصحاب هذا االتجاه على استعراض الوسائل
التكنولوجية املوظفة و املستثمرة في العمل الصحفي مثل :البريد االلكتروني ،االنترنت ،
شبكات االتصال الفضائية ،وسائط التخزين ،الحواسيب االلكترونية ،و كذا مجاالت
استخداماتها التي تعددت بداية من جمع املادة الصحفية من امليدان و توصيلها إلى مقر
الصحيفة ،ثم تخزينها و استرجاعها ( االرشيف االلكتروني و بنوك املعلومات للصحف )
،مرورا بمعالجة و تحرير األخبار أي انتاجها ( املاسح الضوئي ،برامج معالجة النصوص
و الصور ،برامج تحويل الفيديو الى صور " ) " Videographyو نهاية بنقل و نشر املواد
و املضامين الصحفية و تبادلها ( مثال طبعات اقليمية أو دولية للصحف )137.
78
و -0اتجاه بحث في تأثيرات التكنولوجيا على الصحافة شكال و مضمونا:
يندرج تحت هذا االتجاه مواضيع بحثية عديدة نذكر منها:
أ -اتجاه بحث في تأثيرات و انعكاسات تكنولوجيا املعلومات و االتصال على
األداء املنهي و العمل الصحفي التقليدي :اهتم اصحاب هذا االتجاه البحثي
بموضوع تأثير التكنولوجيا الحديثة على العمل الصحفي أي كيف أثرت الوسائل
التكنولوجية املستثمرة ( األنترنت ،وسائط التخزين ،الحواسيب اإللكترونية ) في
العمل اإلعالمي سواء تلك التأثيرات اإليجابية أو السلبية .
و من بين التأثيرات السلبية لتكنولوجيا االتصال في العمل الصحفي و التي أثارت اهتمام
الباحثين في هذا االتجاه نذكر :مسألة مصداقية املعلومات و الصور الفوتوغرافية املستقاة من
املصادر االلكترونية ،عنصر اإلبداع لدى الصحفي ،امللكية الفكرية للمصنف الصحفي
الرقمي138.
ب -اتجاه بحثي في موضوع التطور التكنولوجي و تأثيره على انتاج املعلومة
و التحرير الصحفي في الصحف املكتوبة :بحث هذا االتجاه في التقنيات
و الوسائل التكنولوجية املساهمة في انتاج املعلومة و تحريرها في الصحافة املكتوبة
و ما أضافته الوسائل التقنية الحديثة من مميزات و خصائص سهلت على القائم
باالتصال مهمة التحرير ،و كذا تأثيرها في طبيعة و خصائص املعلومة الصحفية من
حيث جودة املادة التحريرية و بالتالي مساهمتها في تطور عمليات التحرير الصحفي (
مثال الجمع االلكتروني للنصوص الصحفية ،االستفادة من قواعد املعلومات
و الجهد ،استخدام االلكترونية في جمع املادة التحريرية مما سمح بتوفير الوقت
الحاسوب و برامجه في عملية التحرير مما قلل من األخطاء اللغوية ،الحذف و
اضافة معلومات على املادة الصحفية 139)...
138صليحة شلواش ،و اقع استخدام تكنولوجيا االتصال الحديثة و أثرها على العمل الصحفي – دراسة ميدانية في جريدة
الشرق الجمهوري – ،رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية ،جامعة محمد خيضر
بسكرة 2112-2111 ،
139فاطنة شرقي ،أثر التكنولوجيا في إنتاج املعلومة في مضمون الصحافة املكتوبة الجزائرية – الشروق اليومي و املجاهد
نموذجا ، -رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية علوم اإلعالم و االتصال ،جامعة الجزائر . 2118-2119 ، 13
79
و من النتائج التي توصل إليها الباحثون في هذا االتجاه أن الصحف أصبحت تستخدم الكمبيوتر
في عملية جمع املادة التحريرية و إخراجها ،كما مكنت تكنولوجيا االتصال الحديثة من زيادة
و عن حجم التغطية اإلخبارية لألحداث و سهلت عملية الحصول على املادة الصحفية ،
التأثيرات السلبية فأشار بعض الباحثون إلى ظاهرة السرقات الصحفية أثناء تحرير املادة
و الصحفية و أيضا تركيز بعض الصحفيين في مقاالتهم على القيم اإلخبارية الغريبة
و املفيدة 140. الشاذة و ليس الجادة
ت -اتجاه بحثي في موضوع تأثير تكنولوجيا املعلومات و االتصال في االخراج
الصحفي :ركز هذا االتجاه على أثر التطورات التقنية في االخراج الصحفي ،و
و توضيب الوسائل التكنولوجية و أنظمتها و برامجها املستخدمة في إنتاج
صفحة الجريدة كاملة بما فيها أعمدة نصوص و عناصر تيبوغرافية مختلفة ( مثال
برنامج الناشر الصحفي الذي يساهم في توضيب و تصميم الصفحات )...
و يضم هذا االتجاه العديد من الدراسات منها تلك التي حاولت البحث في الدور الذي لعبته
تكنولوجيا االتصال الحديثة في تطوير إخراج الصحف الورقية من ناحية إخراج التصميم
األساس ي ( الهيكل العام ) ،و إخراج و معالجة العناصر التيبووغرافية و الجغرافيكية للبناء
و الشكلي للصحيفة ،و ذلك من خالل اجراء مقارنة بين كيفية اخراجها التقليدي في املاض ي
- الحديث اآلن بعد استفادتها من التكنولوجيا الحديثة بتقنياتها املتعددة التي ساعدت
حسب ذات الدراسة -اإلخراج الصحفي على أداء وظائفه ،ال سيما تعزيز النواحي الجمالية و
إبراز الهوية الخاصة للصحف فضال عن تيسير القراءة بتحقيق عنصر الوضوح للمواد املنشورة .
141
140منير سليم أبو راس ،عالقة التطور التكنولوجي بالتحرير الصحفي في الصحافة الفلسطينية – دراسة ميدانية على
الصحفيين العاملين في الصحف الصادرة في قطاع غزة ، -قسم الصحافة و اإلعالم ،كلية األداب ،الجامعة اإلسالمية غزة ،
. 2111
141ليندة صيمود ،مهدي زعموم ،مساهمة تكنولوجيا االتصال الحديثة في تطوير اخراج الصحافة الورقية ،مجلة املعيار ،
املجلد ، 22العدد . 2121 ، 22
80
فنون و أساليب الكتابة ) و مرحلة االخراج الصحفي من خالل استعراض الوسائل
و برمجياته ،الهواتف التكنولوجية املوظفة في كلتا املرحلتين ( أجهزة الحاسوب
الذكية ،االنترنت ،شبكات التواصل االجتماعي ،املاسح الضوئي ،كاميرات التصوير
الرقمي ،أدوات نقل امللفات ...الخ و مساهمة هذه الوسائل في تسهيل العمل
الصحفي و في تعزيز روح املنافسة في إخراج الصحف .فضال عن التعرف على
سلبيات و صعوبات استخدام األدوات التكنولوجية 142.
142محمد إسماعيل ياسين ،استخدامات تكنولوجيا االتصال في تطوير شكل و مضمون الصحف الفلسطينية اليومية –
دراسة ميدانية ، -رسالة ماجستير في الصحافة ،كلية األداب ،الجامعة اإلسالمية غزة . 2112 ،
143مليكة جورديخ ،دور التكنولوجيا الحديثة للطباعة في تطوير الصحافة املكتوبة ،مجلة الدراسات و البحوث االجتماعية ،
جامعة الوادي الجزائر ،العدد ، 11جوان . 2111
مثل :برنامج ” ” Story Makerأو صانع القصص الذي يعتبر من أفضل التطبيقات املتاحة ،لكونه تطبيق مفتوح املصدر يسمح
للصحفيين بتصوير وتحرير وانتاج قصصهم الصحفية بشكل احترافي.
81
التغطية اإلعالمية التي تتميز بالفورية و التفاعلية ،و قد تساءل ذات الباحث في دراسته عن
مستقبل العمل اإلعالمي في ظل استخدام الهواتف الذكية ،معتبرا هذه األخيرة تكنولوجيا
جديدة للمعلومات ستفيد أكثر مما تضر بالعمل االعالمي 144.
و في دراسة أخرى تطرقت الباحثة سناء يونس شاهين إلى صحافة املوبايل من زاوية البحث في
دورها في تطوير أداء الصحفيين ملهنتهم و املهارات املطلوبة النجازها ،كما أبرزت انعكاسات
توظيف الهاتف الذكي على أساليب التغطية الصحفية و التحول الذي أحدثه في غرف األخبار
و التغيرات التي لحقت باألشكال الصحفية 145.
أما فيما يتعلق الباحثة نوال وسار فقد اختارت زاوية بحث أخرى في صحافة املوبايل ربطتها
باألزمة الصحية لوباء كوفيد 19أين وثق الصحفيون العاملون بمختلف وسائل اإلعالم و منها
مواقع الصحف اإللكترونية زمن املورونا من خالل السرد البصري لألحداث بعدسات هواتفهم
املحمولة و ذلك بأقل مخاطرة و أعلى جودة 146.
144زكرياء بن صغير ،خدمات صحافة املوبايل وتأثيراتها على املمارسة االعالمية أي مستقل للعمل اإلعالمي ،مجلة العلوم
اإلنسانية ،املجلد ، 21العدد . 2121 ، 11
145سناء يونس شاهين ،دور صحافة املحمول في تطوير املمارسة الصحفية ،مجلة الدراسات اإلعالمية ،املركز الديمقراطي
العربي ،برلين أملانيا ،العدد الثالث . 2118 ،
146نوال وسار ،صحافة املوبايل واملمارسة املهنية خالل األزمات)أزمة الكوفيد 25أنموذجا( ،مجلة الرواق للدراسات
االجتماعية واإلنسانية ،املجلد ، 10العدد . 2121 ، 2
82
استخدام االنترنت صحفيا ،باإلضافة إلى البحث في أثر استخدام االنترنت على العمل الصحفي و
أثرها على الصحفي في حد ذاته و نشاطه اليومي 147.
-0اتجاه بحثي اهتم بتأثير التكنولوجيا على الصحافة االلكترونية :نجد تحت
هذا االتجاه عدة مجاالت بحثية منها ذلك املجال الذي ركز على تأثير التكنولوجيا في
التحرير الصحفي االلكتروني ( املضمون الرقمي ) ،و في التصميم الصحفي االلكتروني
للصحيفة االلكترونية ( االخراج الصحفي الرقمي ) من حيث معرفة الوسائط املتعددة
املستخدمة في تصميمها 148.
أما االتجاه البحثي الثاني فقد اهتم بالنشر االلكتروني للصحف اليومية عبر دراسة األساليب
التقنية املستخدمة في املواقع االلكترونية للصحف املطبوعة ،و البحث في املستوى التقني الذي
وصلت إليه الطبعات االلكترونية للصحف املكتوبة149.
147فاطمة تيميزار ،إسهامات االنترنت في تطوير الصحافة املكتوبة في الجزائر – دراسة وصفية استطالعية على عينة من
الصحفيين ،رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية العلوم السياسية و اإلعالم ،جامعة الجزائر . 2118-2110 ،
148أديب أحمد الشاطري ،الصحافة و تكنولولوجيا االتصال – دراسة تحليلية للصحف اإللكترونية العربية ،أطروحة
دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية علوم اإلعالم و االتصال ،جامعة الجزائر . 2118-2110 ، 13
149باية سيفون ،تأثير تكنولوجيا االتصال على النشر اإللكتروني للصحف اليومية الجزائرية املكتوبة – دراسة تحليلية
ميدانية ، -أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية علوم اإلعالم و االتصال ،جامعة الجزائر 2112-2114 ، 13
.
83
املحاضرة : 30االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث الصحافة
االلكترونية:
- Iتعريف بحوث الصحافة االلكترونية :هي تلك البحوث و الدراسات التي اهتمت
بدراسة الصحافة االلكترونية كوسيلة اعالمية جديدة ميزت املشهد االعالمي الرقمي و كل ما
له عالقة بها ،و قد اتخذت هذه البحوث عدة تيارات و اتجاهات بحثية تنوعت بتنوع و
اختالف وجهات نظر الباحثين في هذا املجال .
- IIالعوامل التي أدت الى ظهورهذا االتجاه البحثي :
النمو الهائل لشبكة االنترنت في مجال االتصال و اإلعالم ،أدى الى اقبال عدد كبير من
الباحثين املتخصصين في اإلعالم إلى دراسة مجموعة من املوضوعات اإلعالمية ذات
العالقة بهذه التقنية ،و ذلك خصوصا بعد أن قدمت الشبكة نفسها على أنها وسيلة
اعالمية 150.
انشاء جميع الصحف املطبوعة مواقع الكترونية لها على شبكة االنترنت كضرورة حتمية
ملسايرة التطور التكنولوجي و الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور .
ظهور و انتشار الصحف االلكترونية املحضة أي تلك الصحف التي ليس لها نسخة
ورقية( النشر اإللكتروني الصحفي ).
االزدياد املتنامي في اقبال الجمهور على استخدام الصحافة االلكترونية كوسيلة اعالمية.
84
التطورات التي شهدتها الصحافة االلكترونية منذ ظهورها في تسعينيات القرن املاض ي الى
يومنا هذا .
التغيرات التي أحدثتها الصحافة االلكترونية على عدة مستويات ( الصحفي ،القارئ ،
الخبر ،املصادر الصحفية ،الصحافة الورقية في حد ذاته كوسيلة اعالمية جماهيرية
تقليدية )
تعرض الصحافة االلكترونية الى العديد من االنتقادات تمس مصداقيتها و أخالقياتها
بالدرجة األولى .
استشراف مستقبل الصحافة االلكترونية و التحديات التي تواجهها .
– IIIأنواع تيارات البحوث الحديثة في مجال الصحافة االلكترونية :
توسعت مجاالت بحوث الصحافة االلكترونية و بشكل أكبر و شهدت اقباال متزايدا من
الباحثين ،من ذلك نذكر :
-1اتجاه بحث في الصحافة االلكترونية كوسيلة اعالمية جديدة :انصب
و االهتمام بها من قبل الباحثين و املختصين في االعالم كأي مستحدث تكنولوجي
وسيلة اعالمية جديدة و ذلك لتشخيص واقعها من حيث ايجاد مفهوم لها ،التعرف على
طبيعتها ،ابراز خصائصها ،أنواعها ،الصعوبات التي تواجهها سواء متعلقة بالصحافة
االلكترونية كمهنة ،أو صعوبات متعلقة ببنائها ( االطار القانوني ) ،التحديات التي
تفرضها ،التنبؤ بمستقبلها ،عالقتها مع الوسائل االعالمية التقليدية ،أوجه التشابه و
االختالف بينها و بين الصحافة املطبوعة ...
و ضمن هذا التيار البحثي نجد العديد من الدراسات الوطنية التي اهتمت بواقع الصحافة
اإللكترونية في الجزائر و التي ظهرت بعد اتخاذ مسؤولي الصحف الورقية في تسعينيات القرن 21
قرار التحول التكنولوجي و اللحاق بركوب النوع اإلعالمي الجديد الذي ظهر في الفضاء الرقمي
كحتمية فرضتها التطورات التكنولوجية الحديثة ،خاصة بعد صدور املرسوم الوزاري رقم -98
221عام 1998الذي سمح للمؤسسات اإلعالمية الجزائرية إمكانية انشاء فضاءات لها على
شبكة االنترنت .و عليه عرفت الساحة اإلعالمية ميالد النوع األول من الصحافة اإللكترونية (
85
التي لها نسخة ورقية ) لتتبع بعد ذلك بميالد الصحف الجزائرية الرقمية املنشأ أي صحف
الكترونية محضة و في مقدمتها " ألجيريا انترفاس " عام ، 1999و موقع " " TSAعام 151 . 2110
و في سياق آخر نجد دراس ات ركزت على تحديات الصحافة اإلكترونية في الفضاء الرقمي منها
التحديات املهنية التي تواجه الصحفيين العاملين بقاعات تحرير النسخ اإللكترونية للصحف152.
و من النتائج التي توصلت إليها إحدى دراسات هذا االتجاه البحثي أن هناك تفاعال بين الرسالة
اإلعالمية و املستقبل و مع النص الصحفي ( املضامين ) في الصحف االلكترونية الجزائرية (
الشروق أون الين ،الخبر ،و النهار ) ،و من بين األدوات التفاعلية املوظفة هي :االستفتاء ،
اإللكتروني 154 ... سجالت الزوار ،خيارات البحث ،تعدد اللغات ،البريد
151يمينة بلعاليا ،الصحافة اإللكترونية في الجزائر :بين تحدي الو اقع و التطلع نحو املستقبل ،رسالة ماجستير في علوم
اإلعالم و االتصال ،كلية العلوم السياسية و اإلعالم ،جامعة الجزائر . 2111 ، 13
152رابح عمار ،الصحافة اإللكترونية و تحديات الفضاء اإللكتروني – دراسة ميدانية للصحافة اإللكترونية الجزائرية ، -
أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و ا التصال ،كلية العلوم اإلنسانية و العلوم اإلسالمية ،جامعة أحمد بن بلة وهران ،
. 2110-2111
153أمنة قجالي ،التفاعلية في الصحافة اإللكترونية – دراسة في استخدامات و إشاعات النخبة األكاديمية الجزائرية ، -
أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية ،جامعة الحاج لخضر باتنة -2111 ، 1
. 2110
154سمية بورقعة ،الصحافة اإللكترونية في الجزائر – دراسة تحليلية ميدانية للتفاعلية في الصحافة اإللكترونية الجزائرية
، -أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية علوم اإلعالم و االتصال و السمعي البصري ،جامعة قسنطينة ، 3
. 2112-2114
86
-0اتجاه بحثي في موضوع الوسائط املتعددة في الصحافة االلكترونية :ركز
أصحاب هذا االتجاه البحثي على الوسائط املتعددة املوظفة في مواقع الصحف
االلكترونية من حيث التعرف على :أهمية دعم الوسائط املتعددة للمحتوى الصحفي
الرقمي ،أنواع الوسائط املتعددة ( نص ،صوت ،صور ثابتة و متحركة ،رسوم ،فيديو
) و درجة توظيفها في هذه املواقع ،أكثر عناصر الوسائط املتعددة اعتمادا من طرف
الصحافة االلكترونية ،مكان تواجدها ( أعلى الصفحة ـ وسطها ـ أسفلها ،الصفحة
الرئيسية ،الداخلية ) ،طبيعة الفنون التحريرية ( األنواع الصحفية) التي توظف
الوسائط املتعددة ،و كذا نوعية املضامين الصحفية التي تتضمن هذه الوسائط 155.
كما حرصت هذه الدراسات و بأسلوب كيفي على التعريف بعناصر تصميم الصحيفة
االلكترونية التي تؤث ر في املظهر العام للصحيفة و أسلوب بنائها بصورة أكثر تفصيال ،و ذلك
كالتعريف بعنصر خريطة الصحيفة التي تبين األبواب الرئيسية للصحيفة في أولى صفحاتها ،و
عنصر خريطة العناوين ،و كذا عنصر املمرات التي تسمح للقارئ بالتجول الحر داخل النص157.
155نعيمة برنيس ،استخدامات الوسائط املتعددة في الصحافة اإللكترونية الجزائرية ،أطروحة دكتوراه علوم في علوم
اإلعالم و االتصال ،كلية علوم اإلعالم و االتصال و السمعي البصري ،جامعة قسنطينة . 2118-2110 ، 3
156عبير محمد سليم لبد ،إخراج مواقع الصحف الفلسطينية اليومية على شبكة االنترنت – دراسة تحليلية مقارنة ، -رسالة
ماجستير في الصحافة ،كلية اآلداب ،الجامعة اإلسالمية غزة . 2114 ،
157محمد عبد العزيز الحيزان ،مرجع سبق ذكره ،ص 191
87
" األنواع االخبارية التي نضم كل من الخبر ،التقرير ،الروبورتاج ،األنواع الفكرية
الرأي " و املتمثلة في :املقال االفتتاحي ،املقال التحليلي ،العمود ،حديث ،مقاالت
صحفية ،أما األنواع االستقصائية فنجد " التحقيق " و األنواع الصحفية التعبيرية
متمثلة في البورتريه ،متسائلين إن كانت هي نفسها التي نجدها في الصحافة الورقية ،و
من التساؤالت كذلك التي طرحها الباحثون في هذا املجال نجد :هل تأثرت األنواع
الصحفية بظهور الصحافة االلكترونية و بخصائصها ؟ تتطابق األنواع الصحفية في
الصحافة االلكترونية مع األنواع الصحفية في الصحافة الورقية ؟ ،هل تخضع األنواع
الصحفية في الصحافة االلكترونية إلى قواعد التحرير الصحفي في الصحافة الورقية ؟
هل هناك أنواع صحفية جديدة جاءت بها الصحافة االلكترونية ؟ 158
يذكر أن بعض الدراسات التي اهتمت باألنواع الصحفية في الصحافة االلكترونية ركزت على
التقرير الصحفي كفن من الفنون الصحفية و ذلك من خالل التعرف على مدى اهتمام
و ما الصحافة االلكترونية بهذا النوع من ناحية الصياغة و تطبيق األسس النظرية في كتابته ،
هي أنواع التقارير الصحفية املوظفة ؟ و ما هي طبيعة املواضيع التي نشرت في مواقع الصحف
على شكل تقرير و غيرها من األسئلة التي تندرج تحت هذا االتجاه البحثي .
و في هذا الصدد يعتبر الباحث محمد لعقاب أن األنواع الصحفية هي واحدة بالنسبة لجميع
وسائل اإلعالم بما فيها الصحافة اإللكترونية و لكنها تختلف حسب خصوصيات الوسيلة ،كما
أن الذي يختلف هو طريقة الكتابة أي أسلوبها ( طريقة عرض املعلومة ـ تنظيم الفقرات و الجمل
و كتابة العناوين و املقدمات ) ،علما أن األنواع الصحفية في الصحافة اإللكترونية ينبغي عليها
أن تراعي خصوصياتها بتوظيف فنيات جديدة 159:
و -الكتابة للميلتيميديا أي أنها تجمع في الوقت نفسه بين الكتابة للقراءة و السمعي
البصري .
-توظيف النص املتشعب أو النص الفائق.
-و معظمها ينبغي أن يلتزم بالهرم املعكوس.
158فلة مكيري ،األنواع الصحفية في الصحافة اإللكترونية – دراسة تحليلية لعينة من الصحف اإللكترونية العربية (
رأي اليوم ،إيالف ،كل ش يء عن الجزائر ،الهدهد ) ،أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية علوم اإلعالم و
االتصال ،جامعة الجزائر . 2118-2110 ، 3
159محمد لعقاب ،مهارات الكتابة لإلعالم الجديد ( ،ب.ط ) ،الجزائر ،دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع ، 2113 ،ص
ص 43-39
88
-تراعي طريقة عمل محركات البحث أي ينبغي عليها أن تلتزم االختصار و تبرز الكلمات
املفتاحية في العناوين .
-0اتجاه بحث في مصداقية الصحافة االلكترونية :بحث هذا االتجاه في مدى التزام
الصحافة االلكترونية بتلك املعايير التي تعبر عن مصداقيتها و التي تتمثل في :السمعة
الحسنة ،الخبرة ،اآلنية ،العدالة ،قوة مصدرها ،املهنية التحريرية ،العمق ،
املوضوعية ،التفاعلية ،عدم االنحياز ،املوثوقية ،دقتها من خالل معالجتها اإلعالمية
ملختلف القضايا الوطنية و الدولية .
و في هذا السياق كانت قد توصلت دراسة الباحث طالب كيحول إلى أن بعض الصحف
اإللكترونية قد تحولت من ممارسة وظيفتها األساسية و هي اإلعالم إلى ممارسة الدعاية اتجاه
بعض القضايا متأثرة بذلك بالخطاب السياس ي ألنظمتها الحاكمة ،و هذا ما يدل على عدم
أحيانا ( حسب طبيعة و أهمية القضية املعالجة ) 160 . مصداقيتها
و و تعتبر مصداقية الصحافة االلكترونية من أهم االشكاالت التي طرحها الباحثون
يواجهها الصحفيون في عملية اعتمادهم عليها ،حيث كان من أبرز نتائج بعض الدراسات التي
تندرج تحت هذا االتجاه مسألة صعوبة التحقق من دقة املعلومات و مصداقيتها ،مما يجعلها
مصدرا غير موثوق به 161.
160طالب كيحول ،مصداقية الصحافة اإللكترونية لدى الطلبة الجامعيين الجزائريين – دراسة ميدانية و تحليلية على
و عينة من وسائل اإلعالم العربية و الجزائرية ،أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية علوم اإلعالم
االتصال ،جامعة الجزائر . 2111-2112 ، 3
161محمد عبد العزيز الحيزان ،مرجع سبق ذكره ،ص 192
89
و ذلك من خالل طرح العديد من التساؤالت منها :ما هو االطار القانوني املنظم
للصحافة اال لكترونية ؟ هل حقا يوجد فراغ تشريعي في مجال الصحافة االلكترونية ؟
هل تم التشريع للصحافة االلكترونية في اطار القوانين االعالمية املنظمة لنشاط وسائل
االعالم املختلفة ؟ أم أنه تمت صياغة و اصدار قوانين جديدة خاصة فقط بالصحافة
االلكترونية ؟ ما هي انعكاسات هذه القوانين على حرية الصحافة االلكترونية ؟162
أما الزاوية البحثية الثانية التي تندرج تحت هذا التيار فقد اهتم باحثوها بضوابط أخالقيات
العمل الصحفي االلكتروني ( الحياد ،الصدق ،الدقة ،املوضوعية ،النزاهة...الخ) التي أصبحت
حسبهم ضرورة يفرضها الواقع املنهي لهذا النوع املستحدث من االعالم الجديد ،و ذلك انطالقا
من اإلطار األخالقي العام الذي يستند أساسا إلى مواثيق الشرف األخالقية و انتهاء إلى التشريعات
القانونية التي تضع اإلطار القانوني و التشريعي العام للصحافة االلكترونية 163.
الجدير بالذكر أن الباحثون في هذا االتجاه أكدوا على أن البحث في الضوابط املهنية
للصحافة االلكترونية ال يتأتى دون الوقوف عند املعايير التقنية و التكنولوجية التي توجه عمل
االعالمي في البيئة الرقمية و هي تلك املعايير التي ترتبط بمجموعة من املهارات مثل :حذق
أساليب الكتابة الرقمية ،إجادة توظيف الروابط املتشعبة ،مهارات كتابة األخبار على االنترنت ،
و مهارات البحث في شبكة االنترنت ،توظيف الوسائط املتعددة في تحرير املواد اإلعالمية
التعامل مع صحافة املواطن ،كل هذه املعايير التقنية قد تحيل إلى مدى التزام االعالمي
بالضوابط املهنية للعمل الصحفي االلكتروني ،فهي ( أي املعايير التقنية ) من يقيم الدليل على
164. صحة املعلومات املنشورة ،و صدقيتها و درجة الوثوق بها
-0التوجهات البحثية في بحوث مقارنة الصحافة االلكترونية مع الصحافة
املطبوعة :ركزت هذه التوجهات على مقارنة الصحافة االلكترونية كوسيلة اعالمية
جديدة بالصحافة املطبوعة كوسيلة اعالمية قديمة أو تقليدية و ذلك للتعرف على مدى
قدرة هذه االخيرة في املحافظة على مكانتها ،و قدرة الصحافة االلكترونية على منافستها
162حسين دوحاجي ،التشريعات اإلعالمية و تأثيرها على حرية الصحافة اإللكترونية – دراسة مقارنة بين الجزائر و تونس ، -
رسالة ماجستير في الدراسات القانونية و اإلعالمية ،قسم اإلعالم ،كلية علوم اإلعالم و االتصال ،جامعة الجزائر -2111 ، 3
. 2110
163املعز بن مسعود ،أخالقيات الصحافة االلكترونية العربية – رؤية جديدة للممارسة املهنية – ،قطر ،مركز الجزيرة
للدراسات ، 2119 ،ص 13
164املعز بن مسعود ،املرجع نفسه ،ص ص 18- 10
90
أو الغاء بعض خصائصها .و بعض الدراسات التي تناولت هذا املجال البحثي اهتمت ب :
165
طبيعة العالقة بين الصحافة املكتوبة و الصحافة اإللكترونية :هل هي عالقة صراع،
تكامل ،أم إلغاء ؟
و إجراء مقارنة بين الوظائف و املهام التي تؤديها كل من الصحافة املطبوعة
االلكترونية .
اجراء مقارنة بالبحث في جانبي السمات و الخصائص من خالل التحليل املباشر لتلك
الخصائص و السمات .
البحث في التأثيرات املستقبلية للصحيفة االلكترونية على نظيرتها الورقية ،و مدى أن
تصبح األولى بديال لألخيرة من خالل نظرة شمولية لواقع صحف معينة .
تناول البعض األخر من الدراسات هذا الجانب عبر استقراء التطورات التقنية في مجال
االتصال االلكتروني و ما يمكن أن تقود اليه في تغيير األسلوب التقليدي لتقديم املواد
االعالمية و منها الصحفية 166.
91
املحاضرة :30االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث الصحافة البديلة
( صحافة املواطن نموذجا ) :
تعريف بحوث الصحافة البديلة :هي تلك الدراسات التي اهتمت بالصحافة -I
البديلة مثل صحافة املشاركة ( ) Participatory Journalismو صحافة املواطن (
) Citizen Journalismو صحافة البلوغر ( ... )Bloggers Journalismو غيرها من
األشكال الجديدة التي تمثل نوعية جديدة من الصحافة باعتبارها تقدم فرصا
لألفراد و الجماعات لتدشين وسائلهم اإلعالمية الخاصة ،و باعتبارها تمثل مجاال
جديدا يتم بعيدا عن سيطرة النخب و املؤسسات اإلعالمية املركزية .
و في إطار بحوث الصحافة البديلة ظهرت عدة تيارات و اتجاهات بحثية منها من اهتم بمدى
و قدرتها على أن تمثل وسائل اعالم بديلة لتمكين املواطن من املشاركة السياسية
االجتماعية ،بينما سعت دراسات أخرى للتفرقة بين املفاهيم املختلفة املتعلقة بالصحافة
البديلة .و بالرغم أن هذه الدراسات قد كشفت عن وجود نماذج بديلة للنموذج املتبع في
الصحافة التقليدية ،فإنها أيضا كشفت عن تأثيرها على املمارسات املتبعة في الصحافة املهنية
التقليدية ال يزال محدودا167.
و سميت بالصحافة البديلة كذلك بعد لجوء وسائل اإلعالم الرسمية إليها كإعالم بديل يوفر ما
يعجز الصحفيون أو املراسلون عن توفيره من أخبار و تغطيات إعالمية ،فأصبحت هذه
الوسائل تستنجد باملواطنين لكي يرسلوا لها مختلف املواد اإلعالمية ( تسجيالت فيديو ،صور)...
باعتبارهم املعنيين بهذه األحداث أو األقرب إليها 168.
عرفت بأنها تلك العمليات االتصالية و الحوارية و املتضمنة لتعبير ذاتي لبعض األفراد و من خاللها يساهمون في صناعة
املعرفة و في طرح مصادر بديلة للقوة .
167السيد بخيت ،االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة :مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات
الصحفية ،مرجع سبق ذكره ،ص ص . 112
168إبراهيم بعزيز ،مشاركة الجمهور في إنتاج محتوى وسائل اإلعالم و ظهور صحافة املواطن -دراسة على عينة من
مستخدمي مو اقع التواصل االجتماعي في الجزائر ،أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية علوم اإلعالم و
االتصال ،جامعة الجزائر ، 2114-2113 ، 3ص 12
92
تعريف بحوث صحافة املواطن :من بين أنواع الصحافة البديلة ارتأينا -II
تسليط الضوء على بحوث صحافة املواطن و توجهاتها البحثية باعتبارها من
البحوث العلمية الجديدة في مجال علوم اإلعالم التي نالت حصة األسد من اهتمام
الباحثين و املختصين في أوراقهم البحثية و دراساتهم األكاديمية و في امللتقيات
العلمية سواء في الجامعات الجزائرية أو العربية أو األجنبية .
و يقصد ببحوث صحافة املواطن " ذلك املجال املعرفي العلمي الذي أخضع ظاهرة مشاركة
األفراد في إنتاج املضامين اإلعالمية و نشرها من خالل تقنيات و تطبيقات االتصال الجديدة ،أو
ملجهر الدراسة من قبل باحثين في مختلف التخصصات169". من خالل وسائل اإلعالم التقليدية
و نعرف إجرائيا بحوث صحافة املواطن بأنها تلك الدراسات العلمية التي ركزت اهتماماتها على
و املمارسات الصحفية غير املهنية ( غير محترفة ) ملواطنين عاديين ( هواة) يشاركون في إنتاج
نشر مضامين اخبارية عبر وسائط اتصالية جديدة .علما أنها نشأت تحت مبدأ " :الكل
صحفي""،نحن وسائل اإلعالم " " ،إعالم نحن " ...و على إثر ذلك ظهرت عدة اتجاهات بحثية
تدعو لالهتمام بهذا النوع الجديد من املمارسات الصحفية نحاول استعراض أهمها في هذه
املحاضرة.
العوامل التي أدت إلى ظهور هذا االتجاه :إن ظهور هذا االتجاه البحثي راجع -III
إلى عدة أسباب نوجزها فيما يلي :
ظهور صحافة املواطن كنوع من أنواع الصحافة البديلة التي تعرف على أنها " مشاركة
املواطنين في التغطية االعالمية للحياة السياسية و االجتماعية و اعتبارهم مشاركين
فاعلين في نقل األحداث و مناقشتها و تحليلها ،أكثر من اعتبارهم مجرد متلقين سليبين
كما ينظر اليها على أنها " نوع رسائل 170". ملا تعرضه لهم الوسائل االعالمية من وقائع و
من املعلومات و املنشورات ،و نشر للمعلومات من طرف أناس غير مكونين مهنيا في
ميدان الصحافة ،و لم يسبق لهم أن اشتغلوا في مؤسسات اعالمية ".
تطور صحافة املواطن كنوع من املمارسات الصحفية غير املهنية بتطور الوسائل
التكنولوجيا الحديثة من هواتف نقالة و ألواح ذكية ،و شبكات التواصل االجتماعي.
93
االعتماد املتزايد على صحافة املواطن كمصدر للمعلومة الصحفية و ذلك بعد " انفراد
بعض الصحف بأخبار و أحداث هزت الرأي العام كان مصدرها املواطن 171".و ادراج
بعض الجرائد العاملية أقسام خاصة لتلك املادة الخبرية املرسلة من املواطن 172.
زيادة االهتمام بصحافة املواطن كموضوع جديد يستحق النقاش من قبل الباحثين
و األكاديميين و االعالميين في عدة مؤتمرات وطنية و دولية .
زيادة أهمية صحافة املواطن كسلطة خامسة .
تأثيرات صحافة املواطن على عدة مستويات :الرأي العام ،صناع القرار السياس ي ،
رجال االعالم ،وسائل االعالم التقليدية ،مصادر األخبار ...
اهتمام مجموعة من الباحثين و املنظرين في املجال االعالمي بدراسة صحافة املواطن و
من بينهم هؤالء تلك الفئة التي طورت من التسميات و املصطلحات التي تشير الى صحافة
املواطن نذكر :كليمينسيا رودريغيز صاحبة مصطلح ( إعالم املواطن) ،وبومان ويليس
صاحبي مصطلح (الصحافة التشاركية) ،ودان جيلمور صاحب مصطلح (الصحافة
الشعبية ) ،و هاكيت وكارول صاحبي مصطلح (اإلعالم الديمقراطي ) 173.
171تأثير صحافة املواطن و مستقبلها في ظل التطور التكنولوجي ،املرجع نفسه ،ص ص 11- 0
172تأثيرصحافة املواطن و مستقبلها في ظل التطور التكنولوجي ،املرجع نفسه ،ص 21
173تأثير صحافة املواطن و مستقبلها في ظل التطور التكنولوجي ،املرجع نفسه ،ص 9
94
بعاملين اثنين أولهما محدودية املعلومات التي توفرها وسائل اإلعالم الكالسيكية ،و
ثانيهما تطور الوسائل التكنولوجية و الرقمية 174.
و باملقابل حاول بعض الباحثين االهتمام بصحافة املواطن كممارسة صحفية جديدة من حيث
العمل على ايجاد تسمية موحدة و تعريف توافقي و موحد لها ،تاريخ نشأتها ،أسباب ظهورها و
تطورها ،ابراز خصائصها ،الشروط التي يجب ان تتوفر في الخبر الصحفي املنشور من قبل
املواطن ،فضال عن أشكالها أو أصنافها ،مستقبلها ،هذا و قد أقر الباحثون في هذه الزاوية
صعوبة تحديد أين تبتدئ و أين تنتهي ممارسة صحافة املواطن و رسم معالم واضحة لها ،و
تحديد من هو الصحفي املواطن 175.
و قد أرجع بعض الباحثين سبب تراجع الصحافة التقليدية على حساب الصحافة التشاركية
إلى أزمة ثقة الجمهور فيها ،حيث أظهرت املمارسات الصحفية خالل النصف الثاني من القرن
العشرين و بداية األلفية الثالثة ،محدودية تحكم الصحافة املطبوعة في تغطية موضوعية و
و عدم الكشف للعديد نزيهة للعديد من األحداث السياسية و األمنية و غيرها من املجاالت ،
174نهى بلعيد ،والدة صحافة املواطن و تطورها ،كتاب جماعي بعنوان عصر امليديا الجديدة ،منشورات اتحاد إذاعات الدول
العربية ، 2111 ،ص ص 39-38
175تأثير صحافة املواطن و مستقبلها في ظل التطور التكنولوجي ،مرجع سبق ذكره ،ص 9
176فاطمة الزهراء السيد ،ميكانيزمات التعايش و التنافس بين الصحافة اإللكترونية العربية و منصات اإلعالم االجتماعي ،
مركز الجزيرة لدراسات ، 2119 ،ص 1
95
من الفضائح السياسية و البيئية و االقتصادية واألمنية ،األمر الذي أدى إلى خلق أزمة ثقة
الجمهور فيها 177.
في حين نجد فئة أخرى من الباحثين في هذا التيار ناقشت جدلية العالقة التنافسية بين
الصحف و وسائط التواصل االجتماعي فيما يتعلق بقيمتي السبق الصحفي و تحري الدقة
و أيهما األجدر باالهتمام ،حيث التمسك بقيمة التدقيق و التحقق من صحة األخبار أو الصور
التي يتم نشرها و تحظى بتداول فيروس ي عبر وسائط صحافة املواطن هو ما يمكن أن يميز
الصحف املطبوعة و اإللكترونية و يحفظ مصداقيتها و يمنحها امليزة التفضيلية األهم في مقابل
ما ينشر عبر شبكات التواصل االجتماعي 178 .
األمر الذي جعل أصحاب هذا االتجاه يرفضون أصال أن تكون هناك صحافة تسمى صحافة
املواطن و إطالق صفة "صحفي " على هذه العينة من املواطنين الكتاب أو املبدعين أو املدونين
املهنية 179، ألنه حسب توضيحاتهم ال يمكن للمواطن العادي أن يلتزم بقواعد العمل الصحفي
و مصداقية فهي بذلك صحافة غير جديرة بالثقة نظرا لخلوها من معايير االحتراف و املهنية
املحتوى و الدقة في نقل االخبار .بدليل ارتباط اعالم املواطن بالترويج لألخبار املزيفة و
و توجيهه ، الشائعات قد يكون لها تأثير سلبي على استقرار املجتمعات و إثارة الرأي العام
باإلضافة إلى غياب الرقابة و التنظيم .
و هكذا رفض أصحاب هذا االتجاه اعتبار صحافة املواطن اعالما بديال يغني عن الوسائل
التقليدية أو منافسا لها ،و إنما هي أداة مكملة لإلعالم التقليدي .فبالنسبة لهم هي ظاهرة
اعالمية و ال يرون ف يها إعالما ،و هي صحافة شعبية و ليست مهنية أي صحافة ال تتعدى كونها
تبادال للمعلومات عبر وسائل التواصل االجتماعي 180 .
يذكر أن الدراسات الوطنية التي بحثت في هذا املجال أشارت إلى موقف املشرع الجزائري من
صحافة املواطن كمفهوم و كممارسة مهنية ،حيث لم يعترف في قانون اإلعالم العضوي لإلعالم
لسنة 2112و املرسوم التنفيذي املنظم لنشاط اإلعالم عبر االنترنت الصادر شهر نوفمبر 2121
و 177جمال بوشاقور ،صحافة املواطن في الجزائر بين إشكالية تحديد املفهوم و املمارسة الصحفية ،مجلة االتصال
الصحافة ،املدرسة الوطنية العليا للصحافة و علوم اإلعالم ،الجزائر ،املجلد ، 1العدد ، 2119 ، 12ص .21
178فاطمة الزهراء السيد ،مرجع سبق ذكره ،ص 0
179ثريا السنوس ي ،صحافة املواطن و إعادة انتاج األدوار ،مجلة بحوث العالقات العامة الشرق األوسط ،مارس ، 2114ص
88
180تأثير صحافة املواطن و مستقبلها في ظل التطور التكنولوجي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 24 - 22
96
بهذا النوع من املمارسة اإلعالمية التي ربطها فقط بالصحافة املهنية .بمعنى أنه استبعد صفة
و مختلف الصحفي على املواطنين الھواة الذین یقومون بعملیة إنتاج و ترویج األخبار
181 املحتویات على شبكة االنترنت .
و باملقابل نجد اتجاه ثالث انطلق من نظرية النشوء التعايش ي التكافلي التي تنادي بضرورة
و تعايش كل من الصحافة املطبوعة و االلكترونية مع صحافة املواطن و التعاون
املشاركة بين األطراف التي تعمل من أجل تقديم الحقائق و كافة وجهات النظر .
و في اطار مسارات التعايش بين هذه األنماط الثالثة اإلعالمية أكد أصحاب هذا االتجاه على
أن الهدف الذي يجب أن تسعى إليه األقسام املختلفة ألية صحيفة هو خلق صالت مع الجمهور
عبر وسائط التواصل االجتماعي واإلبقاء على تفاعلية جاذبة معهم ،و من هذه اإلجراءات دعوة
الجمهور إلى املشاركة بقصصهم الخاصة حول خبر أو حادث ما ذي أهمية بالنسبة لهم ،
باإلضافة إلى استفتاء الجمهور حول أسئلة يرغب أن تقدم له صحيفته إجابات عليها و من ثم
ا
يصبح هذا الجمهور شريكا فعليا في اتخاذ القرار التحريري الذي يحدد املوضوعات التي سيتم
نشرها 182.
-0اتجاه بحثي اهتم بالعالقة بين صحافة املواطن و الهوية املهنية للصحفي:
ركز هذا االتجاه البحثي على مسألة العالقة بين صحافة املواطن و الهوية املهنية
للصحفي و ذلك من خالل محاولة معرفة تمثل الصحفي لهويته املهنية في ظل بروز و
تطور صحافة املواطن و انتشارها ،و كذا الوقوف عند التغييرات التي أحدثها هذا النوع
و من الصحافة على الهوية املهنية للصحفي و التي تمثل " مجموع التصورات
التمثالت التي تكونها املجموعة الصحفية عن نفسها ( فيما بينها و في الخارج ) " 183
181صبرينة برارمة ،صحافة املواطن و الصحافة التقليدية بين التنافس و التكامل ،مجلة العلوم االجتماعية ،العدد ، 21
جوان ، 2112ص . 213
182فاطمة الزهراء السيد ،مرجع سبق ذكره ،ص . 12
183فتيحة بوغازي ،صحافة املواطن و الهوية املهنية للصحفي – دراسة ميدانية لتمثل الصحفيين الجزائريين لهويتهم
املهنية -رسالة ماجستير في تخصص دراسات قياس جمهور وسائل االعالم ،كلية علوم االعالم و االتصال ،جامعة الجزائر 13
، 2111-2111 ،ص 21
97
و كيفية التقليدي و محاولة معرفة درجة اعتماده على هذا النوع من الصحافة ،
تعامله مع مصادر صحافة املواطن من حيث ثقته في املعلومات التي يستقيها من
الصحفي املواطن و كيفية التأكد من صحتها و مصداقيتها ،باإلضافة إلى انعكاس ذلك
على أدائهم املنهي .و قد خلصت بعض دراسات هذا التوجه البحثي إلى اعتماد الصحفيين
بنسة كبيرة على صحافة املواطن كمصدر للمعلومات و األخبار بسبب السرعة في نقلها
دون معيقات ،لكن مع التوصية بضرورة التزام هؤالء الصحفيين بأخالقيات املشر و
توخي الدقة و املوضوعية و التأكد من مصادر األخبار التي يستقيها من أنواع صحافة
املواطن 184 .
باعتبار أن األصل في العمل الصحفي يتم التوثق من املصدر حفاظا على صدقية الوسيلة
االعالمية ،و في اطار ذلك أثار أصحاب هذا االتجاه عدة تساؤالت حول هذا املوضوع منها :ما
مدى مصداقية ما ينشره املواطن الصحفي ؟ كيف يتم التحقق من صدق املصادر التي تعتمد
عليها الشبكات التلفزيونية و املواقع االلكترونية ،و في نفس الوقت كيف يمكن تغطية الحدث
بشكل موضوعي و منهي في غياب صحفيين محترفين .و في سياق متصل أكدت بعض الدراسات
التي اهتمت بهذا املجال البحثي على ظاهرة مساهمة صحافة املواطن في بث الشائعات و نشر
أخبار غير موثقة و اغتيال للشخصية و انحياز الى موقف على حساب آخر 185و غيرها من
األخبار امللفقة و الصور املفبركة .
-5اتجاه اهتم بقواعد العمل الصحفي و أخالقيات املهنة في صحافة املواطن :
إن غياب الدقة و املصداقية و املوضوعية في صحافة املواطن التي أثارها التيار البحثي
السابق جعلت بعض الباحثين يركزوا أكثر في دراساتهم على الجانب األخالقي و املنهي لها ،
حيث يرون أن من املشكالت التي صاحبت هذا النمط الجديد من اإلعالم هي املشكالت
القانونية ،بسبب عدم خضوع صحافة املواطن بالضوابط القانونية و املهنية التي
تنظم العمل الصحفي ،ما يترتب عليه عدم تمتع الصحفي املواطن بذات الحقوق أو
تحمله لذات الواجبات التي يخضع لها الصحفي املنهي عند ممارسة نشاطه.
184محمد يوسف أحمد اللوح ،اعتماد الصحفيين الفلسطنيين على صحافة املواطن كمصدر للمعلومات و انعكاسها على
أدائهم املنهي ،رسالة ماجستير في الصحافة ،كلية اآلداب ،الجامعة اإلسالمية غزة . 2118 ،
185تأثير صحافة املواطن و مستقبلها في ظل التطور التكنولوجي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 0 -2
98
و من بين التساؤالت التي طرحها هؤالء نذكر :ما هو اإلطار القانوني ملمارسة حرية التعبير على
االنترنت كأساس لصحافة املواطن ؟ كيف يمكن مساءلة املواطن الصحفي مدنيا إذا تجاوز
حدود حرية التعبير إلى ايقاع الضرر بالغير ؟ ما هي حدود مسؤولية املواقع االلكترونية لصحافة
املواطن عن املحتوى غير املشروع ؟ هل القواعد العامة كافية لحماية حق الفرد في ممارسته
لحرية التعبير كأساس لصحافة املواطن من جهة و حماية حقوق الغير من املساس بها من جهة
أخرى ؟ 186و هل تملك صحافة املواطن مقومات العمل الصحفي ؟.
و في هذا السياق أكد باحثوا هذا التوجه أن اإلشكال األكبر الذي باتت تطرحه و بقوة
صحافة املواطن سيما في األوساط العلمية و األكاديمية هو جدلية اعتبارها صحافة احترافية أم
مجرد صحافة هواة تفتقر لألطر القانونية و التشريعية و إلى الضوابط و األخالقيات املهنية
املعمول بها في وسائل اإلعالم التقليدية .و من أجل ذلك أوصوا بضرورة إيجاد أخالقيات
وضوابط مهنية جديدة تواكب التحوالت التكنولوجية و التقنية املتسارعة و تناسب املشهد
االتصالي الحالي مع مراعاة طبيعة الوسيلة االلكترونية وخصوصياتها ،باإلضافة إلى دعم الجهود
الحكومية و الخاصة في مجال التشريع االلكتروني والجهود التي يمكن أن يساهم بها املجتمع
املدني بمختلف تياراته إلعادة صياغة التشريعات االلكترونية بما يحقق املعادلة املعلوماتية
)األنترنت والحرية(.187
و باملقابل ربطت فئة من الباحثين في أخالقيات صحافة املواطن بمتغير حرية الرأي و التعبير
التي تتمتع بها مقارنة بوسائل اإلعالم التقليدية ،فحسبهم بقدر ما أسهمت في توسيع حرية
التعبير ،بقدر ما فتحت الباب على مصراعيه أمام أشكال عديدة من االنتهاكات مثل :نشر بعض
األفكار املضللة و األخبار الكاذبة ،أو الدعوة إلى انتشار الفساد في املجتمع أو التحریض على
العنف أو التسبب في أضرار للغير ،مما یستوجب توضیح الضوابط القانونیة ملمارسة حریة
التعبير عبر شبكة األنترنت كأساس لصحافة املواطن 188.
186محمد ابراهيم عالم ،املسؤولية املدنية عن املحتوى غير املشروع لصحافة املواطن ،ورقة بحثية مقدمة للمؤتمر العلمي
الرابع بكلية الحقوق ،جامعة طنطا ،اللقانون و االعالم ، 2110 ،ص ص 12-11
187فتيحة كيحل ،صحافة املواطن – جدلية األخالقيات و ضوابط املمارسة املهنية ، -مجلة املعيار ،املجلد ، 23العدد ، 48
، 2119ص 221
188أحمد بن حاجة ،صحافة املواطن بين املهنية و حرية الرأي و التعبير ،مجلة صوت القانون ،املجلد السابع ،العدد ، 11
ماي ، 2121ص . 143
99
-0اتجاه بحثي في مجال صحافة املواطن و إعادة تشكيل العالقة بين املرسل
و املستقبل و مفهوم الجمهور :انصب اهتمام الباحثون في هذا التيار حول
االنعكاسات و التحوالت التي ترتبت عن بروز و تطور صحافة املواطن في أهم عنصرين
و من عناصر العملية االتصالية و اإلعالمية :و هما املرسل أو القائم باالتصال
املستقبل أي الجمهور املتلقي ،حيث حدث تغير جذري في مهام كل منهما و بالتالي أعادت
صحافة املواطن إنتاج األدوار و تشكيل مفهوم جديد للجمهور و حارس البوابة.
إذ أصبح الجمهور الذي كان يستقبل فقط الرسائل و املضامين االعالمية يشارك في صناعتها و
بثها بشكل أساس ي و فعال ،و بالتالي " خروج املتلقي التقلیدي من دائرة االستقبال إلى دائرة
اإلرسال .و قد خلقت هذه الظروف أوضاعا جدیدة لعل أبرزها املرور من حالة القطبیة اإلعالمیة
إلى ّ
التعددیة اإلعالمیة أو إلى ما یسمیه البعض" بالتشض ي اإلعالمي " (Media Fragmentation
) "189
و بناء على ذلك لعبت صحافة املواطن دورا هاما في اعادة تشكيل مفهوم الجمهور و تنامي
سلطته ،حيث كان ينظر اليه على أنه ذلك الجمهور السلبي املتلقي للرسائل االعالمية دون أن
يكون له دور في صناعة الحدث أو حتى تغييره ،أما اآلن و مع صحافة املواطن فقد أصبح بإمكانه
املساهمة و املشاركة في انتاج املعلومة و صناعة الخبر بنفسه ،بل أصبح هذا الجمهور هو
مصدر املعلومة أي تحوله الى مرسل و مستقبل في ذات الوقت .
و يستند الباحثون في هذا االتجاه إلى نظرية الحدث التاريخي الذي يذهب أصحابها في وصف
طبيعة تكوين الجمهور إلى ربط ظهور و تطور وسيلة معينة بتطور الجمهور ،و من ثم فإن
الوسيلة يمكنها أن تكون و تطور هوية و نوعية الجمهور 190.و هو التغير و التطور الذي أحدثه
شبكات التواصل االجتماعي كوسائط اتصالية و اعالمية جديدة في مالمح الجمهور .
و باملقابل سلبت صحافة املواطن سلطة القائم باالتصال من حيث ممارسة رقابته على
الرسائل االعالمية كما سبق و أن أشرنا ذلك في محاضرة السياق الجديد لنظرية حارس البوابة ،
كما أن املرسل أصبح يعتمد على هذا املواطن الصحفي في الحصول على األخبار .
100
-0اتجاه بحثي اهتم بأوجه تأثير صحافة املواطن :ركز هذا االتجاه على تأثيرات
و صحافة املواطن على مختلف األصعدة و منها :تأثيرها على تكوين الرأي العام
تشكيل اتجاهاته و كذا على القرارات السياسية للدول ( إقاالت وزراء و مسؤولين ) و
و على النظام السياس ي لبعض الدول ( اسقاط أنظمة سياسية ) ،انعكاساتها
التغيرات التي أحدثتها في الصحافة التقليدية و في املمارسة املهنية للصحفي خاصة على
مستوى مصادر املعلومات و وظائف حارس البوابة ،صناعة الحدث اإلعالمي ،مصادر
وسائل اإلعالم التقليدية ...الخ .
و من الدراسات التي بحثت في تأثيرات صحافة املواطن تلك الدراسات الجزائرية و العربية التي
عالجت موضوع دور املواطن الصحفي في ثورات الربيع العربي التي عرفتها بعض الدول العربية
منذ ( 2111مثال في تونس ،مصر ،ليبيا ) ،و الحراك الشعبي الجزائري الذي انطلق في 22فيفري
. 2119
حيث توصلت هذه الدراسات إلى أن مواطني الدول التي شهدت حراكا شعبيا ساهموا بدرجة
كبيرة في ايصال املعلومة و و تغطية و نقل األحداث حول حراكهم في ظل التعتيم االعالمي الذي
مارسته بعض وسائل االعالم التقليدية في تلك الدول .و من جهة كان املواطن الصحفي يعمل
كمراسل ميداني معتمد من قبل بعض القنوات التلفزيونية ليزودها أحيانا بأخبار و فيديوهات
191 حول أوضاع بلده التي تشهر ثورة .
و في إطار دراسة تأثير صحافة املواطن على الرأي العام أثار بعض الباحثين تلك العالقة من
منظور نظرية لولب الصمت التي تفترض أن املجتمع ينقسم إلى قسمين أغلبية سائدة و أقلية
صامتة ،باعتبار أن هذه النظرية انتهت مدة صالحيتها في ظل تعالي أصوات تلك األقلية عبر
منصات التواصل اإلجتماعي لتعبر عن رأيها و عن املسكوت عنه في وسائل اإلعالم التقليدية .
و عل يه استطاعت صحافة املواطن تخطي حاجز دوامة الصمت في تشكيل الرأي العام – حسب
رواد هذا االتجاه البحثي 192 -
191حنان كامل إسماعيل ،دور املواطن الصحفي في الحراك السوري من وجهة نظر قادة الرأي اإلعالمي العربي – األردن و
الكويت و مصر أنموذجا ، -رسالة ماجستير في اإلعالم ،كلية اإلعالم ،جامعة الشرق األوسط . 2112-2111 ،
192فتيحة بوغازي ،صحافة املواطن و الرأي العام – دراسة من منظور دوامة الصمت ، -أطروحة دكتوراه علوم في علوم
اإلعالم و االتصال ،كلية علوم اإلعالم و االتصال ،جامعة الجزائر . 2118-2110 ، 3
101
-0اتجاه بحث في شبكات التواصل االجتماعي كنوع من أنواع صحافة املواطن
و دورها في تطورها و انتشارها :ركز الباحثون في هذا االتجاه حول شبكات التواصل
االجتماعي و باألخص الفايسبوك كشكل من أشكال صحافة املواطن ،و ذلك للتعرف
على كيفية توظيف املواطن الصحفي ملوقع الفايسبوك في نشر و بث األخبار ،دوافع
االستخدام و االشباعات التي يحققها بعد استخدامه لهذا املوقع .
-0اتجاه بحث في عالقة صحافة املواطن بالصحافة االلكترونية :ركز الباحثون
في هذا االتجاه على تلك العالقة التي تربط بين صحافة املواطن و الصحافة االلكترونية
إن كانت منافسا أو مكمال لها ،و ذلك من حيث البحث في درجة اعتماد مواقع الصحف
االلكترونية على شبكات التواصل االجتماعي كنوع من صحافة املواطن كوسيط لزيادة
عدد قراءها من خالل انشاء صفحات رسمية على منصاتها ،و كذلك البحث في
مستقبل هذه املواقع و نسبة مقروئيتها في ظل انتشار صحافة املواطن و زيادة االعتماد
عليها كمصدر للمعلومات و األخبار .
و في هذا الصدد يقر رواد هذا التوجه البحثي أن الصحافة اإللكترونية التي تعد الوريث التقني
للشكل التقليدي لوسائل اإلعالم لم تستطع مجاراة ما أتاحته شبكات التواصل االجتماعي من
صالحيات لجمهورها بالشكل الذي جعلها غير قابلة للمنافسة من جانب أي وسيلة إعالمية
مؤسسية ،حيث ال تتداخل مع شبكات العالقات االجتماعية و االتصاالت الشخصية التي
ستخدم الهاتف النقال في األساس لتفعيلها ،ومن ثم تصبح صحافة املواطن هي األقرب اللتماس
الحاجات اإلخبارية للجمهور 193 .
لكن باملقابل يرى بعض الباحثين أن حالة التنافسية تظل قائمة بين نمطي الصحافة
اإللكترونية و صحافة املواطن ( عبر شبكات التواصل االجتماعي) مع ميزات تفضيلية متزايدة
لصالح األخيرة نتيجة لتطور تكنولوجيا الهواتف املحمولة مع وجود بعض الفرص التي إذا
أحسنت الصحف اإللكترونية استخدامها فقد يساعد ذلك في استعادة بريقها ،مثل القدرة على
إحداث توازن بين التحقق من صحة و دقة األخبار و سرعة نشرها ،و استخدام الحوارات
الدائرة فيها لتوليد أفكار جديدة ملحتوى صحفي إبداعي .باإلضافة إلى بذل الجهد في استقطاب
102
املتميزين من منتجي املحتوى املكتوب أو متعدد الوسائط عبر شبكات التواصل االجتماعي ودمج
إنتاجهم بشكل تكاملي مع مضمون املوقع اإللكتروني للصحيفة194 .
103
املحاضرة : 13االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث جمهور الصحافة
املطبوعة و االلكترونية :
تعريف بحوث املتلقي للمادة الصحفية :يعنى هذا النوع من البحوث -I
بالجمهور بصفة عامة سواء املستقبل منهم للرسالة الصحفية أو املحجم عنها ،ذلك
و إنما أن الباحثين في فئة جمهور الصحافة ال ينحصر هدفهم على فئة القراء ،
يتجاوزه إلى محاولة التعرف على الجمهور املفقود الذي ال يقرأ للتعرف على أسباب
إحجامهم عن االطالع و القراءة أو االقبال على الصحيفة ،و يتم ذلك من خالل
التعرف على متغيرات مهمة يمكن التأثير فيها و التعمق فيها و دراستها علميا ،أو
لتوظيفها في صالح تطوير الصحف و زيادة مبيعاتها .
و تهتم بحوث جمهور الصحافة بفئات القراء من حيث التركيز على املعلومات الشخصية لهم ،
خصائصهم ،متوسط دخلهم لصحيفة معينة ،متوسط أعمارهم و مستوياتهم التعليمية
باإلضافة الى جنسهم و غيرها من املتغيرات املتعلقة بفئة القراء لصحيفة ما .و من جهة أخرى
تسعى هذه البحوث إلى دراسة و قياس القرائية بهدف التعرف على حجم قراءة الجمهور للصحف
و التعرف على سلوكه معها ،كما يشمل هذا النوع من الدراسات عملية التحقق من كون الفرد
الواحد من العينة يعد قارئا للصحيفة أو الصحف أو غير قارئ لها .و من املتغيرات التي تبحث في
هذا املجال نذكر :نوعية القراءة ( الصفحات التي تمت قراءتها في صحيفة معينة ) ،مدة و وقت
القراءة ،مكان القراءة ،مصدر الحصول على النسخة 195.
علما أن قياس قرائية الجمهور للصحافة االلكترونية تختلف بعض الش يء نظرا لخصوصية
الوسيلة و جمهورها ،كما يجدر بالذكر أنه في السنوات األخيرة اهتمت البحوث و الدراسات
األكاديمية بالدرجة األولى بجمهور الصحافة االلكترونية مقارنة بجمهور الصحافة املطبوعة و
هو ما الحظناها بعد عملية املسح التي قمنا بها على مستوى الدراسات و األطروحات الجامعية
ببعض الجامعات الجزائرية و العربية .
الدو افع التي أدت إلى ظهوراتجاهات بحثية حديثة في بحوث املتلقي : -II
تعتبر التيارات البحثية التي اهتمت بالجمهور املتلقي ملضمون وسائل اإلعالم و منها الصحف من
االتجاهات الكالسيكية التي ظهرت في القرن املاض ي و ذلك بعد احتالل دراسة هذا الجمهور
محمد عبد العزيز الحيزان ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 111-120 195
104
مكانة هامة في مجال البحوث اإلعالمية و التي أدت إلى ميالد تخصص دراسة الجمهور على
مستوى الدراسات العليا ملا بعد التدرج ( عندما كان نظام التعليم كالسيكي ) بكليات اإلعالم و
منها بجامعة الجزائر ، 3حيث تم انجاز العديد من الدراسات التي ركزت على الجمهور كطرف
مهم في العملية االتصالية و اإلعالمية ،سعيا منها فهم العوامل التي تتحكم فيه و تحدد عالقته
و العوامل بوسائل اإلعالم ،و من ثم فهم حدود التأثير الذي تحدثه هذه الوسائل
املتحكمة في ذلك ،و خالل السنوات األخيرة ظهرت عدة عوامل سمحت بتجدد البحث في هذا
املجال ما أدى إلى ظهور توجهات بحثية حديثة في بحوث الجمهور نذكر منها :
التطورات و التغيرات التي طرأت على جمهور الصحافة بنوعيها( الورقية و االلكترونية)
ميالد نوع آخر من الجمهور ال يرتبط بالحدود الجغرافية و ال الزمانية .
جمهور الصحافة االلكترونية هو جمهور واسع و في تزايد مستمر و بشكل مطرد بتزايد
عدد مستخدمي االنترنت حول العالم.
أصبح االهتمام بدراسة الجمهور له بعد اقتصادي أكثر من ذي قبل بهدف جذب املعلنين
أكثر منه تحسين املحتوى االعالمي املقدم له .
زيادة الدور الذي أصبح يلعبه الجمهور كعنصر فعال و نشط في العملية االعالمية .
تغير املفهوم التقليدي للجمهور من جمهور سلبي ،ثم نشط و فعال ،إلى جمهور فاعل
و متفاعل مرسل و مستقبل في آن واحد.
و تبعا لهذه األسباب و غيرها ظهرت دراسات تسمى ببحوث املستخدم ( ) User Studiesو هي
دراسات ركزت على جمهور الصحافة اإللكترونية من عدة زوايا بحثية منها :استخداماته
للصحافة اإللكترونية و مدى اإلعتماد عليها كمصدر لألخبار ،و مدى تأثير الوسائط املتعددة في
مقدار تعلم األفراد من مواقع األخبار ،و كيف يؤثر موقع املؤسسة أو الروابط في تعلم
املستخدمين ،و كيف يؤثر طرق بناء القصص على اهتمامات و فهم الجمهور لها ،و دوافع
املستخدمين من استخدام عناصر التفاعلية و تحديد الفوارق ما بين الجمهور السلبي ( الذي
يزور فقط املواقع اإللكترونية ) و الجمهور اإليجابي الذي ينتج مواد إعالمية و يشارك في
املضامين املنشورة على املواقع اإلعالمية .كما بدأت الدراسات الحديثة في التركيز على الدور الذي
105
يلعبه الجمهور في صناعة املضامين 196.و فيما يلي نفصل في بعض االتجاهات البحثية الحديثة
في بحوث الجمهور املستخدم .
– IIIأنواع االتجاهات البحثية الحديثة في بحوث جمهورالصحافة بنوعيها :
-1بحوث استخدامات و اشباعات جمهور الصحافة االلكترونية :لقد كانت أهم
املوضوعات التي جذبت اهتمام باحثي اإلعالم في بداية انتشار االنترنت موضوع التعرض
للصحف االلكترونية ،و تركزت أهم العناصر التي تناولتها تلك الدراسات على البحث في
املتغيرات املتعلقة بخصائص الجمهور القارئ لهذا النوع الجديد من الصحف و درجة
اقباله عليها .و ال ينحصر البحث في مجال استخدامات الجمهور للصحف االلكترونية
على جمهور القراء ،و إنما يتجاوز ذلك إلى استخدامات الصحفيين أنفسهم أو صحفهم
بشكل عام لهذه الوسيلة 197 .
و و من األسئلة التي طرحها أصحاب هذا االتجاه و حاولوا اإلجابة عنها من خالل دراساتهم
أبحاثهم نذكر :من يكون جمهور الصحافة االلكترونية و خصائصهم العامة ؟(أجناسهم ،فئاتهم
العمرية ،مستوياتهم الثقافية ،هل هم أكثر من الشباب أم النخبة ،أم جمهور عام ؟) ما هي
عادات و أنماط اقبال الجمهور على تصفح مواقع الصحف االلكترونية على االنترنت ؟ ( الوطنية
،العربية و األجنبية ) ،ما هي دوافعهم و االشباعات املتحققة لديهم بعد تعرضهم ملحتواها ؟
-2اتجاه اهتم بالبحث في موضوع اتجاهات الجمهور نحو الصحافة
االلكترونية :حاول أصحاب هذا االتجاه البحثي التعرف على اتجاهات الجمهور
(صحفيين ،نخبة من الطلبة و األساتذة ،باقي فئات النخبة مثال السياسية...الخ)
املتصفح ملواقع الصحف االلكترونية و مدى رضاه عنها سواء نحو استخدامهم لهذه
الصحافة ،اتجاهاتهم ( بالتأييد أو املعارضة) نحو املحتوى الصحفي أي نحو مختلف
القضايا املعالجة و املنشورة في مواقع الصحف اإللكترونية 198.باإلضافة إلى اتجاهات
الجمهور نحو الشكل الخارجي للصحف اإللكترونية و الخدمات التفاعلية التي توفرها
196السيد بخيت ،االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة :مراجعة مسحية و نقدية ألبرز التيارات السائدة في الدراسات
الصحفية ،مرجع سبق ذكره ،ص . 112
197محمد عبد العزيز الحيزان ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 192 – 191
198إلهام بوثلجي ،الصحافة اإللكترونية الجزائرية و اتجاهات القراء – دراسة مسحية لجمهور جريدة الشروق أونالين ، -
رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال في قياس جمهور وسائل اإلعالم ،كلية العلوم السياسية و اإلعالم ،جامعة الجزائر 3
. 2111-2111 ،
106
و لهم ،مع استطالع أرائهم حول تصور مستقبل العالقة بين الصحف الورقية
اإللكترونية 199.
199صونية قوراري ،اتجاهات جمهور الطلبة نحو الصحافة اإللكترونية – دراسة ميدانية على عينة من الطلبة الجامعيين
املستخدمين لالنترنت في جامعة بسكرة ، -رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية العلوم اإلمسانية و االجتماعية ،
جامعة محمد خيضر بسكرة 2111-2111 ،
200وسيلة وجدي دمرجي ،استخدامات الصحافة اإلكترونية عند جمهور القراء في الجزائر و انعكاساتها على الصحافة
الورقية ،أطروحة دكتوراه الطور الثالث في علوم اإلعالم و االتصال ،طلية العلوم االجتماعية ،جامعة عبد الحميد بن باديس
مستغانم . 2111-2112 ،
201كريمة بوفالقة ،الجمهور املتفاعل في الصحافة اإللكترونية – دراسة استكشافية لعينة من القراء املتفاعلين في الصحافة
اإللكترونية الجزائرية ،رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية العلوم السياسية و اإلعالم ،جامعة الجزائر -2119 ،
، 2111ص 14
107
-5بحوث تأثير شكل محتوى الصحافة االلكترونية على الجمهور :حاول هذا
االتجاه معرفة أثار تقديم املحتوى الصحفي املتعدد الوسائط ( نص ،صوت ،صور ثابتة
أو متحركة ،فيديو )...على درجة تلقي املستخدمين ،أي بحثوا حول التـأثير في مستوى
ادارك و معرفة املتلقين للرسائل املقدمة لهم عبر مواقع الصحف االلكترونية .و من بين
التساؤالت التي أثارها أصحاب هذا االتجاه هي :هل يؤثر تعزيز الوسائط االعالمية في
درجة تعلم األشخاص من املواقع االخبارية االلكترونية ؟ و هل يمكن أن يوجد إضافة
عنصري الصوت و الصورة ( تحميلهما) على املادة االخبارية انطباعا ايجابيا عن هذه
املواقع لدى املستخدمين لها ؟ 202
108
ارتبط ظهور الصحافة اإللكترونية و تطورها بميالد بحوث إعالمية جديدة اهتمت بهذه
الصحافة كوسيلة إعالمية جماهيرية تشترك مع وسائل اإلعالم التقليدية في الوظائف و التأثير
و تختلف معها في الخصائص ،و من ثم ظهرت عدة اتجاهات بحثية حديثة سلطت الضوء عليها
و على عناصرها و عالقاتها بوسائل اإلعالم القديمة و التي أشرنا إلى البعض منها في محاضرة
سابقة .و باملوزاراة مع ذلك برزت تيارات بحثية ارتأت أن تركز على أنواع املناهج العلمية و
األدوات البحثية املوظفة في بحوث الصحافة اإللكترونية بهدف تطوير العمل بتلك املناهج و
األدوات الكالسيكية في البيئة اإلعالمية الرقمية من جهة و السعي إلى ابتكار أدوات جديدة .مع
اإلشارة إلى الصعوبات التي واجهتهم في هذا املجال.
و في هذا الصدد أقر الباحث السيد بخيت بأن بحوث وسائل اإلعالم الجديد جلبت إشكاليات
و التقويم ، منهجية و نظرية تبدو عصية على االستكشاف و الوصف ناهيك عن التفسير
فضال عن صعوبة مواكبة تطورها على مستوى النظريات و املنهجيات العلمية 204و عليه فهي
تجرى في ظل العديد من الصعوبات التي تواجه الباحثين املعنيين بدراستها من بينها تلك
الصعوبات املرتبطة بمناهجها البحثية و أدواتها و عينتها و في ما يلي تفصيل في ذاك :
و التيارات البحثية في املناهج العلمية لبحوث الصحافة اإللكترونية -I
اشكالياتها املنهجية :اهتم الباحثون في املجال الصحفي بمناهج البحث العلمي
التي يتم توظيفها في بحوث الصحافة اإللكترونية سواء تلك التي اهتمت بجمهورها أو
بمضمونها أو بالوسيلة في حد ذاتها ،و ذلك انطالقا من تساؤل هل تصلح مناهج
البحث التقليدية في دراسة بحوث االنترنت و منها بحوث الصحافة اإللكترونية ؟ و
فيما يلي محاولة اإلجابة على هذا السؤال :
و -1املنهج املسحي :بعد اطالعنا على على بعض الدراسات السابقة من أطروحات
رسائل جامعية وطنية و عربية التي تناولت مختلف املجاالت البحثية في الصحافة
اإللكترونية الحظنا املنهج املسحي العيني هو من أكثر املناهج استعماال في بحوث اإلعالم
الجديد و منها الصحافة اإللكترونية سواء تعلق األمر بمسوح الجمهور أو املحتوى أو
مسح الرأي العام .باعتبار أن " املسوح عبر االنترنت توفر للباحثين الكثير من املزايا التي
تجعل منها أسلوبا مغريا جدا لجمع البيانات ،و أهم هذه امليزات اختصار الزمن ،التكلفة
204السيد بخيت ،اإلشكاليات النظرية و املنهجية لبحوث وسائل التواصل االجتماعي ،املجلة العربية لإلعالم و االتصال ،ص
111
109
املنخفضة ،سهولة تحصيل البيانات ،املرونة و املراقبة الجيدة ،ميزة التكنولوجيا في
تصنيف البيانات205...
و من جهة أخرى أثار ذات الباحثين املهتمين بتطبيق املنهج املسحي في بحوث الصحافة
اإللكترونية عدة إشكاالت منهجية تواجههم في هذا املجال منها :
-عدم قدرة الباحث على استيفاء شرط التمثيل في العينات املختارة.و هو األمر الذي
سنتطرق إليه بالتفصيل في عنصر اختيار العينة في الفضاء الرقمي .
-عدم استجابة الكثير من املبحوثين لطلب تعبئة االستمارات اإللكترونية ،و هذا راجع
إما لعدم اهتمامهم أو انشغالهم باشباع حاجاتهم النفسية و االجتماعية ...
-0املنهج املختلط ( الكيفي و املسحي ) ( : ) Mix methodيميل أغلب الباحثون
في علوم اإلعالم و االتصال إلى استخدام املناهج الكيفية أو الكمية في أبحاثهم و
دراساتهم ،إال أن هناك باحثون منهم الباحث األمريكي جون كريسول (John W.
) Creswellو الباحثين البريطانيين أالن بريمان وجوليان برينان يعتقدون أن استخدام
املناهج الكيفية إلى جانب الكمية في املشاريع البحثية من شأنه أن يعمق الدراسة ومن
املتطلبات التي تضفي نوعا من املصداقية على البحوث خاصة تلك التي تجرى في البيئة
اإلعالمية الرقمية.
و يعرف املنهج املختلط بذلك املنهج " الذي يشمل جمع كل من البيانات الكمية و النوعية في
دراسة واحدة يتم فيها جمع هذه البيانات بشكل متزامن أو متتابع ،و يتم دمج البيانات مع بعض
في مرحلة أو أكثر من مراحل البحث العلمي ،حيث تولد املقاربات الكمية بيانات إحصائية و
عددية و تشمل مراقبة الحاالت و التجارب املستعرضة في حين أن املناهج النوعية تعطي عموما
بيانات غير رقمية و تتضمن مجموعات مركزة و مقابالت و دراسات حالة206" .
و 205نور الدين هميس ي ،األطر النظرية و املنهجية لدراسة امليديا الجديدة – قراءات نقدية ، -مجلة علوم اإلنسان
املجتمع ،العدد ، 12نوفمبر ، 2114ص 02
206مريم نريمان نومار ،تطبيقات املنهج املختلط في دراسات الوجود االفتراض ي دراسات تمثيل الذات عبر مو اقع الشبكات
االجتماعية أنموذجا ورقة بحثية مقدمة خالل فعاليات املؤتمر الوطني حول " الفضاءات الرقمية و خصوصية املجتمعات
االفتراضية – اإلشكاليات البحثية و تكييف املقاربات ، -فرقة بحث الناثنوغرافيا الوسائط الجديدة ،كلية علوم االعالم و
االتصال ،جامعة الجزائر 21 ،نوفمبر . 2121
110
ُ ّ
الكمية ثم يقوم بتحليل البيانات للتخطيط للمرحلة الكيفية الثانية ،وعادة ما تبلغ النتائج
الكمية عن أنواع املشاركين الذين يتم اختيارهم بشكل عمدي للمرحلة الكيفية ،إلى جانب نوع
األسئلة التي سيتم طرحها على املشاركين .الهدف األساس ي من هذا التصميم هو أن تساعد
البيانات الكيفية في شرح بمزيد من التفصيل النتائج الكمية األولية .
و نجد أيضا التصميم االستكشافي املتتابع الذي يتشابه مع التفسيري املتتابع لكن يختلف في
ا
ترتيب املراحل حيث تعتمد على جمع و تحليل البيانات النوعية ) (Qualitativeأوال ثم االنتقال
الى عملية جمع و تحليل البيانات الكمية . (Quantitative).أما التصميم الثالث فهو التثليث
املتزامن هذه األستراتيجية تعتبر األكثر شيوعا بين الباحثين و تعتمد على جمع البيانات
الكمية ) (Quantitativeو النوعية ) (Qualitativeفي مرحلة واحدة يتبع ذلك ،مرحلة مقارنة
النتائج النوعية مع الكمية و ما إذا كانت النتائج الكمية تتناغم مع النتائج النوعية207 .
و يمكن أن نستخدم املنهج املختلط في بحوث الصحافة االلكترونية إذا أردنا دراسة مثال
جمهورها املتفاعل خاصة و اتجاهاته نحوها ( مضمونها و شكلها ) ،أو املعايير التي تؤثر على
حارس البوابة أثناء انتاجه للرسالة اإلعالمية ،أو تأثير الصحف االلكترونية على الرأي العام ،أو
استخدام صحفيوها ملنصات التواصل االجتماعي كمصدر لألخبار و املعلومات و غيرها من
املجاالت املوضوعية ،حيث يمكن للباحث أن يقوم أوال بجمع البيانات الكمية باستخدام أداة
االستبيان ثم جمع البيانات الكيفية باستخدام أداة املجموعات البؤرية focus groupsأو
املقابالت على الخط و ذلك لتقديم تفسير عميق للبيانات الكمية ،كما يمكنه اتباع التصاميم
املنهجية األخرى ( االستكشافية املتتابعة و التثليثية املتزامنة ) .
-0املنهج التاريخي :لقد اكتسب املنهج التاريخي بعدا جديدا و دفعة قوية جدا في البيئة
اإلعالمية الرقمية بفضل القدرة الفائقة لالنترنت على تخزين البيانات في شكل قواعد
يمكن العودة إليها في أي وقت ،حيث أصبحت التكنولوجيا الجديدة لالعالم و االتصال
علما أن املنهج وعاء مهما جدا لحفظ املصادر و تسهيل الوصول إليها في أي لحظة 208 .
111
يعتبرون بأن ما تختزنه هذه الشبكة بمختلف مواقعها هو تعبير عن وقائع تاريخية محددة ال
زالت آثارها ثابتة في شكل نصوص ،صور ،تسجيالت فيلمية و صوتية و الكثير من األشياء
األخرى التي تصلح ألن تكون محل بحث باستعمال املنهج التاريخي .و في هذا الصدد نذكر تجربة
بعض الباحثين في جامعة شيكاغو الذين استعانوا بقواعد البيانات من خالل الدخول عبر
البوابات الرسمية املعروفة على شبكة االنترنت ،مؤكدين على مصداقية األرشيف االلكتروني
209.
كما نضرب مثال لدراسة الباحث قطافي التي وظف فيها املنهج التاريخي اإللكتروني عندما قام
بتحليل االستراتيجية اإلعالمية و االتصالية لحزب هللا اللبناني خالل حرب املعلومات بينه و بين
و اسرائيل من جويلية 2111إلى أوت من نفس السنة ،حيث استخرج الصور
الفيديوهات و النصوص و األيقونات و الخطابات التي كان قد نشرها الحزب في زمن سابق
بمواقعه اإلعالمية التابعة لهم منها :موقع املقاومة اللبنانية و موقع صحيفة العهد
اإلخباري210...
112
و في هذا السياق سنتطرق إلى أداتين األولى االستبيان اإللكتروني كأداة بحث رئيسية في
البحوث املسحية املرتبطة بجمهور الصحافة االلكترونية ،و الثانية تحليل املضمون كتقنية
تستخدم في تحليل مضمون مواقع الصحف اإللكترونية .
-1االستبيان اإللكتروني ( On-Line Questionnaire/E-Survey and
: )Questionnairesتعتبر االستمارة في شكلها التقليدي من األدوات الرئيسية
التي تمكن الباحثين من الحصول على املعلومة مباشرة من املبحوث دون وساطة ،
و حسب فرانسيس بال فإن االستمارة " يمكن أن تمدنا بمعلومات غنية و دقيقة أكثر
من املقابلة " ،213و هذا نظرا لكون االستمارة توفر للمبحوث الحرية في اإلجابة دون
إحراج.
و يعرفها محمد عبد الحميد على أنها " أسلوب جمع البيانات الذي يستهدف استثارة األفراد
املبحوثين بطريقة منهجية ومقننة لتقديم حقائق أوأراء أوأفكار معينة ،في إطار البيانات املرتبطة
بموضوع الدراسة وأهدافها دون تدخل من الباحث في التقرير الذاتي للمبحوثين في هذه
البيانات214".
و باملوازاة مع االستمارة الورقية يوجد االستمارة اإلكترونية التي يتم تصميمها عادة عبر موقع
( )Google Driveو توزيعها عبر مختلف الوسائط االتصالية الجديدة منها :البريد االلكتروني
مجموعات على منصات مواقع التواصل االجتماعي ،علما أن الباحثين يتعاملون مع هذا النوع
من االستمارات منهجيا بنفس أسلوب التعامل مع بيانات االستمارة الورقية .
و يسمى االستبيان املرسل عبر البريد االلكتروني و عبر االنترنت باالستبيان اإللكتروني الذي
انتشر في السنوات األخيرة نتيجة لسهولة استخدامه ،و تعدد مزاياه كاإلطالع على نتائجه في
الوقت نفسه من استالم اإلجابات وكذا الوصول إلى أكبر قدر ممكن من املبحوثين ،وتوجد عدة
يذكر أحد الباحثين ثالثة مصطلحات لالستمارة (مسميات) هي :االستبار الشخص ي ،االستبيان ،االستخبار ،وال يوجد اختالف
كبير بين االستخبار واالستبيان من حيث صياغة األسئلة وترتيبها ترتيبا منطقيا متصال باملشكلة موضوع الدراسة ،للمزيد من
التفاصيل حول املصطلحات املرتبطة باالستمارة واالختالف فيما بينها ،أنظر :رمزي أحمد عبد الحي ،البحث العلمي في الوطن
العربي (ماهيته ومنهجيته) ،ط ،1القاهرة ،زهراء الشرق ،2119 ،ص ص .202-201
213 Francis Balle: medias et société, 9em ed , paris: Montchrestien,1999, p.575.
214محمد عبد الحميد ،البحث العلمي في الدراسات اإلعالمية ، ،ط ،2القاهرة،عالم الكتب ، 2114 ،ص .323
113
أساليب لتطبيق االستبيان اإللكتروني منها :البريد اإللكتروني ( ،)Emailقواعد البريد اإللكتروني
( )Database emailوالومضة (.)Pop-up
و من األساليب املستحدثة كذلك والتي ارتبطت بظهور شبكات االتصال الرقمية توظيف
املواقع الخاصة بالسير الذاتية لألفراد ( )Home Pageأو املوضوعات أو املشاركة في
املؤتمرات( )Useinerو لقد أصبحت هذه األساليب بديال علميا ومنهجيا لألساليب الورقية ،حيث
أن التوسع في استخدام الشبكات الرقمية في البحث العلمي والتقص ي وجمع البيانات أصبح –
تقريبا – بديال عن إجراء املقابالت الشخصية واالستقصاء البريدية ،إذ يتزايد االهتمام بإنتاج
النظم والبرامج التي تسهم في تسيير هذه العمليات من خالل االتصال االلكتروني 215.
و من مميزات االستبيان االلكتروني أننا نحصل على جميع االستمارات مكتملة اإلجابة عن
و أسئلتها بفضل تفعيل خاصية إجبارية اإلجابة عنها قبل االنتقال إلى الصفحة األخرى منها ،
هو األمر الغير املوجود في االستمارات الورقية التي توزع بطريقة تقليدية ،حيث عادة ما نلغي
البعض منها بعد استرجاعها ألن بعض أسئلتها لم يتم االجابة عنها ،خاصة أن بعض الباحثين
أكدوا في هذا الصدد أنه " إذا كان عدد األسئلة التي لم يتم اإلجابة عليها تمثل نسبة كبيرة من
لكن باملقابل سجل الباحثون اإلستبيان ( ) % 22فما فوق عندئذ يفضل اتالف االستبيان 216 ".
و نحن منهم عدة إشكاالت منهجية واجهتهم أثناء تطبيق االستبيان اإللكتروني في بحوث علوم
اإلعالم الجديد و منها بحوث الصحافة نذكر:
إشكالية الصدق و الثبات في االستبيان االلكتروني :إن املقصود بصدق أ-
و االستبيان هو" أن يقيس االختبار بالفعل القدرة أو الظاهرة التي وضع لقياسها 217".
قد فضل بعض الباحثين استخدام مصطلح صالحية وصحة االستيبان ( )Validityبدل
من صدق ويقصد بها " أن يقيس املقياس /االستبيان ما وضع أصال لقياسه ،إنها جودة
بعض املبحوثين يوافقون على وضع أسمائهم في قواعد بيانات بعض الشركات ،بحث يمكن إرسال دعوات الكترونية لهم
تدعوهم ملواقع معينة للمشاركة في بعض األبحاث.
هي عبارة عن دعوة للمشاركة في بحث توضع في مربع ضغير يظهر ويختفي بشكل متكرر على شاشة املستخدم لالنترنت عند
زيارته ملوقع معين ،وللمشاركة يضغط املبحوث على ذلك املربع ،فيفتح االستبيان.
215محمد عبد الحميد ،البحث العلمي في الدراسات اإلعالمية ،مرجع سبق ذكره ،ص ص ص .311-311-329
216سيكاران أوما ،طرق البحث في اإلدارة ( مدخل بناء املهارات البحثية ) ( ،ب.ط) ،الرياض ،النشر العلمي واملطابع جامعة
سعود ،1998 ،ص . 420
217عمار بوحوش ،محمد محمود الذنيبات ،مناهج البحث العلمي وطرق اعداد البحوث ،ط ،4الجزائر ،ديوان املطبوعات
الجامعية ،2110 ،ص .03
114
االختبار في قياس ما صمم أصال لقياسه ،بأن تكون األسئلة املطروحة ذات صلة
و بعبارة أخرى فإن صدق االستمارة يعني " تمثيله للمجتمع املدروس باملوضوع218".
بشكل جيد ،أي أن االجابات التي نحصل عليها من أسئلة االستبيان تعطينا املعلومات
وهناك عدة أنواع من املقاييس للصالحية والصحة 219". التي وضعت ألجلها األسئلة
( )Types of Validityيمكن استخدامها منها :صالحية املحتوى (،)Content Validity
220.)Construct صالحية املعيار ( ) Criterion Validityو صالحية املفهوم ( Validity
أما ثبات االستمارة ف يعرف بأنه " مدى التوافق واالتساق في نتائج االستبيان إذا طبقت أكثر من
مرة وفي ظروف مماثلة ،و بعبارة أخرى إنه بشير إلى استقرار نتائج القياس على الرغم من عدم
القدرة على التحكم في الظروف التي يتم فيها إجراء القياس 221".و يعني هذا " أننا إذا أعدنا توزيع
هذا االستبيان على عينة أخرى من نفس املجتمع وبنفس حجم العينة فإن النتائج ستكون مقاربة
للنتائج التي حصلنا عليها من العينة األولى ،وتكون النتائج بين العينتين متساوية باحتمال يساوي
معامل الثبات " و يتم اختبار ثبات االستمارة بعدة أدوات أشهرها معامل ألفا-كرونباخ
( )Cronbach's Alphaو معامل التجزئة النصفية ( )Split-halfوهذه املعامالت تأخذ قيما بين
الصفر والواحد ،فعندما تكون قيمتها قريبة من الواحد نقول أن االستبيان صادق وأنه ممثل
للمجتمع املدروس ،أما عندما يكون قريبا من الصفر فنقول أن االستبان ال يمثل املجتمع ،وفي
هذه الحالة ينصح بإعادة صياغة أسئلة االستبيان222.
218فايز جمعة النجار ،نبيل جمعة النجار ،ماجد راض ي الزعبي ،أساليب البحث العلمي (منظور تطبيقي) ،ط ،2األردن ،دار
الحامد للنشر والتوزيع ،2111 ،ص .141
219غيث البحر ،معنا لتنجي ،التحليل االحصائي لالستبيانات باستخدام برنامج (،IBM SPSS Statisticsب .ط) ،تركيا ،مركز
سبر للدراسات اإلحصائية والسياسات العامة ،2114 ،ص .14
220فايز جمعة النجار ،نبيل جمعة النجار ،ماجد راض ي الزعبي ،مرجع سبق ذكره ،ص .141
221فايز جمعة النجار ،نبيل جمعة النجار ،ماجد راض ي الزعبي ،املرجع نفسه ،ص .142
222غيث البحر ،معنا لتنجي ،مرجع سبق ذكره ،ص .14
223سوسن لونانسة ،مرجع سبق ذكره ،ص 209
115
الحققيين أو املزيفين الذين قد يلجؤون النتحال هويات افتراضية ،و هو األمر الذي يجعل
من الصعب التأكد من هوية هؤالء األفراد 224.
116
السبب ظهرت تيارات بحثية تحاول التعرف على الكيفية املنهجية و العلمية لتحليله الكالسيكية
منها و الحديثة .
و في هذا الصدد كان قد استعرض بعض الباحثين عددا من املشاكل املنهجية عند معاينة
تحليل محتوى االنترنت عامة و املحتوى الصحفي الرقمي خاصة و من بين هذه اإلشكاالت نذكر
:
عدم خطية أو ثبات محتوى شبكة االنترنت .
خاصية تفاعلية املواقع االلكترونية قد تجعل من تحليل محتواها معقدا الى حد ما
يؤثر في عمليتي التعميم و التمثيل .
محتوى شبكة االنترنت يتغير بسرعة و بالتالي سيواجه الباحث صعوبة في جمع
البيانات و تصنيفها بحيث تكون قابلة للترميز .
خاصية الوسائط املتعددة ملحتوى االنترنت ( نصوص ،صور ،مقاطع فيديو )...تجعل
من الصعب إيجاد كيفية لتوحيد وحدات التحليل و التعامل معها .
صعوبة التحقق من صدق و ثبات التحليل املعلوماتي بالحاسوب .
إشكالية حقوق ملكية املصنف الرقمي للمؤلف في حالة تحميل الباحثين ملحتوى
صفحات املواقع االلكترونية بغية تحليلها .
و صعوبة تحديد حجم العينة باعتبار مقدار املعلومات على شبكة االنترنت هائها
و يتوسع بمعدالت هندسية .و بالتالي صعوبة الجمع بين كون حجم العينة عمليا
فعاال في الوقت نفسه226
تعرض بعض املواقع االلكترونية محل الدراسة في بعض األحيان إلى الحجب أو
القرصنة .
صعوبة استخدام تحليل املضمون بطريقته التقليدية مع محتوى الصحف
اإللكترونية الذي يتميز بتعدد وسائطه ( نص ،صوت ،فيديو ،رسوم )...و أدواته
التفاعلية و لغاته املستخدمة ،و بالتالي فئات شكله و مضمونها مختلفة على تلك
الفئات املتعارف عليها في تحليل مضمون الصحف الورقية من جهة ،و غير محددة و
ثابتة كون أن معظم مواقع الصحف تحرص على اجراء تحديثات ملحتواها أول بأول أو
تعديالت من جهة أخرى ،و من بين فئات الشكل التي يمكن استخراجها عند تحليل
226فضيل دليو ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 101-119
117
مضمون مواقع الصحف اإللكترونية نذكر :فئة الوسائط املتعددة ( نص ،صوت ،
صور ،فيديو ، )...فئة الروابط املتوفرة ،قئة األدوات التفاعلية مع املحتوى الصحفي
( تعليقات ،مشاركة املنشور ،االعجاب )...
و في هذا الصدد تؤكد الباحثة مها عبد املجيد صالح على أن فئات التحليل التقليدية املتعارف
عليها في أدة تحليل املضمون و التي تجيب بشكل رئيس ي على " ماذا قيل " و " كيف قيل " متطلبات
تحليل املحتوى املنشور على االنترنت .و تقف عاجزة و قاصرة على تحليل املحتوى الذي تنوع
معطياته على نحو لم يعرفه الباحثون من قبل في وسائل اإلعالم املعروفة .و باملثل ال تناسب
وحدات املعاينة التي اعتادها الباحثون مع طبيعة املحتوى االعالمي الرقمي ،حيث ال يمكن
إغفال سلسلة التفاعالت التي تحدث عليه من خالل التعليقات و التي تجعل املحتوى املنشور
أقرب ما يكون لنمط املحادثة 227.
و هو األمر الذي أكدت عليه الباحثة ثريا أحمد البدوي بقولها " اختلفت وحدات التحليل
و الترميز عند تحليل املضمون على االنترنت ،حيث تجسدت وحدة التحليل بالنسبة للمواقع
الصحفية اإللكترونية على سبيل املثال في اإلصدار ليوم واحد من املحتوى اإلخباري ،و وحدة
الترميز هي عنصر صفحة الويب بما يتضمن من مواد جرافيكية و وصالت فائقة ،و عناصر
تصميم الويب مثل حجم امللف ووقت التحميل للصفحة الرئيسية 228.
و من جهته أشار الباحث السيد بخيت إلى إشكالية جمع البيانات في البيئة اإلعالمية الرقمية
الجديدة بسبب صعوبة التعامل مع الكم الهائل من البيانات و تدفقها عبر وسائل اإلعالم الجديد
من جهة و من جهة أخرى الخوف من االتهام بانتهاك خصوصية املبحوثين و انتهاك أخالقيات
البحث العلمي من خالل اإلطالع على صفحات أو مواد املستخدمين قد ال يدركون أو ال يوافقون
على توظيفها كمادة بحثية .و كذا صعوبة تحليل طرق و أشكال تفاعلية الجمهور املستخدم مع
الصحف اإلكترونية ،بفعل عدم وجود هوية محددة له و إعادة تشكيل تلك الهوية في أشكال
وصيغ مختلفة 229 .
227مها عبد املجيد صالح ،اإلشكاليات املنهجية في دراسة تطبيقات اإلعالم االجتماعي – رؤية تحليلية ، -ورقة علمية مقدمة
في فعاليات مؤتمر " وسائل التواصل االجتماعي ..التطبيقات و اإلشكاالت املنهجية " ،جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية –
كلية علوم اإلعالم و االتصال ،السعودية ،الرياض 11/11 ،مارس ، 2112ص ص 1-2
228ثريا أحمد البدوي ،املعالجة التنظريرية و املنهجية ملشاركة املستخدم في املجال الرقمي – رؤية تحليلية نقدية لالتجاهات
العلمية الحديثة ، -املجلة الدولية لالتصال االجتماعي ،جامعة عبد الحميد بن باديس ،مستغانم الجزائر ،املجلد ، 11العدد
، 2111 ، 2ص
229السيد بخيت ،اإلشكاليات النظرية و املنهجية لبحوث وسائل التواصل االجتماعي ،مرجع سبق ذكره ،ص 118
118
باإلضافة إلى إشكالية ثبات املرمزين في تحليل مضمون الصحافة اإللكترونية ،و بسبب تغيير
مضمون املواقع حاول الباحثون التغلب على هذه الصعوبة بواسطة قيام جميع املرمزين
بالتحليل في الوقت نفسه أو القيام بتنزيل و تحميل محتوى الصحف في حالة إمكانية تحقيق
ذلك ،باعتبار أن بعض مواقع الصحف تمنع ذلك أي ال تسمح للباحث بتنزيل و تخزين
محتواها230.
و على صعيد آخر نجد اإلشكاليات املتعلقة بمصداقية البيانات و املعلومات املستخرجة من
محتوى الصحف اإللكترونية من أراء و أفكار و التي ال تعبر بالضرورة عن صدقها ،و لعل هذا ما
أشارت إليه " ميريام ميتزغر " عندما أقرت بأن املضامين التي يتم تناقلها عبر مختلف الوسائط
الجديدة تمثل بالنسبة إلى الباحثين هاجسا كبيرا بالنظر الرتباطها بأحد األسس العلمية الرصينة
،و هو املصداقية و املوثوقية العلمية ،وهما – حسبها – شرطين أساسيين و ال غنى عنهما النجاز
بحوث سليمة و مقبولة منهجيا 231.
119
-0تقنية الواب أو تحليالت الويب " : "’Analyse du Webاملوظفة في تحليل
مضامين املواقع اإللكترونية التي ابتكرها مجموعة من األساتذة و الباحثين الفرنسيين
تحت إشراف كريستين براتس ) ) Christine BARATSو التي وصفها ب " ثمرة ملغامرة
جماعية القتراح دليل يعرض فعليا مناهج و ميادين ملالحظة و تحليل املواقع "خاصة
فيما تعلق باملقاربات السيميولوجية للمواقع اإللكترونية ،باإلضافة إلى ذلك تم
التطرق إلى منهجية تحليل املضمون التضليلي أو الدعائي على اإلنترنيت لفرارنك
بولينغ ( ) Frank BULINGEو التي تتمثل حسبه في تحديد الخطر املرتبط بمستخدم
اإلنترنيت عند تعرضه ملضامين دعائية تضليلية من نصوص ،صور وفيديوهات"
باعتماد تقنيات التضليل و التزييف املتعارف عليها ،وعليه فقد وضع مخططا منطقيا
لهذا الغرض 233. ( ( logigramme
و تعني تقنية تحليالت الويب بتحليل أنماط استخدام املواقع اإللكترونية و قيام حجم
استخدامها ألغراض فهمها و تقييمها و تحسين أدائها من خالل التعرف على عدد الزوار و املدة
التي يقضيها كل زائر داخل املوقع ،و الصفحات التي يتم زيارتها ،و يستخدم في ذلك تحليالت
غوغل ( ) Google Analyticsو ملتقط تعديالت املحتوى " Regular Interval Content ( " RICC
) Captureلدراسة األخبار اإللكترونية على املواقع اإلخبارية و مواقع الصحف من حيث انتاجها
و التعديالت التي تجرى عليها 234.
120
-0املقابلة على الخط ( : ) Online Intervievingو هي عبارة عن محادثة يقوم
بها الباحث مباشرة ( في الوقت املتزامن ) عبر وسائط اتصالية حديثة مثل تطبيقات :
املاسنجر أو الواتساب أو الفايبر و غيرها مع األشخاص الذين يرتبطون بطريقة
مباشرة أو غير مباشرة بموضوع دراسته بغرض رصد خبراتهم و أرائهم حول الظاهرة
واالستفادة منها في معالجة املوضوع ،و من ثم تدعيم بحثه و إعطائه أكثر مصداقية.
و من صعوبات املقابلة على الخط نذكر تلك الصعوبات التقنية التي قد يواجهها
الباحث أثناء اجرائه للمقابالت مثال في حالة انقطاع األنترنت أو ضعف تدفقها .
أما إذا كانت مقابالت علمية في الوقت غير املتزامن ( ) off lineفهي تمثل إشكالية منهجية نظرا
و لغياب الطبيعة التفاعلية الديناميكية للمقابالت املباشرة ( على الخط ) بين الباحث
املبحوثين و التي تطور الفهم املتبادل و الخبرة املشتركة بينهم و هي تحديدا ما يعطي درجة أعلى
من القيمة العلمية و املصداقية ألداة املقابلة على الخط 236.
و من املشكالت التي أثارها الباحثون كذلك حول املقابالت و جماعات النقاش عبر االنترنت
كأدوات بحثية تم تطويرها لتتماش ى مع البيئة اإلعالمية الرقمية و التي يمكن أن تعتري عملية
التواصل بفاعلية عبر وسيط ،الحاجة إلى رفع مستوى وعي املستجوبين بأهمية و طبيعة تطبيق
أدوات البحث من خ الل التواصل اإللكتروني ،و التحفظ و الخوف أحيانا لديهم من التواصل مع
الباحث إذا كانوا ال يعرفونه ،و الخوف و الحذر كذلك من تبادل البيانات التي يمكن أن تكون
شخصية أو دقيقة عبر الوسائط اإللكترونية 237.
121
الدقيق ألشكال تفاعلية الجمهور ،و باملقابل يمكن لذات الباحث أن يكتفي بمالحظة
و كيفية التعبير عن أرائه و طريقة تفاعل الجمهور القارئ للصحف اإللكترونية
اتجاهاته من بعيد دون مشاركته في ذلك .
و من اإلشكاليات التي أثارها الباحثون حول املالحظة االلكترونية بنوعيها كأداة كيفية هي
القصور الذي يمكن أن يعتري عملية التواصل غير املباشر بين الباحث و املبحوثين ،و غياب
إمكانية مالحظة التعبيرات و ردود الفعل التلقائية الضمنية التي ترد من املبحوثين و التي تعطي
للباحث تفاصيل أكثر ثراءا و دقة عنهم ،و عليه ال يمكن االعتماد عليها كأداة وحيدة في البحث
ألنه إذا حدث العكس تبرز مشكلة الصدق و الثبات في استخدام هذه األداة البحثية 238.
122
من هذا املنطلق سنحاول في هذا العنصر الوقوف عند أهم الصعوبات التي واجهت الباحثين
في عملية تطبيق شروط اختيار العينة في بحوث الصحافة اإللكترونية ،باعتبار أن اخضاع
العينة للشروط العلمية التي حددها الباحثين في السنوات املاضية في بحوث الصحافة املكتوبة
أصبح من الصعب تطبيقها مع بحوث الصحافة اإللكترونية و ذلك لعدة أسباب :
صعوبة تحديد حجم مجتمع البحث األصلي في البيئة اإلعالمية الرقمية: أ-
الذي يتميز بالتشتت و ضخامة العدد.
صعوبة تحديد حجم العينة املراد دراستها :و اخضاعها الى مجموعة االعتبارات ب-
املنهجية و العلمية التي يتوقف عليها اختيار حجمها و خاصة فيما يتعلق األمر بدرجة
تجانس و تباين وحدات مجتمع الدراسة .
صعوبة تحديد حجم العينة بطرق احصائية و معادالت رياضية :نظرا ت-
لطبيعة املجتمع األصلي .و منها املعادلة التالية :
صعوبة وصول الباحث الى كل مفردات العينة املختارة :أي هل هي مفردات ث-
و الجغرافي متاحة باعتبارها عناصر رقمية مع صعوبة معرفة توزيعها املكاني
بسبب سحبها من مجتمع رقمي .
صعوبة تحقيق درجة تمثيل العينة للمجتمع األصلي :ألن درجة التمثيل ج-
مربوطة بأول خطوة اجرائية في اختيار العينة و هو تحديد حجم املجتمع املبحوث
و خصائصه ،و بالتالي فستكون خصائص العينة الرقمية ال تمثل خصائص املجتمع
من حيث أكبر عدد ممكن من املتغيرات ،بعبارة أخرى ال يمكن أن تكون العينة
املختارة ممثلة لهذا املجتمع من حيث الخصائص و الصفات و ذلك ألن أفراد العينة
239مصطفى ربحي عليان ،محمد عثمان غنيم ،أساليب البحث العلمي (األسس النظرية و التطبيق العملي) ،ط ، 1عمان
األردن ،دار صفاء للنشر و التوزيع ، 2114 ،ص 139
123
في البيئة الرقمية قد تجمعهم أهداف مشتركة لكن ليست صفات مشتركة فهم عادة ما
يتقمصون هويات شخصية افتراضية .
و في هذا السياق يعتبر الباحثين أن صعوبة عدم معرفة االطار العيني للدراسة التي ستستخرج
منه العينة و لم يوفق الباحث في الحصول على القائمة بمجتمع البحث املراد دراسته أو كانت
و الواقع أن عدم القائمة ناقصة ،فمن الصعب أن تكون العينة ممثلة للمجتمع األصلي ،
معرفة املجتمع ال يؤثر فقط على تغطية العينة بل يتعداها الى مجاالت أخرى من التصميم
العيني 240 .و من ثم يمكن القول أن العينة الرقمية ال تمثل املجتمع األصلي تمثيال صحيحا ،و
إنما تمثل العينة نفسها فقط.
صعوبة تحديد أسلوب املعاينة ان كانت احتمالية أو غير احتمالية و كذا ح-
صعوبة تحديد نوع العينة املناسبة :و بالضبط االحتمالية و خاصة العشوائية
البسيطة و الطبقية في ظل غياب معلومات عن مجتمع البحث هل هو متجانس أم
متباين ؟ هل هو موزع في شكل طبقات أو فئات ؟ و كذا غياب قاعدة بيانات حول
مفردات املجتمع االفتراض ي نتيجة لصعوبة حصر جميع عناصره ،و انتشار املجتمع
افتراضيا و عدم تقيده بحواجز جغرافية.
صعوبة اختيار العينات االحتمالية :يشير بعض الباحثين الى صعوبة أو خ-
استحالة تطبيق املعاينة االحتمالية لعدم توفر حدود املجتمع الزمانية و املكانية ،
فالدخول الى شبكة االنترنت ال يفترض أن يكون فاعلوه مسجلين في أي تعداد أو قائمة
،و بالتالي ال يمكن القيام باختيار عشوائي من زوار االنترنت باستخدام فقط االنترنت
كمعيار لالختيار .
و تبعا لذلك تقترح وثيقة " معايير الجودة الجراء الدراسات االستقصائية على االنترنت " األملانية
التي نشرت عام 2111استخدام إطار عيني مزدوج أو الجمع بين أساليب التجنيد ( داخل شبكة
االنترنت و خارجها ) ،أي من خالل توجيه دعوات للمشاركة تنشر على صفحات الشبكة و
القيام بحمالت إعالنية عبر االنترنت ،و كذلك من خالل وسائل أخرى مثل التجنيد بالهاتف أو
التجنيد الشخص ي (241 .دليو ، 2112 ،الصفحة )111
240فضبل دليو ،تقنيات املعاينة في العلوم اإلنسانية و االجتماعية ،مرجع سبق ذكره ،ص . 21
124
صعوبة تجنب الباحث الوقوع في بعض األخطاء الشائعة في اختيار د-
العينات :و من أهمها :اختيار عناصر أو مفردات ال تنمي الى مجتمع الدراسة ،فمثال
يمكن أن يكون مجتمع بحثي جمهور موقع الشروق اونالين و ذلك ملعرفة اتجاهات
القراء نحو القضايا الوطنية التي ينشرها ،و بالتالي فإن أفراد عينة الدراسة تكون
عينة من هذا الجمهور ( أي عينة قصدية ) لكن هنا سيقع الباحث في خطأ توزيع
استمارته االلكترونية على مفردات ال تنتمي إلى املجتمع األصلي نظرا لصعوبة تحديد
الخصائص الديمغرافية لألشخاص املتواجدون في البيئة اإلعالمية الرقمية .
الجدير بالذكر أن الباحث في بحوث الصحافة االلكترونية يمكن له أن يعتمد في اختيار أفراد
عينته من املجتمع الرقمي على العينات غير االحتمالية و التي يرى فيها ما يخدم بحثه من حيث
اإلجابة على اإلشكالية و الهدف منها ،و هي كالتالي :القصدية ( العمدية ) ،العينة الشبكية أو
كرة الثلج ،و العينة املتاحة أو امليسرة .
و بناء على ما تقدم عرضه في هذه املحاضرة يمكن القول أن اتجاهات الباحثين اختلفت حول
مسألة املناهج العلمية و أدوات البحث العلمي التي يجب توظيفها أثناء التعامل مع الصحافة
اإللكترونية كوسيلة إعالمية جماهيرية حديثة و ما تحتويه من مجاالت بحثية ،فمنهم من اجتهد
و استحدث أدوات بحثية جديدة تتماش ى مع خصائص الصحافة اإللكترونية و محتواها ،في
حين فضل البعض اآلخر تطوير املناهج العلمية و األدوات الكالسيكية بما يتالئم معها .
و يبقى الباب مفتوحا الجتهادات و جهود بحثية أخرى في هذا املجال نحو استحداث مناهج و
أدوات حديثة و طرق تحديد العينات املناسبة للدراسة تتيح إمكانية دراسة الصحافة
و االلكترونية باعتبارها في تغير مستمر من حيث جمهورها ،محتواها ،القائمين عليها ،
كوسيلة في حد ذاتها .
و هي اسلوب معاينة يتم فيه اختيار العناصر من املجتمع املستهدف على اساس مدى توافرهم للباحث ،أو على اساس
اختيارهم ذاتيا ،أو كليهما معا ،حيث يستخدم شخص شبكة االنترنت لدعوة املستجيبين للنقر على النوافذ املنسدلة على رابط و
استفتاء استبانة لزوار املوقع.
125
قائمة املراجع :
املراجع باللغة العربية :
الكتب : -I
.1عبد الحميد محمد ،بحوث الصحافة ،ط ، 1القاهرة ،الكتب 1991 ،
.0تربان سالم ماجد ،بحوث الصحافة في فلسطين خالل العقدين املاضيين -0333
- 0310دراسة تحليلية تقويمية للجوانب اإلجرائية واملنهجية ،مجلة جامعة
األقص ى للعلوم اإلنسانية ،املجلد الثالث و العشرون ،العدد األول ،جانفي 2119
.0الحيزان بن عبد العزيز محمد ،البحوث اإلعالمية أسسها أساليبها مجاالتها ،ط ، 2
الرياض ،مكتبة امللك فهد الوطنية 2114 ،
و .0البدوي أحمد ثريا ،مستخدم االنترنت – قراءة في نظريات اإلعالم الجديد
مناهجه ، -ط ، 1القاهرة ،عالم الكتب . 2112 ،
.5مصطفى ربحي عليان ،محمد عثمان غنيم ،أساليب البحث العلمي (األسس النظرية
و التطبيق العملي) ،ط ، 1عمان األردن ،دار صفاء للنشر و التوزيع ، 2114 ،ص 139
.0فضبل دليو ،تقنيات املعاينة في العلوم اإلنسانية و االجتماعية ،دار هومة ،الجزائر ،
. 2112
.0السيد بخيت ،الجديد في بحوث الصحافة مدارس غربية و إسهامات عربية ،ط ، 1
دار الكتاب الجامعي ،اإلمارات العربية. 2111 ،
126
.0بسام عبد الرحمن مشاقبة ،نظريات اإلعالم ،ط ، 1عمان األردن ،دار أسامة للنشر و
التوزيع .2111 ،
.0كامل خورشيد مراد ،االتصال الجماهيري و اإلعالم ( التطور – الخصائص –
النظريات ) ،ط ، 1عما األردن ،دار املسيرة للنشر و التوزيع . 2111 ،
( .13فضة عباس ي بصلي ،محمد الفاتح حمدي ،مدخل لعلوم االتصال و اإلعالم
و الوسائل – النماذج – النظريات ) ،ط ، 1عمان األردن ،دار أسامة للنشر
التوزيع . 2110 ،
.11حسن عماد مكاوي ـ عاطف عدلي العبد ،نظريات اإلعالم . 2110 ،
.10يوسف محمد ،النظريات النفسية واالجتماعية في وسائل االتصال املعاصرة
واإللكترونية،ط ، 1القاهرة ،دار الكتاب الحديث. 2112 ،
.10حسني محمد نصر ،نظريات اإلعالم ،ط ، 1القاهرة ،دار الكتاب الجامعي 2112 ،
.10محمد عبد العزيز الحيزان ،البحوث االعالمية ( أسسها ،أساليبها ،مجاالتها ) ،ط 2
،الرياض . 2114 ،
.15سهام الشجيري ،اقتصاديات االعالم ،ط ،1لبنان ،االمارات ،دار الكتاب الجامعي ،
2114
.10عواطف عبد الرحمن ،التبعية اإلعالمية والثقافية في العالم الثالث ،سلسلة عالم
املعرفة ،عدد ، 78الكويت . 1984
.10أحمد بن مرس ي ،اقتصاديات الصحافة املكتوبة ،ط ،1الجزائر ،الورسم للنشر و
التوزيع . 2114 ،
.10محمد لعقاب ،مهارات الكتابة لإلعالم الجديد ( ،ب.ط ) ،الجزائر ،دار هومة للطباعة
و النشر و التوزيع .2113 ،
.10نهى بلعيد ،والة صحافة املواطن و تطورها ،كتاب جماعي بعنوان عصر امليديا الجديدة
،منشورات اتحاد إذاعات الدول العربية . 2111 ،
.03موریس أنجرس ،منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانیة ،ترجمة :بوزید صحراوي،
ط ،2الجزائر ،دار القصبة للنشر ،2111 ،ص. 107
.01محمد عبد الحميد ،البحث العلمي في الدراسات اإلعالمية ، ،ط ،2القاهرة،عالم
الكتب2114 ،
127
.00سيكاران أوما ،طرق البحث في اإلدارة ( مدخل بناء املهارات البحثية ) ( ،ب.ط)،
الرياض ،النشر العلمي واملطابع جامعة سعود.1998 ،
.00عمار بوحوش ،محمد محمود الذنيبات ،مناهج البحث العلمي وطرق اعداد البحوث،
ط ،4الجزائر ،ديوان املطبوعات الجامعية.2110 ،
.00فايز جمعة النجار ،نبيل جمعة النجار ،ماجد راض ي الزعبي ،أساليب البحث العلمي
(منظورتطبيقي) ،ط ،2األردن ،دار الحامد للنشر والتوزيع.2111 ،
.05غيث البحر ،معنا لتنجي ،التحليل االحصائي لالستبيانات باستخدام برنامج IBM
(،SPSS Statisticsب .ط) ،تركيا ،مركز سبر للدراسات اإلحصائية والسياسات العامة،
.2114
املجالت و الدوريات : -II
.1سيد بخيت ،االتجاهات الحديثة في بحوث الصحافة :مراجعة مسحية و نقدية ألبرز
التيارات السائدة في الدراسات الصحفية ،املجلة العربية لإلعالم و االتصال .
.0هبة مصطفى حسن مصطفى ،االتجاهات الحديثة في بحوث صحافة البيانات ،مجلة
البحوث و الدراسات اإلعالمية ،العدد السابع عشر2021 ،
.0هالة بن علي برناط ،تطبيقات نظريات االعالم و االتصال التقليدية في فضاءات
اإلعالم الجديد ( نظرية حارس البوابة مثاال) ،املجلة الدولية لالتصال االجتماعي ،
جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم الجزائر ،املجلد ، 2العدد 2118 ، 4
.0عزام أبو الحمام ،نظرية حارس البوابة اإلعالمية في ظل البيئة الجديدة لتكنولوجيا
االتصال ،مجلة الرسالة للدراسات و البحوث اإلنسانية ،املجلد األول ،العدد الرابع ،
ديسمبر 2110
.5سلمى غروبة ،و اقع القائم باالتصال في ظل افرازات الشبكات االجتماعية – دراسة
مقارنة بين الوظائف التقليدية و الجديدة ، -مجلة اإلعالم و املجتمع ،املجلد ، 2
العدد .4
.0خيرة مكرتار ،دور حارس البوابة في ظل اإلعالم الجديد ،مجلة الساورة للدراسات
اإلنسانية و االجتماعية ،العدد الخامس ،جوان .2110
128
.0محمد مليك ،تأثير الصحافة اإللكترونية على الصحافة املطبوعة -رؤية تحليلية
لو اقع القائم باالتصال بين البيئتين ،مجلة اإلعالم و املجتمع ،املجلد ، 2العدد ، 2
جوان . 2118
.0مالية مكيري ،حراسة البوابة اإلعالمية – مقاربة مفاهيمية في ظل البيئة اإللكترونية
،مجلة املعيار ،املجلد ، 22العدد ، 1جانفي . 2118
.0حمزة سعد محمد ،االتجاهات الحديثة في دراسات وضع األجندة في العالم ،مجلة
الباحث اإلعالمي ،العدد . 42-44
.13ليندة صيمود ،مهدي زعموم ،مساهمة تكنولوجيا االتصال الحديثة في تطوير اخراج
الصحافة الورقية ،مجلة املعيار ،املجلد ، 22العدد . 2121 ، 22
.11مليكة جورديخ ،دور التكنولوجيا الحديثة للطباعة في تطوير الصحافة املكتوبة ،
مجلة الدراسات و البحوث االجتماعية ،جامعة الوادي الجزائر ،العدد ، 11جوان
. 2111
.10زكرياء بن صغير ،خدمات صحافة املوبايل وتأثيراتها على املمارسة االعالمية أي
مستقل للعمل اإلعالمي ،مجلة العلوم اإلنسانية ،املجلد ، 21العدد .2121 ، 11
.10سناء يونس شاهين ،دور صحافة املحمول في تطوير املمارسة الصحفية ،مجلة
الدراسات اإلعالمية ،املركز الديمقراطي العربي ،برلين أملانيا ،العدد الثالث . 2118 ،
.10نوال وسار ،صحافة املوبايل واملمارسة املهنية خالل األزمات)أزمة الكوفيد 25
أنموذجا( ،مجلة الرواق للدراسات االجتماعية واإلنسانية ،املجلد ، 10العدد ، 2
. 2121
.15جمال بوشاقور ،صحافة املواطن في الجزائر بين إشكالية تحديد املفهوم و املمارسة
الصحفية ،مجلة االتصال و الصحافة ،املدرسة الوطنية العليا للصحافة و علوم
اإلعالم ،الجزائر ،املجلد ، 1العدد 2119 ، 12
.10ثريا السنوس ي ،صحافة املواطن و إعادة انتاج األدوار ،مجلة بحوث العالقات العامة
الشرق األوسط ،مارس 2114
.10صبرينة برارمة ،صحافة املواطن و الصحافة التقليدية بين التنافس و التكامل ،مجلة
العلوم االجتماعية ،العدد ، 21جوان .2112
129
.10فتيحة كيحل ،صحافة املواطن – جدلية األخالقيات و ضوابط املمارسة املهنية ، -
مجلة املعيار ،املجلد ، 23العدد 2119 ، 48
.10أحمد بن حاجة ،صحافة املواطن بين املهنية و حرية الرأي و التعبير ،مجلة صوت
القانون ،املجلد السابع ،العدد ، 11ماي 2121
.03باديس لونيس ،صحافة املواطن و اعادة تشكيل مفهوم الجمهور ،مجلة الحكمة ،
الجزائر ،مؤسسة كنوز الحكمة ،العدد العاشر 2112 ،
.01السيد بخيت ،اإلشكاليات النظرية و املنهجية لبحوث وسائل التواصل االجتماعي ،
املجلة العربية لإلعالم و االتصال .
.00ثريا أحمد البدوي ،املعالجة التنظريرية و املنهجية ملشاركة املستخدم في املجال
الرقمي – رؤية تحليلية نقدية لالتجاهات العلمية الحديثة ، -املجلة الدولية لالتصال
االجتماعي ،جامعة عبد الحميد بن باديس ،مستغانم الجزائر ،املجلد ، 11العدد ، 2
. 2111
.00نور الدين هميس ي ،األطرالنظرية و املنهجية لدراسة امليديا الجديدة – قراءات نقدية
، -مجلة علوم اإلنسان و املجتمع ،العدد ، 12نوفمبر 2114
الرسائل الجامعية و األطروحات : -III
.1إبراهيم بعزيز ،مشاركة الجمهورفي إنتاج محتوى وسائل اإلعالم و ظهورصحافة
املواطن -دراسة على عينة من مستخدمي مو اقع التواصل االجتماعي في الجزائر،
أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية علوم اإلعالم و االتصال ،
جامعة الجزائر . 2114-2113 ، 3
.0محمد بن سليمان الصبيحي ،العالقة الوظيفية بين القائم االتصال و الجمهور (
دراسة وصفية في ضوء متغيرات البيئة االتصالية الحديثة في اململكة العربية
السعودية ) ،رسالة دكتوراه في االعالم ،قسم االعالم ،كلية الدعوة و االعالم ،جامعة
االمام محمد بن سعود االسالمية 2118-2110 ،
.0ثائر محمد تالحمة ،حراسة البوابة اإلعالمية و التفاعلية في املو اقع اإلخبارية
الفلسطينية على شبكة االنترنت ،رسالة ماجستير في اإلعالم ،كلية اإلعالم ،جامعة
الشرق األوسط 2112 ،
130
.0وفاء البار ،الصحافة الوطنية املكتوبة و أولويات الجمهور نحو القضايا العامة –
دراسة تحليلية و ميدانية لجريدة الخبر ، -أطروحة دكتوراه طور ثالث ( ل.م.د) في علوم
و االتصال ،قسم العلوم اإلنسانية ،جامعة محمد خيضر بسكرة -2121 ، اإلعالم
. 2121
.5إلهام بوثلجي ،الصحافة اإلكترونية و ترتيب أولويات الرأي العام – دراسة تحليلية
ميدانية لعينة من الصحف اإللكترونية الجزائرية " الشروق أون الين ،املساء ،
، " Libertéأطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية علوم االعالم و
االتصال ،جامعة الجزائر . 2121-2121 ، 13
.0ليلى معلوم ،أولويات الصحافة الجزائرية في تناولها لظاهرة الفساد االقتصادي
بسونطراك " ،أطروحة دكتوراه طور ثالث ( ل.م.د) ،قسم علوم اإلعالم ،كلية علوم
اإلعالم و االتصال ،جامعة الجزائر . 2118-2110 ، 13
.0فاطمة الزهراء أقلمين ،إدارة مؤسسات الصحافة املكتوبة في الجزائر ( دراسة
مسحية لعينة من الجرائد الوطنية إلى غاية ماي/جوان ، ) 0310رسالة ماجستير في
تسيير املؤسسات االعالمية ،كلية علوم االعالم و االتصال ،جامعة الجزائر -2111 ، 13
.2112
.0محمد عبد الغني سعيود ،تأثير حرية الصحافة في الجزائر على املمارسة املهنية ،
رسالة ماجستير في االتصال االشهاري ،قسم علوم االعالم و االتصال ،كلية اآلداب و
العلوم االنسانية و االجتماعية ،جامعة باجي مختار عنابة ، 2112 ، 2111 ،ص 110
.0مرزوق بن مهدي ،أثر السياسة اإلخبارية على أداء املؤسسة الصحفية ( دراسة
وصفية تحليلية القتصاد االعالم املكتوب في الجزائر -مؤسسة جريدة الشعب ،
الخبر ،صوت االحرار نموذجا ) ،أطروحة دكتوراه علوم ،كلية علوم االعالم و االتصال
،جامعة الجزائر . 2110-2111 ، 13
.13ابتسام علي رايس ،اقتصاديات مؤسسة صحفية – مؤسسة le Monde Infos, Echo
D’Oranنموذجا ، -رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية العلوم
السياسية و اإلعالم ،جامعة الجزائر 2111-2111 ،
.11مرزوق بن مهدي ،تكاليف صناعة الصحافة و أثرها على أداء املؤسسات الصحفية
( دراسة وصفية تحليلية للجرائد اليومية الجزائرية دراسة حالة جريدة الشعب ) ،
131
رسالة ماجستير في علوم االعالم و االتصال ،قسم علوم االعالم و االتصال ،جامعة
الجزائر . 2111 2119 ، 13
.10مصطفى سحاري ،إشكالية التوزيع الصحفي في الجزائر – الصحافة الخاصة
نموذجا ، – 0330 /1003رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية العيوم
السياسية و اإلعالم ،جامعة بن يوسف بن خدة ،الجزائر ، 2110-2111 ،
.10رابح بلقاسمي ،اإلشهار و التوازن املالي للصحف الوطنية في الجزائر " – دراسة
مقارنة ليوميتي الشعب و صوت األحرار ، -رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ،
كلية العلوم السياسية و اإلعالم ،جامعة الجزائر . 2110-2111 ،
.10محمد شحات ،العالقة بين التمويل اإلشهاري و األداء الصحفي في الصحف اليومية
الجزائرية " – دراسة تحليلية استطالعية على عينة من الصحف اليومية الوطنية
الخبر ،الشروق و الوطن ،-رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية العلوم
السياسية و اإلعالم ،جامعة الجزائر 2111-2111 ،
.15وليد حميدي ،اإلشهارفي الصحافة الجزائرية – دراسة مقارنة بين الصحافة الورقية
و الصحافة اإللكترونية ،املعلنون في صحيفتي الشروق اليومي و الشروق أون الين ، -
و اإلعالم ، رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية العلوم السياسية
جامعة الجزائر . 2111-2119 ،
.10فريدة معتوق ،حرية الصحافة املكتوبة الجزائرية في ظل قوانين السوق الجديدة
خالل مرحلة التعددية ،رسالة ماجستير ،كلية علوم االعالم و االتصال ،جامعة
الجزائر . 2112-2111 ، 13
.10وهيبة بلحاجي ،الصحافة الخاصة و الشروط القانونية و االقتصادية لحريتها بعد
( 1000دراسة مسحية لعينة من الصحفيين الجزائريين ) ،أطروحة دكتوراه علوم ،
كلية علوم االعالم و االتصال ،جامعة الجزائر . 2114-2113 ، 13
.10زين العابدين جبارة ،اقتصاديات الصحافة االلكترونية و ادارتها ( الشروق اونالين
نموذجا ) ،رسالة ماجستير في تخصص تسيير املؤسسات اإلعالمية ،كلية علوم االعالم
و االتصال ،جامعة الجزائر . 2112-2111 ، 13
132
.10فريد بن زايد ،و اقع استخدام التكنولوجيات الحديثة لإلعالم و االتصال في
الصحافة املكتوبة بالجزائر ،رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية
العلوم اإلنسانية و االجتماعية ،جامعة منتوري قسنطينة . 2111-2119 ،
.03محمد إسماعيل ياسين ،استخدامات تكنولوجيا االتصال في تطوير شكل و مضمون
الصحف الفلسطينية اليومية – دراسة ميدانية ، -رسالة ماجستير في الصحافة ،
كلية األداب ،الجامعة اإلسالمية غزة . 2112 ،
.01صليحة شلواش ،و اقع استخدام تكنولوجيا االتصال الحديثة و أثرها على العمل
الصحفي – دراسة ميدانية في جريدة الشرق الجمهوري – ،رسالة ماجستير في علوم
اإلعالم و االتصال ،كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية ،جامعة محمد خيضر بسكرة
2112-2111 ،
.00فاطنة شرقي ،أثر التكنولوجيا في إنتاج املعلومة في مضمون الصحافة املكتوبة
الجزائرية – الشروق اليومي و املجاهد نموذجا ، -رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و
االتصال ،كلية علوم اإلعالم و االتصال ،جامعة الجزائر . 2118-2119 ، 13
.00منير سليم أبو راس ،عالقة التطور التكنولوجي بالتحرير الصحفي في الصحافة
الفلسطينية – دراسة ميدانية على الصحفيين العاملين في الصحف الصادرة في
قطاع غزة ، -قسم الصحافة و اإلعالم ،كلية األداب ،الجامعة اإلسالمية غزة . 2111 ،
.00فاطمة تيميزار ،إسهامات االنترنت في تطوير الصحافة املكتوبة في الجزائر – دراسة
وصفية استطالعية على عينة من الصحفيين ،رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و
االتصال ،كلية العلوم السياسية و اإلعالم ،جامعة الجزائر . 2118-2110 ،
.05أديب أحمد الشاطري ،الصحافة و تكنولولوجيا االتصال – دراسة تحليلية للصحف
اإللكترونية العربية ،أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية علوم
اإلعالم و االتصال ،جامعة الجزائر . 2118-2110 ، 13
.00باية سيفون ،تأثير تكنولوجيا االتصال على النشر اإللكتروني للصحف اليومية
الجزائرية املكتوبة – دراسة تحليلية ميدانية ، -أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم
و االتصال ،كلية علوم اإلعالم و االتصال ،جامعة الجزائر . 2112-2114 ، 13
133
.00يمينة بلعاليا ،الصحافة اإللكترونية في الجزائر :بين تحدي الو اقع و التطلع نحو
املستقبل ،رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية العلوم السياسية و
اإلعالم ،جامعة الجزائر . 2111 ، 13
.00رابح عمار ،الصحافة اإللكترونية و تحديات الفضاء اإللكتروني – دراسة ميدانية
للصحافة اإللكترونية الجزائرية ، -أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ،
كلية العلوم اإلنسانية و العلوم اإلسالمية ،جامعة أحمد بن بلة وهران . 2110-2111 ،
.00أمنة قجالي ،التفاعلية في الصحافة اإللكترونية – دراسة في استخدامات و إشاعات
النخبة األكاديمية الجزائرية ، -أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ،
كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية ،جامعة الحاج لخضر باتنة . 2110-2111 ، 1
.03سمية بورقعة ،الصحافة اإللكترونية في الجزائر – دراسة تحليلية ميدانية للتفاعلية
في الصحافة اإللكترونية الجزائرية ، -أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و
االتصال ،كلية علوم اإلعالم و االتصال و السمعي البصري ،جامعة قسنطينة ، 3
. 2112-2114
.01نعيمة برنيس ،استخدامات الوسائط املتعددة في الصحافة اإللكترونية الجزائرية ،
أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية علوم اإلعالم و االتصال و
السمعي البصري ،جامعة قسنطينة . 2118-2110 ، 3
.00عبير محمد سليم لبد ،إخراج مو اقع الصحف الفلسطينية اليومية على شبكة
االنترنت – دراسة تحليلية مقارنة ، -رسالة ماجستير في الصحافة ،كلية اآلداب ،
الجامعة اإلسالمية غزة . 2114 ،
.00فلة مكيري ،األنواع الصحفية في الصحافة اإللكترونية – دراسة تحليلية لعينة من
الصحف اإللكترونية العربية ( رأي اليوم ،إيالف ،كل ش يء عن الجز ائر ،الهدهد ) ،
أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية علوم اإلعالم و االتصال ،
جامعة الجزائر . 2118-2110 ، 3
.00طالب كيحول ،مصداقية الصحافة اإللكترونية لدى الطلبة الجامعيين الجزائريين
– دراسة ميدانية و تحليلية على عينة من وسائل اإلعالم العربية و الجزائرية ،
أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية علوم اإلعالم و االتصال ،
جامعة الجزائر . 2111-2112 ، 3
134
.05حسين دوحاجي ،التشريعات اإلعالمية و تأثيرها على حرية الصحافة اإللكترونية –
دراسة مقارنة بين الجزائر و تونس ، -رسالة ماجستير في الدراسات القانونية و
اإلعالمية ،قسم اإلعالم ،كلية علوم اإلعالم و االتصال ،جامعة الجزائر -2111 ، 3
. 2110
.00فتيحة بوغازي ،صحافة املواطن و الهوية املهنية للصحفي – دراسة ميدانية لتمثل
الصحفيين الجزائريين لهويتهم املهنية -رسالة ماجستير في تخصص دراسات قياس
جمهور وسائل االعالم ،كلية علوم االعالم و االتصال ،جامعة الجزائر -2111 ، 13
، 2111ص 21
.00محمد يوسف أحمد اللوح ،اعتماد الصحفيين الفلسطنيين على صحافة املواطن
كمصدر للمعلومات و انعكاسها على أدائهم املنهي ،رسالة ماجستير في الصحافة ،كلية
اآلداب ،الجامعة اإلسالمية غزة . 2118 ،
.00حنان كامل إسماعيل ،دور املواطن الصحفي في الحراك السوري من وجهة نظر قادة
الرأي اإلعالمي العربي – األردن و الكويت و مصر أنموذجا ، -رسالة ماجستير في
اإلعالم ،كلية اإلعالم ،جامعة الشرق األوسط . 2112-2111 ،
.00فتيحة بوغازي ،صحافة املواطن و الرأي العام – دراسة من منظوردوامة الصمت ، -
أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية علوم اإلعالم و االتصال ،
جامعة الجزائر . 2118-2110 ، 3
.03إلهام بوثلجي ،الصحافة اإللكترونية الجزائرية و اتجاهات القراء – دراسة مسحية
لجمهورجريدة الشروق أونالين ، -رسالة ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال في قياس
جمهور وسائل اإلعالم ،كلية العلوم السياسية و اإلعالم ،جامعة الجزائر -2111 ، 3
. 2111
.01صونية قوراري ،اتجاهات جمهورالطلبة نحو الصحافة اإللكترونية – دراسة ميدانية
على عينة من الطلبة الجامعيين املستخدمين لالنترنت في جامعة بسكرة ، -رسالة
ماجستير في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية العلوم اإلمسانية و االجتماعية ،جامعة
محمد خيضر بسكرة 2111-2111 ،
.00وسيلة وجدي دمرجي ،استخدامات الصحافة اإلكترونية عند جمهور القراء في
الجزائر و انعكاساتها على الصحافة الورقية ،أطروحة دكتوراه الطور الثالث في علوم
135
اإلعالم و االتصال ،طلية العلوم االجتماعية ،جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم ،
. 2111-2112
.00كريمة بوفالقة ،الجمهور املتفاعل في الصحافة اإللكترونية – دراسة استكشافية
لعينة من القراء املتفاعلين في الصحافة اإللكترونية الجزائرية ،رسالة ماجستير في
علوم اإلعالم و االتصال ،كلية العلوم السياسية و اإلعالم ،جامعة الجزائر -2119 ،
2111
.00حكيم قطافي ،إدارة حرب املعلومات دراسة لحرب لبنان 0330عبر النات -دراسة
وصفية تحليلية ، -أطروحة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم و االتصال ،كلية علوم
اإلعالم و االتصال ،جامعة الجزائر . 2118-2110 ،3
.IVاملؤتمرات و الندوات العلمية :
.1ديباجة املؤتمر الدولي حول " الصحافة و التجديد في الزمن الرقمي " املنظم من قبل
معهد الصحافة وعلوم اإلخبار يومي 0و 8أفريل 2121
.0حسني محمد نصر ،اتجاهات البحث و التنظير في وسائل اإلعالم الجديدة – دراسة
تحليلية لالنتاج العلمي املنشورفي دوريات محكمة ،ورقة بحثية مقدمة خالل فعاليات
املؤتمر الدولي حول " وسائل التواصل االجتماعي التطبيقات و اإلشكاالت املنهجية " ،
جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية ،الرياض ،مارس .2112
.0مها عبد املجيد صالح ،اإلشكاليات املنهجية في دراسة تطبيقات اإلعالم االجتماعي –
رؤية تحليلية ، -ورقة علمية مقدمة في فعاليات مؤتمر " وسائل التواصل االجتماعي
..التطبيقات و اإلشكاالت املنهجية " ،جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية – كلية
علوم اإلعالم و االتصال ،السعودية ،الرياض 11/11 ،مارس .2112
.0محمد ابراهيم عالم ،املسؤولية املدنية عن املحتوى غير املشروع لصحافة املواطن ،
ورقة بحثية مقدمة للمؤتمر العلمي الرابع بكلية الحقوق ،جامعة طنطا ،اللقانون و
االعالم . 2110 ،
.5مريم نريمان نومار ،تطبيقات املنهج املختلط في دراسات الوجود االفتراض ي دراسات
تمثيل الذات عبر مو اقع الشبكات االجتماعية أنموذجا ورقة بحثية مقدمة خالل
فعاليات املؤتمر الوطني حول " الفضاءات الرقمية و خصوصية املجتمعات االفتراضية
136
– اإلشكاليات البحثية و تكييف املقاربات ، -فرقة بحث الناثنوغرافيا الوسائط
الجديدة ،كلية علوم االعالم و االتصال ،جامعة الجزائر 21 ،نوفمبر . 2121
.0محمد ملين بوذن ،فائزة بوزيد ،وظيفة القائم باالتصال في البيئة ا إعالمية الجديدة –
قراءة في مستجدات نظرية حارس البوابة ،ورقة بحثية مقدمة ضمن فعاليات اليوم
الدراس ي حول " البيئة اإلعالمية الجديدة مظاهر التحول " ،جامعة املسيلة ،
2110/14/11
.Vالدراسات العلمية :
.1عزام أبو الحمام ،مراجعة نقدية لنظرية ترتيب األجندة في سياق البيئة الرقمية
لالتصال واإلعالم ،مركز الجزيرة للدراسات 28 ،سبتمبر 2121
.2املعز بن مسعود ،أخالقيات الصحافة االلكترونية العربية – رؤية جديدة للممارسة
املهنية – ،قطر ،مركز الجزيرة للدراسات 2119 ،
.3تأثير صحافة املواطن و مستقبلها في ظل التطور التكنولوجي ،القاهرة ،مركز هردو
لدعم التعبير الرقمي 2111 ،
.4تأثيررأس املال على السياسة التحريرية للمؤسسات اإلعالمية ،مركز هردو ( ) HRDO
لدعم التعبير الرقمي ،القاهرة . 2110 ،
.2فاطمة الزهراء السيد ،ميكانيزمات التعايش و التنافس بين الصحافة اإللكترونية
العربية و منصات اإلعالم االجتماعي ،مركز الجزيرة لدراسات 2119 ،
.1محمد األمين موس ى ،اقتصاديات الصحافة اإللكترونية العربية :الو اقع والنموذج ،
مركز الجزيرة للدراسات 2 ،أكتوبر ، 2110متوفر على الخط التالي :
https://studies.aljazeera.net/ar/mediastudies/2017/10/171002075126824.
html
137
3- Ewa Nowak, Agenda-setting theory and the new media ,
https://studiamedioznawcze.pl/Numery/2016_3_66/nowak-en.pdf.
4- Karin Wahl-Jorgensen , Thomas Hanitzsch , The Handbook of Journalism
Studies ,First published , New York, Routledge ,2009
5- Tom Regan , Technology Is Changing Journalism,
https://niemanreports.org/articles/technology-is-changing-journalism/, visit
02/03/2022 , 1814
6- Jane B. Singer, STEPPING BACK FROM THE GATE , Online Newspaper
Editors and the Co-Production of Content in Campaign 2004 , City
Research Online , University of London Institutional Repository ,2006,
https://openaccess.city.ac.uk/id/eprint/3462/6
138