د 874 070

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 380

‫جامعة الجزائر‪3‬‬

‫كلية علوم اإلعالم واالتصال‬


‫قسم علوم اإلعالم‬

‫حصافة املواطن والرأي العام‬


‫دراسة من منظور دوامة الصمت‬
‫أطروحة لنيل شهادة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم واالتصال‬

‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبة‪:‬‬


‫أ‪.‬د‪ :‬مجال بوعجيمي‬ ‫فتيحة بوغازي‬

‫‪8102 - 2017‬‬
‫جامعة الجزائر‪3‬‬
‫كلية علوم اإلعالم واالتصال‬
‫قسم علوم اإلعالم‬

‫حصافة املواطن والرأي العام‬


‫دراسة من منظور دوامة الصمت‬
‫أطروحة لنيل شهادة دكتوراه علوم في علوم اإلعالم واالتصال‬

‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبة‪:‬‬


‫أ‪.‬د‪ :‬مجال بوعجيمي‬ ‫فتيحة بوغازي‬

‫‪8102 – 2017‬‬
‫كلمة شكر‬
‫بعد اهلل عز وجل صاحب الفضل األول واألخير‬
‫أتقدم بجزيل الشكر وف ائق االحترام والتقدير إلى األستاذ‬
‫د‪ .‬جمال بوعجيمي‬
‫الذي تابعني طيلة إعداد هذه الدراسة‬
‫وأف ادني من سديد رأيه ووجيه نصحه‪.‬‬
‫كما ال يفوتني أيضا أن أعبر عن خالص امتناني وعرف اني‬
‫الى كل من ساهم من قريب أو بعيد‬
‫بالق ليل أو الكثير‬
‫إلتمام هذا العمل‪.‬‬
‫‪-‬فتيحة‪-‬‬
‫إهداء‬
‫إلى أمي وأبي الغاليين‬

‫إلى زوجي العزيز سعيد‬

‫إلى كل من أحبهم ويحبونني‬

‫أهدي ثمرة جهدي‬

‫فتيحة‬
‫حصافة املواطن والرأي العام‬
‫دراسة من منظور دوامة الصمت‬
‫خطة الدراسة‬
‫مقدمة‬
‫‪ .1‬إشكالية الدراسة‬
‫فرضيات الدراسة‬ ‫‪.2‬‬
‫أمهية الدراسة‬ ‫‪.3‬‬
‫أهداف الدراسة‬ ‫‪.4‬‬
‫مفاهيم الدراسة‬ ‫‪.5‬‬
‫أ‪ .‬املواطن‬
‫ب‪ .‬صحافة املواطن‬
‫ج‪ .‬الرأي العام‬
‫دوامة الصمت‬ ‫د‪ّ .‬‬
‫الدراسات السابقة‬ ‫‪.6‬‬
‫جماالت ال ّدراسة‬ ‫‪.7‬‬
‫املنهج وأدوات البحث‬ ‫‪.8‬‬
‫جمتمع وعينة الدراسة‬ ‫‪.9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬المقاربات النظرية للدراسة‬

‫‪ .I‬املداخل النظرية احلديثة لدراسة صحافة املواطن‬


‫التحول الرقمي)‬
‫‪ .1‬نظرية التشكل العضوي لوسائل اإلعالم ( ّ‬
‫‪ .2‬نظرية ثراء الوسيلة اإلعالمية‬
‫‪ .3‬نظرية احلتمية التكنولوجية‬
‫‪ .4‬نظرية انتشار املبتكرات‬
‫‪ .5‬نظرية اجملال العام‬
‫دوامة الصمت وتطبيقاهتا يف صحافة املواطن‬ ‫‪ .II‬نظريّة ّ‬
‫دوامة الصمت‬ ‫‪ .1‬جذور نظرية ّ‬
‫‪ .2‬فكرة نظرية دوامة الصمت‬
‫دوامة الصمت‬‫‪ .3‬فروض نظرية ّ‬
‫دوامة الصمت‬ ‫‪ .4‬قيمة نظرية ّ‬
‫املوجهة للنظريّة‬
‫‪ .5‬االنتقادات ّ‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرأي العام‬
‫‪ .I‬الرأي العام‪ :‬مفهومه‪ ،‬أنواعه وخصائصه‬
‫‪ .1‬مفهوم الرأي العام وخصائصه‬
‫‪ .2‬أنواع الرأي العام‬
‫‪ .3‬تشكيل الرأي العام‬
‫‪ .II‬الرأي العام االلكرتوين‪ :‬مفهومه وخصائصه‬
‫‪ .1‬مفهوم الرأي العام االلكرتوين‬
‫‪ .2‬خصائص الرأي العام االلكرتوين‬
‫‪ .3‬تشكيل الرأي العام االلكرتوين‬
‫الفصل الثالث‪ :‬صحافة المواطن‬
‫التطور‬
‫‪ .I‬صحافة املواطن‪ :‬املفهوم‪ ،‬النشأة و ّ‬
‫‪ .1‬مفهوم صحافة املواطن‬
‫وتطور مفهوم صحافة املواطن‬
‫‪ .2‬نشأة ّ‬
‫‪ .3‬أنواع صحافة املواطن‬
‫‪ .4‬خصائص صحافة املواطن‬
‫‪ .5‬النظرة النقدية لصحافة املواطن‬
‫‪ .II‬دور صحافة املواطن يف تشكيل الرأي العام‬
‫‪ .1‬آلية وطبيعة العالقة بني صحافة املواطن والرأي العام‬
‫‪ .2‬صحافة املواطن وخلق بيئة إعالمية بديلة لوسائل اإلعالم التقليدية‬
‫‪ .3‬تأثري صحافة املواطن على مجهور املتل ّقني‬
‫ظل صحافة املواطن‬ ‫‪ .4‬مجهور املتل ّقني يف ّ‬
‫‪ .5‬بعض اإلحصائيات عن دعائم صحافة املواطن‬

‫الفصل الرابع‪ :‬دور صحافة المواطن في تشكيل الرأي العام‬


‫‪ .I‬تفريغ اجلداول البسيطة وتوصيف البيانات‬
‫األول‪ :‬صحافة املواطن وحريّة التعبري‬
‫‪ .1‬احملور ّ‬
‫‪ .2‬احملور الثاين‪ :‬صحافة املواطن والرأي العام‬
‫دوامة الصمت‬
‫‪ .3‬احملور الثالث‪ :‬صحافة املواطن ونظرية ّ‬
‫‪ .4‬احملور الرابع‪ :‬صحافة املواطن واإلعالم الرمسي‬
‫‪ .II‬تفريغ اجلداول املرّكبة وحتليل البيانات‬
‫األول‪ :‬صحافة املواطن وحريّة التعبري‬
‫‪ .1‬احملور ّ‬
‫‪ .2‬احملور الثاين‪ :‬صحافة املواطن والرأي العام‬
‫دوامة الصمت‬
‫‪ .3‬احملور الثالث‪ :‬صحافة املواطن ونظرية ّ‬
‫‪ .4‬احملور الرابع‪ :‬صحافة املواطن واإلعالم الرمسي‬

‫نتائج الدراسة‬

‫خامتة‬
‫مل ّخص ال ّدراسة‪:‬‬

‫إ ّن م ننن عوام ننل ننذير مفه ننوم ص ننحافة املن نواطن يف األوس ننا‪ ،‬االجتماعيّننة‪ ،‬ه ننو اعتباره ننا جم نناال‬
‫تتجسنند فيننه احلقننائق الننا ال م نرأ اإلعننالم التقلينندي علننى عرضننها وطرحهننا‪ ،‬ولقنند أرب ن هننذا االعتبننار‬
‫ّ‬
‫سياسننات التحريننر والنوامج‪ ،‬وترتيننّ األولويّننات علننى مسننتود اإلعننالم التقلينندي‪ ،‬التلف يننوين علننى وجننه‬
‫توجنه جديند يف‬
‫خاص‪ ،‬إذ برز اهتمام ملحوظ خالل السنوات األخرية مبشاغل اجملتمع‪ ،‬اهتمام يرتمجه ّ‬
‫ّ‬
‫عقلنة العمل اإلعالمي‪ ،‬وإذا نظرنا لطبيعة اإلرباك كمنا دندا الينوم يف العديند منن اجملتمعنات اللبرياليّنة‬
‫واحملافظة‪ ،‬ندرك مدد عمق النشا‪ ،‬التواصلي لصنحافة املنواطن وأثنر يف توجينه ال ّنرأي العنام وبنائنه علنى‬
‫الرمسني‪ّ .‬أمنا إذا نظرننا إط طبيعنة‬
‫السنلطة التقليديّنة ل عنالم ّ‬
‫حنو معل من هذ "الصحافة" سنلطة هت ّندد ّ‬
‫الصننفني‪ ،‬فانّنننا تندها ختلننف بنناختالف األنظمنة السياسننيّة والثقافيّنة‪ .‬ففنني النندمقراطيات‬
‫التعناي بننني ّ‬
‫الليواليّنة‪ ،‬تعمننل صننحافة املنواطن عننادة علننى إعنادة ترتيننّ األولويّننات‪ ،‬إذ حتن ّندد يف صنندارة االهتمامننات‬
‫الرمسنني‪ ،‬فصنحافة املنواطن‪ ،‬يف‬
‫تأجلنت معاجلتهننا منن قبننل وسنائل اإلعنالم ّ‬
‫ك ّنل القضنايا الننا تنأخرت أو ّ‬
‫هذ احلالة تعيد إنتاج ما يعرف يف نظرينات اإلعنالم ب ن "وضنع األجنندة" (ماكسنوال‪ ،)1972‬يف حنني‬
‫السننائرة يف طريننق النمن ّنو تعمننل علننى ط نريت القضننايا الننا أقصننيت مننن دوائننر اهتمننام‬
‫تنندها يف البلنندان ّ‬
‫الرمس ن نني العتبارهن ننا قض ن ننايا ال تنس ن ننجم من ننع سياس ن ننة امل ّسس ن ننة اإلعالميّن ننة أو م ّسس ن ننة الدول ن ننة‬
‫اإلعن ننالم ّ‬
‫نتم إدراجهننا‪ ،‬واالعتننناء مبعاجلتهننا‪ ،‬يف مسننتود التنندوين‪ ،‬علننى أسننا أ ّ ننا قضننايا اجملتمننع‬
‫وتوجهاهتننا‪ ،‬فين ّ‬
‫ّ‬
‫الصنمت"‬
‫دوامنة ّ‬
‫تفجنر منا يس ّنمى يف نظرينات اإلعنالم ب ن ‪ّ " :‬‬
‫احلقيقيّة‪ ،‬وصحافة املواطن يف هذ احلالنة‪ّ ،‬‬
‫السياسة اإلعالميّنة‪ ،‬وهكنذا‬
‫(ألي ابيث نيومان ‪ ،)1974‬فيطفو على السطح رصيد املسكوت عنه يف ّ‬
‫السياسي‪.‬‬
‫السياق الثقايف و ّ‬
‫يتخذ مفهوم صحافة املواطن مدلوالت خمتلفة باختالف ّ‬
‫تفرتض نظرية دوامة الصمت أ ّن اجملتمع ينقسم إط قسمني‪ ،‬أغلبية سائدة وأقلينة صنامتة‪ ،‬فمنن‬
‫ينتمنني إط األغلبيننة السننائدة يتحنندا بصننوت عننال وال شننى االنتقنناد‪ ،‬وحننن وإن انتقنند سننيجد مننن‬
‫يندافع عننه‪ ،‬أمنا األقلينة الصنامتة فنال منرث املتحنندا منهنا علنى البنويت مبنا منول يف خناطر ‪ ،‬لنن مهننر يف‬
‫انتقاد للسائد وإن حاول فلن ينجو من ردة فعل قند تكنون قاسنية ج ّندا‪ ،‬فهنذ األقلينة تبتلنع يف دوامنة‬
‫الصمت‪.‬‬
‫ولك ننن ه ننل م ننازال تفس ننري ه ننذ النظري ننة مقب ننوال ب ننالنظر إط ظ نناهرة ص ننحافة املن نواطن املتض ننمنة‬
‫ملختلف أنواع التواصل االجتماعي عو مواقع االنرتنت الشهرية كالفايسبوك والتويرت‪ ،‬هنا تد أن دوامة‬
‫الصننمت قنند بنندأت بالسننكون‪ ،‬لقنند أصننبحت هننذ النظريننة منتهيننة الصننالحية‪ ،‬وسنسننعى مننن خننالل‬
‫دراسننتنا هننذ إط إثبننات هننذا احلكننم املس ننبق‪ ،‬واط حننني ذل ن سننيبقى افرتاضننا‪ .‬فبننالنظر إط امل نندونني‬
‫واملغننردين )‪ ،(tweeters‬وكتنناب املنتننديات الننذين يعننوون عمننا ي منننون بننه تنند أن مننا كننان بنناألم‬
‫القرينّ جن أا صننامتا أصننبح اليننوم صنادحا بافكننار وانتقاداتننه ورثيتننه لأمننور‪ ،‬هنذا ينبن بننأن هننناك جننيال‬
‫جديدا مهل الصمت وينشأ معوا عن ذاته وفكر ‪ ،‬هذا اجلينل النذي ال تعنرف نظرينة دوامنت الصنمت‬
‫إله سبيال‪.‬‬
‫ويف دراستنا هذ سنحاول قراءة لوحة املتغريات اهلائلة الا تولّدت من ثورة اإلعالم واالتصال‪،‬‬
‫التطرق اط وجو الفائدة والضرر منها‪ ،‬وسنحاول أن نقارب‬
‫مقدمتها صحافة املواطن‪ ،‬من خالل ّ‬
‫ويف ّ‬
‫بعضا من الظواهر الا تستوقف الوعي والا ارتأينا أ ا وليدة هذا االعالم اجلديد يف مضمار األداء‬
‫يطل هبا على هذا العامل اجلديد‬
‫مادة غنيّة ّ‬
‫االعالمي التقليدي‪ ،‬آملني بذل أن نوفّر للقارئ ّ‬
‫دوامة الصمت لنوال نيومان على الواقع‬
‫االفرتاضي والواقعي يف آن واحد‪ ،‬باالضافة اط اسقا‪ ،‬مقرتب ّ‬
‫املعاش وحماولة معرفة مدد صالحية هذا املقرتب يف ظل التغريات احلاصلة‪ .‬خاصة وأن صحافة‬
‫الرمسي وأن الفرد أو‬
‫املواطن استطاعت أن تطريت القضايا الا أُقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم ّ‬
‫املواطن مل يعد لديه حاج الصمت وال شى الوقوع يف دوامته لِ َنما توفّر تكنولوجيات االتصال‬
‫احلديثة من حرية للتعبري والتدوين والنشر‪ .‬ومنه فان الس ال الرئيسي املطرويت هو‪:‬‬

‫إلى أي مدى استطاعت صحافة المواطن تخطي حاجز دوامة الصمت في تشكيل الرأي العام؟‬
Abstract :

One of the factors deep rooting the concept of citizen journalism


in social circles is to consider it as facts the traditional media fears to
display or address. This consideration created confusion for program
and editorial policies and priority order at the traditional media level,
especially TV. In recent years, remarkable interest emerged over
society concerns; this interest is translated into a new attitude in media
work. If we study the nature of confusion, which currently happens in
many liberal and conservative communities, we will realize the
communicative activity depth of citizen journalism and its impact in
shaping and building public opinion in a manner makes this
"journalism" like a power threatens the traditional influence of official
media. If we look at the nature of coexistence between both types, we
will find them vary depending on the political and cultural systems. In
liberal democracies, citizen journalism usually work on reordering the
priorities, as it identifies all issues that were delayed or postponed by
the official media. Citizen journalism, in this case, reproduce what is
known in media theories as "agenda setting" ( Maxwell 1972). We see
it growing in the newly developing countries, it raises issues that are
ignored by official media claiming that such issues are not harmonized
with the media organization or state orientations. They are included
and addressed as real community issues, citizen journalism in this case
outbreaks the so-called in media theories: "spiral of silence" (Elisabeth
Noelle-Neumann 1974), and discovers the untold story in media
policy. Therefore, the concept of citizen journalism gives different
meanings depending on the cultural and political context.

Spiral silence theory assumes that the society is divided into two
sections; prevailing majority and silent minority. Whoever belongs to
the prevailing majority speaks louder and does not fear criticism, even
if there is any criticism, many will advocate for him/her. The silent
minority fears to speak and express themselves, if happened, he/she
will face cruel reactions, such minority is oppressed by silence.

In light of citizen journalism, which includes different social


media communication on internet (facebook, twitter), can we accept
the interpretation of this theory? We find that spiral of silence started
with silence. When we consider facebook and twitter users and
bloggers, who express their thoughts, we find the silent minority
expresses thoughts, vision and criticism to the country; this is a signal
that there will be a new generation knew nothing about silence and
brought up expressing themselves and their thoughts.

In the context of this study, we will try to know if citizen journalism is


able to address the issues ignored in the official media and the citizen
or individual breaks the fence of silence and does not fear to fall in its
spiral as modern technology of communication provides a platform
for freedom of expression, blogging and posting. Hence, the main
question is: to which extent the citizen journalism exceeded the

fence of silence and liberalized the public opinion?


‫مق ّدمة‪:‬‬
‫أصبح من املشهود له يف عصرنا احلايل مدى تأثري صحافة املواطن يف تشكيل اآلراء وتوجيهها‬
‫الوجهة املبتغاة من طرف القائمني على تلك الوسائط‪ ،‬وأكرب دليل على ذلك ماشهده العامل عامة‬
‫والوطن العريب خاصة‪ ،‬من تغيري جذري يف بعض األنظمة واالنقالب يف أخرى‪ ،‬وجتدر اإلشارة هنا‬
‫إىل أن الثورة اجلديدة يف جمايل االعالم واالتصال اليت يزيد تاريخ ميالدها عن العقدين‪ ،‬وفّرت للبشرية‬
‫ويسرت‬
‫املعاصرة من املوارد املعرفية واملعلوماتية ما مل يتوفر هلا يف أي زمن مضى من التاريخ اإلنساين‪ّ ،‬‬
‫هلا سبل التواصل الدائب مع العامل اخلارجي‪ ،‬وأعادت بناء معاين املكان والزمان‪ ،‬ورفعت معدل‬
‫الثقافة العامة والثقافة السياسية وما حتتويه من قيم الدميقراطية واملشاركة يف صنع املصري‪ ،...‬إال أن‬
‫حتولت معها منظومة القيم إىل‬
‫هذه الثورة االعالمية اجلديدة ال ختلو من املضاعفات السلبية اليت ّ‬
‫ساحة عشواء من تزييف الوعي وقولبته وتغليطه ومتزيق الروابط االجتماعية وتنمية قيم العنف‬
‫والكراهية بني أبناء اجملتمع الواحد‪ ،‬وقد أسفرت هذه الظواهر السلبية على نفسها وأخرجت يف‬
‫هزت استقرار جمتمعات العامل ويف مجلتها اجملتمعات العربية‪ ،‬فقد أصبح‬ ‫السنوات األخرية أزمات ّ‬
‫لصحافة املواطن دور يف صناعة وتشكيل الرأي العام ليس فقط على املستوى احمللي بل العاملي‪،‬‬
‫وساعد على ذلك زيادة اإلرتباط العاملي بتكنولوجيا االتصال واملعلومات وأصبح هناك ما يزيد على‬
‫مليار ُمستخدم لإلنرتنت وما يزيد على ‪ 4‬مليار مستخدم للهاتف احملمول عامليا وخاصة بني فئة‬
‫الشباب األكثر نشاطا ودراية هبا ومبا انعكس يف ظهور فاعلني كثريين يف تشكيل الرأي العام وذلك‬
‫بعد تف ُكك السيطرة على وسائل اإلعالم واحلد من قدرهتا على التعبئة وحشد للجماهري‪ ،‬وساهم‬
‫اإلعالم اجلديد يف بروز دور األفراد واجلماعات الذين ُميكنهم من استخدام الفضاء اإللكرتوين لنقل‬
‫وتبادل وإنتاج املعلومات ونشرها بني قطاع عريض من اجلمهور حتت مسمى صحافة املواطن‪ ،‬ومبا‬
‫يفتح ذلك اجملال للتأثري على أولويات القضايا لدى الرأي العام وطبيعة ومنط الفاعلني وطبيعة التأثري‬
‫على تشكيل الرأي العام وطبيعة املسامهني فيه‪ ،‬وذلك مع بروز صحافة املواطن بطابعها الفردي أمام‬
‫ُ‬
‫اإلعالم التقليدي الذي كان يُسيطر ويؤثر يف تشكيل الرأي العام‪ ،‬ومكنت صحافة املواطن األفراد من‬
‫صنع وسيلة إعالم خاصة هبم سهلة االنتشار ورخيصة التكلفة وتتميز بالتنوع اإلعالمي على شكل‬
‫نص أو صوت أو صورة أو فيديو كليب‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ودفع تتت تل تتك األدوات اجلدي تتدة إىل اس تتتخدامها بش تتكل إم تتايب يف حتقي تتق ن تتوع م تتن التواص تتل‬
‫اإلنستتاين بتتني العديتتد متتن التجمعتتات البشترية واألف تراد متتن كافتتة أملتتاء العتتامل وأصتتبحوا متمعتتون حتتول‬
‫قضتتايا ُمشتترتكة تتتؤثر فتتيهم ويتتؤثرون يف انتشتتارها ودعمهتتا‪ ،‬وذلتتك يف ظتتل ح توار نتتدي بتتني العديتتد متتن‬
‫األفراد حول العديد من القضايا احمللية والعاملية‪ ،‬ومن جانب آخر كان الستخدام تلتك األدوات جانبتا‬
‫ستتيئا يف استتتغالل طتتابع صتتحافة امل تواطن الفتتردي يف تغذيتتة العنتتف والكراهيتتة وب ت الشتتائعات واحلتترب‬
‫النفسية وتضليل الرأي العام باإلضافة إىل املسامهة يف إظهار منط جديد من اجلرائم‪.‬‬
‫ُ‬
‫وجتتاء هتتذا متتع املستتاعدة يف تتتوفري أدوات للترأي والتعبتتري أمتتام اجلمهتتور تتميتتز مجيعهتتا بالستتهولة‬
‫واالنتشتار وقلتة التكلفتة ستواء كانتت يف شتكل انشتاء مواقتع علتى اإلنرتنتت أو الرستائل النصتية القصترية‬
‫أو املتتدونات أو فتترف الدردشتتة أو اجملموعتتات الربيديتتة‪ ،‬أو استتتخدام اهلتتاتف احملمتتول أو استتتطالعات‬
‫الرأي اإللكرتونية أو التعليقات اإللكرتونية على األخبار أو األحداث أو عن طريتق نشتر املقتاالت عترب‬
‫الفضاء اإللكرتوين أو ما يتعلق بالتطور يف تقنية استطالعات الرأي العام‪.‬‬
‫وقتد شتتكلت صتتحافة املتواطن بيئتتة جديتتدة تستتتطيع كافتتة التيتتارات الفكريتتة والسياستتية والثقافيتتة‬
‫والدينية التعبري عن نفسها حبرية وبدون أي حتواجز أمنيتة أو جغرافيتة‪ .‬وكتذلك املوقتع اإلخباريتة ومواقتع‬
‫الصتتحف ومواقتتع ُمنظمتتات اجملتمتتع املتتدين‪ ،‬وقتتد وفتتر اإلنرتنتتت أداة لنقتتل ُمعانتتاة املهمشتتني يف حيتتاهتم‬
‫ُ‬
‫ومشتتاكلهم اليوميتتة‪ ،‬وذلتتك بعيتتدا عتتن هرميتتة املؤسستتات التقليديتتة بشتتكل أثتتر علتتى فاعليتتة املعلومتتات‬
‫املتاحتتة مبتتا ت تتدم التمثيتتل السياس تتي للم تواطنني وعلتتى دور األح تزاب السياستتية واجملتم تتع املتتدين‪ .‬أيض تتا‬
‫ُ‬
‫ظهرت صحافة املواطن كبديل عن املؤسسات التقليدية والصحف الورقيتة‪ ،‬وبشتكل عمتل علتى جتذب‬
‫األفراد للتعبري عن آرائهم بشكل ُُمتلف عن الرقابة الرمسيتة وبرييتة ُمغتايرة عمتا تتداولته الصتحف الرمسيتة‬
‫الورقية‪ ،‬ومتيُزه بسهولة احلصول على املعلومات وانتشارها واخنفاض تكلفتهتا وصتيافة الرستالة اإلعالميتة‬
‫بشتكل جيتد‪ ،‬ممتتا أدى لكستر االحتكتار علتتى وستائل اإلعتالم اجلمتتاهريي وتوستيع قاعتدة املستتامهني يف‬
‫ُ‬
‫تشكيل قضايا الرأي العام بدال من دور النخبة التقليدي‪ ،‬وقتد شتكل ذلتك ضتغطا علتى احلكومتة جتتاه‬
‫ترشتتيد سياستتتها العامتتة‪ ،‬كمتتا ستتاعد اإلنرتنتتت علتتى حتستتني دور وأداء الصتتحافة التقليديتتة علتتى املتابعتتة‬
‫ُ‬
‫اجليدة وتعزيز مهنيتها‪.‬‬
‫وعربت تلك األدوات عن ثتورة يف األداء التدميوقراطي متا بتني الترأي العتام احمللتي واألختر التدويل‬
‫أو حىت ما بني املختلفني عرقيا او دينيا أو ثقافيا بشكل يعكس ثورة معلومات ُمتدفقة مقابل رأى عام‬
‫ُ‬
‫ستريع التلقتي والتتتأثري وبتروز العديتد متتن القضتايا التيت تُشتتكل أجنتدة الترأي العتتام ويف نفتس الوقتت بتتروز‬
‫‪11‬‬
‫العديتتد م تتن الفتتاعلني يف الت تتأثري وذلتتك م تتع اتستتاع القاع تتدة اجلماهرييتتة ال تتيت تُشتتكل املس تتتقبل للرس تتالة‬
‫ُ‬
‫اإلعالمية‪ .‬وطرح ذلك إشكاليات تتعلق مبدى تأثري صتحافة املتواطن يف تشتكيل الترأي العتامإ وإىل أي‬
‫متتدى أصتتبح هلتا دور يف زيتتادة املستتامهني يف تشتتكيل قضتتايا الترأي العتتام‪ ،‬ويف أولويتتات اجملتمتتعإ وعلتتى‬
‫ُ‬
‫درجتتة االستتتجابة لدحتتداث احملليتتة والدوليتتة وعالقتتة ذلتتك باالستتتقرار داختتل اجملتمتتع التتدويلإ ومتتا هتتي‬
‫ُُم تتددات وف تتر ت تتأثري ص تتحافة امل تواطن عل تتى ال تترأي الع تتام وتغي تتري االجتاه تتات والق تتيمإ وكي تتف ُميك تتن‬
‫توظيف صحافة املواطن كوسيلة وسيطة لنقل مطالب اجلماهري ومن مث حتقيق الشرعية واالستقرارإ‬
‫قستمناها اىل ثتالث‬ ‫كل هذه التسايالت وفريها سنحاول االجابة عنها من خالل اتبتاع خطّتة ّ‬
‫األول للمقاربتة النظريتة التيت اخرتناهتا لدراستتنا‪ ،‬ملتا هلتا متن أمهيتة يف‬
‫ُماور أساسية‪ ،‬خصصنا فيها احملتور ّ‬
‫الصتتمت‪ ،‬وقتتد اخرتنتتا هتتذه املقاربتتة‬
‫دوامتتة ّ‬
‫توضتتيح أهتتم جوانتتب االشتتكالية املطروحتتة واملتمثلتتة يف نظريتتة ّ‬
‫تتقل‪ّ ،‬أمتتا‬
‫حملاولتتة معرفتتة متتدى اتتاح صتتحافة امل تواطن يف ختطتتي حتتاجز الصتتمت وتشتتكيل رأي عتتام مست ّ‬
‫احملتور الثتاين فقتد خصصتناه للترأي العتام متن حيت املفهتوم واخلصتائص واألنتواع‪ ،‬وقتد رّكزنتا علتى الترأي‬
‫تطرقنتا اىل دور االعتالم‬ ‫العتام االلكترتوين وكيتف يتشتكل وأهتم مميزاتته مقارنتة بتالرأي العتام التقليتدي‪ ،‬مث ّ‬
‫يف تشتكيل الترأي العتتام‪ ،‬وبعتدها انتقلنتا اىل صتتحافة املتواطن ودورهتتا يف تشتكيل الترأي العتتام‪ ،‬أمتا احملتتور‬
‫الثال فخصصناه لصتحافة املتواطن متن حيت املفهتوم‪ ،‬واخلصتائص التيت تتميتز هبتا وأشتكاهلا املختلفتة‪.‬‬
‫وذلك من خالل عرض البدايات األوىل لصتحافة املتواطن وبروزهتا يف الستاحة اإلعالميتة‪ ،‬ومتا صتاحب‬
‫ظهورهتتا م تتن مص تتطلحات إعالمي تتة مس تتتحدثة ومف تتاهيم جديتتدة‪ ،‬وبع تتد ذل تتك عرض تتنا ُمتل تتف األبع تتاد‬
‫السياسية لصحافة املتواطن‪ ،‬باإلضتافة إىل دورهتا يف تعزيتز حريتة الترأي والتعبتري‪ ،‬وكيتف أصتبحت ستلطة‬
‫خامسة تؤثّر يف تشكيل الرأي العام‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ .1‬اشكالية الدراسة‪:‬‬

‫إ ّن م تتن عوام تتل جت تتذير مفه تتوم ص تتحافة امل تواطن يف األوس تتاط االجتماعيّتتة‪ ،‬ه تتو اعتباره تتا جم تتاال‬
‫تتجستتد فيتته احلقتتائق التتيت ال م ترأ اإلعتتالم التقليتتدي علتتى عرضتتها وطرحهتتا‪ ،‬ولقتتد أربتتك هتتذا االعتبتتار‬
‫ّ‬
‫سياستتات التحريتتر والتربامت‪ ،‬وترتيتتب األولويّتتات علتتى مستتتوى اإلعتتالم التقليتتدي‪ ،‬التلفزيتتوين علتتى وجتته‬
‫توجته جديتد يف‬ ‫خا ّ ‪ ،‬إذ برز اهتمام ملحوظ خالل السنوات األخرية مبشافل اجملتمع‪ ،‬اهتمام يرتمجه ّ‬
‫عقلنة العمل اإلعالمي‪ ،‬وإذا نظرنا لطبيعة اإلرباك كمتا دتدث اليتوم يف العديتد متن اجملتمعتات اللبرياليّتة‬
‫واحملافظة‪ ،‬ندرك مدى عمق النشاط التواصلي لصتحافة املتواطن وأثتره يف توجيته ال ّترأي العتام وبنائته علتى‬
‫الرمستي‪ّ .‬أمتا إذا نظرنتا إىل طبيعتة‬ ‫الستلطة التقليديّتة لإلعتالم ّ‬
‫ملو معل من هذه "الصحافة" ستلطة هت ّتدد ّ‬
‫الصتنفني‪ ،‬فانّنتتا اتدها ختتلتتف بتتاختالف األنظمتة السياستتيّة والثقافيّتة‪ .‬ففتتي التتدمقراطيات‬ ‫التعتاي بتتني ّ‬
‫الليرباليّتة‪ ،‬تعمتتل صتتحافة املتواطن عتتادة علتتى إعتادة ترتيتتب األولويّتتات‪ ،‬إذ حتت ّتدد يف صتتدارة االهتمامتتات‬
‫الرمستتي‪ ،‬فصتحافة املتواطن‪ ،‬يف‬ ‫تأجلتت معاجلتهتتا متن قبتتل وستائل اإلعتالم ّ‬‫ك ّتل القضتايا التتيت تتأخرت أو ّ‬
‫هذه احلالة تعيد إنتاج ما يعرف يف نظريات اإلعالم بت "وضع األجندة" (ماكسوال‪ ،)2791‬في ييي‬
‫ارييي‬ ‫ييي مي‬ ‫نجييد ا في الن ييداا ال ّ يياريق في ّيتييل الى ي ّيح لق ييا ا ي ّييي القويياتا ال ي‬
‫موس يية‬
‫ّ‬ ‫وس يية االالميّيية‬
‫اليسي ها نار ييا ويياتا ه لى ييجل مييس سياسيية ال ّ‬ ‫ا يياا االاييلا ّ‬
‫لحهتالتييا‪ ،‬فيت ّ‬
‫تتم إدراجهتتا‪ ،‬واالعتنتتاء مبعاجلتهتتا‪ ،‬يف مستتتوى التتتدوين‪ ،‬علتتى أستتا أ ّاتتا قضتتايا‬ ‫الد ليية ّ‬
‫دوامتتة‬
‫تفجتتر متتا يست ّتمى يف نظريتتات اإلعتتالم ب ت ‪ّ " :‬‬
‫اجملتمتتع احلقيقيّتتة‪ ،‬وصتتحافة امل تواطن يف هتتذه احلالتتة‪ّ ،‬‬
‫السياستتة‬
‫‪ ،)2794‬فيطفتتو علتتى الستتطح رصتتيد املستتكوت عنتته يف ّ‬ ‫الصتتمت" (أليزابي ت نيومتتان‬‫ّ‬
‫السياسي‪.‬‬ ‫السيا الثقايف و ّ‬ ‫اإلعالميّة‪ ،‬وهكذا يتخذ مفهوم صحافة املواطن مدلوالت ُمتلفة باختالف ّ‬
‫تفرتض نظرية دوامة الصمت أ ّن اجملتمع ينقسم إىل قسمني‪ ،‬أفلبية سائدة وأقليتة صتامتة‪ ،‬فمتن‬
‫ينتمتتي إىل األفلبيتتة الستتائدة يتحتتدث بصتتوت عتتال وال تشتتى االنتقتتاد‪ ،‬وحتتىت وإن انتقتتد ستتيجد متتن‬
‫يتدافع عنته‪ ،‬أمتا األقليتة الصتامتة فتال متري املتحتتدث منهتا علتى البتوح مبتا متول يف ختاطره‪ ،‬لتن مهتتر يف‬
‫انتقاده للسائد وإن حاول فلن ينجو من ردة فعل قتد تكتون قاستية ج ّتدا‪ ،‬فهتذه األقليتة تبتلتع يف دوامتة‬
‫الصمت‪.‬‬
‫ولك تتن ه تتل م تتازال تفس تتري ه تتذه النظري تتة مقب تتوال ب تتالنظر إىل ظ تتاهرة ص تتحافة املت تواطن املتض تتمنة‬
‫ملختلف أنواع التواصل االجتماعي عرب مواقع االنرتنت الشهرية كالفايسبوك والتويرت‪ ،‬هنا اد أن دوامة‬

‫‪13‬‬
‫الصتتمت قتتد بتتدأت بالستتكون‪ ،‬لقتتد أصتتبحت هتتذه النظريتتة منتهيتتة الصتتالحية‪ ،‬وسنستتعى متتن ختتالل‬
‫دراستتتنا هتتذه إىل إثبتتات هتتذا احلكتتم املس تتبق‪ ،‬واىل حتتني ذلتتك ستتيبقى افرتاضتتا‪ .‬فبتتالنظر إىل امل تتدونني‬
‫واملغتتردين )‪ ،(tweeters‬وكتتتاب املنتتتديات التتذين يعتتربون عمتتا يؤمنتتون بتته اتتد أن متتا كتتان بتتاألمس‬
‫القريتب جتزأ صتتامتا أصتتبح اليتتوم صتادحا بافكتتاره وانتقاداتتته ورييتتته لدمتتور‪ ،‬هتذا ينبت بتتأن هنتتاك جتتيال‬
‫جديدا مهل الصمت وينشأ معربا عن ذاته وفكره‪ ،‬هذا اجليتل التذي ال تعترف نظريتة دوامتت الصتمت‬
‫إله سبيال‪.‬‬
‫راس ىا ذه سىحا ل ياءق لحية ال غييات التار ة ال لحلّدت م ثحرق اهالا‬ ‫ف‬
‫التطر اىل وجوه الفائدة والضرر منها‪،‬‬ ‫مقدمتها صحافة املواطن‪ ،‬من خالل ّ‬ ‫اهل ال‪ ،‬ويف ّ‬
‫وسنحاول أن نقارب بعضا من الظواهر اليت تستوقف الوعي واليت ارتأينا أاا وليدة هذا االعالم‬
‫يطل هبا على‬
‫مادة فنيّة ّ‬
‫اجلديد يف مضمار األداء االعالمي التقليدي‪ ،‬آملني بذلك أن نوفّر للقار ّ‬
‫دوامة الصمت لنوال‬
‫هذا العامل اجلديد االفرتاضي والواقعي يف آن واحد‪ ،‬باالضافة اىل اسقاط مقرتب ّ‬
‫نيومان على الواقع املعاش وُماولة معرفة مدى صالحية هذا املقرتب يف ظل التغريات احلاصلة‪ .‬خاصة‬
‫الرمسي وأن‬
‫وأن صحافة املواطن استطاعت أن تطرح القضايا اليت أُقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم ّ‬
‫الفرد أو املواطن مل يعد لديه حاجز الصمت وال تشى الوقوع يف دوامته لِ َتما توفّره تكنولوجيات‬
‫االتصال احلديثة من حرية للتعبري والتدوين والنشر‪ .‬ومنه فان السؤال الرئيسي املطروح هو‪:‬‬

‫ف لشكيا الي ي القاا؟‬ ‫إل ي مدى اس طاا صحافة ال حاّ لخط ياهز امة ال‬

‫‪14‬‬
‫‪ .2‬فيضيات الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬كلّما ازدادت رقابة السلطة على اإلعالم الرمسي ازدادت فاعلية صحافة املواطن‬
‫‪ -‬صحافة املواطن كسرت حاجر الصمت ووفّرت للمواطن مساحة واسعة إليصال رأيه للعامل بأسره‬
‫‪ -‬استطاعت صحافة املواطن أن تطرح القضايا اليت أُقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم الرمسي‬
‫السياسة اإلعالميّة‪.‬‬
‫الصمت" بكشف الرصيد املسكوت عنه يف ّ‬ ‫دوامة ّ‬‫فجرت " ّ‬‫‪ -‬صحافة املواطن ّ‬
‫‪ -‬صحافة املواطن هلا دور كبري يف تشكيل الرأي العام‪.‬‬
‫‪ -‬تسعى وسائل اإلعالم التقليدية إىل إماد دوامة صمت جتاه اآلراء املخالفة هلا‪.‬‬

‫ية الدراسة‪:‬‬ ‫‪.3‬‬


‫تستقي الدراسة امهيّتها من أمهية املوضوع على الساحة االعالمية‪ ،‬فصحافة املواطن استطاعت‬
‫أن حتتل حيّزا كبريا يف املشهد االعالمي خاصة خالل السنوات االخرية‪ ،‬فبعد أن عجزت وسائل‬
‫االعالم التقليدية يف مناسبات عديدة عن نقل األحداث خاصة يف مناطق الصراع‪ ،‬جعلت ترسم‬
‫اسرتاتيجيات لتوظيف صحافة املواطن يف احلصول على األخبار‪ ،‬فأصبح هناك تعاون على مستوى‬
‫املضمون االعالمي بني صحفيي وسائل االعالم التقليدية وصحفيي مواقع التواصل االجتماعي اليت‬
‫تكر صحافة املواطن‪ ،‬وسعت بعض القنوات االخبارية ان مل نقل كلّها اىل تفعيل مشاركة الصحفي‬
‫ّ‬
‫املواطن يف نقل األخبار من خالل فتح مساحات خاصة بالتغطيات االخبارية للمواطنني من موقع‬
‫احلدث خاصة تلك املواقع اليت تعجز وسائل االعالم التقليدية من الوصول اليها‪ .‬وازدادت أمهية‬
‫صحافة املواطن كواا أات احتكار اإلعالم التقليدي لدخبار والسبق الصحفي‪ ،‬وأصبح املواطن‬
‫التطور التكنولوجي اهلائل واملتاح للجميع‪.‬‬
‫العادي يسبق الصحفي احملرتف يف نقل األحداث بفضل ّ‬
‫كما تظهر أمهية الدراسة بوضوح من خالل ما يشهده العامل من تغريات فري مسبوقة بسبب‬
‫وفريت‬
‫الظاهرة ُمل الدراسة‪ ،‬فصحافة املواطن أصبحت وسيلة فعالة يف توصيل املعلومات واألحداث ّ‬
‫طبيعة اإلعالم من خالل إتاحة الفرصة لسماع املزيد من األصوات وإنشاء فيض من األخبار سريع‬

‫‪15‬‬
‫االنتشار‪ ،‬كما أاا وفّرت للصحفيني التقليديني مصدرا فنيا باملعلومات وفرضت مصدرا جديدا‬
‫للمنافسة‪.‬‬

‫ُمل الدراسة "صحافة املواطن" بعد تغطيتها ألحداث الثورات العربية‪،‬‬


‫وازدادت أمهية الظاهرة ّ‬
‫إذ لعب املواطنون دورا هاما يف توثيق انتهاكات األنظمة املستبدة‪ ،‬وكشفوا عن وقائع كثرية حاولت‬
‫وسائل اإلعالم الرمسية إخفاءها‪ ،‬مما ّأدى اىل إااء عصر التعتيم اإلعالمي‪ ،‬وهنا تظهر أمهية اإلشكالية‬
‫يف مدى قدرة صحافة املواطن على ختطي حاجز دوامة‬ ‫اليت ملن بصدد معاجلتها واليت تبح‬
‫الصمت وحترير الرأي العام‪.‬‬

‫‪ .4‬داف الدراسة‪:‬‬

‫ادف من خالل هذه الدراسة إىل الوصول إىل احلقائق اليت جعلت من املواطن اهلاوي‬
‫للصحافة أن ينسب إىل نفسه صفة الصحفي وأن يفرض رأيه على الساحة اإلعالمية وأن يغري‪،‬‬
‫انطالقا من استعماله للتكنولوجيات احلديثة‪.‬‬

‫كما ادف باألسا إىل‪:‬‬

‫‪ ‬دراسة أثر صحافة املواطن يف تشكيل الرأي العام‪.‬‬

‫‪ ‬رصد التغيريات اليت أحدثتها "صحافة املواطن" باعتبارها تعتمد على أحدث تكنولوجيات‬
‫اإلعالم واالتصال على الرأي العام وذلك من خالل االستشهاد بالتغريات واألحداث اليت‬
‫يعيشها العامل عامة والوطن العريب خاصة يف الوقت الراهن‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ .5‬مفا يل الدراسة‪:‬‬
‫أ‪ .‬ال حاّ ‪:‬‬

‫املواطن‪ ،‬املواطنون يف (اجلمع) وهم جمموعة من النا ينتموا فالبا إىل وطن واحد وعر واحد‬
‫ودين واحد ولغة واحدة هلم حقو مدنية وسياسية واقتصادية قد ختتلف حسب أنظمة احلكم حي‬
‫يف األنظمة الدميقراطية املواطن هو شخصية قانونية هلا احلق يف التعبري واالنتخاب لكن يف األنظمة‬
‫امللكية أو الديكتاتورية املواطن هو شخصية قانونية لكنه ال يتمتع فالبا حبق االنتخاب واختيار ممثليه‬
‫نظرا إىل ان هذه األنظمة ال تسمح بالتداول السلمي على السلطة ويف بعض األحيان قمع وتضييق‬
‫للحريات العامة وحقو اإلنسان‪.1‬‬

‫املواطنة‪ :‬تعين أن كل املواطنني يف اجملتمع متساوون يف احلقو والواجبات‪ ،‬وتعتمد املواطنة‬


‫على املساواة واحلرية واملشاركة واملسئولية االجتماعية (كل النا فو تراب الوطن سواسية بدون أي‬
‫متييز بسبب الدين أو اجلنس أو اللون أو املستوى االقتصادي أو االنتماء السياسي‪.2‬‬

‫ب‪.‬صحافة ال حاّ ‪:‬‬

‫ينظر إىل صحافة املواطن على ّأاا تلك الصحافة اليت ينتجها املاليني من األفراد يف أملاء‬
‫العامل عن طريق االعتماد على التكنولوجيات احلديثة وعلى رأسها (على شبكة اإلنرتنت‪ ،‬املدونات‪،‬‬
‫املنتديات‪ ،‬الويكي‪ )...‬كوسيلة لإلبداع‪ ،‬والتعبري والتوثيق واملعلومات‪ ،‬وهذا ما عكس العملية‬
‫حتول املواطن من متلق بسيط لدخبار إىل مصدر هلا‪ ،‬ويسمى الفرد الذي ميار هذا‬ ‫اإلعالمية حي ّ‬
‫اإلعالم بت "املواطن امل َحّرر"‪.3‬‬
‫ُ‬
‫‪1‬‬
‫‪https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B7%D9%86‬‬
‫‪ 2‬معجم املصطلحات السياسية‪،‬‬
‫‪http://www.bipd.org/publications/InstituteBookes/MediaHandler/GenericHandler/documents/‬‬
‫‪Books/decvocpol.pdf‬‬
‫‪ ‬الوكي هو صنف من املواقع يشارك يف إنتاج مضامينه املستخدمني‪ ،‬و هم يشكلون بالتايل مجاعة متعاونة تنتت معرفة مجاعية‪ ،‬و متثل موسوعة‬
‫‪ Wikipedia‬النموذج األمثل هلذا الصنف من املواقع ‪www.wikipedia.org‬‬
‫‪3‬‬
‫‪http://fr.wikipedia.org/wiki/Journalisme_citoyen, était affichée le 19 déc. 2009 12:57:12 GMT‬‬

‫‪17‬‬
‫ويعين مفهوم "صحافة املواطن" أن بامكان أي شخص أن يكون صحفيا ينقل رأيه‬
‫ومشاهداته للعامل أمجع‪ ،‬دون حاجة ألن دمل شهادة يف اإلعالم‪ ،‬أو أن ينتمي ملؤسسة إعالمية‬
‫إليصال صوته للعامل‪.1‬‬

‫إذن صحافة املواطنني هي الصحافة اليت يقوم فيها املواطن بدور الصحفي الذي ينقل األخبار‬
‫من مواقع األحداث احلية مستخدما كافة الوسائل التكنولوجية املتاحة لعرض اخلرب بصورة واقعية‪.‬‬

‫الدراسة تلك الصحافة اليت ينتجها وينشرها املواطن العادي‬


‫ونقصد بصحافة املواطن يف هذه ّ‬
‫عدة أشكال كمواقع التواصل االجتماعي واملدونات واملنتديات االلكرتونية‬
‫عرب شبكة االنرتنت يف ّ‬
‫والويكي‪.‬‬

‫ج‪ .‬الي ي القاا‬

‫مفهوم الرأي العام من املفاهيم الشائعة االستعمال يف العلوم االجتماعية ويف لغة السياسة‬
‫اليومية على السواء‪ ،‬ولكنه مفهوم زئبقي يصعب تعريفه رفم كثرة استخدامه‪ ،‬وإذا اتفقنا على تعريفه‬
‫امسيا فانه من الصعب حتديده وحصره وقياسه اجرائيا يف عامل التجربة والواقع‪ ،‬وقد جرى العرف على‬
‫تعريف الرأي العام بأنه اجلمهور أو اجلماهري ‪ Public‬املهتمة مبسألة أو مسائل معينة متس مصاحلها‬
‫أو معتقداهتا بدرجة أو بأخرى‪ ،‬وبالتايل تعرب عن رأيها يف هذه املسألة إذا ما أتيحت هلا الفرصة‪.2‬‬
‫ولقد استطاعت التكنولوجيات احلديثة إتاحة الفرصة لكل مواطن للتعبري عن رأيه بكل حرية وإيصال‬
‫صوته للعامل بأسره‪ ،‬وهذا هو مركز الثقل يف دراستنا‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫امة ال‬ ‫‪.‬‬

‫طورت هذه النظرية الباحثة األملانيّة ‪ :‬أليزبيت ّنوال نيومان ‪Elisabeth Noelle-‬‬
‫‪ Neumann‬عام ‪ ،2794‬تعتمد هذه النظرية على افرتاض رئيسي فحواه أن وسائل اإلعالم حني‬
‫تتبىن آراء أو اجتاهات معينة خالل فرتة من الزمن فان معظم األفراد سوف يتحركون يف االجتاه الذي‬

‫التحتة ال تىية ل حف ‪ ،‬جملّة لغات‪ ،‬اتصال وتكنولوجيا حديثة‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،3‬العدد ّ‬
‫األول‪،‬‬ ‫‪ 1‬فتيحة بوفازي‪ ،‬شنكات ال حاصا اهه اا‬
‫‪.65‬‬ ‫‪،1124‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪ 2‬مسد الدين إبراهيم‪ ،‬الجا ات الي ي القاا القيب نحح م ألة الحيدق‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪،2791 ،‬‬
‫‪.34‬‬

‫‪18‬‬
‫تدعمه وسائل اإلعالم ‪ ،‬وبالتايل يتكون الرأي العام مبا يتسق مع األفكار اليت تدعمها وسائل‬
‫اإلعالم‪.1‬‬

‫السياسيّة وجمال علوم اإلعالم واالتصال‬


‫الصمت يف جمال العلوم ّ‬ ‫دوامة ّ‬‫استُخدمت نظريّة ّ‬
‫تأسست يف السبعينات من القرن املاضي على فرضيّة‬ ‫الرأي العام‪ ،‬وهي نظريّة ّ‬‫لشرح كيفيّة تش ّكل ّ‬
‫خاصة‪ ،‬وطبيعة اجتماعيّة‪ .‬الطبيعة‬
‫ّ‬ ‫تفيد أ ّن الفرد االجتماعي هو ذو طبيعة مزدوجة‪ :‬طبيعة‬
‫االجتماعية لإلنسان بشكل عام‪ ،‬حتتاج دائما أن يكون هلا شكل من أشكال القبول لدى اآلخرين‬
‫سواء يف احمليط املباشر أو يف احمليط الكبري‪ ،‬فالفرد يسعى إىل معرفة طبيعة السلوك الذي من خالله‬
‫يقبله اآلخرون أو يرفضونه‪ .‬فاذا بدا له أ ّن آراءه وأفكاره مقبولة لدى اآلخرين‪ ،‬اده مهر هبا عاليا‪،‬‬
‫وإذا حدث العكس فانّه منح إىل إخفائها‪ .‬ومبا أنّه يوجد يف اجملتمع من مهر عاليا بآرائه وأفكاره‪،‬‬
‫ويبدو ذلك شرعيّا يف نظر من يوالونه‪ ،‬يوجد يف املقابل من ال يتفقون مع ذلك ولكنهم يكتمون‬
‫الرأي‪.2‬‬
‫األول على قاعدة ّ‬
‫املد بني التيارين يف دوران لوليب إىل أن يسيطر التيار ّ‬
‫مواقفهم‪ .‬يستمر ّ‬

‫‪.197 :‬‬ ‫‪ 1‬حسن عماد مكاوي‪ ،‬ليلى حسني السيد‪ ،‬اهل ال نظيتاله ال قاصيق‪ ،‬الدار املصرية اللبنانية للنشر‪،1114 ،‬‬
‫‪ 2‬فتيحة بوفازي‪ ،‬صحافة ال حاّ التحتة ال تىية ل حف ‪ ،‬دراسة ميدانية لتَ َمث ُِّل ّ‬
‫الصحفيني اجلزائريني هلويّتهم املهنية‪ ،‬مذكرة ماجستري يف علوم‬
‫‪.61 :‬‬ ‫اإلعالم واالتصال‪ ،‬جامعة اجلزائر‪،1122 ،‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ .6‬الدراسات ال ابقة‪:‬‬
‫‪ - 1‬راسة النايث " ابيا يل بقزتز" لح اىحاا‪" :‬مشاركة الج تحر ف ان اج مح حى‬
‫سارا اهالا ظتحر صحافة ال حاّ " وهي أطروحة دكتوراه يف علوم اإلعالم واالتصال‪،‬‬
‫نوقشت جبامعة "اجلزائر ‪ "3‬سنة ‪.1124‬‬

‫عاجل الباح من خالل دراسته اشكالية الرفبات والدوافع الكامنة وراء استعمال األفراد‬
‫لتطبيقات ومواقع صحافة املواطن‪ ،‬واالنعكاسات املرتتبة عن هذه االستخدامات خاصة على قطاع‬
‫اإلعالم‪ .‬وتدخل هذه الدراسة ضمن التوجه اجلديد يف حبوث اإلعالم الذي يدر ما "يفعله النا‬
‫بوسائل اإلعالم"‪ ،‬الذي حل ُمل التوجه الذي يدر "ما تفعله وسائل اإلعالم بالنا "‪ ،‬وهتدف إىل‬
‫الكشف عن أمناط استخدامات األفراد لتطبيقات صحافة املواطن‪ ،‬وإبراز االنعكاسات املرتتبة عنها‬
‫تلك املتعلقة‬ ‫على اجملتمع‪ ،‬يف ُمتلف اجملاالت السياسية والثقافية واالقتصادية والقانونية‪ ،‬وباخلصو‬
‫باجملال اإلعالمي‪.‬‬

‫من بني أهم التسايالت اليت رّكز عليها الباح وحاول االجابة عليها يف دراسته اد‪ :‬طبيعة‬
‫استخدامات األفراد لتطبيقات صحافة املواطن وما احلاجات اليت يتم إشباعهاإ أسباب اإلقبال املتزايد‬
‫على تطبيقات صحافة املواطن من طرف األفراد‪ ،‬هل توجد عالقة بني قلة القنوات اخلاصة املستقلة‪،‬‬
‫اليت توفر فضاءات للتعبري حبرية‪ ،‬وإزدياد نسبة استعمال تطبيقات صحافة املواطنإ هل أدى استعمال‬
‫صحافة املواطن إىل تقليص نسبة استعمال األفراد لوسائل اإلعالم األخرىإ هل ميكن للجمهور أن‬
‫يقوم فعال بتقدمي مضامني إعالمية ذات مصداقية وجودة بشكل ينافس الصحافة التقليديةإ وهل‬
‫ميكن اعتبار صحافة املواطن كخطر وهتديد ُمتمل على الصحافة التقليدية أم أاا مكملة هلاإ كيف‬
‫تعاملت وتعاطت وسائل اإلعالم التقليدية مع صحافة املواطن‪ ،‬أي هل عملت على احتوائها‬
‫واالستعانة هبا‪ ،‬باعتبارها جزءا من املسار التطوري الذي يعرفه قطاع اإلعالم‪ ،‬أم أ ّاا جتاهلتها‬
‫وقاطعتها باعتبارها وافدا جديدا قد يفسد مهنة الصحافة أكثر مما ينفعهاإ‬

‫ص إليها الباح واليت ختدم دراستنا‪ ،‬اد‪:‬‬


‫ومن بني أهم النتائت اليت َخلُ َ‬

‫‪20‬‬
‫‪ -‬أ ّن املواطن أصبح يلعب دورا فعاال يف العملية االتصالية‪ ،‬يتفاعل مع املضمون اإلعالمي يف املراحل‬
‫األوىل‪ ،‬ويساهم يف املضمون يف املرحلة الثانية‪ ،‬وينتت بصفة مستقلة هذا املضمون ويبثه عرب وسائله‬
‫اخلاصة (موقع فيديو‪ ،‬مدونة‪ ،‬صفحة شخصية‪ ،)...‬يف املرحلة الثالثة‪.‬‬

‫‪ -‬اإلنتاج اجلماعي للمضامني اإلعالمية‪ :‬فقد أدت مواقع التواصل االجتماعي إىل بروز ما يعرف‬
‫باملضمون اجلماعي الذي يشرتك يف إنتاجه عدة أفراد ويشارك فيه عدة كتاب أو صحفيون مواطنون‪.‬‬

‫‪ -‬تأثري صحافة املواطن على الرأي العام‪ :‬يرى كثري من املبحوثني أن مضامني صحافة املواطن هلا تأثري‬
‫كبري يف كيفية حتديد مواقف وآراء النا ‪ ،‬ولعل هذا ما معل نسبة معتربة منهم يعتقدون أن ما‬
‫توصل الباح اىل أن فالبية املواطنني‬‫ّ‬ ‫ينشرونه ميكن أن ددث تغيريا معينا يف اجملتمع‪ .‬حي‬
‫الصحفيني يعتقدون أن مواقع التواصل االجتماعي قادرة على إحداث تغيري يف مسار الرأي العام‬
‫وعلى تكوينه وتوجيهه وفق وجهة معينة‪ .‬وهذا راجع إىل ما يشاهده األفراد من حتوالت سياسية يف‬
‫دول عربية وفري عربية‪ ،‬بفعل التأثري الكبري الذي أحدثته مواقع التواصل االجتماعي ومضامينها‬
‫املختلفة‪.‬‬

‫‪ -‬تبني كذلك أن االحتكار اإلعالمي‪ ،‬واالنغال اإلعالمي يؤدي إىل إنتعاش وزيادة استعمال‬
‫تطبيقات اإلعالم اجلديد ومواقع التواصل االجتماعي (صحافة املواطن)‪.‬‬

‫‪ -‬زيادة مصداقية صحافة املواطن يف ظل تراجع مصداقية اإلعالم التقليدي‪ :‬هناك من يعترب وسائل‬
‫اإلعالم اجلديدة ذات مصداقية كبرية حبكم قيامها بتقدمي معلومات وأخبار ال تقدمها وسائل اإلعالم‬
‫التقليدية‪ ،‬خاصة وأن هذه األخرية مرتبطة مبؤسسات ضخمة‪ ،‬ذات مصاحل متشابكة مع مصاحل‬
‫السلطات‪ ،‬كما ّأاا تتعرض لضغوطات سياسية واقتصادية حتد من حريتها واستقالليتها‪ ،‬عكس‬
‫صحافة املواطن‪ ،‬اليت ال ترتبط فالبا بأي مؤسسة وال ختضع لنفس الضغوط‪.‬‬

‫أفادتنا هذه الدراسة كثريا‪ ،‬حي كشفت النقاب عن ضرورة تغيري مناذج االتصال التقليدية‬
‫واليت كانت تتعامل مع اجلمهور كمستهلك فقط للمضامني‪ ،‬وكمتلق سليب للرسائل‪ .‬ورفم أاا‬
‫أشارت إىل رد الفعل أو التغذية الرجعية‪ ،‬إال أن ذلك كان ينحصر فقط يف آراء اجلماهري حول‬
‫الرسائل املستقبلة وتأثريها عليه‪ ،‬وحىت وإن أشارت كذلك إىل رد الفعل فانه يف الغالب ليس رد فعل‬

‫‪21‬‬
‫آين أو تزامين‪ .‬يف حني أن النموذج اجلديد املقرتح‪ ،‬يعترب اجلمهور كمتفاعل آين مع الرسالة‪ ،‬وبدرجة‬
‫متقدمة على ذلك كمنتت هلذه املضامني بصفة مستقلة عن املرسل التقليدي‪ ،‬وهذا ما معلنا ندرسه‬
‫بعمق من حي تأثريه على تشكيل الرأي العام‪.‬‬

‫‪ - 2‬راسة النايث "ه ال اليزا‪ "‬لح اىحاا‪" :‬صحافة ال حاّ "‪ :‬ال ق اىدما ت نح‬
‫ميسل‬

‫نُشرت هذه الدراسة باجمللة التونسية لعلوم االتصال‪ ،‬العدد ‪ 61-62‬السنة ‪.1117‬‬

‫ركز الباح يف دراسته هذه على إشكالية املواطن املتلقي عندما يصبح مرسال‪ ،‬و من بني‬
‫أهم التسايالت اليت طرحها الباح و اليت خدمتنا يف دراستنا اد‪:‬‬

‫‪ - 1‬ما هو تعريف صحافة املواطن و ما هي خصائصهاإ‬


‫‪ - 2‬ما هي املرجعيات املؤسسة لصحافة املواطنإ‬
‫‪ - 3‬هل ميكن اعتبار صحافة املواطن أحد التمثالت االجتماعية لظاهرة "اإلعالم البديل"‬

‫لقد ركز الباح يف دراسته على أدبيات بعض املواقع الفرنسية و هي‪AgoraVox.fr :‬‬
‫و‪ place-publique.fr‬و‪ BlogNews.fr‬وأخريا ‪ MédiaCitoyen.fr‬حي در‬
‫سياسة حتريرها اليت تعتمد على مرجعية صحافة املواطن و فلسفتها‪.‬‬

‫عاجل الباح أيضا مسألة املدونات االلكرتونية و مرجعيات صحافة املواطن‪ ،‬كما حتدث عن‬
‫اإلعالم البديل‪ ،‬و يف ختام دراسته الوصفية تطر الباح إىل نقد صحافة املواطن‪.‬‬

‫أفادتنا هذه الدراسة كثريا‪ ،‬حي كانت مبثابة التمهيد إلشكاليتنا‪ ،‬لكن ما يعاب عليها أاا‬
‫اكتفت بالتطر إىل إشكالية صحافة املواطن من خالل الصحافة الفرنسية‪ ،‬يف حني أن الصحافة‬
‫األالوسكسونية كانت األسبق إىل إدماج هذا النمط من الصحافة ‪-‬صحافة املواطن‪ -‬مثل‪ :‬نيويورك‬
‫تاميز‪ ،‬الغارديان‪ ،‬اليب يب سي‪،‬رويرتز و فريها‪.‬‬

‫‪ ‬ه ال الزرا‪ :‬أستاذ مساعد مبعهد الصحافة وعلوم اإلخبار جامعة منوبة منذ ‪ 1111‬من مواليد ‪ 2755‬مبدينة جرجيس باجلنوب الشرقي لتونس‬
‫در بقسم اإلعالم جبامعة البحرين‪.‬‬
‫حاصل على الدكتورا من فرنسا ‪ّ ،2777‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ - 3‬راسة النايث "رابح ال ّا ق‪ "‬لح اىحاا‪" :‬إالا ال حاّ بي الخطابات‬
‫اليؤى ال قارضة"‪،‬‬
‫اهي فارية ّ‬
‫اجمللّة اجلزائرية لعلوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬العدد ‪ ،1119 ،12‬اجلزائر‪.‬‬

‫الدراسة إىل ممارسة حفر معريف يف "مفهوم" "إعالم املواطن" وجتلّياته‪ ،‬واملضامني‬
‫سعت هذه ّ‬
‫اليت مسدها‪ ،‬وقد اسرتشد الباح يف ذلك مبنهت استقصائي‪ ،‬ورّكز على ما توفّر من ريى وحتليالت‬
‫الفاعلني املهتمني هبذه اإلشكالية‪ ،‬واستعرض اخلطابات احملتفية به‪ ،‬والريى املعارضة له‪ ،‬كل ذلك‬
‫التعرف على معامل هذه املمارسة‪ ،‬وعالقتها بفضاء الوسائط‬ ‫مشفوع بقراءة أولية تقييمية تروم ّ‬
‫اإلعالمية التقليدية‪ ،‬متسائلة عن أفق هذه العالقة‪ ،‬هل سيكون تكامليا أم تنافريّا اقصائيا‪ ،‬وعن‬
‫الصيغة املستقبلية للممارسة اإلعالمية للفضاء اإلعالمي‪ :‬هل ستكون السيادة فيه لنمط "إعالم‬
‫املواطن" القائم على التّشارك‪ ،‬حبي يدفع بالنمط التقليدي إىل اهلام ‪ ،‬أم األمر سيتخذ صيغة‬
‫"هجينة" تآلفية جتمع بني أفضل ما يف النّمطنيإ‬

‫الدراسة جملموعة من األهداف‪:‬‬


‫أسس الباح يف هذه ّ‬
‫وقد ّ‬
‫مشروعيته املعرفية‪ ،‬مع الرتكيز على إظهار أنه ممارسة‬ ‫مساءلة مفهوم "إعالم املواطن" وحب‬ ‫‪‬‬
‫نبتت يف سياقات متيل إىل االحتفاء بالتجديد واحلراك املتواصل والتنوع‪.‬‬
‫‪ ‬تبيان السياقات اليت أنتجت هذه الظاهرة‪ ،‬واملتمثّلة حتديدا يف تراجع الوسائط اإلعالمية‬
‫التقليدية‪ ،‬وبروز االنرتنت كآلية جديدة للتوسط‪.‬‬
‫‪ ‬التعرف على تصورات وريى الفاعلني احملتفني بت"إعالم املواطن" والرافضني‪.‬‬
‫‪ ‬تقدمي "مناذج" متعددة "إلعالم املواطن" حتيل إىل فىن وتنوع هذه املمارسة‪ ،‬وربطها باخللفيات‬
‫الفلسفية للقائلني هبا‪ ،‬على اعتبار أن املمارسة ما هي إال جتل لريية وفلسفة ما‪.‬‬
‫‪ ‬تقصي انعكاسات ممارسة "إعالم املواطن" على الوسائط اإلعالمية التقليدية‪ ،‬وآثارها على‬
‫مكانه هذه األخرية داخل الفضاء الثقايف واإلعالمي على وجه التحديد‪.‬‬
‫يبدو وكأنه‬ ‫‪ ‬تقييم اخلطابات احملتفية بظاهرة "إعالم املواطن" واملفتونة حبرية التعبري‪ ،‬حبي‬
‫ممارسة تنفلت من مجيع األنواع اإلكراهات اليت قد تعرتضها‪.‬‬
‫‪ ‬رابح ال ّا ق‪ :‬أستاذ بقسم االتصال اجلماهريي بكلية االتصال جبامعة الشارقة "اإلمارات العربية"‬

‫‪23‬‬
‫‪ ‬إبراز أن "إعالم املواطن" يش ّكل آلية وفضاء تعبرييا مفتوحا استثمرته الكثري من اجلماعات‬
‫هتمهما‪.‬‬
‫املقصيّة من الفضاءات التقليدية للتعبري عن أفكارها ورايها حول جمموع القضايا اليت ّ‬
‫‪ ‬تأكيد أن "إعالم املواطن" ليس خنبويا يف طبيعته‪ ،‬إذ ال ينحصر يف فئات أو مؤسسات دون‬
‫أخرى‪ ،‬بل إنه ممارسة مفتوحة تقوم على اقتصاد سياسي جديد‪ ،‬حي اجلميع يتحاور مع اجلميع‪.‬‬
‫‪ ‬إظهار أن "إعالم املواطن" ليس بديال عن الوسائط اإلعالمية التقليدية بقدر ما أنه تكاملي‬
‫يف طبيعته مع هذه الوسائط‪ ،‬وأن النموذج املستقبلي سيأخذ‪ ،‬يف فالب الضن‪ ،‬صيغة هجينة جتمع‬
‫أفضل ما يف احلقلني‪.‬‬

‫نلخصها كالتايل‪:‬‬
‫وقد خرج الباح يف ختام دراسته مبجموعة من االستنتاجات ّ‬
‫أن اإلعالم وجد نفسه مكرها على إعادة النظر يف رياه وآليات اشتغاله‪ ،‬ملواجهة التفتت يف عروضه‬
‫الرباجمية (آالف القنوات يف حالة التليفزيون مثال‪ ،‬وبالتايل تفتت اجلمهور)‪ ،‬والعادات املتغرية يف‬
‫حتديا للممارسة‬
‫مقروئيته‪ ،‬وخاصة الفتح التكنولوجي اهلائل الذي أحدثته االنرتنت‪ .‬هذه الشبكة متثل ّ‬
‫اإلعالمية اليت كانت سائدة إىل وقت قريب‪.‬‬

‫سيتمايز اإلعالم اإللكرتوين‪ ،‬بالتأكيد‪ ،‬عن نظريه التقليدي‪ ،‬وذلك بسبب املزايا التفاعلية اليت‬
‫تتوفر عليها االنرتنت‪ .‬فقد شهدنا يف الفرتة األخرية‪ ،‬ظهور التحرير‪ ،‬والتحقيقات‪ ،‬والغربلة اجلماعية‬
‫"التشاركية"‪ .‬ومتثل املدونات‪ ،‬واملواقع التجميعية التعاونية األمثلة األكثر ظهورا‪ ،‬لكن هناك ريية أكثر‬
‫سل ة‪ ،‬واحدة‬‫طموحا يف طريقها إىل التبلور‪ ،‬وتتمثّل يف مشروع" اإلعالم الكامل "الذي ممع‪ ،‬يف ّ‬
‫بني عناصر اإلعالم التقليدي وطر وآليات عمل املشاركات اليت يكون مصدرها املواطنون‪ .‬وقد‬
‫بدأت يف التشكل من خالل بعض التجارب النادرة يف الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬وحتديدا بعض‬
‫املواقع املرتبطة بالشأن احمللي "احلميمي"‪.‬‬

‫إن "إعالم املواطن"‪ ،‬قد وجد‪ ،‬على حداثة عمره‪ ،‬الكثري من احملتفني والكثري من املتش ّككني‪.‬‬
‫فاملدافعون عنه ال يرتددون يف تعداد مزاياه وُماسنه ويركزون على قدرته على توظيف اإلمكانات‬
‫االتصالية اهلائلة للشبكة‪ ،‬وهو ما يعطي قوة دفع كبرية واستثنائية يف رحلة البح عن احلقيقة‪.‬‬
‫ويشيدون بقدرته على جعل اإلعالم أكثر متثيال للمتفاعلني معه‪ ،‬خاصة بالنظر لالعتبارات اجلغرافية‬
‫والدميغرافية‪ .‬كما أن هناك خاصية ُمورية أخرى تشكل بالفعل متايزه‪ ،‬وتتمثل يف إضفائه طابعا‬
‫‪24‬‬
‫دميقراطيا على الفعل اإلعالمي يف مجيع مراحله‪ .‬أما املتش ّككون‪ ،‬فاام ال يقامسون هذا اخلطاب‬
‫تفايله‪ ،‬ويربوزن اإلشكاليات االقتصادية والقانونية اليت يواجهها هذا اإلعالم‪ ،‬مركزين على قيم‬
‫املصداقية‪ ،‬والشمولية‪ ،‬والنزاهة داخل حقل هذه املمارسة‪.‬‬

‫ضمن هذه السياقات اليت يطبعها التجاذب‪ ،‬مل تبق الوسائط اإلعالمية التقليدية مكتوفة‬
‫األيدي وهي تعاين صعود "اإلعالم التشاركي" وتعاظم االهتمام به‪ ،‬وإن كانت هناك فوار يف‬
‫التكيف مع هذه الظاهرة من مؤسسة إىل أخرى ومن فضاء جغرايف إىل آخر‪ .‬لقد سعت هذه‬
‫الوسائط‪ ،‬على اختالف بينها‪ ،‬إىل التكيف مع هذا اإلعالم‪ ،‬وذلك من خالل حتسني وتطوير‬
‫منتجاهتا التقليدية مستثمرة اإلمكانات اليت توفرها االنرتنت‪ ،‬ودمت بعض اآلليات التشاركية‪ ،‬سواء من‬
‫خالل إضافة مساحات للتعليق‪ ،‬أو االعتماد على "إعالميني مواطنني" كشركاء متساويني يف‬
‫احلقو ‪.‬‬

‫ميكن القول إمجاال‪ ،‬أنه ليس هناك إمجاع بني دارسي وفاعلي الفضاء اإلعالمي عموما‪ ،‬حول‬
‫مستقبله‪ .‬فبالبعض يبدو متش ّككا يف النموذج "التشاركي"‪ ،‬مقتنعا بالدور "املتعايل" لإلعالميني‬
‫احملرتفني واملهنيني‪ ،‬بينما البعض اآلخر‪ ،‬وهم "املغامرون"‪ ،‬يعتقدون أن "إعالم املواطن التشاركي"‬
‫"قَدر" تارتي ال ميكن جتاوزه‪ ،‬وأنه دمل الكثري من املزايا‪ ،‬ويعد بالشيء الكثري‪ .‬جتاوزا هلذه الريى‪،‬‬
‫الظن أن الكثري من‬
‫ميكننا أن نزعم أن املستقبل قد دمل يف طياته الكثري من املفاجآت‪ .‬فأفلب ّ‬
‫املمارسات املتعارضة اآلن ستندمت مستقبال‪ ،‬وسيتم األخذ بصيغة تآلفية جتمع بني ُماسن ومزايا‬
‫هذين النمطني من اإلعالم‪ ،‬على الرفم من بقاء بعض "بؤر" النمط التقليدي رافعة شعار "املقاومة"‬
‫ومتمرتسة يف مواقعها‪.‬‬

‫الدراسة كثريا‪ ،‬حي سامهت يف كشف النّقاب عن مفهوم "إعالم‬ ‫لقد ساعدتنا هذه ّ‬
‫املواطن"‪ ،‬ولو أن املفهوم الذي اعتمدناه يف دراستنا هو "صحافة املواطن" إال أ ّن هذا األمر ال يقف‬
‫عائقا أمامنا‪ ،‬فكما سبقت اإلشارة إليه يف حتديد املفاهيم أ ّن مفهوم "صحافة املواطن" ظهر حتت‬
‫خاصة وأ ّن ميالده حدي ‪.‬‬
‫تسميات ُمتلفة ّ‬

‫‪25‬‬
‫‪ - 4‬راسة النايث "ال يد بخي ‪ "‬لح اىحاا‪ " :‬ار م خدم ال حا س اهلك ي نية ف‬
‫صىااة ال وامي االالمية‪ :‬راسة ف ال فا يل بيئة الق ا"‪ ،‬راسة نُشيت ف‬
‫يتة لنححث الي ي القاا‪ ،‬ال ج ّد ال اسس‪ ،‬القد الثان ‪ ،‬ت ني‪.2002 ،‬‬ ‫ال ج ّة ال‬

‫التحوالت اجلديدة يف صناعة املضامني اإلعالمية‪ ،‬ورصد أبرز‬‫الدراسة برصد ّ‬ ‫اهتمت هذه ّ‬ ‫ّ‬
‫الصحفي‪ ،‬كما استعرضت أبرز‬ ‫التحوالت وتأثرياهتا على العمل ّ‬
‫املداخل النظريّة اليت تناولت هذه ّ‬
‫مسميات ُمتلفة مثل صحافة ال حاّ ‪Citizen‬‬ ‫التحوالت حتت ّ‬ ‫املداخل النّظرية اليت تناولت هذه ّ‬
‫‪ ،Journalism‬وصحافة املشاركة ‪ Participatory Journalism‬و املضامني اليت ينتجها‬
‫املدونات ‪ Blogs‬و حراسة البوابة‬ ‫املستخدم )‪ User Generated Content (UGC‬و ّ‬
‫‪ Online Gatekeeping‬وبناء األجندة االلكرتونية ‪Online Agenda Building‬‬
‫بالتحوالت يف صناعة املضامني مثل صحافة املصادر اليت تعتمد‬
‫ّ‬ ‫فضال عن املفاهيم اجلديدة املرتبطة‬
‫الصحافة التعاونية ‪Collaborative‬‬ ‫على اجلمهور ‪ Crowdsourcing Journalism‬و ّ‬
‫ومستجدات أقسام األخبار االلكرتونية ‪Online Newsrooms‬‬ ‫ّ‬ ‫‪،Journalism‬‬
‫‪ innovations‬وفريها من املفاهيم اجلديدة‪ ،‬كما تناولت األدبيات احلديثة يف هذا اجملال اجلديد‪.‬‬

‫الدراسة إىل معرفة حجم اهتمام املواقع اإلعالمية العربية واألمريكية البارزة‬
‫لقد سعت هذه ّ‬
‫باملضامني اليت ينتجها مستخدمي هذه املواقع‪ ،‬وأبرز األشكال اليت توظّفها لتحفيزهم على املسامهة يف‬
‫الدراسة إىل ملعرفة‬
‫إنتاج مضامني صاحلة للنّشر‪ ،‬وجوانب التّشابه واالختالف فيما بينهم‪ ،‬كما سعت ّ‬
‫تصورات القائمني على إدارة احملتوى يف هذه املواقع ألمهيّة املضامني اليت ينتجها املستخدمني‪ ،‬وكيفية‬
‫ّ‬
‫تصورات مستخدمي هذه‬ ‫تشجع على االعتماد عليها‪ ،‬باإلضافة إىل معرفة ّ‬
‫توظيفها‪ ،‬والعوامل اليت أو ّ‬
‫املواقع حول طبيعة مسامهاهتم ودوافعها‪ ،‬ورييتهم ملدى اهتمام هذه املواقع بانتاجهم‪ ،‬وطبيعة األدوار‬
‫اليت يقومون هبا يف إثراء هذه املواقع‪ ،‬كما سعت الدراسة إىل لتوضيح العوامل اليت تشكل صناعة‬
‫املضامني على هذه املواقع اإلعالمية‪ ،‬واىل أي مدى يتم تطبيق هذه املفاهيم اجلديدة يف ساحة‬
‫التطورات احلديثة يف‬
‫حتد من االستفادة من ّ‬
‫اإلعالم العريب اجلديد على االنرتنت‪ ،‬وما هي العوامل اليت ّ‬
‫جمال صناعة املضامني اإلعالمية‪.‬‬

‫‪ ‬السيد خبيت ُممد دروي ‪ :‬أستاذ مشارك بكلية االتصال‪ ،‬جامعة الشارقة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الدراسة واليت كانت تصب يف نفس جمرى دراستنا‬
‫ومن بني أهم النّتائت اليت كشفت عنها ّ‬
‫اد‪:‬‬

‫مرتددة وفري واضحة املعامل لدى املشرفني على إدارة ُمتوى املواقع اإلعالمية العربية‬
‫وجود ريية ّ‬ ‫‪-‬‬
‫حول املضامني اليت ينتجها املستخدمون‪ ،‬فبينما يرون أاا مهمة مفيدة ومميزة‪ ،‬وميكن االعتماد عليها‪،‬‬
‫إال أاا ال تُنشر على مواقعهم‪ ،‬وقد أشار هؤالء إىل العديد من العوامل اليت حتول دون االستفادة‬
‫احلقيقية من مضامني املستخدمني ومن حتويلهم إىل منتجني ومشاركني حقيقيني يف إنتاج املضامني‬
‫وخاصة عدم إدراك هذه املؤسسات لكيفية‬‫ّ‬ ‫اخلاصة هبذه املواقع‪ ،‬ومن بينها عوامل مؤسسية وتنظيمية‪،‬‬
‫االستفادة من االنرتنت إعالميّا واقتصاديا‪.‬‬
‫املؤشرات إىل أ ّن مستقبل هذه النوعية من اإلعالم "صحافة املواطن" يف تعاظم‬ ‫‪ -‬تشري كل ّ‬
‫عدة قراءات ملستقبله‪،‬‬
‫ظل وجود ّ‬ ‫بالرفم من املعوقات السياسية واالقتصادية والثقافية واإلعالمية‪ ،‬يف ّ‬
‫ّ‬
‫الريية األوىل منو هذا النوع اجلديد من اإلعالم‪ ،‬مستقال عن وسائل اإلعالم التقليدية‬ ‫حي تتوقع ّ‬
‫اخلاصة‪ ،‬سقحط الفحارق بي‬
‫الصحفية ّ‬ ‫ليخلق لنفسه مضامينه وقواعده وأعرافه وتقاليده وممارساته ّ‬
‫ن اط الق ا ال ّحف " ّ‬
‫الصحافة املكتوبة أو التلفزيون أو االنرتنت" وااية التنظيمات اهلرمية‬
‫واألنظمة الشكلية‪ ،‬وصعود النموذج اإلعالمي القائم على أسلوب اهلاوي‪-‬احملرتف وتألّقه‪ ،‬سقحط‬
‫الحد بي ال ى جي ال ت كي ‪ ،‬وازدهار الشبكة االتصالية كأداة للكل إلمساع صوهتم‪ ،‬والريية‬
‫الثانية ترى أ ّن اإلعالم اجلديد سوف يزامل ويقاسم الوسائط اإلعالمية التقليدية الفضاء اإلعالمي‪،‬‬
‫الريية الثالثة ترى أ ّن بقاء أو زوال هذه النّوعية اجلديدة من اإلعالم‬
‫لكنّه لن يكون أبدا بديال عنه‪ ،‬و ّ‬
‫مرتبط بقدرته على التكيف مع النموذج االقتصادي لعام اليوم‪.‬‬
‫السعي‬
‫ويرى الباح يف ختام دراسته أنّه أيًّا ما يكون مستقبل هذا اإلعالم فمن األفضل ّ‬
‫مستقل له آليّاته وتقنيّاته وصحفييه وممارساته‪ ،‬باعتبار أنه ميثّل منوذجا جديدا ومغايرا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫لتطويره ككيان‬
‫وكذلك تطوير املؤسسات اإلعالمية آلليات وأشكال جديدة تسمح هلا باالستفادة من مضامني‬
‫تقدمها جلمهورها‪ ،‬مع تطوير شبكة اتصاالت‬ ‫الصحفيّة واإلعالمية اليت ّ‬‫املستخدمني ضمن جرعتها ّ‬
‫الصحفية‪ ،‬وتعزيز مكانتها اجلماهريية‪،‬‬‫ُمرتفة ومهنيّة مع مستخدميها‪ ،‬مت ّكنها من تطوير تغطيتها ّ‬
‫التنوع واحلياة ال ّدميقراطيّة يف اجملتمع‪.‬‬
‫وتطوير جماالت احلوار والنّقاش وتفعيل التع ّددية و ّ‬

‫‪27‬‬
‫الدراسات الفعليّة وامليدانيّة والتجريبية اليت تسعى لتطوير‬
‫وقد أوصى الباح باجراء املزيد من ّ‬
‫الصحفيّة‬
‫كل األنواع ّ‬
‫صناعة املضامني اإلعالمية يف هذه الوسائل‪ ،‬وتوسيع جمال االهتمام ليشمل ّ‬
‫الصحافة واإلعالم اجلديد‪ ،‬ومراجعة املفاهيم واملصطلحات‬ ‫اجلديدة اليت بدأت تغزو ميادين ّ‬
‫التغريات الفعليّة احلادثة يف املمارسات اإلعالمية بفعل‬
‫الدراسات يف ضوء ّ‬
‫املستخدمة يف إطار هذه ّ‬
‫تغريات جذرية يف الكثري من‬
‫التطور التكنولوجي اهلائل الذي تشهده هذه الوسائل‪ ،‬والذي أحدث ّ‬
‫ّ‬
‫هذه املفاهيم‪.‬‬
‫لطحتي‬ ‫اىحاا‪ :‬ثي شنكات ال حاصا اهه اا ا‬ ‫‪ - 5‬راسة النايثة ّالة همية لح‬
‫ييتة ال قنيي ا الي ي ف الجزاري‪ :‬راسة م حية ف ضحء مدخا اهل ال ال ياس ‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ 3‬سنة ‪.1126‬‬

‫حاولت الباحثة من خالل دراستها معاجلة اشكالية أثر شبكات التواصل االجتماعي على تطوير‬
‫حرية التعبري عن الرأي يف اجلزائر‪ ،‬وذلك بطرح جمموعة من التسايالت كان أمهّها‪:‬‬

‫‪ .2‬ما هي درجة االعتماد على مواقع التواصل االجتماعي كاعالم بديل عن اإلعالم التقليديإ‬
‫‪ .1‬ما هي آراء املبحوثني حول القضايا املتعلقة بشبكات التواصل االجتماعيإ‬
‫‪ .3‬إىل أي مدى هتتم شبكة التواصل االجتماعي بنشر األخبار السياسية ومتابعتهاإ‬
‫‪ .4‬إىل أي مدى هتتم شبكة التواصل االجتماعي باملشاركة يف النقاش واحلوار العام حول القضايا‬
‫السياسيةإ‬

‫وكانت هتدف الباحثة من خالل دراستها إىل ُماولة حتديد الوضعية اليت تتموقع فيها مواقع‬
‫التواصل االجتماعي ضمن املنظومة االتصالية خصوصا مع اكتساح اإلنرتنت للحياة اليومية اإلنسانية‪،‬‬
‫وحتديد الدور الذي تقوم به وسائل اإلعالم االجتماعي يف تشكيل الرأي العام وتعبئته وحتريكه‪ ،‬وهي‬
‫أهم نقطة ختدم دراستنا‪ ،‬كما حاولت الباحثة معرفة مدى حضور هذه الوسائل اإلعالمية البديلة ‪-‬‬
‫اإلعالم االجتماعي‪ -‬لإلعالم التقليدي يف احلياة اليومية للمواطن اجلزائري‪.‬‬

‫وقد خصصت الباحثة جزءا البأ به من الدراسة ملوضوع صحافة املواطن‪ ،‬حي تناولت‬
‫بروز ظاهرة صحافة املواطن‪ ،‬وذلك من خالل‪ :‬أوال‪ :‬مقاربة يف تعريف صحافة املواطن‪ ،‬ثانيا‪ :‬ظاهرة‬

‫‪28‬‬
‫املواطن الصحفي‪ ،‬ثالثا‪ :‬تاريخ صحافة املواطن‪ ،‬رابعا‪ :‬أنواع صحافة املواطن‪ ،‬خامسا‪ :‬مرجعيات‬
‫صحافة املواطن‪ ،‬وأخريا سادسا‪ :‬نقد صحافة املواطن ونسبيتها‪.‬‬

‫توصلت الباحثة يف ااية دراستها اىل جمموعة من النتائت كان أمهّها‪:‬‬


‫ّ‬
‫‪ .1‬إن اإلعالم اجلديد أو البتديل مل تتضتح معاملته بعتد متن حيت املفهتوم املوحتد‪ ،‬فعلتى الترفم متن‬
‫أنته أحتتدث نقلتة نوعيتتة مقارنتة بتتاإلعالم الرمستتي التقليتدي‪ ،‬علتتى اختتالف أشتتكاله متن مواقتتع الكرتونيتتة‬
‫ومواقع اجتماعية ومدونات الكرتونية وبوابات ومواقع احملادثة وفريها‪ ،‬كما انه أضتاف تغيتريا يف مفهتوم‬
‫اإلعتتالم التقليتتدي وتطتتوير وستتائله املعتتتادة متتن صتتحافة مرئيتتة‪ ،‬مكتوبتتة‪ ،‬ومستتموعة‪ ،‬فقتتد عرفتتت مجيتتع‬
‫هذه األدوات حتوالت مفاهيمية واستخداماتية متنوعة‪ ،‬لكن مل يتفق إىل فاية اآلن على مفهوم موحتد‬
‫لإلعالم اجلديد أو البديل‪ ،‬وبالتايل البنية املصطلحاتية له‪.‬‬
‫‪ .2‬إن تتتأثري وستتائل اإلعتتالم اجلديتتدة جبميتتع صتتوره وأشتتكاله والستتيما إعتتالم الوستتائط الذكيتتة‬
‫أصبح له دور كبري وفعال يف تغيري املفتاهيم والعتادات وترستيخ البتديل مبفتاهيم جديتدة عتن طريتق ثقافتة‬
‫االنرتنت‪ ،‬اليت باتت متوفرة مع كل فرد من اجملتمع بكل يسر وسهولة‪ ،‬وأصبح اجملتمتع بكامتل شترائحه‬
‫ي تنافس يف طرح وتناقل أنواع متعددة من قضايا اإلعالم االجتماعية‪ ،‬السياستية‪ ،‬األمنيتة واالقتصتادية‪،‬‬
‫بتتل وأصتتبح التتبعض يطتترح تلتتك القضتتايا بأستتلوب ستتاخر والتتبعض يطرحهتتا بأستتلوب فكتتاهي والتتبعض‬
‫يطرحه تتا بأس تتلوب مث تتري‪ ،‬ح تتىت أص تتبحت تل تتك األس تتاليب مص تتادر جذاب تتة بألواا تتا املختلف تتة للمجتم تتع‬
‫وأصبح اإلعالم أداة فاعله تدور بني اجملتمع بني مبتكر وناقل ومتلقي‪.‬‬
‫‪ .3‬إن مسألة االدعاء بأننا أمام إعالم بديل‪ ،‬هي مسألة خالفية سجالية منذ بزوغ عصر‬
‫الشبكة املعلوماتية‪ ،‬وخصوصا خالل السنوات العشر األخرية‪ ،‬اليت شهدت رواجا هائال‪ ،‬وضخما‬
‫للمدونات‪ ،‬ومواقع الرأي‪ ،‬يف تلك الفرتة‪ ،‬طرح البعض رأيا مفاده؛ إننا أمام إعالم بديل وليس‬
‫جديدا! وبالغ أصحاب ذلك الرأي بأن هذه الوسائل اجلديدة ستحل مبرور الوقت ُمل الوسائل‬
‫القدمية‪ ،‬إال أن السنوات أثبتت أن األمر ليس هبذه السهولة‪ ،‬والحظنا أن بعض وسائل اإلعالم‪،‬‬
‫خصوصا املرئي الفضائي منها‪ ،‬استطاعت مواكبة التطور يف االتصاالت‪ ،‬عرب إدخاهلا الكثري من‬
‫التقنيات احلديثة‪ ،‬أثبتت‪-‬تلك الوسائل‪ -‬من خالهلا‪ ،‬إاا متتلك قدرة التواصل‪ ،‬حىت اآلن مع‬
‫التطورات اإلعالمية السريعة‪ ،‬وبالتايل فنحن لسنا أمام ميديا بديلة‪ ،‬وال أمام مولود جديد خرج من‬
‫رحم الوسائل القدمية‪ ،‬بل ملن أمام (نيو ميديا) أي منط جديد من الوسائل اإلعالمية‪ ،‬كجزء من ثورة‬
‫‪29‬‬
‫تكنولوجيا االتصال احلديثة‪ ،‬وإحدى املظاهر الفاعلة للعوملة اإلعالمية‪ ،‬واإلعالم اإللكرتوين‪ ،‬وإذا‬
‫كنا نتحدث عن اإلعالم يف املنطقة العربية‪ ،‬واجلزائر من ضمنها‪ ،‬فاألمر له خصوصيته‪ ،‬رمبا إذا بقي‬
‫احتكار تلك الوسائل من قبل السلطة أو اخلاضعني هلا أو مواليها‪ ،‬سنكون حينئذ أمام إعالم بديل‪،‬‬
‫لكن‪ ،‬ال ميكن فك ارتباط هذا التوقع عن الظرف احمللي اخلا به‪،‬‬
‫‪ .4‬ال بد من التنويه لنقطة مهمة جدا‪ ،‬وهي أن صناعة اإلعالم هلا مدخالت ويعتمد على‬
‫تنظيم مؤسسي بينما قنوات التواصل االجتماعي مثل ‪: Facebook, Twitter, youtube,‬‬
‫"‪" Blogs‬فهي قنوات ال ختضع ألي ضوابط أو تنظيم يدعم الثقة يف استقاء أخبارها ومعلوماهتا‬
‫املتداولة ومعلها عرضة لبعض السلبيات الفردية‪ ،‬رفم أن معظم وسائل اإلعالم التقليدية "الصحف‪،‬‬
‫التليفزيون‪ ،‬واإلذاعة" أصبحت تعتمد بشكل أساسي على موقعها اإللكرتوين يف مواكبة السرعة‪،‬‬
‫االنتشار‪ ،‬والتفاعلية مع اجملتمع‪.‬‬
‫‪ .5‬إن اإلعالم اجلديد أو البديل مل تتضح معامله بعد من حي املفهوم املوحد‪ ،‬فعلى الرفم‬
‫من أنه أحدث نقلة نوعية مقارنة باإلعالم الرمسي التقليدي‪ ،‬على اختالف أشكاله من مواقع‬
‫الكرتونية ومواقع اجتماعية ومدونات الكرتونية وبوابات ومواقع احملادثة وفريها‪ ،‬كما انه أضاف تغيريا‬
‫يف مفهوم اإلعالم القدمي وتطوير وسائله املعتادة من صحافة مرئية‪ ،‬مكتوبة‪ ،‬ومسموعة‪ ،‬فقد عرفت‬
‫مجيع هذه األدوات حتوالت مفاهيمية واستخداماتية متنوعة‪ ،‬لكن مل يتفق إىل فاية اآلن على مفهوم‬
‫موحد لإلعالم اجلديد أو البديل‪ ،‬وبالتايل البنية املصطلحاتية له ‪.‬‬
‫‪ .6‬املواقع االجتماعية احت يف جعل العديد من املستخدمني يتعلقون هبا ويدمنون عليها إىل‬
‫احلد الذي معل البعض مبجرد اخلروج من هذه املواقع يفكر يف الدخول إليه‪ ،‬وهذا اإلدمان من شأنه‬
‫أن يؤثر على حالة الفرد النفسية وكذا على عالقاته مع أهله وأصدقائه فينغمس املستخدم يف ممارسات‬
‫أنرتناتية افرتاضية إىل درجة االنطوائية والشعور أن احلياة خارج االنرتنيت هي حياة ثانوية‪ ،‬إدمان‬
‫اإلنرتنت هو حالة نظرية من االستخدام املرضي لشبكة االنرتنت الذي يؤدي إىل اضطرابات يف‬
‫السلوك‪ ،‬وهو ظاهرة قد تكون منتشرة تقريبا لدى مجيع اجملتمعات يف العامل بسبب توفر احلواسيب يف‬
‫كل بيت وان مل يكن موجودا يف كل بيت يكفي للفرد الذهاب إىل أحد األصدقاء أو املقاهي اليت‬
‫توفر لهُ استخدام االنرتنت‪ ،‬ويرجع ظاهرة اإلدمان على شبكة االنرتنت لعدة أسباب‪ " :‬امللل‪ ،‬الفراغ‪،‬‬
‫الوحدة‪ ،‬املغريات اليت يوفرها االنرتنت للفرد وفريها الكثري حسب ميول الفرد‪ ،‬وتعرف كيمربيل يونغ‬
‫‪Kimberly Young‬إدمان اإلنرتنت بأنه استخدام شبكة اإلنرتنت أكثر من ‪ 39‬ساعة‬
‫‪30‬‬
‫أسبوعيا‪ ،‬ومن بني أعراضه‪ :‬زيادة عدد الساعات أمام اإلنرتنت بشكل مطرد تتجاوز الفرتات اليت‬
‫حددها الفرد ِ‬
‫لنفسه‪ ،‬التوتر والقلق الشديدين يف حالة وجود أي عائق لالتصال بالشبكة قد تصل إىل‬
‫حد االكتئاب إذا ما طالت فرتة االبتعاد عن الدخول‪ ،‬واإلحسا بسعادة بالغة وراحة نفسية حني‬
‫يرجع إىل استخدامه‪ ،‬التكلم عن شبكة اإلنرتنت يف احلياة اليومية‪ ،‬إمهال الواجبات االجتماعية‬
‫واألسرية والوظيفية بسبب استعمال الشبكة‪ ،‬استمرار استعمال الشبكة مع وجود بعض املشكالت‬
‫مثل فقدان العالقات االجتماعية‪ ،‬والتأخر يف العمل‪ ،‬اجللو من النوم بشكل مفاج والرفبة بفتح‬
‫الربيد اإللكرتوين أو ريية قائمة املتصلني يف املرسال" املسنجر"‪ ،‬االنشغال بالتفكري الشديد يف‬
‫اإلنرتنت أثناء انغال اخلط‪ ،‬على شاكلة األوتاكو "‪ " OTAKUS‬وهم مراهقون يابانيون‬
‫أدمنوا االنرتنيت إىل درجة أصبحوا يعتقدون أن حياهتم خارج االنرتنت هي حياة ثانوية‪ ،‬وبالتايل‬
‫فياهبم عن استخدامها يؤدي هبم إىل اإلحسا بالفراغ وكذا بالقلق واالضطراب ‪.‬‬
‫‪ .7‬استخدام شبكات التواصل االجتماعي أصبح بديال للتفاعل االجتماعي الصحي مع‬
‫الرفا واألقارب‪ ،‬وأصبح هم املستخدم قضاء الساعات الطويلة يف استكشاف مواقع التواصل‬
‫املتعددة‪ ،‬مما يعين تغريا يف منظومة القيم االجتماعية لدفراد‪ ،‬حي يعزز هذا االستخدام املفرط القيم‬
‫الفردية بدال من القيم االجتماعية وقيم العمل اجلماعي املشرتك الذي ميثل عنصرا هاما يف ثقافتنا‪.‬‬
‫‪ .8‬إن املشاعر االلكرتونية والعالقات االفرتاضية اليت سامهت مواقع الشبكات االجتماعية يف‬
‫خلقها احت بشكل كبري يف بناء واقع مواز للمجتمع الطبيعي يتبادل األفراد من خالله مشاكلهم‬
‫وأحالمهم و تطلعاهتم‪ ،‬فانتقلت العالقات والنشاطات االجتماعية من الواقع إىل االفرتاض وأصبح‬
‫املستخدم دس بشيء قوي يربطه باملوقع ومينعه من االستغناء عن استخدامه‪ ،‬فرفم أن العديد من‬
‫أفراد العينة صرحوا بأن ابتعادهم عن املوقع ال يشعرهم بشيء فان نسبة الفتة للنظر قد أجابت بأن‬
‫االبتعاد عن استخدام "الفيسبوك" يشعرهم الفراغ وهذا مؤشر واضح عن تعلق املستخدمني باملوقع‬
‫وخبدماته وحىت باألفراد اليت يتفاعلون معهم ضمن حدوده االفرتاضية‪.‬‬
‫‪ .2‬خلق استخدام شبكات التواصل االجتماعي ما يسمى بت " مفارقة احلياة الشخصية‬
‫" ‪ ،PARADOXE DE LA VIE PRIVEE‬هذا الطابع الذي يسجل االختالف‬
‫والتناقض بني نزعة مستخدمي هذه الشبكات ورفبتهم يف نشر املعلومات اخلاصة هبم من جهة‪ ،‬ومن‬
‫جهة أخرى خوفهم ووعيهم باملخاطر اليت قد تنجم جراء الكشف عن بياناهتم‪ ،‬خاصة وأن هذه‬
‫العملية تكون على مستوى عاملي‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫‪ .10‬لقد احت مواقع الشبكات االجتماعية يف تلبية حاجات العديد للمستخدمني على‬
‫تنوعها‪ ،‬حي أن هذه املواقع هي أماكن افرتاضية تليب حاجات جمموعات ُمددة من األشخا ‪،‬‬
‫وبالتايل خلق جمتمع كثريون فيه فري قادرين على إماد حاجاهتم خارج بيئة االنرتنيت‪ ،‬وهو ما ديلنا‬
‫على الدور الذي تقوم به مواقع الشبكات االجتماعية يف جعل األشخا يتعلقون هبا ومييلون‬
‫لالتصال الوسيطي وبناء عالقات افرتاضية‪ ،‬وحاجة التواصل مع األهل واألصدقاء افرتاضيا من شأاا‬
‫أن تؤثر على االتصال وجها لوجه بني أفراد اجملتمع وهو ما يؤدي إىل سيطرة العالقات االفرتاضية على‬
‫نظريهتا العالقات احلقيقية‪ ،‬ومن جهة أخرى نالحظ بأن نسبة كبرية من أفراد العينة يعتقدون بأن‬
‫املوقع ساعدهم يف التنفيس والتعبري بكل حرية‪ ،‬ويف هذا الصدد أوضح باحثون جبامعة كندا بأن‬
‫األشخا الذين يعانون من نقص يف مستوى الثقة يف النفس هم األكثر اعتقادا بأن شبكة التواصل‬
‫االجتماعي على "الفايسبوك" تعد الفرصة األكثر حتررا واألكثر حرية واألقل رقابة واملالذ هلم للتعبري‬
‫عن إحباطهم واملواقف احملرجة اليت تؤثر سلبا على ثقتهم بأنفسهم‪ ،‬حي يتيح املوقع للمستخدمني‬
‫التعبري بكل حرية عن آرائهم وعن انشغاالهتم خاصة إذا كانوا يستخدمون أمساء مستعارة‪.‬‬
‫‪ .11‬إن تأثري وسائل اإلعالم اجلديدة جبميع صوره وأشكاله والسيما إعالم الوسائط الذكية‬
‫أصبح له دور كبري وفعال يف تغيري املفاهيم والعادات وترسيخ البديل مبفاهيم جديدة عن طريق ثقافة‬
‫االنرتنت‪ ،‬اليت باتت متوفرة مع كل فرد من اجملتمع بكل يسر وسهولة‪ ،‬وأصبح اجملتمع بكامل شرائحه‬
‫يتنافس يف طرح وتناقل أنواع متعددة من قضايا اإلعالم االجتماعية‪ ،‬السياسية‪ ،‬األمنية واالقتصادية‪،‬‬
‫بل وأصبح البعض يطرح تلك القضايا بأسلوب ساخر والبعض يطرحها بأسلوب فكاهي والبعض‬
‫يطرحها بأسلوب مثري‪ ،‬حىت أصبحت تلك األساليب مصادر جذابة بألوااا املختلفة للمجتمع‬
‫وأصبح اإلعالم أداة فاعله تدور بني اجملتمع بني مبتكر وناقل ومتلقي ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫ر ال حاّ ال حف ف الحياك‬ ‫اىحاا‪:‬‬ ‫‪ - 6‬راسة النايثة يىاا كاما إس اايا لح‬
‫هتة نظي ا ق الي ي االالم القيب ‪ ،‬األردن والكويت ومصر منوذجا‪،‬‬ ‫ال حري م‬
‫مذ ّكرة ماجستري‪ ،‬جامعة الشر األوسط‪ ،‬عمان‪.1121 ،‬‬

‫حاولت الباحثة من خالل دراستها هذه البح يف دور املواطن الصحفي مهنيا وموضوعيّا يف‬
‫الوصول إىل احلقيقة‪ ،‬أثناء األحداث اجلارية على األراضي السورية منذ بدايتها من وجهة نظر بعض‬
‫قادة الرأي اإلعالمي العريب ومعرفة ما إذا كان هذا الدور ُمصورا بالظروف السياسية واألمنية الراهنة‪،‬‬
‫املادي والتعلّق بالعمل‬
‫ميتد إىل ما بعد هذه الظروف‪ ،‬وذلك العتبارات الشهرة والعائد ّ‬ ‫أم ميكن أن ّ‬
‫الصحفي‪ ،‬الذي مذب شرائح واسعة من املواطنني‪.‬‬

‫هتدف الباحثة من خالل دراستها إىل تسليط الضوء على مفهوم املواطن الصحفي منذ بداية‬
‫ظهوره على املواقع االلكرتونية إىل وصوله إىل شاشة التلفاز كمراسل صحفي ومصدر لدخبار‪ ،‬وكذا‬
‫دراسة عالقة ظهور املواطن الصحفي يف احلراك السوري بعامل التعتيم اإلعالمي على اخلرب الصحفي‬
‫اجلاري على األراضي السورية‪ ،‬وحاولت الباحثة قراءة تأثري امتالك وسائل االتصال التكنولوجية‬
‫الصحفي ومن مث االستعانة هبا لنقل األخبار‪ ،‬ورّكزت أيضا على ُماولة‬ ‫احلديثة يف ظهور املواطن ّ‬
‫اظهار اسبقية بعض القنوات االخبارية يف تل ّقف فكرة املواطن الصحفي‪ ،‬وخاصة قناة اجلزيرة‬
‫االخبارية‪ ،‬ومدى تقبّل أو عدم تقبّل قادة الرأي االعالمي العريب لفكرة وجود املواطن الصحفي يف‬
‫صفوف االعالميني‪.‬‬
‫من بني أهم النتائت اليت توصلت اليها الباحثة‪:‬‬
‫قليال ما تكون األخبار واألفالم اليت تبثها القنوات التلفزيونية صحيحة حول ما مري يف سورية‪.‬‬
‫السلطات السورية متنع وسائل االعالم العربية والعاملة من تغطية االحداث وأن املواطن الصحفي جاء‬
‫إلطالع الرأي العام العاملي على حقيقة ما مري يف سورية‬
‫يزود القنوات التلفزيونية أحيانا كثرية بأخبار وأفالم حول األوضاع يف سورية‬
‫املواطن الصحفي ّ‬
‫تكمن أمهية هذه الدراسة يف كواا أوضحت من الناحية امليدانية مدى تأثري صحافة املواطن على‬
‫العمل االعالمي من حي تزويد املؤسسات االعالمية باألخبار يف فرتات التوتر واحلروب والثورات‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ :‬راسة‬ ‫اىحاا‪ :‬الجا ات م خدم اهل ال الي‬ ‫‪ - 7‬راسة النايثة ننيح ميىة لح‬
‫خدم الفات نحك ف الجزاري‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ 3‬سنة ‪.1123‬‬ ‫ميدانية ل‬

‫عاجلت الباحثة يف دراستها اشكالية اجتاهات مستخدمي االتصال الرقمي يف اجلزائر‪،‬‬


‫الفايسبوك منوذجا‪ ،‬مرّكزة يف ذلك على وظائف وخصائص االتصال الرقمي كنوع اتصايل جديد‪،‬‬
‫وعلى عادات ودوافع استخدام اجلزائريني ملواقع التواصل االجتماعي يف حياهتم اليومية‪ ،‬باالضافة اىل‬
‫أثر املوضوعات والقضايا اليت تناق يف الفايسبوك يف تشكيل اجتاهات مستخدميه‪.‬‬

‫لقد حاولت الباحثة من خالل هذه الدراسة معرفة اجتاهات مستخدمي االتصال الرقمي كنوع‬
‫فري مبيزاته االتصال التقليدي مبختلف وسائله وخدماته على كل املستويات‬
‫جديد من االتصال الذي ّ‬
‫وعند كل الفئات العمرية واالجتماعية‪ ،‬خاصة وأن خدماته متعددة وكثرية مست انشغاالت‬
‫املستخدمني الواقعية مبعاجلة افرتاضية ما لبثت أن جتسدت على أرض الواقع‪ ،‬وهذا ما عجزت عنه‬
‫وسائل ٕاالعالم التقليدية املسموعة منها واملرئية واملكتوبة احملتكرة من طرف الدولة أو اخلوا أو‬
‫املؤسسات االقتصادية‪.‬‬

‫تكمن امهية هذه الدراسة يف كواا توضح االجتاهات الرقمية احلديثة اهلامة لالتصال الرقمي يف‬
‫توصلت اليها‬
‫ظل التدفق اهلائل للعديد من اخلدمات االلكرتونية الرقمية‪ ،‬ومن بني أهم النتائت اليت ّ‬
‫تصب يف جمال اهتمامنا أ ّن شبكات التواصل االجتماعي استطاعت أن توفّر للفرد‬ ‫ّ‬ ‫الباحثة واليت‬
‫فضاءا للشعور حبريّة التعبري عن األفكار واآلراء اليت مل جتد هلا متن ّفسا يف الواقع احلقيقي‪ ،‬الذي كان‬
‫سببا فيما بعد يف انتشار العديد من االحتجاجات واملظاهرات‪ ،‬وأن استخدام شبكات التواصل‬
‫االجتماعي يلعب دورا مهما يف تشكيل االجتاهات اليت ختتلف من فرد اىل آخر كل حسب دوافعه‬
‫وحاجاته‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫اىحاا " ر شنكات ال حاصا اهه اا ف لقنئة الي ي‬ ‫‪ - 8‬راسة النايث ز يي اابد لح‬
‫ال ياس "‪ ،‬حب منشور يف جملة " جامعة النجاح "‬ ‫القاا الف طيى نحح ال غييي اهه اا‬
‫اجمللد (‪1121 ،)15‬م‪.‬‬

‫تتمحور مشكلة البح حول دور شبكات التواصل يف تعبئة الرأي العام ملو التغيري‬
‫االجتماعي والسياسي عند طالب اجلامعات الفلسطينية‪ ،‬إضافة إىل أمهية شبكات التواصل‬
‫االجتماعي يف تشكيل الرأي العام وتكوينه‪ ،‬إذ تعد إحدى مستجدات تكنولوجيا الرأي العام يف‬
‫احلصول على املعلومات االلكرتونية اليت ختدم القضايا االجتماعية والسياسية‪ ،‬مبا تتضمنه من مواد‬
‫نصية ورسوم وصور ثابتة ومتحركة وفري ذلك‪.‬‬

‫حي هتدف الدراسة إىل التعرف على دور شبكات التواصل االجتماعي يف التأثري على الرأي‬
‫العام عند طالب اجلامعات الفلسطينية‪ ،‬والتعرف على القضايا السياسية واالجتماعية اليت يتداوهلا‬
‫الطالب من خالل شبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬توضيح سلبيات وإمابيات شبكات التواصل‬
‫وتأثريها على الرأي العام لدى طالب اجلامعات‪.‬‬

‫خلصت الدراسة إىل جمموعة من النتائت أمهها أن شبكات التواصل االجتماعي هي وسيلة‬
‫فعالة للتواصل والتفاعل بني الشباب على اختالف توجهاهتم السياسية‪ ،‬وأن أكثر القضايا اليت‬
‫يناقشها الطالب عرب شبكات التواصل االجتماعي هي حرية الرأي والتعبري يف اجملتمعات املختلفة‪،‬‬
‫رفم أن دورها يبقى منخفضا يف حل املشاكل االجتماعية والسياسية‪ ،‬وكذا يف تعبئة الرأي العام ملو‬
‫التغيري االجتماعي والسياسي‪.‬‬

‫تكمن أمهية هذه الدراسة يف تسليطها الضوء على مدى اعتماد الشباب على شبكات‬
‫التواصل االجتماعي واليت تعترب أحد اهم أشكال صحافة املواطن يف احلصول على اخلرب‪ ،‬ومدي‬
‫تأثريها على تشكيل الرأي العام يف أوساط الشباب الفلسطيين‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ .7‬مجاهت الدراسة‪:‬‬

‫يعد حتديد جماالت الدراسة من اخلطوات املنهجية اهلامة وقد اتفق الكثري من الباحثني‬
‫ّ‬
‫العلمي على أن لكل دراسة جمالني رئيسيني ومها‪ :‬اجملال اجلغرايف أو‬ ‫واملهتمني مبنهجية البح‬
‫املكاين‪،‬واجملال الزمين‪.‬‬

‫‪ .‬ال جاهل كان ‪:‬نظرا لشساعة اجملال املكاين للموضوع والذي يدر املواطن الصحفي‪،‬‬
‫الذي يتسم باالفرتاضية وصعوبة حتديد مكانه بدقة وبعلمية‪ّ ،‬قررنا تطبيق الدراسة على‬
‫املواطن اجلزائري د ون قيد أو شرط فكان اجملال املكاين لدراستنا يف البداية‪ ،‬مواطنو اجلزائر‬
‫العاصمة ولكن خصائص العيّنة وطبيعة الظاهرة املدروسة‪ 1‬جعلتنا ملصر مكان الدراسة يف‬
‫كل من كلية علوم االعالم واالتصال واملدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم االعالم‪ ،‬ذلك‬
‫ألننا بعد توزيعنا لالستمارة التجريبية على املواطنني وجدنا أن لديهم صعوبة كبرية يف فهم‬
‫فقررنا توزيع االستمارة على أهل التخصص من طلبة االعالم يف الكلية واملدرسة‬‫املوضوع‪ّ ،‬‬
‫وعلى األطوار الثالث‪ ،‬ليسانس ماسرت ودكتوراه‪ ،‬فاستطعنا بذلك حصر اجملال املكاين‬
‫للدراسة يف كل من كلية علوم االعالم واالتصال واملدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم‬
‫اإلعالم‪.‬‬
‫ب‪ .‬ال جال الزمان ‪:‬قمنا باجراء دراستنا على ثالث مراحل أساسية‪:‬‬

‫مبجرد موافقة اجمللس العلمي‬ ‫ال يي ة األ ل ‪ :‬وكانت مرحلة القراءة ّ‬


‫األولية حول املوضوع وانطلقت ّ‬
‫على املوضوع‪.‬‬

‫ال يي ة الثانية‪:‬مجع ّ‬
‫املادة العلمية وحتريرها‪ ،‬وجتدر اإلشارة هنا إىل ان هذه الفرتة أخذت‬
‫حصة األسد‪ ،‬فقد قمنا بالتنقل اىل ُمتلف بلدان العامل خاصة البلدان األوربية (أملانيا‪ ،‬بلجيكا‪،‬‬
‫ّ‬
‫هولندا وبريطانيا)‪ 2‬حي أجرينا مقابالت علمية مقنّنة وفري مقننة مع جمموعة من األساتذة‬

‫‪ 1‬أنظر عيّنة الدراسة يف الصفحة‪.62 :‬‬


‫‪ 2‬أنظر امللحق رقم‪.365 ،3 :‬‬

‫‪36‬‬
‫مقدمتها‬
‫واملختصني وكذا الباحثني يف ُمتلف اجملاالت‪ ،‬كالعلوم السياسية والفلسفية والتكنولوجية ويف ّ‬
‫امتدت هذه‬
‫علوم االعالم واالتصال وقد أفادتنا كثريا يف رسم معامل الدراسة وبناءها النظري‪ ،‬وقد ّ‬
‫املادة العلية ميتد اىل فاية آخر يوم يف حياة‬
‫الفرتة من سنة ‪ 1123‬اىل فاية ااية الدراسة‪ ،‬فتحرير ّ‬
‫الدراسة وهو يوم طبعها‪.‬‬

‫ال يي ة الثالثة‪:‬وهي مرحلة العمل امليداين وانطلقت مع توزيع االستمارة النهائية على‬
‫املبحوثني واسرتجاعها وكذا تفريغها وحتليل نتائجها‪ ،‬وكانت هذه املرحلة من أصعب مراحل الدراسة‪،‬‬
‫مت توزيع االستمارة واسرتجاعها على مدار شهرين‬ ‫وبدأت هذه املرحلة يف شهر نوفمرب‪ ،‬حي‬
‫متتابعني‪ ،‬مث بعد ذلك متّ تفريغ االستمارات املسرتجعة عرب املعاجل االحصائي الت ‪.SPSS‬‬

‫ات النحث‬ ‫‪ .8‬ال ىتج‬

‫املنهت هو الطريقة اليت تتبع للكشف عن احلقائق بواسطة استخدام جمموعة من القواعد العامة‬
‫ترتبط أساسا بتجميع البيانات و حتليلها‪ ،‬حىت تسهم يف التوصل إىل نتائت ملموسة‪.1‬‬

‫ويرى الباح كابالن" أن املعىن احلقيقي للمنهت يظهر يف عملية املسامهة على الفهم وليس‬
‫يف النتائت املتحصل عليها"‪.2‬‬

‫تتمثل يف جمموع اخلطوات‬‫من هذا التّعريف‪ ،‬نستنتت أن املنهت هو عبارة عن سريورة حبثية ّ‬
‫والقواعد املتّبعة من طرف الباح ليتم ّكن من فهم واستيعاب الظاهرة املدروسة‪ ،‬وملا كان هدف‬
‫الباح ال ينحصر يف جمرد مجع املعلومات وحتليلها واخلروج بنتائت منها‪ ،‬وإمنا ميتد إىل أبعد من ذلك‬
‫إىل الدالالت اليت ترمي إليها‪ ،‬واحلقائق اليت يستدل هبا يف تشخيص وتفسري الظاهرة‪ ،‬فاننا من‬
‫خالل دراستنا إلشكالية "صحافة املواطن" ودورها يف تشكيل الرأي العام‪ ،‬نرمي إىل تشخيص‬
‫وتفسري هذه الظاهرة والوصول إىل الدالالت اليت ترمي إليها والبح يف األثر من خالل حتليل‬

‫‪.223‬‬ ‫لحثيل النححث االالمية‪ ،‬ط‪ ،2‬املكتبة األكادميية‪،2776 ،‬‬ ‫‪ُ 1‬ممد اهلادي‪ ،‬ساليب إادا‬
‫‪2‬‬
‫‪Madeleine Grawitz, Méthodes des sciences sociales, neuvième édition, Paris, Edition Dalloz,‬‬
‫‪1993, P 14.‬‬

‫‪37‬‬
‫النتائت املتوصل إليها‪ ،‬لذا فقد كان من املناسب أن يكون املنهت الوصفي هو املنهت الذي يتناسب‬
‫مع طبيعة البح ومتطلباته‪ ،‬وذلك يف جانبه املتصل بطريقة الدراسات املسحية اليت أثبتت كفاءهتا‬
‫يف دراسة املواقف واالجتاهات واآلراء بشأن ُمتلف القضايا واملوضوعات والظواهر‪ .‬ووفقا لدساليب‬
‫البحثية اليت تندرج حتت تقسيمات هذه الطريقة‪ ،‬فقد كان من املناسب استخدام أسلوب مسح‬
‫الرأي العام لإلجابة عن السؤال الرئيس ملشكلة البح ‪ .‬إذن تدخل الدراسة يف إطار الدراسات‬
‫املسحية الوصفية‪ ،‬إذ أاا هتتم بوصف وحتليل الظاهرة اليت تتمثل يف صحافة املواطن و دورها يف‬
‫تشكيل الرأي العام وهنا يظهر اجلانب املسحي من الدراسة‪ ،‬فقد عمدنا إىل وصف ظاهرة "صحافة‬
‫دوامة الصمت‪ ،‬وأخريا‬
‫مقدمتها نظريّة ّ‬
‫املواطن" و تطورها التارتي‪ ،‬مث الرأي العام وأهم نظريّاته ويف ّ‬
‫يعرفه "واي مان ‪White‬‬ ‫حتليل العالقة بني هذين املتغريين‪ ،‬اعتمادا على املنهت املسحي والذي ّ‬
‫‪ "Men‬بأنه‪ُ" :‬ماولة منظمة لتقرير وحتليل وتفسري الوضع الراهن لنظام اجتماعي أو مجاعة أو بيئة‬
‫معينة‪ ،‬وهو ينصب على املوقف احلاضر‪ ،‬وليس على اللحظة احلاضرة كما أنه يهدف للوصول إىل‬
‫بيانات ميكن تصنيفها وتفسريها ‪ ...‬وذلك لالستفادة منها يف املستقبل وخاصة يف األفراض‬
‫العلمية"‪ ،‬كما عرفه "مور ‪ "Morse‬بأنه‪" :‬منهت لتحليل ودراسة أي موقف ومشكلة اجتماعية‪،‬‬
‫أو مجهور ما‪ ،‬وذلك باتباع طريقة عملية منظمة لتحقيق أفراض معينة"‪.1‬‬

‫وقد يكون املنهت املسحي شامال جلميع مفردات اجملتمع (مسح شامل)‪ ،‬وقد يكون لعدد‬
‫ُمدود (املسح بطريقة العينة)‪ ،‬هذا األخري هو األسلوب الذي اعتمدنا عليه يف هذه الدراسة‪ ،‬أما عن‬
‫أسلوب اختيار العينة فهو أسلوب العينة فري العشوائية‪ ،‬يستخدم الباح هذا األسلوب عندما‬
‫يكون جمتمع الدراسة فري ُمدد وفري معروف متاما‪ ،‬كما هو احلال بالنسبة للمواطنني الذين‬
‫يستخدمون االنرتنت ومواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬وقد اخرتنا فئة املواطنني الشباب الذين ترتاوح‬
‫أعمارهم بني ‪ 29‬و‪ 31‬سنة نظرا لكون هذه الفئة هي األكثر استعماال لالنرتنت حسب‬
‫االحصائيات باالضافة لكواا تش ّكل أكرب نسبة سكانية يف اجلزائر‪ .‬وتندرج حتت هذا األسلوب‬
‫العينة احلصصية والعمدية أو القصدية‪.2‬‬

‫‪.77‬‬ ‫‪ُ 1‬ممد شليب ‪ ،‬ال ىتجية ف ال ح يا ال ياس ‪ ،‬ال فا يل‪ ،‬ال ىا ج‪ ،‬ال ق يبات األ ات‪ ،‬اجلزائر‪،2779 ،‬‬
‫‪.51-52‬‬ ‫سالينه‪ ،‬دار جمدالوي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬األردن‪2777 ،‬‬ ‫‪ 2‬سامي عريفت وآخرون‪ ،‬مىا ج النحث الق‬

‫‪38‬‬
‫أما فيما يتعلق بتحليل البيانات اليت مت مجعها من امليدان فقد اعتمدنا على املنهت االحصائي‬
‫أو (الطريقة االحصائية) (‪ )Statistical Method‬وهي "الطريقة األكثر علمية واألكثر تعقيدا‬
‫من بقية الطر أو املناهت األخرى‪ ،‬ويعتمد الباح هنا على استخدام القوانني االحصائية والطر‬
‫املناسبة جلمع ودراسة وحتليل البيانات وصوال إىل نتائت البح واليت تعترب احللول املناسبة لكثري من‬
‫املشاكل والدراسات"‪ .1‬وسنوضح الحقا املقاييس اإلحصائية الوصفية اليت استخدمناها يف هذه‬
‫الدراسة ‪.‬‬

‫ات النحث‪:‬‬

‫أما فيما تص أدوات البح وتقنياته‪ ،‬واليت ميكن اعتبارها "كوسائل تسمح جبمع املعطيات‬
‫من الواقع"‪ ،2‬فقد اعتمدنا على املالحظة العلمية املنظمة‪ ،‬السجالت اإلحصائية‪ ،‬فضال عن املقابلة‬
‫واالستمارة‪ ،‬وذلك عرب ثالثة مراحل‪:‬‬

‫‪ .1‬ال يي ة اهس كشافية‪:‬‬

‫وتعين لقاء الباح بالظاهرة املدروسة وفهمه واستكشافه هلا وذلك قبل البدء يف دراستها‪،‬‬
‫ويف حبثنا هذا استعنا باملالحظة العلمية املنظمة (‪ )Observation Systematic‬اليت ختضع‬
‫للضبط العلمي كأداة استكشافية‪ ،‬وهي وسيلة هامة من وسائل مجع البيانات‪ ،‬تسهم إسهاما كبريا يف‬
‫البحوث الوصفية‪.‬‬

‫وتعرف املالحظة املنظمة على أاا "عملية مقصودة وُمططة وليست جمرد مشاهدة عرضية تتم‬
‫مبحض الصدفة‪ ،‬فاملالحظة العلمية كل شي فيها ُمدد وُمطط له‪ ،‬فأهداف املالحظة واجلوانب املراد‬
‫مالحظتها‪ ،‬وعدد حصص املالحظة وطوهلا والفرتات اليت تفصل بينها كلها أمور ُمددة وُمطط هلا‬
‫بعناية يف ضوء طبيعة البح وأهدافه وطبيعة الظاهرة املراد مالحظتها‪.3‬‬

‫لح يا النيانات باس خداا النينامج االي ار ‪ ، spss‬ط ‪ ،2‬عمان‪ ،‬دار‬ ‫‪ 1‬دالل القاضي‪ُ ،‬ممود البيايت‪ ،‬مىتجية ساليب النحث الق‬
‫احلامد‪. 92 ، 1119 ،‬‬
‫‪.219‬‬ ‫ف الق حا االن انية‪ ،‬ترمجة ‪ :‬بوزيد صحراوي‪ ،‬ط ‪ ، 1‬اجلزائر‪ ،‬دار القصبة للنشر‪،1115 ،‬‬ ‫‪ 2‬موريس أار ‪ ،‬مىتجية النحث الق‬
‫‪.166 :‬‬ ‫ف الحّ القيب (ما ي ه مىتجي ه)‪ ،‬ط ‪، 2‬القاهرة‪ ،‬زهراء الشر ‪،1117 ،‬‬ ‫‪ 3‬رمزي أمحد عبد احلي‪ ،‬النحث الق‬

‫‪39‬‬
‫وقد استخدمناها أثناء تتبعنا ومالحظتنا لنماذج واقعية من دور صحافة املواطن يف تشكيل‬
‫مبجرد نشرها وتدويلها من طرف‬
‫الرأي العام‪ ،‬والعديد من القضايا اليت أصبحت قضايا رأي عام ّ‬
‫صحفيني مواطنني عرب ُمتلف شبكات التواصل االجتماعي وتطبيقات صحافة املواطن يف الفضاء‬
‫الرقمي وكيف استطاعت تشكيل رأي عام حول تلك القضايا وذلك عرب الصفحات اخلاصة هبم يف‬
‫موقع التواصل االجتماعي الفايسبوك أو املدونات اليت مت إنشايها من طرفهم‪ ،‬وحىت املنتديات املوجهة‬
‫إىل هذه الفئة‪ ،‬كما استعنا خالل مالحظتنا املنظمة لواقع صحافة املواطن ودورها يف تشكيل الرأي‬
‫العام على شبكة االنرتنت بصفة عامة باألشكال والرسومات البيانية اليت توضح هذا الواقع واليت‬
‫نشرهتا جهات دولية وإقليمية على شبكة االنرتنت‪.‬‬

‫‪ .1‬ال يي ة ال شخي ية‪:‬‬

‫أي تشخيص الظاهرة ووصفها وصفا دقيقا من خالل مجع بياناهتا وتبويبها وحتليلها بالرجوع‬
‫إىل العديد من املصادر والوثائق واملراجع املتاحة واليت هلا عالقة باملوضوع وذلك من خالل االستعانة‬
‫بالدراسات السابقة عامة وبالسجالت اإلحصائية (‪ )Statistical Recoreds‬خاصة‪ ،‬حي‬
‫تعترب "الوثائق اإلحصائية مصدرا للمعلومات ال فىن عنها يف إمتام حب معتمد على وسائل أخرى‪،‬‬
‫إما باضافة معلومات جديدة أو دعم ما هو موجود منها"‪ .1‬وتيسر لنا السجالت اإلحصائية معرفة‬
‫تطور الظاهرة مع تغيريات الزمن‪ ،‬وما يطرأ على الظاهرة من نتائجها‪.2‬‬

‫وقد استعنا مبختلف االحصاءات اليت نشرهتا ُمتلف اهليئات واجلهات الرمسية على شبكة‬
‫الدول العربية ومنظّمة حقو االنسان وُمتلف‬
‫االنرتنت مثل اليونيسكو وهيئة األمم املتّحدة وجامعة ّ‬
‫املواقع االلكرتونية املهتمة برصد واقع صحافة املواطن والرأي العام كموقع احصائيات االنرتنت العاملي‬
‫(‪.)Internet World Stats‬‬

‫‪ .3‬ميي ة ال حقل ال ف يي‪:‬‬

‫‪.114‬‬ ‫ف الق حا االن انية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬‬ ‫‪ 1‬موريس أار ‪ ،‬مىتجية النحث الق‬
‫‪.49‬‬ ‫‪ُ 2‬مي ُممد مسعد‪ ،‬كيفية ك ابة األبحاث االادا ل حاضيات‪ ،‬ط ‪ ،1‬اإلسكندرية‪ ،‬املكتب العريب احلدي ‪،1111 ،‬‬

‫‪40‬‬
‫نزلنا إىل امليدان ومجعنا معلومات عن طريق ثالث خطوات‬ ‫وهي املرحلة امليدانية حي‬
‫رئيسية‪ ،‬ال ليظة ال قاب ة اهس ارق‪ ،‬فقبل توزيع االستمارة حولنا التأ ّكد من أن العينة املدروسة‬
‫تستعمل االنرتنت من أجل مشاركة اآلخرين االحداث اليت يعيشواا وخاصة أفراد العيّنة الذين‬
‫وباالخص شبكات التواصل االجتماعي وعلى رأسها الفايسبوك‪ ،‬وهذه‬‫ّ‬ ‫ينشرون األخبار عرب االنرتنت‬
‫العملية تطلّبت منّا اجلهد والوقت املضاعف‪ ،‬مما جعلنا نستهلك الوقت الكثري يف توزيع االستمارة‬
‫وأحيانا كنّا نلجأ اىل املالحظة باملشاركة ومتّت هذه العملية على مستوى مقاهي االنرتنت وخاصة‬
‫املزودة باالنرتنت ‪ wifi‬على مستوى كل من جامعة اجلزائر‪ 2‬وجامعة اجلزائر‪1‬‬ ‫املكتبات اجلامعية ّ‬
‫واملدرسة ال وطنية العليا للصحافة وعلوم االعالم وكذا املدرسة الوطنية للعلوم السياسية‪ ،‬وقد اعتمدنا‬
‫على املقابلة من أجل توضيح املفهوم االجرائي لصحافة املواطن للمبحوثني حىت يكونوا يف الصورة‬
‫وتلتبس عليهم األمور‪ ،‬هذه األخرية –املالحظة واملقابلة‪ -‬مكنتنا من اختيار مفردات العيّنة بالشكل‬
‫الذي تدم أهداف الدراسة حىت نتفادى الغاء اجابات املبحوثني أو اعطاء االستمارة للمبحوثني‬
‫الذين ال تدمون أهداف الدراسة واملتمثّلة يف الوقوف على دور صحافة املواطن يف تشكيل الرأي‬
‫العام من وجهة وإقامة العالقة بني متغريات الدراسة‪.‬‬

‫أ‪ .‬ال قاب ة الق ية‪:‬‬

‫وظفناها املقابلة العلمية مع عدة ُمتصني يف متابعة قضايا الرأي العام وكل ما له عالقة‬
‫بصحافة املواطن‪ ،‬بغرض رصد خرباهتم وآرائهم حول الظاهرة ُمل الدراسة واالستفادة منها يف معاجلة‬
‫املختصني يف حبوث الرأي‬
‫املوضوع‪ ،‬ومن مث تدعيم حبثنا وإعطائه أكثر مصداقية‪ ،‬ومن بني الباحثني و ّ‬
‫العام وصحافة املواطن الذين أجرينا معهم مقابالت‪:‬‬

‫‪ -‬الباحثة املختصة يف االعالم وتكنولوجيا االتصال احلديثة‪ ،‬رىب احللو‪ 1‬من جامعة االعالم‬
‫اللبنانية‬
‫‪ -‬الدكتور يوسف تيبس‪ 2‬أستاذ املنطق والفلسفة املعاصرة جبامعة سيدي ُممد بن عبد اهلل‬
‫فا –املغرب‬

‫‪1‬‬
‫‪https://www.linkedin.com/in/roubaelheloumedia‬‬
‫‪2‬‬
‫‪http://minbaralhurriyya.org/index.php/archives/834‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ -‬الدكتورة صفاء شودات‪ 1‬أخصائية تربوية يف اجلامعة االملانية االردنية‬
‫‪ -‬الباحثة املختصة اا بلعيد‪ 2‬مستشارة يف االعالم واالتصال مبعهد الصحافة وعلوم االعالم‪،‬‬
‫جامعة تونس‬
‫‪ -‬الدكتور خالد العرييب من جامعة بن فازي‪ ،‬ليبيا‪ ،‬كلية العلوم السياسية‪.‬‬

‫ولإلشارة فان هذه املقابالت أُجريت خالل فعاليات ملتقى دويل حول تفعيل الدميقراطية‪:‬‬
‫احلرية األكادميية‪ ،‬التعددية واحلكم الرشيد‪ ،‬يف كل من أملانيا‪ ،‬هولندا وبلجيكا‪ ،‬من ‪ 12‬اىل ‪21‬‬
‫‪3‬‬
‫نوفمرب ‪.1126‬‬

‫وتعرف املقابلة يف البح العلمي على أاا "أداة من أدوات البح العلمي اليت يستخدمها‬
‫ّ‬
‫الباح يف مجع املعلومات من األشخا الذين ميلكون هذه املعلومات والبيانات فري املوثّقة يف‬
‫أفلب األحيان يف إطار إاازه للبح ‪ ،"4‬فاملقابلة العلمية أداة حب تتميز بالتعمق يف مجع املعلومات‬
‫عدة مميّزات‬
‫عن العديد من احلاالت اخلاصة‪ ،‬اليت ميكن التحقق منها باألدوات األخرى‪ ،‬كما تكتسي ّ‬
‫تفصلها عن األدوات األخرى مثل‪:5‬‬

‫‪ -2‬التكيّف‪ :‬حي يستطيع الباح تكييف إجراءات املقابلة مع ظروف املبحوث‪ ،‬ومراعاة وضعه‬
‫يؤدي به إىل اإلجابة عن التّسايالت اليت يطرحها الباح ‪.‬‬
‫السياسي مما ّ‬
‫االجتماعي والنّفسي و ّ‬
‫‪ -1‬املرونة‪ :‬فاملقابلة متكن الباح من التعامل مع ُمتلف احلاالت وحتت ُمتلف الظّروف‪.‬‬

‫التعمق يف مضامينها‪،‬‬
‫املعمقة مت ّكن الباح من استدراج املبحوث باألسئلة‪ ،‬و ّ‬
‫التعمق‪ :‬املقابلة ّ‬
‫‪ّ -3‬‬
‫الدقيقة واملعلومات املسلّم هبا‪.‬‬
‫التوصل إىل املعلومات ّ‬
‫يتم ّ‬ ‫إىل أن ّ‬
‫‪1‬‬

‫‪https://www.facebook.com/SafaShweihat?fref=pb&hc_location=friends_tab&pnref=friends.mut‬‬
‫‪ual‬‬
‫‪2‬‬
‫‪http://nouhabelaid.com‬‬
‫‪ 3‬أنظر امللحق رقم‪.365 ،3 :‬‬
‫‪.123‬‬ ‫ف ا حا االالا اهل ال‪ ،‬ط‪ ،1‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪،1116 ،‬‬ ‫‪ 4‬أمحد بن مرسلي‪ ،‬مىا ج النحث الق‬
‫لطنيقالتا ف االالا الق حا ال ياسية‪ ،‬ط‪ ،2‬اإلسكندرية‪ ،‬دار الوفاء لدنيا‬ ‫‪ُ 5‬ممد محيد الطائي وخري ميالد أبو بكر‪ ،‬مىا ج النحث الق‬
‫‪.135‬‬ ‫الطباعة والنّشر‪،1119 ،‬‬

‫‪42‬‬
‫املتغريات املتداخلة يف البح ‪ ،‬إذ‬
‫التامة على كافّة الظّروف و ّ‬
‫السيطرة ّ‬ ‫السيطرة‪ :‬الباح يستطيع ّ‬
‫‪ّ -4‬‬
‫السماح لآلخرين بالتّأثري على إجابات املبحوثني وآرائهم واستجاباهتم ملا يطلبه‬
‫يتم ّكن من عدم ّ‬
‫الباح منهم‪.‬‬
‫يكيّفها حسب‬ ‫العلمي تكلفة‪ ،‬فالباح‬ ‫تعد املقابلة العلمية من أنسب أدواة البح‬‫‪ -6‬التّكلفة‪ّ :‬‬
‫موضوع حبثه‪ ،‬ووفق إمكانياته وقدراته الشخصية‪.‬‬
‫وقد استعملنا نوعني من املقابلة‪ ،‬املقننة وفري املقننة‪ ،‬ففي احلالة األوىل قمنا بتحضري أسئلة‬
‫ُمددة سلفا للحصول على أجوبة دقيقة واليت استعنا هبا خاصة يف اجلانب النظري لالستشهاد هبا‪،‬‬
‫ويف احلالة الثانية طرحنا أسئلة مفتوحة على املستجوب‪ ،‬ليسرتسل يف عرض خرباته وآرائه وأفكاره‬
‫ُ‬
‫حول الظاهرة ُمل الدراسة‪.‬‬
‫اهس ارق‬ ‫ب‪.‬‬
‫حي اعتمدنا عليها بشكل رئيسي يف قيا دور صحافة املواطن يف تشكيل الرأي العام من‬
‫قبل املبحوثني (العينة املدروسة) يف ُمتلف القضايا الوطنية وكذا الدولية على شبكة االنرتنت‪ ،‬ويف‬
‫استطالع رأيهم حول األخبار اليت ينشرها املواطنون الصحفيون ومدى مصداقيّتها بالنسبة هلم وتأثريها‬
‫على آرائهم بالدرجة األوىل وُماولة كشف النقاب عن أن صحافة املواطن كسرت حاجر الصمت‬
‫ووفّرت للمواطن مساحة واسعة إليصال رأيه للعامل بأسره كواا استطاعت أن تطرح القضايا اليت‬
‫أُقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم الرمسي‪.‬‬
‫وحسب فرانسيس بال فان االستمارة "ميكن أن متدنا مبعلومات فنية ودقيقة أكثر من‬
‫املقابلة‪ ،"1‬وهذا نظرا لكون االستمارة توفر للمبحوث احلرية يف اإلجابة دون إحراج ومتّسعا من‬
‫الوقت للتفكر يف االجابة‪ .‬واالستمارة هي تلك القائمة من األسئلة اليت دضرها الباح بعناية يف‬
‫تعبريها عن املوضوع املبحوث يف إطار اخلطة املوضوعة‪ ،‬لتُقدم إىل املبحوث‪ ،‬من أجل احلصول على‬
‫إجابات تتضمن املعلومات والبيانات املطلوبة‪ ،‬لتوضيح الظاهرة املدروسة وتعريفها من جوانبها‬
‫املختلفة‪.2‬‬

‫‪1 Francis Balle: medias et société, 9em ed, paris, Montchrestien, 1999, p: 575.‬‬
‫‪.111 :‬‬ ‫‪ 2‬أمحد بن مرسلي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬‬

‫‪43‬‬
‫ومتثل االستمارة احدى وسائل البح العلمي املستعملة على نطا واسع‪ ،‬من أجل احلصول‬
‫على بيانات تتعلق بأحوال النا ‪ ،‬ميوالهتم واجتاهاهتم‪.1‬‬

‫ومجع املعلومات أن دصروا‬ ‫وجرت عادة الباحثني االجتماعيني يف تصميم أدوات القيا‬
‫العناصر الرئيسية اليت يعتقدون بأاا تشكل ُمتوى موضوع الدراسة أو ذات عالقة مباشرة به‪ ،‬مث‬
‫يرتمجون هذه العناصر إىل أسئلة أو عبارة قابلة لالستجابة من طرف املبحوثني‪ ،‬مث مربواا مرة أو عدة‬
‫مرات على عينات صغرية مشاهبة للقطاعات اليت ينوون حبثها بالفعل‪ ،‬ومع كل جتربة أو اختبار‬
‫لصحيفة االستبيان املقرتح‪ ،‬جتري تعديالت مضمونية أو شكلية ألسئلة أو بنود االستبيان سواء‬
‫باإلضافة أو احلذف أو التغيري‪.2‬‬

‫صدق ثنات اهس ارق ‪:‬‬

‫ان املقصود بصد االستبيان هو "أن يقيس االختبار بالفعل الظاهرة اليت وضع لقياسها"‪،3‬‬
‫وقد فضل بعض الباحثني استخدام مصطلح صالحية وصحة االستبيان ‪ ،Validity‬بدال من‬
‫صد وثبات االستمارة‪ ،‬ويقصد هبا‪" :‬أن يقيس املقيا ‪/‬االستبيان ما ُوضع أصال لقياسه‪ ،‬إاا جودة‬
‫صمم أصال لقياسه‪ ،‬كأن تكون األسئلة املطروحة ذات صلة باملوضوع"‪.4‬‬‫االختبار لقيا ما ّ‬
‫وبعبارة أخرى فا ّن صد االستمارة يعين "متثيلها للمجتمع املدرو بشكل جيّد‪ ،‬أي أن‬
‫اإلجابات اليت ملصل عليها من صد االستمارة تعطينا املعلومات اليت وضعت من اجلها األسئلة‪.5‬‬

‫ويف دراستنا هذه قمنا بالتحقق من صد وثبات االستمارة عن طريق‪:‬‬

‫‪ .2‬حتكيم االستمارة‬
‫‪ .1‬االختبار وإعادة االختبار‬

‫‪.59‬‬ ‫سالينه‪ ،‬دار جمدالوي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬األردن‪،2777 ،‬‬ ‫‪ 1‬سامي عريفت وآخرون‪ :‬مىا ج النحث الق‬
‫‪.34 :‬‬ ‫‪ 2‬مسد الدين إبراهيم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬‬
‫ّيق اادا النححث‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬اجلزائر‪،1119 ،‬‬ ‫‪ 3‬عمار بوحوش‪ُ ،‬ممد ُممود الذنيبات‪ ،‬مىا ج النحث الق‬
‫‪.93‬‬
‫‪.36‬‬ ‫(مىظحر لطنيق )‪ ،‬دار احلامد للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬األردن‪،1121 ،‬‬ ‫‪ 4‬فايز مجعة النجار وآخرون‪ ،‬ساليب النحث الق‬
‫‪ 5‬في البحر‪ ،‬معنا لتنجي‪ ،‬ال ح يا اهي ار للس نيانات باس خداا بينامج ‪ ،IBM SPSS Statistics‬مركز سرب للدراسات اإلحصائية‬
‫‪.24‬‬ ‫والدراسات العامة‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬تركيا‪،1114 ،‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ .3‬إماد معامل الثبات ألفا كرونباخ‬

‫مفصل لكل خطوة‪:‬‬


‫وفيما يلي شرح ّ‬

‫‪ .1‬لحكيل اهس ارق‪:‬‬

‫بعد االنتهاء من تصميم االستمارة قمنا بعرضها على جمموعة من األساتذة من أجل‬
‫التعرف على مدى توافقها مع إشكالية وفرضيات الدراسة‪ ،‬والذين أفادونا‬‫التحكيم‪ ،‬وكذا من أجل ّ‬
‫مبالحظاهتم واقرتاحاهتم واليت أخذناها بعني االعتبار يف تصميم أسئلة االستمارة النهائية‪ ،‬وقد ح ّكم‬
‫االستمارة مخسة أساتذة ُمتصني هم‪:‬‬

‫الدكتور عبد الوهاب بوخنوفة‪ُ ،‬متص يف تكنولوجيات االعالم واالتصال احلديثة‪ ،‬كلية‬
‫االمارات للتكنولوجيا يف ابوظيب‪ ،‬تاريخ حتكيم االستمارة‪.1126/17/17 :‬‬

‫الدكتور بلقاسم بن ّروان‪ُ ،‬متص يف منهجية البح العلمي‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪ ،3‬كلية علوم‬
‫االعالم واالتصال‪ ،‬تاريخ حتكيم االستمارة‪.1126/21/13 :‬‬

‫الدكتور نصر الدين لعياضي‪ ،‬أستاذ جامعي وباح يف علوم االعالم واالتصال‪ ،‬جامعة‬
‫اجلزائر‪ ،3‬كلية علوم االعالم واالتصال‪ ،‬تاريخ حتكيم االستمارة‪.1126/21/16 :‬‬

‫الدكتور عبد الكرمي قاليت‪ ،‬أستاذ باح جبامعة اجلزائر‪ ،3‬كلية علوم االعالم واالتصال‪ ،‬تاريخ‬
‫حتكيم االستمارة‪.1126/21/16 :‬‬

‫الدكتورة دليلة عامر‪ ،‬أستاذة جبامعة اجلزائر‪ ،3‬كلية علوم االعالم واالتصال‪ ،‬تاريخ حتكيم‬
‫االستمارة‪.1126/21/16 :‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ .2‬اهخ نار إاا ق اهخ نار‬

‫من أجل التحقق من صد وثبات االستمارة‪ ،‬قمنا كخطوة ثانية بعد حتكيم االستمارة‬
‫باختبار وإعادة اختبار االستمارة‪ ،‬حي يتم يف هذه الطريقة تطبيق االستمارة على عينة استطالعية‬
‫مرتني بينهما فار زمين مدته أسبوعان مث حساب معامل االرتباط بني إجابات املبحوثني يف املرتني‪،‬‬
‫فاذا كان معامل االرتباط مرتفعا فان هذا يكون مؤشرا على ثبات االستمارة وبالتايل على صالحية‬
‫ومالئمة هذه االستمارة ألفراض الدراسة‪ ،‬وفيما يلي توضيح لكيفية استخراج معامل الثبات عن طر‬
‫احلزمة اإلحصائية ‪.SPSS‬‬

‫‪ .3‬إتجا مقاما الثنات لفاكي نناخ‪:‬‬

‫وهو معامل يقيس مدى االتسا والتناسق يف إجابة املستجوبني على كل األسئلة املوجودة‬
‫‪1‬‬
‫توصلنا اىل النتائت التالية عند تطبيق معادلة‬
‫ّ‬ ‫وقد‬ ‫‪.‬‬ ‫باالستمارة‪ ،‬ومدى قيا كل سؤال للمفهوم"‬
‫معامل الثبات عن طريق املعاجل االحصائي ‪.SPSS‬‬

‫‪.241‬‬ ‫‪ 1‬فايز مجعه النجار وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬‬

‫‪46‬‬
Reliability
****** Method 1 (spacesaver) willbeused for thisanalysis ******
RELIABILITY ANALYSIS - SCALE
Item-total Statistics
ScaleScaleCorrected
Mean Variance Item- Alpha
if Item if Item Total if Item
DeletedDeletedCorrelationDeleted
A1 40.6000 53.1556 .4322 .7036
A2 39.9000 62.1000 -.0936 .7428
A3 40.6000 53.1556 .3496 .7128
B1 40.4000 45.1556 .7099 .6561
B2 40.3000 67.1222 -.3996 .7812
B3 40.7000 59.3444 .0226 .7542
C1 40.6000 54.2667 .3614 .7117
C2 41.5000 50.7222 .3424 .7166
C3 40.9000 50.7667 .4296 .7016
D1 41.1000 47.8778 .5555 .6816
D2 41.1000 43.6556 .7480 .6467
D3 40.7000 49.1222 .6850 .6723

Reliability Coefficients
N of Cases = 10.0 N of Items = 12
Alpha = .7288
‫ وهو معامل‬1.9199 ‫ يساوي‬Alpha ‫نالحظ من هذه النتائت أن قيمة معامل الثبات‬
.‫ثبات مقبول‬
‫ ( يظهر معامل التمييز لكل‬Corrected item- total Correlation) ‫العمود‬
‫ والفقرات اليت‬1.27 ‫فقرة وقد قمنا حبذف الفقرات ذات معامل متييز موجب منخفض اقل من‬
‫ ومن النتائت السابقة قمناحبذف الفقرات‬،‫معامل متييزهاسالب لكي ملصل على معامل ثبات قوي‬
.a2, b2, b3

47
‫وإلماد معامل الثبات مرة أخرى بعد حذف الفقرات السابق ذكرها والذي معامل متييزها‬
1.9279 ‫منخفض أو سالب سنجده يساوي‬
Reliability
****** Method 1 (spacesaver) willbeused for thisanalysis ******
R E L I A B I L I T Y A N A L Y S I S - S C A L E (A L P H A)
Item-total Statistics
ScaleScaleCorrected
Mean Variance Item- Alpha
if Item if Item Total if Item
DeletedDeletedCorrelationDeleted
A1 28.3000 56.4556 .3725 .8169
A3 28.3000 55.5667 .3464 .8209
B1 28.1000 49.2111 .6056 .7906
C1 28.3000 55.1222 .4561 .8091
C2 29.2000 53.9556 .3019 .8331
C3 28.6000 50.4889 .5672 .7958
D1 28.8000 48.8444 .6234 .7882
D2 28.8000 45.2889 .7755 .7660
D3 28.4000 51.1556 .6994 .7844

Reliability Coefficients
N of Cases = 10.0 N of Items = 9
Alpha = .8198
‫وإلماد صد االتسا الداخلي للفقرات نوجد معامالت االرتباط بني معدل كل جمال‬
:‫واملعدل الكلي للفقرات ويف النهاية تكون النتائت كالتايل‬

48
‫‪Correlations‬‬

‫‪Correlati ons‬‬

‫‪AV_A‬‬ ‫‪AV_B‬‬ ‫‪AV_C‬‬ ‫‪AV_D‬‬ ‫‪AV_TOTAL‬‬


‫‪AV_A‬‬ ‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪.442‬‬ ‫‪.137‬‬ ‫‪.350‬‬ ‫‪.603‬‬
‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.201‬‬ ‫‪.706‬‬ ‫‪.322‬‬ ‫‪.065‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪AV_B‬‬ ‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫‪.442‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪.023‬‬ ‫‪.259‬‬ ‫‪.526‬‬
‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.201‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.949‬‬ ‫‪.470‬‬ ‫‪.118‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪AV_C‬‬ ‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫‪.137‬‬ ‫‪.023‬‬ ‫‪1‬‬ ‫*‪.658‬‬ ‫*‪.735‬‬
‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.706‬‬ ‫‪.949‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.039‬‬ ‫‪.015‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪AV_D‬‬ ‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫‪.350‬‬ ‫‪.259‬‬ ‫*‪.658‬‬ ‫‪1‬‬ ‫**‪.882‬‬
‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.322‬‬ ‫‪.470‬‬ ‫‪.039‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.001‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪AV_TOTAL‬‬ ‫‪Pearson Correlation‬‬ ‫‪.603‬‬ ‫‪.526‬‬ ‫*‪.735‬‬ ‫**‪.882‬‬ ‫‪1‬‬
‫)‪Sig. (2-tailed‬‬ ‫‪.065‬‬ ‫‪.118‬‬ ‫‪.015‬‬ ‫‪.001‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪N‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪*. Correlation is signif icant at the 0.05 lev el (2-t ailed).‬‬
‫‪**. Correlation is signif icant at the 0.01 lev el (2-t ailed).‬‬

‫وتعترب معامالت االرتباط السابقة معامالت ثبات داخلي مقبولة ودالة إحصائيا‪ .‬وبذلك‬
‫نكون قد تأكدنا من صد وثبات فقرات االستمارة وبذلك أصبحت االستمارة صاحلة للتطبيق على‬
‫عينة الدراسة األساسية‪.‬‬

‫وجتدر اإلشارة هنا اىل أن هناك اتفا بني معظم الباحثني على أن معامل الثبات ألفا لتقييم‬
‫الثقة والثبات‪ ،‬والذي يكون ضمن اجملال (‪ )1551 – 1561‬يعترب كافيا ومقبوال‪ ،‬وأن معامل ألفا‬
‫الذي يصل اىل ‪ 1571‬يعترب ذو مستوى ممتاز من الثقة والثبات‪ .1‬وبالنظر اىل النتائت املتحصل عليها‬
‫واملتمثلة يف ‪ ، 1.8198=Alpha‬فان معدل ثبات االستمارة يعترب مرتفعا وذو مستوى جيد من‬
‫الثقة‪.‬‬

‫‪.413‬‬ ‫‪ 1‬ثابت عبد الرمحن إدريس‪ ،‬بححث ال حتل‪ :‬ساليب القياس ال ح يا اخ يار الفي ض‪ ،‬الدار اجلمعية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬عمان‪،1121 ،‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ .2‬مج س ايىة الدراسة‬

‫مبا أنّنا ندر الرأي العام وبالتحديد دور صحافة املواطن يف تشكل الرأي العام فانه من‬
‫الضرورة مبكان أن يكون جمتمع البح والعينة من املواطنني‪ ،‬ونظرا لكون جمتمع حبثنا شاسعا ويتسم‬
‫بالالجتانس‪ ،‬حاولنا قدر املستطاع اختيار عيّنة متثيلية للمجتمع الكلي وقد واجهتنا صعوبات كثرية‬
‫خاصة بعد توزيعنا لالستمارة التجريبية‪ ،‬ومن بينها عدم فهم العينة التجريبية للموضوع‪ ،‬فصحافة‬
‫املواطن بالنسبة هلم مفهوم فري واضح فوجدوا صعوبة يف اإلجابة على أسئلة االستمارة‪ ،‬فقررنا اختيار‬
‫نوزع االستمارة على الشباب اجلامعي‬ ‫الصعوبة‪ ،‬مما جعلنا ّ‬
‫الشباب اجلامعي‪ ،‬إال أننا واجهنا نفس ّ‬
‫املتخصص يف علوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬بناءا على توصيات األساتذة احمل ّكمني لالستمارة‪ ،‬ونظرا‬
‫لكوام يف التخصص وموضوع صحافة املواطن واضح بالنسبة هلم‪ ،‬فكانت عيّنتنا من طلبة اإلعالم‬
‫يف كل من كلية علوم اإلعالم واالتصال واملدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم اإلعالم‪.‬‬

‫إذن فعيّنة دراستنا من النوع فري االحتمايل‪ ،‬إال أننا حاولنا أن اعلها ممثلة جملتمع البح قدر‬
‫اإلمكان‪ ،‬وذلك باتباع بعض اإلجراءات املعمول هبا يف مثل هذا النوع من العيّنات‪:‬‬

‫ّأوال‪ :‬الشباب ألنه يعترب الفئة األكثر نسبة يف الكثافة السكانية للجزائر‪ ،‬أما اختيارنا للشباب‬
‫اجلامعي فلكونه األقرب لفهم موضوع صحافة املواطن‪ ،‬وبالتحديد طلبة اإلعالم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االختيار القصدي للطلبة الناشطني عرب االنرتنت وخاصة عرب شبكات التواصل‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اعتمدنا على العينة احلصصية فيما يتعلّق باملستوى التعليمي‪ ،‬ما بني ليسانس وهم‬
‫األكثر نسبة مث املاسرت ويليها الدكتوراه بأصغر نسبة‪ ،‬وهو ما ميثل الواقع‪.‬‬

‫اعتمدنا يف دراستنا هذه على املعاينة فري االحتمالية أو فري العشوائية واليت تعتمد على خربة‬
‫مبجتمع الدراسة‪ ،‬ويتم استخدامها أحيانا كدليل أو ُماولة أولية لتقرير كيفية اختيار عينة‬ ‫الباح‬

‫‪50‬‬
‫عشوائية يف وقت الحق‪ ،‬أو لدراسة اجملموعات املستخفية أو احلاالت اخلاصة ألن اختيارها عرضي‪،‬‬
‫او قصدي وليس احتمايل‪.1‬‬

‫القيىة الق دتة‪ :‬هي تلك العينة اليت ّ‬


‫يتعمد أو يقصد الباح اختيار مفردات معيّنة يعتقد‬
‫خبربته السابقة أاا متثل اجملتمع األصلي للبح متثيال سليما‪ ،‬ويستخدم هذا النوع كثريا يف حبوث‬
‫الرأي‪.2‬‬

‫وقد اخرتنا لبحثنا عيّنة قصدية فكانت كالتايل‪:‬‬


‫ال‬
‫حى الق‬ ‫ال‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫الجىس‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪50,4‬‬ ‫‪188‬‬ ‫‪11-29‬‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪48,3‬‬ ‫‪180‬‬ ‫ليسانس‬
‫‪31,1‬‬ ‫‪116‬‬ ‫‪19-13‬‬ ‫‪30,6‬‬ ‫‪114‬‬ ‫ذكر‬
‫‪41,8‬‬ ‫‪156‬‬ ‫ماسرت‬
‫‪12,1‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪31-19‬‬ ‫‪69,4‬‬ ‫‪259‬‬ ‫أنثى‬
‫‪9,9‬‬ ‫‪37‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪6,4‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪39-33‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪100‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪100‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫الشكا ر ل ‪3‬‬ ‫الشكا ر ل ‪2‬‬ ‫الشكا ر ل ‪1‬‬


‫دكتوراه‬
‫ذكر‬
‫‪%10‬‬ ‫‪7%‬‬ ‫‪31‬‬
‫ليسانس‬ ‫‪18-22‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪12%‬‬
‫‪%48‬‬
‫‪50%‬‬ ‫‪23-27‬‬
‫ماستر‬ ‫‪31%‬‬
‫‪%42‬‬ ‫‪28-32‬‬
‫‪33-37‬‬ ‫أنثى‬
‫‪69‬‬
‫‪%‬‬

‫‪ 1‬فضيل دليو‪ ،‬مدخا ال مىتجية النحث ف الق حا اهن انية اهه ااية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪،1124 ،‬‬
‫‪.275‬‬
‫‪ُ 2‬ممد برو‪ ،‬ال حهه ف مىتجية الق حا اهه ااية‪ ،‬ا ل الىفس‪ ،‬ا ل اهه اع‪ ،‬ا حا ال يبية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار األمل للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪.271‬‬ ‫اجلزائر‪،1124 ،‬‬

‫‪51‬‬
‫األول‬
‫ّ‬ ‫لفصل‬‫ا‬
‫المق اربات‬
‫النظرية للدراسة‬

‫‪52‬‬
‫‪ .I‬المداخل النظرية الحديثة لدراسة صحافة المواطن‬
‫التحول الرقمي)‬
‫‪ .1‬نظرية التشكل العضوي لوسائل اإلعالم ( ّ‬
‫‪ .2‬نظرية ثراء الوسيلة اإلعالمية‬
‫‪ .3‬نظرية الحتمية التكنولوجية‬
‫‪ .4‬نظرية انتشار المبتكرات‬
‫‪ .5‬نظرية المجال العام‬

‫دوامة الصمت وتطبيقاتها في صحافة المواطن‬


‫‪ .II‬نظريّة ّ‬
‫دوامة الصمت‬
‫‪ .1‬جذور نظرية ّ‬
‫‪ .2‬فكرة نظرية دوامة الصمت‬
‫دوامة الصمت‬
‫‪ .3‬فروض نظرية ّ‬
‫دوامة الصمت‬
‫‪ .4‬قيمة نظرية ّ‬
‫الموجهة للنظريّة‬
‫‪ .5‬االنتقادات ّ‬

‫‪53‬‬
‫الفصل األول‪ :‬المقاربات النظرية للدراسة‪:‬‬

‫‪ .I‬المداخل النظرية الحديثة لدراسة صحافة المواطن‬

‫رغم مرور أكثر من ربع قرن على ظهور االنرتنت كوسيلة اتصال مجاهيية إال أن النظريات‬
‫اخلاصة باإلعالم االلكرتوين مبا فيه صحافة املواطن مل تتطور بالشكل الكاف‪ .‬ورمبا يعود ذلك إىل‬
‫اجتاه الباحثني إىل تطبيق النظريات العاملية القائمة على الوسيلة من جانب باإلضافة إىل تفتت العمل‬
‫البحثي‪ ،‬وتركيزه على دراسة خصائصها املتميزة مثل التفاعلية والنصية الفائقة والوسائط املتعددة‬
‫وتأثريها واستخدامها من جانب آخر‪ .‬ويف دراستنا هذه حاولنا مجع بعض النظريات اليت ميكن‬
‫التطور التكنولوجي وما انبثق عنه من ظواهر إعالمية جديدة‪ ،‬على رأسها‬
‫تطويرها وإسقاطها على ّ‬
‫اإلعالم االلكرتوين وصحافة املواطن ورأي عام الكرتوين‪...‬‬

‫التحول الرقمي)‪:‬‬
‫‪ .1‬نظرية التشكل العضوي لوسائل اإلعالم ( ّ‬
‫طورها روجر فيلدر يف كتابه " ‪Mediamorphosis: Understanding the New‬‬ ‫ّ‬
‫‪1‬‬
‫‪ "Media‬الصادر يف عام ‪ ، 7991‬والذي يشرح العالقة بني وسائل اإلعالم اجلديدة ووسائل‬
‫اإلعالم التقليدية‪ .‬يعرف فيلدر التشكل العضوي لوسائل اإلعالم بأنه وسيلة موحدة للتفكي يف‬
‫التطور التكنولوجي لوسائل االتصال‪ .‬ويقول إنه "من خالل دراسة أنظمة االتصال اإلنساين ككل‪،‬‬
‫سوف نرى أن وسائل االعالم اجلديدة تنشأ تلقائيا وبشكل مستقل ولكنها تظهر تدرجييا نتيجة‬
‫للتحول العضوي"‪ .‬والتحول العضوي هو عملية بيولوجية يتطور من خالهلا الكائن احلي جسديا بعد‬
‫الوالدة أو الفقس ويري فيدلر أن وسائل اإلعالم مثل األنظمة األخرى تستجيب للضغوط اخلارجية‬
‫عن طريق إعادة تنظيم نفسها‪ ،‬ومثل الكائنات احلية فاهنا تتطور لكي تزيد من فرص بقائها على قيد‬
‫احلياة‪ ،‬ولكي تواكب التغيات يف بيئة متغية‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Fidler, R. Mediamorphosis: Understanding the New Media, Thousand Oaks, Calif, Pine‬‬
‫‪Forge Press, 1997.‬‬
‫‪ 2‬حسين حممد نصر‪ ،‬اتجاهات البحث والتنظير في وسائل اإلعالم الجديدة ‪ ،‬دراسة حتليلية لالنتاج العلمي املنشور يف دوريات حمكمة‪ ،‬مؤمتر وسائل‬
‫التواصل االجتماعي‪ ،‬جامعة االمام حممد بن سعود االسالمية‪ ،‬الرياض‪ ،‬مارس ‪ ،5172‬ص‪ ، 07-01 :‬املقال متوفّر على الرابط‬
‫‪https://units.imamu.edu.sa/Conferences/smumc/Documents/%D8%A7.%D8%AF%20%D8%AD‬‬
‫‪%D8%B3%D9%86%D9%8A%20%D9%86%D8%B5%D8%B1.pdf‬‬

‫‪54‬‬
‫التطور املشرتك‬
‫التحول العضوي لوسائل اإلعالم من ثالثة مفاهيم هي‪ّ :‬‬
‫ويستمد فيدلر مبدأ ّ‬
‫‪ Coévolution‬والتقارب ‪ Convergence‬والتعقيد ‪.Complexity‬‬

‫ويقول فيدلر أن بكل أشكال االتصال مرتبطة بإحكام يف نسيج نظام االتصال اإلنساين‪ ،‬وال‬
‫ميكن أن توجد بشكل مستقل عن بعضها البعض‪ .‬وعندما يظهر منط اتصايل جديد ويتطور‪ ،‬فإنه‬
‫يؤثر‪ ،‬على مر الزمن وبدرجات متفاوتة يف تطور كل أمناط االتصال القائمة األخرى‪ .‬وتكون القاعدة‬
‫هي التطور املشرتك هلذه الوسائل معا والتعايش فيما بينها‪ ،‬وليس التطور املنفرد للوسيلة اجلديدة‬
‫واالستبدال التام للوسائل القدمية‪ .‬وعلى هذا فإن وسائل اإلعالم اجلديدة مل تنشأ فجأة ومل تنشأ‬
‫مستقلة عن وسائل اإلعالم األخرى‪ ،‬وإمنا نشأت وتطورت بشكل متدرج‪ ،‬معتمدة على تراث‬
‫الوسائل السابقة عليها من جانب ومؤثرة هبذه الوسائل من جانب أخر‪.‬‬

‫وتفرتض هذه النظرية اليت يطلق عليها البعض نظرية "التحول الرقمي"‪ ،‬أن وسائل االعالم‬
‫القائمة تتطور عندما تظهر وسيلة إعالمية جديدة‪ ،‬إذ تعمل كل وسيلة بطريقة أقرب إىل عمل‬
‫العناصر املش ّكلة ألي نظام حيوي‪ ،‬ويرتبط تطورها ويعتمد على تطور الوسائل أخرى احمليطة هبا‪.‬‬
‫ويشي التاريخ إىل أن وسائل اإلعالم القدمية واجلديدة سوف تتعايش معا‪ ،‬وبالتايل ال يكون املوت هو‬
‫مصي الوسائل القدمية‪.1‬‬

‫وترى النظرية أن التقارب أو االندماج بني وسائل اإلعالم هو تزاوج ينتج من حتول كل وسيلة‬
‫على حدا‪ ،‬فضال عن إنشاء وسائل جديدة‪ .‬وعلى ذلك فإن وسائل اإلعالم املوجودة اليوم هي نتيجة‬
‫تعد وال حتصى كانت حدثت بني وسائل اإلعالم بشكل متكرر طوال الوقت‪.‬‬ ‫اندماجات صغية ال ّ‬
‫وميكن النظر إىل التقارب بني وسائل االعالم باعتباره عملية تقوم من خالهلا وسيلة باستعارة اجلديد‬
‫طور حمطات‬ ‫من الوسيلة األخرى وتطويعه واستخدامه‪ .‬ووفقا هلذا الفهم كان من الطبيعي أن ت ّ‬
‫التلفزيون مواقع هلا على شبكة الويب تنشر من خالهلا مقاطع الفيديو أو تقدم من خالهلا البث‬
‫التليفزيوين املباشر لقطاعات أخرى من اجلمهور حتولت إىل الوسيلة اجلديدة‪ .‬كما كان من الطبيعي‬
‫إن تستفيد الصحف التلفزيونية من لقطات الفيديو وتنشرها على مواقعها على الويب جلذب مزيد من‬
‫اجلمهور هلا‪.‬‬

‫‪ 1‬حسين حممد نصر‪ ،‬نظريات اإلعالم‪ ،‬ط‪ ،7‬دار الكتاب اجلامعي‪ ،‬االمارات العربية املتحدة‪ ،5172 ،‬ص‪.07 :‬‬

‫‪55‬‬
‫ويف هذا يقول فيدلر‪" :‬عندما تتعرض وسائل اإلعالم لضغوط خارجية وتظهر ابتكارات‬
‫جديدة‪ ،‬تتجه كل وسيلة وبطريقة عفوية إىل إعادة تنظيم نفسها لتكون مواكبة هلذه املبتكرات‪.‬‬
‫ومثلما تتطور األنواع من أجل البقاء يف بيئة متغية‪ ،‬كذلك تفعل وسائل االتصال واإلعالم القائمة"‪.‬‬
‫وهذه العملية هي جوهر التشكل الطبيعي لوسائل اإلعالم كما يقول فيدلر‪ .‬والواقع أن ما ذكره فيدلر‬
‫عن التشكل العضوي لوسائل اإلعالم يدعمه التطور الكبي الذي حدث يف وسائل اإلعالم يف‬
‫السنوات األخية‪ .‬إذ تقاربت وسائل اإلعالم التقليدية مع وسائل اإلعالم اجلديدة بشكل أكرب‬
‫وحتولت هذه الوسائل إىل منصات للنشر بشكل أساسي‪ ،‬وأصبحت كل وسيلة تستخدم إمكانات‬
‫الوسيلة األخرى على نطاق واسع‪ ،‬فالصحف الورقية أصبح هلا مواقع تفاعلية متعددة الوسائط على‬
‫الويب‪ ،‬وحسابات على شبكات التواصل االجتماعي مثل فيسبوك وتوتر ويوتيوب وانستجرام وغيها‪،‬‬
‫وتطبيقات على اهلواتف الذكية واألجهزة اللوحية متكنها من استغالل كافة اإلمكانات اليت أتاحتها‬
‫وسائل اإلعالم اجلديدة واالستفادة منها‪ .‬والنموذج األوضح على هذا التشكل هو اهلواتف الذكية‬
‫اليت دخلت اجليل الرابع هلا‪ ،‬وأصبحت قادرة على القيام بوظائف وسائل اإلعالم إىل جانب االتصال‬
‫الشخصي‪ ،‬مثل تصفح االنرتنت واستخدام شبكات التواصل االجتماعي والتقاط الصور ومقاطع‬
‫الفيديو وتبادهلا وسداد الفواتي ومتابعة احلسابات البنكية وحجز تذاكر السفر‪...‬اخل‪ .‬وكل ذلك يؤكد‬
‫صحة نظرية فيدلر‪.1‬‬

‫‪ 1‬حسين حممد نصر‪ ،‬نظريات اإلعالم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.001 :‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ .2‬نظرية ثراء الوسيلة اإلعالمية‪:‬‬

‫تعد نظرية ثراء الوسيلة اإلعالمية إحدى النظريات البارزة للمساعدة على تفسي العالقة بني‬
‫وسائل االتصال و متغيات األداء‪ .‬فهي من أكثر النظريات تداوال عند تناول العالقة التفاعلية بني‬
‫اجلمهور و وسائل االتصال اجلماهيية‪.‬حيث تركز على املبادرة اإلعالمية بدال من الرسالة اإلعالمية‬
‫كنقطة بداية هلا و على األشكال التفاعلية لالتصال يف اجتاهني بني القائم باالتصال و اجلمهور‬
‫املستقبل للرسالة‪ .‬يستكشف اجلمهور السلوك االتصايل من خالل جتربته املباشرة بوسائل اإلعالم ‪.‬و‬
‫قد مت تطوير النظرية و اختبارها باستخدام وسائل تقليدية و التوسع فيما بعد ليشمل مقارنات ألنواع‬
‫أخرى من التكنولوجيات احلديثة مع الوسائل التقليدية لالتصال ‪.‬و مؤخرا ظهرت أشكال عديدة من‬
‫وسائل االتصال شجعت الباحثني على مقارنة أشكال عديدة من وسائل االتصال احلديثة‪.‬و‬
‫تستخدم النظرية لدراسة معايي االختيار بني وسائل اإلعالم و التكنولوجية وفقا لدرجة ثرائها‬
‫املعلومايت حيث توضح أن فعالية االتصال تعتمد على القدر الذي تستخدم به الوسيلة‪.‬‬

‫فكرة النظرية‪:‬‬

‫تتلخص الفكرة األساسية لنظرية ثراء الوسيلة اإلعالمية أن وسائل االتصال ختتلف يف قدرهتا‬
‫على تيسي عملية الفهم ‪.‬فوسائل االتصال التقليدية و احلديثة ميكن أن تصنف كوسائل عالية او‬
‫منخفضة الثراء مما يتطلب حتديد الوسيلة األكثر مالئمة لكل موقف اتصايل و ذلك بالتوفيق بني‬
‫الثراء يف الوسيلة و درجة غموض موضوع االتصال‪.1‬‬

‫الفرضيات األساسية لنظرية الثراء‪:‬‬

‫تفرتض النظرية أن اجلمهور هو الذي يشعر ويدرك حاجاته‪ .‬ومن هذا املنطلق يلجأ إىل‬
‫استخدام وسيلة اإلعالم اليت تتحقق هذه الرغبات وتشبعها‪ ،‬كما تفرتض النظرية أيضا أن وسائل‬
‫اإلعالم لديها القدرة على حل الغموض الذي يواجه اجلمهور وتقدمي تفسيات متنوعة وتيسر عملية‬
‫الفهم على اجلمهور املستقبل للرسالة‪ .‬كما تفرق نظرية ثراء وسائل اإلعالم بني الوسائل األقل‬

‫‪1‬هنا السيد عبد املعطي‪ ،‬صحافة المواطن‪ :‬نحو نمط اتصالي جديد‪ ،‬دار الكتاب اجلامعي‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬االمارات العربية املتحدة‪ ،5172 ،‬ص‪:‬‬
‫‪.124‬‬

‫‪57‬‬
‫واألكثر ثراء من خالل عدد املواقف املتاحة يف الوسيلة‪ ،‬ويفرتض املدخل النظري أن إقبال األفراد‬
‫على استخدام الوسائل األكثر ثراء كاالتصال املباشر‪ ،‬يكون أكثر يف مستويات الغموض العالية‬
‫لتخفيض درجة الغموض بينما يستخدمون االتصال االلكرتوين األقل ثراء يف مستويات الغموض‬
‫املنخفضة‪.‬‬

‫بالتايل فاجلماهي ال تعرض نفسها ببساطة أو بعشوائية إىل وسائل اإلعالم‪ ،‬وإمنا ترتبط‬
‫بالسعي إىل التعرض النشط ملختلف الوسائل النتقاء الوسيلة اليت تشجع حاجاته‪ ،‬فنموذج الثراء‬
‫يفرتض أن وسائل اإلعالم ختتلف يف قدرهتا على تغيي فهم املتلقي‪ .‬إذ يتم اختيار وسائل تتمتع بثراء‬
‫ميكنها من إزالة الغموض الذي حييط بالعملية االتصالية‪.‬‬

‫ويتم تصنيف الوسيلة على أهنا أكثر ثراء وفق قدرهتا على توفي رجع الصدى الفوري‪ ،‬وتوافر‬
‫أشكال خمتلفة لرجع الصدى أو تطوير الرسالة أو تعديلها مبا يتناسب مع متلقي بعينه أو نشر املشاعر‬
‫اخلاصة بالقائم باالتصال‪ .‬فثراء املعلومات يقوم بتخفيض درجة الغموض وإجياد مساحة من املعاين‬
‫املشرتكة باستخدام وسيلة اتصالية معينة‪.‬‬

‫وتوضح نظرية (ثراء وسائل اإلعالم) أن فعالية االتصال يعتمد على القدر الذي تستخدم به‬
‫الوسيلة‪ ،‬وتركز بشكل أكرب على األشكال التفاعلية لالتصال يف اجتاهني بني القائم باالتصال‬
‫واجلمهور املستقبل للرسالة‪.‬‬

‫وتفرتض النظرية فرضني أساسيني مها‪:1‬‬

‫الفرض األول‪ :‬أن الوسائل التكنولوجية متتلك قدرا كبيا من املعلومات‪ ،‬فضال عن تنوع‬
‫املضمون املقدم من خالهلا بالتايل تستطيع هذه الوسائل التغلب على الغموض والشك الذي ينتاب‬
‫الكثي من األفراد عند التعرض هلا‪.‬‬

‫الفرض الثاين‪ :‬هناك أربعة معايي أساسية لرتتيب ثراء الوسيلة مرتبة من األعلى إىل األقل من‬
‫حيث درجة الثراء وهي سرعة رد الفعل‪ ،‬قدرهتا على نقل اإلشارات املختلفة باستخدام تقنيات‬
‫تكنولوجية حديثة مثل الوسائط املتعددة والرتكيز الشخصي على الوسيلة‪ ،‬واستخدام اللغة الطبيعية‪.‬‬

‫‪ 1‬أوجلا جوديس بيلي‪ ،‬بيلي كاميتس‪ ،‬نيكوكاربنتيي‪ ،‬فهم اإلعالم البديل‪ ،‬ترمجة‪ :‬عال أمحد إصالح‪ ،‬القاهرة‪ ،‬جمموعة النيل العربية‪ ،5119 ،‬ص‪.17:‬‬

‫‪58‬‬
‫معايي الثراء‪:‬‬

‫ختتلف وسائل االتصال من حيث قدرهتا على إزالة الغموض وحتقيق متطلبات الفهم ونقل‬
‫البيانات‪ ،‬ووفقا لـ ‪ Connel et All‬فإن الثراء اإلعالمي يتوقف على أربعة معايي وبالتايل فان‬
‫الدرج ة اليت يتواجد اليت يتواجد كل هذه املعايي يف وسيلة االتصال تكشف ثراء الوسيلة و قد مت‬
‫ترتيب وسائل االتصال بشكل هرمي على أساس مدى ثرائها اإلعالمي و قام ‪ Takeda‬بشرح‬
‫هذه املعايي بشيء من التفصيل‪:‬‬

‫‪ .7‬سرعة رجع الصدى (الفورية)‪:‬‬

‫يشي مفهوم رجع الصدى يف نظرية ثراء الوسيلة إىل مدى سرعة ومباشرة ردود الفعل على‬
‫الوسيلة اإلعالمية‪ ،‬كما يشي إىل قدرة الوسيلة على متكني املرسل من استقبال رد فعل فوري‬
‫لالتصاالت اليت جيريها‪.‬‬

‫فسر رسائلنا أو‬


‫ويلعب رجع الصدى دورا هاما جدا يف عملية االتصال ألنه خيربنا كيف ت ّ‬
‫كيف يستجيب اجلمهور لرسائلنا‪.1‬‬

‫يؤدي دورا هاما يف سرعة وفاعلية االتصال‪ ،‬حيث متكن‬


‫وتكمن أمهية رجع الصدى يف أنه ّ‬
‫املرسل من تعديل عرض الرسالة حىت يستطيع املتلقي فهما بأحسن صورة‪ ،‬وبصفة عامة إذا‬
‫استطاعت الوسيلة أن تسهل التفاعالت بين المستخدمين والنظام فانها تمتلك مستوى عالي‬
‫من رجع الصدى وتتباين وسائل االتصال من حيث ردود أفعاهلا اليت تتيحها‪ ،‬وقد ارتبطت خاصية‬
‫رجع الصدى بأحد مسات اإلعالم اجلديد وهي "التفاعلية"‪ .‬فمع ظهور االنرتنت ووسائط اإلعالم‬
‫فعاال ونشطا يف العملية‬
‫اجلديد مبا متتلكه من وسائط وأدوات تفاعلية‪ ،‬أصبح املستقبل مشاركا ّ‬
‫االتصالية‪.‬‬

‫‪ .5‬تعدد الرموز‪:‬‬

‫‪ 1‬جهان أمحد رشيت‪ ،‬اإلعالم ونظرياته في العصر الحديث‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬ط ‪ ،7‬القاهرة‪ ،7917 ،‬ص‪.97 :‬‬

‫‪59‬‬
‫املادي وتكمن‬
‫هي تلك الرموز املتاحة للتواصل وهي قدرة الوسيلة على نقل الصوت واحلضور ّ‬
‫أمهيتها يف تسهيل نقل املعلومات بأشكال خمتلفة أو من خالل نطاق واسع من التعبيات‪ ،‬ووفقا هلذا‬
‫املعيار كلما زادت قدرة الوسيلة على توصيل رموز متنوعة يف رسائلها وزاد حمتوى الوسائط املتعددة‪،‬‬
‫كلما زادت قدرهتا على فهم املتلقي هلذه الرسائل وبالتايل توصف بأهنا وسيلة أكثر ثراء‪.‬‬

‫وتعد كل عالمة تعاقدية‬


‫وحييل الرمز هنا إىل املوضوع بفضل قانون أو أفكار عامة مشرتكة‪ّ ،‬‬
‫رمزا‪ .1‬فالوسائل اليت تستخدم عددا قليال من الرموز تتسم بأهنا وسائل أقل محيمية وال تساعد على‬
‫التفاعل الشخصي وتقوية العالقات بني االفراد املتصلني‪ ،‬فهي تعد وسائل أقل ثراءا‪.2‬‬

‫والرمز من وضع االنسان وهي صنف خاص يتميّز بصفات معيّنة‪ ،‬إذ أن معناه مرتبط أشد‬
‫االرتباط بشكله أو صورته أو اختياره‪ ،‬مل يكن اختيارا عشوائيا اعتباطيا‪ ،‬بل وفق ماحيمله الشيء أو‬
‫نعرب عنه‪.3‬‬
‫الشكل أو الصورة من معىن يوحي إىل ذلك املفهوم الذي نريد أن ّ‬
‫‪ .0‬استخدام اللغة الطبيعية‪:‬‬

‫يشي ال تباين والتنوع اللغوي إىل القدرة على تنظيم املعلومات بطريقة موجزة من أجل تقوية‬
‫وزيادة الفهم‪ ،‬ويتم احلكم عليه من خالل جمموعة من املتغيات تتمثل يف صياغة النص يف قالب‬
‫يسهل ادراكه كذلك بنية النص وطول اجلملة وتعليقات الصور والعناوين وغيها‪ ،‬وباختصار اللغة‬
‫الثرية هي اللغة الطبيعية السائدة بني افراد اجملتمع واليت تيسر عملية التواصل بني املرسل واملستقبل‪،‬‬
‫فمثال ميكن أن توفر األرقام واملعلومات دقة أكرب ولكن اللغة الطبيعية تنقل جمموعة أمشل من املفاهيم‬
‫واألفكار‪ ،‬والتنوع اللغوي كسمة من مسات ثراء الوسيلة االتصالية يعين تعددها‪.4‬‬

‫‪ .4‬اخلصوصية‪:‬‬

‫الرتكيز واالنتباه الشخصي للمشارك يعين مدى تقدمي الوسيلة اإلعالمية واتاحتها فرصة‬
‫التكيّف الشخصي وفقا لرغبات املشارك‪ ،‬أو القدرة على ضبط الوسيلة حسب رؤى واحتياجات‬

‫‪ 1‬رضوان بلخيي‪ ،‬سيميولوجيا الصورة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار قرطبة للنشر والتوزيع‪ ،‬ط ‪ ،7‬اجلزائر‪ ،5175 ،‬ص‪.05 :‬‬
‫‪ 2‬هنا السيد عبد املعطي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.751‬‬
‫‪ 3‬خولة طالب االبراهيمي‪ ،‬مبادئ في اللسانيات‪ ،‬دار القصبة للنشر‪ ،‬ط ‪ ،5‬اجلزائر‪ ،5171 ،‬ص‪.79 :‬‬
‫‪ 4‬هنا السيد عبد املعطي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.759 :‬‬

‫‪60‬‬
‫املتلقي اخلاصة‪ ،‬كما ميثل مقدرة هذا الوسيط على حتديد احلاجات األساسية للمستقبل اليت يريدها‬
‫لالتصال وحتقيق رغباته الشخصية‪.‬‬

‫يؤثر حجم اجملموعة على قدرة الوسيلة على تسهيل عملية الرتكيز الشخصي‪ ،‬فكلما زاد‬
‫حجم اجملموعة املشاركة يف العملية االتصالية‪ ،‬كلما قلّت قدرة العملية االتصالية على الرتكيز‬
‫الشخصي للمشاركني فيها‪.‬‬

‫موجهة للجمهور العام واملصممون‬


‫فيما يتعلّق بالرتكيز الشخصي فأن معظم املواقع االلكرتونية ّ‬
‫ال يعرفون من يصل ملواقعهم‪ ،‬كما أن شبكة االنرتنت مت ّكن مستخدميها من جعل املعلومات متاحة‬
‫ألي مستخدم آخر دون وسيط أو رقيب على هذه املعلومات سواء يف املضمون أو الشكل‪.‬‬

‫تتفاوت الوسائل االتصالية يف درجة ثراءها على أساس قدرهتا على حتقيق أكرب قدر من‬
‫التفاعل بني الوسيلة واجلمهور‪ ،‬ولذلك فإن الوسائل االتصالية (مثل التلفزيون‪ ،‬الربيد االلكرتوين‪،‬‬
‫االتصال املواجهي) ميكن أن تكون أثر ثراءا يف نقل الرسالة لتوافر رجع صدى فوري ومباشر باإلضافة‬
‫إىل الطبيعة التفاعلية واستخدام اللغة الطبيعية‪.‬‬

‫تطبيقات ثراء الوسيلة على تكنولوجيا االتصال‪:‬‬

‫شهد العقدان األخيان ظهور العديد من وسائل االتصال احلديثة اليت مل تكن موجودة إبان‬
‫وضع نظرية الثراء‪ ،‬وهي الوسائل اليت أحدثت تغيات ديناميكية يف عمليات االتصال‪ ،‬وأتاحت‬
‫الفرصة للتواصل بالصوت والصورة بغض النظر عن املسافات‪ ،‬ورغم أن ذلك كان أحد أسباب انتقاد‬
‫النظرية إال أن باحثني قاموا بتطبيق فرضيتها على وسائل تكنولوجية االتصال‪.‬‬

‫وقد اتفقت معظم الدراسات على أن التطور يف وسائل االتصال والذي مل يكن موجود‬
‫أثناء وضع النظرية يتطلب وضع معايي إضافية لثراء الوسيلة تتجاوز مهمة إزالة عدم التأكد والغموض‬
‫بوضع معايي إضافية و هي‪:‬‬

‫‪ -‬التوجه املتعدد‪ multiple addressability :‬ويعين قدرة الوسيلة على نقل املعلومات‬
‫بشكل متزامن‪ ،‬كما يعين متتع الوسيلة بإمكانية استهداف عدة أشخاص‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ -‬التسجيل اخلارجي‪ externally raccordable :‬ويعين توفي إمكانية تسجيل العملية‬
‫االتصالية وإمكانية أرشفة املعلومات والرسائل‪.‬‬
‫‪ -‬ذاكرة حاسوبية معاجلة‪ computer processable Memory :‬وتعين القدرة على‬
‫استخدام السمات االلكرتونية مثل أدوات البحث يف املعلومات املخزنة والتحليل يف عملية‬
‫االتصال وبتنظيم وإدارة االتصال االلكرتوين‪.‬‬
‫‪ -‬التزامن‪ concurrency :‬هي إمكانية التفاعل مع أكثر من مستخدم يف آن واحد‪ ،‬وهو‬
‫خيتلف عن التوجه املتعدد يف جتاوزها جمرد نقل املعلومات من مصدر ألكثر من شخص يف‬
‫صورة متزامنة إىل القيام بذلك بشكل فوري وتفاعلي‪.‬‬

‫ووفق هذه املعايي الثمانية األساسية‪ ،‬وهي (رجع الصدى املباشر ‪ -‬تعدد الرموز ‪ -‬استخدام‬
‫اللغة الطبيعية ‪ -‬الرتكيز الشخصي) واإلضافية (التوجه املتعدد ‪ -‬التسجيل اخلارجي ‪ -‬ذاكرة معاجلة‬
‫حاسوبية ‪ -‬التزامن) وضع (‪ )lodhia 2004‬مقارنة بني اإلعالم املطبوع وشبكة الويب العاملية من‬
‫حيث درجة الثراء كما يتضح من اجلدول‪.‬‬

‫لقد مكنت املزايا اليت تتمتع هبا التكنولوجية الوسائط املتعددة من إمكانية تضمني الرسالة‬
‫عددا من الوظائف املتكاملة هلذه التكنولوجية مثل النص والصوت والصورة مع وجود تفاعلية من‬
‫جانب املستخدم‪.‬‬

‫وعلى صعيد متصل وضع ‪ jialun Qin et all‬معايي لقياس ثراء املواقع االلكرتونية من‬
‫منطلق تعريف ثراء الوسيلة حيث يرى انه يعين كفاءة مواقع الويب يف استخدام الوسائط املتعددة‬
‫(الروابط الفائقة – الصورة – الصوت ‪ -‬الفيديو) يف توصيل املعلومات للمستخدمني مضيفا إليها‬
‫كمية املعلومات املنقولة‪ ،‬حمددا أربعة مؤشرات للثراء هي (الروابط الفائقة ‪ hyperlinks‬امللفات‬
‫القابلة للتحميل ‪ – downloadable documents‬الصور ‪ - images‬ملفات الصوت‬
‫والفيديو ‪ audio files - images‬ويقدم (‪ )lodhia‬أسس هذا العمل من خالل إطار نظري‬
‫لالرتباط بني األدوات القائمة على شبكة املعلومات ونظرية الثراء اإلعالمي‪ ،‬كما اخترب أيضا يف‬
‫دراسة أخرى هذا اإلطار يف سياق حتليل مواقع االنرتنت اخلاصة هبا‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫مقارنة بين اإلعالم المطبوع وشبكة الويب العالمية من حيث درجة الثراء‪:‬‬
‫شبكة الويب العاملية‬ ‫اإلعالم املطبوع‬ ‫معيار الثراء‬
‫عدم القدرة على حتديث‬
‫توفي املعلومات يف وقت مناسب وامكانية حتديثها بانتظام‬ ‫الفورية‬
‫املعلومة‬
‫العرض املرن‪ flexibility‬واملرئي‪ visibility‬يتيح توفي رموز‬ ‫أساليب حمدودة لعرض‬ ‫تعدد‬
‫املعلومة يف النسخة املطبوعة متعددة لنشر املعلومات‬ ‫الرموز‬
‫ميكن تنظيم املعلومات من خالل الضوابط ‪hyperlinks‬مبا‬
‫قاصر على تقدمي تقرير عام يوفّر املزيد من املعلومات‪ ،‬مع إمكانية حتميل املادة عرب أمناط خمتلفة‬ ‫تنوع اللغة‬
‫ّ‬
‫من امللفات‪ ،‬مثل ‪ word‬أو ‪ pdf‬أو ‪ excel‬وغيها من الربامج‪.‬‬
‫ميكن استخدام الروابط لتوفي املعلومات لفئات خمتلفة من‬
‫املستخدمني‪ ،‬كما ميكن امدادهم هبا عن طريق القوائم الربيدية ‪E-‬‬ ‫الرتكيز‬
‫مجهور عام‬
‫‪ mail lists‬وكذلك استخدام اشكال خمتلفة من رجع الصدى‬ ‫الشخصي‬
‫االتوماتيكي‪.‬‬
‫إمكانية الوصول عالية الي شخص قادر على الولوج يف الشبكة‬ ‫إمكانية الوصول مقيد‬ ‫التوجه‬
‫العاملية‪.‬‬ ‫باحلدود اجلغرافية‬ ‫املتعدد‬
‫إمكانية ارشفة املعلومات على املوقع االلكرتوين‪ ،‬مع إمكانية‬
‫التسجيل‬
‫تسجيل عدد الزوار عرب برجميات حتليل الولوج ‪log analyse‬‬ ‫طرق نسخ يدوية‬
‫اخلارجي‬
‫‪ software‬وعداد االستخدام ‪hit counter‬‬
‫إمكانية اإلحبار وادارة املعلومات يف املوقع االلكرتوين من خالل‬ ‫ذاكرة‬
‫الروابط الفائقة والقوائم وحمركات البحث‪ ،‬مع إمكانية تكامل‬ ‫حبث يدوي‬ ‫حاسوبية‬
‫املعلومات مع الروابط اخلارجية والداخلية‪.‬‬ ‫معاجلة‬
‫اتاحة أمناط من التفاعل سواء املتزامن او غي املتزامن‪ ،‬على غرار‬
‫عدم إمكانية التفاعل التزامين‬ ‫التزامن‬
‫املنتديات والربيد االلكرتوين‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬مقارنة ‪ Lodhia‬للثراء بني اإلعالم املطبوع وشبكة الويب العاملية‪.1‬‬

‫‪ 1‬فاطمة الزهراء عبد الفتاح‪ ،‬العالقة بين المدونات االلكترونية والمشاركة السياسية في مصر‪ ،‬رسالة ماجستي غي منشورة‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية‬
‫اإلعالم‪ ،5171 ،‬ص‪ ،10‬نقال عن هنا السيد عبد املعطي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.700‬‬

‫‪63‬‬
‫معايير الثراء اإلعالمي في صحافة المواطن‪:‬‬

‫ينطوي االنرتنت كوسيط حامل لصحافة املواطن على كثي من عوامل الثراء من حيث إمكانية‬
‫فورية رجع الصدى وسهولته‪ ،‬ومن حيث تعدد األشكال اإلعالمية اليت ميكن من خالهلا توصيل‬
‫الرسالة االتصالية من املصدر إىل املستقبل‪ .‬طبقا ملعايي الثراء اليت وضعتها الدراسات السابقة وقام‬
‫بتطويرها فيما بعد العديد من الباحثني ملواكبة التطورات اليت فرضتها تكنولوجية االتصال احلديثة ومل‬
‫تكن موجودة وقت وضع النظرية يف الثمانينات‪ ،‬ترى الكاتبة أن صحافة املواطن تتسم خبصائص‬
‫اتصالية متيزها عن أي وسيلة أخرى‪ ،‬وذلك من حيث القدرة على التفاعل واملسامهة االجيابية‬
‫باملوضوعات واألفكار والتعبي عن وجهات النظر املختلفة‪ ،‬ولكن هناك تفاوت يف توفر هذه املعايي‬
‫ونسب توفرها من شكل ألخر من أشكال صحافة املواطن على النحو التايل‪.‬‬

‫‪ .1‬الفورية‪:‬‬

‫واملتعلق بتبادل التعليقات والرسائل بني الصحفي املواطن ومن يتابع أخباره سواء من خالل‬
‫نقله اخلرب على صفحته الشخصية أو من خالل املواقع والشبكات اإلخبارية اليت تنقل عنه من خالل‬
‫مواطنني عاديني تصادف وجودهم يف منطقة األحداث‪ ،‬وسرعان ما يتم رفع اخلرب أو الصورة أو‬
‫الفيديو وتبدأ تثار حوهلا النقاشات والتعليقات املتبادلة‪ ،‬مما خيلق حالة من التفاعل تثيها العملية‬
‫االتصالية مما جيعلها أكثر ثراء‪ ،‬حيث جند السرعة واحلالية يف نقل األحداث املختلفة وقت حدوثها‬
‫األمر الذي يعد تدعيما ملعيار الفورية ورجع الصدى كأحد أبعاد الثراء اليت تتمتع هبا صحافة املواطن‬
‫وهذا املعيار جنده متفاوت من شكل آلخر فيبلغ ذروته من خالل مواقع التواصل االجتماعي وغرف‬
‫الدردشة وجنده موجود بشكل حمدود يف بعض األشكال مثل املدونات واملواقع اإلخبارية التسامهية‬
‫والويكى باعتبارها وسائل غي تزامنية‪.‬‬

‫‪ .2‬التزامن‪:‬‬

‫و متثل غرفة الدردشة ‪ chat rooms‬منوذج لنمط االتصال التزامين حيث جيب أن يكون‬
‫مجيع املشاركني متصلني باالنرتنت يف نفس الوقت لتتم عملية االتصال وهي ميزة توفر فورية االتصال‬
‫حيث ميكن أن تستخدم يف خدمة األعمال التجارية مثل خدمة العمالء‪ ،‬أما املدونات واملواقع‬
‫‪64‬‬
‫التشاركية‪ ،‬قوائم الربيد االلكرتوين‪ ،‬واملنتديات فتمثل منط االتصال الالتزامين والذي يعين أن مجيع‬
‫املشاركني ليس من الضروري تواجدهم متصلني باالنرتنت يف نفس الوقت لتتم عملية االتصال‪ ،‬وهذا‬
‫يؤدي إىل املزيد من املسامهة املدروسة‪ ،‬ألن املشاركني لديهم الوقت الكايف لتنقيح ردودهم إىل جانب‬
‫إمكانية وإتاحة الرجوع للمواد املنشورة يف أي وقت‪.‬‬

‫‪ .3‬اللغة الطبيعية‪:‬‬

‫تأيت سهولة األسلوب ضمن أسباب متابعة أخبار صحافة املواطن اليت عادة ما يتم كتابة‬
‫أخبارها باللغة العامية وبأسلوب نقاشي‪.‬‬

‫‪ .4‬تعدد الرموز‪:‬‬

‫من خالل تعدد الوسائط املستخدمة صور‪ ،‬فيديو‪ ،‬صوت‪ ،‬مؤثرات‪ ،‬رسوم تعبيية‬
‫كاريكاتيية‪ ،‬حيث تتمتع صحافة املواطن مبستوى عايل من التنوع يف الصور والرسوم واملوضوعات‬
‫مقارنة بالوسائل اإلعالمية األخرى‪ ،‬وفد تعددت الرموز اليت استخدمتها صحافة املواطن بني النص‬
‫والصورة والفيديو والروابط الفائقة‪ ،‬ومتكن أمهيتها يف تسهيل نقل املعلومات بأشكال خمتلفة أو من‬
‫خالل نطاق واسع من التعبيات‪ ،‬ووفقا ملعيار (تعدد الرموز) كلما زادت قدرة الوسيلة على توصيل‬
‫رم وز متنوعة يف رسائلها وزاد حمتوى الوسائط املتعددة كلما زادت قدرهتا على أن تسهل فهم املتلقي‬
‫هلذه الرسائل وبالتايل توصف بأهنا وسيلة أكثر ثراء‪.‬‬

‫‪ .5‬التسجيل الخارجي‪:‬‬

‫ويعين توفي إمكانية أرشفة املعلومات والرسائل وتبادهلا من شخص آلخر وكذلك القدرة على‬
‫النسخ والطباعة واإلرسال عرب الربيد االلكرتوين كأحد أبعاد الثراء اإلعالمي متوفر بكافة أشكال‬
‫صحافة املواطن‪.‬‬

‫‪ .6‬التركيز الشخصي‪:‬‬

‫ويعين القدرة على تطويع الوسيلة حسب رؤى واحتياجات املتلقي اخلاصة‪ ،‬ومقدرهتا على‬
‫حتديد احلاجات األساسية اليت يريدها املستقبل من االتصال وحتقيق رغباته الشخصية ويتضح ذلك‬

‫‪65‬‬
‫من خالل مؤشرات فرعية تتوفر يف صحافة املواطن‪ ،‬مثل استخدام الروابط لتوفي املعلومات إىل فئات‬
‫خمتلفة من املستخدمني‪،‬كما ميكن إمدادهم هبا عن طريق القوائم الربيدية وكذلك استخدام أشكال‬
‫خمتلفة من رجع الصدى االتوماتيكي بني الكاتب واملستخدم وتزيد كلما توافر معلومات عن كاتب‬
‫اخلرب (هويته) وعرض اخلربات الشخصية له وهو ما ال يتوفر كثيا يف معظم أشكال صحافة املواطن‪.‬‬

‫‪ .7‬ذاكرة حاسوبية معالجة‪:‬‬

‫جند هذا املعيار متوفرا من خالل سهولة الرجوع إىل أي مادة خربية وهي مسة مصاحبة لشبكة‬
‫االنرتنت بشكل عام وصحافة املواطن بشكل خاص‪ ،‬وتظهر من خالل مؤشرات خمتلفة يف األنواع‬
‫املختلفة من صحافة املواطن فنراها تظهر بشكل بارز يف مواقع التواصل االجتماعي من خالل‬
‫خاصية التامب الين (‪ ،)time line‬على موقع الفايسبوك حيث يتم ترتيب األحداث واألخبار‬
‫املدونات تربز من خالل تصنيف التدوينات األقدم‬
‫بشكل زمين ميكن الرجوع إليه يف أي وقت‪ ،‬ويف ّ‬
‫وتعد‬
‫من حيث املوضوع وفق كلمات مفتاحية‪ ،‬ويف املواقع اإلخبارية التشاركية من خالل األرشيف ّ‬
‫من السمات االتصالية الثريّة‪.‬‬

‫‪ .8‬التوجه المتعدد‪:‬‬

‫ويعين قدرة الوسيلة على نقل الرسالة ألكثر من مستخدم بشكل متزامن‪ ،‬كما يعين متتع‬
‫الوس يلة بإمكانية استهداف عدة أشخاص‪ ،‬وهو ما يرتبط بإمكانات نقل املعلومات وكثافة وتنوع‬
‫اجلمهور‪ ،‬ويتوفر ذلك يف معظم أشكال صحافة املواطن بناءا على مؤشرات فرعية تعرب عن مزايا هذا‬
‫النوع اإلعالمي‪ ،‬مثل سرعة انتشار املعلومة ووصوهلا إىل أكرب شرحية ويف أوسع جمتمع حملي ودويل ويف‬
‫أسرع وقت‪ ،‬مما خيلق تآلف بني املستخدم والوسيلة ملا توفره من سرعة يف التحديث والتعديل‬
‫والتجديد للمحتوى اإلعالمي واملعلومايت‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫‪ .3‬نظرية الحتمية التكنولوجية‪:‬‬
‫تعد النظرية التكنولوجية لوسائل اإلعالم من النظريات احلديث اليت حتدث عن دور وسائل‬
‫اإلعالم وطبيعة تأثيها على خمتلف اجملتمعات‪ ،‬ويعترب "مارشال ماكلوهان " من مؤسسي هذه النظرية‬
‫وهو من أشهر املثقفني والباحثني يف النصف الثاين من القرن العشرين‪.‬‬
‫وبشكل عام ميكن القول أن هناك أسلوبان أو طريقتان للنظر إىل وسائل اإلعالم من حيث‪:1‬‬
‫‪- 7‬أهنا وسائل لنشر املعلومات والرتفيه والتعليم‪.‬‬
‫‪- 5‬أو أهنا جزء من سلسلة التطور التكنولوجي‪.‬‬
‫إذا نظرنا إليها على أهنا وسيلة لنشر املعلومات والرتفيه والتعليم‪ ،‬فنحن هنتم أكثر مبضموهنا‬
‫وطريقة استخدامها واهلدف من ذلك االستخدام وإذا نظرنا إليها كجزء من العملية التكنولوجية اليت‬
‫بدأت تغي وجه اجملتمع كله شأهنا يف ذلك شأن التطورات الفنية األخرى‪ ،‬فنحن هنتم حينئذ‬
‫بتأثياهتا‪ ،‬بصرف النظر عن مضموهنا‪.‬‬
‫يقول "مارشال ماكلوهان " أن مضمون وسائل اإلعالم ال يمكن النظر إليه مستقال عن‬
‫تكنولوجية الوسائل اإلعالمية نفسها‪ ،‬فالكيفية اليت تعرض هبا املؤسسة اإلعالمية املوضوعات‪،‬‬
‫واجلمهور الذي توجه له رسالتها‪ ،‬يؤثران على ما تقوله تلك الوسائل‪ ،‬ولكن طبيعة وسائل اإلعالم‬
‫اليت يتصل هبا اإلنسان تشكل اجملتمعات أكثر مما يشكلها مضمون االتصال‪.‬‬
‫تقوم نظرية احلتمية التكنولوجية على املقوالت األساسية التالية‪:2‬‬
‫‪ .7‬وسائل اإلعالم امتداد للحواس‪:‬‬
‫يقول "ماكلوهان" أن "وسائل اإلعالم اليت يستخدمها اجملتمع أو يضطر إىل استخدامها‪،‬‬
‫ستحدد طبيعة اجملتمع وكيف يعاجل مشاكله‪ ،‬وأي وسيلة جديدة هي امتداد لإلنسان‪ ،‬تشكل ظروفا‬
‫جديدة حميطة تسيطر على ما يفعله األفراد الذين يعيشون يف ظل هذه الظروف‪ ،‬وتؤثر على الطريقة‬

‫‪ 1‬نور الدين توايت‪ ،‬ماكلوهان مارشال‪ ...‬قراءة في نظرياته بين األمس و اليوم ‪ ،‬جملة العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬العدد العاشر‪ ،‬مارس ‪،5170‬‬
‫ص ‪.710‬‬
‫‪ 2‬هشام املكي‪ ،‬االتصال الجماهيري وسؤال القيم‪ :‬دراسة يف نظريات االتصال اجلماهيي املؤسسة‪ ،‬مركز مناء للبحوث والدراسات‪ ،‬ط‪ ،7‬بيوت‪،‬‬
‫لبنان‪ ،5172 ،‬ص ‪.752‬‬

‫‪67‬‬
‫اليت يفكرون ويعملون وفقا هلا" أي أن الوسيلة امتداد لإلنسان‪ ،‬فاملالبس واملساكن امتداد جلهازنا‬
‫العصيب املركزي‪ ،‬وكاميا التلفزيون متد أعيننا وامليكروفون ميد آذاننا‪ ،‬واآلالت احلاسبة توفر بعض أوجه‬
‫النشاط اليت كانت يف املاضي حتدث يف عقل اإلنسان فقط‪ ،‬فهي مساوية المتداد الوعي‪.1‬‬
‫وسائل اإلعالم اجلديدة – كامتداد حلواسنا ‪ -‬توفر زمنا وإمكانيات تشكل أيضا هتديدا يف‬
‫الوقت نفسه‪ ،‬ألنه يف الوقت الذي متتد فيه يد اإلنسان‪ ،‬وما ميكن أن يصل إليه حبواسه يف وجوده‪،‬‬
‫تستطيع تلك الوسائل أيضا أن جتعل يد اجملتمع تصل إليه لكي تستغله وتسيطر عليه‪ ،‬ولكي متنع‬
‫احتمال التهديد يؤكد "ماكلوهان" أمهية إحاطة الناس بأكرب قدر ممكن من املعلومات عن وسائل‬
‫اإلعالم ألنه "معرفة كيف تشكل التكنولوجيا البيئة احمليطة بنا‪ ،‬نستطيع أن نسيطر عليها ونتغلب‬
‫متاما على نفوذها أو قدرهتا احلتمية " ويف الواقع‪ ،‬بدال من احلديث عن احلتمية التكنولوجية‪ ،‬قد يكون‬
‫من األدق أن نقول أن املتلقي جيب أن يشعر بأنه خملوق له كيان مستقل‪ ،‬قادر على التغلب على‬
‫هذه احلتمية اليت تنشأ نتيجة لتجاهل الناس ملا حيدث حوهلم وأنه اعتبار التغي التكنولوجي حتميا ال‬
‫مفر منه‪ ،‬ذلك ألننا إذا فهمنا عناصر التغي ميكننا أن نسيطر عليه ونستخدمه يف أي وقت نريده‬
‫بدال من الوقوف يف وجهه‪.2‬‬
‫‪ .2‬الوسيلة هي الرسالة‪:‬‬
‫يرفض "ماكلوهان" نقاد وسائل اإلعالم الذين يدعون إىل أ ّن وسائل اإلعالم اجلديدة ليست‬
‫يف حد ذاهتا جيدة أو رديئة‪ ،‬لكن الطريقة اليت تستخدم هبا هذه الوسيلة أو الوسائل هي اليت ستحد‬
‫أو تزيد من فائدهتا‪ ،‬يقرتح "ماكلوهان" بدال من ذلك أنه علينا أن نفكر يف طبيعة وشكل وسائل‬
‫اإلعالم اجلديدة‪ ،‬فمضمون التلفزيون الضعيف ليس له عالقة بالتغييات احلقيقية اليت يسببها التلفزيون‬
‫كذلك قد يتضمن الكتاب مادة تافهة أو كالسيكية ولكن ليس هلا دخل بعملية قراءته‪ ،‬فالرسالة‬
‫األساسية يف التلفزيون هي التلفزيون نفسه (العملية نفسها)‪ .‬كما أن الرسالة األساسية يف الكتاب‬

‫‪ 1‬حسن عماد مكاوي‪ ،‬ليلى حسن السيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.052‬‬
‫‪ 2‬نور الدين توايت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.714‬‬

‫‪68‬‬
‫هي املطبوع فالرأي الذي يقول أن وسائل اإلعالم أدوات يستطيع اإلنسان أن يستخدمها يف اخلي أو‬
‫الشر‪ ،‬رأي تافه عند "ماكلوهان"‪.‬‬
‫فالتكنولوجيا احلديثة‪ ،‬أصبحت ظرفا جديدا حميطا مضمونه ظرفا أقدم وهذا الظرف اجلديد‬
‫يعدل جذريا األسلوب الذي يستخدم به الناس حواسهم اخلمس‪ ،‬والطريقة اليت يستجيبون هبا إىل‬
‫األشياء وال يهم إذا عرض التلفزيون عشرين ساعة يوميا أفالم تنطوي على عنف وقسوة‪ ،‬أو برامج‬
‫ثقافية راقية‪ ،‬فاملضمون غي مهم‪ ،‬ولكن التأثي العميق لتلفزيون هو الطريقة اليت يعدل مبقتضاها الناس‬
‫األساليب اليت يستخدمون هبا حواسهم وهذا ما يعرب عنها بقوله ملختصر الشهي "الوسيلة هي‬
‫الرسالة" ويعترب هذا من أهم اإلضافات اليت قدمها "مارشال ماكلوهان" إىل ما قاله "هارولد إينيس"‬
‫يف كتابه "حتيز االتصال" فقد حلل "ماكلوهان" الطريقة اليت يفرتض أن املطبوع يؤثر مبقتضاها وقال‬
‫أن املطبوع يفرض منطقا معينا على تنظيم التجربة البصرية ويتم إدراك الواقع بشكل سطري على‬
‫الصفحة بعد جتريدها من طبيعة احلياة الكلية‪ ،‬وبسبب هذا عدم التوازن يف العالقة بالظروف احمليطة‬
‫به‪ ،‬والكتابة والقراءة يفقدان الفرد القبلية ويأخذانه خارج الثقافة الشفهية الوثيقة إىل ظرف خاص‬
‫بعيد عن الواقع الذي يتناوله اتصاله‪.1‬‬
‫ويعين "ماكلوهان" أيضا بفكرة الوسيلة هي الرسالة‪ ،‬إن مضمون أي وسيلة هو دائما وسيلة‬
‫أخرى‪ ،‬فإذا نظرنا إىل الكتابة جند أن مضموهنا هو الكالم والكلمة املكتوبة هي مضمون املطبوع هو‬
‫مضمون التلغراف‪ ،‬ومضمون الكالم هو عملية التفكي اليت تعترب غي لفظية‪ ،‬فمضمون الظرف‬
‫اجلديد هو الظروف األقدم وحنن حناول دائما أن نفرض الشكل القدمي على املضمون اجلديد‪ ،‬وبدأ‬
‫اإلنسان يعترب املطبعة مصدرا لقيم مجيلة وروحية‪ ،‬وبدأ الناس باإلعجاب بالعصور السابقة بينما مل‬
‫يكن األفراد الذين عاشوا يف العصور اليت سبقت عصر اإلنتاج اآليل على وعي بعامل الطبعية كفن‪،‬‬
‫ولكن اجلديد حيول ما سبقه إىل شكل فين فحينما كانت الكتابة جديدة‪ ،‬حول "أفالطون" احلوار‬

‫‪ 1‬نور الدين توايت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.712 ،714‬‬

‫‪69‬‬
‫الشفهي القدمي إىل شكل فين‪ ،‬وحينما كانت الطباعة جديدة أصبحت العصور الوسطى شكال فنيا‬
‫وحول عصر الصناعة عرب النهضة إىل شكل فين‪.‬‬
‫على هذا النحو‪ ،‬يبدو أن مضمون وسائل االتصال‪ ،‬هو وحده ما ننتبه إليه ونالحظه‪،‬‬
‫فنسارع إىل فهم معاين الرسائل وشرحها‪ ،‬يف حني نغفل التغييات العميقة اليت حتدثها وسائل االتصال‬
‫يف حياتنا‪ ،‬ويف طريقة ادراكنا للعامل وطريقة تأويلنا له‪ ،‬وينبّها "ماكلوهان" إىل ذلك بقوله‪" :‬ال تمتد‬
‫آثار التكنولوجيا على مستوى األفكار والمفاهيم فقط‪ :‬إنّها العالقات التراتبية بين الحواس‬
‫وأنماط االدراك التي تتغيّر تدريجيا دون مواجهة أي مقاومة تذكر"‪.1‬‬
‫املهم أن أي رسالة أو أي وسيلة أو أي تكنولوجيا‪ ،‬هي تغيي للمدى أو املساحة أو الشكل‬
‫الذي تدخله يف الشؤون البشرية فلم تدخل السكة احلديدية احلركة أو املواصالت أو الطريق يف اجملتمع‬
‫البشري‪ ،‬لكنها عملت على توسيع نطاق تلك املهام البشرية السابقة خالقة أنواع جديدة من املدن‪،‬‬
‫وأنواع جديدة من العمل ووقت الفراغ ‪.‬‬
‫حدث ذلك يف أي مكان عملت فيه السكة احلديدية بشكل مستقل متاما عن احلمولة أو‬
‫املضمون الذي حتمل السكة احلديدية كوسيلة للمواصالت والطائرة أيضا من ناحية أخرى بإسراعها‬
‫باملواصالت متثيل إىل حل شكل السكة احلديدية يف املدينة والسياسة واالرتباط‪ ،‬مستقلة متام عن‬
‫استخدامات الطائرة املختلفة أو ما حتمله‪.‬‬
‫إذا أخذنا الضوء الكهربائي مثال جند أنه سواء أستخدم يف عملية جراحية يف املخ أو يف‬
‫إضاءة مباراة كرة السلة‪ ،‬فهذا ليس مهما‪ ،‬نستطيع أن نقول أن أوجه النشاط تلك هي بشكل ما‬
‫مضمون الضوء الكهربائي حيث أهنا ال ميكن أن تتواجد بدون ضوء كهربائي‪ ،‬هذه احلقيقة تصور‬
‫وجهة النظر اليت تسيطر على مدى االرتباط البشري وشكله وعلى العمل تشكيل االرتباط البشري‪،‬‬
‫ولكن املالحظ‪ ،‬مضمون أي وسيلة يلهينا عن طبيعة الوسيلة نفسها‪ ،‬والضوء ال يلفت انتباهنا‬
‫كوسيلة اتصال ألنه ليس له مضمون وهذا جيعله مثاال طيبا إلظهار الطريقة اليت يفشل الناس متاما يف‬

‫‪ 1‬هشام املكّي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.751‬‬

‫‪70‬‬
‫دراسة وسائل اإلعالم فإذا مل يستخدم الضوء الكهربائي فيعرض اسم سلعة فلن يالحظه أحد‬
‫كوسيلة‪.‬‬
‫ويف هذه احلالة فإن الضوء وليس املضمون الذي هو يف الواقع وسيلة أخرى وهو الذي مل تتم‬
‫مالحظته‪ .‬كنا قد حتدثنا عن األطفال الذين نشئوا عصر التلفزيون وذكرنا أهنم خيتلفون عن األطفال‬
‫الذي نشئوا يف عصر املطبوع‪ ،‬نالحظ حاليا أن نسبة كبية من األطفال يف اجملتمعات الغربية الذين‬
‫نشئوا يف عصر التلفزيون يرتكون املدارس يف سن مبكرة‪ ،‬والسبب ليس الظروف االقتصادية أو‬
‫الظروف االجتماعية السيئة‪ ،‬ولكن السبب هو أن طفل اليوم هو طفل التلفزيون‪ ،‬فالتلفزيون قدم‬
‫ظروفا جديدة لتكييف بصري منخفض وإشرتاك مرتفع‪ ،‬األمر الذي جعل قبول أسلوب التعليم القدمي‬
‫صعبا (قد تكون إحدى اإلسرتاتيجيات ملواجهة هذه املشكلة هي رفع املستوى البصري لصورة‬
‫التلفزيون لتمكن التلميذ من الوصول إىل مستوى يقرتب من العامل البصري القدمي حلجرة الدراسة‬
‫واملناهج املقررة‪ ،‬وهذا يستحق التجربة كحل مؤقت) ولكن التلفزيون عنصر واحد من عناصر اجلو‬
‫اإللكرتوين احمليط الذي يعتمد على شبكة أو دائرة إلكرتونية‪ ،‬جاءت مباشرة بعد العامل الذي اعتمد‬
‫على العجلة والصامولة واملسمار‪.1‬‬
‫لقد أصبح لزاما علينا أن نسهل انتقالنا من العامل البصري اجملزأ‪ ،‬أي عامل املطبوع حىت نصل‬
‫إىل أسلوب للتعليم نستخدم فيه كل وسيلة حديثة متوفرة يعيش شباب اليوم بعمق يف عامل خيايل أو‬
‫سحري بينما يواجه عندما يتعلم ظروفا منظمة على أساس املعلومات املصنفة أي املوضوعات غي‬
‫املتصلة اليت يتم إدراكها بصريا على أساس خطي ال توجد أمام الطالب وسيلة لالشرتاك وال يستطيع‬
‫أن يكتشف كيف تتصل املشاريع التعليمية بعامله اخليايل الذي يتحرك فيه والوسيلة هي الرسالة تعين‬
‫باإلضافة إىل ذلك أشياء أخرى‪ ،‬فقول "ماكلوهان" يشي أيضا إىل أن لكل وسيلة مجهورا من الناس‬
‫يفوق حبهم هلذه الوسيلة اهتمامهم مبضموهنا‪ ،‬مبعىن آخر‪ ،‬التلفزيون كوسيلة هو حمور االهتمام كبي‬

‫‪ 1‬نور الدين توايت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.712‬‬

‫‪71‬‬
‫فكما حيب الناس أن يقرؤوا من أجل االستمتاع مبمارسة جتربة املطبوع‪ ،‬وكما جيد الكثيون متعة يف‬
‫التحدث إىل أي شخص يف اهلاتف كذلك حيب البعض التلفزيون بسبب الشاشة اليت تتحرك عليها‬
‫الصورة والصوت عالوة على ذلك‪ ،‬الرسالة يف الوسيلة هي تأثي األشكال اليت تظهر هبا على‬
‫اجملتمع‪ ،‬الرسالة املطبوعة كانت كل جوانب الثقافة الغربية اليت أثر عليها املطبوع والرسالة يف وسيلة‬
‫السينما هي مرحلة االنتقال من الروابط السطرية إىل األشكال‪ ،‬كذلك يقرتح "ماكلوهان" أن بناء‬
‫الوسيلة ذاهتا مسؤول عن نواحي القصور فيها ومسؤول عن مقدرهتا على إيصال املضمون‪ ،‬فهناك‬
‫وسيلة أفضل من وسيلة أخرى يف إثارة جتربة معينة‪ ،‬فكرة القدم مثال هي يف التلفزيون أفضل من‬
‫مساعها يف الراديو أو يف عمود اجلريدة ويبدو أن لكل وسيلة ميكانيزم خاص هبا جيعل بعض‬
‫املوضوعات أفضل من موضوعات أخرى‪.‬‬
‫‪ .3‬وسائل االتصال الساخنة ووسائل االتصال الباردة‪:‬‬
‫يستعمل "ماكلوهان" مصطلحي "الساخن والبارد" ليصف جتربة استعمال وسائل االتصال‪،‬‬
‫فيميّز بني وسائل االتصال "الساخنة" ووسائل االتصال "الباردة"‪.1‬‬
‫لقد إبتكر "ماكلوهان" يف تعريفه لذلك امليكانيزم اصطالحات فئات "الساخن "و" البارد"‬
‫ليصف يف نفس الوقت بناء وسيلة االتصال أو التجربة اليت يتم نقلها ومدى تفاعلها‪ ،‬وما نطلق عليه‬
‫كلمة "بارد" يستخدم عادة يف وقتنا احلاضر لتعين اجلدال الذي ينغمس به الناس بشدة‪ .‬ومن ناحية‬
‫أخرى االجتاه البارد كان يعين احلياد الذي مييل إىل االبتعاد وعدم االهتمام‪ ،‬كلمة "ساخن" أصبحت‬
‫غي مستخدمة حينما طرأت تغيات عميقة على طريقة النظر لألمور‪ ،‬ولكن التعبي الدارج "بارد"‬
‫ينقل قدرا إىل جانب الفكرة القدمية "ساخن" فهو يشي إىل نوع من االلتزام واملسامهة يف ظروف‬
‫تتضمن قدرات الفرد كلها‪.2‬‬

‫‪ 1‬هشام املكي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.751‬‬


‫‪ 2‬نور ال ّدين توايت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.711‬‬

‫‪72‬‬
‫"ماكلوهان" ال يهاجم فقط السطرية ولكن أيضا الطبيعة التجريدية للغة املطبوعة اليت تعترب‬
‫من عناصر قوهتا‪ ،‬وبدال من املقدرة على التجريد يهتم باملقدرة على التخيل اليت تعترب حمور فكرته أو‬
‫مفهومه‪ ،‬الذي يقتبس دائما حينما يفرق بني الوسائل "الساخنة "و" الباردة "‪.‬‬
‫فالوسيلة "الساخنة" هي الوسيلة اليت ال حتافظ على التوازن يف استخدام احلواس أو الوسيلة‬
‫اليت تقدم املعىن مصنوعا جاهزا إىل حد ما‪ ،‬مما يقلل احتياج الفرد للخيال لكي يكون صورة للواقع‬
‫من العالقات اليت تقدم إليه‪ .‬أما الوسيلة "الباردة" فهي الوسيلة اليت حتتاج إىل أن حتافظ على التوازن‬
‫بني احلواس‪ ،‬وحتتاج لقدر كبي من اخليال‪ .‬فيعترب "ماكلوهان" املطبوع والراديو من الوسائل الساخنة‬
‫اليت تستخدم كل الفلم املنطوق والتلفزيون من الوسائل الباردة اليت حتتاج إىل أقصى درجة من اجلهد‬
‫اخليايل من طرف املتفرجني‪.‬‬
‫ويشرح أساس هذا التصنيف قائال‪" :‬أي وسيط ساخن سيسمح بمشاركة أقل مما يتيحه‬
‫وسيط بارد‪ ،‬مثلما تتيحه محاضرة من مشاركة أقل من الندوة‪ ،‬أو كتاب يتيح مشاركة أقل مقارنة‬
‫باجراء محادثة"‪.1‬‬

‫‪ 1‬هشام املكي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.751‬‬

‫‪73‬‬
‫‪ .4‬نظرية انتشار المبتكرات‪:‬‬
‫مبعدل أسرع بكثي من‬
‫تطورت ومنت ّ‬
‫يتفق معظم الباحثني على ان االنرتنت وشبكة الويب ّ‬
‫حددها و‪.‬جيمس ‪ 1‬جمموعة من األسباب لذلك ‪ ،‬هي‪ :‬أ ّن الويب‬
‫أي وسيلة إعالمية أخرى‪ ،‬وقد ّ‬
‫يقدم ميزة نسبية للمستخدمني وهي أهنم يستطيعون من خالله الظهور على أهنم على علم ودراية‪،‬‬ ‫ّ‬
‫للتعرض للمعلومات املنشورة عنهم بالطريقة اليت تناسبهم‪ ،‬باإلضافة إىل سهولة وعدم‬
‫كما يستطيعون ّ‬
‫تعقيد متصفحات الويب اليت يتم استخدامها يف الوصول إليه‪.‬‬
‫عدد السنوات اليت استغرقتها وسائل اإلعالم للوصول إىل ‪ 01‬مليون مستخدم‬

‫االنترنت‬ ‫‪5‬‬

‫الشبكات التلفزيونية‬ ‫‪6‬‬

‫تلفزيون الكابل‬ ‫‪7‬‬

‫الراديو‬ ‫‪22‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪2‬‬
‫تسرع‬
‫ّ‬ ‫أن‬ ‫ميكن‬ ‫الثنائي‬ ‫االتصال‬ ‫م‬ ‫تقد‬
‫ّ‬ ‫اليت‬ ‫تلك‬ ‫أو‬ ‫التفاعلية‬ ‫ات‬
‫ر‬ ‫املبتك‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫أ‬ ‫إىل‬ ‫وانتهى روجرز‬
‫ألهنا تصل إىل كتلة كبية من املستخدمني بسرعة أكرب‪ .‬وانتهت دراسة أخرى حول‬ ‫من عملية التبين ّ‬
‫األخبار االلكرتونية يف صحيفة اقليمية إىل أ ّن استخدام الوسيلة اجلديدة كان مرتبطا بقادة الرأي‪،‬‬
‫واحلوافز الداخلية للمستخدمني‪ ،‬واملنافع اخلارجية‪ ،‬وليست مبعرفة استخدام الكمبيوتر واعتباره مبتكرا‬
‫جديدا‪.3‬‬
‫ويشي جاباي‪ 4‬إىل أ ّن األمر استغرق ‪ 40‬عاما لكي يصل عدد مستخدمي التليفون إىل ‪21‬‬
‫مليون مستخدم و‪ 01‬عام بالنسبة للراديو و‪ 70‬عاما بالنسبة للتلفزيون‪ ،‬بينما حققت االنرتنت هذا‬

‫‪1 E.L. James, Interactivity Reexamined: A Baseline Analysis of Early Business Web‬‬
‫‪Sites, Journal of Broadcasting & Electronic Media, 1998, p : 457-474.‬‬
‫‪2 rogers em, diffusion of innovations, 4th ed, new york free press, 1995.‬‬
‫‪ 3‬حسين حممد نصر‪ ،‬نظريّات االعالم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.051‬‬
‫& ‪4 Gabay. j. jonathan, Successful Web Marketing in a Week . London : Hodder‬‬
‫‪stoughton, 2000.‬‬

‫‪74‬‬
‫وتفوقت شبكات التواصل االجتماعي على االنرتنت‬ ‫العدد من املستخدمني يف ‪ 4‬سنوات فقط‪ّ ،‬‬
‫وحققت شبكة الفايسبوك هذا العدد من املستخدمني يف ستة أشهر فقط‪ ،‬وقد اعتمدت التقديرات‬
‫يف هذا الشأن على اعتبار ‪ 7111‬هو عام األساس بالنسبة للتليفون وهو العام الذي مت فيه ّأول ربط‬
‫تليفوين عرب سنرتال مركزي بني ‪ 57‬مشرتك يف مدينة نيوهيفن بوالية كونكتكت وعام ‪ 7951‬بالنسبة‬
‫للراديو‪ ،‬وهو العام الذي بدأت فيه العمل ّأول حمطة جتارية يف الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬وعام‬
‫‪ 7942‬بالنسبة للتلفزيون‪ ،‬وهو العام الذي بدأت فيه املصانع يف انتاج أجهزة استقبال البث‬
‫التلفزيوين‪ .‬أما بالنسبة لالنرتنت فان عام األساس هو عام ‪ 7919‬باعتباره العام الذي بدأ فيه ّأول‬
‫مزود جتاري لالنرتنت بالعمل يف الواليات املتحدة‪ .‬وقبل هذا التاريخ كان غالبية مستخدمي االنرتنت‬
‫ّ‬
‫من األكادمييني‪.‬‬
‫وميكن ادراك الفارق الكبي يف معدالت تبين االنرتنت كوسيلة لإلعالم من مراجعة اجلدول‬
‫يوضح أن عدد املتبنني يف ديسمرب ‪ 7992‬كان حنو ‪ 72‬مليون مستخدم ميثلون ‪% 1.4‬‬ ‫التايل الذي ّ‬
‫من سكان العامل‪ ،‬فيما وصل هذا العدد يف مارس ‪ 5174‬إىل ‪ 5.901‬مليونا ميثلون ‪% 41.1‬‬
‫من سكان العامل‪.1‬‬

‫‪ 1‬حسين حممد نصر‪ ،‬نظريّات االعالم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.051‬‬

‫‪75‬‬
‫املصدر ‪ :‬حسين حممد نصر‪ ،‬نظريّات اإلعالم‪ ،‬ص ‪.059‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ .5‬نظرية المجال العام‪:‬‬
‫ولدت فكرة اجملال العام يف قلب احلداثة السياسية وصاغها ووضع أسسها النظريّة الفيلسوف‬
‫التحول البنيوي للمجال العام" عام ‪.17925‬‬
‫األملاين "هاربرماس" يف كتابه " ّ‬
‫وتقوم نظرية "اجملال العام" على وصف وشرح عملية تشكيل الرأي العام واملؤشرات‬
‫االجتماعية والثقافية اليت تساعد على تطوير الرأي العام‪ .‬ويتوسط النظرية جماالت السلطة العامة‬
‫واحلكومة واجملال اخلاص الذي قد يركز على الشئون اخلاصة باألسرة واألفراد‪ .‬وقد نشأ اجملال العام يف‬
‫اجملتمعات البورجوازية األوروبية يف القرن الثامن عشر‪ ،‬وكانت املناقشات تدور من خالله حول‬
‫السياسات احلكومية‪ ،‬ويف إطاره تبلورت اجتاهات الرأي العام‪.2‬‬

‫وعرف "هاربرماس" املناخ أو اجملال العام بأنه جمتمع افرتاضي أو خيايل ليس من الضروري‬
‫التواجد يف مكان معروف أو مميز‪ ،‬فهو يتكون‪ ،‬يف األساس‪ ،‬من جمموعة أفراد هلم مسات مشرتكة‬
‫جيتمعون بعضهم ببعض كجمهور‪ ،‬ليقوموا بوضع وحتديد احتياجات اجملتمع من الدولة‪ .‬ويعترب اجملال‬
‫العام مصدرا لتكوين الرأي العام وهو يتطلب شرعية السلطة لتفعيل أية دميقراطية‪ ،‬فهو يربز اآلراء‬
‫واالجتاهات من خالل السلوكيات واحلوار‪.3‬‬

‫وتقوم نظرية اجملال العام يف بنيتها اجلديدة على حماولة فهم حدود الدور الذي تقوم به وسائل‬
‫اإلعالم اجلديدة يف إتاحة النقاش العام وتسهيل بلورة توافقات تعرب عن الرأي العام النشط‪ ،‬حبيث‬
‫تكون إطارا نظريا متكامال ميكنه توضيح حدود الدور الذي تقوم به وسائل اإلعالم اجلديدة ممثلة يف‬
‫املدونات واملنتديات وجمموعات النقاش يف إدارة وتوجيه النقاش السياسي واالجتماعي يف اجملتمع من‬
‫أجل تعزيز املشاركة العامة وترشيد مدخالت صناعة القرار وصوال إىل دعم كفاءة الفعل الدميقراطي‬
‫يف اجملتمعات عرب بلورة رأي عام حيظى بأولويات ال اختالف عيها ومتنح الشرعية للعمليات السياسية‬
‫املختلفة‪ .‬ويعتمد جناح اجملال العام‪ ،‬وفقا ملا حدده هيربماس على‪ :‬مدى الوصول واالنتشار‪ ،‬درجة‬

‫‪ 1‬هنا السيد عبد املعطي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.747 :‬‬


‫‪ 2‬شريف درويش اللبان‪ ،‬االعالم البديل ‪ ..‬صوت الناس‪http://www.acrseg.org/2377 ،‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Habermas Jurgen. "L'espace public", 30 ans après. In: Quaderni. N. 18, Automne 1992. Les‬‬
‫‪espaces publics. pp. 161- 191 http://www.unige.ch/sciences-‬‬
‫‪societe/socio/files/8814/0533/6061/Habermas_1992.pdf‬‬

‫‪77‬‬
‫احلكم الذايت حيث جيب أن يكون املواطنون أحرارا ويتخلصون من السيطرة واهليمنة واإلجبار‪ ،‬فكل‬
‫فرد يشارك اآلخرين على قدم املساواة‪ ،‬أن يكون دور القانون واضحا وفعاال‪ ،‬الفهم والثقة والوضوح‬
‫يف املضمون اإلعالمي‪ ،‬وجود سياق جمتمعي مالئم‪.1‬‬

‫ويرى "هاربرماس" أن اجملال العام يتشكل ويتكون من خالل إتاحة ساحات ومنتديات‬
‫للنقاش يف القضايا السياسية تعين وتعمل على إعادة تنظيم وبلورة اآلراء املعروضة بشأن القضايا‬
‫وترشيحها وفق جدارهتا‪ ،‬ووفق ما حتظى به من اهتمام عام من قبل املشاركني يف النقاش‪ .‬ويقسم‬
‫"هاربرماس" النظام اجملتمعي إىل ثالثة أنظمة فرعية‪ :‬النظام السياسي‪ ،‬أنظمة وظيفية كالتعليم والصحة‬
‫واخلدمات‪ ،‬واجملتمع املدين‪ .‬ويعمل اجملال العام على ربط حالة التفاعل بني هذه األنظمة‪ ،‬وهذا اجملال‬
‫العام الذي يتمتع باالستقاللية يكون قادرا على إدارة النقاش وترشيح اآلراء املقدمة وتنقيتها وبلورهتا‬
‫لتكون يف النهاية ليست جمرد آراء مطروحة‪ ،‬بل آراء هلا أولوية وتقدير وتعرب عن حالة النقاش العام‬
‫اليت دارت من خالله‪ .‬وأشار هابرماس إىل أن جناح اجملال العام يعتمد على‪:2‬‬

‫‪ .7‬مدى الوصول واإلنتشار ‪.‬‬


‫‪ .5‬درجة احلكم الذايت (املواطنون جيب أن يكونوا أحرارا‪ ،‬يتخلصون من السيطرة واهليمنة‬
‫واإلجبار )‪.‬‬
‫‪ .0‬رفض اإلسرتاتيجية (كل فرد يشارك على قدم ومساواة )‪.‬‬
‫‪ .4‬الفهم والثقة والوضوح يف املضمون اإلعالمي ‪.‬‬
‫‪ .2‬وجود سياق اجتماعي مالئم ‪.‬‬
‫وقد سامهت الثورة االتصالية الكربى والتكنولوجيا اجلديدة لوسائل اإلعالم اإللكرتونية وعلى‬
‫أهم مظاهره صحافة‬
‫رأسها اإلنرتنت يف ظهور جمال عام اجتماعي جديد خيضع ملثالية "هابرماس" و ّ‬
‫املواطن‪.‬‬

‫‪ 1‬شريف درويش اللبان‪ ،‬االعالم البديل ‪ ..‬صوت الناس‪http://www.acrseg.org/2377 ،‬‬


‫‪ 2‬محزة هواري‪ ،‬مواقع التواصل االجتماعي وإشكالية الفضاء العمومي‪ ،‬جملة العلوم االجتماعية واالنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،51‬سبتمرب ‪ ،5172‬ص ‪.551‬‬
‫الدراسة متوفّرة على الرابط ‪https://dspace.univ-ouargla.dz/jspui/bitstream/123456789/9354/1/S2018.pdf‬‬

‫‪78‬‬
‫دوامة الصمت وتطبيقاتها في صحافة المواطن‬
‫‪ .II‬نظريّة ّ‬
‫ما يالحظ يف تاريخ نظريات اإلعالم حلد اآلن‪ ،‬أن اهتماماهتا تتحول بشكل مستمر‪ ،‬فكانت‬
‫يف البداية تتناول تأثي وسائل اإلعالم على اجلمهور‪ ،‬مبعىن "ماذا تفعله وسائل اإلعالم باألفراد‬
‫حتولت إىل "ما يفعله األفراد بوسائل اإلعالم"‪ ،‬مبعىن دراسة أمناط وأشكال وأهداف‬ ‫املتلقني"‪ .‬مثّ ّ‬
‫استخدامات وسائل اإلعالم‪ .‬وما ميكن مالحظته يف هذا النوع األخي من البحوث‪ ،‬أهنا تدرس ما‬
‫يفعله الفرد بوسائل اإلعالم بصفته "مستقبال" أو "مستهلكا" للمضامني وليس "منتجا" و"مرسال"‬
‫عىن مبا يفعله الفرد بوسائل اإلعالم عرب "اختياراته ملضمون هذه الوسائل" وطبيعة احملتوى‬
‫هلا‪ .‬وكانت ت ى‬
‫الذي يستهلكه‪ .‬وهذا ما ينبغي أن ننتبه له يف هذا اجملال‪ ،‬إذ ينبغي أن تتحول البحوث حاليا حنو‬
‫دراسة "ما يفعله األفراد بوسائل اإلعالم كمنتجني ومرسلني للمضامني"‪ .‬وينبغي أن ينصب االهتمام‬
‫اآلن على ما يفعله اجلمهور مبضمون وسائل اإلعالم اجلديدة‪ ،‬وكيف يوظف هذه الوسائل‬
‫والتطبيقات إلنتاج هذا املضمون وتقدميه لغيه من أفراد اجلمهور‪ ،‬الذين ميكن أن يكونوا صحفيني‬
‫مواطنني مثله‪ ،‬أو صحفيني حمرتفني‪ ،‬أو مواطنني مستهلكني فقط‪.‬‬

‫فإذا كان "ماك لوهان" يرى أن الوسيلة أهم من احملتوى‪ ،‬باعتبار أن أي حتول يف الوسيلة يعد‬
‫هاما أكثر من أي تغيي يف احملتوى‪ ،‬فإن التوجه احلايل يويل أمهية أكثر للمضمون اإلعالمي ومصدره‬
‫وتأثيه‪ ،‬ألن الوسائل احلالية أصبحت كلها مندجمة‪ ،‬كما أن املضامني املنجزة يتم نشرها عرب عدة‬
‫وسائل‪ ،‬مما جيعل املضمون أكثر أمهية بغض النظر عن الوسيلة اليت مت إرساله أو بثه أو إنتاجه هبا‪.‬‬
‫وكما يقول الباحثان ‪ Bowman‬و ‪" Willis‬ما يفعله اجلمهور باملضمون أكثر أمهية من كيفية‬
‫تأثي هذا املضمون يف مجهور املستعملني‪ ،‬الذين يطمحون لالكتشاف واملعرفة بشكل فعال ونشط‪،‬‬
‫أكثر من جمرد تلقي املعلومات بشكل سليب خامل‪."1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Shayne Bowman, Chris Willis : We media, How audiences are shaping the future of‬‬
‫‪news and information, USA :The Media Center at The American Press Institute, 2003, p54.‬‬
‫نقال عن ابراهيم بعزيز‪ :‬مشاركة اجلمهور يف انتاج حمتوى وسائل االعالم وظهور صحافة املواطن‪ ،‬أطروحة دكتوراه عن جامعة اجلزائر‪ ،5174 ،0‬ص‪:‬‬
‫‪472‬‬

‫‪79‬‬
‫ويقول كذلك الكاتب "‪ " : "1Lionel bellencer‬بعد أن كانت الوسيلة عامل التأثي‬
‫االجتماعي‪ ،‬يف املستقبل ستعود األمهية لتأثيات حمتويات الرسائل اإلعالمية"‪ .‬ولذلك فإن ما يهم‬
‫حاليا ليس فقط الوسيلة‪ ،‬وإمنا أيضا احملتويات واملضامني‪ ،‬خاصة يف ظل فقدان الثقة واملصداقية يف‬
‫وسائل اإلعالم التقليدية من جهة‪ ،‬وثراء حمتويات وسائل اإلعالم اجلديدة من جهة أخرى‪ .‬فتقنيات‬
‫وتكنولوجيات االتصال الكثية واملتعددة جعلت هذه احملتويات تنتج بسهولة وتبث عرب خمتلف‬
‫الوسائط اإلعالمية‪ .‬ونفس النتيجة يذهب إليها الكاتب عبد اهلل الغذامي حني يقول‪" :‬الوسيلة‬
‫تكسب قيمة إضافية فال تكون هي الرسالة‪-‬كما هو القول الشائع اآلن بالقول بأن الوسيلة هي‬
‫الرسالة‪ -‬بل رمبا جتاوزت ذلك لتكون هي الرسالة واملرسل أيضا‪ .‬ومن هنا سيجري اختزال النموذج‬
‫االتصايل بدمج ثالثة عناصر منه يف عنصر واحد‪ ،‬وإذا كنا نستطيع من قبل التفريق بني املرسل‬
‫والرسالة ووسيلة االتصال‪ ،‬فإننا اليوم جند تداخال كبيا بني هذه العناصر‪."2‬‬

‫الصمت" (ألليزابيث نيومان ‪)1774‬‬


‫دوامة ّ‬
‫نظرية " ّ‬
‫تعد هذه النظريّة من أكثر نظريات االعالم عالقة بتكوين الرأي العام يف اجملتمع‪ ،‬هذه النظريّة‬
‫ّ‬
‫‪3‬‬
‫حتصلت نيومان على الدكتوراه من الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫طورهتا الباحثة األملانية ‪ ،‬اليزابيث نويل نيومان‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫وقد بنت رؤيتها ونظرياهتا على دراسات متعمقة يف الفلسفة والتاريخ والصحافة‪ .‬وخالل دراستها يف‬
‫الواليات املتحدة يف األربعينيات من القرن العشرين كونت تصورا عن قوة النفوذ اليهودي يف وسائل‬
‫اإلعالم األمريكية‪ ،‬وعندما عادت اشتغلت بالصحافة األملانية وكتبت مقاال تارخييا يشي إىل أن اليهود‬
‫يف أمريكا هم الذين يقودون الرأي العام‪ ،‬فهم ميلكون الصحف‪ ،‬ويكتبون يف الصحافة‪ ،‬ولديهم تأثي‬
‫على صناعة اإلعالن‪ ،‬فيمكن أن حيجبونه عن صحف ويعطونه لصحف أخرى‪ ..‬ولرمبا كانت هذه‬
‫األفكار هي بداية تفكيها يف نظريتها عن دوامة الصمت‪ ،‬اليت أطلقتها يف السبعينيات‪ ،‬والقت‬
‫اهتمام أكادمييا واسعا واىل اليوم ويف كل أحناء العامل‪ .‬ولكن عملها يف صحف نازية يف عهد هتلر‬
‫سبب هلا مشكالت عندما كانت أستاذة زائرة يف جامعة شيكاجو بالواليات املتحدة يف مطلع‬
‫‪1‬‬
‫‪Lionel bellencer, du bon usage des medias, vers une nécessaire remise en cause, France‬‬
‫نقال عن ابراهيم بعزيز‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪: ed.strategies, 2000, p115 . 472‬‬
‫‪ 2‬عبد اهلل الغذامي‪ ،‬الثقافة التلفزيونية‪ :‬سقوط النخبة وبروز الشعبي‪ ،‬ط‪ ،5‬الدار البيضاء‪ :‬املركز الثقايف العريب‪ ،5112 ،‬ص ص ‪ .52-52‬نقال‬
‫عن نفس املرجع ص ‪.472‬‬
‫‪ 3‬حممد بن سعود البشر‪ ،‬الرأي العام‪ ،‬األسس‪..‬ومقاربات الواقع‪ ،‬ط‪ ،7‬العبيكان للنشر‪ ،‬الرياض‪ ،5174 ،‬ص ‪.47‬‬

‫‪80‬‬
‫التسعينيات‪ ،‬حيث نشرت عنها مقاالت يف صحف مبا فيها نيويورك تاميز عن كوهنا معادية للسامية‪.‬‬
‫ولكنها وجدت من رد عنها يف الصحافة األمريكية‪ ،‬حيث إن نشرها لرسالة الدكتوراه اليت حصلت‬
‫عليها من جامعة ميزوري األمريكية عن الرأي العام‪ ،‬وجد نقدا من وزير الدعاية األملاين جوبلز‪ ،‬الذي‬
‫كان ينظر إليها على أهنا تريد تلميع نفسها لتصل إىل وزارة الدعاية‪ ..‬وهذا يعكس أهنا مل تكون‬
‫متصافية بالكامل مع اجلهاز الدعائي النازي‪.‬‬

‫أسست نيومان مع زوجها مركز استطالعات الرأي العام‪ ،‬وهو من أفضل مراكز الرأي العام يف‬
‫أملانيا‪ ،‬كما اكتسب مصداقية كبية‪ .‬وال شك أن دوامة الصمت هي من النظريات املهمة اليت حتتاج‬
‫إىل وقفة متأنية ملعرفة الرأي العام يف أي جمتمع من اجملتمعات‪ ،‬فهي تشي إىل ما أن ما نراه من‬
‫استطالعات الرأي العام يف أي وقت من األوقات قد ال يعكس توجهات الرأي العام احلقيقي‪ ،‬فقد‬
‫يعتقد الناس أن الرأي العام هو يف اجتاه معني‪ ،‬وهذا ما جيعلهم يعربون عن هذا االجتاه‪ ،‬وليس‬
‫بالضرورة عن اجتاهاهتم احلقيقية‪ .‬وخوف الناس من الشعور بالعزلة االجتماعية جيعلهم يعربون عن آراء‬
‫تتداوهلا وسائل اإلعالم على أهنا هي الرأي العام السائد يف اجملتمع‪.1‬‬

‫دوامة الصمت‪:‬‬
‫‪ .1‬جذور نظرية ّ‬
‫تعود جذور هذه النظرية إىل عام ‪ 7914‬عندما ق ّدمت نيومان الفرضية االساسية هلا‪ ،‬ورغم‬
‫دوامة الصمت هي نظرية يف الرأي العام فإنه ميكن اختبار فرضياهتا يف االطار االعالمي من‬ ‫ان نظرية ّ‬
‫خالل حتليل مواد الرأي يف االعالم مبا فيها أبواب بريد القراء بوصفها أداة من أدوات التعبي عن الرأي‬
‫العام القائم يف فرتة حمددة واجتاه قضايا أو احداث معيّنة‪.2‬‬

‫لقد أثبتت نيومان يف دراساهتا التطبيقية هلذه النظرية‪ ،‬أن تغيي الرأي العام من اصعب األمور‪،‬‬
‫لتمسك الناس بالرأي العام على أنه الرأي السائد يف اجملتمع‪ .‬ويف حقيقة األمر أن الرأي الشخصي قد‬
‫خيتلف عن الرأي العام‪ ،‬ولكن الناس يعربون عن آرائهم يف استطالعات الرأي العام عن آراء اآلخرين‬

‫‪1 Cees J. Hamelink,Olga Linné, Mass Communication Research: On Problems and‬‬


‫‪Policies : the Art of Asking the Right Questions, Greenwood Publishing Group, USA,‬‬
‫‪1994, p98.‬‬
‫‪ 2‬حسين حممد نصر‪ ،‬نظريّات االعالم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.544-540‬‬

‫‪81‬‬
‫اكثر من التعبي عن اآلراء الشخصية‪ .‬ولو مجعنا اآلراء الشخصية يف اجملتمع لكانت متثل رأيا آخر‬
‫خمتلفا عن الرأي السائد‪ .‬وهكذا يقل عدد األشخاص الذين جياهرون برأي خمتلف عن رأي اجلماعة‪،‬‬
‫أو عن الرأي العام يف اجملتمع‪.1‬‬

‫ترى نيومان أن الرغبة يف احلديث حول القضايا تتأثر بشكل كبي بادراك مناخ الرأي‪ ،‬فإذا‬
‫القوة الدافعة هلذا‬
‫كان مناخ الرأي يسي عكس رأي الشخص‪ ،‬فإ ّن هذا الشخص يبقى صامتا و ّ‬
‫الصمت تتمثل يف اخلوف من العزلة‪ .‬وقد تساءل السورسا‪ 2‬عما إذا كان اخلوف من املناخ العدائي‬
‫وتضمنت‬
‫ّ‬ ‫القوة يف الواقع أم ال‪ ،‬ولذلك فقد أجريت دراسة لإلجابة عن هذا السؤال‬
‫للرأي له هذه ّ‬
‫الدراسة مسحا اخترب فيه ما إذا كان التعبي عن الرأي يف القضايا السياسية يتأثر فقط بإداك الشخص‬
‫ملناخ الرأي كما تقول نيومان أم يتأثر مبتغيات أخرى أيضا وقد مشلت هذه املتغيات العمر والتعليم‬
‫والدخل واالهتمام بالشؤون السياسية ومستوى الكفاءة الذاتية‪ ،‬واالرتباط الشخصي بالقضية‬
‫واستخدام وسائل االعالم االخبارية‪ ،‬ومدى اميان الشخص بصحة موقفه‪ ،‬وقد أظهرت نتائج تحليل‬
‫االنحدار أن االفصاح عن الرأي يتأثر بكل المتغيرات الديمغرافية (العمر‪ ،‬التعليم‪ ،‬الدخل)‬
‫متغيي االرتباط الشخصي بالقضية واستخدام وسائل االعالم‬ ‫وباملتغيات األخرى السابقة‪ ،‬فيما عدا ّ‬
‫توضح أن الناس ليسوا سلبيني متاما يف مواجهة الرأي العام كما‬
‫االخبارية‪ .‬ويقول السورسا أن نتائجه ّ‬
‫دوامة الصمت‪.‬‬ ‫تقول نظرية نيومان‪ ،‬وأن هناك أحواال ميكن يف ظلّها مقاومة ّ‬

‫& ‪1 Wolfgang Donsbach, The Concise Encyclopedia of Communication, 1ed, John Wiley‬‬
‫‪Sons. Inc, USA, 2015, p594.‬‬
‫‪2 Lasorsa, D, L, Political Outspokenness: Factors Working Against the Spiral of Silence‬‬
‫‪Journalism and Mass Communication Quarterly, 1991, p13-140‬‬
‫‪http://search.proquest.com/openview/1a897d88750f60d6c78068629f770665/1?pq-‬‬
‫‪origsite=gscholar&cbl=1818414‬‬

‫‪82‬‬
‫دوامة الصمت‪:‬‬
‫وسائل االعالم ونظرية ّ‬
‫تؤّكد نيومان أن وسائل االعالم تلعب دورا مهما عندما حياول الناس أن حيددوا رأي األغلبية‬
‫وقد حاول رمير وهاورد‪ 1‬ان خيتربا الفرضية الرئيسية لدوامة الصمت اليت تقول ان وسائل االعالم‬
‫تستخدم لتقييم الرأي االغلبية وقاما بإجراء مسح يتناول اجتاهات الرأي العام حنو االفراط يف‬
‫استخدام الكلور واهليدروكربون السام وهي نفايات سامة يعتقد اهنا تسبب مرض السرطان‪ ،‬وقاما‬
‫الباحثان بقياس استخدام أفراد العينة ألنواع عديدة من وسائل اإلعالم كذلك قياس كيف كان إدراك‬
‫املفردات لرأي األغلبية فيما يتعلق باملوضوع (كانت األغلبية حتمل الرأي القائل بان على السلطات‬
‫ان تنتظر حىت اجراء مزيد من االختبارات قبل ان تتخذ قرارا يف هذا األمر) و قد وجد الباحثان انه ال‬
‫توجد عالقة بني استخدام وسائل االعالم و بني القدرة على تقدير موقف االغلبية بشكل دقيق فيما‬
‫يتعلق بالقضية و على هذا فان النتائج ال تدعم فكرة ان وسائل االعالم تلعب دورا رئيسيا يف دوامة‬
‫‪2‬‬
‫الصمت‬

‫وقد درس سالوين ولني وماتيا رغبة املواطنني يف ثالثة جمتمعات للتعبي عن ارائهم حول قضية‬
‫استخدام اللغة االجنليزية الرمسية وقد وجد الباحثون ان التوجه العام حنو الرغبة يف التحدث علنا‬
‫ترتبط بادراك الرأي القومي وإدراك تغطية وسائل االعالم القومية اكثر من ادراك الرأي احمللي او تغطية‬
‫وسائل االعالم احمللية للقضية و تعطي هذه النتائج اشكال خمتلطة من الدعم لنظرية دوامة الصمت‪.‬‬
‫يف االعوام االخية ثار جدل متزايد حول عمل اليزابيت نويللي نيومان كصحفية يف املانيا النازيان‬
‫خالل االربعينيات واشار بعض املؤلفني ان كتاباهتا كانت مناهضة للسامية ومؤيدة حلكم هتلر و اكد‬
‫سيمبسون ان نظرية نيومان حول دوامة الصمت تأثرت بفكرها اثناء احلقبة النازية وعلى سبيل‬
‫املثال فانه يرى يف عملها النظرى االخي (عدم ثقة مستمرة يف التنوع العرقي والثقايف ويف جمتمع متعدد‬
‫االعراق عامة)‪ .‬وقد دافع باحثون اخرون عن نيومان مؤكدين ان نظرية دوامة الصمت جيب ان يتم‬
‫تقييمها وفق املبادئ العلمية وليس من خالل فحص خلفية مؤلفتها‪ .‬والواقع ان هذه النظرية تؤكد‬

‫‪1‬‬
‫‪Rimmer, T, Howard, M, Pluralistic ignorance and the spiral of silence: A test of the‬‬
‫‪role of the mass media in the spiral of silence hypothesis, Mass Comm Review, 17: 47-‬‬
‫‪56, 1990.‬‬
‫‪ 2‬حسين حممد نصر‪ ،‬نظريّات االعالم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.542‬‬

‫‪83‬‬
‫ضرورة عدم الثقة الكاملة يف صحة الرأى العام وذلك الن كثي من الناس العتبارات نفسية واجتماعية‬
‫مييلون اىل التوافق مع الرأي السائد حىت بدون اقتناع لتحاشى الرفض واالنعزال عن االغلبية ويشي‬
‫كاتز اىل انه عندما يدرك بعض االفراد أو اجلماعات اهنم خمتلفون وغي مسايرين لرأي االغلبية فإهنم‬
‫إما يغيون اراءهم لتتسق مع رأي وسائل االعالم او يؤثرون الصمت جتنبا للضغوط االجتماعية‪.1‬‬

‫‪ .2‬فكرة نظريّة دوامة الصمت‪:‬‬

‫دوامة الصمت ويف القضايا‬ ‫يف نظرية نيومان يتشكل الرأي العام من خالل عملية تسمى ّ‬
‫اخلالفية يش ّكل الناس انطباعاهتم عن توزيع الرأي العام وحياولون أن حيددوا ما ان كانوا من األغلبية‬
‫وبالتايل حياولون حتديد ما اذا كان الرأي العام يتغي أم ال‪ ،‬لكي يتوافق معهم وإذا اعتقد الناس أن‬
‫تغي يف االجتاه املعاكس الجتاههم‪ ،‬فإهنم يتجهون اىل التزام الصمت يف املوضوع‪ ،‬وكلما‬
‫الرأي العام ّ‬
‫ازداد الصمت كلما شعر اآلخرون ان وجهة النظر المعارضة ال يُعبَّر عنها وبالتالي يستمر‬
‫الصمت‪.2‬‬

‫واعتمادا على البحوث التجريبية اليت قامت هبا أثناء عملها على هذه النظرية‪ ،‬رصدت نيومان‬
‫ثالثة متغيات أساسية تساهم وتزيد من قوة تأثي وسائل اإلعالم وهي‪:‬‬

‫‪ .7‬التأثي الكمي من خالل التكرار‪ :‬حيث تقوم وسائل اإلعالم بتقدمي رسائل إعالمية متشاهبة‬
‫ومتكررة حول قضية ما أو موضوع ما أو شخصية حمددة حبيث يؤدي هذا العرض الرتاكمي إىل‬
‫التأثي على املتلقي على املدى البعيد‪ ،‬دون إرادة منه‪ ،‬ومهما كانت قوة حصانة املتلقي ضد‬
‫الرسالة اإلعالمية‪.‬‬
‫‪ .5‬التسيي الالإرادي للمتلقي والتأثي الشامل عليه‪ :‬ومعناه إن وسائل اإلعالم تسيطر على اإلنسان‬
‫وحتاصره يف كل مكان‪ :‬يف الشارع‪ ،‬مكان العمل‪ ،‬البيت‪ ،‬وهتيمن على بيئة املعلومات املتاحة له‪،‬‬
‫وعلى مصادر املعلومات‪ ،‬مما ينتج عنه تأثيات شاملة على الفرد يصعب عليه اخلالص منها‪،‬‬
‫حبيث تشكل دون إرادة منه‪ ،‬كل نظرته ورأيه للعامل واألشياء‪.‬‬

‫‪ 1‬حسين حممد نصر‪ ،‬نظريّات االعالم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.541-542‬‬
‫‪ 2‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.544‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ .0‬التجانس واهليمنة اإلعالمية‪ :‬وهذا يعين بأن القائمني على االتصال والعاملني يف الوسط‬
‫اإلعالمي يقدمون رسائلهم اإلعالمية انسجاما مع موقف أصحاب املؤسسات اإلعالمية اليت‬
‫يعملون فيها‪ ،‬واليت هي بدورها تقوم انسجاما واتفاقا مع أصحاب املصاحل الكربى يف توجيه‬
‫الرأي العام للجمهور‪ ،‬حبيث يؤدي ذلك إىل تشابه توجهاهتم وتشابه املنطق األخالقي للعمل‬
‫اإلعالمي الذي يقومون به‪ ،‬ويؤدي ذلك إىل تشابه الرسائل اإلعالمية اليت تتناقلها وسائل‬
‫اإلعالم املختلفة‪ ،‬مما يزيد من قوة تأثيها على املتلقي‪.‬‬

‫كل هذه العوامل تؤدي كما ترى اليزابيث نيومان إىل تقليل فرصة الفرد املتلقي يف أن يكون‬
‫لنفسه رأيا مستقال حول القضايا املثارة‪ ،‬وبالتايل تزداد فرصة وسائل اإلعالم يف تكوين األفكار‬
‫واالجتاهات املؤثرة يف الرأي العام‪ ،‬ويف األنظمة الدكتاتورية يزداد هذا الصمت ليس بسبب وجود‬
‫األغلبية‪ ،‬وإمنا لوجود الدولة وأجهزهتا القمعية‪.1‬‬

‫فهي تؤكد بأن وسائل اإلعالم واالتصال اجلماهيي بشكل عام تنحاز أحيانا إىل جانب‬
‫إحدى القضايا أو الشخصيات‪ ،‬حبيث يؤدي ذلك إىل تأييد القسم األكرب من اجلمهور لالجتاه الذي‬
‫تتبناه وسائل اإلعالم‪ ،‬وذلك حبثا عن التوافق االجتماعي‪ ،‬أما األفراد املعارضني هلذه القضية أو تلك‬
‫الشخصية فأهنم يتخذون موقف (الصمت) جتنبا الضطهاد اجلماعة الكبية املؤيدة‪ ،‬أو خوفا من‬
‫العزلة االجتماعية‪ ،‬وبالتايل فإهنم إذا كانوا يؤمنون بآراء خمالفة ملا تعرضه وسائل اإلعالم‪ ،‬فإهنم‬
‫حيجبون آرائهم الشخصية‪ ،‬ويكونوا أقل رغبة يف التحدث عن هذه اآلراء مع اآلخرين‪ ،‬أما الذين‬
‫لديهم آراء منسجمة مع ما تبثه وسائل اإلعالم فإهنم يكونوا أكثر نشاطا وجرأة يف اإلعالن عن هذه‬
‫اآلراء والتحدث بشأهنا للحصول على القبول االجتماعي‪ .2‬ذلك أن األفراد يتجاهلون ما يرونه‬
‫بأنفسهم‪ ،‬ويتمسكون مبا تراه اجلماعة خوفا من عزلتهم عن اجلماعة أو اجملتمع‪ ،‬باإلضافة إىل أن‬
‫وسائل اإلعالم تقوم بنشر وتعزيز وجهة النظر السائدة أو املهيمنة يف الرأي العام‪ ،‬ويعين ذلك أن‬

‫‪ 1‬الميــة طالــة‪ :‬أثررر شرربكات التواصررل االجتمرراعي علررى تطرروير حريررة التعبيررر عررن الرررأي فرري الجزائررر‪ :‬دراسررة مسررحية فرري ضرروء مرردخل االتصررال‬
‫السياسي ‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه يف علوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،5172 ،5174 ،0‬ص‪.17 :‬‬
‫‪ 2‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.11 :‬‬

‫‪85‬‬
‫تعزيز وسائل اإلعالم لوجهات نظر معينة تعكس االجتاه السائد الذي يؤدي إىل تقليص اآلراء اليت‬
‫تتبناها األقلية‪ .‬وترى نيومان أن هناك عوامل عديدة جتعل الناس حيرصون على إبداء وجهات نظرهم‬
‫واملشاركة بآرائهم منها‪:‬‬

‫‪ ‬شعور الفرد بانتمائه إىل رأي األغلبية‪.‬‬


‫‪ ‬ميل الفرد للحديث والتخاطب مع من يتفق معه أكثر ممن يعارضه‪.‬‬
‫‪ ‬الشعور بتقدير الذات حيث الفرد على إبداء رأيه‪.‬‬
‫‪ ‬مي ــل األفـ ـراد م ــن الرج ــال‪ ،‬فئ ــة الب ــالغني وم ــا ف ــوق م ــن الطبق ــة الوس ــطى واألعل ــى‪ ،‬إىل احلـ ـوار‬
‫واملشاركة بسهولة‪.‬‬
‫‪ ‬معظم القوانني تشجع الناس على التعبي عن آرائهم عنـدما يشـعرون أهنـم أكثـر عـددا‪ ،‬وميثلـون‬
‫األغلبية‪.‬‬
‫ويف غ ــي ه ــذه احل ــاالت جن ــد أن األفـ ـراد مييل ــون إىل التـ ـزام الص ــمت‪ ،‬وي ــزداد الص ــمت كلم ــا زادت‬
‫الضغوط لصاحل األغلبية‪.1‬‬

‫‪ 1‬حممد عبد احلميد‪ :‬نظريات اإلعالم واتجاهات التأثير‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،5111 ،‬ص ‪.519-511‬‬

‫‪86‬‬
‫وتولدت من هذه النظرية نظريات أو فرضيات جديدة‪ ،‬مبا فيه نظرية األغلبية الصامتة اليت‬
‫تشي إىل أن اخلوف قد يعيق التعبي عن رأي معني‪ ،‬وهلذا فيتشكل يف اجملتمع رأي صامت‪ ،‬ال‬
‫يستطيع التعبي عن موضوع معني خوفا من وصفه بأنه رأي ضد التيار العام يف اجملتمع‪.‬‬

‫أثارت نظرية دوامة الصمت ضجة يف األوساط اإلعالمية العلمية لكوهنا سجلت يف التاريخ‬
‫الرمسي للبحث اإلعالمي بداية ردة الفعل على هيمنة صيغ التأثيات احملدودة‪.‬‬

‫وتعتقد نيومان أن ضرورة التخلي عن صيغة التأثيات الضعيفة لإلعالم مرتبطة مبسألة أن‬
‫تبدال جذريا ال رجعة بعده يف‬
‫الشعيي والكوكيب‪ ،‬قد أدخلت ّ‬
‫وسائل اإلعالم ومن خالل انتشارها ر‬
‫يتضمنه منوذج التأثيات احملدودة‪.‬‬
‫عمل االعالم‪ ،‬ألنه يتجاوز قانون االدراك االصطفائي الذي ّ‬
‫وتقول نيومان‪" :‬جيب اعادة النظر يف قدرة االعالم على تغيي االجتاهات"‪ ،‬فاالعالم‬
‫اجلماهيي متصل خاصة‪ ،‬بالتحديد الذي طرأ على التلفزة اليت جتعل االدراك احلسي االصطفائي‬

‫‪87‬‬
‫الداعم للرأي األسبق‪ ،‬أكثر صعوبة مما كانت تفعله الصحافة املطبوعة‪ .‬وهناك عامالن أساسيان يف‬
‫األول هو الرتاكم الناجم عن الظهور الدوري لإلعالم والثاين هو التناغم واالمجاع على‬
‫هذا اجملال‪ّ .‬‬
‫موقف ما بالنسبة ألحداث وأشخاص ومشكالت‪ ..‬وحيسب الرتاكم والتناغم معا ألن خاصيتهما‬
‫املشرتكة هي يف الوقاية من عقبات االصطفاء‪ ..‬واالطروحة القائلة بأن االعالم ال يغيّر االتجاهات‬
‫يقوي ها‪ ،‬لم تعد مقبولة ضمن شروط التناغم والتراكم‪ّ .‬‬
‫وتعد مسلّمة حتييد االصطفائية‬ ‫ولكنّه ّ‬
‫أساسية إذ ّأهنا ت ّربر التخلي عن فرضية التأثيات احملدودة‪ ،‬غي املالئمة لالنتشار الكثيف لوسائل‬
‫االعالم‪.1‬‬

‫الواقع أن سيورة تش ّكل الرأي العام تنجم عن التفاعل بني االستيعاب الذي ينجزه الفرد يف‬
‫البيئة االجتماعية احمليطة وبني اجتاهات وسلوكيات هذا الفرد‪ .‬وبدال من أن تكون عملية االنسجام يف‬
‫اجملموعات االجتماعية وبالتايل التوافق بني أعضائها‪ ،‬من قبيل حتصيل احلاصل‪ ،‬ترى نيومان أنه جيب‬
‫مستمر وعمليات حتالف ثابتة‪ ،‬ينجم عنها‬
‫ّ‬ ‫ابراز كيف أن هذا التوافق هو فعليا نتيجة عمل اجتماعي‬
‫حسب نيومان مفهوم تكاملي للرأي العام‪ ،‬الذي يستجيب لضغوط تدعوه إىل االتفاق مع اآلخرين‬
‫واليت تعتمد على عنصر الطبع االجتماعي للفرد الذي يدفعه إىل جتنّب االنعزال‪.‬‬

‫متورط شاء أم أىب يف عملية تشكيل الرأي العام مبا أنّه مهدد بالعزلة االجتماعية‪ ،‬إذا‬
‫فكل فرد ّ‬
‫ضدها‪ .‬إذن‪ ،‬الرأي العام هو الرأي‬ ‫خرج عن الضوابط والقواعد وسيورة التكامل‪ ،‬أو اختذ موقفا ّ‬
‫املسيطر الذي يرغم األفراد على تناغم اجتاهاهتم وسلوكهم‪ ،‬وبقدر ما يبدي هؤالء األفراد تعارضا مع‬
‫الدعم الشعيب‪ ،‬ويويل هذا املفهوم‬
‫يتعرضون للعزلة‪ ،‬ويفقد رجال السياسة منهم ّ‬ ‫الرأي السائد بقدر ما ّ‬
‫أمهية ملسألة أن االنسان يراقب بيئته االجتماعية احمليطة‪ ،‬وينتبه لطريقة تفكي من هم حوهلم ومن‬
‫يسجل تلك اآلراء التي تكتسح المحيط‬ ‫ّ‬ ‫يدركون مسارات تغيي اآلراء‪ ،‬أي أن االنسان‬
‫االجتماعي وتصبح مهيمنة‪ ،‬مثّ يتبنّاها وي ّ‬
‫عرب عنها جهارا انسجاما مع الرأي السائد يف مرحلة زمنية‬
‫معيّنة‪.2‬‬

‫‪ 1‬فريال مهنا‪ ،‬علوم االتصال والمجتمعات الرقمية‪ ،‬ط‪ ،7‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،5115 ،‬ص‪.594‬‬
‫‪2‬‬
‫نفس املرجع‪ ،‬ص‪.592‬‬

‫‪88‬‬
‫دوامة الصمت‪:‬‬
‫‪ .3‬فروض نظرية ّ‬
‫االفرتاض الرئيس الذي قامت عليه النظرية هو‪ :‬أن وسائل اإلعالم حين تتبنى آراء أو‬
‫سيتحركون في االتجاه الذي تدعمه‬
‫ّ‬ ‫اتجاهات معينة خالل فترة من الزمن‪ ،‬فإن معظم األفراد‬
‫‪1‬‬
‫وسائل االعالم ‪ ،‬فعندما تتخذ وسائل االعالم موقفا معيّنا من قضيّة او شخصية‪ ،‬فإن ذلك ّ‬
‫يؤدي‬
‫اىل تأييد معظم االفراد لالجتاه الذي تتبناه وسائل االعالم‪ ،‬حبثا عن التوافق االجتماعي‪ ،‬ومن مث فاهنم‬
‫يلجؤون اىل الصمت‪ ،‬وحيجبون آراءهم الشخصية‪ ،‬ظنا منهم أن االعالن عن رأيهم قد ال حيضا‬
‫يعرب عنه كثي من الباحثني بـ (اخلوف من العزلة االجتماعية‬‫بتأييد اآلخرين‪ ،‬هذا املوقف هو ما ّ‬
‫‪ ،)social isolation‬وهو اعتقاد فئة من اجلمهور أن ما يتبنّونه من رأي اجتاه قضية معينة‬
‫سيكون خمالفا لالجتاه السائد الذي تؤيده وسائل اإلعالم‪ ،‬ومن مث جيعلهم يشعرون بعدم التوافق‬
‫االجتماعي‪ ،‬ويضعهم يف خانة األقليّة‪.2‬‬

‫إذن فالفرض األساسي هو أ ّن معظم الناس خيافون بطبيعتهم من العزلة‪ ،‬خوفهم هذا جيعلهم‬
‫يتبعون األغلبية يف حماولة للتوحد معهم‪ ،‬حىت لو كان ذلك على حساب إخفاء آرائهم‪ ،‬أو وجهات‬
‫نظرهم اليت ختتلف مع رأي األغلبية‪ ،‬وبالتايل التزام الصمت‪ ،‬وهذا الصمت سيزداد التمسك به مع‬
‫تصاعد تأييد وسائل اإلعالم لوجهات نظر األغلبية واإلعالن عنها‪ .‬وبالتايل فإن األقلية الصامتة‬
‫ستفضل االلتزام بالصمت بدال من اإلحساس بالعزلة عن اآلخرين الذين ميثلون األغلبية‪ .‬أو وجهات‬
‫النظر السائدة يف وسائل اإلعالم‪ .‬ويقوم بناء هذا الفرض الرئيسي على دعامتني‪:3‬‬

‫األوىل‪ :‬أن األفراد يتجاهلون ما يرونه بأنفسهم ويتمسكون مبا تراه اجلماعة خوفا من عزلتهم‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬أن وسائل اإلعالم تقوم بنشر وتعزيز وجهة النظر السائدة أو املهيمنة يف الرأي العام‪.‬‬

‫بالتايل فان تعزيز وسائل اإلعالم لوجهات النظر السائدة سوف يؤدي بالتايل إىل اختفاء‬
‫اآلراء أو وجهات النظر اليت تتبناها األقلية‪ .‬وتضرب مثال على ذلك بتصويت األفراد يف املراحل‬
‫النهائية لالنتخابات مع األفراد أو األشخاص الذين تشي وسائل اإلعالم ‪-‬يف عرضها القرتاحات‬

‫‪ 1‬حسن عماد مكاوي‪ ،‬ليلى حسني السيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.511‬‬
‫‪ 2‬حممد بن سعود البشر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ 3‬حممد عبد احلميد‪ ،‬نظريات االعالم واتجاهات التأثير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.511 :‬‬

‫‪89‬‬
‫الرأي العام‪ -‬إىل أهنم سيفوزون رغم أهنم ما كانوا ليقوموا بذلك يف بداية التصويت أو االقرتاع أو‬
‫االنتخابات‪ .‬وهي ترى أن هناك العديد من العوامل اليت جتعل الناس حريصني على إعالن وجهات‬
‫نظرهم واملشاركة بآرائهم فيها‪.‬‬

‫‪ -‬إحساس الفرد بانتمائه إىل رأي األغلبية‪.‬‬


‫‪ -‬إدراكه للرأي احلايل متفقا مع توقعاته عن املستقبل واجتاهاته‪.‬‬
‫‪ -‬امليل إىل احلديث والتخاطب مع من يتفقون معهم أكثر ممن يعارضوهنم‪.‬‬
‫‪ -‬إحساس الفرد بذاته ‪-‬تقدير الذات‪ -‬جيعله يعلن رأيه بينما العكس جيعل الفرد يرتدد يف‬
‫إعالن رأيه و يفضل الصمت‪.‬‬
‫‪ -‬الرجال صغار البالغني الطبقة الوسطى واألعلى مييلون إىل احلوار واملشاركة بسهولة‪.‬‬
‫‪ -‬معظم القوانني تشجع الناس على التعبي عن أرائهم عندما يشعرون أهنم أكثر عددا ويشكلون‬
‫األغلبية‪.1‬‬
‫وتفرتض هذه النظريّة أيضا أن اإلعالم كثيا ما يشكل ضغطا رهيبا على الرأي العام‪ ،‬ليصبح‬
‫الرأي العام هو ما يريده اإلعالم ال ما يريده الشعب‪ .‬وهي تقوم على افرتاض رئيسي هو أن اإلنسان‬
‫يف األعم األغلب ال حيب العزلة‪ ،‬وخيشى ِمن مصادمة الرأي العام‪ ،‬وأن اإلعالم يستطيع حتت شرط‬
‫معني أن يلح على فكرة أو موقف من شخص أو مجاعة بدرجة تعطي قناعة لدى مجيع املتلقني أن‬
‫ومن مثىم ترتفع الرغبة لدى مؤيدي هذه الفكرة‪ ،‬ويفتخرون باالنتماء إليها‪ ،‬بينما‬ ‫هذا هو الرأي العام‪ِ ،‬‬
‫حيوهلم إىل‬
‫يشعر املعارضون هلا أو املؤيدون ألطروحات أخرى باحلرج واخلجل فيلزمون الصمت‪ ،‬مما ِّ‬
‫"أقلية صامتة" يف اجملتمع! بل ذهبت النظرية إىل ما هو أبعد من ذلك‪ ،‬وهو أن اإلعالم يستطيع إذا‬
‫توحد على وجهة نظر مصادمة لرأي األغلبية أن حيوهلا إىل "أغلبية صامتة" ختجل من مبادئها؛ حىت‬
‫لو كانت هي مبادئ األغلبية! بينما األقلية املساندة من اإلعالم تشعر بأهنا صارت األصل‪ .‬ولكن‬
‫الشرط الرئيسي لكي حتدث هذه الظاهرة‪ ،‬هو‪ :‬أن تتوحد وسائل اإلعالم على أيديولوجية أو فكرة أو‬
‫هدف‪ ،‬وهذا حاصل يف حاالت اإلعالم املو مجه ِمن قِبىل احلكومات الديكتاتورية‪.2‬‬

‫‪ 1‬حممد عبد احلميد‪ ،‬نظريات االعالم واتجاهات التأثير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.519-511 :‬‬
‫‪2 Marc André barsalou, Silence et rencontre: La disponibilité à l'autre, (s.ed), Presses de‬‬
‫‪l'Université du Québec, Canada, 2012, p20.‬‬

‫‪90‬‬
‫عدة اعتبارات لتأثي وسائل اإلعالم من خالل ما يلي‪:1‬‬
‫اقرتحت الباحثة "اليزابيث نيومان" ّ‬
‫‪-‬تراكم رسائل وسائل اإلعالم من خالل تكرارها حيث أن التكرار يعزز التأثي‪.‬‬
‫‪-‬مشولية وسائل اإلعالم‪ :‬أي سيطرهتا على اإلنسان وحماصرته يف كل مكان حيثما يتواجد على بيئة‬
‫املعلومات‪ ،‬ولذا فإن مشوليّتها ال متكن الفرد من اهلروب من رسائلها‪.‬‬
‫‪-‬االنسجام والتوافق بني القائمني على اإلعالم ووسائل اإلعالم ومؤسساهتم‪ ،‬ويتمثل ذلك يف‬
‫تصوراته‪ ،‬من‬
‫توجيهاهتم بأن ميثّلوا صحفهم‪ ،‬وهلذا تأثي كبي يف احلد من فرص اجلمهور يف انتقاء ّ‬
‫ومتنوعة مبا يتيح الفرصة للتأثي القوي لوسائل اإلعالم يف اجلمهور‪ ،‬بأن حيمله ذلك‬
‫تصورات عديدة ّ‬
‫على تبين أفكار جديدة وقيم خمتلفة‪ ،‬تتفاوت من شخص آلخر حسب استعداده وميوله النفسية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬

‫إ ّن هذه السيطرة على السياق االجتماعي الذي تنسبه "نيومان" إىل ضرب من الكفاية شبه‬
‫اإلحصائية‪ ،‬ترتبط مبسألة أ ّن األفراد ينظّمون ردود أفعاهلم على بيئة‪ ،‬وهذه البيئة مؤلفة من أشخاص‬
‫آخرين ينظّمون أيضا ردود أفعاهلم على بيئتهم اليت‪ ،‬بدورها‪ ،‬تتألّف من أشخاص ينظمون ردود‬
‫أفعاهلم على بيئة مش ّكلة من ردود أفعال األشخاص وهكذا‪ 2..‬وكل شخص هو جزء من بيئة‬
‫الشخص اآلخر‪ ،‬وجزء مهم من أجل أن حيدد هذا األخي خياراته‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن هناك حبوثا مشاهبة مثل تلك اليت أجريت يف أملانيا‪ ،‬أجريت يف أمريكا‬
‫الختبار وجهات نظر مشاهبة تقوم على فرض الدور القوي لوسائل اإلعالم يف تشكيل الرأي العام‬
‫ومن دراسة اليت سجلت انتشار وذيوع أسطورة ابتعاد أمريكا حبدة عن راديكالية الستينات إال أهنا مل‬
‫تقدم تفسيا يدعم الفرض اخلاص بالتزام الصمت‪ .‬وكذلك دراستان سويديتان‪ :‬أحدامها دراسة‬
‫"ريكارديسون ‪ "Rikardson‬اليت انتهت إىل وجود عالقة بني الرأي العام السويدي عن قضية‬
‫الشرق األوسط والصحافة السويدية‪ ،‬وكالمها ينحرفان عن الرأي العام العاملي كما قيس من خالل‬
‫الرأي العام يف دول أخرى عديدة والدراسة األخرى اليت أجراها "كارلسون ‪ "Carlsson‬واليت‬

‫‪ 1‬بسام عبد الرمحن ملشاقبة‪ ،‬نظريات اإلعالم‪ ،‬ط‪ ،7‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،5177 ،‬ص ‪.777‬‬
‫‪ 2‬فريال مهنا‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.592‬‬

‫‪91‬‬
‫انتهت إىل أن حمتوى اإلعالم يشارك يف التأثي على اآلراء السياسية‪ .‬وبالتايل تأييد أطروحة "اليزابيت‬
‫نيومان" وتأثي االعتقاد بقوة وسائل االعالم‪.1‬‬

‫دوامة الصمت‪:‬‬
‫‪ .4‬قيمة نظرية ّ‬
‫من بني املواقف الضمنية هلذه النظرية‪ ،‬إعطاء اإلعالم اجلماهيي دورا مهما يف دينامية التغيي‬
‫االجتماعي‪ ،‬ولكي تتضح هذه الرؤية من املفيد العودة إىل مفهوم "اجلهل املعمم" الذي يصف وصفا‬
‫اجتماعيا يعتقد فيه كل فيه كل فرد بأنه الوحيد الذي يف ّكر بشيء ما بطريقة معينة وال يعبّر عن رأيه‬
‫خوفا من خرق تحريم أخالقي أو عرف مهيمن‪ ،‬أو خوفا من أن يصبح غي شعيب‪ .‬وعندما ال يتفق‬
‫أحد مع قاعدة‪ ،‬ولكنه يف ّكر أن اآلخرين مجيعا يتقيّدون هبا‪ ،‬فإ ّن النتيجة النهائية شبيهة بتلك اليت‬
‫متر داخل جمموعة اجتماعية موجة سريعة من‬ ‫حتدث إذا التزم اجلميع بذات القاعدة‪ .‬إذ حيدث أن ّ‬
‫املعرفة القابلة للمالحظة العامة‪ ،‬يدرك األشخاص من خالهلا أن كثيين آخرين يف ّكرون باألسلوب‬
‫تبدل آين وانقالب غي متوقّع يف مناخ الرأي العام وتزحزح فوري يف‬
‫نفسه‪ ،‬يبدو أن الذي يقع هو ّ‬
‫االجتاه‪ ،‬والواقع أن الوضع النهائي ميكن أال يكون نتيجة تغيي قاعدي يف االجتاهات ويف القناعات‬
‫يتوزع فيه الرأي العام‪.2‬‬
‫متغي لألسلوب الذي ّ‬
‫بقدر ما يكون نتيجة إدراك ّ‬
‫دوامة الصمت هي مالحظة أن اإلعالم ال يكتفي بتمثل ميول الرأي‬ ‫إن النقطة األهم يف ّ‬
‫ويطورها‪ ،‬وميكن القول إن اإلعالم خيلق الرأي العام‪،‬‬
‫العام‪ ،‬بل على العكس يعطيها شكال ملموسا ّ‬
‫ذلك ألن تزحزح امليول ال يتحقق باستقاللية عن عمل اإلعالم بل هو وثيق االرتباط به وميكن هلذه‬
‫تؤدي إىل نتائج خمتلفة كثيا‪ ،‬ترتبط بعوامل شىت كالصراعية اليت تتخثّر‬
‫الصيورة أن تكتسب أمهية وأن ّ‬
‫حول املوضوعات املطروحة (إذا تعلّق األمر مبوضوعات ال خيشى األشخاص من الوقوع يف عزلة‬
‫دوامة الصمت ال تتحقق)‪ ،‬ووجود بعد قيمي وليس فقط معريف بالنسبة للقضايا‬ ‫بشأهنا فإن آلية ّ‬
‫جدا‪،‬‬
‫املتناولة‪ ،‬وأيضا اختالف الوتية والصيورة (ميكن لسيورات دوامة الصمت أن تكون سريعة ّ‬
‫ولكن هناك أيضا سيورات تدرجيية وبطيئة مرتبطة بطبيعة املوضوع وبدرجة املواجهة اليت ترتتب‬
‫دوامة الصمت تلفت إىل طريقة ذات مغزى كبي لتأثيات اإلعالم‪ ،‬أما‬ ‫عليها)‪ .‬احلقيقة أن نظرية ّ‬
‫بالنسبة لبعض التشعبات الداخلية‪ ،‬فإن األمر حيتاج إىل مناقشة‪.‬‬

‫‪ 1‬حممد عبد احلميد‪ ،‬نظريات االعالم واتجاهات التأثير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.597 :‬‬

‫‪92‬‬
‫الموجهة للنظريّة‪:‬‬
‫‪ .5‬االنتقادات ّ‬
‫أحد أبرز االنتقادات املوجهة هلذه النظرية‪ ،‬أن وسائل اإلعالم ال تعرب بالضرورة عن رأي‬
‫األغلبية‪ ،‬بل تعكس أحيانـا رأى األغلبية املزيفة الىت تروج هلا وسائل اإلعالم‪ .‬هذا االنتقاد عززه املفكر‬
‫النّقدى ناعوم تشومسكى‪ ،‬فقد تطرق بكتابه املهم يف هذا اجملال (السيطرة على اإلعالم‪ ،‬اإلجنازات‬
‫اهلائلة للربوجبندا) يف موضوع كيفية استخدام اإلعالم والدعاية يف جتريد الدميقراطية من قوة متثيلها‬
‫لإلرادة الشعبية وحتويل تلك اإلرادة الشعبية حنو موضوع مزيف آخر يصب أو خيدم مصلحة النخب‬
‫أهم النظريات‬
‫وجهه الباحثون من انتقادات للنظريّة‪ ،‬إال أهنا تبقى من ّ‬ ‫املهيمنة يف اجملتمع‪ .‬ورغم ما ّ‬
‫فسر لتشكيل الرأي العام‪ ،‬واملعتمدة على قاعدة حبثية صلبة‪ ،‬تزاوج بني دراسة اجلمهور‪ ،‬وحتليل‬ ‫امل ّ‬
‫حمتوى الرسائل اإلعالمية‪.1‬‬

‫وجهه للنظرية من‬


‫وحنن يف دراستنا هذه نتّفق مع تشومسكي يف جزء واحد من االنتقاد الذي ّ‬
‫حيث أ ّن وسائل اإلعالم ال تعرب بالضرورة عن رأي األغلبية‪ ،‬وإذا انطلقنا من االفرتاض الرئيسي لنظرية‬
‫قسم اجملتمع إىل قسمني‪ ،‬أغلبية سائدة وأقلية صامتة‪ ،‬فإن من ينتمي إىل‬ ‫دوامة الصمت الذي ي ّ‬
‫األغلبية السائدة يتحدث بصوت عال وال خيشى االنتقاد‪ ،‬وحىت وإن انتقد سيجد من يدافع عنه‪ ،‬أما‬
‫األقلية الصامتة فال جيرؤ املتحدث منها على البوح مبا جيول يف خاطره‪ ،‬لن جيهر يف انتقاده للسائد‬
‫جدا‪ ،‬فهذه األقلية تبتلع يف دوامة الصمت‪ .‬ولكن‬ ‫وإن حاول فلن ينجو من ردة فعل قد تكون قاسية ّ‬
‫هل مازال تفسي هذه النظرية مقبوال بالنظر إىل ظاهرة صحافة املواطن املتضمنة ملختلف أنواع‬
‫التواصل االجتماعي عرب مواقع االنرتنت الشهية كالفايسبوك والتويرت‪ ،‬هنا جند أن دوامة الصمت قد‬
‫بدأت بالسكون‪ ،‬لقد أصبحت هذه النظرية منتهية الصالحية‪ ،‬وسنسعى من خالل دراستنا هذه إىل‬
‫إثبات هذا احلكم املسبق‪ ،‬واىل حني ذلك سيبقى افرتاضا‪.‬‬

‫‪ ‬أفرام نعوم تشومسكي (‪( )Avram Noam Chomsky‬مولود يف ‪ 1‬ديسمرب ‪ 7951‬فيالدلفيا‪ ،‬بنسلفانيا) هو أستاذ لسانيات وفيلسوف‬
‫أمريكي إضافة إىل أنه عامل إدراكي وعامل باملنطق ومؤرخ وناقد وناشط سياسي‪ .‬وهو أستاذ لسانيات فخري يف قسم اللسانيات والفلسفة يف معهد‬
‫ماساتشوستس للتكنولوجيا واليت عمل فيها ألكثر من ‪ 21‬عام‪ .‬إضافة إىل عمله يف جمال اللسانيات فقد كتب تشومسكي عن احلروب والسياسة‬
‫ووسائل اإلعالم وهو مؤلف ألكثر من ‪ 711‬كتاب‪.‬‬
‫‪ 1‬هشام املكي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.704‬‬

‫‪93‬‬
‫فبالنظر إىل املدونني واملغردين )‪ ،(tweeters‬وكتاب املنتديات الذين يعربون عما يؤمنون به‬
‫جند أن ما كان باألمس القريب جزأ صامتا أصبح اليوم صادحا بأفكاره وانتقاداته ورؤيته لألمور‪ ،‬هذا‬
‫ينبئ بأن هناك جيال جديدا جيهل الصمت وينشأ معربا عن ذاته وفكره‪ ،‬هذا اجليل الذي ال تعرف‬
‫نظرية دوامة الصمت إليه سبيال‪ .‬وهذا ما نعتربه يف مقامنا هذا من عوامل جتذير مفهوم صحافة‬
‫تتجسد فيه احلقائق اليت ال جيرأ اإلعالم التقليدي‬
‫املواطن يف األوساط االجتماعيّة‪ ،‬وهو اعتبارها جماال ّ‬
‫على عرضها وطرحها‪ ،‬ولقد أربك هذا االعتبار سياسات التحرير والربامج‪ ،‬وترتيب األولويّات على‬
‫خاص‪ ،‬إذ برز اهتمام ملحوظ خالل السنوات األخية‬ ‫مستوى اإلعالم التقليدي‪ ،‬التلفزيوين على وجه ّ‬
‫توجه جديد يف عقلنة العمل اإلعالمي‪ ،‬وإذا نظرنا لطبيعة اإلرباك‬
‫مبشاغل اجملتمع‪ ،‬اهتمام يرتمجه ّ‬
‫كما يحدث اليوم في العديد من المجتمعات وخاصة الدكتاتورية‪ ،‬ندرك مدى عمق النشاط‬
‫الرأي العام وبنائه على حنو جيعل من هذه "الصحافة"‬
‫التواصلي لصحافة المواطن وأثره في توجيه ّ‬
‫الصنفني‪ ،‬فإنّنا‬
‫الرمسي‪ّ .‬أما إذا نظرنا إىل طبيعة التعايش بني ّ‬
‫السلطة التقليديّة لإلعالم ّ‬
‫هتدد ّ‬
‫سلطة ّ‬
‫جندها ختتلف باختالف األنظمة السياسيّة والثقافيّة‪ .‬ففي الدمقراطيات الليرباليّة‪ ،‬تعمل صحافة‬
‫كل القضايا اليت تأخرت‬‫حتدد يف صدارة االهتمامات ّ‬
‫املواطن عادة على إعادة ترتيب األولويّات‪ ،‬إذ ّ‬
‫الرمسي‪ ،‬فصحافة املواطن‪ ،‬يف هذه احلالة تعيد إنتاج ما‬
‫تأجلت معاجلتها من قبل وسائل اإلعالم ّ‬‫أو ّ‬
‫يعرف يف نظريات اإلعالم بـ "وضع األجندة" (ماكسوال‪ ،)7915‬في حين نجدها في البلدان‬
‫الرسمي‬‫النمو تعمل على طرح القضايا التي أقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم ّ‬ ‫السائرة في طريق ّ‬ ‫ّ‬
‫وتوجهاتها‪ّ ،‬‬
‫فيتم‬ ‫مؤسسة الدولة ّ‬ ‫المؤسسة اإلعالميّة أو ّ‬
‫ّ‬ ‫العتبارها قضايا ال تنسجم مع سياسة‬
‫إدراجها‪ ،‬واالعتناء مبعاجلتها‪ ،‬يف مستوى التدوين‪ ،‬على أساس ّأهنا قضايا اجملتمع احلقيقيّة‪ ،‬وصحافة‬
‫السياسة‬
‫الصمت"‪ ،‬فيطفو على السطح رصيد املسكوت عنه يف ّ‬ ‫دوامة ّ‬
‫تفجر " ّ‬
‫املواطن يف هذه احلالة‪ّ ،‬‬
‫السياسي‪.‬‬
‫السياق الثقايف و ّ‬
‫اإلعالميّة‪ ،‬وهكذا يتخذ مفهوم صحافة املواطن مدلوالت خمتلفة باختالف ّ‬
‫يصنّف شولتز منوذج دوامة الصمت من بني التوضيحات البيئية لتأثي اإلعالم‪ ،‬أي أن اإلعالم خيلق‬
‫الثقافة والبيئة الرمزية واملعرفية اليت يعيش اإلنسان فيها‪ ،‬ويشكل مصدرا يستخدمه الفرد يف التفاعالت‬
‫االجتماعية ليتمكن من موضعة أفعاله وجعلها ذات معىن‪.1‬‬

‫‪ 1‬فريال مهنا‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.591‬‬

‫‪94‬‬
‫ويتدخل اإلعالم اجلماهيي بطريقتني خللق تزحزح يف الرأي العام‪ ،‬أوهلما أن أولئك الذين‬
‫ميتلكون وجهة نظر تعد وتستوعب على أهنا وجهة نظر أقلية‪ ،‬يصبحون األكثر استعدادا للتعبير‬
‫عن أنفسهم‪ ،‬رغم إدراكهم بأنّهم يمثلون األقلية‪ ،‬إذا حصلوا على دعم اإلعالم‪ ،‬وإذا أعطي هذا‬
‫األخي شهرة ملوقف تلك األقلية وسانده‪ ،‬من احملتمل ان جيعلها مرئية وأن يزحزح قطاعات من الرأي‬
‫املفصلة‪ :‬فاحلضور‬
‫ويصعده‪ .‬أما الطريقة الثانية فهي ما يطلق عليها وظيفة ى‬
‫حنو هذا املوقف الذي يربزه ّ‬
‫الكثيف لوجهة نظر معيّنة وتفسيها يف االعالم يعطيان أولئك الذين يتبنّون وجهة النظر هذه‬
‫األفضلية يف أن يكون أفضل "تسليحا" للتعبي والدفاع عنها يف تفاعالهتم االجتماعية‪ ،‬فمن خالل‬
‫يوسعوا انتشار‬
‫استخدامهم ألفكار ومصطلحات موجودة يف اإلعالم‪ ،‬يستطيع هؤالء األشخاص أن ّ‬
‫وبروز وجهة النظر‪ ،‬ليس فقط عرب تقليص خطورة عزلتهم االجتماعية‪ ،‬ولكن أيضا جاعلني هذا األفق‬
‫أكثر امتدادا وأكثر قابلية لالستيعاب‪.1‬‬

‫مثّة مشكلة جوهرية تتعلّق بالفرضية اليت ترتكز إليها أطروحات نيومان‪ ،‬وهي قدرة االعالم‬
‫على اسقاط االدراك احلسي االصطفائي‪ ،‬وبقدر ما هي قوية تلك الفرضية‪ ،‬بقدر ما هي موضع‬
‫نقاش‪ .‬فاألمر األكثر أمهية من الدرجة احلقيقية ملقدرة اجلمهور االصطفائية‪ ،‬هو الفكرة نفسها حول‬
‫االعالم اليت ترى نيومان أهنا تتجاوز عرب آلياهتا اجلوانية‪ ،‬وساطات وفالتر وعقبات‪ .‬احلقيقة أنه ال‬
‫توجد عالقة "انسانية" مع االتصال اجلماهيي بدون عمليات اصطفاء صارمة‪.2‬‬

‫إ ّن صحافة املواطن تطرح مشروعيّة إعادة اختبار الفروض اليت قامت عليها النظريّة يف بيئة‬
‫اإلعالم التقليدي‪ ،‬فإذا كان العامالن الرئيسيان يف النظريّة مها اخلوف من العزلة االجتماعية‪ ،‬ومناخ‬
‫الرأي الذي يطلق أو يقيّد حرية التعبي‪ ،‬فإ ّن هذين العاملني مل خيتربا يف النقاشات اليت تدور بني‬
‫تلخص صحافة املواطن‪.‬‬
‫اجلمهور املرسل املتلقي عرب شبكات التواصل االجتماعي واليت ّ‬
‫حلث املواطنني على مناقشة‬
‫عامة ّ‬
‫وعلى الرغم من أن االنرتنت يستخدم اآلن بوصفه وسيلة ّ‬
‫التعرف على الكيفية اليت يؤثر هبا‬
‫القضايا السياسية‪ ،‬إال أ ّن قلّة من الدراسات العلمية حاولت ّ‬
‫االتصال الوسيط املباشر ‪ Online Mediation Effect‬يف النموذج الذي قامت عليه نظريّة‬

‫‪1 Neumanne, The Spiral of Silence, Public Opinion-Our Social Skin, University of Chicago‬‬
‫‪Press, Chicago, 1980, p 50.‬‬
‫‪ 2‬فريال مهنا‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.591‬‬

‫‪95‬‬
‫وخباصة إذا علمنا ا ّن اجلمهور أصبح يعتمد كثيا على االنرتنت يف البحث عن‬
‫ّ‬ ‫دوامة الصمت"‬
‫"ّ‬
‫املعلومات السياسية‪.1‬‬

‫ومن بني هذه الدراسات‪ ،‬الدراسة اليت أجراها كل من ‪ Xudong‬و ‪ ،Shahira‬والذين‬


‫املتدين بالعزلة االجتماعية للجمهور عندما‬
‫ّ‬ ‫اختربا جمموعة من الفروض العلمية‪ ،‬من بينها الشعور‬
‫يناقشون قضيّة اجتماعية معيّنة عرب التواصل املباشر من خالل االنرتنت‪.‬‬

‫التعرف على تأثي‬


‫ومن الدراسات احلديثة أيضا‪ ،‬دراسة ‪ Daniel Lee Min‬اليت حاولت ّ‬
‫االتصال الوسيط عرب الكمبيوتر ‪ Computer-Mediated Communication‬يف‬
‫تعبي اجلمهور عن آرائهم‪ ،‬ومن مث تكوين رأي عام حقيقي اجتاه قضية معيّنة‪ ،‬وقد رّكزت الباحثة على‬
‫شبكات التواصل االجتماعي بوصفها اتصاال وسيطا‪ ،‬وعالقتها بتشكيل الرأي العام**‪.‬‬

‫ومن بني اآلراء املضادة هلذه النظرية‪ ،‬جند االنتقادات اليت وجهها هلا علماء أملان وأميكيني‪،‬‬
‫وقد تركزت معظم هذه االنتقادات يف النقاط التالية‪:2‬‬

‫‪.7‬إن مفهــوم " األقليــة الصــامتة " غــي دقيــق‪ ،‬فكث ـيا مــا يقــوم هــؤالء " األقليــة " بالنقــاش واالع ـرتاض‬
‫وبشكل قوي رغم االختالف مع رأي األكثرية‪.‬‬
‫‪.5‬ال يرجـع "صــمت" األفـراد بالضــرورة إىل اخلــوف مــن العزلــة االجتماعيــة‪ ،‬وإمنــا يرجــع إىل عــدم اإلملــام‬
‫الكايف بالقضية املطروحة للنقاش‪ ،‬أو جبهلهم هبا أصال‪.‬‬
‫‪ .0‬الشــك يف اف ـرتاض التك ـرار واهليمنــة والتســيي الــالإرادي للفــرد مــن قبــل وســائل اإلعــالم يف تشــكيل‬
‫ال ـرأي العــام‪ ،‬علــى األقــل يف ظــل الــدميقراطيات الغربيــة‪ ،‬الــيت تتعــدد فيهــا املصــاحل‪ ،‬ويصــعب علــى‬
‫وسائل اإلعالم أن تتبىن اجتاها واحدا وثابتا ودائما من القضايا املثـارة‪ ،‬ولفرتة زمنية طويلة‪.‬‬

‫‪ 1‬حممد بن سعود البشر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.44‬‬


‫‪ ‬الدراسة متوفّرة على الرابط‪:‬‬
‫‪http://academicjournals.org/article/article1380105172_Liu%20and%20Fahmy.pdf‬‬
‫** الدراسة متوفّرة على الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.sas.upenn.edu/ppe/ppe2/documents/Computermediatedcomm.10.2.08.pdf‬‬
‫‪ 2‬حسين حممد نصر‪ ،‬نظريّات االعالم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.549‬‬

‫‪96‬‬
‫‪ .4‬إن وسائل اإلعالم ال تعرب بالضرورة عن رأي األغلبية‪ ،‬بل تعكس أحيانا رأي "األغلبية املزيفة" اليت‬
‫تروج هلا‪.‬‬
‫‪ .2‬من الصعب تفسي الرأي العام وتشكله مبعزل عن دور املعلومات والتجارب اليت حيصل عليها الفـرد‬
‫مــن خــالل البيئــة السياســية واالجتماعيــة احمليطــة بــه‪ ،‬وخاصــة يف القضــايا املهمــة الــيت تتصــل مبصــائر‬
‫الشعوب‪.‬‬
‫وقـد أقــرت "إليزابيـث نيومــان" بعــض هـذه االنتقــادات‪ ،‬وأشــارت إىل أن هـذه النظريــة حتتــاج إىل‬
‫املزيد من البحث التجرييب واملنهجي‪.1‬‬

‫وجبانب ذلك فانه تطبيقيا جند أن فرض النظرية احلاص بتصاد تأثي وسائل االعالم مع اخنفاظ‬
‫املشـاركة و التـزام الصــمت مــن جانــب االفـراد الـذيت ال يتفقــون مــع االراء الســائدة الــيت تتبناهــا وســائل‬
‫االعــالم‪ .‬تطبيقي ــا جنــد ان ه ــذا الفــرض يغف ــل جوانــب عدي ــدة ميكــن ان نلمس ــها خــالل تص ــاعدالتأثي‬
‫لوسائل االعالم‪:2‬‬

‫أوال‪ :‬ان ه ــذا الف ــرض و ان ك ــان ص ــحيحا يف االتص ــال الشخص ــي او اجلمع ــي حي ــث يص ــف‬
‫عالقـة الفـرد باجلماعـة و حرصـه علــى التمسـك بأرائهـا و أفكارهـا‪.‬جنــد أنـه ال ميكـن ان يكـون صــحيحا‬
‫يف مواقــف عديــدة الــيت تصــف االفـراد االعضــاء يف مجهــور املتلقــني أو مجاعــات الـرأي العــام بالعنــاد مــن‬
‫جانب و قوة االعتقاد مـن جانـب أخـر ‪ .‬و الـيت تـؤدي بالتـايل اىل عـدم االستسـالم ملـا مبكـن ان تعتـربه‬
‫وسائل االعـالم رأي االغلبيـة‪ ،‬فنجـدهم سـوف يشـككون كثـيا يف تشـكيل االغلبيـة و تأثيها‪،‬مبـا يؤكـد‬
‫بقــاء الـرأي املخــالف و اســتمراره و تــأثيه مــن وجهــة نظــرهم وبالتــايل فــاهنم لــن يلتزمـوا الصــمت‪،‬بل قــد‬
‫يدفعهم العناد و قوة االعتقاد اىل البحث عن وسائل بديلة لالعالن عن رأيهم او وجهة نظرهم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ان التعددية ال تضع قيدا قانونيا يؤثر يف التزام الفرد برأي يعـارض رأي االغلبية‪،‬باالضـافة‬
‫اىل أن البناء الدميقراطي يسمح بالتماس الوسائل اليت يعرب الفرد من خاللـه عـن رأيـه‪،‬حيث تعـدد ايضـا‬
‫الوسائل االعالمية اليت تتفاوت يف امكاناهتا ‪،‬و حجمها مبا يـوفر لالقليـات اسـتخدامها دعمـا لرأيهـا و‬
‫توزيعا له‪.‬‬

‫‪ 1‬المية طالة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.10 :‬‬


‫‪ 2‬حممد عبد احلميد‪ ،‬نظريات االعالم واتجاهات التأثير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.592-594 :‬‬

‫‪97‬‬
‫ثالثا‪ :‬إن ّ‬
‫التطور احلديث يف تكنولوجيا االتصال‪ ،‬يوفر للفرد الكثي من الوسائل الـيت أصـبحت‬
‫األقليـات تعــرب مـن خالهلــا عـن رأيهــا وتتبادلــه مـع غيهــا داخـل او خــارج الدولـة يف حــدود االمكانيــات‬
‫املتاحــة مثــل الربيــد االلكــرتوين واملـؤمترات عــن بعــد مــن خــالل شــبكات احلواســب االلكرتونيــة‪ ،‬وكــذلك‬
‫استخدام اجهزة الكمبيوتر يف اعداد وانتاج الصحف الصغية اليت ميكن أن حتمـل اآلراء وتوزيعهـا علـى‬
‫الغي‪.‬‬

‫ومن هنا فإن بعض املنظرين يف علوم اإلعالم واالتصال اجلماهيي والرأي العام يرفضون اعتبار‬
‫ما قدمته نيومان نظرية‪ ،‬وإمنا أمنوذجـ ـ ــا من النماذج املقدمة يف علـوم االتصـال لتفسـي تـأثي قـوة وسـائل‬
‫اإلع ــالم عل ــى اجلمه ــور وعل ــى الف ــرد‪ ،‬بينم ـ ــا اعتربه ــا بع ــض علم ــاء االجتم ــاع وح ــىت علم ــاء ال ــنفس‬
‫االجتماعي واحدة من األطروحات الدميقراطية املهمة يف فهم اخلطاب العام للمجتمع‪.‬‬

‫واملؤّكد أ ّن هذه النظرية قد "أغفلت بعـض احلقـائق الـيت ميكـن أن تقلّـل مـن شـعور الفـرد بالعزلـة‬
‫وبالتــايل التـزام الصــمت‪ ،‬مثــل وفــرة البــدائل املعرفيــة وتعــدد وســائل االتصــال احلديثــة اىل جانــب اجيابيــة‬
‫اجلمهور وعناده وعدم استسالمه لرأي األغلبية"‪.1‬‬

‫بالنســبة لألنظمــة العربيــة فــإن هــذه النظريــة تســاعدها علــى تفكيــك اخلطــاب اإلعالمــي العــريب‪،‬‬
‫وعلى الوصول إىل املصطلح النقيض يف دراسة الرأي العـام العـريب‪ ،‬أال وهـو" األغلبيـة الصـامتة"‪ ،‬ولـيس‬
‫"األقلية الصامتة‪.‬‬

‫يف هذا النظام اجلماعي الجتاه الفعل يشكل استيعاب كيفية تىـ ىوّزع الرأي العام‪ ،‬جزءا مهما من‬
‫كالدوامة‪ ،‬ميارس فيها االعالم اجلماهيي دورا‬‫صيورة تشكل الرأي العام نفسه‪ ،‬ضمن نطاق دينامية ّ‬
‫خاصا‪ ،‬ولذلك فإن نقطة االنتباه املهمة هي طريقة تعامل األشخاص مع املعلومات يف ضوء‬
‫استيعاهبم لعالقات اجملموعة‪.2‬‬

‫تكرس‬
‫دوامة ّ‬‫الشك أن ميل البعض اىل التكلّم بقوة وميل البعض اآلخر اىل الصمت‪ ،‬خيلق ّ‬
‫ّ‬
‫تصاعديّا وجهة نظر من ينجح يف أن يسيطر‪ ،‬ويف تولّد صيورة دوامة الصمت‪ ،‬يصل الفرد اىل‬
‫االعتقاد مبا يظن أن اآلخرين يعتقدونه‪ ،‬وتؤشر دوامة الصمت اىل انزياح يف الرأي‪ ،‬يتولد من مسألة‬

‫‪ 1‬حسين حممد نصر‪ ،‬نظريّات االعالم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.521‬‬
‫‪ 2‬فريال مهنا‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.592‬‬

‫‪98‬‬
‫أن جمموعة تبدو قوية أكثر مما هي يف احلقيقة‪ ،‬يف حني أن الذين يتبنّون رأيا خمالفا يبدون أكثر ضعفا‬
‫مما هم يف حقيقة األمر‪ ،‬والنتيجة –بطبيعة احلال‪ -‬نشوء وهم بصري ومسعي فيما يتعلّق بالوضع‬
‫القوة‪.1‬‬
‫الفعلي لألكثرية ومبيزان ّ‬
‫يقدم الضغط البيئي الذي يستجيب له الناس‬ ‫خيلق اإلعالم اجلماهيي الرأي العام لكونه ّ‬
‫بالتعبي عن الرضا أو بالصمت‪ ،‬فاإلعالم يعمل على اقرتان عنصرين‪ ،‬اذ جيعل نقطة االرتكاز املؤلّفة‬
‫ويقدمها وكأهنا يف طريقها اىل االنتشار يف‬
‫من النزعات وامليول‪ ،‬مرئية ذات معىن‪ ،‬ويف النهاية مسيطرة‪ّ ،‬‬
‫مناخ الرأي‪ .‬وهكذا يش ّكل االعالم أحد املصادر الرقابية املتوافرة لألشخاص‪ ،‬لكي يتمكنوا من‬
‫التقاط سيورة مناخ الرأي‪ ،‬وهو دور ال غىن عنه الن االعالم يوفر الضغط البيئي وحيدد أنساق املناخ‬
‫االجتماعي ومناخ الرأي الذي يهتدي به األفراد والذي يشكلون ردود أفعاهلم على أساسه‪ ،‬عن طريق‬
‫االنضمام اليه‪ ،‬مصعدين ومقلصني استعداداهتم للتعبي عن انفسهم‪.2‬‬

‫‪ 1‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.592‬‬


‫‪ 2‬فريال مهنا‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.592‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫الرأي العام‬

‫‪100‬‬
‫‪ .I‬الرأي العام‪ :‬مفهومه‪ ،‬خصائصه وأنواعه‬
‫‪ .1‬مفهوم الرأي العام وخصائصه‬
‫‪ .2‬أنواع الرأي العام‬
‫‪ .3‬تشكيل الرأي العام التقليدي‬

‫‪ .II‬الرأي العام االلكتروني‪ :‬مفهومه وخصائصه‬


‫‪ .1‬مفهوم الرأي العام االلكتروني‬
‫‪ .2‬خصائص الرأي العام االلكتروني‬
‫‪ .3‬تشكيل الرأي العام االلكتروني‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الرأي العام‬

‫الرأي العام‪ :‬مفهومه‪ ،‬أنواعه وخصائصه‬ ‫‪.I‬‬

‫تعترب الدراسات املتعلقة بدراسة الرأي العام كظاهرة من الظواهر املؤثرة يف اجملتمع من‬
‫أهم الدراسات يف هذا العصر‪ ،‬وذلك ملا وصل إليه العلم احلديث من تطور هائل ومذهل يف‬
‫وسائل االتصال بصفة عامة ووسائل اإلعالم بصفة خاصة‪ ،‬مما جعل العامل كقرية كونية حيث‬
‫أصبح اآلن كل من على املعمورة من أقصاها إىل أدناها يرى ويطلع على ما حيدث يف كل‬
‫جوانب العامل من أخبار وأحداث يف نفس وقت حدوثها‪ .‬وليس معىن هذا أن ظهور الرأي‬
‫العام كظاهرة مؤثرة يف اجملتمعات احلديثة‪ ،‬أن الرأي العام وليد هذا العصر وإمنا يرجع تاريخ‬
‫الرأي العام إىل اجملتمعات القدمية كظاهرة موجودة فعال‪.1‬‬

‫وقد عرفت احلضارات القدمية مثل حضارة وادي الرافدين ووادي النيل أشكاال‬
‫متقدمة من األنظمة السياسية واالجتماعية واالقتصادية اليت تركت آثارها على مر العصور‪.‬‬
‫وعندما اكتشف السومريون الكتابة و ما رافقها من ظهور احلضارات‪ ،‬زادت أمهية الرأي‬
‫العام‪ ،‬فكان حكام وادي الرافدين (سومر) و(بابل) و(آشور) يقيمون للرأي العام وزنا ال بأس‬
‫به من خالل إقامة جمالس الشعب واملؤمترات واالجتماعات اجلماهريية الكبرية‪ ،‬وكان احلكام‬
‫يسعون إىل كسب رضا الشعب‪ .‬كما كشفت حضارة واد النيل وآثار مصر القدمية عن إدراك‬
‫واضح للرأي العام‪ ،‬ودلت على أساليب راقية للتأثري فيه وتوجيهه مثل تأليه الفرعون وتقديس‬
‫الكهنة وتشييد املعابد وإقامة األهرامات‪ ،‬ومل يكن هذا كله سوى أساليب للتأثري يف الرأي‬
‫العام‪ .‬وكانت املدن اليونانية القدمية أول من أعطى للرأي العام جماال واسعا لتنظيم شؤون‬
‫اجملتمع عن طريق املناقشات واحلوارات‪ ،‬أو عن طريق اخلطب السياسية أو الدينية أو احلربية‪،‬‬
‫فاليونانيون عندما كانوا جيتمعون يف مجعياهتم وساحاهتم العامة للحوار حول مسألة معينة‪،‬‬

‫‪1‬زهري عبد الطيف عابد‪ ،‬الرأي العام وطرق قياسه‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،4102 ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪102‬‬
‫كانوا يستهدفون وجهة النظر النهائية اليت تفوز يف النهاية‪ ،‬وهذا تأكيد على إبراز الرأي العام‬
‫كسلطة عليا عندهم‪.1‬‬

‫أما يف احلضارة الرومانية فقد كان لكتاب يوليوس قيصر ‪ Actadiurna‬الذي ألفه‬
‫سنة ‪ 91‬قبل امليالد‪ ،‬واملتضمن األنشطة اخلاصة مبجلس الشيوخ والربملان‪ ،‬تأثرا كبريا يف‬
‫صياغة الرأي العام‪ ،‬وقد اهتم يوليوس قيصر بأن تكون مناقشات الربملان معروفة‪ ،‬وجعل منها‬
‫حمط اهتمام ومتابعة مجهور روما‪ ،‬كما كان ماركوس أبوليوس من الرومانيني الذين يعتقدون أن‬
‫األفراد يستطيعون تكوين آرائهم اخلاصة ويف كتابه التفكرات ‪ Méditation‬شرح ماركوس‬
‫فلسفته اليت توضح كيفية تشكيل حياتنا من خالل أرائنا وأفكارنا ومعتقداتنا‪.2‬‬

‫وشكلت الشرائع السماوية االنطالقة احلقيقية للرأي العام ودوره ملا حتمله هذه‬
‫الشرائع من أفكار جلبت إليها عددا هائال من اجلماهري من خمتلف الشرائح‪ .‬فقد عرفت‬
‫املسيحية عبارة "االتفاق العام" "‪ "Consensus‬و هي مبنية على فكرة الشعور اجلمعي‬
‫‪ Commanis Sensus‬اليت يستعملها أنصار البابا وخصومهم أنصار اإلمرباطورية‬
‫للتعبري عن االجتاهات العامة للرأي العام يف املناطق املتنازعة عليها‪.3‬‬

‫وعرفت الشورى يف اإلسالم‪ ،‬كمنهج حياة للتعبري عن الرأي العام‪ ،‬فقد جاء يف‬
‫ِ‬ ‫استَ َجابُوا لَِرهِّبِ ْم َوأَقَ ُاموا َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫ور ٰى بَْي نَ ُه ْم َوممَّا َرَزقْ نَ ُ‬
‫اه ْم‬ ‫الص َال َة َوأ َْم ُرُه ْم ُش َ‬ ‫ين ْ‬‫القران الكرمي ﴿ َوالذ َ‬
‫ضوا‬ ‫ب َالنْ َف ُّ‬ ‫ت فَظًّا َغلِي َ‬
‫ظ الْ َقلْ ِ‬ ‫ت ََلُ ْم َولَ ْو ُكْن َ‬
‫ٍِ ِِ‬
‫يُنف ُقو َن ﴾ الشورى‪ ﴿ ،83‬فَبِ َما َر ْْحَة م ْن اللَّه لْن َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِمن حولِك فَاعف عْن هم و ِ‬
‫ت فَتَ َوَّك ْل َعلَى اللَّه إِ َّن اللَّهَ‬ ‫استَ ْغف ْر ََلُ ْم َو َشا ِوْرُه ْم ِيف ْاأل َْم ِر فَِإذَا َعَزْم َ‬
‫ْ َْ َ ْ ُ َ ُ ْ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ُِحي ُّ‬
‫ني ﴾ آل عمران ‪ .09‬وأدرك العامل اإلسالمي أمهية الرأي العام من خالل تطبيق‬ ‫ب الْ ُمتَ َوهكل َ‬
‫منهج الشورى يف إدارة شؤون اجملتمع وأن مفهوم الشورى كفلسفة وسلوك ميثل حقيقة ال‬

‫‪1‬عبد الكرمي علي الدبيسي‪ ،‬الرأي العام عوامل تكوينه وطرق قياسه‪ ،‬دار املسرية للنشر والتوزيع والطباعة ‪ ،4100،‬عمان‪ ،‬ص ‪01‬‬
‫‪ْ2‬حال جماهد‪ ،‬الرأي العام و طرق قياسه‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪ ،‬القاهرة‪ ،4111 ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪3‬اْحد بدر‪ ،‬الرأي العام طبيعته و تكوينه وقياسه‪ ،‬دار قباء‪ ،‬القاهرة‪ ،0111 ،‬ص ‪.24‬‬

‫‪103‬‬
‫اختالف فيها‪ ،‬من حيث كونه ميثل تعددية اآلراء واختالفها خبصوص اختاذ القرارات املهمة‬
‫بالنسبة للمسلمني‪ .‬وتعين الشورى يف اإلسالم استطالع الرأي من ذوي اخلربة للتوصل إىل‬
‫اقرب األمور إىل احلق‪ .‬ويف احلديث الشريف عن النيب (ص) (ال جتتمع أميت على ضاللة)‬
‫وقد ظهر األخذ بالشورى واضحا يف احرتام النيب (ص) ألراء الصحابة املسلمني وتقبله‬
‫ملشورهتم وأرائهم يف بعض الغزوات مثل غزوة بدر وحفر اخلندق حول املدينة‪ .‬إن جتربة‬
‫الشورى خالل صدر اإلسالم ترينا بوضوح أن الشورى ما هي يف احلقيقة إال منوذج للرأي‬
‫العام (رأي الصفوة‪ ،‬الرأي العام القائد)‪.1‬‬

‫وهكذا اخذ اإلسالم بنظام الشورى اليت هي أِّبى صور الرأي العام وأعظم باعث‬
‫على إنشاء اجملالس النيابية و البلدية و مها الصور اجللية للرأي العام‪.2‬‬

‫منذ القرن اخلامس عشر بدأت عدة عوامل وقوى تارخيية يف إظهار الرأي العام‬
‫وبلورته‪ .‬فقد مسحت التطورات التكنولوجية يف جمال الطباعة بالنشر الواسع النطاق للمؤلفات‬
‫املكتوبة‪ ،‬اليت زادت قوة يف القرن السادس عشر مع منو فاات التجار ورجال األعمال والتوسع‬
‫يف التعليم‪ ،‬وقد نتج عن ذلك التوسع يف القراءة بني العامة وبدأت جمتمعات قارئة ومتاجر‬
‫للكتب تنتعش‪.3‬‬

‫وظهرت خالل القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر مؤسسات اجتماعية‬
‫مثل مقاهي اجنلرتا وصالونات باريس وجمتمعات املائدة يف أملانيا‪ ،‬وكانت تعقد يف هذه‬
‫األماكن الندوات األدبية‪ ،‬واملناظرات السياسية والثقافية‪ ،‬وحبلول القرن الثامن عشر أصبح‬
‫األدب السياسي واألخالقي شائعا بني الطبقات املثقفة‪ ،‬ومع تنامي الطبقة الوسطى يف القرن‬
‫الثامن عشر حصلت العامة املثقفة على قوهتا السياسية ومركزها‪ ،‬وأصبح التبادل احلر‬

‫‪ْ1‬حيدة مسيسم‪ ،‬نظرية الرأي العام مدخل‪ ،‬دار الشؤون الثقافية‪ ،‬بغداد‪ ،0114 ،‬ص ‪.011‬‬
‫‪2‬عبد الكرمي علي الدبيسي ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫‪3‬حممد عبد الرؤوف ِّبنسي ‪،‬الرأي العام في االسالم‪ ،‬ط ‪ ،4‬مؤسسة اخلليج العريب‪ ،‬القاهرة‪ ،0131 ،‬ص‪.42‬‬

‫‪104‬‬
‫للمعلومات والتفكري النقدي املنفتح‪ ،‬هو األداة املستخدمة من قبل العامة لتأكيد ذاهتا يف‬
‫املوضوعات السياسية‪ ،‬وانبثق عن ذلك الرأي العام باعتباره شكال تستطيع الطبقة البورجوازية‬
‫أن تتحدى من خالله احلكم االستبدادي‪.1‬‬

‫وعند منتصف القرن الثامن عشر كان هناك اعرتاف بوجود الرأي العام ويف هذه‬
‫احلقبة عرف "روسو" كأول املنظرين السياسيني الذين استخدموا مفهوم الرأي العام ووضعوا‬
‫األسس األوىل لتطويره‪ ،‬وكان من أول من طبق نظرية العصمة الشعبية للدولة يف دراسته‬
‫لإلرادة العامة متوصال بذلك إىل أن اإلرادة األكثر عمومية هي اإلرادة األكثر عدال وأن‬
‫صوت الشعب من صوت اهلل‪ .‬وأجرى "روسو" حتليال شامال وموسعا للرأي العام‪ ،‬واستطاع‬
‫أن يقدم مفهوما للرأي العام يتعلق بقاعدة األغلبية يف ظل الدميقراطية‪ .‬ويرجع له الفضل يف‬
‫استخدام الرأي العام يف عام ‪.20112‬‬

‫وقد شهد بداية القرن التاسع عشر استخدامات واسعة للرأي العام بني الطبقات‬
‫املتعلمة‪ ،‬وشهد القرن العشرين تطورات بدأت تتبلور من منتصف القرن التاسع عشر‪ ،‬نتج‬
‫عنها أن الرأي العام أصبح صاحب سلطة حقيقية‪ ،‬ومن هذه التطورات الثورة الصناعية والنمو‬
‫والتضخم السكاين والتقدم العلمي التكنولوجي‪ ،‬وارتفاع مستوى التعليم وزيادة احلراك‬
‫االجتماعي بني الطبقات واملطالبة باملساواة‪.3‬‬

‫وخالل احلرب العاملية األوىل يف أوائل القرن العشرين‪ ،‬ازداد بشكل مكثف االهتمام‬
‫بدراسة الرأي العام‪ ،‬حيث استخدمت كل دولة من الدول املتحاربة أساليب متنوعة لتعباة‬

‫‪1‬جان جاك شوفالييه‪ ،‬تاريخ الفكر السياسي من المدينة الدولة إلى الدولة القومية‪ ،‬ترمجة حممد عرب صاصيال‪ ،‬املؤسسة اجلامعية‬
‫للدراسة والنشر‪ ،4111 ،‬ص ‪.231‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Colette Ganochaud, opinion publique et changement social chez jean jacque‬‬
‫‪rousseau, revue française de sciences politique, ed presse de sciences politique année‬‬
‫‪1978, vol28, pp, 899, 924.‬‬
‫‪3‬عبد الكرمي علي الدبيسي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.40‬‬

‫‪105‬‬
‫الرأي العام ضد أعدائها‪ ،‬وازداد االهتمام اجلدي والتناول العلمي للرأي العام منذ أوائل‬
‫الثالثينيات من القرن املاضي مع بداية إنشاء معهد (غالوب)‪.‬‬

‫ومبرور الوقت وبتزايد حصيلة املعرفة‪ ،‬أصبح الرأي العام حيظى بأمهية ومكانة مرموقة‬
‫يف مجيع دول العامل‪.‬‬

‫‪ .1‬مفهوم الرأي العام وخصائصه‪:‬‬

‫الرأي العام اصطالح يرتدد على األلسنة يف حياتنا اليومية وأحاديثنا اخلاصة والعامة‪،‬‬
‫إال أن االهتمام بظاهرة الرأي العام‪ ،‬برز بشكل الفت إبان الثورة الفرنسية‪ ،‬حيث إهنا كانت‬
‫تعبريا عني ًفا عن انتفاضة الرأي العام ضد استبداد السلطة وطغياهنا‪،‬‬
‫‪-‬كأي ثورة يف العامل‪ً -‬‬
‫مؤشرا على التحوالت العميقة اليت أصابت اجملتمع الفرنسي آنذاك"‪.1‬‬
‫فضال عن كوهنا ً‬
‫( ً‬
‫وأدى ظهور الراديو والتلفزيون والسينما واالقمار الصناعية اىل جعل القرن العشرين‬
‫دورا‬
‫(قرن الرأي العام) حبق وجبدارة‪ .‬بل ان احلربني العامليتني اللتني شهدمها هذا القرن لعبتا ً‬
‫هاما يف تدعيم الرأي العام وذلك نتيجة النتشار وسائل االعالم املتطورة والدعاية املبتكرة اليت‬
‫ً‬
‫‪2‬‬
‫جلأت اليها الدول املتحاربة ‪.‬‬

‫وليس للرأي العام تعريف واحد يتفق عليه الباحثون والدارسون‪ ،‬فاجلهود اليت بُذلت‬
‫لتعريف الرأي العام على وجه الدقة قد أدت إىل أكثر من مخسني تعريفا‪...3‬على اعتبار الرأي‬
‫العام ليس امسا لشيء واحد بل هو تصنيف لعديد من األشياء‪...‬وعلى الرغم من اختالف‬
‫هذه التعارف فإن الدارسني لظاهرة الرأي العام يتفقون على األقل على األمور التالية‪:4‬‬

‫أ‪ .‬أن الرأي العام ميثل جمموعة من آراء مجع كبري من األفراد‬

‫‪ْ 1‬حيدة مسيسم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.09‬‬


‫‪2‬عصام سليمان املوسى‪ ،‬المدخل في االتصال الجماهيري‪ ،‬ط ‪ ، 2‬االردن‪ ،‬مكتبة الكتايب للنشر والتوزيع‪، ،0111 ،‬ص‪.013‬‬
‫‪3 Childs Harwood L, Public Opinion, Nature, Formation and Role, princeton, N.J:‬‬
‫نقال عن أْحد بدر‪ ،‬الرأي العام‪ :‬طبيعته وتكوينه وقياسه ودوره في السياسة العامة‪Van Nostrand, 1965, p 12-28, ،‬‬
‫ط‪ ،2‬القاهرة‪ ،‬دار قباء للطباعة والتوزيع‪ ،0113 ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ 4‬أْحد بدر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪106‬‬
‫ب‪ .‬وأن هذه اآلراء تتصل باملسائل املختلف عليها وذات الصاحل العام ‪Public‬‬
‫‪.Interest‬‬
‫ج‪ .‬أن هذه اآلراء ميكن أن متارس تأثريا على سلوك االفراد واجلماعات والسياسة احلكومية أو‬
‫العامة‪.‬‬

‫ويضيف البعض على هذه العوامل‪ ،‬أنه البد من توافر املناقشة املنظمة للوصول اىل‬
‫رأي عام سواء كان هذا الرأي هو حاصل مجع أو حاصل ضرب –أي حمصلة األفكار‬
‫املختلفة‪ -‬ومن الضروري ان نذكر بعض تعاريف الرأي العام اليت ختدم حبثنا ومنها‪:‬‬

‫‪" .0‬هو الفكرة السائدة بني مجهور من الناس تربطهم مصلحة مشرتكة ازاء موقف من‬
‫املواقف او تصرف من التصرفات‪ ،‬أ و مسألة من املسائل العامة اليت تثري اهتمامهم أو‬
‫تتعلق مبصاحلهم املشرتكة‪ ،‬فالرأي العام ميثل حمصلة االراء واالحكام السائدة يف‬
‫اجملتمع"‪.1‬‬
‫‪" .4‬التعبري احلر عن اراء الناخبني – او من هم يف حكمهم – بالنسبة للمسائل العامة‬
‫املختلف عليها‪ ،‬على ان تكون درجة اقتناع الناخبني ِّبذه االراء وثباهتم عليها كافية‬
‫للتأثري على السياسة العامة واالمور ذات الصاحل العام‪ ،‬وحبيث يكون هذا التعبري ممثًال‬
‫لرأي االغلبية ولرضى االقلية"‪.2‬‬
‫‪ " .8‬الرأي السائد بني اغلبية الشعب الواعية يف فرتة معينة بالنسبة لقضية او اكثر حيتدم فيها‬
‫مسا مباشرا "‪.3‬‬ ‫اجلدل والنقاش‪ .‬ومتس مصاحل هذه االغلبية او قيمها االنسانية االساسية ً‬
‫وختتلف بياة الرأي العام يف دول العامل الثالث عن الدول الدميقراطية‪ .‬ففي بلدان‬
‫العامل الثالث يسود واقع اجتماعي ال تتوافق قيمه مع مستلزمات الدولة احلديثة‪ ،‬حيث‬
‫ينعكس هذا الواقع على العالقات بني احلكام والشعب‪ ،‬وعلى مشاركة احملكومني يف الشأن‬

‫‪ 1‬ابراهيم امام‪ ،‬االعالم واالتصال بالجماهير‪ ،‬ط‪ ،8‬القاهرة‪ ،‬مكتبة االجنلو املصرية‪ ،0132 ،‬ص ‪.018‬‬
‫‪ 2‬أْحد بدر‪ ،‬سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 3‬خمتار التهامي‪ ،‬الرأي العام والحرب النفسية‪ ،‬ط‪ ،2‬ج‪ ،0‬القاهرة‪ ،‬مطابع دار املعارف‪ ،0112 ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪107‬‬
‫العام وعلى ادراكهم ملسؤلياهتم يف هذا اجملال‪ ،‬ففي مثل هذه البياة‪ ،‬يتميز بأفتقاره اىل‬
‫النضوج وتعرتيه السطحية‪ ،‬االمر الذي يسهل انتقاله من النقيض اىل النقيض"‪.1‬‬

‫يف حني يتميز اجلمهور يف ظل االنظمة الدميقراطية بعدة صفات "ففي ظل مثل هذا اجلمهور‬
‫حتدث عملية تبادل املؤثرات وردود االفعال‪ ،‬ويتم االحتفاظ يف الوقت ذاته باملواقف الكثرية‬
‫املتباينة كما حتظى وجهات نظر االقلية بالتسامح "‪.2‬‬

‫يرى اْحد بدر يف كتابه الرأي العام طبيعتة وتكوينة وقياسه ودوره يف السياسة العامة‪،‬‬
‫أن تعريف فلويد ألبورت ‪ Floyd Allport‬من أهم التعاريف اليت تعاجل الرأي العام من‬
‫وجهات نظر متعددة كما يلي‪" :‬يعين اصطالح الرأي العام تعبري مجع كبري من األفراد عن‬
‫آرائهم يف موقف معني –إما من تلقاء أنفسهم أو بناءا على دعوة توجه اليهم‪ -‬تعبريا مؤيدا‬
‫او معارضا ملسألة معينة أو شخص معني أو اقرتاح ذي أمهية واسعة‪...‬حبيث تكون نسبة‬
‫املؤيدين أو املعارضني يف العدد ودرجة اقناعهم وثباهتم واستمرارهم‪...‬كافية الحتمال ممارسة‬
‫التأثري على اختاذ اجراء معني –بطريق مباشر أو غري مباشر‪ -‬جتاه املوضوع الذي هم‬
‫بصدده‪.3‬‬

‫وهذا التعريف يُظهر اجلوانب العامة للرأي العام كما يلي‪:4‬‬

‫‪ .0‬من يدخل يف التعريف ‪Who‬؟ أشخاص كثريون (أي موقف يشرتك فيه عدد كبري)‪.‬‬
‫‪ .4‬ما هو املوضوع ‪ ،Subject‬حالة حمددة أو شخص معني او اقرتاح له امهية واسعة‪.‬‬
‫‪ .8‬درجة االتفاق ‪ ،Agreement‬نسبة معينة أو عدد معني‪.‬‬
‫‪ .2‬الشدة والعمق ‪.Intensity‬‬

‫‪1 Bereison Bernad and Morris Janowvits, public opinion and communication,‬‬
‫‪Glencoe, III, freepress, 1950. p 17.‬‬
‫نقال عن حممد ابراهيم عبد اهلل‪ ،‬مهدي مال حممد‪2 Chur Chill, closing the ring, Boston,1951, p 7. ،‬‬
‫الدعاية السياسية وأثرها في تشكيل الرأي العام‪ ،‬جملة جامعة بابل‪ ،‬العلوم االنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ 41‬العدد‪4104 ،8‬‬
‫‪3 Floyd Allpoet, Towards a Science of Public Opinion, Public Opinion Quarterly,‬‬
‫نقال عن اْحد بدر ‪ ،‬الرأي العام طبيعتة وتكوينة وقياسه ودوره في السياسة العامة‪Vol1, No1, p23, January, 1937, ،‬‬
‫مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪11‬‬
‫‪ 4‬اْحد بدر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪108‬‬
‫‪ .9‬التأثري ‪ Influence‬يعطى احتمال اجراء مؤثر وفعال‪.‬‬

‫ويركز هذا التعريف على الرأي العام الفعلي ال الكامن ومع ذلك فهو ال ينكر أن‬
‫هناك درجات متفاوتة من املشاركة واالهتمام بالنسبة للمسائل املختلفة‪..‬وهذه الدرجات‬
‫ترتاوح من التعصب اىل االهتمام املعتدل اىل الالمباالة‪ .‬وكحوصلة ملختلف التعاريف الواردة‬
‫ارتأينا إدراج تعريف الباحثة األملانية "اليزابيث نوال نيومان" للرأي العام نظرا لكوننا اعتمدنا‬
‫نظريتها يف دراستنا "دوامة الصمت"‪ ،‬حيث ترى "نيومان" أن الرأي العام هو تعبري‬
‫األشخاص عن رأيهم اجتاه مواقف معينة بطريقة ال تعرضهم للعزلة عن اجملتمع‪.1‬‬

‫نظرية "دوامة الصمت" ظهرت عام ‪0118‬م على اثر نتائج الدراسات اليت أجريت‬
‫على االنتخابات السياسية يف أملانيا‪ ،‬وهي احلقبة الزمنية اليت كانت هتيمن فيها وسائل‬
‫اإلعالم التقليدية (الصحافة واإلذاعة والتلفزيون) على تكوين الرأي العام وتشكيله يف اجملتمع‪،‬‬
‫لكن الوقت الراهن يشهد متغريات كبرية يف البياة االتصالية اليت أوجدت بدائل للتعبري عن‬
‫الرأي العام وتشكيله يف اجملتمع غري تلك الوسائل التقليدية‪ ،‬مثل شبكات التواصل‬
‫االجتماعي (الفايسبوك والتويرت واليوتيوب واملدونات‪ ،‬وغريها)‪ ،‬هذا املتغري االتصايل املهم‬
‫يفرض تساؤالت حول تطوير البناء النظري الذي أسست عليه نظرية "دوامة الصمت" وهذا‬
‫ما نبحث فيه من خالل دراستنا هذه‪ .‬إن طبيعة دراستنا تقتضي البحث يف مفهوم الرأي‬
‫العام من خالل األدبيات املتخصصة يف املوضوع من الناحية التقليدية وحماولة اسقاط ذلك‬
‫على نوع مستحدث من الرأي العام فرضته تكنولوجيات االعالم واالتصال احلديثة‪ ،‬أال وهو‬
‫‪‬‬
‫الرأي العام االلكرتوين‬

‫‪1 Xudong Liu and Shahira Fahmy, Exploring the spiral of silence in the virtual‬‬
‫‪world: lndividuals' willingness to express personal opinions in online versus‬‬
‫‪offline settings, Journal of Media and Communication Studies, Vol 32, February‬‬
‫‪2011, pp. 45-57.‬‬
‫‪ ‬يشهد الرأي العام وقياسة تطوراً هائالً بسبب عدد من املتغريات أمهها الثورة التكنولوجية وما أتاحته من فُرص التعبري عن الرأي ُحبرية‬
‫ُ‬
‫ويكفي فقط عدد الوسائل اليت أتاحتها شبكة اإلنرتنت‪ ،‬لذا فإنه من الضرورة مبكان التطرق اىل هذه النقطة بشيء من التفصيل نظرا لطبيعة‬
‫الدراسة اليت تقتضي ذلك‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫خصائص الرأي العام‪:‬‬

‫لقد حاول العديد من املفكرين والباحثني وضع خصائص شاملة للرأي العام ومن‬
‫هؤالء كانرتيل ‪ Cantril‬الذي وضع ما يسميه هو "بقوانني" شاملة تصنف الرأي العام‪.‬‬
‫حدد هذه القوانني يف سبعة عشر قانونا‪ ،‬وهناك باحثون آخرون يرون أن هذه القوانني ال‬
‫تكشف شياا مثريا‪..‬كما أن كثريا منها قوانني غامضة ومبهمة‪ .‬وميكن ان نناقش بعض‬
‫خصائص الرأي العام اليت يتعلمها اجلمهور خالل عمليات التنشاة االجتماعية والسياسية‬
‫باجملتمع‪ ،‬وهي كما يلي‪:1‬‬

‫‪ .1‬الثبات والتقلّب‪:‬‬

‫يعترب الرأي العام ظاهرة متغرية‪ ،‬ومتثل االنتقال من حال اىل حال‪ ،‬فالناس عادة ال‬
‫يثبتون على حال واحدة‪..‬وهم يتحمسون ملهنتهم أو ما يقومون به من عمل‪ ،‬حينا‪ ،‬وهم‬
‫يضيقون مبهنتهم وعملهم‪..‬ويسعون لتغيريه حينا آخر‪ .‬ومن أمثلة هذا التقلب ما يذهب‬
‫الناس من حبهم لزعيم معني بعد موته فقط‪..‬‬

‫‪ .2‬التبرير‪:‬‬

‫التربير مبعناه الواسع يعين تعليل السلوك بأسباب منطقية يقبلها العقل مع أن أسبابه‬
‫احلقيقية انفعالية‪ ،‬وإذا كان التربير حيدث بالنسبة للفر فهو حيدث كذلك بالنسبة للرأي‬
‫العام‪..‬‬

‫أ‪ .‬هناك التربير الذي يعود تقليديا اىل الثقافة والعادات املتوارثة كما هو احلال بالنسبة‬
‫للتعصب العنصري‪.‬‬
‫ب‪ .‬وهناك التربير الذي يقوم به الزعماء ورجال الدعاية‪ ،‬كإظهار أسباب الدخول يف‬
‫حرب مثال‪.‬‬
‫ج‪ .‬وهناك تربيرات تظهر تلقائية بني الناس دون خلفية مسبقة‪ ،‬كالثقافة والعادات املوروثة‬
‫أو تأثري الزعامة والدعاية‪.‬‬
‫‪ 1‬أْحد بدر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.11-39‬‬

‫‪110‬‬
‫‪ .8‬االبدال‪:‬‬

‫يقوم اجملتمع بإمداد أعضائه الذين يعانون من خمتلف ألوان القلق أو الفشل ببديل‬
‫خيفف عنهم هذا القلق أو الفشل‪ ،‬ومن بني البدائل املقبولة يف هذه احلالة‪..‬تركيز الكراهية أو‬
‫أسباب الفشل يف مجاعة أخرى تكون َلا أخطاء معينة‪ ،‬وبالتايل هذه اجلماعة تستخدم‬
‫كضحية تتحمل أخطاء اآلخرين‪ ،‬أي أن تكون هذه اجلماعة من أولاك الذين ليس َلم‬
‫رصيد مسبق من احملبة أو التعاطف من قبل الرأي العام‪.‬‬

‫‪ .2‬التعويض‪:‬‬

‫عندما يتعرض الفرد لنوع من األزمات اليت اليستطيع حلها‪ ،‬فإنه يلجأ عادة اىل‬
‫ممارسة نوع آخر من النشاط التعويضي كشرب اخلمر أو لعب امليسر وغري ذلك‪ ،‬وعندما‬
‫تكون الدولة صغرية وحظها من التقدم حمدود‪ ،‬فإهنا تلجأ اىل تعويض ذلك النقص بابراز‬
‫صفات اخرى كتارخيها مثال‪.‬‬

‫‪ .9‬االسقاط‬

‫وهو تفسري أعمال الغري حبسب ما جيري يف نفوسنا‪ ،‬فالشخص الذي يشعر ببعض‬
‫العيوب يسقطها على غريه وينسبها اليه‪.‬‬

‫التقمص أو التماثل‪:‬‬
‫‪ّ .6‬‬
‫التقمص هو عكس االسقاط‪ ،‬والتقمص يكون أحيانا طريقة من طرق التفاهم بني‬
‫األفراد يف اجملتمع‪ ،‬فكل شخص يتقمص شخصية اجملتمع الذي ينتسب اليه‪..‬وحصيلة هذا‬
‫كله هي مزيد من التنشاة االجتماعية والسياسية يف اجملتمع‪.‬‬

‫‪ ‬هذه األمثلة صاغها الدكتور أْحد بدر يف كتابه الرأي العام‪ :‬طبيعته وتكوينه وقياسه ودوره يف السياسة العامة‪ ،‬ص ‪ ،31‬واليت نعتربها‬
‫شاذة نوعا ما ألهنا ال تعكس ثقافة اجملتمعات العربية املسلمة‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ .7‬التطابق او االتفاق‪:‬‬

‫هي ميل الفرد اىل االتفاق مع رأي اجملتمع‪ ،‬ويعتمد كثري من رجال االعالن والدعاية‬
‫على هذه اخلاصية فيذيعون مثال أن هذا النوع من الصابون تستعمله مجيع األوساط الراقية او‬
‫األغلبية وهكذا‪.‬‬

‫‪ .8‬التبسيط‪:‬‬

‫إن رغبة اجلمهور الشديدة يف الوقوف على تربيرات مفهومة وبسيطة وهنائية للقضايا‬
‫أو املسائل العامة اليت تثار يف اجملتمع‪..‬تدلنا اىل حد كبري على السبب الذي جيعل الناس‬
‫مستعدين لتقبل التبسيط الذي يقدمه َلم شخص آخر‪ ،‬وخصوصا عندما يأيت هذا التفسري‬
‫املبسط من مصدر موثوق به‪.‬‬

‫وأخريا فعلينا أن نشري اىل انه غالبا ما تتفاعل عمليات كثرية من العمليات السابقة‬
‫مع بعضها يف وقت واحد‪..‬كأن حتدث عملية اسقاط مع عملية تقمص‪ ،‬وتتفاعل عمليات‬
‫التربير مع العوامل االجتماعية األخرى (كاألحداث‪...‬أو الزعامة‪...‬أو غريها)‪..‬أي أن‬
‫تتفاعل كل من العوامل العقلية الالشعورية مع العوامل االجتماعية خللق وتشكيل الرأي العام‪.‬‬

‫وهناك جمموعة من املبادئ العامة حتكم سلوكيات الرأي العام خلصها الدكتور أْحد بدر يف‬
‫كتابه "الرأي العام‪ :‬طبيعته وتكوينه وقياسه ودوره يف السياسة العامة" كما يلي‪:1‬‬

‫‪ .0‬يبقى الرأي العام "كامنا" حىت تظهر مسألة أو قضية عامة‪...‬وهذه القضية تظهر عادة‬
‫حينما يوجد تصادم أو قلق أو خيبة أمل‪.‬‬
‫‪ .4‬الرأي العام الفعلي هو حماولة للتقليل من التصادم أو القلق او خيبة األمل‪ ،‬وعندما‬
‫يصعب التغلب على الظروف اليت أدت اىل هذا التصادم أو القلق او خيبة األمل‪ ،‬يلجأ‬
‫الرأي العام لعملية التربير أو االبدال أو التعويض‪.‬‬
‫‪ .8‬يتحقق التطابق واالتفاق بالنسبة للرأي العام عندما يعزو بعض الناس مصادر معارفهم‬
‫واجتاهاهتم اىل اآلخرين (عملية االسقاط) أو عندما يفرتض بعض الناس أن اجتاهاهتم‬
‫‪ 1‬أْحد بدر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.10-11‬‬

‫‪112‬‬
‫ومعارفهم هي نفسها اجتاهات ومعارف اآلخرين (عملية التقمص) أو عندما يكون لدى‬
‫الناس مجيعا نفس املعلومات املتشاِّبة بصورة عامة (عملية التبسيط)‪.‬‬
‫‪ .2‬ميكن أن يكشف الرأي العام عن نفسه‪ ،‬أي أن يعرب عن نفسه حينما تكون قوة الدافع‬
‫أو العامل املؤثر كبرية أو عندما يكون التعبري عن االجتاه باألفعال ذا نتائج طيبة أكثر من‬
‫النتائج السياة‪.‬‬

‫كما أن العامل "كي ‪ "Key‬ركز على اخلصائص التالية للرأي العام‪:1‬‬

‫‪ .0‬الرأي العام ميثل مدى واسعا بني املعارضة والتأييد‬


‫‪ .4‬الرأي العام خيتلف يف الدرجة والعمق والقوة‪.‬‬
‫‪ .8‬الرأي العام خيتلف يف درجة الثبات‪.‬‬

‫نقال عن ‪1 Key, V.O.J, Public Opinion and American Governement, 1961, p7-17.‬‬
‫أْحد بدر‪ ،‬الرأي العام‪ :‬طبيعته وتكوينه وقياسه ودوره في السياسة العامة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.18-10‬‬

‫‪113‬‬
‫‪ .2‬أنواع الرأي العام‪:‬‬

‫يقسم الدكتور عبد اللطيف ْحزة الرأي العام إىل ثالثة أنواع‪ :‬رأي عام مسيطر وهو‬
‫رأي القادة والزعماء واحلكومات‪ ،‬ورأي عام مستنري وهو رأي الطبقة املثقفة من اجلمهور‪،‬‬
‫ورأي عام منقاد وهو رأي التابعني بغري تفكري أو إرادة"‪.1‬‬

‫وكذلك ميكن تقسيم الرأي العام إىل أنواع متعددة طبقاً للعديد من املعايري اليت تعتمد‬
‫يف التصنيف أو التقسيم مع مالحظة تشابه األنواع وتكرارها طبقاً للتقسيم‪ ،‬حيث ميكن‬
‫تقسيم الرأي العام من حيث طبيعته إىل رأي عام كامن وغري معرب عنه‪ ،‬ورأي عام ظاهر‬
‫تشرتك فيه أجهزة اإلعالم‪ ،‬واملنظمات السياسية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬ورأي عام ثابت وهو‬
‫الذي يرتكز على قاعدة ثقافية وتارخيية ودينية وميتاز بالثبات‪ ،‬ورأي عام مؤقت مرتبط‬
‫مبشكلة طارئة أو حادث عرضي أو برامج ذات أهداف زمنية ينتهي بانتهائها‪ ،‬وهذا التقسيم‬
‫للرأي العام ال يتسم بالدقة إذ ال ميكن أن نتحدث عن الرأي العام الباطن كنوع من أنواع‬
‫الرأي العام ألنه ال ميكن أن جيد له أرضية واضحة ميكن قياسها أو التعرف عليها‪.2‬‬

‫وكذلك يقسم الرأي العام إىل رأي عام حملي أو وطين وهو الذي يسود غالبية أفراد‬
‫الشعب حول قضية من القضايا تكون حمل جدل ونقاش‪ ،‬وتتعلق باملصلحة العامة‪ ،‬ويصنف‬
‫إىل عدة أنواع من بينها الرأي العام احلزيب‪ ،‬والنسائي‪ ،‬والزراعي‪ ،‬والصناعي‪ ،‬والطاليب‪،‬‬
‫وكذلك الرأي العام اإلقليمي السائد بني عدة شعوب متجاورة جغرافياً وتربطها أهداف‬
‫ومصاحل مشرتكة‪ ،‬والرأي العام الدويل الذي يولد نتيجة ألحداث دولية كبرية مثل احلرب‬
‫العاملية األوىل اليت كانت نقطة لبداية تشكيل الرأي العام الدويل يف العصر احلديث‪.3‬‬

‫و حيدد دافيسون ‪ Davison‬صورة تفصيلية لعملية تكوين الرأي العام حبيث‬


‫تشكل املرحلة األوىل عملية اتصال بني شخص وآخر حول موضوع معني‪ ،‬حبيث تبدأ جذور‬
‫هذا املوضوع بالتكون والنمو لتتسع وتصبح أكثر انتشارا وعمومية‪ ،‬أما املرحلة الثانية فتبدأ‬

‫‪ 1‬عزيزة عبده‪ ،‬اإلعالم السياسي والرأي العام‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،4112 ،‬ص ‪.080‬‬
‫‪ 2‬عاطف عدوان‪ ،‬جذور العلوم السياسية‪ ،‬ط‪، 1‬مكتبة ابن خلدون للنشر‪ ،‬غزة‪ ،4114 ،‬ص ‪.010‬‬
‫‪ 3‬عبد ااهلل زلطة‪ ،‬الرأي العام واإلعالم‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاهرة‪ ،4111 ،‬ص ‪.01-03‬‬

‫‪114‬‬
‫بانتقال املوضوع إىل املفكرين والباحثني الذين يتولون املوضوع ويتباحثون فيه بشكل تفصيلي‬
‫ومنهم إىل قادة اجملموعة أو اجملتمع‪ ،‬حبيث يتبنون املوضوع ويصبح أحد اهتماماهتم‪ ،‬ليصل‬
‫بعد ذلك إىل وسائل اإلعالم‪ ،‬ويف املرحلة األخرية يزداد وقع املوضوع وأثره وثقله يف اجملتمع‪،‬‬
‫حبيث يصبح مركز النقاش والتحاور‪ ،‬وتتشكل حوله العديد من اآلراء والتوجهات‪ ،‬ويتم‬
‫الوصول يف النهاية إىل إدخال هذا املوضوع العام يف نطاق القانون أو العادات االجتماعية‬
‫السائدة‪.1‬‬

‫إال أن دراستنا تقتضي التمييز بني نوعني أساسيني من الرأي العام مها‪ :‬الرأي العام‬
‫التقليدي والرأي العام االلكرتوين‪ ،‬أما الرأي العام التقليدي فقد تطرقنا اليه يف اجلزء السابق‬
‫يف حني سنخصص اجلزء األ كرب واألوفر للرأي العام االلكرتوين وهو الذي سندرسه يف حبثنا‬
‫هذا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪W.P Davison: The Public Opinion Process, Public Opinion Quarterly, vol, 1958, p‬‬
‫‪91.‬‬

‫‪115‬‬
‫‪ .3‬تشكيل الرأي العام‪:‬‬

‫هناك عوامل عديدة تؤثر يف عملية تكوين الرأي العام منها‪ :‬اجلمهور‪ ،‬الثقافة‪،‬‬
‫األحداث واملشكالت‪ ،‬التنشاة االجتماعية‪ ،‬الدين‪ ،‬املعتقدات‪ ،‬العادات والقيم املتوارثة‪،‬‬
‫االجتاهات‪ ،‬امليول‪ ،‬املعرفة األسرة‪ ،‬املؤسسات التعليمية‪ ،‬الشعور الوطين‪ ،‬النظام السياسي‪،‬‬
‫احلرب السياسية واحلرب االقتصادية‪ ،‬وسائل االتصال اجلماهريي‪ ،‬االتصال املواجهي املباشر‪،‬‬
‫االتصال اجلمعي إضافة إىل عوامل أخرى منها وسائط االتصال احلديثة‪ ،‬مثل االنرتنت وما‬
‫يتيحه من إمكانيات وما يفرزه من تأثريات‪ ،‬الدعاية الشائعات واحلرب النفسية‪.1‬‬

‫إن عملية تكوين الرأي العام ال تتم نتيجة إضافة أو مجع العوامل املذكورة‪ ،‬ولكن من‬
‫خالل تفاعلها تفاعال ديناميكيا يؤدي يف النهاية إىل تكوين الرأي العام‪.‬‬

‫ويتأثر الرأي العام مبجموعة من العناصر والعوامل واحملددات اليت تسهم يف تكوينه‪،‬‬
‫ديناميكيا‪ ،‬تفاعال ومتشابكة‪ ،‬كما أهنا تتفاعل مع‬
‫ً‬ ‫ويؤكد الباحثون أن هذه العوامل كثريًة‬
‫بعضها بعضا مبعىن أن كل عنصر منها يؤثر يف اآلخر ويتأثر به‪ ،‬فاإلنسان يف اجملتمع يتأثر‬
‫باألسرة‪ ،‬والدين‪ ،‬والعادات والتقاليد والقيم‪ ،‬واملؤسسات التعليمية‪ ،‬والنظام السياسي السائد‬
‫يف الدولة‪ ،‬واألصدقاء واألقران‪ ،‬ووسائل االتصال‪ ،‬واجلماعات كالنقابات واألحزاب‬
‫واَلياات‪ ،‬فمن خالل هذه القنوات املتشعبة متر التأثريات املختلفة كل يوم‪ ،‬لكي تتكون‬
‫اجتاهات الرأي العام‪ ،‬ومن الصعب فهم الرأي العام يف أمة من األمم‪ ،‬ما مل ندخل يف‬
‫اعتبارنا تلك القوى املادية واالجتماعية اليت تشكل شخصية األمة‪ ،‬وتسهم يف تكوين الفرد‬
‫ملعتقداته وتشكيل اجتاهاته‪.2‬‬

‫وتتداخل العديد من العوامل فيما بينها لتكوين أو تشكيل الرأي العام‪ ،‬منها عوامل‬
‫جمتمعية مثل‪ :‬احلرية والدميقراطية‪ ،‬أساليب االتصال املعتمدة يف اجملتمع‪ ،‬مجاعات الضغط‬
‫واألحزاب‪ ،‬املوروث الفكري والعقائدي‪ ،‬إضافة إىل العوامل اخلارجية‪ ،‬أو الدولية واإلقليمية‪،‬‬
‫وعوامل شخصية مثل‪ :‬مستوى الفرد التعليمي والثقايف واالقتصادي‪ ،‬وطريقة التنشاة‬

‫‪ 1‬حسني علي الفالحي‪ ،‬االعالم التقليدي واإلعالم البديل‪ ،‬دار غيداء للنشر والتوزيع‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬عمان‪ ،4102 ،‬ص ‪.424‬‬
‫‪ 2‬عبد الكرمي الدبيسي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.041‬‬

‫‪116‬‬
‫االجتماعية‪ ،‬وتشري الدراسات إىل أن هناك عدة نظريات أو مناهج لتكوين الرأي العام منها‪:‬‬
‫األول‪ :‬منهج العامل الواحد ‪ Factor- Single Approach‬الذي يعترب أن أحد‬
‫العوامل حيتل مكانة بارزة يف عملية تكوين الرأي‪ ،‬فريى البعض مثال أمهية العامل االقتصادي‬
‫يف تكوين الرأي‪ ،‬بينما ركز فرويد على الدوافع اجلنسية واهتم آخرون بدور العِرق أو الغرائز أو‬
‫غريها من العوامل‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬منهج المراحل المحددة ‪Formula- Pat Approach‬إذ حياول بعض‬


‫الباحثني بني حني وآخر‪ ،‬أن يقدموا عملية تشكيل الرأي العام بصفة كلية شاملة‪ ،‬دون‬
‫الرتكيز على بعض العوامل احملددة‪ ،‬وبيان دورها جمتمعة أو منفردة‪ ،‬وهؤالء الباحثون أبرزوا‬
‫عملية تكوين الرأي العام بالنسبة لقضية معينة كاحلقوق املدنية أو التأمني االجتماعي‪ ،‬متر‬
‫خالل مراحل متعددة عادة‪ ،‬وهذه ميكن أن نطلق عليها منهج املراحل احملددة‬
‫‪ .Formula-Pat Approach‬ويرى العامل "كاليد" كنك أن هناك أربع مراحل يف‬
‫تكوين الرأي العام‪ ،‬وتتمثل املرحلة األوىل يف االستياء الذي تشعر به اجلماعة حيال إحدى‬
‫القضايا‪ ،‬وحيث يعتقد أن باإلمكان عالج املشكلة النامجة عن طريق اجلماعة ‪Action‬‬
‫‪ .Group‬أما يف املرحلة الثانية فيعم االستياء ويظهر وعي لدى اجلماهري وحاجة عامة‬
‫للعالج والعمل‪ ،‬واملرحلة الثالثة تتميز ببلورة القضايا‪ ،‬وذلك بناء على املناقشة وعرض أوجه‬
‫النظر املختلفة يف اإلعالم‪ ،‬وأخريا مرحلة احلكم واختاذ القرار‪.‬‬

‫ومن شروط تكوين الرأي العام‪ ،‬بروز قضية خالفية عامة هتم اجلمهور‪ ،‬واملناقشة‬
‫واحلوار حول القضية‪ ،‬وبعدها يتم تبين وجهة نظر األغلبية والتعبري عن الرأي العام الذي‬
‫ميارس تأثريا إما على سلوك األفراد واجلماعات وإما على السياسة العامة للدولة‪ ،‬وصانعي‬
‫القرار لالنسجام مجيعا أو التوافق إىل أكرب احلدود‪.1‬‬

‫‪ْ 1‬حيدة مسيسم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.444‬‬

‫‪117‬‬
‫الثالث‪ :‬منهج العوامل المتعددة ‪ Multi -factor Approach‬الذي يركز على أن‬
‫هناك عوامل متعددة تساهم يف تشكيل الرأي العام وليس عامال واحدا فقط‪ ،‬ويعترب منهج‬
‫العوامل املتعددة من أكثر املناهج استخداما يف دراسات عملية تكوين الرأي العام‪.1‬‬

‫ويتفق باحثوا االتصال على أن الرأي العام يتشكل بناءً على التفاعل بني مجاعات‬
‫من األفراد حول قضية خالفية‪ ،‬وهو احلكم الذي تصل إليه اجلماعة يف قضية ما‪ ،‬ذات أمهية‬
‫بالنسبة َلا بعد مناقشات وافية‪ ،‬وهذا احلكم يتسم بصبغة اجتماعية‪ ،‬باعتباره حصيلة أفكار‬
‫مباشرا بالعوامل احلضارية والثقافية‬
‫ً‬ ‫ومعتقدات ومواقف لألفراد واجلماعات تتصل اتصاال‬
‫والدينية‪ ،‬إزاء شأن ميس النسق االجتماعي‪ ،‬كأفراد وتنظيمات ونظم‪ .‬وتؤثر يف تشكيل هذا‬
‫احلكم (الرأي العام) عمليات االتصال‪ ،‬تأثريا نسبيا أو كليا يف جمريات أمور اجلماعة‬
‫اإلنسانية على النطاق احمللي والوطين والقومي والدويل‪.2‬‬

‫ويرى الدكتور أْحد بدر يف كتابه الرأي العام‪ :‬طبيعته وتكوينه وقياسه ودوره يف‬
‫السياسة العامة أنه من العسري أن حندد على وجه الدقة كيفية تشكيل الرأي العام‪ ،‬ومعظم‬
‫اإلنتاج الفكري يف هذا اجملال مازال إنتاجا نظريا ومل تصل نتائج الدراسة فيه بعد إىل حقائق‬
‫ثابتة تعتمد على التجارب العلمية الدقيقة‪ .3‬وميكن توضيح العوامل اليت تشكل الرأي العام‬
‫كاآليت‪:‬‬

‫أ‪ .‬البياة الطبيعية وأثرها يف الرأي العام‬


‫‪ .0‬املناخ‪:‬‬

‫إن املناخ يؤثر بصورة عامة يف حالة اجلماهري ويف حركتها ويؤثر يف طبيعة الرأي العام‪.‬كما انه‬
‫يؤثر يف حضارات الشعوب‪ ،‬ذلك أن تطور الشعوب‪ ،‬ليس ثقافيًا ودينامية عقالنية فحسب‪،‬‬
‫بل هو يف وجه من وجوهه‪ ،‬نتيجة تفاعل تلك الشعوب مع بياتها اجلغرافية‪ .‬فالشعوب اليت‬

‫‪ 1‬أْحد بدر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.19‬‬


‫‪ 2‬عبدالكرمي علي الدبيسي وزهري ياسني الطاهات‪ ،‬دور شبكات التواصل االجتماعي في تشكيل الرأي العام لدى طلبة الجامعات‬
‫األردنية‪ ،‬دراسات‪ ،‬العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬اجمللد ‪ ،21‬العدد‪ ، 4108 ،0‬ص ‪.12‬‬
‫‪ 3‬أْحد بدر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.19‬‬

‫‪118‬‬
‫وتطورا أفضل من شعوب املناطق احلارة‪.‬‬
‫ً‬ ‫تقدما‬
‫تتميز بلداهنا مبناخ معتدل ميكنها أن حتقق ً‬
‫دورا حامسًا يف تأثريه على سياسات الشعوب وتقدمها‬
‫لكن املبالغة يف إعطاء هذا العامل ً‬
‫يوازي إمهال هذا العامل‪.1‬‬

‫‪ .4‬املوقع‪:‬‬

‫تأثريا على سياستها وعلى أنظمتها‪ .‬ذلك أن الدول من صنع التاريخ‬ ‫إن إلقليم الدولة ً‬
‫تأثريا على استقرار الدولة وسالمها حبسب دول جرياهنا فسكان‬ ‫واجلغرافية‪ ،‬كما أن للموقع ً‬
‫نظرا الن املناطق‬
‫املناطق احملاذية للحدود يف حالة من احلذر الدائم واخلشية املستمرة‪ً ،‬‬
‫احلدودية تعكس غالبًا التوترات السياسية بني الدول املتجاورة‪ .‬يف حني يتميز سكان املناطق‬
‫البحرية حببهم للحرية واالنفتاح والتواصل‪ ،‬بينما مييل سكان اجلزر إىل العزلة واحلذر‪.‬‬

‫مقومات الرأي العام‪:‬‬


‫ّ‬
‫مقومات الرأي العام هي العناصر اليت ال يقوم الرأي العام إال ِّبا‪ ،‬واهم هذه املقومات‪:2‬‬

‫‪ .0‬اجلماعة‪ :‬إن أحد أهم املقومات الرئيسية للرأي العام هي اجلماعة بكل‬
‫خصائصها وصفاهتا وأنواعها وعاداهتا وتقاليدها‪ ،‬وقيمها وتراثها وأهدافها‬
‫ومصاحلها وأمناط معيشتها وطبيعة األوضاع السائدة فيها‪.‬‬
‫‪ .4‬املشكلة أو القضية‪ :‬وهي املوضوع العام أو املسألة العامة اليت تدركها اجلماعة‬
‫وجتذب االنتباه العام‪ ،‬وقد تتعلق بالقيم واملعتقدات أو أمور سياسية أو‬
‫اقتصادية أو غريها‪.‬‬
‫‪ .8‬املناقشة‪ :‬يتطلب تكوين الرأي العام إثارة املناقشة العامة اجلادة والفاعلة‪،‬‬
‫القائمة على الفهم واملوضوعية وعدم إتباع اَلوى وحتقيق ذلك يف إطار‬
‫التفاعل االجتماعي احلر بغية الوصول إىل حل للمشكلة‪.‬‬

‫‪ 1‬هاين الرضا‪ ،‬رامز حممد عمار‪ ،‬الرأي العام واالعالم والدعاية‪ ،‬بريوت‪ ،‬املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،0113 ،‬ص‪.99‬‬
‫‪ 2‬حسني علي الفالحي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.428-424‬‬

‫‪119‬‬
‫اإلعالم كأحد أدوات تشكيل الرأي العام‬

‫ساق الدكتور أْحد بدر يف كتابه الرأي العام‪ :‬طبيعته وتكوينه وقياسه ودوره يف‬
‫السياسة العامة‪ ،‬مثاال عن دور اإلعالم يف تشكيل الرأي العام‪ ،‬حيث افرتض‪" :‬لو أن‬
‫التلفزيون كان موجودا يف ديسمرب سنة ‪ 0120‬وأن هناك وكالة على وشك بث رسالة وصور‬
‫عن تدمري "بريل هاربل"‪ ،‬فهل ستسمح احلكومة األمريكية بذلك؟"‪ ،1‬ويف هذا املقام نسوق‬
‫نفس االفرتاض من خالل إسقاطه على صحافة املواطن ودورها يف كشف النقاب عن التعتيم‬
‫اإلعالمي التقليدي‪ ،‬من خالل طرح القضايا اليت أقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم الرمسي‬
‫العتبارها قضايا ال تنسجم مع سياسة املؤسسة اإلعالمية أو مؤسسة الدولة وتوجهاهتا‪ ،‬فيتم‬
‫إدراجها‪ ،‬واالعتناء مبعاجلتها‪ ،‬يف مستوى التدوين‪ ،‬على أساس أهنا قضايا اجملتمع احلقيقية‪.‬‬

‫إن وسائل اإلعالم قادرة على تصوير القضايا واألحداث واألشخاص على خالف‬
‫الواقع الفعلي‪ ،‬وتقدمي تلك التصورات للجمهور على أهنا ُمتثل الصورة احلقيقية‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل توظيف مفهوم الصورة الذهنية‪ ،‬حيث تعرض وسائل اإلعالم جزءاً من الصورة‬
‫احلقيقية عن قضية ما‪ ،‬وتُركز عليه‪ ،‬وتُقدمها للجمهور على أهنا ُمتثل الصورة احلقيقية بكامل‬
‫تعرض املتلقي املستمر لوسائل اإلعالم تتكون لديه صور ذهنية ُمتعددة‬ ‫أجزائها‪ ،‬ومن خالل‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫عن مجلة من القضايا أو األحداث بناء على االجتاهات السياسية والفكرية والثقافية لتلك‬
‫وتغري التكوين املعريف والقدرة على صياغة الواقع ححت ِدث على املدى البعيد تغيرياً‬
‫الوسائل‪ُ ،‬‬
‫آخر على مستوى املواقف واآلراء؛ إذ أن مواقف األفراد وآراءهم تُبىن يف العادة على التكوين‬
‫املعريف للقضية حمل التأثري وصورهتا الذهنية‪ ،‬ومبجموع تلك اآلراء يتشكل الرأي العام يف‬
‫اجملتمع‪.2‬‬

‫‪ 1‬أْحد بدر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.481‬‬


‫‪ 2‬عادل عبد الصادق‪ ،‬الفضاء االلكتروني والرأي العام‪ :‬تغير المجتمع واالدوات والتأثير‪ ،‬سلسلة قضايا اسرتاتيجة‪ ،‬العدد األول‪،‬‬
‫املركز العريب الحباث الفضاء االلكرتوين‪ ،‬مارس ‪ ،4100‬ص‪.01‬‬

‫‪120‬‬
‫الرأي العام االلكتروني‪ :‬مفهومه وخصائصه‬ ‫‪.I‬‬
‫‪ .1‬مفهوم الرأي العام االلكتروني‪:‬‬

‫انطالقا من التعريف التقليدي للرأي العام ُميكن توصيف تعريف للرأي العام‬
‫اإللكرتوين بأنه "ذلك الرأي الذي يُعرب عن أكرب شرحية ُممكنة من اجلماهري يف هذا الفضاء‬
‫الواسع على شبكة اإلنرتنت" والرأي العام اإللكرتوين يف هذا العامل املتخيل هو كل (فكرة ‪-‬‬
‫ُ‬
‫اقرتاح ‪ -‬رأي – ُمشاركة) أو حىت لفظ اعرتاض غاضب أو نكتة تُعرب عن توجه معني أو‬
‫تُدافع عن أيديولوجية بعينها أو تنبُع من جتربة شخصية سواء فردية أو مجاعية لتصل إىل‬
‫نتيجة سياسية عامة يتم توصيلها كرسالة اتصالية من خالل تلك الشبكة (اإلنرتنت)؛ لتأخذ‬
‫دورها يف املشاهدة واإلطالع من قِبَل كل من ميلُك أو يستطيع استخدام تلك اخلدمة‪،‬‬
‫ُ‬
‫واإلطالع يف الوقت نفسه على تلك القنوات اليت يستخدمها اآلخرون ليتكون ما نعرفه‬
‫ب "الرأي اإللكرتوين"‪ .‬ويف هذه احلالة فالرأي اإللكرتوين يُعرب عن كل الشرائح اليت متلُك تلك‬
‫الوسيلة أو األداة التكنولوجية للتعبري والتواصل والنقاش‪.1‬‬

‫وميكن تعريف الرأي العام االلكرتوين بأنه عبارة عن آراء مجاعة من الناس اجتاه قضية‬
‫أو موضوع معني يهمهم أو تأثروا به يطرح للمناقشة واحلوار بواسطة التقنية االلكرتونية يف‬
‫زمن حمدد‪ .‬وينفرد هذا التعريف بعدة عناصر أوَلا آراء مجاعة من الناس‪ :‬فالرأي العام‬
‫االلكرتوين يتكون من رأي فرد واحد فقط‪ ،‬إال إذا كان هذا الرأي يهم جمموعة كبرية من‬
‫الناس تأثروا ِّبذا الرأي واتبعوا وتبنوا الفكرة أو املعارضة فينتج عن ذلك يف النهاية رأياً عاماً‪.‬‬
‫وهذه اجملموعة من الناس أفكارهم متداخلة ومتشابكة بعضها مع بعض يف الغالب وتأيت يف‬
‫شكل كلمات أو اختيار حمدد‪ ،‬ويكون عرض لآلراء إما بشكل كامل عن طريق الكالم‬
‫املنطوق أو الكالم املكتوب أو كليهما عرب التقنية االلكرتونية‪ ،‬وقد يكون التعبري عن اآلراء‬
‫بشكل خمتصر فتكون حالة التأييد أو املعارضة أو احلياد من خالل املوافقة بكتابة نعم أو‬
‫املعارضة بكتابة ال أو احلياد بكتابة حمايد أو ما شاِّبها أو من خالل النقر على أحدهم‪.2‬‬
‫على أنه من املمكن يف بعض القضايا اخلاصة بالرأي العام االلكرتوين ازدياد درجات دقة‬

‫‪ 1‬عادل عبد الصادق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.02‬‬


‫‪ 2‬متعب بن شديد اَلماش‪ ،‬الرأي العام اإللكتروني‪ ،‬جملة األمن واحلياة‪ ،‬عدد‪ ،812‬سبتمرب ‪ ،4111‬السعودية‪ ،‬ص ‪. 23‬‬

‫‪121‬‬
‫التعبري عن الرأي‪ ،‬مثال‪ :‬معارض بشدة‪ ،‬مؤيد بشدة‪ .‬وذلك لقياس النسبة بشكل أكثر دقة‬
‫حسب أمهية كل قضية والقائم باالستطالع‪ .‬وثانيها قضية أو موضوع معني يهم هؤالء‬
‫الناس‪ :‬فيلزم أن تكون هناك قضية أو موضوع حمدد يهتم به جمموعة من الناس سواء كانت‬
‫مثال‪ .‬ويعريون هذه القضية انتباههم واهتمامهم‬
‫هذه اجملموعة شعب أو فاة معينة كالشباب ً‬
‫من خالل تأثريها فيهم بشكل مباشر ملساسها مبصاحلهم أو ظروف حياهتم أو عقيدهتم‪.‬‬
‫وتوجد هناك قضايا تؤثر يف الناس بشكل غري مباشر فتالمس مشاعرهم أو تؤثر يف نفسياهتم‬
‫وعواطفهم‪ .‬أما ثالثها فهي املناقشة واحلوار‪ :‬حيث أهنما السبيل الكفيل لتشكيل الرأي العام‪.‬‬
‫ففي غياب املناقشة واحلوار يكون من الصعوبة أن يتكون الرأي العام‪ .‬فالرأي العام يتشكل‬
‫نتيجة تفاعل اتصال األفراد وتالقي أفكارهم مع بعضهم البعض‪ ،‬وقدرهتم على التعبري عن‬
‫آرائهم‪ .‬ورابعها التقنية اإللكرتونية‪ :‬ويقصد ِّبا الشبكة العنكبوتية من خالل مواقع االنرتنت‬
‫والربيد االلكرتوين وهواتف اجليل الثالث وغريها من األدوات‪ .‬حيث أهنا أصبحت مالذاً آمناً‬
‫نسبياً للتعبري عن آراء الناس وأخذ استطالعاهتم دون خوف أو هلع وأحياناً حتت تغطية‬
‫ومهية‪ .‬وإحدى املشكالت أمام الرأي العام االلكرتوين هي تفشى األمية االلكرتونية يف‬
‫اجملتمعات النامية مما جيعل الرأي العام االلكرتوين متأخراً لديهم وغريب االسم واألطوار لعدم‬
‫معرفتهم بكيفية االستخدام‪ ،‬ولكن مع ظهور الصفحات العربية أصبح من السهل التعبري عن‬
‫اآلراء‪ ،‬و التعامل مع هذه التقنية للوصول إىل اَلدف املنشود وهو التعبري عن اآلراء‪ .‬أما‬
‫العنصر اخلامس فهو الزمن احملدد‪ ،‬فالوقت عنصر أساس من عناصر عملية الرأي العام‬
‫االلكرتوين وخاصة بعد الطفرة اَلائلة يف جمال االتصاالت مما يسهل سرعة التفاعل واالنتشار‪.‬‬
‫ويقصد بالزمن التاريخ‪ :‬يوم‪ ،‬شهر‪ ،‬سنة‪ ،‬والوقت‪ :‬ثانية‪ ،‬دقيقة‪ ،‬ساعة‪ .‬ولكل زمن ظروفه‬
‫اخلاصة واليت تؤثر يف آراء الناس وتشكيلها‪ .‬وتتغري بتغري أو بانتهاء املسببات َلا والظروف رمبا‬
‫تكون سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية أو دينية أو خليط مما سبق‪ ،‬وكذلك‬
‫للمراحل العمرية لإلنسان أمهية كبرية‪ ،‬فتعبري املراهق عن آراءه وعن القضايا اليت هتمه ختتلف‬
‫عن الطريقة اليت يعرب ِّبا اإلنسان كبري السن صاحب اخلربة والتجربة يف احلياة‪.1‬‬

‫‪ 1‬متعب بن شديد اَلماش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪122‬‬
‫ويعدد الباحث عادل عبد الصادق يف دراسة نشرها حول الرأي العام بالعدد األول من جملة‬
‫سلسلة قضايا إسرتاتيجية‪ ،‬أهم أدوات الرأي والتعبير عبر االنترنت‪ ،‬حيث ل ّخصها فيما‬
‫يلي‪:1‬‬

‫التجمعات االفتراضية‪ :‬وهي عبارة عن مواقع على شبكة اإلنرتنت ُمتثل نُقطة التقاء جملموعة‬
‫من األشخاص يتواصلون معاً من خالَلا باستخدام نظم القوائم الربيدية أو الرتاسل الفوري‬
‫واملحادثة واحلوارات املطولة‪ ،‬والذين جيمعهم اهتمام ُمشرتك إزاء قضية ما‪.‬‬
‫ُ‬
‫المنتديات‪ :‬هي عبارة عن برجميات يتم تركيبها على مواقع اإلنرتنت‪ ،‬لتسمح بتلقي‬
‫ُمسامهات وأفكار وآراء من قبل أي شخص يُسجل نفسه يف املنتدى‪ ،‬وعرضها على‬
‫املشاركني اآلخرين يف اللحظة نفسها‪ ،‬مث إتاحة الفرصة لكل املشرتكني اآلخرين لقراءة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫املسامهة فوراً والرد عليها يف اللحظة ذاهتا ‪ ،‬سواء باإلتفاق أو اإلختالف أو بالدفاع أو‬
‫ُ‬
‫اَلجوم‪ .‬ومن هنا ينشأ احلوار الدميقراطي بشفافية وبال قيود‪.‬‬

‫التعبير عن الرأي عبر نظام التصويت التليفوني‪ :‬حيث يتم االتصال التليفوين ُ‬
‫للمشاركة‬
‫للمشاركة يف أحد الربامج أو التعبري عن ُمشكلة ما أو‬‫بالرأى والتعبري وأيضاً عرب اَلاتف ُ‬
‫موقف ُمعني واليت تُعد جزء من عملية قياس الرأي العام‪.‬‬

‫استطالعات الرأي اإللكترونية‪ :‬حيث أصبحت مادة دمسة يف الكثري من املواقع على شبكة‬
‫اإلنرتنت واليت هتدف إما إىل استطالع رأي زوار املوقع جتاه موقف معني أو حماولة بناء رأي‬
‫جتاه قضية ما‪ ،‬وأصبح هناك استمارات رأي الكرتونية إىل جانب استطالعات رأي سريعة‬
‫حول األحداث اجلارية‪ ،‬وتتميز تلك االستطالعات بسهولة تسجيل املستطلع رأيه وإىل درجة‬
‫ُ‬
‫األمان التقنية يف االستطالع وتفادي عملية األخطاء يف عملية اإلحصاء حيث يتم اإلحصاء‬
‫الكرتونياً‪.‬‬

‫آلية التصويت واالنتخابات‪ :‬حيث يُستخدم اإلنرتنت يف عملية التصويت يف االنتخابات‬


‫باإلضافة إىل األدوات األخرى مثل اَلاتف احملمول واَلاتف الثابت والربامج اإللكرتونية اليت‬

‫‪ 1‬عادل عبد الصادق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.44-03‬‬

‫‪123‬‬
‫تُساعد على إعداد اجلداول االنتخابية وقواعد بيانات الناخبني وتنقيتها وفرز األصوات‬
‫وإعالن النتائج وتتميز برامج التصويت اإللكرتونية بالشفافية واحليادية‪.‬‬

‫البريد اإللكتروني والمجموعات البريدية‪ :‬حيث يُستخدم لنقل األفكار واآلراء بني‬
‫األشخاص والتواصل السياسي بني املرشحني والناخبني أو ما بني القادة السياسيني واجلماهري‬
‫ُ‬
‫حيث يتم إنشاء مواقع خاصة برؤساء الدول والزعماء وِّبا الربيد اإللكرتوين اخلاص ِّبم أو‬
‫رؤساء األحزاب السياسية أو قاده الرأي العام‪ .‬ويتم جتميع عدد من الربيد اإللكرتوين يف‬
‫جمموعات يتم الرتاسل فيما بينهم وإعالم أعضائها باملواد اإلعالمية بشكل فوري وسريع‬
‫والدعوة لالنضمام إليها من قبل أي ُمستخدم لإلنرتنت حيث تكون العضوية ِّبا مفتوحة‪.‬‬

‫وتقوم مراكز استطالع الرأي بشراء قوائم الربيد اإللكرتوين للمبحوثني حتتوي على‬
‫اآلالف من عناوين الربيد االلكرتوين مقسمة هذه القوائم حسب الدول واجلنس واملهنة‬
‫وميكن االستفادة من تلك العناوين حسب نوعية املبحوثني يف استطالعات الرأي وبناءا على‬
‫طبيعة االستطالع وهدفه‪ .‬ليقوم مركز االستطالع بإرسال رسالة الكرتونية عرب الربيد‬
‫االلكرتوين للقائمة احملددة لديه ويتم الرد بنفس الوسيلة‪.1‬‬

‫مواقع اإلنترنت الخاصة‪ :‬حيث أدى سهولة إنشاء موقع على شبكة اإلنرتنت إىل اجتاه‬
‫األفراد أو املنظمات أو األحزاب السياسية أو منظمات اجملتمع املدين إىل إنشاء مواقع خاصة‬
‫وتعدد الوسائط اإلعالمية حيث إمكانية إنشاء‬
‫تعرض لقضايا ُمعينة حيث ُرخص التكلفة ُ‬
‫إذاعة عرب اإلنرتنت أو بث مواد إعالمية مبا يقرتب من وسيلة إعالم خاصة لكافة التيارات‬
‫السياسية والدينية‪.‬‬

‫المدونات‪ :‬وهي صفحات جمانية توفرها مواقع على اإلنرتنت ُ‬


‫للمستخدمني حيث تتنوع وفق‬
‫غرض القائم باالتصال حيث يكون هناك مدونات شخصية ومدونات ذات طابع اجتماعي‬
‫وسياسي أو ختدم على مصاحل حزبية‪ ،‬وحتتوي على جمموعة من املقاالت القصرية اليت يتم‬
‫حتديثها باستمرار كما يف الصحيفة اليومية التقليدية‪ ،‬وآلية للنشر اإللكرتوين على اإلنرتنت‬

‫‪ 1‬متعب بن شديد اَلماش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪124‬‬
‫بأسلوب سهل‪ ،‬وأيضاً وسيلة نشر عامة أدت إىل زيادة دور اإلنرتنت باعتبارها وسيلة للتعبري‬
‫والتواصل أكثر من أي وقت مضى‪.‬‬

‫مواقع التوقيعات اإللكترونية‪ :‬واليت تُتيح فرصة التسجيل بعدد كبري كمعارض أو مطالب‬
‫بتغيري سياسة ُمعينة حيث يعتمد شرعية تلك التوقيعات بكم التوقيعات اليت جتمعها عرب‬
‫التسجيل من خالل مواقعها‪ .‬وتكون تلك التوقيعات نوعاً من املعارضة السلمية‪ .‬والتعبري عن‬
‫ُ‬
‫آراء ُخمتلفة‪.1‬‬

‫رسائل ‪ SMS‬والموبايل‪ :‬خدمة الرسائل القصرية عبارة عن رسائل نصية قصرية مكونة من‬
‫عدد من األحرف تكتب عن طريق لوحة املفاتيح يف اَلاتف احملمول أو الكمبيوتر‪ ،‬يتم‬
‫إرساَلا واستقباَلا عرب مركز رسائل مشغل الشبكة إىل اَلاتف اجلوال‪.2‬‬

‫حيث يتم استخدام رسائل املوبايل يف حشد التعباة السياسية واإلطالع على أخبار‬
‫االنتخابات وخاصة مع اندماج خدمات اإلنرتنت والتحويالت املالية واخلدمات التليفزيونية‬
‫واإلذاعية من خالل اَلاتف احملمول وكذلك إمكانية التصويت يف االنتخابات من خالله‪.‬‬

‫مواقع الشبكات االجتماعية‪ :‬وهي تلك املواقع اليت تُتيح فرصة التعارف واالتصال بني عدد‬
‫كبري من األفراد على مستوى العامل كما يتم إنشاء جمموعات ُميكن أن جتتذب إليها املزيد من‬
‫األفراد وتتميز تلك املواقع بسرعة تناقل املعلومات والصور‪ ،‬وخاصة مقاطع الفيديو وذلك‬
‫مثل موقع الفايسبوك وموقع تويرت‪.‬‬

‫االستفتاء عبر اإليميل‪ :‬ويتضمن إرسال استمارة االستفتاء عرب اإلمييل ويقوم املبحوث‬
‫بإعادة إ رساَلا عقب اإلجابة عليها وهذا النوع حيتوي على أسالة بسيطة وقليلة مع إضافة‬
‫بعض األسالة املفتوحة وتصلُح هذه الطريقة بالنسبة لالستفتاء الصغري على عينة كبرية وتكون‬
‫االستجابة عالية يف حالة استخدام عدد حمدود من األسالة‪.‬‬

‫‪ 1‬عادل عبد الصادق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.41‬‬


‫‪ 2‬متعب بن شديد اَلماش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪125‬‬
‫االستفتاء عبر مواقع اإلنترنت‪ :‬هذا النوع من أحباث السوق يتطلب إنشاء مواقع خاصة‬
‫فاألحباث التسويقية تُعترب وسيلة سهلة الوصول إليها وتتسم بالتفاعلية واالنتشار‪.‬‬

‫هناك ثالثة وسائل إلعالم املبحوثني بوجود استبيان وإرسال دعوة لإلجابة على االستبيان‬
‫عرب اإلمييل‪ ،‬والتسجيل يف القوائم‪ ،‬ووضع دعوة لدخول املوقع لإلجابة على االستبيان‪.‬‬

‫الوسيلتني َلما نفس السمات من حيث التعريف باالستبيان وتوزيعها على املبحوثني مث حتليل‬
‫النتائج‪.‬‬

‫استطالعات الرأي اإللكتروني‪ :‬وهي عبارة عن استمارة قد تكون صغرية أو بسيطة هتدف‬
‫إىل استطالع رأي زائري املوقع حول أحد القضايا اَلامة حيث يتم إظهار النتائج وعدد‬
‫املصوتني ونسب املشاركة‪.‬‬
‫ُ‬
‫التعليقات اإللكترونية‪ :‬وهي عبارة عن قيام املستخدم بكتابة تعليق على خرب أو حدث‬
‫ُ‬
‫ُمعني للتعبري عن رأيه أو موقفة من قضية ما وهناك عدد من املواقع تُتيح تلك اخلدمة‪.‬‬

‫وتوفر تلك األدوات األخرية الوقت وتُعترب أكثر فاعلية فيُمكن إرسال االستبيان لكثري‬
‫من أفراد العينة يف وقت قياسي‪ ،‬وامليزة الرئيسية هو أن ُميكن للباحث من خالَلا عمل ورقة‬
‫اعلية فهذه العملية تضيف إىل االستبيان العديد من الوظائف اليت تتأكد من خالَلا‬ ‫عمل تف ُ‬
‫من مدى صحة اإلستبيان فهي ُميكنها شرح املصطلحات والتح ُقق من اإلجابات‪.1‬‬
‫ُ‬
‫شبكات التواصل االجتماعي وتشكيل الرأي العام‪:‬‬

‫أصبحت وسائل االتصال واإلعالم الرقمية من ضرورات احلياة‪ ،‬وهي مبثابة حلقة‬
‫الوصل بني كل مؤسسات‪ ،‬ومقومات‪ ،‬ومكونات البناء االجتماعي‪ ،‬وعلى عاتقها تقوم‬
‫دورا‬
‫عمليات شرح وتقدمي ما لدى كل مؤسسة اجتماعية لألخرى‪ ،‬إذ تؤدي وسائل اإلعالم ً‬
‫بالغ األمهية واخلطورة يف تشكيل الرأي العام‪ ،‬ويف تعباة اجلماعات‪ ،‬وحشدها حول أفكار‬
‫وآراء واجتاهات معينة‪ ،‬مهما كانت هذه اجلماهري متباعدة جغرافيا‪ ،‬أو غري متجانسة‬

‫‪1‬‬
‫عادل عبد الصادق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.44‬‬

‫‪126‬‬
‫دميوجرافيًا‪ .‬وزادت التطورات التكنولوجية اَلائلة قدرة وسائل االتصال الرقمية يف حتقيق املزيد‬
‫من التأثري على اجلماهري‪ ،‬وتوجيهها حنو آراء وأفكار معينة‪ .‬وساهم االنتشار احلر للمعلومات‬
‫من خالل شبكات التواصل االجتماعي الرقمية‪ ،‬يف خلق إمكانية كبرية للتحرك الشعيب على‬
‫أساس معرفة واسعة ودقيقة باألحداث السياسية‪ ،‬وبالتايل التأثري على تصور املواطن للسياسة‪،‬‬
‫وتتخذ هذه الشبكات يف هذه العملية موق ًفا فريدا إذ متارس تأثريات قوية على صانعي القرار‬
‫ويف تشكيل الرأي العام‪ ،‬فوسائل االتصال متثل حلقة وصل بني الرأي العام وصانعي القرار‪.‬‬
‫ويقول بعض اخلرباء‪ :‬تؤثر وسائل اإلعالم يف السياسة من وجهتني يرتبط بعضهما ببعض أشد‬
‫االرتباط؛ ترتكز الوجهة األوىل على تأثري وسائل اإلعالم على الرأي العام‪ ،‬الذي يؤثر بدوره‬
‫يف صانعي القرار‪ ،‬أما الوجهة الثانية فرتتكز على تأثري وسائل اإلعالم املباشر على صانعي‬
‫القرار‪ ،‬بتوفري املعلومات واألفكار والصور املختلفة اليت تشكل رؤيتهم للعامل‪ .‬وخيتلف تأثري‬
‫وسائل اإلعالم يف تشكيل اجتاهات الرأي العام تبعا للبياات االتصالية اليت تتم من خالَلا‬
‫عمليات التلقي‪ ،‬إذ ختتلف باختالف وسائل االتصال املقروءة واملسموعة واملرئية‪ ،‬فلكل‬
‫وسيلة إعالمية عدد من املزايا اليت جتعلها ختتلف من حيث التأثري عن الوسيلة األخرى‪،‬‬
‫وتكرار التعرض لوسائل االتصال يزيد من قوة تأثريها يف تشكيل اجتاهات الرأي العام‪ ،‬وقد‬
‫متيزت شبكات التواصل االجتماعي الرقمية بقوة التأثري ألهنا مجعت كل مزايا وسائل‬
‫االتصال التقليدية (املقروءة واملسموعة واملرئية) يف الرسالة اليت تقدمها‪.1‬‬

‫هناك اجتاهني خمتلفني يف دراسة تأثري وسائل االتصال‪:2‬‬

‫االتجاه األول يربط بني التغريات اليت حتدث يف الرأي العام على املستوى اجلمعي‪،‬‬
‫والتغيريات اليت حتدث يف حمتوى وسائل االتصال‪ ،‬وبالتايل فإن وسائل االتصال حني تقدم‬
‫اجتاهات خمتلفة ومتعارضة بصدد قضية معينة‪ ،‬فقد يكون ممكنا قياس تأثري كل من هذه‬
‫االجتاهات يف الرأي العام‪.‬‬

‫‪1‬عبدالكرمي علي الدبيسي وزهري ياسني الطاهات‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ 2‬نفس املرجع ص ‪.19‬‬

‫‪127‬‬
‫االتجاه الثاني وحيدث على املستوى الفردي‪ ،‬فيوضح اختالف تأثري وسائل اإلعالم من فرد‬
‫آلخر‪ ،‬حيث تعتمد التأثريات على عملية ذات مرحلتني‪ ،‬ومها‪ :‬التعرض لرسائل االتصال اليت‬
‫تقدمها وسائل اإلعالم وفهمها (مرحلة التلقي)‪ ،‬وقبول حمتوى هذه الرسائل‪( ،‬مرحلة القبول)‬
‫وهاتان العمليتان بدورمها تتأثران مبستوى الوعي السياسي لدى األفراد‪.‬‬

‫ومن وجهة نظر “جون زيللر” وهو أحد الباحثني يف العوامل املؤثرة يف تشكيل‬
‫اجتاهات الرأي العام‪ ،‬فإن للميول السياسية والوعي السياسي وخطاب الصفوة دورا يف‬
‫تشكيل الرأي العام‪ ،‬إضافة إىل طبيعة البياة املعلوماتية اليت تقدم من خالَلا الرسائل‬
‫مهما يف طبيعة التأثري الذي حتدثه وسائل اإلعالم يف‬
‫اإلعالمية‪ ،‬واعتربها “زيللر” عامال ً‬
‫تشكيل اجتاهات الرأي العام‪.1‬‬

‫َلذا تُستخدم شبكات التواصل االجتماعي من قبل التجمعات السياسية والتنظيمات‬


‫كوسيلة للتحفيز السياسي وخلق األنصار واملؤيدين‪ ،‬والتفوق على املنافسني أو املناقشة وطرح‬
‫األفكار‪ ،‬حىت إن بعض رؤساء العامل لديهم مدونات شخصية يتواصلون مع الناس من‬
‫خالَلا‪ ،‬كالرئيس األمريكي‪ ،‬والرئيس الروسي على سبيل املثال‪ .‬ويشري مصطلح املعلومات‬
‫الذي استخدمه "زيللر"‪ ،‬إىل املعلومات السياسية املتدفقة يف وسائل االتصال وتشمل‪:‬‬
‫التقارير اإلخبارية والتعليقات وأحاديث الصفوة عن التوجهات األيدلوجية واحلزبية للرسالة‬
‫اإلقناعية‪ .‬وهناك عدة متغريات يتم من خالَلا فهم تأثري نوع الوسيلة اإلعالمية اليت تقدم من‬
‫خالَلا الرسالة على أسلوب معاجلة املعلومات وتشكيل االجتاهات‪ ،‬ومن هذه املتغريات‪ ،‬ما‬
‫يتعلق بالرسالة مثل‪ :‬قابلية الرسالة للفهم‪ ،‬وحيوية الرسالة وقوة الرباهني باإلضافة إىل متغريات‬
‫متعلقة خبصائص القائم باالتصال‪ .‬ويقصد مبتغري احليوية هو املعلومات احليوية اليت جتذب‬
‫وحتافظ على انتباه األفراد لكوهنا معلومات ملموسة ومثرية للخيال وقريبة زمنيا مكانيا وحسيا‪،‬‬
‫وبناء على ذلك فإن املعلومات املقدمة من خالل اإلذاعة والتلفزيون تُعد أكثر حيوية من‬
‫تلك املقدمة من خالل الصحافة املطبوعة‪ ،‬واملعلومات املقدمة من خالل شبكات التواصل‬
‫االجتماعي الرقمية اليت أصبحت أكثر حيوية من املعلومات املقدمة من الصحافة املطبوعة‬

‫‪1‬‬
‫شيماء ذو الفقار زغيب‪ ،‬نظريات في تشكيل اتجاهات الرأي العام‪ ،‬ط‪ ،0‬الدار املصرية اللبنانية‪ ،4112 ،‬ص ‪.18-31‬‬

‫‪128‬‬
‫تأثريا يف‬
‫واإلذاعة والتلفزيون‪ .‬ومن املفرتض أن تكون املعلومات األكثر حيوية هي األكثر ً‬
‫تشكيل اجتاهات الرأي العام‪ ،‬ذلك ألن تأثري شبكات التواصل االجتماعي الرقمية ومن مث‬
‫التلفزيون يُعد أكرب من تأثري اإلذاعة والصحيفة املطبوعة‪ ،‬فضال عن تفوق هذه الشبكات‬
‫على وسائل اإلعالم األخرى لكوهنا أدوات اتصال تفاعلي متزامن وغري متزامن تضمن وصول‬
‫رسائلها إىل اجلمهور بسرعة فائقة‪.1‬‬

‫‪1‬عبدالكرمي علي الدبيسي وزهري ياسني الطاهات‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪129‬‬
‫‪ .2‬خصائص الرأي العام االلكتروني‬
‫يتميز الرأي العام االلكرتوين خبصائص تسهم يف تقدمي تصور و ٍ‬
‫اف عنه وهي‪:1‬‬

‫‪.0‬االنتشار و الوصول‪ :‬يتميز الرأي املكتوب أو املنطوق عرب الوسائل االلكرتونية بأنه يصل‬
‫إىل شرحية كبرية من الناس يف مجيع أحناء العامل وبسرعة فائقة فيتفاعل معه مستخدمي التقنية‬
‫االلكرتونية سواء بتأييده أو معارضته أو التعليق عليه باملالحظات‪.‬‬

‫‪.4‬سهولة قياس اجتاهاته‪ :‬يقاس الرأي العام االلكرتوين بطرق علمية عدة من خالل برامج‬
‫تقنية توفر إحصائيات دقيقة للرأي العام إىل ٍ‬
‫حد ميكن االعتماد عليه من قبل القيادات يف‬
‫صنع واختاذ القرارات‪.‬‬

‫‪.8‬يتفاعل مع غالبية املواضيع اليت هتمه‪ :‬يتواجد الرأي العام االلكرتوين يف أغلب القضايا‬
‫اليت هتم الناس سواء كان املوضوع يهم اجملتمع احمللي أو اإلقليمي أو العاملي‪ .‬وَلذا يالحظ‬
‫كل حسب القضية اليت هتمه‪.‬‬ ‫تفاعل الناس معه الكرتونياً ح‬
‫‪.2‬جتدد الرأي العام االلكرتوين باستمرار‪ :‬يتميز الرأي العام االلكرتوين بأنه متغري باستمرار‬
‫فهو ال يتسم بالثبات‪ ،‬نظراً لتغري جمريات األحداث من حيث الوقت والقضية‪ .‬وألن التقنية‬
‫االلكرتونية توفر إيصال أصوات وآراء الناس ومستجدات األحداث بسرعة فائقة‪.‬‬

‫‪.9‬اخنفاض التكلفة‪ :‬ففي اآلونة األخرية أصبح اإلنرتنت والتقنيات االلكرتونية رخيصة‬
‫التكلفة‪ .‬كما أنه أيضاً أصبح باإلمكان استخدام اإلنرتنت جماناً يف بعض املدن الذكية‪.‬‬

‫‪.1‬خصوصية املبحوث (املستطلع)‪ :‬ساعدت التقنية االلكرتونية يف إمكانية إجراء‬


‫استطالعات الرأي العام حيث أن املبحوث عرب التقنية االلكرتونية يتمتع مبيزة اخلصوصية‪،‬‬
‫ألنه ال يقابل الباحث أو املركز الذي يقوم باستطالع اآلراء مباشرة‪ ،‬بل يتم ذلك عرب وسيط‬
‫وهي التقنية بأنواعها املختلفة‪ .‬وبإمكان املبحوث عدم ذكر امسه وكتابة اسم مستعار له‪ ،‬مما‬
‫خيفف شدة التوتر واخلوف أو الرتدد يف طرح رأيه بشفافية‪.‬‬

‫‪ 1‬متعب بن شديد اَلماش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪130‬‬
‫وقد أسهم الرأي العام االلكرتوين بتحقيق عدد من الفوائد بالنسبة لألفراد وأيضا‬
‫للمجتمع‪ ،‬من خالل اجيابياته على األفراد فهو يساعدهم على تكيفهم مع جمتمعهم‬
‫والتواصل فيما بينهم من خالل شبكة االنرتنت والتقنيات األخرى‪ .‬وحيدث القناعة لديهم‬
‫اجتاه بعض اآلراء املطروحة واليت تليب احتياجاهتم املعنوية‪ .‬إىل جانب حتسني مستوى اخلطاب‬
‫واحلوار بني أفراد اجملتمع وإبداء اآلراء دون خوف أو وجل‪ .‬وأخرياً ميكنهم من معرفة موقف‬
‫من حوَلم اجتاه أي قضية مطروحة عرب التقنية االلكرتونية وشبكة االنرتنت وطريقة تفكريهم‬
‫حياَلا‪.1‬‬

‫ومتتد اجيابيات الرأي العام االلكرتوين للمجتمع فهو يساهم بدعم القرارات مما يؤدي‬
‫إىل جناحها أو معارضتها فيؤدي إىل فشلها غالباً‪ .‬إىل جانب التقارب الثقايف مع اجملتمعات‬
‫األخرى يف العامل‪ .‬كما أسهم يف عوملة الرأي العام فاالجتاهات السياسية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية وغريها اختذت طابعاً عاملياً مستفيدة من التطور اَلائل الذي وصلت إليه تقنية‬
‫االتصاالت‪ ،‬وال نستغرب مثالً أن يكون املوضوع خاص بدولة عربية ويتظاهر شعب دولة يف‬
‫أمريكا اجلنوبية‪ ،‬فباإلمكان حشد املاليني من الناس من القارات املختلفة يف يوم واحد‬
‫والفضل يرجع إىل شبكة االنرتنت اليت أتاحت الفرصة لنشر اآلراء واخلطط التنظيمية َلذه‬
‫املظاهرات إىل خمتلف أحناء العامل وبتكلفة قليلة‪ .‬ومع كل هذه االجيابيات إال أن الرأي العام‬
‫االلكرتوين يعرتيه بعض العوائق ومنها اقتصاره على مستخدمي شبكة اإلنرتنت وحائزي‬
‫التقنيات االلكرتونية األخرى فقط‪ .‬وقد يكون أحياناً متعارض مع الثوابت األساسية يف‬
‫اجملتمع مثل الدين والعادات وغريها‪ .‬ويصعب يف بعض األحيان معرفة اجلمهور ونوعيته إىل‬
‫جانب عدم ثقة اجلماهري بنتائج الرأي العام االلكرتوين لوجود بعض الثغرات التقنية‪.2‬‬

‫‪ 1‬متعب بن شديد اَلماش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.91-21‬‬


‫‪ 2‬متعب بن شديد اَلماش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪131‬‬
‫‪ .3‬تشكيل الرأي العام االلكتروني‪:‬‬

‫يرتبط تشكيل الرأي العام اإللكرتوين مبُتغريين أساسيني مها مستوى التعليم ومدى‬
‫تواجد شبكة لالتصاالت وخدمات اإلنرتنت املتوفرة‪ .‬ويرتبط باملتغري األول عدد من املتغريات‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الفرعية؛ مثل عدد املدارس واجلامعات واملعاهد العلمية‪ ،‬ومدى توفر ثقافة اإلنرتنت من‬
‫خالَلا‪ ،‬ومستوى التعليم‪ .‬أما املتغري الثاين فريتبط بعدد خطوط التليفون ومدى قوة الشبكة‬
‫ُ‬
‫املوجودة‪ ،‬إىل جانب عدد الشركات اليت تُقدم هذا النوع من اخلدمة‪ ،‬وكذلك مقاهي‬
‫اإلنرتنت أو بصفة عامة األماكن املتاحة للجماهري اليت تُقدم مثل هذا النوع من اخلدمة‬
‫ُ‬
‫(اإلتاحة ‪ -‬اجملانية ‪ -‬السرعة)‪.1‬‬

‫مراحل تشكيل الرأي العام االلكتروني‪:‬‬

‫يتشكل الرأي العام االلكرتوين من خالل املراحل التالية‪:2‬‬

‫‪ .0‬نشأة املشكلة أو القضية أو املوضوع العام‪ :‬قد حيدث ذلك بصورة فجائية أو تدرجيية أو‬
‫يف جماالت احلياة املختلفة‪ ،‬السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية وميكن للصحافة‬
‫االلكرتونية أن تساهم مسامهة واضحة يف هذه املرحلة من خالل تركيز االنتباه على‬
‫القضية او املشكلة‪.‬‬
‫‪ .4‬إدراك املشكلة أو القضية‪ :‬يف هذه املرحلة تتوىل الصحافة االلكرتونية عملية حتديد‬
‫املشكلة او القضية وطرح أبعادها‪ ،‬على أن يكون موضوع اهتمام جمموعة كبرية من‬
‫اجملتمع إن مل يكن غالبية اجملتمع‪ ،‬ومن مث مناقشة أبعاد هذه املشكلة‪.‬‬
‫‪ .8‬املناقشة‪ :‬يتطلب تكوين الرأي العام إثارة املناقشة العامة اجلادة والفاعلة‪ ،‬القائمة على‬
‫الفهم واملوضوعية وعدم إتباع اَلوى وحتقيق ذلك يف إطار التفاعل االجتماعي احلر بغية‬
‫الوصول إىل حل للمشكلة‪.‬‬

‫‪ 1‬عادل عبد الصادق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.09-02‬‬


‫‪ 2‬حسني علي الفالحي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪ ،498-494‬بتصرف‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫‪ .2‬تقارب اآلراء‪ :‬وهي املرحلة اليت تسبق مرحلة تكوين الرأي العام‪ ،‬إذ أن تواصل املناقشات‬
‫يفضي إىل الوصول إىل الوصول إىل الرأي الوسيط بني وجهات النظر املختلفة بعد أن‬
‫يتم استبعاد اآلراء الضعيفة أو غري الواقعية أو اليت ال تتوافق مع مصلحة اجلماعة‪.‬‬
‫‪ .9‬االتفاق اجلماعي‪ :‬وهي املرحلة األخرية من تكوين الرأي العام واليت تأيت على إثر الوصول‬
‫إىل اتفاق غالبية أفراد اجلماعة إىل احلل األجنع للمشكلة أو القضية ويكون هذا احلل هو‬
‫الرأي األكثر قوة واعتداال وواقعية وهذا هو الرأي العام الذي الرأي السائد بني أغلبية‬
‫أفراد اجلماعة يف املدة الزمنية املعينة اليت شهدت ظهور القضية أو املشكلة‪.1‬‬

‫‪ 1‬حسني علي الفالحي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.498‬‬

‫‪133‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫صحافة المواطن‬

‫‪431‬‬
‫والتطور‬
‫ّ‬ ‫‪ .I‬صحافة المواطن‪ :‬المفهوم‪ ،‬النشأة‬
‫‪ .1‬مفهوم صحافة المواطن‬
‫تطور مفهوم صحافة المواطن‬
‫‪ .2‬نشأة و ّ‬
‫‪ .3‬أنواع صحافة المواطن‬
‫‪ .4‬خصائص صحافة المواطن‬
‫‪ .5‬النظرة النقدية لصحافة المواطن‬
‫‪ .II‬دور صحافة المواطن في تشكيل الرأي العام‬
‫‪ .1‬آلية وطبيعة العالقة بين صحافة المواطن والرأي العام‬
‫‪ .2‬صحافة المواطن وخلق بيئة إعالمية بديلة لوسائل اإلعالم التقليدية‬
‫‪ .3‬تأثير صحافة المواطن على جمهور المتل ّقين‬
‫ظل صحافة المواطن‬
‫‪ .4‬جمهور المتل ّقين في ّ‬
‫‪ .5‬بعض اإلحصائيات عن دعائم صحافة المواطن‬

‫‪431‬‬
‫والتطور‬
‫ّ‬ ‫صحافة المواطن‪ :‬المفهوم‪ ،‬النشأة‬ ‫‪.I‬‬
‫‪ .1‬مفهوم صحافة المواطن‪:‬‬

‫يعين مفهوم "صحافة املواطن" أن بإمكان أي شخص أن يكون صحفيا ينقل رأيه‬
‫ومشاهداته للعامل أمجع‪ ،‬دون حاجة ألن حيمل شهادة يف علوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬أو أن ينتمي‬
‫ملؤسسة إعالمية إليصال صوته للعامل‪.1‬‬
‫وحبسب شاين برومان وكريس ويليس فإن صحافة املواطن هي‪" :‬نشاط للمواطنني يلعبون‬
‫خالله دورا حيا يف عملية مجع وحترير وحتليل األخبار‪ ،‬وهذه املشاركة تتم بنيّة مد الوسائل اإلعالمية‬
‫مبعلومات دقيقة وموثوق هبا ومستقلة تستجيب ملتطلبات الدميقراطية" ويقدم الباحثان ديباجة يف موقع‬
‫(حنن اإلعالم) ‪"We The Media‬حنن يف بداية احلقبة الذهبية للصحافة‪ ،‬هي صحافة مل‬
‫نعهدها من قبل وقد تنبأ الكثري من اخلرباء يف جمال املستقبليات أن مخسني باملائة من اإلنتاج‬
‫الصحفي سيتم بواسطة املواطنني حبلول عام ‪.20202‬‬
‫ويف مؤلَّفها "صحافة املواطن ‪ :‬حنو منط اتصايل جديد" قامت هنا السيّد عبد املعطي جبمع اثنا‬
‫عشر مفهوما لصحافة املواطن سنحاول تلخيصها كالتايل‪:3‬‬

‫‪ - 2‬تعريف صحافة املواطن يف املوسوعة االلكرتونية ‪ :Wikipedia‬هي تلك الصحافة اليت‬


‫ينتجها املاليني من األفراد يف أحناء العامل على شبكة االنرتنت (املدونات‪ ،‬املنتديات‪ ،‬الويكي)‬
‫كوسيلة لإلبداع‪ ،‬والتعبري والتوثيق واملعلومات‪ ،‬وهذا ما انعكس على العملية االعالمية حيث‬
‫حتول املواطن من متلق بسيط لألخبار إىل مصدر هلا‪ ،‬ويسمى الفرد الذي ميارس هذا االعالم بـ‬ ‫ّ‬
‫"املواطن احملرر"‪.‬‬
‫‪ - 0‬تعريف صحافة املواطن عند ‪ :Glaser‬هي امكانية استخدام الوسائل التكنولوجية احلديثة‬
‫والتوزيع العاملي لشبكة االنرتنت وذلك قصد انشاء وسائط تواصلية خاصة هبم‪ ،‬أو التحقق من‬
‫املعلومات الواردة على وسائل االعالم األخرى‪ ،‬وصحافة املواطن حسب ‪ Glaser‬هي عكس‬

‫‪ 1‬فتيحة بوغازي‪ ،‬شبكات التواصل االجتماعي والهوية المهنية للصحفي‪ ،‬جملّة لغات‪ ،‬اتصال وتكنولوجيا حديثة‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،3‬العدد ّ‬
‫األول‪،‬‬
‫‪ ،0222‬ص‪.65‬‬
‫‪ 2‬عباس مصطفى صادق‪ ،‬مصادر التنظير وبناء المفاهيم حول اإلعالم الجديد‪ ،‬أحباث املؤمتر ال ّدويل‪ :‬اإلعالم اجلديد‪ :‬تكنولوجيا جديدة‪ ...‬لعامل‬
‫جديد‪ ،‬جامعة البحرين‪ 9-7 :‬أفريل ‪ ،0229‬ص‪.32 :‬‬
‫‪ 3‬هنا السيد عبد املعطي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.22-33‬‬

‫‪431‬‬
‫عملية املرسل املتلقي اليت جندها يف الصحافة التقليدية يف الوقت الذي تستخدم فيه اجلرائد‬
‫والقنوات التلفزيونية واإلعالم االلكرتوين الصحفي كحارس البوابة يف عملية انتقاء وتقدمي‬
‫االخبار‪.‬‬
‫‪ - 3‬عند ‪ Jay Rosen‬هي ذلك النموذج الصحفي الذي يسمح لنطاق واسع من املشاركني‬
‫حمتويا ما وصفه "الشعب" الذي كان يعرف سابقا باسم "اجلمهور" لتقدمي االخبار اليت تصادفه‬
‫يف الصحافة‪.‬‬
‫‪ - 2‬عند ‪ :Goh Rachelle‬واحدة من العديد من العبارات الرنانة اليت نشأت نتيجة تطورر‬
‫وهنضة شبكة اإلنرتنت‪ ،‬وبصفة عامة تشري اىل كسر للعالقة التقليدية بني حديث املذيع‬
‫واملشاهد املمنت من هذا احلديث‪ ،‬وبسبب العوملة وانتشار استخدام اإلنرتنت فهي نوع من‬
‫الصحافة الشعبية اليت نشأت لعدم الرضا عن نوعية االخبار اليت تقدمها وسائل االعالم‬
‫التقليدية‪.‬‬
‫‪ - 6‬وفقا لتقرير ‪ We Media‬نصف السنوي الذي يصدره مركز االعالم ‪Media Center‬‬
‫التابع للمعهد االمريكي للصحافة‪ ،‬تعين تلك الكيفية اليت يصوغ هبا اجلمهور مستقبل تداول‬
‫األخبار واملعلومات واملمارسة الصحفية‪.‬‬
‫‪ - 5‬عند ‪ James Breiner‬هي أي نوع من املعلومات واملنشورات ونشر املعلومات من طرف‬
‫مكونني مهنيّا يف ميدان الصحافة‪ ،‬ومل يسبق هلم أن اشتغلوا يف مؤسسات اعالمية‪.‬‬
‫أناس غري ّ‬
‫‪ - 7‬عند ‪ Barry‬تشري اىل الوسائل اليت تسمح ألفراد اجلمهور العادي "غري الصحفيني" بإنتاج‬
‫ونشر مضامني تعرب عن مشكالهتم وتناقش قضاياهم وتسمح هلم مبنابر للتعبري عن آرائهم‪،‬‬
‫وتتم ممارهتا وفقا لقواعد مهنية معيّنة‪.‬‬
‫‪ - 3‬تعريف صحافة املواطن عند ‪ Bowman & Willis‬هي ما يقوم به املواطن أو جمموعة‬
‫من املواطنني من دور نشط يف عملية مجع وحتليل وحترير ونشر االخبار بغرض تقدمي معلومات‬
‫دقيقة وحمايدة ومستقلة وموثوق هبا هتم نطاقا مجاهرييا واسعا وتستجيب ملتطلبات الدميقراطية‪.‬‬
‫‪ - 9‬عند عباس صادق‪ ،‬هي نشاط للمواطنني يلعبون خالله دورا حيا يف عملية مجع وحترير وحتليل‬
‫االخبار‪ ،‬وهذه املشاركة تتم هبدف مد الوسائل االعالمية مبعلومات دقيقة وموثوق فيها‬
‫ومستقلة‪ ،‬تستجيب ملتطلبات الدميقراطية‪.‬‬

‫‪431‬‬
‫‪- 22‬عند رضا أمني‪ ،‬هي مشاركة املواطن يف حتري اخلرب أو متابعته أو كتابة تقرير‪ ،‬فقد يلتقط شخص‬
‫ما صورة تعرب عن حدث ما‪ ،‬أو يكتب خربا صحفيا مل يتمكن صحفي حمرتف من الوصول‬
‫اليه لتحريره ونشره‪ ،‬وقد تعتمد الصورة على عنصر الصدفة ووجود الشخص يف مكان احلدث‬
‫يف وقت مناسب اللتقاط الصورة‪ ،‬كذلك تعتمد األخبار املكتوبة على رغبة الشخص يف تقصي‬
‫احلقيقة‪ ،‬والبحث عن خرب أو موضوع ذي أمهية صحفية‪.‬‬
‫‪- 22‬صحا فة املواطن هي تلك املضامني اليت ينتجها وينشرها املواطن العادي كفرد من أفراد مجهور‬
‫وسائل االعالم عرب شبكة االنرتنت يف عدة أشكال منها‪ :‬املدونات واملنتديات االلكرتونية‬
‫والويكي ومواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬وميكن هلذا املضمون أن يكون (نصيا او مسعيا أو بصريا‬
‫أو متعدد الوسائط) وميكن كذلك ان ينشر عرب وسائل االعالم التقليدية‪ ،‬كالقنوات التلفزيونية‬
‫أو االذاعية وعرب املواقع االلكرتونية التابعة لوسائل االعالم بصفة عامة‪ ،‬أو ارساهلا اىل القنوات‬
‫واملؤسسات االعالمية لتقوم بنشرها‪.‬‬
‫‪- 20‬هي صحافة اجلمهور اليت ميارسها اجلمهور من أجل اجلمهور‪ ،‬فقد تعددت الوسائل التي بها‬
‫يستطيع ان يعبر المواطن عن نفسه بحرية أمام الحكومات القمعية وصحافتها اليت تزيّف‬
‫احلقائق واألخبار‪ ،‬واستطاعت احكام السيطرة على أجهزة اجملتمع‪.‬‬

‫بعد سردها جلملة التعريفات املختلفة ملفهوم صحافة املواطن خلصت هنا السيد عبد املعطي يف كتاهبا‬
‫"صحافة املواطن‪ ،‬حنو منط اتصايل جديد" اىل ما جيمع هذه التعاريف كالتايل‪:1‬‬

‫‪ -‬النشاط الصحفي الذي يقوم به املواطن‪.‬‬


‫‪ -‬تأكيد حضور اجلمهور يف عملية انتاج املضامني املختلفة سواء كانت على شكل (نص‪،‬‬
‫صوت‪ ،‬صورة‪ ،‬فيديو)‪.‬‬
‫املوجهة اىل اجلمهور‪.‬‬
‫‪ -‬املضمون االعالمي املبين على الرسائل ّ‬
‫إذن صحافة املواطن هي الصحافة اليت يقوم فيها املواطن بدور الصحفي الذي ينقل األخبار‬
‫من مواقع األحداث احلية مستخدما كافة الوسائل التكنولوجية املتاحة لعرض اخلرب بصورة واقعية‪.2‬‬

‫‪ 1‬هنا السيد عبد املعطي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.22 :‬‬


‫‪ 2‬فتيحة بوغازي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.67‬‬

‫‪431‬‬
‫متر به‬
‫فكل شخص اآلن لديه هاتف حممول حديث ميكنه التقاط وتسجيل األحداث اليومية اليت ّ‬
‫مدونة خاصة به‪ ،‬ويشارك اآلخرين يف مطالعتها‬
‫ويبثّها من خالل االنرتنت يف مواقع مثل‪ :‬اليوتوب أو ّ‬
‫اخلاصة‪ ،1‬وقد وظّفت بعض القنوات التلفزيونية‬
‫والتعليق عليها‪ ،‬بل تطوير وإضافة مو ّادهم اإلعالمية ّ‬
‫مثل ‪ CNN‬و‪ MSNBC‬مثل هذه ّ‬
‫الصحافة –صحافة املواطن‪ -‬لنقل األخبار خاصة يف‬
‫أوقات الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والعواصف‪ .2‬و"صحافة املواطن" هي جزء من مفهوم‬
‫‪‬‬
‫"إعالم املواطن ‪ ،"citizen media‬وقد صنّف الباحث اإلعالمي "جيه دي الزيكا ‪JD‬‬
‫‪ "Lasica‬احملتوى الذي يقدمه املواطن الصحايف إىل ِس ِّ‬
‫ت فئات تتمثل فيما يلي‪:3‬‬
‫‪ -‬مشاركة اجلمهور املتلقي (مثل تلك التعليقات اليت يكتبها املواطن استجابة للقصص اإلخبارية‪،‬‬
‫واملدونات الشخصية‪ ،‬وتلك الصور حمدودة الكفاءة اليت التقطها األشخاص بكامريات هواتفهم‬
‫اجلوالة‪ ،‬وتلك األخبار احمللية اليت يكتبها شخص مقيم ضمن جمتمع ما من اجملتمعات)‪.‬‬
‫‪ -‬املواقع اإلخبارية واملعلوماتية املستقلة (مثل تقارير املستهلكني أو تقارير السخرة يف العمل‬
‫‪.)Drudge Report‬‬
‫‪ -‬املواقع اإلخبارية ذات املعاجلة الناضجة (مثل موقع **‪.)OhmyNews International‬‬
‫‪ -‬املواقع اإلعالمية اليت يشرتك أصحاهبا يف إنتاج حمتواها أو تطوعوا إلنتاجه ‪Collaborative‬‬
‫‪.and contributory media sites‬‬
‫‪ -‬األنواع املختلفة من اإلعالم االرجتايل أو املسمى ‪( Thin Media‬اجملموعات الربيدية والنشرات‬
‫اإلخبارية)‪.‬‬
‫‪ -‬املواقع اإلذاعية الشخصية‪.‬‬

‫‪ 1‬نعامي سعد زغلول‪" ،‬اإلعالم الحديث‪ ،‬تكامل أم تنافس مع اإلعالم التقليدي" اجلمعية العربية األمريكية ألساتذة االتصال ‪ ،AUSACE‬املؤمتر‬
‫الدويل السنوي الرابع عشر‪ 22-7 ،‬نوفمرب ‪.0229‬‬
‫‪2 Carole Rich, writing and reporting news, a coaching method, Wadsworth cengage‬‬
‫‪learning, 6th edition, Boston, USA, 2009, p26.‬‬
‫‪ ‬ملزيد من املعلومات عن الباحث اطّلع على املوقع االلكرتوين ‪http://www.jdlasica.com/aboutjd.html‬‬
‫‪ 3‬فاطمة فايز‪ ،‬عبده قطب‪ ،‬استشراف االتجاهات المستقبلية لالنترنت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫** يعترب موقع األخبار أوماي نيوز ‪ OhmyNews‬الذي أُطلق يف العام ‪ 2000‬يف كوريا اجلنوبية‪ ،‬من أوائل الرواد يف صحافة املواطن‪ ،‬وقد أنشأ‬
‫الصحايف املحرتف "أو يون ‪-‬هو"‪ ،‬هذا املوقع كتجربة الستخدام اإلنرتنت كوسيلة إعالمية تشاركية وكان يعمل معه يف هذا التجربة أكثر من ‪700‬‬
‫ُ‬
‫من املواطنني املراسلني الصحفيني‪ ،‬وعندما احتفل موقع "أو ماي نيوز" بالذكرى السنوية السابعة لتأسيسه يف فرباير ‪ ،0227‬كان قد أصبح يعمل فيه‬
‫‪65‬موظفا بدوام كامل‪ ،‬وأكثر من ‪ 52‬ألف مواطن مراسل صحفي يعملون يف مئة دولة أخرى‪.‬‬

‫‪431‬‬
‫وحبسب السيكا فإ ّن‪" :‬الصحايف املواطن" يلعب دورا نشيطا يف عملية مجع وحتليل ونشر األخبار"‪.‬‬
‫مقومات عمل صحافة املواطن يتمثل يف سرد الوقائع ونقل األخبار من قلب احلدث‪.1‬‬ ‫أهم ّ‬
‫إ ّن أحد ّ‬
‫ميثل العمل اإلعالمي السليم بكل أشكاله دورا حموريا يف االرتقاء بوعي األفراد‪ ،‬وأداة يف‬
‫تكريس وتثمني وتوسيع دائرة الفعل اجلماعي الدميقراطي‪ .‬ولكي يظل كذلك‪ ،‬من الضروري أن‬
‫يستوعب القائمون على املؤسسات اإلعالمية تأثريات السياقات اجلديدة اليت يغلب عليها الطابع‬
‫الشبكي‪ ،‬على شروط ممارسة املهنة‪ ،‬واهلوية املهنية للصحفيني‪ ،‬وجتليات إدماج ومتثل العامل‬
‫التكنولوجي على طبيعة املمارسة الصحفية‪.2‬‬

‫‪1 Ming-Kouk Lim, Freedom of Expression Toolkit, united nations educational scientific‬‬
‫‪and cultural organization, UNESCO, Paris, France 2013, p p 50-51.‬‬
‫‪ 2‬الصادق رابح‪" ،‬السياقات الشبكية وأثرها على الممارسة اإلعالمية المعاصرة"‪ ،‬اجلمعية العربية األمريكية ألساتذة االتصال ‪،SCASUA‬‬
‫املؤمتر الدويل السنوي الرابع عشر‪ 22-7 ،‬نوفمرب ‪.0229‬‬

‫‪411‬‬
‫تطور مفهوم صحافة المواطن‪:‬‬
‫‪ .2‬نشأة و ّ‬
‫‪1‬‬
‫قسم الصحافة‬ ‫تطور مفهوم صحافة املواطن‪ ،‬حيث ّ‬ ‫حتدث ‪ Joyce Nip‬عن مراحل ّ‬
‫عموما اىل ‪ 6‬أنواع هي‪ :‬الصحافة التقليدية‪ ،‬الصحافة التفاعلية‪ ،‬الصحافة التشاركية والصحافة املدنية‬
‫وصوال اىل صحافة املواطن‪.‬‬

‫الصحافة املدنية او صحافة اجملتمع املدين ‪ Civic Journalism‬جاءت كاستجابة‬


‫ألوجه القصور املتصورة يف الصحافة التقليدية‪ ،‬وقد كان هذا هو النموذج السائد للصحافة الذي‬
‫‪2‬‬
‫ألول مرة‬
‫ّ‬ ‫املفهوم‬ ‫هذا‬ ‫ظهر‬ ‫‪Jay‬‬ ‫‪Rosen‬‬ ‫متارسه وسائل االعالم الرئيسية لسنوات عديدة‪ ،‬ووفقا لـ‬
‫يف الواليات املتحدة األمريكية عام ‪ 2993‬كرد فعل للفجوة العميقة بني الصحافة واملواطنني الذين‬
‫يزاولون العمل من جهة وبني األمور واملخاوف اليومية املعتادة اليت ميارسها األناس العاديون بشكل‬
‫كأول‬
‫ّ‬ ‫‪Wichita‬‬ ‫‪Eagle‬‬ ‫بصحيفة‬ ‫‪Lewis‬‬ ‫‪Friendland‬‬ ‫‪3‬‬
‫عام من جهة أخرى‪ ،‬ويستشهد‬
‫صحيفة تربز هذا النموذج‪.‬‬

‫على الرغم من أ ّن هذا النموذج ميثل اتصاال كبريا مع املواطنني أكثر مما تفعله الصحافة‬
‫التقليدية إال أنه حيتفظ بالصحفي احملرتف كحارس للبوابة‪ ،‬كما أهنا مدفوعة ومقيّدة باهلياكل املؤسسية‬
‫والتنظيمية ملمارسات االخبار‪ ،‬وتعرف أيضا صحافة املواطن باسم الصحافة الشعبية التشاركية‬
‫‪ Public or Participatory Journalisme‬وهو مهما يؤديها املواطن الذي يلعب دورا‬
‫فعاال يف عملية مجع وتصنيف وحتليل وصياغة املعلومات واألخبار‪ ،‬وهذا املصطلح ال جيب اخللط بينه‬
‫وبني مصطلح الصحافة املدنية‪ ،‬تلك اليت يقوم هبا الصحفيون احملرتفون‪.‬‬

‫أما الصحافة التفاعلية ‪ Interactive Journalisme‬فال ختتلف جذريا عن الصحافة‬


‫املدنية ولكنها تسعى لتحسني بعض أوجه القصور فيها من خالل االستفادة من دخول االنرتنت‬
‫جمال العمل االعالمي‪.‬‬

‫‪ 1‬هنا السيد عبد املعطي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.37-30‬‬


‫‪ Jay Rosen 2‬ناقد صحفي وكاتب وبروفيسور بالصحافة جبامعة نيويورك‪https://en.wikipedia.org/wiki/Jay_Rosen ،‬‬
‫‪ Lewis Friendland 3‬بروفيسور مبدرسة الصحافة ووسائل االعالم اجلماهريية‪ ،‬قسم علم االجتماع جبامعة ويسكونسني ماديسون بالواليات‬
‫املتحدة األمريكية‪UW-Madison School of Journalism & Mass Communication ،‬‬
‫‪/https://journalism.wisc.edu/sjmc_profile/lewis-a-friedland‬‬

‫‪414‬‬
‫عرفت ‪ Hujanen & Peitikainen1‬الصحافة التفاعلية بالصحافة اليت تتيح‬ ‫لقد ّ‬
‫زيادة القدرة على االتصال وختطي احلدود الزمانية واملكانية بني الصحفيني واملواطنني‪ّ ،‬أما الصحافة‬
‫التشاركية ‪ Participatory Journalisme‬فتأخذ خطوة ابعد من الصحافة التفاعلية من‬
‫خالل اشراك مستهلكي األخبار يف عملية مجعها بالفعل‪ ،‬مما يتيح جليل جديد من مستخدمي‬
‫االنرتنت أن يصبحوا منشئي احملتوى‪.‬‬

‫عرف ‪ Bowman & Willis2‬الصحافة التشاركية على اهنا فعل ملواطن او جمموعة من‬ ‫ّ‬
‫املواطنني يلعبون دورا حيويا يف عملية مجع وإعداد التقارير‪ ،‬وحتليل ونشر االخبار واملعلومات‪ ،‬ويبقى‬
‫اهلدف من خالل هذه املشاركة هو توفري معلومات موثوقة‪ ،‬ومستقلة ودقيقة وعلى نطاق واسع‪،‬‬
‫معلومات تتطلبها الدميقراطية‪ ،‬ويضيفون أن الصحافة التشاركية تستخدم "النشر مث الغربلة" بدال من‬
‫النموذج التقليدي "الغربلة مث النشر"‪.‬‬

‫ويشري ‪ Nip‬اىل أن صحافة املواطن ختتلف عن الصحافة املدنية أو الصحافة التفاعلية‬


‫والتشاركية على وجه التحديد ألهنا تقضي على سلطة الصحفي احملرتف‪.‬‬

‫كما صنّف ‪ Bowman & Willis‬الصحافة التشاركية حسب الوظيفة اليت يقوم هبا‬
‫اجلمهور اىل‪ -2 :‬التعليق‪ -0 ،‬التحرير والتنقيح‪ -3 ،‬التحقق من الواقع‪ -2 ،‬إعداد التقارير‪-6 ،‬‬
‫إعداد التقارير التفسريية‪ -5 ،‬إعداد التقارير مفتوحة املصادر‪ -7 ،‬النشر السمعي‪-‬بصري‪ -3 ،‬البيع‬
‫والشراء واالشهار‪ -9 ،‬تدبري املعرفة‪.‬‬

‫تتلخص فكرة الصحافة القائمة على مشاركة اجلمهور يف االعتماد على ما يقوم به أفراد‬
‫اجلمهور العاديون يف عملية مجع املعلومات واألخبار والتعليق عليها والتحليل وكتابة آرائهم‬
‫ومسامهاهتم أيا كانت ودون اخلضوع للتدريب على ممارسة مهنة الصحافة‪ ،‬وهم ايضا مسئولون عن‬
‫نشر وتبادل هذه املعلومات واألخبار على نطاق مجاهريي حيث يعتمدون يف ذلك على التقنيات‬
‫واالمكانيات التكنولوجية احلديثة اليت توفرها االنرتنت‪.‬‬

‫‪1Hujanen & Peitikainen, Interactive Uses of Journalism: Crossing Between Technological‬‬


‫‪Potential and Young People’s News-Using Practices,‬‬
‫‪http://nms.sagepub.com/content/6/3/383.abstract‬‬
‫‪ 2‬هنا السيد عبد املعطي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.32 :‬‬

‫‪411‬‬
‫التحول االبرز الذي حصل خالل العقد األخري على مستوى االعالم هو بروز‬
‫قد يكون ّ‬
‫ظاهرة صحافة املواطن كشكل جديد من أشكال املمارسات الصحفية غري املهنية‪.1‬‬

‫لقد نشأت صحافة املواطن أو ما أطلق عليه "أندرو ليونارد" تعبري صحافة املصدر‬
‫املفتوح ‪ Open source journalism‬اليت تتكون مادته من قِبَل القراء والذي نشر "ليونارد"‬
‫فكرته يف مقال له يف ‪ 2999‬يف موقعه ‪ Salon.com‬على خلفية استخدام الكاتب "جون‬
‫انغلز" ردود وتعليقات القراء على مقال عن "اإلرهاب السيرباين" ‪ cyber terrorism‬نشره يف‬
‫موقع "سالش دوت" مث أعاد نشره يف جملة "جينز انتجلينز ريفيو" معتمدا على تعليقات القراء وقام‬
‫مبنحهم حقوقا مادية‪.2‬‬
‫‪‬‬
‫‪ "Dan Gillmor‬يف‬ ‫وكان أول من طرح فكرة "صحافة املواطن"‪" ،‬دان غيلمور‬
‫العام‪ ،2003‬يف كتابه»حنن وسائل اإلعالم‪ :‬الصحافة الشعبية من الشعب‪ ،‬واىل الشعب«‬

‫‪«We the Media : Grassroots Journalism by the People, for‬‬


‫»‪the People‬‬

‫عندما أكد على أ ّن األخبار مل تعد حماضرة‪ ،‬بل أصبحت حمادثة‪ ،‬وكان هذا الرأي الذي‬
‫جيادل به "غيلمور"‪.3‬‬

‫تأسست حقيقة ما يعرف بصحافة الفرد أو صحافة‬ ‫الزمنيّة املزدوجة ّ‬


‫يف ضوء هذه املعادلة ّ‬
‫حد بعيد بأسلوب جديد يف‬
‫الشكل اإلعالمي واالتصايل املنبثق عن التدوين‪ ،‬لينفرد إىل ّ‬
‫املواطن‪ ،‬وهو ّ‬
‫الرسائل واملضامني‪ ،‬ذلك أ ّن األفراد االجتماعيني أصبح بإمكاهنم حتميل تفاعالهتم‪ ،‬وإنتاجهم‬
‫إنتاج ّ‬

‫‪ 1‬حنان كامل امساعيل‪ ،‬دور المواطن الصحفي في الحراك السوري من وجهة نظر قادة الرأي االعالمي العربي‪ ،‬األردن والكويت ومصر‬
‫نموذجا‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬عمان‪ ،0220 ،‬ص‪.72‬‬
‫‪ 2‬عباس مصطفى صادق‪ ،‬التطبيقات التقليدية والمستحدثة للصحافة العربية في االنترنت‪ ،‬مؤمتر صحافة االنرتنت يف العامل العريب‪ ،‬الواقع‬
‫والتح ّديات‪ ،‬جامعة الشارقة‪ 02/00 ،‬نوفمرب ‪ ،0226‬ص‪.27 :‬‬
‫‪ Dan Gillmor ‬أحد أهم ّرواد "صحافة املواطن" وأبرز املدافعني عنها‪ ،‬وهو صحايف سابق يف صحيفة ‪ ،San Jose Merury News‬له‬
‫ُمؤلف مهم يف جمال صحافة املواطن حتت عنوان ‪«We the Media Grassroots Journalism by the People, for the‬‬
‫»‪People‬‬
‫‪ 3‬فتيحة بوغازي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.69‬‬

‫‪413‬‬
‫متطورة‪،‬‬
‫الزمنيّة اليت فرضتها تكنولوجيا رقميّة ّ‬
‫الفكري‪ ،‬وإبداعهم‪ ،‬وخرباهتم‪ ،‬لقد كانت هذه املعادلة ّ‬
‫للصورة‪،‬‬
‫املدون صفة الصحفي‪ ،‬والصحفي املخرب الناقل ّ‬ ‫أساس ظهور صحافة املواطن‪ ،‬ومنحت ّ‬
‫املدونات ومواقع الواب ومنتديات احلوار الوسط اجلديد لصناعة املضمون‪ ،‬الذي‬
‫وظلّت مبقتضى ذلك ّ‬
‫وجرد املضامني من مناهج البناء )بناء املعىن( وقواعده‪.‬‬
‫حدا لنماذج اإلعالم واالتصال اخلطيّة‪ّ ،‬‬ ‫وضع ّ‬
‫حيرك العامل‪ ،‬ال يلتزم بقواعد صحفيّة يف نقل األخبار وحتليلها‪،‬‬
‫فالصحفي‪ ،‬ضمن هذا الوسط الذي ّ‬ ‫ّ‬
‫وال يتقيّد بالقوانني اليت تسري اللّغة‪ ،‬بقدر ما يلتحم بالوجه الوظيفي هلذه اللّغة ليبلغ مراتب يف التعبري‬
‫الزمن‬
‫متحررا من متطلّبات الضغوط اليت يفرضها عنصرا ّ‬ ‫والكشف عن مادة الفكر‪ ،‬فضال عن كونه ّ‬
‫الرقابة‪.‬‬
‫الصحفيّة‪ ،‬والضغوط املهنيّة األخرى مبا يف ذلك أخالقيات املهنة و ّ‬
‫واملساحة يف األعمال ّ‬
‫إ ّن من عوامل جتذير هذا املفهوم ‪-‬صحافة املواطن‪ ،-‬يف األوساط االجتماعيّة باخلصوص‪،‬‬
‫تتجسد فيه احلقائق اليت ال جيرأ اإلعالم التقليدي على عرضها وطرحها‪ ،‬ولقد أربك‬
‫هو اعتبارها جماال ّ‬
‫هذا االعتبار سياسات التحرير والربامج‪ ،‬وترتيب األولويّات‪ ،‬يف مستوى اإلعالم التقليدي‪ ،‬التلفزيوين‬
‫توجه‬
‫خاص‪ ،‬إذ برز اهتمام ملحوظ خالل السنوات األخرية مبشاغل اجملتمع‪ ،‬اهتمام يرتمجه ّ‬ ‫على وجه ّ‬
‫جديد يف عقلنة العمل اإلعالمي‪ ،‬وإذا نظرنا لطبيعة اإلرباك كما حيدث اليوم يف العديد من‬
‫اجملتمعات اللبرياليّة واحملافظة‪ ،‬ندرك مدى عمق النشاط التواصلي لصحافة املواطن وأثره يف توجيه‬
‫الرمسي‪ّ .‬أما إذا‬
‫السلطة التقليديّة لإلعالم ّ‬
‫هتدد ّ‬
‫الرأي وبنائه على حنو جيعل من هذه "الصحافة" سلطة ّ‬ ‫ّ‬
‫الصنفني‪ ،‬فإنّنا جندها ختتلف باختالف األنظمة السياسيّة والثقافيّة‪.‬‬
‫نظرنا إىل طبيعة التعايش بني ّ‬
‫ففي الدمقراطيات الليرباليّة‪ ،‬تعمل صحافة املواطن عادة على إعادة ترتيب األولويّات‪ ،‬إذ‬
‫تأجلت معاجلتها من قبل وسائل اإلعالم‬
‫كل القضايا اليت تأخرت أو ّ‬
‫حتدد يف صدارة االهتمامات ّ‬‫ّ‬
‫الرمسي‪ ،‬فصحافة املواطن‪ ،‬يف هذه احلالة تعيد إنتاج ما يعرف يف نظريات اإلعالم بـ "وضع األجندة"‬
‫ّ‬
‫النمو تعمل على طرح القضايا اليت‬
‫السائرة يف طريق ّ‬ ‫)ماكسوال‪ ،(1972‬يف حني جندها يف البلدان ّ‬
‫املؤسسة اإلعالميّة أو‬
‫الرمسي العتبارها قضايا ال تنسجم مع سياسة ّ‬ ‫أقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم ّ‬
‫فيتم إدراجها‪ ،‬واالعتناء مبعاجلتها‪ ،‬يف مستوى التدوين‪ ،‬على أساس أ ّهنا‬
‫وتوجهاهتا‪ّ ،‬‬
‫مؤسسة الدولة ّ‬‫ّ‬
‫يسمى يف نظريات اإلعالم بـ ‪:‬‬
‫تفجر ما ّ‬
‫قضايا اجملتمع احلقيقيّة‪ ،‬وصحافة املواطن يف هذه احلالة‪ّ ،‬‬

‫‪411‬‬
‫‪‬‬
‫السياسة‬
‫الصمت" )أليزابيث نيومان ‪ ، ( 1974‬فيطفو على السطح رصيد املسكوت عنه يف ّ‬
‫دوامة ّ‬
‫"ّ‬
‫السياق الثقايف‬
‫اإلعالميّة‪ ،‬وهكذا يتخذ مفهوم صحافة املواطن مدلوالت خمتلفة باختالف ّ‬
‫السياسي‪.1‬‬
‫و ّ‬
‫وقد شاع مصطلح صحافة املواطن يف األدبيات املتعلقة بدراسة سوسيولوجيا العمل الصحفي‪،‬‬
‫وقد ركزت الدراسات األوىل على كون صحافة املواطن متثل بديال للصحافة املهنية التقليدية أكثر من‬
‫تركيزها على وسائل دعم كل منهما لآلخر‪ ،‬وأجريت عدة دراسات وصفية حول صحافة املواطن‬
‫وتأثريها املفرتض على الصحافة املهنية‪ ،2‬وبالرغم من أن هذه الدراسات قد كشفت عن وجود مناذج‬
‫بديلة للنموذج املتبع يف الصحافة التقليدية‪ ،‬والقائم على التوجه الرأسي من أعلى ألسفل يف صناعة‬
‫األخبار‪ ،‬فإهنا أيضا عن أن تأثري صحافة املواطن على املمارسات املتبعة يف الصحافة املهنية التقليدية‬
‫ال يزال حمدودا‪ ،‬وحنن يف دراستنا هذه كما سبق و أن ذكرنا بصدد متابعة متثّل الصحفي هلويته املهنية‬
‫يف ظل ظاهرة صحافة املواطن‪.‬‬

‫يعترب موقع األخبار "أوماي نيوز ‪ ،"OhmyNews‬الذي أُطلق يف العام ‪ 2000‬يف‬


‫كوريا اجلنوبية‪ ،3‬من أشهر مناذج صحافة املواطن الذي تقوم فكرته على "إزالة الوسيط" بني القارئ‬
‫والصحيفة‪ ،‬أي إلغاء وظيفة احملررين والصحافيني‪ ،‬ليكون بذلك القراء هم من حيررون األخبار‬

‫الصمت‪ ،‬ورائدهتا عاملة االجتماع األملانيّة ‪ :‬أليزبيت ّنوال نيومان ‪ Elisabeth Noelle-Neumann‬استخدمت يف جمال العلوم‬ ‫دوامة ّ‬‫‪ ‬نظريّة ّ‬
‫تأسست يف السبعينات من القرن املاضي على فرضيّة تفيد أ ّن الفرد‬
‫الرأي العام‪ ،‬وهي نظريّة ّ‬
‫السياسيّة وجمال علوم اإلعالم االتصال لشرح كيفيّة تشكّل ّ‬
‫ّ‬
‫خاصة‪ ،‬وطبيعة اجتماعيّة‪ .‬الطبيعة االجتماعية لإلنسان بشكل عام‪ ،‬حتتاج دائما أن يكون هلا شكل من‬‫ّ‬ ‫طبيعة‬ ‫‪:‬‬ ‫مزدوجة‬ ‫طبيعة‬ ‫ذو‬ ‫هو‬
‫ّ‬ ‫االجتماعي‬
‫أشكال القبول لدى اآلخرين سواء يف احمليط املباشر أو يف احمليط الكبري‪ ،‬فالفرد يسعى إىل معرفة طبيعة السلوك الذي من خالله يقبله اآلخرون أو‬
‫يرفضونه‪ .‬فإذا بدا له أ ّن آراءه وأفكاره مقبولة لدى اآلخرين‪ ،‬جنده جيهر هبا عاليا‪ ،‬وإذا حدث العكس فإنّه جينح إىل إخفائها‪ .‬ومبا أنّه يوجد يف اجملتمع‬
‫من جيهر عاليا بآرائه وأفكاره‪ ،‬ويبدو ذلك شرعيّا يف نظر من يوالونه‪ ،‬يوجد يف املقابل من ال يتفقون مع ذلك ولكنهم يكتمون مواقفهم ‪.‬يستمر امل ّد بني‬
‫الرأي‪.‬‬
‫األول على قاعدة ّ‬
‫التيارين يف دوران لوليب إىل أن يسيطر التيار ّ‬
‫‪ 1‬عبد اهلل الزين احليدري‪ ،‬اإلعالم الجديد‪ :‬النظام والفوضى‪ ،‬أحباث املؤمتر ال ّدويل‪ :‬اإلعالم اجلديد‪ :‬تكنولوجيا جديدة‪ ...‬لعامل جديد‪ ،‬جامعة‬
‫البحرين‪ 9-7 :‬أفريل ‪ ،0229‬ص‪.222-223:‬‬
‫‪ 2‬السيد خبيت‪ ،‬أدوار مستخدمي المواقع االلكترونية في صناعة المضامين اإلعالمية‪ ،‬دراسة يف املفاهيم وبيئة العمل‪ ،‬اجمللة املصرية لبحوث الرأي‬
‫العام‪ ،‬اجمللد التاسع‪ ،‬العدد الثاين‪ ،‬ديسمرب‪ ،0229 ،‬ص‪.5‬‬
‫‪ 3‬شارلني بورتر‪ ،‬كل مواطن مراسل صحفي‪ ،‬جملة يو اس ايه (‪ ،)USA‬اجمللّد ‪ ،20‬العدد ‪ ،20‬جملة اليكرتونية يصدرها مكتب برامج االعالم‬
‫اخلارجي بوزارة اخلارجية األمريكية‪ ،‬ديسمرب ‪ ، http://www.usinfo.state.gov/ar،0227‬تاريخ زيارة املوقع‪،0229/20/02 ،‬‬
‫‪GMT 63 :23 :23‬‬

‫‪411‬‬
‫واملقاالت وهم من يقرأها ويقيّموهنا‪ .‬ويضع شعارا لذلك يقول‪" :‬الصحافيون ليسوا فصيال فريدا من‬
‫البشر‪ ،‬أي مواطن باستطاعته أن يكون مراسال صحفيّا"‪.1‬‬

‫وقد أنشأ الصحايف املحرتف "أو يون ‪-‬هو"‪ ،‬هذا املوقع كتجربة الستخدام اإلنرتنت كوسيلة‬
‫ُ‬
‫إعالمية تشاركية وكان يعمل معه يف هذا التجربة أكثر من ‪ 700‬مواطن‪ .‬وعندما احتفل موقع "أو‬
‫ماي نيوز" بالذكرى السنوية السابعة لتأسيسه يف فيفري‪ ،2007‬كان قد أصبح يعمل فيه ‪ 65‬موظفا‬
‫بدوام كامل‪ ،‬وأكثر من ‪ 60‬ألف مواطن مراسل صحفي يعملون يف مئة دولة أخرى‪ .‬وبدأ جناح‬
‫وتوسع هذا املوقع باجتذاب اهتمام ُمراقيب وسائل اإلعالم عرب أحناء العامل يف العام ‪ ،2002‬عندما‬
‫ّ‬
‫أصبح جمتمع اإلنرتنت يف كوريا اجلنوبية مشاركا بنشاط يف االنتخابات الرئاسية‪ ،‬وساعد بذلك يف‬
‫التأثري على النتائج‪.‬‬

‫وقد وصل تألق صورة املوقع ومؤسسه على الساحة العاملية الذروة يف أكتوبر ‪ ،2007‬عندما‬
‫منحت كلية "ميزوري للصحافة"‪ ،‬يف الواليات املتحدة‪" ،‬أو يون ‪-‬هو" ميدالية الشرف للخدمة‬
‫املميزة يف الصحافة تقديرا جلهوده الرائدة يف حتقيق اخنراط املواطنني كصحفيني مناصرين للدميقراطية‪.‬‬
‫ُ‬
‫وهلذه اجلائزة تاريخ يفوق السبعني عاما‪ ،‬ومن بني الذين فازوا هبا بعض أشهر املؤلفني والصحفيني‬
‫املرموقني‪ ،‬يف الصحف واإلذاعات والتلفزيونات‪ .‬ورغم أن حتقيق وسيلة إعالمية حديثة النشوء تعمل‬
‫يعد إجنازا حبد ذاته‪.2‬‬
‫وفق أساليب غري تقليدية النجاح والشهرة ّ‬

‫‪ 1‬عباس مصطفى صادق‪ ،‬التطبيقات التقليدية والمستحدثة للصحافة العربية في اإلنترنت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ 2‬شارلني بورتر‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.20 :‬‬

‫‪411‬‬
‫ويرى مارك ديوز ‪" :Mark Deuze‬أنه مبنتصف التسعينات بدأت املؤسسات الصحافية‬
‫واجلهات األكادميية تدرك بأن صحافة االنرتنت هلا تطبيقات ال عالقة هلا مطلقا مبفاهيم وتطبيقات‬
‫الصحافة التقليدية وأن الصحافيني ليسوا وحدهم من يتوىل مسئولية توصيل املادة الصحافية‪ ،‬لقد بدأ‬
‫ظهور منط جديد من الصحافة والصحافيني هم من أفراد اجلمهور ال عالقة هلم باملؤسسة التقليدية‪.1‬‬

‫ّأما يف الوطن العريب فقد تبلور دور املواطن الصحفي أثناء الثورات العربية حيث أصبحت‬
‫املصورة واملبثوثة على مواقع التواصل االجتماعي معتمدة لدى املؤسسات االعالمية وذلك بعد‬
‫املواد ّ‬
‫سدت األنظمة العربية يف تونس ومصر وليبيا وسوريا األبواب يف وجه الصحفيني واإلعالم‪.2‬‬
‫أن ّ‬
‫وإذا كانت الثورات العربية األخرية ولدت من رحم مواقع التواصل االجتماعي االلكرتونية‪،‬‬
‫فإن التغطية اإلعالمية هلذه الثورات قلبت مقاييس اإلعالم العريب بعدما غزته "صحافة املواطن"‬
‫بالصوت والصورة‪ ،‬ضاربة بعرض احلائط كل حماوالت القمع والتعتيم اليت تنتهجها أنظمة هذه‬
‫الشعوب‪ .‬وبالتايل فإن هذا املواطن الذي يقود الثورة على األرض ومن ورائها على الصفحات‬

‫‪ 1‬عباس مصطفى صادق‪ ،‬التطبيقات التقليدية والمستحدثة للصحافة العربية في االنترنت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.27 :‬‬
‫‪2 Bill Johnson.(2012) Why your membership support is necessary to keep local‬‬
‫‪journalism thriving "Support Local Journalism". Embarcadero Media. Retrieved January‬‬
‫نقال عن حنان كامل امساعيل‪ ،‬دور المواطن الصحفي في الحراك السوري من وجهة نظر قادة الرأي االعالمي العربي‪ ،‬األردن والكويت ومصر‬
‫نموذجا‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬عمان‪ ،0220 ،‬ص‪.22‬‬

‫‪411‬‬
‫اإللكرتونية‪ ،‬يشكل‪-‬يف الوقت نفسه‪ -‬مصدرا أساسيا لإلعالم الذي صدت أمامه املصادر التقليدية‪،‬‬
‫وحتولت هذه الصحافة إىل املادة األساسية اليت يعتمد عليها يف نقل معظم جمريات الثورات‪ .‬وبدون‬
‫شك فإن كل مواطن هو بالضرورة صحفي صاعد‪ ،‬يتحكم يف زمن األحداث ووقعها‪ ،‬فال تستطيع‬
‫أية وكاالت أنباء أن تنشر صحفيني يف كل الشوارع‪.1‬‬

‫األول والقوي لربوز وانتشار صحافة املواطن‬


‫احملرك ّ‬
‫وقد كانت شبكات التواصل االجتماعي ّ‬
‫يف الوطن العريب‪ ،‬ويعود تاريخ ظهور هذه الشبكات يف العامل اىل أواخر التسعينات مثل‪:‬‬
‫‪ Classmates.com‬عام ‪ ،2996‬للربط بني زمالء الدراسة وموقع ‪SixDegrees.com‬‬
‫عام ‪ ،2997‬ورّكز ذلك املوقع على الروابط املباشرة بني األشخاص‪ ،‬وظهرت يف تلك املواقع امللفات‬
‫الشخصية للمستخدمني وخدمة ارسال الرسائل اخلاصة جملموعة من األصدقاء‪ ،‬وبالرغم من توفري تلك‬
‫املواقع خلدمات مشاهبة ملا يوجد يف الشبكات احلالية إال أهنامل تستطع ان تدر رحبا ملالكيها ومتّ‬
‫اغالقها‪ ،‬وبعد ذلك ظهرت جمموعة من الشبكات االجتماعية اليت مل تستطع هي االخرى حتقيق‬
‫النجاح الكبري بني األعوام‪ 2999 :‬و‪ ،0222‬ومع بداية عام ‪ 0226‬ظهر موقع يبلغ عدد‬
‫مشاهدات صفحاته أكثر من ‪ google‬وهو موقع ‪ MySpace‬األمريكي الشهري ومعه منافسه‬
‫الشهري ‪ facebook‬والذي بدأ أيضا يف االنتشار املتوازي مع ‪ MySpace‬حىت قام‬
‫للمطورين‪ ،‬وهذا ما ّأدى على زيادة اعداد‬
‫ّ‬ ‫‪ facebook‬يف عام ‪ 0227‬بإتاحة تكوين التطبيقات‬
‫مستخدمي ‪ facebook‬بشكل كبري‪ ،‬ويعتقد أ ّن عددهم حاليّا يتجاوز ‪ 322‬مليون مستخدم‬
‫على مستوى العامل‪.2‬‬

‫هناك بعض الشبكات االجتماعية العربية اليت ظهرت مؤخرا ولكنها ال ترقى ملنافسة اخلدمات‬
‫اليت تقدمها الشبكات االجتماعية الكربى ومن أمثلة تلك الشبكات االجتماعية العربية مكتوب وهو‬
‫من أكرب وأشهر املواقع واليت طورت يف نظامها شبكة اجتماعية جتمع مستخدمي املوقع وتقدم هلم‬

‫‪ 1‬ياس خضري البيايت‪ ،‬اإلعالم الجديد وعصر'صحافة المواطن'‪ ،‬صحيفة العرب‪ ،‬يومية وطنية تأسست يف لندن ‪ ،2977‬العدد‪،9207 :‬‬
‫‪ ،0222/22/23‬ص‪http://www.alarab.co.uk/?id=11949 ،9‬‬
‫‪ 2‬عبد الرزاق الدليمي‪ ،‬صناعة االعالم العالمي المعاصر‪( ،‬ب‪،‬ط)‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬مطبعة رشاد بريس‪ ،0226 ،‬ص‬
‫‪.222‬‬

‫‪411‬‬
‫العديد من اخلدمات‪ ،‬ومن الشبكات العربية األخرى اخوان بوك وشبكة مدينة وفايع وإكبس‬
‫و‪ SerirZ‬ومللم‪.1‬‬

‫‪ .3‬أنواع صحافة المواطن‪:‬‬

‫يقسم ديوز هذه الصحافة إىل عدة أنواع‪:2‬‬

‫مواقع أدلة االنترنت‪ :‬هنا يقدم نوع من الصحافة يف مواقع التصنيف واألدلة ‪Index and‬‬
‫‪ Category Sites‬اليت تتمثل أساسا يف حمركات البحث مثل "غوغل ‪"google‬‬
‫و"ياهو ‪ "yahoo‬وجهات متخصصة يف األخبار مثل ‪ Newsindex‬أو حىت مواقع ألفراد مثل‬
‫‪ Paperboy‬أو جهات للتسويق مثل ‪.Moreover‬‬

‫هذه املواقع تصنع مادهتا اإلخبارية من اخلدمات اليت تقدمها للمشرتكني وتوفر وصالت إىل‬
‫مواقع األخبار الرئيسية املختلفة‪ ،‬هذه الوصالت ختضع للتنظيم الدقيق والتصنيف الذي يتم بواسطة‬
‫فريق من الصحافيني يقوم أيضا بشرح حواشيها"‪.‬‬

‫صحافة المواقع الشخصية‪ :‬تقع صحافة املواقع الشخصية ‪ Personal websites‬أو الصحافة‬
‫الفردية أو صحافة البلوغ ‪ Blog‬ضمن هذا التصنيف‪ .‬وأقوى التجارب يف هذا اجملال موقع "تقرير‬
‫دردج" "‪ "Drudge Report‬الذي بادر فيه حمرره مات دردج ‪ Matt Drudge‬بنشر ما‬
‫مسي وقتها فضيحة كلينتون مونيكا كأول جهة ينشر فيها اخلرب‪.‬‬

‫صحافة مواقع التعليق‪ :‬النّوع الثّالث لصحافة املواطن حبسب "ديوز" هو صحافة التعليق ‪Meta‬‬
‫‪ and comment sites‬وقد نشأ أساسا يف املواقع اليت تناقش ما يرد يف أجهزة اإلعالم األخرى‬
‫أيا كانت‪ ،‬وتعمل كرقيب على وسائط اإلعالم ‪ Media Watchdog‬مثل موقع ميديا شانيل‬
‫‪ Media Channel‬أو فريدم فورم ‪.Freedom Forum‬‬

‫‪ 1‬عبد الرزاق الدليمي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.229‬‬


‫‪2 Deuze, M, “The web and its journalisms: considering the consequences of different‬‬
‫‪types of newsmedia online”, New Media & Society, vol: 5, no: 2, 2003, p: 203-230.‬‬

‫‪411‬‬
‫هذه املواقع تستفيد من مزايا االنرتنت كوسيط اتصايل مفتوح مما مي ّكن اجلمهور من مناقشة‬
‫القضايا املختلفة مع آخرين متشاهبني يف الرأي أو متعارضني‪ ،‬وهي تسمح للقراء بتحميل نصوصهم‪،‬‬
‫يقول كاواموتو‪" :‬أن هذا النوع من احلوار ميكن أن يكون غنيّا باملعلومات املفيدة‪ ،‬فيما يعمل منظموا‬
‫النقاش أو املوقع من املشار كني يف صياغة أفكارهم ومراجعة منظورهم اخلاص لألمور وهبذا يكون‬
‫ويردون على وجهات الّنظر‬
‫منتدى لتطوير أفكارهم مبا ميكنهم من االستماع إىل ما يقوله اآلخرون‪ّ ،‬‬
‫املختلفة‪.1‬‬

‫الرابع يشمل مواقع احلوار واملشاركة ‪Share and‬‬ ‫الصنف ّ‬‫صحافة مواقع الحوار والمشاركة‪ّ :‬‬
‫‪ Discussion Sites‬وهي توفر جماال رحبا لتبادل األفكار‪ .‬وتركز يف أغلب األحيان على بلد أو‬
‫ضد العوملة أو أخبار الكومبيوتر‪ .‬وال تعتمد مواقع النقاش‬
‫معني مثل األنشطة ّ‬
‫جالية أو موضوع ّ‬
‫واملشاركة على جهاز حتريري‪ ،‬وال توفر مادة صحافية خاصة ولكنها موئل لساحات احلوار ومكان‬
‫لتمازج خدمات األخبار والربط مبواقع إخبارية أخرى وعادة يكون هذا النوع متخصصا يف بلد ما أو‬
‫يف موضوع معني له مجهور خاص‪.‬‬

‫المدونات االلكترونية ‪:blogs‬‬


‫ّ‬
‫حتولت الشبكة بفضلها إىل فضاء متاح لألفراد يتمتعون‬
‫املدونة ظاهرة فريدة من نوعها ّ‬
‫تُشكل ّ‬
‫مدونته‬
‫داخله حبق الكالم واحلديث يف الشأن العام ويف املسائل احلميمية‪ ،‬ويقوم املستخدم بإدارة ّ‬
‫املدونات على تقنيات تشبه تلك املستعملة يف الربيد‬
‫مبفرده نظرا إىل سهولة ذلك تقنيّا‪ ،‬إذ تعتمد ّ‬
‫املدونات خبمسني مليونا حسب مكاتب الدراسات املتخصصة‪.2‬‬‫ويقدر عدد ّ‬
‫االلكرتوين‪ّ ،‬‬
‫املدونات‪ ،‬من منظور إعالمي‪ ،‬كفئة جديدة من فئات األخبار واألحداث‬ ‫ميكن النظر إىل ّ‬
‫املدونني ال ميارسون العمل اإلعالمي باملعىن املتعارف عليه يف وسائط اإلعالم‬
‫اجلارية‪ .‬ورغم أن غالبية ّ‬
‫التّقليدية‪ ،‬إال أن الكثري من املبادئ اليت يقوم عليها التدوين يف مقاربته للفضاء اإلعالمي ميكن أن‬

‫‪1 Kawamoto, K, Digital Journalism: Emerging Media and the Changing Horizons of‬‬
‫‪Journalism, Oxford: Rowman & Littlefield Publishers Inc, 2003, p: 13.‬‬
‫املدونات ‪ ، www.technorati.com‬نقال عن الصادق احلمامي‪" :‬اإلعالم‬
‫‪ 2‬انظر موقع مؤسسة ‪ Technorati‬املتخصصة يف دراسة جمال ّ‬
‫اجلديد‪ ،‬مقاربة تواصلية"‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.5 :‬‬

‫‪411‬‬
‫الشفافية يف سريورة‬
‫حتديا" للمعايري املهنية التّقليدية‪ ،‬فالتّفاعل مع اجلمهور‪ ،‬و ّ‬ ‫تش ّكل مساءلة و " ّ‬
‫معاجلة وبث األخبار‪ ،‬ومجاعية )التّشارك( إنتاج األخبار‪...‬اخل‪ ،‬متثل أبرز املظاهر املتقامسة يف الفضاء‬
‫التّدويين‪ ،‬إن التّدوين وهو يُ َس ِاء ُل الفهم التقليدي ملاهية اإلعالم‪ ،‬قد أعطى دفعا قويا وبعث حياة‬
‫حتول يف منوذج املمارسة اإلعالمية يف عصر االنرتنت‪.1‬‬
‫جديدة يف الرؤى اليت طاملا تطلّعت إىل ّ‬
‫املدونني إىل االعتقاد أن ما تقوم به ليس له عالقة مباشرة بالعمل‬
‫تذهب نسبة كبرية من ّ‬
‫فاملدونات‬
‫الصحفي أو األحداث اجلارية‪ ،‬وذلك على أقل تقدير حسب املنظور الصحفي التقليدي‪ّ ،‬‬
‫ذات طبيعة شخصية‪ ،‬وتدور موضوعاهتا حول مشاعر وجتارب ورؤى أصحاهبا‪ ،‬ففي دراسة قام هبا‬
‫املدونني األمريكيني إىل أن ما‬
‫مركز بيو انرتنت "‪ "Pew Intrenet‬أشار‪ % 34‬فقط من ّ‬
‫املدون "ميارس‬
‫يقومون به ميثل شكال من أشكال اإلعالم مع ذلك‪ ،‬فإن السيكا ‪ Lasica‬يعترب أن ّ‬
‫الفعل اإلعالمي" عندما يقوم بوصف أو حتليل حدث ما يكون قد عاشه إضافة إىل ذلك‪ ،‬فإن كلمة‬
‫تدوين أصبحت من الكلمات الشائعة يف األوساط اإلعالمية‪ ،‬خاصة بعد تبين الكثري من اإلعالميني‬
‫هلذا النمط اجلديد من النشر الذي ميكنهم من التواصل والتفاعل مع مجهورهم‪ .‬وقد عمدت الكثري‬
‫من املؤسسات اإلعالمية‪ ،‬الحقا‪ ،‬إىل البحث عن كيفية استثمار اإلمكانيات اليت يتيحها التّدوين‬
‫كشكل جديد من أشكال العمل اإلعالمي‪ ،‬باعتباره ميثل مساحة تفاعلية متنح مستخدمي الواب‬
‫إمكانية املشاركة وإبداء الرأي يف املضامني اليت تنشرها هذه املؤسسات‪.2‬‬

‫املدونات‪،‬‬
‫املعدة إلحداث ّ‬‫إ ّن جمانيّة اخلدمات يف هذا النطاق‪ ،‬وسهولة استخدام الربامج ّ‬
‫املدونني ارتفاعا ملحوظا يف حدود زمنيّة وجيزة ‪.‬وتشري بعض‬
‫تنبّهنا إىل ظاهرة تنامي ارتفاع عدد ّ‬
‫حد عام‪ 2006‬وهذا‬ ‫مدونة شخصيّة يف العامل إىل ّ‬
‫السوق إىل وجود ما يقارب ‪ 27‬مليون ّ‬
‫دراسات ّ‬
‫املؤسسيّة اليت تعىن بتطوير‬
‫املدونات ّ‬
‫املدونني‪ ،‬إذ جند ّ‬
‫كل أصناف ّ‬ ‫عدد كبري العتباره ال جيمع ّ‬
‫املؤسسة على املستويني الداخلي‬
‫مستوى العالقات مع احمليط املباشر واحمليط القريب‪ ،‬وصيانة صورة ّ‬
‫املدونات اجلمعياتيّة اهلادفة إىل‬
‫املدونات التعليميّة ذات الطابع البيداغوجي‪ ،‬و ّ‬
‫واخلارجي‪ ،‬وكذلك ّ‬
‫التعريف الفوري واملباشر بأنشطة اجلمعيات وحتقيق تفاعل منتج مع احمليط ‪.‬وهكذا يظل التدوين‬

‫‪ 1‬الصادق رابح‪ ،‬المدونات والوسائط اإلعالمية‪ :‬بحث في حدود الوصل والفصل‪ ،‬أحباث املؤمتر ال ّدويل‪ :‬اإلعالم اجلديد‪ :‬تكنولوجيا جديدة‪...‬‬
‫لعامل جديد‪ ،‬جامعة البحرين‪ 9-7 :‬أفريل ‪ ،0229‬ص‪.637:‬‬
‫‪ 2‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.620 :‬‬

‫‪414‬‬
‫األهم يف التدوين الشخصي‬
‫كل اجملتمعات جبميع أطيافها‪ ،‬ولو أ ّن النسبة ّ‬
‫نشاطا فكريّا اتصاليّا خيرتق ّ‬
‫مدون‬
‫املدونني الشبان يف فرنسا سنة ‪ 2007‬سبعة ماليني ّ‬‫جندها عند فئات الشباب‪ ،‬وقد بلغ عدد ّ‬
‫متحررة‬
‫كل ذلك‪ ،‬حقيقة اجتماعيّة اتسع حجمها وتزايدت أمهيّتها لكوهنا ّ‬ ‫ول ّكن التدوين‪ ،‬فضال عن ّ‬
‫حد كبري‪.1‬‬
‫من الضبط واملراقبة إىل ّ‬
‫املدونات وسيلة شعبية من الدرجة األوىل ويعتربها الكثري من أساتذة اإلعالم‬
‫مما سبق جند أن ّ‬
‫"صحافة شعبية" –صحافة مواطنني‪ -‬ويف الواليات املتّحدة تعترب الصفحات واجلرائد الشخصية‬
‫باملدونات من ضمن القوى املشاركة يف تشكيل الرأي العام‪ ،‬ويف إيران صارت السبعون ألف‬ ‫املسماة ّ‬
‫املدونني)‪.2‬‬
‫التدخل األمين قد طال ّ‬‫مدونة أو أكثر املساحة الوحيدة املتاحة للتعبري بال رقابة (وإن كان ّ‬
‫ّ‬
‫إنّنا بالذي عرضناه يف أمر التدوين وصحافة املواطن نتساءل اآلن هل من اجلائز اعتبار هذه‬
‫الصحفيّة واخلالية من اسرتاتيجيات مبنيّة‪،‬‬
‫املتطهرة من الضوابط اللّغويّة والقواعد ّ‬
‫األجناس االتصاليّة ّ‬
‫كل من‬ ‫هل جيوز اعتبارها إعالما باملعىن الذي تشرتطه االفرتاضات النظريّة ملفهوم لإلعالم‪ .‬وهل ّ‬
‫أي مفهوم‬‫املؤسسي للعبارة‪ّ .‬‬
‫يعد صحفيّا باملفهومني‪ ،‬األكادميي و ّ‬ ‫يكتب اليوم على صفحات الواب ّ‬
‫الصحفي‪.‬‬
‫متحولة ملفهوم ّ‬
‫الصحفي احلقيقي إذا سلّمنا بوجود حقيقة ثابتة‪ّ -‬‬ ‫هو ّ‬‫لإلعالم اليوم‪ ،‬ومن ّ‬

‫‪ 1‬عبد اهلل الزين احليدري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.239:‬‬


‫‪ 2‬حممد سيد حممد‪ ،‬وسائل اإلعالم‪ ،‬من المنادي إلى االنترنت‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،0229 ،‬ص‪.075:‬‬

‫‪411‬‬
‫‪ .4‬خصائص صحافة المواطن‪:‬‬

‫نلخص خصائص صحافة املواطن يف النقاط التالية‪:1‬‬


‫ميكن أن ّ‬
‫تطوعي يرغب يف تطـوير‬ ‫‪ -‬تقوم بدون كيان صحفى منظّم‪ ،‬حيث يقوم بإنتاجها فريق عمل مجاعي ّ‬
‫وإثراء املهنة‪ ،‬ومشاركة املعلومات واخلرب واحلدث والصورة مع اآلخرين‪.‬‬
‫ـزود املؤسس ــات االعالمي ــة مبص ــدر ث ــري م ــن املعلوم ــات واألخب ــار ال ــيت تس ــاهم بش ــكل كب ــري يف‬
‫‪ -‬تـ ّ‬
‫تشـكيل اآلراء والتفاعــل بـني أفـراد اجلمهــور‪ ،‬وبـاألخص يف أوقــات األزمـات والكـوارث واألحــداث‬
‫الكربى بشهود عيان عديدون لألحداث مبا ميكنهم من تنويع مصادر موضوعاهتم الصحفية‪.‬‬
‫‪ -‬ال حتتــاج لرتتيبــات أو جتهي ـزات مســبقة‪ ،‬وال املزيــد مــن اجلهــد املبــذول يف انتاجهــا بفعــل مســاعدة‬
‫مادهت ــا وحتريره ــا وإرس ــاهلا وختزينه ــا واس ــرتجاعها بس ــرعة وس ــهولة‪ ،‬م ــع‬
‫أجه ــزة الكمبي ــوتر يف مج ــع ّ‬
‫امكانية ختصيص طريقة انتاجها وشكلها وأسلوهبا وفقا الهتمامات ورغبات املستخدمني‪.‬‬
‫‪ -‬ال حتتــاج لنفقــات كبــرية ممــا وفّــر هلــا فرصــة للمشــاركة مــن جانــب الفئــات املهمشــة والفقــرية‪ ،‬وهــي‬
‫الطبقة األكرب يف اجملتمعات العربية‪.‬‬
‫‪ -‬ال حتتاج اىل مساعدات حكومية وتعمل بدون اسرتاتيجيات تسويقية أو اعالمية‪.‬‬
‫‪ -‬حتفي ــز األف ـ ـراد ألن يكونـ ـوا أكث ــر فاعلي ــة للحص ــول عل ــى املعلوم ــات‪ ،‬وك ــذلك حت ّف ــز الكث ــري م ــن‬
‫املؤسسات على استخدام اجلمهور كمصدر للمعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬استطاعت أن تعاجل اشكالية عدم التوازن اجلغرايف يف تغطية ما جيري يف العـامل وجنحـت يف معاجلـة‬
‫حاجات اجلماعات احمللية اليت كانت مهملة يف السابق‪.‬‬
‫‪ -‬االنتشــار الواســع لتلــك الوســائل مبــا وفــر هلــا القــدرة علــى تغطيــة كــل التفاصــيل‪ ،‬بالقــدر الــذي ال‬
‫تسـتطيع أي وســيلة تقليديــة احلصــول عليــه (وهــو مـا جعلهــا مصــدرا مهمــا لتلــك الوســائل وحتديــدا‬
‫الفضائيات)‪ ،‬كما أن هذا االنتشار فتح هلا الوصول اىل أكرب عدد من اجلمهور‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد صحافة املواطن يف توسيع املمارسة السياسية‪ ،‬كما ختلق أجندة من االولويات متباينة عمـا‬
‫هو سائد يف وسائل االعالم التقليدية‪.‬‬
‫‪ -‬تــوفر مضــامني صــادرة عــن مصــادر مســتقلة ال تنتمــي غالبــا جلهــات جتاريــة أو سياســية أو متحيّــزة‬
‫جلهة معينة دون غريها‪ ،‬وفقا الهتمامات ورغبات املستخدمني‪.‬‬

‫‪ 1‬هنا السيد عبد املعطي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.22 :‬‬

‫‪413‬‬
‫‪ -‬تتميــز بقــدر عــال مــن التفاعليــة‪ ،‬ومابعــد التفاعليــة‪ ،‬ففــي الســابق كانــت مســامهة مجهــور االنرتنــت‬
‫حمصــورة يف دائــرة رجــع الصــدى للمحتــوى الــذي يــتم بثــه أو نشــره مــن خــالل املواقــع االعالميــة‬
‫االلكرتونية‪ ،‬اليت تعرب عنها أشكال تفاعلية كثرية‪.‬‬
‫‪ -‬أحدثت انقالبا يف منوذج االتصال التقليدي‪ ،‬ومسحـت للفـرد العـادي بايصـال رسـالته اىل مـن يريـد‬
‫يف الوقت الذي يريد بالطريقة اليت يريد‪ ،‬فهي متعددة االجتاهات‪ ،‬وليس من أعلى اىل أسفل وفـق‬
‫النموذج االتصايل القدمي‪.‬‬
‫‪ -‬ســهولة الوصــول اىل املعلومــات ونشــرها يف الوقــت نفســه‪ ،‬وســاهم هــذا التطـ ّـور النــوعي يف انشــاء‬
‫ـؤدي الوظـائف واألدوار الـيت‬ ‫جمتمعات متعددة‪ ،‬وان كان يغلب عليها الطابع االفرتاضي‪ ،‬إال أهنـا ت ّ‬
‫تقــوم هبــا اجملتمع ــات الفعليــة‪ ،‬وذل ــك باالضــافة اىل أن ــه ومــن خ ــالل هــذه اجملتمع ــات يــتم تش ــارك‬
‫االهتمامات واالحتياجات بني االفراد‪ ،‬عرب أدوات االعالم االجتماعي‪.‬‬
‫جيسد‬
‫تعد النموذج االمثل الذي ّ‬ ‫‪ -‬تسمح بالتبادل الثقايف يف خمتلف اجملاالت بسهولة ويسر‪ ،‬لذلك ّ‬
‫العوملة بكل ما حتمله من معىن‪.‬‬

‫‪411‬‬
‫‪ .5‬النظرة النقدية لصحافة المواطن‪:‬‬

‫رغــم كــل اخلطابــات اإلحتفائيــة الــيت تعيشــها صــحافة امل ـواطن علــى املســتوى امليــداين وإجنازاهتــا‬
‫اليومية يف صيد األخبار وكشف العديد من احلقائق والوقائع ذات الصلة بقضايا الشأن العـام فـإن هـذا‬
‫الضـرب اجلديـد مـن املمارسـة اإلعالميـة ال خيلـو مـن النقـد والـدعوة إىل تقـدمي خطـاب أكثـر واقعيـة عـن‬
‫ماهيـة العالقــة احملتملــة بــني وســائل اإلعــالم واملـواطن والـيت ميكــن وصــفها بأهنــا إحــدى جتليــات مــا ذكــره‬
‫فيليب بروتون يف كتابه يوتوبيا االتصال‪ ،‬وميكن إجياز ذلك يف النقاط اآلتية ‪:‬‬
‫التجاااذا األيااديولوجي‪ :‬وحنــن نتحــدث عــن التجــاذب األيــديولوجي بــني اإلعــالم التقليــدي‬ ‫‪‬‬
‫وص ــحافة امل ـواطن علين ــا أن ال نتجاه ــل أن امل ــدونات تعتم ــد يف غالبه ــا عل ــى املعلوم ــة واخل ــرب املؤس ــس‬
‫القادم من وسائل اإلعالم التقليدية والـذي قامـت بغربلتـه لتعيـد املـدونات صـياغته لنشـره والتعليـق عليـه‬
‫إلبــداء ال ـرأي‪ .‬إن وجــود صــريورة جديــدة يف ممارســة مهنــة الصــحافة قائمــة علــى قاعــدة قلــب النمــوذج‬
‫التقليــدي "غرباال ثاام أنشاار"‪ ،‬أي ترتيــب األخبــار والقيــام بعمليــة االنتقــاء والفصــل بــني ال ـرأي واخلــرب‬
‫واالعتمــاد علــى منــوذج جديــد أمســه " أنشاار ثاام غرباال" وهــو الشــعار الــذي متارســه وترفعــه املــدونات‬
‫وصحافة املواطن فإننا بذلك وإذا ما سعينا إىل دفـع املـواطن يف اجتـاه ممارسـة دميقراطيـة تشـاركية متقدمـة‬
‫ال ميكنن ــا إال أن نق ــع ويف كلتـ ــا احل ــالتني يف فـ ــخ األي ــديولوجيا‪ ،‬وإذا كـ ــان لأليـ ــديولوجيا حض ــور فـ ــإن‬
‫حضورها ال يتمظهر فقط فيما هو عليه حال امليديا بل يف كل ما لـه صـلة مبكونـات اجملتمـع "اقتصـاد‪،‬‬
‫سياسة‪ ،‬ثقافة‪"... ،‬‬
‫افتراضية الخلفية التشاركية‪ :‬يف البدء وجب علينا التساؤل هل أن كل من ال يدون ال يعترب‬ ‫‪‬‬
‫مواطنــا تشــاركيا إن بــني شــعار املرجعيــة التشــاركية مــن خــالل حركــة التــدوين وفلســفة صــحافة امل ـواطن‬
‫مســافة فكريــة شاســعة‪ ،‬فــال يكفــى أن نــدون حــىت نكــون م ـواطنني فــاعلني يف اجملتمــع‪ ،‬فــالواقع هــو أن‬
‫املواطن املدون ينتقـد اجملتمـع ووسـائل اإلعـالم وال يتحـول بالضـرورة إىل مـواطن يتفاعـل بشـكل سـليم‪-‬‬
‫وعل ــى املس ــتوى ال ـواقعي‪-‬م ــع مش ــاكله ومش ــاكل جمتمع ــه‪ .‬ميك ــن إذن أن تك ــون حرك ــة الت ــدوين حرك ــة‬
‫للتشاركية السلبية أكثر منها يف الفاعلية االجتماعية‪ ،‬فال يكفـى أن ننقـد اجملتمـع واإلعـالم علـى شـبكة‬
‫اإلنرتنت‪-‬من خالل املدونات‪-‬حىت نتحول إىل مواطن تفاعلي وتشاركي مهتم بقضايا الشأن العام ‪.‬‬
‫السلبية االجتماعية للتدوين‪ :‬يبدو أن اجلدل الدائر يف املدونات والقائم علـى قاعـدة إمكانيـة‬ ‫‪‬‬
‫أن حتــل دميقراطيــة افرتاضــية حمــل الدميقراطيــة الكالســيكية يف حاجــة إىل النســبية‪ ،‬فمــن خــالل اخلطــاب‬

‫‪411‬‬
‫املتناغم جلل املدونني حول إمكانية الوصول إىل دميقراطية تشاركية عرب املـدونات تبـدو تشـاركية املـواطن‬
‫فكــرة مثاليــة‪ ،‬فــاملواطن–حبســب فلســفة صــحافة امل ـواطن‪-‬يصــبح فــاعال ويكــون لــه موقفــا متقــدما مــن‬
‫مشاكل الواقع املعقدة كلما كان حاضـرا يف فضـاء التـدوين‪ .‬يف األصـل فـإن املـواطن املـدون يتفاعـل مـع‬
‫الواقع بنظرة نقدية‪ ،‬فهو ينقد اجملتمع الذي يعيش فيـه‪ ،‬ويكشـف بعـض التجـاوزات‪ ،‬ويتموقـع يف خانـة‬
‫خارجـة عـن اجملتمــع‪ ،‬ليلـيب حاجتـه يف الكتابــة والنقـد‪ ،‬لتتحــول عمليـة االتصـال إىل وهــم منتجـة ملـواطن‬
‫سليب‪.‬‬
‫هكــذا فــإن اخلطــاب االحتفــايل املتفائــل مبــيالد دميقراطيــة اإلعــالم واالتصــال يف حاجــة إىل التعقــل‪،‬‬
‫فحركة التدوين ليسـت بتلـك الظـاهرة اجلماهرييـة ولـيس كـل مـواطن هـو مـدون أو يهـتم حبركـة التـدوين‪،‬‬
‫كمـا أن اإلطـار األيـديولوجي الــذي يرفـع شـعار حريــة التعبـري والنشـر يوشــك أن يؤسـس إىل شـكل مــن‬
‫أشكال السلبية يف التفاعل االجتماعي وحصر احلرية يف جمرد توفر إمكانية الكتابة والنشر‪.‬‬
‫الجي اال الي اااني ف ااي مس اايرة الت اادوين‪ :‬وج ــب يف ه ــذا الس ــياق مالحظ ــة أن اجلي ــل الث ــاين م ــن‬ ‫‪‬‬
‫املدونات والذي يتميز حبضور استعمال تقنيات السمعي املرئي "الفيديو‪ ،‬الصورة‪ ،‬الصـوت" يف حاجـة‬
‫إىل مهــارات تقنيــة ألي مســتعمل للمدونــة وذلــك حــىت ميكنــه أن يوصــل كــامريا أو آلــة تصــوير رقميــة‬
‫ب ـ ــالكومبيوتر وحتمي ـ ــل األف ـ ــالم لعرض ـ ــها عل ـ ــى امل ـ ــدونات‪ ،‬فاإلنرتن ـ ــت ع ـ ــايل اجل ـ ــودة يت ـ ــيح ك ـ ــل ه ـ ــذه‬
‫االستعماالت املتعددة الوسائط يف املدونة‪.1‬‬
‫إن هذا االجتاه اجلديد حنو التعقيد يف الثقافة التقنية للمدونة واليت كانت يف املاضي قائمة على قاعـدة‬
‫التحريــر والكتابــة وهــي تقنيــات بســيطة وســهلة يوشــك أن ي ـزيح صــفة اجلماهرييــة عــن ظــاهرة التــدوين‬
‫واحنسارها يف فئة قليلة متشبعة بتكنولوجيات الوسائط املتعددة والثالثية األبعاد‪.‬‬
‫وتـربز هنـا أيضـا إشـكالية تسـعرية اإلحبـار واالشـرتاك يف شـبكة اإلنرتنـت والـيت مازالـت يف عديـد الــدول‬
‫مكلفــة وهــو مــا ال حيفــز عامــة النــاس علــى االش ـرتاك يف شــبكة اإلنرتنــت أو االخن ـراط يف التــدوين‪ ،‬رمبــا‬
‫يكون يف املستقبل حلركة االندماج والتقارب بني الوسائط من جهـة وشـيوع اسـتعمال تقنيـات شـبكات‬
‫الويفي اجملانية "اإلنرتنت عن بعد" دور يف دمقرطة الوسائط اجلديدة‪.2‬‬

‫‪ 1‬فيليب بروتون‪ ،‬يوتوبيا االتصال‪ ،‬ترمجة إلياس حسن‪ ،‬دار الينابيع‪ ،‬سوريا‪ .0227 ،‬ص ‪.36-32‬‬
‫‪2‬مجال الـزرن ‪ :‬أنسنة أو اليقافي في تكنولوجيات االتصال والفضااء العاام ‪ :‬مقـال منشـور علـى االنرتنـت شـوهد بتـاريخ ‪ ،0223 /25/03‬السـاعة‬
‫‪26:25‬زواال‪. http://jamelzran.arabblogs.com/archive/2007/4/192019 .‬‬

‫‪411‬‬
‫هذا باإلضافة إىل أن اجليل القدمي من متصفحي ومستعملي اإلنرتنت ال ميكنه حماكاة كل هذا التقدم‬
‫يف الربجميــات والتعقيــدات احلاســوبية الــيت تســتدعي وعلــى املســتوى االجتمــاعي نوعــا مــن أن ـواع التفــرغ‬
‫والفضول والرفاهية‪.‬‬
‫وهكــذا فقــد أثــارت صــحافة امل ـواطن جمموعــة مــن األســئلة اجلــادة واحملرجــة‪-‬يف اجملتمعــات الغربيــة‬
‫الدميقراطية‪-‬عن اإلعالم وأثـاره السـلبية يف اجملتمـع‪ ،‬فصـحافة املـواطن تعتـرب جوابـا مـن بـني األجوبـة الـيت‬
‫تثريهــا كــل تلــك األســئلة املهنيــة املكــررة يف اجملــال الصــحفي‪ ،‬فهــي متتــاز خاصــة مبجموعــة مــن املواقــف‬
‫التصحيحية لدور الصحافة أكثر من كوهنا منط به جمموعة من القواعد الصارمة‪.‬‬
‫يب ــدو أن ص ــحافة امل ـواطن تس ــعى أكث ــر إىل إع ــادة االعتب ــار والتمس ــك بس ــلة املث ــل ال ــيت تبش ــر هب ــا‬
‫الدميقراطية وكيـف أن املـواطن بإمكانـه أن يقـرر مصـريه وحيـدد مسـتقبل أبنـاءه‪ ،‬وخيتـار نوعيـة احليـاة الـيت‬
‫يريــدها‪ ،‬ومــن خــالل مشــروعها إلنقــاذ الدميقراطيــة تريــد صــحافة امل ـواطن إنقــاذ االتصــال واإلعــالم مــن‬
‫آليــات التوظيــف واالحتكــار‪ ،‬يصــبح ذلــك ممكنــا مــن خــالل تفعيــل اجلــدل واحل ـوار الــدميقراطي حــىت‬
‫يــتمكن النــاس مــن حتديــد مســتقبلهم الفــردي واجلمــاعي بكــل حريــة وشــفافية‪ ،‬وبعيــدا عــن كــل أشــكال‬
‫الضغط والتالعب‪.‬‬

‫هكذا على الصحفي أن يعي بأنه فاعل اجتماعي له مسؤولية عندما يتعلق األمر بالقضايا‬
‫السياسية واملصلحة العامة‪ ،‬وهنا يربز دور صحافة املواطن يف تفعيل دور النقد الذايت داخل مهنة‬
‫الصحافة وتوسيعه وهو أمر ال يستهان به وذلك حىت يوفر الصحفي املواطن لنهجه نوعا من‬
‫املشروعية واالعرتاف داخل اجلسم الصحفي التقليدي الذي يعترب أن الصحفي هو إنسان فوق اخلطأ‬
‫والنقد والعقاب‪.‬‬

‫وصحافة املواطن هي صحافة قريبة من مهوم املواطن توظف شبكة االنرتنت للتعبري عن رأيها‪،‬‬
‫ألن الصحافة التقليدية دخلت يف اعتقاد املدونني يف غمار االحتكارات والتوظيف السياسي‬
‫واملصلحي‪.1‬‬

‫‪ 1‬مجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزرن‪ :‬الم ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اادونات االلكترونيا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااة وس ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا االطة الت ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اادوين‪ ،‬جملـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــؤون عربيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدد ‪، 0227 ،232‬‬
‫‪.http://jamelzran.arabblogs.com/archive/2007/7/280497.‬‬

‫‪411‬‬
‫فالصحفي ضمن هذا الوسط الذي حيرك العامل ال يلتزم بقواعد صحفية يف نقل األخبار‬
‫وحتليلها‪ ،‬وال يتقيد بالقوانني اليت تسري اللغة‪ ،‬بقدر ما يهتم بالوجه الوظيفي هلا‪ ،‬فضال عن كونه‬
‫متحررا من متطلبات الضغوط اليت يفرضها عنصر الزمن‪ ،‬واملساحة يف األعمال الصحفية والضغوط‬
‫املهنية األخرى‪ ،‬مبا يف ذلك أخالقيات املهنة والرقابة‪.1‬‬

‫ففي دراسة قام هبا لوروجنليانو ‪ Louruligiliano‬سنة ‪ 0222‬على أربع مجاعات‬


‫لصحافة الويب اجلديدة‪ ،‬وبعد حتليل مضموهنا توصل إىل أن اجملموعات األربع تتمتع بدرجات خمتلفة‬
‫من احليوية والدميقراطية‪ ،‬وكشفت هذه الدراسة عن القدرات اهلائلة اليت متتلكها هذه الوسيلة لتقدمي‬
‫وسائل إعالم بديلة‪ ،‬تعتمد على مبدأ املساواة يف بنائها بشكل أكرب من املاضي؛ حيث كانت سيطرة‬
‫رأس املال‪ ،‬واإليديولوجيات‪ ،‬والسياسات التحريرية على حمتوى الصحف‪.2‬‬

‫‪ 1‬عبد اهلل الزين احليدري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.57‬‬


‫‪ 2‬شريف درويش اللبان‪ ،‬الصحافة اإللكترونية‪ :‬دراسات في التفاعلية وتصميم المواقع‪ ،‬ط ‪ ،2‬الدار املصرية اللبنانية‪ ،‬القاهرة‪ ،2005 ،‬ص ‪-62‬‬
‫‪.66‬‬

‫‪411‬‬
‫‪ .II‬دور صحافة المواطن في تشكيل الرأي العام‬

‫خاصة السياسية بإنتاج املعلومات وانتشارها‬


‫تعمل صحافة املواطن على تضييق فجوة املعرفة ّ‬
‫وحرية الوصول إليها وقُدرة أي فرد على املسامهة فيها وإنتاجها على إزالة اللبس والغموض املعريف‬
‫ُ‬
‫سواء ما يتعلق بالقضايا الداخلية أو اخلارجية من خالل نموذج يتكون من ثالثة أضالع هي‪ :‬مجع‬
‫املعلومات‪ ،‬والتعليق عليها والتحاور حوهلا‪ ،‬مث إختاذ خطوات فعلية‪ .‬وامليزة يف هذا النموذج هي أن‬
‫التقنيات اجلديدة بدءا من اإلنرتنت وكل ما تبعه‪ ،‬قادرة على تقدميها‪ .‬واملتصلني بشبكة اإلنرتنت‬
‫ُ‬
‫لديهم القدرة على التجادل‪ ،‬والتحاور بطرق جديدة تزيد من قوهتا وتأثريها "املدونني"‪ ،‬وجمموعات‬
‫النقاش والرسائل الفورية‪ ،‬ومجيعها جيعل التنفيذ الفعلي أسهل بكثري‪ .‬وهذا ما يُطلق علية "الدميقراطية‬
‫الطارئة" واليت تُشري إىل أن إختاذ القرار من املمكن أن ينبُع من عامل "املدونات" أي أن األفكار‬
‫ُ‬
‫أحيانا تولد من شبكات حمدودة بني األشخاص ومنها إىل شبكات جمتمعية‪ ،‬مث إىل شبكات‬
‫سياسية‪.1‬‬

‫‪ .1‬آلية و طبيعة العالقة بين صحافة المواطن والرأي العام‪:‬‬

‫إ ّن ما ُحيرك النمو السريع يف انتشار تكنولوجيا االتصال واملعلومات هو رغبة املواطن يف‬
‫احلصول على املعلومات واالطالع على كل ما خيُص حياته وأخباره احمللية بدون أن يكون للرقابة‬
‫احلكومية أي دور يف حتديد ماهية تلك املعلومات واألخبار املنشورة‪.‬‬

‫وأصبحت شبكة اإلنرتنت وما توفره من إمكانية الدخول إليها من كافة األفراد يف العامل يُعزز‬
‫بشكل ضمين من قيم الدميقراطية التشاركية والطابع الالمركزي واإلدارة الذاتية وحرية االختالف‬
‫وخمتلفة من خالل شبكات االتصال واملعلومات‪،‬‬ ‫وإتاحة ال ُفرص للتعبري عن هويات ومصاحل ُمتعددة ُ‬
‫كما يُرجح السوق املفتوح لألفكار اليت تُشكل بيئة عمل التكنولوجيا من اإلبداع واالبتكار كوسيلة‬
‫لإلستمرار ويُعزز من الطابع اإلنساين والقيم اإلنسانية املشرتكة‪ ،‬ومحاية خصوصية األفراد واحلق يف‬
‫املعرفة وحق املواطن يف اإلعالم وصنع القرار‪ ،‬وغريها من احلقوق اليت أصبحت لصيقة الصلة‬
‫بتكنولوجيا االتصال واملعلومات‪.‬‬

‫‪ 1‬عادل عبد الصادق‪ ،‬الفضاء االلكتروني والرأي العام‪ :‬تغير المجتمع واالدوات والتأثير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.26‬‬

‫‪411‬‬
‫ويف سياق طبيعة العالقة بني صحافة املواطن والرأي العام فإنه ميكن القول أن صحافة املواطن‬
‫غريهتا كليّا‪،‬‬
‫قلبت مفهوم االعالم رأسا على عقب‪ ،‬وأسقطت كثريا من النظريات‪ ،‬أو على أقل تقدير ّ‬
‫حيث كان املفهوم األساسي لالعالم هو قيام املؤسسات االعالمية بتوفري املواد االخبارية واملعلوماتية‬
‫للجمهور‪ ،‬أما اآلن فاجلمهور أصبح هو من يعطي اجلمهور‪ ،‬بل هو من يعطي وسائل االعالم أيضا‪،‬‬
‫وقد زاد هذا العطاء فيما يبدو حىت بدأ حيرج وسائل االعالم التقليدية‪ ،‬وقد اعرتفت العديد من‬
‫وسائل االعال م التقليدية العريقة أهنا هتتم مبتابعة ما ينشره املواطنون للحصول على شهاداهتم وما‬
‫اتقطته عدساهتم باالضافة اىل ما تتابعه مباشرة من موقع احلدث‪.1‬‬

‫‪ .2‬صحافة المواطن وخلق بيئة إعالمية بديلة لوسائل اإلعالم التقليدية‪:‬‬

‫لقد ظهرت يف السنوات األخرية‪ ،‬العديد من مصادر األخبار على االنرتنت‪ ،‬ويف عصر‬
‫االنرتنت ال يوجد فصل بني مرسل املعلومة ومتلقيها‪ ،‬إن كال منهما يستطيع أن يشارك يف الصحافة‪،‬‬
‫إ ّن كال منهما لديه مقدرة كامنة على توصيل املعلومات واملعرفة لآلخرين‪ ،2‬لقد أصبح من الواجب‬
‫على الصحفيني احملرتفني أن يكونوا أكثر تنبُّها لضمان صحة ودقة األخبار‪ ،‬نظرا لالزدياد املستمر يف‬
‫كمية فحوى األنباء اليت يسهم هبا مستعملوا اإلنرتنت إىل عامل املعلومات‪ .3‬وهناك من يرى أن‬
‫التكنولوجيا املستحدثة ستحقق درجة غري مسبوقة من الشفافية‪ ،‬فهي متثل وسيلة عملية إلطالق حرية‬
‫اإلنسان يف أن حيصل يف أي وقت ويف أي مكان على كل ما حيتاجه من معلومات‪ ،‬وأن يبعث يف‬
‫أي وقت وإىل أي مكان ما يرتاءى له من أفكار وآراء‪.4‬‬

‫ويلحظ املتابع أن هناك انعكاسا جليا لتقنيات االنرتنت على خصائص اجلمهور و طبيعة‬
‫املمارسة اإلعالمية من خالل هذه الوسيلة‪ ،‬فبعد أن كانت عناصر العملية اإلعالمية هي‪( :‬املرسل‪،‬‬
‫الرسالة‪ ،‬الوسيلة‪ ،‬املستقبل ورجع الصدى) اختلفت احلدود الفاصلة بني املرسل واملستقبل وأصبح كل‬

‫‪ 1‬هنا السيد عبد املعطي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.227 :‬‬


‫‪ 2‬حممود علم الدين‪ ،‬تكنولوجيا المعلومات واالتصال ومستقبل صناعة الصحافة‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪ ،‬دار السحاب للنشر و التوزيع‪،0226 ،‬‬
‫ص‪.032‬‬
‫‪ 3‬برتراند بكريي والري كيلمان‪ " ،‬من صحافة المواطن إلى محتوى األخبار التي ينتجها مستعملوها‪ ،‬االعالم يصنع التغيير"‪ ،‬جملة يو اس ايه‬
‫(‪ ،)USA‬اجمللّد ‪ ،20‬العدد ‪ ،20‬جملة اليكرتونية يصدرها مكتب برامج االعالم اخلارجي بوزارة اخلارجية األمريكية‪ ،‬كانون األول‪ /‬ديسمرب ‪.0227‬‬
‫‪ 4‬مجال حممد غيطاس‪ ،‬الديمقراطية الرقمية‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬مصر‪ ،0225 ،‬ص‪.6-2‬‬

‫‪411‬‬
‫املقدمة‪ ،‬وهو ما أطلق عليه اخلرباء واملتخصصون "ظاهرة‬
‫مجهور االنرتنت منتجا للمادة اإلعالمية ّ‬
‫املواطن الصحفي"‪.1‬‬

‫ويف سياق عالقة صحافة املواطن بالصحافة التقليدية ‪ Karlsson‬أن هناك اجتاهني‪:2‬‬

‫مكونا أساسيا داخل‬


‫‪ .2‬االجتاه األول وهو السائد‪ ،‬يرى أن صحافة املواطن سوف تصبح ّ‬
‫املؤسسات الصحفية التقليدية‪ ،‬ولكن ضمن اطار سياستها التحريرية‪.‬‬
‫تغري من سياستها لتستوعب هذا‬
‫‪ .0‬االجتاه الثاين يرى أن املؤسسات االعالمية التقليدية سوف ّ‬
‫الوافد اجلديد بكل ما حيمله داخل اطارها‪.‬‬

‫اعتماد اإلعالم التقليدي على صحافة المواطن كمصدر للمعلومة‪:‬‬

‫يرى األستاذ الدكتور ياس خضري البيايت يف كتابه "االعالم اجلديد‪ ،‬الدولة االفرتاضية اجلديدة"‬
‫املكمل لدوره‪ ،3‬وهي نفس النتيجة‬
‫أ ّن صحافة املواطن مل ولن تلغي االعالم التقليدي‪ ،‬بل ستكون ّ‬
‫‪‬‬
‫توصلنا إىل أن‬
‫ّ‬ ‫حيث‬ ‫اليت خلصنا اليها يف دراستنا حول "صحافة املواطن واهلوية املهنية للصحفي"‬
‫الصحفيني يعتربون املواطن الصحفي مساعدا هلم على أداء املهنة من خالل معاجلتهم للمادة‬
‫يقدمها املواطن‪.‬‬
‫االعالمية اليت ّ‬

‫مل يعد باستطاعة وسائل االعالم التقليدية اغفال املادة االخبارية اليت ينشرها املواطنون‬
‫يزودون احملطات الفضائية العمالقة‬
‫الصحفيون عرب اإلنرتنت الذين أصبحوا مراسلني حقيقيني ّ‬
‫باألخبار‪ ،‬فالواقع يثبت أن هناك تفاعل واضح بني االعالم التقليدي وصحافة املواطن‪ ،‬ويظهر ذلك‬
‫املدونني‪ ،‬ومتابعة نيويورك تاميز ‪New‬‬
‫جليّا من خالل اعتماد الـسي أن أن ‪ CNN‬على ايرادات ّ‬

‫‪ 1‬نعامي سعد زغلول‪" ،‬اإلعالم الحديث‪ ،‬تكامل أم تنافس مع اإلعالم التقليدي" اجلمعية العربية األمريكية ألساتذة االتصال ‪ ،AUSACE‬املؤمتر‬
‫الدويل السنوي الرابع عشر‪ 22-7 ،‬نوفمرب ‪.0229‬‬
‫‪ 2‬هنا السيد عبد املعطي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.226 :‬‬
‫‪ 3‬ياس خضري البيايت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.299‬‬
‫‪ ‬دراسة ميدانية على عيّنة من الصحفيني اجلزائريني مق ّدمة الستكمال متطلّبات نيل شهادة املاجستري‪.‬‬

‫‪414‬‬
‫للمدونات‪ ،1‬بل وحىت االستعانة هبا واستخدام الصور‬
‫‪ York Times‬وقناة اجلزيرة والعربية وغريمها ّ‬
‫والفيديوهات اليت يلتقطها املواطنون كمصدر للخرب يف كربيات الشبكات االعالمية‪ ،‬حبجة تضييق‬
‫السلطات عليها وعدم السماح هلا بالتغطية االعالمية‪ .‬وبرز جنم صحافة املواطن يف الوطن العريب‬
‫بسبب الثورات العربية وما شهده االعالم من تضييق وقمع حلرية الصحافة والتغطية االعالمية‪ ،‬ما‬
‫أدى مبختلف وسائل االعالم التقليدية اىل االعتماد على صحافة املواطن كمصدر للمعلومة‪.‬‬

‫تعد أخطر شيء يف االعالم‬


‫لكن األهم من ذلك هو استخدام الصور من اهلواتف النقالة اليت ّ‬
‫ا ليت صفعت األنظمة من خالل التقاط الصور وارساهلا لوسائل االعالم املرئية وااللكرتونية‪ ،‬ويكمن‬
‫اجلوال بأهنا ال ختضع للمونتاج والفوتوشوب كوهنا تبقى كما هي وال ميكن التالعب هبا‪،‬‬
‫سر صورة ّ‬
‫وبالتايل عجزت األنظمة عن تكذيبها أو وصفها باملفربكة‪ ،‬اضافة اىل اليوتيوب الذي كان العامل‬
‫الثاين يف فضح اجلرائم‪ ،‬مما دفع وسائل االعالم املرئية اىل االعتماد على وسائل االتصال االجتماعي‬
‫املسجلة أو السكايب ‪ Skype‬يف العرض املباشر عن‬
‫املرسلة من امليدان وعرضها من خالل االفالم ّ‬
‫طريق اهلواتف الذكية‪.2‬‬

‫‪ 1‬ياس خضري البيايت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.292‬‬


‫‪ 2‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.292‬‬

‫‪411‬‬
‫‪ .3‬تأثير صحافة المواطن على جمهور المتل ّقين‪:‬‬

‫يشري الباحث حممد منصور يف دراسته عن تأثري شبكات التواصل االجتماعي‪ ‬على مجهور‬
‫املتلقني بأنه مل يعد خفيّا على احد مدى أمهية ودور وسائل التواصل االجتماعي يف حياتنا اليومية‪،‬‬
‫ويف تأثريها املباشر وغري املباشر على العامة والسيما على وسائل االعالم املسماة تقليدية‪ ،‬حبيث‬
‫باتت مصدرا ال يستهان به للمعلومة وللخرب‪ ،‬بالرغم من عدم دقتهما ومصداقيتهما يف اغلب‬
‫األحيان‪ ،‬هذا الدور فرض نفسه بقوة‪ ،‬ووضع وسائل االعالم التقليدية أمام حتديات مجة‪ ،‬ومن بينها‬
‫التنافس على السرعة يف تقدمي املعلومة إىل الناس‪ ،‬مع ما تقتضيه من مسؤولية التحقق من صحتها‬
‫ومصداقيتها‪ ،‬ومدى مالءمتها للموضوعية والدقة‪ ،‬وقابليتها للنشر أو البث‪ .‬وهذا التنافس‪ ،‬املشروع‬
‫أساسا‪ ،‬هبدف كسب أعلى نسبة من املستمعني واملشاهدين واملتصفحني‪ ،‬لغايات رحبية وإلقناع‬
‫املعلنني‪.1‬‬

‫استطاعت التقنيات اجلديدة وبسرعة كبرية‪ ،‬أن تقلب املعادلة الكربى اليت قامت عليها تلك‬
‫العملية وتأسست يف ضوئها النظريات األساسية الكربى املفسرة للعمل اإلعالمي‪ .‬ومن أبرز شواهد‬
‫ذلك‪ ،‬ظهور الشبكات االجتماعية اليت غريت متاما من منطية تدفق املعلومات اإلعالمية واالتصالية‬
‫يف املرحلة التقليدية للعمل اإلعالمي‪ .‬وبات الفرد امللتقي منتجا ومرسال ومستقبال يف ذات الوقت‪،‬‬
‫فقام بذلك مقام عناصر االتصال كافة يف العملية الكالسيكية لإلعالم‪.‬‬

‫ومل يتوقف األمر عند هذا احلد‪ ،‬بل جتاوزه إىل أن يكون هذا النمط اجلديد لإلعالم‪ ،‬أقوى‬
‫وأبلغ يف التعامل مع قضايا اجملتمعات املعاصرة‪ ،‬تشكيال‪ ،‬و تعزيزا‪ ،‬و تغيريا‪ ،‬وهو األمر الذي أثبتته‬
‫الدراسات العلمية‪ ،‬إضافة إلى الشواهد الملحوظة في الواقع اإلنساني المعاصر‪ ،‬أنه قد تجاوز‬

‫‪ ‬تعترب شبكات التواصل االجتماعي مبختلف انواعها من مواقع التواصل االجتماعي املتعارف عليها و ّ‬
‫املدونات مبختلف انواعها والويكي منبع صحافة‬
‫املواطن وبالتايل فتأثري حمتواها الذي يصنعه املواطن على مجهور املتلقني يعترب تأثري صحافة املواطن على اجلمهور‪ ،‬فعندما نقول تاثري شبكات التواصل‬
‫االجتماعي على املتل ّقني يعود معناه على تأثري صحافة املواطن على مجهور املتل ّقني‪ ،‬لذا اعتمدنا على دراسة الباحث حممد منصور حول تأثري شبكات‬
‫التواصل االجتماعي على مجهور املتلقني وأسقطناها على صحافة املواطن‪ ،‬ألن الذي يصنع مضامني هذه الشبكات هو بالضرورة مواطن يكسب صفة‬
‫مبجرد نقله لألخبار (أنظر تعريف صحافة املواطن)‪.‬‬
‫الصحفي ّ‬
‫‪ 1‬عبد الرزاق الدليمي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.222-222 :‬‬

‫‪413‬‬
‫تلك القدرة التي كانت توصف (بالفائقة والهائلة) في التأثير على الرأي العام‪ ،‬للوسائل التقليدية‬
‫يف عقود مضت‪ ،‬إىل قدرات فائقة الكفاءة‪.1‬‬

‫ظل صحافة المواطن‪:‬‬


‫‪ .2‬جمهور المتل ّقين في ّ‬
‫إ ّن الثورة التكنولوجية احلاصلة يف وسائل االتصال‪ ،‬واليت يبدو اهنا ال تعرف التوقّف قد‬
‫ساعدت ومكنت اجلمهور من تأسيس إعالمه اخلاص به حىت بات املواطن‪/‬املتلقي نفسه إعالميا‬
‫يكتب ويذيع وينتج الربامج املرئية وينشرها ويذيعها من على اإلنرتنت ملواطنني مثله مثلهم وأصبحوا‬
‫يتبادلون املعلومات اإلخبارية واملنتجات اإلعالمية من دون احلاجة إىل صرف املبالغ الطائلة اليت‬
‫تصرفها الوسائل اإلعالمية التقليدية‪ .‬وهكذا انتشر مفهوم املواطن الصحفي يف جمال اإلعالم‬
‫واالتصال وذلك بسبب الدور الفاعل للمتلقي‪/‬اجلمهور يف العملية اإلعالمية ومبساعدة وسائل‬
‫وتقنيات وسائل اإلعالم واالتصال اجلديدة‪.2‬‬

‫ويرى الباحث رضوان بلخريي يف كتابه مدخل اىل االعالم اجلديد (املفاهيم والوسائل‬
‫تستغل التأثريات القادمة عرب االنرتنت لزيادة الوعي وذلك عن طريق‪:3‬‬
‫ّ‬ ‫والتطبيقات) أنّه جيب ان‬

‫‪ .2‬تشجيع املواهب واهلوايات املختلفة لدى جيل الشباب ملأل الفراغ‪ ،‬وتوجيههم التوجيه املالئم‬
‫والسليم‪ ،‬بعيدا عن الرتفيه وتضييع الوقت‪.‬‬
‫‪ .0‬االهتمام بقضايا التعليم اليت ختص الشباب والرتكيز على أن تتم العملية التعليمية على أساس‬
‫احلشو التلقني‪.‬‬
‫متطرفة قد تدفع بالشباب واجملتمع‬
‫‪ .3‬حماربة اجلهل واألمية‪...‬ألن اجلهل والتخلّف يتولّد عنه أفكار ّ‬
‫التطرف‪.‬‬
‫دوامة العنف و ّ‬‫اىل ّ‬
‫التصورات العلمية هلذه املشاكل‪.‬‬
‫‪ .2‬دراسة املشاكل االجتماعية السائدة‪...‬ووضع ّ‬

‫‪ 1‬عبد الرزاق الدليمي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.222‬‬


‫‪ 2‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.203‬‬
‫‪ 3‬رضوان بلخريي‪ ،‬مدخل الى االعالم الجديد‪ :‬المفاهيم والوسائل والتطبيقات‪ ،‬ط‪ ،2‬اجلزائر‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،0222 ،‬ص ‪.23‬‬

‫‪411‬‬
‫احلر والدميقراطي‬
‫‪ .6‬غرس القيم الدميقراطية لدى الشباب من خالل تكريس تقاليد النقاش واحلوار ّ‬
‫وتبادل الرأي بني اجملموع العام‪ ،‬وجناح هذا التوجه يعين تعزيز املفاهيم الدميقراطية يف اجملتمع‬
‫ككل‪.‬‬
‫‪ .5‬نشر الوعي السياسي والثقايف بني جيل الشباب‪ ،‬والذي مي ّكنهم من االملام بأزمات ومشاكل‬
‫جمتمعهم‪.‬‬
‫‪ .5‬بعض االحصائيات عن دعائم صحافة المواطن‪:‬‬

‫ارتأينا توظيف هذه االحصائيات لتوضيح األمهية الكربى اليت تكتسيها دعائم صحافة املواطن‪ ،‬وهي‬
‫مقدمتها شبكات التواصل االجتماعي‪:‬‬
‫تعكس مدى مجاهرية هذه الدعائم‪ ،‬ويف ّ‬

‫‪ ‬يزور اليوتيوب يوميا مليار زائر‪ ،‬والشخص العادي حيتاج اىل ألف سنة ليشاهد كل الفيديوهات‬
‫املوجودة اليوم يف اليوتيوب‪.‬‬
‫‪ ‬االحصائية التالية‪ ،‬أن جمموع ما يتم رفعه اىل اليوتيوب خالل عشرين يوم فقط‪ ،‬يفوق جمموع‬
‫ما أنتجته أشهر ثالث شركات انتاج أمريكية خالل عشرين سنة كاملة‪.‬‬
‫انظموا فقط يف‬
‫‪ ‬هناك اليوم أكثر من ‪ 006‬مليون مستخدم للتويرت‪ ،‬قرابة النصف منهم ّ‬
‫انظموا يف السنة االخرية فقط‪.1‬‬
‫‪ ،0222‬وقرابة النصف من مستخدمي التويرت اليوم ّ‬
‫كشفت دراسة تسويقية أن أكثر من ‪ %02‬من سكان العامل يستخدمون مواقع التواصل‬
‫مرة واحدة على األقل كل شهر‪،‬‬ ‫االجتماعي الشهرية‪ ،‬مثل الفايسبوك وجوجل بلس وانستجرام ّ‬
‫وقالت الدراسة اليت أوردهتا جملّة "كمبيوتر وورلد" األمريكية على موقعها االلكرتوين أ ّن عدد‬
‫مستخدمي شبكات التواصل االجتماعي سوف يرتفع حبلول عام ‪ 0227‬إىل ‪ 0333‬مليار‬
‫شخص‪ .‬وحتتل الواليات املتحدة مركز الصدارة على مستوى العامل من حيث عدد مستخدمي‬
‫الفيسبوك شهريا بواقع ‪ 22533‬مليون شخص‪ ،‬وأظهرت الدراسة أيضا أ ّن أعلى نسبة منو يف‬

‫‪1‬عبد الرزاق الدليمي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.205‬‬

‫‪411‬‬
‫سجلت اهلند‬
‫منوا‪ ،‬حيث ّ‬
‫األقل ّ‬
‫معدالت استخدام مواقع التواصل االجتماعي توجد يف األسواق ّ‬‫ّ‬
‫‪1‬‬
‫مبعدل ‪ %3232‬تليها أندونيسيا بنسبة ‪ %0337‬مث املكسيك بنسبة ‪.%0232‬‬
‫أعلى نسبة منو ّ‬

‫وكشف تقرير صادر عن برنامج احلوكمة واالبتكار يف كلية ديب لإلدارة احلكومية‪ ،‬حيمل عنوان (تقرير‬
‫االعالم االجتماعي العريب) الصادر عام ‪ 0222‬أ ّن استخدام وسائل التواصل االجتماعي تشهد‬
‫تزايدا مضطردا يف العامل العريب‪ ،‬إذ ارتفعت أعداد مستخدميها منذ مايو ‪ 0222‬بنسبة ‪ %29‬ملوقع‬
‫فيسبوك و‪ %62‬ملوقع تويرت و‪ %79‬ملوقع لنكدإن‪ .‬وكشف التقرير عن أن دولة اإلمارات متتلك‬
‫‪2‬‬
‫أعلى نسبة انتشار ملستخدمي لنكدإن بالنسبة لعدد السكان واليت وصلت إىل ‪.%00.2‬‬

‫‪ 1‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.207‬‬


‫‪ 2‬التقرير الكامل متوفّر على الرابط‪Citizen Engagement and Public Services in the Arab World The :‬‬
‫‪http://www.mbrsg.ae/getattachment/e9ea2ac8-13dd-4cd7-9104- Potential of Social Media‬‬
‫‪The Arab b8f1f405cab3/Citizen-Engagement-and-Public-Services-in-the-Arab.aspx‬‬
‫‪Government Services Outlook 2014. The 2nd Government Summit. Dubai: The Governance‬‬
‫‪and Innovation Program, Mohammed‬‬
‫‪Bin Rashid School of Government – Available on: www.ArabSocialMediaReport.com‬‬

‫‪411‬‬
‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫دور صحافة‬
‫المواطن في‬
‫تشكيل الرأي العام‬

‫‪167‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬دور صحافة المواطن في تشكيل الرأي العام‬
‫‪ .I‬تفريغ اجلداول البسيطة وتوصيف البيانات‬
‫األول‪ :‬صحافة املواطن وحريّة التعبري‬ ‫‪ .1‬احملور ّ‬
‫‪ .2‬احملور الثاين‪ :‬صحافة املواطن والرأي العام‬
‫دوامة الصمت‬
‫‪ .3‬احملور الثالث‪ :‬صحافة املواطن ونظرية ّ‬
‫‪ .4‬احملور الرابع‪ :‬صحافة املواطن واإلعالم الرمسي‬
‫‪ .II‬تفريغ اجلداول املرّكبة وحتليل البيانات‬
‫األول‪ :‬صحافة املواطن وحريّة التعبري‬ ‫‪ .1‬احملور ّ‬
‫‪ .2‬احملور الثاين‪ :‬صحافة املواطن والرأي العام‬
‫دوامة الصمت‬
‫‪ .3‬احملور الثالث‪ :‬صحافة املواطن ونظرية ّ‬
‫‪ .4‬احملور الرابع‪ :‬صحافة املواطن واإلعالم الرمسي‬

‫نتائج الدراسة‬

‫‪168‬‬
‫‪ .I‬تفريغ الجداول البسيطة وتوصيف البيانات‬

‫الجدول رقم ‪ :1‬يمثل متغير الجنس‪:‬‬

‫الشكل رقم ‪1‬‬ ‫الجنس‬


‫النسبة املئوية‬ ‫العدد‬
‫ذكر‬
‫‪%31‬‬
‫‪30,6‬‬ ‫‪114‬‬ ‫ذكر‬
‫أنثى‬
‫‪%69‬‬
‫‪69,4‬‬ ‫‪259‬‬ ‫أنثى‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫متغري اجلنس‪ ،‬حسب الطريقة احلصصية‪،‬‬‫يوضح اجلدول التايل توزيع عينة الدراسة من حيث ّ‬
‫حيث كانت حصة اإلناث أكرب من حصة الذكور وهذا ما يطابق الواقع ‪ 3..3‬باملائة ذكور‪،‬‬
‫يربرها عددهن املرتفع مقارنة بالذكور يف الوسط‬
‫و‪ 3..4‬باملائة إناث‪ ،‬والزيادة يف عدد اإلناث ّ‬
‫اجلامعي‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫الجدول رقم ‪ :2‬يمثل متغير السن‪:‬‬

‫الشكل رقم ‪2‬‬ ‫السن‬


‫النسبةاملئوية‬ ‫العدد‬
‫‪50,4‬‬ ‫‪188‬‬ ‫‪22-11‬‬
‫‪7%‬‬
‫‪12%‬‬ ‫‪18-22‬‬
‫‪31,1‬‬ ‫‪116‬‬ ‫‪22-23‬‬
‫‪50%‬‬ ‫‪23-27‬‬
‫‪31%‬‬ ‫‪28-32‬‬ ‫‪12,1‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪32-21‬‬
‫‪33-37‬‬
‫‪6,4‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪32-33‬‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫مبا أ ّن معدل سن الشباب اجلامعي يف األطوار الثالث (ليسانس‪ ،‬ماسرت ودكتوراه) يرتاوح ما‬
‫بني ‪ 11‬إىل ‪ 32‬سنة‪ ،‬ارتأينا استعمال السلّم اخلماسي يف ترتيب الفارق العمري بني خمتلف الفئات‪،‬‬
‫فتوصلنا إىل أ ّن أكرب نسبة كانت للفئة العمرية اليت ترتاوح ما بني ‪ 11‬إىل ‪ 22‬سنة بنسبة ‪4..4‬‬
‫ّ‬
‫يربر ارتفاع نسبة هذه‬
‫األول أال وهو الليسانس‪ ،‬وهي متثيلية جملتمع الدراسة ما ّ‬
‫ومتثل هذه الفئة الطور ّ‬
‫الفئة‪ ،‬أما الفئات العمرية املتبقية فرتاوحت نسبها ما بني ‪ 31.1‬باملائة للفئة العمرية ‪ 22-23‬سنة‪،‬‬
‫و‪ 12.1‬باملائة للفئة العمرية ‪ 32-21‬سنة ومعدل هذه الفئة العمرية الطبيعي ميثل الطور الثاين ‪-‬‬
‫املاسرت‪-‬أما أصغر نسبة فكانت ‪ 3.4‬باملائة ومتثل الفئة العمرية األخرية ‪.32-33‬‬

‫‪170‬‬
‫الجدول رقم ‪ :3‬يمثل متغير المستوى العلمي‪:‬‬

‫الشكل رقم ‪3‬‬ ‫المستوى العلمي‬


‫دكتوراه‬
‫‪%10‬‬ ‫النسبة املئوية‬ ‫العدد‬
‫ليسانس‬ ‫‪48,3‬‬ ‫‪180‬‬ ‫ليسانس‬
‫‪%48‬‬
‫ماستر‬
‫‪%42‬‬
‫‪41,8‬‬ ‫‪156‬‬ ‫ماسرت‬
‫‪9,9‬‬ ‫‪37‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫متغري مستوى‬
‫متغري املستوى التعليمي لعينة البحث‪ ،‬حيث أخذ ّ‬‫ميثل اجلدول الذي بني أيدينا ّ‬
‫قدرت بـ ‪ 4183‬باملائة حيث ميثل هذا األخري أعلى نسبة عددية يف‬ ‫الليسانس أعلى نسبة واليت ّ‬
‫اجلامعة وبالتايل فهي عينة متثيلية للواقع اجلامعي‪ ،‬أما ثاين أعلى نسبة للطلبة يف اجلامعة هي فئة‬
‫مستوى املاسرت وهذا ما تعكسه نسبة ‪ 41,8‬باملائة‪ ،‬لتأيت آخر نسبة هي فئة طلبة الدكتوراه واليت‬
‫تعمدنا احلصول على هذه النسب حىت تكون متثيلية للواقع اجلامعي‪ ،‬وهو ما‬ ‫متثل ‪ .8.‬باملائة‪ ،‬وقد ّ‬
‫التدرج (املاسرت والدكتوراه)‪.‬‬
‫التدرج (الليسانس) وما بعد ّ‬
‫يثبته الواقع اجلامعي يف ّ‬

‫‪171‬‬
‫الجدول رقم ‪ :4‬يمثل متغير مصدر الدخل‬

‫الشكل رقم ‪4‬‬ ‫مصدر الدخل‬


‫ال‬
‫‪%16‬‬ ‫النسبة املئوية‬ ‫العدد‬
‫‪84,2‬‬ ‫‪314‬‬ ‫نعم‬
‫نعم‬
‫‪%84‬‬
‫‪15,8‬‬ ‫‪59‬‬ ‫ال‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫املتغري بعني االعتبار‬


‫الدخل‪ ،‬وقد أخذنا هذا ّ‬ ‫متغري مصدر ّ‬
‫يوضح اجلدول الذي بني أيدينا ّ‬
‫ألمهيّته يف إمكانية امتالك االنرتنت واليت تتيح للمبحوث فرصة املشاركة والتفاعل مع األخبار اليت‬
‫ينشرها الصحفيون املواطنون فجاءت نسبة ‪ 1482‬باملائة من العيّنة املدروسة متلك مصدر دخل‪ ،‬أما‬
‫املقدرة بـ ‪ 1481‬باملائة فليس هلا مصدر دخل‪ ،‬مما حييلنا إىل القول بأ ّن‬
‫النسبة املتب ّقية من العيّنة و ّ‬
‫وتسهل املشاركة والتفاعل‬‫ّ‬ ‫مصدر الدخل يلعب دورا يف إمكانية امتالك الوسائل اليت تسمح‬
‫االفرتاضي‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫الجدول رقم ‪ :5‬يمثل تحديد مصدر الدخل‬

‫الشكل رقم ‪5‬‬ ‫تحديد مصدر الدخل‬


‫النسبة‬
‫العمل‬ ‫العدد‬
‫المنحة الجامعية‬ ‫املئوية‬
‫العمل والمنحة الجامعية معا‬
‫مصدر آخر‬
‫‪19,3‬‬ ‫‪72‬‬ ‫العمل‬
‫ليس لديهم مصدر دخل‬ ‫‪48,8‬‬ ‫‪182‬‬ ‫املنحة اجلامعية‬
‫‪8,6‬‬ ‫‪32‬‬ ‫العمل واملنحة اجلامعية معا‬
‫‪7%‬‬ ‫‪16%‬‬ ‫‪19%‬‬
‫‪9%‬‬
‫‪7,5‬‬ ‫‪28‬‬ ‫مصدر آخر‬
‫‪49%‬‬ ‫‪15,8‬‬ ‫‪59‬‬ ‫ليس لديهم مصدر دخل‬

‫‪100,0 373‬‬ ‫اجملموع‬

‫متغري مصدر الدخل للمبحوثني‪ ،‬حيث يكشف لنا أن أكرب نسبة ملصدر‬
‫ميثل هذا اجلدول ّ‬
‫الدخل سجلت لدى طلبة اجلامعة الذين يعتمدون على املنحة كمصدر دخل هلم‪ ،‬بنسبة ‪41.1‬‬
‫باملائة‪ ،‬مث يليها مباشرة العمل يف املرتبة الثانية بنسبة ‪ 1..3‬باملائة‪ ،‬أما املرتبة الثالثة فكانت للطلبة‬
‫الذين ليس هلم مصدر دخل بنسبة ‪ 14.1‬باملائة‪ ،‬أما العمل واملنحة اجلامعية معا كمصدر دخل‬
‫فكانت نسبتها ضئيلة ‪ 1.3‬باملائة‪ ،‬ويف األخري حاز متغري مصدر آخر أدىن نسبة واملتمثلة يف ‪2.4‬‬
‫باملائة‪.‬‬
‫املنحصل عليها أن املنحة اجلامعية تعترب مصدر الدخل الوحيد‬
‫ّ‬ ‫نالحظ من خالل النسب‬
‫لغالبية الطلبة املبحوثني وهذا ما يرتمجه واقع جمتمع البحث باعتبار أن الطالب يف مرحلة الدراسة‬
‫اجلامعية يعتمد على املنحة كمصدر دخل أساسي‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫الجدول رقم ‪ :6‬يمثل متغير مكان اإلقامة‬

‫الشكل رقم ‪6‬‬ ‫مكان اإلقامة‬


‫ريفي شبه حضري‬
‫النسبة املئوية‬ ‫العدد‬
‫‪%9,7 %5,6‬‬
‫‪84,7‬‬ ‫‪316‬‬ ‫حضري‬
‫‪9,7‬‬ ‫‪36‬‬ ‫شبه حضري‬
‫‪5,6‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ريفي‬
‫حضري‬
‫‪%84,7‬‬ ‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫يسهل للمبحوث عملية استعمال والوصول‬ ‫متغري مكان اإلقامة مهما يف دراستنا ألنه ّ‬
‫يعترب ّ‬
‫إىل املعلومة االلكرتونية‪ ،‬فاملقيم يف املناطق احلضرية له إمكانية الوصول إىل مصادر االنرتنت والفضاء‬
‫االفرتاضي أكثر من املقيم يف شبه احلضري والريف وعلى هذا األساس ارتأينا األخذ بعني االعتبار‬
‫املقدرة بـ‬
‫حتصلنا على النتائج التالية‪ ،‬غالبية العينة املبحوثة و ّ‬
‫متغّري مكان اإلقامة يف الدراسة‪ ،‬وقد ّ‬
‫‪ 14.2‬باملائة تقيم يف املناطق احلضرية يف حني ما نسبته ‪ ..2‬باملائة من العينة املبحوثة يقيمون يف‬
‫قدرت بـ ‪ 4.3‬فيقيمون يف املناطق الريفية‪.‬‬
‫املناطق شبه احلضرية‪ ،‬أما أقل نسبة واليت ّ‬

‫‪174‬‬
‫األول‪ :‬صحافة المواطن وحرية التعبير‬
‫تفريغ وتوصيف نتائج المحور ّ‬

‫الجدول رقم ‪ :7‬يمثل إمكانية أن تكون االنترنت فضاءا لحرية التعبير‪.‬‬

‫ال‬ ‫الشكل رقم ‪7‬‬ ‫بدون اجابة‬


‫هل تعتقد أ ّن االنرتنت ميكن ان تكون فضاءا‬
‫‪%2,7‬‬ ‫‪%0,5‬‬
‫حلرية التعبري عن الرأي؟‬
‫النسبة املئوية‬ ‫العدد‬
‫‪96,8‬‬ ‫‪361‬‬ ‫نعم‬
‫نعم‬
‫‪%96,8‬‬
‫‪2,7‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ال‬
‫‪.,5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫بدون إجابة‬
‫‪100‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫نالحظ من هدا اجلدول أن أغلبية العينة تعترب االنرتنت فضاءا حلرية التعبري عن الرأي و‬
‫ذلك بنسبة ‪ 8.69‬باملائة ونسبة قليلة ترى أن االنرتنت ليس فضاءا حلرية التعبري بنسبة ‪ 762‬باملائة‪.‬‬
‫متثل الشبكة العنكبوتية جماال للتعبري عن الرأي ألغلبية املبحوثني ألهنا شبكة تتصف باالنفتاح غري‬
‫احملصل عليه‪ ،‬فاألغلبية الساحقة للعينة املدروسة تؤكد على أن‬‫احملدود أمام‪ ،‬وهذا ماتثبته النتائج ّ‬
‫االنرتنت ميكن أن تكون فضاءا حلريّة التعبري‪.‬‬
‫نستنتج من خالل هذه املعطيات أن االنرتنت ميكن أن يكون فضاءا للتعبري عن حرية الرأي‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫الجدول رقم ‪ :8‬يمثل نشر األخبار عبر االنترنت‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪8‬‬ ‫هل سبق ونشرت أخبارا عرب االنرتنت (شبكات‬
‫بدون اجابة‬
‫التواصل االجتماعي مثال)؟‬
‫‪%0,5‬‬
‫النسبة املئوية‬ ‫العدد‬
‫ال‬
‫‪%19,3‬‬
‫‪80,2‬‬ ‫‪299‬‬ ‫نعم‬
‫نعم‬
‫‪19,3‬‬ ‫‪72‬‬ ‫ال‬
‫‪%80,2‬‬
‫‪.,5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫بدون إجابة‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫نالحظ من خالل هذا اجلدول أن أغلبية املبحوثني سبق ونشروا أخبارا عرب االنرتنت وذلك‬
‫بنسبة ‪ 9.67‬باملائة‪ ،‬ونسبة قليلة مل تنشر أخبارا عرب االنرتنت بنسبة ‪ 3861‬باملائة‪ ،‬تقدم لنا هذه‬
‫النسب أن العينة املدروسة تنشط كثريا عرب شبكات التواصل االجتماعي اليت أصبحت أبواب‬
‫مفتوحة لإلعالم واالتصال‪ ،‬حيث أصبح املواطن عنصرا نشيطا يف العملية اإلعالمية املتمثلة يف نشر‬
‫األخبار واملعلومات للجمهور افرتاضيا ويف نفس الوقت يتواصل اجتماعيا عرب خمتلف شبكات‬
‫التواصل االجتماعي‪.‬‬
‫نستنتج أ ّن نشر األخبار عرب االنرتنت وبالتحديد عرب شبكات التواصل االجتماعي هو من‬
‫مبجرد استخدامهم لالنرتنت‪ ،‬وبالتايل ميكن القول بأنه‬
‫النشاطات اليت يقوم هبا أفراد العيّنة املبحوثة ّ‬
‫نوع من أنواع االشباعات التواصلية‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫الجدول رقم ‪ :9‬يمثل ما إذا كانت األخبار التي ينشرها المواطنون عبر االنترنت‬
‫قد تؤثر في رأي المبحوثين‪.‬‬

‫هل تعتقد أن األخبار اليت ينشرها املواطنون عرب‬


‫االنرتنت قد تؤثر يف رأيك؟‬
‫الشكل رقم ‪9‬‬
‫النسبة املئوية‬ ‫العدد‬
‫بدون إجابة‬
‫‪%1‬‬ ‫‪49,6‬‬ ‫‪185‬‬ ‫نعم‬
‫أحيانا‬
‫نعم‬
‫‪%20‬‬
‫‪%50‬‬
‫‪29,2‬‬ ‫‪109‬‬ ‫ال‬
‫ال‬
‫‪%29‬‬
‫‪20,1‬‬ ‫‪75‬‬ ‫أحيانا‬
‫‪1,1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫بدون إجابة‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫يقدم لنا هذا اجلدول نسبة ‪ 4..3‬باملائة من العينة تعتقد أن األخبار اليت ينشرها املواطنون‬
‫عرب االنرتنت تؤثر يف رأيها‪ ،‬بينما نسبة ‪ 2..2‬باملائة ترى أن األخبار اليت تنشر عرب االنرتنت ال تؤثر‬
‫يف رأيها ونسبة ‪ 2..1‬باملائة تتأثر أحيانا األخبار اليت ينشرها املواطنون عرب االنرتنت ونسبة ضعيفة‬
‫تقدر ‪ 1.1‬باملائة مل جتب عن السؤال‪ ،‬وعليه نالحظ أن هناك تأثري لألخبار اليت ينشرها املواطنون‬
‫عرب االنرتنت يف رأي العينة املبحوثة ولكن ليس بنسبة مطلقة ألن عملية التأثري يف الرأي تدخل فيها‬
‫عدة عوامل‪.‬‬
‫نستنتج أن االنرتنت خلقت فضاءا لتبادل األخبار واليت ميكنها أن تؤثر يف الرأي العام‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫الجدول رقم ‪ :11‬يمثّل مدى اعتقاد العينة المبحوثة أنه يمكنها التأثير في اآلخرين من خالل‬
‫ما تنشره عبر االنترنت‬

‫هل تعتقد أنه ميكنك التأثري يف اآلخرين من‬


‫الشكل رقم ‪10‬‬
‫خالل ما تنشره عرب االنرتنت؟‬
‫بدون إجابة‬
‫‪%1‬‬
‫النسبة املئوية‬ ‫العدد‬
‫أحيانا‬

‫ال‬
‫‪%20‬‬ ‫‪69,4‬‬ ‫‪259‬‬ ‫نعم‬
‫‪%10‬‬
‫نعم‬ ‫‪9,7‬‬ ‫‪36‬‬ ‫ال‬
‫‪%69‬‬
‫‪19,8‬‬ ‫‪74‬‬ ‫أحيانا‬
‫‪1,1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫بدون إجابة‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫غالبية العينة املبحوثة تعتقد أن األخبار اليت تنشرها عرب االنرتنت ميكنها أن تؤثر يف اآلخرين‬
‫وذلك بنسبة ‪ 3..4‬باملائة يف حني أ ّن ما نسبته ‪ ..2‬باملائة ال يعتقدون ذلك‪ ،‬وهي نسبة ضئيلة‬
‫جدا مقارنة بالفئة األوىل‪ ،‬أما نسبة ‪ 1..1‬فتعتقد أهنا تؤثر أحيانا يف اآلخرين من خالل منشوراهتا‬
‫عرب االنرتنت‪ ،‬فبني من يعتقدون أهنم يؤثرون يف اآلخرين من خالل ما ينشرونه والذين يعتقدون أن‬
‫نتحصل على أغلبية كبرية تعتقد بالتأثري‪ .‬أما أصغر نسبة واملتمثلة يف ‪ ..2‬باملائة‬
‫ّ‬ ‫ذلك حيصل أحيانا‪،‬‬
‫فهم يعتقدون أن منشوراهتم ال تؤثر يف اآلخرين‪ ،‬أما املبحوثني الذين مل جييبوا عن السؤال فكانت‬
‫نسبتهم ‪ 1.1‬باملائة‪ ،‬وهي نسبة ميكن التغاضي عنها ألهنا ال تؤثر يف نتائج الدراسة‪.‬‬
‫نستنتج من خالل ما سبق أن غالبية العينة املبحوثة تعتقد أنه ميكنك التأثري يف اآلخرين من‬
‫خالل ما تنشره عرب االنرتنت ‪ ،‬ويرجع هذا إىل أن هناك رغبة يف التأثري عن طريق االنرتنت‪ ،‬وهذه‬
‫الرغبة تظهر من خالل اعتقاد غالبية العينة املبحوثة أهنا ميكنها التأثري يف اآلخرين‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫الجدول رقم ‪ :11‬يمثّل مدى تغيير العيّنة المبحوثة لرأيها انطالقا من المعلومات التي ينشرها‬
‫المواطنون عبر شبة االنترنت‬

‫الشكل رقم ‪11‬‬ ‫غريت رأيك انطالقا من املعلومات‬


‫هل سبق وأن ّ‬
‫بدون‬
‫إجابة‬
‫اليت نشرها مواطنون عرب شبكة االنرتنت؟‬
‫‪%1‬‬
‫النسبة املئوية‬ ‫العدد‬
‫ال‬
‫‪%36‬‬
‫نعم‬
‫‪63,0‬‬ ‫‪235‬‬ ‫نعم‬
‫‪%63‬‬
‫‪36,5‬‬ ‫‪136‬‬ ‫ال‬
‫‪.,5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫بدون إجابة‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫نالحظ من خالل هذه املعطيات أن ‪33..‬باملاةمن العينة غريوا رايهم اطالقا من املعلومات‬
‫اليت نشرها مواطنون عرب شبكة االنرتنت بينما ‪33.4‬باملاة مل يغريوا رايهم انطالفا من املعلومات اليت‬
‫نشرها مواطنون عرب شبكة االنرتنت و نسبة ضعيفة تقدر ب ‪..4‬باملاة مل يكن هلا اجابة من خالل‬
‫هذه النسب نالحظ أن املعلومات اليت ينشرها املواطنون عرب االنرتنت تلعب دورا كبريا يف تغري رأي‬
‫املواطن اجتاه القضايا املطروحة‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫الجدول رقم ‪ :11‬يمثّل تفاعل العينة المبحوثة مع ناشري المواضيع عبر االنترنت‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪12‬‬ ‫هل سبق ودخلت يف حوار مع طرف آخر‬


‫ال‬
‫حول موضوع نُشر عرب االنرتنت؟‬
‫‪%25‬‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫نعم‬ ‫‪74,8‬‬ ‫‪279‬‬ ‫نعم‬
‫‪%75‬‬
‫‪25,2‬‬ ‫‪94‬‬ ‫ال‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫نالحظ من خالل هذا اجلدول أن ‪21.1‬باملاةمن املستجوبني دخلوا يف حوار مع الطرف‬


‫اآلخر حول موضوع نشر عرب االنرتنت بينما ‪24.2‬باملائة مل يدخلوا يف حوار مع الطرف اآلخر يف‬
‫موضوع نشر عرب االنرتنت و عليه نستنتج أن أغلبية العينة املدروسة تتفاعل مع الطرف األخر حول‬
‫املعلومة املنشورة عرب االنرتنت بينما األقلية ال تتفاعل مع الطرف األخر حول املعلومة االلكرتونية‬
‫وهذا يدل على أن املعلومة اليت تنشر عرب االنرتنت هلا صدى كبري عند العينة بينما القلة القليلة ال‬
‫تتفاعل مع الطرف اآلخر يف موضوع نشر عرب االنرتنت‬

‫‪180‬‬
‫الجدول رقم ‪ :13‬يمثّل نشر العيّنة المبحوثة لمقاطع فيديو عبر االنترنت ألحداث عاشوها‬
‫في مناطقهم‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪13‬‬ ‫هل سبق ونشرت مقاطع فيديو عرب اإلنرتنت‬
‫حول أحداث معينة عشتها يف منطقتك؟‬
‫نعم‬
‫‪%24‬‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫ال‬ ‫‪23,9‬‬ ‫‪89‬‬ ‫نعم‬
‫‪%76‬‬
‫‪76,1‬‬ ‫‪284‬‬ ‫ال‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫توضح لنا إجابة العينة أن ‪ 23.1‬باملائة أ ّهنا ال تنشر مقاطع فيديو عرب االنرتنت حول‬
‫أحداث معينة عاشتها منطقتها و‪ 23..‬باملائة فقط تنشر مقاطع فيديو حول أحداث منطقتها‪.‬‬
‫تدل هذه النسب أن املعلومة املصورة تتطلب إمكانيات تقنية ومعرفية للمواطن كي ينشرها‬
‫عرب االنرتنت‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫الجدول رقم‪ :14‬يمثّل مدى تجاوب الجمهور مع ما تنشره العيّنة المبحوثة‬
‫من مقاطع الفيديو عبر االنترنت‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪14‬‬ ‫إذا كانت االجابة نعم‪ ،‬هل تلقيت جتاوبا من‬
‫ال‬
‫‪%2‬‬
‫عند اجلمهور املتلقي؟‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫نعم‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪87‬‬ ‫نعم‬
‫‪%98‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ال‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪1.‬‬ ‫اجملموع‬

‫نالحظ من خالل هذا اجلدول أن أغلبية العينة املدروسة ب ‪.1‬باملائة تتجاوب مع مقاطع‬
‫من الفيديو املنشورة عرب االنرتنت و‪ 2‬باملائة فقط ال تتجاوب مع هذه املقاطع و هذا يدل على أ ّن‬
‫مقاطع الفيديو ترتك أثرا لدى املبحوثني وهي أكثر جاذبية ومصداقية يف نقل اخلرب‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫الجدول رقم ‪ :15‬يمثّل رأي العيّنة المبحوثة في مدى توفير االنترنت لحرية التعبير‬

‫الشكل رقم ‪15‬‬ ‫هل تعتقد أن االنرتنت وفّرت لك حريّة اكرب‬


‫بدون إجابة‬
‫للتعبري عن رأيك؟‬
‫‪%1‬‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫أحيانا‬ ‫نعم‬
‫‪%44‬‬ ‫‪%48‬‬ ‫‪47,7‬‬ ‫‪178‬‬ ‫نعم‬
‫ال‬ ‫‪6,7‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ال‬
‫‪%7‬‬
‫‪44,0‬‬ ‫‪164‬‬ ‫أحيانا‬
‫‪1,6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫بدون إجابة‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫تقدم لنا نسب هذا اجلدول أن ‪ 42.2‬باملائ ة من العينة املدروسة تعترب االنرتنت فضاءا حلرية‬
‫التعبري بينما ‪ 44..‬باملائة تعترب أن االنرتنت وفرت هلا احلرية للتعبري أحيانا و نسبة قليلة‬
‫تقدرب‪ 3.2‬تعترب أن االنرتنت ال توفر حرية للتعبري عن الرأي‪ .‬وعليه يبقى االنرتنت فضاءا حلرية‬
‫التعبري عن الرأي‪ .‬بينما ‪ 1.3‬باملائة فقط مل يكن هلا رأي‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫يؤدي إلى تراجع استعمال وسائل‬
‫الجدول رقم ‪ :16‬يمثّل ما إذا كان استعمال االنترنت ّ‬
‫اإلعالم التقليدية (الصحافة‪ ،‬اإلذاعة‪ ،‬التلفزيون)‬

‫الشكل رقم ‪16‬‬ ‫هل أدى استعمالك لالنرتنت اىل تراجع‬


‫استعمالك لوسائل االعالم التقليدية‬
‫(الصحافة‪ ،‬االذاعة‪ ،‬التلفزيون)؟‬
‫بدون إجابة‬
‫لست أدري‬
‫‪%7‬‬
‫‪%1‬‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪57,6‬‬ ‫‪215‬‬ ‫نعم‬
‫ال‬
‫‪%34‬‬ ‫نعم‬ ‫‪34,3‬‬ ‫‪128‬‬ ‫ال‬
‫‪%58‬‬
‫‪7,2‬‬ ‫‪27‬‬ ‫لست أدري‬
‫‪.,8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫بدون إجابة‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫تبني لنا النسب املوجودة يف اجلدول أن ‪42.3‬باملائة ترى أن استعمال االنرتنت أدى إىل‬
‫تراجع استعماهلا لوسائل اإلعالم التقليدية من صحافة وإذاعة وتلفزيون‪ ،‬و‪34.3‬باملائة تعترب أن هذه‬
‫الوسائل اإلعالمية التقليدية مل ترتاجع أمام استعمال االنرتنت ونسبة ضعيفة تقدر بـ ‪2.2‬ال تدري‬
‫ذلك و‪ ..1‬باملائة بدون إجابة‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫الجدول رقم ‪ :17‬يمثّل األسباب التي تجعل العيّنة المبحوثة تنشر األخبار والمعلومات عبر‬
‫االنترنت‪.‬‬

‫ما الذي يدفعك اىل نشر االخبار واملعلومات عرب االنرتنت؟‬


‫النسبة‬ ‫التكرار‬
‫‪24‬‬ ‫‪22.‬‬ ‫ألنين أجد احلرية التامة يف التعبري‬
‫‪1384‬‬ ‫‪124‬‬ ‫ألنين ال أجد فرصة إلبداء رأيي عرب وسائل اإلعالم‬
‫التعرض هلا من طرف‬
‫التعرض ملواضيع مل يتم ّ‬
‫ألنين أريد ّ‬
‫‪1284‬‬ ‫‪12.‬‬
‫وسائل اإلعالم‬
‫‪3‬‬ ‫‪3.‬‬ ‫ألهنا هواية بالنسبة يل‬
‫‪11‬‬ ‫‪12.‬‬ ‫أحب نقل الواقع املعاش‬
‫‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫من أجل كشف التجاوزات على حقوق املواطنني‬
‫‪13‬‬ ‫‪141‬‬ ‫ألنين أحب ممارسة مهنة الصحافة ونقل األخبار‬
‫‪111‬‬ ‫‪934‬‬ ‫المجموع‬
‫الشكل رقم ‪17‬‬

‫‪250‬‬

‫‪200‬‬

‫‪150‬‬
‫ألنني أحب ممارسة مهنة الصحافة ونقل األخبار‬
‫‪100‬‬ ‫من أجل كشف التجاوزات على حقوق المواطنين‬
‫أحب نقل الواقع المعاش‬
‫ألنني أريد التعرّ ض لمواضيع لم يتم التعرّ ض‬
‫لها من طرف وسائل االعالم‬
‫‪50‬‬ ‫ألنها هواية بالنسبة لي‬
‫ألنني ال أجد فرصة إلبداء رأيي عبر وسائل‬
‫االعالم‬
‫ألنني أجد الحرية التامة في التعبير‬
‫‪0‬‬
‫‪1‬‬

‫‪185‬‬
‫يوضح اجلدول البسيط رقم ‪ 12‬األسباب اليت جتعل العيّنة املبحوثة تنشر األخبار واملعلومات‬
‫ّ‬
‫عرب االنرتنت‪ ،‬حيث نالحظ أن السبب الرئيسي الذي يدفع املبحوثني إىل نشر األخبار واملعلومات‬
‫قدرت بـ ‪ ،% 24‬مث تلتها نسبة‬ ‫عرب االنرتنت هو "احلرية التامة يف التعبري‪ ،‬وذلك بأعلى نسبة واليت ّ‬
‫قدرت بـ ‪ %13‬بالنسبة للذين‬ ‫‪ %11‬يف خانة الذين حيبون نقل الواقع املعاش‪ ،‬ثالث أعلى نسبة ّ‬
‫حيبون ممارسة مهنة الصحافة ونقل األخبار‪ ،‬أما الذين ينشرون األخبار واملعلومات عرب االنرتنت أل ّهنم‬
‫ال جيدون فرصة إلبداء رأيهم عرب وسائل اإلعالم فكانت نسبتهم ‪.%13.4‬‬
‫التعرض ملواضيع مل يتم‬‫ّأما الذين ينشرون األخبار واملعلومات عرب االنرتنت أل ّهنم يريدون ّ‬
‫التعرض هلا من طرف وسائل اإلعالم فقد بلغت نسبتهم ‪ ،%12.4‬ومنهم من كان ينشر األخبار‬
‫ّ‬
‫قدرت‬
‫من أجل كشف التجاوزات على حقوق املواطنني بنسبة ‪ ،%.‬وهناك من اعتربها هواية وقد ّ‬
‫نسبتهم بـ ‪.%3‬‬

‫‪186‬‬
‫تفريغ وتوصيف نتائج المحور الثاني‪ :‬صحافة المواطن والرأي العام‬

‫الجدول رقم ‪ :18‬يمثّل مدى مساهمة صحافة المواطن في تشكيل الرأي العام‬

‫الشكل رقم ‪81‬‬ ‫تساهم صحافة املواطن يف تشكيل الرأي العام‬


‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪8‬‬ ‫‪13,9‬‬ ‫‪52‬‬ ‫جدا‬
‫موافق ّ‬
‫بدون اجابة‬
‫‪3‬‬
‫لست موافقا أبدا‬ ‫‪69,2‬‬ ‫‪258‬‬ ‫موافق‬
‫‪24‬‬
‫‪1‬‬
‫‪28‬‬
‫لست موافقا‬
‫‪7,5‬‬ ‫‪28‬‬ ‫لست أدري‬
‫لست أدري‬
‫‪258‬‬ ‫موافق‬ ‫‪6,4‬‬ ‫‪24‬‬ ‫لست موافقا‬
‫‪52‬‬ ‫موافق جدّا‬
‫‪.,8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫لست موافقا أبدا‬
‫‪2,1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫بدون إجابة‬
‫‪0‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪300‬‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫من خالل النسب املوجودة يف اجلدول نالحظ أن نسبة ‪3..2‬باملائة موافقة على أن‬
‫صحافة املواطن تساهم يف تشكيل الرأي العام و‪13..‬باملائة من العينة املبحوثة موافقة جدا على‬
‫مسامهة صحافة املواطن يف تشكيل الرأي العام بينما نسبة ضعيفة ال تدري ذلك بنسبة‬
‫ب‪2.4‬باملائة ونسبة ضعيفة جدا ترى أن صحافة املواطن ال تساهم يف تشكيل الرأي العام ونسبة‬
‫صفرية تقدر ب ‪..1‬باملائة ال توافق أبدا يف أن صحافة املواطن تساهم يف تشكيل الرأي العام أما‬
‫بدون إجابة فتتمثل النسبة ب ‪2.1‬باملائة وهي نسبة ضعيفة‪ .‬إن أغلبية املبحوثني من العينة تعترب أن‬
‫هذا النوع اجلديد من الصحافة تلعب دورا يف تشكيل الرأي العام‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫الجدول رقم ‪ :19‬يمثّل ما إذا كانت العينة المبحوثة تعتبر صحافة المواطن كإعالم بديل‬

‫الشكل رقم ‪81‬‬ ‫تعترب صحافة املواطن مبثابة اعالم بديل‬


‫‪140‬‬
‫‪128‬‬
‫لالعالم التقليدي‬
‫‪120‬‬ ‫‪111‬‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪100‬‬ ‫موافق جدّا‬
‫‪11,0‬‬ ‫‪41‬‬ ‫جدا‬
‫موافق ّ‬
‫موافق‬ ‫‪34,3‬‬ ‫‪128‬‬ ‫موافق‬
‫‪80‬‬
‫لست أدري‬
‫لست موافقا‬
‫‪15,3‬‬ ‫‪57‬‬ ‫لست أدري‬
‫‪57‬‬
‫‪60‬‬

‫‪41‬‬
‫لست موافقا أبدا‬ ‫‪29,8‬‬ ‫‪111‬‬ ‫لست موافقا‬
‫بدون اجابة‬
‫‪40‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪8,3‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لست موافقا أبدا‬
‫‪20‬‬ ‫‪1,3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫بدون اجابة‬
‫‪5‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫نالحظ من خالل هذا اجلدول أن ‪ 34.4‬باملائة من العينة موافقة على أن صحافة املواطن‬
‫مبثابة إعالم بديل لإلعالم التقليدي و نسبة تقدر ب ‪ 2..1‬باملائة ال توافق ها الطرح‪ .‬ونسبة‬
‫‪14.3‬باملائة ال تدرى ذلك بينما نسبة ‪ 11..‬باملائة فقط توافق جدا على أن هذه الصحافة متثل‬
‫إعالما بديال لإلعالم التقليدي‪ .‬أما النسب الضعيفة يف هذا اجلدول تتمثل يف ‪ 1.3‬باملائة ال توافق‬
‫أبدا ذلك و‪ 1.3‬بدون إجابة عن السؤال املطروح‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫الجدول رقم ‪:11‬تزيد صحافة المواطن من المشاركة الفعالة مع اآلخرين والتحاور‬

‫تزيد صحافة املواطن من املشاركة الفعالة مع‬


‫الشكل رقم ‪7.‬‬
‫اآلخرين والتحاور‬
‫‪250‬‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪35,9‬‬ ‫‪134‬‬ ‫جدا‬
‫موافق ّ‬
‫‪194‬‬
‫‪200‬‬
‫موافق جدّا‬

‫‪150‬‬ ‫‪134‬‬
‫موافق‬ ‫‪52,0‬‬ ‫‪194‬‬ ‫موافق‬
‫لست أدري‬
‫لست موافقا‬
‫‪7,2‬‬ ‫‪27‬‬ ‫لست أدري‬
‫‪1,9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫لست موافقا‬
‫‪100‬‬
‫لست موافقا أبدا‬
‫بدون اجابة‬
‫‪50‬‬ ‫‪1,1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫لست موافقا أبدا‬
‫‪27‬‬
‫‪7 4 7‬‬ ‫‪1,9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫بدون إجابة‬
‫‪0‬‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫نقرأ من خالل نسب اجلدول أن‪ 42..‬باملائة موافقة على أن صحافة املواطن تزيد من‬
‫املشاركة الفعالة مع اآلخرين والتحاور و ‪ 34..‬باملائة موافقة جدا على ذلك‪ .‬ونسبة ‪2.2‬باملئة ال‬
‫تدرى ذلك‪ .‬ونسبة ‪ 1..‬باملائة ال توافق ذلك وهي نفس النسبة ‪ 1..‬باملائة مل جتب عن السؤال‪.‬أما‬
‫النسبة الضعيفة جدا يف هذا اجلدول واملتمثلة يف ‪ 1.1‬باملائة ال توافق أبدا أن صحافة املواطن تزيد‬
‫من املشاركة الفعالة مع اآلخرين و التحاور‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫الجدول رقم ‪ :11‬تعتبر صحافة المواطن منبرا من منابر حرية التعبير‬

‫الشكل رقم ‪73‬‬ ‫تعترب صحافة املواطن منربا من منابر حرية‬


‫‪198‬‬ ‫التعبري‬
‫‪200‬‬
‫‪180‬‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪160‬‬ ‫‪141‬‬ ‫موافق جدا‬ ‫‪37,8‬‬ ‫‪141‬‬ ‫موافق جدا‬
‫‪140‬‬
‫موافق‬
‫‪120‬‬
‫لست أدري‬
‫‪53,1‬‬ ‫‪198‬‬ ‫موافق‬
‫‪100‬‬
‫‪80‬‬
‫لست موافق‬ ‫‪4,6‬‬ ‫‪17‬‬ ‫لست أدري‬
‫بدون إجابة‬
‫‪60‬‬
‫‪1,3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫لست موافق‬
‫‪40‬‬ ‫‪17‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪12‬‬
‫‪3,2‬‬ ‫‪12‬‬ ‫بدون إجابة‬
‫‪0‬‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫نالحظ من النسب املوجودة يف اجلدول أن ‪ 43.1‬باملائة تعترب صحافة املواطن منربا من‬
‫منابر حرية التعبري و‪ 32.1‬باملائة موافقة جدا على ذلك بينما ‪ 4.3‬باملائة ال تدرى هل صحافة‬
‫املواطن متثل منربا من منابر حرية التعبري‪ .‬بينما ‪ 3.2‬باملائة مل جتب عن السؤال‪ ،‬ونسبة ضعيفة تقدر‬
‫بـ‪ 1.3‬باملائة ال تعترب صحافة املواطن منربا من منابر حرية التعبري‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫الجدول رقم ‪ :11‬يمثّل مساهمة صحافة المواطن في صنع الخبر‬

‫الشكل رقم ‪22‬‬ ‫تساهم صحافة املواطن يف صنع اخلرب‬


‫‪196‬‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪200‬‬
‫‪180‬‬ ‫‪19,6‬‬ ‫‪73‬‬ ‫جدا‬
‫موافق ّ‬
‫موافق جدّا‬
‫‪160‬‬
‫‪140‬‬ ‫موافق‬
‫‪52,5‬‬ ‫‪196‬‬ ‫موافق‬
‫‪120‬‬ ‫لست أدري‬ ‫‪14,2‬‬ ‫‪53‬‬ ‫لست أدري‬
‫‪100‬‬ ‫لست موافقا‬
‫‪80‬‬
‫‪73‬‬
‫لست موافقا أبدا‬
‫‪11,0‬‬ ‫‪41‬‬ ‫لست موافقا‬
‫‪53‬‬
‫‪60‬‬
‫‪40‬‬
‫‪41‬‬ ‫بدون اجابة‬ ‫‪1,1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫لست موافقا أبدا‬
‫‪20‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1,6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫بدون إجابة‬
‫‪0‬‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫نالحظ من خالل هذا اجلدول أن ‪ 42.4‬باملائة من العينة املبحوثة موافقة على أن صحافة‬
‫املواطن تساهم يف صنع اخلرب‪ ،‬و‪ 1..3‬باملائة من نفس العينة موافقة جدا على مسامهة صحافة‬
‫املواطن يف صنع اخلرب أما نسبة ‪ 14.2‬باملائة من املبحوثني ال تدرى ذلك‪ ،‬ونسبة ‪ 1.3‬باملائة من‬
‫العينة املدروسة مل جتب عن السؤال‪ .‬بينما نسبة ‪ 11..‬باملائة من جمموع العينة املدروسة ال توافق‬
‫على أن صحافة املواطن تساهم يف صنع اخلرب‪ ،‬ونسبة ضعيفة تقدر بـ ‪ 1.1‬باملائة من العينة ال توافق‬
‫أبدا يف مسامهة صحافة املواطن يف صنع اخلرب‪.‬‬
‫من خالل هذه النسب نستنتج أن صحافة املواطن اليت تدخل ضمن ما يسمى باإلعالم‬
‫اجلديد تلعب دورا يف صناعة األخبار يف هذا احمليط اإلعالمي االفرتاضي‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫الجدول رقم ‪ :13‬تعمل صحافة المواطن على كسر حاجز الصمت لدى المواطن‬

‫الشكل رقم ‪23‬‬ ‫تعمل صحافة املواطن على كسر حاجز‬


‫‪200‬‬ ‫الصمت لدى املواطن‬
‫‪178‬‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪180‬‬

‫‪160‬‬ ‫‪148‬‬
‫‪140‬‬ ‫موافق جدّا‬ ‫‪39,7‬‬ ‫‪148‬‬ ‫جدا‬
‫موافق ّ‬
‫موافق‬
‫‪120‬‬ ‫‪47,7‬‬ ‫‪178‬‬ ‫موافق‬
‫لست أدري‬
‫‪100‬‬
‫لست موافقا‬ ‫‪6,4‬‬ ‫‪24‬‬ ‫لست أدري‬
‫‪80‬‬
‫لست موافقا أبدا‬
‫‪60‬‬ ‫بدون اجابة‬
‫‪4,3‬‬ ‫‪16‬‬ ‫لست موافقا‬
‫‪40‬‬
‫‪24‬‬
‫‪.,5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫لست موافقا أبدا‬
‫‪16‬‬
‫‪20‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1,3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫بدون اجابة‬
‫‪0‬‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫نالحظ من خالل هذا اجلدول أن نسبة ‪ 42.2‬باملائة من العينة املبحوثة توافق على أ ّن‬
‫بشدة‬
‫صحافة املواطن تعمل على كسر حاجز الصمت‪ ،‬لتأيت نسبة ‪ 3..2‬باملائة من العينة توافق ّ‬
‫على هذا الطرح واملتمثل يف كون صحافة املواطن تلعب دورا قويا يف كسر حاجز الصمت لدى‬
‫املواطن‪ ،‬أما نسبة ‪ 3.4‬باملائة من العينة املدروسة ال تدري إن كانت صحافة املواطن تعمل على‬
‫كسر حاجز الصمت‪ ،‬لتأيت نسبة ضعيفة تتمثل يف ‪ 4.3‬باملائة من العينة ال توافق على هذا الطرح‬
‫وترفض أن تكون صحافة املواطن عامال يف كسر حاجز الصمت‪ ،‬أما الذين ال يوافقون أبدا على هذا‬
‫قدرت بـ ‪ ..4‬باملائة‪ .‬أما الفئة‬
‫جدا وال تتجاوز الواحد يف املائة‪ ،‬حيث ّ‬
‫االفرتاض فنسبتهم ضعيفة ّ‬
‫فقدرت بـ ‪ 1.3‬باملائة وهي نسبة صغرية جدا وال ميكنها علميا أن تؤثر‬
‫اليت مل جتب عن هذا السؤال ّ‬
‫املتوصل اليها‪.‬‬
‫على النتائج ّ‬
‫وعليه نستنتج أ ّن أكثر من ‪ 1.‬باملائة من العينة املبحوثة ترى أ ّن صحافة املواطن تلعب دورا‬
‫فعال يف كسر حاجز الصمت لدى املواطن‪ .‬حيث أن هذه الظاهرة اإلعالمية اجلديدة واملرتبطة‬ ‫ّ‬
‫بالتكنولوجيا احلديثة‪ ،‬فتحت أمام مستعمليها فضاءا كبريا حلرية التعبري والنشر يف عامل افرتاضي‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫الجدول رقم ‪ :14‬يمثل ما إذا كانت صحافة المواطن تتيح فرصة مناقشة‬
‫مختلف القضايا بكل حرية‬

‫الشكل رقم ‪24‬‬ ‫تتيح صحافة املواطن فرصة مناقشة خمتلف القضايا‬
‫بكل حريّة‬
‫‪156‬‬
‫‪160‬‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪134‬‬
‫‪35,9‬‬ ‫‪134‬‬ ‫جدا‬
‫موافق ّ‬
‫‪140‬‬
‫موافق جدّا‬
‫‪120‬‬

‫‪100‬‬
‫موافق‬ ‫‪41,8‬‬ ‫‪156‬‬ ‫موافق‬
‫لست أدري‬
‫‪80‬‬ ‫لست موافقا‬
‫‪6,7‬‬ ‫‪25‬‬ ‫لست أدري‬
‫‪60‬‬ ‫‪48‬‬ ‫لست موافقا أبدا‬ ‫‪12,9‬‬ ‫‪48‬‬ ‫لست موافقا‬
‫بدون اجابة‬
‫‪40‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪.,8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫لست موافقا أبدا‬
‫‪1,9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫بدون اجابة‬
‫‪20‬‬
‫‪3 7‬‬
‫‪0‬‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫جييب اجلدول الذي بني أيدينا عن ما اذا كانت صحافة املواطن تتيح فرصة مناقشة خمتلف‬
‫القضايا بكل حريّة‪ ،‬وقد حضي هذا السؤال على موافقة أغلبية العينة املبحوثة اليت توافق على كون‬
‫صحافة املواطن تتيح فرصة مناقشة خمتلف القضايا بنسبة ‪ 41.1‬باملائة‪ ،‬تليها نسبة ‪ 34..‬باملائة‬
‫جدا على هذا الطرح‪ ،‬يف حني وصلت نسبة املبحوثني الذين ال يوافقون على‬ ‫من العيّنة اليت توافق ّ‬
‫كون صحافة املواطن تتيح فرصة مناقشة خمتلف القضايا إىل ‪ 12..‬باملائة وهي نسبة ضعيفة إذا‬
‫قارنّاها بالفئة املوافقة‪ .‬أما نسبة ‪ 1..‬باملائة فتعكس املبحوثني الذين مل يبدوا رأيهم اجتاه هذا الطرح‪،‬‬
‫وهي نسبة صغرية جدا وال تؤثر على نتائج الدراسة‪ ،‬أما نسبة املبحوثني الذين ال يوافقون أدا على‬
‫كون صحافة املواطن تتيح هلم فرصة مناقشة كل القضايا فقد كانت صفرية ‪ ..1‬باملائة‪ ،‬وهي نسبة‬
‫ضعيفة جدا‪.‬‬
‫نستنتج من خالل هذه املعطيات أ ّن صحافة املواطن يف نظر املبحوثني تتيح فرصة مناقشة‬
‫خمتلف القضايا بكل حريّة‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫الجدول رقم ‪ :15‬تعتبر صحافة المواطن أداة فعالة في التعبير عن رأيي الخاص‬

‫الشكل رقم ‪15‬‬ ‫تعترب صحافة املواطن أداة فعالة يف‬


‫التعبري عن رأيي اخلاص‬
‫‪200‬‬
‫‪180‬‬
‫‪183‬‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪160‬‬
‫موافق جدّا‬ ‫‪27,9‬‬ ‫‪104‬‬ ‫جدا‬
‫موافق ّ‬
‫‪140‬‬
‫‪120‬‬ ‫‪104‬‬
‫موافق‬
‫‪49,1‬‬ ‫‪183‬‬ ‫موافق‬
‫لست أدري‬
‫‪100‬‬
‫لست موافقا‬ ‫‪10,7‬‬ ‫‪40‬‬ ‫لست أدري‬
‫‪80‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪40 40‬‬
‫بدون اجابة‬
‫‪10,7‬‬ ‫‪40‬‬ ‫لست موافقا‬
‫‪40‬‬
‫‪20‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪1,6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫بدون اجابة‬
‫‪0‬‬
‫‪100,0 373‬‬ ‫اجملموع‬

‫فعالة يف التعبري عن الرأي‬


‫يوضح اجلدول الذي بني أيدينا ما إذا كانت صحافة املواطن أداة ّ‬
‫اخلاص‪ ،‬فكانت معظم اإلجابات تؤّكد ذلك بنسبة ‪ 4..1‬باملوافقة على الطرح‪ ،‬إىل جانب ‪22..‬‬
‫باملوافقة الشديدة‪.‬‬
‫فقدرت‬
‫أما غري املوافقون على كون صحافة املواطن أداة فعالة يف التعبري عن الرأي اخلاص ّ‬
‫نسبتهم بـ ‪ 1..2‬باملائة وهي نفس نسبة املبحوثني الذين ال يدرون إن كانت صحافة املواطن أداة‬
‫فعالة يف التعبري عن الرأي اخلاص‪ .‬لتبقى نسبة ‪ 1.3‬باملائة من العينة املبحوثة متحفظة عن اإلجابة‪.‬‬
‫نستنتج من خالل هذه املعطيات أن صحافة املواطن وبنسبة كبرية تعترب أداة فعالة للتعبري عن الرأي‬
‫يدل على أ ّن الفضاء االفرتاضي هو فضاء مفتوح للتعبري عن‬ ‫دل على شيء فهو ّ‬ ‫اخلاص‪ ،‬وهذا إن ّ‬
‫الرأي اخلاص أيضا‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫الجدول رقم ‪ :16‬تعتبر صحافة المواطن مصدرا موثوقا للمعلومة‬

‫الشكل رقم ‪23‬‬ ‫تعترب صحافة املواطن مصدرا موثوقا‬


‫موافق جدّا‬ ‫موافق‬ ‫لست أدري‬ ‫لست موافقا‬ ‫لست موافقا أبدا‬ ‫للمعلومة‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪.,5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫جدا‬
‫موافق ّ‬
‫‪198‬‬

‫‪3,8‬‬ ‫‪14‬‬ ‫موافق‬


‫‪103‬‬ ‫‪15,0‬‬ ‫‪56‬‬ ‫لست أدري‬
‫‪56‬‬
‫‪53,1‬‬ ‫‪198‬‬ ‫لست موافقا‬
‫‪14‬‬
‫‪27,6‬‬ ‫‪103‬‬ ‫لست موافقا‬
‫‪2‬‬
‫أبدا‬
‫‪100,0 373‬‬ ‫اجملموع‬

‫نالحظ من خالل إجابة املبحوثني أن نسبة ‪ 43.1‬باملائة ال تعترب أن صحافة املواطن مصدرا‬
‫موثوقا للمعلومة‪ ،‬و ‪ 22.3‬باملائة ال توافق أبدا على هذا الطرح ونسبة ‪ 14..‬باملائة ال تدري إن‬
‫كانت صحافة املواطن تعترب مصدرا موثوقا للمعلومة‪ .‬بينما جند نسبة ضعيفة تقدر بـ ‪ 3.1‬باملائة‬
‫توافق على ذلك و تعترب صحافة املواطن مصدرا موثوقا للمعلومة‪ ،‬ونسبة صفرية تقدر بـ ‪ ..4‬باملائة‬
‫موافقة جدا على هذا الطرح وتعرب صحافة املواطن مصدرا موثوقا للمعلومة‪.‬‬
‫على ضوء هذه املعطيات نستنتج أن أغلبية العينة ال تعترب صحافة املواطن مصدرا موثوقا‬
‫للمعلومة‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫الجدول رقم ‪ :17‬تسعى صحافة المواطن إلى إنقاذ اإلعالم من احتكار المعلومة‬

‫تسعى صحافة املواطن اىل انقاذ االعالم من‬


‫الشكل رقم ‪22‬‬
‫احتكار املعلومة‬
‫موافق جدّا‬ ‫موافق‬ ‫لست أدري‬
‫لست موافقا‬ ‫لست موافقا أبدا‬ ‫بدون اجابة‬
‫النسبة املئوية‬ ‫العدد‬
‫‪147‬‬ ‫‪7,0‬‬ ‫‪26‬‬ ‫جدا‬
‫موافق ّ‬
‫‪126‬‬
‫‪33,8‬‬ ‫‪126‬‬ ‫موافق‬
‫‪39,4‬‬ ‫‪147‬‬ ‫لست أدري‬
‫‪13,4‬‬ ‫‪50‬‬ ‫لست موافقا‬
‫‪50‬‬

‫‪26‬‬
‫‪4,6‬‬ ‫‪17‬‬ ‫لست موافقا أبدا‬
‫‪17‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪1,9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫بدون إجابة‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫من خالل إجابة العينة نالحظ أن نسبة ‪ 3..4‬باملائة ال تدري هل صحافة املواطن تسعى‬
‫إىل إنقاذ اإلعالم من احتكار املعلومة بينما ‪ 33.1‬باملائة من العينة موافقة على أن صحافة املواطن‬
‫تسعى إىل إنقاذ اإلعالم من احتكار املعلومة ونسبة ‪ 13.4‬باملائة من العينة ال توافق ذلك ونسبة‬
‫ضعيفة تقدر بـ ‪ 2..‬باملائة توافق جدا على أن صحافة املواطن تسعى إىل إنقاذ اإلعالم من احتكار‬
‫املعلومة ونسبة ‪ 4.3‬باملائة من العينة ال توافق أبدا ذلك‪ .‬ونسبة ضعيفة جدا من العينة املبحوثة تقدر‬
‫بـ ‪ 1..‬باملائة بدون إجابة‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫الجدول رقم ‪ :18‬تعتمد وسائل اإلعالم التقليدية على صحافة المواطن كمصدر للمعلومة‬

‫تعتمد وسائل االعالم التقليدية على‬


‫الشكل رقم ‪21‬‬
‫صحافة املواطن كمصدر للمعلومة‬
‫‪4‬‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪23‬‬ ‫‪3,2‬‬ ‫‪12‬‬ ‫جدا‬
‫موافق ّ‬
‫‪72‬‬
‫‪36,2‬‬ ‫‪135‬‬ ‫موافق‬
‫‪127‬‬

‫‪135‬‬ ‫‪34,0‬‬ ‫‪127‬‬ ‫لست أدري‬


‫‪12‬‬ ‫‪19,3‬‬ ‫‪72‬‬ ‫لست موافقا‬
‫‪0‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪6,2‬‬ ‫‪23‬‬ ‫لست موافقا أبدا‬
‫بدون اجابة‬ ‫لست موافقا أبدا‬ ‫لست موافقا‬
‫‪1,1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫بدون اجابة‬
‫لست أدري‬ ‫موافق‬ ‫موافق جدّا‬
‫‪100,0 373‬‬ ‫اجملموع‬

‫من خالل إجابة العينة نالحظ أن نسبة تقدرب‪33.2‬باملائة موافقة على اعتماد وسائل‬
‫اإلعالم التقليدية على صحافة املواطن كمصدر للمعلومة ونسبة ‪34..‬باملائة من املبحوثني ال تدري‬
‫ذلك بينما نسبة ‪1..3‬باملائة ال توافق اعتماد وسائل اإلعالم التقليدية على صحافة املواطن كمصدر‬
‫للمعلومة و نسبة ‪3.2‬باملائة ليست موافقة أبدا على ذلك ‪.‬ونسبة ضعيفة جدا من العينة تقدر ‪3.2‬‬
‫باملائة موافقة جدا على اعتبار صحافة املواطن مصدرا للمعلومة للوسائل اإلعالم التقليدية ونسبة‬
‫‪ 1.1‬باملائة من العينة دون إجابة ‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫الجدول رقم ‪:19‬تعمل صحافة المواطن على تحويل الساحة اإلعالمية إلى فوضى حقيقية‬
‫بسبب تداخل عناصر العمليّة االتصالية‬

‫الشكل رقم ‪2.‬‬ ‫تعمل صحافة املواطن على حتويل الساحة االعالمية‬
‫موافق جدّا‬ ‫موافق‬ ‫لست أدري‬ ‫فوضى حقيقية بسبب تداخل عناصر العمليّة‬
‫لست موافقا‬ ‫لست موافقا أبدا‬
‫االتصالية‬
‫‪159‬‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪8,3‬‬ ‫‪31‬‬ ‫جدا‬
‫موافق ّ‬
‫‪100‬‬
‫‪26,8‬‬ ‫‪100‬‬ ‫موافق‬
‫‪72‬‬
‫‪42,6‬‬ ‫‪159‬‬ ‫لست أدري‬
‫‪31‬‬
‫‪19,3‬‬ ‫‪72‬‬ ‫لست موافقا‬
‫‪11‬‬ ‫‪2,9‬‬ ‫‪11‬‬ ‫لست موافقا أبدا‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫نقرأ من خالل هذا اجلدول أن ما نسبته ‪ 42.3‬باملائة من مبحوثي العينة ال تدري ما إذا‬
‫كانت صحافة املواطن تعمل على حتويل الساحة اإلعالمية إىل فوضى حقيقية بسبب تداخل عناصر‬
‫العملية االتصالية‪ ،‬ويرجع ذلك يف نظرنا إىل كون املبحوثني مل يفهموا جيّدا عبارة "عناصر العملية‬
‫االتصالية" رغم أن العيّنة املدروسة اختريت من أهل التخصص أي طلبة الليسانس واملاسرت والدكتوراه‬
‫املقدرة بـ ‪ 23.1‬فنجدها يف خانة‬ ‫يف علوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬أما إذا نظرنا إىل ثاين أعلى نسبة و ّ‬
‫املبحوثني الذين يوافقون على كون صحافة املواطن أحدثت فوضى يف سلسلة العملية االتصالية من‬
‫حيث أنه أ صبح املستقبل هو املرسل‪ ،‬يف حني كانت نسبة غري املوافقني على هذا الطرح يف املرتبة‬
‫الثالثة وق ّدرت بـ ‪ 1..3‬باملائة‪ ،‬وكذالك بالنسبة للمبحوثني الذين يوافقون بش ّدة على كون صحافة‬
‫بشدة‬
‫املواطن ختلق الفوضى يف تسلسل عناصر العملية االتصالية‪ ،‬فهي تفوق نسبة الذين ال يوافقون ّ‬
‫على هذا الطرح فكانت نسبة ‪ 1.3‬باملائة مقابل ‪ 2..‬باملائة على التوايل‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫الجدول رقم ‪ :31‬كلّما ازدادت رقابة السلطة على اإلعالم الرسمي‬
‫ازدادت فاعلية صحافة المواطن‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪3.‬‬ ‫كلّما ازدادت رقابة السلطة على اإلعالم‬


‫‪200‬‬ ‫الرمسي ازدادت فاعلية صحافة املواطن‪.‬‬
‫‪176‬‬
‫‪180‬‬
‫النسبة املئوية‬ ‫العدد‬
‫‪160‬‬
‫‪140‬‬ ‫موافق جدّا‬ ‫‪22,3‬‬ ‫‪83‬‬ ‫موافق ج ّدا‬
‫‪120‬‬ ‫موافق‬
‫‪47,2‬‬ ‫‪176‬‬ ‫موافق‬
‫‪100‬‬ ‫لست أدري‬
‫‪80‬‬
‫‪83‬‬
‫لست موافقا‬
‫‪16,6‬‬ ‫‪62‬‬ ‫لست أدري‬
‫‪62‬‬
‫‪60‬‬
‫‪39‬‬
‫لست موافقا أبدا‬ ‫‪10,5‬‬ ‫‪39‬‬ ‫لست موافقا‬
‫‪40‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪3,5‬‬ ‫‪13‬‬ ‫لست موافقا أبدا‬
‫‪0‬‬ ‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫سجلت لدى‬ ‫املقدرة بـ ‪ 42.2‬باملائة ّ‬


‫يوضح اجلدول الذي بني أيدينا أ ّن أعلى نسبة و ّ‬ ‫ّ‬
‫املبحوثني الذين يوافقون على أنّه كلّما ازدادت رقابة السلطة على اإلعالم الرمسي ازدادت فاعلية‬
‫يدل على أن صحافة املواطن تعترب منفذا من منافذ‬ ‫دل على شيء فإنه ّ‬‫صحافة املواطن‪ ،‬وهذا أن ّ‬
‫املقدرة بـ‬
‫حرية التعبري اليت يلجأ إليها املواطن دون اخلوف من الرقابة‪ ،‬وهذا ما تؤّكده ثاين أعلى نسبة و ّ‬
‫املقدرة بـ ‪ 13.3‬باملائة من‬
‫بشدة على هذا الطرح‪ ،‬لتأيت ثالث أعلى نسبة و ّ‬‫‪ 22.3‬باملائة واليت توافق ّ‬
‫العيّنة املبحوثة اليت تبنّت احلياد وأجابت بال أدري‪ ،‬أما النسب املتبقية وهي ضعيفة مقارنة بالنسب‬
‫بشدة على كون أنة كلّما ازدادت رقابة السلطة على اإلعالم الرمسي‬
‫السابقة‪ ،‬فهي ال توافق وال توافق ّ‬
‫املقدرة‬
‫ازدادت فاعلية صحافة املواطن‪ ،‬بنسبة ‪ 1..4‬باملائة للذين ال يوافقون ‪ ،‬وبنسبة ضعيفة جدا و ّ‬
‫بـ ‪ 3.4‬باملائة للذين ال يوافقون أبدا على هذا الطرح‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫الجدول رقم ‪:31‬تساهم صحافة المواطن في كشف التجاوزات‬
‫التي ال تغطيها وسائل اإلعالم التقليدية‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪31‬‬ ‫تساهم صحافة املواطن يف كشف التجاوزات‬


‫اليت ال تغطيها وسائل اإلعالم التقليدية‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪250‬‬
‫‪207‬‬
‫‪200‬‬
‫‪31,1‬‬ ‫‪116‬‬ ‫جدا‬
‫موافق ّ‬
‫‪150‬‬ ‫‪116‬‬
‫‪55,5‬‬ ‫‪207‬‬ ‫موافق‬
‫‪100‬‬

‫‪31‬‬
‫‪8,3‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لست أدري‬
‫‪50‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪4‬‬
‫‪4,0‬‬ ‫‪15‬‬ ‫لست موافقا‬
‫‪0‬‬

‫موافق جدّا‬ ‫موافق‬ ‫لست أدري‬ ‫‪1,1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫بدون إجابة‬


‫لست موافقا‬ ‫بدون اجابة‬ ‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫املقدرة بـ ‪ 44.4‬باملائة كانت يف خانة‬


‫نسجل من خالل اجلدول أعاله أ ّن أعلى نسبة و ّ‬ ‫ّ‬
‫املبحوثني الذين يوافقون على أ ّن صحافة املواطن تساهم يف كشف التجاوزات اليت ال تغطيها وسائل‬
‫اإلعالم التقليدية و ‪ 31.1‬باملائة موافقة جدا على ذلك وهذا يدل على أن صحافة املواطن تلعب‬
‫دورا كبريا يف تغطية النقص الذي تعلين منه وسائل اإلعالم التقليدية و املتمثل يف حمدودية عملها‬
‫حيث تنشط هذه األخرية وفق خطها االفتتاحي‪ .‬والذي تفرضه نظرية حارس البوابة‪.‬بينما نسبة ‪1.3‬‬
‫باملائة من العينة جتهل مدى مسامهة صحافة املواطن يف كشف التجاوزات اليت ال تغطيها وسائل‬
‫اإلعالم التقليدية و نسبة ضعيفة مقارنة بتلك اليت وافقه على ذلك تقدر ب ‪4..‬باملائة من العينة‬
‫وآخر نسبة ضعيفة جدا يف اجلدول متثل املبحوثني الذين مل جتيبوا عن السؤال بـ ‪ 1.1‬باملائة من‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫الجدول رقم ‪:31‬استطاعت صحافة المواطن أن تطرح القضايا التي أُقصيت من دوائر اهتمام‬
‫اإلعالم الرسمي‬

‫الشكل رقم ‪32‬‬ ‫استطاعت صحافة املواطن أن تطرح القضايا اليت‬


‫‪200‬‬
‫‪179‬‬ ‫أُقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم الرمسي‬
‫‪150‬‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪113‬‬
‫‪30,3‬‬ ‫‪113‬‬ ‫جدا‬
‫موافق ّ‬
‫‪100‬‬
‫‪67‬‬ ‫‪48,0‬‬ ‫‪179‬‬ ‫موافق‬
‫‪50‬‬ ‫‪18,0‬‬ ‫‪67‬‬ ‫لست أدري‬
‫‪14‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪3,8‬‬ ‫‪14‬‬ ‫لست موافقا‬


‫موافق جدّا‬ ‫موافق‬ ‫لست أدري‬ ‫لست موافقا‬ ‫‪100,0 373‬‬ ‫اجملموع‬

‫نالحظ من خالل هذا اجلدول أن نسبة ‪ 41..‬باملائة من العينة املدروسة موافقة على أن‬
‫صحافة املواطن تطرح القضايا اليت أقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم الرمسي و‪ 3...‬باملائة من نفس‬
‫العينة موافقة جدا على ذلك‪ .‬وهذا يفسر أن فضاء صحافة املواطن أكثر حتررا من الرقابة يف طرح‬
‫خمتلف القضايا بينما جاءت نسبة ‪ 11..‬باملائة من املبحوثني جتهل إمكانية صحافة املواطن يف طرح‬
‫ومناقشة قضايا أقصيت من طرف دوائر اهتمام اإلعالم الرمسي أما النسبة الضعيفة يف اجلدول‬
‫واملتمثلة يف ‪ 3.1‬باملائة ال توافق هذا الطرح وهي نسبة ال متثل وزنا مقارنة بتلك املوافقة واملوافقة‬
‫جدا‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫الجدول رقم ‪ :33‬تطرح صحافة المواطن الحقائق التي ال يجرأ اإلعالم التقليدي على عرضها‬

‫تطرح صحافة املواطن احلقائق اليت ال جيرأ اإلعالم‬


‫الشكل رقم ‪33‬‬
‫التقليدي على عرضها‬
‫‪250‬‬ ‫‪205‬‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪200‬‬ ‫‪32,7‬‬ ‫‪122‬‬ ‫جدا‬
‫موافق ّ‬
‫‪150‬‬ ‫‪122‬‬
‫‪55,0‬‬ ‫‪205‬‬ ‫موافق‬
‫‪7,8‬‬ ‫‪29‬‬ ‫لست أدري‬
‫‪100‬‬

‫‪50‬‬ ‫‪29‬‬
‫‪3,5‬‬ ‫‪13‬‬ ‫لست موافقا‬
‫‪13‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪.,5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫لست موافقا أبدا‬
‫موافق جدّا‬ ‫موافق‬ ‫لست أدري‬
‫‪.,5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫بدون اجابة‬
‫لست موافقا‬ ‫لست موافقا أبدا‬ ‫بدون اجابة‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫نستنج من خالل هدا اجلدول أن نسبة ‪ 44..‬باملائة من عينة الدراسة توافق على أن‬
‫صحافة املواطن تطرح احلقائق اليت ال جيرا اإلعالم التقليدي على عرضها كما نالحظ أن ‪32.2‬‬
‫باملائة من املستجوبني يوافقون جدا على ذلك وهي نسب تبني لنا مدى اختالف الفضاء اإلعالمي‬
‫االفرتاضي عن اإلعالم التقليدي اخلاضع لبريوقراطية اإلدارة املتمثلة يف الرقابة مبختلف أنواعها واليت‬
‫تثبط من عزمية الصحفي عكس اإلعالم االفرتاضي الذي يتميز بالفضاء احلر يف مناقشة وطرح خمتلف‬
‫قضايا اجملتمع دون رقيب‪ .‬أما نسبة ‪2.1‬باملائة من العينة جتهل قدرة و جرأة صحافة املواطن يف‬
‫مناقشة و طرح حقائق ال جيرا اإلعالم التقليدي على مناقشتها ‪.‬و نسبة ‪3.4‬باملائة من العينة ال‬
‫توافق مدى قدرة و جرأة صحافة املواطن يف طرح و مناقشة حقائق ال يستطيع اإلعالم التقليدي‬
‫مناقشتها و هي نسبة ضعيفة أمام نسبيت املوافقة و املوافقة جدا‪.‬و نسبة ‪..4‬باملائة من املبحوثني ال‬
‫توافق أبدا هذا الطرح وهي نسبة ضعيفة جدا و هي نفس النسبة اليت جندها يف دون إجابة و املقدرة‬
‫ب ‪..4‬باملائة من العينة ‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫تفريغ وتوصيف نتائج المحور الثالث‪ :‬صحافة المواطن ونظرية دوامة الصمت‬

‫تصرح بهويّتك عبر االنترنت‬


‫الجدول رقم ‪ :34‬هل ّ‬

‫الشكل رقم ‪13‬‬ ‫تصرح هبويّتك عرب االنرتنت‬


‫هل ّ‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫نعم‬
‫ال‬
‫‪%55‬‬
‫‪%45‬‬ ‫‪45,0‬‬ ‫‪168‬‬ ‫نعم‬
‫‪55,0‬‬ ‫‪205‬‬ ‫ال‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫نالحظ من خالل هذا اجلدول أ ّن ما نسبته ‪ 44..‬باملائة من العينة املدروسة ال تصرح‬


‫هبويتها عرب االنرتنت بينما نسبة ‪ 44..‬باملائة تصرح هبويتها عرب االنرتنت‪ .‬أخذت نسبة عدم‬
‫التصريح باهلوية املرتبة األ وىل وهذا ما يفسر وجود املراقبة الذاتية واخلوف من اجملتمع يف صحافة‬
‫املواطن اليت تتمتع حبرية أكثر مقارنة باإلعالم التقليدي‪ ،‬وهذا ما يدعم أكثر صالحية نظرية دوامة‬
‫الصمت يف اإلعالم االفرتاضي‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫الجدول رقم ‪ :35‬يمثل الدافع وراء نشر األخبار والمعلومات عبر االنترنت‬

‫الشكل رقم ‪13‬‬ ‫ما الذي يدفعك اىل نشر االخبار واملعلومات عرب االنرتنت؟‬
‫التكرار النسبة‬
‫‪17‬‬
‫‪2.‬‬ ‫‪41‬‬ ‫اخلوف من اإلدالء باهلوية احلقيقية‬
‫‪104‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪11.‬‬ ‫ألخذ احلرية االكثر يف التعبري‬
‫‪110‬‬
‫حب املشاركة ونقل األخبار من دون‬
‫‪58‬‬
‫‪33‬‬ ‫‪1.4‬‬
‫التصريح باهلوية احلقيقية‬
‫‪0‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪150‬‬
‫حب تقمص شخصيات افتراضية‬ ‫‪3‬‬ ‫‪12‬‬ ‫حب تقمص شخصيات افرتاضية‬
‫حب المشاركة ونقل األخبار من دون التصريح بالهوية الحقيقية‬
‫ألخذ الحرية االكثر في التعبير‬
‫‪111‬‬ ‫‪373‬‬ ‫المجموع‬
‫الخوف من اإلدالء بالهوية الحقيقية‬

‫نقرأ من خالل هذا اجلدول أن نسبة ‪31‬باملائة من العينة املدروسة تنشر األخبار و املعلومات‬
‫عرب االنرتنت ألهنا جتد حرية أكثر يف التعبري دون قيد و ال رقيب و نسيه ‪33‬باملائة من نفس العينة‬
‫تشارك و تنقل األخبار عرب االنرتنت لكنها ال تصرح هبويتها احلقيقية رغم أن فضاء االنرتنت يتميز‬
‫حبرية أكثر عن الفضاء احلقيقي‪ .‬فالتسرت عن اهلوية أصبح دافعا يف العملية االتصالية االفرتاضية‪ .‬بينما‬
‫جند نسبة ‪ 2.‬باملائة من العينة ختاف من اإلدالء باهلوية احلقيقية يف نشرها لألخبار و املعلومات عرب‬
‫االنرتنت و هي احلالة اليت نفسرها باملراقبة الذاتية واليت ترتجم يف الواقع بنظرية دوامة الصمت عند‬
‫اإلنسان الرقمي‪ .‬وأخريا تأيت نسبة ‪ 3‬باملائة من العينة تتقمص شخصيات افرتاضية عند نشرها‬
‫لألخبار و املعلومات عرب االنرتنت و نسبة ضعيفة يف اجلدول‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫تفريغ وتوصيف نتائج المحور الرابع‪ :‬صحافة المواطن واإلعالم الرسمي‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ :36‬يمثّل ما إذا كانت هناك حرية تعبير إعالمية في الجزائر‬

‫الشكل رقم ‪33‬‬


‫هل تعتقد أن هناك حرية تعبري اعالمية يف اجلزائر؟‬
‫نعم ال أدري‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪%3 %9‬‬
‫‪9,1‬‬ ‫‪34‬‬ ‫نعم‬
‫ال‬

‫أحيانا‬
‫‪%32‬‬ ‫‪31,6‬‬ ‫‪118‬‬ ‫ال‬
‫‪%56‬‬
‫‪56,3‬‬ ‫‪210‬‬ ‫أحيانا‬
‫‪2,9‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ال أدري‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫نالحظ من خالل هذا اجلدول أن نسيه ‪ 43.3‬باملائة من العينة تعتقد أن هناك‬


‫حرية تعبري إعالمية يف اجلزائر أحيانا وهذا ما يفسر أن احلرية اإلعالمية يف اجلزائر نسبية‬
‫ذلك أن اإلعالم اجلزائري مل خيرج بعد من املرحلة االنتقالية‪ ،‬أما نسبة ‪ 31.3‬باملائة ال‬
‫تعتقد أن هناك حرية تعبري إعالمية يف اجلزائر‪ .‬ونسبة ضعيفة تقدر بـ ‪ ..1‬باملائة فقط‬
‫تعتقد بوجود حرية اإلعالم يف اجلزائر‪ ،‬وهذا ما يربر بروز صحافة املواطن اليت تتمتع باحلرية‬
‫أكثر انطالقا من النتائج السابقة املتحصل عليها من الدراسة‪ .‬ونسبة ضعيفة جدا تقدر بـ‬
‫‪ 2..‬باملائة من العينة ال تدري هل هناك حرية إعالمية يف اجلزائر‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫الجدول رقم ‪ :37‬يمثل تقييم العينة المبحوثة لحرية التعبير في وسائل اإلعالم الوطنية‬

‫كيف تقيّم حرية التعبري يف وسائل االعالم الوطنية ؟‬


‫الشكل رقم ‪32‬‬
‫جيدة لست أدري‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪%3 %2‬‬
‫‪2,1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫جيدة‬
‫منعدمة‬
‫‪%12‬‬ ‫‪37,3‬‬ ‫‪139‬‬ ‫متوسطة‬
‫متوسطة‬
‫‪%37‬‬
‫‪45,6‬‬ ‫‪170‬‬ ‫ضعيفة‬
‫‪12,3‬‬ ‫‪46‬‬ ‫منعدمة‬
‫ضعيفة‬
‫‪%46‬‬ ‫‪2,7‬‬ ‫‪10‬‬ ‫لست أدري‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫نقرا من خالل هذا اجلدول أن نسبة ‪ 44.3‬باملائة من العينة تقيم حرية التعبري يف وسائل‬
‫اإلعالم الوطنية ضعيفة بينما نسبة ‪ 32.3‬باملائة من املستجوبني تعترب حرية التعبري يف اإلعالم‬
‫اجلزائري متوسطة و عليه ميكن استنتاج أن هناك إشكالية حرية التعبري يف وسائل اجلزائرية رغم انتقال‬
‫النظام اإلعالمي اجلزائري من األحادية إىل التعددية‪ ،‬أما من يرون أ ّن حرية التعبري يف وسائل اإلعالم‬
‫فقدرت نسبتهم بـ ‪ 12.3‬باملائة من العينة بينما نالحظ نسبة ضعيفة تتمثل يف‬ ‫الوطنية منعدمة‪ّ ،‬‬
‫‪ 2.2‬باملائة ال تدري ما إذا كانت هناك حرية التعبري يف وسائل اإلعالم الوطنية ‪.‬ترى النسبة الضعيفة‬
‫جدا يف اجلدول و اليت تقدر ب ‪ 2.1‬باملائة من العينة أن حرية التعبري يف وسائل اإلعالم الوطنية‬
‫جيدة وهي النسبة اليت تعرب عن اإلشكالية املطروحة سابقا‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫الجدول رقم ‪ :38‬صحافة المواطن كبديل لإلعالم التقليدي‬

‫الشكل رقم‪31 :‬‬ ‫تعوض وسائل‬


‫‪ .3‬هل تعتقد أن صحافة املواطن ميكن أن ّ‬
‫ال أدري‬ ‫االعالم التقليدية يف نقل االحداث؟‬
‫‪%9‬‬
‫نعم‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪%17‬‬
‫‪17,2‬‬ ‫‪64‬‬ ‫نعم‬
‫ال‬ ‫‪26,0‬‬ ‫‪97‬‬ ‫ال‬
‫أحيانا‬ ‫‪%26‬‬
‫‪%48‬‬ ‫‪48,3‬‬ ‫‪180‬‬ ‫أحيانا‬
‫‪8,6‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ال أدري‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫نالحظ من خالل هذا اجلدول أن نسبة ‪41.3‬باملائة من العينة املدروسة تعتقد أن صحافة‬
‫املواطن ميكن أن تعوض وسائل اإلعالم التقليدية يف نقل األحداث أحيانا و نسبة ‪23..‬باملائة من‬
‫املستجوبني ال تعتقد ذلك و عليه نستنتج حمدودية عمل اإلعالم االفرتاضي رغم امتالكه لوسائل‬
‫تقنية تساعد الصحفي يف عمله‪.‬بينما جند ‪ 12.2‬باملائة من العينة املدروسة تعتقد أن صحافة املواطن‬
‫ميكن أن تعوض وسائل اإلعالم التقليدية يف نقل األحداث وهي نسبة ضعيفة مقارنة بتلك اليت‬
‫تعتقد أحيانا لتأيت يف األخري نسبة ضعيفة جدا يف اجلدول تقدر ب ‪ 1.3‬باملائة من العينة ال تدري‬
‫إمكانية صحافة املواطن تعويض وسائل اإلعالم التقليدية يف نقل األحداث‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫الجدول رقم ‪ :39‬صحافة المواطن كمصدر لألخبار بدال من وسائل اإلعالم التقليدية‬

‫الشكل رقم ‪91‬‬ ‫هل تعتقد أن صحافة املواطن ميكن أن تش ّكل مصدرا‬
‫‪200‬‬ ‫أحيانا ;‬ ‫لألخبار بدال من وسائل اإلعالم التقليدية؟‬
‫‪175‬‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪180‬‬
‫‪160‬‬
‫‪140‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪32‬‬ ‫نعم‬
‫‪120‬‬
‫‪100‬‬ ‫ال; ‪88‬‬ ‫‪2383‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ال‬
‫‪80‬‬ ‫نعم; ‪67‬‬
‫‪60‬‬
‫ال أدري;‬
‫‪41‬‬
‫‪438.‬‬ ‫‪124‬‬ ‫أحيانا‬
‫‪40‬‬
‫‪20‬‬
‫بدون‬
‫اجابة; ‪2‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪41‬‬ ‫ال أدري‬
‫‪0‬‬
‫نعم‬ ‫ال‬ ‫أحيانا‬ ‫ال أدري‬ ‫بدون‬ ‫‪.84‬‬ ‫‪2‬‬ ‫بدون إجابة‬
‫اجابة‬
‫‪100,0‬‬ ‫‪373‬‬ ‫اجملموع‬

‫من خالل هذا اجلدول نالحظ أن ‪43..‬باملائة من العينة تعتقد أن صحافة املواطن ميكن أن‬
‫تشكل مصدرا لألخبار بدال من وسائل اإلعالم التقليدية أحيانا وهي نسبة تربز مكانة هذه‬
‫الصحافة االفرتاضية يف العملية االتصالية كإعالم بديل‪.‬بينما نسبة ‪23.3‬باملائة من املستجوبني ال‬
‫تعتقد ذلك نظرا للدور الذي ما زالت تلعبه وسائل اإلعالم التقليدية كمصدر لألخبار يف اجملتمع‬
‫بينما نسبة ‪ 11‬باملائة من نفس العينة تعتقد أن صحافة املواطن ميكن أن تشكل مصدرا لإلجبار بدال‬
‫من وسائل اإلعالم التقليدية اما النسبة اليت ال تدري مبكانية صحافة املواطن أن تشكل مصدرا‬
‫لألخبار بدال من وسائل اإلعالم التقليدية تقدر ب ‪11‬باملائة من العينة و هي نسبة ضعيفة جدا‬
‫مقارنة بالنسب املذكورة سابقا‪ .‬و يف األخري تأيت النسبة الصفرية بدون إجابة و اليت تقدر ب‬
‫‪..4‬باملائة من العينة و ال متثل شيئا يف اجلدول‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫‪ .II‬تفريغ وتحليل الجداول المرّكبة‪:‬‬

‫األول‪ :‬صحافة المواطن وحرية التعبير‬


‫المحور ّ‬
‫المحور الثاني‪ :‬صحافة المواطن والرأي العام‬

‫المحور الثالث‪ :‬صحافة المواطن ونظرية دوامة الصمت‬

‫المحور الرابع‪ :‬صحافة المواطن واإلعالم الرسمي‬

‫‪209‬‬
‫األول‪ :‬صحافة المواطن وحرية التعبير‬
‫المحور ّ‬
‫يرى البعض أ ّن صحافة املواطن هي نوع من الصحافة أو اإلعالم البديل القادر على حل‬
‫مشكالت الصحافة يف العامل وضمان استقالهلا‪ ،‬فهو إعالم تشاركي وتفاعلي حقيقي‪ ،‬وعابر للحدود‬
‫القومية واالختالفات الثقافية‪ .‬ويؤمن أنصار هذا االجتاه بأن إعالم املواطن سيحل حمل اإلعالم‬
‫التقليدي‪.‬‬

‫يف حني يعارض البعض اآلخر فكرة صحافة املواطن ويؤكد ضرورة االحرتاف واملهنية‪ ،‬ويطعن‬
‫يف دقة وصدقية احملتوى الذي يقدمه ذلك اإلعالم‪ ،‬مستندا إىل تورط مدونني يف مئات الوقائع اخلاصة‬
‫بانتهاك حقوق امللكية واخلصوصية‪ ،‬وترويج اإلشاعات‪ .‬لذلك يتهكم البعض على صحافة املواطن‬
‫بالقول إنه «دعاية مواطن»‪ ،‬إذ يسيء البعض استخدام وسائل اإلعالم اجلديد يف الرتويج لنفسه‬
‫وجتارته من دون رقيب‪ .‬ويعتقد أصحاب هذا االجتاه وأكثرهم من اإلعالميني وأساتذة اجلامعات أن‬
‫تكنولوجيا االتصال أتاحت فرصا كبرية ملشاركة اجلمهور يف إنتاج وتداول احملتوى والتفاعل مع وسائل‬
‫اإلعالم‪ ،‬والتعبري احلر عن اآلراء‪ ،‬لكن ال يربر هذا أن حيل اهلواة مكان احملرتفني‪ ،‬أو أن تغلق كليات‬
‫ومعاهد حتت دعوى أن ممارسة الصحافة واإلعالم حق من حقوق اإلنسان‪ ،‬فالتخصص مطلوب وال‬
‫بديل من االحرتاف يف إنتاج وتداول األخبار ومناقشة القضايا العامة‪.‬‬

‫صحيح أن األحداث واألخبار قد تقع أمام شهود عيان قد يتمكنون من نقل احلدث والتقاط‬
‫مقاطع فيديو ونشرها يف شكل فوري‪ ،‬كما حدث يف كثري من األحداث املهمة‪ ،‬لكن تظل هناك‬
‫حاجة ماسة إىل االحرتاف لضمان الدقة ومشول التغطية اإلخبارية وتقدمي أكثر من وجهة نظر‪،‬‬
‫خصوصا أن شاهد العيان قد يقدم احلدث من وجهة نظره فقط أو من الزاوية واملكان اللذين شاهد‬
‫منهما وقوع احلدث‪ .‬وال يطالب أنصار ذلك االجتاه حبظر أنشطة املواطن الصحايف أو املدونني أو‬
‫سن قوانني ضد إعالم املواطن‪ ،‬بل يطالبون بأن يقتصر نشاط املواطنني على تبادل األخبار واآلراء‬
‫اخلاصة واالبتعاد عن منافسة اإلعالميني واملؤسسات اإلعالمية‪ .‬وجيادل هؤالء بأن اإلعالميني هم‬
‫مواطنون أيضا‪ ،‬وعملت املؤسسات اإلعالمية التقليدية دائما يف خدمة املواطنني ومفهوم املواطنة‪،‬‬
‫بالتايل ال داعي خللق متييز على أساس أن فريقا منهم يعمل يف شكل حمرتف يف مهن إعالمية‪ ،‬بينما‬

‫‪210‬‬
‫يعمل اآلخرون يف مهن أخرى ومن حقهم متاما املشاركة يف إنتاج وتداول احملتوى اإلعالمي‪ ،‬ولكن‬
‫ضمن األطر القانونية والقواعد املهنية ومواثيق الشرف‪.‬‬

‫يقول غيلمور‪ :‬لقد تغريت أمور كثرية جدا‪ ،‬لكن املقدمة املنطقية األساسية اليت ينطلق منها‬
‫اجتاه «حنن اإلعالم» مل تتغري‪ ،‬وأعتقد أننا نعيش األيام األوىل لشيء يف غاية الروعة – ورمبا خميف‬
‫قليال – وهو عصر قد نستطيع فيه حنن الناس أن نستعيد السيطرة على األخبار»‪ .‬املعىن‪ ،‬أن حتل‬
‫عالقة التعاون واملشاركة بني اإلعالم التقليدي وإعالم املواطن حمل الصدام وحماولة نفي اآلخر‪ ،‬وأن‬
‫يعمل الطرفان من أجل تقدمي احلقائق ووجهات النظر كافة من دون رقيب أو حارس البوابة‪ ،‬ومن‬
‫دون أن يتدخل أي منهما يف حرية اآلخر وطريقة عمله‪.1‬‬

‫من خالل دراستنا امليدانية سنحاول معرفة ما إذا كانت صحافة املواطن تضمن حريّة التعبري‬
‫األول من االستمارة لصحافة املواطن وعالقتها حبرية التعبري‪ ،‬حيث طرحنا‬
‫من خالل ختصيص احملور ّ‬
‫تصب يف جمملها يف خانة االستعمال احلر لالنرتنت من نشر لألخبار‪ ،‬وتفاعل‬‫جمموعة من األسئلة ّ‬
‫مع األحداث‪ ،‬وتغيري للرأي انطالقا من أخبار نشرها مواطنون على شبكة االنرتنت‪...‬اخل‪ ،‬كل هذه‬
‫األول من استمارة البحث‪.‬‬
‫األسئلة وغريها سنجد هلا إجابات بعد تفريغ وحتليل جداول احملور ّ‬

‫‪ 1‬حممد شومان‪ ،‬مستقبل صحافة املواطن‪،‬‬


‫‪http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/22843188/%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D‬‬
‫‪8%A8%D9%84-%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9-‬‬
‫‪ %D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B7%D9%86‬األربعاء ‪ 21‬جويلية ‪.12:11 ،1122‬‬

‫‪211‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :1‬االنترنت وحرية التعبير حسب متغيّرات الدراسة‬

‫هل تعتقد أ ّن االنرتنت ميكن ان تكون فضاءا حلرية التعبري عن‬


‫اجملموع‬ ‫الرأي؟‬
‫بدون إجابة‬ ‫ال‬ ‫نعم‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪114‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%95‬‬ ‫‪108‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%97‬‬ ‫‪253‬‬ ‫أنثى‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%96‬‬ ‫‪361‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%99‬‬ ‫‪186‬‬ ‫‪11 _ 21‬‬
‫‪116‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%93‬‬ ‫‪108‬‬ ‫‪12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%92‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22 _ 22‬‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%96‬‬ ‫‪361‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪180‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%99‬‬ ‫‪178‬‬ ‫ليسانس‬
‫املستوى‬
‫‪156‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%94‬‬ ‫‪146‬‬ ‫ماسرت‬
‫التعليمي‬
‫‪37‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪37‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%96‬‬ ‫‪361‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%97‬‬ ‫‪304‬‬ ‫نعم‬
‫مصدر الدخل‬
‫‪59‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%97‬‬ ‫‪57‬‬ ‫ال‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%96‬‬ ‫‪361‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%97‬‬ ‫‪306‬‬ ‫حضري‬
‫‪36‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%94‬‬ ‫‪34‬‬ ‫شبه حضري‬ ‫السكن‬
‫‪21‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ريفي‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%96‬‬ ‫‪361‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪212‬‬
‫يوضح اجلدول الذي بني أيدينا واملرّكب من السؤال "هل تعتقد أ ّن االنرتنت ميكن أن تكون‬
‫ّ‬
‫ومتغريات الدراسة من اجلنس والسن واملستوى التعليمي ومصدر‬ ‫فضاءا حلرية التعبري عن الرأي" ّ‬
‫حتصلنا على النتائج التالية‪:‬‬
‫الدخل ومكان اإلقامة‪ ،‬وقد ّ‬
‫أكرب نسبة من العينة املبحوثة من حيث اجلنس كانت لصاحل اإلناث‪ ،‬اللوايت أمجعن على أ ّن‬
‫االنرتنت ميكن أن تكون فضاءا حلريّة التعبري‪ ،‬مث تليها نسبة الذكور‪ ،‬إال أننا نالحظ إمجاعا بني‬
‫الذكور واإلناث على كون االنرتنت تعترب فضاءا حلريّة التعبري‪ ،‬وهذا اإلمجاع يعود لكون االنرتنت‬
‫فتحت اجملال على مصراعيه ملناقشة خمتلف املواضيع بكل حرية‪ ،‬وما زاد من هذه احلرية إمكانية‬
‫إيصال الصوت إىل اآلخر من دون التصريح باهلوية احلقيقية للشخص‪ ،‬سواء كان ذكرا أو أنثى‪ ،‬كما‬
‫املتحصل عليها من خالل اجلدول أن اكرب نسبة ُس ّجلت من حيث‬ ‫ّ‬ ‫يظهر لنا من خالل النتائج‬
‫السن كانت خانة الفئة العمرية اليت ترتاوح ما بني ‪ 21‬و‪ 11‬سنة باملوافقة على كون االنرتنت تعترب‬
‫فضاءا حلرية التعبري‪ ،‬مث تليها الفئة العمرية اليت ترتاوح ما بني ‪ 12‬و‪ 12‬سنة كثاين أعلى نسبة موافقة‬
‫أقل نسبة من املوافقة كانت يف املرحلتني‬
‫على أن االنرتنت تعترب فضاءا حلرية التعبري‪ ،‬يف حني أ ّن ّ‬
‫متغري‬
‫خيص ّ‬‫العمريتني ما بني ‪ 11‬و‪ 21‬سنة‪ ،‬وكذا مابني ‪ 22‬و‪ 22‬سنة‪ .‬نفس الشيء فيما ّ‬
‫املستوى التعليمي‪ ،‬فقد أمجعت كل العيّنة املبحوثة مبختلف مستوياهتا العلمية من ليسانس ماسرت‬
‫ودكتوراه على أ ّن االنرتنت ميكن أن يكون فضاءا حلريّة التعبري عن الرأي‪ ،‬نالحظ من خالل اجلدول‬
‫فكل من الفئة ذات الدخل واليت ليس هلا مصدر‬‫متغري الدخل مل يصنع الفارق هو اآلخر ّ‬
‫أيضا أ ّن ّ‬
‫دخل جتمع على االنرتنت ميكن أن يكون فضاء حلريّة التعبري عن الرأي‪ ،‬إال أننا نالحظ أن أكرب‬
‫يدل على أن هذه‬
‫دل على شيء فهو ّ‬ ‫نسبة موافقة كانت لدى الفئة ذات مصدر الدخل‪ ،‬وهذا إن ّ‬
‫يسهل عليها عملية االشرتاك‬ ‫الفئة لديها حضوض أوفر للولوج إىل االنرتنت أل ّن لديها مصدر دخل ّ‬
‫باالنرتنت فبالتايل هي على قناعة بأن االنرتنت يعترب أو ميكن أن يكون فضاءا مالئما حلريّة التعبري‬
‫املتحصل عليها من تفريغ‬
‫ّ‬ ‫متغري والذي هو السكن الحظنا من خالل النتائج‬ ‫عن جتربة‪ .‬وكآخر ّ‬
‫اجلداول‪ ،‬أن هناك إمجاعا أيضا من كل من القاطنني يف احلضري والشبه حضري وكذا الريفي على‬
‫كون االنرتنت ميكن أن تكون فضاءا حلريّة التعبري بنسب متفاوتة‪.‬‬
‫نستنتج مما سبق أن املبحوثني أمجعوا على أن االنرتنت ميكن أن يكون فضاءا حلريّة التعبري‬
‫باختالف جنسهم وسنّهم ومستواهم الدراسي وكذا املعيشي وحىت السكين‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :2‬نشر األخبار عبر االنترنت (شبكات التواصل االجتماعي)‬
‫حسب متغيّرات الدراسة‬

‫هل سبق ونشرت أخبارا عرب االنرتنت (شبكات التواصل االجتماعي مثال)؟‬
‫بدون إجابة‬ ‫ال‬ ‫نعم‬
‫اجملموع‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪114‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%92‬‬ ‫‪105‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%24‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪%75‬‬ ‫‪194‬‬ ‫أنثى‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪%80‬‬ ‫‪299‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%13‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪%87‬‬ ‫‪163‬‬ ‫‪11 _ 21‬‬
‫‪116‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%28‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪%72‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%73‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%17‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%83‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪22 _ 22‬‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪%80‬‬ ‫‪299‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪180‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%13‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪%87‬‬ ‫‪157‬‬ ‫ليسانس‬
‫املستوى‬
‫‪156‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%24‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪%75‬‬ ‫‪116‬‬ ‫ماسرت‬
‫التعليمي‬
‫‪37‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪%70‬‬ ‫‪26‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪%80‬‬ ‫‪299‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%18‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪257‬‬ ‫نعم‬ ‫مصدر‬
‫‪59‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%26‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪%71‬‬ ‫‪42‬‬ ‫ال‬ ‫الدخل‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪%80‬‬ ‫‪299‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪%80‬‬ ‫‪253‬‬ ‫حضري‬
‫‪36‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%14‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%86‬‬ ‫‪31‬‬ ‫شبه حضري‬ ‫السكن‬
‫‪21‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%71‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ريفي‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪%80‬‬ ‫‪299‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪214‬‬
‫يوضح اجلدول الذي بني أيدينا واملرّكب من السؤال "هل سبق ونشرت أخبارا عرب االنرتنت‬
‫ّ‬
‫ومتغريات الدراسة من اجلنس والسن واملستوى التعليمي‬‫(شبكات التواصل االجتماعي مثال)؟" ّ‬
‫حتصلنا على النتائج التالية‪:‬‬
‫ومصدر الدخل ومكان اإلقامة‪ ،‬وقد ّ‬
‫هناك تكافؤ يف نسبة نشر األخبار عرب االنرتنت من خالل شبكات التواصل االجتماعي بني‬
‫متغري اجلنس مل يؤثر على إجابات‬ ‫يدل على أ ّن ّ‬ ‫دل على شيء فهو ّ‬ ‫الذكور واإلناث وهذا إن ّ‬
‫املبحوثني فكل من الذكور واإلناث سبق ونشروا أخبارا على االنرتنت‪.‬‬
‫سجلناها حيث أ ّن غالبية العيّنة املبحوثة باختالف‬
‫أما فيما خيص السن‪ ،‬فنفس املالحظة ّ‬
‫فئاهتا العمرية سبق هلا ونشرت أخبارا على شبكة االنرتنت‪ ،‬هناك إمجاع على النشر وان اختلفت‬
‫النسب من فئة إىل أخرى‪.‬‬
‫املستوى العلمي من خالل اجلدول هو اآلخر مل يؤثّر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فمعظم‬
‫املبحوثني مبختلف مستوياهتم العلمية سبق هلم ونشروا أخبارا على االنرتنت‪ ،‬فهذا الفضاء االفرتاضي‬
‫استطاع جلب انتباه خمتلف املستويات العلمية لنشر األخبار‪ ،‬وهذا ميكن تربيره هبامش احلرية الذي‬
‫توفّره االنرتنت كوسيلة اتصالية إعالمية‪.‬‬
‫املتغريات مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬حيث أ ّن‬
‫الدخل كسابقه من ّ‬ ‫نالحظ أ ّن مصدر ّ‬
‫الدخل وحىت اليت ليس لديها مصدر دخل سبق هلا وأن نشرت أخبارا على‬ ‫العيّنة املبحوثة ذات ّ‬
‫يدل على أ ّن العامل االقتصادي مل يؤثر على العيّنة‬
‫دل على شيء فهو ّ‬ ‫شبكة االنرتنت‪ ،‬هذا أن ّ‬
‫املبحوثة يف االشرتاك يف االنرتنت ونشر األخبار‪.‬‬
‫متغري السكن هو اآلخر مل يؤثر على إجابات املبحوثني‬
‫يتّضح من خالل اجلدول أيضا أ ّن ّ‬
‫فمعظم العيّنة املبحوثة مبختلف أماكن سكنها‪ ،‬من احلضري إىل شبه احلضري إىل ريفي‪ ،‬سبق هلم‬
‫وان نشروا أخبارا على شبكة االنرتنت باألغلبية الساحقة‪.‬‬
‫الدراسة من جنس وسن ومستوى‬ ‫متغريات ّ‬
‫كل ّ‬ ‫نستنتج من خالل املعطيات السابقة أ ّن ّ‬
‫تعليمي ومصدر الدخل والسكن‪ ،‬مل تؤثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فغالبية العيّنة املبحوثة سبق هلا‬
‫يؤدي بنا إىل القول بأ ّن هامش احلريّة الذي تكفله‬‫ونشرت أخبارا على شبكة االنرتنت‪ ،‬وهذا ّ‬
‫االنرتنت وكذا سرعة االنتشار والتكلفة الرمزية هي اليت جعلت أفراد العيّنة املبحوثة ينشرون أخبارهم‬
‫عرب االنرتنت بكل سهولة وسرعة باإلضافة إىل اجلمهور ال احملدود عرب شبكة االنرتنت‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :3‬تأثير األخبار التي ينشرها المواطنون على العيّنة المبحوثة‬
‫حسب متغيّرات الدراسة‬

‫هل تعتقد أن األخبار اليت ينشرها املواطنون عرب االنرتنت قد‬


‫اجملموع‬ ‫تؤثر يف رأيك؟‬
‫بدون إجابة‬ ‫أحيانا‬ ‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪114‬‬ ‫‪%1 0 %21 16 %12 31 %95 67‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259‬‬ ‫‪%2 4 %12 59 %21 78 %14 118‬‬ ‫أنثى‬
‫‪373‬‬ ‫‪%2 4 %11 75 %15 109 %91 185‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188‬‬ ‫‪%1 0 %21 71 %11 52 %21 65‬‬ ‫‪11 _ 21‬‬
‫‪116‬‬ ‫‪%1 0‬‬ ‫‪%1 2 %21 35 %41 79‬‬ ‫‪12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%1 0‬‬ ‫‪%9 2 %22 14 %41 29‬‬ ‫‪21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%22 4‬‬ ‫‪%1 0 %22 8‬‬ ‫‪%91 12‬‬ ‫‪22 _ 22‬‬
‫‪222‬‬ ‫‪%2 4 %11 75 %15 109 %91 185‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪180‬‬ ‫ليسانس ‪%1 0 %25 71 %11 43 %22 66‬‬
‫املستوى‬
‫‪156‬‬ ‫‪%1 0‬‬ ‫‪%1 0 %14 56 %41 100‬‬ ‫ماسرت‬
‫التعليمي‬
‫‪37‬‬ ‫‪%22 4 %22 4 %12 10 %92 19‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪222‬‬ ‫‪%2 4 %11 75 %15 109 %91 185‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314‬‬ ‫نعم ‪%2 4 %11 69 %21 93 %12 148‬‬
‫مصدر الدخل‬
‫‪59‬‬ ‫‪%1 0 %21 6 %12 16 %42 37‬‬ ‫ال‬
‫‪222‬‬ ‫‪%2 4 %11 75 %15 109 %91 185‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316‬‬ ‫‪%2 4 %12 65 %21 96 %11 151‬‬ ‫حضري‬
‫‪36‬‬ ‫السكن شبه حضري ‪%1 0 %21 5 %22 11 %99 20‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪%1 0 %11 5‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%42 14‬‬ ‫ريفي‬
‫‪222‬‬ ‫‪%2 4 %11 75 %15 109 %91 185‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪216‬‬
‫يوضح اجلدول الذي بني أيدينا واملرّكب من السؤال "هل تعتقد أن األخبار اليت ينشرها‬‫ّ‬
‫ومتغريات الدراسة من اجلنس والسن واملستوى التعليمي‬
‫املواطنون عرب االنرتنت قد تؤثر يف رأيك؟" ّ‬
‫حتصلنا على النتائج التالية‪:‬‬
‫ومصدر الدخل ومكان اإلقامة‪ ،‬وقد ّ‬
‫متغري اجلنس أعلى نسبة لدى الذكور الذين يعتقدون أ ّن األخبار اليت ينشرها املواطنون‬
‫سجل ّ‬ ‫ّ‬
‫عرب االنرتنت قد تؤثّر يف رأيهم وذلك بنسبة ‪ ، %95‬وهو نفس الشيء لدى لإلناث ولكن بنسبة‬
‫أقل ‪ ،%14‬إال أنه يالحظ إمجاع بني اجلنسني على أ ّن األخبار اليت ينشرها املواطنون عرب االنرتنت‬
‫ّ‬
‫متغري اجلنس مل يؤثر بشكل كبري‬ ‫يدل على أ ّن ّ‬‫دل على شيء فهو ّ‬ ‫قد تؤثر على رأيهم‪ ،‬وهذا إن ّ‬
‫حد كبري‪.‬‬
‫على إجابات املبحوثني‪ ،‬فقد كانت متقاربة إىل ّ‬
‫متغري السن صنع الفرق يف إجابات املبحوثني‪ ،‬حيث نالحظ من خالل اجلدول أ ّن الفئة‬ ‫ّ‬
‫سجلت أعلى نسبة يف خانة "أحيانا" فهي تعتقد أنّه أحيانا ما تؤثّر يف‬ ‫العمرية األوىل ‪ّ 11 _ 21‬‬
‫بأّنا تتأثّر بنسبة ‪ ،%21‬هذا ما حييلنا إىل ترجيح‬
‫رأيها األخبار اليت ينشرها املواطنون‪ ،‬كما أ ّّنا تؤمن ّ‬
‫الك ّفة إىل التأثّر باألخبار املنشورة من طرف املواطنني على شبكة االنرتنت‪ّ ،‬أما باقي الفئات العمرية‬
‫بأّنا تتأثّر مجلة وتفصيال باألخبار اليت ينشرها املواطنون عرب شبكة‬
‫فقد ألمجعت بأكرب النسب لديها ّ‬
‫متغري السن أثّر بشكل ضئيل جدا على إجابات املبحوثني‪.‬‬ ‫االنرتنت‪ ،‬هذا ما جيعلنا نستنتج أ ّن ّ‬
‫سجلناها لدى‬‫متغري املستوى التعليمي‪ ،‬فأكرب نسبة ّ‬‫خيص ّ‬ ‫نفس املالحظة وجدناها فيما ّ‬
‫مستوى الليسانس الذين يعتقدون أ ّن األخبار اليت ينشرها املواطنون عرب شبكة االنرتنت أحيانا ما‬
‫تؤثّر على رأيهم‪ ،‬وإن قارنّاها بالفئة العمرية وجدنا أن العيّنة املبحوثة ذات مستوى التعليم الليسانس‬
‫ترتاوح أعمارهم بني ‪ّ ،11 _ 21‬أما باقي املستويات بني املاسرت والدكتوراه فقد أمجعت على أ ّن‬
‫األخبار اليت ينشرها املواطنون على االنرتنت تؤثر يف آرائهم وذلك بأعلى النسب‪ .‬وجتدر اإلشارة إىل‬
‫السؤال‪.‬‬
‫فضلت عدم اإلجابة عن ّ‬ ‫أ ّن نسبة ‪ % 22‬من العيّنة املبحوثة ذات مستوى الدكتوراه ّ‬
‫الدخل هو اآلخر مل يؤثّر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فقد أمجعت كلتا الفئتني سواء‬ ‫مصدر ّ‬
‫الدخل أو اليت ليس لديها مصدر دخل على ّأّنا تتأثّر باألخبار اليت ينشرها املواطنون على‬ ‫ذات ّ‬
‫شبكة االنرتنت‪ ،‬فأعلى النسب ُس ّجلت يف اخلانة "نعم" ‪ ،‬وجتدر اإلشارة أن الفئة اليت ليس هلا‬
‫الدخل‪ ،‬فالفئة األوىل تتأثر أكثر‪ ،‬ولكن يبقى اإلمجاع على‬
‫مصدر دخل نسبتها أكثر من الفئة ذات ّ‬
‫متغري مصدر الدخل مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪.‬‬
‫التأثر‪ ،‬فنستنتج أن ّ‬

‫‪217‬‬
‫متغري السكن هو اآلخر مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فمعظم العيّنة املدروسة مبختلف‬
‫ّ‬
‫مكان إقامتها‪ :‬احلضري‪ ،‬شبه احلضري والريفي أمجعت على أ ّن األخبار اليت ينشرها املواطنون عرب‬
‫شبكة االنرتنت تؤثر على آرائهم‪.‬‬
‫نستنتج مما سبق أ ّن التطورات التكنولوجية اهلائلة زادت من قدرة وسائل االتصال الرقمية يف‬
‫حتقيق املزيد من التأثري على اجلماهري‪ ،‬وتوجيهها حنو آراء وأفكار معينة‪ .‬وساهم االنتشار احلر‬
‫مقدمتها شبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬يف خلق إمكانية كبرية‬ ‫للمعلومات من خالل االنرتنت ويف ّ‬
‫للتحرك الشعيب على أساس معرفة واسعة ودقيقة باألحداث السياسية‪ ،‬وبالتايل التأثري على تصور‬
‫املواطن للسياسة‪ ،‬وتتخذ هذه الشبكات يف هذه العملية موقفا فريدا إذ متارس تأثريات قوية على‬
‫صانعي القرار ويف تشكيل الرأي العام‪ ،‬فوسائل االتصال متثل حلقة وصل بني الرأي العام وصانعي‬
‫القرار‪ .‬ويقول بعض اخلرباء‪ :‬تؤثر وسائل اإلعالم يف السياسة من وجهتني يرتبط بعضهما ببعض أشد‬
‫االرتباط؛ ترتكز الوجهة األوىل على تأثري وسائل اإلعالم على الرأي العام‪ ،‬الذي يؤثر بدوره يف‬
‫صانعي القرار‪ ،‬أما الوجهة الثانية فرتتكز على تأثري وسائل اإلعالم املباشر على صانعي القرار‪ ،‬بتوفري‬
‫املعلومات واألفكار والصور املختلفة اليت تشكل رؤيتهم للعامل‪ .‬وخيتلف تأثري وسائل اإلعالم يف‬
‫تشكيل اجتاهات الرأي العام تبعا للبيئات االتصالية اليت تتم من خالهلا عمليات التلقي‪ ،‬إذ ختتلف‬
‫باختالف وسائل االتصال املقروءة واملسموعة واملرئية‪ ،‬فلكل وسيلة إعالمية عدد من املزايا اليت‬
‫جتعلها ختتلف من حيث التأثري عن الوسيلة األخرى‪ ،‬وتكرار التعرض لوسائل االتصال يزيد من قوة‬
‫تأثريها يف تشكيل اجتاهات الرأي العام‪ ،‬وقد متيزت شبكات التواصل االجتماعي الرقمية بقوة التأثري‬
‫ألّنا مجعت كل مزايا وسائل االتصال التقليدية (املقروءة واملسموعة واملرئية) يف الرسالة اليت تقدمها‪.1‬‬
‫املتحصل عليها واليت تثبت أن األفراد على‬
‫ّ‬ ‫وحنن بدورنا نؤيّد هذا الرأي انطالقا من النتائج‬
‫اختالف جنسهم وسنّهم ومستواهم التعليمي وصدر دخلهم ومكان إقامتهم يتأثرون باألخبار‬
‫املنشورة عرب االنرتنت حىت وان كانت تلك األخبار منشورة من طرف مواطنني عاديني وليس من‬
‫طرف صحفيني حمرتفني‪.‬‬

‫‪1‬عبدالكرمي علي الدبيسي وزهري ياسني الطاهات‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪218‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :4‬تأثيرك في اآلخرين من خالل ما تنشره عبر االنترنت‬
‫حسب متغيّرات الدراسة‬

‫هل تعتقد أنه ميكنك التأثري يف اآلخرين من خالل ما تنشره‬


‫اجملموع‬ ‫عرب االنرتنت؟‬
‫بدون إجابة‬ ‫أحيانا‬ ‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪114‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%21 21‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪8 %29 85‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%11 53 %22 28 %42 174‬‬ ‫أنثى‬
‫‪373‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%11 74 %21 36 %45 259‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%38 72‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪9 %57 107 11 _ 21‬‬
‫‪116‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%16 19 %80 93‬‬ ‫‪12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%13 6 %87 39‬‬ ‫‪21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪2 %82 20‬‬ ‫‪22 _ 22‬‬
‫‪373‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%11 74 %21 36 %45 259‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪180‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%40 72‬‬ ‫ليسانس ‪%6 11 %54 97‬‬
‫املستوى‬
‫‪156‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%10 16 %87 136‬‬ ‫ماسرت‬
‫التعليمي‬
‫‪37‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%24 9 %70 26‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪373‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%11 74 %21 36 %45 259‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%22 68‬‬ ‫نعم ‪%9 29 %68 215‬‬
‫مصدر الدخل‬
‫‪59‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%10‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%12 7 %75 44‬‬ ‫ال‬
‫‪373‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%11 74 %21 36 %45 259‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%21 67‬‬ ‫‪%9 29 %69 218‬‬ ‫حضري‬
‫‪36‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%14 5‬‬ ‫السكن شبه حضري ‪%14 5 %72 26‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪%10 2‬‬ ‫‪%10 2‬‬ ‫‪%10 2 %70 15‬‬ ‫ريفي‬
‫‪373‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%11 74 %21 36 %45 259‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪219‬‬
‫يوضح اجلدول الذي بني أيدينا واملرّكب من السؤال "هل تعتقد أنه ميكنك التأثري يف اآلخرين‬
‫ّ‬
‫ومتغريات الدراسة من اجلنس والسن واملستوى التعليمي ومصدر‬ ‫من خالل ما تنشره عرب االنرتنت؟" ّ‬
‫حتصلنا على النتائج التالية‪:‬‬
‫الدخل ومكان اإلقامة‪ ،‬وقد ّ‬
‫فكل من الذكور واإلناث على‬ ‫متغري اجلنس يف هذا السؤال مل يؤثر على إجابة املبحوثني‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫حد السواء وتقريبا بنفس النسبة يعتقدون أنّه ميكنهم التأثري يف اآلخرين من خالل منشوراهتم عرب‬
‫ّ‬
‫ملتغري السن‪ ،‬فكل الفئات العمرية أمجعت باألغلبية الساحقة على ّأّنا‬
‫االنرتنت‪ ،‬نفس الشيء بالنسبة ّ‬
‫تعتقد أ ّّنا ميكن أن تؤثر يف اآلخرين من خالل ما تنشره عرب االنرتنت‪ ،‬بنسبة ‪ %11‬فما فوق‪ ،‬إال‬
‫قدرت بـ‬
‫أقل مقارنة مع الفئات العمرية األخرى واليت ّ‬
‫الفئة العمرية األوىل ‪ 11 _ 21‬فكانت نسبتها ّ‬
‫‪ ، %57‬املستوى العلمي هو اآلخر مل يصنع الفرق‪ ،‬بل هناك إمجاع بني خمتلف املستويات العلمية‬
‫من ليسانس ماسرت ودكتوراه على أ ّن العيّنة املبحوثة تعتقد أنّه بإمكاّنا التأثري يف اآلخرين من خالل‬
‫ما تنشره عرب االنرتنت‪ ،‬وقد تراوحت النسب بني ‪ %54‬و ‪ %87‬و ‪ %45‬على الرتتيب‪ ،‬من‬
‫كمتغري مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فكل من‬ ‫ّ‬ ‫الدخل‬
‫ليسانس ماسرت ودكتوراه‪ ،‬كذلك مصدر ّ‬
‫ذوي مصدر الدخل والذين ال ميلكون مصدر دخل أمجعوا على ّأّنم يعتقدون أنّه ميكنهم التأثري يف‬
‫اآلخرين من خالل منشوراهتم عرب االنرتنت‪.‬‬
‫مقرات سكناهم‬ ‫متغري السكن مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فكل العيّنة مبختلف ّ‬ ‫كذلك ّ‬
‫من حضري إىل شبه حضري إىل ريفي أمجعوا على االعتقاد بأنّه ميكنهم التأثري على اآلخرين من‬
‫خالل منشوراهتم عرب االنرتنت‪ ،‬وذلك بأكرب النسب ‪ %69‬و ‪ %72‬و‪ %70‬على الرتتيب‪.‬‬
‫املتحصل عليها أ ّن العيّنة املبحوثة أمجعت على االعتقاد على أنه‬
‫ّ‬ ‫نستنتج من خالل النسب‬
‫ميكنها التأثري يف اآلخرين من خالل ما تنشره عرب االنرتنت‪ ،‬مهما اختلف اجلنس والسن واملستوى‬
‫متغريات‬
‫يدل على أ ّن ّ‬
‫دل على شيء فهو ّ‬ ‫مقر السكن‪ ،‬وهذا إن ّ‬ ‫الدخل وكذا ّ‬ ‫التعليمي ومصدر ّ‬
‫الدراسة مل تؤثر على إجابات املبحوثني‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :5‬تغيير الرأي انطالقا من المعلومات المنشورة عبر‬
‫االنترنت من قبل مواطنين‪ ،‬حسب متغيّرات الدراسة‬
‫غريت رأيك انطالقا من املعلومات اليت نشرها مواطنون عرب شبكة االنرتنت؟‬
‫هل سبق وأن ّ‬
‫بدون إجابة‬ ‫ال‬ ‫نعم‬
‫اجملموع‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪114‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%36‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪%64‬‬ ‫‪73‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%37‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪%62‬‬ ‫‪162‬‬ ‫أنثى‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%36‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪%63‬‬ ‫‪235‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%31‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪%69‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪11 _ 21‬‬
‫‪116‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%34‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪%66‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%51‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪%49‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%67‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪22 _ 22‬‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%36‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪%63‬‬ ‫‪235‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪180‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%28‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪%72‬‬ ‫‪129‬‬ ‫ليسانس‬
‫املستوى‬
‫‪156‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%44‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪%55‬‬ ‫‪85‬‬ ‫ماسرت‬
‫التعليمي‬
‫‪37‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%43‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪%57‬‬ ‫‪21‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%36‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪%63‬‬ ‫‪235‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%37‬‬ ‫‪116‬‬ ‫‪%62‬‬ ‫‪196‬‬ ‫نعم‬ ‫مصدر‬
‫‪59‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%34‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪%66‬‬ ‫‪39‬‬ ‫ال‬ ‫الدخل‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%36‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪%63‬‬ ‫‪235‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%36‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪%63‬‬ ‫‪201‬‬ ‫حضري‬
‫‪36‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪%58‬‬ ‫‪21‬‬ ‫شبه حضري‬ ‫السكن‬
‫‪21‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%62‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ريفي‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%36‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪%63‬‬ ‫‪235‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪221‬‬
‫الدراسة بتغيري الرأي انطالقا من املعلومات اليت‬
‫متغريات ّ‬
‫يوضح عالقة ّ‬‫اجلدول املرّكب رقم ‪ّ 9‬‬
‫نشرها مواطنون عرب شبكة االنرتنت‪ ،‬حيث أردنا من خالل هذا السؤال معرفة ما إذا كانت العيّنة‬
‫تغري رأيها بعد االطالع على املعلومات و األخبار اليت ينشرها املواطنون عرب شبكة االنرتنت‪،‬‬
‫املبحوثة ّ‬
‫بشكل آخر‪ ،‬حناول من خالل هذا السؤال معرفة ما إذا كانت صحافة املواطن تؤثر يف تغيري آراء‬
‫املبحوثني‪.‬‬
‫يتضح من خالل اجلدول املرّكب أعاله أ ّن غالبية العيّنة املبحوثة على اختالف جنسها بني‬
‫غريت رأيها انطالقا من املعلومات اليت نشرها مواطنون عرب شبكة االنرتنت‪،‬‬
‫الذكور واإلناث سبق وأن ّ‬
‫وذلك بأعلى النسب واليت ترتاوح بني ‪ %62‬بالنسبة لالناث و‪ %64‬بالنسبة للذكور‪ ،‬ونالحظ هنا‬
‫متغري السن قد أثر على‬
‫متغري اجلنس مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬يف حني أنّنا نالحظ أ ّن ّ‬
‫أ ّن ّ‬
‫غريت رأيها‬
‫إجابات املبحوثني‪ ،‬ففي حني سبق للفئة العمرية ما بني ‪ 11 _ 21‬و‪ 12 _ 12‬أن ّ‬
‫انطالقا من املعلومات اليت نشرها مواطنون عرب شبكة االنرتنت بنسبة ‪ %69‬و‪ %66‬على الرتتيب‪،‬‬
‫غريت رأيها انطالقا‬
‫وجند باملقابل أ ّن الفئة العمرية ما بني ‪ 21 _ 11‬و‪ 22 _ 22‬مل يسبق هلا وأن ّ‬
‫من املعلومات اليت نشرها مواطنون على شبكة االنرتنت بنسبة ‪ %51‬و‪ %67‬على الرتتيب‪ ،‬وهذا‬
‫متسكه برأيه وكان من الصعب التأثري‬
‫يدل على أنّه كلّما زاد عمر املبحوث زاد ّ‬
‫دل على شيء فهو ّ‬ ‫أن ّ‬
‫مبجرد تلقيه ملعلومات أو أخبار نشرها مواطنون عرب االنرتنت‪.‬‬
‫على رأيه ّ‬
‫املتغريات من مستوى تعليمي ومصدر دخل ومكان اإلقامة مل تؤثر على إجابات‬ ‫باقي ّ‬
‫غريت رأيها انطالقا من معلومات نشرها‬
‫املبحوثني‪ ،‬فكل العيّنة املبحوثة أمجعت على ّأّنا سبق وأن ّ‬
‫مواطنون على شبة االنرتنت‪ ،‬بنسب متفاوتة ترتاوح يف جمملها بني ‪ %55‬و‪ %72‬كأدىن وأعلى‬
‫تصب يف صاحل تغيري الرأي‪.‬‬
‫نسبة‪ ،‬ولكن يف جمملها ّ‬
‫الدراسة يف جمملها مل تؤثر على‬
‫متغريات ّ‬
‫احملصل عليها أ ّن ّ‬‫نستنتج من خالل البيانات ّ‬
‫إجابات املبحوثني فكل املبحوثني على اختالف جنسهم ومستواهم التعليمي ومصدر دخلهم ومكان‬
‫غريوا رأيهم انطالقا من املعلومات اليت نشرها مواطنون عرب شبكة‬
‫إقامتهم أمجعوا على ّأّنم سبق وأن ّ‬
‫قل‬
‫متغري السن الذي أثر على إجابات املبحوثني والذين كلّما زاد سن املبحوثني‪ّ ،‬‬‫االنرتنت‪ ،‬سوى ّ‬
‫تأثرهم وتغيريهم آلرائهم‪.‬‬
‫تغري آراء العيّنة املبحوثة‪ ،‬أي أ ّن‬
‫خنلص يف األخري إىل أ ّن صحافة املواطن استطاعت أن ّ‬
‫صحافة املواطن تؤثر يف تشكيل وتغيري الرأي العام‪.‬‬
‫‪222‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :6‬التفاعلية عبر االنترنت‪ ،‬حسب متغيّرات الدراسة‬

‫هل سبق ودخلت يف حوار مع طرف آخر حول موضوع نُشر عرب االنرتنت؟‬
‫اجملموع‬ ‫ال‬ ‫نعم‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪114‬‬ ‫‪%15‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪%85‬‬ ‫‪97‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪%70‬‬ ‫‪182‬‬ ‫أنثى‬
‫‪373‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪%75‬‬ ‫‪279‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188‬‬ ‫‪%21‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪%79‬‬ ‫‪149‬‬ ‫‪11 _ 21‬‬
‫‪116‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪%70‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%31‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪%69‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%75‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪22 _ 22‬‬
‫‪373‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪%75‬‬ ‫‪279‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪180‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪%81‬‬ ‫‪145‬‬ ‫ليسانس‬
‫املستوى‬
‫‪156‬‬ ‫‪%32‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪%68‬‬ ‫‪106‬‬ ‫ماسرت‬
‫التعليمي‬
‫‪37‬‬ ‫‪%24‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%76‬‬ ‫‪28‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪373‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪%75‬‬ ‫‪279‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314‬‬ ‫‪%24‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪%76‬‬ ‫‪238‬‬ ‫نعم‬
‫مصدر الدخل‬
‫‪59‬‬ ‫‪%31‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪%69‬‬ ‫‪41‬‬ ‫ال‬
‫‪373‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪%75‬‬ ‫‪279‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪%75‬‬ ‫‪237‬‬ ‫حضري‬
‫‪36‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%81‬‬ ‫‪29‬‬ ‫السكن شبه حضري‬
‫‪21‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%62‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ريفي‬
‫‪373‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪%75‬‬ ‫‪279‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪223‬‬
‫أردنا من خالل هذا السؤال معرفة مدى تفاعل أفراد العيّنة املبحوثة خبصوص األخبار‬
‫الدراسة‪ ،‬وقد وصلنا إىل‬
‫متغريات ّ‬
‫واملعلومات اليت ينشرها مواطنون عرب االنرتنت‪ ،‬وذلك حسب ّ‬
‫النتائج التالية‪:‬‬
‫كل من الذكور واإلناث سبق هلم وأن دخلوا يف حوار مع طرف آخر حول موضوع نُشر عرب‬
‫سجلت يف خانة الذكور وذلك بـ ‪،%85‬‬
‫االنرتنت وذلك باإلمجاع وبأكرب النسب‪ ،‬ولكن أكرب نسبة ّ‬
‫متغري السن هو اآلخر مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فكل الفئات العمرية من ‪ 21‬واىل غاية ‪22‬‬
‫ّ‬
‫سنة أمجعت وبنسب متقاربة على أنّه سبق هلا وان دخلت يف حوار مع طرف آخر حول موضوع نشر‬
‫متغري‬
‫سجلناها فيما خيص ّ‬ ‫عرب االنرتنت وذلك بنسب ترتاوح ما بني ‪ %69‬و‪ ،%79‬نفس املالحظة ّ‬
‫املستوى التعليمي‪ ،‬فكل املستويات العلمية من ليسانس ماسرت ودكتوراه وبأعلى النسب تراوحت بني‬
‫‪ %81‬و‪ %68‬و‪ %76‬على التوايل سبق وأن تفاعلوا حول مواضيع نشرت عرب االنرتنت‪.‬‬
‫الدخل هو اآلخر مل حيدث أثر على إجابات املبحوثني فكل من ذوي الدخل‬ ‫مصدر ّ‬
‫حد السواء سبق وان تفاعلوا عرب االنرتنت حول مواضيع منشورة أثارت اهتمامهم‪،‬‬
‫واملنعدمني على ّ‬
‫وذلك بأعلى النسب‪ ،‬تراوحت ما بني ‪ %76‬و‪ %69‬على الرتتيب‪ ،‬إال أننا نالحظ أن ذوي‬
‫الدخل كان التفاعل عندهم أكثر نسبيا مقارنة مع منعدمي الدخل‪.‬‬
‫ّ‬
‫مقر اإلقامة هو اآلخر مل يؤثر على إجابات املبحوثني فكل من املقيمني باحلضري وشبه‬
‫ّ‬
‫احلضري والريفي سبق هلم وأن شاركوا يف حوارات حول مواضيع نُشرت عرب شبة االنرتنت‪.‬‬
‫أهم خاصيّة متيّز صحافة املواطن‪ ،‬فصحافة املواطن‬
‫نستنتج من خالل ما سبق أ ّن التفاعلية ّ‬
‫تتميز بقدر عال من التفاعلية‪ ،‬ومابعد التفاعلية‪ ،‬ففي السابق كانت مسامهة مجهور االنرتنت حمصورة‬
‫يف دائرة رجع الصدى للمحتوى الذي يتم بثه أو نشره من خالل املواقع االعالمية االلكرتونية‪ ،‬اليت‬
‫تعرب عنها أشكال تفاعلية كثرية‪.‬‬

‫عرفت ‪ Hujanen & Peitikainen1‬الصحافة التفاعلية بالصحافة اليت تتيح‬ ‫لقد ّ‬


‫زيادة القدرة على االتصال وختطي احلدود الزمانية واملكانية بني الصحفيني واملواطنني‪ّ ،‬أما الصحافة‬
‫التشاركية ‪ Participatory Journalisme‬فتأخذ خطوة ابعد من الصحافة التفاعلية من‬
‫‪1‬‬
‫‪Hujanen & Peitikainen, Interactive Uses of Journalism: Crossing Between Technological‬‬
‫‪Potential and Young People’s News-Using Practices,‬‬
‫‪http://nms.sagepub.com/content/6/3/383.abstract‬‬

‫‪224‬‬
‫خالل اشراك مستهلكي األخبار يف عملية مجعها بالفعل‪ ،‬مما يتيح جليل جديد من مستخدمي‬
‫االنرتنت أن يصبحوا منشئي احملتوى‪.‬‬

‫عرف ‪ Bowman & Willis1‬الصحافة التشاركية على اّنا فعل ملواطن او جمموعة من‬
‫ّ‬
‫املواطنني يلعبون دورا حيويا يف عملية مجع وإعداد التقارير‪ ،‬وحتليل ونشر االخبار واملعلومات‪ ،‬ويبقى‬
‫اهلدف من خالل هذه املشاركة هو توفري معلومات موثوقة‪ ،‬ومستقلة ودقيقة وعلى نطاق واسع‪،‬‬
‫معلومات تتطلبها الدميقراطية‪ ،‬ويضيفون أن الصحافة التشاركية تستخدم "النشر مث الغربلة" بدال من‬
‫النموذج التقليدي "الغربلة مث النشر"‪.‬‬

‫ويشري ‪ Nip‬اىل أن صحافة املواطن ختتلف عن الصحافة املدنية أو الصحافة التفاعلية‬


‫والتشاركية على وجه التحديد ألّنا تقضي على سلطة الصحفي احملرتف‪.‬‬

‫كما صنّف ‪ Bowman & Willis‬الصحافة التشاركية حسب الوظيفة اليت يقوم هبا‬
‫اجلمهور اىل‪ -2 :‬التعليق‪ -1 ،‬التحرير والتنقيح‪ -2 ،‬التحقق من الواقع‪ -1 ،‬إعداد التقارير‪-9 ،‬‬
‫إعداد التقارير التفسريية‪ -4 ،‬إعداد التقارير مفتوحة املصادر‪ -2 ،‬النشر السمعي‪-‬بصري‪ -1 ،‬البيع‬
‫والشراء واالشهار‪ -5 ،‬تدبري املعرفة‪.‬‬

‫تتلخص فكرة الصحافة القائمة على مشاركة اجلمهور يف االعتماد على ما يقوم به أفراد‬
‫اجلمهور العاديون يف عملية مجع املعلومات واألخبار والتعليق عليها والتحليل وكتابة آرائهم‬
‫ومسامهاهتم أيا كانت ودون اخلضوع للتدريب على ممارسة مهنة الصحافة‪ ،‬وهم ايضا مسئولون عن‬
‫نشر وتبادل هذه املعلومات واألخبار على نطاق مجاهريي حيث يعتمدون يف ذلك على التقنيات‬
‫واالمكانيات التكنولوجية احلديثة اليت توفرها االنرتنت‪.‬‬

‫التحول االبرز الذي حصل خالل العقد األخري على مستوى االعالم هو بروز‬
‫قد يكون ّ‬
‫ظاهرة صحافة املواطن كشكل جديد من أشكال املمارسات الصحفية غري املهنية‪.2‬‬

‫‪ّ 1‬نا السيد عبد املعطي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.21 :‬‬
‫‪ 2‬حنان كامل امساعيل‪ ،‬دور المواطن الصحفي في ا لحراك السوري من وجهة نظر قادة الرأي االعالمي العربي‪ ،‬األردن والكويت ومصر نموذجا‪،‬‬
‫رسالة ماجستري‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬عمان‪ ،1121 ،‬ص‪.21‬‬

‫‪225‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :7‬نشر مقاطع فيديو عبر االنترنت‪ ،‬حسب متغيّرات‬
‫الدراسة‬

‫هل سبق ونشرت مقاطع فيديو عرب اإلنرتنت حول أحداث معينة عشتها يف منطقتك؟‬
‫اجملموع‬ ‫ال‬ ‫نعم‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪114‬‬ ‫‪%75‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪28‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259‬‬ ‫‪%76‬‬ ‫‪198‬‬ ‫‪%24‬‬ ‫‪61‬‬ ‫أنثى‬
‫‪373‬‬ ‫‪%76‬‬ ‫‪284‬‬ ‫‪%24‬‬ ‫‪89‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188‬‬ ‫‪%72‬‬ ‫‪136‬‬ ‫‪%28‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪11 _ 21‬‬
‫‪116‬‬ ‫‪%78‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%91‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%67‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪22 _ 22‬‬
‫‪373‬‬ ‫‪%76‬‬ ‫‪284‬‬ ‫‪%24‬‬ ‫‪89‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪180‬‬ ‫‪%70‬‬ ‫‪126‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪54‬‬ ‫ليسانس‬
‫املستوى‬
‫‪156‬‬ ‫‪%81‬‬ ‫‪127‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪29‬‬ ‫ماسرت‬
‫التعليمي‬
‫‪37‬‬ ‫‪%84‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪%16‬‬ ‫‪6‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪373‬‬ ‫‪%76‬‬ ‫‪284‬‬ ‫‪%24‬‬ ‫‪89‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314‬‬ ‫‪%74‬‬ ‫‪233‬‬ ‫‪%26‬‬ ‫‪81‬‬ ‫نعم‬
‫مصدر الدخل‬
‫‪59‬‬ ‫‪%86‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪%14‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ال‬
‫‪373‬‬ ‫‪%76‬‬ ‫‪284‬‬ ‫‪%24‬‬ ‫‪89‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316‬‬ ‫‪%77‬‬ ‫‪244‬‬ ‫‪%23‬‬ ‫‪72‬‬ ‫حضري‬
‫‪36‬‬ ‫‪%75‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪9‬‬ ‫السكن شبه حضري‬
‫‪21‬‬ ‫‪%62‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ريفي‬
‫‪373‬‬ ‫‪%76‬‬ ‫‪284‬‬ ‫‪%24‬‬ ‫‪89‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪226‬‬
227
‫متغريات‬
‫يوضح اجلدول املركب الذي بني أيدينا‪ ،‬نشر مقاطع فيديو عرب االنرتنت‪ ،‬حسب ّ‬ ‫ّ‬
‫توصلنا إىل أ ّن نسبة العيّنة املبحوثة اليت سبق ونشرت مقاطع فيديو عرب‬
‫الدراسة‪ ،‬وعلى العموم ّ‬
‫االنرتنت كانت ترتاوح بني ‪ %9‬كأدىن نسبة إىل ‪ %38‬كأعلى نسبة مشاركة‪ ،‬ولكن تبقى الك ّفة‬
‫راج حة وبأعلى النسب يف خانة املبحوثني الذين مل يسبق هلم ونشروا مقاطع فيديو عرب االنرتنت‬
‫حول أحداث معيّنة عاشوها يف منطقتهم‪ ،‬وجتدر اإلشارة هنا إىل ضرورة وجود حدث يف املنطقة‬
‫يصورها ويوثّق هلا مث ينشرها عرب االنرتنت‪ ،‬وهو أمر ليس‬
‫اليت يعيش فيها املبحوث تستوجب أن ّ‬
‫يوضح‬
‫بالدائم أو املتكرر احلدوث‪ ،‬مما جيعل نشر فيديوهات من هذا النوع قليل وأحيانا ناذر‪ّ ،‬‬
‫متغريات الدراسة مل تؤثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فكل املبحوثني على اختالف‬
‫اجلدول أيضا أ ّن ّ‬
‫ومقر سكناهم‪ ،‬أمجعوا على أنّه مل يسبق‬
‫جنسهم وسنّهم ومستواهم التعليمي وكذا مصدر دخلهم ّ‬
‫هلم وان نشروا مقاطع فيديو عرب االنرتنت حول أحداث معيّنة عاشوها يف منطقتهم‪.‬‬
‫المتحصل عليها أ ّن الجيل الثاني في استعمال التقنية‬
‫ّ‬ ‫نستنتج من خالل المعطيات‬
‫يتميز حبضور استعمال تقنيات السمعي املرئي "الفيديو‪ ،‬الصورة‪ ،‬الصوت" يف حاجة إىل مهارات‬
‫تقنية ألي وذلك حىت يتمكن من أن يوصل كامريا أو آلة تصوير رقمية بالكومبيوتر وحتميل األفالم‬
‫لعرضها‪ ،‬وهذا يتطلّب وجود اإلنرتنت عايل اجلودة حىت يتيح كل هذه االستعماالت املتعددة‬
‫الوسائط‪.1‬‬
‫مل يعد باستطاعة وسائل االعالم التقليدية اغفال املادة االخبارية اليت ينشرها املواطنون‬
‫يزودون احملطات الفضائية العمالقة‬ ‫الصحفيون عرب اإلنرتنت الذين أصبحوا مراسلني حقيقيني ّ‬
‫باألخبار‪ ،‬فالواقع يثبت أن هناك تفاعل واضح بني االعالم التقليدي وصحافة املواطن‪ ،‬ويظهر ذلك‬
‫املدونني‪ ،‬ومتابعة نيويورك تاميز ‪New‬‬
‫جليّا من خالل اعتماد الـسي أن أن ‪ CNN‬على ايرادات ّ‬
‫للمدونات‪ ،2‬بل وحىت االستعانة هبا واستخدام‬‫ّ‬ ‫‪ York Times‬وقناة اجلزيرة والعربية وغريمها‬
‫الصور والفيديوهات اليت يلتقطها املواطنون كمصدر للخرب يف كربيات الشبكات االعالمية‪ ،‬حبجة‬
‫تضييق السلطات عليها وعدم السماح هلا بالتغطية االعالمية‪ .‬وبرز جنم صحافة املواطن يف الوطن‬
‫العريب بسبب الثورات العربية وما شهده االعالم من تضييق وقمع حلرية الصحافة والتغطية االعالمية‪،‬‬
‫ما أدى مبختلف وسائل االعالم التقليدية اىل االعتماد على صحافة املواطن كمصدر للمعلومة‪.‬‬

‫‪ 1‬فيليب بروتون ‪ :‬يوتوبيا االتصال‪ ،‬ترمجة إلياس حسن‪ ،‬دار الينابيع‪ ،‬سوريا‪ .1112 ،‬ص ‪.29-21‬‬
‫‪ 2‬ياس خضري البيايت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.151‬‬

‫‪228‬‬
‫تعد أخطر شيء‬ ‫لكن األهم من ذلك هو استخدام الفيديو والصور من اهلواتف النقالة اليت ّ‬
‫يف االعالم اليت صفعت األنظمة من خالل التقاط الصور وارساهلا لوسائل االعالم املرئية‬
‫اجلوال بأّنا ال ختضع للمونتاج والفوتوشوب كوّنا تبقى كما هي وال‬
‫وااللكرتونية‪ ،‬ويكمن سر صورة ّ‬
‫ميكن التالعب هبا‪ ،‬وبالتايل عجزت األنظمة عن تكذيبها أو وصفها باملفربكة‪ ،‬اضافة اىل اليوتيوب‬
‫الذي كان العامل الثاين يف فضح اجلرائم‪ ،‬مما دفع وسائل االعالم املرئية اىل االعتماد على وسائل‬
‫املسجلة أو السكايب ‪Skype‬‬ ‫االتصال االجتماعي املرسلة من امليدان وعرضها من خالل االفالم ّ‬
‫يف العرض املباشر عن طريق اهلواتف الذكية‪.1‬‬

‫‪ 1‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.151‬‬

‫‪229‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :8‬االنترنت وحرية التعبير‪ ،‬حسب متغيّرات الدراسة‬

‫هل تعتقد أن االنرتنت وفّرت لك حريّة اكرب للتعبري عن رأيك؟‬


‫بدون إجابة‬ ‫أحيانا‬ ‫ال‬ ‫نعم‬
‫اجملموع‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫العدد النسبة‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪114‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%44‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%47‬‬ ‫‪54‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%44‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪%48‬‬ ‫‪124‬‬ ‫أنثى‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%44‬‬ ‫‪164‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪%48‬‬ ‫‪178‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%52‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪11 _ 21‬‬
‫‪116‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%44‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%48‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%44‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪22 _ 22‬‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%44‬‬ ‫‪164‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪%48‬‬ ‫‪178‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪180‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%41‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%53‬‬ ‫‪95‬‬ ‫ليسانس‬
‫املستوى‬
‫‪156‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%47‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%44‬‬ ‫‪69‬‬ ‫ماسرت‬
‫التعليمي‬
‫‪37‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%43‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫‪14‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%44‬‬ ‫‪164‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪%48‬‬ ‫‪178‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪156‬‬ ‫نعم‬ ‫مصدر‬
‫‪59‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%51‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪%12‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%37‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ال‬ ‫الدخل‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%44‬‬ ‫‪164‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪%48‬‬ ‫‪178‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪132‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪160‬‬ ‫حضري‬
‫‪36‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%61‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%31‬‬ ‫‪11‬‬ ‫شبه حضري‬ ‫السكن‬
‫‪21‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%48‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ريفي‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%44‬‬ ‫‪164‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪%48‬‬ ‫‪178‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪230‬‬
‫يوضح مدى توفري االنرتنت حلرية التعبري‪ ،‬حسب‬ ‫اجلدول املرّكب رقم ‪ ،1‬الذي بني أيدينا ّ‬
‫املوضحة تؤّكد أ ّن االنرتنت وفّرت حرية التعبري أكرب‪ ،‬بأعلى النسب لكال‬
‫متغريات الدراسة‪ :‬والبيانات ّ‬
‫ّ‬
‫اجلنسني‪ ،‬الذكور واإلناث‪ ،‬فغالبية العيّنة املبحوثة من ذكور وإنا تعتقد وجتزم أ ّن االنرتنت توفّر هلا‬
‫سجلناها يف خانة‬‫حرية تعبري أكثر وذلك بنسبة ترتاوح بني ‪ 12‬و‪ 11‬باملائة‪ ،‬ونفس النسب تقريبا ّ‬
‫الذين يعتقدون "أحيانا" أ ّن االنرتنت وفّرت هلم هامشا أكرب من حرية التعبري‪ ،‬نفس املالحظة بالنسبة‬
‫الدراسة‪ ،‬فهي مل تؤثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬الذين يعتقدون جزما وأحيانا بأ ّن‬ ‫متغريات ّ‬
‫لباقي ّ‬
‫االنرتنت وفّرت هلم مساحة أكرب حلريّة التعبري وذلك بأعلى النسب‪ّ ،‬أما نسبة املبحوثني الذين ال‬
‫يعتقدون أن االنرتنت وفّرت هلم حرية التعبري فكانت ترتاوح بني ‪ 4‬إىل ‪ 2‬باملائة يف جمملها‪.‬‬

‫املتحصل عليها أ ّن شبكة اإلنرتنت وما توفره من إمكانية الدخول‬


‫ّ‬ ‫نستنتج من خالل النسب‬
‫إليها من طرف كافة األفراد يف العامل أصبحت تُعزز بشكل ضمين من قيم الدميقراطية التشاركية‬
‫والطابع الالمركزي واإلدارة الذاتية وحرية االختالف وإتاحة ال ُفرص للتعبري عن هويات ومصاحل‬
‫وخمتلفة من خالل شبكات االتصال واملعلومات‪ ،‬كما يُرجح السوق املفتوح لألفكار اليت‬ ‫ُمتعددة ُ‬
‫تُشكل بيئة عمل التكنولوجيا من اإلبداع واالبتكار كوسيلة لإلستمرار ويُعزز من الطابع اإلنساين‬
‫والقيم اإلنسانية املشرتكة‪ ،‬ومحاية خصوصية األفراد واحلق يف املعرفة وحق املواطن يف اإلعالم وصنع‬
‫القرار‪ ،‬وغريها من احلقوق اليت أصبحت لصيقة الصلة بتكنولوجيا االتصال واملعلومات‪ .‬تعمل صحافة‬
‫خاصة السياسية بإنتاج املعلومات وانتشارها وحرية الوصول إليها‬
‫املواطن على تضييق فجوة املعرفة ّ‬
‫وقُدرة أي فرد على املسامهة فيها وإنتاجها على إزالة اللبس والغموض املعريف سواء ما يتعلق بالقضايا‬
‫ُ‬
‫الداخلية أو اخلارجية من خالل نموذج يتكون من ثالثة أضالع هي‪ :‬مجع املعلومات‪ ،‬والتعليق‬
‫عليها والتحاور حوهلا‪ ،‬مث إختاذ خطوات فعلية‪ .‬وامليزة يف هذا النموذج هي أن التقنيات اجلديدة بدءا‬
‫من اإلنرتنت وكل ما تبعه‪ ،‬قادرة على تقدميها‪ .‬واملتصلني بشبكة اإلنرتنت لديهم القدرة على‬
‫ُ‬
‫التجادل‪ ،‬والتحاور بطرق جديدة تزيد من قوهتا وتأثريها "املدونني"‪ ،‬وجمموعات النقاش والرسائل‬
‫الفورية‪ ،‬ومجيعها جيعل التنفيذ الفعلي أسهل بكثري‪ .‬وهذا ما يُطلق علية "الدميقراطية الطارئة" واليت‬
‫تُشري إىل أن إختاذ القرار من املمكن أن ينبُع من عامل "املدونات" أي أن األفكار أحيانا تولد من‬
‫‪1‬‬ ‫ُ‬
‫شبكات حمدودة بني األشخاص ومنها إىل شبكات جمتمعية‪ ،‬مث إىل شبكات سياسية ‪.‬‬

‫‪ 1‬عادل عبد الصادق‪ ،‬الفضاء االلكتروني والرأي العام‪ :‬تغير المجتمع واالدوات والتأثير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪231‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :9‬أثر االنترنت على استعمال وسائل اإلعالم التقليدية‪،‬‬
‫حسب متغيّرات الدراسة‬

‫هل أدى استعمالك لالنرتنت اىل تراجع استعمالك لوسائل االعالم التقليدية (الصحافة‪ ،‬االذاعة‪ ،‬التلفزيون)؟‬
‫بدون إجابة‬ ‫ال أدري‬ ‫ال‬ ‫نعم‬
‫اجملموع‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪114‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%40‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪%57‬‬ ‫‪65‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪%32‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪%58‬‬ ‫‪150‬‬ ‫أنثى‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪%34‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪%58‬‬ ‫‪215‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪%31‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪%58‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪11 _ 21‬‬
‫‪116‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪%58‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%40‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪%60‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%58‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪22 _ 22‬‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪%34‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪%58‬‬ ‫‪215‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪180‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%10‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪%32‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪%56‬‬ ‫‪101‬‬ ‫ليسانس‬
‫املستوى‬
‫‪156‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%39‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪%57‬‬ ‫‪89‬‬ ‫ماسرت‬
‫التعليمي‬
‫‪37‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%27‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%68‬‬ ‫‪25‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪%34‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪%58‬‬ ‫‪215‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪%37‬‬ ‫‪116‬‬ ‫‪%57‬‬ ‫‪178‬‬ ‫نعم‬ ‫مصدر‬
‫‪59‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%17‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪%63‬‬ ‫‪37‬‬ ‫ال‬ ‫الدخل‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪%34‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪%58‬‬ ‫‪215‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪%34‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪%57‬‬ ‫‪179‬‬ ‫حضري‬
‫‪36‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%28‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%72‬‬ ‫‪26‬‬ ‫شبه حضري‬ ‫السكن‬
‫‪21‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%43‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%48‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ريفي‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪%34‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪%58‬‬ ‫‪215‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪232‬‬
‫يوضح اجلدول املرّكب رقم ‪ ،5‬أثر االنرتنت على استعمال وسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬حسب‬
‫ّ‬
‫فكل من الذكور‬
‫متغري السن مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪ّ ،‬‬
‫متغريات الدراسة‪ ،‬حيث نالحظ أ ّن ّ‬
‫ّ‬
‫واإلناث أمجعوا وبأعلى النّسب على أ ّن استعماهلم لالنرتنت ّأدى إىل تراجع استعماهلم لوسائل‬
‫متغري الفئة العمرية قد أثّر على إجابات املبحوثني‪ ،‬حيث أ ّن الفئة‬
‫اإلعالم التقليدية‪ ،‬يف حني جند أ ّن ّ‬
‫العمرية ‪ 22 _ 22‬سنة صنعت الفرق بأعلى نسبة يف خانة النفي ‪ ،%91‬فهي تنفي أن يكون‬
‫استعماهلا لالنرتنت قد ّأدى إىل تراجع استعماهلا لوسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬وميكن تفسري ذلك بأنّه‬
‫متغري املستوى التعليمي مل يؤثر على إجابات‬
‫قل استعماهلم لالنرتنت‪ّ .‬‬ ‫كلّما زاد سن املبحوثني كلّما ّ‬
‫املبحوثني‪ ،‬فكل من مستوى الليسانس واملاسرت وال ّدكتوراه أمجعوا وبأعلى النسب ‪،%92 ،%94‬‬
‫‪ %41‬على التوايل وبالرتتيب‪ ،‬على أ ّن استعماهلم لالنرتنت ّأدى إىل تراجع استعماهلم لوسائل‬
‫فكل ممن لديهم مصدر دخل وكذا‬ ‫الدخل‪ّ ،‬‬ ‫ملتغري مصدر ّ‬
‫اإلعالم التقليدية‪ .‬نفس املالحظة بالنسبة ّ‬
‫الذين ليس لديهم مصدر دخل أمجعوا على أ ّن استعماهلم لالنرتنت ّأدى إىل تراجع استعماهلم لوسائل‬
‫متغري مكان‬
‫سجلناها يف ّ‬ ‫اإلعالم التقليدية بأعلى النسب ‪ ،%92‬و‪ .%42‬ونفس املالحظة أيضا ّ‬
‫اإلقامة أو السكن‪ ،‬فكل من املبحوثني القاطنني يف املناطق احلضريّة وشبه احلضرية والريفية‪ ،‬أمجعوا‬
‫وبأعلى النسب على أ ّن استعماهلم لالنرتنت ّأدى إىل تراجع استعماهلم لوسائل اإلعالم التقليدية‪.‬‬
‫نستنتج من خالل هذه املعطيات أ ّن االنرتنت ّأدى إىل تراجع استعمال وسائل اإلعالم‬
‫توصل إليه الباحث مجال زرن‪ 1‬يؤيّد نتائجنا وهو أننا أمام استخدامات لالتصال‬
‫ولعل ما ّ‬
‫التقليدية‪ّ ،‬‬
‫واإلعالم مل تكن إىل زمن قريب معهودة وخاصة فيما يتصل بتمددها األفقي‪ .‬إذا ما اعتربنا أن سكان‬
‫الكرة األرضية يناهز ‪ 2.2‬مليارات نسمة فإن ‪ 2.22‬مليارات منهم مرتبطون بشبكة اإلنرتنت أي ما‬
‫يقارب النصف‪ ،‬وأن لكل فرد منهم ‪ 9.91‬حسابات على شبكات التواصل االجتماعي‪ .‬أكثر من‬
‫كل ذلك‪ ،‬فإننا نسجل يوميًّا مليون مستخدم جديد لشبكات التواصل االجتماعي على اهلاتف‬
‫اجلوال‪ ،‬أي ما يعادل ‪ 21‬مستخدما جديدا يف كل ثانية‪ .‬من بني كل هذه األرقام يرتبع موقع‬

‫‪ 1‬مجال زرن‪ ،‬اإلعامل التقليدي واجلديد يف سياق متدد اإلعامل ااجلتماعي وشبكاته‪ ،‬دراسات إعالمية‪ ،‬مركز اجلزيرة للدراسات اإلعالمية‪ ،‬مارس ‪،1122‬‬
‫ص ‪ .4‬الدراسة متوفّرة على الرابط‪:‬‬
‫‪http://studies.aljazeera.net/mritems/Documents/2017/3/27/950a8f91b124470898a4847af8e06ea‬‬
‫‪9_100.pdf‬‬

‫‪233‬‬
‫الفيسبوك على سلم الرتتيب بـ‪ 2.22‬مليار حساب‪ ،‬واليوتيوب مبليار‪ ،‬أما عدد مستخدمي "الواتس‬
‫آب" فهم يف حدود ‪ 511‬مليون مستخدم‪ ،‬ولنكدإن بـ‪ 191‬مليون‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫األول‪ :‬صحافة المواطن وحرية التعبير‬
‫استنتاجات المحور ّ‬
‫األول‪" :‬صحافة املواطن وحرية التعبري"‬
‫من خالل دراستنا امليدانية وتفريغ البيانات احملور ّ‬
‫توصلنا إىل النتائج التالية‪:‬‬
‫وحتليلها ّ‬
‫كل املبحوثني على اختالف جنسهم وسنّهم ومستواهم الدراسي وكذا املعيشي وحىت السكين‪،‬‬
‫أمجعوا وبأعلى النسب على أن االنرتنت ميكن أن يكون فضاءا حلريّة التعبري‪.‬‬
‫الدراسة من جنس وسن ومستوى تعليمي ومصدر الدخل والسكن‪ ،‬مل تؤثر على‬ ‫متغريات ّ‬
‫كل ّ‬ ‫ّ‬
‫يؤدي‬
‫إجابات املبحوثني‪ ،‬فغالبية العيّنة املبحوثة سبق هلا ونشرت أخبارا على شبكة االنرتنت‪ ،‬وهذا ّ‬
‫بنا إىل القول بأ ّن هامش احلريّة الذي تكفله االنرتنت وكذا سرعة االنتشار والتكلفة الرمزية هي اليت‬
‫جعلت أفراد العيّنة املبحوثة ينشرون أخبارهم عرب االنرتنت بكل سهولة وسرعة باإلضافة إىل اجلمهور‬
‫ال احملدود عرب شبكة االنرتنت‪.‬‬
‫التطورات التكنولوجية اهلائلة زادت من قدرة وسائل االتصال الرقمية يف حتقيق املزيد من التأثري على‬
‫اجلماهري‪ ،‬وتوجيهها حنو آراء وأفكار معينة‪ .‬وساهم االنتشار احلر للمعلومات من خالل االنرتنت ويف‬
‫مقدمتها شبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬يف خلق إمكانية كبرية للتحرك الشعيب على أساس معرفة‬ ‫ّ‬
‫واسعة ودقيقة باألحداث السياسية‪ ،‬وبالتايل التأثري على تصور املواطن للسياسة‪ ،‬وتتخذ هذه‬
‫الشبكات يف هذه العملية موقفا فريدا إذ متارس تأثريات قوية على صانعي القرار ويف تشكيل الرأي‬
‫العام‪ ،‬فوسائل االتصال متثل حلقة وصل بني الرأي العام وصانعي القرار‪ .‬ويقول بعض اخلرباء‪ :‬تؤثر‬
‫وسائل اإلعالم يف السياسة من وجهتني يرتبط بعضهما ببعض أشد االرتباط؛ ترتكز الوجهة األوىل‬
‫على تأثري وسائل اإلعالم على الرأي العام‪ ،‬الذي يؤثر بدوره يف صانعي القرار‪ ،‬أما الوجهة الثانية‬
‫فرتتكز على تأثري وسائل اإلعالم املباشر على صانعي القرار‪ ،‬بتوفري املعلومات واألفكار والصور‬
‫املختلفة اليت تشكل رؤيتهم للعامل‪ .‬وخيتلف تأثري وسائل اإلعالم يف تشكيل اجتاهات الرأي العام تبعا‬
‫للبيئات االتصالية اليت تتم من خالهلا عمليات التلقي‪ ،‬إذ ختتلف باختالف وسائل االتصال املقروءة‬
‫واملسموعة واملرئية‪ ،‬فلكل وسيلة إعالمية عدد من املزايا اليت جتعلها ختتلف من حيث التأثري عن‬
‫الوسيلة األخرى‪ ،‬وتكرار التعرض لوسائل االتصال يزيد من قوة تأثريها يف تشكيل اجتاهات الرأي‬

‫‪235‬‬
‫العام‪ ،‬وقد متيزت شبكات التواصل االجتماعي الرقمية بقوة التأثري ألّنا مجعت كل مزايا وسائل‬
‫االتصال التقليدية (املقروءة واملسموعة واملرئية) يف الرسالة اليت تقدمها‪.1‬‬
‫املتحصل عليها واليت تثبت أن األفراد على اختالف‬‫ّ‬ ‫وحنن بدورنا نؤيّد هذا الرأي انطالقا من النتائج‬
‫جنسهم وسنّهم ومستواهم التعليمي وصدر دخلهم ومكان إقامتهم يتأثرون باألخبار املنشورة عرب‬
‫اال نرتنت حىت وان كانت تلك األخبار منشورة من طرف مواطنني عاديني وليس من طرف صحفيني‬
‫حمرتفني‪.‬‬
‫توصلنا إىل أ ّن العيّنة املبحوثة أمجعت على االعتقاد على أنه ميكنها‬
‫املتحصل عليها ّ‬
‫ّ‬ ‫من خالل النسب‬
‫التأثري يف اآلخرين من خالل ما تنشره عرب االنرتنت‪ ،‬مهما اختلف اجلنس والسن واملستوى التعليمي‬
‫متغريات الدراسة مل تؤثر‬
‫يدل على أ ّن ّ‬ ‫دل على شيء فهو ّ‬ ‫مقر السكن‪ ،‬وهذا إن ّ‬ ‫الدخل وكذا ّ‬ ‫ومصدر ّ‬
‫على إجابات املبحوثني‪.‬‬
‫الدراسة يف جمملها مل تؤثر على إجابات‬ ‫متغريات ّ‬‫احملصل عليها أ ّن ّ‬ ‫نستنتج من خالل البيانات ّ‬
‫املبحوثني فكل املبحوثني على اختالف جنسهم ومستواهم التعليمي ومصدر دخلهم ومكان إقامتهم‬
‫غريوا رأيهم انطالقا من املعلومات اليت نشرها مواطنون عرب شبكة االنرتنت‪،‬‬ ‫أمجعوا على ّأّنم سبق وأن ّ‬
‫قل تأثرهم وتغيريهم‬
‫متغري السن الذي أثر على إجابات املبحوثني والذين كلّما زاد سنهم‪ّ ،‬‬ ‫سوى ّ‬
‫تغري آراء العيّنة املبحوثة‪ ،‬أي أ ّن‬
‫آلرائهم‪ .‬خنلص يف األخري إىل أ ّن صحافة املواطن استطاعت أن ّ‬
‫صحافة املواطن تؤثر يف تشكيل وتغيري الرأي العام‪.‬‬
‫أهم خاصيّة متيّز صحافة املواطن‪ ،‬فصحافة املواطن تتميز بقدر عال من التفاعلية‪ ،‬ومابعد‬ ‫التفاعلية ّ‬
‫التفاعلية‪ ،‬ففي السابق كانت مسامهة مجهور االنرتنت حمصورة يف دائرة رجع الصدى للمحتوى الذي‬
‫يتم بثه أو نشره من خالل املواقع االعالمية االلكرتونية‪ ،‬اليت تعرب عنها أشكال تفاعلية كثرية‪.‬لقد‬
‫عرفت ‪ Hujanen & Peitikainen2‬الصحافة التفاعلية بالصحافة اليت تتيح زيادة القدرة على‬ ‫ّ‬
‫االتصال وختطي احلدود الزمانية واملكانية بني الصحفيني واملواطنني‪ّ ،‬أما الصحافة التشاركية‬
‫‪ Participatory Journalisme‬فتأخذ خطوة ابعد من الصحافة التفاعلية من خالل اشراك‬

‫‪1‬عبدالكرمي علي الدبيسي وزهري ياسني الطاهات‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Hujanen & Peitikainen, Interactive Uses of Journalism: Crossing Between Technological‬‬
‫‪Potential and Young People’s News-Using Practices,‬‬
‫‪http://nms.sagepub.com/content/6/3/383.abstract‬‬

‫‪236‬‬
‫مستهلكي األخبار يف عملية مجعها بالفعل‪ ،‬مما يتيح جليل جديد من مستخدمي االنرتنت أن يصبحوا‬
‫عرف ‪ Bowman & Willis1‬الصحافة التشاركية على اّنا فعل ملواطن او‬ ‫منشئي احملتوى‪ّ .‬‬
‫جمموعة من املواطنني يلعبون دورا حيويا يف عملية مجع وإعداد التقارير‪ ،‬وحتليل ونشر االخبار‬
‫واملعلومات‪ ،‬ويبقى اهلدف من خالل هذه املشاركة هو توفري معلومات موثوقة‪ ،‬ومستقلة ودقيقة وعلى‬
‫نطاق واسع‪ ،‬معلومات تتطلبها الدميقراطية‪ ،‬ويضيفون أن الصحافة التشاركية تستخدم "النشر مث‬
‫الغربلة" بدال من النموذج التقليدي "الغربلة مث النشر"‪ .‬ويشري ‪ Nip‬اىل أن صحافة املواطن ختتلف‬
‫عن الصحافة املدنية أو الصحافة التفاعلية والتشاركية على وجه التحديد ألّنا تقضي على سلطة‬
‫الصحفي احملرتف‪ .‬كما صنّف ‪ Bowman & Willis‬الصحافة التشاركية حسب الوظيفة اليت‬
‫يقوم هبا اجلمهور اىل‪ -2 :‬التعليق‪ -1 ،‬التحرير والتنقيح‪ -2 ،‬التحقق من الواقع‪ -1 ،‬إعداد‬
‫التقارير‪ -9 ،‬إعداد التقارير التفسريية‪ -4 ،‬إعداد التقارير مفتوحة املصادر‪ -2 ،‬النشر السمعي‪-‬‬
‫بصري‪ -1 ،‬البيع والشراء واالشهار‪ -5 ،‬تدبري املعرفة‪ .‬تتلخص فكرة الصحافة القائمة على مشاركة‬
‫اجلمهور يف االعتماد على ما يقوم به أفراد اجلمهور العاديون يف عملية مجع املعلومات واألخبار‬
‫والتعليق عليها والتحليل وكتابة آرائهم ومسامهاهتم أيا كانت ودون اخلضوع للتدريب على ممارسة مهنة‬
‫الصحافة‪ ،‬وهم ايضا مسئولون عن نشر وتبادل هذه املعلومات واألخبار على نطاق مجاهريي حيث‬
‫يعتمدون يف ذلك على التقنيات واالمكانيات التكنولوجية احلديثة اليت توفرها االنرتنت‪ .‬قد يكون‬
‫التحول االبرز الذي حصل خالل العقد األخري على مستوى االعالم هو بروز ظاهرة صحافة املواطن‬ ‫ّ‬
‫‪2‬‬
‫كشكل جديد من أشكال املمارسات الصحفية غري املهنية ‪.‬‬
‫المتحصل عليها أ ّن الجيلل الثلاني فلي اسلتعمال التقنيلة يتميـز حبضـور‬
‫ّ‬ ‫نستنتج من خالل المعطيات‬
‫اسـتعمال تقنيــات الســمعي املرئـي "الفيــديو‪ ،‬الصــورة‪ ،‬الصــوت" يف حاجـة إىل مهــارات تقنيــة ألي وذلــك‬
‫حــىت يــتمكن مــن أن يوص ــل كــامريا أو آلــة تص ــوير رقميــة بــالكومبيوتر وحتمي ــل األفــالم لعرضــها‪ ،‬وه ــذا‬
‫يتطلّــب وجــود اإلنرتنــت عــايل اجلــودة حــىت يتــيح كــل هــذه االســتعماالت املتعــددة الوســائط‪ .3‬مل يعــد‬
‫باس ــتطاعة وس ــائل االع ــالم التقليدي ــة اغف ــال امل ــادة االخباري ــة ال ــيت ينش ــرها املواطن ــون الص ــحفيون ع ــرب‬

‫‪ّ 1‬نا السيد عبد املعطي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.21 :‬‬
‫‪ 2‬حنان كامل امساعيل‪ ،‬دور المواطن الصحفي في الحراك السوري من وجهة نظر قادة الرأي االعالمي العربي‪ ،‬األردن والكويت ومصر نموذجا‪،‬‬
‫رسالة ماجستري‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬عمان‪ ،1121 ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ 3‬فيليب بروتون ‪ :‬يوتوبيا االتصال‪ ،‬ترمجة إلياس حسن‪ ،‬دار الينابيع‪ ،‬سوريا‪ .1112 ،‬ص ‪.29-21‬‬

‫‪237‬‬
‫ـزودون احملطـات الفضـائية العمالقـة باألخبـار‪ ،‬فـالواقع يثبـت‬ ‫اإلنرتنت الـذين أصـبحوا مراسـلني حقيقيـني ي ّ‬
‫أن هنــاك تفاعــل واضــح بــني االعــالم التقليــدي وصــحافة املـواطن‪ ،‬ويظهــر ذلــك جليّــا مــن خــالل اعتمــاد‬
‫ـدونني‪ ،‬ومتابعـة نيويـورك تـاميز ‪ New York Times‬وقنـاة‬ ‫الـسي أن أن ‪ CNN‬على ايرادات امل ّ‬
‫للمدونات‪ ،1‬بل وحىت االستعانة هبا واستخدام الصور والفيـديوهات الـيت يلتقطهـا‬ ‫اجلزيرة والعربية وغريمها ّ‬
‫املواطنون كمصدر للخرب يف كربيات الشبكات االعالمية‪ ،‬حبجة تضييق السلطات عليها وعـدم السـماح‬
‫هلــا بالتغطيــة االعالميــة‪ .‬وبــرز جنــم صــحافة امل ـواطن يف الــوطن العــريب بســبب الثــورات العربيــة ومــا شــهده‬
‫االعالم من تضييق وقمع حلرية الصحافة والتغطية االعالمية‪ ،‬ما أدى مبختلف وسـائل االعـالم التقليديـة‬
‫اىل االعتمــاد علــى صــحافة امل ـواطن كمصــدر للمعلومــة‪ .‬لكــن األهــم مــن ذلــك هــو اســتخدام الفيــديو‬
‫والصــور مــن اهلواتــف النقالــة الــيت تعـ ّـد أخطــر شــيء يف االعــالم الــيت صــفعت األنظمــة مــن خــالل التقــاط‬
‫الصـور وارسـاهلا لوسـائل االعـالم املرئيـة وااللكرتونيـة‪ ،‬ويكمــن سـر صـورة اجل ّـوال بأّنـا ال ختضـع للمونتــاج‬
‫والفوتوشــوب كوّنــا تبقــى كمــا هــي وال ميكــن التالعــب هبــا‪ ،‬وبالتــايل عجــزت األنظمــة عــن تكــذيبها أو‬
‫وصفها باملفربكة‪ ،‬اضافة اىل اليوتيوب الذي كان العامل الثاين يف فضح اجلرائم‪ ،‬مما دفـع وسـائل االعـالم‬
‫املرئيــة اىل االعتمــاد علــى وســائل االتصــال االجتمــاعي املرســلة مــن امليــدان وعرضــها مــن خــالل االفــالم‬
‫املسجلة أو السكايب ‪ Skype‬يف العرض املباشر عن طريق اهلواتف الذكية‪.2‬‬ ‫ّ‬
‫املتحصل عليها أ ّن شبكة اإلنرتنت وما توفره من إمكانية الدخول‬
‫ّ‬ ‫نستنتج من خالل النسب‬
‫إليها من طرف كافة األفراد يف العامل أصبحت تُعزز بشكل ضمين من قيم الدميقراطية التشاركية والطابع‬
‫وخمتلفة‬
‫الالمركزي واإلدارة الذاتية وحرية االختالف وإتاحة ال ُفرص للتعبري عن هويات ومصاحل ُمتعددة ُ‬
‫من خالل شبكات االتصال واملعلومات‪ ،‬كما يُرجح السوق املفتوح لألفكار اليت تُشكل بيئة عمل‬
‫التكنولوجيا من اإلبداع واالبتكار كوسيلة لإلستمرار ويُعزز من الطابع اإلنساين والقيم اإلنسانية‬
‫املشرتكة‪ ،‬ومحاية خصوصية األفراد واحلق يف املعرفة وحق املواطن يف اإلعالم وصنع القرار‪ ،‬وغريها من‬
‫احلقوق اليت أصبحت لصيقة الصلة بتكنولوجيا االتصال واملعلومات‪ .‬تعمل صحافة املواطن على تضييق‬
‫خاصة السياسية بإنتاج املعلومات وانتشارها وحرية الوصول إليها وقُدرة أي فرد على‬
‫فجوة املعرفة ّ‬
‫املسامهة فيها وإنتاجها على إزالة اللبس والغموض املعريف سواء ما يتعلق بالقضايا الداخلية أو اخلارجية‬
‫ُ‬

‫‪ 1‬ياس خضري البيايت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.151‬‬


‫‪ 2‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.151‬‬

‫‪238‬‬
‫من خالل نموذج يتكون من ثالثة أضالع هي‪ :‬مجع املعلومات‪ ،‬والتعليق عليها والتحاور حوهلا‪ ،‬مث‬
‫إختاذ خطوات فعلية‪ .‬وامليزة يف هذا النموذج هي أن التقنيات اجلديدة بدءا من اإلنرتنت وكل ما تبعه‪،‬‬
‫قادرة على تقدميها‪ .‬واملتصلني بشبكة اإلنرتنت لديهم القدرة على التجادل‪ ،‬والتحاور بطرق جديدة‬
‫ُ‬
‫تزيد من قوهتا وتأثريها "املدونني" ‪ ،‬وجمموعات النقاش والرسائل الفورية‪ ،‬ومجيعها جيعل التنفيذ الفعلي‬
‫أسهل بكثري‪ .‬وهذا ما يُطلق علية "الدميقراطية الطارئة" واليت تُشري إىل أن إختاذ القرار من املمكن أن‬
‫ُ‬
‫ينبُع من عامل "املدونات" أي أن األفكار أحيانا تولد من شبكات حمدودة بني األشخاص ومنها إىل‬
‫شبكات جمتمعية‪ ،‬مث إىل شبكات سياسية‪.1‬‬
‫توصل إليه‬
‫لعل ما ّ‬
‫االنرتنت "صحافة املواطن" ّأدى إىل تراجع استعمال وسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬و ّ‬
‫الباحث مجال زرن‪ 2‬يؤيّد نتائجنا وهو أننا أمام استخدامات لالتصال واإلعالم مل تكن إىل زمن قريب‬
‫معهودة وخاصة فيما يتصل بتمددها األفقي‪ .‬إذا ما اعتربنا أن سكان الكرة األرضية يناهز ‪2.2‬‬
‫مليارات نسمة فإن ‪ 2.22‬مليارات منهم مرتبطون بشبكة اإلنرتنت أي ما يقارب النصف‪ ،‬وأن لكل‬
‫فرد منهم ‪ 9.91‬حسابات على شبكات التواصل االجتماعي‪ .‬أكثر من كل ذلك‪ ،‬فإننا نسجل يوميًّا‬
‫مليون مستخدم جديد لشبكات التواصل االجتماعي على اهلاتف اجلوال‪ ،‬أي ما يعادل ‪21‬‬
‫مستخدما جديدا يف كل ثانية‪ .‬من بني كل هذه األرقام يرتبع موقع الفيسبوك على سلم الرتتيب‬
‫بـ‪ 2.22‬مليار حساب‪ ،‬واليوتيوب مبليار‪ ،‬أما عدد مستخدمي "الواتس آب" فهم يف حدود ‪511‬‬
‫مليون مستخدم‪ ،‬ولنكدإن بـ‪ 191‬مليون‪.‬‬

‫‪ 1‬عادل عبد الصادق‪ ،‬الفضاء االلكتروني والرأي العام‪ :‬تغير المجتمع واالدوات والتأثير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ 2‬مجال زرن‪ ،‬اإلعامل التقليدي واجلديد يف سياق متدد اإلعامل ااجلتماعي وشبكاته‪ ،‬دراسات إعالمية‪ ،‬مركز اجلزيرة للدراسات اإلعالمية‪ ،‬مارس ‪ ،1122‬ص‬
‫‪ .4‬الدراسة متوفّرة على الرابط‪:‬‬
‫_‪http://studies.aljazeera.net/mritems/Documents/2017/3/27/950a8f91b124470898a 4847af8e06ea9‬‬
‫‪100.pdf‬‬

‫‪239‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬صحافة المواطن والرأي العام‬
‫ميكن القول أ ّن هذا احملور هو العمود الفقري للدراسة‪ ،‬ألنه سيجيب على اجلزء األكرب من‬
‫الدراسة اليت تتمحور حول صحافة املواطن ودورها يف تشكيل الرأي العام‪ ،‬قمنا بطرح جمموعة‬
‫إشكالية ّ‬
‫تصب يف جمملها حول مدى مسامهة صحافة املواطن يف تشكيل الرأي العام‪ ،‬واعتبارها‬ ‫من األسئلة ّ‬
‫مبثابة إعالم بديل وهل تزيد صحافة املواطن من املشاركة الفعالة مع اآلخرين والتحاور‪ ،‬هل ميكن اعتبار‬
‫صحافة املواطن منربا من منابر احلريّة‪ ،‬وهل تساهم يف صناعة اخلرب‪ ،‬وهل تعمل على كسر حاجز‬
‫بكل حريّة وهل تسعى‬‫الصمت لدى املواطن‪ ،‬وهل تتيح صحافة املواطن فرصة مناقشة خمتلف القضايا ّ‬
‫إىل إنقاذ اإلعالم من احتكار املعلومة‪ ،‬هل ميكن اعتبار صحافة املواطن مصدرا موثوقا للمعلومة وهل‬
‫تعتمد عليها وسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬كل هذه األسئلة وغريها سنحاول الوصول إىل إجابة عنها من‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫متغريات ّ‬
‫احملصل عليها حسب ّ‬‫خالل تفريغ بيانات االستمارة ّ‬
‫جتدر اإلشارة هنا إىل أ ّن صحافة املواطن استطاعت أن تثبت أّنا قادرة على التأثري يف الرأي‬
‫الدول‬
‫العام وتشكيله وهذا ما يؤّكده الواقع من خالل األحداث األخرية اليت عاشها العامل وخاصة ّ‬
‫حتوالت جيوسياسية كان لصحافة املواطن فيها احلظ األوفر يف نقل األخبار بل وحىت‬ ‫العربية من ّ‬
‫االستعانة هبا واستخدام الصور والفيديوهات اليت يلتقطها املواطنون كمصدر للخرب يف كربيات‬
‫الشبكات االعالمية‪ ،‬حبجة تضييق السلطات عليها وعدم السماح هلا بالتغطية االعالمية‪ .‬وبرز جنم‬
‫صحافة املواطن يف الوطن العريب بسبب الثورات العربية وما شهده االعالم من تضييق وقمع حلرية‬
‫الصحافة والتغطية االعالمية‪ ،‬ما أدى مبختلف وسائل االعالم التقليدية اىل االعتماد على صحافة‬
‫املواطن كمصدر للمعلومة‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :11‬دور صحافة المواطن في تشكيل الرأي العام‬
‫حسب متغيّرات الدراسة‬

‫تساهم صحافة املواطن يف تشكيل الرأي العام‬


‫اجملموع‬
‫بدون إجابة‬
‫ال أدري لست موافق لست موافقا ابدا‬ ‫موافق‬ ‫موافق جدا‬
‫‪114 %0 0 %0 0 %9 10‬‬ ‫‪%6 7 %66‬‬ ‫‪75 %19 22‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259 %3 8 %1 3 %5 14‬‬ ‫‪%8 21 %71 183 %12 30‬‬ ‫أنثى‬
‫‪222 %2 8 %1 3 %6 24‬‬ ‫‪%8 28 %69 258 %14 52‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188 %3 6 %2 3 %5 10‬‬ ‫‪%3 6 %75 140 %12 23‬‬ ‫‪11 _ 21‬‬
‫‪116 %2 2 %0 0 %5 6 %10 11 %67‬‬ ‫‪78 %16 19‬‬ ‫‪12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45 %0 0 %0 0 %5 2 %20 9 %62‬‬ ‫‪28 %13‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪21 _ 11‬‬
‫‪24 %0 0 %0 0 %25 6‬‬ ‫‪%8 2 %50‬‬ ‫‪12 %17‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪22 _ 22‬‬
‫‪222 %2 8 %1 3 %6 24‬‬ ‫‪%8 28 %69 258 %14 52‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪180 %3 6 %2 3 %7 13‬‬ ‫‪%3 6 %70 125 %15 27‬‬ ‫ليسانس‬
‫‪156 %1 2 %0 0 %7 11 %11 17 %66 103 %15 23‬‬ ‫املستوى التعليمي ماسرت‬
‫‪37 %0 0 %0 0 %0 0 %14 5 %81‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪222 %2 8 %1 3 %6 24‬‬ ‫‪%8 28 %69 258 %14 52‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314 %2 8 %0 0 %8 22‬‬ ‫‪%7 21 %68 215 %15 48‬‬ ‫نعم‬
‫مصدر الدخل‬
‫‪59 %0 0 %5 3 %3 2 %12 7 %73‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ال‬
‫‪222 %2 8 %1 3 %6 24‬‬ ‫‪%8 28 %69 258 %14 52‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316 %3 8 %1 3 %5 18‬‬ ‫‪%6 19 %71 223 %14 45‬‬ ‫حضري‬
‫‪36 %0 0 %0 0 %0 0 %25 9 %56‬‬ ‫‪20 %19‬‬ ‫‪7‬‬ ‫شبه حضري‬ ‫السكن‬
‫‪21 %0 0 %0 0 %29 6‬‬ ‫‪%0 0 %71‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ريفي‬
‫‪222 %2 8 %1 3 %6 24‬‬ ‫‪%8 28 %69 258 %14 52‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪241‬‬
‫متغريات‬
‫يوضح اجلدول املرّكب رقم ‪ ،21‬دور صحافة املواطن يف تشكيل الرأي العام حسب ّ‬ ‫ّ‬
‫حد‬
‫الدراسة فكل من الذكور واإلناث على ّ‬ ‫متغري اجلنس مل يؤثر على نتائج ّ‬
‫الدراسة‪ ،‬نالحظ أ ّن ّ‬
‫السواء وبنسب متقاربة يوافقون على كون صحافة املواطن تساهم يف تشكيل الرأي العام‪%66 ،‬‬
‫جدا‪ ،‬لدى كل‬ ‫سجلناها يف خانة املوافق ّ‬
‫بالنسبة للذكور و‪ %71‬بالنسبة لإلناث‪ ،‬ثاين أعلى النسب ّ‬
‫حد السواء‪ %19 ،‬بالنسبة للذكور‪ ،‬و‪ %12‬بالنسبة لإلناث‪ ،‬أما أدىن‬ ‫من الذكور واإلناث على ّ‬
‫فسجلناها يف خانة عدم املوافقة لكال اجلنسني‪ %9 ،‬بالنسبة للذكور‪ ،‬و‪ 9%‬بالنسبة لإلناث‪.‬‬
‫النسب ّ‬
‫ملتغري السن فنالحظ أن كل الفئات العمرية أمجعت على أ ّن صحافة املواطن تساهم يف‬
‫بالنسبة ّ‬
‫سجلنا أعلى النسب يف خانة املوافقة من ‪ %50‬إىل ‪ ،%75‬ومن هنا‬ ‫تشكيل الرأي العام‪ ،‬حيث ّ‬
‫متغري السن مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪.‬‬
‫نستنتج أ ّن ّ‬
‫املستوى التعليمي هو اآلخر مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فكل املبحوثني باختالف‬
‫مستوياهتم العلمية من ليسانس ماسرت ودكتوراه أمجعوا على أ ّن صحافة املواطن تساهم يف تشكيل‬
‫سجلنا يف خانة املوافقة النسب التالية‪ %70 ،‬ليسانس‪%66 ،‬‬ ‫الرأي العام وبأعلى النسب‪ ،‬حيث ّ‬
‫ماسرت و‪ %81‬دكتوراه‪ ،‬وهي أعلى نسبة‪.‬‬
‫متغري مصدر الدخل مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬حيث نالحظ من خالل اجلدول أ ّن كل‬ ‫ّ‬
‫العيّنة املبحوثة أمجعت باملوافقة وبأعلى النسب على أ ّن صحافة املواطن تساهم يف تشكيل الرأي العام‪،‬‬
‫الدخل‪ ،‬و ‪ %73‬بالنسبة للذين ال ميلكون مصدر‬ ‫قدرت بـ ‪ %68‬بالنسبة لذوي مصدر ّ‬ ‫حيث ّ‬
‫دخل‪.‬‬
‫متغري مكان اإلقامة أو السكن هو أيضا مل يؤثّر على إجابات املبحوثني‪ ،‬الذين أمجعوا وبأعلى‬
‫ّ‬
‫النسب على كون صحافة املواطن تساهم يف تشكيل الرأي العام‪ ،‬وتراوحت النسب ما بني ‪%71‬‬
‫حتصلنا على نفس النسبة‬
‫للحضري‪ %56 ،‬لشبه احلضري و‪ %71‬أيضا للريفي‪ ،‬حيث نالحظ أننا ّ‬
‫بني احلضري والريفي‪ ،‬مما جيعلنا جنزم أ ّن مكان اإلقامة سواء كان حضري أو ريفي فهو ال يؤثّر إطالقا‬
‫توجه املبحوثني‪.‬‬
‫على ّ‬
‫نستنتج من خالل املعطيات السابقة أ ّن صحافة املواطن تساهم يف تشكيل الرأي العام‪ ،‬ويف‬
‫سياق طبيعة العالقة بني صحافة املواطن والرأي العام فإنه ميكن القول أن صحافة املواطن قلبت مفهوم‬
‫غريهتا كليّا‪ ،‬حيث كان‬
‫االعالم رأسا على عقب‪ ،‬وأسقطت كثريا من النظريات‪ ،‬أو على أقل تقدير ّ‬

‫‪242‬‬
‫املفهوم األساسي لالعالم هو قيام املؤسسات االعالمية بتوفري املواد االخبارية واملعلوماتية للجمهور‪ ،‬أما‬
‫اآلن فاجلمهور أصبح هو من يعطي اجلمهور‪ ،‬بل هو من يعطي وسائل االعالم أيضا‪ ،‬وقد زاد هذا‬
‫العطاء فيما يبدو حىت بدأ حيرج وسائل االعالم التقليدية‪ ،‬وقد اعرتفت العديد من وسائل االعالم‬
‫التقليدية العريقة أّنا هتتم مبتابعة ما ينشره املواطنون للحصول على شهاداهتم وما اتقطته عدساهتم‬
‫باالضافة اىل ما تتابعه مباشرة من موقع احلدث‪.1‬‬

‫‪ّ 1‬نا السيد عبد املعطي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.212 :‬‬

‫‪243‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :11‬صحافة المواطن كإعالم بديل حسب متغيّرات الدراسة‬

‫تعترب صحافة املواطن مبثابة اعالم بديل لالعالم التقليدي‬


‫اجملموع‬ ‫لست موافقا بدون‬
‫ال أدري لست موافق‬ ‫موافق‬ ‫موافق جدا‬
‫إجابة‬ ‫ابدا‬
‫ذكر ‪114 %0 0 %7 9 %22 25 %16 18 %38 43 %17 19‬‬
‫اجلنس‬
‫أنثى ‪259 %2 5 %9 22 %33 86 %15 39 %32 85 %9 22‬‬
‫اجملموع ‪222 %2 5 %8 31 %30 111 %15 57 %34 128 %11 41‬‬
‫‪188 %1 2 %8 15 %24 45 %24 45 %35 65 %8 16 11 _ 21‬‬
‫‪116 %2 3 %9 10 %31 36 %7 8 %36 42 %15 17 12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%0 0 %9 4 %44 20 %9 4 %29 13 %9 4 21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%0 0 %8 2 %42 10 %0 0 %33 8‬‬ ‫‪%17 4 22 _ 22‬‬
‫اجملموع ‪222 %2 5 %8 31 %30 111 %15 57 %34 128 %11 41‬‬
‫ليسانس ‪180 %1 2 %6 10 %21 38 %24 43 %39 71 %9 16‬‬
‫املستوى‬
‫ماسرت ‪156 %0 0 %12 19 %37 57 %8 12 %30 47 %13 21‬‬
‫التعليمي‬
‫‪37‬‬ ‫دكتوراه ‪%8 3 %5 2 %43 16 %5 2 %28 10 %11 4‬‬
‫اجملموع ‪222 %2 5 %8 31 %30 111 %15 57 %34 128 %11 41‬‬
‫نعم ‪314 %1 2 %7 22 %29 90 %14 43 %37 118 %12 39‬‬
‫مصدر الدخل‬
‫‪59‬‬ ‫ال ‪%5 3 %15 9 %36 21 %24 14 %17 10 %3 2‬‬
‫اجملموع ‪222 %2 5 %8 31 %30 111 %15 57 %34 128 %11 41‬‬
‫حضري ‪316 %1 2 %8 27 %29 91 %15 49 %35 110 %12 37‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪%8 3 %6 2 %44 16 %11 4 %25 9‬‬ ‫السكن شبه حضري ‪%6 2‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪%0 0 %10 2 %19 4‬‬ ‫‪%19 4 %42 9‬‬ ‫ريفي ‪%10 2‬‬
‫اجملموع ‪222 %2 5 %8 31 %30 111 %15 57 %34 128 %11 41‬‬

‫‪244‬‬
‫متغريات الدراسة‪،‬‬
‫يوضح اجلدول املرّكب رقم ‪ 22‬اعتبار صحافة املواطن كإعالم بديل حسب ّ‬ ‫ّ‬
‫متغري اجلنس نسبا متقاربة يف اإلجابات بني الذكور واإلناث بني املوافقة وعدم املوافقة‬ ‫حيث يُظهر لنا ّ‬
‫على اعتبار صحافة املواطن مبثابة إعالم بديل لإلعالم التقليدي‪ %21 ،‬من املوافقة بالنسبة للذكور‬
‫و‪ %21‬بالنسبة لإلناث‪ ،‬وتقريبا نفس النسب بالنسبة لعدم املوافقة ‪ %11‬للذكور‪ ،‬و‪ %22‬بالنسبة‬
‫متغري اجلنس مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪.‬‬
‫لإلناث‪ ،‬ومنه نستنتج أ ّن ّ‬
‫سجل نوعا من التباين الطفيف يف اإلجابات‪ ،‬فالفئة العمرية األوىل ‪11 _ 21‬‬ ‫متغري السن ّ‬‫ّ‬
‫سنة توافق على اعتبار صحافة املواطن مبثابة اإلعالم البديل بنسبة ‪ ، %29‬وال توافق بنسبة ‪،%11‬‬
‫ونفس النسبة أي ‪ %11‬يف اخلانة "ال أدري" مما جيعلنا نستنتج أ ّن هذه الفئة العمرية مل حتسم أمرها يف‬
‫ترجح إىل اعتبارها كذلك‪ ،‬نفس‬ ‫اعتبار صحافة املواطن بديال عن اإلعالم التقليدي‪ ،‬ولكن الك ّفة ّ‬
‫املالحظة بالنسبة للفئة العمرية الثانية‪ ،‬أما الفئة العمرية الثالثة وهي صانعة الفرق ‪ 21 _ 11‬سنة‪،‬‬
‫قدرت بـ ‪،%11‬‬ ‫فهي ال توافق على اعتبار صحافة املواطن مبثابة اإلعالم البديل بأعلى نسبة واليت ّ‬
‫سجلناها بالنسبة للفئة العمرية ‪ 22 _ 22‬سنة وذلك بنسبة ‪.%11‬‬ ‫نفس املالحظة ّ‬
‫ومنه نستنتج أ ّن السن قد أثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فكلّما زاد سن املبحوث زاد اعتقاده بأ ّن‬
‫صحافة املواطن ال ميكن أن تكون بديال عن اإلعالم التقليدي‪ ،‬وميكن تفسري ذلك بأنه كلّما زاد‬
‫السن‪ ،‬زاد معه الوعي بأ ّن اإلعالم اهلاوي ال ميكن أن يكون مبثابة اإلعالم احملرتف‪.‬‬
‫سجل تباينا يف إجابات املبحوثني‪ ،‬فأعلى نسبة يف مستوى‬ ‫املستوى التعليمي هو اآلخر ّ‬
‫الليسانس ُس ّجلت يف خانة املوافقة على أ ّن صحافة املواطن تعترب مبثابة إعالم بديل عن اإلعالم‬
‫التقليدي‪ ،‬يف حني بقية املستويات املاسرت والدكتوراه ال توافق على هذا الطرح بأعلى النسب‪ ،‬نستنتج‬
‫منه أنّه كلّما زاد املستوى التعليمي زاد معه الوعي بأ ّن صحافة املواطن اإلعالم الواعي‪ ،‬ال ميكن أن‬
‫يكون مبثابة إعالم بديل لإلعالم التقليد احملرتف‪.‬‬
‫سجل تباينا يف اإلجابات‪ ،‬فاملبحوثني الذين ميلكون مصدر دخل‬ ‫الدخل هو اآلخر ّ‬ ‫مصدر ّ‬
‫يوافقون وبأعلى نسبة ‪ %22‬على أ ّن صحافة املواطن ميكن أن تكون مبثابة إعالم بديل عن اإلعالم‬
‫التقليدي‪ ،‬يف حني أن املبحوثني الذين ال ميلكون مصدر دخل فال يوافقون على ذلك بأعلى نسبة‬
‫وهي ‪.%24‬‬
‫ميكن تفسري هذه النتائج بكون أصحاب مصدر الدخل تتوفّر هلم إمكانية االشرتاك باالنرتنت‬
‫مما جيعلهم يعتربوّنا مبثابة البديل عن وسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬يف حني أن الذين ال ميلكون مصدر‬
‫‪245‬‬
‫دخل ال ميكنهم االشرتاك باالنرتنت فبالتايل ال جيدون البديل‪ ،‬وبالتايل ال يعتربون صحافة املواطن مبثابة‬
‫البديل عن اإلعالم التقليدي‪.‬‬
‫سجل تباينا يف اإلجابات‪ ،‬فكل من سكان احلضري والريفي‬ ‫السكن أو مكان اإلقامة أيضا ّ‬
‫أمجعوا على أ ّن صحافة املواطن ميكن أن تكون بديال عن اإلعالم التقليدي وذلك بأعلى النسب‬
‫‪ %29‬و‪ %11‬على التوايل وبالرتتيب‪ ،‬يف حني أن سكان املناطق شبه احلضرية فال يوافقون على أن‬
‫تكون صحافة املواطن مبثابة اإلعالم البديل عن اإلعالم التقليدي‪.‬‬
‫احملصل عليها أ ّن مستقبل صحافة املواطن يدفع إىل التقارب بني‬ ‫نستنتج من خالل البيانات ّ‬
‫وسائل االتصال‪ ،‬فوسائل اإلعالم أصبحت تتقارب وتتكامل من دون أن تنفي إحداها األخرى‪ ،‬وهذا‬
‫التقارب حيدث مع ارتفاع درجة توافر املعلومات‪ ،‬وتيسري بثها واحلصول عليها‪ ،‬وارتفاع درجة التنافسية‬
‫بني الوسائل اإلعالمية املهنية وغري املهنية يف ما يتعلق بالتعاطي مع احلدث واملصداقية‪.‬‬
‫إن صحافة املواطن لن تلغي اإلعالم التقليدي‪ ،‬بل ستكون املكمل لدوره‪ ،‬والدليل على ذلك‬
‫أن كال من اإلذاعة والتلفزيون والصحيفة واإلنرتنت مل يؤثر أحدها يف موقع اآلخر‪ ،‬بل على العكس‬
‫من ذلك حتول الواقع اإلعالمي إىل ما ميكن تسميته اإلعالم املندمج الشامل‪ ،‬ذلك أن االجتاه هو‬
‫للتكامل وجليل جديد وثقافة أكثر تقدما وعصرية للعمل الصحايف‪ ،‬السيما أن الناشط املعارض‬
‫ومستخدم (تويرت) أو املدون بات كما الكاتب الصحايف يف اجلريدة‪ ،‬يستضاف يف احملطات التلفزيونية‬
‫للوقوف على رأيه والتعليق على حدث ما بعدما صار لرأيه معيار‪.‬‬
‫وعندما ننظر بدقة إىل الصحافة التقليدية املهنية جند أّنا عملت على احنسار الوعي لدى‬
‫املواطنني‪ ،‬وذلك بنشر كل ما يتوافق مع مصاحل السلطات احلاكمة‪ ،‬ويف غالب األحيان سيتعارض مع‬
‫مصاحل املواطنني‪ ،‬من هنا ميكننا اخلروج بفهم واضح‪ ،‬وهو التضليل اإلعالمي يف الصحافة التقليدية اليت‬
‫بدأت تنكشف بفضل املنشورات الصحفية اجلريئة للمواطنني‪.‬‬
‫كما أن صحافة املواطن أّنت احتكار الصحافة التقليدية لألخبار والسبق الصحفي وأصبح‬
‫املواطن العادي يسبق الصحفي التقليدي يف نقل األحداث‪ .‬ومع ذلك تتميز صحافة املواطن من‬
‫خالل أدبياهتا بنقد وسائل اإلعالم التقليدية وتأكيد مقدرهتا على القيام بالوظائف واألدوار ذاهتا‬
‫بشكل خمتلف على مستوى املنهج واخللفية واالحرتافية املهنية‪.‬‬
‫فصحافة املواطن ال تسعى إىل الربح‪ ،‬وذلك انطالقا من رفضها للخلفية املؤسساتية‪ ،‬ورهانات‬
‫اقتصاد السوق‪ ،‬وجند دالالت هذا اخلطاب يف جل افتتاحيات ومواثيق عمل صحافة املواطن‪.‬‬
‫‪246‬‬
‫إن ميدان الصحافة واإلعالم مل يعد حكرا على الصحافة التقليدية بل دخلت إليه صحافة‬
‫املواطنني ما صنع تنوعا كبريا يف املوضوعات واألخبار السيما أن صحافة املواطن لديها اجلرأة يف تناول‬
‫األحداث من وجهة نظر املواطن وليس من وجهة نظر السلطة أو احلكام ‪.‬‬

‫‪247‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :12‬التفاعلية في صحافة المواطن حسب متغيّرات الدراسة‬

‫تزيد صحافة املواطن من املشاركة الفعالة مع اآلخرين والتحاور‬


‫اجملموع‬ ‫لست موافقا بدون‬
‫ال أدري لست موافق‬ ‫موافق‬ ‫موافق جدا‬
‫اجابة‬ ‫ابدا‬
‫‪114 %3 4 %0 0 %2 3 %3 4 %45 51 %47 52‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259 %1 3 %2 4 %2 4 %8 23 %55 143 %32 82‬‬ ‫أنثى‬
‫‪222 %2 7 %1 4 %2 7 %7 27 %52 194 %36 134‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188 %0 0 %0 0 %2 3 %8 16 %47 88 %43 81 11 _ 21‬‬
‫‪116 %2 3 %0 0 %3 4 %10 11 %50 57 %35 41 12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%9 4 %0 0 %0 0 %0 0 %69 31 %22 10 21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%0 0 %17 4 %0 0 %0 0 %75 18 %8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪22 _ 22‬‬
‫‪222 %2 7 %1 4 %2 7 %7 27 %52 194 %36 134‬‬ ‫اجملموع‬
‫ليسانس ‪180 %0 0 %2 4 %0 0 %9 16 %48 87 %41 73‬‬
‫املستوى‬
‫‪156 %0 0 %0 0 %3 5 %7 11 %55 85 %35 55‬‬ ‫ماسرت‬
‫التعليمي‬
‫‪37 %19 7 %0 0 %5 2 %0 0 %60 22 %16 6‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪222 %2 7 %1 4 %2 7 %7 27 %52 194 %36 134‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314 %1 4 %1 4 %2 5 %6 19 %49 152 %41 130‬‬ ‫نعم‬ ‫مصدر‬
‫‪59‬‬ ‫‪%5 3 %0 0 %3 2 %14 8 %71 42 %7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ال‬ ‫الدخل‬
‫‪222 %2 7 %1 4 %2 7 %7 27 %52 194 %36 134‬‬ ‫اجملموع‬
‫حضري ‪316 %2 4 %0 0 %1 3 %5 20 %56 177 %36 112‬‬
‫‪36‬‬ ‫السكن شبه حضري ‪%8 3 %0 0 %12 4 %8 3 %36 13 %36 13‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪%0 0 %19 4 %0 0 %19 4 %19 4 %43 9‬‬ ‫ريفي‬
‫‪222 %2 7 %1 4 %2 7 %7 27 %52 194 %36 134‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪248‬‬
‫متغريات الدراسة‪ ،‬للوهلة‬
‫يوضح اجلدول املرّكب رقم ‪ ،21‬التفاعلية يف صحافة املواطن حسب ّ‬ ‫ّ‬
‫جدا على أ ّن صحافة املواطن تزيد من املشاركة‬
‫األوىل يتّضح لنا أ ّن غالبية العيّنة املدروسة توافق وتوافق ّ‬
‫جدا بأعلى‬‫متغري اجلنس يوافقون ويوافقون ّ‬
‫فكل من الذكور واإلناث يف ّ‬ ‫الفعالة مع اآلخرين والتحاور‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫جدا لدى‬ ‫النسب‪ 99% ،‬هي أعلى نسبة من املوافقة لدى اإلناث‪ ،‬مث تليها نسبة ‪ 12%‬من املوافقة ّ‬
‫متغري اجلنس مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪.‬‬‫ال ّذكور‪ ،‬وهكذا نستنتج أ ّن ّ‬
‫متغري السن هو اآلخر مل يؤثر على إجابات املبحوثني بشكل كبري‪ ،‬فأعلى النسب لدى كل‬ ‫ّ‬
‫الفعالة‬
‫جدا على أ ّن صحافة املواطن تزيد من املشاركة ّ‬ ‫الفئات العمريّة ُس ّجلت يف خانة املوافقة واملوافقة ّ‬
‫مع اآلخرين والتحاور‪ ،‬فنسبة ‪ %29‬من املوافقة وهي أعلى نسبة كانت لدى الفئة العمرية ‪22 _ 22‬‬
‫ثاين أعلى نسبة كانت ‪ %45‬لدى الفئة العمرية ‪ ،21 _ 11‬أما ثالث أعلى نسبة فكانت ‪%91‬‬
‫فسجلت نسبة ‪ %12‬من‬ ‫فكانت لدى الفئة العمرية ‪ ،12 _ 12‬أما الفئة العمرية ‪ّ 11 _ 21‬‬
‫الفعالة مع اآلخرين والتحاور‪.‬‬
‫املوافقة على أ ّن صحافة املواطن تزيد من املشاركة ّ‬
‫املستوى التعليمي أيضا مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فكل من مستوى الليسانس‪ ،‬املاسرت‬
‫الفعالة مع‬
‫جدا وبأعلى النّسب على أ ّن صحافة املواطن تزيد من املشاركة ّ‬ ‫وال ّدكتوراه يوافقون ويوافقون ّ‬
‫متغري‬
‫املتغريات وبأعلى النسب‪ .‬فلم يؤثر ّ‬ ‫سجلنا بالنسبة لباقي ّ‬ ‫اآلخرين والتحاور‪ .‬نفس املالحظة ّ‬
‫متغري مكان اإلقامة على إجابات املبحوثني‪.‬‬‫الدخل وال ّ‬ ‫مصدر ّ‬
‫الفعالة مع‬
‫نستنتج من خالل املعطيات اليت بني أيدينا‪ ،‬أ ّن صحافة املواطن تزيد من املشاركة ّ‬
‫يصب يف صاحل التفاعلية والتشاركية عرب االنرتنت‪ ،‬وال تقتصر تفاعلية صحافة املواطن‬ ‫اآلخرين‪ ،‬وهذا ّ‬
‫على إنتاج رسائل التغذية الراجعة اليت تثري العملية التواصلية‪ ،‬بل تتعداها إىل املشاركة حىت يف غياب‬
‫املتضمنة ملعلومات ومواقف‪ ،‬من خالل مترير رسائل اآلخرين أو االكتفاء بإبداء‬ ‫ِ‬ ‫الرسائل التواصلية‬
‫اإلعجاب أو اختزال املواقف يف اإليقونات املعربة عن انفعاالت أو أشياء ذات داللة مرتبطة مبحتوى‬
‫العملية التواصلية‪ ،‬أو تأتيه جاهزة من جهة ما فيمررها إىل اآلخرين‪.‬‬
‫نستنتج أن صحافة املواطن أتاحت ميزة جعلتها يف موقع الصدارة لدى اجلمهور‪ ،‬وهي ميزة‬
‫التفاعل اآلين واللحظي مع ما ينشر‪ ،‬خبالف اإلعالم التقليدي السمعي والبصري‪ ،‬الذي بدأ يشهد‬
‫تغريات يف هذا اجملال‪ ،‬لكنه مازال دون املستوى يف إتاحة التفاعل السريع من الرأي العام يف ما يقدمه‬
‫من حمتوى‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :13‬صحافة المواطن كمنبر لحرية التعبير حسب متغيّرات‬
‫الدراسة‬

‫تعترب صحافة املواطن منربا من منابر حرية التعبري‬


‫لست‬
‫اجملموع‬ ‫بدون‬
‫موافقا‬ ‫لست موافق‬ ‫ال أدري‬ ‫موافق‬ ‫موافق جدا‬
‫إجابة‬
‫ابدا‬
‫‪114‬‬ ‫‪%2 2 %0 1 %0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%6 7 %53 60 %39 45‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259‬‬ ‫‪%4 10 %0 1 %2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%4 10 %53 138 %37 96‬‬ ‫أنثى‬
‫‪222‬‬ ‫‪%3 12 %0 1 %1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%5 17 %53 198 %38 141‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188‬‬ ‫‪%5 10 %0 0 %3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%2 4 %53 100 %37 69 11 _ 21‬‬
‫‪116‬‬ ‫‪%2 2 %0 0 %0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%6 7 %50 58 %42 49 12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%0 0 %0 0 %0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%4 2 %53 24 %42 19 21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%0 0 %0 0 %0‬‬ ‫‪0 %17 4 %67 16 %17 4‬‬ ‫‪22 _ 22‬‬
‫‪222‬‬ ‫‪%3 12 %0 0 %1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%5 17 %53 198 %38 141‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪180‬‬ ‫‪%6 10 %0 0 %3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ليسانس ‪%6 11 %49 89 %36 65‬‬
‫املستوى‬
‫‪156‬‬ ‫‪%1 2 %0 0 %0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ماسرت ‪%4 6 %54 84 %41 64‬‬
‫التعليمي‬
‫‪37‬‬ ‫‪%0 0 %0 0 %0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫دكتوراه ‪%0 0 %68 25 %32 12‬‬
‫‪222‬‬ ‫‪%3 12 %0 0 %1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%5 17 %53 198 %38 141‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314‬‬ ‫‪%4 12 %0 0 %2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%4 12 %51 159 %40 126‬‬ ‫نعم‬ ‫مصدر‬
‫‪59‬‬ ‫‪%0 0 %0 0 %0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%8 5 %66 39 %25 15‬‬ ‫ال‬ ‫الدخل‬
‫‪222‬‬ ‫‪%3 12 %0 1 %1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%5 17 %53 198 %38 141‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316‬‬ ‫‪%4 12 %0 0 %2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%3 11 %53 166 %39 122‬‬ ‫حضري‬
‫‪36‬‬ ‫‪%0 0 %0 0 %0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫السكن شبه حضري ‪%0 0 %58 21 %42 15‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪%0 0 %0 0 %0‬‬ ‫‪0 %29 6 %52 11 %19 4‬‬ ‫ريفي‬
‫‪222‬‬ ‫‪%3 12 %0 0 %1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%5 17 %53 198 %38 141‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪250‬‬
‫متغريات‬
‫يوضح اجلدول املرّكب رقم ‪ ،22‬كون صحافة املواطن منرب حلرية التعبري حسب ّ‬ ‫ّ‬
‫جدا على كون صحافة املواطن تعترب‬ ‫الدراسة‪ ،‬حيث ُس ّجلت أعلى النسب يف خانيت املوافق واملوافق ّ‬
‫فكل العيّنة املبحوثة سواء‬
‫الدراسة بدون استثناء‪ّ ،‬‬‫متغريات ّ‬‫كل ّ‬‫منربا من منابر حريّة التعبري‪ ،‬وذلك لدى ّ‬
‫جدا‬
‫الدخل أو مكان اإلقامة توافق وتوافق ّ‬ ‫من حيث اجلنس أو السن أو املستوى التعليمي أو مصدر ّ‬
‫على كون صحافة املواطن تعترب منربا من منابر حرية التعبري‪.‬‬
‫املتحصل عليها أ ّن صحافة املواطن تعترب وبال منازع منربا من منابر حرية‬
‫ّ‬ ‫نستنتج من املعطيات‬
‫التعبري‪ ،‬فقد أتاحت الفرصة أمام كثري من الناس يف أرجاء العامل لنشر األخبار وتوضيح احلقائق ونشر‬
‫فأي مواطن‬
‫املعلومات من دون أي رقابة مسبقة أو ملحقة‪ ،‬ما يؤكد أن الصحافة مل تعد مهنة خنبوية‪ّ ،‬‬
‫ميكنه أن يصبح صحفيا‪ ،‬عرب امتالكه لوسائل التكنولوجيا احلديثة اليت تتيح له الدخول إىل شبكة‬
‫اإلنرتنت ‪ .‬ويبدو أن أدوات اإلنرتنت اجلديدة وخدماته شكلت معايري وقيما جديدة‪ ،‬مل تكن مألوفة‬
‫يف هذا الواقع‪ ،‬فقد وفرت فرصة عظيمة للشباب للتحرر من اإلعالم الداخلي أو املوجه‪ ،‬وكذلك‬
‫مالحقة املعلومات يف أي وقت وبكل سهولة ويسر‪.‬‬
‫عدة مناسبات‪ ،‬وذلك من خالل جناحها‬ ‫صحافة املواطن كمنرب من منابر حريّة التعبري ثبتت يف ّ‬
‫وبكل حريّة‪ ،‬بدءا من تفجريات ‪ 22‬سبتمرب ‪1112‬‬ ‫وبروز دورها احملوري يف نقل خفايا أحداث مهمة ّ‬
‫يف الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬مرورا بزلزال تسونامي‪ /‬إندونسيا ‪ 1111‬ومن مث تفجريات مدريد‬
‫‪ 1119‬وصوال إىل االحتجاجات على االنتخابات اإليرانية ‪ 1115‬والثورات العربية ‪ 1122‬وغريها‬
‫الكثري من األحداث‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :14‬صحافة المواطن وصناعة الخبر حسب متغيّرات الدراسة‬
‫تساهم صحافة املواطن يف صنع اخلرب‬

‫لست لست بدون اجملموع‬


‫ال أدري‬ ‫موافق‬ ‫موافق جدا‬
‫موافق موافقا ابدا إجابة‬

‫‪114 %2 3 %0 0 %15 17 %14 15 %35 40 %34 39‬‬ ‫ذكر‬


‫اجلنس‬
‫‪259 %1 3 %2 4 %9 24 %15 38 %60 156 %13 34‬‬ ‫أنثى‬
‫‪222 %2 6 %1 4 %11 41 %14 53 %52 196 %20 73‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188 %3 6 %0 0 %11 21 %14 26 %54 101 %18 34 11 _ 21‬‬
‫‪116 %0 0 %0 0 %12 14 %15 18 %53 61 %20 23 12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45 %0 0 %0 0 %4 2 %16 7 %53 24 %27 12 21 _ 11‬‬
‫‪24 %0 0 %17 4 %17 4 %8 2 %41 10 %17 4 22 _ 22‬‬
‫‪222 %2 6 %1 4 %11 41 %14 53 %52 196 %20 73‬‬ ‫اجملموع‬
‫ليسانس ‪180 %3 6 %2 4 %9 16 %13 24 %52 93 %21 37‬‬
‫املستوى‬
‫ماسرت ‪156 %0 0 %0 0 %14 21 %17 27 %50 78 %19 30‬‬
‫التعليمي‬
‫‪37 %0 0 %0 0 %11 4 %5 2 %68 25 %16 6‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪222 %2 6 %1 4 %11 41 %14 53 %52 196 %20 73‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314 %2 6 %1 4 %11 33 %14 45 %52 164 %20 62‬‬ ‫نعم‬ ‫مصدر‬
‫‪59 %0 0 %0 0 %14 8 %14 8 %53 32 %19 11‬‬ ‫ال‬ ‫الدخل‬
‫‪222 %2 6 %1 4 %11 41 %14 53 %52 196 %20 73‬‬ ‫اجملموع‬
‫حضري ‪316 %2 6 %0 0 %11 35 %15 47 %55 174 %17 54‬‬
‫السكن شبه حضري ‪36 %0 0 %0 0 %11 4 %17 6 %44 16 %28 10‬‬
‫‪21 %0 0 %19 4 %9 2 %0 0 %29 6 %43 9‬‬ ‫ريفي‬
‫‪222 %2 6 %1 4 %11 41 %14 53 %52 196 %20 73‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪252‬‬
‫متغريات الدراسة‪،‬‬
‫يوضح اجلدول املرّكب رقم ‪ ،21‬دور صحافة املواطن يف صناعة اخلرب حسب ّ‬ ‫ّ‬
‫متغري اجلنس مل يؤثر بشكل كبري على إجابات املبحوثني فكل من‬ ‫حيث نالحظ من خالل اجلدول أ ّن ّ‬
‫جدا على أ ّن صحافة املواطن تساهم يف صنع اخلرب‪ ،‬وذلك‬ ‫الذكور واإلناث أمجعوا باملوافقة واملوافقة ّ‬
‫جدا لدى اإلناث‪ ،‬نفس املالحظة‬ ‫بأعلى النسب‪ %41 ،‬موافق لدى الذكور‪ ،‬و‪ %21‬موافق ّ‬
‫جدا وبأعلى النسب على أ ّن صحافة‬ ‫متغري السن‪ ،‬فكل الفئات العمرية توافق وتوافق ّ‬ ‫سجلناها يف ّ‬‫ّ‬
‫املواطن تساهم يف صناعة اخلرب‪ ،‬حيث ُس ّجلت أعلى نسبة يف خانة املوافقة لدى الفئة العمرية ‪_ 21‬‬
‫متغري املستوى التعليمي هو اآلخر مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فكل من‬ ‫‪ 11‬وذلك بـ‪ّ ، %91‬‬
‫جدا وبأعلى النسب على أ ّن صحافة املواطن‬ ‫طلبة الليسانس واملاسرت والدكتوراه يوافقون ويوافقون ّ‬
‫تساهم يف صناعة اخلرب‪ ،‬وقد ُس ّجلت أعلى نسبة يف خانة املوافقة يف مستوى ال ّدكتوراه‪ ،‬بـ ‪.41%‬‬
‫جدا وبأعلى النسب على‬ ‫التوجه‪ ،‬وهو املوافقة واملوافقة ّ‬
‫الدخل الحظنا فيه نفس ّ‬ ‫متغري مصدر ّ‬‫ّ‬
‫جدا‪ %92 ،‬من‬ ‫أ ّن صحافة املواطن تساهم يف صناعة اخلرب‪ ،‬وجتدر اإلشارة إىل أ ّّنا نسب متقاربة ّ‬
‫املوافقة بالنسبة للذين ال ميلكون مصدر دخل‪ ،‬و ‪ %91‬يف خانة املوافقة أيضا بالنسبة للذين ميلكون‬
‫متغري السكن أو مكان اإلقامة هو اآلخر حنى نفس النحو‪ ،‬حيث أنّه مل يؤثر على‬ ‫مصدر دخل‪ّ ،‬‬
‫جدا على أ ّن صحافة املواطن‬
‫تصب يف جمملها يف خانة املوافقة واملوافقة ّ‬ ‫إجابات املبحوثني اليت كانت ّ‬
‫تساهم يف صناعة اخلرب‪.‬‬
‫الدراسة مل تؤثر على إجابات املبحوثني‬‫تغريات ّ‬
‫نستنتج من خالل املعطيات اليت بني أيدينا أ ّن م ّ‬
‫بشدة على أ ّن صحافة املواطن تساهم يف صناعة اخلرب‪ .‬وما يثبت ذلك هو‬ ‫الذين أ ّكدوا وأ ّكدوا ّ‬
‫حماوالت بعض املؤسسات اإلعالمية االستثمار يف صحافة املوطن‪ ،‬فقد سعت إىل إدماج جهود‬
‫املواطنني الذين ميتلكون مواقع وخدمات إخبارية وإعالمية ضمن عمل وبرامج املؤسسات اإلعالمية‬
‫التقليدية‪ ،‬وامتألت شاشات الفضائيات بالصور املنقولة عرب اهلواتف الذكية‪.‬‬
‫نستنتج أيضا أ ّن صحافة املواطن أصبحت مبثابة مطبخ جديد لصناعة وتوليد اخلرب يف خمتلف‬
‫القضايا واملواضيع‪ ،‬وهي أداة فاعلة ال ميكن إغفاهلا‪ ،‬والسيما أّنا تشهد مزيدا من اإلقبال‪ ،‬والداخلني‬
‫اجلدد إليها من اجلمهور مبختلف فئاته وأعماره ومستوياته‪.‬‬

‫‪253‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :15‬صحافة المواطن وكسر حاجز الصمت لدى المواطنين‬

‫تعمل صحافة املواطن على كسر حاجز الصمت لدى املواطن‬


‫اجملموع‬ ‫بدون‬ ‫لست‬
‫لست موافق‬ ‫ال أدري‬ ‫موافق‬ ‫موافق جدا‬
‫موافقا ابدا إجابة‬
‫‪114 %0 0 %0 0 %5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪9 %45 51 %42 48‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259 %2 5 %1 2 %4 10 %6 15 %49 127 %38 100‬‬ ‫أنثى‬
‫‪222 %2 5 %1 2 %4 16 %6 24 %48 178 %39 148‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188 %2 3 %1 2 %2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪6 %52 97 %40 76‬‬ ‫‪11 _ 21‬‬
‫‪116 %2 2 %0 0 %3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%9 10 %45 52 %41 48‬‬ ‫‪12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%0 0 %0 0 %0‬‬ ‫‪0 %18 8 %42 19 %40 18‬‬ ‫‪21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%0 0 %0 0 %25 8‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0 %42 10 %33‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪22 _ 22‬‬
‫‪222 %2 5 %1 2 %4 16 %6 24 %48 178 %39 148‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪180 %2 3 %1 2 %4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪9 %42 76 %46 82‬‬ ‫ليسانس‬
‫املستوى‬
‫‪156 %1 2 %0 0 %3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪6 %59 92 %33 52‬‬ ‫ماسرت‬
‫التعليمي‬
‫‪37‬‬ ‫‪%0 0 %0 0 %11 4 %24 9 %27 10 %38 14‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪222 %2 5 %1 2 %4 16 %6 24 %48 178 %39 148‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314 %2 5 %1 2 %4 14 %4 14 %46 144 %43 135‬‬ ‫نعم‬ ‫مصدر‬
‫‪59‬‬ ‫‪%0 0 %0 0 %3‬‬ ‫‪2 %17 10 %58 34 %22 13‬‬ ‫ال‬ ‫الدخل‬
‫‪222 %2 5 %1 2 %4 16 %6 24 %48 178 %39 148‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316 %2 5 %1 2 %3 10 %5 17 %48 153 %41 129‬‬ ‫حضري‬
‫‪36‬‬ ‫‪%0 0 %0 0 %6‬‬ ‫‪2 %19 7 %36 13 %39 14‬‬ ‫شبه حضري‬ ‫السكن‬
‫‪21‬‬ ‫‪%0 0 %0 0 %19 4‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0 %57 12 %24‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ريفي‬
‫‪222 %2 5 %1 2 %4 16 %6 24 %48 178 %39 148‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪254‬‬
‫يوضح اجلدول املرّكب رقم ‪ ،29‬دور صحافة املواطن يف كسر حاجز الصمت لدى املواطنني‪،‬‬ ‫ّ‬
‫حد‬
‫كال من الذكور واإلناث على ّ‬ ‫متغري اجلنس أ ّن ّ‬
‫الدراسة‪ ،‬حيث نالحظ من خالل ّ‬ ‫متغريات ّ‬
‫حسب ّ‬
‫بشدة على أ ّن صحافة املواطن تعمل على كسر حاجز الصمت لدى املواطن‪،‬‬ ‫السواء يوافقون ويوافقون ّ‬
‫وذلك بأعلى النّسب‪ ،‬حيث ُس ّجلت نسبة ‪ %15‬يف خانة املوافقة كأعلى نسبة لدى اإلناث‪ ،‬مث‬
‫سجل أعلى النسب يف خانة املوافقة‬ ‫متغري السن هو اآلخر ّ‬‫الذكور بنسبة ‪ %19‬يف نفس اخلانة‪ّ ،‬‬
‫قدرت أعلى نسبة‬ ‫بشدة على أ ّن صحافة املواطن كسرت حاجز الصمت لدى املواطن‪ ،‬وقد ّ‬ ‫واملوافقة ّ‬
‫لدى الفئة العمرية ‪ 11 _ 21‬بـ ‪ %91‬مثّ تلتها باقي الفئات العمرية بنفس النسب تقريبا‪.‬‬
‫متغري املستوى التعليمي هو اآلخر مل يؤثر على إجابات املبحوثني حيث أمجعوا وبأعلى النسب‬ ‫ّ‬
‫قدرت‬‫بشدة‪ّ ،‬‬‫على أن صحافة املواطن تعمل على كسر حاجز الصمت لدى املواطن‪ ،‬باملوافقة واملوافقة ّ‬
‫جدا‬
‫أعلى نسبة بـ ‪ %95‬يف خانة املوافقة لدى مستوى املاسرت‪ ،‬مث تلتها نسبة ‪ %14‬يف خانة املوافقة ّ‬
‫بشدة‪.‬‬
‫لدى مستوى الليسانس‪ ،‬مث نسبة ‪ %21‬لدى مستوى الدكتوراه‪ ،‬يف خانة املوافقة ّ‬
‫بشدة على أ ّن صحافة‬ ‫سجل أعلى النسب أيضا يف خانة املوافقة واملوافقة ّ‬ ‫الدخل ّ‬‫مصدر ّ‬
‫قدرت أعلى نسبة بـ‪ %91‬لدى‬ ‫املواطن تعمل على كسر حاجز الصمت لدى املواطن‪ ،‬حيث ّ‬
‫املبحوثني الذين ال ميلكون مصدر دخل يف خانة املوافقة‪ ،‬مث تلتها نسبة ‪ %14‬لدى املبحوثني الذين‬
‫ميلكون مصدر دخل‪ ،‬يف خانة املوافقة أيضا‪ .‬وجتدر اإلشارة هنا أ ّن ثاين أعلى النسب ُس ّجلت يف خانة‬
‫بشدة على أ ّن صحافة املواطن تعمل على كسر حاجز الصمت لدى املواطنني‪.‬‬ ‫املوافقة ّ‬
‫بشدة على أ ّن صحافة‬ ‫سجل نسبا متقاربة يف كل من خانيت املوافقة واملوافقة ّ‬ ‫متغري السكن ّ‬
‫ّ‬
‫قدرت أعلى نسبة بـ ‪ %92‬يف خانة‬ ‫املواطن تعمل على كسر حاجز الصمت لدى املواطن‪ ،‬حيث ّ‬
‫املوافقة لدى العيّنة املبحوثة اليت تسكن يف الريف‪ ،‬ثاين أعلى نسبة كانت ‪ُ %11‬س ّجلت يف خانة‬
‫جدا‪.‬‬
‫املوافقة لدى سكان احلضر‪ ،‬ويف األخري نسبة ‪ %25‬لدى سكان الشبه حضري يف خانة املوافقة ّ‬
‫نستنتج من خالل املعطيات السابقة أ ّن صحافة املواطن وبأعلى النّسب تعمل على كسر‬
‫حاجز الصمت لدى املواطنني‪ ،‬و ّأّنا استطاعت أن تطرح القضايا اليت أُقصيت من دوائر اهتمام‬
‫الرمسي وأن الفرد أو املواطن مل يعد لديه حاجز الصمت وال خيشى الوقوع يف دوامته لِ َـما توفّره‬‫اإلعالم ّ‬
‫تكنولوجيات االتصال احلديثة من حرية للتعبري والتدوين والنشر‬

‫‪255‬‬
‫فعالة في التعبير عن الرأي الخاص‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :16‬صحافة المواطن كأداة ّ‬
‫حسب متغيّرات ال ّدراسة‬

‫تعترب صحافة املواطن أداة فعالة يف التعبري عن رأيي اخلاص‬


‫اجملموع‬ ‫بدون‬ ‫لست‬
‫لست موافق‬ ‫ال أدري‬ ‫موافق‬ ‫موافق جدا‬
‫إجابة‬ ‫موافقا أبدا‬
‫‪114 %0 0 %0 1 %9 10 %11 13 %50 57 %30 34‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259 %2 6 %0 1 %12 30 %10 27 %49 126 %27 70‬‬ ‫أنثى‬
‫‪222 %1 6 %0 1 %11 40 %11 40 %49 183 %28 104‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188 %0 0 %0 1 %5 9 %8 16 %56 105 %31 58 11 _ 21‬‬
‫‪116 %5 6 %0 1 %12 14 %14 16 %36 42 %33 38 12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%0 0 %0 1 %29 13 %18 8 %44 20 %9‬‬ ‫‪4 21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%0 0 %0 1 %16 4 %0 0 %68 16 %16 4 22 _ 22‬‬
‫‪222 %1 6 %0 1 %11 40 %11 40 %49 183 %28 104‬‬ ‫اجملموع‬
‫ليسانس ‪180 %0 0 %0 1 %5 10 %9 16 %56 100 %30 54‬‬
‫املستوى‬
‫ماسرت ‪156 %1 2 %0 1 %14 21 %13 20 %44 69 %28 44‬‬
‫التعليمي‬
‫‪37 %11 4 %0 1 %24 9 %11 4 %38 14 %16 6‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪222 %1 6 %0 1 %11 40 %11 40 %49 183 %28 104‬‬ ‫اجملموع‬
‫نعم ‪314 %1 4 %0 1 %10 32 %9 28 %50 157 %30 93‬‬
‫مصدر الدخل‬
‫‪59‬‬ ‫‪%3 2 %0 1 %14 8 %20 12 %44 26 %19 11‬‬ ‫ال‬
‫‪222 %1 6 %0 1 %11 40 %11 40 %49 183 %28 104‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316 %2 6 %0 1 %10 33 %9 28 %51 160 %28 89‬‬ ‫حضري‬
‫‪36‬‬ ‫السكن شبه حضري ‪%0 0 %0 1 %14 5 %22 8 %36 13 %28 10‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪%0 0 %0 1 %9 2 %19 4 %48 10 %24 5‬‬ ‫ريفي‬
‫‪222 %1 6 %0 1 %11 40 %11 40 %49 183 %28 104‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪256‬‬
‫فعالة يف التعبري عن الرأي اخلاص‬ ‫يوضح اجلدول املرّكب رقم ‪ ،24‬دور صحافة املواطن كأداة ّ‬ ‫ّ‬
‫متغري اجلنس مل يؤثر على إجابات املبحوثني الذين أمجعوا‪،‬‬‫الدراسة‪ ،‬حيث نالحظ ا ّن ّ‬ ‫متغريات ّ‬
‫حسب ّ‬
‫قدرت أعلى نسبة بـ‬ ‫فعالة يف التعبري عن الرأي‪ ،‬حيث ّ‬ ‫ذكورا وإناثا‪ ،‬على أ ّن صحافة املواطن تعترب أداة ّ‬
‫‪ُ ،%91‬س ّجلت يف خانة املوافقة لدى ال ّذكور‪ ،‬مث تلتها نسبة ‪ ،%15‬كثاين أعلى نسبة ُس ّجلت يف‬
‫جدا"‬
‫خانة املوافقة لدى اإلناث‪ ،‬وجتدر اإلشارة إىل أ ّن ثاين أعلى النّسب ُس ّجلت يف خانة "موافق ّ‬
‫حد السواء‪.‬‬‫لدى كل من الذكور واإلناث على ّ‬
‫سجل أعلى النسب يف خانة املوافقة على أ ّن صحافة املواطن تعترب أداة‬ ‫متغري السن هو اآلخر ّ‬‫ّ‬
‫قدرت أعلى نسبة بـ ‪ ،%41‬لدى الفئة العمرية ‪22 _ 22‬‬ ‫ف ّعالة يف التعبري عن الرأي اخلاص‪ ،‬حيث ّ‬
‫سنة‪ ،‬مث تلتها نسبة ‪ ،%94‬لدى الفئة العمرية األوىل ‪ 11 _ 21‬سنة‪ ،‬مث باقي الفئات العمرية‪.‬‬
‫ملتغري املستوى التعليمي ومصدر الدخل وكذا مكان اإلقامة‪،‬‬ ‫سجلناها بالنسبة ّ‬ ‫نفس املالحظة ّ‬
‫فعالة يف‬
‫بشدة على أ ّن صحافة املواطن تعترب أداة ّ‬
‫سجلت أعلى النسب يف خانة املوافقة واملوافقة ّ‬ ‫حيث ّ‬
‫التعبري عن الرأي اخلاص‪.‬‬
‫فعالة يف التعبري عن‬‫نستنتج من خالل معطيات اجلدول على أ ّن صحافة املواطن تعترب أداة ّ‬
‫الدراسة‪ ،‬وميكن القول أ ّّنا أصبحت مؤشر الجتاهات‬ ‫متغريات ّ‬
‫الرأي اخلاص باإلمجاع وحسب خمتلف ّ‬
‫الرأي العام فهي توفر وبشكل ظاهر وعلين سريع‪ ،‬ما يقبله اجملتمع وما يرفضه الناس يف حلظة تارخيية‬
‫معينة‪ .‬قد يكون هذا الرفض أو القبول ذا خلفية سياسية أو منتج جديد أو توجه يف منط احلياة‬
‫والعيش‪ .‬لقد بات ما هو مقبول يف صحافة املواطن مقبوال يف اجملتمع الواقعي‪ .‬هكذا‪ ،‬على الصحفي‬
‫تد َاول داخل شبكات التواصل االجتماعي واليت باتت تسهم يف تأطري‬ ‫أن يراعي اليوم ما يدور ويُ َ‬
‫األحداث من عدة زاويا‪ ،‬فهو مطالب بتتبع اجتاهات الرأي العام االفرتاضي وميوالته حىت ال يكون يف‬
‫تعارض مع ما يستجد داخل هذا الفضاء الذي يعج يوميًّا وحلظة بعد حلظة بالعديد من التعبريات ذات‬
‫اخللفية السياسية والثقافية واالجتماعية وحىت فيما يتصل بالذوق‪ ،‬واللباس وكل ما له صلة حبياة الناس‬
‫نشر الختبار رد‬
‫اليومية بكل تفاصيلها‪ .‬لقد أصبحت‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬بعض التدوينات يف تويرت تُ َ‬
‫فعل املتلقي‪ ،‬أي القبول أو الرفض للخرب‪ ،‬للمنتج أو للفكرة أو للرأي املعروض على شبكات التواصل‬
‫االجتماعي ومدى تقبل الناس له‪.‬‬

‫‪257‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :11‬صحافة المواطن مصدر موثوق للمعلومة‪،‬‬
‫حسب متغيّرات ال ّدراسة‬

‫تعترب صحافة املواطن مصدرا موثوقا للمعلومة‬


‫اجملموع‬ ‫لست موافقا‬
‫ال أدري لست موافق‬ ‫موافق‬ ‫موافق جدا‬
‫ابدا‬
‫‪114 %28 32 %59 67 %5 6 %6 7 %2 2‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259 %27 71 %51 131 %19 50 %3 7 %0 0‬‬ ‫أنثى‬
‫‪222 %28 103 %52 198 %15 56 %4 14 %1 2‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188 %33 62 %48 90 %18 34 %1 2 %0 0 11 _ 21‬‬
‫‪116 %18 21 %59 69 %14 16 %9 10 %0 0 12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%27 12 %60 27 %9 4 %0 0 %4 2 21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%34 8 %50 12 %8 2 %8 2 %0 0 22 _ 22‬‬
‫‪222 %28 103 %52 198 %15 56 %4 14 %1 2‬‬ ‫اجملموع‬
‫ليسانس ‪180 %31 56 %48 86 %20 36 %1 2 %0 0‬‬
‫املستوى‬
‫‪156 %30 47 %55 87 %7 10 %7 10 %1 2‬‬ ‫ماسرت‬
‫التعليمي‬
‫‪37‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫دكتوراه ‪0 %68 25 %27 10 %5 2 %0 0‬‬
‫‪222 %28 103 %52 198 %15 56 %4 14 %1 2‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314 %25 79 %53 167 %17 54 %4 12 %1 2‬‬ ‫نعم‬ ‫مصدر‬
‫‪59‬‬ ‫‪%41 24 %53 31 %3 2 %3 2 %0 0‬‬ ‫ال‬ ‫الدخل‬
‫‪222 %28 103 %52 198 %15 56 %4 14 %1 2‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316 %26 83 %53 168 %17 54 %3 9 %1 2‬‬ ‫حضري‬
‫‪36‬‬ ‫السكن شبه حضري ‪%25 9 %61 22 %6 2 %8 3 %0 0‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪%52 11 %38 8 %0 0 %10 2 %0 0‬‬ ‫ريفي‬
‫‪222 %28 103 %52 198 %15 56 %4 14 %1 2‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪258‬‬
‫متغريات‬
‫يوضح اجلدول املرّكب رقم ‪ ،22‬صحافة املواطن كمصدر موثوق للمعلومة‪ ،‬حسب ّ‬ ‫ّ‬
‫متغري اجلنس مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فكل من الذكور واإلناث‬ ‫الدراسة حيث نالحظ أ ّن ّ‬ ‫ّ‬
‫أمجعوا بعدم املوافقة‪ ،‬وعدم املوافقة إطالقا على اعتبار صحافة املواطن مصدرا موثوقا للمعلومة‪ ،‬وقد‬
‫ُس ّجلت أعلى نسبة يف خانة عدم املوافقة لدى الذكور ‪ ،%95‬مث تلتها نسبة ‪ %92‬لدى اإلناث‪،‬‬
‫وجتدر اإلشارة أنّه ُس ّجلت نسب معترب يف خانة عدم املوافقة أبدا على اعتبار صحافة املواطن مصدرا‬
‫موثوقا للمعلومة‪.‬‬
‫ملتغري السن‪ ،‬حيث أمجعت كل الفئات العمرية دون استثناء على عدم‬ ‫نفس املالحظة بالنسبة ّ‬
‫املوافقة وعدم املوافقة املطلقة بأعلى النسب على اعتبار صحافة املواطن مصدرا موثوقا للمعلومات‪ ،‬وقد‬
‫ُس ّجلت أعلى نسبة يف خانة عدم املوافقة لدى الفئة العمرية الثالثة ‪ 21 _ 11‬سنة بـ ‪.%41‬‬
‫متغري املستوى التعليمي هو اآلخر مل يؤثر على إجابات املبحوثني الذين أمجعوا على اختالف‬ ‫ّ‬
‫مستوياهتم العلمية على عدم املوافقة‪ ،‬وعدم املوافقة املطلقة على اعتبار صحافة املواطن مصدرا موثوقا‬
‫للمعلومة‪ ،‬حيث ُسجلت أعلى نسبة بـ ‪ %41‬لدى مستوى ال ّدكتوراه يف خانة عدم املوافقة‪ ،‬مثّ تلتها‬
‫نسبة ‪ %99‬لدى مستوى املاسرت و‪ %11‬لدى مستوى الليسانس‪ ،‬وجتدر اإلشارة هنا أ ّن ثاين أعلى‬
‫سجلت يف خانة عدم املوافقة أبدا وذلك بنسبة ‪ %22‬و‪ %21‬بالنسبة ملستوى الليسانس‬ ‫النسب ّ‬
‫واملاسرت على التوايل‪.‬‬
‫الدخل مل يؤثّر على إجابات املبحوثني اليت صبّت يف جمملها يف خانة عدم املوافقة‪،‬‬ ‫مصدر ّ‬
‫وعدم املوافقة املطلقة على اعتبار صحافة املواطن مصدرا موثوقا للمعلومة‪ ،‬وذلك بأعلى النسب‪ ،‬حيث‬
‫حد السواء‬‫سجلت أعلى نسبة لدى املبحوثني الذين ميلكون والذين ال ميلكون صدر دخل على ّ‬ ‫ّ‬
‫سجلت لدى املبحوثني الذين ال ميلكون مصدر دخل بـ‬ ‫وقدرت بـ ‪ ،%92‬أما ثاين أعلى نسبة فقد ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ %41‬وذلك بعدم املوافقة أبدا على اعتبار صحافة املواطن مصدرا موثوقا للمعلومة‪.‬‬
‫متغري مكان اإلقامة هو اآلخر مل يؤثّر على إجابات املبحوثني الذين أمجعوا وبأعلى النسب‬ ‫ّ‬
‫على عدم املوافقة‪ ،‬وعدم املوافقة املطلقة على اعتبار صحافة املواطن مصدرا موثوقا للمعلومة‪ ،‬وقد‬
‫ُس ّجلت أعلى نسبة لدى القاطنني يف شبه احلضري ‪ %61‬يف خانة عدم املوافقة‪ ،‬مث تلتها نسبة ‪%92‬‬
‫الريف فال يوافقون أبدا بأعلى نسبة على اعتبار صحافة‬
‫لدى القاطنني يف احلضري‪ ،‬أما القاطنني يف ّ‬
‫املواطن مصدرا موثوقا للمعلومة بـ ‪.%91‬‬

‫‪259‬‬
‫نستنتج من املعطيات السابقة أ ّن املبحوثني على اختالف جنسهم سنّهم ومستواهم التعليمي‬
‫ومصدر دخلهم ومكان إقامتهم ال يوافقون‪ ،‬وال يوافقون إطالقا على اعتبار صحافة املواطن مصدرا‬
‫موثوقا للمعومة‪.‬‬
‫للبت يف املوثوق وغري املوثوق من املعلومات‬
‫املؤهل ِّ‬
‫نذكر مبن هو َّ‬‫وأمام هذا السؤال‪ ،‬علينا أن ِّ‬
‫واألخبار‪ ،‬ومن هنا نستنتج أن عملية غربلة األخبار وترتيبها ونشرها ال ميكن أن تكون إال من داخل‬
‫النسق الفكري للجسم الصحفي التقليدي والقائم على قواعد كالسيكية تتمثل يف القيم األخالقية‬
‫الصحفية من موضوعية ومصداقية حىت وإن استعان يف ذلك بصحافة املواطن وبشبكات التواصل‬
‫االجتماعي كمعطى تقين وسوسيولوجي أكثر حتررية ال ميكن جتاهله‪.‬‬
‫إ ّن منطلق اخلرب يقوم على قاعدة أن املواطن هو الذي يذهب إليه وأنه توجد مؤسسة تسهر‬
‫على غربلة وتدقيق األخبار ونشرها أي بعبارة أوضح‪ :‬على عرض وطلب‪ .‬يف شبكات التواصل‬
‫االجتماعي‪ ،‬فإن املواطن ال يطلب األخبار بل تأيت إليه‪ ،‬وهو ما يقلب املعادلة الصحيحة لصريورة‬
‫نشر على شبكات التواصل االجتماعي أو تعليق على‬ ‫األخبار‪ .‬وحري بنا أن نتساءل عن صدقية خرب يُ َ‬
‫حدث ما بالعودة إىل أدبيات أخالقيات العمل اإلعالمي؛ فأثناء احلملة االنتخابات الرئاسية األمريكية‬
‫بني دونالد ترامب وهيالري كلينتون فإن من بني ‪ 11‬خربا األكثر تداوال عرب شبكات التواصل‬
‫االجتماعي اتضح أن ‪ 21‬منها كانت خاطئة‪.1‬‬

‫‪ 1 1‬مجال زرن‪ ،‬اإلعامل التقليدي واجلديد يف سياق متدد اإلعامل ااجلتماعي وشبكاته‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.22 ،‬‬

‫‪260‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :18‬صحافة المواطن واحتكار اإلعالم للمعلومة‪ ،‬حسب‬
‫متغيّرات ال ّدراسة‬

‫تسعى صحافة املواطن إىل إنقاذ اإلعالم من احتكار املعلومة‬


‫اجملموع‬ ‫بدون‬ ‫لست‬
‫لست موافق‬ ‫ال أدري‬ ‫موافق‬ ‫موافق جدا‬
‫إجابة‬ ‫موافقا ابدا‬
‫‪114 %0 0 %2 3 %3 4 %34 39 %51 57 %10 11‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259 %3 7 %5 14 %18 46 %42 108 %26 69 %6 15‬‬ ‫أنثى‬
‫‪222 %2 7 %5 17 %13 50 %39 147 %34 126 %7 26‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188 %3 5 %5 10 %17 32 %49 92 %20 37 %6 12 11 _ 21‬‬
‫‪116 %0 0 %2 3 %3 4 %35 40 %55 63 %5 6‬‬ ‫‪12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%4 2 %4 2 %18 8 %20 9 %45 20 %9 4‬‬ ‫‪21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%0 0 %8 2 %25 6 %25 6 %25 6 %17 4‬‬ ‫‪22 _ 22‬‬
‫‪222 %2 7 %5 17 %13 50 %39 147 %34 126 %7 26‬‬ ‫اجملموع‬
‫ليسانس ‪180 %3 5 %3 5 %14 26 %53 95 %22 39 %5 10‬‬
‫املستوى‬
‫‪156 %1 2 %8 12 %12 18 %26 41 %44 69 %9 14‬‬ ‫ماسرت‬
‫التعليمي‬
‫‪37‬‬ ‫‪%0 0 %0 0 %16 6 %30 11 %49 18 %5 2‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪222 %2 7 %5 17 %13 50 %39 147 %34 126 %7 26‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314 %2 5 %5 17 %13 42 %38 119 %35 109 %7 22‬‬ ‫نعم‬
‫مصدر الدخل‬
‫‪59‬‬ ‫‪%3 2 %0 0 %14 8 %47 28 %29 17 %7 4‬‬ ‫ال‬
‫‪222 %2 7 %5 17 %13 50 %39 147 %34 126 %7 26‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316 %2 7 %5 14 %15 48 %39 123 %32 102 %7 22‬‬ ‫حضري‬
‫‪36‬‬ ‫‪%0 0 %8 3 %6 2 %36 13 %44 16 %6 2‬‬ ‫شبه حضري‬ ‫السكن‬
‫‪21‬‬ ‫‪%0 0 %0 0 %0 0 %52 11 %38 8 %10 2‬‬ ‫ريفي‬
‫‪222 %2 7 %5 17 %13 50 %39 147 %34 126 %7 26‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪261‬‬
‫يوضح اجلدول املرّكب رقم ‪ ،21‬دور صحافة املواطن يف كسر احتكار اإلعالم التقليدي‬ ‫ّ‬
‫متغري اجلنس أثّر على إجابات املبحوثني‪ ،‬ففي‬
‫الدراسة‪ ،‬حيث نالحظ أ ّن ّ‬ ‫متغريات ّ‬
‫للمعلومة‪ ،‬حسب ّ‬
‫حني يوافق الذكور وبأعلى نسبة ‪ %92‬على أ ّن صحافة املواطن تسعى إىل إنقاذ اإلعالم من احتكار‬
‫املعلومة ‪ ،‬جند أن اإلناث ال يدرون إن كانت صحافة املواطن تسعى إىل إنقاذ اإلعالم من احتكار‬
‫قدرت بـ ‪.%11‬‬ ‫يكن قد التزمن احلياد بأعلى نسبة واليت ّ‬
‫املعلومة‪ ،‬وبالتايل ّ‬
‫متغري السن هو اآلخر أثّر على إجابات املبحوثني بني موافق وحيادي (ال يدري) وغري موافق‬ ‫ّ‬
‫على اعتبار أ ّن صحافة املواطن تسعى إىل إنقاذ اإلعالم من احتكار املعلومة‪ ،‬فأعلى نسبة بالنسبة للفئة‬
‫العمرية األوىل ‪ُ 11 _ 21‬س ّجلت يف خانة احلياد (ال أدري) بـ ‪ ،%15‬أما أعلى نسبة بالنسبة للفئة‬
‫فسجلت يف خانة املوافقة على أ ّن صحافة املواطن تسعى إىل إنقاذ اإلعالم‬
‫العمرية الثانية ‪ّ 12 _ 12‬‬
‫سجلت‬‫من احتكار املعلومة بـ ‪ ،%99‬ونفس املالحظة بالنسبة للفئة العمرية الثالثة ‪ ،21 _ 11‬حث ّ‬
‫سجلت أعلى نسبة هلا‬ ‫أعلى نسبة يف خانة املوافقة ‪ّ ،%19‬أما الفئة العمرية األخرية ‪ 22 _ 22‬فقد ّ‬
‫يف كل من خانة املوافقة وعدم املوافقة وكذا يف خانة (ال أدري) بنفس النسبة واليت قُ ّدرت بـ ‪.%19‬‬
‫متغري املستوى التعليمي بني موافق‪ ،‬وحيادي‪ ،‬ولكن رجحت‬ ‫تباينت آراء العيّنة املبحوثة حسب ّ‬
‫الكفة لصاحل املوافقة يف كل من مستوى املاسرت والدكتوراه على أ ّن صحافة املواطن تسعى إىل إنقاذ‬
‫سجلت يف خانة املوافقة ‪،%92‬‬ ‫اإلعالم من احتكار املعلومة‪ ،‬فأعلى نسبة بالنسبة ملستوى الليسانس ّ‬
‫سجلت أعلى نسبة يف خانة ال أدري بالنسبة لكل من مستوى املاسرت والدكتوراه بـ ‪،%11‬‬ ‫يف حني ّ‬
‫و‪ %15‬على التوايل وبالرتتيب‪.‬‬
‫جدا بني املوافقة واحلياد‪ ،‬ولكن أعلى‬‫سجل نسبا متقاربة ّ‬ ‫الدخل هو اآلخر ّ‬ ‫متغري مصدر ّ‬ ‫ّ‬
‫النسب ُس ّجلت يف خانة احلياد لدى كل من املبحوثني الذين ميلكون مصدر دخل وأولئك الذين ال‬
‫ميلكون مصدر دخل وتراوحت النسب بني ‪ %21‬و‪ %12‬على التوايل يف خانة اإلجابة بال أدري‪.‬‬
‫سجلت أعلى نسبة يف خانة ال أدري ‪ %91‬لدى‬ ‫مقر اإلقامة‪ ،‬حيث ّ‬
‫ملتغري ّ‬
‫نفس املالحظة بالنسبة ّ‬
‫سكان الريف‪ ،‬ثاين أعلى نسبة ُس ّجلت لدى سكان شبه احلضري يف خانة املوافقة ‪ ،%11‬مث يف‬
‫األخري نسبة ‪ %25‬لدى س ّكان املناطق احلضرية والذين ال يدرون إن كانت صحافة املواطن تسعى‬
‫إىل إنقاذ اإلعالم من احتكار املعلومة‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫احملصل عليها واليت تتأرجح بني املوافقة واحلياد فيما إذا كانت‬
‫نستنتج من خالل املعطيات ّ‬
‫صحافة املواطن تسعى إىل إنقاذ اإلعالم من احتكار املعلومة‪ ،‬أ ّن صحافة املواطن رغم ّأّنا صحافة هواة‬
‫إال ّأّنا استطاعت أن حتجز هلا مكانا يف ميدان اإلعالم وتكسر حاجز احتكار وسائل اإلعالم‬
‫للمعلومة‪ ،‬فصحافة املواطن إذن أّنت احتكار الصحافة التقليدية لألخبار والسبق الصحفي وأصبح‬
‫املواطن العادي يسبق الصحفي التقليدي يف نقل األحداث‪ ،‬هذا ما جيعلنا نستنتج أ ّن ميدان الصحافة‬
‫واإلعالم مل يعد حكرا على الصحافة التقليدية بل دخلت إليه صحافة املواطن ما صنع تنوعا كبريا يف‬
‫املوضوعات واألخبار السيما أن صحافة املواطن لديها اجلرأة يف تناول األحداث من وجهة نظر املواطن‬
‫وليس من وجهة نظر السلطة أو النظام‪.‬‬

‫‪263‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :19‬اعتماد وسائل اإلعالم التقليدية على صحافة‬
‫المواطن كمصدر للمعلومة‪ ،‬حسب متغيّرات ال ّدراسة‬

‫تعتمد وسائل اإلعالم التقليدية على صحافة املواطن كمصدر للمعلومة‬


‫اجملمو‬ ‫بدون‬ ‫لست‬
‫لست موافق‬ ‫ال أدري‬ ‫موافق‬ ‫موافق جدا‬
‫ع‬ ‫اجابة‬ ‫موافقا ابدا‬
‫‪114 %0 0 %5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%26 30 %36‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259 %1 4 %7 17 %16 42 %34‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪%39 101 %3‬‬ ‫‪8‬‬ ‫أنثى‬
‫‪222 %1 4 %6 23 %20 72 %34 127 %36 135 %3 12‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188 %0 0 %9 19 %22 39 %38‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪%28‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪11 _ 21‬‬
‫‪116 %1 2 %1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%17 19 %36‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%0 0 %4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%22 10 %32‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%8 2‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%17‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%75‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪22 _ 22‬‬
‫‪222 %1 4 %6 23 %20 72 %34 127 %36 135 %3 12‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪180 %0 0 %8 14 %19 35 %42‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪%28‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ليسانس‬
‫املستوى‬
‫‪156 %1 2 %6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%21 33 %26‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ماسرت‬
‫التعليمي‬
‫‪37‬‬ ‫‪%5 2 %0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪%54‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪222 %1 4 %6 23 %20 72 %34 127 %36 135 %3 12‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314 %1 2 %4 14 %22 70 %33 103 %37 115 %3 10‬‬ ‫نعم‬ ‫مصدر‬
‫‪59‬‬ ‫‪%3 2 15‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%41‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪%34‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ال‬ ‫الدخل‬
‫‪222 %1 4 %6 23 %20 72 %34 127 %36 135 %3 12‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316 %1 2 %7 23 %19 58 %34 109 %35 112 %4 12‬‬ ‫حضري‬
‫‪36‬‬ ‫‪%5 2 %0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%14‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%39‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫شبه حضري‬ ‫السكن‬
‫‪21‬‬ ‫‪%0 0 %0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%43‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ريفي‬
‫‪222 %1 4 %6 23 %20 72 %34 127 %36 135 %3 12‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪264‬‬
‫يوضح اجلدول املرّكب رقم ‪ ،25‬اعتماد وسائل اإلعالم التقليدية على صحافة املواطن كمصدر‬ ‫ّ‬
‫متغري اجلنس أثّر على إجابات املبحوثني بني‬
‫الدراسة‪ ،‬حيث نالحظ أ ّن ّ‬ ‫متغريات ّ‬
‫للمعلومة‪ ،‬حسب ّ‬
‫الذكور واإلناث‪ُ ،‬س ّجلت أعلى نسبة يف خانة املوافقة لدى اإلناث‪ ،‬على أ ّن وسائل اإلعالم التقليدية‬
‫تعتمد على صحافة املواطن كمصدر للمعلومات بنسبة ‪ %39‬أما لدى العنصر الذكوري فقد كانت‬
‫أعلى نسبة ‪ %36‬يف خانة احلياد (ال أدري)‪.‬‬
‫متغري املستوى التعليمي أثّر هو اآلخر على إجابات املبحوثني‪ ،‬حيث ُس ّجلت أعلى نسبة يف‬ ‫ّ‬
‫خانة املوافقة على أ ّن وسائل اإلعالم التقليدية تعتمد على صحافة املواطن كمصدر للمعلومة بنسبة‬
‫‪ %91‬لدى مستوى الدكتوراه‪ ،‬مث تلتها ثاين أعلى نسبة ‪ %11‬باملوافقة أيضا لدى مستوى املاسرت‪،‬‬
‫ّأما مستوى الليسانس فكانت أعلى نسبه يف خانة احلياد (ال أدري)‪.‬‬
‫كمتغري هو اآلخر أثّر على إجابات املبحوثني‪ ،‬حيث ُس ّجلت أعلى نسبة يف‬ ‫ّ‬ ‫مصدر الدخل‬
‫خانة احلياد (ال أدري) لدى الفئة اليت ال متلك مصدر دخل ‪ ،%12‬أما ثاين أعلى نسبة فقد ُس ّجلت‬
‫يف خانة املوافقة على أ ّن وسائل اإلعالم التقليدية تعتمد على صحافة املواطن كمصدر للمعلومة‪ ،‬لدى‬
‫وقدرت بـ ‪.%22‬‬ ‫الفئة اليت لديها مصدر دخل‪ّ ،‬‬
‫مقر اإلقامة أيضا أثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬اليت اختلفت بني موافق وحمايد‬ ‫متغري السكن أو ّ‬
‫ّ‬
‫وغري موافق على أ ّن وسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬تعتمد على صحافة املواطن كمصدر للمعلومة‪ ،‬حيث‬
‫ُس ّجلت أعلى نسبة لدى سكان الريف يف خانة عدم املوافقة ‪ ،%12‬ثاين أعلى نسبة ُس ّجلت لدى‬
‫سجلت أعلى نسبة‬ ‫سكان شبه احلضري يف خانة املوافقة بـ ‪ ،%11‬أما سكان املناطق احلضريّة فقد ّ‬
‫يف خانة املوافقة بـ ‪.%29‬‬
‫الدراسة أثرت على إجابات املبحوثني‪ ،‬فكانت‬ ‫متغريات ّ‬
‫نستنتج من خالل هذه املعطيات أ ّن ّ‬
‫خمتلفة‪ ،‬لكن رغم هذا التباين واالختالف الطفيف يف وجهات نظر املبحوثني بني املوافقة واحلياد وعدم‬
‫املوافقة على كون صحافة املواطن تعترب مصدرا للمعلومة بالنسبة لوسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬إالّ أن‬
‫متغريات الدراسة‪.‬‬
‫الكفة متيل إىل املوافقة بني كل ّ‬
‫وقد برزت صحافة املواطن كمصدر لألخبار تعتمد عليه وسائل اإلعالم التقليدية بالصوت‬
‫والصورة منذ نشط حراك الثورات العربية‪ ،‬متجاوزة كل حماوالت القمع والتعتيم اليت تنتهجها أنظمة‬
‫هذه الشعوب‪ ،‬وبالتايل فإن هذا املواطن مثّل مصدرا أساسيا لإلعالم التقليدي‪ ،‬وحتولت "صحافة‬
‫املواطن" املادة األساسية اليت يعتمد عليها يف نقل األحداث‪ .‬وهذا الواقع يبدو جليا يف التغطية‬
‫‪265‬‬
‫اإلعالمية للثورات العربية‪ ،‬واجلهود اليت تبذهلا الصحافة وراء األخبار اليت ختضع لـ"رقابة شديدة"‪ ،‬ونقل‬
‫ما جيري خلف أسوار "الثورات املغلقة"‪ ،‬وبالتايل حتولت "صحافة املواطن" اليت تعتمد على كل أنواع‬
‫وسائل االتصال‪ ،‬بدءا من كامريا اهلاتف اجلوال‪ ،‬وصوال إىل املواقع والصفحات اخلاصة‪ ،‬وتقارير شهود‬
‫العيان الصوتية؛ فأصبحت مصدرا يوميا لإلعالم التقليدي‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة هنا أن من بني أهم مميزات صحافة املواطن أ ّن كل مواطن هو باحث عن‬
‫املعلومة‪ ،‬وكل شخص بإمكانه أن يتحول إىل مصدر لألخبار واملعلومات‪.‬‬
‫ويبقى واجب الصحافة التقليدية‪ ،‬أن تواكب التطورات التكنولوجية والعمل على تقصي‬
‫احلقائق من أكثر من مصدر وعرض وجهات النظر كافة بشكل متوازن وعدم االحنياز لرأي أو موقف‬
‫بعينه‪ ،‬وهذا ما يتطلب حتقيق االستقالل املايل والسياسي وهو ما يصعب حتقيقه يف جمتمعات غري‬
‫دميقراطية‪ ،‬حتكمها خنب هتيمن على السياسية واالقتصاد معا‪ ،‬وال ترتاح إلطالق احلرية لوسائل اإلعالم‬
‫أيا كانت‪.‬‬

‫‪266‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :21‬الرقابة وازدياد فاعلية صحافة المواطن‪،‬‬
‫حسب متغيّرات ال ّدراسة‬

‫كلّما ازدادت رقابة السلطة على اإلعالم الرمسي ازدادت فاعلية صحافة املواطن‬
‫لست موافقا اجملمو‬
‫ال أدري لست موافق‬ ‫موافق‬ ‫موافق جدا‬
‫ع‬ ‫أبدا‬
‫‪114 %3‬‬ ‫‪3 %15 17 %12 14 %47 54 %23 26‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259 %4 10 %8 22 %19 48 %47 122 %22 57‬‬ ‫أنثى‬
‫‪373 %4 13 %10 39 %17 62 %47 176 %22 83‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188 %5‬‬ ‫‪9 %10 19 %30 56 %40 76 %15 28 11 _ 21‬‬
‫‪116 %2‬‬ ‫‪2 %10 12 %5 6 %54 63 %29 33 12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45 %0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%9 4 %0 0 %64 29 %27 12 21 _ 11‬‬
‫‪24 %8‬‬ ‫‪2 %17 4 %0 0 %33 8 %42 10 22 _ 22‬‬
‫‪373 %4 13 %10 39 %17 62 %47 176 %22 83‬‬ ‫اجملموع‬
‫ليسانس ‪180 %6 10 %9 17 %29 52 %41 74 %15 27‬‬
‫املستوى‬
‫‪156 %2‬‬ ‫ماسرت ‪3 %6 10 %6 10 %56 87 %30 46‬‬
‫التعليمي‬
‫‪37 %0‬‬ ‫دكتوراه ‪0 %32 12 %0 0 %41 15 %27 10‬‬
‫‪373 %4 13 %10 39 %17 62 %47 176 %22 83‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314 %4 13 %12 37 %16 50 %48 151 %20 63‬‬ ‫نعم‬ ‫مصدر‬
‫‪59 %0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%4 2 %20 12 %42 25 %34 20‬‬ ‫ال‬ ‫الدخل‬
‫‪373 %4 13 %10 39 %17 62 %47 176 %22 83‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316 %4 13 %10 31 %19 60 %45 142 %22 70‬‬ ‫حضري‬
‫الس‬
‫‪36 %0‬‬ ‫شبه حضري ‪0 %17 6 %0 0 %54 23 %19 7‬‬
‫كن‬
‫‪21 %0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%9 2 %9 2 %53 11 %29 6‬‬ ‫ريفي‬
‫‪373 %4 13 %10 39 %17 62 %47 176 %22 83‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪267‬‬
‫متغريات‬
‫ضح اجلدول املرّكب رقم ‪ ،11‬عالقة الرقابة بازدياد فاعلية صحافة املواطن‪ ،‬حسب ّ‬ ‫يو ّ‬
‫متغري اجلنس مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فكل من الذكور واإلناث‬
‫الدراسة‪ ،‬حيث نالحظ أ ّن ّ‬ ‫ّ‬
‫أمجعوا باملوافقة وبأعلى نسبة ‪ %12‬على أنّه كلّما ازدادت رقابة السلطة على اإلعالم الرمسي ازدادت‬
‫ملتغري السن‪ ،‬حيث ُس ّجلت أعلى النسب يف خانة‬ ‫فاعلية صحافة املواطن‪ ،‬ونفس املالحظة بالنسبة ّ‬
‫املوافقة على أنّه كلّما ازدادت رقابة السلطة على اإلعالم الرمسي‪ ،‬ازدادت فاعلية صحافة‬
‫املواطن‪ %41،‬لدى الفئة العمرية ‪ ،21 _ 11‬مث ‪ %91‬لدى الفئة العمرية ‪ ،12 _ 12‬مث نسبة‬
‫‪ %11‬لدى الفئة العمرية ‪ّ ،11 _ 21‬أما الفئة العمرية األخرية ‪ 22 _ 22‬فقد ُس ّجلت أعلى نسبة‬
‫جدا بنسبة ‪ %11‬على أنّه كلّما ازدادت رقابة السلطة على اإلعالم الرمسي‬ ‫لديها يف خانة املوافقة ّ‬
‫متغري السن أ ّن املبحوثني كلّما ازداد‬
‫ازدادت فاعلية صحافة املواطن‪ .‬نستنتج من خالل معطيات ّ‬
‫سنّهم‪ ،‬ازدادت قناعتهم بأنّه كلّما ازدادت رقابة السلطة على اإلعالم الرمسي ازدادت فاعلية صحافة‬
‫املواطن‪.‬‬
‫متغري املستوى العلمي هو اآلخر مل يوثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فكل من مسوى الليسانس‬ ‫ّ‬
‫واملاسرت والدكتوراه أمجعوا وبأعلى النسب على أنّه كلّما ازدادت رقابة السلطة على اإلعالم الرمسي‬
‫ازدادت فاعلية صحافة املواطن‪ %94 ،‬لدى مستوى املاسرت‪ %12 ،‬لدى كل من مستوى الليسانس‬
‫الدخل‪ ،‬حيث ُس ّجلت أعلى النسب يف‬ ‫ملتغري مصدر ّ‬
‫سجلناها بالنسبة ّ‬
‫والدكتوراه‪ ،‬نفس املالحظة ّ‬
‫خانة املوافقة على أنّه كلّما ازدادت رقابة السلطة على اإلعالم الرمسي ازدادت فاعلية صحافة املواطن‪،‬‬
‫‪ %11‬بالنسبة للمبحوثني الذين ميلكون مصدر دخل‪ّ ،‬أما املبحوثني الذين ال ميلكون مصدر دخل‬
‫فقد كانت نسبتهم ‪.%11‬‬
‫متغري مكان اإلقامة أو السكن هو اآلخر مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬حيث أمجعت العيّنة‬
‫ّ‬
‫مقر سكناها وبأعلى النسب على أنّه كلّما ازدادت رقابة السلطة على اإلعالم‬
‫املبحوثة على اختالف ّ‬
‫الرمسي ازدادت فاعلية صحافة املواطن‪ %91 ،‬وهي أعلى نسبة ُس ّجلت يف خانة املوافقة لدى الفئة‬
‫املبحوثة القاطنة يف املناطق شبه احلضرية‪ ،‬ثاين أعلى نسبة ‪ُ %92‬س ّجلت لدى الفئة املبحوثة القاطنة‬
‫سجلت نسبة ‪.%19‬‬ ‫يف املناطق الريفية‪ ،‬أما الفئة املبحوثة القاطنة يف املناطق احلضرية فقد ّ‬
‫احملصل عليها أنّه كلّما ازدادت رقابة السلطة على اإلعالم الرمسي ازدادت‬
‫نستنتج من املعطيات ّ‬
‫فاعلية صحافة املواطن‪ ،‬ويعود االعتماد على صحافة املواطن للحظر اإلعالمي الذي تفرضه أنظمة‬
‫الدول اليت جتري فيها األحداث‪ ..‬فحينما يلقى القبض على مراسلني‪ ،‬ويضربون‪ ،‬ومينع آخرون من‬
‫‪268‬‬
‫العمل‪ ،‬وتكون الرقابة مشددة إىل حد أن املراسل إما أن ينقل ما ينقله التلفزيون الرمسي يف البلد املعين‬
‫أو يعاقب؛ يصبح من البديهي أال يرسل الصحفي خربا يتناىف مع املعايري املهنية‪ ،‬ومع واقعية احلدث‬
‫وسياقه‪ .‬ومبا أن هذا احلظر اإلعالمي ميارس أيضا على الوكاالت األجنبية اليت تزود الوسائل اإلعالمية‬
‫باملادة اخلربية اخلام‪ ،‬يصبح طبيعيا البحث عن مصادر أخرى‪ .‬وهنا‪ ،‬تصبح حسابات تويرت وفايسبوك‪،‬‬
‫التابعة لناشطني وحقوقيني ومواطنني ومدوناهتم مصدرا للمعلومة اليت جيري التدقيق هبا قبل بثها طبعا‪،‬‬
‫كما هي احلال بالنسبة إىل الصورة‪ ".‬وأكرب مثال على ذلك حالة الدول العربية أثناء فرتة الثورات اليت‬
‫شكلت حتديا للصحافة بشكل عام‪ ،‬فاألنظمة مل تسمح بدخول اإلعالم العاملي ومراسلي الصحف‬
‫ووكاالت األنباء لتغطية وقائع الثورات الشعبية هناك‪ ،‬حيث مت االعتماد بشكل كلي على شهادات‬
‫مواطنني يف قلب احلدث وعلى مقاطع فيديو مت تصويرها من قبل هواة ومل يتم التحقق من مصداقية‬
‫بعضها‪ .‬وساهم التعتيم التلفزيوين الرمسي الذي هتيمن عليه احلكومات املركزية يف بروز أمهية وسائل‬
‫اإلعالم البديلة‪ ،‬فيما دفعت يف الوقت نفسه ببعض شبكات التلفزيون والفضائيات واملواقع االلكرتونية‬
‫إىل التضحية بأبسط قواعد املهنة يف مقابل احلصول على القصة اإلخبارية والسبق الصحفي بغض‬
‫النظر عن مصداقية مصدرها‪.‬‬

‫‪269‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :21‬صحافة المواطن وكشف التجاوزات التي ال تغطيها وسائل‬
‫اإلعالم التقليدية‪ ،‬حسب متغيّرات ال ّدراسة‬
‫تساهم صحافة املواطن يف كشف التجاوزات اليت ال تغطيها وسائل‬
‫اإلعالم التقليدية‬
‫اجملموع‬
‫بدون‬
‫ال أدري لست موافق‬ ‫موافق‬ ‫موافق جدا‬
‫إجابة‬
‫‪114 %0 0 %2 3 %3 4 %62 69 %33 38‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259 %2 4 %5 12 %10 27 %53 138 %30 78‬‬ ‫أنثى‬
‫‪222 %1 4 %4 15 %8 31 %56 207 %31 116‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188 %1 2 %4 7 %14 27 %51 95 %30 57 11 _ 21‬‬
‫‪116 %0 0 %5 6 %3 4 %60 69 %32 37 12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45 %4 2 %4 2 %0 0 %65 29 %27 12 21 _ 11‬‬
‫‪24 %0 0 %0 0 %0 0 %58 14 %42 10 22 _ 22‬‬
‫‪222 %1 4 %4 15 %8 31 %56 207 %31 116‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪180 %0 0 %1 2 %14 25 %49 88 %36 65‬‬ ‫ليسانس‬
‫املستوى‬
‫‪156 %2 4 %6 9 %4 6 %63 98 %25 39‬‬ ‫ماسرت‬
‫التعليمي‬
‫‪37 %0 0 %11 4 %0 0 %57 21 %32 12‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪222 %1 4 %4 15 %8 31 %56 207 %31 116‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314 %1 2 %4 13 %9 29 %53 166 %33 104‬‬ ‫نعم‬ ‫مصدر‬
‫‪59 %3 2 %3 2 %3 2 %71 41 %20 12‬‬ ‫ال‬ ‫الدخل‬
‫‪222 %1 4 %4 15 %8 31 %56 207 %31 116‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316 %1 4 %3 9 %10 31 %55 173 %31 99‬‬ ‫حضري‬
‫السكن شبه حضري ‪36 %0 0 %11 4 %0 0 %58 21 %31 11‬‬
‫‪21 %0 0 %9 2 %0 0 %62 13 %29 6‬‬ ‫ريفي‬
‫‪222 %1 4 %4 15 %8 31 %56 207 %31 116‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪270‬‬
‫يوضح اجلدول املرّكب رقم ‪ ،12‬دور صحافة املواطن يف كشف التجاوزات اليت ال تغطيها‬ ‫ّ‬
‫متغري اجلنس مل يؤثر على‬ ‫الدراسة‪ ،‬حيث نالحظ أ ّن ّ‬‫متغريات ّ‬
‫وسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬حسب ّ‬
‫إجابات املبحوثني‪ ،‬فكل من الذكور واإلناث أمجعوا باملوافقة وبأعلى نسبة ‪ %41‬بالنسبة لإلناث و‬
‫‪ %92‬بالنسبة للذكور على أ ّن صحافة املواطن تساهم يف كشف التجاوزات اليت ال تغطيها وسائل‬
‫ملتغري السن‪ ،‬حيث ُس ّجلت أعلى النسب يف خانة املوافقة‬
‫اإلعالم التقليدية‪ ،‬ونفس املالحظة بالنسبة ّ‬
‫على أ ّن صحافة املواطن تساهم يف كشف التجاوزات اليت ال تغطيها وسائل اإلعالم التقليدية‪%49 ،‬‬
‫لدى الفئة العمرية ‪ ،21 _ 11‬مث ‪ %41‬لدى الفئة العمرية ‪ ،12 _ 12‬مث نسبة ‪ %91‬لدى الفئة‬
‫العمرية ‪ّ ،22 _ 22‬أما الفئة العمرية األخرية ‪ 11 _ 21‬فقد س ّجلت نسبة ‪.%92‬‬
‫متغري املستوى العلمي هو اآلخر مل يوثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فكل من مسوى الليسانس‬ ‫ّ‬
‫واملاسرت والدكتوراه أمجعوا باملوافقة وبأعلى النسب على أ ّن صحافة املواطن تساهم يف كشف‬
‫التجاوزات اليت ال تغطيها وسائل اإلعالم التقليدية‪ %42 ،‬لدى مستوى املاسرت‪ %92 ،‬لدى مستوى‬
‫ملتغري‬
‫سجلناها بالنسبة ّ‬ ‫سجل نسبة ‪ %15‬نفس املالحظة ّ‬ ‫الدكتوراه‪ ،‬أما مستوى الليسانس فقد ّ‬
‫الدخل‪ ،‬حيث ُس ّجلت أعلى النسب يف خانة املوافقة على أ ّن صحافة املواطن تساهم يف‬ ‫مصدر ّ‬
‫كشف التجاوزات اليت ال تغطيها وسائل اإلعالم التقليدية‪ %92 ،‬بالنسبة للمبحوثني الذين ميلكون‬
‫مصدر دخل‪ّ ،‬أما املبحوثني الذين ال ميلكون مصدر دخل فقد كانت نسبتهم ‪.%22‬‬
‫متغري مكان اإلقامة أو السكن هو اآلخر مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬حيث أمجعت العيّنة‬
‫ّ‬
‫مقر سكناها وبأعلى النسب على أ ّن صحافة املواطن تساهم يف كشف‬ ‫املبحوثة على اختالف ّ‬
‫التجاوزات اليت ال تغطيها وسائل اإلعالم التقليدية‪ %41 ،‬وهي أعلى نسبة ُس ّجلت يف خانة املوافقة‬
‫لدى الفئة املبحوثة القاطنة يف املناطق الريفية‪ ،‬ثاين أعلى نسبة ‪ُ %91‬س ّجلت لدى الفئة املبحوثة‬
‫سجلت نسبة‬ ‫القاطنة يف املناطق شبه احلضرية‪ ،‬أما الفئة املبحوثة القاطنة يف املناطق احلضرية فقد ّ‬
‫‪.%99‬‬
‫احملصل عليها أ ّن صحافة املواطن تساهم يف كشف التجاوزات اليت ال‬
‫نستنتج من املعطيات ّ‬
‫تغطيها وسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬فعلى الرغم افتقاد صحافة املواطن أحيانا للمصداقية واملهنية‪ ،‬إال أّنا‬
‫عري وتكشف املستور الذي لطاملا حتاشته كامريات التلفزيون‬ ‫استطاع بفضل انتشارها الواسع أن ت ّ‬
‫العمومي‪ ،‬وتغاضت عنه الصحف‪.‬‬

‫‪271‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :22‬طرح صحافة المواطن للقضايا التي أُقصيت من دوائر‬
‫اهتمام اإلعالم الرسمي‪ ،‬حسب متغيّرات ال ّدراسة‬

‫استطاعت صحافة املواطن أن تطرح القضايا اليت أُقصيت من دوائر‬


‫اجملموع‬ ‫اهتمام اإلعالم الرمسي‬
‫لست موافق‬ ‫ال أدري‬ ‫موافق‬ ‫موافق جدا‬
‫‪114 %5‬‬ ‫‪6 %14 16 %50 57 %31 35‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259 %3‬‬ ‫‪8 %20 51 %47 122 %30 78‬‬ ‫أنثى‬
‫‪222 %4 14 %18 67 %48 179 %30 113‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188 %2‬‬ ‫‪4 %25 46 %50 94 %23 44 11 _ 21‬‬
‫‪116 %5‬‬ ‫‪6 %13 15 %45 52 %37 43 12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪4 %13 6 %47 21 %31 14 21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0 %50 12 %50 12 22 _ 22‬‬
‫‪222 %4 14 %18 67 %48 179 %30 113‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪180 %2‬‬ ‫‪4 %25 45 %45 81 %28 50‬‬ ‫ليسانس‬
‫املستوى‬
‫‪156 %4‬‬ ‫‪6 %10 16 %54 84 %32 50‬‬ ‫ماسرت‬
‫التعليمي‬
‫‪37 %11 4 %16 6 %38 14 %35 13‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪222 %4 14 %18 67 %48 179 %30 113‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314 %3 10 %17 52 %50 157 %30 95‬‬ ‫نعم‬ ‫مصدر‬
‫‪59‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪4 %25 15 %37 22 %31 18‬‬ ‫ال‬ ‫الدخل‬
‫‪222 %4 14 %18 67 %48 179 %30 113‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316 %3 10 %18 57 %50 158 %29 91‬‬ ‫حضري‬
‫السكن شبه حضري ‪36 %11 4 %17 6 %39 14 %33 12‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0 %19 4 %33‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%48 10‬‬ ‫ريفي‬
‫‪222 %4 14 %18 67 %48 179 %30 113‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪272‬‬
‫يوضح اجلدول املرّكب رقم ‪ ،11‬طرح صحافة املواطن للقضايا اليت أُقصيت من دوائر اهتمام‬ ‫ّ‬
‫الدراسة‪ ،‬حيث نالحظ أ ّن كال من الذكور واإلناث أمجعوا باملوافقة‬
‫متغريات ّ‬
‫اإلعالم الرمسي‪ ،‬حسب ّ‬
‫وبأعلى نسبة ‪ %91‬بالنسبة للذكور و‪ %12‬بالنسبة لإلناث على أ ّن صحافة املواطن استطاعت أن‬
‫ملتغري السن‪،‬‬
‫تطرح القضايا اليت أُقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم الرمسي‪ ،‬ونفس املالحظة بالنسبة ّ‬
‫حيث ُس ّجلت أعلى النسب يف خانة املوافقة على أ ّن صحافة املواطن استطاعت أن تطرح القضايا اليت‬
‫أُقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم الرمسي‪ %91 ،‬لدى كل من الفئتني العمريتني ‪11_21‬‬
‫حد السواء‪ ،‬مث ‪ %12‬لدى الفئة العمرية ‪ ،21_11‬مث نسبة ‪ %19‬لدى الفئة‬ ‫و‪ 22_22‬على ّ‬
‫العمرية ‪.12_12‬‬
‫متغري املستوى العلمي هو اآلخر مل يوثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فكل من مستوى الليسانس‬ ‫ّ‬
‫واملاسرت والدكتوراه أمجعوا باملوافقة وبأعلى النسب على أ ّن على أ ّن صحافة املواطن استطاعت أن تطرح‬
‫القضايا اليت أُقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم الرمسي‪ %91 ،‬لدى مستوى املاسرت‪ %19 ،‬لدى‬
‫سجلناها بالنسبة‬‫سجل نسبة ‪ %21‬نفس املالحظة ّ‬ ‫مستوى اليسانس‪ ،‬أما مستوى الدكتوراه فقد ّ‬
‫الدخل‪ ،‬حيث ُس ّجلت أعلى النسب يف خانة املوافقة على أ ّن صحافة املواطن استطاعت‬ ‫ملتغري مصدر ّ‬
‫ّ‬
‫أن تطرح القضايا اليت أُقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم الرمسي‪ %91 ،‬بالنسبة للمبحوثني الذين‬
‫ميلكون مصدر دخل‪ّ ،‬أما املبحوثني الذين ال ميلكون مصدر دخل فقد كانت نسبتهم ‪.%22‬‬
‫متغري مكان اإلقامة أو السكن هو اآلخر مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬حيث أمجعت العيّنة‬‫ّ‬
‫مقر سكناها وبأعلى النسب على أ ّن صحافة املواطن استطاعت أن تطرح‬ ‫املبحوثة على اختالف ّ‬
‫القضايا اليت أُقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم الرمسي‪ %91 ،‬وهي أعلى نسبة ُس ّجلت يف خانة‬
‫املوافقة لدى الفئة املبحوثة القاطنة يف املناطق احلضرية‪ ،‬ثاين أعلى نسبة ‪ُ %25‬س ّجلت لدى الفئة‬
‫سجلت نسبة‬‫املبحوثة القاطنة يف املناطق شبه احلضرية‪ ،‬أما الفئة املبحوثة القاطنة يف املناطق الريفية فقد ّ‬
‫‪.%22‬‬
‫احملصل عليها أ ّن صحافة املواطن استطاعت أن تطرح القضايا اليت‬‫نستنتج من خالل املعطيات ّ‬
‫أُقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم الرمسي وهذا ما نعتربه يف مقامنا هذا من عوامل جتذير مفهوم صحافة‬
‫تتجسد فيه احلقائق اليت ال جيرأ اإلعالم التقليدي‬
‫املواطن يف األوساط االجتماعيّة‪ ،‬وهو اعتبارها جماال ّ‬
‫على عرضها وطرحها‪ ،‬ولقد أربك هذا االعتبار سياسات التحرير والربامج‪ ،‬وترتيب األولويّات على‬
‫خاص‪ ،‬إذ برز اهتمام ملحوظ خالل السنوات األخرية‬ ‫مستوى اإلعالم التقليدي‪ ،‬التلفزيوين على وجه ّ‬
‫‪273‬‬
‫توجه جديد يف عقلنة العمل اإلعالمي‪ ،‬وإذا نظرنا لطبيعة اإلرباك كما‬
‫مبشاغل اجملتمع‪ ،‬اهتمام يرتمجه ّ‬
‫يحدث اليوم في العديد من المجتمعات وخاصة الدكتاتورية‪ ،‬ندرك مدى عمق النشاط التواصلي‬
‫الرأي العام وبنائه على حنو جيعل من هذه "الصحافة" سلطة ّ‬
‫هتدد‬ ‫لصحافة المواطن وأثره في توجيه ّ‬
‫الرمسي‪.‬‬
‫السلطة التقليديّة لإلعالم ّ‬
‫ّ‬
‫الصنفني‪ ،‬فإنّنا جندها ختتلف باختالف األنظمة السياسيّة‬
‫ّأما إذا نظرنا إىل طبيعة التعايش بني ّ‬
‫والثقافيّة‪ .‬ففي الدمقراطيات الليرباليّة‪ ،‬تعمل صحافة املواطن عادة على إعادة ترتيب األولويّات‪ ،‬إذ‬
‫تأجلت معاجلتها من قبل وسائل اإلعالم‬‫كل القضايا اليت تأخرت أو ّ‬ ‫حتدد يف صدارة االهتمامات ّ‬ ‫ّ‬
‫الرمسي‪ ،‬فصحافة املواطن‪ ،‬يف هذه احلالة تعيد إنتاج ما يعرف يف نظريات اإلعالم بـ "وضع األجندة"‬ ‫ّ‬
‫النمو تعمل على طرح القضايا‬
‫السائرة في طريق ّ‬
‫(ماكسوال‪ ،)2521‬في حين نجدها في البلدان ّ‬
‫المؤسسة‬
‫ّ‬ ‫الرسمي العتبارها قضايا ال تنسجم مع سياسة‬
‫التي أقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم ّ‬
‫وتوجهاتها‪ّ ،‬‬
‫فيتم إدراجها‪ ،‬واالعتناء مبعاجلتها‪ ،‬يف مستوى التدوين‪ ،‬على‬ ‫مؤسسة الدولة ّ‬
‫اإلعالميّة أو ّ‬
‫الصمت"‪ ،‬فيطفو‬‫دوامة ّ‬‫تفجر " ّ‬
‫أساس ّأّنا قضايا اجملتمع احلقيقيّة‪ ،‬وصحافة املواطن يف هذه احلالة‪ّ ،‬‬
‫السياسة اإلعالميّة‪،‬‬
‫على السطح رصيد املسكوت عنه يف ّ‬
‫السياسي‪.‬‬
‫السياق الثقايف و ّ‬
‫وهكذا يتخذ مفهوم صحافة املواطن مدلوالت خمتلفة باختالف ّ‬
‫يصنّف شولتز منوذج دوامة الصمت من بني التوضيحات البيئية لتأثري اإلعالم‪ ،‬أي أن اإلعالم خيلق‬
‫الثقافة والبيئة الرمزية واملع رفية اليت يعيش اإلنسان فيها‪ ،‬ويشكل مصدرا يستخدمه الفرد يف التفاعالت‬
‫االجتماعية ليتمكن من موضعة أفعاله وجعلها ذات معىن‪.1‬‬

‫‪ 1‬فريال مهنا‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.152‬‬

‫‪274‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :23‬طرح صحافة المواطن للحقائق التي ال يجرأ اإلعالم‬
‫التقليدي على عرضها‪ ،‬حسب متغيّرات ال ّدراسة‬

‫تطرح صحافة املواطن احلقائق اليت ال جيرأ اإلعالم التقليدي على عرضها‬
‫اجملموع‬ ‫لست موافقا بدون‬ ‫لست‬
‫ال أدري‬ ‫موافق‬ ‫موافق جدا‬
‫إجابة‬ ‫أبدا‬ ‫موافق‬
‫‪114‬‬ ‫‪%2 2 %0 0 %6 7 %6 7 %43 49 %43 49‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259‬‬ ‫‪%0 0 %1 2 %2 6 %9 22 %60 156 %28 73‬‬ ‫أنثى‬
‫‪222‬‬ ‫‪%1 2 %1 2 %3 13 %8 29 %55 205 %32 122‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188‬‬ ‫‪%0 0 %0 0 %4 7 %7 14 %55 104 %34 63‬‬ ‫‪11 _ 21‬‬
‫‪116‬‬ ‫‪%0 0 %2 2 %5 6 %9 10 %52 61 %32 37‬‬ ‫‪12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%4 2 %0 0 %0 0 %11 5 %58 26 %27 12‬‬ ‫‪21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%0 0 %0 0 %0 0 %0 0 %58 14 %42 10‬‬ ‫‪22 _ 22‬‬
‫‪222‬‬ ‫‪%1 2 %1 2 %3 13 %8 29 %55 205 %32 122‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪180‬‬ ‫‪%0 0 %0 0 %2 4 %7 12 %52 94 %39 70‬‬ ‫ليسانس‬
‫املستوى‬
‫‪156‬‬ ‫‪%1 2 %1 2 %5 7 %10 15 %55 86 %28 44‬‬ ‫ماسرت‬
‫التعليمي‬
‫‪37‬‬ ‫‪%0 0 %0 0 %5 2 %5 2 %68 25 %22 8‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪222‬‬ ‫‪%1 2 %1 2 %3 13 %8 29 %55 205 %32 122‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314‬‬ ‫‪%1 2 %1 2 %3 11 %7 21 %55 174 %33 104‬‬ ‫نعم‬ ‫مصدر‬
‫‪59‬‬ ‫‪%0 0 %0 0 %3 2 %14 8 %53 31 %30 18‬‬ ‫ال‬ ‫الدخل‬
‫‪222‬‬ ‫‪%1 2 %1 2 %3 13 %8 29 %55 205 %32 122‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316‬‬ ‫‪%1 2 %1 2 %4 13 %8 27 %52 165 %34 107‬‬ ‫حضري‬
‫‪36‬‬ ‫‪%0 0 %0 0 %0 0 %0 0 %81 29 %19 7‬‬ ‫شبه حضري‬ ‫السكن‬
‫‪21‬‬ ‫‪%0 0 %0 0 %0 0 %10 2 %52 11 %38 8‬‬ ‫ريفي‬
‫‪222‬‬ ‫‪%1 2 %1 2 %3 13 %8 29 %55 205 %32 122‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪275‬‬
‫يوضح اجلدول املرّكب رقم ‪ ،12‬طرح صحافة املواطن للحقائق اليت ال جيرأ اإلعالم التقليدي‬ ‫ّ‬
‫متغري اجلنس مل يؤثر على إجابات‬ ‫الدراسة‪ ،‬حيث نالحظ أ ّن ّ‬ ‫متغريات ّ‬
‫على عرضها‪ ،‬حسب ّ‬
‫املبحوثني‪ ،‬فكل من الذكور واإلناث أمجعوا باملوافقة وبأعلى النسب‪ ،‬على أن صحافة املواطن تطرح‬
‫احلقائق اليت ال جيرأ اإلعالم التقليدي على عرضها‪ ،‬حيث ُس ّجلت نسبة ‪ %41‬من املوافقة لدى‬
‫ملتغري السن‪ ،‬حيث‬
‫اإلناث و ‪ %12‬من املوافقة واملوافقة بشدة لدى الذكور‪ ،‬ونفس املالحظة بالنسبة ّ‬
‫ُس ّجلت أعلى النسب يف خانة املوافقة على أن صحافة املواطن تطرح احلقائق اليت ال جيرأ اإلعالم‬
‫التقليدي على عرضها‪ %91 ،‬لدى كل من الفئتني العمريتني ‪ ،21 _ 11‬و‪ ،22 _ 22‬مث ‪%99‬‬
‫لدى الفئة العمرية ‪ ،11 _ 21‬مث نسبة ‪ %91‬لدى الفئة العمرية ‪ ،12 _ 12‬نستنتج من خالل‬
‫متغري السن أ ّن املبحوثني كلّما ازداد سنّهم‪ ،‬ازدادت قناعتهم بأن صحافة املواطن تطرح‬ ‫معطيات ّ‬
‫احلقائق اليت ال جيرأ اإلعالم التقليدي على عرضها‪.‬‬
‫متغري املستوى العلمي هو اآلخر مل يوثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فكل من مستوى الليسانس‬ ‫ّ‬
‫واملاسرت والدكتوراه أمجعوا وبأعلى النسب على املوافقة على أن صحافة املواطن تطرح احلقائق اليت ال‬
‫جيرأ اإلعالم التقليدي على عرضها‪ %41 ،‬لدى مستوى الدكتوراه‪ %99 ،‬لدى كل من مستوى‬
‫الدخل‪،‬‬ ‫ملتغري مصدر ّ‬
‫سجلناها بالنسبة ّ‬‫املاسرت‪ ،‬و‪ %91‬لدى مستوى الليسانس‪ ،‬نفس املالحظة ّ‬
‫حيث ُس ّجلت أعلى النسب يف خانة املوافقة على أن صحافة املواطن تطرح احلقائق اليت ال جيرأ اإلعالم‬
‫التقليدي على عرضها‪ %99 ،‬بالنسبة للمبحوثني الذين ميلكون مصدر دخل‪ّ ،‬أما املبحوثني الذين ال‬
‫ميلكون مصدر دخل فقد كانت نسبتهم ‪.%92‬‬
‫متغري مكان اإلقامة أو السكن هو اآلخر مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬حيث أمجعت العيّنة‬ ‫ّ‬
‫مقر سكناها باملوافقة وبأعلى النسب على أن صحافة املواطن تطرح احلقائق اليت‬
‫املبحوثة على اختالف ّ‬
‫ال جيرأ اإلعالم التقليدي على عرضها‪ %12 ،‬وهي أعلى نسبة ُس ّجلت يف خانة املوافقة لدى الفئة‬
‫املبحوثة القاطنة يف املناطق شبه احلضرية‪ ،‬ثاين أعلى نسبة ‪ُ %91‬س ّجلت لدى كل من الفئة املبحوثة‬
‫القاطنة يف املناطق الريفية وكذا احلضرية على ح ّد السواء‪.‬‬
‫احملصل عليها أن صحافة املواطن تطرح احلقائق اليت ال جيرأ اإلعالم‬
‫نستنتج من خالل املعطيات ّ‬
‫التقليدي على عرضها‪.‬‬

‫‪276‬‬
‫استنتاجات المحور الثاني‪ :‬صحافة المواطن والرأي العام‬

‫من خالل دراستنا امليدانية وتفريغ البيانات احملور الثاين‪" :‬صحافة املواطن الرأي العام" وحتليلها‬
‫توصلنا إىل النتائج التالية‪:‬‬
‫ّ‬
‫صحافة املواطن تساهم يف تشكيل الرأي العام‪ ،‬ويف سياق طبيعة العالقة بني صحافة املواطن والرأي‬
‫العام فإنه ميكن القول أن صحافة املواطن قلبت مفهوم االعالم رأسا على عقب‪ ،‬وأسقطت كثريا من‬
‫غريهتا كليّا‪ ،‬حيث كان املفهوم األساسي لالعالم هو قيام املؤسسات‬ ‫النظريات‪ ،‬أو على أقل تقدير ّ‬
‫االعالمية بتوفري املواد االخبارية واملعلوماتية للجمهور‪ ،‬أما اآلن فاجلمهور أصبح هو من يعطي‬
‫اجلمهور‪ ،‬بل هو من يعطي وسائل االعالم أيضا‪ ،‬وقد زاد هذا العطاء فيما يبدو حىت بدأ حيرج وسائل‬
‫االعالم التقليدية‪ ،‬وقد اعرتفت العديد من وسائل االعالم التقليدية العريقة أّنا هتتم مبتابعة ما ينشره‬
‫املواطنون للحصول على شهاداهتم وما اتقطته عدساهتم باالضافة اىل ما تتابعه مباشرة من موقع‬
‫احلدث‪.1‬‬
‫مستقبل صحافة املواطن يدفع إىل التقارب بني وسائل االتصال‪ ،‬فوسائل اإلعالم أصبحت‬
‫تتقارب وتتكامل من دون أن تنفي إحداها األخرى‪ ،‬وهذا التقارب حيدث مع ارتفاع درجة توافر‬
‫املعلومات‪ ،‬وتيسري بثها واحلصول عليها‪ ،‬وارتفاع درجة التنافسية بني الوسائل اإلعالمية املهنية وغري‬
‫املهنية يف ما يتعلق بالتعاطي مع احلدث واملصداقية‪ ،‬إن صحافة املواطن لن تلغي اإلعالم التقليدي‪ ،‬بل‬
‫ستكون املكمل لدوره‪ ،‬والدليل على ذلك أن كال من اإلذاعة والتلفزيون والصحيفة واإلنرتنت مل يؤثر‬
‫أحدها يف موقع اآلخر‪ ،‬بل على العكس من ذلك حتول الواقع اإلعالمي إىل ما ميكن تسميته اإلعالم‬
‫املندمج الشامل‪ ،‬ذلك أن االجتاه هو للتكامل وجليل جديد وثقافة أكثر تقدما وعصرية للعمل‬
‫الصحايف‪ ،‬السيما أن الناشط املعارض ومستخدم (تويرت) أو املدون بات كما الكاتب الصحايف يف‬
‫اجلريدة‪ ،‬يستضاف يف احملطات التلفزيونية للوقوف على رأيه والتعليق على حدث ما بعدما صار لرأيه‬
‫معيار‪ .‬وعندما ننظر بدقة إىل الصحافة التقليدية املهنية جند أّنا عملت على احنسار الوعي لدى‬
‫املواطنني‪ ،‬وذلك بنشر كل ما يتوافق مع مصاحل السلطات احلاكمة‪ ،‬ويف غالب األحيان سيتعارض مع‬
‫مصاحل املواطنني‪ ،‬من هنا ميكننا اخلروج بفهم واضح‪ ،‬وهو التضليل اإلعالمي يف الصحافة التقليدية اليت‬

‫‪ّ 1‬نا السيد عبد املعطي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.212 :‬‬

‫‪277‬‬
‫بدأت تنكشف بفضل املنشورات الصحفية اجلريئة للمواطنني‪.‬كما أن صحافة املواطن أّنت احتكار‬
‫الصحافة التقليدية لألخبار والسبق الصحفي وأصبح املواطن العادي يسبق الصحفي التقليدي يف نقل‬
‫األحداث‪ .‬ومع ذلك تتميز صحافة املواطن من خالل أدبياهتا بنقد وسائل اإلعالم التقليدية وتأكيد‬
‫مقدرهتا على القيام بالوظائف واألدوار ذاهتا بشكل خمتلف على مستوى املنهج واخللفية واالحرتافية‬
‫املهنية‪ .‬فصحافة املواطن ال تسعى إىل الربح‪ ،‬وذلك انطالقا من رفضها للخلفية املؤسساتية‪ ،‬ورهانات‬
‫اقتصاد السوق‪ ،‬وجند دالالت هذا اخلطاب يف جل افتتاحيات ومواثيق عمل صحافة املواطن‪ .‬إن‬
‫ميدان الصحافة واإلعالم مل يعد حكرا على الصحافة التقليدية بل دخلت إليه صحافة املواطنني ما‬
‫صنع تنوعا كبريا يف املوضوعات واألخبار السيما أن صحافة املواطن لديها اجلرأة يف تناول األحداث‬
‫من وجهة نظر املواطن وليس من وجهة نظر السلطة أو احلكام‪.‬‬
‫يصب يف صاحل التفاعلية والتشاركية‬
‫الفعالة مع اآلخرين‪ ،‬وهذا ّ‬ ‫صحافة املواطن تزيد من املشاركة ّ‬
‫عرب االنرتنت‪ ،‬وال تقتصر تفاعلية صحافة املواطن على إنتاج رسائل التغذية الراجعة اليت تثري العملية‬
‫ِ‬
‫املتضمنة ملعلومات ومواقف‪ ،‬من‬ ‫التواصلية‪ ،‬بل تتعداها إىل املشاركة حىت يف غياب الرسائل التواصلية‬
‫خالل مترير رسائل اآلخرين أو االكتفاء بإبداء اإلعجاب أو اختزال املواقف يف اإليقونات املعربة عن‬
‫انفعاالت أو أشياء ذات داللة مرتبطة مبحتوى العملية التواصلية‪ ،‬أو تأتيه جاهزة من جهة ما فيمررها‬
‫إىل اآلخرين‪ .‬نستنتج أن صحافة املواطن أتاحت ميزة جعلتها يف موقع الصدارة لدى اجلمهور‪ ،‬وهي‬
‫ميزة التفاعل اآلين واللحظي مع ما ينشر‪ ،‬خبالف اإلعالم التقليدي السمعي والبصري‪ ،‬الذي بدأ‬
‫يشهد تغريات يف هذا اجملال‪ ،‬لكنه مازال دون املستوى يف إتاحة التفاعل السريع من الرأي العام يف ما‬
‫يقدمه من حمتوى‪.‬‬
‫صحافة املواطن تعترب وبال منازع منربا من منابر حرية التعبري‪ ،‬فقد أتاحت الفرصة أمام كثري من‬
‫الناس يف أرجاء العامل لنشر األخبار وتوضيح احلقائق ونشر املعلومات من دون أي رقابة مسبقة أو‬
‫فأي مواطن ميكنه أن يصبح صحفيا‪ ،‬عرب امتالكه‬ ‫ملحقة‪ ،‬ما يؤكد أن الصحافة مل تعد مهنة خنبوية‪ّ ،‬‬
‫لوسائل التكنولوجيا احلديثة اليت تتيح له الدخول إىل شبكة اإلنرتنت ‪ .‬ويبدو أن أدوات اإلنرتنت‬
‫اجلديدة وخدماته شكلت معايري وقيما جديدة‪ ،‬مل تكن مألوفة يف هذا الواقع‪ ،‬فقد وفرت فرصة عظيمة‬
‫للشباب للتحرر من اإلعالم الداخلي أو املوجه‪ ،‬وكذلك مالحقة املعلومات يف أي وقت وبكل سهولة‬
‫عدة مناسبات‪ ،‬وذلك من خالل جناحها‬ ‫ويسر‪ .‬صحافة املواطن كمنرب من منابر حريّة التعبري أثبتت يف ّ‬
‫وبكل حريّة‪ ،‬بدءا من تفجريات ‪ 22‬سبتمرب ‪1112‬‬‫وبروز دورها احملوري يف نقل خفايا أحداث مهمة ّ‬
‫‪278‬‬
‫يف الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬مرورا بزلزال تسونامي‪ /‬إندونسيا ‪ 1111‬ومن مث تفجريات مدريد‬
‫‪ 1119‬وصوال إىل االحتجاجات على االنتخابات اإليرانية ‪ 1115‬والثورات العربية ‪ 1122‬وغريها‬
‫الكثري من األحداث‪.‬‬
‫بشدة على أ ّن صحافة‬ ‫الدراسة مل تؤثر على إجابات املبحوثني الذين أ ّكدوا وأ ّكدوا ّ‬ ‫متغريات ّ‬
‫ّ‬
‫املواطن تساهم يف صناعة اخلرب‪ .‬وما يثبت ذلك هو حماوالت بعض املؤسسات اإلعالمية االستثمار يف‬
‫صحافة املوطن‪ ،‬فقد سعت إىل إدماج جهود املواطنني الذين ميتلكون مواقع وخدمات إخبارية وإعالمية‬
‫ضمن عمل وبرامج املؤسسات اإلعالمية التقليدية‪ ،‬وامتألت شاشات الفضائيات بالصور املنقولة عرب‬
‫اهلواتف الذكية‪ .‬نستنتج أيضا أ ّن صحافة املواطن أصبحت مبثابة مطبخ جديد لصناعة وتوليد اخلرب يف‬
‫خمتلف القضايا واملواضيع‪ ،‬وهي أداة فاعلة ال ميكن إغفاهلا‪ ،‬والسيما أّنا تشهد مزيدا من اإلقبال‪،‬‬
‫والداخلني اجلدد إليها من اجلمهور مبختلف فئاته وأعماره ومستوياته‪.‬‬
‫تعمل صحافة املواطن على كسر حاجز الصمت لدى املواطنني‪ ،‬وقد استطاعت أن تطرح‬
‫الرمسي وأن الفرد أو املواطن مل يعد لديه حاجز الصمت‬ ‫القضايا اليت أُقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم ّ‬
‫وال خيشى الوقوع يف دوامته لِ َـما توفّره تكنولوجيات االتصال احلديثة من حرية للتعبري والتدوين والنشر‬
‫متغريات‬
‫فعالة يف التعبري عن الرأي اخلاص باإلمجاع وحسب خمتلف ّ‬ ‫صحافة املواطن تعترب أداة ّ‬
‫الدراسة‪ ،‬وميكن القول ّأّنا أصبحت مؤشر الجتاهات الرأي العام فهي تنقل وبشكل ظاهر وعلين‬ ‫ّ‬
‫سريع‪ ،‬ما يقبله اجملتمع وما يرفضه الناس يف حلظة تارخيية معينة‪ .‬قد يكون هذا الرفض أو القبول ذا‬
‫خلفية سياسية أو منتج جديد أو توجه يف منط احلياة والعيش‪ .‬لقد بات ما هو مقبول يف صحافة‬
‫تد َاول داخل‬‫املواطن مقبوال يف اجملتمع الواقعي‪ .‬هكذا‪ ،‬على الصحفي أن يراعي اليوم ما يدور ويُ َ‬
‫شبكات التواصل االجتماعي واليت باتت تسهم يف تأطري األحداث من عدة زاويا‪ ،‬فهو مطالب بتتبع‬
‫اجتاهات الرأي العام االفرتاضي وميوالته حىت ال يكون يف تعارض مع ما يستجد داخل هذا الفضاء‬
‫الذي يعج يوميًّا وحلظة بعد حلظة بالعديد من التعبريات ذات اخللفية السياسية والثقافية واالجتماعية‬
‫وحىت فيما يتصل بالذوق‪ ،‬واللباس وكل ما له صلة حبياة الناس اليومية بكل تفاصيلها‪ .‬لقد أصبحت‪،‬‬
‫نشر الختبار رد فعل املتلقي‪ ،‬أي القبول أو الرفض للخرب‪،‬‬
‫على سبيل املثال‪ ،‬بعض التدوينات يف تويرت تُ َ‬
‫للمنتج أو للفكرة أو للرأي املعروض على شبكات التواصل االجتماعي ومدى تقبل الناس له‪.‬‬
‫غالبية املبحوثني على اختالف جنسهم سنّهم ومستواهم التعليمي ومصدر دخلهم ومكان‬
‫إقامتهم ال يوافقون‪ ،‬وال يوافقون إطالقا على اعتبار صحافة املواطن مصدرا موثوقا للمعومة‪ .‬وأمام هذا‬
‫‪279‬‬
‫للبت يف‬
‫املؤهل ِّ‬
‫نذكر مبن هو َّ‬ ‫السؤال حول مصداقية صحافة املواطن كمصدر للمعلومة‪ ،‬علينا أن ِّ‬
‫املوثوق وغري املوثوق من املعلومات واألخبار‪ ،‬ومن هنا نستنتج أن عملية غربلة األخبار وترتيبها ونشرها‬
‫ال ميكن أن تكون إال من داخل النسق الفكري للجسم الصحفي التقليدي والقائم على قواعد‬
‫كالسيكية تتمثل يف القيم األخالقية الصحفية من موضوعية ومصداقية حىت وإن استعان يف ذلك‬
‫بصحافة املواطن وبشبكات التواصل االجتماعي كمعطى تقين وسوسيولوجي أكثر حتررية ال ميكن‬
‫جتاهله‪ .‬إ ّن منطلق اخلرب يقوم على قاعدة أن املواطن هو الذي يذهب إليه وأنه توجد مؤسسة تسهر‬
‫على غربلة وتدقيق األخبار ونشرها أي بعبارة أوضح‪ :‬على عرض وطلب‪ .‬يف شبكات التواصل‬
‫االجتماعي‪ ،‬فإن املواطن ال يطلب األخبار بل تأيت إليه‪ ،‬وهو ما يقلب املعادلة الصحيحة لصريورة‬
‫نشر على شبكات التواصل االجتماعي أو تعليق على‬ ‫األخبار‪ .‬وحري بنا أن نتساءل عن صدقية خرب يُ َ‬
‫حدث ما بالعودة إىل أدبيات أخالقيات العمل اإلعالمي؛ فأثناء احلملة االنتخابات الرئاسية األمريكية‬
‫بني دونالد ترامب وهيالري كلينتون فإن من بني ‪ 11‬خربا األكثر تداوال عرب شبكات التواصل‬
‫االجتماعي اتضح أن ‪ 21‬منها كانت خاطئة‪.1‬‬
‫احملصل عليها واليت تتأرجح بني املوافقة واحلياد فيما إذا كانت‬
‫نستنتج من خالل املعطيات ّ‬
‫صحافة املواطن تسعى إىل إنقاذ اإلعالم من احتكار املعلومة‪ ،‬أ ّن صحافة املواطن رغم ّأّنا صحافة هواة‬
‫إال أ ّّنا استطاعت أن حتجز هلا مكانا يف ميدان اإلعالم وتكسر حاجز احتكار وسائل اإلعالم‬
‫للمعلومة‪ ،‬فصحافة املواطن إذن أّنت احتكار الصحافة التقليدية لألخبار والسبق الصحفي وأصبح‬
‫املواطن العادي يسبق الصحفي التقليدي يف نقل األحداث‪ ،‬هذا ما جيعلنا نستنتج أ ّن ميدان الصحافة‬
‫واإلعالم مل يعد حكرا على الصحافة التقليدية بل دخلت إليه صحافة املواطن ما صنع تنوعا كبريا يف‬
‫املوضوعات واألخبار السيما أن صحافة املواطن لديها اجلرأة يف تناول األحداث من وجهة نظر املواطن‬
‫وليس من وجهة نظر السلطة أو النظام‪.‬‬
‫صحافة املواطن تعترب مصدرا للمعلومة بالنسبة لوسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬وقد برزت صحافة‬
‫املواطن كمصدر لألخبار تعتمد عليه وسائل اإلعالم التقليدية بالصوت والصورة منذ نشط حراك‬
‫الثورات العربية‪ ،‬متجاوزة كل حماوالت القمع والتعتيم اليت تنتهجها أنظمة هذه الشعوب‪ ،‬وبالتايل فإن‬
‫هذا املواطن مثّل مصدرا أساسيا لإلعالم التقليدي‪ ،‬وحتولت "صحافة املواطن" املادة األساسية اليت‬

‫‪ 1 1‬مجال زرن‪ ،‬اإلعالم التقليدي واجلديد يف سياق متدد اإلعالم االجتماعي وشبكاته‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.22 ،‬‬

‫‪280‬‬
‫يعتمد عليها يف نقل األحداث‪ .‬وهذا الواقع يبدو جليا يف التغطية اإلعالمية للثورات العربية‪ ،‬واجلهود‬
‫اليت تبذهلا الصحافة وراء األخبار اليت ختضع لـ"رقابة شديدة"‪ ،‬ونقل ما جيري خلف أسوار "الثورات‬
‫املغلقة"‪ ،‬وبالتايل حتولت "صحافة املواطن" اليت تعتمد على كل أنواع وسائل االتصال‪ ،‬بدءا من كامريا‬
‫اهلاتف اجلوال‪ ،‬وصوال إىل املواقع والصفحات اخلاصة‪ ،‬وتقارير شهود العيان الصوتية؛ فأصبحت‬
‫مصدرا يوميا لإلعالم التقليدي‪ .‬وجتدر اإلشارة هنا أن من بني أهم مميزات صحافة املواطن أ ّن كل‬
‫مواطن هو باحث عن املعلومة‪ ،‬وكل شخص بإمكانه أن يتحول إىل مصدر لألخبار واملعلومات‪.‬‬
‫ويبقى واجب الصحافة التقليدية‪ ،‬أن تواكب التطورات التكنولوجية والعمل على تقصي احلقائق من‬
‫أكثر من مصدر وعرض وجهات النظر كافة بشكل متوازن وعدم االحنياز لرأي أو موقف بعينه‪ ،‬وهذا‬
‫ما يتطلب حتقيق االستقالل املايل والسياسي وهو ما يصعب حتقيقه يف جمتمعات غري دميقراطية‪،‬‬
‫حتكمها خنب هتيمن على السياسية واالقتصاد معا‪ ،‬وال ترتاح إلطالق احلرية لوسائل اإلعالم أيا‬
‫كانت‪.‬‬
‫كلّما ازدادت رقابة السلطة على اإلعالم الرمسي ازدادت فاعلية صحافة املواطن‪ ،‬ويعود‬
‫االعتماد على صحافة املواطن للحظر اإلعالمي الذي تفرضه أنظمة الدول اليت جتري فيها األحداث‪..‬‬
‫فحينما يلقى القبض على مراسلني‪ ،‬ويضربون‪ ،‬ومينع آخرون من العمل‪ ،‬وتكون الرقابة مشددة إىل حد‬
‫أن املراسل إما أن ينقل ما ينقله التلفزيون الرمسي يف البلد املعين أو يعاقب؛ يصبح من البديهي أال يرسل‬
‫الصحفي خربا يتناىف مع املعايري املهنية‪ ،‬ومع واقعية احلدث وسياقه‪ .‬ومبا أن هذا احلظر اإلعالمي ميارس‬
‫أيضا على الوكاالت األجنبية اليت تزود الوسائل اإلعالمية باملادة اخلربية اخلام‪ ،‬يصبح طبيعيا البحث عن‬
‫مصادر أخرى‪ .‬وهنا‪ ،‬تصبح حسابات تويرت وفايسبوك‪ ،‬التابعة لناشطني وحقوقيني ومواطنني ومدوناهتم‬
‫مصدرا للمعلومة اليت جيري التدقيق هبا قبل بثها طبعا‪ ،‬كما هي احلال بالنسبة إىل الصورة‪ ".‬وأكرب مثال‬
‫على ذلك حالة الدول العربية أثناء فرتة الثورات اليت شكلت حتديا للصحافة بشكل عام‪ ،‬فاألنظمة مل‬
‫تسمح بدخول اإلعالم العاملي ومراسلي الصحف ووكاالت األنباء لتغطية وقائع الثورات الشعبية هناك‪،‬‬
‫حيث مت االعتماد بشكل كلي على شهادات مواطنني يف قلب احلدث وعلى مقاطع فيديو مت تصويرها‬
‫من قبل هواة ومل يتم التحقق من مصداقية بعضها‪ .‬وساهم التعتيم التلفزيوين الرمسي الذي هتيمن عليه‬
‫احلكومات املركزية يف بروز أمهية وسائل اإلعالم البديلة‪ ،‬فيما دفعت يف الوقت نفسه ببعض شبكات‬
‫التلفزيون والفضائيات واملواقع االلكرتونية إىل التضحية بأبسط قواعد املهنة يف مقابل احلصول على‬
‫القصة اإلخبارية والسبق الصحفي بغض النظر عن مصداقية مصدرها‪.‬‬
‫‪281‬‬
‫صحافة املواطن تساهم يف كشف التجاوزات اليت ال تغطيها وسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬فعلى‬
‫الرغم افتقاد صحافة املواطن أحيانا للمصداقية واملهنية‪ ،‬إال أّنا استطاعت بفضل انتشارها الواسع أن‬
‫عري وتكشف املستور الذي لطاملا حتاشته كامريات التلفزيون العمومي‪ ،‬وتغاضت عنه الصحف‪ .‬كما‬ ‫تّ‬
‫أّنا استطاعت أن تطرح القضايا اليت أُقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم الرمسي‪ ،‬وكذا أن تطرح احلقائق‬
‫اليت ال جيرأ اإلعالم التقليدي على عرضها وهذا ما نعتربه يف مقامنا هذا من عوامل جتذير مفهوم‬
‫تتجسد فيه احلقائق اليت ال جيرأ اإلعالم‬
‫صحافة املواطن يف األوساط االجتماعيّة‪ ،‬وهو اعتبارها جماال ّ‬
‫التقليدي على عرضها وطرحها‪ ،‬ولقد أربك هذا االعتبار سياسات التحرير والربامج‪ ،‬وترتيب األولويّات‬
‫خاص‪ ،‬إذ برز اهتمام ملحوظ خالل السنوات‬ ‫ّ‬ ‫على مستوى اإلعالم التقليدي‪ ،‬التلفزيوين على وجه‬
‫توجه جديد يف عقلنة العمل اإلعالمي‪ ،‬وإذا نظرنا لطبيعة‬
‫األخرية مبشاغل اجملتمع‪ ،‬اهتمام يرتمجه ّ‬
‫اإلرباك كما يحدث اليوم في العديد من المجتمعات وخاصة الدكتاتورية‪ ،‬ندرك مدى عمق‬
‫الرأي العام وبنائه على حنو جيعل من هذه‬ ‫النشاط التواصلي لصحافة المواطن وأثره في توجيه ّ‬
‫الرمسي‪ّ .‬أما إذا نظرنا إىل طبيعة التعايش بني‬ ‫السلطة التقليديّة لإلعالم ّ‬
‫هتدد ّ‬
‫"الصحافة" سلطة ّ‬
‫الصنفني‪ ،‬فإنّنا جندها ختتلف باختالف األنظمة السياسيّة والثقافيّة‪ .‬ففي الدمقراطيات الليرباليّة‪ ،‬تعمل‬
‫ّ‬
‫كل القضايا اليت‬
‫حتدد يف صدارة االهتمامات ّ‬ ‫صحافة املواطن عادة على إعادة ترتيب األولويّات‪ ،‬إذ ّ‬
‫الرمسي‪ ،‬فصحافة املواطن‪ ،‬يف هذه احلالة تعيد‬ ‫تأجلت معاجلتها من قبل وسائل اإلعالم ّ‬‫تأخرت أو ّ‬
‫إنتاج ما يعرف يف نظريات اإلعالم بـ "وضع األجندة" (ماكسوال‪ ،)2521‬في حين نجدها في‬
‫النمو تعمل على طرح القضايا التي أقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم‬
‫السائرة في طريق ّ‬
‫البلدان ّ‬
‫وتوجهاتها‪،‬‬
‫مؤسسة الدولة ّ‬
‫المؤسسة اإلعالميّة أو ّ‬
‫ّ‬ ‫الرسمي العتبارها قضايا ال تنسجم مع سياسة‬
‫ّ‬
‫فيتم إدراجها‪ ،‬واالعتناء مبعاجلتها‪ ،‬يف مستوى التدوين‪ ،‬على أساس أ ّّنا قضايا اجملتمع احلقيقيّة‪،‬‬
‫ّ‬
‫الصمت"‪ ،‬فيطفو على السطح رصيد املسكوت عنه يف‬ ‫دوامة ّ‬ ‫تفجر " ّ‬
‫وصحافة املواطن يف هذه احلالة‪ّ ،‬‬
‫السياق الثقايف‬
‫السياسة اإلعالميّة‪ ،‬وهكذا يتخذ مفهوم صحافة املواطن مدلوالت خمتلفة باختالف ّ‬ ‫ّ‬
‫السياسي‪ .‬يصنّف شولتز منوذج دوامة الصمت من بني التوضيحات البيئية لتأثري اإلعالم‪ ،‬أي أن‬ ‫و ّ‬
‫اإلعالم خيلق الثقافة والبيئة الرمزية واملعرفية اليت يعيش اإلنسان فيها‪ ،‬ويشكل مصدرا يستخدمه الفرد‬
‫يف التفاعالت االجتماعية ليتمكن من موضعة أفعاله وجعلها ذات معىن‪.1‬‬

‫‪ 1‬فريال مهنا‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.152‬‬

‫‪282‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬صحافة المواطن ونظرية دوامة الصمت‬
‫دوامة‬
‫يف دراستنا هذه نرّكز على صحافة املواطن ودورها يف تشكيل الرأي العام من خالل نظريّة ّ‬
‫تعد هذه النظرية من أكثر نظريات اإلعالم عالقة بتكوين الرأي العام يف اجملتمع‪،‬‬
‫الصمت‪ ،‬حيث ّ‬
‫دوامة الصمت ويف القضايا اخلالفية‬‫فحسب هذه النظرية يتشكل الرأي العام من خالل عملية تسمى ّ‬
‫يش ّكل الناس انطباعاهتم عن توزيع الرأي العام وحياولون أن حيددوا ما ان كانوا من األغلبية وبالتايل‬
‫حياولون حتديد ما اذا كان الرأي العام يتغري أم ال‪ ،‬لكي يتوافق معهم وإذا اعتقد الناس أن الرأي العام‬
‫تغري يف االجتاه املعاكس الجتاههم‪ ،‬فإّنم يتجهون اىل التزام الصمت يف املوضوع‪ ،‬وكلما ازداد الصمت‬ ‫ّ‬
‫عرب عنها وبالتايل يستمر الصمت‪.‬‬
‫كلما شعر اآلخرون ان وجهة النظر املعارضة ال يُ َّ‬
‫الفرض األساسي يف نظريّة ّدامة الصمت هو أ ّن معظم الناس خيافون بطبيعتهم من العزلة‪،‬‬
‫وخوفهم هذا جيعلهم يتبعون األغلبية يف حماولة للتوحد معهم‪ ،‬حىت لو كان ذلك على حساب إخفاء‬
‫آرائهم‪ ،‬أو وجهات نظرهم اليت ختتلف مع رأي األغلبية‪ ،‬وبالتايل التزام الصمت‪ ،‬وهذا الصمت سيزداد‬
‫التمسك به مع تصاعد تأييد وسائل اإلعالم لوجهات نظر األغلبية واإلعالن عنها‪ .‬وبالتايل فإن األقلية‬
‫الصامتة ستفضل االلتزام بالصمت بدال من اإلحساس بالعزلة عن اآلخرين الذين ميثلون األغلبية‪ .‬أو‬
‫وجهات النظر السائدة يف وسائل اإلعالم‪ .‬ويقوم بناء هذا الفرض الرئيسي على دعامتني‪:1‬‬
‫األوىل‪ :‬أن األفراد يتجاهلون ما يرونه بأنفسهم ويتمسكون مبا تراه اجلماعة خوفا من عزلتهم‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن وسائل اإلعالم تقوم بنشر وتعزيز وجهة النظر السائدة أو املهيمنة يف الرأي العام‪.‬‬
‫وبالتايل فان تعزيز وسائل اإلعالم لوجهات النظر السائدة سوف يؤدي بالتايل إىل اختفاء اآلراء أو‬
‫وجهات النظر اليت تتبناها األقلية‪ .‬ومن بني العوامل اليت جتعل الناس حريصني على إعالن وجهات‬
‫نظرهم واملشاركة بآرائهم فيها‪.‬‬

‫‪ -‬إحساس الفرد بانتمائه إىل رأي األغلبية‪.‬‬


‫‪ -‬إدراكه للرأي احلايل متفقا مع توقعاته عن املستقبل واجتاهاته‪.‬‬
‫‪ -‬امليل إىل احلديث والتخاطب مع من يتفقون معهم أكثر ممن يعارضوّنم‪.‬‬
‫‪ -‬إحساس الفرد بذاته ‪-‬تقدير الذات‪ -‬جيعله يعلن رأيه بينما العكس جيعل الفرد يرتدد يف إعالن‬
‫رأيه و يفضل الصمت‪.‬‬

‫‪ 1‬حممد عبد احلميد‪ ،‬نظريات االعالم واتجاهات التأثير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.111 :‬‬

‫‪283‬‬
‫‪ -‬الرجال صغار البالغني الطبقة الوسطى واألعلى مييلون إىل احلوار واملشاركة بسهولة‪.‬‬
‫‪ -‬معظم القوانني تشجع الناس على التعبري عن أرائهم عندما يشعرون أّنم أكثر عددا ويشكلون‬
‫األغلبية‪.1‬‬
‫كثيرا ما يشكل ضغطًا رهيبًا على الرأي العام‪،‬‬
‫وتفترض هذه النظريّة أيضا أن اإلعالم ً‬
‫ليصبح الرأي العام هو ما يريده اإلعالم ال ما يريده الشعب‪ .‬وهي تقوم على افرتاض رئيسي هو أن‬
‫اإلنسان يف األعم األغلب ال حيب العزلة‪ ،‬وخيشى ِمن مصادمة الرأي العام‪ ،‬وأن اإلعالم يستطيع حتت‬
‫شرط معني أن يلح على فكرة أو موقف من شخص أو مجاعة بدرجة تعطي قناعة لدى مجيع املتلقني‬
‫أن هذا هو الرأي العام‪ِ ،‬‬
‫ومن َمثَّ ترتفع الرغبة لدى مؤيدي هذه الفكرة‪ ،‬ويفتخرون باالنتماء إليها‪ ،‬بينما‬
‫حيوهلم إىل‬
‫يشعر املعارضون هلا أو املؤيدون ألطروحات أخرى باحلرج واخلجل فيلزمون الصمت‪ ،‬مما ِّ‬
‫"أقلية صامتة" يف اجملتمع! بل ذهبت النظرية إىل ما هو أبعد من ذلك‪ ،‬وهو أن اإلعالم يستطيع إذا‬
‫توحد على وجهة نظر مصادمة لرأي األغلبية أن حيوهلا إىل "أغلبية صامتة" ختجل من مبادئها‪ ،‬حىت لو‬
‫كانت هي مبادئ األغلبية! بينما األقلية املساندة من اإلعالم تشعر بأّنا صارت األصل‪ .‬ولكن الشرط‬
‫الرئيسي لكي حتدث هذه الظاهرة‪ ،‬هو‪ :‬أن تتوحد وسائل اإلعالم على أيديولوجية أو فكرة أو هدف‪،‬‬
‫املوجه ِمن قِبَل احلكومات الديكتاتورية‪.2‬‬
‫وهذا حاصل يف حاالت اإلعالم َّ‬
‫دوامة الصمت على صحافة‬ ‫يف هذا احملور من اجلانب التطبيقي حاولنا إسقاط فروض نظرية ّ‬
‫املواطن‪ ،‬وحماولة التأ ّكد من مدى نفوذ هذه النظرية على صحافة املواطن اليت فتحت الباب على‬
‫مصراعيه حلريّة التعبري دون اخلضوع أو اخلوف من أي سلطة مهما كان شكلها‪.‬‬

‫‪ 1‬حممد عبد احلميد‪ ،‬نظريات االعالم واتجاهات التأثير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.115-111 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Marc André barsalou, Silence et rencontre: La disponibilité à l'autre, (s.ed), Presses de‬‬
‫‪l'Université du Québec, Canada, 2012, p20.‬‬

‫‪284‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :24‬بين متغيرات الدراسة وكشف الهوية عبر االنترنت‬

‫تصرح هبويتك عرب االنرتنت‬


‫هل ّ‬
‫اجملموع‬ ‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪114‬‬ ‫‪%35‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪%65‬‬ ‫‪74‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259‬‬ ‫‪%64‬‬ ‫‪165‬‬ ‫‪%36‬‬ ‫‪94‬‬ ‫أنثى‬
‫‪373‬‬ ‫‪%55‬‬ ‫‪205‬‬ ‫‪%45‬‬ ‫‪168‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188‬‬ ‫‪%55‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪%45‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪11 _ 21‬‬
‫‪116‬‬ ‫‪%51‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪%49‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%69‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪%31‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪22 _ 22‬‬
‫‪373‬‬ ‫‪%55‬‬ ‫‪205‬‬ ‫‪%45‬‬ ‫‪168‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪180‬‬ ‫‪%58‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪76‬‬ ‫ليسانس‬
‫املستوى‬
‫‪156‬‬ ‫‪%54‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪%46‬‬ ‫‪72‬‬ ‫ماسرت‬
‫التعليمي‬
‫‪37‬‬ ‫‪%46‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪%54‬‬ ‫‪20‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪373‬‬ ‫‪%55‬‬ ‫‪205‬‬ ‫‪%45‬‬ ‫‪168‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314‬‬ ‫‪%53‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪%47‬‬ ‫‪148‬‬ ‫نعم‬ ‫مصدر‬
‫‪59‬‬ ‫‪%66‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪%34‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ال‬ ‫الدخل‬
‫‪373‬‬ ‫‪%55‬‬ ‫‪205‬‬ ‫‪%45‬‬ ‫‪168‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316‬‬ ‫‪%55‬‬ ‫‪173‬‬ ‫‪%45‬‬ ‫‪143‬‬ ‫حضري‬
‫‪36‬‬ ‫‪%47‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪%53‬‬ ‫‪19‬‬ ‫شبه حضري‬ ‫السكن‬
‫‪21‬‬ ‫‪%71‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ريفي‬
‫‪373‬‬ ‫‪%55‬‬ ‫‪205‬‬ ‫‪%45‬‬ ‫‪168‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪285‬‬
‫يوضح اجلدول املرّكب رقم ‪ ،11‬العالقة بني متغريات الدراسة وكشف اهلوية عرب االنرتنت‪،‬‬ ‫ّ‬
‫حيث نالحظ أ ّن متغري اجلنس قد أثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فإجابات اإلناث كانت مغايرة ألجوبة‬
‫يصرحون هبويتهم عرب االنرتنت‪ ،‬أما لدى اإلناث‬ ‫الذكور‪ ،‬فمعظم الذكور وبأعلى النسب ‪ّ %49‬‬
‫سجلت يف خانة عدم التصريح باهلوية ‪ ،%41‬وهو أمر طبيعي يف اجملتمعات العربية‬ ‫فأعلى نسبة ّ‬
‫احملافظة واليت متيل فيها املرأة إىل عدم كشف هويتها انطالقا من العرف والعادات والتقاليد‪.‬‬
‫متغري السن مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬حيث نالحظ أ ّن أعلى النسب ُس ّجلت يف خانة‬
‫عدم التصريح باهلوية لدى مجيع الفئات العمرية‪ ،‬ماعدا الفئة العمرية األخرية ‪ 22 _ 22 ،‬اليت‬
‫يصرحون‪،‬‬‫يصرحون هبويّتهم عرب االنرتنت ومن ال ّ‬ ‫سجلت نفس النسبة أي التعادل والتساوي بني من ّ‬ ‫ّ‬
‫إال أنه جتدر اإلشارة إىل أنه يوجد تقارب كبري يف النسب بني التصريح وعدم التصريح‪ ،‬إالّ أ ّن الك ّفة‬
‫متيل إىل عدم التصريح وذلك بنسبة ‪ %99‬بالنسبة للفئة العمرية األوىل ‪ ،11 _ 21‬أما الفئة العمرية‬
‫سجلت نسبة ‪ ،%92‬ونسبة ‪ %45‬وهي أعلى نسبة كانت لدى الفئة العمرية‬ ‫الثانية ‪ 12 _ 12‬فقد ّ‬
‫‪.21 _ 11‬‬
‫متغري املستوى التعليمي أثّر على إجابات املبحوثني فنالحظ أ ّن كل من مستوى الليسانس‬ ‫ّ‬
‫واملاسرت مييلون إىل عدم التصريح هبويتهم عرب االنرتنت بأعلى النسب ‪ %91‬و‪ %91‬على التوايل‪ ،‬يف‬
‫سجل أعلى نسبة يف خانة التصريح باهلوية عرب االنرتنت‪.‬‬
‫حني جند أ ّن مستوى ال ّدكتوراه ّ‬
‫فكل من ذوي مصدر الدخل والذين ال‬ ‫كمتغري مل يؤثر على إجابات املبحوثني ّ‬
‫مصدر الدخل ّ‬
‫ميلكون مصدر دخل مييلون إىل عدم التصريح هبويّتهم عرب االنرتنت بأعلى النسب ‪ %92‬و‪%44‬‬
‫على التوايل‪.‬‬
‫متغري السكن أثّر على إجابات املبحوثني فكل من سكان احلضر والريف مييلون إىل عدم‬ ‫ّ‬
‫التصريح هبويتهم عرب االنرتنت بأعلى النسب ‪ %99‬و‪ %22‬على التوايل‪ ،‬يف حني جند سكان‬
‫يصرحون هبويّتهم عرب االنرتنت‪ ،‬بنسبة ‪.%92‬‬
‫املناطق شبه احلضرية أغلبهم ّ‬
‫متغريات ال ّدراسة أثرت يف إجابات املبحوثني‪ ،‬فاإلناث ميل إىل‬
‫نستنتج من خالل املعطيات أ ّن ّ‬
‫عدم ال تصريح هبويتهن عرب االنرتنت وذلك يرجع إىل طبيعة اجملتمع الذي يتسم بالنزعة الذكورية‪،‬‬
‫مستوى الدكتوراه صنع الفرق مبيوله إىل التصريح هبويته عرب االنرتنت‪ ،‬وميكن تفسري ذلك بأنّه كلّما كان‬
‫املستوى عال كلّما أثر على التصريح باهلوية‪.‬‬

‫‪286‬‬
‫وبشكل عام فإ ّن ك ّفة عدم التصريح باهلوية عرب االنرتنت كانت هي األرجح‪ .‬وهذا ما تتسم به‬
‫عادة اهلوية االفرتاضية فالعالقات االجتماعية االفرتاضية يف معظمها جتمعات خفيه جمهولة اهلوية‪ ،‬فالفرد‬
‫الذي ينخرط يف هذه التفاعالت له احلق أن خيفي نفسه حتت مسميات خمتلفة‪ ،‬أو ينفصل من هويته‪،‬‬
‫وأحيانا يدخل التفاعالت باسم مشهور من أمساء املشاهري‪ ،‬وأحيانا باسم طائر من الطيور‪ ،‬وأحيانا‬
‫يدخل الذكور بأمساء اإلناث والعكس‪ ،‬وأحيانا ويدخل بأمساء فكاهية ‪ ...‬اخل فهوية الفرد أو شخصيته‬
‫ختتفي يف ظل هذه التفاعالت بل وتتباين يف قوالب عديدة‪ ،‬باإلضافة إىل سلخ الفرد عن هويته‬
‫الشخصية فإن هناك نزوعا يف اجملتمع االفرتاضي وتفاعالته إيل الفردية‪ ،‬فالفرد املنخرط يف التفاعالت‬
‫االفرتاضية ‪-‬حيت لو كانت مجاعية‪ -‬إال انه يدخله بوصفه فردا من أمام شاشة كمبيوتر خاصة تأخذه‬
‫من عامله الواقعي إيل عامل افرتاضي‪ ،‬يؤدي ذلك إيل نوع من أنواع االغرتاب‪ ،‬مما جيعل الفرد يتفاعل‬
‫انطالقا من كونه فردا غري معروف (جمهول) فيقدم يف أكثر األحوال آراءه وأفكاره وتصوراته الشخصية‬
‫وليست االجتماعية ‪ ،‬ويتحرر من أي تبعية دينية واجتماعية وقيمية‪.‬‬

‫‪287‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :25‬سبب عدم التصريح بالهوية حسب متغيّرات ال ّدراسة‬

‫سبب عدم التصريح باهلوية‬


‫حب املشاركة ونقل‬
‫حب تقمص‬ ‫ألخذ احلرية‬ ‫اخلوف من‬
‫اجملموع‬ ‫األخبار من دون‬
‫شخصيات‬ ‫األكثر يف‬ ‫اإلدالء باهلوية‬
‫التصريح باهلوية‬
‫افرتاضية‬ ‫التعبري‬ ‫احلقيقية‬
‫احلقيقية‬
‫النسبة التكرار النسبة التكرار‬ ‫التكرار النسبة التكرار النسبة التكرار‬
‫‪60‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%36‬‬ ‫‪22 %40 24 %17‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪229‬‬ ‫‪%6 13‬‬ ‫‪%36‬‬ ‫‪82 %37 86 %21‬‬ ‫‪48‬‬ ‫أنثى‬
‫‪149‬‬ ‫‪%9 13‬‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪50 %36 53 %22‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪11 _ 21‬‬
‫‪87‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%39‬‬ ‫‪34 %39 34 %17‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪35‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%46‬‬ ‫‪16 %37 13 %17‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪21 _ 11‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%56 10 %22‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪22 _ 22‬‬
‫‪150‬‬ ‫‪%7 11‬‬ ‫‪%31‬‬ ‫‪47 %37 55 %25‬‬ ‫‪37‬‬ ‫ليسانس‬
‫املستوى‬
‫‪115‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%43‬‬ ‫‪49 %36 42 %16‬‬ ‫‪18‬‬ ‫ماسرت‬
‫التعليمي‬
‫‪24‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%54 13 %13‬‬ ‫‪3‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪239‬‬ ‫‪%6 15‬‬ ‫‪%36‬‬ ‫‪85 %37 88 %21‬‬ ‫‪51‬‬ ‫نعم‬
‫مصدر الدخل‬
‫‪50‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫‪19 %44 22 %14‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ال‬
‫‪247‬‬ ‫‪%7 17‬‬ ‫‪%36‬‬ ‫‪89 %37 92 %20‬‬ ‫‪49‬‬ ‫حضري‬
‫‪23‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%35‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%52 12 %13‬‬ ‫السكن شبه حضري ‪3‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%31 6‬‬ ‫‪%31‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ريفي‬

‫‪288‬‬
‫متغريات‬
‫يو ّضح اجلدول املرّكب رقم ‪ 19‬سبب عدم التصريح باهلوية عرب االنرتنت حسب ّ‬
‫متغري اجلنس مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فكل من الذكور واإلناث‬ ‫الدراسة‪ ،‬حيث نالحظ أ ّن ّ‬ ‫ّ‬
‫أمجعوا على أ ّن السبب الرئيسي يف عدم التصريح باهلوية عرب االنرتنت هو ألخذ احلرية األكثر يف التعبري‬
‫حتصل على أعلى‬ ‫وذلك بنسبة ‪ %40‬بالنسبة لإلناث‪ ،‬و‪ %37‬بالنسبة للذكور‪ ،‬السبب الثاين الذي ّ‬
‫حد السواء هو حب املشاركة ونقل األخبار من دون التصريح‬ ‫نسبة لدى كل من الذكور واإلناث على ّ‬
‫باهلوية‪ ،‬بنسبة ‪ ،%24‬أما ثالث أعلى نسبة فقد كانت لدى اإلناث والذكور على حد السواء يف خانة‬
‫تقمص‬‫سجلت يف خانة حب ّ‬ ‫اخلوف من اإلدالء باهلوية احلقيقية‪ ،‬يف حني أ ّن أضعف نسبة ّ‬
‫حد السواء‪.‬‬
‫شخصيات افرتاضية‪ ،‬وهي أضعف نسبة لدى كل من الذكور واإلناث على ّ‬
‫متغري السن أثّر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فالفئة العمرية األوىل ‪ 11_21‬سنة أمجعت بأعلى‬ ‫ّ‬
‫نسبة لديها ‪ %24‬على أ ّن السبب وراء عدم التصريح باهلوية هو احلرية األكثر يف التعبري‪ ،‬أما الفئة‬
‫العمرية الثانية ‪ 12_12‬فقد ُس ّجلت أعلى نسبة لديها ‪ %25‬يف خانة احلرية األكثر يف التعبري ونفس‬
‫النسبة يف خانة حب املشاركة ونقل األخبار من دون التصريح باهلوية احلقيقية‪ ،‬يف حني الفئة العمرية‬
‫الثالثة ‪ 21_11‬فقد كانت أعلى نسبة لديها ‪ %14‬يف خانة حب املشاركة ونقل األخبار من دون‬
‫التصريح باهلوية احلقيقية‪ ،‬وكانت نسبة ‪ %94‬لدى الفئة العمرية ‪ 22_22‬يف خانة "ألخذ احلرية‬
‫األكثر يف التعبري" كسبب رئيسي لعدم التصريح باهلوية‪.‬‬
‫املستوى التعليمي هو اآلخر أثّر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فالسبب الرئيسي يف عدم التصريح‬
‫باهلوية لدى مستوى الليسانس كان احلرية األكثر يف التعبري‪ ،‬وذلك بنسبة ‪ ،%22‬ونفس السبب‬
‫سجناه لدى مستوى الدكتوراه بنسبة ‪ ،%91‬يف حني مستوى املاسرت فكان السبب وراء عدم التصريح‬ ‫ّ‬
‫باهلوية هو حب املشاركة ونقل األخبار من دون التصريح باهلوية احلقيقية‪ ،‬وذلك بنسبة ‪.%12‬‬
‫متغري مصدر الدخل مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فكل من ذوي مصدر الدخل والذين ال‬ ‫ّ‬
‫ميلكون مصدر دخل أمجعوا على أ ّن السبب الرئيسي لعدم التصريح باهلوية هو ألخذ حرية أكرب يف‬
‫متغري السكن فقد أثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فسكان املناطق احلضرية أمجعوا على أ ّن‬
‫التعبري‪ .‬أما ّ‬
‫السبب الرئيسي يف عدم التصريح باهلوية هو احلرية األكرب يف التعبري‪ ،‬بنسبة ‪ %22‬وهي أعلى نسبة‪،‬‬
‫وهو نفس السبب بالنسبة لسكان شبه احلضري‪ ،‬وذلك بنسبة ‪ ،%91‬يف حني أمجع سكان املناطق‬
‫الريفية على أ ّن السبب الرئيسي يف إخفاء اهلوية هو حب املشاركة ونقل األخبار من دون التصريح‬
‫باهلوية احلقيقي بنسبة ‪.%21‬‬
‫‪289‬‬
‫احملصل عليها أ ّن السبب الرئيسي إلخفاء املواطنني الصحفيني‬ ‫نستنتج من خالل املعطيات ّ‬
‫هلويّتهم عرب االنرتنت هو ألخذ احلرية األكرب يف التعبري‪ ،‬وهذا يؤّكد مشروعيّة الفروض اليت قامت عليها‬
‫نظريّة لولب الصمت يف بيئة اإلعالم التقليدي‪ ،‬فإذا كان العامالن الرئيسيان يف النظريّة مها اخلوف من‬
‫صحتهما يف‬
‫العزلة االجتماعية‪ ،‬ومناخ الرأي الذي يطلق أو يقيّد حرية التعبري‪ ،‬فإ ّن هذين العاملني أثبتا ّ‬
‫تلخص‬‫النقاشات اليت تدور بني اجلمهور املرسل املتلقي عرب شبكات التواصل االجتماعي واليت ّ‬
‫صحافة املواطن‪ ،‬فإخفاء اهلوية تعبري على اخلوف من إبداء الرأي بكل حريّة وبالتايل اخلوف من العزلة‬
‫التطور التكنولوجي‬
‫االجتماعية‪ .‬ومن هنا ميكن القول أن هذه النظرية ال تزال سارية املفعول رغم ّ‬
‫احلاصل‪ ،‬ورغم حرية التعبري اليت تكفلها االنرتنت للمواطن أال أنّه يبقى خائفا من ّرد فعل األغلبية‬
‫فيلجأ إىل إخفاء هويته احلقيقية‪.‬‬

‫‪290‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ ،26‬االطالع على تعليقات اآلخرين قبل التعليق على‬
‫خبر ما‪ ،‬حسب متغيّرات الدراسة‬

‫اجملموع‬ ‫يف حالة التعليق على خرب ما عرب اإلنرتنت هل‪:‬‬


‫تعلّق مباشرة دون االطالع‬ ‫تطّلع على تعليقات اآلخرين قبل‬
‫على تعليقات اآلخرين‬ ‫التعليق‬
‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪114‬‬ ‫‪%39‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪%61‬‬ ‫‪69‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259‬‬ ‫‪%36‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪%64‬‬ ‫‪166‬‬ ‫أنثى‬
‫‪373‬‬ ‫‪%37‬‬ ‫‪138‬‬ ‫‪%63‬‬ ‫‪235‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188‬‬ ‫‪%36‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪%64‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪11 _ 21‬‬
‫‪116‬‬ ‫‪%34‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪%66‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%40‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪%60‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%58‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪22 _ 22‬‬
‫‪222‬‬ ‫‪%37‬‬ ‫‪138‬‬ ‫‪%63‬‬ ‫‪235‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪180‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪%62‬‬ ‫‪111‬‬ ‫ليسانس‬
‫املستوى‬
‫‪156‬‬ ‫‪%37‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪%63‬‬ ‫‪99‬‬ ‫ماسرت‬
‫التعليمي‬
‫‪37‬‬ ‫‪%32‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪%68‬‬ ‫‪25‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪222‬‬ ‫‪%37‬‬ ‫‪138‬‬ ‫‪%63‬‬ ‫‪235‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314‬‬ ‫‪%37‬‬ ‫‪116‬‬ ‫‪%63‬‬ ‫‪198‬‬ ‫نعم‬ ‫مصدر‬
‫‪59‬‬ ‫‪%37‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪%63‬‬ ‫‪37‬‬ ‫ال‬ ‫الدخل‬
‫‪222‬‬ ‫‪%37‬‬ ‫‪138‬‬ ‫‪%63‬‬ ‫‪235‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316‬‬ ‫‪%36‬‬ ‫‪115‬‬ ‫‪%64‬‬ ‫‪201‬‬ ‫حضري‬
‫‪36‬‬ ‫‪%31‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪%69‬‬ ‫‪25‬‬ ‫شبه حضري‬ ‫السكن‬
‫‪21‬‬ ‫‪%57‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪%43‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ريفي‬
‫‪222‬‬ ‫‪%37‬‬ ‫‪138‬‬ ‫‪%63‬‬ ‫‪235‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪291‬‬
‫يوضح اجلدول املرّكب رقم ‪ ،14‬اطّالع العيّنة املبحوثة على تعليقات اآلخرين قبل التعليق على‬
‫ّ‬
‫متغري السن مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فكل‬
‫متغريات الدراسة‪ ،‬حيث نالحظ أ ّن ّ‬ ‫خرب ما‪ ،‬حسب ّ‬
‫من الذكور واإلناث أمجعوا على ّأّنم يطّلعون على تعليقات اآلخرين قبل التعليق على خرب ما عرب‬
‫االنرتنت‪ ،‬وذلك بأعلى النسب ‪ %42‬بالنسبة للذكور‪ ،‬و‪ %41‬بالنسبة لإلناث‪.‬‬
‫ملتغري السن فإن كل الفئات العمرية أمجعت على ّأّنا تطّلع على تعليقات اآلخرين قيل‬
‫بالنسبة ّ‬
‫التعليق على خرب ما عرب االنرتنت بأعلى النسب‪ ،‬ماعدا الفئة العمرية األخرية ‪ 22_22‬فهي تعلّق‬
‫مباشرة دون االطّالع على تعليقات اآلخرين‪.‬‬
‫متغري املستوى التعليمي مل يؤثر على إجابات املبحوثني الدين أمجعوا على اختالف مستوياهتم‬
‫ّ‬
‫التعليمية على ّأّنم يطّلعون على تعليقات اآلخرين قبل التعليق على خرب ما عرب االنرتنت‪ ،‬فمستوى‬
‫فسجل نسبة ‪ %68 ،%63‬لدى مستوى‬ ‫سجل نسبة ‪ ،%62‬أما مستوى املاسرت ّ‬ ‫الليسانس ّ‬
‫ملتغري مصدر الدخل‪ ،‬فكل من ذوي مصدر الدخل والذين ال‬ ‫الدكتوراه‪ .‬نفس املالحظة بالنسبة ّ‬
‫ميلكون مصدر دخل أمجعوا على ّأّنم يطّلعون على تعليقات اآلخرين قبل التعليق على خرب ما عرب‬
‫قدرت بـ ‪.%42‬‬ ‫االنرتنت وذلك بأعلى نسبة وبنفس النسبة واليت ّ‬
‫متغري السكن أو مكان اإلقامة أثّر على إجابات املبحوثني فقد اختلفت بني مطّلع وغري مطّلع‬
‫ّ‬
‫على تعليقات اآلخرين قبل التعليق على خرب ما عرب االنرتنت‪ ،‬فسكان املناطق احلضرية أمجعوا على‬
‫أ ّّنم يطّلعون على تعليقات اآلخرين قبل التعليق على خرب ما عرب االنرتنت‪ ،‬بنسبة ‪ ،%41‬نفس‬
‫الشيء بالنسبة لسكان شبه احلضري‪ ،‬وذلك بنسبة ‪ %45‬وهي أعلى نسبة‪ ،‬يف حني أمجع سكان‬
‫املناطق الريفية على ّأّنم يطّلعون على تعليقات اآلخرين قبل التعليق على خرب ما عرب االنرتنت‪ ،‬بنسبة‬
‫‪.%92‬‬
‫املتحصل عليها أ ّن غالبية العيّنة املبحوثة على اختالف جنسها وسنّها‬
‫ّ‬ ‫نستنتج من املعطيات‬
‫ومقر سكناها‪ ،‬تطّلع على تعليقات اآلخرين قبل التعليق على خرب‬ ‫ومستواها التعليمي ومصدر دخلها ّ‬
‫دوامة‬
‫ما عرب االنرتنت‪ ،‬ويعود ذلك إىل امليل إىل معرفة رأي األغلبية‪ ،‬وهذا ما جيعلنا نؤّكد فرضية نظرية ّ‬
‫الصمت اليت تؤكد ضرورة عدم الثقة الكاملة يف صحة الرأي العام وذلك الن كثري من الناس العتبارات‬
‫نفسية واجتماعية مييلون إىل التوافق مع الرأي السائد حىت بدون اقتناع لتحاشى الرفض واالنعزال عن‬
‫األغلبية ويشري كاتز إىل انه عندما يدرك بعض األفراد أو اجلماعات أّنم خمتلفون وغري مسايرين لرأي‬
‫األغلبية فإّنم إما يغريون آراءهم لتتسق مع رأي وسائل اإلعالم أو يؤثرون الصمت جتنبا للضغوط‬
‫‪292‬‬
‫االجتماعية‪ .1‬وذلك حبثا عن التوافق االجتماعي حيث يؤدي ذلك إىل تأييد ّاجتاه القسم األكرب من‬
‫اجلمهور‪ ،‬أما األفراد املعارضني هلذه القضية أو تلك الشخصية فأّنم يتخذون موقف (الصمت) جتنبا‬
‫الضطهاد اجلماعة الكبرية املؤيدة‪ ،‬أو خوفا من العزلة االجتماعية‪.‬‬
‫وبالتايل فإّنم إذا كانوا يؤمنون بآراء خمالفة ملا تعرضه وسائل اإلعالم‪ ،‬فإّنم حيجبون آرائهم‬
‫الشخصية‪ ،‬ويكونوا أقل رغبة يف التحدث عن هذه اآلراء مع اآلخرين‪ ،‬أما الذين لديهم آراء منسجمة‬
‫مع رأي األغلبية فإّنم يكونوا أكثر نشاطا وجرأة يف اإلعالن عن هذه اآلراء والتحدث بشأّنا للحصول‬
‫على القبول االجتماعي‪.2‬‬
‫ذلك أن األفراد يتجاهلون ما يرونه بأنفسهم‪ ،‬ويتمسكون مبا تراه اجلماعة خوفا من عزلتهم عن‬
‫اجلماعة أو اجملتمع‪ ،‬باإلضافة إىل أن وسائل اإلعالم تقوم بنشر وتعزيز وجهة النظر السائدة أو املهيمنة‬
‫يف الرأي العام‪ ،‬ويعين ذلك أن تعزيز وسائل اإلعالم مبا يف ذلك صحافة املواطن لوجهات نظر معينة‬
‫تعكس االجتاه السائد الذي يؤدي إىل تقليص اآلراء اليت تتبناها األقلية‪ .‬وترى نيومان أن هناك عوامل‬
‫عديدة جتعل الناس حيرصون على إبداء وجهات نظرهم واملشاركة بآرائهم منها‪ :‬شعور الفرد بانتمائه إىل‬
‫املتوصل إليها‪.‬‬
‫رأي األغلبية‪ ،‬وهو ما تثبته النتائج ّ‬

‫‪ 1‬حسين حممد نصر‪ ،‬نظريّات االعالم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.112-114‬‬
‫‪ 2‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.11 :‬‬

‫‪293‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :21‬تغيير الرأي انطالقا من االطالع على تعليقات اآلخرين‬
‫حسب متغيّرات الدراسة‬

‫غريت رأيك انطالقا من رأي األغلبية؟‬


‫يف حالة االطالع على تعليقات اآلخرين‪ ،‬هل سبق وأن ّ‬
‫بدون اجابة اجملموع‬ ‫أغري رأيي‬
‫ال ّ‬ ‫ناذرا‬ ‫أحيانا‬ ‫غالبا‬ ‫دائما‬
‫‪114 %27 31 %23 26 %19 22 %26 29 %5 6 %0 0‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259 %10 25 %38 100 %25 64 %22 58 %4 10 %1 2‬‬ ‫أنثى‬
‫‪222 %15 56 %34 126 %23 86 %23 87 %4 16 %1 2‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188 %14 26 %27 50 %28 53 %26 49 %5 10 %0 0 11 _ 21‬‬
‫‪116 %14 16 %32 37 %21 25 %26 30 %5 6 %2 2 12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%22 10 %56 25‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪4 %13 6 %0 0 %0 0 21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%17 4 %58 14 %17 4‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪2 %0 0 %0 0 22 _ 22‬‬
‫‪222 %15 56 %34 126 %23 86 %23 87 %4 16 %1 2‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪180 %13 24 %24 43 %28 51 %29 52 %6 10 %0 0‬‬ ‫ليسانس‬
‫املستوى‬
‫‪156 %15 24 %41 63 %21 33 %18 28 %4 6 %1 2‬‬ ‫ماسرت‬
‫التعليمي‬
‫‪37‬‬ ‫‪%22 8 %54 20‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪2 %19 7 %0 0 %0 0‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪222 %15 56 %34 126 %23 86 %23 87 %4 16 %1 2‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314 %15 46 %35 110 %23 74 %22 68 %5 16 %0 0‬‬ ‫نعم‬ ‫مصدر‬
‫‪59‬‬ ‫‪%17 10 %27 16 %20 12 %32 19 %0 0 %4 2‬‬ ‫ال‬ ‫الدخل‬
‫‪222 %15 56 %34 126 %23 86 %23 87 %4 16 %1 2‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316 %15 48 %35 112 %22 68 %23 72 %4 14 %1 2‬‬ ‫حضري‬
‫‪36‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪2 %22‬‬ ‫‪8‬‬ ‫شبه حضري ‪%44 16 %28 10 %0 0 %0 0‬‬ ‫السكن‬
‫‪21‬‬ ‫‪%29 6 %29‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪2 %24 5 %9 2 %0 0‬‬ ‫ريفي‬
‫‪222 %15 56 %34 126 %23 86 %23 87 %4 16 %1 2‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪294‬‬
‫يوضح اجلدول املرّكب رقم ‪ ،12‬تغيري الرأي انطالقا من االطالع على تعليقات اآلخرين‬ ‫ّ‬
‫متغري اجلنس قد أثّر على إجابات املبحوثني‪ ،‬حيث جند أ ّن‬
‫متغريات الدراسة‪ ،‬حيث نالحظ أ ّن ّ‬ ‫حسب ّ‬
‫يغريون‬
‫يغريون آراءهم انطالقا من تعليقات اآلخرين بنسبة ‪ّ ،%14‬أما اإلناث فال ّ‬ ‫الذكور "أحيانا" ّ‬
‫رأيهم بنسبة ‪.%21‬‬
‫متغ ّري السن هو اآلخر أثّر على إجابات املبحوثني حيث جند أ ّن الفئة العمرية األوىل ‪11_21‬‬
‫تغري رأيها انطالقا من االطالع على تعليقات اآلخرين‪ ،‬و ‪%12‬‬ ‫أمجعت على ّأّنا ناذرا ‪ %11‬ما ّ‬
‫تغري رأيها بنسبة ‪ %21‬و ‪%14‬‬ ‫يغريون آراءهم‪ ،‬أما الفئة العمرية الثانية ‪ 12_12‬فهي ال ّ‬‫منهم ال ّ‬
‫يغريون آراءهم انطالقا من رأي‬‫يغريون آراءهم‪ ،‬يف حني الفئة العمرية الثالثة ‪ 21_11‬فال ّ‬ ‫أحيانا ما ّ‬
‫تغري رأيها‬
‫األغلبية بنسبة ‪ ،%94‬نفس املالحظة بالنسبة للفئة العمرية األخرية ‪ 22_22‬فهي ال ّ‬
‫انطالقا من رأي األغلبية بنسبة ‪.%91‬‬
‫متغري املستوى التعليمي أثر على إجابات املبحوثني فكانت خمتلفة بني مستوى الليسانس‪،‬‬ ‫ّ‬
‫سجل أعلى نسبة ‪ %15‬يف خانة "أحيانا" و‪ %11‬يف خانة‬ ‫املاسرت وال ّدكتوراه‪ ،‬فمستوى الليسانس ّ‬
‫أغري رأيي" انطالقا من االطالع على تعليقات اآلخرين‪.‬‬
‫"ناذرا" و‪ %11‬يف خانة "ال ّ‬
‫التوجه وجدناه‬
‫سجل أعلى نسبة لديه ‪ %12‬يف خانة عدم تغيري الرأي‪ ،‬ونفس ّ‬ ‫مستوى املاسرت ّ‬
‫يغريون‬
‫سجل هو اآلخر أعلى نسبة ‪ %91‬الذين أمجعوا على أ ّّنم ال ّ‬ ‫لدى مستوى ال ّدكتوراه الذي ّ‬
‫آراءهم انطالقا من رأي األغلبية‪.‬‬
‫الدخل هو اآلخر أثّر على إجابات املبحوثني‪ ،‬حيث جند أن الذين لديهم مصدر دخل‬ ‫مصدر ّ‬
‫يغريون آراءهم انطالقا من االطالع على تعليقات اآلخرين بأعلى نسبة وهي ‪ ،%29‬أما أفراد‬ ‫ال ّ‬
‫يغريون آراءهم انطالقا من االطالع على تعليقات‬ ‫العيّنة الذين ليس لديهم مصدر دخل فأحيانا ّ‬
‫اآلخرين بنسبة ‪. %21‬‬
‫مكان اإلقامة أيضا أثّر على إجابات املبحوثني فكل من سكان املناطق احلضرية والريفية أمجعوا‬
‫يغريون رأيهم انطالقا من رأي األغلبية‪ ،‬بنسبة ‪ ، %29‬و ‪ %15‬على التوايل‪ ،‬يف حني‬ ‫على أ ّّنم ال ّ‬
‫يغريون رأيهم انطالقا من رأي األغلبية‪.‬‬
‫سكان املناطق شبه احلضرية أمجعوا على ّأّنم ناذرا ما ّ‬
‫الدراسة أثرت على إجابات املبحوثني‬‫متغريات ّ‬
‫احملصل عليها أ ّن ّ‬
‫نستنتج من خالل املعطيات ّ‬
‫بني الذكور واإلناث وخمتلف الفئات العمرية وكذا املستوى التعليمي‪ ،‬مصدر الدخل ومكان اإلقامة‪،‬‬
‫يغري‬
‫مغري لرأيه كي يتجاوب مع األغلبية بنسبة ‪ ،%12‬وبني من كان ناذرا ما ّ‬ ‫فكانت اإلجابات بني ّ‬
‫‪295‬‬
‫يغريون رأيهم انطالقا‬
‫رأيه بنفس النسبة‪ ،‬أي ‪ ،%12‬لكن أكرب نسبة واليت هي ‪ %21‬كانت للذين ال ّ‬
‫من رأي األغلبية‪.‬‬
‫دوامة الصمت‪ ،‬أ ّن معظم الناس خيافون بطبيعتهم من العزلة‪،‬‬ ‫إ ّن الفرض األساسي هو يف نظرية ّ‬
‫وخوفهم هذا جيعلهم يتبعون األغلبية يف حماولة للتوحد معهم‪ ،‬حىت لو كان ذلك على حساب إخفاء‬
‫آرائهم‪ ،‬أو وجهات نظرهم اليت ختتلف مع رأي األغلبية‪ ،‬وبالتايل التزام الصمت‪ ،‬وهذا الصمت سيزداد‬
‫التمسك به مع تصاعد تأييد وسائل اإلعالم لوجهات نظر األغلبية واإلعالن عنها‪ .‬وبالتايل فإن األقلية‬
‫الصامتة ستفضل االلتزام بالصمت بدال من اإلحساس بالعزلة عن اآلخرين الذين ميثلون األغلبية‪ .‬أو‬
‫وجهات النظر السائدة يف وسائل اإلعالم‪ ،‬ومنه نستنتج أ ّن الفرد يف صحافة املواطن ال خياف من العزلة‬
‫يعرب عن رأيه دون أن يأبه لرأي األغلبية‪.‬‬
‫ألنّه يف عامل افرتاضي وال يكشف فيه عن هويّته فبالتايل ّ‬
‫ومنه نستنتج أ ّن صحافة املواطن تفنّد هذا الفرض وتكسر بناءه الذي يقوم عليه وهو‪:1‬‬
‫أن األفراد يتجاهلون ما يرونه بأنفسهم ويتمسكون مبا تراه اجلماعة خوفا من عزلتهم‪ ،‬ويف حالة‬
‫صحافة املواطن‪ ،‬فإن الفرد ال يهمه رأي اجلماعة وال خياف من العزلة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن وسائل اإلعالم تقوم بنشر وتعزيز وجهة النظر السائدة أو املهيمنة يف الرأي العام‪.‬‬
‫وبالتايل فان تعزيز وسائل اإلعالم لوجهات النظر السائدة سوف يؤدي بالتايل إىل اختفاء اآلراء أو‬
‫وجهات النظر اليت تتبناها األقلية‪ .‬ويف حالة صحافة املواطن فإ ّن الفرد ال يأبه ملا ترّوج له وسائل‬
‫اإلعالم وحياول التعبري عن رأيه دون خوف وبكل حريّة عرب االنرتنت‪.‬‬

‫‪ 1‬حممد عبد احلميد‪ ،‬نظريات االعالم واتجاهات التأثير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.111 :‬‬

‫‪296‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :28‬التصريح بالرأي المخالف لرأي األغلبية‬
‫حسب متغيّرات الدراسة‬

‫تصرح به؟‬
‫إذا كان رأيك خمالفا لرأي األغلبية فهل ّ‬
‫اجملمو‬
‫بدون اجابة‬ ‫أصرح به‬
‫ال ّ‬ ‫ناذرا‬ ‫أحيانا‬ ‫غالبا‬ ‫دائما‬
‫ع‬
‫‪114 %1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%29 32 %11 13 %53‬‬ ‫‪59‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259 %2‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪11 %4‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%17 43 %19 50 %53 138‬‬ ‫أنثى‬
‫‪222 %2 10‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪15 %3 13 %20 75 %17 63 %53 197‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188 %1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%16 31 %23 43 %55 103‬‬ ‫‪11 _ 21‬‬
‫‪116 %5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%20 23 %10 12 %52‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%30 13 %18‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%44‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%59‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪22 _ 22‬‬
‫‪222 %2 10‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪15 %3 13 %20 75 %17 63 %53 197‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪180 %1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%21 38 %20 37 %51‬‬ ‫‪92‬‬ ‫ليسانس‬
‫املستوى‬
‫‪156 %4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪10 %2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%19 29 %17 26 %52‬‬ ‫‪81‬‬ ‫ماسرت‬
‫التعليمي‬
‫‪37‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%65‬‬ ‫‪24‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪222 %2 10‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪15 %3 13 %20 75 %17 63 %53 197‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314 %2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%20 64 %17 53 %55 175‬‬ ‫نعم‬ ‫مصدر‬
‫‪59‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%12‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%19 11 %17 10 %37‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ال‬ ‫الدخل‬
‫‪222 %2 10‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪15 %3 13 %20 75 %17 63 %53 197‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316 %3 10‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪11 %3 10 %20 62 %17 54 %53 169‬‬ ‫حضري‬
‫‪36‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%17‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%67‬‬ ‫‪24‬‬ ‫السكن شبه حضري‬
‫‪21‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ريفي‬
‫‪222 %2 10‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪15 %3 13 %20 75 %17 63 %53 197‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪297‬‬
‫متغريات الدراسة‪،‬‬
‫اجلدول املرّكب رقم ‪ :11‬التصريح بالرأي املخالف لرأي األغلبية حسب ّ‬
‫متغريات الدراسة مل تؤثر على إجابات املبحوثني الذين أمجعوا على اختالف جنسهم‬ ‫حيث نالحظ أ ّن ّ‬
‫وسنّهم ومستواهم التعليمي وصدر دخلهم ومكان إقامتهم‪ ،‬على التصريح برأيهم دائما ويف غالب‬
‫األحيان على الرغم من خمالفته لرأي األغلبية‪ ،‬وذلك بأعلى النّسب‪.‬‬
‫احملصل عليها نستنتج أ ّن رأي األغلبية ال يؤثر على الفرد يف التصريح برأيه‬
‫من خالل املعطيات ّ‬
‫دوامة الصمت‪.‬‬‫عرب االنرتنت‪ ،‬على عكس ما تفرتضه نظرية ّ‬
‫قسم اجملتمع إىل قسمني‪ ،‬أغلبية‬‫إذا انطلقنا من االفرتاض الرئيسي لنظرية دوامة الصمت الذي ي ّ‬
‫سائدة وأقلية صامتة‪ ،‬فإن من ينتمي إىل األغلبية السائدة يتحدث بصوت عال وال خيشى االنتقاد‪،‬‬
‫وحىت وإن انتقد سيجد من يدافع عنه‪ ،‬أما األقلية الصامتة فال جيرؤ املتحدث منها على البوح مبا جيول‬
‫جدا‪ ،‬فهذه‬‫يف خاطره‪ ،‬لن جيهر يف انتقاده للسائد وإن حاول فلن ينجو من ردة فعل قد تكون قاسية ّ‬
‫األقلية تبتلع يف دوامة الصمت‪.‬‬
‫ولكن تفسري هذه النظرية مل يعد مقبوال بالنظر إىل ظاهرة صحافة املواطن املتضمنة ملختلف‬
‫أنواع التواصل االجتماعي عرب مواقع االنرتنت الشهرية كالفايسبوك والتويرت‪ ،‬هنا جند أن دوامة الصمت‬
‫احملصل‬
‫قد بدأت بالسكون‪ ،‬لقد أصبحت هذه النظرية منتهية الصالحية‪ ،‬وهذا ما تثبته املعطيات ّ‬
‫عليها‪ ،‬فالفرد مل يعد خياف من التعبري عن رأيه بكل حرية وذلك لتوفّر خمتلف الوسائل االتصالية اليت‬
‫جتعله يوصل صوته بأسرع وقت وبأقل تكلفة للعامل بأسره‪ ،‬هذا من جهة ومن جهة أخرى أ ّن صحافة‬
‫املواطن توفّر خاصية أو ميزة التصريح بالرأي بدون كشف اهلوية جتنّبا لضغوط األغلبية السائدة‪.‬‬
‫فبالنظر إىل املدونني واملغردين )‪ ،(tweeters‬وكتاب املنتديات الذين يعربون عما يؤمنون به‬
‫جند أن ما كان باألمس القريب جزأ صامتا أصبح اليوم صادحا بأفكاره وانتقاداته ورؤيته لألمور‪ ،‬هذا‬
‫ينبئ بأن هناك جيال جديدا جيهل الصمت وينشأ معربا عن ذاته وفكره‪ ،‬هذا اجليل الذي ال تعرف‬
‫نظرية دوامة الصمت إليه سبيال‪.‬‬

‫‪298‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :29‬سبب المشاركة بالرأي والتعليق على منشورات اآلخرين‬
‫حسب متغيّرات ال ّدراسة‬

‫ما الذي جيعلك تشارك برأيك وتعلّق على منشورات اآلخرين‬


‫الشعور بضرورة‬
‫امليل اىل احلديث مع‬
‫املشاركة برأيي اخلاص‬ ‫الشعور باالنتماء‬
‫اجملموع‬ ‫من يوافقين الرأي‬
‫(تقدير الذات)‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫النسبة‬ ‫التكرار‬
‫‪135‬‬ ‫‪%53‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪%18‬‬ ‫‪19‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪297‬‬ ‫‪%57‬‬ ‫‪221‬‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪%14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫أنثى‬
‫‪432‬‬ ‫‪%56‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪%18‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪%26‬‬ ‫‪222‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪219‬‬ ‫‪%52‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪%21‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪%27‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪11 _ 21‬‬
‫‪136‬‬ ‫‪%52‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪%18‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪51‬‬ ‫‪%65‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪%16‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪21 _ 11‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪%92‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪22 _ 22‬‬
‫‪432‬‬ ‫‪%56‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪%18‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪%26‬‬ ‫‪222‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪209‬‬ ‫‪%52‬‬ ‫‪108‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪%26‬‬ ‫‪54‬‬ ‫ليسانس‬
‫املستوى‬
‫‪176‬‬ ‫‪%64‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪%14‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪39‬‬ ‫ماسرت‬
‫التعليمي‬
‫‪47‬‬ ‫‪%43‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫‪18‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪432‬‬ ‫‪%56‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪%18‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪%26‬‬ ‫‪222‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪363‬‬ ‫‪%53‬‬ ‫‪194‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪%28‬‬ ‫‪101‬‬ ‫نعم‬ ‫مصدر‬
‫‪69‬‬ ‫‪%68‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪%17‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪%15‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ال‬ ‫الدخل‬
‫‪432‬‬ ‫‪%56‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪%18‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪%26‬‬ ‫‪222‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪369‬‬ ‫‪%56‬‬ ‫‪207‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪93‬‬ ‫حضري‬
‫‪38‬‬ ‫‪%55‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪%13‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%32‬‬ ‫‪12‬‬ ‫شبه حضري‬ ‫السكن‬
‫‪25‬‬ ‫‪%52‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪%24‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%24‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ريفي‬
‫‪432‬‬ ‫‪%56‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪%18‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪%26‬‬ ‫‪222‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪299‬‬
‫اجلدول املرّكب رقم ‪ :15‬سبب املشاركة بالرأي والتعليق على منشورات اآلخرين حسب‬
‫متغري اجلنس مل يؤثّر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فكل من الذكور‬‫الدراسة‪ ،‬حيث نالحظ أ ّن ّ‬ ‫متغريات ّ‬ ‫ّ‬
‫واإلناث أمجعوا وبأعلى النسب ‪ %92‬لدى الذكور و‪ %92‬لدى اإلناث على أ ّن السبب الرئيسي‬
‫الشعور بضرورة ذلك من باب تقدير ال ّذات‬ ‫للمشاركة بالرأي والتعليق على منشورات اآلخرين يعود إىل ّ‬
‫يف املرتبة األوىل‪ ،‬ليأيت يف املرتبة الثانية امليل إىل احلديث مع من يوافقين الرأي‪ ،‬مث يف األخري الشعور‬
‫باالنتماء كسبب للمشاركة واإلدالء بالرأي‪.‬‬
‫متغري السن هو اآلخر مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فكل الفئات العمرية أمجعت على‬ ‫ّ‬
‫السبب الرئيسي للمشاركة بالرأي والتعليق على منشورات اآلخرين هو الشعور بضرورة ذلك من باب‬
‫تقدير ال ّذات‪ ،‬وقد ُس ّجلت أعلى نسبة لدى الفئة العمرية ‪ 22 _ 22‬بـ ‪ ،%51‬ثاين أعلى نسبة‬
‫فكانت ‪ُ %49‬س ّجلت لدى الفئة العمرية ‪ّ ،21_11‬أما الفئة العمرية األوىل والثانية ‪11_21‬‬
‫قدرت بـ ‪.%91‬‬‫سجلتا نفس النسبة وقد ّ‬ ‫و‪ 12_12‬فقد ّ‬
‫كمتغري مل يؤثر على إجابات املبحوثني‪ ،‬حيث امجعوا على اختالف مستوياهتم‬ ‫مستوى التعليم ّ‬
‫التعليمية على أ ّن السبب الرئيسي للمشاركة بالرأي والتعليق على منشورات اآلخرين هو الشعور بضرورة‬
‫ذلك من باب تقدير ال ّذات‪ ،‬وقد ُس ّجلت أعلى نسبة لدى مستوى املاسرت بـ ‪ ،%41‬أما ثاين أعلى‬
‫قدرت أعلى نسبة لديه‬‫سجلت لدى مستوى الليسانس بـ ‪ّ ،%91‬أما مستوى ال ّدكتوراه فقد ّ‬ ‫نسبة فقد ّ‬
‫بـ ‪.%12‬‬
‫الدخل‪ ،‬فهو اآلخر مل يؤثّر على إجابات املبحوثني الذين‬
‫ملتغري مصدر ّ‬
‫نفس املالحظة بالنسبة ّ‬
‫أمجعوا على أ ّن السبب الرئيسي للمشاركة بالرأي والتعليق على منشورات اآلخرين هو الشعور بضرورة‬
‫ذلك من باب تقدير ال ّذات‪ ،‬وقد ُس ّجلت أعلى نسبة لدى الفئة اليت ال ليس لديها مصدر دخل‬
‫فقدرت نسبتها بـ‪.%92‬‬ ‫الدخل ّ‬‫بنسبة ‪ ،%41‬أما الفئة ذات مصدر ّ‬
‫مكان اإلقامة أو السكن هو اآلخر مل يؤثر على إجابات املبحوثني الذين أمجعوا بأعلى النسب‬
‫مقر سكناهم على أ ّن السبب الرئيسي للمشاركة بالرأي والتعليق على منشورات‬ ‫وعلى اختالف ّ‬
‫اآلخرين هو الشعور بضرورة ذلك من باب تقدير ال ّذات‪ ،‬حيث ُس ّجلت أعلى نسبة لدى سكان‬
‫املناطق احلضرية بـ ‪ ،%94‬ونسبة ‪ %99‬لدى سكان املناطق شبه احلضرية‪ ،‬أما سكان املناطق الريفية‬
‫سجلت لديهم نسبة ‪.%91‬‬‫ف ّ‬

‫‪300‬‬
‫احملصل عليها أ ّن السبب الرئيسي للمشاركة بالرأي والتعليق على‬ ‫نستنتج من خالل املعطيات ّ‬
‫منشورات اآلخرين هو الشعور بضرورة ذلك من باب تقدير ال ّذات باملرتبة األوىل‪ ،‬مث الشعور باالنتماء‬
‫باملرتبة الثانية‪ ،‬ويف األخري بدافع احلديث مع اآلخرين‪.‬‬
‫وتــرى نيومــان أن هنــاك عوامــل عديــدة جتعــل النــاس حيرصــون علــى إبــداء وجهــات نظــرهم واملشــاركة‬
‫بآرائهم منها‪:‬‬
‫‪ ‬شعور الفرد بانتمائه إىل رأي األغلبية‪.‬‬
‫‪ ‬ميل الفرد للحديث والتخاطب مع من يتفق معه أكثر ممن يعارضه‪.‬‬
‫‪ ‬الشعور بتقدير الذات حيث الفرد على إبداء رأيه‪.‬‬
‫‪ ‬ميل األفراد من الرجال‪ ،‬فئة البالغني وما فوق من الطبقة الوسطى واألعلـى‪ ،‬إىل احلـوار واملشـاركة‬
‫بسهولة‪.‬‬
‫‪ ‬معظـم القـوانني تشـجع النـاس علـى التعبـري عـن آرائهـم عنـدما يشـعرون أّنـم أكثـر عـددا‪ ،‬وميثلـون‬
‫األغلبية ويف غري هذه احلاالت جند أن األفراد مييلون إىل التزام الصمت‪.1‬‬

‫‪ 1‬حممد عبد احلميد‪ :‬نظريات اإلعالم واتجاهات التأثير‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،1111 ،‬ص ‪.115-111‬‬

‫‪301‬‬
‫دوامة الصمت‬
‫استنتاجات المحور الثالث‪ :‬صحافة المواطن ونظرية ّ‬
‫دوامة‬
‫من خالل دراستنا امليدانية وتفريغ البيانات احملور الثالث‪ " :‬صحافة املواطن ونظرية ّ‬
‫توصلنا إىل النتائج التالية‪:‬‬
‫الصمت" وحتليلها ّ‬
‫ك ّفة عدم التصريح باهلوية عرب االنرتنت كانت هي األرجح‪ .‬وهذا ما تتسم به عادة اهلوية‬
‫االفرتاضية فالعالقات االجتماعية االفرتاضية يف معظمها جتمعات خفيه جمهولة اهلوية‪ ،‬فالفرد الذي‬
‫ينخرط يف هذه التفاعالت له احلق أن خيفي نفسه حتت مسميات خمتلفة‪ ،‬أو ينفصل من هويته‪،‬‬
‫وأحيانا يدخل التفاعالت باسم مشهور من أمساء املشاهري‪ ،‬وأحيانا باسم طائر من الطيور‪ ،‬وأحيانا‬
‫يدخل الذكور بأمساء اإلناث والعكس‪ ،‬وأحيانا ويدخل بأمساء فكاهية ‪ ...‬اخل فهوية الفرد أو شخصيته‬
‫ختتفي يف ظل هذه التفاعالت بل وتتباين يف قوالب عديدة‪ ،‬باإلضافة إىل سلخ الفرد عن هويته‬
‫الشخصية فإن هناك نزوعا يف اجملتمع االفرتاضي وتفاعالته إيل الفردية‪ ،‬فالفرد املنخرط يف التفاعالت‬
‫االفرتاضية ‪-‬حيت لو كانت مجاعية‪ -‬إال انه يدخله بوصفه فردا من أمام شاشة كمبيوتر خاصة تأخذه‬
‫من عامله الواقعي إيل عامل افرتاضي‪ ،‬يؤدي ذلك إيل نوع من أنواع االغرتاب‪ ،‬مما جيعل الفرد يتفاعل‬
‫انطالقا من كونه فردا غري معروف (جمهول) فيقدم يف أكثر األحوال آراءه وأفكاره وتصوراته الشخصية‬
‫وليست االجتماعية ‪ ،‬ويتحرر من أي تبعية دينية واجتماعية وقيمية‪.‬‬
‫السبب الرئيسي إلخفاء اهلوية عرب االنرتنت هو ألخذ احلرية األكرب يف التعبري‪ ،‬وهذا يؤّكد‬
‫مشروعيّة الفروض اليت قامت عليها نظريّة لولب الصمت يف بيئة اإلعالم التقليدي‪ ،‬فإذا كان العامالن‬
‫الرئيسيان يف النظريّة مها اخلوف من العزلة االجتماعية‪ ،‬ومناخ الرأي الذي يطلق أو يقيّد حرية التعبري‪،‬‬
‫صحتهما يف النقاشات اليت تدور بني اجلمهور املرسل املتلقي عرب شبكات‬ ‫فإ ّن هذين العاملني أثبتا ّ‬
‫تلخص صحافة املواطن‪ ،‬فإخفاء اهلوية تعبري على اخلوف من إبداء الرأي‬ ‫التواصل االجتماعي واليت ّ‬
‫بكل حريّة وبالتايل اخلوف من العزلة االجتماعية‪ .‬ومن هنا ميكن القول أن هذه النظرية ال تزال سارية‬
‫التطور التكنولوجي احلاصل‪ ،‬ورغم حرية التعبري اليت تكفلها االنرتنت للمواطن إال أنّه يبقى‬
‫املفعول رغم ّ‬
‫خائفا من ّرد فعل األغلبية فيلجأ إىل إخفاء هويته احلقيقية‪.‬‬
‫ومقر‬
‫غالبية العيّنة املبحوثة على اختالف جنسها وسنّها ومستواها التعليمي ومصدر دخلها ّ‬
‫سكناها‪ ،‬تطّلع على تعليقات اآلخرين قبل التعليق على خرب ما عرب االنرتنت‪ ،‬ويعود ذلك إىل امليل إىل‬
‫دوامة الصمت اليت تؤكد ضرورة عدم الثقة‬ ‫معرفة رأي األغلبية‪ ،‬وهذا ما جيعلنا نؤّكد فرضية نظرية ّ‬
‫‪302‬‬
‫الكاملة يف صحة الرأي العام وذلك الن كثري من الناس العتبارات نفسية واجتماعية مييلون إىل التوافق‬
‫مع الرأي السائد حىت بدون اقتناع لتحاشى الرفض واالنعزال عن األغلبية ويشري كاتز إىل انه عندما‬
‫يدرك بعض األفراد أو اجلماعات أّنم خمتلفون وغري مسايرين لرأي األغلبية فإّنم إما يغريون آراءهم‬
‫لتتسق مع رأي وسائل اإلعالم أو يؤثرون الصمت جتنبا للضغوط االجتماعية‪ .1‬وذلك حبثا عن التوافق‬
‫االجتماعي حيث يؤدي ذلك إىل تأييد ّاجتاه القسم األكرب من اجلمهور‪ ،‬أما األفراد املعارضني هلذه‬
‫القضية أو تلك الشخصية فأّنم يتخذون موقف (الصمت) جتنبا الضطهاد اجلماعة الكبرية املؤيدة‪ ،‬أو‬
‫خوفا من العزلة االجتماعية‪ ،‬وبالتايل فإّنم إذا كانوا يؤمنون بآراء خمالفة ملا تعرضه وسائل اإلعالم‪،‬‬
‫فإّنم حيجبون آرائهم الشخصية‪ ،‬ويكونوا أقل رغبة يف التحدث عن هذه اآلراء مع اآلخرين‪ ،‬أما الذين‬
‫لديهم آراء منسجمة مع رأي األغلبية فإّنم يكونوا أكثر نشاطا وجرأة يف اإلعالن عن هذه اآلراء‬
‫والتحدث بشأّنا للحصول على القبول االجتماعي‪ .2‬ذلك أن األفراد يتجاهلون ما يرونه بأنفسهم‪،‬‬
‫ويتمسكون مبا تراه اجلماعة خوفا من عزلتهم عن اجلماعة أو اجملتمع‪ ،‬باإلضافة إىل أن وسائل اإلعالم‬
‫تقوم بنشر وتعزيز وجهة النظر السائدة أو املهيمنة يف الرأي العام‪ ،‬ويعين ذلك أن تعزيز وسائل اإلعالم‬
‫مبا يف ذلك صحافة املواطن لوجهات نظر معينة تعكس االجتاه السائد الذي يؤدي إىل تقليص اآلراء‬
‫اليت تتبناها األقلية‪ .‬وترى نيومان أن هناك عوامل عديدة جتعل الناس حيرصون على إبداء وجهات‬
‫نظرهم واملشاركة بآرائهم منها‪ :‬شعور الفرد بانتمائه إىل رأي األغلبية‪.‬‬
‫دوامة الصمت‪ ،‬أ ّن معظم الناس خيافون بطبيعتهم من العزلة‪،‬‬ ‫إ ّن الفرض األساسي هو يف نظرية ّ‬
‫وخوفهم هذا جيعلهم يتبعون األغلبية يف حماولة للتوحد معهم‪ ،‬حىت لو كان ذلك على حساب إخفاء‬
‫آرائهم‪ ،‬أو وجهات نظرهم اليت ختتلف مع رأي األغلبية‪ ،‬وبالتايل التزام الصمت‪ ،‬وهذا الصمت سيزداد‬
‫التمسك به مع تصاعد تأييد وسائل اإلعالم لوجهات نظر األغلبية واإلعالن عنها‪ .‬وبالتايل فإن األقلية‬
‫الصامتة ستفضل االلتزام بالصمت بدال من اإلحساس بالعزلة عن اآلخرين الذين ميثلون األغلبية‪ .‬أو‬
‫وجهات النظر السائدة يف وسائل اإلعالم‪ ،‬ومنه نستنتج أ ّن الفرد يف صحافة املواطن ال خياف من العزلة‬
‫يعرب عن رأيه دون أن يأبه لرأي األغلبية‪ .‬ومنه‬‫ألنّه يف عامل افرتاضي وال يكشف فيه عن هويّته فبالتايل ّ‬
‫نستنتج أ ّن صحافة املواطن تفنّد هذا الفرض وتكسر بناءه الذي يقوم عليه وهو‪:3‬‬

‫‪ 1‬حسين حممد نصر‪ ،‬نظريّات االعالم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.112-114‬‬
‫‪ 2‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.11 :‬‬
‫‪ 3‬حممد عبد احلميد‪ ،‬نظريات االعالم واتجاهات التأثير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.111 :‬‬

‫‪303‬‬
‫أن األفراد يتجاهلون ما يرونه بأنفسهم ويتمسكون مبا تراه اجلماعة خوفا من عزلتهم‪ ،‬ويف حالة‬
‫صحافة املواطن‪ ،‬فإن الفرد ال يهمه رأي اجلماعة وال خياف من العزلة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن وسائل اإلعالم تقوم بنشر وتعزيز وجهة النظر السائدة أو املهيمنة يف الرأي العام‪.‬‬
‫وبالتايل فان تعزيز وسائل اإلعالم لوجهات النظر السائدة سوف يؤدي بالتايل إىل اختفاء اآلراء أو‬
‫تروج له وسائل‬ ‫وجهات النظر اليت تتبناها األقلية‪ .‬ويف حالة صحافة املواطن فإ ّن الفرد ال يأبه ملا ّ‬
‫اإلعالم وحياول التعبري عن رأيه دون خوف وبكل حريّة عرب االنرتنت‪.‬‬
‫احملصل عليها نستنتج أ ّن رأي األغلبية ال يؤثر على الفرد يف التصريح برأيه‬
‫من خالل املعطيات ّ‬
‫دوامة الصمت‪ .‬إذا انطلقنا من االفرتاض الرئيسي لنظرية‬ ‫عرب االنرتنت‪ ،‬على عكس ما تفرتضه نظرية ّ‬
‫قسم اجملتمع إىل قسمني‪ ،‬أغلبية سائدة وأقلية صامتة‪ ،‬فإن من ينتمي إىل‬ ‫دوامة الصمت الذي ي ّ‬
‫األغلبية السائدة يتحدث بصوت عال وال خيشى االنتقاد‪ ،‬وحىت وإن انتقد سيجد من يدافع عنه‪ ،‬أما‬
‫األقلية الصامتة فال جيرؤ املتحدث منها على البوح مبا جيول يف خاطره‪ ،‬لن جيهر يف انتقاده للسائد وإن‬
‫جدا‪ ،‬فهذه األقلية تبتلع يف دوامة الصمت‪ .‬ولكن‬ ‫حاول فلن ينجو من ردة فعل قد تكون قاسية ّ‬
‫تفسري هذه النظرية مل يعد مقبوال بالنظر إىل ظاهرة صحافة املواطن املتضمنة ملختلف أنواع التواصل‬
‫االجتماعي عرب مواقع االنرتنت الشهرية كالفايسبوك والتويرت‪ ،‬هنا جند أن دوامة الصمت قد بدأت‬
‫احملصل عليها‪ ،‬فالفرد‬
‫بالسكون‪ ،‬لقد أصبحت هذه النظرية منتهية الصالحية‪ ،‬وهذا ما تثبته املعطيات ّ‬
‫مل يعد خياف من التعبري عن رأيه بكل حرية وذلك لتوفّر خمتلف الوسائل االتصالية اليت جتعله يوصل‬
‫صوته بأسرع وقت وبأقل تكلفة للعامل بأسره‪ ،‬هذا من جهة ومن جهة أخرى أ ّن صحافة املواطن توفّر‬
‫خاصية أو ميزة التصريح بالرأي بدون كشف اهلوية جتنّبا لضغوط األغلبية السائدة‪ .‬فبالنظر إىل املدونني‬
‫واملغردين )‪ ،(tweeters‬وكتاب املنتديات الذين يعربون عما يؤمنون به جند أن ما كان باألمس‬
‫القريب جزأ صامتا أصبح اليوم صادحا بأفكاره وانتقاداته ورؤيته لألمور‪ ،‬هذا ينبئ بأن هناك جيال‬
‫جديدا جيهل الصمت وينشأ معربا عن ذاته وفكره‪ ،‬هذا اجليل الذي ال تعرف نظرية دوامة الصمت إليه‬
‫سبيال‪.‬‬
‫احملصل عليها أ ّن السبب الرئيسي للمشاركة بالرأي والتعليق على‬ ‫نستنتج من خالل املعطيات ّ‬
‫منشورات اآلخرين هو الشعور بضرورة ذلك من باب تقدير ال ّذات باملرتبة األوىل‪ ،‬مث الشعور باالنتماء‬
‫باملرتبة الثانية‪ ،‬ويف األخري بدافع احلديث مع اآلخرين‪.‬‬

‫‪304‬‬
‫وتــرى نيومــان أن هنــاك عوامــل عديــدة جتعــل النــاس حيرصــون علــى إبــداء وجهــات نظــرهم واملشــاركة‬
‫بآرائهم منها‪:‬‬
‫‪ ‬شعور الفرد بانتمائه إىل رأي األغلبية‪.‬‬
‫‪ ‬ميل الفرد للحديث والتخاطب مع من يتفق معه أكثر ممن يعارضه‪.‬‬
‫‪ ‬الشعور بتقدير الذات حيث الفرد على إبداء رأيه‪.‬‬
‫‪ ‬ميل األفراد من الرجال‪ ،‬فئة البالغني وما فوق من الطبقة الوسطى واألعلـى‪ ،‬إىل احلـوار واملشـاركة‬
‫بسهولة‪.‬‬
‫‪ ‬معظـم القـوانني تشـجع النـاس علـى التعبـري عـن آرائهـم عنـدما يشـعرون أّنـم أكثـر عـددا‪ ،‬وميثلـون‬
‫األغلبية ويف غري هذه احلاالت جند أن األفراد مييلون إىل التزام الصمت‪.1‬‬

‫‪ 1‬حممد عبد احلميد‪ :‬نظريات اإلعالم واتجاهات التأثير‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،1111 ،‬ص ‪.115-111‬‬

‫‪305‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬صحافة المواطن واإلعالم الرسمي‬
‫شك فيه أ ّن صحافة املواطن تتميّز حبرية كاملة يف التعبري ومرونة كافية للتأثري يف الرأي‬
‫مما ال ّ‬
‫العام‪ ،‬بينما يكبل اإلعالم الرمسي بالقيود القانونية اإلدارية واملالية اليت يصعب التحرر منها‪ .‬ومنذ‬
‫استفحال ظاهرة صحافة املواطن وشبكات التواصل االجتماعي بدأت الدول العربية تستشعر خطر‬
‫بقاء إعالمها الرمسي يف حالة سكونية‪ ،‬وأدركت أنه غري قادر مبواصفاته الراهنة على مواكبة هذه‬
‫التغريات وعلى االستجابة اإلجيابية للمستجدات‪ ،‬وقد بات اإلعالم الرمسي عاجزا عن حتقيق احلد‬
‫األدىن من التفاعل مع املتلقي‪.‬‬
‫إن أخطر املشكالت اليت يواجهها اإلعالم الرمسي هي فقدانه للحرية واحليوية يف اختاذ القرار‪،‬‬
‫ومطلب احلرية ليس غائما أو مطلقا‪ ،‬فاحلرية املطلوبة هي حرية مسؤولة تأخذ يف احلسبان ضرورة‬
‫احلفاظ على الثوابت والقيم العامة‪ ،‬وتتحرر من مواصفات شكل اخلطاب الرمسي واملسؤولية احلكومية‬
‫املباشرة عنه‪ ،‬فالقيد األكرب الذي يكبل اإلعالم الرمسي هو لزوم ما ال يلزم من مسؤولية عن كل كلمة‬
‫تُكتب يف الصحافة أو تُبث يف القنوات اإلذاعية والتلفزيونية الرمسية واعتبارها ُمعربة بالضرورة عن رأي‬
‫الدولة‪ .‬وقد تبدو مغامرة أن يُعطى اإلعالم الرمسي حرية التعبري خارج قيود املسؤولية احلكومية‪ ،‬فقد‬
‫تتسرب إىل املؤسسات اإلعالمية آراء تناقض الثوابت‪ ،‬أو تقدم خطابا ال ينسجم مع التوجه الرمسي‪.‬‬
‫هل ميكن القول أ ّن هناك حرية تعبري إعالمية يف اجلزائر؟ وكيف ميكن تقييمها يف وسائل‬
‫تعوض وسائل اإلعالم التقليدية يف نقل األحداث‬ ‫اإلعالم الوطنية‪ ،‬وهل استطاعة صحافة املواطن أن ّ‬
‫يف اجلزائر؟ وهل ميكنها أن تُش ّكل مصدرا لألخبار؟‬
‫كل هذه األسئلة وغريها سنحاول اإلجابة عنها يف هذا احملور الذي أردنا من خالله الوصول‬
‫إىل حقيقة العالقة بني صحافة املواطن واإلعالم الرمسي يف اجلزائر‪.‬‬

‫‪306‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :31‬حرية التعبير اإلعالمية في الجزائر‬
‫حسب متغيّرات ال ّدراسة‬

‫هل تعتقد أن هناك حرية تعبري إعالمية يف اجلزائر؟‬


‫اجملموع‬ ‫ال أدري‬ ‫أحيانا‬ ‫ال‬ ‫نعم‬
‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪114‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%47‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪%39‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪%12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%61‬‬ ‫‪157‬‬ ‫‪%28‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪20‬‬ ‫أنثى‬
‫‪373‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪%56‬‬ ‫‪210‬‬ ‫‪%32 118‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪34‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%59‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪11 _ 21‬‬
‫‪116‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%54‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪%37‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%56‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%18‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%17‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪22 _ 22‬‬
‫‪373‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪%56‬‬ ‫‪210‬‬ ‫‪%32 118‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪34‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪180‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%60‬‬ ‫‪108‬‬ ‫‪%31‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ليسانس‬
‫املستوى‬
‫‪156‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪%39‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪%10‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ماسرت‬
‫التعليمي‬
‫‪37‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%68‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪8‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪373‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪%56‬‬ ‫‪210‬‬ ‫‪%32 118‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪34‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%60‬‬ ‫‪187‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪26‬‬ ‫نعم‬ ‫مصدر‬
‫‪59‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%39‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪%41‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪%13‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ال‬ ‫الدخل‬
‫‪373‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪%56‬‬ ‫‪210‬‬ ‫‪%32 118‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪34‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪%55‬‬ ‫‪173‬‬ ‫‪%32 100 %10‬‬ ‫‪32‬‬ ‫حضري‬
‫‪36‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%83‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪%17‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫شبه حضري‬ ‫السكن‬
‫‪21‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%57‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪%10‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ريفي‬
‫‪373‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪%56‬‬ ‫‪210‬‬ ‫‪%32 118‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪34‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪307‬‬
‫الدراسة‪،‬‬
‫متغريات ّ‬
‫يوضح اجلدول املرّكب رقم ‪ ،21‬حرية التعبري اإلعالمية يف اجلزائر حسب ّ‬ ‫ّ‬
‫متغري اجلنس مل يؤثر على إجابات املبحوثني الذين أمجعوا على أنّه أحيانا ما تكون‬ ‫حيث نالحظ أ ّن ّ‬
‫هناك حريّة تعبري إعالمية يف اجلزائر ‪ %12‬لدى الذكور و‪ %42‬لدى اإلناث‪.‬‬
‫متغري السن هو اآلخر مل يؤثر على إجابات املبحوثني الذين أمجعوا على أنّه أحيانا ما تكون‬ ‫ّ‬
‫هناك حريّة تعبري إعالمية يف اجلزائر بأعلى النسب حيث تراوحت ما بني‪ %95 ،‬وهي أعلى نسبة وقد‬
‫سجلت نسبة ‪،%91‬‬ ‫سجلت لدى الفئة العمرية ‪ّ ،11_21‬أما الفئة العمرية الثانية ‪ 12_12‬فقد ّ‬ ‫ّ‬
‫سجلت يف خانة الفئة العمرية الثالثة ‪ ،21_11‬يف حني أ ّن الفئة العمرية األخرية‬ ‫ّأما نسبة ‪ %94‬فقد ّ‬
‫سجلت نسبة ‪.%91‬‬ ‫‪ 22_22‬فقد ّ‬
‫متغري املستوى التعليمي مل يؤثر على إجابات املبحوثني اليت صبّت يف معظمها يف أ ّن حرية‬ ‫ّ‬
‫التعبري يف اجلزائر أحيانا ما تكون حاضرة‪ ،‬وقد ُس ّجلت أعلى نسبة لدى مستوى ال ّدكتوراه بـ ‪ ،%41‬مث‬
‫لدى مستوى الليسانس بنسبة ‪ ،%41‬ونسبة ‪ %91‬لدى مستوى املاسرت‪.‬‬
‫سجل تأثريا على إجابات املبحوثني‪ ،‬حيث يرى‬ ‫املتغريات ّ‬
‫الدخل على عكس باقي ّ‬ ‫مصدر ّ‬
‫الدخل يرون أنّه أحيانا ما تكون هناك حرية تعبري إعالمية يف اجلزائر وذلك بنسبة ‪ ،%41‬يف‬ ‫ذوي ّ‬
‫حني أ ّن الفئة اليت ال متلك مصدر دخل من عيّنة الدراسة فقد أمجعت على أنه ال توجد حرية تعبري‬
‫ملتغري السكن‪ ،‬الذي أثّر هو اآلخر على‬ ‫إعالمية يف اجلزائر بنسبة ‪ .%12‬نفس املالحظة بالنسبة ّ‬
‫إجابات املبحوثني‪ ،‬حيث نالحظ أ ّن كل من سكان املناطق احلضرية وشبه احلضرية أمجعوا على أنّه‬
‫أحيانا ما تكون هناك حرية تعبري إعالمية يف اجلزائر بنسبة ‪ %99‬و‪ %12‬على التوايل وبالرتتيب‪ ،‬أما‬
‫سكان املناطق الريفية فقد أمجعوا على انّه ال توجد حرية تعبري إعالمية يف اجلزائر‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة أ ّن الفئة املبحوثة اليت أجابت بأنّه ال توجد حرية تعبري إعالمية باجلزائر قد‬
‫سجلت حضورا قويّا نسبيا وال ميكن التغاضي عنه‪ ،‬وذلك لدى كل الفئات على اختالف جنسها‬ ‫ّ‬
‫ومقر إقامتها‪.‬‬
‫وسنّها ومستواها التعليمي ومصدر دخلها ّ‬
‫املتحصل عليها أ ّن حرية التعبري اإلعالمية أحيانا ما توجد يف‬
‫ّ‬ ‫نستنتج من خالل املعطيات‬
‫اجلزائر ولكن يف الغالب فهي منعدمة‪ .‬ومن هنا ميكن القول أ ّن وسائل اإلعالم اجلزائرية تقوم بدور‬
‫مزدوج من حيث أّنا تستفيد من حرية التعبري وتنتهكها‪ ،‬فاالستفادة تكون عن طريق فتح الباب أمام‬
‫املواضيع االجتماعية اليت ترمي إىل اجتذاب مجهور عريض على حنو دائم‪ .‬واالنتهاك يكون عن طريق‬
‫فرض الرقابة من طرف الدولة أو املصاحل السياسية واالقتصادية اخلاصة أو غريها من املصاحل‪.‬‬
‫‪308‬‬
‫إن حرية التعبري إمنا هي حق إطاري يشمل عناصر عديدة‪ ،‬مثل حرية اإلعالم وحرية الصحافة‬
‫ووسائل اإلعالم على وجه العموم‪ .‬وتسند هذه احلرية على حرية الرأي وترتبط هبا ارتباطا وثيقا‪ .‬مث أن‬
‫مظاهرها تتدرج من حرية األفراد يف التعبري عن آرائهم إىل احلرية املؤسسية اليت تتمتع هبا وسائل‬
‫اإلعالم‪ .‬أما حرية الرأي‪ ،‬فإّنا حق من احلقوق املدنية املطلقة‪ ،‬يف حني أن حرية التعبري هي حق من‬
‫احلقوق السياسية اليت قد ختضع لبعض القيود‪.‬‬
‫وحرية التعبري ما هي إال حق مزدوج‪ ،‬مبعىن أّنا حرية إذاعة اآلراء واألفكار أيّا كان نوعها‪ ،‬وهي‬
‫أيضا حرية استقاء املعلومات واألفكارـ وذلك عن طريق الوسائل الصوتية أو املكتوبة أو املطبوعة أو‬
‫على شكل أعمال فنية أو من خالل أية وسيلة من وسائل اإلعالم‪ ،‬مبا يف ذلك التكنولوجيات‬
‫اجلديدة‪ .‬وليس من الواجب استخدام احلدود اجلغرافية للتدخل يف هذا احلق‪ .‬وتبعا لذلك‪ ،‬فإن حرية‬
‫التعبري متثل جزا ال يتجزأ من "حق التبليغ"‪.‬‬

‫‪309‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :31‬تقييم حرية التعبير في وسائل اإلعالم الوطنية‬
‫حسب متغيّرات ال ّدراسة‬

‫كيف تقيّم حرية التعبري يف وسائل اإلعالم الوطنية؟‬


‫اجملموع‬
‫ال أدري‬ ‫منعدمة‬ ‫ضعيفة‬ ‫متوسطة‬ ‫جيّدة‬
‫‪114 %2 2 %15 17 %48 55 %35 40‬‬ ‫‪%0 0‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259 %3 8 %11 29 %45 115 %38 99‬‬ ‫‪%3 8‬‬ ‫أنثى‬
‫‪373 %3 10 %12 46 %46 170 %37 139 %2 8‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188 %5 10 %16 30 %30 56 %47 88‬‬ ‫‪%2 4 11 _ 21‬‬
‫‪116 %0 0‬‬ ‫‪%9 10 %67 78 %24 28‬‬ ‫‪%0 0‬‬ ‫‪12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%0 0‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪2 %67 30 %24 11‬‬ ‫‪%5 2‬‬ ‫‪21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%0 0 %17 4 %25‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%50 12‬‬ ‫‪%8 2‬‬ ‫‪22 _ 22‬‬
‫‪373 %3 10 %12 46 %46 170 %37 139 %2 8‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪180 %4 8 %13 23 %33 59 %49 88‬‬ ‫‪%1 2‬‬ ‫ليسانس‬
‫املستوى‬
‫‪156 %1 2 %15 23 %60 94 %23 35‬‬ ‫‪%1 2‬‬ ‫ماسرت‬
‫التعليمي‬
‫‪37‬‬ ‫‪%0 0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0 %46 17 %43 16 %11 4‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪373 %3 10 %12 46 %46 170 %37 139 %2 8‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314 %3 8 %11 35 %44 138 %40 127 %2 6‬‬ ‫نعم‬ ‫مصدر‬
‫‪59‬‬ ‫‪%3 2 %19 11 %54 32 %21 12‬‬ ‫‪%3 2‬‬ ‫ال‬ ‫الدخل‬
‫‪373 %3 10 %12 46 %46 170 %37 139 %2 8‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316 %4 10 %11 36 %43 139 %39 123 %3 8‬‬ ‫حضري‬
‫‪36‬‬ ‫‪%0 0 %11 4 %58 21 %31 11‬‬ ‫‪%0 0‬‬ ‫شبه حضري‬ ‫السكن‬
‫‪21‬‬ ‫‪%0 0 %28 6 %48 10 %24‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%0 0‬‬ ‫ريفي‬
‫‪373 %3 10 %12 46 %46 170 %37 139 %2 8‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪310‬‬
‫متغريات‬
‫يوضح اجلدول املرّكب رقم ‪ ،22‬تقييم حرية التعبري يف وسائل اإلعالم الوطنية حسب ّ‬ ‫ّ‬
‫متغري اجلنس مل يؤثّر على إجابات املبحوثني الذين أمجعوا على أ ّن حرية‬
‫الدراسة حيث نالحظ أ ّن ّ‬ ‫ّ‬
‫التعبري يف وسائل اإلعالم الوطنية ضعيفة‪ ،‬بنسبة ‪ %11‬لدى الذكور و‪ %19‬لدى اإلناث‪.‬‬
‫متغري السن أثّر على إجابات املبحوثني حول تقييم حريّة التعبري يف وسائل اإلعالم الوطنية بني‬
‫ّ‬
‫متوسطة وضعيفة‪ ،‬فالفئتني العمريتني الثانية ‪ 12_12‬والثالثة ‪ 21_11‬أمجعا بنفس النسبة ‪%42‬‬ ‫ّ‬
‫متوسطة بنسبة ‪%12‬‬ ‫على أ ّن حريّة التعبري يف وسائل اإلعالم الوطنية ضعيفة‪ ،‬يف حني وجدها ّ‬
‫و‪ %91‬كل من الفئة العمرية األوىل ‪ 11_21‬والفئة العمرية الرابعة ‪.22_22‬‬
‫ملتغري املستوى التعليمي الذي أثّر هو اآلخر على إجابات املبحوثني‬ ‫نفس املالحظة بالنسبة ّ‬
‫متوسطة وضعيفة‪ ،‬فكل من مستوى‬ ‫الذين اختلفوا يف تقييم حرية التعبري يف وسائل اإلعالم الوطنية بني ّ‬
‫املاسرت وال ّدكتوراه يعتربها ضعيفة بنسبة ‪ %41‬و‪ %14‬بالرتتيب وعلى التوايل‪ّ ،‬أما مستوى الليسانس‬
‫متوسطة بنسبة ‪.%15‬‬ ‫فيعتربها ّ‬
‫الدخل والذين ال‬
‫كمتغري مل يؤثر على إجابات املبحوثني فكل من ذوي مصدر ّ‬ ‫مصدر الدخل ّ‬
‫ميلكون مصدر دخل امجعوا على أ ّن حرية التعبري يف وسائل اإلعالم الوطنية ضعيفة بأعلى النسب‬
‫املقدرة بـ ‪ %11‬و‪ %91‬بالرتتيب وعلى التوايل‪.‬‬‫و ّ‬
‫ملتغري السكن الذي مل يؤثر على إجابات املبحوثني الذين أمجعوا بأعلى‬‫نفس املالحظة بالنسبة ّ‬
‫مقر سكناهم على أ ّن حرية التعبري يف وسائل اإلعالم الوطنية ضعيفة‪ ،‬وذلك‬ ‫النسب وعلى اختالف ّ‬
‫بنسبة ‪ %12‬لدى سكان املناطق احلضرية‪ ،‬و‪ %91‬لدى سكان املناطق شبه احلضرية‪ ،‬و‪%11‬‬
‫لسكان املناطق الريفية‪.‬‬
‫احملصل عليها أ ّن حريّة التعبري يف وسائل اإلعالم الوطنية تتميّز على‬
‫نستنتج من خالل النسب ّ‬
‫العموم بالضعف‪ ،‬وميكن إرجاع ذلك إىل سيف الرقابة الذي حيدد ما ينبغي أن يسمع‪ ،‬ويقرأ‪ ،‬ويشاهد‬
‫تطور األسلوب الرقايب ليأخذ جانبا قانونيا حيث شرعت الدولة بسن القوانني اليت حتد من حرية‬
‫وقد ّ‬
‫الصحف والصحفيني‪ ،‬وأصبحت هذه القوانني تستخدم أدوات للقمع باسم القانون‪ ،‬ويف ظل هذا‬
‫الوضع بدأت األقالم الباحثة عن متنفس تنشد لنفسها مالذا‪ ،‬فربزت على الساحة ظاهرة صحافة‬
‫املواطن حبثا عن احلرية‪.‬‬
‫ومنه يتضح أن امليدان اإلعالمي والصحفي لكي ميارس وظيفته على أمت وجه‪ ،‬ويغطي خمتلف‬
‫الواجهات املتعلقة بالسياسة اإلعالمية سواء كان ذلك يف اجلزائر أو يف العامل ككل جيب أن يقرتن‬
‫‪311‬‬
‫حبرية إعالمية تعطي معىن ملمارسة املهنة لدى اإلعالمي أو الصحفي ويتضح هذا املعىن خاصة بعد‬
‫ظهور القوانني والتشريعات اليت نادت هبذه احلرية والسيما اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان‪ ،‬حيث‬
‫تضمنت هذه التشريعات اإلعالمية بعض احلقوق والقوانني اليت من شأّنا أن حتمي الصحفي وتدفعه‬
‫إىل ممارسة عمله يف اإلطار املسموح به وهبذا يستطيع أن يدافع عن حريته ويعطي هلا معىن أوضح على‬
‫األرضية امليدانية‪.‬‬

‫‪312‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :32‬صحافة المواطن كبديل لوسائل اإلعالم التقليدية في نقل‬
‫األحداث حسب متغيّرات ال ّدراسة‬

‫تعوض وسائل االعالم التقليدية يف نقل االحداث؟‬


‫هل تعتقد أن صحافة املواطن ميكن أن ّ‬
‫اجملموع‬ ‫ال أدري‬ ‫أحيانا‬ ‫ال‬ ‫نعم‬
‫العدد‬ ‫العدد النسبة‬ ‫النسبة‬ ‫العدد النسبة العدد‬ ‫العدد النسبة‬
‫‪114 %10 11‬‬ ‫‪%53‬‬ ‫‪62 %19 21‬‬ ‫‪%18 20‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪%46 118 %29 76‬‬ ‫‪%17 44‬‬ ‫أنثى‬
‫‪373‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪%48 180 %26 97‬‬ ‫‪%17 64‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188 %14 26‬‬ ‫‪%40‬‬ ‫‪76 %24 45‬‬ ‫‪%22 41‬‬ ‫‪11 _ 21‬‬
‫‪116‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%65‬‬ ‫‪75 %19 22‬‬ ‫‪%14 17‬‬ ‫‪12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%47‬‬ ‫‪21 %40 18‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%50 12‬‬ ‫‪%17‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪22 _ 22‬‬
‫‪373‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪%48 180 %26 97‬‬ ‫‪%17 64‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪180 %14 26‬‬ ‫‪%45‬‬ ‫‪81 %17 30‬‬ ‫‪%24 43‬‬ ‫ليسانس‬
‫‪156‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪78 %34 53‬‬ ‫‪%12 19‬‬ ‫ماسرت‬ ‫املستوى التعليمي‬
‫‪37‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%57‬‬ ‫‪21 %38 14‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪373‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪%48 180 %26 97‬‬ ‫‪%17 64‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314 %10 30‬‬ ‫‪%50 156 %22 70‬‬ ‫‪%18 58‬‬ ‫نعم‬
‫مصدر الدخل‬
‫‪59‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%41‬‬ ‫‪24 %46 27‬‬ ‫‪%10‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ال‬
‫‪373‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪%48 180 %26 97‬‬ ‫‪%17 64‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪%45 142 %27 84‬‬ ‫‪%19 41‬‬ ‫حضري‬
‫‪36‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%59‬‬ ‫‪21 %31 11‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫شبه حضري‬ ‫السكن‬
‫‪21‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%80‬‬ ‫‪17 %10‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%10‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ريفي‬
‫‪373‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪%48 180 %26 97‬‬ ‫‪%17 64‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪313‬‬
‫يوضح اجلدول املرّكب رقم ‪ ،21‬دور صحافة املواطن كبديل لوسائل اإلعالم التقليدية يف نقل‬ ‫ّ‬
‫متغري اجلنس مل يؤثّر على إجابات املبحوثني‬
‫الدراسة‪ ،‬حيث نالحظ أ ّن ّ‬‫متغريات ّ‬
‫األحداث حسب ّ‬
‫الذين أمجعوا على أ ّن صحافة املواطن أحيانا ما تكون كبديل لوسائل اإلعالم التقليدية يف نقل‬
‫األحداث‪ ،‬بنسبة ‪ %92‬لدى الذكور ‪ %14‬لدى اإلناث‪.‬‬
‫متغري السن أثّر على إجابات املبحوثني حول ما إذا كانت صحافة املواطن تعترب بديال لوسائل‬
‫ّ‬
‫اإلعالم التقليدية يف نقل األحداث‪ ،‬فالفئات العمرية األوىل ‪ 11_21‬والثانية ‪ 12_12‬والثالثة‬
‫‪ 21_11‬أمجعت بأعلى النسبة ‪ %11‬و‪ %49‬و‪ %12‬بالرتتيب وعلى التوايل على أ ّن صحافة‬
‫املواطن أحيانا ما تكون كبديل لوسائل اإلعالم التقليدية يف نقل األحداث‪ ،‬يف حني أنكرت ذلك الفئة‬
‫العمرية الرابعة ‪ 22_22‬حيث نفت أن تكون صحافة املواطن بديال لوسائل اإلعالم التقليدية يف نقل‬
‫األحداث‪ ،‬بنسبة ‪.%91‬‬
‫متغري املستوى التعليمي مل يؤثر على إجابات املبحوثني الذين أمجعوا على أ ّن صحافة املواطن‬
‫ّ‬
‫أحيانا ما تكون كبديل لوسائل اإلعالم التقليدية يف نقل األحداث‪ ،‬بنسبة ‪ %19‬لدى مستوى‬
‫الليسانس‪ ،‬و‪ %91‬لدى مستوى املاسرت‪ ،‬و‪ %92‬لدى مستوى الدكتوراه‪.‬‬
‫الدخل امجعوا على أ ّن‬‫كمتغري أثّر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فذوي مصدر ّ‬‫ّ‬ ‫مصدر الدخل‬
‫صحافة املواطن أحيانا ما تكون كبديل لوسائل اإلعالم التقليدية يف نقل األحداث‪ ،‬بنسبة ‪ ،%91‬يف‬
‫حني أنكرت ذلك الفئة اليت ليس لديها مصدر دخل‪ ،‬واعتربت أ ّن صحافة املواطن ال ميكن أن تكون‬
‫بديال لوسائل اإلعالم التقليدية يف نقل األحداث‪ ،‬بنسبة ‪.%14‬‬
‫كمتغري مل يؤثر على إجابات املبحوثني الذين أمجعوا بأعلى النسب‬
‫ّ‬ ‫مكان اإلقامة أو السكن‬
‫مقر سكناهم على أ ّن صحافة املواطن أحيانا ما تكون كبديل لوسائل اإلعالم التقليدية‬
‫وعلى اختالف ّ‬
‫يف نقل األحداث‪ ،‬وذلك بنسبة ‪ %19‬لدى سكان املناطق احلضرية‪ ،‬و‪ %95‬لدى سكان املناطق‬
‫شبه احلضرية‪ ،‬و‪ %11‬لدى سكان املناطق الريفية‪.‬‬

‫احملصل عليها أ ّن صحافة املواطن أحيانا ما تكون كبديل لوسائل‬


‫نستنتج من خالل املعطيات ّ‬
‫اإلعالم التقليدية يف نقل األحداث‪ ،‬فكما سبق وذكرنا يف مق ّدمة احملور أ ّن البعض يرى أ ّن صحافة‬
‫املواطن هي نوع من الصحافة أو اإلعالم البديل القادر على حل مشكالت الصحافة يف العامل وضمان‬

‫‪314‬‬
‫استقالهلا‪ ،‬فهو إعالم تشاركي وتفاعلي حقيقي‪ ،‬وعابر للحدود القومية واالختالفات الثقافية‪ .‬ويؤمن‬
‫أنصار هذا االجتاه بأن إعالم املواطن سيحل حمل اإلعالم التقليدي‪.‬‬

‫يف حني يعارض البعض اآلخر فكرة صحافة املواطن ويؤكد ضرورة االحرتاف واملهنية‪ ،‬ويطعن‬
‫يف دقة وصدقية احملتوى الذي يقدمه ذلك اإلعالم‪ ،‬مستندا إىل تورط مدونني يف مئات الوقائع اخلاصة‬
‫بانتهاك حقوق امللكية واخلصوصية‪ ،‬وترويج اإلشاعات‪ .‬لذلك يتهكم البعض على صحافة املواطن‬
‫بالقول إنه «دعاية مواطن»‪ ،‬إذ يسيء البعض استخدام وسائل اإلعالم اجلديد يف الرتويج لنفسه‬
‫وجتارته من دون رقيب‪ .‬ويعتقد أصحاب هذا االجتاه وأكثرهم من اإلعالميني وأساتذة اجلامعات أن‬
‫تكنولوجيا االتصال أتاحت فرصا كبرية ملشاركة اجلمهور يف إنتاج وتداول احملتوى والتفاعل مع وسائل‬
‫اإلعالم‪ ،‬والتعبري احلر عن اآلراء‪ ،‬لكن ال يربر هذا أن حيل اهلواة مكان احملرتفني‪ ،‬أو أن تغلق كليات‬
‫ومعاهد حتت دعوى أن ممارسة الصحافة واإلعالم حق من حقوق اإلنسان‪ ،‬فالتخصص مطلوب وال‬
‫بديل من االحرتاف يف إنتاج وتداول األخبار ومناقشة القضايا العامة‪.‬‬

‫‪315‬‬
‫الجدول المرّكب رقم ‪ :33‬صحافة المواطن كمصدر لألخبار بدال عن وسائل اإلعالم‬
‫التقليدية حسب متغيّرات ال ّدراسة‬

‫هل تعتقد أن صحافة املواطن ميكن أن تش ّكل مصدرا لألخبار بدال من وسائل اإلعالم التقليدية؟‬
‫اجملموع‬ ‫بدون إجابة‬ ‫ال أدري‬ ‫أحيانا‬ ‫ال‬ ‫نعم‬
‫العدد‬ ‫العدد النسبة العدد النسبة العدد النسبة العدد النسبة العدد النسبة‬
‫‪114‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪9 %47 53 %19 22 %26 30‬‬ ‫ذكر‬
‫اجلنس‬
‫‪259‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2 %12 32 %44 122 %26 66 %14 37‬‬ ‫أنثى‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2 %11 41 %46 175 %24 88 %18 67‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪188‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0 %18 33 %41 78 %23 44 %18 33 11 _ 21‬‬
‫‪116‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪4 %50 58 %26 30 %21 24 12 _ 12‬‬
‫السن‬
‫‪45‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪4 %64 29 %13 6‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪21 _ 11‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0 %42 10 %33 8 %25 6‬‬ ‫‪22 _ 22‬‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2 %11 41 %46 175 %24 88 %18 67‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪180‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0 %19 35 %41 74 %22 37 %18 34‬‬ ‫ليسانس‬
‫املستوى‬
‫‪156‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪4 %54 84 %26 41 %16 25‬‬ ‫ماسرت‬
‫التعليمي‬
‫‪37‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪2 %46 17 %27 10 %22 8‬‬ ‫دكتوراه‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2 %11 41 %46 175 %24 88 %18 67‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪314‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2 %11 37 %48 151 %22 68 %18 56‬‬ ‫نعم‬ ‫مصدر‬
‫‪59‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪4 %41 24 %34 20 %18 11‬‬ ‫ال‬ ‫الدخل‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2 %11 41 %46 175 %24 88 %18 67‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪316‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2 %12 37 %47 148 %21 68 %19 61‬‬ ‫حضري‬
‫‪36‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0 %11 4 %53 19 %31 11 %5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫السكن شبه حضري‬
‫‪21‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪0 %38‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%43 9 %19 4‬‬ ‫ريفي‬
‫‪373‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪2 %11 41 %46 175 %24 88 %18 67‬‬ ‫اجملموع‬

‫‪316‬‬
‫يوضح اجلدول املرّكب رقم ‪ :22‬صحافة املواطن كمصدر لألخبار بدال عن وسائل اإلعالم‬ ‫ّ‬
‫متغري اجلنس مل يؤثّر على إجابات املبحوثني‬ ‫الدراسة‪ ،‬حيث نالحظ أ ّن ّ‬ ‫متغريات ّ‬
‫التقليدية حسب ّ‬
‫الذين أمجعوا على أ ّن صحافة املواطن أحيانا ما تكون مصدر لألخبار بدال عن وسائل اإلعالم‬
‫التقليدية‪ ،‬بنسبة ‪ %12‬لدى الذكور ‪ %14‬لدى اإلناث‪.‬‬
‫متغري السن مل يؤثّر هو اآلخر على إجابات املبحوثني حول ما إذا كانت صحافة املواطن ميكن‬
‫ّ‬
‫أن تكون مصدرا لألخبار بدال عن وسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬حيث أمجعت العيّنة املبحوثة على‬
‫اختالف سنّها على أ ّن صحافة املواطن أحيانا ما تكون مصدر لألخبار بدال عن وسائل اإلعالم‬
‫سجلت نسبة ‪ ،%12‬أما الفئة العمرية الثانية ‪ 12_12‬فقد‬ ‫التقليدية‪ ،‬فالفئة العمرية األوىل ‪ّ 11_18‬‬
‫سجلت الفة العمرية الثالثة ‪ 21_11‬نسبة ‪ّ ،%41‬أما الفئة العمرية‬ ‫سجلن نسبة ‪ ،%91‬يف حني ّ‬ ‫ّ‬
‫سجلت نسبة ‪.%11‬‬
‫األخرية فقد ّ‬
‫متغري املستوى التعليمي مل يؤثر على إجابات املبحوثني الذين أمجعوا على أ ّن صحافة املواطن‬
‫ّ‬
‫أحيانا ما تكون مصدر لألخبار بدال عن وسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬بنسبة ‪ %12‬لدى مستوى‬
‫الليسانس‪ ،‬و‪ %91‬لدى مستوى املاسرت‪ ،‬و‪ %14‬لدى مستوى الدكتوراه‪.‬‬
‫كمتغري مل يؤثر هو اآلخر على إجابات املبحوثني‪ ،‬فكل من ذوي مصدر‬ ‫ّ‬ ‫مصدر الدخل‬
‫الدخل‪ ،‬والذين ليس لديهم مصدر دخل امجعوا على أ ّن صحافة املواطن أحيانا ما تكون مصدر‬ ‫ّ‬
‫لألخبار بدال عن وسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬بنسبة ‪ ،%11‬و‪ %12‬على التوايل وبالرتتيب‪.‬‬
‫كمتغري أثّر على إجابات املبحوثني الذين اختلفوا بني من يعتقد أ ّن‬
‫مكان اإلقامة أو السكن ّ‬
‫صحافة املواطن أحيانا ما تكون مصدر لألخبار بدال عن وسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬وهم سكان املناطق‬
‫احلضرية وشبه احلضرية‪ ،‬بنسبة ‪ %12‬و‪ ،%92‬على التوايل وبالرتتيب‪ ،‬وبني من ينفي دالك متاما‬
‫سكان املناطق الريفية بنسبة ‪.%12‬‬
‫احملصل عليها أ ّن صحافة املواطن أحيانا ما تكون مصدرا لألخبار‬
‫نستنتج من خالل املعطيات ّ‬
‫بدال من وسائل اإلعالم التقليدية‪.‬‬

‫‪317‬‬
‫استنتاجات المحور الرابع‪ :‬صحافة المواطن واإلعالم الرسمي‬

‫من خالل دراستنا امليدانية وتفريغ البيانات احملور الرابع‪" :‬صحافة املواطن واإلعالم الرمسي"‬
‫توصلنا إىل النتائج التالية‪:‬‬
‫وحتليلها ّ‬
‫حرية التعبري اإلعالمية أحيانا ما توجد يف اجلزائر ولكن يف الغالب فهي منعدمة‪ .‬ومن هنا ميكن‬
‫القول أ ّن وسائل اإلعالم اجلزائرية تقوم بدور مزدوج من حيث أّنا تستفيد من حرية التعبري وتنتهكها‪،‬‬
‫فاالستفادة تكون عن طريق فتح الباب أمام املواضيع االجتماعية اليت ترمي إىل اجتذاب مجهور عريض‬
‫على حنو دائم‪ .‬واالنتهاك يكون عن طريق فرض الرقابة من طرف الدولة أو املصاحل السياسية‬
‫واالقتصادية اخلاصة أو غريها من املصاحل‪ .‬إن حرية التعبري إمنا هي حق إطاري يشمل عناصر عديدة‪،‬‬
‫مثل حرية اإلعالم وحرية الصحافة ووسائل اإلعالم على وجه العموم‪ .‬وتسند هذه احلرية على حرية‬
‫الرأي وترتبط هبا ارتباطا وثيقا‪ .‬مث أن مظاهرها تتدرج من حرية األفراد يف التعبري عن آرائهم إىل احلرية‬
‫املؤسسية اليت تتمتع هبا وسائل اإلعالم‪ .‬أما حرية الرأي‪ ،‬فإّنا حق من احلقوق املدنية املطلقة‪ ،‬يف حني‬
‫أن حرية التعبري هي حق من احلقوق السياسية اليت قد ختضع لبعض القيود‪ .‬وحرية التعبري ما هي إال‬
‫حق مزدوج‪ ،‬مبعىن أّنا حرية إذاعة اآلراء واألفكار أيّا كان نوعها‪ ،‬وهي أيضا حرية استقاء املعلومات‬
‫واألفكارـ وذلك عن طريق الوسائل الصوتية أو املكتوبة أو املطبوعة أو على شكل أعمال فنية أو من‬
‫خالل أية وسيلة من وسائل اإلعالم‪ ،‬مبا يف ذلك التكنولوجيات اجلديدة‪ .‬وليس من الواجب استخدام‬
‫احلدود اجلغرافية للتدخل يف هذا احلق‪ .‬وتبعا لذلك‪ ،‬فإن حرية التعبري متثل جزا ال يتجزأ من "حق‬
‫التبليغ"‪.‬‬
‫حريّة التعبري يف وسائل اإلعالم الوطنية تتميّز على العموم بالضعف‪ ،‬وميكن إرجاع ذلك إىل‬
‫تطور األسلوب الرقايب ليأخذ جانبا‬
‫سيف الرقابة الذي حيدد ما ينبغي أن يسمع‪ ،‬ويقرأ‪ ،‬ويشاهد وقد ّ‬
‫قانونيا حيث شرعت الدولة بسن القوانني اليت حتد من حرية الصحف والصحفيني‪ ،‬وأصبحت هذه‬
‫القوانني تستخدم أدوات للقمع باسم القانون‪ ،‬ويف ظل هذا الوضع بدأت األقالم الباحثة عن متنفس‬
‫تنشد لنفسها مالذا‪ ،‬فربزت على الساحة ظاهرة صحافة املواطن حبثا عن احلرية‪ .‬ومنه يتضح أن امليدان‬
‫اإلعالمي والصحفي لكي ميارس وظيفته على أمت وجه‪ ،‬ويغطي خمتلف الواجهات املتعلقة بالسياسة‬
‫اإلعالمية سواء كان ذلك يف اجلزائر أو يف العامل ككل جيب أن يقرتن حبرية إعالمية تعطي معىن‬

‫‪318‬‬
‫ملمارسة املهنة لدى اإلعالمي أو الصحفي ويتضح هذا املعىن خاصة بعد ظهور القوانني والتشريعات‬
‫اليت نادت هبذه احلرية والسيما اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان‪ ،‬حيث تضمنت هذه التشريعات‬
‫اإلعالمية بعض احلقوق والقوانني اليت من شأّنا أن حتمي الصحفي وتدفعه إىل ممارسة عمله يف اإلطار‬
‫املسموح به وهبذا يستطيع أن يدافع عن حريته ويعطي هلا معىن أوضح على األرضية امليدانية‪.‬‬

‫صحافة املواطن أحيانا ما تكون كبديل لوسائل اإلعالم التقليدية يف نقل األحداث‪ ،‬فكما سبق‬
‫وذكرنا أ ّن البعض يرى أ ّن صحافة املواطن هي نوع من الصحافة أو اإلعالم البديل القادر على حل‬
‫مشكالت الصحافة يف العامل وضمان استقالهلا‪ ،‬فهو إعالم تشاركي وتفاعلي حقيقي‪ ،‬وعابر للحدود‬
‫القومية واالختالفات الثقافية‪ .‬ويؤمن أنصار هذا االجتاه بأن إعالم املواطن سيحل حمل اإلعالم‬
‫التقليدي‪ .‬يف حني يعارض البعض اآلخر فكرة صحافة املواطن ويؤكد ضرورة االحرتاف واملهنية‪ ،‬ويطعن‬
‫يف دقة وصدقية احملتوى الذي يقدمه ذلك اإلعالم‪ ،‬مستندا إىل تورط مدونني يف مئات الوقائع اخلاصة‬
‫بانتهاك حقوق امللكية واخلصوصية‪ ،‬وترويج اإلشاعات‪ .‬لذلك يتهكم البعض على صحافة املواطن‬
‫بالقول إنه «دعاية مواطن»‪ ،‬إذ يسيء البعض استخدام وسائل اإلعالم اجلديد يف الرتويج لنفسه‬
‫وجتارته من دون رقيب‪ .‬ويعتقد أصحاب هذا االجتاه وأكثرهم من اإلعالميني وأساتذة اجلامعات أن‬
‫تكنولوجيا االتصال أتاحت فرصا كبرية ملشاركة اجلمهور يف إنتاج وتداول احملتوى والتفاعل مع وسائل‬
‫اإلعالم‪ ،‬والتعبري احلر عن اآلراء‪ ،‬لكن ال يربر هذا أن حيل اهلواة مكان احملرتفني‪ ،‬أو أن تغلق كليات‬
‫ومعاهد حتت دعوى أن ممارسة الصحافة واإلعالم حق من حقوق اإلنسان‪ ،‬فالتخصص مطلوب وال‬
‫بديل من االحرتاف يف إنتاج وتداول األخبار ومناقشة القضايا العامة‪.‬‬

‫‪319‬‬
‫استنتاجات ال ّدراسة‬

‫التطورات التكنولوجية اهلائلة زادت من قدرة وسائل االتصال الرقمية يف حتقيق املزيد من‬
‫التأثري على اجلماهري‪ ،‬وتوجيهها حنو آراء وأفكار معينة‪ .‬وساهم االنتشار احلر للمعلومات من خالل‬
‫مقدمتها شبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬يف خلق إمكانية كبرية للتحرك الشعيب على‬ ‫االنرتنت ويف ّ‬
‫أساس معرفة واسعة ودقيقة باألحداث السياسية‪ ،‬وبالتايل التأثري على تصور املواطن للسياسة‪ ،‬وتتخذ‬
‫هذه الشبكات يف هذه العملية موق ًفا فريدا إذ متارس تأثريات قوية على صانعي القرار ويف تشكيل‬
‫الرأي العام‪ ،‬فوسائل االتصال متثل حلقة وصل بني الرأي العام وصانعي القرار‪ .‬ويقول بعض اخلرباء‪:‬‬
‫تؤثر وسائل اإلعالم يف السياسة من وجهتني يرتبط بعضهما ببعض أشد االرتباط؛ ترتكز الوجهة‬
‫األوىل على تأثري وسائل اإلعالم على الرأي العام‪ ،‬الذي يؤثر بدوره يف صانعي القرار‪ ،‬أما الوجهة‬
‫الثانية فرتتكز على تأثري وسائل اإلعالم املباشر على صانعي القرار‪ ،‬بتوفري املعلومات واألفكار‬
‫والصور املختلفة اليت تشكل رؤيتهم للعامل‪ .‬وخيتلف تأثري وسائل اإلعالم يف تشكيل اجتاهات الرأي‬
‫العام تبعا للبيئات االتصالية اليت تتم من خالهلا عمليات التلقي‪ ،‬إذ ختتلف باختالف وسائل‬
‫االتصال املقروءة واملسموعة واملرئية‪ ،‬فلكل وسيلة إعالمية عدد من املزايا اليت جتعلها ختتلف من‬
‫حيث التأثري عن الوسيلة األخرى‪ ،‬وتكرار التعرض لوسائل االتصال يزيد من قوة تأثريها يف تشكيل‬
‫اجتاهات الرأي العام‪ ،‬وقد متيزت شبكات التواصل االجتماعي الرقمية بقوة التأثري ألهنا مجعت كل‬
‫مزايا وسائل االتصال التقليدية (املقروءة واملسموعة واملرئية) يف الرسالة اليت تقدمها‪.1‬‬

‫املتحصل عليها واليت تثبت أن األفراد على‬


‫ّ‬ ‫وحنن بدورنا نؤيّد هذا الرأي انطالقا من النتائج‬
‫اختالف جنسهم وسنّهم ومستواهم التعليمي ومصدر دخلهم ومكان إقامتهم يتأثرون باألخبار‬
‫املنشورة عرب االنرتنت حىت وان كانت تلك األخبار منشورة من طرف مواطنني عاديني وليس من‬
‫طرف صحفيني حمرتفني‪.‬‬

‫كل املبحوثني على اختالف جنسهم وسنّهم ومستواهم الدراسي وكذا املعيشي وحىت‬
‫السكين‪ ،‬أمجعوا وبأعلى النسب على أن االنرتنت ميكن أن يكون فضاءا حلريّة التعبري‪.‬‬

‫‪1‬عبد الكرمي علي الدبيسي وزهري ياسني الطاهات‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.47‬‬

‫‪318‬‬
‫الدراسة من جنس وسن ومستوى تعليمي ومصدر الدخل والسكن‪ ،‬مل تؤثر‬ ‫متغريات ّ‬‫كل ّ‬ ‫ّ‬
‫على إجابات املبحوثني‪ ،‬فغالبية العيّنة املبحوثة سبق هلا ونشرت أخبارا على شبكة االنرتنت‪ ،‬وهذا‬
‫يؤدي بنا إىل القول بأ ّن هامش احلريّة الذي تكفله االنرتنت وكذا سرعة االنتشار والتكلفة الرمزية هي‬
‫ّ‬
‫اليت جعلت أفراد العيّنة املبحوثة ينشرون أخبارهم عرب االنرتنت بكل سهولة وسرعة باإلضافة إىل‬
‫اجلمهور ال احملدود عرب شبكة االنرتنت‪.‬‬

‫توصلنا إىل أ ّن العيّنة املبحوثة أمجعت على االعتقاد على‬


‫املتحصل عليها ّ‬
‫ّ‬ ‫من خالل النسب‬
‫أنه ميكنها التأثري يف اآلخرين من خالل ما تنشره عرب االنرتنت‪ ،‬مهما اختلف اجلنس والسن‬
‫يدل على أ ّن‬
‫دل على شيء فهو ّ‬
‫مقر السكن‪ ،‬وهذا إن ّ‬
‫الدخل وكذا ّ‬ ‫واملستوى التعليمي ومصدر ّ‬
‫متغريات الدراسة مل تؤثر على إجابات املبحوثني‪.‬‬
‫ّ‬
‫الدراسة يف جمملها مل تؤثر على‬‫متغريات ّ‬
‫احملصل عليها أ ّن ّ‬
‫نستنتج من خالل البيانات ّ‬
‫إجابات املبحوثني فكل املبحوثني على اختالف جنسهم ومستواهم التعليمي ومصدر دخلهم‬
‫غريوا رأيهم انطالقا من املعلومات اليت نشرها مواطنون‬‫ومكان إقامتهم أمجعوا على ّأهنم سبق وأن ّ‬
‫متغري السن الذي أثر على إجابات املبحوثني والذين كلّما زاد سنهم‪،‬‬‫عرب شبكة االنرتنت‪ ،‬سوى ّ‬
‫تغري آراء العيّنة‬
‫قل تأثرهم وتغيريهم آلرائهم‪ .‬خنلص يف األخري إىل أ ّن صحافة املواطن استطاعت أن ّ‬
‫ّ‬
‫املبحوثة‪ ،‬أي أ ّن صحافة املواطن تؤثر يف تشكيل وتغيري الرأي العام‪.‬‬

‫أهم خاصيّة متيّز صحافة املواطن‪ ،‬فصحافة املواطن تتميز بقدر عال من التفاعلية‪،‬‬
‫التفاعلية ّ‬
‫ومابعد التفاعلية‪ ،‬ففي السابق كانت مسامهة مجهور االنرتنت حمصورة يف دائرة رجع الصدى‬
‫للمحتوى الذي يتم بثه أو نشره من خالل املواقع االعالمية االلكرتونية‪ ،‬اليت تعرب عنها أشكال‬
‫عرفت ‪ Hujanen & Peitikainen1‬الصحافة التفاعلية بالصحافة اليت‬ ‫تفاعلية كثرية‪.‬لقد ّ‬
‫تتيح زيادة القدرة على االتصال وختطي احلدود الزمانية واملكانية بني الصحفيني واملواطنني‪ّ ،‬أما‬
‫الصحافة التشاركية ‪ Participatory Journalisme‬فتأخذ خطوة ابعد من الصحافة‬
‫التفاعلية من خالل اشراك مستهلكي األخبار يف عملية مجعها بالفعل‪ ،‬مما يتيح جليل جديد من‬

‫‪1‬‬
‫‪Hujanen & Peitikainen, Interactive Uses of Journalism: Crossing Between Technological‬‬
‫‪Potential and Young People’s News-Using Practices,‬‬
‫‪http://nms.sagepub.com/content/6/3/383.abstract‬‬

‫‪319‬‬
‫عرف ‪ Bowman & Willis1‬الصحافة‬ ‫مستخدمي االنرتنت أن يصبحوا منشئي احملتوى‪ّ .‬‬
‫التشاركية على اهنا فعل ملواطن او جمموعة من املواطنني يلعبون دورا حيويا يف عملية مجع وإعداد‬
‫التقارير‪ ،‬وحتليل ونشر االخبار واملعلومات‪ ،‬ويبقى اهلدف من خالل هذه املشاركة هو توفري‬
‫معلومات موثوقة‪ ،‬ومستقلة ودقيقة وعلى نطاق واسع‪ ،‬معلومات تتطلبها الدميقراطية‪ ،‬ويضيفون أن‬
‫الصحافة التشاركية تستخدم "النشر مث الغربلة" بدال من النموذج التقليدي "الغربلة مث النشر"‪ .‬ويشري‬
‫‪ Nip‬اىل أن صحافة املواطن ختتلف عن الصحافة املدنية أو الصحافة التفاعلية والتشاركية على‬
‫وجه التحديد ألهنا تقضي على سلطة الصحفي احملرتف‪ .‬كما صنّف ‪Bowman & Willis‬‬
‫الصحافة التشاركية حسب الوظيفة اليت يقوم هبا اجلمهور اىل‪ -1 :‬التعليق‪ -2 ،‬التحرير والتنقيح‪،‬‬
‫‪ -3‬التحقق من الواقع‪ -7 ،‬إعداد التقارير‪ -5 ،‬إعداد التقارير التفسريية‪ -6 ،‬إعداد التقارير‬
‫مفتوحة املصادر‪ -4 ،‬النشر السمعي‪-‬بصري‪ -8 ،‬البيع والشراء واالشهار‪ -9 ،‬تدبري املعرفة‪.‬‬
‫تتلخص فكرة الصحافة القائمة على مشاركة اجلمهور يف االعتماد على ما يقوم به أفراد اجلمهور‬
‫العاديون يف عملية مجع املعلومات واألخبار والتعليق عليها والتحليل وكتابة آرائهم ومسامهاهتم أيا‬
‫كانت ودون اخلضوع للت دريب على ممارسة مهنة الصحافة‪ ،‬وهم ايضا مسئولون عن نشر وتبادل‬
‫هذه املعلومات واألخبار على نطاق مجاهريي حيث يعتمدون يف ذلك على التقنيات واالمكانيات‬
‫التحول االبرز الذي حصل خالل العقد األخري‬‫التكنولوجية احلديثة اليت توفرها االنرتنت‪ .‬قد يكون ّ‬
‫على مستوى االعالم ه و بروز ظاهرة صحافة املواطن كشكل جديد من أشكال املمارسات‬
‫الصحفية غري املهنية‪.2‬‬

‫المتحصل عليها أ ّن الجيل الثاني في استعمال التقنية‬


‫ّ‬ ‫نستنتج من خالل المعطيات‬
‫يتميز حبضور استعمال تقنيات السمعي املرئي "الفيديو‪ ،‬الصورة‪ ،‬الصوت" يف حاجة إىل مهارات‬
‫تقنية ألي وذلك حىت يتمكن من أن يوصل كامريا أو آلة تصوير رقمية بالكومبيوتر وحتميل األفالم‬
‫لعرضها‪ ،‬وهذا يتطلّب وجود اإلنرتنت عايل اجلودة حىت يتيح كل هذه االستعماالت املتعددة‬
‫الوسائط‪ .3‬مل يعد باستطاعة وسائل االعالم التقليدية اغفال املادة االخبارية اليت ينشرها املواطنون‬

‫‪ 1‬هنا السيد عبد املعطي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.37 :‬‬


‫‪ 2‬حنان كامل امساعيل‪ ،‬دور المواطن الصحفي في الحراك السوري من وجهة نظر قادة الرأي االعالمي العربي‪ ،‬األردن والكويت ومصر نموذجا‪،‬‬
‫رسالة ماجستري‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬عمان‪ ،2112 ،‬ص‪.41‬‬
‫‪ 3‬فيليب بروتون ‪ :‬يوتوبيا االتصال‪ ،‬ترمجة إلياس حسن‪ ،‬دار الينابيع‪ ،‬سوريا‪ .2114 ،‬ص ‪.35-37‬‬

‫‪320‬‬
‫يزودون احملطات الفضائية العمالقة‬
‫الصحفيون عرب اإلنرتنت الذين أصبحوا مراسلني حقيقيني ّ‬
‫باألخبار‪ ،‬فالواقع يثبت أن هناك تفاعل واضح بني االعالم التقليدي وصحافة املواطن‪ ،‬ويظهر ذلك‬
‫املدونني‪ ،‬ومتابعة نيويورك تاميز ‪New‬‬
‫جليّا من خالل اعتماد الـسي أن أن ‪ CNN‬على ايرادات ّ‬
‫للمدونات‪ ،1‬بل وحىت االستعانة هبا واستخدام‬
‫ّ‬ ‫‪ York Times‬وقناة اجلزيرة والعربية وغريمها‬
‫الصور والفيديوهات اليت يلتقطها املواطنون كمصدر للخرب يف كربيات الشبكات االعالمية‪ ،‬حبجة‬
‫تضييق السلطات عليها وعدم السماح هلا بالتغطية االعالمية‪ .‬وبرز جنم صحافة املواطن يف الوطن‬
‫العريب بسبب الثورات العربية وما شهده االعالم من تضييق وقمع حلرية الصحافة والتغطية االعالمية‪،‬‬
‫ما أدى مبختلف وسائل االعالم التقليدية اىل االعتماد على صحافة املواطن كمصدر للمعلومة‪.‬‬
‫تعد أخطر شيء يف‬ ‫لكن األهم من ذلك هو استخدام الفيديو والصور من اهلواتف النقالة اليت ّ‬
‫االعالم اليت صفعت األنظمة من خالل التقاط الصور وارساهلا لوسائل االعالم املرئية وااللكرتونية‪،‬‬
‫اجلوال بأهنا ال ختضع للمونتاج والفوتوشوب كوهنا تبقى كما هي وال ميكن‬ ‫ويكمن سر صورة ّ‬
‫التالعب هبا‪ ،‬وبالتايل عجزت األنظمة عن تكذيبها أو وصفها باملفربكة‪ ،‬اضافة اىل اليوتيوب الذي‬
‫كان العامل الثاين يف فضح اجلرائم‪ ،‬مما دفع وسائل االعالم املرئية اىل االعتماد على وسائل االتصال‬
‫املسجلة أو السكايب ‪ Skype‬يف‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعي املرسلة من امليدان وعرضها من خالل االفالم‬
‫العرض املباشر عن طريق اهلواتف الذكية‪.2‬‬

‫املتحصل عليها أ ّن شبكة اإلنرتنت وما توفره من إمكانية الدخول‬


‫ّ‬ ‫نستنتج من خالل النسب‬
‫إليها من طرف كافة األفراد يف العامل أصبحت تُعزز بشكل ضمين من قيم الدميقراطية التشاركية‬
‫والطابع الالمركزي واإلدارة الذاتية وحرية االختالف وإتاحة ال ُفرص للتعبري عن هويات ومصاحل‬
‫وُمتلفة من خالل شبكات االتصال واملعلومات‪ ،‬كما يُرجح السوق املفتوح لألفكار اليت‬ ‫ُمتعددة ُ‬
‫تُشكل بيئة عمل التكنولوجيا من اإلبداع واالبتكار كوسيلة لإلستمرار ويُعزز من الطابع اإلنساين‬
‫والقيم اإلنسانية املشرتكة‪ ،‬ومحاية خصوصية األفراد واحلق يف املعرفة وحق املواطن يف اإلعالم وصنع‬
‫القرار‪ ،‬وغريها من احلقوق اليت أصبحت لصيقة الصلة بتكنولوجيا االتصال واملعلومات‪ .‬تعمل صحافة‬

‫‪ 1‬ياس خضري البيايت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.791‬‬


‫‪ 2‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.797‬‬

‫‪321‬‬
‫خاصة السياسية بإنتاج املعلومات وانتشارها وحرية الوصول إليها‬
‫املواطن على تضييق فجوة املعرفة ّ‬
‫وقُدرة أي فرد على املسامهة فيها وإنتاجها على إزالة اللًبس والغموض املعريف سواء ما يتعلق بالقضايا‬
‫ُ‬
‫الداخلية أو اخلارجية من خالل نموذج يتكون من ثالثة أضالع هي‪ :‬مجع املعلومات‪ ،‬والتعليق‬
‫عليها والتحاور حوهلا‪ ،‬مث إختاذ خطوات فعلية‪ .‬وامليزة يف هذا النموذج هي أن التقنيات اجلديدة بدءاً‬
‫من اإلنرتنت وكل ما تبعه‪ ،‬قادرة على تقدميها‪ .‬واملتصلني بشبكة اإلنرتنت لديهم القدرة على‬
‫ُ‬
‫التجادل‪ ،‬والتحاور بطرق جديدة تزيد من قوهتا وتأثريها "املدونني"‪ ،‬وجمموعات النقاش والرسائل‬
‫الفورية‪ ،‬ومجيعها جيعل التنفيذ الفعلي أسهل بكثري‪ .‬وهذا ما يُطلق علية "الدميقراطية الطارئة" واليت‬
‫تُشري إىل أن إختاذ القرار من املمكن أن ينبُع من عامل "املدونات" أي أن األفكار أحياناً تولد من‬
‫ُ‬
‫‪1‬‬
‫شبكات حمدودة بني األشخاص ومنها إىل شبكات جمتمعية‪ ،‬مث إىل شبكات سياسية ‪.‬‬

‫توصل‬
‫لعل ما ّ‬
‫االنرتنت "صحافة املواطن" ّأدى إىل تراجع استعمال وسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬و ّ‬
‫إليه الباحث مجال زرن‪ 2‬يؤيّد نتائجنا وهو أننا أمام استخدامات لالتصال واإلعالم مل تكن إىل زمن‬
‫قريب معهودة وخاصة فيما يتصل بتمددها األفقي‪ .‬إذا ما اعتربنا أن سكان الكرة األرضية يناهز‬
‫‪ 4.3‬مليارات نسمة فإن ‪ 3.14‬مليارات منهم مرتبطون بشبكة اإلنرتنت أي ما يقارب النصف‪،‬‬
‫وأن لكل فرد منهم ‪ 5.57‬حسابات على شبكات التواصل االجتماعي‪ .‬أكثر من كل ذلك‪ ،‬فإننا‬
‫نسجل يوميًّا مليون مستخدم جديد لشبكات التواصل االجتماعي على اهلاتف اجلوال‪ ،‬أي ما يعادل‬
‫جديدا يف كل ثانية‪ .‬من بني كل هذه األرقام يرتبع موقع الفيسبوك على سلم الرتتيب‬
‫مستخدما ً‬
‫ً‬ ‫‪12‬‬
‫بـ‪ 1.41‬مليار حساب‪ ،‬واليوتيوب مبليار‪ ،‬أما عدد مستخدمي "الواتس آب" فهم يف حدود ‪911‬‬
‫مليون مستخدم‪ ،‬ولنكدإن بـ‪ 751‬مليون‪.‬‬

‫‪ 1‬عادل عبد الصادق‪ ،‬الفضاء االلكتروني والرأي العام‪ :‬تغير المجتمع واالدوات والتأثير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ 2‬مجال زرن‪ ،‬اإلعامل التقليدي واجلديد يف سياق متدد اإلعامل ااجلتماعي وشبكاته‪ ،‬دراسات إعالمية‪ ،‬مركز اجلزيرة للدراسات اإلعالمية‪ ،‬مارس ‪،2114‬‬
‫ص ‪ .6‬الدراسة متوفّرة على الرابط‪:‬‬
‫‪http://studies.aljazeera.net/mritems/Documents/2017/3/27/950a8f91b124470898a4847af8e06ea‬‬
‫‪9_100.pdf‬‬

‫‪322‬‬
‫صحافة املواطن تساهم يف تشكيل الرأي العام‪ ،‬ويف سياق طبيعة العالقة بني صحافة املواطن‬
‫والرأي العام فإنه ميكن القول أن صحافة املواطن قلبت مفهوم االعالم رأسا على عقب‪ ،‬وأسقطت‬
‫غريهتا كليّا‪ ،‬حيث كان املفهوم األساسي لالعالم هو قيام‬
‫كثريا من النظريات‪ ،‬أو على أقل تقدير ّ‬
‫املؤسسات االعالمية بتوفري املواد االخبارية واملعلوماتية للجمهور‪ ،‬أما اآلن فاجلمهور أصبح هو من‬
‫يعطي اجلمهور‪ ،‬بل هو من يعطي وسائل االعالم أيضا‪ ،‬وقد زاد هذا العطاء فيما يبدو حىت بدأ حيرج‬
‫وسائل االعالم التقليدية‪ ،‬وقد اعرتفت العديد من وسائل االعالم التقليدية العريقة أهنا هتتم مبتابعة ما‬
‫ينشره املواطنون للحصول على شهاداهتم وما اتقطته عدساهتم باالضافة اىل ما تتابعه مباشرة من موقع‬
‫احلدث‪.1‬‬

‫مستقبل صحافة املواطن يدفع إىل التقارب بني وسائل االتصال‪ ،‬فوسائل اإلعالم أصبحت‬
‫تتقارب وتتكامل من دون أن تنفي إحداها األخرى‪ ،‬وهذا التقارب حيدث مع ارتفاع درجة توافر‬
‫املعلومات‪ ،‬وتيسري بثها واحلصول عليها‪ ،‬وارتفاع درجة التنافسية بني الوسائل اإلعالمية املهنية وغري‬
‫املهنية يف ما يتعلق بالتعاطي مع احلدث واملصداقية‪ ،‬إن صحافة املواطن لن تلغي اإلعالم التقليدي‪،‬‬
‫بل ستكون املكمل لدوره‪ ،‬والدليل على ذلك أن كال من اإلذاعة والتلفزيون والصحيفة واإلنرتنت مل‬
‫يؤثر أحدها يف موقع اآلخر‪ ،‬بل على العكس من ذلك حتول الواقع اإلعالمي إىل ما ميكن تسميته‬
‫اإلعالم املندمج الشامل‪ ،‬ذلك أن االجتاه هو للتكامل وجليل جديد وثقافة أكثر تقدما وعصرية‬
‫للعمل الصحايف‪ ،‬السيما أن الناشط املعارض ومستخدم (تويرت) أو املدون بات كما الكاتب‬
‫الصحايف يف اجلريدة‪ ،‬يستضاف يف احملطات التلفزيونية للوقوف على رأيه والتعليق على حدث ما‬
‫بعدما صار لرأيه معيار‪ .‬وعندما ننظر بدقة إىل الصحافة التقليدية املهنية جند أهنا عملت على احنسار‬
‫الوعي لدى املواطنني‪ ،‬وذلك بنشر كل ما يتوافق مع مصاحل السلطات احلاكمة‪ ،‬ويف غالب األحيان‬
‫سيتعارض مع مصاحل املواطنني‪ ،‬من هنا ميكننا اخلروج بفهم واضح‪ ،‬وهو التضليل اإلعالمي يف‬
‫الصحافة التقليدية اليت بدأت تنكشف بفضل املنشورات الصحفية اجلريئة للمواطنني‪.‬كما أن صحافة‬

‫‪ 1‬هنا السيد عبد املعطي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.114 :‬‬

‫‪323‬‬
‫املواطن أهنت احتكار الصحافة التقليدية لألخبار والسبق الصحفي وأصبح املواطن العادي يسبق‬
‫الصحفي التقليدي يف نقل األحداث‪ .‬ومع ذلك تتميز صحافة املواطن من خالل أدبياهتا بنقد‬
‫وسائل اإلعالم التقليدية وتأكيد مقدرهتا على القيام بالوظائف واألدوار ذاهتا بشكل ُمتلف على‬
‫مستوى املنهج واخللفية واالحرتافية املهنية‪ .‬فصحافة املواطن ال تسعى إىل الربح‪ ،‬وذلك انطالقاً من‬
‫رفضها للخلفية املؤسساتية‪ ،‬ورهانات اقتصاد السوق‪ ،‬وجند دالالت هذا اخلطاب يف جل افتتاحيات‬
‫ومواثيق عمل صحافة املواطن‪ .‬إن ميدان الصحافة واإلعالم مل يعد حكراً على الصحافة التقليدية بل‬
‫دخلت إليه صحافة املواطنني ما صنع تنوعاً كبرياً يف املوضوعات واألخبار السيما أن صحافة املواطن‬
‫لديها اجلرأة يف تناول األحداث من وجهة نظر املواطن وليس من وجهة نظر السلطة أو احلكام‪.‬‬

‫يصب يف صاحل التفاعلية‬ ‫ّ‬ ‫الفعالة مع اآلخرين‪ ،‬وهذا‬


‫صحافة املواطن تزيد من املشاركة ّ‬
‫والتشاركية عرب االنرتنت‪ ،‬وال تقتصر تفاعلية صحافة املواطن على إنتاج رسائل التغذية الراجعة اليت‬
‫ِ‬
‫املتضمنة ملعلومات‬ ‫تثري العملية التواصلية‪ ،‬بل تتعداها إىل املشاركة حىت يف غياب الرسائل التواصلية‬
‫ومواقف‪ ،‬من خالل مترير رسائل اآلخرين أو االكتفاء بإبداء اإلعجاب أو اختزال املواقف يف‬
‫اإليقونات املعربة عن انفعاالت أو أشياء ذات داللة مرتبطة مبحتوى العملية التواصلية‪ ،‬أو تأتيه جاهزة‬
‫من جهة ما فيمررها إىل اآلخرين‪ .‬نستنتج أن صحافة املواطن أتاحت ميزة جعلتها يف موقع الصدارة‬
‫لدى اجلمهور‪ ،‬وهي ميزة التفاعل اآلين واللحظي مع ما ينشر‪ ،‬خبالف اإلعالم التقليدي السمعي‬
‫والبصري‪ ،‬الذي بدأ يشهد تغريات يف هذا اجملال‪ ،‬لكنه مازال دون املستوى يف إتاحة التفاعل السريع‬
‫من الرأي العام يف ما يقدمه من حمتوى‪.‬‬

‫صحافة املواطن تعترب وبال منازع منربا من منابر حرية التعبري‪ ،‬فقد أتاحت الفرصة أمام كثري‬
‫من الناس يف أرجاء العامل لنشر األخبار وتوضيح احلقائق ونشر املعلومات من دون أي رقابة مسبقة‬
‫فأي مواطن ميكنه أن يصبح صحفياً‪ ،‬عرب‬
‫أو ملحقة‪ ،‬ما يؤكد أن الصحافة مل تعد مهنة خنبوية‪ّ ،‬‬
‫امتالكه لوسائل التكنولوجيا احلديثة اليت تتيح له الدخول إىل شبكة اإلنرتنت ‪ .‬ويبدو أن أدوات‬
‫اإلنرتنت اجلديدة وخدماته شكلت معايري وقيماً جديدة‪ ،‬مل تكن مألوفة يف هذا الواقع‪ ،‬فقد وفرت‬
‫‪324‬‬
‫فرصة عظيمة للشباب للتحرر من اإلعالم الداخلي أو املوجه‪ ،‬وكذلك مالحقة املعلومات يف أي‬
‫عدة مناسبات‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫سهولة ويسر‪ .‬صحافة املواطن كمنرب من منابر حريّة التعبري أثبتت يف ّ‬ ‫وقت وبكل‬
‫وبكل حريّة‪ ،‬بدءاً من‬
‫ّ‬ ‫وذلك من خالل جناحها وبروز دورها احملوري يف نقل خفايا أحداث مهمة‬
‫تفجريات ‪ 11‬سبتمرب ‪ 2111‬يف الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬مروراً بزلزال تسونامي‪ /‬إندونسيا‬
‫‪ 2117‬ومن مث تفجريات مدريد ‪ 2115‬وصوالً إىل االحتجاجات على االنتخابات اإليرانية‬
‫‪ 2119‬والثورات العربية ‪ 2111‬وغريها الكثري من األحداث‪.‬‬

‫الدراسة مل تؤثر على إجابات املبحوثني الذين أ ّكدوا وأ ّكدوا بش ّدة على أ ّن صحافة‬
‫متغريات ّ‬
‫ّ‬
‫املواطن تساهم يف صناعة اخلرب‪ .‬وما يثبت ذلك هو حماوالت بعض املؤسسات اإلعالمية االستثمار‬
‫يف صحافة املوطن‪ ،‬فقد سعت إىل إدماج جهود املواطنني الذين ميتلكون مواقع وخدمات إخبارية‬
‫وإعالمية ضمن عمل وبرامج املؤسسات اإلعالمية التقليدية‪ ،‬وامتألت شاشات الفضائيات بالصور‬
‫املنقولة عرب اهلواتف الذكية‪ .‬نستنتج أيضا أ ّن صحافة املواطن أصبحت مبثابة مطبخ جديد لصناعة‬
‫وتوليد اخلرب يف ُمتلف القضايا واملواضيع‪ ،‬وهي أداة فاعلة ال ميكن إغفاهلا‪ ،‬والسيما أهنا تشهد مزيداً‬
‫من اإلقبال‪ ،‬والداخلني اجلدد إليها من اجلمهور مبختلف فئاته وأعماره ومستوياته‪.‬‬

‫تعمل صحافة املواطن على كسر حاجز الصمت لدى املواطنني‪ ،‬وقد استطاعت أن تطرح‬
‫الرمسي وأن الفرد أو املواطن مل يعد لديه حاجز‬
‫القضايا اليت أُقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم ّ‬
‫الصمت وال خيشى الوقوع يف دوامته لِ َـما توفّره تكنولوجيات االتصال احلديثة من حرية للتعبري‬
‫والتدوين والنشر‬

‫متغريات‬
‫فعالة يف التعبري عن الرأي اخلاص باإلمجاع وحسب ُمتلف ّ‬
‫صحافة املواطن تعترب أداة ّ‬
‫ال ّدراسة‪ ،‬وميكن القول ّأهنا أصبحت مؤشر الجتاهات الرأي العام فهي تنقل وبشكل ظاهر وعلين‬
‫سريع‪ ،‬ما يقبله اجملتمع وما يرفضه الناس يف حلظة تارخيية معينة‪ .‬قد يكون هذا الرفض أو القبول ذا‬
‫خلفية سياسية أو منتج جديد أو توجه يف منط احلياة والعيش‪ .‬لقد بات ما هو مقبول يف صحافة‬

‫‪325‬‬
‫تد َاول داخل‬
‫مقبوال يف اجملتمع الواقعي‪ .‬هكذا‪ ،‬على الصحفي أن يراعي اليوم ما يدور ويُ َ‬
‫املواطن ً‬
‫شبكات التواصل االجتماعي واليت باتت تسهم يف تأطري األحداث من عدة زاويا‪ ،‬فهو مطالب بتتبع‬
‫اجتاهات الرأي العام االفرتاضي وميوالته حىت ال يكون يف تعارض مع ما يستجد داخل هذا الفضاء‬
‫الذي يعج يوميًّا وحلظة بعد حلظة بالعديد من التعبريات ذات اخللفية السياسية والثقافية واالجتماعية‬
‫وحىت فيما يتصل بالذوق‪ ،‬واللباس وكل ما له صلة حبياة الناس اليومية بكل تفاصيلها‪ .‬لقد أصبحت‪،‬‬
‫نشر الختبار رد فعل املتلقي‪ ،‬أي القبول أو الرفض‬
‫على سبيل املثال‪ ،‬بعض التدوينات يف تويرت تُ َ‬
‫للخرب‪ ،‬للمنتج أو للفكرة أو للرأي املعروض على شبكات التواصل االجتماعي ومدى تقبل الناس له‪.‬‬

‫غالبية املبحوثني على اختالف جنسهم سنّهم ومستواهم التعليمي ومصدر دخلهم ومكان‬
‫إقامتهم ال يوافقون‪ ،‬وال يوافقون إطالقا على اعتبار صحافة املواطن مصدرا موثوقا للمعومة‪ .‬وأمام هذا‬
‫ت يف‬
‫املؤهل للب ِّ‬ ‫السؤال حول مصداقية صحافة املواطن كمصدر للمعلومة‪ ،‬علينا أن ِّ‬
‫نذكر مبن هو َّ‬
‫املوثوق وغري املوثوق من املعلومات واألخبار‪ ،‬ومن هنا نستنتج أن عملية غربلة األخبار وترتيبها‬
‫ونشرها ال ميكن أن تكون إال من داخل النسق الفكري للجسم الصحفي التقليدي والقائم على‬
‫قواعد كالسيكية تتمثل يف القيم األخالقية الصحفية من موضوعية ومصداقية حىت وإن استعان يف‬
‫ذلك بصحافة املواطن وبشبكات التواصل االجتماعي كمعطى تقين وسوسيولوجي أكثر حتررية ال‬
‫ميكن جتاهله‪ .‬إ ّن منطلق اخلرب يقوم على قاعدة أن املواطن هو الذي يذهب إليه وأنه توجد مؤسسة‬
‫تسهر على غربلة وتدقيق األخبار ونشرها أي بعبارة أوضح‪ :‬على عرض وطلب‪ .‬يف شبكات التواصل‬
‫االجتماعي‪ ،‬فإن املواطن ال يطلب األخبار بل تأيت إليه‪ ،‬وهو ما يقلب املعادلة الصحيحة لصريورة‬
‫نشر على شبكات التواصل االجتماعي أو تعليق‬ ‫األخبار‪ .‬وحري بنا أن نتساءل عن صدقية خرب يُ َ‬
‫على حدث ما بالعودة إىل أدبيات أخالقيات العمل اإلعالمي؛ فأثناء احلملة االنتخابات الرئاسية‬

‫‪326‬‬
‫تداوال عرب شبكات‬
‫خربا األكثر ً‬
‫األمريكية بني دونالد ترامب وهيالري كلينتون فإن من بني ‪ً 21‬‬
‫التواصل االجتماعي اتضح أن ‪ 11‬منها كانت خاطئة‪.1‬‬

‫احملصل عليها واليت تتأرجح بني املوافقة واحلياد فيما إذا كانت‬
‫نستنتج من خالل املعطيات ّ‬
‫صحافة املواطن تسعى إىل إنقاذ اإلعالم من احتكار املعلومة‪ ،‬أ ّن صحافة املواطن رغم أ ّهنا صحافة‬
‫هواة إال ّأهنا استطاعت أن حتجز هلا مكانا يف ميدان اإلعالم وتكسر حاجز احتكار وسائل اإلعالم‬
‫للمعلومة‪ ،‬فصحافة املواطن إذن أهنت احتكار الصحافة التقليدية لألخبار والسبق الصحفي وأصبح‬
‫املواطن العادي يسبق الصحفي التقليدي يف نقل األحداث‪ ،‬هذا ما جيعلنا نستنتج أ ّن ميدان‬
‫الصحافة واإلعالم مل يعد حكراً على الصحافة التقليدية بل دخلت إليه صحافة املواطن ما صنع‬
‫تنوعاً كبرياً يف املوضوعات واألخبار السيما أن صحافة املواطن لديها اجلرأة يف تناول األحداث من‬
‫وجهة نظر املواطن وليس من وجهة نظر السلطة أو النظام‪.‬‬

‫صحافة املواطن تعترب مصدرا للمعلومة بالنسبة لوسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬وقد برزت صحافة‬
‫املواطن كمصدر لألخبار تعتمد عليه وسائل اإلعالم التقليدية بالصوت والصورة منذ نشط حراك‬
‫الثورات العربية‪ ،‬متجاوزة كل حماوالت القمع والتعتيم اليت تنتهجها أنظمة هذه الشعوب‪ ،‬وبالتايل فإن‬
‫هذا املواطن مثّل مصدراً أساسياً لإلعالم التقليدي‪ ،‬وحتولت "صحافة املواطن" املادة األساسية اليت‬
‫يعتمد عليها يف نقل األحداث‪ .‬وهذا الواقع يبدو جليا يف التغطية اإلعالمية للثورات العربية‪ ،‬واجلهود‬
‫اليت تبذهلا الصحافة وراء األخبار اليت ختضع لـ"رقابة شديدة"‪ ،‬ونقل ما جيري خلف أسوار "الثورات‬
‫املغلقة"‪ ،‬وبالتايل حتولت "صحافة املواطن" اليت تعتمد على كل أنواع وسائل االتصال‪ ،‬بدءاً من كامريا‬
‫اهلاتف اجلوال‪ ،‬وصوالً إىل املواقع والصفحات اخلاصة‪ ،‬وتقارير شهود العيان الصوتية؛ فأصبحت‬
‫مصدراً يومياً لإلعالم التقليدي‪ .‬وجتدر اإلشارة هنا أن من بني أهم مميزات صحافة املواطن أ ّن كل‬
‫مواطن هو باحث عن املعلومة‪ ،‬وكل شخص بإمكانه أن يتحول إىل مصدر لألخبار واملعلومات‪.‬‬
‫ويبقى واجب الصحافة التقليدية‪ ،‬أن تواكب التطورات التكنولوجية والعمل على تقصي احلقائق من‬
‫أكثر من مصدر وعرض وجهات النظر كافة بشكل متوازن وعدم االحنياز لرأي أو موقف بعينه‪ ،‬وهذا‬

‫‪ 1‬مجال زرن‪ ،‬اإلعالم التقليدي واجلديد يف سياق متدد اإلعالم االجتماعي وشبكاته‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.14 ،‬‬

‫‪327‬‬
‫ما يتطلب حتقيق االستقالل املايل والسياسي وهو ما يصعب حتقيقه يف جمتمعات غري دميقراطية‪،‬‬
‫حتكمها خنب هتيمن على السياسية واالقتصاد معا‪ ،‬وال ترتاح إلطالق احلرية لوسائل اإلعالم أيا‬
‫كانت‪.‬‬

‫كلّما ازدادت رقابة السلطة على اإلعالم الرمسي ازدادت فاعلية صحافة املواطن‪ ،‬ويعود‬
‫االعتماد على صحافة املواطن للحظر اإلعالمي الذي تفرضه أنظمة الدول اليت جتري فيها‬
‫األحداث‪ ..‬فحينما يلقى القبض على مراسلني‪ ،‬ويضربون‪ ،‬ومينع آخرون من العمل‪ ،‬وتكون الرقابة‬
‫مشددة إىل حد أن املراسل إما أن ينقل ما ينقله التلفزيون الرمسي يف البلد املعين أو يعاقب؛ يصبح من‬
‫البديهي أال يرسل الصحفي خرباً يتناىف مع املعايري املهنية‪ ،‬ومع واقعية احلدث وسياقه‪ .‬ومبا أن هذا‬
‫احلظر اإلعالمي ميارس أيضا على الوكاالت األجنبية اليت تزود الوسائل اإلعالمية باملادة اخلربية اخلام‪،‬‬
‫يصبح طبيعياً البحث عن مصادر أخرى‪ .‬وهنا‪ ،‬تصبح حسابات تويرت وفايسبوك‪ ،‬التابعة لناشطني‬
‫وحقوقيني ومواطنني ومدوناهتم مصدراً للمعلومة اليت جيري التدقيق هبا قبل بثها طبعاً‪ ،‬كما هي احلال‬
‫بالنسبة إىل الصورة‪ ".‬وأكرب مثال على ذلك حالة الدول العربية أثناء فرتة الثورات اليت شكلت حتديا‬
‫للصحافة بشكل عام‪ ،‬فاألنظمة مل تسمح بدخول اإلعالم العاملي ومراسلي الصحف ووكاالت األنباء‬
‫لتغطية وقائع الثورات الشعبية هناك‪ ،‬حيث مت االعتماد بشكل كلي على شهادات مواطنني يف قلب‬
‫احلدث وعل ى مقاطع فيديو مت تصويرها من قبل هواة ومل يتم التحقق من مصداقية بعضها‪ .‬وساهم‬
‫التعتيم التلفزيوين الرمسي الذي هتيمن عليه احلكومات املركزية يف بروز أمهية وسائل اإلعالم البديلة‪،‬‬
‫فيما دفعت يف الوقت نفسه ببعض شبكات التلفزيون والفضائيات واملواقع االلكرتونية إىل التضحية‬
‫بأبسط قواعد املهنة يف مقابل احلصول على القصة اإلخبارية والسبق الصحفي بغض النظر عن‬
‫مصداقية مصدرها‪.‬‬

‫صحافة املواطن تساهم يف كشف التجاوزات اليت ال تغطيها وسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬فعلى‬
‫الرغم افتقاد صحافة املواطن أحيانا للمصداقية واملهنية‪ ،‬إال أهنا استطاعت بفضل انتشارها الواسع أن‬
‫تعري وتكشف املستور الذي لطاملا حتاشته كامريات التلفزيون العمومي‪ ،‬وتغاضت عنه الصحف‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪328‬‬
‫كما أهنا استطاعت أن تطرح القضايا اليت أُقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم الرمسي‪ ،‬وكذا أن تطرح‬
‫احلقائق اليت ال جيرأ اإلعالم التقليدي على عرضها وهذا ما نعتربه يف مقامنا هذا من عوامل جتذير‬
‫تتجسد فيه احلقائق اليت ال جيرأ‬
‫مفهوم صحافة املواطن يف األوساط االجتماعيّة‪ ،‬وهو اعتبارها جماال ّ‬
‫اإلعالم التقليدي على عرضها وطرحها‪ ،‬ولقد أربك هذا االعتبار سياسات التحرير والربامج‪ ،‬وترتيب‬
‫خاص‪ ،‬إذ برز اهتمام ملحوظ خالل‬
‫األولويّات على مستوى اإلعالم التقليدي‪ ،‬التلفزيوين على وجه ّ‬
‫توجه جديد يف عقلنة العمل اإلعالمي‪ ،‬وإذا نظرنا‬
‫السنوات األخرية مبشاغل اجملتمع‪ ،‬اهتمام يرتمجه ّ‬
‫لطبيعة اإلرباك كما يحدث اليوم في العديد من المجتمعات وخاصة الدكتاتورية‪ ،‬ندرك مدى‬
‫الرأي العام وبنائه على حنو جيعل من‬ ‫عمق النشاط التواصلي لصحافة المواطن وأثره في توجيه ّ‬
‫الرمسي‪ّ .‬أما إذا نظرنا إىل طبيعة التعايش بني‬
‫السلطة التقليديّة لإلعالم ّ‬
‫هتدد ّ‬
‫هذه "الصحافة" سلطة ّ‬
‫الصنفني‪ ،‬فإنّنا جندها ختتلف باختالف األنظمة السياسيّة والثقافيّة‪ .‬ففي الدمقراطيات الليرباليّة‪ ،‬تعمل‬
‫ّ‬
‫كل القضايا اليت‬
‫حتدد يف صدارة االهتمامات ّ‬
‫صحافة املواطن عادة على إعادة ترتيب األولويّات‪ ،‬إذ ّ‬
‫الرمسي‪ ،‬فصحافة املواطن‪ ،‬يف هذه احلالة تعيد‬
‫تأجلت معاجلتها من قبل وسائل اإلعالم ّ‬
‫تأخرت أو ّ‬
‫إنتاج ما يعرف يف نظريات اإلعالم بـ "وضع األجندة" (ماكسوال‪ ،)1942‬في حين نجدها في‬
‫النمو تعمل على طرح القضايا التي أقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم‬
‫السائرة في طريق ّ‬
‫البلدان ّ‬
‫وتوجهاتها‪،‬‬
‫مؤسسة الدولة ّ‬
‫المؤسسة اإلعالميّة أو ّ‬
‫ّ‬ ‫الرسمي العتبارها قضايا ال تنسجم مع سياسة‬
‫ّ‬
‫فيتم إدراجها‪ ،‬واالعتناء مبعاجلتها‪ ،‬يف مستوى التدوين‪ ،‬على أساس ّأهنا قضايا اجملتمع احلقيقيّة‪،‬‬
‫ّ‬
‫الصمت"‪ ،‬فيطفو على السطح رصيد املسكوت عنه يف‬ ‫دوامة ّ‬
‫تفجر " ّ‬
‫وصحافة املواطن يف هذه احلالة‪ّ ،‬‬
‫السياق الثقايف‬
‫السياسة اإلعالميّة‪ ،‬وهكذا يتخذ مفهوم صحافة املواطن مدلوالت ُمتلفة باختالف ّ‬
‫ّ‬
‫السياسي‪ .‬يصنّف شولتز منوذج دوامة الصمت من بني التوضيحات البيئية لتأثري اإلعالم‪ ،‬أي أن‬
‫و ّ‬
‫اإلعالم خيلق الثقافة والبيئة الرمزية واملعرفية اليت يعيش اإلنسان فيها‪ ،‬ويشكل مصدرا يستخدمه الفرد‬
‫يف التفاعالت االجتماعية ليتمكن من موضعة أفعاله وجعلها ذات معىن‪.1‬‬

‫‪ 1‬فريال مهنا‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.294‬‬

‫‪329‬‬
‫ك ّفة عدم التصريح باهلوية عرب االنرتنت كانت هي األرجح‪ .‬وهذا ما تتسم به عادة اهلوية‬
‫االفرتاضية فالعالقات االجتماعية االفرتاضية يف معظمها جتمعات خفيه جمهولة اهلوية‪ ،‬فالفرد الذي‬
‫ينخرط يف هذه التفاعالت له احلق أن خيفي نفسه حتت مسميات ُمتلفة‪ ،‬أو ينفصل من هويته‪،‬‬
‫وأحيانا يدخل التفاعالت باسم مشهور من أمساء املشاهري‪ ،‬وأحيانا باسم طائر من الطيور‪ ،‬وأحيانا‬
‫يدخل الذكور بأمساء اإلناث والعكس‪ ،‬وأحيانا ويدخل بأمساء فكاهية ‪ ...‬اخل فهوية الفرد أو‬
‫شخصيته ختتفي يف ظل هذه التفاعالت بل وتتباين يف قوالب عديدة‪ ،‬باإلضافة إىل سلخ الفرد عن‬
‫هويته الشخصية فإن هناك نزوعا يف اجملتمع االفرتاضي وتفاعالته إيل الفردية‪ ،‬فالفرد املنخرط يف‬
‫التفاعالت االفرتاضية ‪-‬حيت لو كانت مجاعية‪ -‬إال انه يدخله بوصفه فردا من أمام شاشة كمبيوتر‬
‫خاصة تأخذه من عامله الواقعي إيل عامل افرتاضي‪ ،‬يؤدي ذلك إيل نوع من أنواع االغرتاب‪ ،‬مما جيعل‬
‫الفرد يتفاعل انطالقا من كونه فردا غري معروف (جمهول) فيقدم يف أكثر األحوال آراءه وأفكاره‬
‫وتصوراته الشخصية وليست االجتماعية ‪ ،‬ويتحرر من أي تبعية دينية واجتماعية وقيمية‪.‬‬

‫السبب الرئيسي إلخفاء اهلوية عرب االنرتنت هو ألخذ احلرية األكرب يف التعبري‪ ،‬وهذا يؤّكد‬
‫مشروعيّة الفروض اليت قامت عليها نظريّة لولب الصمت يف بيئة اإلعالم التقليدي‪ ،‬فإذا كان العامالن‬
‫الرئيسيان يف النظريّة مها اخلوف من العزلة االجتماعية‪ ،‬ومناخ الرأي الذي يطلق أو يقيّد حرية التعبري‪،‬‬
‫صحتهما يف النقاشات اليت تدور بني اجلمهور املرسل املتلقي عرب شبكات‬
‫فإ ّن هذين العاملني أثبتا ّ‬
‫تلخص صحافة املواطن‪ ،‬فإخفاء اهلوية تعبري على اخلوف من إبداء الرأي‬
‫التواصل االجتماعي واليت ّ‬
‫بكل حريّة وبالتايل اخلوف من العزلة االجتماعية‪ .‬ومن هنا ميكن القول أن هذه النظرية ال تزال سارية‬
‫التطور التكنولوجي احلاصل‪ ،‬ورغم حرية التعبري اليت تكفلها االنرتنت للمواطن إال أنّه‬
‫املفعول رغم ّ‬
‫يبقى خائفا من ّرد فعل األغلبية فيلجأ إىل إخفاء هويته احلقيقية‪.‬‬

‫ومقر‬
‫غالبية العيّنة املبحوثة على اختالف جنسها وسنّها ومستواها التعليمي ومصدر دخلها ّ‬
‫سكناها‪ ،‬تطّلع على تعليقات اآلخرين قبل التعليق على خرب ما عرب االنرتنت‪ ،‬ويعود ذلك إىل امليل‬
‫دوامة الصمت اليت تؤكد ضرورة عدم الثقة‬
‫إىل معرفة رأي األغلبية‪ ،‬وهذا ما جيعلنا نؤّكد فرضية نظرية ّ‬
‫‪330‬‬
‫الكاملة يف صحة الرأي العام وذلك الن كثري من الناس العتبارات نفسية واجتماعية مييلون إىل التوافق‬
‫مع الرأي السائد حىت بدون اقتناع لتحاشى الرفض واالنعزال عن األغلبية ويشري كاتز إىل انه عندما‬
‫يدرك بعض األفراد أو اجلماعات أهنم ُمتلفون وغري مسايرين لرأي األغلبية فإهنم إما يغريون آراءهم‬
‫لتتسق مع رأي وسائل اإلعالم أو يؤثرون الصمت جتنبا للضغوط االجتماعية‪ .1‬وذلك حبثا عن التوافق‬
‫االجتماعي حيث يؤدي ذلك إىل تأييد ّاجتاه القسم األكرب من اجلمهور‪ ،‬أما األفراد املعارضني هلذه‬
‫القضية أو تلك الشخصية فأهنم يتخذون موقف (الصمت) جتنبا الضطهاد اجلماعة الكبرية املؤيدة‪،‬‬
‫أو خوفا من العزلة االجتماعية‪ ،‬وبالتايل فإهنم إذا كانوا يؤمنون بآراء ُمالفة ملا تعرضه وسائل اإلعالم‪،‬‬
‫فإهنم حيجبون آرائهم الشخصية‪ ،‬ويكونوا أقل رغبة يف التحدث عن هذه اآلراء مع اآلخرين‪ ،‬أما‬
‫الذين لديهم آراء منسجمة مع رأي األغلبية فإهنم يكونوا أكثر نشاطا وجرأة يف اإلعالن عن هذه‬
‫اآلراء والتحدث بشأهنا للحصول على القبول االجتماعي‪ .2‬ذلك أن األفراد يتجاهلون ما يرونه‬
‫بأنفسهم‪ ،‬ويتمسكون مبا تراه اجلماعة خوفًا من عزلتهم عن اجلماعة أو اجملتمع‪ ،‬باإلضافة إىل أن‬
‫وسائل اإلعالم تقوم بنشر وتعزيز وجهة النظر السائدة أو املهيمنة يف الرأي العام‪ ،‬ويعين ذلك أن تعزيز‬
‫وسائل اإلعالم مبا يف ذلك صحافة املواطن لوجهات نظر معينة تعكس االجتاه السائد الذي يؤدي‬
‫إىل تقليص اآلراء اليت تتبناها األقلية‪ .‬وترى نيومان أن هناك عوامل عديدة جتعل الناس حيرصون على‬
‫إبداء وجهات نظرهم واملشاركة بآرائهم منها‪ :‬شعور الفرد بانتمائه إىل رأي األغلبية‪.‬‬

‫دوامة الصمت‪ ،‬أ ّن معظم الناس خيافون بطبيعتهم من‬


‫إ ّن الفرض األساسي هو يف نظرية ّ‬
‫العزلة‪ ،‬وخوفهم هذا جيعلهم يتبعون األغلبية يف حماولة للتوحد معهم‪ ،‬حىت لو كان ذلك على حساب‬
‫إخفاء آرائهم‪ ،‬أو وجهات نظرهم اليت ختتلف مع رأي األغلبية‪ ،‬وبالتايل التزام الصمت‪ ،‬وهذا‬
‫الصمت سيزداد التمسك به مع تصاعد تأييد وسائل اإلعالم لوجهات نظر األغلبية واإلعالن عنها‪.‬‬
‫وبالتايل فإن األقلية الصامتة ستفضل االلتزام بالصمت بدال من اإلحساس بالعزلة عن اآلخرين الذين‬

‫‪ 1‬حسين حممد نصر‪ ،‬نظريّات االعالم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.274-276‬‬
‫‪ 2‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.81 :‬‬

‫‪331‬‬
‫ميثلون األغلبية‪ .‬أو وجهات النظر السائدة يف وسائل اإلعالم‪ ،‬ومنه نستنتج أ ّن الفرد يف صحافة‬
‫يعرب عن رأيه دون‬
‫املواطن ال خياف من العزلة ألنّه يف عامل افرتاضي وال يكشف فيه عن هويّته فبالتايل ّ‬
‫أن يأبه لرأي األغلبية‪ .‬ومنه نستنتج أ ّن صحافة املواطن تفنّد هذا الفرض وتكسر بناءه الذي يقوم‬
‫عليه وهو‪:1‬‬

‫أن األفراد يتجاهلون ما يرونه بأنفسهم ويتمسكون مبا تراه اجلماعة خوفا من عزلتهم‪ ،‬ويف‬
‫حالة صحافة املواطن‪ ،‬فإن الفرد ال يهمه رأي اجلماعة وال خياف من العزلة‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬أن وسائل اإلعالم تقوم بنشر وتعزيز وجهة النظر السائدة أو املهيمنة يف الرأي العام‪.‬‬
‫وبالتايل فان تعزيز وسائل اإلعالم لوجهات النظر السائدة سوف يؤدي بالتايل إىل اختفاء اآلراء أو‬
‫تروج له وسائل‬
‫وجهات النظر اليت تتبناها األقلية‪ .‬ويف حالة صحافة املواطن فإ ّن الفرد ال يأبه ملا ّ‬
‫اإلعالم وحياول التعبري عن رأيه دون خوف وبكل حريّة عرب االنرتنت‪.‬‬

‫احملصل عليها نستنتج أ ّن رأي األغلبية ال يؤثر على الفرد يف التصريح‬


‫من خالل املعطيات ّ‬
‫دوامة الصمت‪ .‬إذا انطلقنا من االفرتاض الرئيسي‬ ‫برأيه عرب االنرتنت‪ ،‬على عكس ما تفرتضه نظرية ّ‬
‫يقسم اجملتمع إىل قسمني‪ ،‬أغلبية سائدة وأقلية صامتة‪ ،‬فإن من ينتمي‬
‫لنظرية دوامة الصمت الذي ّ‬
‫إىل األغلبية السائدة يتحدث بصوت عال وال خيشى االنتقاد‪ ،‬وحىت وإن انتقد سيجد من يدافع عنه‪،‬‬
‫أما األقلية الصامتة فال جيرؤ املتحدث منها على البوح مبا جيول يف خاطره‪ ،‬لن جيهر يف انتقاده للسائد‬
‫جدا‪ ،‬فهذه األقلية تبتلع يف دوامة الصمت‪ .‬ولكن‬
‫وإن حاول فلن ينجو من ردة فعل قد تكون قاسية ّ‬
‫تفسري هذه النظرية مل يعد مقبوال بالنظر إىل ظاهرة صحافة املواطن املتضمنة ملختلف أنواع التواصل‬
‫االجتماعي عرب مواقع االنرتنت الشهرية كالفايسبوك والتويرت‪ ،‬هنا جند أن دوامة الصمت قد بدأت‬
‫احملصل عليها‪ ،‬فالفرد‬
‫بالسكون‪ ،‬لقد أصبحت هذه النظرية منتهية الصالحية‪ ،‬وهذا ما تثبته املعطيات ّ‬
‫مل يعد خياف من التعبري عن رأيه بكل حرية وذلك لتوفّر ُمتلف الوسائل االتصالية اليت جتعله يوصل‬

‫‪ 1‬حممد عبد احلميد‪ ،‬نظريات االعالم واتجاهات التأثير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.288 :‬‬

‫‪332‬‬
‫صوته بأسرع وقت وبأقل تكلفة للعامل بأسره‪ ،‬هذا من جهة ومن جهة أخرى أ ّن صحافة املواطن توفّر‬
‫خاصية أو ميزة التصريح بالرأي بدون كشف اهلوية جتنّبا لضغوط األغلبية السائدة‪ .‬فبالنظر إىل‬
‫املدونني واملغردين )‪ ،(tweeters‬وكتاب املنتديات الذين يعربون عما يؤمنون به جند أن ما كان‬
‫باألمس القريب جزأً صامتا أصبح اليوم صادحا بأفكاره وانتقاداته ورؤيته لألمور‪ ،‬هذا ينبئ بأن هناك‬
‫جيال جديدا جيهل الصمت وينشأ معربا عن ذاته وفكره‪ ،‬هذا اجليل الذي ال تعرف نظرية دوامة‬
‫الصمت إليه سبيال‪.‬‬

‫احملصل عليها أ ّن السبب الرئيسي للمشاركة بالرأي والتعليق على‬


‫نستنتج من خالل املعطيات ّ‬
‫منشورات اآلخرين هو الشعور بضرورة ذلك من باب تقدير ال ّذات باملرتبة األوىل‪ ،‬مث الشعور باالنتماء‬
‫باملرتبة الثانية‪ ،‬ويف األخري بدافع احلديث مع اآلخرين‪.‬‬

‫وترى نيومان أن هناك عوامل عديدة جتعل الناس حيرصون على إبداء وجهات نظرهم واملشاركة‬
‫بآرائهم منها‪:‬‬

‫‪ ‬شعور الفرد بانتمائه إىل رأي األغلبية‪.‬‬


‫‪ ‬ميل الفرد للحديث والتخاطب مع من يتفق معه أكثر ممن يعارضه‪.‬‬
‫‪ ‬الشعور بتقدير الذات حيث الفرد على إبداء رأيه‪.‬‬
‫‪ ‬ميل األفراد من الرجال‪ ،‬فئة البالغني وما فوق من الطبقة الوسطى واألعلى‪ ،‬إىل احلوار‬
‫واملشاركة بسهولة‪.‬‬
‫‪ ‬معظم القوانني تشجع الناس على التعبري عن آرائهم عندما يشعرون أهنم أكثر ً‬
‫عددا‪ ،‬وميثلون‬
‫األغلبية ويف غري هذه احلاالت جند أن األفراد مييلون إىل التزام الصمت‪.1‬‬
‫حرية التعبري اإلعالمية أحيانا ما توجد يف اجلزائر ولكن يف الغالب فهي منعدمة‪ .‬ومن هنا‬
‫ميكن القول أ ّن وسائل اإلعالم اجلزائرية تقوم بدور مزدوج من حيث أهنا تستفيد من حرية التعبري‬
‫وتنتهكها‪ ،‬فاال ستفادة تكون عن طريق فتح الباب أمام املواضيع االجتماعية اليت ترمي إىل اجتذاب‬

‫‪ 1‬حممد عبد احلميد‪ :‬نظريات اإلعالم واتجاهات التأثير‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،2111 ،‬ص ‪.289-288‬‬

‫‪333‬‬
‫مجهور عريض على حنو دائم‪ .‬واالنتهاك يكون عن طريق فرض الرقابة من طرف الدولة أو املصاحل‬
‫السياسية واالقتصادية اخلاصة أو غريها من املصاحل‪ .‬إن حرية التعبري إمنا هي حق إطاري يشمل‬
‫عناصر عد يدة‪ ،‬مثل حرية اإلعالم وحرية الصحافة ووسائل اإلعالم على وجه العموم‪ .‬وتسند هذه‬
‫احلرية على حرية الرأي وترتبط هبا ارتباطاً وثيقاً‪ .‬مث أن مظاهرها تتدرج من حرية األفراد يف التعبري عن‬
‫آرائهم إىل احلرية املؤسسية اليت تتمتع هبا وسائل اإلعالم‪ .‬أما حرية الرأي‪ ،‬فإهنا حق من احلقوق‬
‫املدنية املطلقة‪ ،‬يف حني أن حرية التعبري هي حق من احلقوق السياسية اليت قد ختضع لبعض القيود‪.‬‬
‫وحرية التعبري ما هي إال حق مزدوج‪ ،‬مبعىن أهنا حرية إذاعة اآلراء واألفكار أيّاً كان نوعها‪ ،‬وهي أيضاً‬
‫حرية استقاء املعلومات واألفكارـ وذلك عن طريق الوسائل الصوتية أو املكتوبة أو املطبوعة أو على‬
‫شكل أعمال فنية أو من خالل أية وسيلة من وسائل اإلعالم‪ ،‬مبا يف ذلك التكنولوجيات اجلديدة‪.‬‬
‫وليس من الواجب استخدام احلدود اجلغرافية للتدخل يف هذا احلق‪ .‬وتبعاً لذلك‪ ،‬فإن حرية التعبري‬
‫متثل جزاً ال يتجزأ من "حق التبليغ"‪.‬‬

‫حريّة التعبري يف وسائل اإلعالم الوطنية تتميّز على العموم بالضعف‪ ،‬وميكن إرجاع ذلك إىل‬
‫تطور األسلوب الرقايب ليأخذ جانباً‬
‫سيف الرقابة الذي حيدد ما ينبغي أن يسمع‪ ،‬ويقرأ‪ ،‬ويشاهد وقد ّ‬
‫قانونياً حيث شرعت الدولة بسن القوانني اليت حتد من حرية الصحف والصحفيني‪ ،‬وأصبحت هذه‬
‫القوانني تستخدم أدوات للقمع باسم القانون‪ ،‬ويف ظل هذا الوضع بدأت األقالم الباحثة عن متنفس‬
‫تنشد لنفسها مالذاً‪ ،‬فربزت على الساحة ظاهرة صحافة املواطن حبثا عن احلرية‪ .‬ومنه يتضح أن‬
‫امليدان اإلعالمي والصحفي لكي ميارس وظيفته على أمت وجه‪ ،‬ويغطي ُمتلف الواجهات املتعلقة‬
‫بالسياسة اإلعالمية سواء كان ذلك يف اجلزائر أو يف العامل ككل جيب أن يقرتن حبرية إعالمية تعطي‬
‫معىن ملمارسة املهنة لدى اإلعالمي أو الصحفي ويتضح هذا املعىن خاصة بعد ظهور القوانني‬
‫والتشريعات اليت نادت هبذه احلرية والسيما اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان‪ ،‬حيث تضمنت هذه‬
‫التشريعات اإلعالمية بعض احلقوق والقوانني اليت من شأهنا أن حتمي الصحفي وتدفعه إىل ممارسة‬

‫‪334‬‬
‫عمله يف اإلطار املسموح به وهبذا يستطيع أن يدافع عن حريته ويعطي هلا معىن أوضح على األرضية‬
‫امليدانية‪.‬‬

‫صحافة املواطن أحيانا ما تكون كبديل لوسائل اإلعالم التقليدية يف نقل األحداث‪ ،‬فكما‬
‫سبق وذكرنا أ ّن البعض يرى أ ّن صحافة املواطن هي نوع من الصحافة أو اإلعالم البديل القادر على‬
‫حل مشكالت الصحافة يف العامل وضمان استقالهلا‪ ،‬فهو إعالم تشاركي وتفاعلي حقيقي‪ ،‬وعابر‬
‫للحدود القومية واالختالفات الثقافية‪ .‬ويؤمن أنصار هذا االجتاه بأن إعالم املواطن سيحل حمل‬
‫اإلعالم التقليدي‪ .‬يف حني يعارض البعض اآلخر فكرة صحافة املواطن ويؤكد ضرورة االحرتاف‬
‫واملهنية‪ ،‬ويطعن يف دقة وصدقية احملتوى الذي يقدمه ذلك اإلعالم‪ ،‬مستنداً إىل تورط مدونني يف‬
‫مئات الوقائع اخلاصة بانتهاك حقوق امللكية واخلصوصية‪ ،‬وترويج اإلشاعات‪ .‬لذلك يتهكم البعض‬
‫على صحافة املواطن بالقول إنه «دعاية مواطن»‪ ،‬إذ يسيء البعض استخدام وسائل اإلعالم اجلديد‬
‫يف الرتويج لنفسه وجتارته من دون رقيب‪ .‬ويعتقد أصحاب هذا االجتاه وأكثرهم من اإلعالميني‬
‫وأساتذة اجلامعات أن تكنولوجيا االتصال أتاحت فرصاً كبرية ملشاركة اجلمهور يف إنتاج وتداول‬
‫احملتوى والتفاعل مع وسائل اإلعالم‪ ،‬والتعبري احلر عن اآلراء‪ ،‬لكن ال يربر هذا أن حيل اهلواة مكان‬
‫احملرتفني‪ ،‬أو أن تغلق كليات ومعاهد حتت دعوى أن ممارسة الصحافة واإلعالم حق من حقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬فالتخصص مطلوب وال بديل من االحرتاف يف إنتاج وتداول األخبار ومناقشة القضايا‬
‫العامة‪.‬‬

‫‪335‬‬
‫خاتمة‬
‫الدراسة‬
‫صحة فرضيات ّ‬
‫الدراسة اإلجابة على سؤال اإلشكالية والتأ ّكد من ّ‬
‫جيدر بنا يف خامتة ّ‬
‫اليت كانت كالتايل‪:‬‬
‫إلى أي مدى استطاعت صحافة المواطن تخطي حاجز دوامة الصمت في تشكيل الرأي العام؟‬
‫فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬كلّما ازدادت رقابة السلطة على اإلعالم الرمسي ازدادت فاعلية صحافة املواطن‬
‫‪ -‬صحافة املواطن كسرت حاجر الصمت ووفّرت للمواطن مساحة واسعة إليصال رأيه للعامل بأسره‬
‫‪ -‬استطاعت صحافة املواطن أن تطرح القضايا اليت أُقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم الرمسي‬
‫السياسة اإلعالميّة‪.‬‬
‫الصمت" بكشف الرصيد املسكوت عنه يف ّ‬ ‫دوامة ّ‬
‫فجرت " ّ‬ ‫‪ -‬صحافة املواطن ّ‬
‫‪ -‬صحافة املواطن هلا دور كبري يف تشكيل الرأي العام‪.‬‬
‫‪ -‬تسعى وسائل اإلعالم التقليدية إىل إجياد دوامة صمت جتاه اآلراء املخالفة هلا‪.‬‬
‫رغم كل ما توفّره الثورة التكنولوجية من حرية التعبري عن الرأي ونشر اخلرب على النطاق العاملي‬
‫دوامة الصمت ال تزال تثبت صحة بعض‬ ‫يف أشكال متعددة أمهّها صحافة املواطن إال أن نظرية ّ‬
‫الدول النامية‪ ،‬ذلك ألن الرقابة الذاتية قوية جدا عند الفرد الذي يعيش يف حميط‬ ‫فرضياهتا يف ّ‬
‫أهم مظاهر الرقابة ال ّذاتية إخفاء اهلوية عرب‬
‫اجتماعي مغلق وحتت وطأة أنظمة سياسية مستبدة‪ ،‬ومن ّ‬
‫االنرتنت فاملواطن يعيش األمرين املتمثلني يف املمنوعات االجتماعية والثقافية وغياب حرية التعبري‬
‫واملمارسة السياسية‪.‬‬
‫ساعدت صحافة املواطن يف زيادة فرص وعدد الفاعلني يف تشكيل الرأي العام وكسر حواجز‬
‫اخلوف مما أدى إىل حالة من االنفجار أو العشوائية من جانب ومن جانب آخر أدى إىل إتاحة‬
‫ال ُفرصة أمام فئات جديدة من املهمشني للتعبري عن مصاحلهم‪.‬‬
‫وأوجدت االنرتنت عددا من األدوات واآلليات اجلديدة اليت تتميز بعناصر تنافسية وجاذبة‬
‫للجمهور ووفر أدوات جديدة للتعبري واالتصال تتميز بالسهولة واالنتشار وجتاوز احلدود املكانية‬
‫والزمانية‪ ،‬ووفرت صحافة املواطن الفرصة لتحويل القضايا احمللية إىل دولية مما ساعد على دمج‬
‫لتداخل التأثري بني ما هو حملي‬
‫املُجتمع احمللي يف السياسة العاملية‪ ،‬وأتاحت صحافة املواطن ال ُفرصة ُ‬

‫‪336‬‬
‫وما هو دويل حيث التالحم ما بني اجلمهور وقادة الرأي بشكل يُتيح فرصة تشكيل التحالُفات‬
‫والتكتُالت اليت تقف خلف مصاحل ُمعينة‪.‬‬
‫ومثّلت صحافة املواطن منصات للرأي والتأثري ومجع وجذب أكرب عدد من املستخدمني‪.‬‬
‫ُ‬
‫وضاعفت حمتوى القنوات اليت من خالهلا يتم تدوير املعلومات واألفكار يف نطاق موسع‪ ،‬واستطاعت‬
‫السلطات على الرقابة والقمع‬ ‫هذه الظاهرة (صحافة املواطن) يف ذات الوقت أن تُضعف من قُدرة ُ‬
‫والتأثري يف الرأي العام‪.‬‬
‫السلطات التنفيذية من خالل ما يتم يف‬ ‫وعملت صحافة املواطن كوسيط للرقابة على أداء ُ‬
‫شكل ُمعارضة أو احتجاج قد تأيت يف صورة تعليقات الكرتونية أو املشاركة يف استطالعات الرأي أو‬
‫ُ‬
‫غرف الدردشة أو بتشكيل حتالُفات وحركات ُمعارضة وذلك مع التجاوز النسيب للقيود على حرية‬
‫الرأي والتعبري‪.‬‬
‫وأتاحت صحافة املواطن ال ُفرصة للتعبري عن املهمشني اقتصادياً وسياسيا واجتماعيا ودينياً مما‬
‫ُ‬
‫أدى لظهور هويات كانت سرية من قبل وظهرت إىل العلن لتُعرب عن نفسها‪ .‬ومنحتهم القدرة على‬
‫ُُماطبة الرأي العام وصوغ أهدافة والتالحم مع مشاكله بدرجة أكرب وأسرع من املؤسسات التقليدية‪.‬‬
‫وأدى ظهور صحافة املواطن واستخداماهتا إىل تغيري شكل وطبيعه عمل النظام السياسي‬
‫حيث لعبت صحافة املواطن دور املؤسسات الوسيطة والتواصل ما بني عملية صنع القرار والرأي‬
‫العام‪.‬‬
‫وعلى الرغم من مت ُكن املعارضني من استخدام صحافة املواطن يف ُمهامجة احلكومة إال أن‬
‫ُ‬
‫احلكومة متتلك ال ُفرصة أيضاً يف استغالل قُدراهتا وتعزيز مهامها على حنو يعمل على حتقيق مطالب‬
‫اجلماهري بسهولة ويُسر عن طريق احلكومة اإللكرتونية‪ ،‬أو عن طريق استخدام اإلنرتنت كوسيلة اعالم‬
‫لتربير وجهات نظر احلكومة أو النظام احلاكم جتاه املخالفني له أو ُممارسة الرقابة عليهم أيضاً‪.‬‬
‫ُ‬
‫وساعد صحافة املواطن على نقل النشاط السياسي الداخلي إىل ظاهرة عاملية حيث التواصل‬
‫بني دول العامل املختلفة واالنفتاح حول التطورات الدميقراطية يف العامل وزيادة الوعي حبقوق االنسان‬
‫ُ‬
‫عاملياً جعل هناك حالة من حاالت تدويل القضايا احمللية سواء جبذب اهتمام الرأي العام الدويل أو‬
‫الضغط على املؤسسات السياسة احلاكمة من قبل املؤسسات الدولية‪ ،‬أو العمل على النيل من شرعية‬

‫‪337‬‬
‫النظام ومسعته الدولية‪ ،‬ومن مث أصبحت صحافة املواطن تُستخدم يف العمليات النفسية وحرب‬
‫األفكار والغزو الثقايف‪.‬‬
‫وحتتاج عملية تدفق املعلومات يف صحافة املواطن‪ ،‬إىل مواطن غري تقليدي يستطيع أن يفرز‬
‫املعلومات دون أن ينساق خلفها وهذا ما حيتاج أيضاً إىل رد فعل حكومي غري تقليدي‪ ،‬رد يُركز على‬
‫مواجهة األفكار بأفكار ُمضادة دون اللجوء إىل التصعيد باالعتقاالت أو غريها ألن من شأن ذلك‬
‫اطالة التوتر واألزمة‪.‬‬
‫وتصبح قُدرة أي فرد على أن يكون اعالمياً يف ان ميلُك القدرة على بث مواد اعالمية ونشرها‬
‫قد يؤدي إىل ُممارسة املزيد من الضغط على احلكومة حيث تكون الطلبات والضغوط أكرب من قدرة‬
‫احلكومة على االستجابة هلا‪ ،‬كما أن ذلك قد يؤدي إىل انشغال اجلهات التنفيذية بالنواحي اإلعالمية‬
‫على حساب ُمعدالت اإلجناز على أرض الواقع‪.‬‬
‫وتأيت العالقة بني صحافة املواطن والرأي العام يف شكل أفكار قد ال تُلقي بشعبية كبرية أو‬
‫ُمتثل أحد أولويات اجملتمع بل أهنا قد تُعرب عن مصاحل فئة حمدودة مبا يعمل على تضخيمها وبعدها‬
‫عن حجمها احلقيقي داخل اجملتمع ومبا قد يؤدي إىل بعض تلك القضايا إىل أن تُصبح كما لو كانت‬
‫قضية رأي عام‪.‬‬
‫وميكن أن يكون هناك حالة من االنقطاع عن الواقع نتيجة االرتباط بصحافة املواطن مبا يؤثر‬
‫على شكل التفاعالت االجتماعية الواقعية‪ ،‬ويؤدي التواصل اإلنساين عرب االتصال غري املباشر ومن‬
‫ُ‬
‫أناس قد يكونوا جمهويل اهلوية إىل اإلضرار بالتفاعالت االجتماعية األخرى اليت قد تتم داخل األسرة‬
‫أو األصدقاء أو اجلامعة أو األحزاب السياسية أو املجتمع املدين‪.‬‬
‫ُ‬

‫‪338‬‬
‫صحة الفرضية األوىل‪:‬‬
‫التأ ّكد من ّ‬
‫‪ -‬كلّما ازدادت رقابة السلطة على اإلعالم الرمسي ازدادت فاعلية صحافة املواطن‪.‬‬
‫صحة هذه الفرضية حيث أنّه‪ :‬كلّما ازدادت رقابة السلطة على اإلعالم‬
‫الدراسة أثبتت ّ‬ ‫نتائج ّ‬
‫الرمسي ازدادت فاعلية صحافة املواطن‪ ،‬ويعود االعتماد على صحافة املواطن للحظر اإلعالمي الذي‬
‫تفرضه أنظمة الدول اليت جتري فيها األحداث‪ ..‬فحينما يُلقى القبض على مراسلني‪ ،‬ويضربون‪ ،‬ومينع‬
‫آخرون من العمل‪ ،‬وتكون الرقابة مشددة إىل حد أن املراسل إما أن ينقل ما ينقله التلفزيون الرمسي يف‬
‫البلد املعين أو يعاقب‪ ،‬يصبح من البديهي أال يرسل الصحفي خرباً يتناىف مع املعايري املهنية‪ ،‬ومع‬
‫واقعية احلدث وسياقه‪ .‬ومبا أن هذا احلظر اإلعالمي ميارس أيضا على الوكاالت األجنبية اليت تزود‬
‫الوسائل اإلعالمية باملادة اخلربية اخلام‪ ،‬يصبح طبيعياً البحث عن مصادر أخرى‪ .‬وهنا‪ ،‬تصبح‬
‫حسابات تويرت وفايسبوك‪ ،‬التابعة لناشطني وحقوقيني ومواطنني ومدوناهتم مصدراً للمعلومة اليت جيري‬
‫التدقيق هبا قبل بثها طبعاً‪ ،‬كما هي احلال بالنسبة إىل الصورة‪ ".‬وأكرب مثال على ذلك حالة الدول‬
‫العربية أثناء فرتة الثورات اليت شكلت حتديا للصحافة بشكل عام‪ ،‬فاألنظمة مل تسمح بدخول‬
‫اإلعالم العاملي ومراسلي الصحف ووكاالت األنباء لتغطية وقائع الثورات الشعبية هناك‪ ،‬حيث مت‬
‫االعتماد بشكل كلي على شهادات مواطنني يف قلب احلدث وعلى مقاطع فيديو مت تصويرها من قبل‬
‫هواة ومل يتم التحقق من مصداقية بعضها‪ .‬وساهم التعتيم التلفزيوين الرمسي الذي هتيمن عليه‬
‫احلكومات املركزية يف بروز أمهية وسائل اإلعالم البديلة‪ ،‬فيما دفعت يف الوقت نفسه ببعض شبكات‬
‫التلفزيون والفضائيات واملواقع االلكرتونية إىل التضحية بأبسط قواعد املهنة يف مقابل احلصول على‬
‫القصة اإلخبارية والسبق الصحفي بغض النظر عن مصداقية مصدرها‪.‬‬
‫صحة الفرضية الثانية والثالثة‪:‬‬
‫التأ ّكد من ّ‬
‫‪ -‬صحافة املواطن كسرت حاجر الصمت ووفّرت للمواطن مساحة واسعة إليصال رأيه للعامل بأسره‬
‫‪ -‬استطاعت صحافة املواطن أن تطرح القضايا اليت أُقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم الرمسي‬
‫صحة هذين الفرضيتني‪ :‬حيث أ ّن صحافة املواطن كسرت حاجز‬ ‫نتائج ال ّدراسة أثبتت أيضا ّ‬
‫الصمت لدى املواطنني‪ ،‬وقد استطاعت أن تطرح القضايا اليت أُقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم‬
‫الرمسي وأن الفرد أو املواطن مل يعد لديه حاجز الصمت وال خيشى الوقوع يف دوامته لِ َـما توفّره‬ ‫ّ‬
‫تكنولوجيات االتصال احلديثة من حرية للتعبري والتدوين والنشر‪.‬‬
‫صحة الفرضية الرابعة‪:‬‬
‫التأ ّكد من ّ‬
‫‪339‬‬
‫السياسة اإلعالميّة‪.‬‬
‫الصمت" بكشف الرصيد املسكوت عنه يف ّ‬ ‫دوامة ّ‬‫فجرت " ّ‬
‫‪ -‬صحافة املواطن ّ‬
‫صحة هذه الفرضية‪ ،‬حيث أ ّن صحافة املواطن تساهم يف كشف‬ ‫الدراسة ّ‬‫أثبتت نتائج ّ‬
‫التجاوزات اليت ال تغطيها وسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬فعلى الرغم من افتقاد صحافة املواطن أحيانا‬
‫تعري وتكشف املستور الذي لطاملا‬ ‫للمصداقية واملهنية‪ ،‬إال أهنا استطاعت بفضل انتشارها الواسع أن ّ‬
‫حتاشته كامريات التلفزيون العمومي‪ ،‬وتغاضت عنه الصحف‪ .‬كما أهنا استطاعت أن تطرح القضايا‬
‫اليت أُقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم الرمسي‪ ،‬وكذا أن تطرح احلقائق اليت ال جيرأ اإلعالم التقليدي‬
‫على عرضها وهذا ما نعتربه يف مقامنا هذا من عوامل جتذير مفهوم صحافة املواطن يف األوساط‬
‫االجتماعيّة‪ ،‬وهو اعتبارها جماال تتج ّسد فيه احلقائق اليت ال جيرأ اإلعالم التقليدي على عرضها‬
‫وطرحها‪ ،‬ولقد أربك هذا االعتبار سياسات التحرير والربامج‪ ،‬وترتيب األولويّات على مستوى‬
‫خاص‪ ،‬إذ برز اهتمام ملحوظ خالل السنوات األخرية‬ ‫ّ‬ ‫اإلعالم التقليدي‪ ،‬التلفزيوين على وجه‬
‫مبشاغل اجملتمع‪ ،‬اهتمام يرتمجه تو ّجه جديد يف عقلنة العمل اإلعالمي‪ ،‬وإذا نظرنا لطبيعة اإلرباك‬
‫كما يحدث اليوم في العديد من المجتمعات وخاصة الدكتاتورية‪ ،‬ندرك مدى عمق النشاط‬
‫الرأي العام وبنائه على حنو جيعل من هذه "الصحافة"‬
‫التواصلي لصحافة المواطن وأثره في توجيه ّ‬
‫الصنفني‪ ،‬فإنّنا‬
‫الرمسي‪ّ .‬أما إذا نظرنا إىل طبيعة التعايش بني ّ‬
‫السلطة التقليديّة لإلعالم ّ‬
‫هتدد ّ‬
‫سلطة ّ‬
‫جندها ختتلف باختالف األنظمة السياسيّة والثقافيّة‪ .‬ففي الدمقراطيات الليرباليّة‪ ،‬تعمل صحافة‬
‫كل القضايا اليت تأخرت‬‫حتدد يف صدارة االهتمامات ّ‬
‫املواطن عادة على إعادة ترتيب األولويّات‪ ،‬إذ ّ‬
‫الرمسي‪ ،‬فصحافة املواطن‪ ،‬يف هذه احلالة تعيد إنتاج ما‬
‫تأجلت معاجلتها من قبل وسائل اإلعالم ّ‬‫أو ّ‬
‫يعرف يف نظريات اإلعالم بـ "وضع األجندة" (ماكسوال‪ ،)2791‬في حين نجدها في البلدان‬
‫الرسمي‬‫النمو تعمل على طرح القضايا التي أقصيت من دوائر اهتمام اإلعالم ّ‬ ‫السائرة في طريق ّ‬ ‫ّ‬
‫وتوجهاتها‪ّ ،‬‬
‫فيتم‬ ‫مؤسسة الدولة ّ‬ ‫المؤسسة اإلعالميّة أو ّ‬
‫ّ‬ ‫العتبارها قضايا ال تنسجم مع سياسة‬
‫إدراجها‪ ،‬واالعتناء مبعاجلتها‪ ،‬يف مستوى التدوين‪ ،‬على أساس ّأهنا قضايا اجملتمع احلقيقيّة‪ ،‬وصحافة‬
‫السياسة‬
‫الصمت"‪ ،‬فيطفو على السطح رصيد املسكوت عنه يف ّ‬ ‫دوامة ّ‬
‫تفجر " ّ‬
‫املواطن يف هذه احلالة‪ّ ،‬‬
‫السياسي‪.‬‬
‫السياق الثقايف و ّ‬
‫اإلعالميّة‪ ،‬وهكذا يتخذ مفهوم صحافة املواطن مدلوالت ُمتلفة باختالف ّ‬
‫يصنّف شولتز منوذج دوامة الصمت من بني التوضيحات البيئية لتأثري اإلعالم‪ ،‬أي أن اإلعالم خيلق‬

‫‪340‬‬
‫الثقافة والبيئة الرمزية واملعرفية اليت يعيش اإلنسان فيها‪ ،‬ويشكل مصدرا يستخدمه الفرد يف التفاعالت‬
‫االجتماعية ليتمكن من موضعة أفعاله وجعلها ذات معىن‪.1‬‬
‫صحة الفرضية اخلامسة‪:‬‬ ‫التأ ّكد من ّ‬
‫‪ -‬صحافة املواطن هلا دور كبري يف تشكيل الرأي العام‪.‬‬
‫الدراسة أثبتت صحة هذه الفرضية بشكل جزئي‪ ،‬حيث أ ّن صحافة املواطن تساهم يف‬ ‫نتائج ّ‬
‫تشكيل الرأي العام‪ ،‬ويف سياق طبيعة العالقة بني صحافة املواطن والرأي العام فإنه ميكن القول أن‬
‫صحافة املواطن قلبت مفهوم اإلعالم رأسا على عقب‪ ،‬وأسقطت كثريا من النظريات‪ ،‬أو على أقل‬
‫غريهتا كليّا‪ ،‬حيث كان املفهوم األساسي لإلعالم هو قيام املؤسسات اإلعالمية بتوفري املواد‬ ‫تقدير ّ‬
‫اإلخبارية واملعلوماتية للجمهور‪ ،‬أما اآلن فاجلمهور أصبح هو من يعطي اجلمهور‪ ،‬بل هو من يعطي‬
‫وسائل اإلعالم أيضا‪ ،‬وقد زاد هذا العطاء فيما يبدو حىت بدأ حيرج وسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬وقد‬
‫اعرتفت العديد من وسائل اإلعالم التقليدية العريقة أهنا هتتم مبتابعة ما ينشره املواطنون للحصول على‬
‫شهاداهتم وما التقطته عدساهتم باإلضافة إىل ما تتابعه مباشرة من موقع احلدث‪.‬‬
‫صحة فرضياهتا ميكن اإلجابة‬‫للدراسة وبعد التأ ّكد من ّ‬‫توصلنا إليه من نتائج ّ‬
‫من خالل ما ّ‬
‫على سؤال اإلشكالية والقول بأ ّن صحافة املواطن استطاعت ختطي حاجز دوامة الصمت يف تشكيل‬
‫الرأي العام‪ ،‬وجتدر اإلشارة هنا أ ّن الفرد يف صحافة املواطن ال خياف من العزلة ألنّه يف عامل افرتاضي‬
‫يعرب عن رأيه دون أن يأبه لرأي األغلبية‪.‬‬
‫وال يكشف فيه عن هويّته فبالتايل ّ‬
‫دوامة الصمت‪ ،‬يؤّكد أ ّن‬
‫ّإال أنّنا يف نفس السياق نؤّكد على أ ّن الفرض األساسي يف نظرية ّ‬
‫معظم الناس خيافون بطبيعتهم من العزلة‪ ،‬وخوفهم هذا جيعلهم يتبعون األغلبية يف حماولة للتوحد‬
‫معهم‪ ،‬حىت لو كان ذلك على حساب إخفاء آرائهم‪ ،‬أو وجهات نظرهم اليت ختتلف مع رأي‬
‫األغلبية‪ ،‬وبالتايل التزام الصمت‪ ،‬وهذا الصمت سيزداد التمسك به مع تصاعد تأييد وسائل اإلعالم‬
‫لوجهات نظر األغلبية واإلعالن عنها‪.‬‬
‫وبالتايل فإن األقلية الصامتة ستفضل االلتزام بالصمت بدال من اإلحساس بالعزلة عن اآلخرين‬
‫الذين ميثلون األغلبية‪ .‬أو وجهات النظر السائدة يف وسائل اإلعالم‪ ،‬ومنه نستنتج أ ّن صحافة املواطن‬

‫‪ 1‬فريال مهنا‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.179‬‬

‫‪341‬‬
‫احملصل عليها وجدنا أ ّن رأي األغلبية ال يؤثر على الفرد يف‬
‫تفنّد هذا الفرض فمن خالل املعطيات ّ‬
‫دوامة الصمت‪.‬‬ ‫التصريح برأيه عرب االنرتنت‪ ،‬على عكس ما تفرتضه نظرية ّ‬
‫يقسم اجملتمع إىل قسمني‪،‬‬
‫إذا انطلقنا من االفرتاض الرئيسي لنظرية دوامة الصمت الذي ّ‬
‫أغلبية سائدة وأقلية صامتة‪ ،‬فإن من ينتمي إىل األغلبية السائدة يتحدث بصوت عال وال خيشى‬
‫االنتقاد‪ ،‬وحىت وإن انتقد سيجد من يدافع عنه‪ ،‬أما األقلية الصامتة فال جيرؤ املتحدث منها على‬
‫البوح مبا جيول يف خاطره‪ ،‬لن جيهر يف انتقاده للسائد وإن حاول فلن ينجو من ردة فعل قد تكون‬
‫جدا‪ ،‬فهذه األقلية تبتلع يف دوامة الصمت‪.‬‬
‫قاسية ّ‬
‫ولكن تفسري هذه النظرية مل يعد مقبوال بالنظر إىل ظاهرة صحافة املواطن املتضمنة ملختلف‬
‫أنواع التواصل االجتماعي عرب مواقع االنرتنت الشهرية كالفايسبوك والتويرت‪ ،‬هنا جند أن دوامة‬
‫الصمت قد بدأت بالسكون‪ ،‬لقد أصبحت هذه النظرية منتهية الصالحية‪ ،‬وهذا ما تثبته املعطيات‬
‫احملصل عليها‪ ،‬فالفرد مل يعد خياف من التعبري عن رأيه بكل حرية وذلك لتوفّر ُمتلف الوسائل‬
‫ّ‬
‫االتصالية اليت جتعله يوصل صوته بأسرع وقت وبأقل تكلفة للعامل بأسره‪ ،‬هذا من جهة ومن جهة‬
‫أخرى أ ّن صحافة املواطن توفّر خاصية أو ميزة التصريح بالرأي بدون كشف اهلوية جتنّبا لضغوط‬
‫األغلبية السائدة‪.‬‬
‫فبالنظر إىل املدونني واملغردين )‪ ،(tweeters‬وكتاب املنتديات الذين يعربون عما يؤمنون به‬
‫جند أن ما كان باألمس القريب جزأً صامتا أصبح اليوم صادحا بأفكاره وانتقاداته ورؤيته لألمور‪ ،‬هذا‬
‫ينبئ بأن هناك جيال جديدا جيهل الصمت وينشأ معربا عن ذاته وفكره‪ ،‬هذا اجليل الذي ال تعرف‬
‫نظرية دوامة الصمت إليه سبيال‪.‬‬

‫‪342‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫الكتب باللغة العربية‪:‬‬

‫‪ .1‬إمام ابراهيم‪ ،‬االعالم واالتصال بالجماهير‪ ،‬ط‪ ،3‬القاهرة‪ ،‬مكتبة االجنلو املصرية‪.‬‬
‫‪ .2‬أجنرس موريس‪ ،‬منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانية‪ ،‬ترمجة ‪ :‬بوزيد صحراوي‪ ،‬ط ‪، 2‬‬
‫اجلزائر‪ ،‬دار القصبة للنشر‪.2002 ،‬‬
‫‪ .3‬البحر غيث‪ ،‬معنا لتنجي‪ ،‬التحليل االحصائي لالستبيانات باستخدام برنامج ‪IBM‬‬
‫‪ ،SPSS Statistics‬مركز سرب للدراسات اإلحصائية والدراسات العامة‪ ،‬بدون طبعة‪،‬‬
‫تركيا‪.2002 ،‬‬
‫‪ .2‬بدر امحد‪ ،‬الرأي العام طبيعته و تكوينه وقياسه‪ ،‬دار قباء‪ ،‬القاهرة‪.1991 ،‬‬
‫‪ .5‬برو حممد‪ ،‬الموجه في منهجية العلوم االجتماعية‪ ،‬علم النفس‪ ،‬علم االجتماع‪ ،‬علوم التربية‪،‬‬
‫بدون طبعة‪ ،‬دار األمل للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪.2012 ،‬‬
‫‪ .2‬بروتون فيليب‪ ،‬يوتوبيا االتصال‪ ،‬ترمجة إلياس حسن‪ ،‬دار الينابيع‪ ،‬سوريا‪.2001 ،‬‬
‫‪ .1‬بلخريي رضوان‪ ،‬سيميولوجيا الصورة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار قرطبة للنشر والتوزيع‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫اجلزائر‪.2012 ،‬‬
‫‪ .8‬بلخريي رضوان‪ ،‬مدخل الى االعالم الجديد‪ :‬المفاهيم والوسائل والتطبيقات‪ ،‬ط‪ ،1‬اجلزائر‪،‬‬
‫جسور للنشر والتوزيع‪.2012 ،‬‬
‫‪ .9‬بن سعود البشر حممد‪ ،‬الرأي العام‪ ،‬األسس‪..‬ومقاربات الواقع‪ ،‬ط‪ ،1‬العبيكان للنشر‪،‬‬
‫الرياض‪.2012 ،‬‬
‫‪ .10‬بن مرسلي أمحد‪ ،‬مناهج البحث العلمي في علوم اإلعالم و االتصال‪ ،‬ط‪ ،2‬ديوان‬
‫املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪ .11‬هبنسي حممد عبد الرؤوف‪،‬الرأي العام في االسالم‪ ،‬ط ‪ ،2‬مؤسسة اخلليج العريب‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.1981‬‬
‫‪ .12‬بوحوش عمار‪ ،‬حممد حممود الذنيبات‪ ،‬مناهج البحث العلمي وطرق إعداد البحوث‪ ،‬ديوان‬
‫املطبوعات اجلامعية‪ ،‬ط ‪ ،2‬اجلزائر‪ ،2001 ،‬ص‪.13‬‬

‫‪343‬‬
‫‪ .13‬التهامي خمتار‪ ،‬الرأي العام والحرب النفسية‪ ،‬ط‪ ،2‬ج‪ ،1‬القاهرة‪ ،‬مطابع دار املعارف‪،‬‬
‫‪.1912‬‬
‫‪ .12‬ثابت عبد الرمحن إدريس‪ ،‬بحوث التسويق‪ :‬أساليب القياس والتحليل واختيار الفروض‪،‬‬
‫الدار اجلمعية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬عمان‪.2012 ،‬‬
‫‪ .15‬مجعة النجار فايز وآخرون‪ ،‬أساليب البحث العلمي (منظور تطبيقي)‪ ،‬دار احلامد للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط ‪ ،2‬األردن‪.2010 ،‬‬
‫‪ .12‬جوديس أوجلا بيلي‪ ،‬بيلي كامريتس‪ ،‬نيكوكاربنتيري‪ ،‬فهم اإلعالم البديل‪ ،‬ترمجة‪ :‬عال أمحد‬
‫إصالح‪ ،‬القاهرة‪ ،‬جمموعة النيل العربية‪.2009 ،‬‬
‫‪ .11‬حسين حممد نصر‪ ،‬نظريات اإلعالم‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتاب اجلامعي‪ ،‬اإلمارات العربية املتحدة‪،‬‬
‫‪.2015‬‬
‫‪ .18‬الدبيسي عبد الكرمي علي‪ ،‬الرأي العام عوامل تكوينه وطرق قياسه‪ ،‬دار املسرية للنشر‬
‫والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪.2011 ،‬‬
‫‪ .19‬الدليمي عبد الرزاق‪ ،‬صناعة االعالم العالمي المعاصر‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار اليازوري‬
‫العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬مطبعة رشاد بريس‪.2015 ،‬‬
‫‪ .20‬دليو فضيل‪ ،‬مدخل الى منهجية البحث في العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬بدون طبعة‪،‬‬
‫دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪.2012 ،‬‬
‫‪ .21‬ذو الفقار زغيب شيماء‪ ،‬نظريات في تشكيل اتجاهات الرأي العام‪ ،‬ط‪ ،1‬الدار املصرية‬
‫اللبنانية‪.2002 ،‬‬
‫‪ .22‬رشيت جهان أمحد‪ ،‬اإلعالم ونظرياته في العصر الحديث‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫القاهرة‪.1911 ،‬‬
‫‪ .23‬الرضا هاين‪ ،‬رامز حممد عمار‪ ،‬الرأي العام واالعالم والدعاية‪ ،‬بريوت‪ ،‬املؤسسة اجلامعية‬
‫للدراسات والنشر والتوزيع‪.1998 ،‬‬
‫‪ .22‬رمزي أمحد عبد احلي‪ ،‬البحث العلمي في الوطن العربي (ماهيته ومنهجيته)‪ ،‬ط ‪1‬‬
‫‪،‬القاهرة‪ ،‬زهراء الشرق‪.2009 ،‬‬
‫‪ .25‬زلطة عبد ااهلل‪ ،‬الرأي العام واإلعالم‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاهرة‪.2009 ،‬‬

‫‪344‬‬
‫‪ .22‬مسد الدين إبراهيم‪ ،‬اتجاهات الرأي العام العربي نحو مسألة الوحدة‪ ،‬مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية‪ ،‬ط ‪ ،1‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.1980 ،‬‬
‫‪ .21‬مسيسم محيدة‪ ،‬نظرية الرأي العام مدخل‪ ،‬دار الشؤون الثقافية‪ ،‬بغداد‪.1992 ،‬‬
‫‪ .28‬شليب حممد‪ ،‬المنهجية في التحليل السياسي‪ ،‬المفاهيم‪ ،‬المناهج‪ ،‬المقتربات واألدوات‪،‬‬
‫اجلزائر‪.1991 ،‬‬
‫‪ .29‬شوفالييه جان جاك‪ ،‬تاريخ الفكر السياسي من المدينة الدولة إلى الدولة القومية‪ ،‬ترمجة‬
‫حممد عرب صاصيال‪ ،‬املؤسسة اجلامعية للدراسة والنشر‪.2000 ،‬‬
‫‪ .30‬طالب االبراهيمي خولة‪ ،‬مبادئ في اللسانيات‪ ،‬دار القصبة للنشر‪ ،‬ط ‪ ،2‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪.2010‬‬
‫‪ .31‬الطائي حممد محيد وخري ميالد أبو بكر‪ ،‬مناهج البحث العلمي و تطبيقاتها في اإلعالم و‬
‫العلوم السياسية‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلسكندرية‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة والنّشر‪.2001 ،‬‬
‫‪ .32‬عابد زهري عبد اللطيف‪ ،‬الرأي العام وطرق قياسه‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪.2012 ،‬‬
‫‪ .33‬عبد احلميد حممد‪ ،‬نظريات اإلعالم واتجاهات التأثير‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬القاهرة‪.2000 ،‬‬
‫‪ .32‬عبد املعطي هنا السيد‪ ،‬صحافة المواطن‪ :‬نحو نمط اتصالي جديد‪ ،‬دار الكتاب اجلامعي‪،‬‬
‫ط ‪ ،1‬اإلمارات العربية املتحدة‪.2015 ،‬‬
‫‪ .35‬عبده عزيزة‪ ،‬اإلعالم السياسي والرأي العام‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.2002 ،‬‬
‫‪ .32‬عدوان عاطف‪ ،‬جذور العلوم السياسية‪ ،‬ط‪، 1‬مكتبة ابن خلدون للنشر‪ ،‬غزة‪.2002 ،‬‬
‫‪ .31‬عريفج سامي وآخرون‪ ،‬مناهج البحث العلمي وأساليبه‪ ،‬دار جمدالوي‪ ،‬ط ‪ ،2‬األردن‪،‬‬
‫‪.1999‬‬
‫‪ .38‬علم الدين حممود‪ ،‬تكنولوجيا المعلومات واالتصال ومستقبل صناعة الصحافة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫القاهرة‪ ،‬دار السحاب للنشر و التوزيع‪.2005 ،‬‬
‫‪ .39‬الغذامي عبد اهلل‪ ،‬الثقافة التلفزيونية‪ :‬سقوط النخبة وبروز الشعبي‪ ،‬ط‪ ،2‬الدار البيضاء‪:‬‬
‫املركز الثقايف العريب‪.2005 ،‬‬
‫‪ .20‬غيطاس مجال حممد‪ ،‬الديمقراطية الرقمية‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬مصر‪.2002 ،‬‬

‫‪345‬‬
‫‪ .21‬الفالحي حسني علي‪ ،‬االعالم التقليدي واإلعالم البديل‪ ،‬دار غيداء للنشر والتوزيع‪ ،‬بدون‬
‫طبعة‪ ،‬عمان‪.2012 ،‬‬
‫‪ .22‬القاضي دالل‪ ،‬حممود البيايت‪ ،‬منهجية وأساليب البحث العلمي وتحليل البيانات‬
‫باستخدام البرنامج اإلحصائي ‪ ، spss‬ط ‪ ،1‬عمان‪ ،‬دار احلامد‪.2008 ،‬‬
‫‪ .23‬اللبان شريف درويش‪ ،‬الصحافة اإللكترونية‪ :‬دراسات في التفاعلية وتصميم المواقع‪ ،‬ط‬
‫‪ ،1‬الدار املصرية اللبنانية‪ ،‬القاهرة‪.2005 ،‬‬
‫‪ .22‬ملشاقبة بسام عبد الرمحن‪ ،‬نظريات اإلعالم‪ ،‬ط‪ ،1‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2011‬‬
‫‪ .25‬جماهد مجال‪ ،‬الرأي العام و طرق قياسه‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪ ،‬القاهرة‪.2001 ،‬‬
‫‪ .22‬حممد سيد حممد‪ ،‬وسائل اإلعالم‪ ،‬من المنادي إلى االنترنت‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ ،‬دار الفكر‬
‫العريب‪.2009 ،‬‬
‫‪ .21‬حمي حممد مسعد‪ ،‬كيفية كتابة األبحاث واإلعداد للمحاضرات‪ ،‬ط ‪ ،2‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫املكتب العريب احلديث‪.‬‬
‫‪ .28‬مكاوي حسن عماد‪ ،‬ليلى حسني السيد‪ ،‬االتصال ونظرياته المعاصرة‪ ،‬الدار املصرية‬
‫اللبنانية للنشر‪.2002 ،‬‬
‫‪ .29‬املكي هشام‪ ،‬االتصال الجماهيري وسؤال القيم‪ :‬دراسة يف نظريات االتصال اجلماهريي‬
‫املؤسسة‪ ،‬مركز مناء للبحوث والدراسات‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.2012 ،‬‬
‫‪ .50‬مهنا فريال‪ ،‬علوم االتصال والمجتمعات الرقمية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪.2002 ،‬‬
‫‪ .51‬املوسى عصام سليمان‪ ،‬المدخل في االتصال الجماهيري‪ ،‬ط ‪ ،2‬االردن‪ ،‬مكتبة الكتايب‬
‫للنشر والتوزيع‪.1991 ،‬‬
‫‪ .52‬اهلادي حممد‪ ،‬أساليب إعداد و توثيق البحوث اإلعالمية‪ ،‬ط‪ ،1‬املكتبة األكادميية‪،‬‬
‫‪.1995‬‬
‫‪ .53‬اهلماش متعب بن شديد‪ ،‬الرأي العام اإللكتروني‪ ،‬جملة األمن واحلياة‪ ،‬عدد‪ ،302‬سبتمرب‬
‫‪ ،2001‬السعودية‪.‬‬

‫‪346‬‬
‫المجالت‪:‬‬

‫‪ .52‬فتيحة بوغازي‪ ،‬شبكات التواصل االجتماعي والهوية المهنية للصحفي‪ ،‬جملّة لغات‪،‬‬
‫األول‪.2012 ،‬‬
‫اتصال وتكنولوجيا حديثة‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،3‬العدد ّ‬
‫‪ .55‬نور الدين توايت‪ ،‬ماكلوهان مارشال‪ ...‬قراءة في نظرياته بين األمس و اليوم‪ ،‬جملة العلوم‬
‫اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬العدد العاشر‪ ،‬مارس ‪.2013‬‬
‫‪ .52‬عبدالكرمي علي الدبيسي وزهري ياسني الطاهات‪ ،‬دور شبكات التواصل االجتماعي في‬
‫تشكيل الرأي العام لدى طلبة الجامعات األردنية‪ ،‬دراسات‪ ،‬العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪،‬‬
‫اجمللّد ‪ ،20‬العدد‪.2013 ،1‬‬
‫‪ .51‬عادل عبد الصادق‪ ،‬الفضاء االلكتروني والرأي العام‪ :‬تغير المجتمع واالدوات والتأثير‪،‬‬
‫األول‪ ،‬املركز العريب الحباث الفضاء االلكرتوين‪ ،‬مارس ‪.2011‬‬
‫سلسلة قضايا اسرتاتيجة‪ ،‬العدد ّ‬
‫‪ .58‬برتراند بكريي والري كيلمان‪" ،‬من صحافة المواطن إلى محتوى األخبار التي ينتجها‬
‫مستعملوها‪ ،‬االعالم يصنع التغيير"‪ ،‬جملة يو اس ايه (‪ ،)USA‬اجمللّد ‪ ،12‬العدد ‪ ،12‬جملة‬
‫اليكرتونية يصدرها مكتب برامج االعالم اخلارجي بوزارة اخلارجية األمريكية‪ ،‬كانون األول‪/‬‬
‫ديسمرب ‪.2001‬‬
‫أبحاث المؤتمرات والملتقيات العلمية‪:‬‬

‫‪ .59‬خبيت السيد‪ ،‬أدوار مستخدمي المواقع االلكترونية في صناعة المضامين اإلعالمية‪،‬‬


‫دراسة يف املفاهيم وبيئة العمل‪ ،‬اجمللة املصرية لبحوث الرأي العام‪ ،‬اجمللد التاسع‪ ،‬العدد الثاين‪،‬‬
‫ديسمرب‪.2009 ،‬‬
‫‪ .20‬احليدري عبد اهلل الزين‪ ،‬اإلعالم الجديد‪ :‬النظام والفوضى‪ ،‬أحباث املؤمتر ّ‬
‫الدويل‪ :‬اإلعالم‬
‫اجلديد‪ :‬تكنولوجيا جديدة‪ ...‬لعامل جديد‪ ،‬جامعة البحرين‪ 9-1 :‬أفريل ‪.2009‬‬
‫‪ .21‬زغلول نعامي سعد‪" ،‬اإلعالم الحديث‪ ،‬تكامل أم تنافس مع اإلعالم التقليدي" اجلمعية‬
‫العربية األمريكية ألساتذة االتصال ‪ ،AUSACE‬املؤمتر الدويل السنوي الرابع عشر‪10-1 ،‬‬
‫نوفمرب ‪.2009‬‬

‫‪347‬‬
‫‪ .26‬الصادق رابح‪" ،‬السياقات الشبكية وأثرها على الممارسة اإلعالمية المعاصرة"‪ ،‬اجلمعية‬
‫العربية األمريكية ألساتذة االتصال ‪ ،SCASUA‬املؤمتر الدويل السنوي الرابع عشر‪10-1 ،‬‬
‫نوفمرب ‪.2009‬‬
‫‪ .23‬الصادق رابح‪ ،‬المدونات والوسائط اإلعالمية‪ :‬بحث في حدود الوصل والفصل‪ ،‬أحباث‬
‫الدويل‪ :‬اإلعالم اجلديد‪ :‬تكنولوجيا جديدة‪ ...‬لعامل جديد‪ ،‬جامعة البحرين‪ 9-1 :‬أفريل‬
‫املؤمتر ّ‬
‫‪.2009‬‬
‫‪ .22‬صادق عباس مصطفى‪ ،‬التطبيقات التقليدية والمستحدثة للصحافة العربية في االنترنت‪،‬‬
‫التحديات‪ ،‬جامعة الشارقة‪ 22/22 ،‬نوفمرب‬
‫مؤمتر صحافة االنرتنت يف العامل العريب‪ ،‬الواقع و ّ‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ .25‬صادق عباس مصطفى‪ ،‬مصادر التنظير وبناء المفاهيم حول اإلعالم الجديد‪ ،‬أحباث‬
‫الدويل‪ :‬اإلعالم اجلديد‪ :‬تكنولوجيا جديدة‪ ...‬لعامل جديد‪ ،‬جامعة البحرين‪ 9-1 :‬أفريل‬
‫املؤمتر ّ‬
‫‪.2009‬‬
‫المذّكرات والرسائل الجامعية‪:‬‬
‫‪ .22‬امساعيل حنان كامل‪ ،‬دور المواطن الصحفي في الحراك السوري من وجهة نظر قادة‬
‫الرأي االعالمي العربي‪ ،‬األردن والكويت ومصر نموذجا‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬جامعة الشرق‬
‫األوسط‪ ،‬عمان‪.2012 ،‬‬
‫‪ .21‬بوغازي فتيحة‪ ،‬صحافة المواطن والهوية المهنية للصحفي‪ ،‬دراسة ميدانية لتَ َمث ُِّل‬
‫الصحفيني اجلزائريني هلويّتهم املهنية‪ ،‬مذكرة ماجستري يف علوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬جامعة اجلزائر‪،‬‬
‫ّ‬
‫‪.2011‬‬
‫‪ .28‬طالة المية‪ ،‬أثر شبكات التواصل االجتماعي على تطوير حرية التعبير عن الرأي في‬
‫الجزائر‪ :‬دراسة مسحية في ضوء مدخل االتصال السياسي‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه يف علوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.2015 ،2012 ،3‬‬
‫‪ .29‬عبد الفتاح فاطمة الزهراء‪ ،‬العالقة بين المدونات االلكترونية والمشاركة السياسية في‬
‫مصر‪ ،‬رسالة ماجستري غري منشورة‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية اإلعالم‪.2010 ،‬‬

‫‪348‬‬
‫المواقع االلكترونية‪:‬‬
‫‪ .10‬بورتر شارلني‪ ،‬كل مواطن مراسل صحفي‪ ،‬جملة يو اس ايه (‪ ،)USA‬اجمللّد ‪ ،12‬العدد‬
‫‪ ،12‬جملة اليكرتونية يصدرها مكتب برامج االعالم اخلارجي بوزارة اخلارجية األمريكية‪ ،‬ديسمرب‬
‫‪http://www.usinfo.state.gov/ar،2001‬‬
‫‪ .11‬البيايت ياسر خضري‪ ،‬اإلعالم الجديد وعصر'صحافة المواطن'‪ ،‬صحيفة العرب‪ ،‬يومية‬
‫وطنية تأسست يف لندن ‪ ،1911‬العدد‪ ،2012/01/03 ،9221 :‬ص‪،9‬‬
‫‪http://www.alarab.co.uk/?id=11949‬‬
‫‪ .12‬حسين حممد نصر‪ ،‬اتجاهات البحث والتنظير في وسائل اإلعالم الجديدة‪ ،‬دراسة حتليلية‬
‫لالنتاج العلمي املنشور يف دوريات حمكمة‪ ،‬مؤمتر وسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬جامعة االمام‬
‫حممد بن سعود االسالمية‪ ،‬الرياض‪ ،‬مارس ‪ ،2015‬ص‪ ، 31-30 :‬املقال متوفّر على الرابط‬
‫‪https://units.imamu.edu.sa/Conferences/smumc/Documents/‬‬
‫‪%D8%A7.%D8%AF%20%D8%AD%D8%B3%D9%86%D9‬‬
‫‪%8A%20%D9%86%D8%B5%D8%B1.pdf‬‬
‫‪ .13‬زرن مجال‪ :‬أنسنة أو الثقافي في تكنولوجيات االتصال والفضاء العام ‪ :‬مقال منشور على‬
‫االنرتنت شوهد بتاريخ ‪ ،2013 /02/28‬الساعة ‪15:22‬زواال‪.‬‬
‫‪. http://jamelzran.arabblogs.com/archive/2007/4/192019‬‬
‫‪ .12‬زرن مجال‪ ،‬اإلعالم التقليدي والجديد في سياق تمدد اإلعالم االجتماعي وشبكاته‪،‬‬
‫دراسات إعالمية‪ ،‬مركز اجلزيرة للدراسات اإلعالمية‪ ،‬مارس ‪ ،2011‬ص ‪ .2‬الدراسة متوفّرة‬
‫على الرابط‪:‬‬
‫‪http://studies.aljazeera.net/mritems/Documents/2017/3/27/95‬‬
‫‪0a8f91b124470898a4847af8e06ea9_100.pdf‬‬
‫‪ .15‬زرن مجال‪ ،‬المدونات االلكترونية وسلطة التدوين‪ ،‬جملة شؤون عربية‪ ،‬العدد ‪،130‬‬
‫‪http://jamelzran.arabblogs.com/archive/2007/7/280497 ،2001‬‬

‫‪349‬‬
،‫ مستقبل صحافة املواطن‬،‫ شومان حممد‬.12
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/22843188/%D9%
85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84-
%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9-
%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B7%D
.01:00 ،2011 ‫ جويلية‬12 ‫ األربعاء‬9%86
،‫ صوت الناس‬.. ‫ االعالم البديل‬،‫ اللبان شريف درويش‬.11
http://www.acrseg.org/2377
،‫ معجم املصطلحات السياسية‬.18
http://www.bipd.org/publications/InstituteBookes/MediaHa
ndler/GenericHandler/documents/Books/decvocpol.pdf
‫ جملة العلوم‬،‫ مواقع التواصل االجتماعي وإشكالية الفضاء العمومي‬،‫ هواري محزة‬.97
‫ الدراسة متوفّرة على الرابط‬.221 ‫ ص‬،2015 ‫ سبتمرب‬،20 ‫ العدد‬،‫االجتماعية واالنسانية‬
https://dspace.univ-
ouargla.dz/jspui/bitstream/123456789/9354/1/S2018.pdf
Citizen Engagement and Public :‫ التقرير الكامل متوفّر على الرابط‬.80
Services in the Arab World The Potential of Social Media
http://www.mbrsg.ae/getattachment/e9ea2ac8-13dd-4cd7-
9104-b8f1f405cab3/Citizen-Engagement-and-Public-
The Arab Government Services Services-in-the-Arab.aspx
Outlook 2014. The 2nd Government Summit. Dubai: The
Bin Governance and Innovation Program, Mohammed
Rashid School of Government – Available on:
www.ArabSocialMediaReport.com

350
81. Habermas Jurgen. "L'espace public", 30 ans après. In:
Quaderni. N. 18, Automne 1992. Les espaces publics.
http://www.unige.ch/sciences-
societe/socio/files/8814/0533/6061/Habermas_1992.pdf
82. Hujanen & Peitikainen, Interactive Uses of Journalism:
Crossing Between Technological Potential and Young
People’s News-Using Practices,
http://nms.sagepub.com/content/6/3/383.abstract
،‫ ناقد صحفي وكاتب وبروفيسور بالصحافة جبامعة نيويورك‬Jay Rosen .83
https://en.wikipedia.org/wiki/Jay_Rosen
84. Lasorsa, D, L, Political Outspokenness: Factors
Working Against the Spiral of Silence Journalism and
Mass Communication Quarterly, 1991, p13-140
http://search.proquest.com/openview/1a897d88750f60d6c78
068629f770665/1?pq-origsite=gscholar&cbl=1818414
‫ قسم علم‬،‫ بروفيسور مبدرسة الصحافة ووسائل االعالم اجلماهريية‬Lewis Friendland .85
UW-Madison ،‫االجتماع جبامعة ويسكونسني ماديسون بالواليات املتحدة األمريكية‬
School of Journalism & Mass Communication
/https://journalism.wisc.edu/sjmc_profile/lewis-a-friedland

:‫المراجع باللغة االنجليزية والفرنسية‬


86. Bereison Bernad and Morris Janowvits, public opinion and
communication, Glencoe, III, freepress, 1950.
87. Carole Rich, writing and reporting news, a coaching method,
Wadsworth cengage learning, 6th edition, Boston, USA, 2009.

351
88. Cees J. Hamelink,Olga Linné, Mass Communication Research:
On Problems and Policies : the Art of Asking the Right
Questions, Greenwood Publishing Group, USA, 1994.
89. Childs Harwood L, Public Opinion, Nature, Formation and
Role, princeton, N.J: Van Nostrand, 1965.
90. Colette Ganochaud, opinion publique et changement social
chez jean jacque rousseau, revue française de sciences politique,
ed presse de sciences politique, vol28, année 1978.
91. Deuze, M, “The web and its journalisms: considering the
consequences of different types of newsmedia online”, New
Media & Society, vol: 5, no: 2, 2003.
92. E.L. James, Interactivity Reexamined: A Baseline Analysis of
Early Business Web Sites, Journal of Broadcasting & Electronic
Media, 1998.
93. Fidler, R. Mediamorphosis: Understanding the New Media,
Thousand Oaks, Calif, Pine Forge Press, 1997.
94. Floyd Allpoet, Towards a Science of Public Opinion, Public
Opinion Quarterly, Vol1, No1, January, 1937.
95. Francis Balle: medias et société, 9em ed, paris, Montchrestien,
1999.
96. Gabay. j. jonathan, Successful Web Marketing in a Week .
London : Hodder & stoughton, 2000.
97. Kawamoto, K, Digital Journalism: Emerging Media and the
Changing Horizons of Journalism, Oxford: Rowman &
Littlefield Publishers Inc, 2003.
98. Madeleine Grawitz, Méthodes des sciences sociales, neuvième
édition, Paris, Edition Dalloz, 1993.

352
99. Marc André barsalou, Silence et rencontre: La disponibilité à
l'autre, (s.ed), Presses de l'Université du Québec, Canada, 2012.
100. Ming-Kouk Lim, Freedom of Expression Toolkit, united
nations educational scientific and cultural organization, UNESCO,
Paris, France 2013.
101. Neumanne, The Spiral of Silence, Public Opinion-Our
Social Skin, University of Chicago Press, Chicago, 1980.
102. Rimmer, T, Howard, M, Pluralistic ignorance and the spiral
of silence: A test of the role of the mass media in the spiral of
silence hypothesis, Mass Comm Review, 1990.
103. rogers em, diffusion of innovations, 4th ed, new york free
press, 1995.
104. Shayne Bowman, Chris Willis : We media, How audiences are
shaping the future of news and information, USA :The Media
Center at The American Press Institute, 2003.
105. Lionel bellencer, du bon usage des medias, vers une
nécessaire remise en cause, France : ed.strategies, 2000.
106. W.P Davison: The Public Opinion Process, Public Opinion
Quarterly, vol, 1958.
107. Wolfgang Donsbach, The Concise Encyclopedia of
Communication, 1ed, John Wiley & Sons. Inc, USA, 2015.
108. Xudong Liu and Shahira Fahmy, Exploring the spiral of
silence in the virtual world: lndividuals' willingness to express
personal opinions in online versus offline settings, Journal of
Media and Communication Studies, Vol 32, February 2011.

353
‫مالحق الدراسة‬
‫امللحق رقم ‪:1‬‬
‫استمارة ال ّدراسة‬

‫‪354‬‬
‫جامعة الجزائر‪3‬‬
‫كلية علوم االعالم واالتصال‬
‫قسم علوم االعالم‬

‫استمارة حبث حول‪:‬‬

‫صحافة المواطن والرأي العام‬


‫دوامة الصمت‬
‫دراسة من منظور ّ‬
‫دراسة استطالعية لعينة من الشباب الجامعي على ضوء نظرية دوامة الصمت‬

‫بعد التحية والتقدير‪،‬‬


‫نعلمكم أن هذه االستمارة خاصة ببحث علمي‪ ،‬يف إطار حتضري أطروحة دكتوراه يف علوم اإلعالم‬
‫دوامة الصمت" ولذلك فإننا نرجوا‬ ‫واالتصال‪ ،‬بعنوان "صحافة املواطن والرأي العام دراسة من منظور ّ‬
‫منكم التفضل مبأل هذه االستمارة واإلجابة على أسئلتها بدقة‪ ،‬شاكرين لكم مسامهتكم الفعالة يف إجناز‬
‫هذه الدراسة‪ .‬وتأكدوا أن املعلومات اليت ستدلون هبا لن تستخدم إال ألغراض علمية حبتة‪.‬‬
‫شكرا جزيال على تعاونكم‪.‬‬
‫مالحظة‪:‬‬
‫‪-‬الرجاء منكم وضع عالمة ‪ X‬يف اخلانة املناسبة‪.‬‬
‫‪-‬بإمكانكم اختيار أكثر من إجابة يف بعض األسئلة‪.‬‬

‫إشراف‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبة‪:‬‬


‫أ‪.‬د‪ :‬مجال بوعجيمي‬ ‫فتيحة بوغازي‬

‫‪5102-5102‬‬

‫‪355‬‬
‫األول‪ :‬صحافة المواطن وحرية التعبير‬
‫المحور ّ‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ .1‬هل تعتقد أ ّن االنرتنت ميكن ان تكون فضاءا حلرية التعبري عن الرأي؟‬

‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ .2‬هل سبق ونشرت أخبارا عرب االنرتنت (شبكات التواصل االجتماعي مثال)؟‬

‫أحيانا‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ .3‬هل تعتقد أن األخبار اليت ينشرها املواطنون عرب االنرتنت قد تؤثر يف رأيك؟‬

‫أحيانا‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ .4‬هل تعتقد أنه ميكنك التأثري يف اآلخرين من خالل ما تنشره عرب االنرتنت؟‬

‫ال‬ ‫نعم‬ ‫غريت رأيك انطالقا من املعلومات اليت نشرها مواطنون عرب شبكة االنرتنت؟‬
‫‪ .5‬هل سبق وأن ّ‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ .6‬هل سبق ودخلت يف حوار مع طرف آخر حول موضوع نشر عرب االنرتنت؟‬

‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ .7‬هل سبق ونشرت مقاطع فيديو عرب اإلنرتنت حول أحداث معينة عشتها يف منطقتك؟‬

‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ .8‬إذا كانت االجابة نعم‪ ،‬هل تلقيت جتاوبا من عند اجلمهور املتلقي؟‬
‫أحيانا‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ .9‬هل تعتقد أن االنرتنت وفّرت لك حريّة اكرب للتعبري عن رأيك؟‬
‫‪ .11‬هل أدى استعمالك لالنرتنت اىل تراجع استعمالك لوسائل االعالم التقليدية (الصحافة‪ ،‬االذاعة‪ ،‬التلفزيون)؟‬
‫ال أدري‬ ‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪ .11‬ما الذي يدفعك اىل نشر االخبار واملعلومات عرب االنرتنت؟ (ميكنك اختيار أكثر من اجابة)‬

‫‪ -‬ألنين أجد احلرية التامة يف التعبري‬


‫‪ -‬ألنين ال أجد فرصة إلبداء رأيي عرب وسائل االعالم‬
‫‪ -‬ألهنا هواية بالنسبة يل‬
‫التعرض هلا من طرف وسائل االعالم‬
‫التعرض ملواضيع مل يتم ّ‬ ‫‪ -‬ألنين أريد ّ‬
‫‪ -‬أحب نقل الواقع املعاش‬
‫‪ -‬من أجل كشف التجاوزات على حقوق املواطنني‬
‫‪ -‬ألنين أحب ممارسة مهنة الصحافة ونقل األخبار‬

‫‪356‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬صحافة المواطن والرأي العام‬

‫ما رأيك يف القضايا التالية املتعلّقة بصحافة املواطن والرأي العام؟‬

‫ضع عالمة ‪ X‬يف اخلانة املناسبة‬


‫لست موافقا أبدا‬

‫لست موافق‬

‫موافق جدا‬
‫ال أدري‬

‫موافق‬

‫‪ .12‬تساهم صحافة املواطن يف تشكيل الرأي العام‬


‫‪ .13‬تعترب صحافة املواطن مبثابة اعالم بديل لالعالم التقليدي‬
‫‪ .14‬تزيد صحافة املواطن من املشاركة الفعالة مع اآلخرين والتحاور‬
‫‪ .15‬تعترب صحافة املواطن منربا من منابر حرية التعبري‬
‫‪ .16‬تساهم صحافة املواطن يف صنع اخلرب‬
‫‪ .17‬تعمل صحافة املواطن على كسر حاجز الصمت لدى املواطن‬
‫‪ .18‬تتيح صحافة املواطن فرصة مناقشة خمتلف القضايا بكل حريّة‬
‫‪ .19‬تعترب صحافة املواطن أداة فعالة يف التعبري عن رأيي اخلاص‬
‫‪ .21‬تعترب صحافة املواطن مصدرا موثوقا للمعلومة‬
‫‪ .21‬تسعى صحافة املواطن اىل انقاذ االعالم من احتكار املعلومة‬
‫‪ .22‬تعتمد وسائل االعالم التقليدية على صحافة املواطن كمصدر للمعلومة‬
‫‪ .23‬تعمل صحافة املواطن على حتويل الساحة االعالمية فوضى حقيقية‬
‫بسبب تداخل عناصر العمليّة االتصالية‬
‫‪ .24‬كلّما ازدادت رقابة السلطة على اإلعالم الرمسي ازدادت فاعلية صحافة‬
‫املواطن‬
‫‪ .25‬تساهم صحافة املواطن يف كشف التجاوزات اليت ال تغطيها وسائل‬
‫االعالم التقليدية‬
‫‪ .26‬استطاعت صحافة املواطن أن تطرح القضايا اليت أقصيت من دوائر‬
‫اهتمام اإلعالم الرمسي‬
‫‪ .27‬تطرح صحافة املواطن احلقائق اليت ال جيرأ اإلعالم التقليدي على عرضها‬

‫‪357‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬صحافة المواطن ونظرية دوامة الصمت‬

‫ال‬ ‫نعم‬ ‫تصرح هبويّتك عرب االنرتنت؟‬


‫‪ .28‬هل ّ‬

‫‪ .29‬إذا كانت االجابة ال‪ ،‬فهل يرجع ذلك إىل‪( :‬ميكنك اختيار أكثر من اجابة)‬
‫‪ -‬اخلوف من االدالء باهلوية احلقيقية‬
‫‪ -‬ألخذ احلرية االكثر يف التعبري‬
‫‪ -‬حب املشاركة ونقل األخبار من دون التصريح باهلوية احلقيقية‬
‫‪ -‬حب تقمص شخصيات افرتاضية‬

‫أخرى‪ ،‬أذكرها‪............................................................................................... :‬‬


‫‪ .31‬يف حالة التعليق على خرب ما عرب اإلنرتنت هل‪:‬‬
‫‪ -‬تطّلع على تعليقات اآلخرين قبل التعليق‬
‫‪ -‬تعلّق مباشرة دون االطالع على تعليقات اآلخرين‬

‫غريت رأيك اطالقا من رأي األغلبية؟‬


‫‪ .31‬يف حالة االطالع على تعليقات اآلخرين‪ ،‬هل سبق وأن ّ‬
‫ال أغري رأيي‬ ‫ناذرا‬ ‫أحيانا‬ ‫غالبا‬ ‫دائما‬
‫تصرح به؟‬
‫‪ .32‬إذا كان رأيك خمالفا لرأي األغلبية فهل ّ‬
‫أصرح‬
‫ال ّ‬ ‫ناذرا‬ ‫أحيانا‬ ‫غالبا‬ ‫دائما‬
‫‪ .33‬يف حالة عدم التصريح برأيك فهل يعود ذلك اىل‪:‬‬
‫‪ -‬اخلوف من العزلة االجتماعية‬
‫ردة فعل االغلبية املؤيّدة‬
‫‪ -‬اخلوف من ّ‬
‫‪ -‬اخلوف من االنتقاد‬
‫‪ -‬اخلجل من االدالء برأيك اخلاص‬

‫أسباب أخرى‪ ،‬أذكرها‪............................................................................................... :‬‬


‫‪ .34‬ما الذي جيعلك تشارك برأيك وتعلّق على منشورات اآلخرين‪:‬‬
‫‪ -‬الشعور باالنتماء‬
‫‪ -‬امليل اىل احلديث مع من يوافقين الرأي‬
‫‪ -‬الشعور بضرورة املشاركة برأيي اخلاص (تقدير الذات)‬

‫أسباب أخرى‪ ،‬أذكرها‪............................................................................................... :‬‬

‫‪358‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬صحافة المواطن واإلعالم الرسمي‪:‬‬

‫‪ .35‬هل تعتقد أن هناك حرية تعبري اعالمية يف اجلزائر؟‬


‫ال أدري‬ ‫أحيانا‬ ‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪ .36‬كيف تقيّم حرية التعبري يف وسائل االعالم الوطنية (الرجاء اختيار اجابة واحدة)؟‬
‫ال أدري‬ ‫منعدمة‬ ‫ضعيفة‬ ‫متوسطة‬ ‫جيدة‬
‫تعوض وسائل االعالم التقليدية يف نقل االحداث؟‬
‫‪ .37‬هل تعتقد أن صحافة املواطن ميكن أن ّ‬
‫ال أدري‬ ‫أحيانا‬ ‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪ .38‬هل تعتقد أن صحافة املواطن ميكن أن تش ّكل مصدرا لألخبار بدال من وسائل االعالم التقليدية؟‬
‫ال أدري‬ ‫أحيانا‬ ‫ال‬ ‫نعم‬

‫البيانات الشخصية‪:‬‬
‫أنثى‬ ‫ذكر‬ ‫اجلنس‪:‬‬
‫السن‪:‬‬
‫‪22-18‬‬
‫‪27-23‬‬
‫‪32-28‬‬
‫‪37-33‬‬
‫املستوى التعليمي‪:‬‬
‫ليسانس‬
‫ماسرت‬
‫دكتوراه‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫هل لديك مصدر دخل جتين منه املال؟‬
‫حدد مصدر الدخل‪:‬‬
‫االثنني معا (العمل واملنحة اجلامعية)‬ ‫املنحة اجلامعية‬ ‫العمل‬

‫مصدر آخر‪ ،‬أذكره‪.........................................................................................:‬‬


‫مكان االقامة‬
‫ريفي‬ ‫شبه حضري‬ ‫حضري‬

‫‪359‬‬
‫امللحق رقم ‪:2‬‬

‫دليل المقابلة مع األساتذة المختصين في مختلف العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬

‫أسئلة المقابلة‪:‬‬

‫‪ .1‬ما هي أهم النظريات االجتماعية اليت تعتقدون هأّنا ال تزال سارية املفعول يف دراسة‬
‫التطور التكنولوجي الذي تشهده وسائل اإلعالم؟‬
‫الرأي العام يف ظل ه‬
‫‪ .2‬ما رأيكم يف ظاهرة صحافة املواطن؟‬

‫تفسرون انتشارها يف ال هدول العربية؟‬


‫‪ .3‬كيف ه‬
‫‪ .4‬هل تعتقدون أ هن صحافة املواطن ميكنها أن تكون إعالما بديال عن اإلعالم التقليدي؟‬

‫تغّي أو تش هكل الرأي العام خاصة يف‬


‫‪ .5‬هل تعتقدون أ هن صحافة املواطن ميكنها أن ه‬
‫األنظمة الدكتاتورية؟‬

‫التطور التكنولوجي‪ ،‬وانفتاح املواطن‬


‫‪ .6‬يف رأيكم‪ ،‬ما هو مستقبل اإلعالم العريب يف ظل ه‬
‫العريب عليه؟‬

‫‪ .7‬هل ميكن القول أ هن صحافة املواطن كسرت حاجز الصمت واستطاعت كشف الرصيد‬
‫املسكوت عنه يف اإلعالم؟‬

‫‪360‬‬
‫امللحق رقم ‪:3‬‬

‫دعوة وشهادة املشاركة يف ملتقى دويل حول تفعيل الدميقراطية‬

‫من ‪ 2115/11/11‬إىل ‪2115/11/12‬‬

‫يف كل من أملانيا‪ ،‬هولندا وبلجيكا‬

‫‪361‬‬
‫الفهارس‬

‫‪ .1‬فهرس الجداول البسيطة‬

‫‪161‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :1‬ميثل متغري اجلنس‬


‫‪171‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :2‬ميثل متغري السن‬
‫‪171‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :3‬ميثل متغري املستوى العلمي‬
‫‪171‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :4‬ميثل متغري مصدر الدخل‬
‫‪173‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :5‬ميثل حتديد مصدر الدخل‬
‫‪174‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :6‬ميثل متغري مكان اإلقامة‬
‫‪175‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :7‬ميثل إمكانية أن تكون االنرتنت فضاءا حلرية التعبري‬
‫‪176‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :8‬ميثل نشر األخبار عرب االنرتنت‬
‫اجلدول رقم ‪ :1‬ميثل ما إذا كانت األخبار اليت ينشرها املواطنون عرب االنرتنت قد تؤثر يف رأي ‪177‬‬
‫املبحوثني‬
‫اجلدول رقم ‪ :11‬ميثلل مدى اعتاا العينة املبحوثة أن ميكناا التثثري يف اخآخرين من خلال ما ‪178‬‬
‫تنشره عرب االنرتنت‬
‫‪171‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :11‬ميثلل مدى تغيري العيلنة املبحوثة لرأياا انطلاقا من املعلومات اليت ينشرها‬
‫املواطنون عرب شبة االنرتنت‬
‫‪181‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :11‬ميثلل تفاعل العينة املبحوثة مع ناشري املواضيع عرب االنرتنت‬
‫‪181‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :13‬ميثلل نشر العيلنة املبحوثة ملااطع فيديو عرب االنرتنت ألحداث عاشوها يف‬
‫مناطاام‪.‬‬
‫‪181‬‬ ‫اجلدول رقم‪ :14‬ميثلل مدى جتاوب اجلماور مع ما تنشره العيلنة املبحوثة من مااطع الفيديو‬
‫عرب االنرتنت‬

‫‪364‬‬
‫‪183‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :15‬ميثلل رأي العيلنة املبحوثة يف مدى توفري االنرتنت حلرية التعبري‬
‫‪184‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :16‬ميثلل ما إذا كان استعمال االنرتنت يؤلي إىل تراجع استعمال وسائل‬
‫اإلعلام التاليدية (الصحافة‪ ،‬اإلذاعة‪ ،‬التلفزيون(‬
‫‪185‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :17‬ميثلل األسباب اليت جتعل العيلنة املبحوثة تنشر األخبار واملعلومات عرب‬
‫االنرتنت‪.‬‬
‫‪187‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :18‬ميثلل مدى مسامهة صحافة املواطن يف تشكيل الرأي العام‬
‫‪188‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :11‬ميثلل ما إذا كانت العينة املبحوثة تعترب صحافة املواطن كإعلام بديل‬
‫‪181‬‬ ‫اجلدول رقم ‪:11‬تزيد صحافة املواطن من املشاركة الفعالة مع اخآخرين والتحاور‬
‫‪111‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :11‬تعترب صحافة املواطن منربا من منابر حرية التعبري‬
‫‪111‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :11‬ميثلل مسامهة صحافة املواطن يف صنع اخلرب‬
‫‪111‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :13‬تعمل صحافة املواطن على كسر حاجز الصمت لدى املواطن‬
‫اجلدول رقم ‪ :14‬ميثل ما إذا كانت صحافة املواطن تتيح فرصة مناقشة خمتلف الاضايا بكل ‪113‬‬
‫حرية‬
‫‪114‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :15‬تعترب صحافة املواطن أ اة فعالة يف التعبري عن رأيي اخلاص‬
‫‪115‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :16‬تعترب صحافة املواطن مصدرا موثوقا للمعلومة‬
‫‪116‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :17‬تسعى صحافة املواطن إىل إنااذ اإلعلام من احتكار املعلومة‬
‫‪117‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :18‬تعتمد وسائل اإلعلام التاليدية على صحافة املواطن كمصدر للمعلومة‬
‫‪118‬‬ ‫اجلدول رقم ‪:11‬تعمل صحافة املواطن على حتويل الساحة اإلعلامية إىل فوضى حاياية‬
‫بسبب تداخل عناصر العمليلة االتصالية‬
‫‪111‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :31‬كلما از ا ت رقابة السلطة على اإلعلام الرمسي از ا ت فاعلية صحافة‬
‫املواطن‪.‬‬

‫‪365‬‬
‫اجلدول رقم ‪:31‬تساهم صحافة املواطن يف كشف التجاوزات اليت ال تغطياا وسائل اإلعلام ‪111‬‬
‫التاليدية‬
‫‪111‬‬ ‫اجلدول رقم ‪:31‬استطاعت صحافة املواطن أن تطرح الاضايا اليت أُقصيت من وائر اهتمام‬
‫اإلعلام الرمسي‬
‫‪111‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :33‬تطرح صحافة املواطن احلاائق اليت ال جيرأ اإلعلام التاليدي على عرضاا‬
‫‪113‬‬ ‫تصرح هبويلتك عرب االنرتنت‬
‫اجلدول رقم ‪ :34‬هل ل‬
‫‪114‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :35‬ميثل الدافع وراء نشر األخبار واملعلومات عرب االنرتنت‬
‫‪115‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :36‬ميثلل ما إذا كانت هناك حرية تعبري إعلامية يف اجلزائر‬
‫‪116‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :37‬ميثل تاييم العينة املبحوثة حلرية التعبري يف وسائل اإلعلام الوطنية‬
‫‪117‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :38‬صحافة املواطن كبديل لإلعلام التاليدي‬
‫‪118‬‬ ‫اجلدول رقم ‪ :31‬صحافة املواطن كمصدر لألخبار بدال من وسائل اإلعلام التاليدية‬

‫‪366‬‬
‫‪ .2‬فهرس الجداول المرّكبة‪:‬‬

‫‪111‬‬ ‫متغريات الدراسة‬


‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :1‬االنرتنت وحرية التعبري حسب ل‬
‫‪114‬‬ ‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :1‬نشر األخبار عرب االنرتنت (شبكات التواصل االجتماعي) حسب‬
‫متغريات الدراسة‬
‫ل‬
‫‪116‬‬ ‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :3‬تثثري األخبار اليت ينشرها املواطنون على العيلنة املبحوثة حسب‬
‫متغريات الدراسة‬
‫ل‬
‫متغريات ‪111‬‬
‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :4‬تثثريك يف اخآخرين من خلال ما تنشره عرب االنرتنت حسب ل‬
‫الدراسة‬
‫‪111‬‬ ‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :5‬تغيري الرأي انطلاقا من املعلومات املنشورة عرب االنرتنت من قبل‬
‫متغريات الدراسة‬
‫مواطنني‪ ،‬حسب ل‬
‫‪113‬‬ ‫متغريات الدراسة‬
‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :6‬التفاعلية عرب االنرتنت‪ ،‬حسب ل‬
‫‪116‬‬ ‫متغريات الدراسة‬
‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :7‬نشر مااطع فيديو عرب االنرتنت‪ ،‬حسب ل‬
‫‪111‬‬ ‫متغريات الدراسة‬
‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :8‬االنرتنت وحرية التعبري‪ ،‬حسب ل‬
‫‪131‬‬ ‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :1‬أثر االنرتنت على استعمال وسائل اإلعلام التاليدية‪ ،‬حسب‬
‫متغريات الدراسة‬
‫ل‬
‫‪131‬‬ ‫متغريات‬
‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :11‬ور صحافة املواطن يف تشكيل الرأي العام حسب ل‬
‫الدراسة‬
‫‪141‬‬ ‫متغريات الدراسة‬
‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :11‬صحافة املواطن كإعلام بديل حسب ل‬
‫‪146‬‬ ‫متغريات الدراسة‬
‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :11‬التفاعلية يف صحافة املواطن حسب ل‬
‫‪148‬‬ ‫متغريات الدراسة‬
‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :13‬صحافة املواطن كمنرب حلرية التعبري حسب ل‬
‫‪151‬‬ ‫متغريات الدراسة‬
‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :14‬صحافة املواطن وصناعة اخلرب حسب ل‬
‫‪367‬‬
‫‪151‬‬ ‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :15‬صحافة املواطن وكسر حاجز الصمت لدى املواطنني‬
‫‪154‬‬ ‫فعالة يف التعبري عن الرأي اخلاص حسب‬
‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :16‬صحافة املواطن كث اة ل‬
‫الدراسة‬
‫متغريات ل‬
‫ل‬
‫الدراسة ‪156‬‬
‫متغريات ل‬
‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :17‬صحافة املواطن مصدر موثوق للمعلومة‪ ،‬حسب ل‬
‫‪151‬‬ ‫متغريات‬
‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :18‬صحافة املواطن واحتكار اإلعلام للمعلومة‪ ،‬حسب ل‬
‫الدراسة‬
‫ل‬
‫‪161‬‬ ‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :11‬اعتما وسائل اإلعلام التاليدية على صحافة املواطن كمصدر‬
‫الدراسة‬
‫متغريات ل‬
‫للمعلومة‪ ،‬حسب ل‬
‫‪165‬‬ ‫الدراسة‬
‫متغريات ل‬
‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :11‬الرقابة واز يا فاعلية صحافة املواطن‪ ،‬حسب ل‬
‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :11‬صحافة املواطن وكشف التجاوزات اليت ال تغطياا وسائل اإلعلام ‪168‬‬
‫الدراسة‬
‫متغريات ل‬
‫التاليدية‪ ،‬حسب ل‬
‫‪171‬‬ ‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :11‬طرح صحافة املواطن للاضايا اليت أُقصيت من وائر اهتمام‬
‫الدراسة‬
‫متغريات ل‬
‫اإلعلام الرمسي‪ ،‬حسب ل‬
‫‪173‬‬ ‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :13‬طرح صحافة املواطن للحاائق اليت ال جيرأ اإلعلام التاليدي على‬
‫الدراسة‬
‫متغريات ل‬
‫عرضاا‪ ،‬حسب ل‬
‫‪183‬‬ ‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :14‬بني متغريات الدراسة وكشف اهلوية عرب االنرتنت‬
‫‪186‬‬ ‫الدراسة‬
‫متغريات ل‬
‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :15‬سبب عدم التصريح باهلوية حسب ل‬
‫اجلدول املرلكب رقم ‪ ،16‬االطلاع على تعلياات اخآخرين قبل التعليق على خرب ما‪ ،‬حسب ‪181‬‬
‫متغريات الدراسة‬
‫ل‬
‫‪111‬‬ ‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :17‬تغيري الرأي انطلاقا من االطلاع على تعلياات اخآخرين حسب‬
‫متغريات الدراسة‬
‫ل‬

‫‪368‬‬
‫‪115‬‬ ‫متغريات الدراسة‬
‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :18‬التصريح بالرأي املخالف لرأي األغلبية حسب ل‬
‫‪117‬‬ ‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :11‬سبب املشاركة بالرأي والتعليق على منشورات اخآخرين حسب‬
‫الدراسة‬
‫متغريات ل‬
‫ل‬
‫‪315‬‬ ‫الدراسة‬
‫متغريات ل‬
‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :31‬حرية التعبري اإلعلامية يف اجلزائر حسب ل‬
‫‪318‬‬ ‫متغريات‬
‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :31‬تاييم حرية التعبري يف وسائل اإلعلام الوطنية حسب ل‬
‫الدراسة‬
‫ل‬

‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :31‬صحافة املواطن كبديل لوسائل اإلعلام التاليدية يف نال األحداث ‪311‬‬
‫الدراسة‬
‫متغريات ل‬
‫حسب ل‬
‫‪314‬‬ ‫اجلدول املرلكب رقم ‪ :33‬صحافة املواطن كمصدر لألخبار بدال عن وسائل اإلعلام‬
‫الدراسة‬
‫متغريات ل‬
‫التاليدية حسب ل‬

‫‪369‬‬
‫‪ .3‬فهرس األشكال‬

‫‪161‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :1‬ميثل متغري اجلنس‬


‫‪171‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :2‬ميثل متغري السن‬
‫‪171‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :3‬ميثل متغري املستوى العلمي‬
‫‪171‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :4‬ميثل متغري مصدر الدخل‬
‫‪173‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :5‬ميثل حتديد مصدر الدخل‬
‫‪174‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :6‬ميثل متغري مكان اإلقامة‬
‫‪175‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :7‬ميثل إمكانية أن تكون االنرتنت فضاءا حلرية التعبري‬
‫‪176‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :8‬ميثل نشر األخبار عرب االنرتنت‬
‫‪177‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :1‬ميثل ما إذا كانت األخبار اليت ينشرها املواطنون عرب االنرتنت قد تؤثر يف‬
‫رأي املبحوثني‬
‫الشكل رقم ‪ :11‬ميثلل مدى اعتاا العينة املبحوثة أن ميكناا التثثري يف اخآخرين من خلال ‪178‬‬
‫ما تنشره عرب االنرتنت‬
‫‪171‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :11‬ميثلل مدى تغيري العيلنة املبحوثة لرأياا انطلاقا من املعلومات اليت ينشرها‬
‫املواطنون عرب شبة االنرتنت‬
‫‪181‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :11‬ميثلل تفاعل العينة املبحوثة مع ناشري املواضيع عرب االنرتنت‬
‫الشكل رقم ‪ :13‬ميثلل نشر العيلنة املبحوثة ملااطع فيديو عرب االنرتنت ألحداث عاشوها يف ‪181‬‬
‫مناطاام‪.‬‬
‫الشكل رقم‪ :14‬ميثلل مدى جتاوب اجلماور مع ما تنشره العيلنة املبحوثة من مااطع الفيديو ‪181‬‬
‫عرب االنرتنت‬
‫‪183‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :15‬ميثلل رأي العيلنة املبحوثة يف مدى توفري االنرتنت حلرية التعبري‬

‫‪370‬‬
‫‪184‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :16‬ميثلل ما إذا كان استعمال االنرتنت يؤلي إىل تراجع استعمال وسائل‬
‫اإلعلام التاليدية (الصحافة‪ ،‬اإلذاعة‪ ،‬التلفزيون‬
‫‪185‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :17‬ميثلل األسباب اليت جتعل العيلنة املبحوثة تنشر األخبار واملعلومات عرب‬
‫االنرتنت‪.‬‬
‫‪187‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :18‬ميثلل مدى مسامهة صحافة املواطن يف تشكيل الرأي العام‬
‫‪188‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :11‬ميثلل ما إذا كانت العينة املبحوثة تعترب صحافة املواطن كإعلام بديل‬
‫‪181‬‬ ‫الشكل رقم ‪:11‬تزيد صحافة املواطن من املشاركة الفعالة مع اخآخرين والتحاور‬
‫‪111‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :11‬تعترب صحافة املواطن منربا من منابر حرية التعبري‬
‫‪111‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :11‬ميثلل مسامهة صحافة املواطن يف صنع اخلرب‬
‫‪111‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :13‬تعمل صحافة املواطن على كسر حاجز الصمت لدى املواطن‬
‫‪113‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :14‬ميثل ما إذا كانت صحافة املواطن تتيح فرصة مناقشة خمتلف الاضايا‬
‫بكل حرية‬
‫‪114‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :15‬تعترب صحافة املواطن أ اة فعالة يف التعبري عن رأيي اخلاص‬
‫‪115‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :16‬تعترب صحافة املواطن مصدرا موثوقا للمعلومة‬
‫‪116‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :17‬تسعى صحافة املواطن إىل إنااذ اإلعلام من احتكار املعلومة‬
‫‪117‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :18‬تعتمد وسائل اإلعلام التاليدية على صحافة املواطن كمصدر للمعلومة‬
‫‪118‬‬ ‫الشكل رقم ‪:11‬تعمل صحافة املواطن على حتويل الساحة اإلعلامية إىل فوضى حاياية‬
‫بسبب تداخل عناصر العمليلة االتصالية‬
‫‪111‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :31‬كلما از ا ت رقابة السلطة على اإلعلام الرمسي از ا ت فاعلية صحافة‬
‫املواطن‪.‬‬
‫‪111‬‬ ‫الشكل رقم ‪:31‬تساهم صحافة املواطن يف كشف التجاوزات اليت ال تغطياا وسائل‬
‫اإلعلام التاليدية‬

‫‪371‬‬
‫‪111‬‬ ‫الشكل رقم ‪:31‬استطاعت صحافة املواطن أن تطرح الاضايا اليت أُقصيت من وائر‬
‫اهتمام اإلعلام الرمسي‬
‫الشكل رقم ‪ :33‬تطرح صحافة املواطن احلاائق اليت ال جيرأ اإلعلام التاليدي على عرضاا ‪111‬‬
‫‪113‬‬ ‫تصرح هبويلتك عرب االنرتنت‬
‫الشكل رقم ‪ :34‬هل ل‬
‫‪114‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :35‬ميثل الدافع وراء نشر األخبار واملعلومات عرب االنرتنت‬
‫‪115‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :36‬ميثلل ما إذا كانت هناك حرية تعبري إعلامية يف اجلزائر‬
‫‪116‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :37‬ميثل تاييم العينة املبحوثة حلرية التعبري يف وسائل اإلعلام الوطنية‬
‫‪117‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :38‬صحافة املواطن كبديل لإلعلام التاليدي‬
‫‪118‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :31‬صحافة املواطن كمصدر لألخبار بدال من وسائل اإلعلام التاليدية‬

‫‪372‬‬
‫‪ .4‬فهرس المحتويات‬

‫‪11‬‬ ‫مادمة‬
‫‪13‬‬ ‫‪ .1‬إشكالية الدراسة‬

‫‪15‬‬ ‫‪ .1‬فرضيات الدراسة‬

‫‪15‬‬ ‫‪ .3‬أمهية الدراسة‬

‫‪16‬‬ ‫‪ .4‬أهداف الدراسة‬

‫‪17‬‬ ‫‪ .5‬مفاهيم الدراسة‬

‫‪17‬‬ ‫أ‪ .‬املواطن‬

‫‪17‬‬ ‫ب‪ .‬صحافة املواطن‬

‫‪18‬‬ ‫ج‪ .‬الرأي العام‬

‫‪18‬‬ ‫‪ .‬لوامة الصمت‬

‫‪11‬‬ ‫‪ .6‬الدراسات الساباة‬

‫‪36‬‬ ‫‪ .7‬جماالت ال لدراسة‬

‫‪37‬‬ ‫‪ .8‬املناج وأ وات البحث‬

‫‪51‬‬ ‫‪ .1‬جمتمع وعينة الدراسة‬

‫‪51‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬المقاربات النظرية للدراسة‬

‫‪373‬‬
‫‪54‬‬ ‫‪ .I‬املداخل النظرية احلديثة لدراسة صحافة املواطن‬

‫‪54‬‬ ‫التحول الرقمي)‬


‫‪ .1‬نظرية التشكل العضوي لوسائل اإلعلام ( ل‬
‫‪57‬‬ ‫‪ .1‬نظرية ثراء الوسيلة اإلعلامية‬

‫‪67‬‬ ‫‪ .3‬نظرية احلتمية التكنولوجية‬

‫‪74‬‬ ‫‪ .4‬نظرية انتشار املبتكرات‬

‫‪77‬‬ ‫‪ .5‬نظرية اجملال العام‬

‫‪71‬‬ ‫‪ .II‬نظريلة لوامة الصمت وتطبيااهتا يف صحافة املواطن‬

‫‪81‬‬ ‫‪ .1‬جذور نظرية لوامة الصمت‬

‫‪84‬‬ ‫‪ .1‬فكرة نظرية وامة الصمت‬

‫‪81‬‬ ‫‪ .3‬فروض نظرية لوامة الصمت‬

‫‪11‬‬ ‫‪ .4‬قيمة نظرية لوامة الصمت‬

‫‪13‬‬ ‫املوجاة للنظريلة‬


‫‪ .5‬االنتاا ات ل‬
‫‪111‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬الرأي العام‬
‫‪111‬‬ ‫‪ .I‬الرأي العام‪ :‬مفاوم ‪ ،‬أنواع وخصائص‬

‫‪116‬‬ ‫‪ .1‬مفاوم الرأي العام وخصائص‬

‫‪114‬‬ ‫‪ .1‬أنواع الرأي العام‬

‫‪116‬‬ ‫‪ .3‬تشكيل الرأي العام‬

‫‪374‬‬
‫‪111‬‬ ‫‪ .II‬الرأي العام االلكرتوين‪ :‬مفاوم وخصائص‬

‫‪111‬‬ ‫‪ .1‬مفاوم الرأي العام االلكرتوين‬

‫‪131‬‬ ‫‪ .1‬خصائص الرأي العام االلكرتوين‬

‫‪131‬‬ ‫‪ .3‬تشكيل الرأي العام االلكرتوين‬

‫‪134‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬صحافة المواطن‬


‫‪136‬‬ ‫التطور‬
‫‪ .I‬صحافة املواطن‪ :‬املفاوم‪ ،‬النشثة و ل‬
‫‪136‬‬ ‫‪ .1‬مفاوم صحافة املواطن‬

‫‪141‬‬ ‫وتطور مفاوم صحافة املواطن‬


‫‪ .1‬نشثة ل‬
‫‪141‬‬ ‫‪ .3‬أنواع صحافة املواطن‬

‫‪153‬‬ ‫‪ .4‬خصائص صحافة املواطن‬

‫‪155‬‬ ‫‪ .5‬النظرة النادية لصحافة املواطن‬

‫‪151‬‬ ‫ور صحافة املواطن يف تشكيل الرأي العام‬ ‫‪.II‬‬

‫‪151‬‬ ‫‪ .1‬آلية وطبيعة العلاقة بني صحافة املواطن والرأي العام‬

‫‪161‬‬ ‫‪ .1‬صحافة املواطن وخلق بيئة إعلامية بديلة لوسائل اإلعلام التاليدية‬

‫‪163‬‬ ‫‪ .3‬تثثري صحافة املواطن على مجاور املتل لاني‬

‫‪164‬‬ ‫ظل صحافة املواطن‬


‫‪ .4‬مجاور املتل لاني يف ل‬
‫‪165‬‬ ‫‪ .5‬بعض اإلحصائيات عن عائم صحافة املواطن‬

‫‪375‬‬
‫‪167‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬دور صحافة المواطن في تشكيل الرأي العام‬
‫‪161‬‬ ‫‪ .I‬تفريغ اجلداول البسيطة وتوصيف البيانات‬

‫‪175‬‬ ‫األول‪ :‬صحافة املواطن وحريلة التعبري‬


‫‪ .1‬احملور ل‬
‫‪187‬‬ ‫‪ .1‬احملور الثاين‪ :‬صحافة املواطن والرأي العام‬

‫‪111‬‬ ‫‪ .3‬احملور الثالث‪ :‬صحافة املواطن ونظرية لوامة الصمت‬

‫‪115‬‬ ‫‪ .4‬احملور الرابع‪ :‬صحافة املواطن واإلعلام الرمسي‬

‫‪111‬‬ ‫‪ .II‬تفريغ اجلداول املرلكبة وحتليل البيانات‬

‫‪111‬‬ ‫األول‪ :‬صحافة املواطن وحريلة التعبري‬


‫‪ .1‬احملور ل‬
‫‪138‬‬ ‫‪ .1‬احملور الثاين‪ :‬صحافة املواطن والرأي العام‬

‫‪181‬‬ ‫‪ .3‬احملور الثالث‪ :‬صحافة املواطن ونظرية لوامة الصمت‬

‫‪314‬‬ ‫‪ .4‬احملور الرابع‪ :‬صحافة املواطن واإلعلام الرمسي‬

‫‪318‬‬ ‫استنتاجات الدراسة‬


‫‪336‬‬ ‫خامتة‬
‫‪343‬‬ ‫قائمة املراجع‬
‫‪354‬‬ ‫امللاحق‬
‫‪364‬‬ ‫الفاارس‬

‫‪376‬‬

You might also like