Professional Documents
Culture Documents
عرض ماستر
عرض ماستر
الفوج :الرابع
1القانون رقم 17.95بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.96.24بتاريخ 30أغستس منشور بالجريدة الرسمية عدد 4422بتاريخ 17.10.1996ص2320
2
القانون رقم ،20.05الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.01.18بتاريخ 23ماي ،2008منشور بالجريدة الرسمية ع ، 5639بتاريخ 16يونيو
.2008
1
ووعيا من المشرع المغربي أن هذه اإلصالحات والتعديالت تظل عاجزة عن مواكبة
التغيرالسريع الذي يعرفه مناخ األعمال ،تدخل مرة أخرى إلجراء تعديل جديد بموجب
القانون رقم 378.12الذي يسعى إلى تحسين موقع المغرب كوجهة مفضلة لالستثمار
ومالءمة قانون شركات المساهمة مع تشريعات شركاء المغرب االقتصاديين ،وكذا مالءمته
مع القوانين المتعلقة ببورصة القيم والهيئة المغربية لسوق الرساميل ،فضال عن تقوية
الشفافية داخل شركات المساهمة.
ويكتسي البحث في هذا الموضوع أهمية بالغة ،ذلك ألنه يعتبر من المواضيع التي لم
تستهلك بعد ،وألنه يتعلق بالشريعة العامة للشركات التي من شأن اإللمام بمستجداتها وبلورة
مفاهيمها وقواعدها المساعدة في تطوير وتحسين مناخ األعمال بالمغرب وجعله قبلة
للمستثمرين األجانب ،وتشجيع المستثمرين المحلين ،األمر الذي من شأنه أن يدفع بعجلة
4
االقتصاد الوطني نحو النمو واالزدهار وتلك هي الغاية الكبرى.
وإذا كان هذا التعديل بشكل رئيسي يهدف إلى تقوية حقوق المساهمين ،وتحسين
الحكامة في تدبير شركات المساهمة وإدخال إصالحات على نظام االتفاقيات المقننة 5فإن
المقام يستدعي منا أن نطرح التساؤل التالي:
أي إضافة حملها القانون رقم 78.12لنظام شركات المساهمة بالمغرب ؟
في محاولة منا لإلجابة عن هذا التساؤل المحوري ،فإننا ارتأينا تقسيم هذا الموضوع إلى
مبحثين :
-المبحث األول :تقوية مبادئ الحكامة الجيدة داخل الشركة
-المبحث الثاني :تحسين طرق المراقبة لضمان حسن التدبير المالي
3القانون رقم ،78.12الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ،1.15.160بتاريخ 29يوليو ،2015منشور بالجريدة الرسمية ع ،6390بتاريخ 28أغسطس 20150ص
.7746
4تقرير لجنة المالية والتنمية االقتصادية ،بمجلس النواب لتقديم مشروع القانون ،78.12المغير والمتمم للقانون ،17.95المتعلق بشركات
المساهمة ،دورة أبريل ،2015ص .3
2
المبحث األول :تقوية مبادئ الحكامة الجيدة داخل الشركة
جعل دستور 29يوليوز 2011من الحكامة الجيدة أو حسن التدبير كما يطلق عليه
البعض مبدأ أساسيا في مسلسل تعزيز وتدعيم مؤسسات الدولة الحديثة ،التي تخضع في
تسيرها لمعايير الجودة والشفافية والمسؤولية والمحاسبة ومحاربة الفساد المالي واإلداري.
وتبعا لذلك فحكامة الشركات التجارية تعد وسيلة فعالة لتدبير وعقلنة مجمل العالقات
التي تربط بين مسيري الشركة والمساهمين من جهة ،وبين المتدخلين اآلخرين كاألجراء
والزبناء والدائنين والدولة من جهة أخرى.
وبهذا أدخل المشرع مجموعة من التعديالت الجوهرية على القانون رقم 17.95
بهدف تطوير النظام القانوني لشركات المساهمة ،وذلك من خالل تعزيز حق إعالم
المساهمين (المطلب األول) وكذا اعتماد آليات اإليداع والنشر اإللكتروني ( ،المطلب الثاني)
إن حقوق المساهم التقف عند الحق المالي فحسب ،بل تشمل أيضا حقوق التدبير.
وحتى يستفيد منها بشكل طبيعي مكنه المشرع المغربي من أسلحة تتمظهر من خالل أجهزة
اإلخبار واإلعالم لمعرفة جل الحقائق المتعلقة بأمور الشركة 6،ورغبة من المشرع لتقوية
هذه اآلليات عمل على تعزيزها من خالل القانون رقم .78.12
وهذا ما يتضح لنا من خالل المادة 121من ق.ش.م التي جاءت بمقتضيات جديدة
حيث نص المشرع في الفقرة الثانية من نفس المادة على أنه " إمكانية أال يتضمن اإلعالن
عن انعقاد الجمعية البيانات المشار إليها في الفقرة األولى ،وذلك حينما يتم نشر تلك البيانات
من طرف الشركة على موقعها اإللكتروني على أبعد تقدير في نفس يوم نشر اإلعالن
7
المذكور في هذه الحالة ،بشأن هذه األخيرة إلى عنوانها اإللكتروني المذكور أعاله"...
6عبد الصمد أبو الفتح ،الدور الرقابي للمساهم داخل شركة المساهمة –دراسة في التشريع المغربي ن رسالة لنيل الماستر في القانون الخاص
.جامعة الحسن األول سطات ،السنة الجامعية ،2008/2009منشور على األنترنت.
7الفقرة الثانية من المادة ،121من القانون ،78.12المغير والمتمم للقانون رقم ،17.95المتعلق بشركات المساهمة.
3
والغاية من هذا التعديل دعم إخبار المساهمين مسبقا قبل انعقاد الجمعية العامة ،وهو
ما من شأنه أن يساهم في تسهيل ممارسة حقوقهم.
كما تمت إضافة مادة جديدة وهي المادة 121المكررة والتي تدخل في إطارتطوير
قانون الشركات ،وذلك بإدراج التكنولوجيات الحديثة لإلعالم والتواصل ،لتبسيط مساطر
استدعاء الجمعيات ،وحث هذا األخير على استعمال الوسائل اإللكترونية ،مما سيساهم
8
بطبيعة الحال على تقريب القانون رقم 17.95من المعايير المعتمدة دوليا.
كما عمل المشرع من خالل تعديل المادة 12بمقتضى المادة األولى من القانون رقم
،78.12والذي بدوره سيساهم في ضمان إخبار جيد سواء تعلق األمر بالمساهمين
أواألغيار ،خاصة عندما تقوم الشركة باكتتاب أسهم تتمتع بخصوصيات يمكن أن يكون لها
تأثير على سير الجمعيات العامة.
كما تمت إضافة البند 8و 9للمادة ،141والغاية من ذلك إعطاء المساهمين حق
اإلطالع على القائمة المنصوص عليها في الفقرة الثانية من المادة 57والمادة ،96كما من
حقهم أيضا اإلطالع على قائمة االتفاقيات المنصوص عليها في المادتين 95و ،96غير أنه
يمكن لكل مساهم أن يحصل على نسخة من هذه االتفاقيات على نفقته.
وفي إطار تعزيز المشاركة في الجموع العامة والمساهمة في اتخاذ قرارات الشركة
تدخل المشرع من جديد من أجل إعادة النظر في الجهات التي لها السلطة في القيام بدعوة
الجمعية العامة لالنعقاد حيث نصت المادة 116على أنه :
" يقوم مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية بدعوة الجمعية العامة لالنعقاد "
ويتبين من نص المادة هاته أن المشرع جعل دعوة الجمعية العامة لالنعقاد مبدئيا من
اختصاص مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية خالفا لما كان عليه الحال في النص
القديم.
فمجلس اإلدارة الجماعية هو الذي يقوم بالتسيير اليومي للشركة ويعد القوائم
التركيبية وتقرير التسيير ،في حين أن مجلس اإلدارة ال يعد إال بمثابة عضو يتولى الرقابة
الدائمة والمستمرة على األعمال التدبيرية الصادرة عن مجلس اإلدارة الجماعية.9
ويسير هذا اإلصالح في اتجاه تقوية سلطات مجلس اإلدارة الجماعية ،ويتماشى مع
قوانين معظم الدول التي تعرف نظما ثنائيا.10
كما أضاف المشرع إلى الجهات التي يمكنها دعوة الجمعية العامة لالنعقاد المتمثلة
في مراقب أو مراقبو الحسابات ،ووكيل يعينه رئيس المحكمة بطلب من كل ما يهمه األمر
في حالة االستعجال أو بطلب من عدة مساهمين يمثلون ما ال يقل عن عشر رأسمال الشركة
والمصفون ،والمساهمون الذين يملكون األغلبية في رأس المال أو في حقوق التصويت
-مجلس الرقابة -لكن الحق في ذلك شأنه شأن باقي الجهات األخرى ،مرهون بتوفر
شرطين اثنين.
األول يتعلق بتقاعس مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية عن القيام بالتزامهم
المتمثل في دعوة الجمعية لالنعقاد ،أما الثاني فيرتبط بضرورة توفر عنصر االستعجال.
نجد أن المشرع وزيادة على ذلك وبالرجوع إلى الفقرة الثانية من المادة ،11116
وقع في نوع من التناقض ،ذلك أن عبارة " أن يطلبوا دعوتها دون جدوى من مجلس
اإلدارة أو مجلس الرقابة ومجلس اإلدارة الجماعية " جاءت متناقضة مع ماهو منصوص
9أنظر بهذا الصدد الفقرة األولى من المادة 104من نفس القانون التي تنص على ما يلي " يمارس مجلس الرقابة المراقبة الدائمة على تسير
مجلس اإلدارة الجماعية للشركة.
10وذلك حسب ما يستفاد من المذكرة التقديمية لمشروع القانون رقم 88.11الرامي إلى تميم القانون رقم 17.95المتعلق بشركات المساهمة
11تنص المادة 116من قانون شركات المساهمة على ما يلي" ال يحق لمراقب أو مراقبي الحسابات دعوة جمعية المساهمين لالنعقاد إال بعد أن
يطلبوا دعوتها دون جدوى من مجلس اإلدارة الجماعية"
5
عليه في الفقرة األولى من نفس المادة ،التي أقرت بأنه " يقوم مجلس اإلدارة أو مجلس
اإلدارة الجماعية بدعوة الجمعية العامة لالنعقاد "...وتعني هذه الفقرة الثانية أحقية كل من
مجلس الرقابة و مجلس اإلدارة الجماعية في دعوة جمعية المساهمين لالنعقاد معا وفي آن
واحد مما يجعلنا نتساءل عن الحكمة الكامنة وراء ذلك؟
وبالتالي يبقى على المشرع أن يتدخل من جديد لكي يتفادى هذا اإلشكال المطروح
وذلك بحذف عبارة "مجلس الرقابة" واالحتفاظ مكانه بعبارة " مجلس اإلدارة الجماعية . 12
من أجل التخفيف من مساطر إيداع القوائم التركيبية وتقرير مراقب أو مراقبي
الحسابات بكتابة ضبط المحكمة المختصة ،نص المشرع في المادة 158من قانون رقم
17.95على تمكين المقاولون من إيداع هذه الوثائق بطريقة إلكترونية وفق الشروط
المحددة بنص تنظيمي ،وال شك أن هذا اإلجراء سيساعد المستثمرين على ربح الوقت
واالقتصاد في التكاليف وتجنب كثرة التنقالت.
ومن جانب آخر تم الرفع من أجل إيداع القوائم التركيبية وتقرير مراقب أو مراقبي
الحسابات بكتابة ضبط المحكمة ،ليصبح شهرين ابتداء من تاريخ المصادقة على هذه
الوثائق من قبل الجمعية العامة بدل أجل الثالثين يوما المنصوص عليه في القانون القديم
مما يوفر الوقت الكافي والمتسع إلنجاز هذه المهمة ،وبالتالي تقليص حاالت اللجوء إلى
القضاء االستعجالي إلصدار األمر باإليداع المذكور.
ومن حسنات التشريع الجديد ،منح أجل إضافي مدته شهرين لكل مؤسس أو
متصرف أو مدير عام أو مدير عام منتدب أو عضو في مجلس اإلدارة الجماعية ،تأخر في
إيداع الوثائق المشار إليها في المادة 158من قانون شركات المساهمة داخل اآلجال
المحددة قانونا لل قيام بإجراء أو إجراءات الشهر المنصوص عليها قانونا ،وتؤدى عن هذا
وفي إطار تطوير قانون الشركات وحث هذه األخيرة على استعمال الوسائل
اإللكترونية ،نصت المادة 155المكررة على أنه يتعين على الشركات التي تدعو الجمهور
إلى االكتتاب في أسهمها أو سنداتها التوفر على موقع إلكتروني تقييدا بالتزاماتها المتعلقة
بإخبار المساهمين.
ولم يفت المشرع أن يتدخل لتعزيز الحماية القانونية للمساهمين ،إذ ألزم بمقتضى
المادة 121الشركات التي تدعو الجمهور لالكتتاب بإخبار المساهمين مسبقا قبل انعقاد
الجمعية العامة بثالثين يوم وهو ما من شأنه أن يسهم في تسهيل ممارسة حقوقهم.
كما أضاف القانون الجديد إلى البيانات الواجب توفرها في إعالن الدعوى لالنعقاد
وصف دقيق للمساطر التي يجب اتباعها من قبل المساهمين للمشاركة والتصويت في
الجمعية ،خاصة كيفية التصويت بالوكالة أو عن طريق المراسلة ،غير أنه يمكن أال يتضمن
اإلعالن هذه البيانات حينما يتم نشرها من قبل الشركة على موقعها اإللكتروني ،على أبعد
تقدير في نفس يوم نشر اإلعالن عن انعقاد الجمعية ،وفي هذه الحالة يتم االكتفاء باإلشارة
إلى عنوان الموقع اإللكتروني للشركة.
ومن زاوية تبسيط مسا طر استدعاء الجمعيات العامة ،حث المشرع الشركات المقيدة
أسهمها في بورصة القيم على استعمال وسائل التكنولوجيا الحديثة لإلعالم والتواصل ،مما
يساهم في تقريب القانون رقم 17.95من المعايير المعترف بها دوليا14وذلك من خالل
نشر مجموعة من الوثائق والمستندات على موقعها اإللكتروني قبل انعقاد الجمعية العامة
13الظهير الشريف رقم 1.00.175الصادر في 3ماي 2000بتنفيذ القانون رقم 15.97بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية المنشور
بالجريدة الرسمية عدد 4800بتاريخ فاتح يونيو 2000ص 1256
14أنظرالمذكرة التقدمية لمشروع القانون رقم 88.11الرامي إلى تتميم قانون شركة المساهمة.
7
ب 21يوما ،ومن بين هذه الوثائق نذكر إعالن الدعوة لالنعقاد ،والوثائق المقرر عرضها
على الجمعية العامة ،ونص مشاريع التوصيات ،واستمارات التصويت بالمراسلة أو
بالوكالة.
كذلك تدخل المشرع فألزم بمقتضى المادة 193المكررة الشركة بتبليغ تقرير مجلس
اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية في الحالتين المشار إليها في المادتين 192و 193إلى
مراقب أو مراقبي الحسابات خالل 45يوما على األقل قبل التاريخ المحدد النعقاد الجمعية
العامة المدعوة للبت في رأس المال.
ولدعم حق اإلخبار ،كوسيلة لتوفير الحصانة القانونية والحماية الفعالة للمساهم ،أكد
المشرع في نفس المادة المذكورة وضع الشركة تقرير مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة
الجماعية رهن إشارة المساهمين إما في المقر االجتماعي للشركة وإما في موقعها
اإللكتروني المخصص لذلك أو بهما معا ،في تاريخ نشر اإلعالن بانعقاد الجمعية العامة
المدعوة للبت في الزيادة في رأس المال.
وإلى جانب ذلك ،ألزم المشرع الشركات المقيدة أسهمها في بورصة القيم بنشر
نتائج التص ويت المنجزة وفق اإلجراءات السابقة على موقعها اإللكتروني داخل أجل ال
يتجاوز 15يوما ابتداء من تاريخ انعقاد الجمعية العامة ،وتكمن الغاية وراء هذا اإلجراء
في تعزيز حق اإلطالع اإللكتروني.
8
المبحث الثاني :تحسين طرق المراقبة لضمان حسن التدبير المالي
إن ضمان حسن التدبير المالي وتدقيق الحسابات داخل الشركة يقتضي الحرص على
إنشاء لجنة مختصة بمتابعة المراقبة القانونية لحسابات الشركة ،وتكريس شفافية عملية
اإلدماج أو االنفصال ،كما يفرض من ناحية أخرى تأطير عمليات شراء الشركات التي
تدعو الجمهور لالكتتاب ألسهمها قصد تنشيط سوق الرساميل.
وعلى هذا األساس ،سوف نتناول هذا المطلب من خالل فقرتين؛ األولى نخصصها للحديث
عن تقوية األمن المالي ،على أن نتناول ضمن فقرة ثانية بيان مظاهر تأطير عمليات شراء
الشركة ألسهمها وتكريس الشفافية في حالت اإلدماج واالنفصال.
يقتضي مبدأ األمن المالي مراعاة المتطلبات الالزمة لجودة النظام الحسابي وإحكام
المعلومات المالية و المحاسبية ،ومن تجليات هذا المبدأ في القانون رقم 78.12إلزام
الشركات المقيدة أسهمها في بورصة القيم بإنشاء لجنة تدقيق الحسابات تعمل تحت مسؤولية
مجلس اإلدارة أو مجلس الرقابة حسب نمط التسيير الذي اخترته الشركة ،وتساهم هذه
اللجنة في تقويم األمن المالي ،وذلك بإعداد وفحص المعلومات الحسابية ومراقبتها.
وتتألف لجنة تدقيق الحسابات من أعضاء مجلس الرقابة أو المتصرفين الذين ال
يمارسون أية وظيفة أخرى داخل الشركة ،على أن تركيبة اللجنة تحدد من طرف مجلس
إال ان المشرع لم ينص على كيفيات سير هذه اللجنة وكيفية 15
اإلدارة أو مجلس الرقابة،
اتخاذ قراراتها ولم يحل على صدور مرسوم يبين ذلك.
ويشترط في أعضاء اللجنة التوفر على خبرات وتجربة كافية في الميدان المالي
أو الميدان المحاسبي ،واالتسام باالستقاللية اعتمادا على معايير يحددها مجلس اإلدارة
أو مجلس الرقابة ويقوم بنشرها ،وفق الكيفية التي تحددها الهيئة المغربية لسوق الرساميل.
15وفق ما تنص عليه الفقرة الثالثة من المادة 106المكررة من قانون شركات المساهمة
9
أما بخصوص المهام المسندة للجنة تدقيق الحسابات في إطار سلطتها الخاصة فيمكن
اختصارها فيما يلي:
-متابعة إعداد المعلومات الموجهة للمساهمين واألغيار وللهيئة المغربية لسوق الرساميل.
-متابعة مدى فعالية أنظمة المراقبة الداخلية وتدقيق الحسابات الداخلية.
-متابعة المراقبة القانونية لحسابات الشركة والحسابات المدمجة.
-دراسة ومتابعة استقاللية مراقبي الحسابات السيما فيما يخص تقديم خدمات إضافية إلى
الجهة الخاضعة للرقابة.
-تقديم تقارير إلى مجلس اإلدارة أو مجلس الرقابة بصفة منتظمة عن أداء مهامها.
-تقديم المجلس أعاله بالصعوبات التي تواجهها.
-تقديم توصيات إلى الجمعية العامة حول مراقبي الحسابات الذين تم اقتراح تعينهم.
ومن جهة أخرى فرض المشرع في المادة 179المكررة ضرورة االستبدال السريع
لمراقب الحسابات في حالة تقديم استقالته عند عدم إمكانية انعقاد الجمعية العامة بشكل
استعجالي ،داخل أجل ستين يوما ابتداء من تاريخ تقديم االستقالة ،وفي هذه الحالة يعمل
رئيس المحكمة بوصفه قاضيا للمستعجالت على تعين مراقب الحسابات بأمر منه ،وذلك
بطلب من أي مساهم أو عدة مساهمين شريطة أن تتم دعوة أعضاء مجلس اإلدارة
بصفة قانونية.
وفي ظل غياب نظام قانوني لنائب مراقب الحسابات ،فإن التنصيص على هذه
المسطرة سيمكن من تعزيز ضمانات استقرار مراقب الحسابات من ناحية ،ومن ناحية
أخرى الوقاية من العراقيل التي قد تؤثر على سير الشركات المعنية.16
ومن منظور تعزيز حياد مراقب الحسابات واستقالليته أكثر ،منع المشرع
من مزاولة مهنة مراقب الحسابات األشخاص الذين يتلقون ـ من المؤسسون وأصحاب
الحصص العينية والمستفيدون من امتيازات خاصة والمتصرفون وأعضاء مجلس
الرقابة أو مجلس اإلدارة الجماعية ،أو من شركة من الشركات التابعة لهاـ أجرا كيفما
16حسب ما تنص عليه المذكرة التقدمية لمشروع القانون 88.11المتمم لقانون شركة المساهمة
10
كان نوعه عن خدمات قد تمس باستقالليتهم ،أو الذين يزاولون لفائدة الشركة
أو الشركات التابعة لها ،وظائف تمكنهم بال شك من اتخاذ قرارات بشأن وثائق معينة
أو مواقف ساهموا في إعدادها ،أو تجعلهم هذه الوظائف في وضع يمثلون معه الشركة
أو يقومون بتوظيف المستخدمين طبقا للبند الثالث من المادة 161من قانون شركات
المساهمة.
ولتبسيط مسطرة سحب األموال الناتجة عن االكتتابات النقدية ،نص المشرع في المادة
34من قانون شركات المساهمة على تمكين وكيل مفوض عن مجلس اإلدارة أو مجلس
اإلدارة الجماعية من سحب األموال مقابل تسليم أي شهادة مسلمة من اإلدارة المختصة
تثبت تقيد الشركة المعينة في السجل التجاري.
كما عمل القانون الجديد على تكريس الطابع االختياري لتعين نائب رئيس مجلس
الرقابة الذي يكلف بدعوة المجلس لالنعقاد وتسير النقاش فيه ،بعدما كان المقتضى القديم
ينص على الطابع اإلجب اري لهذا التعين ،مما يثقل التسيير داخل مجلس الرقابة ويخلق
نوعا من الخلط بين مسؤولية كل من الرئيس ونائبه.
المطلب الثاني :تأطير عمليات شراء الشركة ألسهمها وعمليات اإلدماج واالنفصال
يالئم هذا القانون بطريقة مناسبة النظام الذي يحكم عمليات الشراء من قبل شركات
المساهمة ألسهمها ،من أجل إلغاء مفهوم تنظيم السوق الذي كان يشكل الدافع المعتمد من
أجل تبرير اللجوء إلى إعادة شراء األسهم.
التي 17
وقد عمل هذا القانون على تعويض مفهوم تنظيم السوق الوارد في المادة 281
جاء فيها " خالفا ألحكام البند األول من المادة 281يمكن للشركات المقيدة سنداتها في
بورصة القيم شراء أسهمها في البورصة وذلك قصد تنظيم السوق ،"...بمصطلح " تيسير
سيولة سوق هذه األسهم أو تفويت األسهم المقتناة ،بعوض أو بدون عوض لمستخدمي أو
مسيري الشركة."...
17المادة 281من القانون رقم 17.95المتعلق بشركات المساهمة ،الذي تم تغييره وتتميمه بالقانون رقم .78.12
11
كما قام هذا القانون بتتميم المادة المذكورة أعاله ،حيث جاء فيها " 18اليمكن اتخاذ
قرار بشأن هذه العملية ،تحت طائلة البطالن إال على أساس بيان المعلومات الذي أعدته
وأشرت عليه الهيئة المغربية لسوق الرساميل وتم نشره وفق الشروط والشكليات المتطلبة
بموجب القانون رقم 44.12المتعلق بدعوة الجمهور إلى االكتتاب وبالمعلومات المطلوبة
إلى األشخاص المعنوية والهيئات التي تدعو الجمهور إلى االكتتاب في أسهمها
وسنداتها"....
ويهدف هذا التعديل إلى صياغة المادة ،281حيث إن مصطلح تنظيم السوق الوارد
في هذه المادة يطرح عدة إشكاليات مرتبطة بالطابع الغامض والمحدد مما هو مقصود
19
بتسوية السوق.
باإلضافة إلى ذلك أجرى هذا القانون تعديال أيضا على نص المادة 20279التي تنص
في فقرتها األولى على ما يلي " اليمكن للشركة أن تملك بصورة مباشرة أو بواسطة شخص
يتصرف لحسابها باسمه الخاص أكثر من 10بالمائة من مجموع أسهمها وال أكثر من 10
بالمئة من فئة معينة من األسهم "...حيث تم تغيير عبارة " أكثر من نسبة عشرة بالمائة من
مجموع أسهمها وال أكثر من عشرة بالمائة من فئة معينة من األسهم " وتم تعويضها ،ب
ويهدف هذا التعديل أيضا إلى إسناد مهمة تحديد األسهم التي يمكن أن تمتلكها الشركة
إلى نص تنظيمي ،حيث إن سقف االمتالك الذاتي المحدد والمرخص في عشرة بالمائة في
القانون السابق مرتفع ،ويمكنه أن يلحق ضررا بالمساهمين الصغار.21
وباعتبار االندماج وسيلة اقتصادية فعالة لتركيز الذمة المالية وتوحيد أصول الشركات
التي قررت أن تظم رأسمالها في ظل شخصية معنوية واحدة ،22فإن الدول االقتصادية
18المادة 281من القانون 17.95المتعلق بشركات المساهمة ،الذي تم تغييره وتتميمه بالقانون رقم .78.12
19تقرير اللجنة المالية والتخطيط والتنميةاالقتصادية ،مرجع سابق ص.18
20المادة 79من القانون 17.95المتعلق بشركات المساهمة ،الذي تم تغييره وتتميمه بالقانون رقم .78.12
21تقرير اللجنة المالية والتخطيط والتنمية االقتصادية ،مرجع سابق ص .17
12
الكبرى بدأت تنتبه لهذه التقنية لتضخيم نسبة المنافسة الدولية على صعيد االقتصاد العالمي
والمضاربة على تبوء مراكز متقدمة بفضل تجميع وسائل اإلنتاج ،إال أن هذه العملية قد
تشكل خطرا على المساهمين عندما يتعلق األمر بالشركات المقيدة أسهمها في بورصة القيم
األمر الذي قد يؤثر على مراكز المساهمين ،مما جعل المشرع يتدخل من خالل القانون رقم
،78.12بإضافة فقرة أخيرة للمادة 222من القانون ،17.95هدف من خاللها تقوية
إخبار المساهمين حول عمليات االنفصال أو االندماج عندما تكون الشركة طرفا في إحدى
هذه العمليات ،وذلك بدعم إخبارهم مسبقا قبل انعقاد الجمعية المدعوة للمصادقة على هذه
العمليات ،بل أكثر من ذلك فقد جعل للهيئة المغربية لسوق الرساميل رقابة على هذه
العمليات ،حيث أعطى لها سلطة التأشير على بيان المعلومات ،وكل هذا سيمكن المساهمين
من العلم الواضح بالدوافع والكيفيات المتعلقة بهذه العمليات ،ألجل فهم كل األبعاد ،مما
سيؤهلهم للتصويت عن اطالع عند المصادقة.
فالشفافية تقتضي قيام الشركات والجهات بتوفير البيانات والمعلومات ،وكذا التقارير
للمساهمين والقائمين على سوق األوراق المالية.23
ومن جهة أخرى ،ومن أجل المالءمة مع عمليات مراقبة إدماج الشركات وانفصالها على
المستوى الدولي ،أضاف المشرع مادة جديدة ) (226مكررةمن أجل توسيع أحكام مراقبة
هذه العمليات على باقي أنواع الشركات ،وليس فقط بين شركات المساهمة ،بحيث تطبق
عليها أحكام المواد 233و234و .235
ونخلص في نهاية هذا البحث الذي تطرقنا فيه ألهم التعديالت التي لحقت القانون رقم
17.95المتعلق بشركات المساهمة ،إلى القول بأن المشرع المغربي حاول تحسين جودة
االستثمارات الداخلية والخارجية وترسيخ مبادئ الحكامة والتوازن االقتصادي بصفة
عامة ،وكذا جودة مناخ المال واألعمال بصفة خاصة ،الذي بات يشكل عنصرا أساسيا في
تطوير المنظومة االستثمارية التي تعتبر الشركات المحرك األساسي لها ،وخاصة شركة
المساهمة.
هذه اإلصالحات من شان تفعيلها بشكل سليم أن تجعل من المغرب قبلة لالستثمارات
األجنبية ،وتشجيع المستثمرين المحلين ،والنهوض باالقتصاد الوطنين وتحسين موقعه ضمن
اقتصاديات البلدان المتقدمة ،وتلك غاية ليست بالمستحيلة إذا ما تمكن المغرب من االنخراط
في السوق العالمي لالستثمار ،وتمكن من غزو األسواق اإلفريقية ،ولن يتاتى له ذلك إال
بشركات محكمة التنظيم ذات رأسمال ضخم ،وتعد شركة المساهمة أهم وسيلة لتحقيق هذه
الغاية الكبرى.
14
الئحة المراجع:
النصوص القانونية
الرسائل
-عبد الصمد أبو الفتح ،الدورالرقابي للمساهم داخل شركة المساهمة –دراسة في التشريع
المغربي ،رسالة لنيل الماستر في القانون الخاص .جامعة الحسن األول سطات ،السنة
الجامعية ،2008/2009منشور على األنترنيت.
المقاالت
-سالم الفليتي :أهمية اإلفصاح والشفافية في شركات المساهمة العامة ،مقال منشور في
الموقع االلكتروني www.alwatan.com/detals/S3/232
-بدون كاتب ،حكامة الشركات ،مقال منشور على الموقع
www.fptetoun.tk>>uplods>>2014/12
التقارير
تقرير لجنة المالية والتنمية اإلقتصادية بمجلس النواب لتقديم مشروع القانون 78.12 -
المغير والمتمم للقانون رقم 17.95المتعلق بشركات المساهمة ،دورة أبريل 2015
15
الفهرس :
المطلب الثاني ::تأطير عملية شراء الشركة ألسهمها وعمليات اإلدماج واالنفصال11 ...
خاتمة14.........................................................................................:
16