Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 17

‫ماستر ‪ :‬قانون األعمال‬

‫الفوج ‪ :‬الرابع‬

‫عرض حول موضوع‪:‬‬

‫قراءة في القانون رقم ‪ 78.12‬المغير والمتمم للقانون رقم‬


‫‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة‬

‫من إقتراح ‪ :‬الدكتور نور الدين الفقيهي‬ ‫‪‬إعداد الطلبة‪:‬‬

‫إلياس خرباش‬ ‫‪-‬‬


‫منير البكاري‬ ‫‪-‬‬
‫محسن التخريفة‬ ‫‪-‬‬
‫المفضل اعراب‬ ‫‪-‬‬
‫أيوب براق‬ ‫‪-‬‬
‫توفيق الدحمان‬ ‫‪-‬‬

‫السنة الجامعية ‪2018/ 2017‬‬


‫مقدمة‬
‫شهد المغرب ابتداء من العشرية األخيرة من القرن الماضي حركة تشريعية نشيطة‬
‫همت جل المجاالت االقتصادية والمالية واالجتماعية‪ ،‬وذلك نتيجة للتطورات التي عرفها‬
‫والزال يعرفها العالم‪ ،‬خاصة في الميادين المالية واالقتصادية‪ ،‬والتي كانت نتاجا لتفاعل‬
‫عدة عوامل‪ ،‬أهمها عولمة االقتصاد وما رافقها من تغيرات سواء على مستوى المفاهيم أو‬
‫على مستوى المعامالت االقتصادية وطبيعتها وأثارها‪ ،‬حيث برزت إلى الوجود مفاهيم‬
‫جدي دة حاولت كل دولة استنادا إلى معطياتها االقتصادية وطبيعة تركيبتها السياسية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬أن تضع لها قالبا خاصا بها‪ ،‬ومن بينها الشراكة والتنافسية والتبادل الحر‬
‫والتجارة االلكترونية واألسواق المالية‪.‬‬
‫والمغرب كغيره من الدول لم يكن بمنأى ومعزل من هذه التحوالت‪ ،‬التي قلبت المناخ‬
‫االقتصادي العالمي رأسا على عقب‪ ،‬وانخرط بدوره في عملية التهيئة الشاملة‪ ،‬حيث تبنى‬
‫أو استحدث مجموعة من النصوص القانونية‪ ،‬محاوال بذلك مسايرة الركب العالمي عامة‬
‫واألوربي خاصة‪ ،‬على الرغم من أن الكثير من النصوص القانونية لم تأخذ بعين االعتبار‬
‫الوضعية االقتصادية واالجتماعية للمجتمع والمواطن المغربي‪.‬‬
‫ولعل ما يؤكد هذه الحقيقة القوانين المتعلقة بالميدان التجاري‪ ،‬وخاصة القانون‬
‫‪ 117.95‬المتعلق بشركات المساهمة‪ ،‬الذي عرف مجموعة من التعديالت على مستوى‬
‫مجموعة من المقتضيات القانونية الهامة‪ ،‬والتي اقتضت الضرورة االقتصادية والمالية القيام‬
‫بتغييرها بصورة جذرية أو فقط بإدخال بعض التعديالت الطفيفة عليها‪ ،‬وظاهرة التعديل في‬
‫مادة األعمال التي عرفها والزال يعرفها المغرب‪ ،‬هي ظاهرة عالمية‪ ،‬إذ أن جل التشريعات‬
‫تعرف زخما من النصوص التشريعية الجديدة التي تسعى لتحسين التقنيات المستعملة‬
‫ومالءمة قوانينها المنظمة للشركات مع ما يتطلبه العصر‪.‬‬
‫ويعد القانون ‪ 17.95‬أول تقنين حديث للشركات التجارية في المغرب‪ ،‬ويعتبر بمثابة‬
‫الشريعة العامة لكل أنواع الشركات التجارية األخرى‪ ،‬الذي طرأت عليه مجموعة من‬
‫التعديالت لعل أبرزها التعديل الذي تم بمقتضى القانون رقم ‪ 220.05‬الذي حمل في طياته‬
‫مجموعة من التعديالت لعل أبرزها تلك المتعلقة بالمقتضيات الزجرية‪.‬‬

‫‪1‬القانون رقم ‪ 17.95‬بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪1.96.24‬بتاريخ ‪ 30‬أغستس منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪4422‬بتاريخ ‪ 17.10.1996‬ص‪2320‬‬
‫‪2‬‬
‫القانون رقم ‪ ،20.05‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.01.18‬بتاريخ ‪ 23‬ماي ‪ ،2008‬منشور بالجريدة الرسمية ع ‪ ، 5639‬بتاريخ ‪ 16‬يونيو‬
‫‪.2008‬‬

‫‪1‬‬
‫ووعيا من المشرع المغربي أن هذه اإلصالحات والتعديالت تظل عاجزة عن مواكبة‬
‫التغيرالسريع الذي يعرفه مناخ األعمال‪ ،‬تدخل مرة أخرى إلجراء تعديل جديد بموجب‬
‫القانون رقم ‪ 378.12‬الذي يسعى إلى تحسين موقع المغرب كوجهة مفضلة لالستثمار‬
‫ومالءمة قانون شركات المساهمة مع تشريعات شركاء المغرب االقتصاديين‪ ،‬وكذا مالءمته‬
‫مع القوانين المتعلقة ببورصة القيم والهيئة المغربية لسوق الرساميل‪ ،‬فضال عن تقوية‬
‫الشفافية داخل شركات المساهمة‪.‬‬
‫ويكتسي البحث في هذا الموضوع أهمية بالغة‪ ،‬ذلك ألنه يعتبر من المواضيع التي لم‬
‫تستهلك بعد‪ ،‬وألنه يتعلق بالشريعة العامة للشركات التي من شأن اإللمام بمستجداتها وبلورة‬
‫مفاهيمها وقواعدها المساعدة في تطوير وتحسين مناخ األعمال بالمغرب وجعله قبلة‬
‫للمستثمرين األجانب‪ ،‬وتشجيع المستثمرين المحلين‪ ،‬األمر الذي من شأنه أن يدفع بعجلة‬
‫‪4‬‬
‫االقتصاد الوطني نحو النمو واالزدهار وتلك هي الغاية الكبرى‪.‬‬
‫وإذا كان هذا التعديل بشكل رئيسي يهدف إلى تقوية حقوق المساهمين‪ ،‬وتحسين‬
‫الحكامة في تدبير شركات المساهمة وإدخال إصالحات على نظام االتفاقيات المقننة‪ 5‬فإن‬
‫المقام يستدعي منا أن نطرح التساؤل التالي‪:‬‬
‫أي إضافة حملها القانون رقم ‪ 78.12‬لنظام شركات المساهمة بالمغرب ؟‬
‫في محاولة منا لإلجابة عن هذا التساؤل المحوري‪ ،‬فإننا ارتأينا تقسيم هذا الموضوع إلى‬
‫مبحثين ‪:‬‬
‫‪ -‬المبحث األول ‪ :‬تقوية مبادئ الحكامة الجيدة داخل الشركة‬
‫‪ -‬المبحث الثاني ‪ :‬تحسين طرق المراقبة لضمان حسن التدبير المالي‬

‫‪3‬القانون رقم ‪ ،78.12‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ ،1.15.160‬بتاريخ ‪ 29‬يوليو ‪ ،2015‬منشور بالجريدة الرسمية ع‪ ،6390‬بتاريخ ‪ 28‬أغسطس ‪20150‬ص‬
‫‪.7746‬‬

‫‪4‬تقرير لجنة المالية والتنمية االقتصادية‪ ،‬بمجلس النواب لتقديم مشروع القانون‪ ،78.12‬المغير والمتمم للقانون ‪ ،17.95‬المتعلق بشركات‬
‫المساهمة‪ ،‬دورة أبريل ‪ ،2015‬ص ‪.3‬‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬تقوية مبادئ الحكامة الجيدة داخل الشركة‬
‫جعل دستور ‪ 29‬يوليوز ‪ 2011‬من الحكامة الجيدة أو حسن التدبير كما يطلق عليه‬
‫البعض مبدأ أساسيا في مسلسل تعزيز وتدعيم مؤسسات الدولة الحديثة‪ ،‬التي تخضع في‬
‫تسيرها لمعايير الجودة والشفافية والمسؤولية والمحاسبة ومحاربة الفساد المالي واإلداري‪.‬‬

‫وتبعا لذلك فحكامة الشركات التجارية تعد وسيلة فعالة لتدبير وعقلنة مجمل العالقات‬
‫التي تربط بين مسيري الشركة والمساهمين من جهة‪ ،‬وبين المتدخلين اآلخرين كاألجراء‬
‫والزبناء والدائنين والدولة من جهة أخرى‪.‬‬

‫وبهذا أدخل المشرع مجموعة من التعديالت الجوهرية على القانون رقم ‪17.95‬‬
‫بهدف تطوير النظام القانوني لشركات المساهمة‪ ،‬وذلك من خالل تعزيز حق إعالم‬
‫المساهمين (المطلب األول) وكذا اعتماد آليات اإليداع والنشر اإللكتروني ‪( ،‬المطلب الثاني)‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعزيز حق إعالم المساهمين‬

‫إن حقوق المساهم التقف عند الحق المالي فحسب‪ ،‬بل تشمل أيضا حقوق التدبير‪.‬‬
‫وحتى يستفيد منها بشكل طبيعي مكنه المشرع المغربي من أسلحة تتمظهر من خالل أجهزة‬
‫اإلخبار واإلعالم لمعرفة جل الحقائق المتعلقة بأمور الشركة‪ 6،‬ورغبة من المشرع لتقوية‬
‫هذه اآلليات عمل على تعزيزها من خالل القانون رقم ‪.78.12‬‬

‫وهذا ما يتضح لنا من خالل المادة ‪ 121‬من ق‪.‬ش‪.‬م التي جاءت بمقتضيات جديدة‬
‫حيث نص المشرع في الفقرة الثانية من نفس المادة على أنه " إمكانية أال يتضمن اإلعالن‬
‫عن انعقاد الجمعية البيانات المشار إليها في الفقرة األولى‪ ،‬وذلك حينما يتم نشر تلك البيانات‬
‫من طرف الشركة على موقعها اإللكتروني على أبعد تقدير في نفس يوم نشر اإلعالن‬
‫‪7‬‬
‫المذكور في هذه الحالة‪ ،‬بشأن هذه األخيرة إلى عنوانها اإللكتروني المذكور أعاله‪"...‬‬

‫‪ 6‬عبد الصمد أبو الفتح‪ ،‬الدور الرقابي للمساهم داخل شركة المساهمة –دراسة في التشريع المغربي ن رسالة لنيل الماستر في القانون الخاص‬
‫‪.‬جامعة الحسن األول سطات ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2008/2009‬منشور على األنترنت‪.‬‬
‫‪ 7‬الفقرة الثانية من المادة ‪ ،121‬من القانون ‪ ،78.12‬المغير والمتمم للقانون رقم ‪ ،17.95‬المتعلق بشركات المساهمة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫والغاية من هذا التعديل دعم إخبار المساهمين مسبقا قبل انعقاد الجمعية العامة‪ ،‬وهو‬
‫ما من شأنه أن يساهم في تسهيل ممارسة حقوقهم‪.‬‬

‫كما تمت إضافة مادة جديدة وهي المادة ‪ 121‬المكررة والتي تدخل في إطارتطوير‬
‫قانون الشركات‪ ،‬وذلك بإدراج التكنولوجيات الحديثة لإلعالم والتواصل‪ ،‬لتبسيط مساطر‬
‫استدعاء الجمعيات‪ ،‬وحث هذا األخير على استعمال الوسائل اإللكترونية‪ ،‬مما سيساهم‬
‫‪8‬‬
‫بطبيعة الحال على تقريب القانون رقم ‪ 17.95‬من المعايير المعتمدة دوليا‪.‬‬

‫كما عمل المشرع من خالل تعديل المادة ‪12‬بمقتضى المادة األولى من القانون رقم‬
‫‪،78.12‬والذي بدوره سيساهم في ضمان إخبار جيد سواء تعلق األمر بالمساهمين‬
‫أواألغيار‪ ،‬خاصة عندما تقوم الشركة باكتتاب أسهم تتمتع بخصوصيات يمكن أن يكون لها‬
‫تأثير على سير الجمعيات العامة‪.‬‬

‫كما تمت إضافة البند ‪ 8‬و‪ 9‬للمادة ‪ ،141‬والغاية من ذلك إعطاء المساهمين حق‬
‫اإلطالع على القائمة المنصوص عليها في الفقرة الثانية من المادة ‪ 57‬والمادة ‪ ،96‬كما من‬
‫حقهم أيضا اإلطالع على قائمة االتفاقيات المنصوص عليها في المادتين ‪95‬و‪ ،96‬غير أنه‬
‫يمكن لكل مساهم أن يحصل على نسخة من هذه االتفاقيات على نفقته‪.‬‬

‫وفي إطار تعزيز المشاركة في الجموع العامة والمساهمة في اتخاذ قرارات الشركة‬
‫تدخل المشرع من جديد من أجل إعادة النظر في الجهات التي لها السلطة في القيام بدعوة‬
‫الجمعية العامة لالنعقاد حيث نصت المادة ‪ 116‬على أنه ‪:‬‬

‫" يقوم مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية بدعوة الجمعية العامة لالنعقاد "‬

‫ويتبين من نص المادة هاته أن المشرع جعل دعوة الجمعية العامة لالنعقاد مبدئيا من‬
‫اختصاص مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية خالفا لما كان عليه الحال في النص‬
‫القديم‪.‬‬

‫‪ 8‬تقرير اللجنة المالية والتخطيط والتنمية االقتصادية مرجع سابق ص ‪13‬‬


‫‪4‬‬
‫ويمكن على ضوء هذه المالحظة‪ ،‬القول بأن المشرع سلك طريق الصواب حينما‬
‫أعطى لمجلس اإلدارة الجماعية الحق في دعوة الجمعية العامة لالنعقاد‪ ،‬لما لهذا األخير‬
‫من سلطات واسعة للتصرف باسم الشركة في جميع الظروف في حدود غرضها مع مراعاة‬
‫السلطات الممنوحة صراحة بمقتضى القانون لجمعيات المساهمين ولمجلس الرقابة‪.‬‬

‫فمجلس اإلدارة الجماعية هو الذي يقوم بالتسيير اليومي للشركة ويعد القوائم‬
‫التركيبية وتقرير التسيير‪ ،‬في حين أن مجلس اإلدارة ال يعد إال بمثابة عضو يتولى الرقابة‬
‫الدائمة والمستمرة على األعمال التدبيرية الصادرة عن مجلس اإلدارة الجماعية‪.9‬‬

‫ويسير هذا اإلصالح في اتجاه تقوية سلطات مجلس اإلدارة الجماعية‪ ،‬ويتماشى مع‬
‫قوانين معظم الدول التي تعرف نظما ثنائيا‪.10‬‬

‫كما أضاف المشرع إلى الجهات التي يمكنها دعوة الجمعية العامة لالنعقاد المتمثلة‬
‫في مراقب أو مراقبو الحسابات‪ ،‬ووكيل يعينه رئيس المحكمة بطلب من كل ما يهمه األمر‬
‫في حالة االستعجال أو بطلب من عدة مساهمين يمثلون ما ال يقل عن عشر رأسمال الشركة‬
‫والمصفون‪ ،‬والمساهمون الذين يملكون األغلبية في رأس المال أو في حقوق التصويت‬
‫‪ -‬مجلس الرقابة‪ -‬لكن الحق في ذلك شأنه شأن باقي الجهات األخرى‪ ،‬مرهون بتوفر‬
‫شرطين اثنين‪.‬‬

‫األول يتعلق بتقاعس مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية عن القيام بالتزامهم‬
‫المتمثل في دعوة الجمعية لالنعقاد‪ ،‬أما الثاني فيرتبط بضرورة توفر عنصر االستعجال‪.‬‬

‫نجد أن المشرع‬ ‫وزيادة على ذلك وبالرجوع إلى الفقرة الثانية من المادة ‪،11116‬‬
‫وقع في نوع من التناقض‪ ،‬ذلك أن عبارة " أن يطلبوا دعوتها دون جدوى من مجلس‬
‫اإلدارة أو مجلس الرقابة ومجلس اإلدارة الجماعية " جاءت متناقضة مع ماهو منصوص‬

‫‪9‬أنظر بهذا الصدد الفقرة األولى من المادة ‪ 104‬من نفس القانون التي تنص على ما يلي " يمارس مجلس الرقابة المراقبة الدائمة على تسير‬
‫مجلس اإلدارة الجماعية للشركة‪.‬‬
‫‪10‬وذلك حسب ما يستفاد من المذكرة التقديمية لمشروع القانون رقم ‪ 88.11‬الرامي إلى تميم القانون رقم ‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة‬
‫‪11‬تنص المادة ‪ 116‬من قانون شركات المساهمة على ما يلي" ال يحق لمراقب أو مراقبي الحسابات دعوة جمعية المساهمين لالنعقاد إال بعد أن‬
‫يطلبوا دعوتها دون جدوى من مجلس اإلدارة الجماعية"‬
‫‪5‬‬
‫عليه في الفقرة األولى من نفس المادة‪ ،‬التي أقرت بأنه " يقوم مجلس اإلدارة أو مجلس‬
‫اإلدارة الجماعية بدعوة الجمعية العامة لالنعقاد ‪ "...‬وتعني هذه الفقرة الثانية أحقية كل من‬
‫مجلس الرقابة و مجلس اإلدارة الجماعية في دعوة جمعية المساهمين لالنعقاد معا وفي آن‬
‫واحد مما يجعلنا نتساءل عن الحكمة الكامنة وراء ذلك؟‬

‫وبالتالي يبقى على المشرع أن يتدخل من جديد لكي يتفادى هذا اإلشكال المطروح‬
‫وذلك بحذف عبارة "مجلس الرقابة" واالحتفاظ مكانه بعبارة " مجلس اإلدارة الجماعية ‪. 12‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اعتماد آليات اإليداع والنشر اإللكتروني‬

‫من أجل التخفيف من مساطر إيداع القوائم التركيبية وتقرير مراقب أو مراقبي‬
‫الحسابات بكتابة ضبط المحكمة المختصة‪ ،‬نص المشرع في المادة ‪ 158‬من قانون رقم‬
‫‪ 17.95‬على تمكين المقاولون من إيداع هذه الوثائق بطريقة إلكترونية وفق الشروط‬
‫المحددة بنص تنظيمي‪ ،‬وال شك أن هذا اإلجراء سيساعد المستثمرين على ربح الوقت‬
‫واالقتصاد في التكاليف وتجنب كثرة التنقالت‪.‬‬

‫ومن جانب آخر تم الرفع من أجل إيداع القوائم التركيبية وتقرير مراقب أو مراقبي‬
‫الحسابات بكتابة ضبط المحكمة‪ ،‬ليصبح شهرين ابتداء من تاريخ المصادقة على هذه‬
‫الوثائق من قبل الجمعية العامة بدل أجل الثالثين يوما المنصوص عليه في القانون القديم‬
‫مما يوفر الوقت الكافي والمتسع إلنجاز هذه المهمة‪ ،‬وبالتالي تقليص حاالت اللجوء إلى‬
‫القضاء االستعجالي إلصدار األمر باإليداع المذكور‪.‬‬

‫ومن حسنات التشريع الجديد‪ ،‬منح أجل إضافي مدته شهرين لكل مؤسس أو‬
‫متصرف أو مدير عام أو مدير عام منتدب أو عضو في مجلس اإلدارة الجماعية‪ ،‬تأخر في‬
‫إيداع الوثائق المشار إليها في المادة ‪ 158‬من قانون شركات المساهمة داخل اآلجال‬
‫المحددة قانونا لل قيام بإجراء أو إجراءات الشهر المنصوص عليها قانونا‪ ،‬وتؤدى عن هذا‬

‫‪12‬وذلك وفق الصيغة األتية‪:‬‬


‫" ال يحق لمراقب أو مراقبي الحسابات دعوة جمعية المساهمين لالنعقاد إال بعد أن يطلبوا دعوتها دون جدوى من مجلس اإلدارة الجماعية"‬
‫‪6‬‬
‫التأخير في اإليداع غرامة مالية قدرها ‪ 500‬درهم لدى الخزينة العامة طبقا لمدونة تحصيل‬
‫الديون العمومية‪ 13‬بناء على سند تنفيذي صادر عن رئيس المحكمة المختصة نوعيا ومحليا‬
‫غير أنه في حالة عدم إيداع الوثائق المذكورة داخل األجل اإلضافي تطبق على هؤالء‬
‫غرامة مالية من ‪ 10,000‬إلى ‪ 50,000‬درهم‪.‬‬

‫وفي إطار تطوير قانون الشركات وحث هذه األخيرة على استعمال الوسائل‬
‫اإللكترونية‪ ،‬نصت المادة ‪ 155‬المكررة على أنه يتعين على الشركات التي تدعو الجمهور‬
‫إلى االكتتاب في أسهمها أو سنداتها التوفر على موقع إلكتروني تقييدا بالتزاماتها المتعلقة‬
‫بإخبار المساهمين‪.‬‬

‫ولم يفت المشرع أن يتدخل لتعزيز الحماية القانونية للمساهمين‪ ،‬إذ ألزم بمقتضى‬
‫المادة ‪ 121‬الشركات التي تدعو الجمهور لالكتتاب بإخبار المساهمين مسبقا قبل انعقاد‬
‫الجمعية العامة بثالثين يوم وهو ما من شأنه أن يسهم في تسهيل ممارسة حقوقهم‪.‬‬

‫كما أضاف القانون الجديد إلى البيانات الواجب توفرها في إعالن الدعوى لالنعقاد‬
‫وصف دقيق للمساطر التي يجب اتباعها من قبل المساهمين للمشاركة والتصويت في‬
‫الجمعية‪ ،‬خاصة كيفية التصويت بالوكالة أو عن طريق المراسلة‪ ،‬غير أنه يمكن أال يتضمن‬
‫اإلعالن هذه البيانات حينما يتم نشرها من قبل الشركة على موقعها اإللكتروني‪ ،‬على أبعد‬
‫تقدير في نفس يوم نشر اإلعالن عن انعقاد الجمعية‪ ،‬وفي هذه الحالة يتم االكتفاء باإلشارة‬
‫إلى عنوان الموقع اإللكتروني للشركة‪.‬‬

‫ومن زاوية تبسيط مسا طر استدعاء الجمعيات العامة‪ ،‬حث المشرع الشركات المقيدة‬
‫أسهمها في بورصة القيم على استعمال وسائل التكنولوجيا الحديثة لإلعالم والتواصل‪ ،‬مما‬
‫يساهم في تقريب القانون رقم ‪ 17.95‬من المعايير المعترف بها دوليا‪14‬وذلك من خالل‬
‫نشر مجموعة من الوثائق والمستندات على موقعها اإللكتروني قبل انعقاد الجمعية العامة‬

‫‪13‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.00.175‬الصادر في ‪ 3‬ماي ‪ 2000‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 15.97‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية المنشور‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4800‬بتاريخ فاتح يونيو ‪ 2000‬ص ‪1256‬‬
‫‪14‬أنظرالمذكرة التقدمية لمشروع القانون رقم ‪ 88.11‬الرامي إلى تتميم قانون شركة المساهمة‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫ب‪ 21‬يوما‪ ،‬ومن بين هذه الوثائق نذكر إعالن الدعوة لالنعقاد‪ ،‬والوثائق المقرر عرضها‬
‫على الجمعية العامة‪ ،‬ونص مشاريع التوصيات‪ ،‬واستمارات التصويت بالمراسلة أو‬
‫بالوكالة‪.‬‬

‫كذلك تدخل المشرع فألزم بمقتضى المادة ‪ 193‬المكررة الشركة بتبليغ تقرير مجلس‬
‫اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية في الحالتين المشار إليها في المادتين ‪192‬و ‪ 193‬إلى‬
‫مراقب أو مراقبي الحسابات خالل ‪ 45‬يوما على األقل قبل التاريخ المحدد النعقاد الجمعية‬
‫العامة المدعوة للبت في رأس المال‪.‬‬

‫ولدعم حق اإلخبار‪ ،‬كوسيلة لتوفير الحصانة القانونية والحماية الفعالة للمساهم‪ ،‬أكد‬
‫المشرع في نفس المادة المذكورة وضع الشركة تقرير مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة‬
‫الجماعية رهن إشارة المساهمين إما في المقر االجتماعي للشركة وإما في موقعها‬
‫اإللكتروني المخصص لذلك أو بهما معا‪ ،‬في تاريخ نشر اإلعالن بانعقاد الجمعية العامة‬
‫المدعوة للبت في الزيادة في رأس المال‪.‬‬

‫ولقد طالت يد التعديل المادة ‪ 136‬كذلك‪ ،‬حيث تم التنصيص على أن محضر‬


‫مداوالت الجمعية العامة يحدد‪ ،‬بالنسبة لكل توصية‪ ،‬عدد األسهم التي تم التصويت عليها‬
‫بطريقة صحيحة ونسبة رأسمال الشركة الممثل لهذه األصوات وكذا عدد األصوات المعبر‬
‫عنها لفائدة كل توصية أو ضدها مع بيان عدد الممتنعين عند االقتضاء‪.‬‬

‫وإلى جانب ذلك‪ ،‬ألزم المشرع الشركات المقيدة أسهمها في بورصة القيم بنشر‬
‫نتائج التص ويت المنجزة وفق اإلجراءات السابقة على موقعها اإللكتروني داخل أجل ال‬
‫يتجاوز ‪ 15‬يوما ابتداء من تاريخ انعقاد الجمعية العامة‪ ،‬وتكمن الغاية وراء هذا اإلجراء‬
‫في تعزيز حق اإلطالع اإللكتروني‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تحسين طرق المراقبة لضمان حسن التدبير المالي‬
‫إن ضمان حسن التدبير المالي وتدقيق الحسابات داخل الشركة يقتضي الحرص على‬
‫إنشاء لجنة مختصة بمتابعة المراقبة القانونية لحسابات الشركة‪ ،‬وتكريس شفافية عملية‬
‫اإلدماج أو االنفصال‪ ،‬كما يفرض من ناحية أخرى تأطير عمليات شراء الشركات التي‬
‫تدعو الجمهور لالكتتاب ألسهمها قصد تنشيط سوق الرساميل‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس‪ ،‬سوف نتناول هذا المطلب من خالل فقرتين؛ األولى نخصصها للحديث‬
‫عن تقوية األمن المالي‪ ،‬على أن نتناول ضمن فقرة ثانية بيان مظاهر تأطير عمليات شراء‬
‫الشركة ألسهمها وتكريس الشفافية في حالت اإلدماج واالنفصال‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تقوية األمن المالي‬

‫يقتضي مبدأ األمن المالي مراعاة المتطلبات الالزمة لجودة النظام الحسابي وإحكام‬
‫المعلومات المالية و المحاسبية‪ ،‬ومن تجليات هذا المبدأ في القانون رقم ‪ 78.12‬إلزام‬
‫الشركات المقيدة أسهمها في بورصة القيم بإنشاء لجنة تدقيق الحسابات تعمل تحت مسؤولية‬
‫مجلس اإلدارة أو مجلس الرقابة حسب نمط التسيير الذي اخترته الشركة‪ ،‬وتساهم هذه‬
‫اللجنة في تقويم األمن المالي‪ ،‬وذلك بإعداد وفحص المعلومات الحسابية ومراقبتها‪.‬‬

‫وتتألف لجنة تدقيق الحسابات من أعضاء مجلس الرقابة أو المتصرفين الذين ال‬
‫يمارسون أية وظيفة أخرى داخل الشركة‪ ،‬على أن تركيبة اللجنة تحدد من طرف مجلس‬
‫إال ان المشرع لم ينص على كيفيات سير هذه اللجنة وكيفية‬ ‫‪15‬‬
‫اإلدارة أو مجلس الرقابة‪،‬‬
‫اتخاذ قراراتها ولم يحل على صدور مرسوم يبين ذلك‪.‬‬

‫ويشترط في أعضاء اللجنة التوفر على خبرات وتجربة كافية في الميدان المالي‬
‫أو الميدان المحاسبي‪ ،‬واالتسام باالستقاللية اعتمادا على معايير يحددها مجلس اإلدارة‬
‫أو مجلس الرقابة ويقوم بنشرها‪ ،‬وفق الكيفية التي تحددها الهيئة المغربية لسوق الرساميل‪.‬‬

‫‪15‬وفق ما تنص عليه الفقرة الثالثة من المادة ‪106‬المكررة من قانون شركات المساهمة‬
‫‪9‬‬
‫أما بخصوص المهام المسندة للجنة تدقيق الحسابات في إطار سلطتها الخاصة فيمكن‬
‫اختصارها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬متابعة إعداد المعلومات الموجهة للمساهمين واألغيار وللهيئة المغربية لسوق الرساميل‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة مدى فعالية أنظمة المراقبة الداخلية وتدقيق الحسابات الداخلية‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة المراقبة القانونية لحسابات الشركة والحسابات المدمجة‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة ومتابعة استقاللية مراقبي الحسابات السيما فيما يخص تقديم خدمات إضافية إلى‬
‫الجهة الخاضعة للرقابة‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم تقارير إلى مجلس اإلدارة أو مجلس الرقابة بصفة منتظمة عن أداء مهامها‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم المجلس أعاله بالصعوبات التي تواجهها‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم توصيات إلى الجمعية العامة حول مراقبي الحسابات الذين تم اقتراح تعينهم‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى فرض المشرع في المادة ‪ 179‬المكررة ضرورة االستبدال السريع‬
‫لمراقب الحسابات في حالة تقديم استقالته عند عدم إمكانية انعقاد الجمعية العامة بشكل‬
‫استعجالي‪ ،‬داخل أجل ستين يوما ابتداء من تاريخ تقديم االستقالة‪ ،‬وفي هذه الحالة يعمل‬
‫رئيس المحكمة بوصفه قاضيا للمستعجالت على تعين مراقب الحسابات بأمر منه‪ ،‬وذلك‬
‫بطلب من أي مساهم أو عدة مساهمين شريطة أن تتم دعوة أعضاء مجلس اإلدارة‬
‫بصفة قانونية‪.‬‬
‫وفي ظل غياب نظام قانوني لنائب مراقب الحسابات‪ ،‬فإن التنصيص على هذه‬
‫المسطرة سيمكن من تعزيز ضمانات استقرار مراقب الحسابات من ناحية‪ ،‬ومن ناحية‬
‫أخرى الوقاية من العراقيل التي قد تؤثر على سير الشركات المعنية‪.16‬‬
‫ومن منظور تعزيز حياد مراقب الحسابات واستقالليته أكثر‪ ،‬منع المشرع‬
‫من مزاولة مهنة مراقب الحسابات األشخاص الذين يتلقون ـ من المؤسسون وأصحاب‬
‫الحصص العينية والمستفيدون من امتيازات خاصة والمتصرفون وأعضاء مجلس‬
‫الرقابة أو مجلس اإلدارة الجماعية‪ ،‬أو من شركة من الشركات التابعة لهاـ أجرا كيفما‬

‫‪16‬حسب ما تنص عليه المذكرة التقدمية لمشروع القانون ‪ 88.11‬المتمم لقانون شركة المساهمة‬
‫‪10‬‬
‫كان نوعه عن خدمات قد تمس باستقالليتهم‪ ،‬أو الذين يزاولون لفائدة الشركة‬
‫أو الشركات التابعة لها‪ ،‬وظائف تمكنهم بال شك من اتخاذ قرارات بشأن وثائق معينة‬
‫أو مواقف ساهموا في إعدادها‪ ،‬أو تجعلهم هذه الوظائف في وضع يمثلون معه الشركة‬
‫أو يقومون بتوظيف المستخدمين طبقا للبند الثالث من المادة ‪ 161‬من قانون شركات‬
‫المساهمة‪.‬‬
‫ولتبسيط مسطرة سحب األموال الناتجة عن االكتتابات النقدية‪ ،‬نص المشرع في المادة‬
‫‪ 34‬من قانون شركات المساهمة على تمكين وكيل مفوض عن مجلس اإلدارة أو مجلس‬
‫اإلدارة الجماعية من سحب األموال مقابل تسليم أي شهادة مسلمة من اإلدارة المختصة‬
‫تثبت تقيد الشركة المعينة في السجل التجاري‪.‬‬
‫كما عمل القانون الجديد على تكريس الطابع االختياري لتعين نائب رئيس مجلس‬
‫الرقابة الذي يكلف بدعوة المجلس لالنعقاد وتسير النقاش فيه‪ ،‬بعدما كان المقتضى القديم‬
‫ينص على الطابع اإلجب اري لهذا التعين‪ ،‬مما يثقل التسيير داخل مجلس الرقابة ويخلق‬
‫نوعا من الخلط بين مسؤولية كل من الرئيس ونائبه‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تأطير عمليات شراء الشركة ألسهمها وعمليات اإلدماج واالنفصال‬

‫يالئم هذا القانون بطريقة مناسبة النظام الذي يحكم عمليات الشراء من قبل شركات‬
‫المساهمة ألسهمها‪ ،‬من أجل إلغاء مفهوم تنظيم السوق الذي كان يشكل الدافع المعتمد من‬
‫أجل تبرير اللجوء إلى إعادة شراء األسهم‪.‬‬

‫التي‬ ‫‪17‬‬
‫وقد عمل هذا القانون على تعويض مفهوم تنظيم السوق الوارد في المادة ‪281‬‬
‫جاء فيها " خالفا ألحكام البند األول من المادة ‪ 281‬يمكن للشركات المقيدة سنداتها في‬
‫بورصة القيم شراء أسهمها في البورصة وذلك قصد تنظيم السوق‪ ،"...‬بمصطلح " تيسير‬
‫سيولة سوق هذه األسهم أو تفويت األسهم المقتناة‪ ،‬بعوض أو بدون عوض لمستخدمي أو‬
‫مسيري الشركة‪."...‬‬

‫‪17‬المادة ‪ 281‬من القانون رقم ‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة‪ ،‬الذي تم تغييره وتتميمه بالقانون رقم ‪.78.12‬‬
‫‪11‬‬
‫كما قام هذا القانون بتتميم المادة المذكورة أعاله‪ ،‬حيث جاء فيها‪ " 18‬اليمكن اتخاذ‬
‫قرار بشأن هذه العملية‪ ،‬تحت طائلة البطالن إال على أساس بيان المعلومات الذي أعدته‬
‫وأشرت عليه الهيئة المغربية لسوق الرساميل وتم نشره وفق الشروط والشكليات المتطلبة‬
‫بموجب القانون رقم ‪ 44.12‬المتعلق بدعوة الجمهور إلى االكتتاب وبالمعلومات المطلوبة‬
‫إلى األشخاص المعنوية والهيئات التي تدعو الجمهور إلى االكتتاب في أسهمها‬
‫وسنداتها‪"....‬‬

‫ويهدف هذا التعديل إلى صياغة المادة ‪ ،281‬حيث إن مصطلح تنظيم السوق الوارد‬
‫في هذه المادة يطرح عدة إشكاليات مرتبطة بالطابع الغامض والمحدد مما هو مقصود‬
‫‪19‬‬
‫بتسوية السوق‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك أجرى هذا القانون تعديال أيضا على نص المادة ‪ 20279‬التي تنص‬
‫في فقرتها األولى على ما يلي " اليمكن للشركة أن تملك بصورة مباشرة أو بواسطة شخص‬
‫يتصرف لحسابها باسمه الخاص أكثر من ‪ 10‬بالمائة من مجموع أسهمها وال أكثر من ‪10‬‬
‫بالمئة من فئة معينة من األسهم‪ "...‬حيث تم تغيير عبارة " أكثر من نسبة عشرة بالمائة من‬
‫مجموع أسهمها وال أكثر من عشرة بالمائة من فئة معينة من األسهم " وتم تعويضها‪ ،‬ب‬

‫" أكثر من نسبة رأس المال محددة بمقتضى نص تنظيمي ‪."...‬‬

‫ويهدف هذا التعديل أيضا إلى إسناد مهمة تحديد األسهم التي يمكن أن تمتلكها الشركة‬
‫إلى نص تنظيمي‪ ،‬حيث إن سقف االمتالك الذاتي المحدد والمرخص في عشرة بالمائة في‬
‫القانون السابق مرتفع‪ ،‬ويمكنه أن يلحق ضررا بالمساهمين الصغار‪.21‬‬

‫وباعتبار االندماج وسيلة اقتصادية فعالة لتركيز الذمة المالية وتوحيد أصول الشركات‬
‫التي قررت أن تظم رأسمالها في ظل شخصية معنوية واحدة‪ ،22‬فإن الدول االقتصادية‬

‫‪ 18‬المادة ‪ 281‬من القانون ‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة‪ ،‬الذي تم تغييره وتتميمه بالقانون رقم ‪.78.12‬‬
‫‪19‬تقرير اللجنة المالية والتخطيط والتنميةاالقتصادية ‪،‬مرجع سابق ص‪.18‬‬
‫‪20‬المادة ‪ 79‬من القانون ‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة‪ ،‬الذي تم تغييره وتتميمه بالقانون رقم ‪.78.12‬‬
‫‪ 21‬تقرير اللجنة المالية والتخطيط والتنمية االقتصادية‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.17‬‬

‫‪12‬‬
‫الكبرى بدأت تنتبه لهذه التقنية لتضخيم نسبة المنافسة الدولية على صعيد االقتصاد العالمي‬
‫والمضاربة على تبوء مراكز متقدمة بفضل تجميع وسائل اإلنتاج‪ ،‬إال أن هذه العملية قد‬
‫تشكل خطرا على المساهمين عندما يتعلق األمر بالشركات المقيدة أسهمها في بورصة القيم‬
‫األمر الذي قد يؤثر على مراكز المساهمين‪ ،‬مما جعل المشرع يتدخل من خالل القانون رقم‬
‫‪ ،78.12‬بإضافة فقرة أخيرة للمادة ‪ 222‬من القانون ‪ ،17.95‬هدف من خاللها تقوية‬
‫إخبار المساهمين حول عمليات االنفصال أو االندماج عندما تكون الشركة طرفا في إحدى‬
‫هذه العمليات‪ ،‬وذلك بدعم إخبارهم مسبقا قبل انعقاد الجمعية المدعوة للمصادقة على هذه‬
‫العمليات‪ ،‬بل أكثر من ذلك فقد جعل للهيئة المغربية لسوق الرساميل رقابة على هذه‬
‫العمليات‪ ،‬حيث أعطى لها سلطة التأشير على بيان المعلومات‪ ،‬وكل هذا سيمكن المساهمين‬
‫من العلم الواضح بالدوافع والكيفيات المتعلقة بهذه العمليات‪ ،‬ألجل فهم كل األبعاد‪ ،‬مما‬
‫سيؤهلهم للتصويت عن اطالع عند المصادقة‪.‬‬

‫فالشفافية تقتضي قيام الشركات والجهات بتوفير البيانات والمعلومات‪ ،‬وكذا التقارير‬
‫للمساهمين والقائمين على سوق األوراق المالية‪.23‬‬

‫ومن جهة أخرى‪ ،‬ومن أجل المالءمة مع عمليات مراقبة إدماج الشركات وانفصالها على‬
‫المستوى الدولي‪ ،‬أضاف المشرع مادة جديدة )‪ (226‬مكررةمن أجل توسيع أحكام مراقبة‬
‫هذه العمليات على باقي أنواع الشركات‪ ،‬وليس فقط بين شركات المساهمة‪ ،‬بحيث تطبق‬
‫عليها أحكام المواد ‪233‬و‪234‬و ‪.235‬‬

‫‪22‬بدون كاتب‪ ،‬مقال منشور على الموقع ‪www.alkanoounia.com//D8%D%D9%D6%AF%D1% :‬‬


‫تم االطالع عليه في تاريخ ‪ 12/12/2017‬على الساعة ‪.20:00‬‬
‫‪23‬سالم الفليتي ‪ :‬أهمية اإلفصاح والشفافية في شركات المساهمة العامة‪ ،‬مقال منشور في الموقع االلكتروني ‪:‬‬
‫‪www.alwatan.com/detals/53/232‬‬
‫تم اإلطالع عليه ‪ 12/12/2017‬على الساعة ‪.20:28‬‬
‫‪13‬‬
‫خاتمة‬

‫ونخلص في نهاية هذا البحث الذي تطرقنا فيه ألهم التعديالت التي لحقت القانون رقم‬
‫‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة‪ ،‬إلى القول بأن المشرع المغربي حاول تحسين جودة‬
‫االستثمارات الداخلية والخارجية وترسيخ مبادئ الحكامة والتوازن االقتصادي بصفة‬
‫عامة‪ ،‬وكذا جودة مناخ المال واألعمال بصفة خاصة‪ ،‬الذي بات يشكل عنصرا أساسيا في‬
‫تطوير المنظومة االستثمارية التي تعتبر الشركات المحرك األساسي لها‪ ،‬وخاصة شركة‬
‫المساهمة‪.‬‬

‫ذلك أن القانون رقم ‪ ،78.12‬الذي جاء بمجموعة من المستجدات الهامة والكفيلة‬


‫بإصالح النظام القانوني لشركات المساهمة من خالل ترسيخ مجموعة من المفاهيم‬
‫والمبادئ‪ ،‬كمفهوم الحكامة الجيدة المنصوص عليه دستوريا‪ ،‬وحماية حقوق المساهمين من‬
‫تعسف المسيرين‪ ،‬وحوكمت تسير شركات المساهمة‪.‬‬

‫هذه اإلصالحات من شان تفعيلها بشكل سليم أن تجعل من المغرب قبلة لالستثمارات‬
‫األجنبية‪ ،‬وتشجيع المستثمرين المحلين‪ ،‬والنهوض باالقتصاد الوطنين وتحسين موقعه ضمن‬
‫اقتصاديات البلدان المتقدمة‪ ،‬وتلك غاية ليست بالمستحيلة إذا ما تمكن المغرب من االنخراط‬
‫في السوق العالمي لالستثمار‪ ،‬وتمكن من غزو األسواق اإلفريقية‪ ،‬ولن يتاتى له ذلك إال‬
‫بشركات محكمة التنظيم ذات رأسمال ضخم‪ ،‬وتعد شركة المساهمة أهم وسيلة لتحقيق هذه‬
‫الغاية الكبرى‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الئحة المراجع‪:‬‬

‫النصوص القانونية‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ ،20.05‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ ،1.01.18‬بتاريخ ‪23‬‬


‫ماي ‪ ،2008‬منشور بالجريدة الرسمية ع ‪ ،5639‬بتاريخ ‪ 16‬يونيو ‪.2008‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ ،17.95‬الصادربتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ ،1.96.24‬بتاريخ ‪30‬‬
‫أغسطس منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،4422‬بتاريخ ‪ 17.10.1996‬ص‪.2320‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ ،78.12‬الصادربتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ ،1.15.160‬بتاريخ ‪ 29‬يوليو‬
‫‪ ،2015‬منشور بالجريدة الرسمية ع‪ ،6390‬بتاريخ ‪ 28‬أغسطس ‪20150‬ص‬
‫‪.7746‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.00.175‬الصادر في ‪ 3‬مايو ‪ ،2000‬بتنفيذ القانون رقم‬
‫‪ 15.97‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪4800‬‬
‫بتاريخ فاتح يونيو ‪ 2000‬ص ‪.1256‬‬

‫الرسائل‬

‫‪ -‬عبد الصمد أبو الفتح‪ ،‬الدورالرقابي للمساهم داخل شركة المساهمة –دراسة في التشريع‬
‫المغربي‪ ،‬رسالة لنيل الماستر في القانون الخاص ‪.‬جامعة الحسن األول سطات ‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪ ،2008/2009‬منشور على األنترنيت‪.‬‬

‫المقاالت‬

‫‪ -‬سالم الفليتي ‪ :‬أهمية اإلفصاح والشفافية في شركات المساهمة العامة‪ ،‬مقال منشور في‬
‫الموقع االلكتروني ‪www.alwatan.com/detals/S3/232‬‬
‫‪ -‬بدون كاتب‪ ،‬حكامة الشركات‪ ،‬مقال منشور على الموقع‬
‫‪www.fptetoun.tk>>uplods>>2014/12‬‬

‫التقارير‬
‫تقرير لجنة المالية والتنمية اإلقتصادية بمجلس النواب لتقديم مشروع القانون ‪78.12‬‬ ‫‪-‬‬
‫المغير والمتمم للقانون رقم ‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة‪ ،‬دورة أبريل ‪2015‬‬
‫‪15‬‬
‫الفهرس ‪:‬‬

‫مقدمة ‪1......................................................................................... :‬‬

‫المبحث األول ‪ ::‬تقوية مبادئ الحكامة الجيدة داخل الشركة‪3...............................‬‬

‫المطلب األول ‪:‬تعزيز حق اإلعالم المساهمين ‪3..............................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬اعتماد آليات اإليداع والنشر اإللكتروني‪6....................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬تحسين طرق المراقبة لضمان حسن التدبير المالي‪9.......................‬‬

‫المطلب األول ‪:‬تقوية األمن المالي‪9............................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ ::‬تأطير عملية شراء الشركة ألسهمها وعمليات اإلدماج واالنفصال‪11 ...‬‬

‫خاتمة‪14.........................................................................................:‬‬

‫الئحة المراجع‪15............................................................................... :‬‬

‫‪16‬‬

You might also like