Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 21

‫من إعداد ‪:‬‬

‫تحت إشراف‬ ‫أسماء اشلواو‬


‫سمية مزياني‬
‫ذ‪ .‬الدراوي محمد علي‬
‫السنة الدراسية ‪2023 _2024‬‬
‫تعريف سورة الفجر‬
‫ورة ُ ْالفَ ْجر هي سورة مكية‪ ،‬من المفصل‪ ،‬آياتها ‪ ،30‬وترتيبها في المصحف ‪،89‬‬
‫س َ‬‫ُ‬
‫في الجزء الثالثين بعد سورة الغاشية‪ ،‬بدأت بأسلوب قسم ‪ ،‬لم يذكر لفظ الجاللة في‬
‫السورة ‪ ،‬ولقد نزلت سورة الفجر بعد سورة الليل بعد نزول سورة األعلى؛ فيكون‬
‫وقت نزولها ما بين بداية نزول الوحي على النَّبي محمد ‪-‬عليه الصالة والسالم‪-‬‬
‫وهجرة المسلمين إلى الحبشة‪ ،‬وعلى هذا فيكون مكان نزول سورة الفجر في مكة قبل‬
‫الحبشة‪.‬‬ ‫إلى‬ ‫الهجرة‬

‫سبب التسمية‬
‫سميت سورة الفجر بهذا االسم نسبة إلى القسم الذي استهل هللا ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬به هذه اآليات‪ ،‬وذلك في قوله تعالى‪:‬‬
‫ُ‬
‫{ َوا ْلفَجْ ر * َولَيَال َ‬
‫عشْر}‪ ]٨[،‬وقد أقسم هللا بهذا الوقت وهو وقت الفجر للداللة على أهميته‪ ،‬ولكن اختلف العلماء في تفسير‬
‫الفجر ومدلوله في هذه اآليات‪ ،‬فابن عباس قال إن هذا الفجر هو فجر كل يوم‪ ،‬فحين ينفجر الضوء ويقبل النهار مع انقضاء‬
‫الليل‪ ،‬تخرج الكائنات الحية ألعمالها كأنهم أموات قد بعثوا من جديد‪ ]٩[.‬وقيل بل هو فجر يوم محدد وقد اختُلف في هذا‬
‫اليوم‪ ،‬فهناك من قال بأنه يوم النحر وقد أقسم هللا فيه لشرفه‪ ،‬وألنه تُقام فيه أكثر مناسك الحج‪ ،‬وهناك من قال بل هو أول يوم‬
‫من شهر محرم وهو نسبة النفجار السنة الهجرية وبدايتها‪ ،‬في حين أن هناك من قال إن هذا الفجر هو اليوم األول من ذي‬
‫الحجة ومن ذهب إلى هذا القول استند إلى أن هللا ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬قد جمع في هذه اآليات الفجر مع ليالي ذي الحجة العشرة‪،‬‬
‫أعلم‪.‬‬ ‫وهللا‬
‫) َوا ْلفَجْ ر (‪ )1‬وليال عشر (‬

‫هذا قسم أي اقسم بضوء الصبح عند مطاردته ظلمة الليل وبالليالي العشر المباركات من أول ذي الحجة ألنها أيام‬
‫االشتغال بأعمال الحج قال المفسرون اقسم تعالى بالفجر لما فيه من خشوع القلب في حضرة الرب وبالليالي الفاضلة‬
‫المباركة وهي عشر ذي الحجة ألنها أفضل أيام السنة كما ثبت في صحيح البخاري (ما من أيام العمل الصالح أحب إلى‬
‫هللا فيهن من هذه األيام _يعني عشر ذي الحجة _ قالوا وال الجهاد في سبيل هللا قال وال الجهاد في سبيل هللا إال رجل‬
‫ذلك‬ ‫من‬ ‫يرجع‬ ‫لم‬ ‫ثم‬ ‫ماله‬ ‫و‬ ‫بنفسه‬ ‫خرج‬
‫بشيء)‬
‫َوالش ْفع َوا ْل َوتْر‬
‫(‪)3‬‬
‫أي واقسم بالزوج والفرد من كل شيء فكأنه تعالى اقسم بكل شيء الن األشياء إما زوج وإما فرد أو هو قسم‬
‫بالخلق والخالق فان هللا تعالى واحد ‘وتر’ والمخلوقات ذكر وأنثى ‘شفع’‬
‫سر (‪)4‬‬
‫َي ْ‬ ‫َوالل ْيل إذَا‬
‫أي واقسم بالليل إذا يمضي بحركة الكون العجيبة والتقييد بسريانه لما فيه من وضوح الداللة على كمال القدرة‬
‫وفور النعمة‬
‫هل في ذلك قسم لذي حجر‬
‫أي هل فيما ذكر من االشياء قسم مقنع لذي لب و عقل و االستفهام تقريري لفخامة شان االمور المقسم بها كانه‬
‫يقول ان هذا لقسم عظيم عند ذوي العقول و االلباب فمن كان ذو لب و عقل علم ان ما اقسم به هللا عز وجل من هذه‬
‫االشياء فيها عجائب و دالئل تدل على توحيده و ربوبيته‬

‫أَلَ ْم ت َ َر َك ْي َ‬
‫ف فَعَ َل َربُّكَ بعَاد (‪)6‬‬
‫ولما ذكر هؤالء وعبادتهم وطاعتهم قال بعده ‪ ( :‬ألم تر كيف فعل ربك بعاد ) وهؤالء كانوا متمردين عتاة جبارين ‪ ،‬خارجين‬
‫عن طاعته مكذبين لرسله ‪ ،‬جاحدين لكتبه ‪ .‬فذكر تعالى كيف أهلكهم ودمرهم ‪ ،‬وجعلهم أحاديث وعبرا ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬ألم تر كيف‬
‫فعل ربك بعاد إرم ذات العماد ) وهؤالء عاد األولى ‪ ،‬وهم أوالد عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح ‪ ،‬قاله ابن إسحاق وهم‬
‫الذين بعث هللا فيهم رسوله هودا ‪ ،‬عليه السالم ‪ ،‬فكذبوه وخالفوه ‪ ،‬فأنجاه هللا من بين أظهرهم ومن آمن معه منهم ‪ ،‬وأهلكهم‬
‫بريح صرصر عاتية ‪ ( ،‬سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى‬
‫بمصرعهم لهم من باقية ) [ الحاقة ‪ ] 8 ، 7 :‬وقد ذكر هللا قصتهم في القرآن في غير ما موضع ‪ ،‬ليعتبر‬
‫المؤمنون‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫إ َر َم ذات الع َماد (‪)7‬‬
‫أي عادا األولى أهل ارم ذات البناء الرفيع الذين كانوا يسكنون باالحقاف بين عمان وحضر موت‬
‫التي لَ ْم يُ ْخلَقْ مثْلُ َها في ا ْلب َالد (‪)8‬‬

‫أي تلك القبيلة التي لم يخلق هللا تعالى مثلهم في قوتهم وشدتهم وضخامة أجسادهم و المقصود بذلك تخويف أهل مكة بما‬
‫صنع عز وجل بعاد وكيف أهلكهم و كانوا أطول أعمارا و اشد قوة من كفار مكة‬
‫َوث َ ُمو َد الذ َ‬
‫ين َجابُوا الص ْخ َر با ْل َواد (‪)9‬‬

‫(وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ) يعني ‪ :‬يقطعون الصخر بالوادي ‪ .‬قال ابن عباس ‪ :‬ينحتونها ويخرقونها ‪ .‬و كانت‬
‫مساكنهم في الحجر بين الحجاز وتبوك قال المفسرون إن أول من نحت الجبال والصخور والرخام قبيلة ثمود وكانوا‬
‫لقوتهم يخرجون الصخور وينقبون الجبال فيجعلونها بيوتا ألنفسهم و قد بنو ألفا و سبعمائة مدينة كلها بالحجارة بوادي‬
‫القرى‬
‫َوف ْرع َْو َن ذي ْاأل َ ْوتَاد (‪)10‬‬
‫أي وكذلك فرعون الطاغية الجبار ذي جنود الجموع والجيوش التي تشد ملكه قال أبو السعود وصف ذلك لكثرة جنوده‬
‫وخيامهم التي يضربونها في منازلهم أو لتعذيبه باألوتاد‬

‫(‪)11‬‬ ‫ين َطغَ ْوا في ا ْلب َالد‬


‫الذ َ‬
‫أي تمردوا وعتوا‪.‬‬

‫فَأ َ ْكث َ ُروا في َها ا ْلفَ َ‬


‫سا َد (‪)12‬‬

‫عاثوا في األرض باإلفساد واألذية للناس‪.‬‬


‫عذَاب (‪)13‬‬
‫س ْو َط َ‬
‫علَ ْيه ْم َر ُّبكَ َ‬ ‫فَ َ‬
‫صب َ‬

‫أي أنزل عليهم رجزا من السماء وأحل بهم عقوبة ال يردها عن القوم المجرمين‪.‬‬
‫إن َربكَ لَبا ْلم ْر َ‬
‫صاد (‪)14‬‬
‫وقوله ‪ ( :‬إن ربك لبالمرصاد ) قال ابن عباس ‪ :‬يسمع ويرى ‪ .‬يعني ‪ :‬يرصد خلقه فيما يعملون ‪ ،‬ويجازي كال بسعيه في‬
‫و الدنيا واألخرى ‪ ،‬وسيعرض الخالئق كلهم عليه ‪ ،‬فيحكم فيهم بعدله ‪ ،‬ويقابل كال بما يستحقه ‪ .‬وهو المنزه عن الظلم‬
‫الجور‬
‫ان إذَا َما ا ْبت َ َالهُ َربُّهُ فَأ َ ْك َر َمهُ َونَع َمهُ فَيَقُو ُل َربيي أ َ ْك َر َمن (‪)15‬‬
‫س ُ‬‫فَأَما ْاإلن َ‬

‫يقول تعالى منكرا على اإلنسان في اعتقاده إذا وسع هللا عليه في الرزق ليختبره في ذلك ‪ ،‬فيعتقد أن ذلك من هللا إكراما له و‬
‫‪.‬‬ ‫ليس كذلك بل هو ابتالء و امتحان‬
‫علَ ْيه ر ْزقَهُ فَ َيقُو ُل َر يبي أ َ َهانَن (‪)16‬‬
‫َوأَما إذَا َما ا ْبت َ َال ُه فَقَد ََر َ‬
‫وكذلك في الجانب اآلخر إذا ابتاله وامتحنه وضيق عليه في الرزق يعتقد أن ذلك من هللا إهانة له‪.‬‬
‫ون ا ْليَتي َم (‪)17‬‬
‫َكال بَل ال ت ُ ْكر ُم َ‬
‫قال هللا ‪ ( :‬كال ) أي ‪ :‬ليس األمر كما زعم ‪ ،‬ال في هذا وال في هذا ‪ ،‬فإن هللا يعطي المال من يحب ومن ال يحب ‪ ،‬ويضيق على‬
‫من يحب ومن ال يحب ‪ ،‬وإنما المدار في ذلك على طاعة هللا في كل من الحالين ‪ ،‬إذا كان غنيا بأن يشكر هللا على ذلك ‪ ،‬وإذا‬
‫‪.‬‬ ‫يصبر‬ ‫بأن‬ ‫فقيرا‬ ‫كان‬
‫وقوله ‪ ( :‬بل ال تكرمون اليتيم ) فيه أمر باإلكرام له ‪ ،‬كما جاء في الحديث الذي رواه عبد هللا بن المبارك ‪ ،‬عن سعيد بن أبي‬
‫أيوب ‪ ،‬عن يحيى بن سليمان ‪ ،‬عن زيد بن أبي عتاب عن أبي هريرة ‪ ،‬عن النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ " : -‬خير بيت في‬
‫المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه ‪ ،‬وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه " ثم قال بأصبعه ‪ " :‬أنا وكافل اليتيم في‬
‫الجنة هكذا " ‪.‬‬
‫علَ ٰى َط َعام ا ْلم ْ‬
‫سكين (‪)18‬‬ ‫َو َال ت َ َحاض َ‬
‫ُّون َ‬

‫يعني ال يأمرون باإلحسان إلى الفقراء والمساكين ويحث بعضهم على بعض في ذلك‪.‬‬
‫اث أ َ ْك اال ل ًّما (‪)19‬‬ ‫َوتَأ ْ ُكلُ َ‬
‫ون الت ُّ َر َ‬
‫"تأكلون التراث" يعني الميراث "أكال لما" أي من أي جهة حصل لهم من حالل أو حرام‪.‬قال في التسهيل هو ان يأخذ في‬
‫الميراث نصيبه ونصيب غيره ال العرب كانوا ال يعطون الميراث أنثى وال صغيرا بل ينفرد به الرجال‬
‫ون ا ْل َما َل ُح ًّبا َج ًّما (‪)20‬‬
‫َوتُح ُّب َ‬
‫أي كثيرا زاد بعضهم فاحشا‪.‬‬

‫(‪)21‬‬ ‫كَال إذَا دُكت ْاأل َ ْر ُ‬


‫ض َدكًّا َدكًّا‬
‫يخبر تعالى عما يقع يوم القيامة من األهوال العظيمة فقال تعالى "كال" أي حقا"إذا دكت األرض دكا دكا" أي وطنت ومهدت‬
‫‪.‬‬ ‫وسويت الجبال وقام الخالئق من قبورهم لربهم‬
‫صفًّا (‪)22‬‬ ‫َو َجا َء َربُّكَ َوا ْل َملَكُ َ‬
‫صفًّا َ‬
‫( وجاء ربك ) يعني ‪ :‬لفصل القضاء بين خلقه ‪ ،‬وذلك بعد ما يستشفعون إليه بسيد ولد آدم على اإلطالق محمد ‪ -‬صلى هللا‬
‫عليه وسلم ‪ -‬بعدما يسألون أولي العزم من الرسل واحدا بعد واحد ‪ ،‬فكلهم يقول ‪ :‬لست بصاحب ذاكم ‪ ،‬حتى تنتهي النوبة إلى‬
‫محمد ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬فيقول ‪ " :‬أنا لها ‪ ،‬أنا لها " ‪ .‬فيذهب فيشفع عند هللا في أن يأتي لفصل القضاء فيشفعه هللا في‬
‫ذلك ‪ ،‬وهي أول الشفاعات ‪ ،‬وهي المقام المحمود كما تقدم بيانه في سورة " سبحان " فيجيء الرب تعالى لفصل القضاء كما‬
‫صفوفا‬ ‫صفوفا‬ ‫يديه‬ ‫بين‬ ‫يجيئون‬ ‫المالئكة‬ ‫‪،‬و‬ ‫يشاء‬
‫‪.‬‬
‫ان َوأَن ٰى لَهُ الذي ْك َر ٰى (‪)23‬‬
‫س ُ‬‫َوجي َء يَ ْو َمئذ ب َج َهن َم ۚ يَ ْو َمئذ يَتَذَك ُر ْاإلن َ‬
‫وقوله ‪ ( :‬وجيء يومئذ بجهنم ) أي واحضرت جهنم ليراها المجرمون كقوله (وبرزت الجحيم لمن يرى )‬
‫وقوله ‪ ( :‬يومئذ يتذكر اإلنسان ) أي ‪ :‬عمله وما كان أسلفه في قديم دهره وحديثه ‪ ( ،‬وأنى له الذكرى ) أي‬
‫وكيف تنفعه الذكرى وقد فات أوانها‬

‫َيقُو ُل َيا لَ ْيتَني قَد ْمتُ ل َح َياتي (‪)24‬‬

‫( يقول يا ليتني قدمت لحياتي ) يعني ‪ :‬يندم على ما كان سلف منه من المعاصي ‪ -‬إن كان عاصيا ‪ -‬ويود لو كان ازداد من‬
‫الطاعات إن كان طائعا‬
‫عذَابَهُ أ َ َحد (‪)25‬‬ ‫فَيَ ْو َمئذ ال يُعَذي ُ‬
‫ب َ‬

‫أي ليس أحد أشد عذابا من تعذيب هللا من عصاه‪.‬‬


‫ق َوثَاقَهُ أ َ َحد (‪)26‬‬
‫َو َال يُوث ُ‬
‫أي وليس أحد أشد قبضا ووثقا من الزبانية لمن كفر بربهم عز وجل وهذا في حق المجرمين من الخالئق والظالمين‪.‬‬

‫س ا ْل ُم ْط َمئنةُ (‪)27‬‬
‫يَا أَيت ُ َها الن ْف ُ‬
‫وهي الساكنة الثابتة الدائرة مع الحق‪.‬‬
‫ارجعي إلَ ٰى َر يبك َراض َيةا م ْرضيةا (‪)28‬‬
‫ْ‬
‫أي إلى جواره وثوابه وما أعد لعباده في جنته راضية أي في نفسها مرضية أي قد رضيت عن هللا ورضي عنها وأرضاها‪.‬‬

‫فَا ْد ُخلي في عبَادي (‪)29‬‬

‫أي فادخلي في زمرة الصالحين‬


‫َوا ْد ُخلي َجنتي (‪)30‬‬
‫أي و ادخلي في جنتي دار األبرار و الصالحين‬
‫المضامين األساسية‬
‫تتحدث سورة الفجر عن ثالث أمور أساسية‬

‫اآلخرة و أهوالها و شدائدها و انقسام الناس يوم القيامة إلى‬


‫سعداء و أشقياء وبين مال النفس الشريرة والنفس الكريمة‬
‫الخيرة‬
‫ترشد اآليات الكريمة إلى دروس وعبر كثيرة منها‪:‬‬

‫‪ -‬هناك أوقات مخصوصة من الزمن‪ ،‬هي أعظم األوقات‪ ،‬منها الفجر وأيام ذي الحجة العشر‪ ،‬فعلينا اإلفادة منها‬

‫‪ -‬الدنيا لالمتحان واالبتالء‪ ،‬وليست للتكريم كما يتصور بعض الناس‪ ،‬فوجود المال بسعة أو ضيق امتحان واختبار لإلنسان‪.‬‬

‫‪ -‬من طبع اإلنسان الحرص على المال والبخل به ‪ ،‬حتى إن اإلنسان لحرصه على المال يحرم اليتيم والفقير‬

‫‪ -‬يندم اإلنسان على مافرط في حياته وأضاع من فرص لطاعة هللا‬

‫‪ -‬ينتظر الكافر من العذاب الشديد ما ال يقدر من يتصوره أحد من البشر‬

‫‪ -‬النفس الراضية عن ربها في الدنيا مرضية عند ربها في اآلخرة‬


‫سورة‬
‫النصر‬
‫تعريف السورة‬
‫سور المدنيية‪ ،‬ويقع ترتيبها بين سور القرآن الكريم السورة العاشرة بعد المئة‪ ،‬ويبلغ عدد آياتها‬ ‫تُع يد سورة النيصر إحدى ال ي‬
‫سورة التي قبلها وهي سورة الكافرون‬ ‫ثالث‪ ،‬وكلماتها سبع عشرة كلمة‪ ،‬وحروفها سبعة وسبعون حرفاا‪،‬كما أنيها ترتبط بال ي‬
‫والتبرؤ منهم‪ ،‬ث يم في‬
‫ُّ‬ ‫ارتباطا ا واضحاا؛ ففي سورة الكافرون يأمر هللا ‪-‬تعالى‪ -‬رسوله ‪-‬صليى هللا عليه وسليم‪ -‬بمجاهدة الكافرين‪،‬‬
‫سورة النيصر يُبشيره ‪-‬تعالى‪ -‬بالنيصر‪ ،‬والفتح‪ ،‬وكثرة األتباع‪ ،‬ودخول النياس في اإلسالم أفواجا ا وجماعات‪.‬‬
‫وأ يما سبب نزول سورة النيصر فألنيه ت يم فتح مكة وأصبح النياس يدخلون في دين هللا أفواجا ا حتى أصبحت القبيلة الواحدة تُعلن‬
‫إسالمها‪ ،‬وقد تحقيق ذلك في العامين التاسع والعاشر من الهجرة بعد أن أنهى رسول هللا ‪-‬صليى هللا عليه وسليم‪ -‬فتح مكة‬
‫وغزوة تبوك‬
‫ألن فيها إشارة إلى وفاة رسول هللا ‪-‬صليى هللا عليه وسليم‪ ،-‬فقد أت يم تبليغ ي‬
‫الرسالة وأ يدى األمانة‪ ،‬وبعد‬ ‫وتُس يمى بسورة التيوديع ي‬
‫سالم‪-‬‬ ‫نزول سورة النيصر مرض رسول هللا ‪-‬صليى هللا عليه وسليم‪ -‬فخطب في النياس‪ ،‬ووعظهم ث يم تُوفي ‪-‬عليه ال ي‬
‫صالة وال ي‬
‫‪.‬‬
‫إذَا َجا َء نَص ُْر َّللا َوا ْلفَتْ ُح (‪ ))1‬الخطاب هنا موجه لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪،‬يذكره بالفضل والنعمة عليه‬
‫وعلى سائر المؤمنين ‪،‬و المعنى إذا نصرك هللا يا محمد على أعدائك ‪،‬وفتح عليك مكة أم القرى ‪ ،‬قال المفسرون أن‬
‫اإلخبار بفتح مكة قبل وقوعه إخبار بالغيب‪ ،‬فهو إعالم بالنبوة‬

‫ون في دين َّللا أَ ْف َوا اجا (‪ ()2‬أي ورأيت العرب يدخلون اإلسالم جماعات جماعات من غير حرب وال قتال‬ ‫) َو َرأَيْتَ الن َ‬
‫اس يَ ْد ُخلُ َ‬
‫‪ ،‬وذلك بعد فتح مكة صارت العرب تأتي من أقطار األرض طائعة قال ابن الكثيران أحياء العرب كانت تنتظر فتح مكة‬
‫يقولون‪،‬إن ظهر على قومه فهو نبي‪ ،‬فلما فتح هللا عليه مكة دخلوا في دين هللا أفواجا و لم تمض سنتان حتى استوفت جزيرة‬
‫‪.‬العرب إيمانا‪ ،‬ولم يبقى في سائر قبائل العرب إال مظهر اإلسالم‬

‫َان تَواباا (‪، ))3‬أي فسبح ربك وعظمه ملتبسا بحمده على هذه النعم‪،‬واشكره على‬‫ست َ ْغف ْرهُ ۚ إنهُ ك َ‬ ‫(فَ َ‬
‫سبيحْ ب َح ْمد َربيكَ َوا ْ‬
‫ما أوالك من النصر على األعداء‪ ،‬وفتح البالد وإسالم العباد‪(،‬واستغفره) أي اطلب منه المغفرة لك و المتك‪(،‬انه‬
‫كان توابا) أي انه جال وعال كثير التوبة‪ ،‬عظيم الرحمة لعباده المؤمنين‬
‫تتحدث السورة عن فتح مكة الذي عز به المسلمون ‪ ،‬و انتشر اإلسالم في الجزيرة العربية ‪،‬و تقلمت أظافر ‪،‬‬
‫الشرك والضالل وبهذا الفتح المبين دخل الناس في دين هللا وارتفعت راية اإلسالم و اضمحلت ملة األصنام و‬
‫كان األخبار بفتح مكة قبل وقوعه من اظهر الدالئل على صدق نبوته صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪ -‬النصر بيد هللا وحده‬
‫‪ -‬االستغفار يمحي السيئات مهما بلغت‬
‫‪ -‬هللا وحده عالم الغيب ونستنتج ذلك ألنه بشر المسلمين بالنصر قبل وقوعه‬
‫‪ -‬الحمد الدائم هلل على نعمه وفضله‬
‫تفسير ابن كثير ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫صفوة التفاسير لمحمد علي الصابوني‬ ‫‪‬‬
‫أيسر التفاسير ألبي بكر جابر الجزائري‬ ‫‪‬‬

You might also like