المصطلح القانوني بين اللغة العربية ولغة التخصصthe term law between arabic and the language of specialization

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫املجلد‪ / 06‬الع ــدد‪ ،)2023(01:‬ص ‪710 -697‬‬ ‫مجلـة البحوث القـانونية واالقتصادية‬

‫املصطلح القانوني بين اللغة العربية ولغة التخصص‬


‫‪The term law between Arabic and the language of specialization‬‬
‫د‪ /‬مصطفى سالمي‬
‫(‪)‬‬

‫مخبر اللسانيات التقابلية وتحليل الخطاب‪،‬جامعة عمار ثليجي‪ ،‬األغواط‬


‫‪m.salmi@lagh-univ.dz‬‬
‫د‪ /‬موفقي العيد‬
‫جامعة عمار ثليجي‪ ،‬األغواط‬
‫‪laidmouafki@gmail.com‬‬
‫د‪ /‬مختار نارة‬
‫جامعة عمار ثليجي‪ ،‬األغواط‬
‫‪m.nara@lagh-univ.dz‬‬

‫تاريخ االستالم ‪ 2022/06/28 :‬تاريخ القبول للنشر‪2023/01/09 :‬‬


‫ملخص‪:‬‬
‫نسعى من خالل هذه املقالة على مقاربة تحديدات النص و‪/‬أو الخطاب القانوني لسانيا وسيميائيا‬
‫وتداوليا لنصل إلى مقاربة الكيفيات الداللية للمصطلح القانوني املبنية على الكفاءات اللغوية للدارس‬
‫واملتخصص القانوني وهذا قصد تبيان الصعوبات واالكراهات التي تواجه املتخصص لفهم آليات‬
‫املصطلح وغايتنا في كل ذلك وضع قراءة منهجية للمصطلح القانوني خاصة والنص القانوني عامة‪.‬‬
‫الكلماحبت املفتاحية ‪ :‬املصطلح القانوني‪ ،‬اللغة العربية‪ ،‬لغة التخصص‪ ،‬الداللة‪ ،‬املعجم القانوني‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪Through this article, we seek to approach the determinations of the text‬‬
‫‪and/or the legal discourse, linguistically, semiotically, and pragmatically, in‬‬
‫‪order to reach an approach to the semantic qualities of the legal term based‬‬
‫‪on the linguistic competencies of the student and the legal specialist. The‬‬
‫‪legal term in particular and the legal text in general.‬‬
‫‪Key words: legal term, Arabic language, language of specialization ,‬‬
‫‪semantics , legal lexicon .‬‬
‫ّ‬
‫مقدمة‬

‫‪‬املؤلف املرسل‪.‬‬
‫‪697‬‬
‫مصطفى سالمي ‪/‬العيد موفقي ‪ /‬نارة املختار‬

‫يعتبر املصطلح في كل علم من أهم املداخل التي تتناول موضوع العلم‪ ،‬و لغة االختصاص هي‬
‫اجتماع متخصصين على جملة من املفردات تحكمها مرجعية خاصة وتحدد أصول دالالتها ومجال‬
‫استعمالها وبهذا تتميز هذه اللغة عن سائر اللغات من خالل خصوصية النظام املحدد للداللة وطريقة‬
‫التركيب أي شبكة العالقات التي تربط املفاهيم الخاصة فيها‪.‬‬
‫ويمتلك املصطلح خصوصية علمية مشتركة بين سائر الباحثين في املجموعة املحددة بينما‬
‫يضيق أو يتسع عند مجموعات باحثة أخرى‪ ،‬ويرجع توسع مفاهيم املصطلح وتضيق دائرة استعماله‬
‫إلى السياق النص ي الذي يحدده البعد الوظيفي لتنقل املصطلح بين املجاالت املعرفية املختلفة والعمل‬
‫على تقريبها أكثر إلى مجال التخصص املستعمل فيه وتبسيطها ليسهم هذا املصطلح في إرساء تواصل‬
‫فعال بين املتخصصين‪.‬‬
‫إن املصطلح القانوني من أهم محددات لغة القانون ألنه يمثل تواضع املتخصصين في مجال‬
‫معرفي معين واتفاقهم على استعمال لفظ من األلفاظ الدالة على مدلول بعينه لم يكن يدل عليه من‬
‫قبل وذلك ملناسبة بين الداللة األولى والداللة االصطالحية وهنا ترتسم حدود العالقة بين العلوم‬
‫القانونية وعلم املفردات في اللغة العربية(املعجم)‪.‬‬
‫كما ينطلق املصطلح القانوني كغيره من املصطلحات في العلوم املعرفية واالنسانية املختلفة‬
‫ويبحث أثناء ذلك عن األشكال اللغوية التي يناسبها‪ ،‬فاملفهوم القانوني يمكن أن يتحقق بالشكل ذاته‬
‫من خالل املصطلح مهما كانت لغته والبحث في أنظمة املفاهيم وربطها باملصطلحات املحكمة الداللة‬
‫املعبرة عن شبكة العالقات القائمة بينها‪.‬‬
‫ونحن هنا ال نبحث بين لغات مختلفة فذلك ش يء أعم وله دراسات خاصة بينما نبحث عن‬
‫انتقال الداللة واملفهوم من لغة االختصاص (القانون) وما تحمله في املعاجم من مفاهيم ودالالت‬
‫أولوية توافق أو تخالف ما وضعت له عند أهل االختصاص من فقهاء وعلماء القانون والتشريعات‪.‬‬
‫‪ -‬فما دور الحدود اللغوية في بناء املفاهيم القانونية؟‬
‫‪ -‬وماهي حدود التداخل التي يرسمها املصطلح بين اللغة العربية واللغة املتخصصة‬
‫(القانونية)؟‬
‫‪ -‬هل يعتبر املصطلح محددا رئيسا للغة التخصص؟‬
‫هذه الشكالية وما ينتج عنها من تساؤالت فرعية نحاول البحث عن إجابات لها في هذا املقال‬
‫معتمدين على املنهج الوصفي املقارن لوصف هذه الظاهرة بين نظام اللغة العربية ونظام اللغة‬
‫القانونية ولذلك سوف نتناول هذا البحث من خالل مبحثين األول نتكلم فيه على مفهوم اللغة‬
‫واملصطلح القانوني والثاني نتكلم فيه على إشكالية وضع املصطلح القانوني عند املشرع‪.‬‬
‫‪698‬‬
‫املصطلح القانوني بين اللغة العربية ولغة التخصص‬

‫املبحث األول‪ :‬مفهوم اللغة واملصطلح القانوني‬


‫تعتبر اللغة واملصطلح القانوني من املفاهيم الحساسة التي شغلت اهتمام الرأي العام بوجه‬
‫عام و الباحثين بوجه خاص و اختلفت فيها وجهات نظرهم و تعددت فيها آرائهم على الرغم من تعدد‬
‫املفاهيم ناهيك عن إشكالية املصطلح القانوني ونقله من لغة إلى أخرى األمر الذي يستوجب الوقوف‬
‫على مفهوم اللغة واملصطلح القانوني‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم اللغة القانونية‬
‫لكل لغة مجموعة من الوحدات وقواعد يعرفها كل ناطق ومجموعة القواعد هذه ووحدات‬
‫التقييد التي هي جزء من معارف أغلبية الناطقين بلغة تشكل ما نسميه اللغة العامة التي تمثل‬
‫مجموعة مصغرة من اللغة في معناها األعم‪ ،‬ووحدات اللغة العامة يستعمل في الحاالت التي يمكن أن‬
‫نسميها حاالت غير مميزة(ماريا تيريزا كابري‪ ،2012 ،‬ص‪ ،)92 :‬وهي بذلك تمثل مستوى يشرك فيه معظم‬
‫الناطقين بلغة معينة فيشتركون في املفردات وتركيبها واملعاني وتوظيفها فهي معرفة عامة بين أفراد‬
‫مجمع معين‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف وأنواع اللغة القانونية‬
‫إن القانون نظام مرتبط باللغة والتي هي في حد ذاتها مقيدة بمعايير يحكمها املعنى أكثر من‬
‫الشكل ولذلك يشترط في الباحث في املجال القانوني أن يكون متخصصا حتى يتمكن من استيعاب‬
‫معنى النص القانوني‪ .‬بغية إعادة التعبير والتركيب في اللغة املستهدفة وفقا ملعايير واستعماالت اللغة‬
‫والنظام القانوني للثقافة املستهدفة‪.‬‬
‫إن من املطلوب استعمال لغة قانونية فصيحة وصريحة للتعبير في هذا املجال والتي نادرا ما‬
‫يظهر فيها عناصر اليحاء واملجاز‪ ،‬وليست اللغة إال وسيلة للتعبير عن املعاني فإذا كان التفكير سليما‬
‫وصحيحا كان التعبير عنه كذلك مادام صاحبه يجيد التعبير ويتقن اللغة وإذا لم يكن التفكير سليما‬
‫وصحيحا كان التعبير عنه كذلك‪ ،‬أي فاسدا بدوره ألن هناك تفاعل بين اللغة والفكر(حجازي محمد‬
‫فهمي‪،‬ص‪.)95‬‬
‫فلغة التخصص هي مجموعة امكانيات محددة بالعناصر املتداخلة في كل فهل تواصل(‬
‫املرسل واملتلقي مع كل الخصائص التي يمتلكونها) وظروف التواصل وكذا مقاصد املتدخلين(ماريا تيريزا‬
‫كابري‪ ،2012 ،‬ص‪، ،)93‬فهي بذلك تكامل بين جملة عناصر يشترك فيها املتواصلون‪.‬‬
‫فلغة التخصص هي رموز من نوع لساني تختلف عن اللغة العامة واملكونة من القواعد‬
‫ووحدات خاصة‪ ،‬فهي مجموعة متكاملة من الظواهر اللسانية التي تنتج في مجال تواصل محدد‬
‫وهي محصورة باملواضع ومقاصد الظروف (ماريا تيريزا كابري‪ ،2012 ،‬ص‪ ،)93‬وهي تعتبر أيضا مجموعة‬
‫‪699‬‬
‫مصطفى سالمي ‪/‬العيد موفقي ‪ /‬نارة املختار‬

‫فرعية من اللغة العامة‪ ،‬وتتقاسم معها معظم الخصائص(حرية جرعوب‪ ، 2019 ،‬اللغة‬
‫املتخصصة واملصطلح ‪ ،‬يوم التصفح ‪) www.aqlamalhind.com/?p=1392 2022/06/12‬‬
‫ولهذا فإن لغة االختصاص هي شكل لساني خاص له حدود ورموز نستعملها لحاجيات خاصة‬
‫وفي سياقات مالئمة بغية توصيل معلومات من طبيعة متخصصة في مستوىياتها العليا أو الدنيا ففي‬
‫أعلى مستوى يستعملها الخبراء األعلى تحصصافيما بينهم وفي أدنى مستوى تستعمل الخبار أو تعليم‬
‫غير املتخصصين بطريقة فعالة دون لبس (ماريا تيريزا كابري ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.)98 :‬‬
‫إن اللغة هي وسيلة لحوار الثقافات والحضارة وتمثل عنصرا جوهريا في تكوين شخصيات‬
‫األمة‪ ،‬وعليه فإن النص القانوني يستعمل لغته الخاصة أي اللغة القانونية ال اللغة العامة وعليه فإن‬
‫النص القانوني يستعمل لغته الخاصة اي اللغة القانونية ال اللغة العادية التي تتيح للناس الفهم‪،‬‬
‫ويقصد بلغة القانون لغة علم القانونوالقانون هو ما اصطلح عليه الخبراء بالقانون الوضعي أي ‪":‬‬
‫مجموعة من القواعد القانونية التي تكون النظام القانوني الذي يحكم حياة الجماعات‪ .‬ومن املنظور‬
‫اللغوي التطبيقي تقوم لغة القانون على ‪ 3‬أنواع رئيسة‪:‬‬
‫‪ -1‬اللغة القانونية األكاديمية‪ :‬ويندرج فيها لغة املجاالت البحثية األكاديمية القانونية وكذلك‬
‫الكتب الخاصة بتدريس القانون‪.‬‬
‫‪ -2‬لغة القضاء‪ :‬ويشمل ذلك لغة األحكام التي تصدرها املحاكم والكتب التي تتناول القضايا‬
‫والتقارير القانونية‪.‬‬
‫‪ -3‬لغة التشريع‪ :‬وتتألف من الوثائق القانونية مثل القوانين التي يصدرها البرملان والوثائق‬
‫الدستورية والعقود واالتفاقيات واملعاهدات( شريفي عبد الواحد‪ ،2010/2009 ،‬ص ‪.)06‬‬
‫إن اللغة القانونية تحتاج إلى أسلوب واضح متين لشرح املضامين الواردة في النص القانوني‬
‫وليست قائمة على الكلمات دون سياق فالسياق له أهمية كبيرة في رسم حدود املصطلح وضبطه‪،‬‬
‫وبذلك يتطلب األمر اقصاء بعض الجوانب الشكلية حتى ال تخرج اللغة القانونية عن املعنى املراد‬
‫من املصطلح القانوني‪.‬‬
‫إذن فالهدف هو الوصول إلى مؤديات تخلو من اللبس كونها لغة خاصة تختلف عن اللغة‬
‫العامة (األدبية) (محمد عناني‪ ،‬سنة‪ ،1997‬ص ‪ ،)48‬التي تستخدم اللغة العاطفية وبذلك تخرج عن دائرة‬
‫النص املتخصص‪ ،‬ويكمن االختالف بينهما في مظاهر عديدة مثل االتساق اللغوي أي ترابط األفكار‬
‫التي يعرضها النص املختص ‪ ،‬موضوعية الجمل ‪ ،‬البنية االصطالحية‪ ،‬شأن االشتقاق الوارد على‬
‫النظم املصطلحية( أي املصطلحات التي‬ ‫املصطلح‪ ،‬وكذلك النحت واملجاز والتوليد‪ ،..‬كذلك األسلوب‪ُ ،‬‬
‫هي أساس قيام لغة االختصاص)‪.‬‬
‫‪700‬‬
‫املصطلح القانوني بين اللغة العربية ولغة التخصص‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصوصية اللغة القانونية‬


‫إن الحديث عن الخصوصية في اللغة القانونية يقودنا للحديث عن االستعمال اللغوي العام‬
‫والخاص ‪ ،‬حيث يشير االستعمال اللغوي العام الى تلك اللغة اليومية املشتركة بين جميع الناطقين‬
‫في مجاالت التواصل اليومية كتبادل املعلومات وعمليات البيع والشراء واملعامالت املختلفة‪....‬‬
‫فمفرداته اللغوية تشيع بين املتكلمين بينما االستعمال اللغوي الخاص فيظهر في توظيف القانوني‬
‫عند كتابته بحث في تخصصه أو عند إصدار القاض ي لحكم أو في حالة شهادة بيع أو حجر أو ‪،....‬‬
‫فعندها تشحن املفردات بمعان إضافية نابعة من السياق الخاص لذلك املوضوع (الواسطي‬
‫سليمان‪ ،1983 ،‬ص‪.)29‬‬
‫فاالستعمال العام مرتبط بالجوانب اليومية والتأديات املألوفة بينما االستعمال الخاص‬
‫مرتبط بالسياق الذي يضبط معاني مفردات التواصل‪.‬‬
‫ولهذا فإن اللغة القانونية لها وظيفة إخبارية تهدف إلى تقديم معلومات وليس التعبير عن‬
‫حاالت ولهذا فهي قائمة على املصطلحات الخاصة بها اي ان ما يميزها هي كيفية معالجة املوضوع‬
‫وفق مستويات لغوية خاصة ومصطلحات خاصة واسلوب خاص فاللغة القانونية املتواجدة في‬
‫القانون املدني أو التجاري تختلف عن اللغة القانونية املوجودة في قانون العقوبات( سهام حساين‪،‬‬
‫سنة ‪ ،2010/2009‬ص‪)10‬‬
‫ومن بين خصوصية اللغة القانونية نجد‪:‬‬
‫‪ -1‬الدقة ‪ :‬وذلك في مسألة التعبير عن املفاهيم بكيفية واضحة تنفي بها كل مظاهر اللبس‬
‫والغموض فال مجال لالشتراك اللفظي والترادف بل مراعاة املحتوي الداللي ‪.‬‬
‫‪ -2‬اإليجاز‪ :‬أي االختزال وهو تبليغ املحتويات املعرفية بأقل ما يمكن من األلفاظ والعبارات‬
‫وغالبا ما تكون النصوص القانونية جمال قصيرة ودقيقة‪.‬‬
‫‪ -3‬الوضوح والبساطة‪ :‬وذلك باختيار اللفظ املأنوس بعيدا عن الغرابة والتعقيد لغلق باب‬
‫التأويل املتعدد وكثرة الحاالت الضميرية واالضمار والحذف والفصل وغيرها من األساليب‬
‫اللغوية البالغية‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬مفهوم املصطلح القانوني‬


‫املصطلح هو اسم قابل للتعريف في نظام متجانس يكون تسمية حصرية لش يء ما ويكون‬
‫منظما( أي في نسق متكامل) ويطابق دون غموض فكرة أو مفهوما (حجازي محمد فهمي‪ ،‬د ذ س النشر‪،‬‬

‫‪701‬‬
‫مصطفى سالمي ‪/‬العيد موفقي ‪ /‬نارة املختار‬

‫ص‪ ،)19 :‬فمدار مفهوم املصطلح موضوع الدراسة في علم املصطلح العام والخاص هو ‪ ":‬ذلك االسم‬
‫الذي يتموضع ضمن شبكة مفاهيم تعبر عن نظام متكامل يجعله يتسم بتطابق محكم مع مفهومه‬
‫ومع سائر املفاهيم من خالل العالئق التي تعبر عن نظام معرفي معين يجمع مفاهيم العلم املقصود‬
‫واللغة املقصودة‪.‬‬
‫كما أنه يعبر عن مجموعة من الكلمات من لغة متخصصة ( علمية أو تقنية)يستخدم‬
‫للتعبير بدقة عن مفاهيم وليدل على أشياء مادية محددة (حجازي محمد فهمي‪ ،‬د ت ن‪ ،‬ص‪ )11 :‬فهو‬
‫عبارة عن جملة من املفردات املرتبطة بلغة شخصية او مجال معين قد يستقى بعضها من تراث‬
‫عريق وقد يفترض يعضها للداللة عن مرجع داللة محكمة (الواسطي سليمان‪ ،1983 ،‬ص ‪.)29‬‬
‫وبفضل املصطلح تهدق لغات االختصاص غلى تحقيق الدقة والداللة املباشرة بعيدا عن‬
‫اليحاء والعموم وهي سمات مميزة ملصطلحات العلمية والتقنية إذ ينبغي أن يكون املصطلح دقيقة‬
‫ومباشرة في داللتها بعيدا عن اللغز والغموض كما تكسب الكلمات التي تنتقل من لغة العامة إلى لغة‬
‫االختصاص استخداما جديدا ذو داللة خاصة ومحددة فتشحن بداللة اصطالحية بعيدة عن تلك‬
‫التي تحملها في االستعمال العام (حجازي محمد علي‪ ،‬د ت ن‪ ،‬ص‪،)14 :‬وبهذا يمكننا الوقوف على دقة لغة‬
‫االختصاص وملا استطعنا ضبط داللتها املباشرة وبهذا تكتس ي املفردات دالالت عديدة بعيدة عن‬
‫الدالالت املعتادة في التواصل العام‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك فإن املصطلحات املفردة متخصصة في أي علم تحدد نوعا منالتراكيب املميزة‬
‫وهي من الجانب القانوني تتسم بالوضوح وااللبساطة لخدمة هدف لغوي محدد وبهذا يكون االسلوب‬
‫الوظيفي هو املهيمن في بناء التراكيب الخاصة‪.‬‬
‫ومن سماته أيضا اليجاز على قدر املفهوم وبما يطابقه مباشرة وبأقل ألفاظ وبأقصر عبارة ممكنة‬
‫وهي دقيقة دقة مستمدة إلى املعيار العلمي الذي ال يحتمل فيها النص وال بعضه إال معنى واحدا‬
‫وتفسيرا واحدا (أحمد بناني‪ ،2020،‬ص ‪ ،) 24‬دقة خالية من اللبس واملشترك الفظي وال تحمل الوهم‬
‫واالحتمال وتبتعد عن االستعارة والكناية وكل اسلوب غير مباشر فلغة النص القانوني وسبيلة لنقل‬
‫مضمون ما وليست شكال وال غاية في نفسها (مصطفى سامي املهدي ‪،‬د ت ن ‪ ،‬ص‪.)85 :‬‬

‫الفرع األول‪ :‬طبيعة املصطلح القانوني وخصائصه‬


‫املصطلح عنصر جوهري في كل علم وضبطه أهم وسيلة لفهم العلم والتمكن فيه ولعل أصعب‬
‫ما في املصطلح هو تحديد معامله وحدوده‪.‬‬
‫‪702‬‬
‫املصطلح القانوني بين اللغة العربية ولغة التخصص‬

‫واألمر راجع إلى التخصص الن لكل تخصص لغة تميزه وأسلوب يحدده ولهذا اهتم اللغويون‬
‫خصوصا برسم معالم املصطلحات التقنية خاصة والتي تتميز بدالالت خاصة تحدد حيز الدالالت‬
‫العامة لكل مفردة في اللغة‪.‬‬
‫ولعل ذلك االهتمام راجع ألسبا وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬االنفجار العلمي الذي نواكبه‬
‫‪ -2‬ظهور وسائل التواصل السريعة واملتطورة سرعت من شدة االحتكاك بين اللغات‬
‫والشعوب والخلفيات الفكرية املختلفة‪..‬‬
‫وقد فطن علماء اللغة العربية لضرورة رسم حدود التعريفات لكل علم وضرورة تميز‬
‫التعريفات بالشمولية والكمال (شامل مانع) شاكل للمكونات األساسية ومانع لدخول غيرها‬
‫من املكونات‪ ،.‬وبذلك يمكن تحديد املصطلح وفق نمط خاص يميز العلم الذي ينتمي له هذا‬
‫املصطلح‪.‬‬
‫وكان املصطلح القانوني من جملة املصطلحات التي عرفت صعوبة في تحديدها الن‬
‫املادة العلمية القانونية بقدر اختالفها في التشريعات العاملية إال أن هناك تشابه إلى حد كبير‬
‫بينها وبالتالي كان النتقال املصطلحات بين اللغات وتحديد مفاهيمها العامة يعد إشكالية كبيرة‬
‫وما يزيد الشكال هو تداخل املصطلحات في اللغة الواحدة الشتمال املفردة الواحدة على‬
‫مجموعة من املفردات التي تشترك بينها في اللفظ عامة وبهذا يتحتم وجود معاجم مخصصة‬
‫لكل علم‪.‬‬
‫وللمصطلح دور كبير في تحديد سمات لغة االختصاص‪ ،‬والجزء األساس ي في لغات‬
‫االختصاص هو مصطلحاتها املختلفة مع أن املصطلحات ال تشكل لغة إذ تحمل كل لغة‬
‫تخصصية خصائص صرفية ونحوية مستمدة من اللغة العامة أما الخصائص الصرفية‬
‫والنحوية فال تتكون إال في اللغة العامة‪ .‬ويستخدم منها فقط ما يفي بحاجة التخصص‪.‬‬
‫فبفضل املصطلح تهدف لغات االختصاص إلى تحقيق الدقة والداللة املباشرة بعيدا‬
‫عن اليحاء والعموم وهي سمات مميزة للمصطلحات إذ ينبغي أن تكون مصطلحات دقيقة‬
‫ومباشرة في داللتها بعيدة عن الرمز والغموض‪.‬‬
‫كما تكتسب الكلمات التي تنتقل من لغة عامة إلى لغة االختصاص استخداما جديدا‬
‫ذو داللة خاصة ومحددة فتشحن بداللة اصطالحية بعيدة عن تلك التي تحملها في االستعمال‬
‫العام‪.‬‬
‫كما أن املصطلح يتوزع إلى نوع داخلي وآخر خارجي‪:‬‬
‫‪703‬‬
‫مصطفى سالمي ‪/‬العيد موفقي ‪ /‬نارة املختار‬

‫‪ -1‬االصطالح الداخلي‪ :‬أي أحادي اللغة فهو يرتكز في شكله على املصطلحات املعجمية( نحو‬
‫بالغة فقه اللغة) وهي نتاج فكري ومعرفي له بعد تاريخي‪.‬‬
‫‪ -2‬االصطالح الخارجي ‪ :‬اي متعدد اللغات ويستمد مادته األساسية من اللغات األجنبية عن‬
‫طريق الترجمة والتعريب‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬جهود توحيد املصطلحات القانونية ومعوقاته (تأصيل املصطلحات القانونية)‬
‫إن املصطلح بمفهومه الخاص وليد بيئة ثقافية معينة قد يكتسب داللة متفاوتة في انتقاله‬
‫من مجال إلى آخر في اللغة الواحد باعتباره مستخرجا من لفظ عام ذو دالالت مختلفة تصب في مفهوم‬
‫عام واحد وتكون داللته ثابتة النتمائه ملجال دون سواه مثلما هي املصطلحات القانونية غير أن‬
‫املصطلحات تندثر أحيانا بنقص تداولها واستعماالتها‪ .‬واعتماد مرادفات لها أسها لفظا ( نطقا)‬
‫تختلف عنها نسبيا من حيث املعنى أو تكسب داللة جديدة في سياق نعين تفرضه سياقات أخرى‬
‫ضرورية‪.‬‬
‫ونقصد بتأصيل املصطلح هو إرجاع املصطلح لداللته الحصرية في سياقها التاريخي العرفي‬
‫املعين ‪ ،‬والتأصيل هو الوصل باألصل واألمر املهم أن املصطلح قبل كونه مطلبا لغويا فهو تعبير فكري‬
‫(فكرة) والتأصيل هو العلم الذي ينظر في أصول املعاني وأزمنتها وأطوارها التاريخية‪( ......‬طه عبد‬
‫الرحمن‪ ،‬د ت ن‪ ،‬ص ‪،)135-129 :‬‬
‫فالهدف األول هو البحث عن أصل الكلمة فهم السبب من وراء إطالق تسمية ما على مفهوم‬
‫معين (مصطلح) وهو البحث عن املعنى الحقيقي للكلمة وال تسعى لتعقب اختالف اللفظ وتغييراته‬
‫املتتالية من جذور الكلمة ملختلف اشتقاقاتها بل يشمل أيضا دراسة املعنى‪.‬‬
‫تشكل الصلة القائمة بين املدلول اللغوي واالصطالحي العامل األساس ي لتحقيق مفهوم دقيق‬
‫وهذا ما يسمح بربط املصطلحات بأصولها اللغوية ومجال تداولها دون إحداث قطيعة مع الثقافات‬
‫واللغات األخرى‪.‬‬
‫وفي شان املصطلحات القانونية نبحث أوال عن املصطلح ومعناه اللغوي مقارنة بين املعنى‬
‫اللغوي واملعنى االصطالحي للمصطلحات املشتقة منها واملعروف أن أغلب املصطلحات القانونية‬
‫مستمدة من الفقه أو ترجمة ذلك من اللغات األجنبية‬
‫املبحث الثاني‪ :‬إشكالية وضع املصطلح القانوني عند املشرع‬
‫التشريع هو مجموعة من القواعد القانونية املكتوبة وامللزمة ويتميز النص القانوني عموما‬
‫والنص القضائي وغيره من أنواع بمصطلحات أصلية وأسلوب فريد يتراوح بين النص التشريعي‬
‫النصوص التي وصفها جيمار(‪ ":)GEMARE‬يتميز النص القانوني بثالث سمات أنه معياري ‪ 5‬قنون‬
‫‪704‬‬
‫املصطلح القانوني بين اللغة العربية ولغة التخصص‬

‫حكم قضائي عقد‪ -‬ويملك مصطلحات أصلية واسلوبا فريدا من نوعه تشريعي قضائي‬
‫(‪ )Ge;qr.j.c. 2001.p.31-32-‬تعاقدي‬
‫ويخضع املصطلح القانوني ملجموعة من الضوابط واملعايير التي لو خرجنا عن إطارها لوقعنا‬
‫في الكالم العام املتداول إذ يتميز االصطالح القانوني بضوابط متعددة من أبرزها الدقة واليجاز‬
‫والداللة املباشرة كما ييجب أن يتميز بدرجة من التجريد فيبتعد عن الذاتية والصيغ الجمالية‬
‫(مصطفى الهاشمي‪ ،2018 ،‬ص‪ ، ) 6 :‬واهم ميزة هي ما يعرف بمقياس الداللة األحادية وهي تلك العالقة‬
‫التي تربط الدال بمدلول واحد وليس له مترادفات‪( .‬حلمي أسمهان‪ ،2013 ،‬ص‪).3 :‬‬
‫املطلب األول‪ :‬املصطلح والعوائق الثقافية‬
‫بما أن لكل علم مصطلحاته الخاصة التي تميزه عن غيره من العلوم فإن املصطلح القانوني أساس لغة‬
‫القانون ملا له من وظيفة مميزة فهو ال ينقل العلوم وما توصل اليه من حقل اختصاصه من معارف‬
‫موضوعية وحقيقية إذ أنه يشير إلى تسميات مكرسة ضمن جهاز مصطلحات محددة ملفاهيم أساسية‬
‫تخص ثقافة أمة أو قانونا معينا ‪.‬‬
‫إن اللغة هي األداة لتواصل املجتمع ‪ 5‬املجموعة الواحدة‪ -‬فهي مرآة عاكسة لثقافته املنتظمة‬
‫في مجموعة القوانين والتشريعات التي يدرسها القانوني في املجتمع والقانون هو ظاهرة محلية تخضع‬
‫ملبدأ املكان الخاص والذي يعتبر أحد أكثر املجاالت تخصصا بثقافة املجموعة في ذلك املكان‬
‫املخصص‪.‬‬
‫والقانون ظاهرة اجتماعية ولكل مجتمع ثقافة تميزه عن غيره وحدوده الجغرافية فهو محمل‬
‫بتلك الشحنات الثقافية املحلية‪.‬‬
‫وعند مراعات الجانب الثقافي للمصطلح القانوني يظهر ما يسمى بالتثاقف القانوني وبذلك‬
‫يكون املصطلح مؤشرا ثقافيا ال تقنيا من جهة وحضاريا تفاعليا من جهة أخرى وهنا يكون للثقافة دور‬
‫في تحديد وبناء ورسم حدود املصطلح‬
‫الفرع األول‪ :‬التكوين اللغوي والبناء القانوني‬
‫إذا كان النص القانوني نظام من العالمات أو املواد القانونية يتشكل كذلك من مادة لغوية‬
‫ذات مستويات عديدة ‪ 5‬معجمية تركيبية داللية تداولية‪ -‬إال أن هذه اللغة تختلف عن اللغة العادية‬
‫بوصفها لغة حاملة لقائمة مصطلحية تفارق بها اللغة العادية فهي لغة تتميز باستبعادها كل ماهو‬
‫إيحائي واعتمادها على كل ماهو متعين ظاهر ألنها لغة حكم وتشريع وتتميز أيضا ‪:‬‬
‫‪ -‬لغة اجتماعية تداولية النها تضبط سلوك األفراد وتتحكم وتنظم الروابط االجتماعية‬

‫‪705‬‬
‫مصطفى سالمي ‪/‬العيد موفقي ‪ /‬نارة املختار‬

‫‪ -‬لغة ت تسم بالعموم في الخطاب وبالتجريد في التعيين النها التوجه ملخاطبة شخص معين‬
‫وال تحدده بذاته وال تتناول واقعة معينة بل هي عامة مجردة محتكمة إلى شرائطها التي‬
‫يدل عليها نص القانون‪.‬‬
‫‪ -‬لغة ملزمة للمخاطبين بها ‪( .‬حبيب ابراهيم خليلي‪ ،‬سنة ‪،1983‬ص‪)121 :‬‬
‫وبهذا فان اللغة القانونية تختلف في معجمها ودالليتها عن اللغة العادية بل تعتمد على‬
‫سجالت مصطلحية خاصة بها‪.‬‬
‫وعليه فإن مما يجب االعتماد عليه بل يشترط في دارس القانون هو التكوين املتخصص في‬
‫املجال واملعرفة اللغوية النوعية واألكاديمية وذلك لبناء باحثين متمكنين في املجال القانوني واللغوي‬
‫معا وتأهيلهم للتعامل مع القوانين بناء ودراسة وتطبيقا‪.‬‬
‫وهذا ما يضمنه برامج التكوين املتخصصة أكاديميا بغرض ادراج الدراسة اللغوية واملعجمية‬
‫والداللية املتخصصة في امليدان إضافة غلى الدراسات في العلوم القانونية التي تتيح له الربط بين‬
‫املفاهيم القانونية والحصول على معرفة مهمة تؤهله لبناء وفهم وتحديد مجموعة املصطلحات لغويا‬
‫تركيبيا ودالليا‪..‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬كفاءات واضع ودارس املصطلح القانوني‬
‫للدارس القانوني وواضع املصطلحات ال بد له من شرائط تقدره على أن يكون عارفا بالطرائق‬
‫والجراءات املعرفية لبناء املصطلح القانوني ولهذا يجب ـان يكون له خبرة في ممارسة املجال القانوني‬
‫ولهذا تتمثل هذه الكفاءات في ‪:‬‬
‫‪ -1‬الكفاءة اللسانية‪ :‬وهي القدرة على املعرفة الدقيقة بالدوال النصية اللسانية والخراج نصية‬
‫للغة وهذه الدالالت التي تراعي القواعد البنائية في اللغة (كفاءة نحوية)‪( .‬عبد الحق العابد‪،‬‬
‫‪ ، 2006‬ص‪)05 :‬‬
‫‪ -2‬الكفاءة املوسوعية‪ :‬وهي القدرة علة معرفة السياقات العامة للنصوص واملصطلحات‬
‫وتموضعها داخل النص القانوني والتي تتأثر وتؤثر في املعتقدات ومجموعة القيم والقواعد‬
‫املنظمة لألفراد واألعراف (حبيب ابراهيم خليلي‪ ،‬سنة ‪ ،1983‬ص‪.)15 :‬‬
‫‪ -3‬الكفاءة املنطقية ‪ :‬وهي القدرة على تحديد األسباب وعالقاتها بالنتائج أة القدرة على تعيين‬
‫والتفريق بين شروط المكان وشروط الضرورة والتمييز بين العام والخاص واملطلق واملقيد‬
‫وووو‪..‬‬
‫‪ -4‬الكفاءة التأويلية‪ :‬التأويل هو تفعيل داللي لكل ما يمكن للنص قوله او فهمه منه‪ ،‬وذلك‬
‫بالتفسير والتأويل ملجموعة املصطلحات بعد االصطدام بالنوازل واالستغالق الفهمي للنص‪.‬‬
‫‪706‬‬
‫املصطلح القانوني بين اللغة العربية ولغة التخصص‬

‫املطلب الثاني‪ :‬جهود توحيد املصطلحات‬


‫إن مفهوم املصطلح عند العلماء هو خروج لفظ من أصله اللغوي العام إلى آخر يحدده السياق‬
‫والقصد منه‪ ،‬واملصطلح القانوني هو تعبير عن مفاهيم مرتبطة باملجال القانوني له دالالته الخاصة‬
‫إذ أن مجرد ذكره أو التلفظ به يحدد طابعه القانوني نظرا الن الكلمات واملفردات املستعملة تكتس ي‬
‫طابعا تقنيا صعب الفهم من غير القانوني كالكثير من املصطلحات كاملحكمة والحق والنزاع والتقاض ي‬
‫‪( ..‬عبد الناصر توفيق‪ ،1970 ،‬ص‪. )20 :‬‬
‫الفرع األول‪ :‬خصائص املصطلح وتمثيالت عنه‬
‫ان كل علم من العلوم ينبني في أساسه على جملة من املنظومات املفاهيمية وكل منظومة مفاهيمية‬
‫تتميز عن األخرى بمصطلحاتها املستعملة‪ ،‬وهذا التخصص في تحديد املصطلحات املشكلة للمنظومة‬
‫الخاصة املفاهيمية الواحدة تصبح أكثر تخصصا عندما تنتقل املصطلحات واملفاهيم من مجال‬
‫البحث العلمي الدقيق والتطبيق‪ ،‬إن العمل املصطلحي ليس وليد هذا العصر بل هو تراكمات علمية‬
‫ومعرفية اصطالحية وجد العلماء والباحثون أنفسهم أمامها ملزمين بجمعها وتصنيفها ودراستها ‪ ،‬ولكن‬
‫للمصطلح القانوني خصائص تميزه وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬خصوصية مفردات املصطلحات القانونية كقولنا ‪ :‬الضرر‪ ،‬الحجر‪ ،‬طرف‪ ،‬حبس ‪... ،‬‬
‫‪ -2‬خاصية التركيب وعادة ما تتميز املصطلحات بالتركيب نظرا للبعد االجتماعي فيها كقولنا ‪ :‬الغ‬
‫وباطل‪ ،‬غش وخداع‪...‬‬
‫‪ -3‬اختالف التراكيب من نخصص غلى آخر فمصطلحات القانون التجاري غير مصطلحات‬
‫وتراكيب القانون الجنائي ‪.‬‬
‫‪ -4‬تباين معاني املصطلحات بين األنظمة القانونية املختلفة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬جهود توحيد املصطلحات القانونية‬
‫اهتمت الكثير من املؤسسات باملبادرة إلى توحيد املصطلحات القانونية وذلك بوصف دقيق‬
‫للمصطلحات املستعملة ملجاالت التعاون املشتركة واعتماد بعض الحلول العملية حالت عقبات كثيرة‬
‫دون السماح بنجاح تجسيدها‪.‬‬
‫ومن ذلك اعتماد أحد أهم املؤسسات الدولية ممثلة في األمم املتحدة والتي رغم اعتمادها على‬
‫ترسيم ‪ 5‬لغات عاملية معترف بها في الكتابة والتعامل الداري والقانون الدولي ورغم ذلك وجدت الكثير‬
‫من العتبات لتوحيد املصطلحات ‪ ،‬وقد اعتمدت في ذلك على مؤسسات دولية خاصة لتوحيد‬
‫املصطلحات القانونية وقد أنشأت قسما خاصا (القسم املصطلحي) بالهيئة الدولية ويعمل بالتنسيق‬
‫مع مجموعة من املؤسسات التي توفر بنوك معلومات مصطلحية مثل املنظمة الدولية للمواصفات‬
‫‪707‬‬
‫مصطفى سالمي ‪/‬العيد موفقي ‪ /‬نارة املختار‬

‫والتقييس (إيزو) والجمعية الفرنسية للتوحيد والتقييس (كروش نعيمة‪ ،‬د ذ س النشر‪ ،‬ص ‪ ،) 150‬ولذلك‬
‫اعتمدت معجم الشبكة األوربية للهجرة لغرض تنظيم مسائل الهجرة واللجوء وكذلك توحيد قواعد‬
‫التجارة الدولية بين فروع القانون املتقاربة والتي توجت بابرام اتفاقيات دولية متعددة ‪.‬‬
‫ومن بين معوقات لتوحيد املصطلحات القانونية نجد‪:‬‬
‫‪ -1‬غياب التنسيق بين املجامع اللغوية وذلك لغياب أساليب منهجية متفق عليها رغم العديد‬
‫من املقومات املشتركة التي تجمعها‬
‫‪ -2‬غياب الرادة الفعلية وذلك بسبب الصراع بين التوجهات السياسية للمكون العربي ‪.‬‬
‫‪ -3‬اختالف مصادر القانون وبالتالي اختالف املركب الثقافي واللغوي والتاريخي‪.‬‬
‫‪ -4‬تنوع فروع القانون وتعدد األنظمة القانونية‪.‬‬
‫‪ -5‬تطور املصطلح بتطور مصادر املعرفة املختلفة واملعتمدة وهو ما ولد تفاوت في التناول‬
‫بين مستوى الدول العربية‪.‬‬
‫‪ -6‬االنقطاع بين املعنى املتداول واملعنى القانوني للمصطلح ‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫وفي األخير نستنتج بعض الخالصات والنتائج واالقتراحات وهي ضوابط واجبة االلتزام يحتمها التطرق‬
‫في موضوع املصطلح القانوني ‪ ،‬نجملها في النقاط التالية‪:‬‬
‫• تحديد املفاهيم تحديدا دقيقا بغرض إيجاد مصطلحات دقيقة الداللة‬
‫• حصر البحث في ملفردات التي تعبر عن املفاهيم الدقيقة املنشودة‬
‫• بحث الحالة املعاصرة لنظم املفاهيم وتحديد عالقاتها القائمة و محاولة إيجاد مصطلحات‬
‫دالة مميزة لها‬
‫• محاولة الوصول إلى مصطلحات قانونية موحدة في إطار االتفاق عليها‬
‫• العمل على االستفادة من املعجم املهمل في اللغة لحصر الدالالت في مصطلحات دقيقة‬
‫وجديدة‬
‫• ربط الجانب الفكري من أجل تحديد داللة الكلمة في إطارها الداللي املباشر‬
‫• وجوب ولزوم رأي اللغويين ملعرفة املصطلح الصحيح واألقرب للدقة ‪.‬‬
‫• دعم جهود املجامع اللغوية وتوحيدها للسعي إلى إنجاز معاجم متخصصة وتوجيهها وتعميمها‬
‫• تحديد املفاهيم تحديدا دقيقا يجمع بين املعيار اللغوي ومعيار لغة االختصاص‬
‫• حصر البحث في املفردات التي تعبر عن املفاهيم املنشودة‬
‫‪708‬‬
‫املصطلح القانوني بين اللغة العربية ولغة التخصص‬

‫• بحث الحالة املعاصرة لنظم املفاهيم وتحديد عالقاتها القائمة ومحاولة إيجاد مصطلحات‬
‫دالة مميزة‬
‫• استثمار معطيات الدرس اللساني في ترقية اجراءات وضع املصطلح وصناعة املعاجم‬
‫املتخصصة‬
‫• دعوة الباحثين الجامعيين لهذا النوع من الدراسة‬
‫• مراعاة الجوانب الصرفية والنحوية والداللية من طرف املتخصصين‬
‫• مراعاة اتفاق املصطلح اللساني العربي بين املدلول العلمي و اللغوي للمصطلح األجنبي ‪.‬‬

‫املراجع‬
‫‪-1‬املؤلفات‪:‬‬
‫‪ .1‬كابري ماريا تيريزا ‪،‬سنة ‪ ،2012‬املصطلحية النظرية واملنهجية والتطبيقات‪ ،‬ترجمة محمد‬
‫امطوش‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ، ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ .2‬محمد فهمي حجازي ‪ ،‬د ذ س النشر ‪ ،‬علم اللغة بين التراث واملناهج الحديثة‪ ،‬دار غريب‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ .‬اين بلد النشر‬
‫‪ .3‬محمد عناني ‪ ،‬سنة ‪ ،1997‬الترجمة األدبية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬الشركة املصرية‬
‫العامليةللنشر‪ ، ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .4‬الواسطي سليمان‪،‬سنة ‪ 1983‬الترجمة العلمية‪ ،‬بغداد‪.‬‬
‫‪ .5‬حبيب ابراهيم خليلي‪ ،‬سنة ‪ ،1983‬املدخل للعلوم القانونية‪ ،‬الظرية العامة للقانون‪ ،‬ديوان‬
‫املطبوعات الجامعية‪ ،‬ط ‪ ،2‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .6‬مصطفى سامي املهدي‪ ،‬د ت ن‪ ،‬مواصفات الكتب املترجمة‪ ،‬منشورات مجلة املجمع العراقي‬
‫‪ ،‬العراق‪.‬‬
‫‪ .7‬طه عبد الرحمن‪ ،‬فقه الفلسفة‪ ،‬ط‪ ، 2‬املغرب الدار البيضاء‪ ،‬املركز الثقافي العربي‪.‬‬
‫‪ .8‬توفيق عبد الناصر ‪،‬سنة ‪ ، 1970‬الوجيز في القانون‪ ،‬مطبعة السعادة‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪Ge;qr.j.c.52001-.Qpropos dejureling uistiaque et de trqndquction jurdiqe.nez .9‬‬
‫‪qpprqch.reve genirql de droit.31-2-‬‬
‫‪-2 .10‬األطروحات‪:‬‬

‫‪709‬‬
‫مصطفى سالمي ‪/‬العيد موفقي ‪ /‬نارة املختار‬

‫‪ .11‬حساين سهام ‪ ،‬ترجمة املصطلحات الجنائية‪ ،‬ماجستير في الترجمة‪ ،‬كلية اآلداب والغات‪،‬‬
‫وهران‪ ،‬سنة ‪2010/2009‬‬
‫‪ .12‬عبد الواحد شريفي ‪ ،‬ترجمة املصطلحات الجنائية جريمة القتل‪ ،‬ماجيستير‪ ،‬كلية اآلداب‬
‫اللغات والفنون ‪ ،‬جامعة وهران‪2010/2009 ،‬‬
‫‪-3‬املجالت العلمية‬
‫‪ .13‬العابد عبد الحق ‪،‬سنة ‪ ،2006‬ترجمة النص القانوني بين كفاءة املترجم واكراهات‬
‫املصطلح‪ ،‬مجلة املترجم‪ ،‬ع ‪ 13‬الجزائر ‪.‬‬
‫‪ .1‬الهاشمي مصطفى ‪،‬سنة ‪ ،2018‬اشكالية االصطالح القانوني‪ ،‬مجلة العلوم القانونية عدد‬
‫‪.02 / 09‬‬
‫‪ .2‬حلمي أسمهان‪،‬سنة ‪ ، 2013‬خصائص املصطلحات القانونية‪ ،‬مجلة جامعة الشارقة‪/1 ،‬‬
‫‪ 10‬ص‪3 :‬‬
‫‪ .3‬بناني أحمد‪ ،‬سنة ‪ ، 2020‬لغة االختصاص ودور علم املصطلح في مقاربتها‪ ،‬مجلة اآلداب‬
‫واللغات‪.01/8 ،‬‬
‫‪-4‬املواقع االكترونية‪:‬‬
‫حرية جرعوب‪ ،2019 ،‬اللغة املتخصصة واملصطلح‪ ،‬مجلة االلكترونية أقالم الهند‪ ،‬العدد‬
‫الثالث ‪ ،‬سنة ‪، 2019‬يوم التصفح ‪ 2022/06/12‬على الساعة ‪ 14:00‬على املوقع‪:‬‬
‫‪www.aqlamalhind.com/?p=1392‬‬

‫‪710‬‬

You might also like