Professional Documents
Culture Documents
Basic Ed6 21
Basic Ed6 21
216
آذار2012/م مجلة كلية التربية األساسية /جامعة بابل العدد6 /
االجتماعي ،والهوية الفردية ،وتفاعالت علم النفس مع التاريخ ،والسياسة ،والثقافة في التوجهات التخصصية في دراسة المشكالت
النفسية وجذبت اهتمامًا أوسع ( .)Encyclopædia Britannica, 2009
ول د ع ام ( )1902ب القرب من مدين ة فرانكف ورت بألماني ا ونش ا في كارلش روه .وق د ابتع د عن التعليم النظ امي بس بب رغبت ه
الشديدة في أن يصبح فنانا .وبعد سنوات عديدة من دراسة الفن واألعمال المرتبطة برسم صور األطفال ،انتدبته فرويد لتدريس الفن
لألطفال األمريكيين القادمين الى فيين ا لدراسة منهج فرويد ( .)1927وكان هذا الدخول العرضي في دائرة فرويد سببا في التحاقه
بمعه د التحلي ل النفس ي بفيين ا .ام ا دخول ه التحلي ل النفس ي فق د ك ان على ي د آن ا فروي د كج زء اساس ي من برن امج الت دريب .وق د تعلم
اريكسون الكثير من فرويد نفسه ومنهم هيلن دويتش ،وارنست كرس ،وهارتمان ،وغيرهم من المحللين الموهوبين (ميللر،2005 ،
ص.)143
ادى خوف ه من الحرك ة الفاش ية و"الحكم االس تبدادي" الى ان ي ذهب الى الوالي ات المتح دة في ع ام ( .)1933ورغم ان ه لم
يحصل على اي درجة جامعية فقد اصبح اكبر محللي االطفال في بوسطن .وتولى منصبا في مدرسة هارفارد الطبية ،وتولى بعدها
ع دة مناص ب في مؤسس ات عالجي ة كب يرة مث ل يي ل ،وب يركلي ،ومؤسس ة ميننج ر .واثن اء حكم مك ارثي ،McCarthyك ان يش غل
اهتمام ه الخط ر الن اتج عن "يمين ال والء" على الحري ة الشخص ية .وادى ذل ك الى عودت ه م رة ثاني ة الى الس احل الش رقي حيث مرك ز
أوستن في مدين ة س توكبردج ،وجامع ة هارف ارد ،وغيره ا من الجامع ات الش رقية المتع ددة .ت وفي اريكس ون ع ام ( )1994عن عم ر
يناهز الواحد والتسعين (ميللر ،2005 ،ص.)144
كان لهذه المناصب التي توالها اريكسون المتركزة بين المعالج النفسي واألستاذ اثرها في تركيز اهتمامه في مجال معين.
قام بدراسة مشاكل المعارك لدى الجنود االمريكيين في الحرب العالمية الثانية ،وبكاء االطفال في مجتمع جنوب داكوتا ،واللعب عند
االطف ال الطبيع يين والمض طربين وح وارات م ع الم راهقين المض طربين ال ذين يع انون من مش كالت تتعل ق بالشخص ية .والس لوك
االجتماعي في الهند .تضمنت هذه البحوث افكاره التي ادلى بها في كثير من اصداراته منها "الطفولة المعروفة والمجتمع" ()1950
و"الشخصية :الشباب واالزمات" (( )1968ميللر ،2005 ،ص.)144
ك ان اريكسون مهتم ا بصفة دائمة ب التغيرات االجتماعية السريعة الحادث ة في امريك ا وكتب عن بعض الموضوعات الهامة
مث ل الفج وة بين األجي ال والتعص بات العرقي ة ونزع ة الص بيان الى الجن وح وتغي ير االدوار الجنس ية وإ خط ار الح رب النووي ة .ك ان
يتميز بانه كاتب موهوب وكانت كتاباته توصف بانها "فرويد في شكل قصائد" .ومن الواضح ان المحللين النفسيين قد انتقلوا بعيدا
عن مجال التدريب الطبي في فيينا ( .)Hopkins, 1995, p. 796
التوجه العام للنظرية:
قب ل اريكس ون أفك ار فروي د األساس ية :االنظم ة النفس ية ،الالش عور ،والش عور ،وال دوافع ،المراح ل النفس ية-الجنس ية،
التواصل الطبيعي /الشاذ ،طريقة التحليل النفسي .وعلى اية حال فقد قام بتوسيع نطاق نظرية فرويد عن طريق تطوير مجموعة
مكونة من ثمان مراحل نفسية اجتماعية تغطي فترات الحياة المختلفة ،وذلك من خالل دراسة نمو الشخصية وتطوير طرق تصل الى
ما وراء جلسات التحليل النفسي التي تجرى مع البالغين .وبالنظر إلى هذه اإلسهامات الثالث يتكون لدينا مفهوم عن اتجاه النظرية.
وقد وصف اريكسون بأنه "فنان ،وأخالقي ،وعقالني" يحاول ان يتعامل مع ثقافة بدأت تفقد تأثيرها وفعاليتها كوسيلة لتحقيق قدرات
وطموحات من يعيشون في إطارها (.)Bruner, 1987, pp. 8-13
المراحل النفسية-االجتماعية :Psychosocial Stages
اقتنع اريكسون من خالل عمله المتضمن لثقافات متعددة بالحاجة إلى إضافة بعد نفسي اجتم اعي الى نظرية فرويد للنمو
النفسي-الجنسي .وفي الجدول ( )1تصف األعمدة من Aإلى Dالجوانب المتعددة لنظرية اريكسون ،وفي العمود ،Eنجد مراحل
فرويد المتوافقة مع مراحل اريكسون النفسية-االجتماعية .ولشرح المكونات النفسية-الجنسية ،والنفسية-االجتماعية قام اريكسون (
)1959بعمل مقارنة بين اللذة الفمية للطفل عند نطقه للمقاطع الصوتية (مكون نفسي-جنس ي) ودور عملية االتصال الشفوي في
217
آذار2012/م مجلة كلية التربية األساسية /جامعة بابل العدد6 /
تك وين عالق ة الطف ل بوالدي ه وباألش خاص ذوي األهمي ة (مك ون نفس ي-اجتم اعي) .ومن خالل الرؤي ة النفس ية-االجتماعي ة نج د ان
النضج البدني يتضمن تأثيرات شخصية واجتماعية .ويؤدي النضج الى وجود مهارة جديدة تتيح امكانيات خاصة للطفل ولكنه ا ايضا
تزيد من المتطلبات المجتمعية الملقاة على عاتقه .وبهذه الطريقة يقع عليه ضغط في اجباره على الكالم بدال من البكاء عندما يريد
شيئا ما .يوجد توافق بين الطفل والثقافة ،فالثقافة تقرر طرق ًا متفق عليها للوفاء باحتياجات الطفل في كل خطوة من مراحل نضجه.
وتتضمن تلك االحتياجات رعاية الوالدين والمدارس ،والمنظمات االجتماعية ،والوظائف ،ومجموعة القيم . . .وغير ذلك .يتحدث
اريكسون عن "عجلة" الحياة او دورتها كما يحدث عندما تتزامن حاجات البالغين الى تلقي الرعاية مع حاجات االطفال لنفس الشيء.
وبمعنى اخر فكل طفل يعد "دورة حياة" ضمن مجتمع مليء بالدورات الحياتية ( .)Erikson, 1959, 27يحاط الطفل بمجتمع من
اآلخرين الذين يمرون -مثله -بمراحل مختلفة .وبينما تقوم الثقافة -عبر األجيال المتعددة -بالتكيف لدى حاجات الطفل فالطفل ذاته
يكيف نفسه وفقا لهذه الثقافة ومن أمثلة ذلك ان يقوم طفل في الروضة بتكييف نفسه وفقا لمجموعة من الخبرات الجديدة المذهلة والتي
تسمى "المدرسة".
جدول ()1
تلخيص لمراحل النمو الثمانية الريكسون كما بينتها ميللر ()2005
المرحلة
218
آذار2012/م مجلة كلية التربية األساسية /جامعة بابل العدد6 /
.2هن اك نسبة من التغ ير الثق افي على م ر العصور ،فالمؤسس ات ال تي تفي باحتياجات احد االجي ال قد ال تك ون مناسبة للجي ل
الت الي .فعوام ل الحض ارة والص ناعة والمدين ة والهج رة والحق وق المدني ة تس ببت في ح دوث تغ يرات لم ا ينبغي ان يتعلم ه
االطفال حتى تنمو شخصياتهم بصورة سوية تتفق مع العصر الذي يعيشون فيه.
يسير النمو النفسي-االجتماعي وفقا للمبدأ الجيني المأخوذ من "نمو الجنين"" :يقر هذا المبدأ ان اي شيء آخذ في النمو يتبع
خطة معينة ،وتبعا لذلك تنشا االجزاء ،وكل جزء له وقته الخاص في السيطرة حتى تنشا جميع االجزاء لتكون الشكل الكلي .فبعد
الميالد ي ترك الطف ل "التب ادل الكيمي ائي" م ع ال رحم الى نظ ام التب ادل االجتم اعي م ع المجتم ع ،حيث تت وافر ف رص اش باع قدرات ه
ومحددات ثقافته" (.)Erikson, 1968, pp. 59-61
ومثل الجنين ،تأخذ الشخصية في التمييز تدريجيا وفي التنظيم الوراثي اثناء النمو ،ويتم تشكيلها عن طريق البيئة .ويتضمن
هذا التت ابع -كم ا في الجدول ( -)1إبع ادا مختلفة .هن اك انتقال تدريجي يتم من خالل مجموعة من القضايا (المشكالت) تستمر في
مح اذاة نض ج الطف ل حيث تتس ع عالقات ه الهام ة .وهن اك ابع اد اخ رى تتض من ترجم ة بعض مص طلحات عناص ر التنظيم او الش كل
االجتم اعي والتط ور من خالل مجموع ة الوس ائل او الط رق النفس ي االجتماعي ة لكون ه وتفاعل ه في المجتم ع ،وحيث ان الطف ل وج د
بأسلوب محكم فلديه قوانينه الفطرية للنمو "التي يتولد عنها تتابع القدرات الالزمة لتفاعل الطفل مع غيره" (Erikson, 1968, pp.
.)63-65ان كال من النضج وحاجات المجتمع يؤديان الى خلق ثمان مشكالت او محاور ينبغي للطفل ان يخضع لها .وكل مشكلة
منه ا تس ود في مرحل ة معين ة من العم ر ،ولكنه ا تتض ح في ص ورة معين ة من خالل النم و .فعلى س بيل المث ال يس ود االهتم ام بعملي ة
"االستقاللية" في العام الثاني ولكن االعداد لها يتم في العام االول ويتم التنقيح في المراحل المقبلة (ميللر ،2005 ،ص.)146
ويصف اريكسون كل قضية من خالل البعد االيجابي والسلبي لها ،فاالستقاللية يقابلها الخجل ،وبصورة مثالية فالطفل ينمو
بنسبة مواتية حيث يغلب الجانب االيجابي على الجانب السلبي .فمثال :الطفل يحتاج الن يعرف متى "يثق" ومتى "يفقد الثقة" ولكن
ينبغي ان يك ون لدي ه موق ف ايج ابي ث ابت في الحي اة .واذا لم يتم اش باع حاج ات الطفول ة بش كل مناس ب يس تمر الش خص في خ وض
معاركه األولية في مراحل الحقة .فالعديد من البالغين اليزالون يكافحون من اجل اثبات شخصيتهم .واكد اريكسون انه يمكن حل اي
مشكلة من هذه المشكالت في اي وقت.
وفيم ا يتعل ق بمس الة التواف ق بين المراح ل تق ع نظري ة اريكس ون بين نظري ة بياجي ه (حيث التواف ق المحكم) ونظري ة فروي د
(المفتقدة الى التوافق) .فكل مرحلة تبنى على المراحل السابقة كما تؤثر على المراحل الالحقة ،ويعبر اريكسون عن ذلك بقوله "ان
كل مرحلة تضيف شيئا محددا للمراحل التالية وتخلق صورة جديدة للمراحل السابقة" (ميللر ،2005 ،ص.)147
التركيز على "الشخصية" أو "الهوية":
في مقارنة مع اهتمام فرويد بأسلوب دفاع الناس عن أنفسهم في مواجهة التوترات المؤلمة -أسلوب سلبي الى حد ما -يأتي
منهج اريكسون االكثر ايجابية .انه يؤمن بان المحور االساسي للحياة يتمثل في البخث عن "الهوية" "ويشير هذا المص طلح الى ال وعي
الشعوري بشخصية الفرد ، . .السعي الالشعوري لبق اء الشخصية ، . .مقي اس لمح اوالت االن ا الكامن ة ، . .الحف اظ على التض امن
ال داخلي م ع مثالي ات الجماع ة وخص ائص الشخص ية" ( .)Erikson, 1959, p. 37وبمع نى اخ ر فالهوي ة تع ني فهم وقب ول النفس
والمجتمع ،فمن خالل الحياة نسال "من انا؟" ونقوم باإلجابة بصورة مختلفة في كل مرحلة .واذا استمر النمو بصورة طبيعية ينتقل
فهم الطف ل لهويت ه الى مس توى اعلى عن د نهاي ة ك ل مرحل ة .على ال رغم من مواجه ة نم و الهوي ة لمش كلة اثن اء ف ترة المراهق ة ي ذكر
اريكسون ان هذه المشكلة تبدا عندما يتعارف الطفل على امه ألول مرة ويشعر بأنها تعرفه ،وعندما يعبر صوتها عن تسميته باسم
معين وانه طفل حسن.
وبناًء على ذلك تتحول "الهوية" من مرحلة الى اخرى وتؤثر الصور االولية (المبكرة) للهوية على الصور الالحقة .وتشبه
هذه العملية تكوين المفاهيم (مثل مفهوم السببية) في كل مرحلة وفقا لنظرية بياجيه (ميللر ،2005 ،ص.)148
219
آذار2012/م مجلة كلية التربية األساسية /جامعة بابل العدد6 /
لق د ش عر اريكس ون -الطف ل ذو اإلرث الثق افي المختل ط والش اب المه اجر الى امريك ا -باإلهم ال والهامش ية من قب ل المجتم ع،
وعاش يبحث عن تكوين هويته" :لقد واجهت -كمهاجر -واحدة من اهم عمليات "إعادة التعريف" التي ينبغي ان يقوم بها كل من فقد
سمعه ولغته و "مراجعه" التي بنيت على انطباعاته الحسية والعقلية االولية وبعض صوره المفاهمية" .وتوضح محادثاته مع نيوتن
) Newton (1973انه كان شديد الحساسية لما يرتبط بالمشكالت التي تعانيها جماعات األقلية عند محاوالتهم لتكوين هوياتهم .بدا
يستخدم مصطلح "مشكلة الهوية" لوصف عملية فقد الهوية التي الحظها لدى الجنود إثناء الحرب العالمية الثانية .اكتشف اريكسون
مش كلة مماثل ة ل دى الم راهقين المض طربين "ال ذين يح اربون مجتمع اتهم" .وأخ يرا فق د أدرك ان مش كلة الهوي ة تظه ر في كاف ة أنم اط
الحياة -عادة بمقاييس صغيرة .وعالوة على ذلك فقد ادرك ان الهوية تعد مشكلة اساسية في العصور المختلفة (Evans, 1967, pp.
.)236
تطوير طريقة التحليل النفسي:
ساهم اريكسون في ثالث طرق لدراسة النمو :المالحظة المباشرة ،ومقارنة الثقافات ،ومنهج اإلحياء النفسي .وقد ادت خبراته
المبك رة باألطف ال واتص اله بآن ا فروي د ال تي س اهمت في تط وير عالج اللعب والمالحظ ات الى معرفت ه بع الم االطف ال الطبيع يين
والمضطربين منذ بداية عمله .وعن االنتقال من مجال التدريب الى الممارسة اكد "ان علينا ان ندرس االنسان في أفعاله (وليس فقط
في افكاره عن الواقع)" (.)Evans, 1967, p. 244
كانت كتابات اريكسون تتضمن مقارنات بين الثقافات المختلفة ،فكان مهتما بأساليب تغيير الحلول المرتبطة بالمراحل العامة
من ثقافة الى اخرى .وتوضح جهوده في مجال دراسة االنسان المعوقات الوراثية لنظرية فرويد التي كانت ترتكز بصفة اساسية
على مرضى مضطربين نفسيا في فيينا .وتوجد اهم كتابات اريكسون في سيرته الذاتية "النفسية" هناك تحليالت لعملية النمو النفس
اجتم اعي ألف راد مش هورين توض ح كيفي ة تمثي ل الشخص ية الفردي ة الهتم ام المجتم ع في وقت معين .تش ير نهض ة أدول ف هتل ر الى
رغبته في اشباع حاجاته لفرض شخصيته كما تفسر حاجة المجتمع (االمة) الى وجود شخصية ايجابية (ميللر ،2005 ،ص.)149
يص ف لن ا اريكس ون في كتاب ه ) Young Man Luther (1958ش ابا مض طربا يجاه د وال ده المس تبد ال ذي يري ده ان ي درس
القانون ،فيقوم الشاب بالثورة ضد قيادات الكنيسة ويتبع العقيدة التي تعطيه الشعور بالرضا عن شخصيته .تتضمن قائمة المرضى
التاريخيين كذلك جورج برنارد شو ( )1950ومكسيم كوركي ( .)1968وحاز عمله "حقيقة كاندي" ( )1969على جائزة البوليتسار
"الكتاب القومي" في الفلسفة والدين (ميللر ،2005 ،ص.)149
وصف لمراحل فترة الحياة:
قسم اريكسون دورة الحياة الى ثمانية "أعمار" او مراحل ،تشير الى ثمان فترات اساس ترتبط باهتمامات "االنا":
المرحلة األولى (الثقة مقابل عدم الثقة )Trust vs. Mistrust
وهي مرحل ة الرض اعة أو مرحل ة اإلحس اس الفمي oral sensory stageوهي تقريب ا تق ع في الس نة األولى من حي اة
الطف ل .والغ رض األس اس في ه ذه المرحل ة ه و تنمي ة الثق ة trustولكن من دون إزال ة الق درة على ع دم الثق ة mistrustبش كل
تام ،فإذا قام الوالدان بمنح هذا الطفل درجة عالية من األلفة واالنسجام والقدرة على االستمرار ،فأن هذا الطفل سينمو اجتماعيا
وسيتوقع من المجتمع أن يوفر له الحب واألمان مثلما كانت رعاية األبوين له ،وبالتبعية فإن هذا الطفل سيتعلم الثقة باآلخرين،
كما تنمو لديه الثقة بإمكاناته الجسمية ودوافعه البيولوجية التي تنمو وتستمر معه .وبالضد من هذا . .إذا كان األبوان غير محل
ثقة وال يتمتعان باألهلية لذلك ،وإ ذا ما قاما برفض الطفل أو إلحاق األذى به ،وقام اآلخرون بنفس ما قام به الوالدان من عدم
إشباع حاجات الطفل وإ لحاق األذى به . .فإن هذا الطفل سينمو لديه شعور بعدم الثقة باآلخرين وسيتوقع الشر منهم ،وبالنتيجة
س يكون ش كوكًا فيمن حول ه من الن اس .ولكن يجب أن نفهم بعناي ة ب أن األب وين يجب أن يكون ا رائعين ومث اليين م ع الطف ل ،أي
يجب أن يؤثرا في الطفل بشكل مثمر .مثال . .يجب أن ال يهرع األبوان للطفل في لحظة بكائه ألن هذا سيؤدي بالطفل بالميل
إلى الحمق maladaptive tendencyوالقصد من هذا هو تعويد الطفل على الشعور باالستقاللية في هذه المرحلة .كما أكد
220
آذار2012/م مجلة كلية التربية األساسية /جامعة بابل العدد6 /
أريكس ون ع دم تنمي ة ن وع من س وء التكي ف sensory maladjustmentل دى الطف ل ال ذي يتمث ل بالثق ة العمي اء ب اآلخرين.
وبالمقابل إن القدرة العالية على المكر وخداع اآلخرين تجعل الفرد ال يثق بهم أيضا أو قد يلحق األذى بهم مما قد يجعله يحاول
استخدام كل األساليب لكي يسترجع توقعات اآلخرين اإليجابية به .واألكثر سوءا من هذا ،عندما يختل توازن الطفل كثيرا في
عدم الثقة باآلخرين ،فينمو لديه الميل إلى الحقد أو االنسحاب malignant tendency of withdrawalالذي يتميز بأعراض
االكتئ اب أو البارنوي ا أو االض طراب النفس ي .وإ ذا تحق ق الت وازن الص حيح ،ف إن الطف ل تنم و لدي ه خاص ية األم ل hopeأي
االعتقاد الراسخ بأن األمور عندما تسير بطريقة سيئة ،فإن هذه األمور ستنتهي نهاية صحيحة! وإ حدى عالمات هذه الخاصية
عندما يعمل الطفل عمال جيدا في البداية فإنه ينتظر مدة لكي يحصل على إشباع حاجت ه من الرضا عن نفسه وعن اآلخرين.
ومن األدلة األخرى على نمو خاصية األمل لدى الطفل على سبيل المثال يقول الطفل مع نفسه (عندما ال يكون أبواي رائعين
بما فيه الكفاية! فإنهما سيصبحان كذلك) ،أو (إن األشياء التي نتعلمها قد ال تفيد اآلن . .ولكنها ستصبح ذات فائدة عندما سيتم
استخدامها في المستقبل) .وهذه الخاصية ستفيدنا في حياتنا المتأخرة ،ألننا سنحصل على كثير من خيبات األم ل في الحب أو في
مجرى حياتنا المختلفة أو خسارة ما نملك في هذه الحياة (ناصر ،2003 ،ص.)26-25
المرحلة الثانية (االستقاللية مقابل الشك )Autonomy vs. Shame and Doubt
وتسمى بالمرحلة األستية -العضلية anal- muscular stageوتبدأ من بداية الثمانية عشر شهرا إلى الثالث أو األربع
سنوات من عمر الطفل .والمهمة في هذه المرحلة هو إنجاز درجة من االستقاللية autonomyبينما يتم تقليل الشعور بالخجل
والشك shame and doubtفإذا قام الوالدان أو شخص آخر يقع تحت هذا الوصف بالسماح للطفل عندما يقوم بالمشي. .
باكتشاف واستخدام ما يقع في بيئته ،فإن هذا الطفل سينمو لديه شعور باالستقاللية ،ألن الوالدين يجب أن ال يحبطوا الطفل في
هذا المجال بل يجب أن يدفعوه باتجاه تعلم االستقاللية والتلقائية في هذه المرحلة ،والتوازن هنا مطلوب . .بيد أن الناس غالبا ما
يق دمون نص يحة لآلب اء الج دد ب أن يكون وا ش ديدين ولكن متس امحين ،وه ذه النص يحة جي دة ومناس بة في ه ذا االتج اه ألن الطف ل
ستنمو لديه في هذه المرحلة خاصيتان هم ا السيطرة الذاتية self-controlوتقدير الذات .self-esteemومن ناحية أخرى،
فمن الس هل على الطف ل نوع ا م ا أن ينمي عوض ا عن ذل ك الش عور بالخج ل والش ك عن دما يمن ع األب وان وبق وة أي محاول ة ل دى
الطفل لالستكشاف وأن يصبح مستقال بنفسه ،ولهذا فإن الطفل سيقلع حاال عن اإلدعاء بأنه ال يستطيع!! وأنه يجب أن ال يقوم
ب ذلك إال معتم دا على قدرات ه الذاتي ة .كم ا يجب أن نض ع في األذه ان أن مح اوالت المش ي ال تي يق وم به ا الطف ل ال تي تق وده إلى
التعثر أمام اآلخرين . .فإنها يمكن أن تؤدي بالطفل إلى الشعور العميق بالخجل والشك في قدراته .وهناك طرائق أخرى تؤدي
بالطف ل إلى الش عور بالخج ل والش ك ،فعن دما نعطي الطف ل حري ة مقي دة وإ حساس ًا بالتحدي د ،أو عن د القي ام بمس اعدة األطف ال فيم ا
يجب عليهم حقيقة تعلم ما يريدون تعلمه بأنفسهم ،فإنه سيتولد لديهم انطباع بأنهم ليسوا أكفاء بما فيه الكفاية على القيام بذلك أو
عندما ال يكون األب صبورا بما فيه الكفاية لينتظر طفله وهو يحاول القيام بربط شريط حذائه! ولهذا فإن الطفل سوف لن يتعلم
ذلك وسيدعي بأنه يواجه صعوبة كبيرة في القدرة على تعلم ذلك .لذا فإن قليال من الخجل والشك هو أمر حتمي ولكنه ذو فائ دة.
ومن دون الخجل والشك سينمو الميل إلى سوء التكيف ويطلق أريكسون على هذا بنقص القدرة على الدافعية impulsiveness
بوصفه نوعًا من الخجل المتمثل بضعف اإلرادة الذي سيقود في الطفولة المتأخرة وحتى مرحلة الرشد إلى القفز على أشياء من
دون اعتبارات دقيقة للقدرات .والسيء في هذا بالطبع ،أن كثيرًا من الخجل والشك سيؤدي بالنتيجة إلى الحقد malignancy
ويطلق أريكسون على هذه الظاهرة بالحالة القسرية .compulsivenessكما إن الشخص القسري يشعر بأن كل شيء يفعله
يجب أن يكون بشكل تام ،وأي شيء يجب أن يفعله اآلخرون بشكل تام بالمقابل ،ومتابعة كل األحكام بشكل دقيق حتى ال يقع
في الخطأ ،كم ا إن تجنب األخطاء يجنبنا الوقوع في كل التكاليف التي تنجم عن هذه األخطاء .والكثير يعرف ما هو الشعور
عندما يكون الخجل والشك الدائم مع النفس ،فقليل من الصبر والتسامح مع األطفال ربما يجنبهم الكث ير من ردود أفع ال األب وين،
كم ا ينبغي أن يعطي األب وان لنفس يهما قليًال من االس ترخاء .وإ ذا اس تخدم األس لوب الص حيح وبت وازن إيج ابي في االس تقاللية
221
آذار2012/م مجلة كلية التربية األساسية /جامعة بابل العدد6 /
والشعور بالخجل والشك ،فإنه سوف ينمي خاصية أو فضيلة هي قوة اإلرادة will powerأو العزم .وواحدة من األشياء المهمة
التي تثير اإلعجاب واإلحباط في نفس الوقت للطفل وهو ما يحصل بين عمر الثانية والثالثة وهو ذلك الشعور بالعزم الذي يشعر
به الطفل فيقول:هل أقدر؟ ( )?can I doوذلك هو الشعار .وإ ذا استطاع األبوان أن يصونا هذه القدرة على المحاولة باتجاه
اللياقة المناسبة في الضبط والتوجيه ،فإنهما سيكونان أحسن ما قام به أفرادا راشدين وكبار (ناصر ،2003 ،ص.)29-26
المرحلة الثالثة (المبادرة مقابل الشعور بالذنب )Initiative vs. Guilt
وهي المرحلة التكوينية -االنتقالية genital- locomotor stageأو ما تسمى بمرحلة اللعب ،وتبدأ من عمر الثالثة أو
الرابعة إلى عمر الخامسة أو السادسة .والمهمة التي تواجه كل طفل في هذه المرحلة هو تعلم القدرة على المبادرة initiative
من دون ش عور كب ير بال ذنب .much guiltوالق درة على المب ادرة تع ني االس تجابة اإليجابي ة للقي ام بالتح دي في مواجه ة الع الم
وتتمثل في القدرة على تحمل المسؤوليات المختلفة أو تعلم مهارات جديدة والشعور بالمعنى .ويستطيع اآلباء تشجيع الطفل في
القدرة على المبادرة عن طريق تشجيع األطفال على اكتشاف وتجربة أفكارهم ،كما يجب تقبل وتشجيع حب االستطالع والخيال
وبش كل أك ثر حم اس ل ديهم ،وه ذه المرحل ة هي للعب وليس ت للتعليم الرس مي .والطف ل في ه ذه الم دة ق ادر على تخي ل المواق ف
المستقبلية بينما ال يستطيع أبدا القيام بذلك من قبل .إن القدرة على المبادرة هي محاولة جعل ما هو غير حقيقي كونه حقيقة عن
طريق المبادرة ،ولكن إذا استطاع الطفل تخيل المستقبل وأن يلعب فإنه يكون قادرا على تحمل المسؤولية بشكل جيد ،كما إن
الق درة على الحكم األخالقي تحص ل في ه ذه المرحل ة .وأريكس ون فروي دي ب الطبع وه و يقب ل م ا يطل ق علي ه الخ برة األوديبي ة
Oedipal experienceفي هذه المرحلة ،ومن توقعاته أن هذه الخبرة تتضمن التردد واإلحجام في شعور الطفل بالهجر من
األب أو األم .واآلباء يجب أن يكونوا قادرين على تحمل المسؤولية . .وتحديدا من الناحية االجتماعية في تشجيع الطفل وتنمية
الثقة لديه بأنه ليس طفال صغيرا بما فيه الكفاية .ولكن هذه العملية إذا جاءت قاسية وفجائية للطفل فإنه سيتعلم الشعور بالذنب
مع األب أو األم .وكثير من القدرة على المبادرة وقليل من الشعور بالذنب يعني الميل إلى سوء التكيف ،وأريكسون يسمي هذا
بالحق د ruthlessnessوالش خص الحاق د مب ادر ومخط ط جي د س واء ك انت قض يته تتعل ق بالمدرس ة أو بمج رى الحي اة .بينم ا
الش عور بال ذنب ي ؤدي إلى الض عف ،ويمكن أن يتجس م حال ة ح ادة من الحق د عن دما يوج ه بش كل س لوك مض اد للمجتم ع
.sociopathyإن الحقد سيئ لآلخرين ولكن في الحقيقة سهل نسبيا عندما يقوم به الشخص الحقود .والكراهية التي تقع على
شخص يمكن أن تكون شعورا كبيرا بالذنب ،ويسمي أريكسون هذا بالقمع inhibitionوالشخص الذي يشعر بالقمع ال يحاول
إعادة تجربة األشياء بسبب اعتقاده بأن ال شيء ذو قيمة ويستحق المجازفة به ،nothing venturedومن الناحية العملية ال
ش يء يس تحق الش عور بال ذنب بس ببه .ومن الناحي ة الجنس ية ف إن الف رد ال ذي يش عر ب القمع من الناحي ة األوديبي ة يمكن أن يك ون
عاجزا أو باردا من الناحية العاطفية .إن التوازن الجيد هو للحفاظ على الطاقة النفسية في تحقيق الغرض purposeالذي يتوق
إلى تحقيقه كل الناس في حياتهم . .وإ ن الشعور بالغرض هو شيء ما ،ولكن الكثير ال يدركون بأنفسهم هذا الغرض الذي يمكن
الحصول عليه من خالل الخيال والمبادرة .ويعتقد أريكسون بأن أي كلمة تقال عن هذه الخاصية هي شجاعة بحد ذاته ا ،والقدرة
على الفعل والتغيير اإليجابي في هذا المجال هو عملية نبذ واستبعاد للمحددات التي استندت إلى الفهم الخاطئ وخيبات الماضي
(ناصر ،2003 ،ص.)30-29
المرحلة الرابعة (المثابرة مقابل الشعور بالنقص )Industry vs. Inferiority
وهي مرحلة الكمون latency stageأو عمر المدرسة الذي يبدأ من السادسة إلى الثانية عشرة .والمهمة في هذه المرحلة
هي تنمي ة الق درة على الش عور بالمث ابرة أو العط اء في ال وقت ال ذي يجب تجنب الش عور ب النقص inferiorityال تي ق د تحص ل
ض ريبة للدراس ة في المرحل ة االبتدائي ة .كم ا يجب تعوي د األطف ال على الخي ال tame the imaginationوتك ريس أنفس هم
للدراسة وتعلم المهارات االجتماعية بسبب وجود جو اجتماعي واسع في هذه المرحلة .ويسهم اآلباء وباقي أعضاء األسرة مع
المعلمين ورفاق الطفل وكل أعضاء المجتمع وبشكل واسع في هذه العملية .والكل يساهمون في هذا . .اآلباء يجب أن يقوموا
222
آذار2012/م مجلة كلية التربية األساسية /جامعة بابل العدد6 /
بالتشجيع ،والمعلمون يوفرون العناية ،ورفاق الطفل عليهم أن يقبلوا بهذا ويسهمون به .واألطفال من جانبهم يجب أن يتعلموا
ب أن المتعة ليس ت في وضوح م ا ينجزون ه من مهم ات ب ل في القدرة على تنفي ذها .ويجب أن يتعلم األطفال الشعور بالمتع ة في
اإلنج از والنج اح س واء ك ان في المدرس ة أو في س احات اللعب أو في ال دروس المدرس ية أو في المجتم ع .والطريق ة األحس ن
لمعرفة الفرق بين الطفل في المرحلة الثالثة والرابعة هي أن الطفل في هذه المرحلة ينظر إلى الطريقة التي يتم بها اللعب ،بينما
في عمر األربع سنوات ربما يحب هذه األلعاب ولكنه يحمل فهما غامضا عن أحكام هذه األلعاب ،وربما يتغير هذا الفهم بعد
وقت خالل ممارسة اللعب عندما يكون غير ودود في نهاية قيامه بهذه األلعاب وعندما يقوم بمخاصمة أصدقاء اللعب .والسنة
الس ابعة من عم ر الطف ل من ناحي ة أخ رى هي لتك ريس أحك ام اللعب وتعلمه ا وع ّد ت ه ذه األحك ام حال ة ثابت ة ال يمكن التج اوز
عليها .وإ ذا حقق الطفل قليال من النجاح بسبب قسوة المعلمين أو رفض زمالئه له ،فسينمو لديه بدال من الشعور بالنجاح شعور
بالنقص والقصور كونه مصدرا إضافيا آخر لهذا الشعور بالنقص الذي قد يتطور ليصبح شعورًا بالعنصرية والتعصب وصيغ
مختلفة من التمييزات .وتؤدي اإلنتاجية المفرطة إلى الميل إلى سوء التكيف ويطلق عليه أريكسون الخاصية أو الفضيلة الضيقة
narrow virtuosityعن دما ي دفع اآلب اء والمعلم ون الطف ل في زاوي ة ض يقة إلثب ات جدارت ه بحج ة أن ه طف ل حقيقي م ع إهم ال
عملية تنمية اهتماماته بشكل واسع ومتنوع ،فنرى هذا الطفل رياضي أو موسيقي المع والكل ينظر إليه بإعجاب على اجتهاده
في مجال تفوقه ،ولكن إذا أمعنا النظر بدقة . .نجد أنه يعيش حياة فارغة إال من هذا االهتمام .والحقد هو أحد األنواع الشائعة
في هذه المرحلة أيضا الذي يطلق عليه أريكسون القصور الذاتي inertiaالذي يشير إلى معاناة الفرد من عقد الشعور بالنقص
inferiority complexesوتعني أن الفرد عندما يفشل في موضوع معين فإنه ال يحاول أبدا ان يجرب النجاح في الموضوع
نفسه مرة ثانية كالفشل في درس الرياضيات أو لعبة رياضية معينة أو مهارة اجتماعية مهمة كالظهور أمام حشد من الناس،
وبهذا يصيبه الجمود وقلة الحركة .والشيء المفرح في هذه المرحلة هو نمو القدرة على اإلنتاجية ،إذ أن اإلنتاجية المفرطة مع
قلي ل من الش عور ب النقص يحف ظ للف رد إحساس ه بالتواض ع ،ومن ثم يكتس ب فض يلة الش عور بالكف اءة ( competencyناص ر،
،2003ص.)31-30
المرحلة الخامسة (الشعور بالهوية مقابل اضطراب الهوية )Ego Identity vs. Role Confusion
ه ذه المرحل ة هي م دة المراهق ة adolescenceال تي تب دأ من س ن البل وغ وتنتهي في س ن الثامن ة عش ر أو العش رين من
العمر .والمهمة خالل مدة المراهقة هي التعرف على هوية األنا ego identityوتجنب صراع الهوية .role confusionإن
مدة المراهقة إحدى اهتمامات أريكسون المهمة التي يرى فيها األساس لتشكيل أنماط التفكير في كل المراحل القادمة .إن هوية
األنا ego identityتعني معرفة الفرد ألناه ،وكيف يضع هذه األنا بدقة بين أفراد المجتمع ،وهذا يستدعي التكلم عن كل ما
تعلم ه عن نفس ه والحي اة ووض عها بش كل متفاع ل وموح د بم ا يس مى بص ورة ال ذات self-imageوالش يء األس اس في ه ذا أن
يكون الفرد إنسانًا ذا معنى وفاعل في المجتمع .والمهمة األساس هي التعرف على استجابات المراهق المختلفة وإ عطاؤه دورًا
وإ نموذجًا واضحًا وفتح قنوات االتصال االجتماعية معه .وأكثر من هذا ،يجب أن يوفر المجتمع طقوسا واضحة لهذه االنتقالة
rites of passageلتحقي ق انج ازات أكي دة تس اعد المراه ق على تمي يز نفس ه بين كون ه مراهق ا أو طفال .كم ا إن المراه ق
يس تطيع أن يثبت للمجتم ع بأن ه يتمت ع بالق درة على تحم ل المس ؤولية م ع نفس ه وم ع م ا تف رض علي ه العائل ة والمجتم ع .وإ ح دى
اقتراحات أريكسون للمراهق هي الترويح النفسي psychological moratoriumوال سيما عن طريق القيام بالرحالت والسفر
والتنزه ،وأن بذل الكثير لتحقيق نجاح ممكن وسريع يستدعي تأمال لمعنى هذا النجاح .وهناك شيء في غاية األهمية بما يتعلق
بهوي ة األن ا ego identityل دى المراه ق ه و م ا يؤدي ه من دور معين في المجتم ع أو في ثقاف ة فرعي ة subcultureال تتس م
بالتساهل في عملها .وأريكسون يطلق على هذا الميل من سوء التكيف بالتعصب ،fanaticismوالمعتقدات التعصبية ليس فيها
خي ار ،والمراهق ون ب الطبع معروف ون بمث اليتهم وميلهم إلى ع د األش ياء أم ا س وداء أو بيض اء فق ط .ال ذي يق وم ب الترويج له ذه
المعتقدات سيحاول جمع المراهقين حوله والتأثير في أسلوب حياتهم من دون اعتبار لحقوقهم بالرفض .إن النقص في اإلحساس
223
آذار2012/م مجلة كلية التربية األساسية /جامعة بابل العدد6 /
بالهوية ربما يكون أكثر الصعوبات الحالية ،وأريكسون يشير إلى الميل في هذا الحقد إلى ما يسميه بالنبذ .repudiationإنهم
ينبذون أعضاء جماعتهم . .واكثر من هذا ينبذون حاجاتهم لإلحساس بالهوي ة .1وبعض الم راهقين يس محون ألنفس هم باالنص هار
fuseوال سيما مع نوع من الجماعات توفر لهم تفصيالت لإلحساس بالهوية مثل ممارسة التثقيف الديني والتنظيمات العسكرية
وجماعات تأسست على نوع من الكراهية وجماعات أعفت نفسها من الشعور باأللم عن حاجات المجتمع األساسية .وبهذا ربما
سيصبحون متورطين بنشاطات تخريبية أو باإلدمان على المخدرات أو الكحول أو باالنسحاب إلى أوهام نفسية .ويؤكد أريكسون
في هذه المرحلة على التوصل إلى خاصية األمانة والصدق fidelityوتعني اإلخالص والوالء والقدرة على التعايش مع المعايير
االجتماعي ة .إن األمان ة والص دق هم ا رؤي ة المجتم ع بأجم ل م ا يك ون وأن تج د مكان ا في مجتمع ك ،مكان ا يعطي ك الفرص ة لكي
تعطي وتسهم (ناصر ،2003 ،ص.)33-31
المرحلة السادسة (الموّد ة مقابل العزلة )Intimacy vs. Isolation
هذه المرحلة تبدأ من أواخر عمر الثامنة عشرة إلى الخامسة والعشرين .وتسمى بمرحلة الشباب adulthoodوهي األك ثر
ص خبًا fuzzierمن مرحل ة الطفول ة .والمهم ة في ه ذه الم دة ه و إنج از بعض درج ات م ا يس مى ب المودة واأللف ة intimacy
وبالمقابل العزلة .isolationوالمودة واأللفة تعني القدرة على البقاء قريبا ومحبوبا من اآلخرين كمحب أو صديق أو مشارك
في المجتمع ألن هذا ينمي اإلحساس الواضح باألنا .ويتسم سلوك البعض في هذه المرحلة بالمجازفة وقلة النضج ووضع أهداف
كث يرة مث ل ال زواج وإ نج از التحص يل الدراس ي والحص ول على وظيف ة وامتالك بيت . .الخ .ويحت اج الراش د في ه ذه المرحل ة
لتأكيد ذاته أكثر وال سيما دوره الجنسي ويحتاج إلثبات هويته عن طريق رفيق ما couple- hoodوهذا ما يتجسد في الرغبة
في االس تقالل وال زواج .أن المش اكل في ه ذه المرحل ة تختل ف ب اختالف معيش ة الف رد في المدين ة عنه ا في الري ف ،ف العيش في
الريف يوفر فرصة للزواج بعالقات عميقة وطويلة ومحبة أكثر مع مجتمعه .إن األلفة والمودة المفرطة في هذه المرحلة هي
سوء تكيف ويطلق عليها مصطلح promiscuityوهو ميل إلى المودة والبساطة الكاملة والسطحية مع اآلخرين .وبالمقابل فإن
العزلة المفرطة هي سوء تكيف يطلق عليه مصطلح exclusionوهو ميل للحرمان والعزلة بالنفس من الحب والعالقات مع
األصدقاء والمجتمع وتنمية كراهية كبيرة تعويضا عن الشعور بالوحدة .وإ ذا اجتاز الشاب هذه المرحلة بنجاح فتنمو لديه خاصية
أو فضيلة الحب loveويعني القدرة على اإلخالص المتبادل mutuality of devotionوهو ال يعني الحب في الزواج فقط بل
الحب بين األصدقاء وأحد الجيران ورفيق العمل وحتى المواطن ابن البلد(ناصر ،2003 ،ص.)34-33
المرحلة السابعة (اإلنتاجية مقابل الركود )Generativety vs. Stagnation
وهي مرحلة سن الرشد الوسطى وتمتد من الخامسة والعشرين إلى أواخر الخمسينات ،ويبدأ هنا الشعور بوخز الوقت It
is hard to pin a time to itإن الق درة على اإلنت اج generativetyتع ني الحب واإلنج اب والمس اهمة في حي اة األجي ال
القادم ة في المس تقبل .وه ذا ه و الحب الحقيقي ،م ع توق ع ض مني ب ان يك ون متب ادال م ع اآلخ رين .وقلي ل من اآلب اء يعتق دون أن
عملي ة تربي ة األطف ال هي عملي ة اس تثمار لهم! وإ ذا اعتق دوا ذل ك ،فهم ليس وا آب اء حقيق يين .كم ا إن الق درة على اإلنت اج
generativityليس ت بالتك اثر وتربي ة األطف ال فق ط ،ولكن من خالل القي ام باألعم ال الخالق ة مث ل تعلم اآلداب والعل وم المختلف ة
والفاعلية االجتماعية والمساهمة في األعم ال الخيرية وأن نك ون منتجين في كل األحوال .أم ا االختيار الث اني في هذه المرحلة
فهو الركود stagnationومن الصعب تخيل عدم الركود في حياتنا المختلفة ،والركود قد يأتي عن طريق تشتت طاقات الفرد
في مواض يع كث يرة ومتنوع ة .وه و م ا يطل ق علي ه بمص طلح over extensionويع ني المبالغ ة بالمش اركة غ ير الفاعل ة في
إسهامات غير حقيقية والعقالنية في محاولة لتوكيد الذات .أو قد يكون الركود stagnationعن طريق االنهماك الذاتي self-
absorptionالذي قد يتخذ صيغة الرفض rejectivityالذي يتمثل بإنتاجية قليلة جدًا مقابل ركوٍد عاٍل جدًا مع غي اب المشاركة
االجتماعي ة .ه ذه المرحل ة هي مرحل ة أزم ات منتص ف الحي اة .midlife crisisويت ذكر الرج ال والنس اء أحيان ًا حي اتهم الس ابقة
كان اليهود يعاملون أريكسون على أنه شخص غير يهودي في حين كان يعامل على أنه يهودي من زمالئه في المدرسة .وقد أدت هذه الظروف 1
إلى إحداث أزمات هوية الشخصية لديه وكان لها تأثير كبير في نظريته.
224
آذار2012/م مجلة كلية التربية األساسية /جامعة بابل العدد6 /
ويسألون السؤال الكبير والسيئ في نفس الوقت :لماذا أعمل؟ وألجل من؟ وفي هذه المرحلة يبدأ التركيز على الذات والشعور
بالذعر من التقدم بالسن والندم على إنجازات وخبرات كان األفراد يحلمون بها في مرحلة الشباب .والرجال أكثر عط اًء في هذا
المج ال :انهم يع انون أك ثر في ال زواج ،والعم ل وال س يما في الوظ ائف الممل ة ،والن دم لم ا عمل وا من أجل ه باعتق اد البعض أنهم
ذهبوا باالتجاه الخاطئ! ولكن النجاحات السابقة توفر القدرة على االهتمام والعناية والعزاء لما تبقى من الحياة المقبلة (ناصر،
،2003ص.)36-35
المرحلة الثامنة (تكامل األنا مقابل اليأس )Ego Integrity vs. Despair
إنها المرحلة األخيرة ،التي تبدأ في الستينيات ،وقد يقابلها المسن بالتأثر ،أو عدم االكتراث على أنها مرحلة متأخرة من
العمر .ويبدأ سن التقاعد ويصبح الصغار كبارا ويغادرون البيت .ويعتقد بعض المسنين أنها بداية جديدة . .عندما يتجنبون أي
معرفة عن خصائص هذه المرحلة من العمر ،وتلك ما هي إال عاطفة الشباب المبجلة .وفي نظرية أريكسون فإن الوصول إلى
هذه المرحلة هو شيء جيد عندما يتم االعتبار بكل ما حدث في مراحل النمو من دون القيام بالتذكر الدائم لكل ما حدث .إن
المهمة في هذه المرحلة هي نمو تكامل األنا ego integrityمع قدر قليل من اليأس .despairوبالرغم من أن هذه المرحلة
تمت از بالفطن ة والبص يرة ولكنه ا من أص عب المراح ل! إنه ا تب دأ أوال باالنفص ال عن المجتم ع واإلحس اس بقل ة الفائ دة ،ويواج ه
بعض المتقاع دين ص عوبات أك ثر وال س يما من ك ان يع د واجبات ه في العم ل ش يئا مقدس ا ويج د نفس ه بع د ذل ك غ ير مطل وب وال
يحتاج ه أح د فض ال عن ش عوره ب العجز من الناحي ة البيولوجي ة .ويتول د ل دى النس اء أحيان ا ش عور مأس اوي بانقط اع الحيض،
والرجال غالبا ما يجدون أنفسهم ضعيفي القدرة على اغتنام الفرص ،والخوف من األمراض التي ترافق التقدم في العمر ،ألن
التعايش مع هذه األمراض شيء يذكرنا بالموت ،فضال عن انحسار العالقات واألصدقاء وموت الزوج أو الزوجة .والمؤكد أن
الكل سيواجه نفس المصير . .وعلى أساس هذا المعنى فإن الكل سيواجه شعورا باليأس !despairواستجابة لهذا . .ف إن بعض
كب ار الس ن يص بحون مش غولي الب ال في الماض ي وت ذكر ح االت الفش ل والنج اح في مراح ل حي اتهم المختلف ة .ونتيج ة للش عور
بالنهاية فإن بعض المسنين قد يصابون باالكتئاب depressedأو الحقد spitefulأو جنون التوهم (اإلزوار) paranoidأو
توهم المرض hypochondriacalأو ظهور بعض أنماط ذهان الشيخوخة مع أسس عضوية أو من دونها .إن الشعور بتكامل
األنا ego integrityيعني تقبل حتمية الموت عند الشعور باالقتراب من األجل في نهاية الحياة .وتقبل كل األحداث والخيارات
الماضية كما هي وكأنها محتمة .والميل إلى سوء التكيف في هذه المرحلة يسمى بالعجرفة presumptionعندما يخمن المسن
presumesتكامل األنا من دون مواجهة حقيقية مع الصعوبات التي يتعرض لها في هذه المرحلة .والميل إلى الحقد في هذه
المرحلة يسمى disdainالذي يعني ازدراء الفرد لنفسه أو لآلخرين" .إن المسن الذي يقترب من النهاية وال يشعر بالخوف من
الم وت في ه ذه المرحل ة ه و ال ذي يمتل ك الحكم ة wisdomكم ا إن ه ذه الحكم ة تعطى لألطف ال كهدي ة ألن األطف ال األص حاء
healthy childrenسوف ال يخافون من الموت عندما يرون أن كبار السن قد حققوا التكامل بما فيه الكفاية ولم يخافوا الموت.
" "ويقترح أريكسون بأن الفرد يجب أن يكون نوعا ما ذكيا وذا مواهب حساسة gifted to be truly wiseلكي يكون حكيما
حقيقيا ،وتعلم هذه الحكمة ليس بالكلمات التي تنطق بالحكمة! ولكن عن طريق أسلوبهم البسيط والرقيق عن الحياة والموت وعن
طري ق س خائهم ال روحي ."generosity of spiritويمكن وض ع خص ائص الشخص ية تل ك ع بر مراح ل الحي اة كم ا يراه ا
اريكسون في جدول يبين المراحل واألزمات والعالقات والتكيف السليم وسوء التكيف (ناصر ،2003 ،ص.)38-36
225
…العجرفة الشعور بالذات أو عموم الناس أو )الستين فأكثر(
الحكمة التكامل مقابل اليأس
واليأس المواجهة العشوائية نوع من الناس متقدم في العمر
العدد6 /
…الفضيلة الضيقة االعتماد على الذات أو الجيران المثابرة مقابل الشعور )السنة السادسة فأكثر(
الكفاءة
والقصور الذاتي مشاركة اآلخرين والمدرسة بالنقص طفل في عمر المدرسة
226
… الحقد الغرض الوقوف واالنطالق أو المبادرة مقابل الشعور )السنة الخامسة(
العائلة
والقمع والتشجيع اللعب بالذنب ما قبل المدرسة
االستقاللية مقابل )السنة الثانية(
االندفاعية واإلكراه (اإلجبار) اإلرادة والتجديد الوقوف واالستمرار الوالدان
والشك طفل رضيع
…تشويه حسي األمل )من الوالدة -السنة االولى (
التقديم والعطاء (الرد) األم الثقة مقابل عدم الثقة
وانسحاب واإلخالص طفل رضيع
الصفات
آذار2012/م
سوء التكيف والطبيعة المؤذية (الفضائل) النماذج النفسية العالقات المهمة األزمات النفسية المرحلة العمرية
النفسية
الجدول ( :)2المراحل الحيوية في نمو الشخصية عند أريكسون كما بينها ناصر ()2003
آذار2012/م مجلة كلية التربية األساسية /جامعة بابل العدد6 /
الى تك وين شخص ية ايجابي ة .فاإلنس ان يم ر بعملي ة تتض من "التك وين الق ائم على الحي اة" .والنم و عملي ة نوعي ة بص فة اساس ية الن
التغيرات التي تصحبه تأخذ شكل المراحل ولكنه ايضا كمي الى حد ما حيث ان شخصية الفرد تصبح "اقوى" بينما تتجمد مبادئه .ان
نظرية اريكسون –بخالف نظرية فرويد -تتضمن عناصر الرؤية الموقفية للعالم .انه ينظر الى الطفل باعتباره كائن متغ ير يعيش في
عالم متغير وفي ظل نظام من المواقف الثقافية التي ترجع الى عملية التنشئة االجتماعية لألطفال .تسهم طبيعة هذه المواقف في حلول
"االزمات" او المشكالت المرتبطة بكل مرحلة وتؤثر فيها (ميللر ،2005 ،ص.)157
كان اريكسون –مثل فرويد -يؤمن بان الطبيعة تحدد سلسلة المراحل وتضع الحدود التي تحكم عملية التنشئة .اذا كانت الوراثة
تؤكد حدوث ازمات معينة فالبيئة اذن تحدد طريقة حلها .اكد اريكسون –بقدر اكبر من فرويد -على دور الثقافة في تنشئة وتشكيل
الطفل او الفرد البالغ من خالل النمو .ان كال من الخبرات الماضية والحاضرة للفرد والمجتمع تؤثر على عملية النمو .وباإلضافة
الى ذلك لم يقبل اريكسون مبدا فرويد المتضمن ان النمو يكتمل بعد الخمس سنوات االولى بصفة اساسية .فالنمو عملية طويلة المدى،
واحيانا ال تحل صراعات الطفولة بصورة مرضية حتى مرحلة البلوغ .واخيرا يتمثل جوهر عملية النمو –بالنسبة الريكسون -في
تكوين "الهوية" التي تعطي السمة المحددة لشخصية الفرد (ميللر ،2005 ،ص.)157
تطبيقات للنظرية
كما ذكرنا سابقا فقد قام اريكسون بتطبيق نظريته على بعض المشكالت مثل مشكالت هوية المراهق ،والصراع بين االجيال،
تكي ف الجنود بعد الحرب ،والعالق ات بين السالالت ،وبك اء الطفل ويرك ز المختصون الي وم على عمله في مجال المراهقة بالتحديد
لمس اعدة االف راد الناش ئين على اتخ اذ ق راراتهم الشخص ية والوظيفي ة بص ورة ناجح ة ،يمكن للكب ار تس هيل نم و االطف ال عن طري ق
مساعدتهم على عمل موازنة بين كل غاية في كل مرحلة مثل "الثقة وفقد الثقة السوي".
تقييم النظرية
حيث ان نظري ة اريكس ون تع د امت دادا لنظري ة التحلي ل النفس ي ل ذا يع د تق ييم نظري ة فروي د مناس با له ا .وب دال من إع ادة س رد
التعليقات السابقة نقوم بالتركيز في هذا الجزء على اهم جوانب القوة والضعف في نظرية اريكسون.
جوانب القوة:
توسيع نطاق نظرية التحليل النفسي :عن طريق توسيع القاعدة التجريبية لنظرية التحليل النفسي ساهم اريكسون في زيادة
م دى ص دق النظري ة وقابليته ا للتط بيق .اض اف اريكس ون الج وانب النفس اجتماعي ة الى النفس جنس ية ،والثقافي ة الى
البايولوجي ة ،وهوي ة االن ا الى دفاع ات االن ا ،والط بيعي الى الش اذ ،واالزدواج الثق افي الى الثقاف ة المح ددة ،والمالحظ ات
المباشرة للطفل الى ذكريات البالغ حول طفولته ،نمو البالغ الى نمو الطفل .ساعد اريكسون على بداية ظهور منهج النمو
واسع المدى (الحياتي) ،وتتميز النظرية بسمة التوفيق بين مدى واسع من المواقف .وتتميز رؤية اريكسون الخاصة بالنمو
باس تنادها الى دلي ل ق وي من حي اة االف راد اليومي ة من خالل س عيهم الى التواف ق واض فاء مع نى لوج ودهم .ك ان يبحث عن
الجانب الطموح النشط لدى الفرد وعن كيفية تنظيم القدرات والخبرات االنسانية داخل بيئة المجتمع من خالل مجموعة من
االنماط االجتماعية .يعد هذا النموذج االوسع للتحليل النفسي مرجعا قيما فيما يرتبط باالستشارة والعالج وخاصة في حالة
المراهقين .يعتبر تركيز اريكسون على العوامل الثقافية واتساع فترة النمو هاما بالنسبة لمجال علم نفس النمو .وعلى اية
ح ال لم تس فر المب ادئ الخاص ة للنظري ة عن كث ير من االبح اث وخاص ة م ا يتعل ق ب ترتيب المراح ل او الف روق الجنس ية في
لعب االطفال
الرؤي ة المتس عة :ت أتي مالئم ة نظري ة اريكس ون لألفك ار المعاص رة من خالل رؤيت ه الواس عة بالنس بة لس لوك الطف ل .فق د
وصف بانه "قد يكون واحدا من الباحثين العظماء في مجال العلوم السلوكية" .يتأثر سلوك الطفل بتجارب الماضي والموق ف
الحاضر وبتاريخ ثقافته الحاضر والسابق وبالمجتمع من حوله .ان كل مستويات المجتمع بداية من العالقات الدولي ة بالنظ ام
السياسي للدولة حتى التفاعل الحادث داخل االسرة تؤثر على سلوك الفرد .تضمنت كتابات اريكسون صورة نظام القوى
228
آذار2012/م مجلة كلية التربية األساسية /جامعة بابل العدد6 /
المتفاعل ة ال تي ترب ط الف رد ب الكون ،والماض ي البعي د بالمس تقبل البعي د .على ال رغم من قي ام العدي د من اخص ائي النم و
بمجهودات مكثفة في هذا الصدد (فيكوتسكي ،النظريات االجتماعية الثقافية) اال انهم لم يقوموا بالتحليل الجدي للمتغيرات
التاريخية واالجتماعية .وبدال من ذلك فقد قاموا بدراسة سلوك االطفال على حدة
( .)Hopkins, 1995, p. 44; Schlein, 1987, pp. 201-203
نقاط الضعف:
افتق اد النظ ام :تفتق د نظري ة اريكس ون وج ود ارتب اط وثي ق بين المالحظ ات والمب ادئ التجريبي ة العام ة والمب ادئ النظري ة
المجردة .وبناًء على ذلك فمن الصعب تقرير مبادئه بطريقة تتيح اختبارها او ربط نتائجه العملية بمستويات النظرية االكثر
تجري دا .وكم ا ه و الح ال عن د فروي د تكمن المش كلة في ع دم تواف ق الطريق ة وخاص ة في ع دم اس تخدام التج ارب المحكم ة.
وعند اريكسون نجد ان المالحظ ات مصحوبة بتفسيرات تتم يز بصعوبة التقييم .على سبيل المث ال في مالحظة اريكسون
المتضمنة "هل ان االوالد يبنون االبراج بسبب التوجيه القضيبي او االقتحامي-كما ذكر اريكسون -ام بسبب انهم يحبون
اسقاط االشياء العالية؟" .تتميز كتاباته النفسية الحيوية بالجودة ولكنها تستدعي التأمل .ومن المشكالت المرتبطة بذلك نجد
المصطلحات التي ينتقيها "مظللة اكثر منها مفسرة" فاستخدامه "االنتاجية" مثال و"التوافق" ال يتضمن ارادة المعاني القريبة
لها .اذن فمن غير المفاجئ ان يسيء الكثيرون فهم مصطلحات مفاهيم اريكسون.
عدم وجود ميكانزمات محددة للنمو :من خالل دراستنا للجزء السابق اصبح جليا ان اريكسون لم يقدم اي تفصيل عن كيفية
انتق ال الطف ل من مرحل ة الى اخ رى او عن كيفي ة حل ه لالزم ة .حيث ق ام بتحدي د م ا ي ؤثر على االنتق ال (النض ج الب دني،
الوالدين ،المبادئ الثقافية ،درجة حل االزمات السابقة) دون تحديد اسلوب حدوثه .ما هو العامل الذي يجعل الطفل يتعلم
م تى يك ون واثق ا وم تى ال يث ق؟ لم اذا ي ؤدي ح ل "قطبي ة المب اداة /الح رج" الى تض اءل المه ارة دون اي ص راع أخ ر؟ ان
مص داقية كث ير من افك ار اريكس ون "اس لوب ح ل الص راع" تتوق ف على ق درة ه ذه الفك رة على وص ف ميكانزم ات النم و
بالتفصيل.
(ميللر ،2005 ،ص.)158
المصادر
.1ميللر ،باتريشيا .ترجمة :سالم ،محمود عوض اهلل وآخران ( .)2005نظريات النمو .عّم ان :دار الفكر.
.1ناص ر ،عقي ل خلي ل ( .)2003تكام ل األن ا ل دى المس نين وعالقت ه ببعض المتغ يرات .كلي ة اآلداب ،جامع ة بغ داد (رس الة
ماجستير غير منشورة).
2. Bruner, J. S. (1987). The artist as an analyst. A review of a way of looking at things: selected
papers from 1930-1980, by E. Erickson. The New York review, 3, 8-13.
3. Erickson, E. H. (1959). Identity and the life cycle. Psychological issues (monograph no. 1). New
York: international universities press.
4. Erickson, E. H. (1968). Identity: youth and crisis. New York: Norton.
5. Erickson, E. H. 1958. Young man Luther. New York: Norton.
6. Erikson, Erik H. (2009). Encyclopædia Britannica. Ultimate Reference Suite.
Chicago: Encyclopædia Britannica. .
7. Evans, r. I. (1967). Dialogue with Erik Erickson. New York: Harper and Row.
8. Gedo, J. E. (1999). The Evolution of Psychoanalysis: Contemporary Theory and Practice. New
York: Other Press.
9. ) Grotevant, H. D. (1998). Adolescent development in family contexts. In W. Damon (series ed.
and N. Eisenberg (vol. ed. ), Handbook of child psychology. Vol. 3: social, emotional, and
personality development (5th ed. ). new York: Wiley.
10. Hopkins, J. R. (1995). Erik Hamburger Erickson (1902-1994). American Psychologists, 50, 796-
797.
229
م2012/آذار جامعة بابل/مجلة كلية التربية األساسية 6 /العدد
230