Professional Documents
Culture Documents
الإنسان والمكان: تفاعلات متبادلة
الإنسان والمكان: تفاعلات متبادلة
الإنسان والمكان: تفاعلات متبادلة
2009
1
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
2
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
3
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
وهي المس افة الرس مية ال تي تح دد عالق ة األط راف المتباين ة في التفاع ل
االجتم اعي كالمس افة بين الطالب واألس تاذ في المحاض رة ,أو الخطيب والجمه ور
في دور العبادة واألماكن العامة.
4
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
الذاتي ,وحب المدرسة والمشاركة الصفية وكذلك تفريد التعليم ,وإ يجاد مناخ صفي
أفضل .
وأشارت دراسة أخرى إلى إن سلوك الطالب ومواقف االنجاز أو عدمه تتأثر
بمتغيرات البيئة الصفية ,مثل طريقة ترتيب المقاعد وازدحامها .وان التعديالت
التي أدخلت على غرفة الصف أظهرت تغيرا" في سلوك الطالب المكاني .
وازدادت من التفاعل مع المواد الدراسية وقللت من فرص المقاطعة في الكالم .
وزادت من نسبة التساؤالت المهمة (( .قطامي 1992,ص . ))271
وتشير المالحظة اليومية لسلوك الطلبة بمختلف مستوياتهم إلى ازدياد السلوك
العدواني ,فيما يتعلق بتحطيم األثاث ,واستخدام عبارات نابية في البيئات التعليمية
المزدحمة في الطالب .
مــــــــــا العمـــــــل ؟
مما سبق يتضح أن المسافة المكانية أو الشخصية تتأثر بعوامل متعددة منها :
العمر ,الجنس ,المركز االجتماعي ,الحضارة والديانة .فاالطفال مثال" نسمح لهم
باالقتراب الوثيق منا أكثر من الكبار أو اإلفراد مـن الجنس األخر ,وكذلك الغرباء .
والحضارة العربية اإلسالمية تسمح لإلفراد باالحتكاك والتقبيل فيما بينهم كتعبير
وجداني عن التفاعل ألصميمي بين المسلمين ,في حين التحبذ الكثير من
الحضارات األخرى مثل هذا السلوك ولكي نتوصل إلى أفضل شكل لتحديد العالقة
المكانية بين اإلفراد فإننا نحتاج إلى -:
-1ضرورة ضبط التغير االجتماعي والتكنولوجي ,بحيث نقلل من نتائجه
السلبية على الناس .
-2أشراك متخصصين في التخطيط الحضاري من الجغرافيين والمهندسين
المعماريين ,وعلماء االجتماع والتربية في وضع التصميم المعماري للمدن الحديثة
كي توظف توظيفا" ايجابيا" لخدمة اإلنسان من حيث بناءه الصحي وعالقته
باآلخرين وفعاليته .
5
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
المــصـــــــــادر
-أيان ج .سيمونز ((( )1997البيئة واإلنسان عبر العصور )) ترجمة السيد
محمد عثمان .عالم المعرفة الكويت.
-مضر خليل العمر ((( ) 8..2البحث المكاني :بداياته واتجاهاته ))
منشورات وحدة األبحاث المكانية ,الورقة األولى .
-نايفة قطامي ( (()1993أساسـيات علم النفس المدرسي)) دار الشروق عمان
.
-عبد الستار ابراهيم ((()1997اسس علم النفس )) دار المريخ الرياض.
6
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
االنســان والمكـان
7
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
8
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
9
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
ويشير (لفلوك) الى ان ( جايا ) كيان حي معقد يشمل على المجموع الحيوي بحيث
يتشكل من الكل نظام في التفاعالت ذاتية التنظيم هدفه تحقيق البيئة الفيزياويه
والكيمياويه الفضلى للحياة على االرض ويشكل االنسان اهم نوع حي في هذا النظام
المعقد ويعد القوه االكبر لتقرير االتزان فيه .
10
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
11
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
ـ التفاعل بين االنسان والمكان كما يدرك يدرك عناصرها ووظائفها والعالقة
بينها بما يحدد خصائص المكان وهذه الخصائص تكون فيما بعد البيئة النفسية
للفرد في تلك اللحظة فإن فهمه وادراكه يختلف من واحد الى آخر على وفق
المتغيرات التي ذكرناها آنفا .
أما االنسان :فهوالشخص بصفاته وخصائصه من ( حاجات -قيم – معتقدات
– اجهزة حسية وادراكية – وغيرها ) وهي تتفاعل مع بعضها البعض ومع عناصر
المكان لتنتج مجال الحياة الراهن .
والشخص يفهم من المكان الذي هو فيه ,واننا قد ندركه من العناصر المكانية
في زمن محدد فيأخذ صفات وخصائص المكان فتكون بالنسبة لنا حقائق سيكولوجية
ترسم بيئة سيكولوجية تتناسب مع مستوى التوتر الذي تحدثه العالقة بين االنسان
والمكان .
واالنسان :يأخذ معناه من المكان والمكان يأخذ معناه من االنسان والمكان اسبق
من االنسان .
12
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
.1ان موضوع المكان لم يعد امرا داخليا في حدود معينه فالمكان يتأثر بغيره
ويؤثر في غيره خاصة ما يتعلق بالمنظومة التقنية التي تعمل في ذلك المكان .
.2اننا النعرف كل شيء عن المكان الذي نحن فيه وربما نعرفه اقل مما
النعرفه وان للمكان اجزاء مترابـطة كل واحد فيـها يكمل اآلخر والجهـل لبعض
االجزاء يجعل من معرفتنا له ناقصة والمعرفة الناقصة تحول دون التوازن
واالستقرار .
.4وللمكان نفوذ سياسي عندما يتمتع هذا المكان بمميزات وخصائص تؤهله
لتقديم المزيد من المعطيات المتفرده التي تفرض تأثيرها على االماكن االخرى
وكذلك نفوذ ديني او اجتماعي وغيرها .
.5وللمكان دور في التربية والتعليم وان االنسان وبيئته يجب ان ينظر اليها من
منطلق ان االنسان بدوره محور النشاط والحياة يوظف المكان ومعطياته لصالحه وان ما
في المكان من معطيات ليس لجيل واحد وانما هي امانه يطورها الجيل ثم يهديها للجيل
الذي يليه .
.6ومهما كانت الطبيعة فإنها ال ترتقى اطالقا الى مستوى التقديس او نساوي االنسان
بالكائنات الحية االخرى كما اليجوز ان نعطي االنسان الحق المطلق في السيطره
واالستغالل .
13
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
.7واستجابة لتطور علوم الطبيعية وعلوم البيئة ظهر على مستوى التربية والتعليم ما
يسمى بالتربية السكانية الرتباطها الوثيق بالتنمية االقتصادية واالجتماعية .
.8وتنبه المربون الى التربية البيئية فنادوا بضروره وضع فلسفة للتربية البيئية
او اطار مفاهيمي نظري لها يستند اليه تطوير برامج التربية البيئية وتقويمها .
المراجـع
.1كمال دسوقي /دينامية الجماعة في علم االجتماع وعلم النفس االجتماعي –
القاهره -المطبعة الفنية الحديثة – .1969
.2محمد سعيد الصياريني /نحو اساس فلسفي للتربية البيئية – مجلة البصائر
االردنية – .1998
.3قاسم حسين صالح /االنسان من هو – ....بغداد – دار الشؤون الثقافية
العامة – . 1986
.4حسام آللوسي /الفلسفة واالنسان – منشورات دار الحكمة – بغداد –
. 1990
.5مكتب اليونسكو االقليمي /برنامج التربية السكانية – عمان – الشركة
الجديدة – منشورات عام . 1992
14
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
ليس لإلنسان في دنياه الفانية إال المكان والزمان الذي يعيشه ،ومنذ األزل وهو
يجهد نفسه في استيعاب المكان وإ دراكه و فهم الزمن و مجرياته .وأثمرت جهوده
ه ذه العل وم جميع ا .ف البعض ق د رك ز على الطبيع ة و مكوناته ا ،واآلخ ر انص ب
اهتمامه على اإلنسان و نشاطاته ،و منهم من حاول سبر أغوار اإلنسان لفهم كنهـه
،والبـعض حلق في أجـواء فكريـة تنئى عن المكان والزمان قصـد فهمهما .
وفي جميع هذه كان اإلنسان و خدمته هو الهدف المعلن وغير المعلن (فرادا و
مجموع ات) .فدراس ة المك ان ه دفها اإلنس ان ألن ه يعيش في ه وينش ط ،ودراس ة
الزمن ألنه من نتائـج حركـة اإلنسـان والمادة ( الطبيعة والكون) وتفاعلهما مـع بعض
.
في ه ذا المق ال ،نس لط الض وء على العالق ة الجدلي ة بين اإلنس ان و المك ان
والزم ان وم ا تفت ق عن ه فك ر بعض الرج ال ال ذين ش غلتهم ه ذه الجدلي ة ردح ا من
الزمن ،ومن أماكن مختلفة من الكرة األرضية .وسأبتعد قدر اإلمكان عن كتابات
الجغرافيين كي أوضح أن المكان ليس حكرا لهم ،بل انه موضوع اهتم به الجميع
كل ضمن تخصصه واهتماماته .
اإلنسـان و المكان
15
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
يشير األستاذ محمد علي المحمود في مقال له عن جدلية اإلنسان والمك ان إلى أن
عنصر المك ان " ال يقتصر على الجغرافيا ،وإ نما يشمل الواقعة االجتماعية ككل "
وبه ذا فل ه " أهمي ة ك برى في س ياق تحلي ل الظ واهر اإلنس انية ،ذات الط ابع الع ام" .
وان عنصر المكان "مشدود إلى حقول معرفية ال حصر لها ،حتى وإ ن كانت هذه
الحق ول – من حيث المرجعي ة التخصص ية – تتمح ور ح ول تخصص ين اث نين ،
يشكالن الدعامة األساسية لها ،وهما علم النفس االجتماعي ،وعلم اجتماع المعرفة
".وحسب رأيه فانه من عالم " هذين التخصصين ،تستمد معظم الرؤى التحليلية –
واعية وغير واعية – آلياتها في مقاربة جدلية اإلنسان والمكان" .فعلماء االجتماع
يرك زون على دور المجتم ع (مجموع ة من النـاس ت ربطهم رواب ط و يعيش ون في
مكان محدد) وفي زمن محدد .
ورك ز عم ر م نيب إدل بي على تبادلي ة الت أثير بين اإلنس ان والمك ان " ،إذ يس هم
المك ان في تش كيل وعي اإلنس ان بوج وده ،ويطب ع فك ره و هويت ه – وقب ل ذل ك كل ه
فيزيولوجيت ه – بطابع ه ،فيم ا يس هم اإلنس ان في إض فاء خص ائص إنس انيته على
المكان بتبدل صفاته وبنيته ،وأنسنة فضائه ،وهذه العالقة التأثيرية المتبادلة تتحول
بفعل التعود على مر الزمن إلى عالقة حميمة ،يترك هدمها او قمعها آثارا كارثية
على الطرفين " .
فشخصية المكان يرسمها اإلنسان ،و خصائص اإلنسان و سماته تتحدد بنسب
متباينة بالمكان .وال يعني هذا االعتقاد بالحتم الطبيعي (الجغرافي) ،بل إن التأثير
موجود (سلبا وإ يجابا) ولكنه ليس العامل الوحيد و الحتمي ،انه يتفاعل مع عوامل
أخرى ذاتية وموضوعية في جدلية صارخة أحيانا و هامسة أحيانا كثيرة .فشخصية
الموصلي غير شخصية البصري ،والبغدادي غير ابن العمارة .وفي الوقت نفسه
فان شخصية اإلخوة في البيت الواحد مختلفة (ومتناقضة أحيانا) .فعند الحديث عن
التأثير يقصد به األكثر احتماال (المنوال في المصطلح اإلحصائي) .
16
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
ولهذا السبب يقول اإلدلبي " ولما كان للمكان حضوره المؤسس والبناء لعالقات
المجتمع بفعل تفاعل اإلنسان مع محيطه الجغرافي و أشيائه ،فان لإلنسان بالمقابل
دوره في تش كيل القيم الخاص ة به ذا المك ان ع بر مجموع ة العالق ات والس لوكيات
اإلنسانية التي تصبح فيما بعد رموزا داللية تشكل في مجموعها صفات مكان ما " .
وللتوضيح نشير إلى تباين القيم الخاصة بين سكان منطقة الفضل و سكان المنصور
مثال ،وس كان الك رادة وس كان الكريع ات في بغ داد .وق د رس م المع نيون ب القيم
االجتماعية و تمحورها مكانيا جزرا حضارية (البعض يسميها ثقافات فرعية) ضمن
الحضارة األم (البغدادية هنا) .
وتق ود نش اطات المجتم ع قيم ه ،العلي ا منه ا على وج ه الخص وص ،و تتجس د
واقعي ا بالتراتبي ة االجتماعي ة ال تي تص نع المك ان والمكان ة (محم د عي محم ود) .
وال دليل على ذل ك تاريخي ا يع ود إلى دويالت الم دن حيث التوزي ع االجتم اعي –
المكاني لسكانها ،ومدرسة شيكاغو للبيئة االجتماعية التي قدمت األدلة اإلحصائية
على ال تراتب االجتم اعي – االقتص ادي – المك اني لس كان الم دن الكب يرة .فاإلنس ان
ينظم مكانه ليبرز خصائصه الذاتية واالجتماعية .
ك ان ه ذا على المس توى االجتم اعي ،أم ا على المس توى الف ردي (الشخص ي)
فنج د كت اب الس ير الذاتي ة يرك زون على المك ان وأث ره على شخص ية المبح وث و
أفكاره ونتاجه األدبي أو العلمي .وفي األدب فان "الفضاء الجغرافي" واإلشارة إليه
ل ه أهميت ه في تش كيل الص ورة في ذهن و مخيل ة المتلقي للتع رف على خص ائص
األمكن ة وص فاتها .وع ودة إلى عم ر م نيب ال ذي يؤك د أن عنص ر المك ان " ال يمكن
النظر إليه من منطلق عزلة عن بقية العناصر السردية األخرى (الزمن ،الشخصية
، )... ،والسيما عنصر الزمن ،إذ (يستحيل وجود مكان ارضي ،أو غير ارضي
ال يتض من كمي ة من ال زمن وج دت بوجوده واس تمرت باس تمراره) ,كم ا أن المك ان
(ال تتجلى ابرز صفاته الجمالية إال من خالل الزمان واإلنسان)" .
17
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
ويعترف محمد شكري بدور المكان في حياته حيث يقول " لي ارتباط كبير جدا
بالمكان ،أنا أقدر ما يسمى بجمالية المكان في القصة أو الرواية على الرغم من أنه
مذهب كالسيكي واقعي ولكني مرتبط جدا باألماكن ،وأحيانا ال أعرف كيف أكتب
ح تى أك ون جالس ا في مك ان معين " .فعلى ال رغم من ع دم اعتناق ه الم ذهب
الكالسيكي إال انه يقر أهمية المكان له و في كتاباته .أما إدوارد سعيد فقد خرج من
المك ان لين اور " في أف ق البالغ ة والفلس فة والسياس ة والت اريخ في آن مع ا ،فه و ال
يغ ادر المك ان على مس توى الواقع ة ،جغرافي ا ،إال من أج ل أن يع ود إلي ه رمزي ا
ليحتويه ويعلن انتماءه إليه ،وعدم تخليه عنه ،واإلمساك به حتى الرمق األخير" .
وعند مراجعة العنوانات األدبية و الفنية نجد للمكان حضور يلفت النظر ،فعلى
س بيل المث ال ال الحص ر ،المك ان في قص ص ولي د إخالص ،خ ارج المك ان ،أن ا
والمك ان ،الب ئر األول ،فلس فة المك ان في الش عر الع ربي ،فاعلي ة المك ان في بن اء
القصيدة عند ذي الرمة .وعلى مستوى المسلسالت التلفازية نجد :بنت الحت ة ،بين
القصرين ،قصر الشوق ،باب الحارة ،أين مكاني والعديد غيرها .
المكان والزمان
لقد شغل موضوعي المكان والزمان الفالسفة من القديم ،وهم متفقون على إنهما
من أش كال الم ادة ،ولكنهم منش غلون في ج دل مف اده :ه ل هم ا حقيق يين أم إنهم ا
تجريدان ال يوجدان إال في وعي اإلنسان ؟ ويرى البعض أنه بمجرد االدعاء بوج ود
الشيء (جسم) نكون قد حددنا مكانا معينا له ،ولهذا فان المكان هو ما يتعلق باالين
،وبالت الي يح دد خاص ية معين ة لش يء معين كالم ادة .وله ذا يخلص عب د الغف ور
بالريسول إلى القول " فالمكان ليس جسما ،بل هو الشرط األساسي لكيان الجسم ،
إذ ال يمكنن ا أن نتص ور جس ما م ا إذا لم تنطب ق علي ه ش روط مكاني ة (حجم ،ط ول ،
ارتف اع )...ومن ثم ة نس تطيع انطالق ا من دراس ة حال ة الجس م أن نفهم أو نس تنبط
الكثير عن المكان " .
18
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
وال يرتبط المكان بالمادة فقط ،بل يشير األب روبير الكرملي إلى " إن الدراسة
الفلس فية للطبيع ة ليس ت فق ط دراس ة موض وع مس تقل عن اإلنس ان ،وإ نم ا دراس ة
العالق ات أو الح وار بين اإلنس ان والطبيع ة ال تي هي من حول ه ،ومن خالل ه ذا
الحوار تكتمل الطبيعة بمعرفة اإلنسان لها ،وان اإلنسان يكتمل بمعرفته للطبيعة ،
فهناك تعامل جـدلي بينهما" .والطبيـعة هي المكان الذي لم يصنـعه اإلنسـان .
وج اء اينش تين بالنظري ة النس بية لترب ط المك ان بالزم ان وتظه ر مف اهيم تتج اوز
االستيعاب اإلدراكي الحسي لتظهر الحقيقة في معادالت رياضية جد مجردة و معقدة
.فالمكان والزمان عنده ال يوجدان بنفسيهما معزولين عن المادة بل هما جزء من
العالق ة المتبادل ة المتش ابكة الكلي ة ال تي يفق دان فيه ا اس تقاللهما وي برزان كج انبين
نسبيين للزمان والمكان المتكاملين اللذين ال ينقسمان .و ترى الفلسفة المادية أن ال
وجود للحقيقة خارجهما (المكان و الزمان) .لذا فالوجود مرهون بالمكان والزمان
.
أم ا الفيلس وف كان ط (كنت) ف يرى أن الزم ان ليس تص ورا كلي ا ،ولكن ه ش كل
خ الص للعي ان الحس ي .وذل ك ألن الم رء ال يس تطيع أن يتص ور غ ير زم ان واح د
وحدي ،أما األزمنة المختلفة فليست إال أجزاء لهذا الزمان ،وإ ذا كان الزمان واحد
،فهو ال يقبل أن يكون ذا تصور بل عيان .ويضيف " إن األشياء في ذاتها ال تأتي
إلى عقولنا كما هي دون تغيير ،بل البد أن تمر بهذا اإلطار ،إطار الزمان والمكان
،فت ترتب وفق ا ل ه ،فكأنم ا بمج رد أن تص بح مدرك ة ،الب د أن تظه ر على هيئ ة
الزم ان و (المك ان) ،ونحن ال نعرفه ا كم ا هي في ذاته ا ،ب ل كم ا تب دو لن ا وله ذا
فنحن ال نع رف إال الظ واهر" .ويج د أن المك ان واح د فري د في ج وهره ،والتعددي ة
في ه تس تند فق ط على التح ديات ،ويع ني ه ذا أن المك ان عن ده ح دس أولي وال يتع دد
المكان ذاته .وأن المكان ليس في الحقيقة ال متناهيا ،وهو يدور شأنه شأن سطح
الك رة األرض ية .وخالف ا عن ال زمن ،ف ان المك ان قاب ل لالنعك اس حيث نس تطيع
السير فيه باتجاهات متعاكسة ونستطيع العودة إلى نقطة البداية .
19
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
ويخلص إلى القول " إذا كان المكان والزمان ثابتين بالمعنى العام للوجود حيث
المكان الذي ال يحويه مكانا إال نفسه .أما الزمان فسائر بالوجود .وأن التغيير الذي
يح دث ليس منهم ا ،وإ نم ا من الم ادة القابل ة للتغي ير واالنتق ال ،إال أن الم ادة ال تق وم
بذلك لوال الحركة التي فيـها ،إذن الحركـة والتغيير هما سبـب اإلحسـاس والزمن .
وبإيجاز ،تستخلص السمات المبينة في أدناه من الجدليات ذات الصلة -:
حجـج المكان -:
-المكان ذو أبعاد ثالثة ،أما الزمن فليس له إال بعد واحد .
-يعبر المكان عن توزيع األشياء الموجودة وجودا تلقائيا .
-يعبر المكان عن تتالي الظواهر .
-من الممكن تخيل ال شيء في المكان ،ولكن من المستحيل تخيل ال مكان .
-المكان ليس تصورا تجريبيا ،هو مجرد من التجربة الخارجية ،وذلك ألن
المك ان مف ترض مق دما في دالل ة اإلحساس ات على ش يء خ ارجي ،والتجرب ة ممكن ة
فقط من خالل مثول المكان .
-المكان تمثل ضروري أولي ،يشكل األساس لجميع االدراكات الخارجية ،إذ
ال يمكنن ا أن نتخي ل أن ليس هن اك مك ان ،وم ع ذل ك يمكنن ا أن نتخي ل الالش يء في
المكان .
-المكان ليس تصورا منطقيا أو عاما للعالقات بين األشياء بوجه عام ،إذ أن
هناك فقط مكان واحد ،تكون ما ندعوه " أمكنة " أجزاء له وليست أمثلة .
حجـج الزمان -:
-يعبر الزمن عن تتابع الظواهر حيث تحل الواحدة محل األخرى .
-الزمان ال يرتد ،بمعنى أن كل عملية مادية ال تتطور إال في اتجاه واحد من
الماضي إلى المستقبل .
-إن الحرك ة هي ماهي ة الزم ان والمك ان ،وان الم ادة و الحرك ة و الزم ان
والمكان ال تنفصل عن بعض .
20
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
-بما أن المادة مرئية والزمان غير مرئي ،فهو ليس مظهرا من مظاهرها ،
وإ نما هو متطلب شرطي مستقل و متداخل لها ليس إال .
-ت أنيب الض مير يع بر عن عج ز تج اه الماض ي ،و ه و في ال وقت نفس ه يع بر
عن بعد التقدم .
الزمكان -:
-مصطلح حديث منحوت من كلمتي الزمان والمكان ليعبر عن الفضاء رباعي
األبع اد ال ذي أدخلت ه النظري ة النس بية ليك ون فض اء الح دث ب دال من المك ان المطل ق
الفارغ في نظرية الكم .
-والمصطلح ببساطة شديدة يعني السفر عبر الزمان والمكان في آن واحد .
-من خالل ه ج اءت فك رة الس فر ع بر ال زمن ،لتمنح اإلنس ان أمال خيالي ا في
تغيير حاضره و مستقبله ،بل وربما مستقبل العالم أيضا .
21
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
في اإلبداع الفكري لهؤالء العلماء .فمدارس المتميزين يمكن أن تكون أماكن نبوغ
وإ بداع وتنافس يثمر الخير للبلد والعلم .
-إن بيئة اإلبداع يجب أن ينظر لها مبدئيا كأماكن و مجاميع جذبت الكفاءات
ضمن تخصص علمي محدد .وتأسست هذه التقاليد ،جزئيا ،نتيجة جذب األماكن
و المؤسس ات ذاته ا ألش خاص معي نين ولف ترة زمنية طويلة .وفي ح االت مح ددة ،
فق د احت اجت ق وة الج ذب ه ذه ح وافز و دفع ا من أش خاص من خ ارج المي دان
التخصص ي ،وك ذلك المفك رين .وفي ح االت أخ رى ،ف ان ق وة الج ذب ق د ت أثرت
بالبيئ ة حيث الف ائض االقتص ادي و ظ روف العم ل الحازم ة .وفي األم اكن حيث
تتواف ق ه ذه الش ؤون ف ان الج ذب يك ون قوي ا بش كل خ اص .أي إن مؤسس ات علمية
(بحثي ة) معين ة ق د ش كلت أم اكن ج ذب لألذكي اء و المب دعين ليلتق وا ويتح اوروا و
يتع اونوا و يب دعوا .والمراك ز والوح دات البحثي ة هي المقص ودة ،إض افة إلى
النوادي الخاصة برجال العلم و المفكرين .
-إن التع دد و التن وع يع ززان العملي ات اإلبداعي ة ،بينم ا التش ابه و التوحي د
ألنس قي التج انس ال يعمالن ذل ك .والعدي د من األمثل ة الموثق ة ق د أعطت انطباع ا
خاص ا ب ان بيئ ة اإلب داع في بعض األوق ات ك انت عب ارة عن فوض ى .والمالحظ ة
الهامة التي أخذت عن العملية اإلبداعية و التجديد الشامل بأنهما يبدأان حيثما تتطـابق
الكفاءة المميزة و صالت حميمة مـع حالـة الالاسـتقرار و الالضـمان .وهناك الكثير
عن تض مين ك ل عملي ة إبداعي ة ،وس واء أك انت معني ة باالبتك ار التق ني أو تغي ير
جذري في البحث أو فن جديد ،تضمينها لما يمكن تسميته بالال استقرار البنيوي .و
هذا الال استقرار البنيوي يسهل عملية خروج األفكار عن النمط الموجود و الضوابط
الصارمة المحيطة بها .هنا جاء الزمن ،الزمن الصعب ،سيادة الفوضى والخروج
عن الم ألوف ،والحاج ة إلثب ات الوج ود والخ روج إلى الع الم ال ذي أص بح ب أمس
الحاج ة لش يء يبه ره و يجع ل أنفاس ه تق ف وروح ه تس تكين ،وبالت الي تتالش ى
22
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
الفوضى .فالتنوع والتعدد مصدر قوة اقتصادية واجتماعية وحضارية ،ولكنه نقط ة
ضعف عندما يستغل ألغراض سياسية دنيئة .
-الظ اهرة المم يزة في مختل ف الس ير الذاتي ة تركيزه ا على أهمي ة ال بيت و
المدرسة في إيقاظ و تطوير الطاقة اإلبداعية عند األشخاص .وبتتبع حياة مبدعين
فرادا و ما توحيه سيرهم الذاتية ،فهناك حاالت عامة تؤثر على جغرافية اإلبداع .
وهي :العالق ات حيث أدركته ا جي دا الدراس ات الس ابقة عن البيئ ات .و المعطى
الجديد المضاف هو الفائض االقتصادي ،و أهمية سماح البيئات المختلفة للبدائل و
الف رص للخ روج عن الم ألوف في القيم و أنم اط األفك ار .و المالحظ ة األخ رى أن
المناقش ات و اللق اءات تسمح بتجمع األش خاص المب دعين مع بعض و تشكيل أفكارا
يمكن أن تقود إلى تجديد شامل .و بالختام فهناك سبب وجيه لتكرار القول :كيف
أن ع ددا قليال من مس ارات حي اة أش خاص يعكس التغ يرات الجذري ة في المجتم ع
األكبر .نجد هنا المكان بأكثر من صيغة ،المنزل ،المدرسة ،أماكن اللقاء (نوادي
ومكتب ات) ،وبالت الي انش غال ه ؤالء المب دعين عن من س واهم ب العلم دون االنخ راط
بمسارات الفوضى السائدة في زمانهم .
مجرد تساؤالت
-هل أدركنا ماهية المكان ؟
-هل استوعبنا عالقتنا به ؟
-ما السبيل لتنميته ؟
-أليس التنوع مصدر قوة ؟ لماذا نسمح ألن يكون نقطة ضعف ؟
-ه ل يمكن أن تش ع عن الالاس تقرار و الالأم ان الح اليين في وطنن ا ومض ات
إبداع تعيد الثقة وتطمئن بالنفوس الحائرة ؟
-أليس الحوار سبيل جيد لحل المشكالت والنهوض من الكبوة ؟
-أليس المسكن موضوعا جيدا للدراسة كمكان ؟
23
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
-أليست المدرسة بحاجة إلى دراسة كمكان ؟ لنعيد لها مكانتها وأهميتها .
-ألسنا بحاجة إلى االهتم ام بأم اكن يلتقي بها من نأمل بهم خيرا و نحميهم من
شذاذ اآلفاق ؟
-السنا بحاجة إلى مبدعين ينقذونا من محنتنا ؟ وال أقول سياسيين و العياذ باهلل
.
-السنا بحاجة إلى مراكز و وحدات بحثية تجمع من يريد خدمة بلده بعلمه و
يط ور نفس ه و بالت الي المؤسس ات التعليمي ة في البل د ؟ وال أق ول اإلب داع رغم ان ه
الهاجس و المقصود .
24
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
المقدمـة -:
كي ف ت ؤثر نوعي ة الترب ة وطبيع ة الجب ال أو الس هول وأص ناف النبات ات على
شخص ية اإلنس ان وم ا ه و دوره ا في تش كيل نم ط حيات ه وص ياغة أفك اره وخل ق
حض ارته ؟ وإ لى أي ح د يص ل ه ذا الت أثير في س لوكياته وردود فعل ه وص ناعته
لألح داث ؟ وم ا أهمي ة معرف ة ذل ك في الدراس ات التاريخي ة وم ا قيمت ه العلمي ة ؟
وكيف يؤثر تباين الفروق بين سكان الجبال والسهول والصحاري والغابات واألنه ار
والبحار واختالف المناخ على نفسية الفرد العراقي ؟ هذه األسئلة وغيرها كثيرًا ما
ترد في ذهن الباحثة عند دراستها لألحداث التاريخية في العراق وهي تدرك تمام ًا
م دى الحاج ة الماس ة والملح ة إلى المعرف ة الجغرافي ة الج ادة لموق ع وس احة ومك ان
األحداث مما يسمى بالجغرافية التاريخية .
تحاول الباحثة من خالل تركيزها على تأثير البيئة الطبيعية في الناحية
السيكولوجية للفرد العراقي معرفة دور التأثيرات البيئية في السمات العامة
لشخصية الفرد العراقي ،مما يساعد في فهم نواحي عديدة من تاريخه الطويل
والعريق ؛ وابرز دوافعه النفسية المسببة لثوراته وتمرداته الكثيرة التي عجت بها
أرضه في مناطق معينة بينما عم الهدوء والسكون في مناطق أخرى ؟ وأجالء
25
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
التمهيـد -:
لعل الباحث حسن عثمان هو خير من أوضح أهمية المعرفة البيئية في
الدراسات التاريخية برؤيته إن تاريخ اإلنسان يتوقف تبعًا (( لنوع تفاعله مع بيئته
ومواجهته لظروفها فالسهول والجبال والصحاري والوديان واألنهار والبحار
والخلجان والغابات والجزر ...والرياح ونوع الثروة الطبيعية والموقع الجغرافي
)) ...فكل ذلك يؤثر تأثيرًا واضحًا على اإلنسان في (( لغته ونبرة صوته وفي لون
بشرته وعينيه وشعره وفي أساطيره وأديانه وفي ملكاته العقلية وفي فكره وفلسفته
وصوفيته وفي أدبه وفي موسيقاه وفي هندسته ومعماره وفي علمه وفي طبه ودوائه
وفي رسمه وتصويره ونحته وفي خلقه وسيكولوجيته وفي مدنه وحقوله وقراه وفي
26
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
قوانينه وشرائعه وفي حرفه ومهنته وفي فقره وغناه وفي حياته السياسية
واالجتماعية واالقتصادية وفي مذلته وإ بائه وفي سير معاركه وفي حربه وسالمه
()1
. ))...
إن اإلنسان ومهما بلغت نجاحات التكنولوجية لن يستطيع التخلص من
تأثيرات البيئة الطبيعية إال في حدود أضعافها أو تقليل نسبتها ،فهي على كل حال
تدخل في صناعة حياته المادية والروحية والتغاضي عنها على كل حال لن يخدم
البحوث والدراسات االجتماعية والنفسية والحضارية فضًال عن التاريخية ،ونؤيد
ما ذهب إليه سليم مطر من إن تأثيرات األرض الجيوجولية والتضاريس والمناخ
وطبيعة المياه والحرارة وحتى الريح والغبار الزالت حتى اآلن تتحكم باإلنسان
وتؤثر في األفراد وطبيعة الشـعوب وهي تتراكم عبر ميراث أجياله رغم كل
()2
الثورات التقنية .
يمكن القول هنا إننا إذا ما حللنا تأثيرات البيئة الطبيعية يصبح من الممكن فهم
المميزات العامة للشعوب وتحديد النظم والقوانين المالئمة لها؛ فمونتسكيو مثًال
27
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
إن درجة التفاعل بين اإلنسان والبيئة تزداد كلما زادت المعرفة اإلنسانية ودقة
التنظيم االجتماعي في محاوالته لتخفيف أثر الطبيعة عليه ،وفي كل األحوال لن
تعمل العوامل الطبيعية تأثيرها في اإلنسان بشكل منفرد إنما تكون مالزمة للعوامل
البيولوجية وهما يعمال معًا ولكن بخطين مستقلين ومتوازنين فال البيولوجية تلغي
عمل األولى وال الطبيعية تطغى على الثانية ،وثمرة عمل االثنين تظهر في
السمات(الصفات) الشخصية لإلنسان ( مزاجه وسلوكياته وسكناته ونشاطاته
وقدراته الذهنية والفكرية وطريقة معاملته لنفسه ) التي تميزه عن غيره قليال أو
كثيرًا ما اليمكن أن يشبهه في ذلك إنسان آخر إال نادرًا .وفي ذلك فإننا نذهب
28
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
مذهب توينبي في كون جميع العوامل البيولوجية وعوامل البيئة ال يمكن أن تعمل
كل بمفردها فهي كل ٍ متعدد وليست كًال مفردًا ،ومع انهما ال يملكان عوامل
مشتركة إال إنهما يتظافران ليعمال بتناغم واتساق متكاملين فيؤلفا نمطًا من العالقات
ونرى أن هذه العالقات المتأثرة بخصوصية البيئة الطبيعية واالجتماعية ()11
بينهما ,
تخرج لنا بميزات تقرر االختالفات بين الشعوب .
في تصورنا إن العراقي ابن بيئته متجانس معها متشكل على نسقها متكيف
مع ظروفها ،يعمل متحدًا معها ال متحٍد لها وحضارته هي نتاج انسجامه
السيكولوجي معها ؛ فبيئته قد وفرت له إمكانيات لعيشه مريحة وسهلة ولكنه السهل
الممتنع ! فهذه البيئة مشكلتها إنها متقلبة تخبئ له الكثير من المفاجأة المنغصة التي
تجعله يعيش في ضغط نفسي ما بين كدٍر وسرور ،أي البد لنيل العسل من أبر
النحل ومن المؤكد إن ذلك ترك أثره الواضح في شخصيته ،وهذا التصور متأتي
من وحي نظرية توينبي في االستجابة والتحدي إذ تكون البيئة هي المسيطرة على
اإلنسان وعليه أن يحصل على بعض المهارات التي تمكنه من تحدي ظروف بيئته
ونحن نرى هذا التحدي هو نوع من التأقلم ومحاولة غير مباشرة ()12
الطبيعية .
لالنسجام مع واقع البيئة ،وعادًة ما يكون هذا التأقلم نسبيًا مع الظروف المتنوعة
للبيئة .
يقع العراق عند أبن خلدون في اإلقليم المعتدل الوسط بين المنطقة الحارة
والبـاردة ،ولذلك فهو في أفضل المناطق لحياة اإلنسان ولحضارته ،وإ ن (( مناطق
العرب هي في األقاليم المعتدلة وسكانها من البشر أعدل أجسامًا وألوانًا وأخالقا
وأديانًا حتى النبؤات فإنما توجد في األكثر فيها ولم نقف على خبر بعثٍة في األقاليم
29
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
الجنوبية وال الشمالية وذلك أن األنبياء والرسل إنما يختُّص بهم أكمل النوع في
خلقهم وأخالقهم يتم القبول بما يأتيهم به األنبياء من عند اهلل ((كنتم خير أمة أخرجت
للناس)) ويستمر في وصفه لهذا االعتدال بقوله (( فهم أكمل لوجود االعتدال لهم
فتجدهم على غاية من التوسط في مساكنهم ومالبسهم وأقواتهم وصنائعهم يتخذون
البيوت المنجدة بالحجارة المنمقة بالصناعة ويتناغمون في أسجادة اآلالت والمواعين
ويذهبون في ذلك إلى الغاية وتوجد لديهم المعادن الطبيعية من الذهب والفضه
والحديد والنحاس والرصاص والقصدير ويتصرفون في معامالتهم بالنقدين
العزيزين ويبعدون عن االنحراف في عامة أحوالهم وهؤالء أهل المغرب والشام
والحجاز واليمن والعراقيين والهند والسند والصين وكذلك األندلس ...ومن كان مع
هؤالء أو قريبًا منهم في هذه األقاليم المعتدلة ولهذا كان العراق والشام أعدل هذه
)) )13( .
كلها ألنها وسط من جميع الجهات
تقسم البيئة الطبيعية العراقية على ثالثة أقسام فبيئة جبلية وشبه الجبلية
وتضم المحافظات الشمالية :السليمانية وأربيل وزاخو ودهوك والموصل وكركوك
وتكريت ،وبيئة سهلية منبسطة ورسوبية لها امتداد من الغرب في البادية
الصحراوية وشبه الصحراوية والجزيرة (مابين دجلة والفرات ) ،وبيئة منبسطة
اعتبرناه مركز الوسط :بغداد وديالى ،وبيئة تنوعت بين منطقة صحراوية ومنطقة
شواطئ النهرين وسواحل الخليج فهي تمثل محافظات الوسط والجنوب :األنبار
وبابل وواسط والنجف وكربالء والديوانية والمثنى وميسان وذي قار والبصرة .
لقد صنعت لنا البيئة العراقية المتنوعة هذه مهن معينة كل حسب منطقته
البيئية وطريقة الري فيها ونوع المحاصيل المزروعة وبالتالي فان ذلك يعني
شخصيات متنوعة في السلوكيات والتفكير واالهتمامات والنظرة للحياة وقيمها
كالمال والكرم والبخل ونوع الملبس وأسلوب العيش وغير ذلك ...؛ فضًال عن
االختالف في البنية الجسمانية ؛ فمزارعي الفواكه والتبغ في الشمال لهم نمط من
30
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
إن منطق ة ش مال الع راق أرض معط اء جميل ة خالب ة تش كلت من الجب ال
والودي ان والغاب ات والش الالت والسهول الرس وبية الخص بة وتربته ا الجي دة ومياهه ا
الوف يرة ونباتاته ا المتنوع ة ك ل ه ذه الرفاهي ة غ ير المح دودة انعكس ت بوض وح على
شخص ية س كانها فق د تم يزوا بالص دق وال ذكاء والق وة والش جاعة والج رأة والص بر
واحترام الغير وحب العلم وقد برز منهم أسماء المعة نذكر منهم المشاهير المؤرخ
أبن األثير واخوته وأبن خلكان ومحمد كرد علي وغيرهم في مجال السياسة والنشاط
العسكري كثيرون إذ كانت القوى الحاكمة في العراق تفضلهم كمقاتلين في جيوشها
خاصة وبشكل واضح في عهد الخالفة العباسية ،أما الروح المرحة فما أراها إال
انعك اس لجمالي ة المنطق ة ال تي أعطتهم ص فاء في ال روح وطمأنين ة في النفس ،
ونف ترض أنهم على ال دوام ق وة في الص راعات ال تي يش تركون فيه ا ؛ ولكنهم ال
يص نعوها على أي ة ح ال ،كم ا إن حض ارتهم تس تند إلى م ا تج ود ب ه ب يئتهم وهي
الغني ة خاص ة من ناحي ة فن األل وان فانعكس ت بمالبس هم الفلكلوري ة ذات ألوانه ا
الزاهية البهيجة ،واألصالة في الحرف اليدوية وطرق تخزين المواد الغذائية للشتاء
البارد والطويل . . .
31
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
وم ا ن راه ه و اعتق اد ق ديم فك ل من هيب وقراط ( الج و والم اء واألق اليم)
مونتس كيو ( روح الق انون) ي رون أن س كان الجب ال ذات المن اخ الب ارد واألمط ار
الغزي رة يتص فون بالطب اع الحمي دة ونق اء النفس والق وة الجس دية والش جاعة ،و أم ا
س ليم مط ر فنج ده يش ير إلى إن س كان المنطق ة الش مالية يس ود بينهم نم ط البح ر
المتوس ط حيث ال رأس ال دائري المرب ع وه و نم ط اآلس يوية (القفقاس ي واألناض ولي
واإليراني والكردي والتركستاني) وللبيئة الجبلية تأثير في تقوية عضالت األرجل ،
وهم يميل ون إلى الص رامة والح ذر وال روح العملي ة والحربي ة فحض ارتهم خ ير ()15
ش اهد اآلش ورية إذ تمث ال اإلل ه آش ور إل ه الح رب والق وة وغ يره من التماثي ل ال تي
تجس د ص ور البطول ة والمع ارك الحربي ة الش امخة وفي العه دين العثم اني والملكي
وتمنح الجب ال والتالل ()16
ظه ر واض حًا س يادة ال روح العس كرية بين ع امتهم ،
والهضاب عادًة نوع من العزلة تساعد الناس في الحفاظ على أصالة لغتهم وتراثهم
وخص ائص شخص يتهم حيث يتح دد اختالطهم فض ًال عن ص فاء ذهنهم ،كم ا تح دد
طبيعة الحياة بالجبال شكل أجسامهم ،ومع كل ذلك فان لهم خصوصية تجمعهم مع
. ()17
باقي العراقيين
32
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
الدولة فأهلها يجمعون بين صفات البيئات الطبيعية ومميزات األفراد،وكان منتهى
الذكاء من أبي جعفر المنصور وخيارا مناسبًا لكل العصور ,ولعل هذا هو سر
نجاح العباسيين في عهدهم األول ؛ فبغداد مجمع األسواق ومركز تجمع األفراد من
مختلف البيئات والذين ما يلبثوا أن ينصهروا في مجتمعها المتنوع المفتوح ,ومحفلها
الثقافي والسياسي واالجتماعي أعطى لسكانها من الناحية السيكولوجية بعدا ايجابيا
مثيرًا ومنشطا منحهم روحية اإلبداع الحضاري ,مع ما يتخلله من جدل وخالف
وتوتر وصراع .إن هواء بغداد نقي وماءها عذب وتربتها خصبة فخضرتها وافرة
وهذه عوامل ترق الطباع وتفتح القرائح فهذا شاعرنا علي بن الجهم يقدم على
الخليفة المتوكل العباسي فيمدحه بقصيدة ملؤها صورًا من بيئته الصحراوية الخشنة
الجلفة ,فما كان من الخليفة إال أن أسكنه في أحد قصوره ببغداد ليتحول بشعره بـعد
. ()18
مدة إلى شـاعر يقطر رقة وعذوبة في أوصافـه ومعانيه وتصويره
هي منطقة بساتين على األعم األغلب وقد ساعدها في ذلك نهر ديالى القادم
من منطقة جبلية مرتفعة على إن أهم خاصية به هو إنه ينخفض بمستواه تدريجيًا
فينساب بهدوء لتخرج منه قنوات عالية تصلح إلسقاء البساتين سيحًا وفي الوقت
نفسه فإن نهر ديالى التي أخذت المنطقة تسميتها منه هو مبزل للبساتين إذ تصب فيه
المياه المتبقية منها .ويالحظ إن مجرى األنهار األخرى كخريسان وغيرها كانت
ثابتة على الدوام وهذا ضمن لمدنها القدم فلم يطرأ عليها تغيير كبير من حيث
33
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
مواقعها وأسماءها فغدت محطات آمنة في فترة الحوادث التاريخيـة التي كان يمر
بها العراق .وإ ن هذه الميزة أضفت على شخصية سكان المنطقة طابع الهدوء فال
مفاجئات وال كوارث وال قلق من مشاكل طبيعية فمالوا إلى الدعة والوداعة
والمهادنة والطمأنينة والسكينة ( حد الجمود في أحيان ) والتفاؤل والوسطية وحب
الحياة وطول البال .
المنطقة الرسوبية وسط وجنوب العراق هي كما يعتبرها علي الوردي -
البودقة الرئيسة -ففيها تبلورت شخصية الفرد العراقي التي تميز بها بشكل عام
فهي موطن أقدم الحضارات العالمية وهي -منطقة السواد -التي رآها العرب
المسلمين مزدحمة بالخضرة والزروع والسكان ،وهي – مخزن غالل العالم – كما
يحلو لبعض الباحثين وصفها لذا نجدها األكثر ازدحاما باألحداث التاريخية مليئة
بالحياة الصاخبة ال تعرف الهدوء أو الدعة ،مع كل ما تحتويه من غنًى ولذلك
أسباب وإ ذا عرف السبب بطل العجب !
إن أرض نهري دجلة والفرات شديدة االنحدار وهذا هو سبب قوة جريانهما
وخاصة نهر دجلة (خمسة أقدام في الميل الواحد) فلهما قدرة عالية وكبيـرة على
.والجريان بقوة شديدة ()19
كسـر السدود واجتياح األراضي الزراعية المجاورة
تستطيع بها أن تحدث كارثة بتكسر السدود واجتياح األراضي الزراعية المجاورة ،
كما إنهما يرتفعان بدون سابق إنذار وسلوكهما دائمًا مفاجئ ،أما فيضانهما فيحدث
في آذار ونيسان وأيار وهو موسم متأخر جدًا بالنسبة للزروع الشتوية ومبكر جدًا
بالنسبة للنباتات الصيفية ،وإ نهما رغم عذوبة مائهما ينتهيان بكثير من الطما
واألمالح المحلولة ألنهما يجريان بين صحاري جبسيه وأراض مالحة )20( ،وهما
34
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
في تبدل مستمر بخط سيرها إذا لم تكرى من كميات الغرين التي تترسب في قعر
مجراها ،وهو كثيرًا ما يحدث عبر مراحل التاريخ بسبب االضطراب السياسي أو
ضعف الحكومات ،مما يعني توالي اندثار في مدنها لتظهر مدن جديدة أو تظهر
األهوار ،ويرافق ذلك أيضا ظهور األراضي السبخة ( األراضي المالحة ) بسبب
غمرها بالمياه وما تتركه هذه المياه من ملوحة وهي مشكلة زراعية كبيرة تحتاج
دائمًا إلى كري األنهار وإ صالح األراضي وتنظيم الري .
عند السفر بين بعض المحافظات تبرز لسكان المدن في طريقهم أراضي قفر
جرداء وكأنها من أطراف الصحراء ثم فجأة تقفز أمامهم البساتين والخضرة
المحاذية لألنهار وهكذا األمر كلما أرادوا السفر يعانون من برد شتاٍء قارص ومن
حر صيٍف قائظ ،هذا األمر أنعكس على نفسية العراقي في االنتقال من حالة إلى
حالة فهو في تغير مستمر وتلون ال يعرف االستقرار والثبات ،أما سكان الصحراء
أو أطرافها فتعودوا على طرق واحدة في الصحراء إذا ما غيروها تعرضوا
للمخاطر أو الهالك فهم يسلكون طرق أجدادهم ال يغيروها ألنها بنظرهم توصلهم
إلى الواحات والعيون انعكس ذلك في عقلهم الباطن فهم متشددون في اآلراء
ويخشون التجديد في أي ميدان من الميادين حديون ويتعاملون بقسوة .
وفي ()21
يعتقد الكثيرون إن الشخصيـة العراقية هي شخصية خالفية متناقضة
نفس الوقت فهي شخصية ذكية يقظة نشطة حماسية تمجد القوة ال يفوتها االنتباه إلى
العواقب وأن كانت تهدر الكثير من طاقاتها هذه في سلبيات اجتماعية ،إن الطبيعة
العراقية لم ولن تعطي العراقي شعور بالطمأنينة فهي متقلبة غير مستقرة وبالتالي
ليست جامدة تتغير بسهولة وبسرعة وهذا لن يمنحه الهدوء أوالمهادنة وال التفاؤل
والوسطية ،وهذا هو السر وراء ثوراته وعدم مسالمته للحكومات ،وهو في ذلك
()22
مختلف تماما عن شخصية أخيه المصري .
35
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
36
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
إلى اللؤم والحقد وفقدان الثقة باآلخرين ,مقرونًا بالعنف والتلذذ بالضعيف واستسهال
اإليذاء واإلسراف في الطموح في الصنف األول وفي الثاني مقرونًا بالخنوع والميل
إلى المصانعة والوشاية والتشفي واالنتقام واالعتماد على الغير واإلسراف في
. )) ()26
الخيال
أمتهن الكثير من سكان المحافظات الجنوبية إلى عهود قريبة مهنة رئيسية
هي الزراعة وكانت البيئة هي السبب وراء هذه المهنة فوجود مساحات األراضي
المنبسطة المفتوحة الصالحة للزراعة وتوفر الموارد المائية والمناخ المناسب للنمو
،وقد تكيف الكثير من البدو على مهنة الزراعة ممن فضـلوا السـكن في المدن
،ولوحظ أن بشرتهم تغلب عليها السمرة ()27
وتركوا حرفتـهم التقليدية الرعي
المتأثرة ببيئة منطقة الخليج والمحيط الهندي وحيث الرأس المستطيل ،ويعتقد سليم
،كما ثبت من ()28
مطر أنهم يميلون إلى اللين واالرتخاء والروح الخيالية والدينية
قرون هيبوقراط إن سكان األقاليم المكشوفة الجافة يتصفون بنحافة القامة وحب
التحكم ،أما مونتسكيو فيرى إن أهل هذه المناطق يميلون إلى النظام الملكي !! وإ ذا
وقع عليهم حيف أو ظلم فأنهم قد يتقوقعون ليحمون أنفسهم إال إنهم سرعان ما
. ()29
ينتفضون لينتصروا ألنفسهم
تعد منطقة البصرة أعظم مزرعة للنخيل والذي ساعدها هو مد وجزر الخليج
العربي في سقي البساتين سيحًا (مدًا) وكان الجزر هو مبزل يصفيها من األمالح
قليًال أو كثيرًا ،أثرت فيها أكثر بكثير من تأثير النهر والبساتين على أهل ديالى ،
كما ترك شط العرب (ملتقى النهرين) تأثيره على البصرة بشكل واضح فهي
نهرية بحرية (عراقية خليجية ) فأهلها يميلون إلى تذوق المغامرات البعيدة المرتبطة
بالتجارة وحب الرحالت االستكشافية ،ومن تراثها قصص السند باد البحري أو
البري ،وما سجله الكتاب العرب المسلمين في وصف حالة التغرب عندهم في
األصقاع النائية لفترات طويلة بسعيهم في التجارة ؛ فتجارهم أغنى التجار واألكثر
37
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
حيوية ونشـاط ؛ وفي ذلك يقول الجاحظ وهو من أهلها (( :ليس في األرض بلدة
واسطة وال بادية شاسعة وال طرف من أطراف الدنيا إال وأنت واجد به البصري
،وقد عرفوا بسبب ذلك بشدة الترحيب بالغريب والحفاوة به وبإكرامه، )) ()30
...
ومن تأثيرات النهر (أو البحر) يعتقد إن امتهانهم لحرفة صيد السمك تصبح عندهم
،ومن صفاتهم السلوكية التي يمكن مالحظها إ بالقياس ()31
قوة في عضالت أيديهم
من تفسير أبن خلدون ألثر المناخ في طبائع الشعوب أن ارتفاع درجات الحرارة
تجعل الناس يصبحون أسرع فرحًا وسرورًا وأكثر انبساطا وطربًا(. )32
على منطقة األهوار وقف الرحالة غافن يونغ حائرًا في وصف إنسانها ((
وطبيعتها الجغرافية وامتداداتها التاريخية إال إن مجمل حصيلة كشوفاته التي توصل
إليها من عيشه الطويل فيها وتعمقه في دراسة ظروفها قد سجلت عوامل التكوين
النفسي والفكري لسكان األهوار في ثالث مجاالت وهي الجغرافية والتاريخ والواقع
الراهن ))...ويستمر في حديثه عن عرب األهوار بأنهم شجعان في األزمات
. ()33
وعندهم نوازع تحدي الخطر الذي نتج عن البيئة الطبيعية
الهوامش
.1منهـج البـحث التاريـخي ،دار المعارف ،القاهرة ،ط ، 1996 ،7
ص . 33
.2مطر ،سليم :مقاالت في الهوية (الحوار المتمدن) ،
Salim@Salimmatar.comالعدد . 28/11/2003 ، 666 :
.3ابن خلدون ،عبد الرحمن بن محمد :مقدمة ابن خلدون ،دار أحياء التراث
العربي ،بيروت ،د .ت ،ص . 82
38
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
.4مكي ،يوس ف :جدلي ة الجغرافي ة والت اريخ ،مجل ة الخليج اإلماراتي ة ،
الخميس / 6آذار ، 2008 ،المرك ز اإلعالمي لجماع ة األخ وان المس لمين في
سورية . 16/4/2008 ،
.5م .ن والموقع .
.6ش كارة ،ع ادل عب د الحس ين :نظري ة هوبه اوس في التنمي ة االجتماعي ة
وتطبيقاته ا على سياس ة تنمي ة المجتم ع العش ائري في الع راق ،مطبع ة دار الس الم ،
بغداد ، 1975 ،ص ص . 229 – 228
.7م .ن والصفحات.
.8م .ن والصفحات.
.9الك برتي،عب د الس تار :قص ة اإلس الم ،إس الم اون الين نت -19/4/2001
، webmaster@islamstory.com 2007 / /20جغرافي ون ،جم ال
حمدان ،الثالثاء / 20 ،نوفمبر 2007 /م .
.10شكاره :م .س ،ص .426
كاشف ،سيدة إسماعيل :مصادر التاريخ اإلسالمي ومناهج البحث فيه ,
مطبعة السعادة ,مصر ,ط , 1976 , 2ص. 39
.11إسماعيل ،محي الدين :توينبي ،وزارة األعالم ،بغداد ،بال رقم طبعة ،
1977م ،ص ص ، 62 – 53صـبحي ،أحمد محمود :في فلسـفة التاريـخ ،دار
المعرفـة الجامعيـة ،مصـر ،بال رقم طبـعة 2000 ،م ،ص ص . 275 – 267
.12أبن خلدون :م .س ،ص . 85
.13عبود ،سالم :مقدمة لدراسة الشخصية العراقية moilto: ،
، Salam333000@ yahoo. Seالحوار المتمدن ،العدد / 12 ، 1766 :
. 2006 / 16
.14مطر :م .س والمكان .
.15م .ن والصفحة .
39
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
40
مجلة ديالى / العدد االربعون
2009
41