Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 14

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم‬

‫العالي و البحث العلمي ‪ -‬جامعة قاصدي مرباح ‪-‬‬


‫ورقلة‬
‫كلية لعلوم االقتصادية و التسيير و علوم تجارية‬

‫أنماط نمو المؤسسة االقتصادية ‪":‬عنوان البحث "‬

‫المستوى‪ :‬ثانية ليسانس تخصص مالية و محاسبة‬


‫الفوج ‪A2 :‬‬
‫المقياس‪ :‬اقتصاد مؤسسة‬

‫من إعداد الطلبة‪ - :‬أوذينة أميرة‬


‫أمريو جوبا ‪-‬‬
‫بشيش رياض سليم ‪-‬‬
‫شاهدي نسرين ‪-‬‬
‫جزار صهيب ‪-‬‬
‫مقدمة‬

‫المبحث األول‪ :‬أنماط نمو المؤسسة االقتصادية المطلب األول‪:‬‬

‫مفهوم نمو المؤسسة االقتصادية المطلب الثاني‪ :‬أنماط نمو‬

‫المؤسسة االقتصادية المطلب الثالث‪ :‬أنواع النمو في المؤسسة‬

‫االقتصادية المطلب الرابع‪ :‬أسباب اهتمام المؤسسات بالنمو‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مؤشرات نجاح النمو في المؤسسة‬

‫المطلب األول ‪:‬مؤشرات نمو المؤسسة االقتصادية‬

‫المطلب الثاني‪:‬الظروف المساعدة على النمو‬

‫المطلب الثالث ‪:‬فرص نمو المؤسسة االقتصادية‬

‫الخاتمة‬

‫قائمة المراجع‬
‫تقسيم المطالب‬
‫أوذينة أميرة (المطلب ‪ 3‬من المبحث االول ‪,‬المطلب‪ 3 9‬من المبحث الثاني)‬
‫أمريو جوبا ( المطلب ‪ 1‬و ‪ 2‬من المبحث االول)‬
‫شاهدي نسرين (المطلب ‪ 4‬من المبحث االول و المقدمة)‬
‫‪ 2‬من المبحث الثاني و الخاتمة)‬ ‫بشيش رياض سليم (المطلب‬

‫جزار صهيب (المطلب ‪ 1‬من المبحث الثاني)‬

‫مقدمة‬

‫قد شغلت المؤسسة االقتصادية حيزا معتبرا في كتابات وأعمال االقتصاديين‬


‫بمختلف اتجاهاتهم األيديولوجية باعتبارها األساسية في النشاط االقتصادي للمجتمع كما أنها تعبر عن عالقات‬
‫اجتماعية ألن العملية اإلنتاجية داخلها أو نشاطها بشكل عام يتم ضمن مجموعة من العناصر البشرية‬
‫متعاملة فيما بينها حيث إن التطورات التي شهدنها الساحة االقتصادية و االجتماعية عبر العصور قد غيرت‬
‫الكثير من المفاهيم العلمية‬
‫واالقتصادية خاصة قبل وأثناء قيام الثورة الصناعية في أوروبا‪.‬‬

‫كما أن المؤسسة االقتصادية قد شمل دورها مجاالت عديدة باإلضافة إلى الدور‬
‫االقتصادي و االجتماعي‪ ،‬تطور دورها إلى الناحية السياسية ثم إلى الناحية العسكرية و العلمية أيضا‬
‫وسنحاول في هذا البحث التعرف على مفهوم وأنماط نمو المؤسسة‬
‫االقتصادية من خالل اإلجابة على اإلشكالية فيما يتمثل مفهوم المؤسسة االقتصادية و ما‬
‫هي أنماط نموها؟‬
‫المبحث األول‪ :‬أنماط نمو المؤسسة االقتصادية‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم نمو المؤسسة االقتصادية‬

‫لقد تعددت التعاريف الخاصة بنمو المؤسسة‪ ،‬وذلك لقد تعد بسبب اختالف زمن هذه التعريفات‪ ،‬وكذلك‬
‫بسبب التوسعات الكبيرة والمتعاقبة التي شهدتها المؤسسات‪ ،‬ومن بين‬
‫التعاريف نجد‪:1‬‬

‫بأنه‪" :‬ما هو إال زيادة في حجم اإلنتاج وبطريقة متتالية مع‬ ‫فقد عرفه بيتروس سنة ‪1963‬‬
‫التوسع في امتالك الموارد‪ ،‬ومن هذا فإن النمو هو ظاهرة ال تتم أوتوماتيكيا و‪Q‬انما ناتج عن تأثير‬
‫حركيات وتغيرات المحيط على نمط وطريقة التسيير داخل المؤسسة ويتحقق‬
‫من خالل تأثير عاملين وهما مردودية العوامل ووفرات الحجم‪.‬‬

‫بأنه‪" :‬على أن‪UU‬ه ليس بظ‪UU‬اهرة عفوي‪UU‬ة وانم‪UU‬ا راج‪UU‬ع إلى‬ ‫أما ستارييك فقد عرفه سنة ‪1965‬‬
‫قرارات تسيرية‪ ،‬فالنمو يرجع للزي‪U‬ادة في اإلنت‪U‬اج بس‪U‬بب الزي‪U‬ادة في الطلب داخ‪U‬ل األس‪U‬واق‪ ،‬مم‪UUU‬ا يعم‪UUU‬ل‬
‫على زي‪UUU‬ادة المبيع‪UUU‬ات وال‪UUU‬تي ب‪UUU‬دورها ت‪UUU‬ؤدي إلى زي‪UUU‬ادة األرب‪UUU‬اح يس‪UUU‬مح للمؤسس‪UUU‬ة باالستثمار في‬
‫عوامل إنتاج أخرى من أجل أن تتأقلم مع الطلب الجديد"‬

‫على أنه‪" :‬الزيادة في حجم المؤسسة خالل‬


‫‪1988‬‬ ‫أما "قاسمي‪Gasmi‬فقد عرفه سنة‬
‫الزمن‪".‬‬

‫على أنه‪ " :‬يتعلق بمجموعة من العناصر الداخلية‬ ‫كما أن سميت عرفه سنة ‪1996‬‬
‫والخارجية المت ّعلقة بالتنظيم‪ ،‬ويكون نتيجة تفاعل مختلف الظواهر الناتجة عن المحيط‪،‬‬
‫الخصائص التنظيمية‪ ،‬اإلنتاجية‪ ،‬المالية‪ ،‬والشخصية"‪.‬‬

‫‪1‬محمد كربوش‪ ،‬إستراتيجية نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه في علوم التسيير‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقا يد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص ‪45. ،44‬‬
‫ومن التعاريف السابقة يبدو جليا أن النمو والتطور يقاسان عن طريق اعتماد‬
‫الزيادة في حجم المؤسسة‪ ،‬وأن قياس الحجم يعتمد في العديد من المؤسسات على‬
‫مؤشرات متعددة‬

‫المطلب الثاني ‪:‬أنماط نمو المؤسسة االقتصادية‬

‫يعد النمو من أهم األهداف التي تهتم لها مختلف المؤسسات و ينقسم الى أنماط و أشكال‬
‫مختلفة هي ‪:‬‬

‫‪1 -‬النمو المتوازن ‪ :‬هو الحلة المثلى للنمو حيث تكون الميزانية في حالة توازن تتوافر‬
‫فيها سيولة نقدية تكفي لتغطية اإلنفاق المتزايد للمؤسسة كما يتناسب حجم الديون مع قيود‬
‫الهيكل المالي و مستوى الربحية و حجم االستثمارات الضرورية الستمرارية نمو النشاط‪.‬‬

‫‪2 -‬النمو المتسارع‪ :‬و يعود ذلك التسارع إلى الطلب الكبير و المتزايد على منتجات‬
‫المؤسسة و هذا ما يعكسه االرتفاع السريع لرقم أعمالها مما يضع المؤسسة في تحدي لمجاراة‬
‫التسارع في نموها و ذلك استجابة للتغيرات الناجمة عن ارتفاع رقم األعمال‬
‫بسرعة ‪.‬‬

‫‪3 -‬النمو المتناوب ‪ :‬هو أحد المظاهر لبعض األنشطة و هنا يتأثر نشاط المؤسسة بالتذبذب‬
‫بسبب اختالف مستوى الطلب من فترة ألخرى‪.‬‬

‫‪4 -‬أنماط أخرى للنمو‪ :‬اذا كانت أنماط النمو السابقة الذكر مقبولة بالنسبة للمؤسسات‬
‫االقتصادية‪ ,‬إال أن هناك أنماط أخرى لنمو المؤسسات قد تكون غير مرغوب فيها‪,‬نذكر منها على سبيل‬
‫المثال النمو المتباطئ الذي له مظاهر سلبية بالنسبة للمؤسسة لكونه يعني‬
‫القضاء على إيراداتها المستقبلية‪.‬‬
‫أنواع النمو في المؤسسة‪:‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬

‫ويتمثل في‪:2‬‬

‫‪ -‬النمو الداخلي‪:‬لقد اختلف تعريف النمو الداخلي والنمو الخارجي من باحث وذلك نتيجة‬
‫استخدامهم لهذين المصطلحين للتعبير عن عدة مظاهر في االقتصاد و‪Q‬ادارة األعمال‪ ،‬حيث استخدم في‬
‫بعض الحاالت للتعبير عن مصادر تمويل النمو في النشاط‬
‫(النمو الداخلي اقترن بمصادر التمويل الداخلي‪ ،‬والنمو الخارجي بمصادر التمويل الخارجي)‪،‬‬
‫وفي بعض الحاالت للتعبير عن منابع رقم األعمال (النمو الداخلي مرتبط برقم األعمال الذي تحققه‬
‫المؤسسة في منشئها األصلي‪ ،‬والنمو الخارجي مرتبط باالرتفاع في‬
‫رقم األعمال بالخارج‪ ،‬الصادرات‪).‬‬

‫لكن و بعد النقاشات التي أثيرت حول المفهومين توصل" باتورل‪Paturel.R‬سنة‬


‫‪ 1981‬إلى اعتماد تعريف للنمو الداخلي شكل مرجعية للدارسات المهتمة بنمو المؤسسات‪،‬‬
‫حيث عرفه على أنه‪" :‬حيازة أو إنشاء المؤسسة ألصول غير جاهزة إللنتاج ألنها تحتاج‬
‫إلى اندماج مع باقي عوامل اإلنتاج الضرورية لتحقيق المخرجات‪.‬‬

‫وعليه فالنمو الداخلي يتعلق بحيازة األصول المنفصلة عن مكمالت العملية اإلنتاجية كاليد العاملة‬
‫والعالقات التنظيمية الموجودة على مستوى المؤسسة‪ ،‬إذن فالحيازة‬
‫هنا تخص وسائل اإلنتاج المنفصلة غير المدمجة وغير المنظمة كما يمكن أن تكون من‬

‫‪2‬‬
‫إلياس بن ساسي‪ ،‬محاولة ضبط مفهومي النمو الداخلي والنمو الخارجي للمؤسسة كمنطلق للمفاضلة بينهما مجلة‬
‫‪.‬الباحث‪ ،‬العدد‪ ،U 06، 2008‬ص ص ‪34-41‬‬
‫صنع المؤسسة ذاتها أو قادمة من خارج المؤسسة في شكل حيازة لوسائل جديدة أو‬
‫مستعملة تمزج مع ما تملكه المؤسسة من إمكانيات لتحقيق النمو في النشاط‪.‬‬

‫وهناك من انتقد التعريف السابق وذلك العتماده على مصطلح عوامل اإلنتاج‪ ،‬والذي يعتبر مصطلح‬
‫تقليدي يعبر فقط عن العوامل المادية أو الحسية‪ ،‬ولهذا نجدهم اعتمدوا على مصطلح الموارد الداخلية‬
‫التي تتمثل في مختلف الوسائل المادية وغير‬
‫المادية‪ ،‬الملموسة وغير الملموسة والتي تخضع لسيطرة إدارة المؤسسة والتي تتكون من‬
‫إمكانية المؤسسة المادية( تجهيزات‪ ،‬مباني‪ ،‬منقوالت‪ ،‬الموارد ومستلزمات اإلنتاج‪...‬الخ)‪،‬‬
‫وغير المادية (الكفاءات المهارات‪ ،‬المعارف المكتسبة‪ ،‬الخبرة‪ ،‬سمعة المؤسسة‪،‬‬
‫الشهرة‪...‬الخ) والمالية (مصادر التمويل الداخلية والخارجية‪(.‬‬

‫أما مصطلح الموارد الخارجية فهي التي تخضع لرقابة المؤسسة وتتعلق بموقع المؤسسة الجغرافي‬
‫ومكونات محيطها‪ ،‬وهي متاحة لجميع المؤسسات وعلى هذا األساس‬
‫فإن عمليات النمو الداخلي والخارجي تتعلق فقط بالموارد الداخلية‪ ،‬بحكم خضوعها‬
‫لسيطرة و ‪Q‬ادارة المؤسسة‪.‬‬

‫ولهذا تم صياغة التعريف التالي للنمو الداخلي‪ :‬و‪Q‬انشاء المؤسسة أو حيازتها‬


‫للموارد الداخلية غير المرتبطة فيما بينها‪ ،‬سواء كانت هذه الموارد مادية أو معنوية أو مالية أو‬
‫بشرية أو تقنية‪...‬الخ‪ ،‬والتي توظف لممارسة مختلف األنشطة وتحقيق األهداف‬
‫المحددة مسبقا‪.‬‬

‫‪ -‬النمو الخارجي‪:‬‬

‫وكما قيل سابقا بأنه توجد العديد من التعاريف الخاصة بالنمو الخارجي‪ ،‬وبعد‬
‫النقاشات التي أثيرت حول هذا المفهوم توصل" باتور لسنة ‪1990‬إلى اعتماد تعريف للنمو‬
‫الخارجي حيث عرفه بأنه‪ :‬عمليات الحيازة المباشرة‪ ،‬الجزئية أو الكلية لمؤسسة أو فرع عن طريق االبتالع‬
‫مثال‪ .‬أو الحيازة غير المباشرة عن طريق السيطرة على مؤسسة‬
‫أخرى بامتالك المؤسسة لحصة هامة من رأسمالها يكفي لتولي السيطرة عليها و‪Q‬ادارتها أو‬
‫السيطرة دون مساهمة مباشرة وذلك بواسطة وسيط مالي(‪ .‬الشركات القابضة‪ ،‬صناديق‬
‫االستثمار‪ ،‬الوكاالت المالية‪).‬‬

‫‪ -‬النمو التعاقدي‪:‬‬

‫يقوم النمو التعاقدي على إبرام عقد بين مؤسستين أو أكثر تحت عدة أشكال بهدف إقامة أنشطة‬
‫إنتاجية تجارية أو خدماتية‪ .‬ويرى "مونتموريليون‪"B.DeMontmorillion‬أن المؤسسة تكون في‬
‫حالة نمو تعاقدي كلما طلبت من الغير القيام بجزء من النشاط‬
‫الضروري‪ U‬المتمثل في اإلنتاج أو توزيع السلع والخدمات الموجهة إلى السوق‪.‬‬

‫كما اتخذ النمو التعاقدي أحد أشكال النمو الداخلي أو الخارجي‪ ،‬فيمكن اعتباره‬
‫داخليا في حالة إبرام المؤسسة لعقد شراكة أو تعاون مع مؤسسة أخرى يتضمن إنشاء فرع مشترك‬
‫بين المؤسستين‪ ،‬أما خارجيا في حالة اشتراك المؤسسة مع مؤسسة أخرى أو عدة مؤسسات في‬
‫حيازة مؤسسة مستقلة أو تولي السيطرة المشتركة عليها بامتالك‬
‫حصص من رأسمالها وذلك الن عملية الحيازة هذه شملت موارد مرتبطة فيما بينها‪.‬‬

‫وهناك من يرى أن أنواع نمو المؤسسة تتمثل في النمو المتوازن والمتسارع‬


‫والنمو المتناوب‪ ،‬لكن أغلبية الباحثين يعتبرون ذلك بأنها ح””االت النم””و الط”بيعي ال”تي يراف””ق فيه”ا النم””و‬
‫حالة من التوازن المالي على مستوى المؤسسة‪ .‬وحالة النمو المرض””ية المتمثل””ة في حال””ة النم””و الس””ريع‬
‫غير المتحكم فيه أو ما يسمى بحالة الهروب إلى األمام‬
‫وحالة النمو المتباطئ‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬أسباب اهتمام المؤسسة بالنمو‪:‬‬

‫تحرص جميع المؤسسات على النمو وزيادة حجمها وذلك أللسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬المؤسسات األكبر هي األفضل‪.‬‬

‫‪-‬المزايا االقتصادية المرتبطة بالحجم الكبير‪ ،‬حيث نجد اإلنتاج الكبير يصاحبه تخفيض في‬
‫التكاليف وكفاءة أكبر‪.‬‬

‫‪ -‬النمو والزيادة الحجم هدف استراتيجي عام لمعظم المؤسسات‪ ،‬وذلك كون المؤسسات الكبيرة‬
‫تلقى الدعم دائما من الحكومات‪ ،‬وكذلك يسهل لها االحتفاظ بموارد أكثر تقيها‬
‫مخاطر عدم التأكد‪.‬‬

‫‪ -‬إن نمو المؤسسة وتزايد حجمها يوحي بأنها تدار بفعالية‪ - .‬إن نمو‬

‫المؤسسة وتزايد حجمها يزيد من شهرة وقوة اإلدارة العليا‪ ،‬ويزيد في حصولهم‬
‫على رواتب ومزايا أفضل‪.‬‬

‫‪ -‬إن الحجم الكبير للمؤسسة والنمو يوفران لها مزيد من القوة أمام المؤسسات والجهات‬
‫األخرى في بيئة المؤسسة كالموردين‪ ،‬والنقابات‪ ،‬والحكومة‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫لكن ورغم هذه األهمية واألسباب التي تدفع المؤسسات إلى النمو وزيادة حجمها إال أننا في الواقع ال‬
‫نجد جميع المؤسسات في نمو مستمر‪ ،‬فبعضها ينمو ويزداد حجمها‬
‫بسرعة فائقة والبعض اآلخر تبقى صغيرة‪ ،‬ويرجع ذلك جزئيا إلى التفاوت في الظروف‬
‫الداخلية والخارجية التي تواجهها المؤسسات‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪:‬مؤشرات نجاح النمو في المؤسسة‬


‫المطلب األول ‪:‬مؤشرات نمو المؤسسة االقتصادية‬

‫حجم المؤسسة يرتبط بالعديد من المؤشرات أهمها ‪:‬‬

‫‪1 -‬عدد العمال ‪:‬تعتبر زيادة عدد العمال مؤشرا رئيسيا للنمو و التطور‪ ,‬خصوصا إذا كان‬
‫ارتفاع عددهم وفقا لتوزيعهم النسبي على مختلف مستويات و أجزاء الهيكل التنظيمي‪.‬‬
‫‪2 -‬كمية و نوعية المدخالت و المخرجات‪ :‬تعتبر كمية و نوعية مدخالت و مخرجات‬
‫المؤسسة مقياسا أساسيا لنموها و تطورها ‪ .‬حيث يقصد بالمدخالت مجموعة عوامل اإلنتاج أو‬
‫الموارد االقتصادية المستعملة في العملية اإلنتاجية ‪ ,‬و المتمثلة في في العمل و التنظيم و رأس المال و الموارد‬
‫الطبيعية‪ .‬أما المخرجات فتتمثل في السلع و الخدمات‬
‫محصلة جميع العمليات التصنيعية التي تتم داخل الوحدة اإلنتاجية‪.‬‬

‫‪3 -‬المؤشرات المالية‪ :‬و تشمل قيمة كل من الموجودات و المبيعات و رأس المال‬
‫المملوك‪ ,‬و الدخل الصافي‪.‬‬

‫‪4 -‬الهيكل التنظيمي‪ :‬يعتبر الهيكل التنظيمي من أدق و أصدق مؤشرات النمو و التطور‪,‬‬
‫انطالقا من حجم التقسيمات األفقية و العمودية ‪ ,‬و المستويات االدارية الموجودة و التي‬
‫يدل زيادة نطاقها على نمو و تطور المؤسسة‪.‬‬

‫حيث تترابط كل هذه المؤشرات مع بعضها البعض من أجل تحقيق كفاءة و فعالية المؤسسة‪,‬‬
‫حيث أن أي زيادة في تلك المؤشرات بالضرورة سيؤدي لنمو و تطور المؤسسة ‪.‬أي تحقيق متطلبات‬
‫التوازن المتحرك و التكيف البيئي و القدرة على تحسين األداء في‬
‫ظل المحيط الخارجي الغير مستقر‪.‬‬

‫ويعد النمو أحد المؤشرات األساسية لقياس كفاءة وفعالية المؤسسة بشكل عام‪ ،‬وال يكون هذا النمو إال‬
‫بعد قدرة المؤسسة على التكيف مع متغيرات المحيط والقدرة على مواصلة‬
‫األداء في إدارة البيئة المتغيرة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الظروف المساعدة على النمو‪:‬‬

‫هناك مجموعة من الظروف والعوامل المساعدة على النمو وتزايد حجم المؤسسة‬
‫يمكن تقسيمها إلى‬

‫الظروف الداخلية المساعدة على النمو‪ :‬وتتمثل في‪:‬‬


‫‪ -‬توافر موارد راكدة فائضة‪ :‬الموارد التي تحتاجها المؤسسة ّ ومعنى ذلك أن‬
‫الموارد التي تحتاجها المؤسسة كالموارد البشرية‪ ،‬و أرس المال‪ ،‬والمعدات وغيرها تكون فائضة وغير‬
‫مستغلة جيدا وهذا ما يمكن من تخصيصها ألغراض النمو والتوسع‪ ،‬كما أن المؤسسات تعمل على ابقاء‬
‫بعض الموارد فائضة وغير مست ّغلة وذلك حتى تستجيب‬
‫المؤسسة للطلب الموسمي على بعض المنتجات كما أن المسيرون يعملون دائما على‬
‫محاولة استغالل الموارد الفائضة أنشطة جديدة وهذا ما يمثل توسعا ونموا للمؤسسة‪.‬‬

‫‪ -‬موارد مست ّغلة أكثر من طاقتها‪ :‬وهو عكس الظرف السابق‪ ،‬حيث أن استغالل‬
‫الموارد أكثر من طاقتها‪ ،‬يحفز المسيرين على السعي إلضافة موارد جديدة وهذا ما يجعل إمكانية توافر‬
‫موار راكدة فائضة وبالتالي يحفزهم للبحث عن أنشطة الستغالل هذه‬
‫الموارد‪.‬‬

‫‪ -‬حوافز النمو‪ :‬تعتبر حوافز النمو دافعا قويا لنمو المؤسسة وزيادة حجمها‪ ،‬وقد‬
‫تكون هذه الحوافز اقتصادية كزيادة األرباح وتخفيض تكلفة المنتج‪ ،‬أو حوافز نفسية تتمثل في دوافع المسيرين‬
‫وحاجاتهم إللنجاز أو القوة وتحقيق الذات‪ ،‬والعوائد المالية والشهرة‬
‫وغيرها‪ ،‬أو حوافز إستراتيجية تتمثل في محاولة تحقيق االحتكار‪ ،‬واالستقرار‪ ،‬والبقاء‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪:‬فرص نمو المؤسسة االقتصادية‬

‫تتميز المؤسسة االقتصادية بكونها نظاما مفتوحا يؤثر و يتأثر بالمحيط الخارجي‬
‫‪,‬المتكون من عناصر ال تخضع لسيطرة و رقابة المؤسسة ‪ ,‬و هي الفرص و التهديدات‪ ,‬حيث تتجه‬
‫مجهودات المؤسسة نحو تفادي التهديدات و اقتناء الفرص ‪,‬و أهم الفرص التي‬
‫بواسطتها يتم تحقيق معدالت مرتفعة في النمو هي ‪:‬‬

‫‪-‬إنتاج منتجات جديدة ‪ :‬بسبب تشبع السوق بالمنتوج الحالي للمؤسسة ‪- .‬النمو‬

‫االقتصادي‪:‬يؤدي الى تنشيط الطلب ‪,‬و تنامي االحتياجات و هذا يكون فرصة‬
‫مناسبة للنمو‪.‬‬
‫‪-‬تطور و تنوع أذواق المستهلكين‪ :‬بفعل تنامي حدة المجهودات التسويقية ‪ ,‬و تأثر‬
‫المستهلكين باألعمال الترويجية و اإلشهار‪.‬‬

‫‪-‬اختراق أسواق جديدة‪ :‬من أجل االستمرار في معدالت النمو المرتفعة ‪ ,‬تلجأ المؤسسة‬
‫الى البحث عن أسواق جديدة‪.‬‬

‫‪-‬توسيع النشاط‪:‬اذا كانت توقعات النمو غير أكيدة في السوق الحالي تلجأ المؤسسة الى‬
‫توسيع نشاطها‪.‬‬
‫الياس بن ساسي –النمو و مفهوم خلق القيمة كمؤشر أللداء المالي و االستراتيجي للمؤسسة –جامعة‪ U‬ورقلة ص ‪339‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫لقد تطرقنا في هذا البحث إلى تبيان مفهوم نمو المؤسسة االقتصادية و مختلف‬
‫أنماط نمو المؤسسة‪ ،‬فالمؤسسة تبقى ركيزة اإلقتصاد في أي دولة بحيث تقاس قوته‬
‫ونجاحه حسب مكانة اقتصاده الذي يتكون من مجموعة مؤسسات‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪ -‬إلياس بن ساسي‪ ،‬محاولة ضبط مفهومي النمو الداخلي والنمو الخارجي للمؤسسة‬
‫كمنطلق للمفاضلة بينهما مجلة الباحث‪ ،‬العدد ‪.2008 ،0‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬عمر صخري‪ ،‬إقتصاد المؤسسة‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬الجزائر‬
‫‪.2006‬‬
‫‪-‬محمد السعيد أوكيل‪ ،‬وظائف نشاطات المؤسسة الصناعية‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬بدون تاريخ‪- ,‬‬
‫ناصر دادي عدون‪ ،‬إقتصاد مؤسسة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار المحمدية العامة‪ ،‬بدون‬
‫تاريخ‪,‬‬
‫‪ -‬ناصر دادي عدون‪ ،‬اقتصاد المؤسسة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المحمدية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.1998‬‬
‫‪ -‬محمد كربوش‪ ،‬استراتيجية نمو المؤسسات الصغيرة‪ U‬والمتوسطة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه في علوم‬
‫التسيير‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أبو‬
‫بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪2014. ،‬‬
‫‪-‬خليل محمد حسن الشماع‪ ،‬خضير كاضم حمود‪ ،‬نظرية المنظمة‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار‬
‫المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص ص‪,‬‬
‫‪-‬حسن حريم‪ ،‬إدارة المنظمات منظور كلي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان األردن‪2003. ،‬‬
‫‪-‬الياس بن ساسي –النمو و مفهوم خلق القيمة كمؤشر أللداء المالي و االستراتيجي‬
‫للمؤسسة –جامعة ورقلة ص ‪339‬‬

‫‪-‬حسن حريم‪ ،‬إدارة المنظمات منظور كلي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫ص ض ‪.162 161 ،‬‬ ‫عمان األردن‪،‬‬
‫‪2003‬‬

You might also like