Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة الاولى التنظيم
المحاضرة الاولى التنظيم
المحاضرة الاولى التنظيم
تمهيد:
إن ظيور بعض المصطمحات مثل المؤسسة و المنظمات و النسق حفز
عمماء االجتماع إلى االىتمام بدراسة التنظيم و التعمق في جل مفاىيم الوثيقة
الصمة بو سواء تعمق األمر بظواىر النمو التنظيمي أو المشكالت التنظيمية أو
التغير التنظيمي و غيرىا من المفاىيم وىذا ألن التنظيم جزء من المجتمع ىذا إن لم
تقل أن المجتمع في حد ذاتو عبارة عمى تنظيم و من الضرورة عند وجود أي تنظيم
ما أن يوجد معو ىيكل تنظيمي الذي يفصل و يقسم مختمف المراكز و األدوار
بداخمو حتى يتسني أداء األعمال و تحقيق األىداف بشكل صحيح ،و من ىنا
سنحاول معرفة بعض النقاط اليامة في تنظيم و الييكل التنظيمي
تعريف التنظيم :
لقد حدد الكثير من عمماء االجتماع تعاريف عدة لمتنظيم منيا :
* تعريف " رالف ديفيد " :يعرف التنظيم الجيد بأنو عبارة عن اشتراك مجموعة من
األشخاص سواء أكانت صغير أم كبيرة ،تحت قيادة رشيدة بحيث تجمعيم رغبة
أكيدة نحو تحقيق األىداف المشتركة مع وجود قدر كاف من العناية بالعمل اإلنساني
.
* تعريف "موني " :يشير التنظيم إلى أكثر من كونو اإلطار العام لمبناء الذي تقوم
عميو المؤسسة أو المنظمة باعتبار البناء الكامل الذي يجمع وظائفو المترابطة كما
يبدو أثناء العمل ..كما يشير إلى تناسق جميع ىذه العوامل في تعاونيا عند تحقيق
اليدف .
* تعريف " ميمر" :يعرف التنظيم بأنو مجموعة مرتبة و مدربة من األشخاص لمقيام
بعمل مشترك بحيث يفيم بعضيم بعض عن طريق اشتراكيم جميعا في انتقاء
معمومات معينة ،بحيث تربطيم وحدة الدافع و المصمحة ،ويظير ذلك من خالل
استعدادىم التام لطاعة من يتولى قيادتيم .
( عبد اهلل محمد عبد الرحمن، 2009 ،ص . )139
* تعريف " تالكوت بارسونز " " :يعرف التنظيم عمى أنو وحدات اجتماعية تقام وفق
لنموذج بنائي معين لكي تحقق أىداف محددة انطالقا من تصوره فالتنظيم نسق
اجتماعي "
* تعريف "أمتاي إتزيوني" " :عرف التنظيم بأنو وحدة اجتماعية يتم إنشاؤىا من أجل
تحقيق ىدف معين " ( .طمعت إبراىيم لطفي ، 2007،ص. ) 26
* عرف "دونالد كسمو" التنظيم بأنو ترتيب األعمال أو األنشطة إلى وحدات طبيعية
و سيمة القيادة ،مع تحديد العالقات الرسمية بين أولئك الذين يعينون أو
يتخصصون لمقيام بتمك األعمال المختمفة ".
* و يعرف" لويس ألن " التنظيم بأنو ":عممية تحديد و تجميع العمل الذي ينبغي
أدائو مع تحديد تفويض المسؤولية و السمطة و إقامة العالقات لفرض تمكين
األشخاص من العمل بأكثر فاعمية لتحقيق األىداف ".
* و يعرفو "مارشال ديموك" بأنو ":التجميع المنطقي لإلجراءات المترابطة لتكوين كل
موحد تمارس من خالليا السمطة و التنسيق و الرقابة لتحقيق غاية محددة" (.ىناء حافظ
* في حين يرى "شستر برنارد" أن التنظيم نظام تعاوني يقوم فيو األفراد بالتعاون من
أجل تحقيق ىدف محدد .
* فالتنظيم من حيث المضمون " :كل وحدة اجتماعية تقام بطريقة مقصودة لتحقيق
أىداف محددة " و يفيم من ىذا المعنى أنو لكي يحقق التنظيم وجوده عميو أن يصوغ
أىدافا محددة واضحة ترسم أبعاد نشاطو و تنظيم اآلمال التي يصبوا إلى تحقيقيا )عمي
األىداف الجزئية المتكاممة الخاصة بكل ىيئة فالتنظيم يجسد دور إدماج ىذه
األىداف عمى أن يتم تقييم فعالية أداء كل وحدة بالمقارنة باليدف العام لممؤسسة .
بحيث تصبح كل وحدة تسعى إلى تحقيق أىدافيا لموصول إلى اليدف العام
لممؤسسة ،بمعنى أن تكون أىداف كل جزء من التنظيم متفقة مع ىدف المؤسسة
ككل ،فالتنظيم يركز المجيودات ويوجييا نحو تحقيق اليدف الشامل لممؤسسة .
انياًال :مبدأ تقسيم العمل :يعد المبدأ األساسي في عممية التنظيم ويظير عندما يكثر
العمل ويصبح الفرد الواحد غير قادر عمى تأديتو بسبب كبر حجم النشاط ودرجة
تعقيده ،لذا يتم وضع الجيود اإلنسانية والمادية في المؤسسة في شكل مقسم ومج أز
عمى األفراد واإلدارات ،بحيث يؤدي ىذا التقسيم إلى التخصص ،فيكون كل فرد أو
قسم لديو تخصص معين في مجال من مجاالت العمل ،ولمقيام بتقسيم العمل ال بد
من وصف المناصب والمؤىمين ،فيكون وصف المناصب من خالل الوظائف،
المسؤوليات ،الواجبات ،والميام وتحديد السمطات الالزمة والعالقات بين الرؤساء
والمرؤوسين ،وبعد وصف المنصب تتضح المؤىالت التي يحتاجا ىذا األخير من
قدرات ذىنية ،خبرة ومؤىالت عممية...الخ .التي يجب أن تتوفر في الشخص الذي
سيشغل المنصب.
ال ا :مبدأ السمطة.
تعرف السمطة عمى أنيا الحق المخول التخاذ الق اررات وإلعطاء األوامر والتصرف،
سواء كانت ىذه األوامر متعمقة باالىتمام بعمل أو االمتناع عنو ،فيي تعطي لممسير
الحق في التصرف و اتخاذ الق اررات لتعبئة موارد معينة لتحقيق ىدف محدد ،إال أنو
في بعض الحاالت ال يستطيع الفرد الواحد القيام بكل األنشطة لذا يقوم بتقنية
تفويض السمطة التي بمقتضاىا يقوم المسير بإسناد مسؤوليات محددة والسمطات
المناظرة إلى المرؤوسين الذين قبموا ىذه المسؤوليات أي ىذه العممية التي يقوم المدير
من خالليا بإسناد جزء من عممو األصمي إلى احد مرؤوسيو ليقوم بو نيابة عنو كما
يمكن التمييز بين 3أنواع من السمطات كاآلتي:
أ-السمطة ا لتنفيذية:ىي السمطة األساسية في التنظيم تتضمن حق إصدار األوامر من
الرئيس إلى المرؤوسين ومياميا تنحصر في :
•إصدار األوامر لممرؤوسين.
•الحق في إصدار القرار والتوجيو.
•الحق في عقاب ومكافأة المرؤوسين.
ب -السمطة االستشارية:
وىي تعني الحق في تقديم العون والخدمة لموحدات التنفيذية فيي تقوم بتقديم النصح
والمعمومات والتحميالت لممشاكل مع اقتراح الحمول وتقع خارج التسمسل اإلداري .
ج -السمطة الوظيفية:
وىي نوع ثالث من السمطة يتأرجح بين كل من السمطة التنفيذية واالستشارية وتظير في
الحالتين التاليتين:
•حينما يمارس أحد المسيرين سمطاتو عمى جية أخرى ال تتبعو تنظيمياً .
•حينما يمارس أحد االستشاريين سمطة تنفيذية.
رابعاُا :مبدأ المسؤولية:
حسب ىذا المبدأ فالمسير يجب أن يكون مسؤوالً عمى تأدية الميام الموضوعة عمى
أفضل ما يكون وىذا لم تحقق النتائج المرجوة فعميو تفسير األسباب ،وتعني أن الفرد
يتحمل نتيجة أعمالو التي قام بيا من خالل السمطة الممنوحة لو ،حتى عندما يفوض
جزء من سمطتو لمرؤوسيو تبقى المسؤولية ممقاة عمى عاتقو .
امساًال :مبدأ تعادل السمطة والمسؤولية.
السمطة والمسؤولية توأمان ال ينفصالن وحسب ىذا المبدأ يجب التساوي بين السمطة
كحق المسؤولية كواجب إلنجاز المسؤولية بمعنى أنو عند إلقاء مسؤولية أداء عمل معين
عمى فرد ما يجب إعطاءه السمطة الالزمة والضرورية لتنفيذ تمك المسؤولية.
-3أنواع التنظيم :
أوال :التنظيم الرسمي :
ويقصد بالتنظيم الرسمي :التنظيم المقصود الذي ييتم بالييكل التنظيم وبتحديد العالقات
والمستويات،وتقسيم األعمال وتوزيع االختصاصات وتحديد خطوات السمطة والمسؤولية
،أي أنو يشمل القواعد والترتيبات التي تعبر عن الصالت الرسمية بين العاممين ،بيدف
تنفيذ سياسات العمل في المؤسسة ،ولو عدة مبادئ ىي :
* مبدأ تسييل تحقيق األىداف
* مبدأ الفعالية في األداء
* مبدأ تجميع الوظائف المتشابية
* مبدأ التوازن بين السمطة والمسؤولية
* مبدأ المحاسبة الفردية
* مبدأ وحدة األمر والتوجيو
* مبدأ النمو الوظيفي
* مبدأ نطاق اإلشراف
* مبدأ التوفيق بين أعمال االستشاريين والتنفيذيين
* مبدأ مرونة التنظيم
انيا :التنظيم الغير الرسمي
فيو التنظيم الذي ينشأ بطريقة عفوية غير مقصودة نتيجة لمتفاعل الطبيعي بيم العاممين
في المؤسسة ،ويصور مجموعة العالقات الطبيعية التي تنشأ بينيم من مظاىر التنظيم
الغير الرسمي لقاء بعض الموظفين في فترة االستراحة لتناول وجبات الغذاء ،أو ما يسمى
بجماعة المصمحة أو جماعة الصداقة أو جماعة الرياضة وىكذا لمتنظيم الغير الرسمي
تقاليد وقواعد خاصة وىي في العادة غير مكتوبة وال تظير عمى الخريطة التنظيمية ،
وقد يتطور نمط محدد من المواقف واالتجاىات ليصبح ممزما ألعضاء ىذا التنظيم وتقع
عمى إدارة المؤسسة مسؤولية فيم طبيعة التنظيم الغير رسمي وسموك الجماعة فيو
وتحقيق االنسجام والتعاون بينو وبين التنظيم الرسمي لما لو من تأثير ال يستيان بو في
سير العمل وأداء العاممين.
فوائد التنظيم الغير الرسمي:
-1بإمكان التنظيم الغير الرسمي أن يدعم التنظيم الرسمي في نواحي متعددة كالسرعة
في االتصال وتحسين نوعيتو ،إمكانية تبادل المعمومات المفيدة لمعمل إذ قد تتولد أفكار
ابتكاريو لتطوير األداء من خالل األحاديث في مجموعة االستراحة مثال ،وتسييل
التنسيق بين األعمال و األفراد ،أيضا خمق روح الفريق بين العاممين ،وتسييل عممية
تكيفيم في المؤسسة ،وكذلك إيجاد رقابة جماعية عمى العامل تدفعو إلى تحسين
انتاجيتو .
-2إشباع حاجات اجتماعية لمعاممين بإقامة العالقات التي ال تنسجم بالضرورة مع
التنظيم الرسمي وقد ال تتبع النمط نفسو ،إذ قد تجد أفرادا من أقسام أو مستويات مختمفة
في المؤسسة ىم أعضاء في ىذا التنظيم
-3فيم رغبات الموظفين وحاجاتيم بشكل أفضل واذا لم تتفيم اإلدارة طبيعة التنظيم
،وذلك عن الغير رسمي ولم تحسن توجييو فان بإمكانو عرقمة مساعييا وميماتيا
طريق وسائل عدة مثل ,بث اإلشاعات ومعارضة أي تغيير أو تطوير وتشويو
االتصال في بعض األحيان واضعاف الروح المعنوية لمعاممين مما يؤثر عمى أداء
المؤسسة وبالتالي فشميا في تحقيق أىدافيا (.صالح بن نوار ،2006ص . )22 ،21
-4أهمية التنظيم :التنظيم في حد ذاتو ليس ىدف و إنما وسيمة فيو يحقق أىم
الفوائد
-يعتبر الوسيمة المثمى لتحقيق نوع من االنسجام في تنفيذ األعمال بين األفراد عمى
أساس التخصص
-يساعد عمى تظافر الجيود بين األفراد في المنظمة عمى أساس التعاون .
-يؤدي التنظيم القائم عمى أساس عممي إلى تحقيق وفرة من الموارد المادية و
البشرية المنظمة عن طريق االستثمار األمثل لمموارد .
-يساعد عمى التحديد الدقيق لمعالقات بين األفراد و بين اإلدارات في التنظيم (.
ىناء حافظ بدوي . )159 ،158 ،