Professional Documents
Culture Documents
التبليغ الجهات المختصة
التبليغ الجهات المختصة
[Sous-titre du document]
[Date]
Tech
[nom de la société]
مقدمة
تع د العدال ة اله دف األس مى ال ذي يس عى األف راد إلى تحقيق ه ،حيث يتجلى ذل ك في ال دفاع عن حق وقهم
ومصالحهم من أي اعتداء .يشكل حق الدفاع أساًسا ركيزا في سياق العدالة ،ويراعي القضاء بش دة اح ترام
هذا الحق بهدف تحقيق المساواة بين جميع األطراف .وبناًء على ذلك ،يتب نى مب دأ التواجهي ة دوًرا حيوًي ا،
حيث يتعين أن ُتمنح الفرصة للخصوم للدفاع عن حقوقهم ،وهو مبدأ يتجاوب مع المبادئ السامية التي يقوم
عليها النظام القضائي.
ُيَع ّد مب دأ التواجهي ة بين األط راف الخص مة غ ير قاب ل للتحقي ق ب دون إش عار وإعالم األط راف المعني ة
بالقضايا المتعلقة بهم .ويتوجب عليهم أن يكونوا على علم بالقضايا التي ُترفع أمام المحكمة ،مم ا ي تيح لهم
الفرصة للدفاع عن مواقفهم القانونية ،بم ا في ذل ك إص دار الق رارات القض ائية ال تي ق د تلقي بظالل على
مراكزهم القانونية في سياق متصل ،يعد التبليغ وس يلة قانوني ة أساس ية في اإلج راءات المس طرية ،حيث
ُيعتبر عاماًل رئيسًيا في تسريع أو تباطؤ سرعة العدال ة وال دي يلعب دورا أساس يا في س ير ال دعوى ،فه و
وسيلة أساسية لعلم المعني باألمر باإلجراءات التي تتخذ ضده ،ولتمكينه من ممارسة حقوقه وواجباته.وفق ا
ألحكام قانون المسطرة المدنية المغربي ،فإن التبليغ هو إجراء يقوم به م أمور التنفي ذ ،ويقص د ب ه إيص ال
الوثيقة المراد تبليغها إلى المعني باألمر أو إلى شخص مقب ول قانون ا لتس لمها وق د نظم المش رع المغ ربي
التبليغ من خالل الفصول من 36إلى 41من قانون المسطرة المدني ة ،إض افة إلى فص ول أخ رى متن اثرة
في قانون المسطرة المدنية تتعلق بتبليغ الحكم أجل التنفيذ.
والتبليغ يتم للشخص إما نفسه أو في الموطن ال ذي تتع دد أحوال ه حس بما تعل ق األم ر بش خص ط بيعي أو
معنوي ،ومما ينبغي اإلشارة إليه أن الطريقة التي تم بها تسلم بها االستدعاء للحضور للجلسة أهمي ة بالغ ة
تكمن خصوصا على مستوى الوصف التي تعطي ه الهيئ ة القض ائية للحكم (حض وري ،بمثاب ة حض وري،
غيابي) ،باعتباره العمود الفقري الذي يعتمد عليه في تحديد الوسيلة التي يمكن فيه ا للمع ني ب األمر الطعن
في الحكم الصادر في حقه.
وسنخصص هذه الدراسة للحديث عن الجهات المؤه ل له ا تس لم االس تدعاء لم ا له ا من األهمي ة مث يرين
التساؤل التالي :ماهي الحاالت التي يعتد بها العتبار االستدعاء مسلم طبقا للقانون؟
من خالل قراءة مقتضيات الفص ل ،38المع دل بمقتض ى الق انون رقم 33.11نس تخلص أن التبلي غ ام ا
للشخص نفسه (الفقرة األولى) أو في الموطن (الفقرة الثانية).
يطلق على هذا النوع من التسليم بالتبليغ اليقيني و هو يشكل ضمانة حقيقية لتحقي ق عناص ر ال دعوى كم ا
هي متعارف عليها مسطريا ؛كتحقيق المواجهة بين األطراف و خ دمات ح ق ال دفاع ]4[.و مزي ة التس ليم
إلى المعني باألمر نفسه أن هذا األخير تكون له المدة الكافية لمواجهة خصمه في ال دعوى ٬إذ يق وم بإع داد
الدفوع و الحجج التي تفند إدعاءات المدعي و كذا اتصال المدعى عليه بمن رفع الدعوى ضده حتى يتسنى
له التوصل الى حل رضائي حول موضوع النزاع في الحاالت التي يسمح بها القانون بذلك .أما بخصوص
فائدة توصل المدعي باالستدعاء بنفسه فذلك يمكنه من معرفة تاريخ الجلسة حتى يعم ل على تزكي ة مقال ه
االفتتاحي وذلك عبر الطلبات اإلضافية و نشير هنا إلى أنه في الحالة ال تي يتم التبلي غ إلى الش خص نفس ه
فيكون صحيحا سواء تم في الموطن او في غير موطنه كالطريق العام أو المقهى.
ولعل هذا هو قصد المشرع من تنصيصه في الفقرة األولى من الفصل 38على أن التسليم يحص ل "…في
أي مكان آخر يوجد فيه …" على أن يتعين ال ذكر بأن ه تلقى على ع اتق المبل غ مس ؤولية التأك د من ك ون
الشخص الذي سلمه االستدعاء هو المعني بها إذ يترتب عن تسليمها لغير المعني بها بطالنها وق د يع رض
العون للمسؤولية.
و المالحظ أن المفوضين القضائيين عن دما ال يج دون المع ني ب األمر ف إنهم يعم دون إلى ت رك إش عار ل ه
بضرورة الحضور لتسلم ورقة االس تدعاء ،وفي حال ة ع دم الحض ور به ذا اإلج راء يق وم المبل غ بإع ادة
التبليغ طبقا للفصل 38من ق م م.
و سيطرح في هذا السياق ذاته تساؤل حول الحالة التي يرفض فيها المعني باالستدعاء تسلم االستدعاء؟
نلمس اإلجابة عن هذا التس اؤل في الفص ل 39حيث يش ير الع ون أو الس لطة المكلف ة ب التبليغ إلى ذل ك في
شهادة التسليم و يرسلها إلى كتابة الضبط بالمحكمة.
غير أن اإلشكال الحقيقي الذي تطرح ه الفق رة االولى من الفص ل 39ه و أن ه يطب ق نفس اإلج راء ال ذي
أسلفنا الحديث عنه بخصوص رفض المبلغ إليه التوقيع على شهادة التس ليم ٬ووج ه اإلش كال هن ا يكمن في
الحالة التي ال يكون بمقدور المبلغ إليه التوقيع كأن تكون يديه مبتورتان أو يكون جاهال للتوقيع.
الواقع العملي يؤكد حسب شهادة أحد الممارسين أن المفوض القض ائي يعم د في الحال ة ال تي يجه ل فيه ا
المبلغ إليه التوقيع يقوم بوضع البصمة ٬أما الحالة التي تكون فيها يداه مبتورتان فإن ه يش ير إلى ه ذه الق وة
القاهرة في شهادة التسليم و تبقى لها نفس القوة الثبوتية.
يع د الم وطن أهم الخص ائص ال تي ترتب ط بشخص ية الف رد ألن ه ه و من اط االتص ال بالش خص من حيث
مراسلته ٬مكاتبته ٬تبليغه و جميع األعمال و التصرفات التي يقومبها ]5[.كما عرفه بعض الفقه االخر ب
"مقر الشخص الذي يعتد به القانون فيما يتعلق بنشاطه و عالقاته القانونية مع غيره من االشخاص"[]6
تطرق المش رع المغ ربي للح ديث عن ه في الفص ل 519من ق م م ونص على أن ه "يك ون م وطن ك ل
شخص ذاتي هو محل سكناه العادية و مركز أعماله و مصالحه ".وعليه فالموطن الذاتي أو األص لي كم ا
يعتبره بعض الفقه[" ]7هو الذي يمارس فيه الشخص كل انشطته و اعماله ويقيم فيها بصورة اعتيادية".
وعليه فال بد للشخص حتى يكون له موطن ذاتي أن يقيم بمنطقة معينة بصفة معت ادة و مس تمرة حيث يق دم
فيها على القيام بجميع أعماله و أنشطته بصفة منتظمة .أما إذا كان يقيم بص فة عرض ية كاإلقام ة في فن دق
أو الدور أو الشقق الموجودة بالمصطافات ما لم تكن هي مقر اقامته الدائمة و المستمرة.
مما سبق فالتبليغ يكون صحيحا في الحالة التي يتم التبليغ في الم وطن األص لي ال ذي يتخ ذه مق ر س كناه و
تتجه نيته إلى االستقرار به بشكل دائم ٬فاالبن متى ظل مستقرا يعيش مع والديه كان موطنه االصلي بمق ر
والديه ٬ولكن بمجرد ما ينتقل للعيش في مكان آخر بعد زواجه مثال فقد صفة الم وطن األص لي ال ذي ك ان
يعتبر هو مسكن والديه وانتقل إلى المكان الذي حل به و استقر به .وعليه فصحة التبليغ تك ون في الم وطن
الجديد ٬و هذا ما يقصده المشرع بنصه في الفصل "يسلم االستدعاء … أو في موطنه"...
كما يعتبر موطنا أصليا للشخص طبقا للفصل "مركز أعماه و مصالحه ".غير أنه في الحال ة ال تي يك ون
فيها للشخص موطن لسكناه العادية في اآلن نفسه موطن ألعماله فالحل هن ا نص علي ه المش رع في الفق رة
الثانية من نفس الفصل المشار اليه أعاله والذي جاء فيه ما مؤداه أن موطن الشخص االصلي لمحل س كناه
يسري بخصوص حقوقه العائلية و أمواله الشخصية .
أما بخصوص حقوقه الراجعة لنشاطه المهني فيعتد فيها بموطن مركز أعماله و يقصد بهذا الموطن األخير
المكان الذي يمارس به الشخص أنشطته المهنية الخاصة به .
و عليه فمتى تعلق األمر بدعوى موضوعها يتعلق باألنشطة المهنية ف التبليغ يتم بمرك ز أعمال ه ٬في حين
إذا كان موضوع الدعوى يتعلق بالحقوق العائلية و األحوال الشخص ية ف التبليغ يتم بمح ل س كناه باعتب اره
الموطن األصلب .غير أن المالحظ أن المشرع المغربي لم ي رتب البطالن في الحال ة ال تي يتم فيه ا تس ليم
ورق ة التبلي غ المتعلق ة باألنش طة المهني ة في مح ل س كناه أو العكس حيث يعت بر التبلي غ في كال الح التين
صحيحا.
الموطن المختار:
يقصد بالموطن المخت ار المك ان ال ذي يتخ ذه الش خص لتنفي ذ عم ل ق انوني معين كاختي ار مكتب مح امي
بالنسبة لعمل قانوني معين "كمح ل مخ ابرة" أو ل بيع أو إج ارة كم ا إذا اش ترى ش خص أرض ا بعي دة عن
موطنه يتفق مع البائع على أن يكون له موطن قريب من األرض بالنسبة لهذا البيع ٬وال يثبت ه ذا االتف اق
إال كتابة حسما لكل خالف (الفصل ) 524وهذا الموطن يك ون مقص ورا على األعم ال المتعلق ة ب البيع
مثال أي بالغرض ال ذي ح دد على ض وئه ه ذا الم وطن ]8[.و الم وطن األص لي ال يت أثر بتغي ير المع ني
لموطنه األصلي حيث يبقى المكان الذي خصص لممارس ة عم ل معين ه و موطن ه المخت ار ٬ومن ص ور
تطبيق الموطن المختار كأن يتم االتفاق مع شخص آخر في عقد على اعتبار مكان معين موطنا فيما يتعل ق
بهذا العقد بما في ذلك المحكمة المختصة]9[.
و الجدير باإلشارة إلى أن هناك حاالت يكون فيها الشخص ملزما بتحديد موطن مختار كم ا ه و الش أن في
الحالة التي ال يكون فيه ا ألح د األط راف م وطن حقيقي داخ ل دائ رة نف وذ محكم ة االس تئناف المرف وع
الدعوى أمام أحد المحاكم التابعة لها ٬ونفس األمر بالنس بة للمس تأنفون و المس تأنف عليهم و منهم من يقيم
خارج دائرة نفوذ محكمة االستئناف المعروضة الدعوى أم ام أح د المح اكم التابع ة في نفوذه ا ٬بض رورة
تعيين موطن مختار وفي حالة عدم القيام بتحديد موطن مختار ف إن الج زاء ال ذي رتب ه المش رع على ه ذه
الحالة هو أن كل إجراء يكون صحيحا في حقهم لدى كتابة الضبط كم ا ه و الش أن بخص وص االس تدعاء٬
وقد سمح المشرع المغربي لألطراف الملزمين بتعيين موطن مختار إمكانية انتداب وكيل لهم موطن داخل
دائرة نفوذ محكمة االستئناف غالبا ما يكون محامي ٬وفي حالة عدم توفر الوكيل على م وطن إذ ذاك يتعين
عليه تعيين موطن مختار إذ يعمد المحامي إلى اختي ار ذل ك الم وطن ل دى أح د زمالئ ه ال ذين لهم م وطن
حقيقي في نفود محكمة االستئناف المعروضة أمام أحد محاكمها التابعة لها والتي وكل فيها المح امي من
قبل أحد أطراف الدعوى .غير أنه في الحالة التي ال يعمد فيها المحامي بتعيين موطن مخت ار فيعت بر ذل ك
قبوال بالتواصل مع كتابة ضبط المحكمة لالطالع على اإلجراءات و تسليم التبليغ ات خصوص ا أن التبلي غ
يعتبر صحيحا منذ اليوم الذي تتوصل كتابة الضبط وثيقة التبليغ من العون المكلف بذلك .وطبقا لمقتض يات
524نجد المشرع ينص صراحة على ترجيع الموطن المختار الخاص بتنفيذ بعض اإلجراءات الفصل
وإنجاز أعمال والتزامات ناشئة عنها عن الموطن الحقيقي و الموطن األصلي وذل ك تيس يرا لألش خاص و
تجنبا للمشاق و التكاليف]10[.
عالوة على ما سبق نجد المشرع ي وجب ك ذلك في الق انون 14/07المتعل ق بالتحفي ظ العق اري ض رورة
تعيين طالب التحفيظ لموطن مختار تحت طائلة رفض طلب.
و يتعين اإلشارة في ختام حديثنا عن الموطن المختار أن المشرع س مح بمقتض ى الق انون 33.11المع دل
للفص ل 38من ق م م إمكاني ة تبلي غ االس تدعاء في الم وطن المخت ار بع د التض ارب إذا ك ان حاص ال
بخصوص هذه اإلمكانية قبل التعديل.
الموطن القانوني:
هناك بعض الحاالت التي يت دخل فيه ا المش رع ويق وم بتع يين المك ان ال ذي يعت بر موطن ا بالنس بة لبعض
األشخاص وهكذا نجده في الفصل من ق م م يحدد الموطن الق انوني لك ل من فاق دي االهلي ة و الموظ ف
العمومي .حيث نجده يحدد الموطن القانوني لفاقد األهلية في موطن ح اجره و ب الرجوع إلى قواع د مدون ة
األسرة و خصوصا القواعد المنظمة لألهلية و أحوالها يتضح بأن منعدم األهلية هو الصغير غير المم يز و
المجنون وفاقد العقل []11وكذا الصغير المميز الذي بلغ سن التمييز والسفيه و المعتوه.
وفي جميع األحوال فمتى تبث أن الشخص فاقد لألهلية يتم الحجر عليه والتحجير ال يتم إال بحكم ٬وفي هذا
السياق صدر قرار معن محكمة النقض جاء في ه" األص ل في اإلنس ان الب الغ س ن الرش د كم ال األهلي ة و
بالتالي تعتبر تصرفاته صحيحة وعلى من يدعي نقصان أو انع دام األهلي ة بس بب الجن ون أو الس فه أو م ا
شابه ذلك أن يثبته او يستصدر حكما بتحجيره]12[".
ويتعن الذكر أن فاقدي األهلية ال يمكنهم أن يتصرفوا في أموالهم وال متابعة قضاياهم حيث ينوب عنهم في
ذلك ن وابهم الش رعيين ٬وهم المس موح لهم بتس لم االس تدعاءات المتعلق ة بفاق دي األهلي ة ح تى و ل و ك ان
القاصر يقيم في بيت آخر أو مدرسة داخلية أو غيرها]13[.
ويجدر لفت النظر هنا إلى أنه إلى جانب الحجر القضائي هناك ن وع آخ ر من الحج ر يطل ق علي ه الحج ر
القانوني وهو عبارة عن عقوبة اضافية بموجبها يمنع على المحكوم عليه بعقوب ة حبس ية من التص رف في
أمواله وقد تطرق المشرع الجنائي للح ديث عن ه ذا الن وع من الحج ر وحيثيات ه في الفص ول 36مك رر
م رتين و38و 37من ق م م ٬حيث يتوض ح من مجم ل ه ذه الفص ول أن المحك وم علي ه يح رم علي ه من
مباشرة حقوقه المالية طوال مدة تنفيذ العقوبة األصلية بحيث ينوب عنه وكيله أو الوص ي القض ائي المعين
لإلشراف على إدارة أموال المحكوم عليه.
يضاف إلى ما سبق نجد المشرع حدد للموظ ف العم ومي م وطن ق انوني في الفص ل 521/2وال ذي ينص
على ما يلي " يكون الموطن القانوني للموظ ف العم ومي ه و العم ل ال ذي يم ارس في ه وظيفت ه" ٬وعلي ه
يستشف من خالل هذا الفصل أن موطن الموظف العمومي يتحدد حصرا في المح ل ال ذي ي زاول وظيفته٬
و بالتالي وجب متى تعلق األمر بموظ ف عم ومي وجب أن يتم التس ليم بمق ر عمله ٬باس تثناء الحال ة ال تي
نص عليها المشرع في الفصل 75من النظام األساسي للوظيفة العمومية و المتعلقة بالحالة التي يتغيب فيها
الموظف عن الحضور للعمل بغير مبرر قانوني ٬حيث يتم التبليغ له في آخر عن وان شخص ي مص رح ب ه
لإلدارة بواسطة رس الة مض مونة م ع اإلش عار بالتوص ل .وعليه ا إثب ات توص له باإلن ذار ويت وجب على
اإلدارة التأكد من أن الموظف المعني بالتبليغ ال يزال يقيم في آخر عنوان مصرح لديها.
غير أن المشرع لم يحدد إذا كان األمر يتعلق بشؤون وظيفت ه أم بقض اياه الخاص ة أو هم ا مع ا ٬مم ا دف ع
البعض إلى إطالق اللفظ واعتبار موطن الموظف هو الموطن القانوني لجميع القضايا المتعلقة به.
ومن جهة أخرى يطرح تساؤل بخصوص موطن الموظف المغربي الذي يمارس مهامه في الخارج؟
المشرع هنا تدخل و حافظ للمغربي الذي يمارس وظيفته رس ميا بالخ ارج أس ندت ل ه من ط رف مؤسس ة
مغربية أو موجودة بموطنه داخل المغرب وقام بتحديد مقر إقامته بالبلد الذي يمارس فيه ه ذه الوظيف ة ٬و
ذل ك طبق ا للفص ل 526ق م م وق د ح دد في المس طرة الثاني ة من نفس الفص ل ه ذا الم وطن في مرك ز
المؤسسة العمومية التي تستخدمه أو مركز إدارته األصلية أو القس م القنص لي ب وزارة الش ؤون الخارجي ة
بالرباط إذا كان يعمل بمنظمة دولية.
بعد حديثنا عن الموطن و مختلف أحوالها يتبين لنا بالرجوع الى المادة 38من ق م م يتوضح أن المش رع
أجاز تسليم االستدعاء إما إلي الشخص نفس ه أو في موطن ه أو في مح ل عمل ه أو في أي مك ان يوج د في ه
٬كما سمح المشرع بتسليم االستدعاء في الموطن المختار ،وكذلك في محل اإلقام ة في ال تي ال يوج د فيه ا
للمعني باألمر موطن بالمغرب .
غير أنه تجدر اإلشارة في الختام إلى بعض اإلشكاالت التي يطرحه ا التس ليم في الم وطن أوله ا يكمن في
كون المشرع في التعديل الجديد بعبارة موطن بص يغة مطلق ة دون تحدي د األش خاص الم ؤهلين ال ذين لهم
الحق في التسلم في موطن المعني باألمر ٬حيث أنه قد يكون المتسلم له ذا االس تدعاء من األش خاص ال ذين
يحقدون على المبلغ إليه فيرفض تسلم االستدعاء أو يتسلمها وال يقدمها للمعني باالستدعاء ،مما يترتب عن
ذلك مجموعة من اآلثار المتعلقة أساسا بخصوص الحكم الذي سيصدر في حقه ٬ونشير هنا إلى أن القضاء
المغربي اعتبر الزوجة ال يمكن لها أن تسلم االستدعاء إذا كانت في نزاع مع زوجه ا رغم أنه ا في ذمته[٬
]14كما أن السنديك في العمارة ال يحق له تسلم االستدعاء ألحد القاطنين في العمارة.
عموما فالمالحظ أن عبارة الموطن ج اء به ا المش رع في التع ديل الجدي د الزالت تط رح نفس اإلش كاالت
التي كان يطرحه ا النص قب ل التع ديل بخص وص التس ليم لألق ارب و الخ دم أو ك ل ش خص يس كن مع ه.
وبخصوص التسليم في محل العمل وهو المحل الذي يوجد فيه الشخص الطبيعي في وقت من األوقات ولو
كان مقامه فيه عرضيا ٬كالموظف الذي ينتدب للقيام بعمل خارج مقر عمله فيعتبر مقر العمل المنتدب إلي ه
أو السكن المؤقت الذي يتخذه في هذه الفترة ولو كان فندقا هو محل إقامته ويصلح ألن يقيم فيه ال دعوى أو
تقام عليه ]15[.غير أن هذا النوع من التبليغات وبالرغم من إيجابياته خصوصا في ضمان توصل المعني
باالستدعاء لهذه األخيرة ٬غير أنه يطرح بعض اإلشكاالت حيث أنه غالبا ما يتحاشى األش خاص أن يك ون
زمالئهم في العمل على علم بخصوصياتهم سيما في الجانبين األسري و الزجري]16[.
األش خاص االعتباري ة الخاص ة ،أش خاص اعتباري ة يخض عون لقواع د الق انون الخ اص كالجمعي ات
والشركات .كيفية استدعاء األشخاص الطبيعيين منصوص علي ه في الفص ل 561من ق م م ،ال ذي ينص
على أنه توجه االستدعاءات ،التبليغات ٬أوراق اإلصالح ٬اإلنذارات و التنبيهات المتعلق ة بفاق دي األهلي ة
والشركات و الجمعيات و كل األشخاص اآلخرين إلى ممثليهم القانونيين بصفتهم هذه.
من خالل الفص ل أعاله يتض ح لن ا أن الجه ة ال تي منحه ا المش رع ح ق تس لم االس تدعاء بخص وص
األشخاص االعتبارية الخاصة محددة في ممثلها القانوني ٬والذي يقصد به الش خص ال ذي أعطيت ل ه ه ذه
الصفة بمقتضى عقد إنشاء الشركة أو الجمعية أو المؤسسة بمقتض ى قانونه ا األساس ي ,غ ير أن المالح ظ
توجه محكمة النقض إلى التوسيع في تحديد نط اق الممث ل الق انوني حيث ج اء في أح د قراراته ا []17م ا
يلي " :و بخصوص تسلم االستدعاء فليس ضروري أن تسلم إلى الممثل القانوني نفسه وتسلم الطي شخصيا
وإنما المقصود أن يوجه إلى من ذكر ولو تسلمه موظف أو مستخدم في اإلدارة أو الشركة".
جدير بالذكر أن االشخاص المعنوية العامة تخضع في تنظيمها لقواعد القانون العام,كالدول ة و الجماع ات
الترابية يتم تبليغ االستدعاء إلى الجلسة أو تبليغ الحكم أو أي إجراء آخر بخصوص األشخاص االعتباريين
العامين إلى من رفع الدعوى أو رفعت في شخصه أو إلى ممثله أو إلى الوكيل القضائي ٬و إال كان التبليغ
باطال .فلو أن شخصا أقام دعوى ضد الدولة في شخص رئيس الحكومة ووزير التعليم لتعين أن يقع التبليغ
لرئيس الحكومة باعتباره ممثل الدولة و الذي ل ه الص فة في ذل ك و ل وزير التعليم باعتب اره وزي ر القط اع
الذي وجب فيه التعويض ٬أم ا إذا لم يبل غ الحكم مثال إلى رئيس الحكوم ة و إنم ا إلى وزي ر التعليم فإن ه ال
يعتد بهذا التبليغ اتجاه رئيس الحكومة ٬ويبقى من حقه أن يستأنف أو بطعن بالنقض ض د الحكم المبل غ إلى
وزير التعليم و العون القضائي ٬وال يواجه به رئيس الحكومة.
ونلفت االنتباه إلى أنه في كل دعوى ترفع ضد الدول ة أو إدارة عمومي ة أو مكتب أو مؤسس ة عمومي ة في
قضية ال عالقة لها بالضرائب و األمالك المخزنية يتعين فيها إدخال الوكيل القضائي ٬و إال كانت ال دعوى
غير مقبولة كما يمكن إدخالها بمقال افتتاحي مستقل شرط أن تكون القضية جاهزة للحكم فيها .ومما ينبغي
اإلشارة أن ال دعوى ال ترف ع فق ط ض د اإلدارة المركزي ة (جه از الحكوم ة) ب ل يمكن رفعه ا ح تى ض د
الجماعات الترابية وذلك في إطار لالمركزي ة ال تي يعرفه ا التقس يم اإلداري المغ ربي باإلض افة إلى ب اقي
من ق م م الجهات المحددة في الفصل515
غير أن التساؤل الذي يطرح في ختام هذه الفقرة يتح دد م دى إلزامي ة ه ؤالء األش خاص اإلدالء بم ا يثبت
صفتهم؟
الحقيقة أن الواقع العملي يفرز قواعد أخرى تتمثل في عدم إلزام الشخصيات المعنوية العام ة ب اإلدالء بم ا
يفيد صفة تمثيلهم لهم ٬ودليلنا في ذلك أن القضاء المغربي لم يلزم الصندوق الوطني للقرض الفالحي حيث
جعل الصفة مترتبة على المصلحة ومما جاء في هذا الحكم" وحيث أن الصندوق الوطني للق رض الفالحي
يعتبر مؤسسة عمومية ذات شخصية اعتبارية و استقالل مالي ٬له الحق في االدعاء لتحص يل حقوق ه و أن
خضوعه لوصاية الدولة والمراقب ة المالي ة كغ يره من المؤسس ات العمومي ة ال يحرم ه من إقام ة ال دعوى
لتحصيل حقوقه مما تكون معه المصلحة قائمة في حقه ٬و بالتالي يكون الدفع المشار غير مؤسس قانونيا و
بالتالي تكون الصفة بدورها قائمة]18[.
خاتمة
صفوة القول ,يتضح أن المش رع نص على مس طرة خاص ة للتبلي غ تختل ف حس بما تعل ق األم ر بش خص
طبيعي أو معنوي ،يتعن على كل باحث في الشأن االجرائي االلمام بها تكريسا لمبدأ الحق في التقاضي.