Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 10

[Titre du document]

[Sous-titre du document]

[Date]

Tech
[nom de la société]
‫مقدمة‬

‫تع د العدال ة اله دف األس مى ال ذي يس عى األف راد إلى تحقيق ه‪ ،‬حيث يتجلى ذل ك في ال دفاع عن حق وقهم‬
‫ومصالحهم من أي اعتداء‪ .‬يشكل حق الدفاع أساًسا ركيزا في سياق العدالة‪ ،‬ويراعي القضاء بش دة اح ترام‬
‫هذا الحق بهدف تحقيق المساواة بين جميع األطراف‪ .‬وبناًء على ذلك‪ ،‬يتب نى مب دأ التواجهي ة دوًرا حيوًي ا‪،‬‬
‫حيث يتعين أن ُتمنح الفرصة للخصوم للدفاع عن حقوقهم‪ ،‬وهو مبدأ يتجاوب مع المبادئ السامية التي يقوم‬
‫عليها النظام القضائي‪.‬‬

‫ُيَع ّد مب دأ التواجهي ة بين األط راف الخص مة غ ير قاب ل للتحقي ق ب دون إش عار وإعالم األط راف المعني ة‬
‫بالقضايا المتعلقة بهم‪ .‬ويتوجب عليهم أن يكونوا على علم بالقضايا التي ُترفع أمام المحكمة‪ ،‬مم ا ي تيح لهم‬
‫الفرصة للدفاع عن مواقفهم القانونية‪ ،‬بم ا في ذل ك إص دار الق رارات القض ائية ال تي ق د تلقي بظالل على‬
‫مراكزهم القانونية في سياق متصل‪ ،‬يعد التبليغ وس يلة قانوني ة أساس ية في اإلج راءات المس طرية‪ ،‬حيث‬
‫ُيعتبر عاماًل رئيسًيا في تسريع أو تباطؤ سرعة العدال ة وال دي يلعب دورا أساس يا في س ير ال دعوى‪ ،‬فه و‬
‫وسيلة أساسية لعلم المعني باألمر باإلجراءات التي تتخذ ضده‪ ،‬ولتمكينه من ممارسة حقوقه وواجباته‪.‬وفق ا‬
‫ألحكام قانون المسطرة المدنية المغربي‪ ،‬فإن التبليغ هو إجراء يقوم به م أمور التنفي ذ‪ ،‬ويقص د ب ه إيص ال‬
‫الوثيقة المراد تبليغها إلى المعني باألمر أو إلى شخص مقب ول قانون ا لتس لمها وق د نظم المش رع المغ ربي‬
‫التبليغ من خالل الفصول من ‪ 36‬إلى ‪ 41‬من قانون المسطرة المدني ة‪ ،‬إض افة إلى فص ول أخ رى متن اثرة‬
‫في قانون المسطرة المدنية تتعلق بتبليغ الحكم أجل التنفيذ‪.‬‬

‫والتبليغ يتم للشخص إما نفسه أو في الموطن ال ذي تتع دد أحوال ه حس بما تعل ق األم ر بش خص ط بيعي أو‬
‫معنوي‪ ،‬ومما ينبغي اإلشارة إليه أن الطريقة التي تم بها تسلم بها االستدعاء للحضور للجلسة أهمي ة بالغ ة‬
‫تكمن خصوصا على مستوى الوصف التي تعطي ه الهيئ ة القض ائية للحكم (حض وري‪ ،‬بمثاب ة حض وري‪،‬‬
‫غيابي)‪ ،‬باعتباره العمود الفقري الذي يعتمد عليه في تحديد الوسيلة التي يمكن فيه ا للمع ني ب األمر الطعن‬
‫في الحكم الصادر في حقه‪.‬‬

‫وسنخصص هذه الدراسة للحديث عن الجهات المؤه ل له ا تس لم االس تدعاء لم ا له ا من األهمي ة مث يرين‬
‫التساؤل التالي‪ :‬ماهي الحاالت التي يعتد بها العتبار االستدعاء مسلم طبقا للقانون؟‬

‫لإلجابة عن التساؤل أعاله سأتطرق إلى التصميم اآلتي‪:‬‬

‫املطلب األول‪ :‬تسلمي الاستدعاء لأل شخاص اذلاتيني‬

‫املطلب الثاين‪ :‬تبليغ الاستدعاء لأل شخاص املعنوية‬


‫املطلب األول‪ :‬تسلمي الاستدعاء لأل شخاص اذلاتيني‬

‫من خالل قراءة مقتضيات الفص ل ‪ ،38‬المع دل بمقتض ى الق انون رقم ‪ 33.11‬نس تخلص أن التبلي غ ام ا‬
‫للشخص نفسه (الفقرة األولى) أو في الموطن (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األوىل ‪ :‬التسلمي إىل املعين ابالستدعاء نفسه‬

‫يطلق على هذا النوع من التسليم بالتبليغ اليقيني و هو يشكل ضمانة حقيقية لتحقي ق عناص ر ال دعوى كم ا‬
‫هي متعارف عليها مسطريا ؛كتحقيق المواجهة بين األطراف و خ دمات ح ق ال دفاع‪ ]4[.‬و مزي ة التس ليم‬
‫إلى المعني باألمر نفسه أن هذا األخير تكون له المدة الكافية لمواجهة خصمه في ال دعوى‪ ٬‬إذ يق وم بإع داد‬
‫الدفوع و الحجج التي تفند إدعاءات المدعي و كذا اتصال المدعى عليه بمن رفع الدعوى ضده حتى يتسنى‬
‫له التوصل الى حل رضائي حول موضوع النزاع في الحاالت التي يسمح بها القانون بذلك‪ .‬أما بخصوص‬
‫فائدة توصل المدعي باالستدعاء بنفسه فذلك يمكنه من معرفة تاريخ الجلسة حتى يعم ل على تزكي ة مقال ه‬
‫االفتتاحي وذلك عبر الطلبات اإلضافية و نشير هنا إلى أنه في الحالة ال تي يتم التبلي غ إلى الش خص نفس ه‬
‫فيكون صحيحا سواء تم في الموطن او في غير موطنه كالطريق العام أو المقهى‪.‬‬

‫ولعل هذا هو قصد المشرع من تنصيصه في الفقرة األولى من الفصل‪ 38‬على أن التسليم يحص ل "…في‬
‫أي مكان آخر يوجد فيه …" على أن يتعين ال ذكر بأن ه تلقى على ع اتق المبل غ مس ؤولية التأك د من ك ون‬
‫الشخص الذي سلمه االستدعاء هو المعني بها إذ يترتب عن تسليمها لغير المعني بها بطالنها وق د يع رض‬
‫العون للمسؤولية‪.‬‬

‫و المالحظ أن المفوضين القضائيين عن دما ال يج دون المع ني ب األمر ف إنهم يعم دون إلى ت رك إش عار ل ه‬
‫بضرورة الحضور لتسلم ورقة االس تدعاء‪ ،‬وفي حال ة ع دم الحض ور به ذا اإلج راء يق وم المبل غ بإع ادة‬
‫التبليغ طبقا للفصل‪ 38‬من ق م م‪.‬‬

‫و سيطرح في هذا السياق ذاته تساؤل حول الحالة التي يرفض فيها المعني باالستدعاء تسلم االستدعاء؟‬

‫نلمس اإلجابة عن هذا التس اؤل في الفص ل‪ 39‬حيث يش ير الع ون أو الس لطة المكلف ة ب التبليغ إلى ذل ك في‬
‫شهادة التسليم و يرسلها إلى كتابة الضبط بالمحكمة‪.‬‬

‫غير أن اإلشكال الحقيقي الذي تطرح ه الفق رة االولى من الفص ل‪ 39‬ه و أن ه يطب ق نفس اإلج راء ال ذي‬
‫أسلفنا الحديث عنه بخصوص رفض المبلغ إليه التوقيع على شهادة التس ليم ‪٬‬ووج ه اإلش كال هن ا يكمن في‬
‫الحالة التي ال يكون بمقدور المبلغ إليه التوقيع كأن تكون يديه مبتورتان أو يكون جاهال للتوقيع‪.‬‬
‫الواقع العملي يؤكد حسب شهادة أحد الممارسين أن المفوض القض ائي يعم د في الحال ة ال تي يجه ل فيه ا‬
‫المبلغ إليه التوقيع يقوم بوضع البصمة‪ ٬‬أما الحالة التي تكون فيها يداه مبتورتان فإن ه يش ير إلى ه ذه الق وة‬
‫القاهرة في شهادة التسليم و تبقى لها نفس القوة الثبوتية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬التسليم في الموطن و مختلف أحواله‬

‫يع د الم وطن أهم الخص ائص ال تي ترتب ط بشخص ية الف رد ألن ه ه و من اط االتص ال بالش خص من حيث‬
‫مراسلته ‪ ٬‬مكاتبته‪ ٬‬تبليغه و جميع األعمال و التصرفات التي يقومبها‪ ]5[.‬كما عرفه بعض الفقه االخر ب‬
‫"مقر الشخص الذي يعتد به القانون فيما يتعلق بنشاطه و عالقاته القانونية مع غيره من االشخاص"[‪]6‬‬

‫و ب الرجوع الى الفص ل من ‪ 518‬إلى ‪ 526‬نج ده يح دد لن ا الم وطن ال ذي يجب أن يق ع التبلي غ في ه و‬


‫سنحاول إعطا ء نظرة موجزة عن كل نوع من أنواع الموطن التي حددها المشرع نظ را ألهمي ة الم وطن‬
‫خصوصا في رفع دعوى قضائية‪.‬‬

‫موطن الشخص الذاتي‪:‬‬

‫تطرق المش رع المغ ربي للح ديث عن ه في الفص ل ‪ 519‬من ق م م ونص على أن ه "يك ون م وطن ك ل‬
‫شخص ذاتي هو محل سكناه العادية و مركز أعماله و مصالحه ‪ ".‬وعليه فالموطن الذاتي أو األص لي كم ا‬
‫يعتبره بعض الفقه[‪" ]7‬هو الذي يمارس فيه الشخص كل انشطته و اعماله ويقيم فيها بصورة اعتيادية‪".‬‬

‫وعليه فال بد للشخص حتى يكون له موطن ذاتي أن يقيم بمنطقة معينة بصفة معت ادة و مس تمرة حيث يق دم‬
‫فيها على القيام بجميع أعماله و أنشطته بصفة منتظمة‪ .‬أما إذا كان يقيم بص فة عرض ية كاإلقام ة في فن دق‬
‫أو الدور أو الشقق الموجودة بالمصطافات ما لم تكن هي مقر اقامته الدائمة و المستمرة‪.‬‬

‫مما سبق فالتبليغ يكون صحيحا في الحالة التي يتم التبليغ في الم وطن األص لي ال ذي يتخ ذه مق ر س كناه و‬
‫تتجه نيته إلى االستقرار به بشكل دائم‪ ٬‬فاالبن متى ظل مستقرا يعيش مع والديه كان موطنه االصلي بمق ر‬
‫والديه‪ ٬‬ولكن بمجرد ما ينتقل للعيش في مكان آخر بعد زواجه مثال فقد صفة الم وطن األص لي ال ذي ك ان‬
‫يعتبر هو مسكن والديه وانتقل إلى المكان الذي حل به و استقر به‪ .‬وعليه فصحة التبليغ تك ون في الم وطن‬
‫الجديد‪ ٬‬و هذا ما يقصده المشرع بنصه في الفصل "يسلم االستدعاء … أو في موطنه‪"...‬‬

‫كما يعتبر موطنا أصليا للشخص طبقا للفصل "مركز أعماه و مصالحه ‪".‬غير أنه في الحال ة ال تي يك ون‬
‫فيها للشخص موطن لسكناه العادية في اآلن نفسه موطن ألعماله فالحل هن ا نص علي ه المش رع في الفق رة‬
‫الثانية من نفس الفصل المشار اليه أعاله والذي جاء فيه ما مؤداه أن موطن الشخص االصلي لمحل س كناه‬
‫يسري بخصوص حقوقه العائلية و أمواله الشخصية ‪.‬‬

‫أما بخصوص حقوقه الراجعة لنشاطه المهني فيعتد فيها بموطن مركز أعماله و يقصد بهذا الموطن األخير‬
‫المكان الذي يمارس به الشخص أنشطته المهنية الخاصة به ‪.‬‬

‫و عليه فمتى تعلق األمر بدعوى موضوعها يتعلق باألنشطة المهنية ف التبليغ يتم بمرك ز أعمال ه ‪ ٬‬في حين‬
‫إذا كان موضوع الدعوى يتعلق بالحقوق العائلية و األحوال الشخص ية ف التبليغ يتم بمح ل س كناه باعتب اره‬
‫الموطن األصلب‪ .‬غير أن المالحظ أن المشرع المغربي لم ي رتب البطالن في الحال ة ال تي يتم فيه ا تس ليم‬
‫ورق ة التبلي غ المتعلق ة باألنش طة المهني ة في مح ل س كناه أو العكس حيث يعت بر التبلي غ في كال الح التين‬
‫صحيحا‪.‬‬

‫الموطن المختار‪:‬‬

‫يقصد بالموطن المخت ار المك ان ال ذي يتخ ذه الش خص لتنفي ذ عم ل ق انوني معين كاختي ار مكتب مح امي‬
‫بالنسبة لعمل قانوني معين "كمح ل مخ ابرة" أو ل بيع أو إج ارة كم ا إذا اش ترى ش خص أرض ا بعي دة عن‬
‫موطنه يتفق مع البائع على أن يكون له موطن قريب من األرض بالنسبة لهذا البيع‪ ٬‬وال يثبت ه ذا االتف اق‬
‫إال كتابة حسما لكل خالف (الفصل ‪ ) 524‬وهذا الموطن يك ون مقص ورا على األعم ال المتعلق ة ب البيع‬
‫مثال أي بالغرض ال ذي ح دد على ض وئه ه ذا الم وطن‪ ]8[.‬و الم وطن األص لي ال يت أثر بتغي ير المع ني‬
‫لموطنه األصلي حيث يبقى المكان الذي خصص لممارس ة عم ل معين ه و موطن ه المخت ار‪ ٬‬ومن ص ور‬
‫تطبيق الموطن المختار كأن يتم االتفاق مع شخص آخر في عقد على اعتبار مكان معين موطنا فيما يتعل ق‬
‫بهذا العقد بما في ذلك المحكمة المختصة‪]9[.‬‬

‫و الجدير باإلشارة إلى أن هناك حاالت يكون فيها الشخص ملزما بتحديد موطن مختار كم ا ه و الش أن في‬
‫الحالة التي ال يكون فيه ا ألح د األط راف م وطن حقيقي داخ ل دائ رة نف وذ محكم ة االس تئناف المرف وع‬
‫الدعوى أمام أحد المحاكم التابعة لها‪ ٬‬ونفس األمر بالنس بة للمس تأنفون و المس تأنف عليهم و منهم من يقيم‬
‫خارج دائرة نفوذ محكمة االستئناف المعروضة الدعوى أم ام أح د المح اكم التابع ة في نفوذه ا‪ ٬‬بض رورة‬
‫تعيين موطن مختار وفي حالة عدم القيام بتحديد موطن مختار ف إن الج زاء ال ذي رتب ه المش رع على ه ذه‬
‫الحالة هو أن كل إجراء يكون صحيحا في حقهم لدى كتابة الضبط كم ا ه و الش أن بخص وص االس تدعاء‪٬‬‬
‫وقد سمح المشرع المغربي لألطراف الملزمين بتعيين موطن مختار إمكانية انتداب وكيل لهم موطن داخل‬
‫دائرة نفوذ محكمة االستئناف غالبا ما يكون محامي‪ ٬‬وفي حالة عدم توفر الوكيل على م وطن إذ ذاك يتعين‬
‫عليه تعيين موطن مختار إذ يعمد المحامي إلى اختي ار ذل ك الم وطن ل دى أح د زمالئ ه ال ذين لهم م وطن‬
‫حقيقي في نفود محكمة االستئناف المعروضة أمام أحد محاكمها التابعة لها والتي وكل فيها المح امي من‬
‫قبل أحد أطراف الدعوى‪ .‬غير أنه في الحالة التي ال يعمد فيها المحامي بتعيين موطن مخت ار فيعت بر ذل ك‬
‫قبوال بالتواصل مع كتابة ضبط المحكمة لالطالع على اإلجراءات و تسليم التبليغ ات خصوص ا أن التبلي غ‬
‫يعتبر صحيحا منذ اليوم الذي تتوصل كتابة الضبط وثيقة التبليغ من العون المكلف بذلك‪ .‬وطبقا لمقتض يات‬
‫‪ 524‬نجد المشرع ينص صراحة على ترجيع الموطن المختار الخاص بتنفيذ بعض اإلجراءات‬ ‫الفصل‬
‫وإنجاز أعمال والتزامات ناشئة عنها عن الموطن الحقيقي و الموطن األصلي وذل ك تيس يرا لألش خاص و‬
‫تجنبا للمشاق و التكاليف‪]10[.‬‬

‫عالوة على ما سبق نجد المشرع ي وجب ك ذلك في الق انون ‪ 14/07‬المتعل ق بالتحفي ظ العق اري ض رورة‬
‫تعيين طالب التحفيظ لموطن مختار تحت طائلة رفض طلب‪.‬‬

‫و يتعين اإلشارة في ختام حديثنا عن الموطن المختار أن المشرع س مح بمقتض ى الق انون‪ 33.11‬المع دل‬
‫للفص ل ‪ 38‬من ق م م إمكاني ة تبلي غ االس تدعاء في الم وطن المخت ار بع د التض ارب إذا ك ان حاص ال‬
‫بخصوص هذه اإلمكانية قبل التعديل‪.‬‬

‫الموطن القانوني‪:‬‬

‫هناك بعض الحاالت التي يت دخل فيه ا المش رع ويق وم بتع يين المك ان ال ذي يعت بر موطن ا بالنس بة لبعض‬
‫األشخاص وهكذا نجده في الفصل من ق م م يحدد الموطن الق انوني لك ل من فاق دي االهلي ة و الموظ ف‬
‫العمومي‪ .‬حيث نجده يحدد الموطن القانوني لفاقد األهلية في موطن ح اجره و ب الرجوع إلى قواع د مدون ة‬
‫األسرة و خصوصا القواعد المنظمة لألهلية و أحوالها يتضح بأن منعدم األهلية هو الصغير غير المم يز و‬
‫المجنون وفاقد العقل [‪]11‬وكذا الصغير المميز الذي بلغ سن التمييز والسفيه و المعتوه‪.‬‬

‫وفي جميع األحوال فمتى تبث أن الشخص فاقد لألهلية يتم الحجر عليه والتحجير ال يتم إال بحكم‪ ٬‬وفي هذا‬
‫السياق صدر قرار معن محكمة النقض جاء في ه" األص ل في اإلنس ان الب الغ س ن الرش د كم ال األهلي ة و‬
‫بالتالي تعتبر تصرفاته صحيحة وعلى من يدعي نقصان أو انع دام األهلي ة بس بب الجن ون أو الس فه أو م ا‬
‫شابه ذلك أن يثبته او يستصدر حكما بتحجيره‪]12[".‬‬
‫ويتعن الذكر أن فاقدي األهلية ال يمكنهم أن يتصرفوا في أموالهم وال متابعة قضاياهم حيث ينوب عنهم في‬
‫ذلك ن وابهم الش رعيين‪ ٬‬وهم المس موح لهم بتس لم االس تدعاءات المتعلق ة بفاق دي األهلي ة ح تى و ل و ك ان‬
‫القاصر يقيم في بيت آخر أو مدرسة داخلية أو غيرها‪]13[.‬‬

‫ويجدر لفت النظر هنا إلى أنه إلى جانب الحجر القضائي هناك ن وع آخ ر من الحج ر يطل ق علي ه الحج ر‬
‫القانوني وهو عبارة عن عقوبة اضافية بموجبها يمنع على المحكوم عليه بعقوب ة حبس ية من التص رف في‬
‫أمواله وقد تطرق المشرع الجنائي للح ديث عن ه ذا الن وع من الحج ر وحيثيات ه في الفص ول‪ 36‬مك رر‬
‫م رتين و‪38‬و ‪37‬من ق م م‪ ٬‬حيث يتوض ح من مجم ل ه ذه الفص ول أن المحك وم علي ه يح رم علي ه من‬
‫مباشرة حقوقه المالية طوال مدة تنفيذ العقوبة األصلية بحيث ينوب عنه وكيله أو الوص ي القض ائي المعين‬
‫لإلشراف على إدارة أموال المحكوم عليه‪.‬‬

‫يضاف إلى ما سبق نجد المشرع حدد للموظ ف العم ومي م وطن ق انوني في الفص ل‪ 521/2‬وال ذي ينص‬
‫على ما يلي " يكون الموطن القانوني للموظ ف العم ومي ه و العم ل ال ذي يم ارس في ه وظيفت ه" ‪٬‬وعلي ه‬
‫يستشف من خالل هذا الفصل أن موطن الموظف العمومي يتحدد حصرا في المح ل ال ذي ي زاول وظيفته‪٬‬‬
‫و بالتالي وجب متى تعلق األمر بموظ ف عم ومي وجب أن يتم التس ليم بمق ر عمله‪ ٬‬باس تثناء الحال ة ال تي‬
‫نص عليها المشرع في الفصل‪ 75‬من النظام األساسي للوظيفة العمومية و المتعلقة بالحالة التي يتغيب فيها‬
‫الموظف عن الحضور للعمل بغير مبرر قانوني ‪٬‬حيث يتم التبليغ له في آخر عن وان شخص ي مص رح ب ه‬
‫لإلدارة بواسطة رس الة مض مونة م ع اإلش عار بالتوص ل‪ .‬وعليه ا إثب ات توص له باإلن ذار ويت وجب على‬
‫اإلدارة التأكد من أن الموظف المعني بالتبليغ ال يزال يقيم في آخر عنوان مصرح لديها‪.‬‬

‫غير أن المشرع لم يحدد إذا كان األمر يتعلق بشؤون وظيفت ه أم بقض اياه الخاص ة أو هم ا مع ا‪ ٬‬مم ا دف ع‬
‫البعض إلى إطالق اللفظ واعتبار موطن الموظف هو الموطن القانوني لجميع القضايا المتعلقة به‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى يطرح تساؤل بخصوص موطن الموظف المغربي الذي يمارس مهامه في الخارج؟‬

‫المشرع هنا تدخل و حافظ للمغربي الذي يمارس وظيفته رس ميا بالخ ارج أس ندت ل ه من ط رف مؤسس ة‬
‫مغربية أو موجودة بموطنه داخل المغرب وقام بتحديد مقر إقامته بالبلد الذي يمارس فيه ه ذه الوظيف ة ‪٬‬و‬
‫ذل ك طبق ا للفص ل‪ 526‬ق م م وق د ح دد في المس طرة الثاني ة من نفس الفص ل ه ذا الم وطن في مرك ز‬
‫المؤسسة العمومية التي تستخدمه أو مركز إدارته األصلية أو القس م القنص لي ب وزارة الش ؤون الخارجي ة‬
‫بالرباط إذا كان يعمل بمنظمة دولية‪.‬‬

‫يبقى في الختام التساؤل عن موطن األجنبي المقيم بالمغرب؟‬


‫اإلجابة هنا تكون بأنه وبعد حصوله على بطاقة اإلقامة يصبح كالمواطن المغربي بخصوص األحكام ال تي‬
‫تطبق على الموطن ‪٬‬غير أن األجنبي الذي يقوم بمهنة له في المغرب و المسندة إليه من قبل منظمة وطني ة‬
‫أو دولية فهنا ال يتم تطبيق القوانين التي تطبق على موطن المغربي فوق إقليم المملكة‪.‬‬

‫بعد حديثنا عن الموطن و مختلف أحوالها يتبين لنا بالرجوع الى المادة ‪ 38‬من ق م م يتوضح أن المش رع‬
‫أجاز تسليم االستدعاء إما إلي الشخص نفس ه أو في موطن ه أو في مح ل عمل ه أو في أي مك ان يوج د في ه‬
‫‪٬‬كما سمح المشرع بتسليم االستدعاء في الموطن المختار‪ ،‬وكذلك في محل اإلقام ة في ال تي ال يوج د فيه ا‬
‫للمعني باألمر موطن بالمغرب ‪.‬‬

‫غير أنه تجدر اإلشارة في الختام إلى بعض اإلشكاالت التي يطرحه ا التس ليم في الم وطن أوله ا يكمن في‬
‫كون المشرع في التعديل الجديد بعبارة موطن بص يغة مطلق ة دون تحدي د األش خاص الم ؤهلين ال ذين لهم‬
‫الحق في التسلم في موطن المعني باألمر‪ ٬‬حيث أنه قد يكون المتسلم له ذا االس تدعاء من األش خاص ال ذين‬
‫يحقدون على المبلغ إليه فيرفض تسلم االستدعاء أو يتسلمها وال يقدمها للمعني باالستدعاء‪ ،‬مما يترتب عن‬
‫ذلك مجموعة من اآلثار المتعلقة أساسا بخصوص الحكم الذي سيصدر في حقه ‪٬‬ونشير هنا إلى أن القضاء‬
‫المغربي اعتبر الزوجة ال يمكن لها أن تسلم االستدعاء إذا كانت في نزاع مع زوجه ا رغم أنه ا في ذمته‪[٬‬‬
‫‪ ]14‬كما أن السنديك في العمارة ال يحق له تسلم االستدعاء ألحد القاطنين في العمارة‪.‬‬

‫عموما فالمالحظ أن عبارة الموطن ج اء به ا المش رع في التع ديل الجدي د الزالت تط رح نفس اإلش كاالت‬
‫التي كان يطرحه ا النص قب ل التع ديل بخص وص التس ليم لألق ارب و الخ دم أو ك ل ش خص يس كن مع ه‪.‬‬
‫وبخصوص التسليم في محل العمل وهو المحل الذي يوجد فيه الشخص الطبيعي في وقت من األوقات ولو‬
‫كان مقامه فيه عرضيا‪ ٬‬كالموظف الذي ينتدب للقيام بعمل خارج مقر عمله فيعتبر مقر العمل المنتدب إلي ه‬
‫أو السكن المؤقت الذي يتخذه في هذه الفترة ولو كان فندقا هو محل إقامته ويصلح ألن يقيم فيه ال دعوى أو‬
‫تقام عليه‪ ]15[.‬غير أن هذا النوع من التبليغات وبالرغم من إيجابياته خصوصا في ضمان توصل المعني‬
‫باالستدعاء لهذه األخيرة ‪٬‬غير أنه يطرح بعض اإلشكاالت حيث أنه غالبا ما يتحاشى األش خاص أن يك ون‬
‫زمالئهم في العمل على علم بخصوصياتهم سيما في الجانبين األسري و الزجري‪]16[.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬تبليغ الاستدعاء لأل شخاص املعنوية‬


‫ح ق التقاض ي ليس مخ وال فق ط لألش خاص الطبيع يين ب ل مس موح ب ه ح تى لألش خاص االعتب اريين أو‬
‫المعنويين الذين يحق لهم أن يكون وا م دعين أو م دعى عليهم و األش خاص المعن ويين نوع ان‪ :‬األش خاص‬
‫المعنويين العامة واألشخاص المعنويين الخواص‬

‫الفقرة األولى ‪:‬األشخاص االعتبارية الخاصة‬

‫األش خاص االعتباري ة الخاص ة‪ ،‬أش خاص اعتباري ة يخض عون لقواع د الق انون الخ اص كالجمعي ات‬
‫والشركات‪ .‬كيفية استدعاء األشخاص الطبيعيين منصوص علي ه في الفص ل ‪ 561‬من ق م م‪ ،‬ال ذي ينص‬
‫على أنه توجه االستدعاءات‪ ،‬التبليغات ‪٬‬أوراق اإلصالح ‪٬‬اإلنذارات و التنبيهات المتعلق ة بفاق دي األهلي ة‬
‫والشركات و الجمعيات و كل األشخاص اآلخرين إلى ممثليهم القانونيين بصفتهم هذه‪.‬‬

‫من خالل الفص ل أعاله يتض ح لن ا أن الجه ة ال تي منحه ا المش رع ح ق تس لم االس تدعاء بخص وص‬
‫األشخاص االعتبارية الخاصة محددة في ممثلها القانوني‪ ٬‬والذي يقصد به الش خص ال ذي أعطيت ل ه ه ذه‬
‫الصفة بمقتضى عقد إنشاء الشركة أو الجمعية أو المؤسسة بمقتض ى قانونه ا األساس ي‪ ,‬غ ير أن المالح ظ‬
‫توجه محكمة النقض إلى التوسيع في تحديد نط اق الممث ل الق انوني حيث ج اء في أح د قراراته ا [‪]17‬م ا‬
‫يلي‪ " :‬و بخصوص تسلم االستدعاء فليس ضروري أن تسلم إلى الممثل القانوني نفسه وتسلم الطي شخصيا‬
‫وإنما المقصود أن يوجه إلى من ذكر ولو تسلمه موظف أو مستخدم في اإلدارة أو الشركة"‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬األشخاص االعتبارية العامة‬

‫جدير بالذكر أن االشخاص المعنوية العامة تخضع في تنظيمها لقواعد القانون العام‪,‬كالدول ة و الجماع ات‬
‫الترابية يتم تبليغ االستدعاء إلى الجلسة أو تبليغ الحكم أو أي إجراء آخر بخصوص األشخاص االعتباريين‬
‫العامين إلى من رفع الدعوى أو رفعت في شخصه أو إلى ممثله أو إلى الوكيل القضائي‪ ٬‬و إال كان التبليغ‬
‫باطال ‪.‬فلو أن شخصا أقام دعوى ضد الدولة في شخص رئيس الحكومة ووزير التعليم لتعين أن يقع التبليغ‬
‫لرئيس الحكومة باعتباره ممثل الدولة و الذي ل ه الص فة في ذل ك و ل وزير التعليم باعتب اره وزي ر القط اع‬
‫الذي وجب فيه التعويض‪ ٬‬أم ا إذا لم يبل غ الحكم مثال إلى رئيس الحكوم ة و إنم ا إلى وزي ر التعليم فإن ه ال‬
‫يعتد بهذا التبليغ اتجاه رئيس الحكومة ‪ ٬‬ويبقى من حقه أن يستأنف أو بطعن بالنقض ض د الحكم المبل غ إلى‬
‫وزير التعليم و العون القضائي‪ ٬‬وال يواجه به رئيس الحكومة‪.‬‬

‫ونلفت االنتباه إلى أنه في كل دعوى ترفع ضد الدول ة أو إدارة عمومي ة أو مكتب أو مؤسس ة عمومي ة في‬
‫قضية ال عالقة لها بالضرائب و األمالك المخزنية يتعين فيها إدخال الوكيل القضائي‪ ٬‬و إال كانت ال دعوى‬
‫غير مقبولة كما يمكن إدخالها بمقال افتتاحي مستقل شرط أن تكون القضية جاهزة للحكم فيها‪ .‬ومما ينبغي‬
‫اإلشارة أن ال دعوى ال ترف ع فق ط ض د اإلدارة المركزي ة (جه از الحكوم ة) ب ل يمكن رفعه ا ح تى ض د‬
‫الجماعات الترابية وذلك في إطار لالمركزي ة ال تي يعرفه ا التقس يم اإلداري المغ ربي باإلض افة إلى ب اقي‬
‫من ق م م‬ ‫الجهات المحددة في الفصل‪515‬‬

‫غير أن التساؤل الذي يطرح في ختام هذه الفقرة يتح دد م دى إلزامي ة ه ؤالء األش خاص اإلدالء بم ا يثبت‬
‫صفتهم؟‬

‫الحقيقة أن الواقع العملي يفرز قواعد أخرى تتمثل في عدم إلزام الشخصيات المعنوية العام ة ب اإلدالء بم ا‬
‫يفيد صفة تمثيلهم لهم‪ ٬‬ودليلنا في ذلك أن القضاء المغربي لم يلزم الصندوق الوطني للقرض الفالحي حيث‬
‫جعل الصفة مترتبة على المصلحة ومما جاء في هذا الحكم" وحيث أن الصندوق الوطني للق رض الفالحي‬
‫يعتبر مؤسسة عمومية ذات شخصية اعتبارية و استقالل مالي‪ ٬‬له الحق في االدعاء لتحص يل حقوق ه و أن‬
‫خضوعه لوصاية الدولة والمراقب ة المالي ة كغ يره من المؤسس ات العمومي ة ال يحرم ه من إقام ة ال دعوى‬
‫لتحصيل حقوقه مما تكون معه المصلحة قائمة في حقه‪ ٬‬و بالتالي يكون الدفع المشار غير مؤسس قانونيا و‬
‫بالتالي تكون الصفة بدورها قائمة‪]18[.‬‬

‫خاتمة‬

‫صفوة القول ‪,‬يتضح أن المش رع نص على مس طرة خاص ة للتبلي غ تختل ف حس بما تعل ق األم ر بش خص‬
‫طبيعي أو معنوي‪ ،‬يتعن على كل باحث في الشأن االجرائي االلمام بها تكريسا لمبدأ الحق في التقاضي‪.‬‬

You might also like