Professional Documents
Culture Documents
ملخص بنية اللغة الشعرية
ملخص بنية اللغة الشعرية
ملخص بنية اللغة الشعرية
يعرف جان كوهين بكتابه بنية اللغة الشعرية الذي أسس لنظرية نقدية جديدة .وهو الكتاب الذي ترجمه
الدكتور محمد الولي رفقة الباحث الدكتور محمد العمري الكتاب ثري وعميق بمحتواه الذي يبحث في
الشعرية ،ويغوص فيها ليكشف عن اللغة العادية واللغة الشعرية ،وعن االنزياح في الشعر كما يقدم
نماذج ال يمكن للباحث أن يتجاوزها من قبيل اللغة الشعرية التي عرفها الشعر الفرنسي وعمالقته لكي
ُنميز النّص الشعري عن النص الذي تنعدم فيه اللغة الشعرية ،أو تنعدم الصورة الشعرية ،ألن هدف
.الكتاب هو وضع معايير صارمة لتحليل قصيدة شعرية فيها الحد األدنى من الشعر والصور الشعرية
جاءت الشعرية إلى األدب بعد المنهج البنيوي فالبد لنا من الحديث عن جماليات اللغة الشعرية ونتبين
بعض األمور النظرية التي تتعلق بالشعرية كمنهج ظهر في الدراسات األدبية في العقود األخيرة ،لذا،
.فإن الحديث في هذا الفصل ،سينصب عن أبرز المفاهيم األدبية والشعرية من حيث مفهومها
فالبنية هي ذلك النظام المتسق الذي يحدد كل أجزائه بمقتضی رابطة تماسك: la structure ،البنية
تجعل من اللغة مجموعة منتظمة من الوحدات أو العالقات ،ويحدد بعضها بعض على سبيل التبادل ،فهي
"'إذن عبارة عن نظام يتكون من أجزاء ووحدات
اللغة تعتبر ظاهرة اجتماعية ترسم بعدم الثبات .ومن وظائفها أنها تحافظ على التراث الذي تملكه
الشعوب ،وتثير العواطف واألفكار وتوثق الروابط االجتماعية من خالل االتصال بين الناس
الشعرية مفهوم الشعرية نابع من الشعر وكامن فيه عبر التاريخ والشعرية عند كوهن تعني كما حدد-
الدراسة ،هذا الكتاب هو القصيدة المنظومة في اللغة الفرنسية باالعتماد على الجانب الصوتي و الداللي
القصيدة المنظومة في اللغة الفرنسية فاالعتماد على جانبها الصوتي وداللي ،وهدف الشعرية بعبارة
بسيطة ،هو البحث على أساس الموضوع الذي يستند إليه تصنيف النص في هذه الخانة أو تلك
فالموضوع هو القصيدة المنظومة في اللغة الفرنسية باالعتماد على الجانب الصوتي و الداللي
فالشعرّية عند جون كوهين علم موضوعه الشعر ،أو اللغة الشعرّية ،وليس دراسة األدب ،أو اللغة
األدبّية ،فهو يرنو إلى تأسيس علم الشعر ” وقد اقترح – كيما تكون الشعرّية علمًا – المبدأ نفسه الذي
أصبحت به اللسانيات علمًا أي تفسير اللغة باللغة نفسها هذا التضايف بين الشعرّية واللسانيات في
أطروحات كوهين ال يخلو من تضايف أخر بين الشعرّية واألسلوبّية ويبدو ذلك جلًّي ا في تعريفه للشعرّية
بوصفها :علم األسلوب الشعري أواألسلوبي ،وشعريته قريبة من الشعرية العربّية القديمة التي تقتصر
أيضًا على الشعر وحده واالنزياح يتحدد عنده من خالل مقابلة الشعر بالنثر ،فالنثر هو الشكل المألوف
العادي للغة ،وبالّنظر إليه يعُّد الشعر انزياًح ا أو ُعدوًال عن المعيار( لغة النثر) ” ،فاالنزياح عنده يعني
وجود تقليد شعري يحدده العرف العام ،ويقتضي أن يكون انحراًفا وانزياًح ا عن هذا التقليد الشعري ،لذلك
تبحث الشعرّية عنده في تمُّي ِز األساليب ،فكل شعر عنده هو انزياح ” فهو يُع ّد الشعر منزاًح ا عن النثر
بصورة مطلقة ،فالنثر –هنا -هو كل استعمال لغوي غير شعري ،ويشمل ذلك النثر األدبي ،وفي نظرته
للفرق بين الشعر والنثر يرى أن المسألة ” ليست مسألة وزن أو إيقاع ألن اإليقاع يوجد في النثر ،وبين
النثر اإليقاعي ،والوزن اإليقاعي ،ال يوجد أي فرق على اإلطالق وتبًع ا لذلك يقترح أن يكون التمييز بين
الشعر والنثر لغوًّي ا ،يكمن في نمط خاص من العالقات التي يقيمها الشعر بين الدال والمدلول من جهة،
وبين المدلوالت أنفسها من جهة أخرى
إن تركيز جون كوهين على الشعر فقط جعل شعرّيته تتسم بالتجزيئّية ،وعدم الشمولّية ألجناس األدب
كاّف ة ،أما إذا سألناه من هو الشاعر في نظره؟ ” فالّش اعر عنده ليس من فّك ر أو أحَّس ،بل من عَّبر وأبدع،
فهو ليس مبدع أفكار بل مبدع كلمات ،والعبقرّية تكمن في اختراع الكلمة ،و يعني ذلك أن الشاعر عنده
بقوله ال بتفكيره واحساسه ،إنه خالق كلمات ،وليس خالق أفكار ،وترجع عبقرّيته كّلها إلى اإلبداع
اللغوي ،وهذا ما يسميه جون كوهين بالشعرّية الخاصة بالموضوع الشعري ،إن الشاعرعنده ال يتكلم كما
يتكلم الناس ،فلغته شاّذ ة ،وهذا الشذوذ يمنحها أسلوًبا والشعرّية هي علم األسلوب الشعري ،وهو يعّد اللغة
الشعرّية ظاهرة أسلوبّية بالمعنى العام للمصطلح ،والقاعدة األساسّية التي يركز عليها هي أّن الشاعر ال
يتحّد ث كما يتحّد ث الناس ،فلغته) غيرعادية) ،وهذا الشيء غير العادي هو الذي يمنح اللغة أسلوًبا يسمى
(الشعرّية) وهو الذي يبحث خصائصه في علم األسلوب الشعري ،وهكذا يتضح لنا أن شعرّية كوهين ما
هي إال شعرّية ذات اتجاه لساني ،تعتمد على االنزياح ،وتهتم بالشعر من دون غيره من أنواع الخطاب
.األدبّية واللغوّية
والمستوى الصوتي في الشعر هذا على مقاومته ،وعن طريقة يتم أيجد ألن الشعر وضع لإلنشاد لذلك
فالقصيدة النثرية بإهماله للمقومات الصوتية اللغوية تبدو دائما كما لو كانت شعر أشير وبهده الصفة يجب
أندرسه ألن ال يوجد سوى کوالفه بل للصوت وللمعنى ومن ثم فإن الشعرية تكمن في الشعر تكمن في
نظمه مما يميزه صوت عن النثر الذي يعتمد اإليقاعية على النبر الزمن المجسد في البياض أو فراغ عند
كتابته أو طبعه ،والذي يعني بالسكوت أو الغياب الصوت لم نكون في حالة السماعية ،إن لم يكن
.مسجوعا وهي صفات ومقومات يحتويها الشعر ويتجاوزها النظم
فالنظم عنده يقتضي الميزة الصوتية والمعنى السليم أي مراعاة المستوى الداللي أو األسناد النحو المؤدي
إلى معنى الصحيح ،إذا يمكن إنشادها من حيث المعنى لها األن ليس تركيبة جملة إنما عرافيا لجملة يراه
مطابقة للمقام بين نموذج من الجمل تزودنا بها الذاكرة تنطلق من إحساسنا اللغوي الخاص لكي يخبرنا
عما هو صحيح وغير صحيح كما يميز جون کوهن بين مستويين من االنزياح عندما قال“ :ال ينبغي
الخلط بين االنزياح واالستعارة ،إذ يوجد في هذا المستوى انزياح السياق يقابل ما تمثل في القافية على
المستوي الصوتي ،والتفادي التأخير على المستوى وقد اختار له تسمية المنافرة ،التي عكس المالئمة،
وقد مثل لها بأمثلة
اعتبر كوهان االنزياح جوهرا و مبدا في الشعرية ساعيا بذلك الى تتبع بنية الشعر و تشكيالته المختلفة
عى تامستوى الداللي و التركيبي بما في ذلك االيقاع ة الصور و كل العناصر اللغوية اللغوية التي تشكل
ملمحا تمييزيا في الكالم الشعري و قدادرج كوهان تحت المستوى الداللي تالت فصول جعل عنوان كل
فصل على الترتيب االسناد التحديد الوصل مبرزا بذلك طبيعة االنزياح الناتح عن هذه الزواهر
االسناد االسناد هو احد اهم الوظائف النحوية التي يمكن ان تشغلها وحدة كالمية ضمن تركيب معين و
قد تكون هذه الوحدات اما مالئمة لوظيفتها و اما غير مالئمة لها ووفقا لكل عبارة اسنادية ينبغي لنحوية
المخصصة لكل وظيفة معجمية .فالقاعدة تقتضي صحة االسناد و توفر شرط المالئمة توفر شرط
المالئمة بين المسند و المسند تبعا لتحقيق معني الفهم ،و انتهاك الكالم لهذه القاعدة يفضي إلى بروز
.خصائص اللغة الشعرية
و لقد نظر كوهن لإلستعارة على أنها غاية الصورة .فاالنزياح التركيبي لم يحصل إال ألجل إثارة
االنزياح االستبدالي و الصورة االستعارية تبنى على االسناد العاجز وظيفيا
التحديد :إن السلطة التي يمتلكها مفهوم االنزياح عند كوهن ما دفعه الى تتبع االنزياح على مستوى
كلمات التحديد و التي تتحدد في النعت ،االشارة ،الزمن ،المكان إال أن كوهان هنا قد ركز على النعت
حيث استقصى وظيفة النعت في الشعر فحتى ينجز النعت وظيفته ينبغي أن يطبق على جزء من االسم
فقط إذن فالنعت يلعب عادة دور التحديد بطبيعته و أن كل نعت ال ينجز هذا الدور يعتبر انزياحا أو
صورة و نرى أن هذا االنزياح يظهر مع النثر و ينموا مع الشعر
تتمثل وظيفة الوصل في الربط بين االجزاء كالكلمات و الجمل وتخضع المقتضيات النحوية أي وجوب
توفر االنسجام الصرفي و الوظيفي للكلمات الموصولة وقد رصده كوهان على أنه الجملة الالحقة تعيد
كلمة من الجملة السابقة و يتم ذلك إما بشكل مباشر و إما بواسطة ضمير
ترتيب الكلمات
إذا كان تغيير نظام الترتيب خروجا عن النمط العادي الذي وضعت فيه اللغة ،فإن «التقديم و التأخير»
واالعتراض يعتبران انزياحا عن ذلك النمط .ولما كان االنزياح أحد األعمدة األساسية في اللغة الشعرية
المعاصرة ،فإن «التقديم و التأخير» واالعتراض بدورهما مكونان أساسيان لهذه اللغة ،ذلك ’’أن انتهاك
قانون اللغة المعيار -االنتهاك المنظم -هو الذي يجعل االستخدام الشعري للغة ممكنا ،وبدون هذا اإلمكان
لن يوجد الشعر» .وبخاصية االنزياح هذه ،الضرورية للشعر ،أصبح أسلوب الشعر يعرف بكونه انزياحا
ذا قيمة جمالية متميزة ،وغدا األسلوب لدى جون كوهن «كل ما ليس شائعا وال عاديا وال مطابقا للمعيار
العام المألوف .ويبقى مع ذلك أن األسلوب كما مورس في األدب ،يحمل قيمة جمالية ،إنه انزياح بالنسبة
إلى معيار» .وهكذا فإن تغيير نظام الترتيب يتحول إلى مؤشر أسلوبي في النصوص الشعرية بالنظر إلى
كونه انزياحا أوال ،وبالنظر إلى نسبة وروده ثانيا ،عمال بالمبدأ القائل بأن االنزياح وثرته يعمقان شعرية
النص ،وهو المبدأ الذي جعل جون كوهن يحكم بشعرية اتجاه أدبي بما يرد في شعره من نسب عالية في
مخالفة الترتيب من خالل النعت والصفة ،وانطالقا من اإلحصائيات المستشهد بها في الخانات
ان ترتيب الكلمات بشكل مغاير لترتيبها األصلي ،ال يعد بأي حال من األحوال ،من قبيل االستعمال
االعتباطي ،ذلك أن الشاعر يعي كل الوعي ما ترسمه كلماته وما يهدف إليه من وراء أي استعمال للغة،
إذ أن فكرة االختيار تؤكد منحاه هذا ،بل إن «التقديم و التأخير» واالعتراض اللذين يجمعهما فونتانيي
تحت تسمية القلب ،يعدان ميزة الشعر «إذ رغم استعماله من قبل الخطباء والناثرين ،فإنه يعد بالنسبة إلى
المنظرين الكالسيكيين الجدد عالمة الشعر ،تلك العالمة الضرورية له ،والتي ال يعرف الشعر إال بها
ذلك أن االحتكام بين الشعراء عند العرب ال يتم إال بشرط التقديم والتأخير
.