Professional Documents
Culture Documents
عصابات الأحياء 2
عصابات الأحياء 2
عصابات الأحياء 2
أستاذ بجامعة ُمح ّمد لمين دبّاغين – سطيف( )2كلّية الحقوق والعلوم السياسية
Faridrou@yahoo.fr
أثناء مرحلة إعداد مشروع قانون الوقاية من عصابات األحياء ومكافحتها قال السّيد وزير العدل آنذاك
السيّد بلقاسم زغماتي أنّه " رغم المجهودات الكبيرة التي توليها السلطات العمومية لمواجهة ظاهرة عصابات
األحياء إلّ أننا لم نتمكن إلى يومنا هذا من التص ّدي لها بالفعالية المرغوبة حيث أن الكثير من المواطنين
غيروا محل إقامتهم خوفا على حياتهم من هذه العصابات وأن المواجهات بين عصابات األحياء أصبحت
تشمل عدة وليات ،األمر تطلّب تخصيص إطار قانوني شامل من أجل التصدي بفعالية لعصابات األحياء،
يشمل الوقاية منها على مستوى المحلي والوطني ".
يتمثل الغرض من قانون الوقاية من عصابات األحياء ومكافحتها الصادر بموجب األمر 20-02
المؤرّخ في 02غشت ،حسب ما ورد في الما ّدة 0منه في الحفاظ على األمن والسكينة العموميين وحماية
األشخاص وممتلكاتهم ،وذلك عن طريق تكفّل الدولة بإعداد استراتيجية وطنية للوقاية من عصابات األحياء
ومكافحتها.
حيث يتأتى تحقيق هذه الحماية من خالل التزام الدولة واإلدارات والمؤسسات العمومية والجماعات
المحلية باتخاذ تدابير الوقاية التي ح ّددتها الفقرة الثانية الما ّدة 4من ذات القانون ،وضمان حماية ضحايا
العصابات طبقًا ألحكام المواد 41-44من األمر ،ومن خالل التزام السلطات القضائية باتخاذ اجراءات
المتابعة ض ّد هذه العصابات تطبيقًا لألحكام اإلجرائية والجزائية المنصوص عليها في الفصلين الرابع
والخامس من القانون ،لقمع وردع أفراد العصابات عن الستمرار في نشاطهم العصابي.
1
تأتي هذه ال ُمداخلة إلبراز خصوصية المنهج الذي اعتمده المش ّرع الجزائري في سياسة التجريم ض ّد
عصابات األحياء ومدى فعاليته في ردعها والح ّد من نشاطها اإلجرامي.
المطلب األ ّول :التعريف بعصابة األحياء
المطلب الثاني :خصوصية الركن الشرعي في جرائم عصابات األحياء
نستعرض في هذا المطلب التعريف اللغوي والقانوني لعصابة األحياء ،من أجل تمييزها عن غيرها من
المفاهيم المشابهة.
( )1أنظر ،أحمد بن ُمح ّمد بن علي الفيّومي ال ُمقري ،ال ِمصباح ال ُمنير – ُمعجم عربي عربي ،المكتبة العصرية للطباعة
والنّشر والتوزيع ،صيدا ،بيروت،ص.044
2
ب) العصابة بمعنى الجماعة:
تطلق كلمة ال ُعصبة أوالعصابة ،على الجماعة أي جماعة من الحيوان أو الطير أو النّاس ،يقال تسير
ُعصبُ الطير بانتظام ،ويُقال تك ّونت ُعصبة من األدباء .ومنها ُعصبة األمم ،المنظمة الدولية التي أنشئت عام
4202م في جينيف وحلت محلها عام 4241م منظمة األمم المتحدة التي مق ّرها في نيويورك(.)1
َٰ
وز مآ إِ َّن و ُعصبة الرجال ما بين العشرة إلى األربعين ،قال تعالى في سورة القصص { وءاتيْنهُ ِمن ْٱل ُكنُ ِ
مفاتِح ۥهُ لتنُ ٓوأُ بِ ْٱلعُصْ ب ِة أُوْ لِى ْٱلقُ َّو ِة } و قال تعالى في سورة يوسف { قالُوا لئِ ْن أكلهُ ال ِّذ ْئبُ ونحْ ُن عُصْ بةٌ إِنَّا إِ ًذا
اسرُون} .وقال تعالى في سورة النّور { إِ َّن الَّ ِذين جا ُءوا بِ ْ ِ
اإل ْف ِك عُصْ بةٌ ِّمن ُك ْمج .} ..وقال الشاعر حسان بن لخ ِ
ثابت
يو ًما بجُلق في الزمـان األ ّو ِل ّّلل درُّ ِعصابـ ٍة نادمتــــــــــــــهُا
وقال آخر
ولو كان حولي ِمن تميم ِعصابة لما كان مالي في ُك ُم ُمتقسَّـما.
هللاِ صلَّى هللاُ عليه وسلَّم
أن رسول َّ
ضي هللاُ عنه َّ وروى البخاري في صحيحه عن ُعبادة بن الصام ِ
تر ِ
ْرقُوا ،ول ت ْزنُوا ،ول ت ْقتُلُوا أن ل تُ ْش ِر ُكوا َّ
باّللِ شيئًا ،ول تس ِ صحابِ ِه :بايِعُونِي على ْ قال ،وح ْولهُ ِعصابة ِمن أ ْ
أوْ لد ُك ْم ،ول تأْتُوا ببُهْتان ت ْفترُونهُ بيْن أ ْي ِدي ُك ْم وأرْ ُجلِ ُك ْم ،ول ت ْعصُوا في معروف ،فمن وفى ِمن ُكم فأجْ ُرهُ على
هللاِ ،ومن أصاب ِمن ذلك شيئًا فعُوقِب في ال ُّد ْنيا فهو كفَّارة له ،ومن أصاب ِمن ذلك شيئًا ثُ َّم سترهُ َّ
هللاُ فهو إلى َّ
إن شاء عفا ع ْنه وإنْ شاء عاقبهُ فبايعْناهُ على ذلك. َّ
هللاِْ ،
( )1راجع :د .أحمد ُمختار عُمرُ ،معجم اللغة العربية ال ُمعاصرة–المجلّد األ ّول ،عالم الكتب للنشر والتوزيع والطباعة،
القاهرة ،ط ،0222 ،4ص .4021
( )2ملِك المعا ِجم 40 ،https://kingmaajim.com/216804 ،فبراير .0200
3
استعمل المشرّع الجزائري مصطلح " العصابة "( )Bandesمن قبل في مضمون المادّة 86من
قانون العقوبات الجزائري في الفصل ال ُمتعلّق بالجنايات والجنح ض ّد أمن الدولة ،والتي تُعاقب باإلعدام من
يرأس عصابات ُمسلحة( )Bandes Arméesأو يتولى فيها مه ّمة أو قيادة ما وذلك بقصد اإلخالل بأمن الدولة
أو نهب وتقسيم أمالك عمومية أو خصوصية أو بغرض مهاجمة أو مقاومة قوة عمومية تعمل ض ّد مرتكبي
هذه الجرائم .ويكون نشا ط العصابة بارتكاب إحدى الجنايات المنصوص عليها في الما ّدة ( 77إعتداء غرضه
القضاء على نظام الحكم أو تغييره) أو في الما ّدة (24اعتداء غرضه نشر التقتيل والتخريب المخل بأمن
الدولة) .وتُعاقِب الما ّدة 87ق ع ج أفراد العصابات الذين ل يتولون فيها أيّة قيادة أو ُمه ّمة بالسجن المؤقت
من عشر( )42سنوات إلى عشرين( )02سنة.
هذا من ناحية ال ُمصطلح ،لكن من ناحية المفهوم فعصابة األحياء تختلف عن العصابة المسلّحة من
ناحية الغرض السياسي لهذه األخيرة وطبيعة نشاطها الجرامي .كما تختلف عصابات األحياء عن مفاهيم
أخرى مشابهة لها في إجرام الجماعات وهي جمعية األشرار والجماعة الجرامية ال ُمنظمة وهو ما سيت ّم
توضيحه في هذا الفرع.
ب) الغرض:
يكون الغرض من تشكيل عصابة األحياء تحقيق هدف ُمح ّدد وهو خلق جو انعدام األمن في أوساط
األحياء السكنية أو في أي حيز مكاني آخر ،أو بغرض فرض السيطرة عليها ،حيث يجب أن تتحقق الوحدة
المعنوية بين أعضاء العصابة باتحاد نواياهم وقصدهم على تحقيق هذا الغرض.
وبهذا الهدف تتميز عصابة األحياء عن بعض أشكال اإلجرام الجماعي ،مثل الجماعة اإلرهابية
المنصوص عليها في الما ّدة ُ 27مكرّر 0من ق ع ج ،فنفس هذا الهدف الذي تسعى إليه عصابة األحياء
عصابة األحياء ،ل يُمثل هدفًا بالنسبة للجماعة الرهابية ولكن هو عمل من بين األعمال اإلرهابية التي تقوم
به ،والتي ترتكبه لغرض سياسي تستهدف به أمن الدولة والوحدة الوطنية والسالمة الترابية واستقرار
المؤسسات وسيرها العادي ،حيث تنصّ الما ّدة 27مكرّر من قانون العقوبات الجزائري على 40فئة من
األعمال اإلرهابية من بينها الفئة األولى المنصوص عليه في الفقرة الثانية من الما ّدة وهيّ :
بث الرعب في
أوساط السكان وخلق جو انعدام األمن من خالل العتداء المعنوي أو الجسدي على األشخاص أو تعريض
حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر أو المس بممتلكاتهم.
د) الوسائل:
حمل أو استعمال أسلحة بيضاء ظاهرة أو مخبأة .حيث عرّفت الفقرة الثالثة من الما ّدة 0من ذات
القانون السالح األبيض بأنّه " كل اآللت واألدوات واألجهزة القاطعة أو النافذة أو ال ّرا ّ
ضة ،وجميع األشياء
التي يمكن أن تحدث ضررًا أو جروحًا بجسم اإلنسان ،أو تشكل خطرًا على األمن العمومي كما هي محددة
في التشريع والتنظيم المتعلقين باألسلحة الساري المفعول".
5
والتشريع المعمول به هو قانون العتاد الحربي واألسلحة والذخيرة الصادر بموجب األمر 21-27
بتاريخ 04يناير ،)1(4227والذي يُصنّف بموجب الما ّدة 4منه السالح األبيض في الصنف السادس من
األسلحة التي ل تُعتبر عتادًا حربيًا ،ويبيّن المرسوم التنفيذي رقم 21-22المؤرّخ في 42مارس 4222
()2
تعريف األسلحة البيضاء في الما ّدة الرابعة منه هذا المرسوم المع ّدل كيفيات تطبيق األمر المذكور أعاله
والمت ّمم بالمرسوم التنفيذي رقم 024-24المؤرّخ في 40سبتمبر .)3( 0224
)2من حيث الهدف :يتمثل هدف عصابة األحياء في خلق جو انعدام األمن في الحي أو السيطرة عليه،
بينما هدف الجماعة الجرامية المنظمة اقتصادي يتمثل في تحقيق أكبر قدر من الربح.
)4من حيث مجال النشاط االجرامي :تنحصر العصابات في جرائم العنف والتجار بالمخ ّدرات ،بينما
الجماعة الجرامية المنظمة ترتكب كل أنواع اإلجرام التي تُحقق لها المكاسب الما ّدي سواء كانت جرائم
األموال أو الجرائم ض ّد األفراد أو ض ّد الشيء العمومي ،مثل التجار باألسلحة والمخ ّدرات والتجار بالبشر
و األعضاء البشرية وتبييض األموال وجرائم التهريب وجرائم الفساد وجرائم القتل والعنف والتخريب وجرائم
األداب...إلخ.
كما ّ
أن عالقة عصابات األحياء ببعضها البعض قائمة على الصدام والصراع والتنافس في السيطرة
والنفوذ ،بينما الجماعات الجرامية المنظمة يمكن أن تلجأ للتعاون فيما بينها.
)5من حيث التنظيم :عصابات األحياء هي اتفاق جنائي بين شخصين فأكثر لكنّها تفتقد خاصّية التنظيم
الهرمي الذي تميّز به الجماعات الجرامية المنظمة بقيامها على وجود زعيم ث ّم نوابه من القادة ث ّم الجنود،
وتتميّز بالسرّية والنضباط(.)3
) (1القانون رقم 42-24في 00ديسمبر ،0224ج ر عدد 20في 44ذو القعدة 4400هـ الموافق 01ديسمبر 0224م.
( )2صادقت عليها الجزائر بموجب المرسوم الرّئاسي رقم 00-20المؤرّخ في 20فبراير ،0220ج ر 2 ،بتاريخ 42
فبراير .0220
الخاصة للتح ّري والتحقي في الجريمة المنظمة ،أطروحة دكتوراه في القانون
ّ ( )3أنظر :د .فريد روابح ،األساليب
الجنائي والعلوم الجنائية ،جامعة الجزائر بن يوسف بن خ ّدة ،0241 ،ص .04-00
7
الجنح ض ّد األشخاص أو األموال المعاقب عليها بخمس سنوات حبسًا على األقل .وتقوم هذه الجريمة ب ُمجرّد
التصميم على القيام بالفعل».
فعصابات األحياء تختلف عن جمعية األشرار من حيث الجزانب التالية:
)1من حيث الغرض :غرض جمعية األشرار هو القيام بأعمال تحضيرية للجرائم ،حيث تنصّ الما ّدة
471من قانون العقوبات على ّ
أن جمعية األشرار تقوم بالتفاق الجنائي بالتصميم والتشاور والتخطيط ،على
اإلعداد الرتكاب جناية أو جنحة أو أكثر ض ّد األشخاص أو األمالك ُمعاقب عليها بالحبس ل ُم ّدة خمس ()0
سنوات على األقل( .)1بينما غرض عصابات األحياء هو خل الفوضى وجو انعدام األمن في األحياء السكنية
وبسط السيطرة عليها.
)2من حيث التكييف الجنائي :جرّمت الفقرة 4من الما ّدة 477المشاركة في جريمة تكوين جمعية
األشرار بوصف جناية إذا ت ّم اإلعداد لجناية ،وبوصف جنحة إذا ت ّم اإلعداد لجنحة ،وحسب الفقرة 0من نفس
الما ّدة يُعاقب فعل تنظيم جمعية األشرار أو مباشر القيادة فيها ،بوصف جناية .بينما تكييف كل جرائم
عصابات األحياء هو جنحة ما عدا صورة واحدة ،وهي عندما تؤ ّدي المشاجرة إلى وفاة شخص من خارج
العصابة.
)0من حيث نطاق الجرائم التي يشملها غرض الجماعة :غرض جمعية األشرار هو اإلعداد (بأعمال
تحضيرية) للجرائم ،وهي كل الجرائم الما ّسة باألشخاص (الضرب والجرح والقتل والتعذيب والتهديد
والعتداء على الحريات الفردية ،وعلى الشرف والعتبار..إلخ) وجرائم األموال مثل السرقات والنصب
والحتيال وتبييض األموال وجرائم الشيك وخيانة األمانة والتع ّدي على األمالك العقارية وجرائم المساس
بمنظومات العالم اآللي..إلخ) (.)2
)4من حيث الوسائل :تتميّز عصابات األحياء باستخدام األسلحة البيضاء ،بينما ل يع ّد ذلك شرطًا في
جمعية األشرار.
( )1أنظر :د .احسن بوسقيعة ،الوجيز في القانون الجزائي الخاص ،ج ،4دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،الطبعة
الرابعة عشر ،0240 ،ص422ـ.420
( )2د .احسن بوسقيعة ،المرجع السابق ،ص.424
8
يُظهر منهج المشرّع الجزائري عند تجريمه لعصابات األحياء خصوصيةً في الركن الشرعي للجرائم
المرتبطة بها ،وقد خصّص ال ُمشرّع في األمر 20-02المتعلّق بالوقاية من عصابات األحياء ومكافحتها
أحكا ًما جزائيةً وردت تحت الفصل الخامس منه تض ّمن تجريم كافّة األفعال واألنشطة التي تقوم بها هذه
العصابات ،تض ّمنتها 42ما ّدة قانونية تمثلت في المواد 04إلى .02
نتناول في فرع أ ّول األسباب التي جعلت المشرّع يعامل هذه الظاهرة الجرامية بقانون ُمستقِل عن
قانون العقوبات ،ث ّم في فرع ثان نبيّن التكييفات الجنائية لجرائم عصابات األحيا ّء.
ينصرف التجريم والعقاب عمو ًما إلى توفير حماية جنائية لمصالح أساسية للفرد والمجتمع من خطر
أن الموطن األصلي للتجريم والعقاب هو قانون العقوبات ،لكن قد يرى ال ُمشرّع ّ
أن العتداء عليها ،واألصل ّ
السياسة الجنائية لمواجهة ظاهرة إجرامية ما تقتضي التجريم والعقاب خارج نطاق قانون العقوبات وذلك
بتخصيص قوانين عقابية خاصّة تتطلّبها خصوصية وأهمية بعض المصالح الجتماعية ال ُمراد حمايتها.
النصوص العقابية الموضوعية التي تنصّ عليها قوانين مستقلة عن قانون العقوبات األساسي ،تجرم
بعض صور السلوك التي تظهر الحاجة ضرورة تجريمها بعد وضع القانون األساسي ،أو أنّها قد تصدر ألجل
التدخل السريع لحماية مصالح تتميز بطبيعة مؤقتة أو تكون قابلة للتغيير (.)1
( )1د .علي حمودة ،شرح األحكام العامة لقانون العقوبات االتحادي لدولة اإلمارات العربية المتحدة ،القسم العام ،الجزء
األول ،النظرية العامة للجريمة ،مطبوعات أكاديمية شرطة دبي ،طبعة 0222م ،ص .2
9
وينبغي على المشرّع اللتزام بمقتضيات مبدأ الشرعية الجنائية الذي يح ّدد الفلسفة العا ّمة لسياسة
التجريم والعقاب من خالل ُمراعاة الضرورة الجتماعية دون افراط أو تفريط في مقدار التجريم والعقاب.
وإذا ُو ِجد النّص الخاص طبعًا فهو ُمق ّدم في تطبيقه على النصّ العام سواء قانون العقوبات أو قانون
الجراءات الجزائية ،وليصح الرجوه إلى النصّ العام إل إذا سكت النصّ الخاص وفي حدود ما لم يُعتمد في
النّص الخاص ،أو أحال على القواعد العا ّمة صراحة (.)1
ـ ّ
إن خصوصية السياسة الجنائية في القوانين الجنائية الخا ّ
صة متأتية من معايير التجريم في هذه
القوانين ،إذ يتخذ المشرع الجزائي من خصوصية المصلحة المحمية جنائيا ً وطبيعتها المتغيرة ،ومن طبيعة
الخطر في بعض الجرائم على المصالح التي قدر المشرع حمايتها معياراً للتجريم في هذه القوانين .والتي
يمثل وجودها مثل ضرورة ل غنى عنها في الوقت الحالي نتيجة التغيرات والتطورات السريعة الحاصلة في
مختلف مجالت الحياة
فالتشريعات الجنائية الخاصّة يت ّم استحداثها ليواجه بها أنواع جديدة من اإلجرام ،مثل قانون حماية
الطفل الذي يوفر حماية جنائية خاصّة للطفل ،والقانون المتعلّق باألسلحة والذخائر وقانون الكسب غير
المشروع وقانون مكافحة غسيل األموال(.)2
وهذه النصوص العقابية الخاصّة المستقلّة عن قانون العقوبات األساسي يُس ّميها جانب من الفقه بقانون
العقوبات التكميلي فهي قوانين تتض ّمن نصوصًا جنائية ُمستقلّة تُجرّم بعض صور السلوك الجرامي التي لم
تظهر الحاجة إلى تجريمها إلّ بعد صدور قانون العقوبات ،أو تكفل نوعًا من المصالح التي تتميّز بالقابلية
للتغيرر أو طبيعتها المؤقتة بما يجعل من المالئم أن يخصص المشرّع لحمايتها قوانين مستقلّة حتى يضمن
لقانون العقوبات قدرًا من الثباتفال تُصبِح نصوصه ُعرضة للتعديل من حين آلخر (.)3
فإن هذه التشريعات الجنائية الخاصّة تُطبّق بشأنها األحكام العا ّمة الواردة في قانون
وفي جميع األحوال ّ
يرد بالقانون الخاصّ نصٌّ على خالف ذلك(.)4
العقوبات األصلي ما لم ِ
خاصةُ ،مج ّمع األطرش للكتاب المختص،ّ صة بالجرائم المنظمة بنصوص ( )1د .علي كحلون ،االجراءات الجزائية الخا ّ
تونس ،ط ،0242 ،4ص.0
( )2د .شريف سيّد كامل ،شرح قانون العقوبات – القسم العام( ،النظرية العا ّمة للجريمة والنظرية العا ّمة للجزاء
الجنائي) ،دار النهضة العربية ،ط ،4القاهرة ،0240،ص.41،47
( )3د .عُمر السعيد رضمان ،شرح قانون العقوبات – القسم العام ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،4220 ،ص41
( )4د .شريف سيّد كامل ،المرجع السابق ،ص.42
10
صة في التشريع الجزائري:
ب) نماذج القوانين العقابية الخا ّ
عالج المشرّع بعض فئات الجرائم بقوانين عقابية خاصّة نذكر منها مايلي:
)1قانون قمع الجرائم االقتصادية الصادر بموجب األمر 422-11المؤرّخ في 04يونيو 4211
ال ُمتض ّمن إنشاء المجالس الخاصة بقمع الجرائم القتصادية( )1يكافح به الجرائم القتصادية الما ّسة بالقتصاد
الوطني في.
)2قانون مكافحة اإلرهاب والتخريب ،وهو المرسوم التشريعي 20-20المؤرّخ في 02سبتمبر
)2(4220تص ّدى به المشرّع للجرائم اإلرهابية التي هي اعتداء على أمن الدولة والنظام العام.
)0القانون المتعلّ بقمع مخالفات التشريع والتنظيم الخا ّ
صين بالصرف وحركة رؤوس األموال من
وإلى الخارج ،الصادر بموجب األمر 00-21بتاريخ 2يوليو 4221المع ّدل وال ُمت ّمم باألمر20ـ 24في 42
فبراير 0220وباألمر 42ـ 20في 01غشت .0242
)4قانون الوقاية من االتجار بالمخدّرات والمؤثرات العقلية ومكافحتهما رقم 42-24المؤرّخ في 00
ديسمبر.)3(0224
)5قانون الوقاية من تبييض األموال وتمويل اإلرهاب ومكافحتهما ،رقم 20ـ 24بتاريخ 21
فيفري .0220المع ّدل وال ُمت ّمم.
)6قانون مكافحة التهريب ،الصادر بموجب األمر 21-20المؤرّخ في 00غشت .)4(0220
)7قانون الوقاية من الفساد ومكافحته رقم 24-21المؤرّخ في المؤرّخ في 02فيفري .)5(0221
)8قانون الوقاية من جرائم تكنولوجيا االعالم واالتصال ومكافحتها 22ـ 24بتاريخ 0أوت .0222
وقانون الهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات اإلعالم والتصال ومكافحتها.
)9قانون الوقاية من جرائم اختطاف األشخاص ومكافحتها :في قانون الوقاية من جرائم اختطاف
األشخاص ومكافحتها 40-02لسنة .)6(0202
صة :
أ) معيار خصوصية المصالح المحمية في القوانين الجنائية الخا ّ
)1الطبيعة المتغيّرة أو الطارئة للمصالح المحميةّ :
إن المصالح المحمية في أغلب القوانين الجنائية
الخاصّة تتسم بالتغير وهي نتيجة حتمية لتطور المجتمع ،فالتط ّور الطارئ للمصالح يؤ ّدي إلى عجز قانون
العقوبات في لحظة ُمعيّنة عن الحماية الفعّالة لتلك المصالحّ ،
ألن قانون العقوبات في الغالب يحمي مصالح
تتميّز بقدر من الثبات والستقرار ،األمر الذي يتطلّب إصدار تشريع لحق لتدارك هذا العجز والنقص في
قانون العقوبات ،مثل القوانين القتصادية وقوانين حيازة األسلحة والذخيرة ،والدعارة ومكافحة التشرّد.
وبذلك ّ
فإن فكرة تشريع قوانين جنائية خاصّة ذات نصوص مرنة قابلة للتعديل والتغيير من حين آلخر
وقادرة على مواكبة ومالحقة كل المستجدات والتطورات العصرية يعتبر فكرة سديدة.
تأتي هذه النصوص العقابية الخاصّة لكي تحمي هي األخرى مصالح ها ّمة في المجتمع ولكنّها مصالح
متطورة ومتغيرة م ّما يقتضي النصّ عليها في قوانين مستقلة عن تقنين قانون العقوبات ،حتى يتسنى تغييرها
صا خا ّ
صة بها لكي تحقق حماية أو تعديلها بما يتالئم وطبيعة المرحلة التي يمر بها المجتمع ،أو تضمينها نصو ً
أوفى لتلك المصالح ،مثل قوانين المخدرات والنقد والتهرب الجمركي والسالح والمرور (.)1
فقد تكون هذه النصوص الخاصّة إفرا ًزا طبيعيًا لتط ّور ال ُمجتمع،أو استجابةً إلمالءات المنظمات
الدولية ،أو لضغط جهة ُمعيّنة ،أو نتيجة لمواكبة النصوص الدولية ،فالتفاقيات الدولية مثالً سواء كانت ثنائية
أو جماعية أوردت ع ّدة إجراءات خاصّة إبرا ًزا لمعنى التعاون الدولي في البحث حول الظروف ال ُمحيطة
بالجريمة عمو ًما أو حول الجرائم ال ُمميّزة أو ال ُمنظمة أو عبر الوطنية أو الفساد والمخ ّدرات والمعلوماتية
والرهاب وغير ذلك من الجرائم التي تشغل بال الدول في هذا الزمن(.)2
يُعرّف قانون العقوبات التكميلي بأنه «عبارة عن النصوص العقابية التي تكمل النقص في قانون
العقوبات األصلي أو تعدل بعض قواعده» .ويعرّف كذلك قانون العقوبات التكميلي بأنه التشريعات الجنائية
التي تصدر لتكملة النقص في قانون العقوبات أو تعديل بعض أحكامه بالنظر إلى أنّها تقع اعتدا ًء على مصالح
متغيرة أو طارئة ،م ّم ا ل يجدر معه وضعها في مجموعة قانون العقوبات حتى ل يتغير أو ل يتبدل» .ومن
) (1د .علي عبد القادر القهوجي ،شرح قانون العقوبات ،القسم العام ،دراسة مقارنة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت،
0220م ،ص 02و.02
( )2د .علي كحلون ،المرجع السابق ،ص.7-1
12
هذه التشريعات قانون المخ ّدرات وقانون األسلحة والذخائر وقانون التشرد والشتباه وقانون الغش والتدليس
وقانون تهريب النقد(.)1
( )1د .سمير عالية ،شرح قانون العقوبات ،القسم العام ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع (مجد) ،بيروت،
4400ه 0220 -م ،ص .00
.
( )2د .كاظم عبدهللا الشمري ،زينة عبد الجليل عبد " ،سياسة التجريم في القوانين الجنائية الخاصة " ،مجلّة بحوث
التدريسيين بجامعة بغداد ،عدد خاص ،ج ،4مجلّد ،01آب ،0204ص.420
13
)2تعريض المصالح للخطر :هناك بعض القوانين الجنائية الخاصّة تتخذ الخطر معيارًا في التجريم
والعقاب ،فغاية السياسة الجنائية الحديثة هي حماية المصالح الجتماعية المختلفة والحفاظ على كيان المجتمع
وأمنه واستقراره ،والتي تستلزم أحيانًا مراقبة سلوك األفراد ولو لم تصل إلى درجة اإلضرار الفعلي المباشر
أن سلوك الفرد يؤ ّدى إلى تعريض هذه المصلحة للخطر ،حيث يُع ّد هذا الخطر
بالمصلحة المحمية ،بل لمجرّد ّ
ُمق ّدمة لحدوث الضرر ،وهذا النوع من التجريم يُس ّمى "التجريم الوقائي" أو "التجريم التحوطي الستباقي"
ويعتبر بمثابة حماية جنائية استباقية تقتضيها أهمية المصلحة ال ُمعرّضة للخطر(.)1
وهو ما فعله المشرّع الجزائري في األمر 20-02بأن جرّم ُمجرّد تشكيل العصابة عن طريق اإلنشاء
أو النخراط أو القيادة ،قبل ارتكاب أي نشاط إجراميّ .
ألن مجرّد وجود العصابة يشكل خطرًا على األمن
والسكينة العموميين.
ندرس الوصف القانوني للجرائم المرتبطة بعصابات األحياء من حيث التقسيم الثالثي المبنى على
درجة الخطورة(جنايات ،جنح ،مخالفات) حسب الما ّدة 02-07من قانون العقوبات الجزائري ،ث ّم التكييفات
الجنائية لمختلف األفعال ال ُمجرّمة في األمر .20-02
( )1د .كاظم عبدهللا الشمري ،زينة عبد الجليل عبد ،المرجع السابق ،ص.420
14
وبموجب الما ّدة 04من في األمر 20-02نصّ على تجريم الشروع والعقاب عليها بنفس عقوبة
الجريمة التا ّمة وذلك في كل جنح عصابات األحياء.
15
أشخاص لصالح العصابة ،كما نصّ في الما ّدة 00من نفس األمر على تجريم ومعاقبة كل من يرأس عصابة
حي أو يتولّى فيها قيادة.
ويع ُّد تجريم تشكيل العصابة من وسائل القانون الجنائي الوقائية التي تمنع الجرائم قبل وقوعها ،حيث
التحوطي السابق(.)1
ُّ يُطلق على هذا المنهج التشريعي بالتدخل
ـ نظرًا ّ
ألن كل الخطورة تكمن في هذا التكوين ال ِعصابي ،فقد جرّم المشرع الجزائري في المادتين 21
و 22من األمر 20 - 30األفعال التي تتعلق بتشكيل العصابة وهي خطوة إيجابية مه ّمة من المشرّع.
المكون لجريمة تشكيل العصابة ،والتي يمكن حصرها:
ِّ إذن تتع ّدد صور السلوك الما ّدي
) (1د .كمال فلّيح" ،مواجهة ظاهرة عصابات األحياء في القانون الجزائري" ،مجلة الباحث للدراسات األكاديمية ،المجلد()2
العدد( ،)3سنة 2021ص.422
) (2د .ناصر وقاص ،قراءة في التشريع الخاص بالوقاية من عصابات األحياء ومكافحتها في الجزائر،مجلة السياسة العالمية،
المجلد( )5العدد( ،)3سنة 2021ص.071
16
)0الحيلولة عم ًدا دون القبض على عضو من أعضاء عصابة أحياء ،أو مساعدته على اإلختفاء أو
الهروب.
)4الشتراك في شجار أو اجتماع عصابة أثناء أعمال عنف أ ّدت لوفاة أشخاص مع التشديد بظرف
الليل.
)0صناعة األسلحة البيضاء واسترادها وبيعها ونقلها وتوزيعها وعرضها للشراء.
)0الشتراك في العصابة بارتكاب أفعال مادية تحقق أغراض العصابة (.)1
(1) Art 222-14-2 code pénal français ( LOI n°2010-201 du 2 mars 2010 renforçant la lutte contre
les violences de groupes et la protection des personnes chargées d’une mission de service public–art.
))1 (V
Le fait pour une personne de participer sciemment à un groupement, même formé de façon temporaire,
en vue de la préparation, caractérisée par un ou plusieurs faits matériels, de violences volontaires contre
les personnes ou de destructions ou dégradations de biens est puni d'un an d'emprisonnement et de 15 000
€ d'amende.
Voir, Yves MAYAUD, Code pénal, annotation de jurisprudence et bibliographie, , éd DALLOZ,
n°108, Paris Cedex 2011, p582.
.
17
هـ) جرائم السلوك المحض(جرائم الخطر):
لم يكتف المشرع الجزائري بتجريم األفعال المادية المتصلة بعصابات األحياء ،و إنما طال التجريم
سلوكات وأفعالً ليست لها نتيجة إجرامية مادية:
)2تجريم التحريض :الما ّدة 01تُعاقِب بالعقوبات المقررة للفاعل ،كل من يحرّض ،بأيّة وسيلة ،على
ارتكاب الجرائم المنصوص عليها في هذا األمر.
18
خاتمة:
نخلص في هذه الدراسة حول السياسة التجريمية المعتمدة من طرف المشرّع الجزائري في مكافحة
وردع عصابات األحياء إلى أنّها سياسة تمزج بين التشديد والتخفيف من باب محاربة الجرسمة بالترهيب
والترغيب ،حيث يمكن حصر النتائج في النقاط التالية:
التوصيات:
بنا ًءا على النتائج المتوصّل إليها نقترح إدراج التوصيات التالية ضمن التوصيات العا ّمة لليوم الدراسي.
4ـ التوسيع من تكييف جرائم العصابات بوصف جناية خاصّة إذا كانت طبيعة العتداء الجسيدي من
نوع جناية.
0ـ عدم التحديد الحصري ألنواع األسلحة البيضاء ،وإضافة األسلحة النارية.
19
أ ّوالا :المعاجم:
)4د .أحمد بن ُمح ّمد بن علي الفيّومي ال ُمقري ،ال ِمصباح ال ُمنير – ُمعجم عربي عربي ،المكتبة
العصرية للطباعة والنّشر والتوزيع ،صيدا ،بيروت.
)0د .أحمد ُمختار عُمرُ ،معجم اللغة العربية ال ُمعاصرة – المجلّد األ ّول ،عالم الكتب للنشر والتوزيع
والطباعة ،القاهرة ،ط.0222 ،4
المعاجم 40 ،https://kingmaajim.com/216804 ،فبراير .0200
ِ )0ملِك
ثانياا :الكتب:
)1د .احسن بوسقيعة ،الوجيز في القانون الجزائي الخاص ،ج ،4دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع،
الطبعة الرابعة عشر.0240 ،
)2د .سمير عالية ،شرح قانون العقوبات ،القسم العام ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع
(مجد) ،بيروت 4400 ،ه .0220 -
)0د .شريف سيّد كامل ،شرح قانون العقوبات – القسم العام( ،النظرية العا ّمة للجريمة والنظرية
العا ّمة للجزاء الجنائي) ،دار النهضة العربية ،ط ،4القاهرة.0240،
)4د .علي حمودة ،شرح األحكام العامة لقانون العقوبات االتحادي لدولة اإلمارات العربية المتحدة،
القسم العام ،الجزء األول ،النظرية العامة للجريمة ،مطبوعات أكاديمية شرطة دبي ،طبعة .0222
)5د .علي عبد القادر القهوجي ،شرح قانون العقوبات ،القسم العام ،دراسة مقارنة ،منشورات الحلبي
الحقوقية ،بيروت.0220 ،
صةُ ،مج ّمع األطرش
صة بالجرائم المنظمة بنصوص خا ّ
)6د .علي كحلون ،االجراءات الجزائية الخا ّ
للكتاب المختص ،تونس ،ط.0242 ،4
)7د .عُمر السعيد رضمان ،شرح قانون العقوبات – القسم العام ،دار النهضة العربية ،القاهرة.4220 ،
)8د .محمود شريف بسيوني ،الجريمة ال ُمنظمة عبر الوطنية (ماهيتها ووسائل ُمكافحتها دولياا
وعربياا) ،دار الشروق ،القاهرة.0224 ،
20
ثالثاا :المقاالت:
)1كاظم عبدهللا الشمري ،زينة عبد الجليل عبد " ،سياسة التجريم في القوانين الجنائية الخاصة "،
مجلّة بحوث التدريسيين بجامعة بغداد ،عدد خاص ،ج ،4مجلّد ،01آب .0204
)2ناصر وقاص ،قراءة في التشريع الخاص بالوقاية من عصابات األحياء ومكافحتها في
الجزائر،مجلة السياسة العالمية ،المجلد( )5العدد( ،)3سنة .2024
)1األمر رقم 20-02لسنة 0202المتض ّمن قانون الوقاية من عصابات األحياء ومكافحتها .ج ر عدد
04في ُ 40محرّم 4440هـ الموافق 04غشت 0202م
)2األمر 21-27المؤرّخ في 04يناير 4227المتعلّق بقانون العتاد الحربي واألسلحة والذخيرة .ج ر 1
في 00يناير .4227
)0المرسوم الرّئاسي رقم 00-20المؤرّخ في 20فبراير ،0220يتض ّمن ُمصادقة الجزائر على اتفاقية
باليرمو لسنة 0222حول الجريمة المنظمة عبر الوطنية .ج ر 2 ،بتاريخ 42فبراير .0220
)4المرسوم التنفيذي رقم 21-22المؤرّخ في 42مارس 4222ج ر 47في 00مارس .4222المتعلّق
بكيفيات تطبيق األمر 21-27المع ّدل والمت ّمم.
5) Code pénal, annotation de jurisprudence et bibliographie, Yves MAYAUD, éd
DALLOZ, n°108, Paris Cedex 2011, p582/
21