Professional Documents
Culture Documents
التسويق الدولي
التسويق الدولي
التسويق الدولي
بعنوان
التسويق الدولي
العنطري ندى
الفوج02 :
سنتطرق في هذا المطلب الى مفهوم التسويق الدولي باإلضافة الى مظاهر االرتباط بينه وبين التسويق
المحلي مع تناوب أهدافه وفوائده ،دون نسيان مبادئه.
" التسويق الدولي هو مجموعة من األنشطة والجهود المتكاملة ،التي تؤدي الى تدفق وانسياب وتوجه السلع
والخدمات واألفكار التي تشجع حاجات ورغبات االفراد في األسواق األجنبية من خالل عملية التبادل التي
تحقق اهداف جميع األطراف في إطار اداري واجتماعي وفي ظل المتغيرات البيئية الكلية المحيطة".
يعرفه أيضا Charles crouبانه ":عبارة عن منهجية تهدف الى تعظيم الموارد وتحقيق أهداف المؤسسة من
خالل الفرص المتاحة في األسواق العالمية".
يرى كوتلر التسويق الدولي بأنه ":عبارة عن نشاط ديناميكي مبتكر للبحث عن المستهلك القانع في سوق
تتميز بالتفاوت والتعقيد للوصول الى المستهلك واشباع رغباته".
كما عرفه محمد صديق عفيفي ":تلك األنشطة التجارية التي توجه انسياب السلع من المؤسسة الى الزبائن
المرتقبين في أكثر من دولة".
يرى أيضا " Allain ollivierالتسويق الدولي بأنه عبارة عن مجموعة من الطرق والتقنيات التي تسمح
للمؤسسة بكسب زبائن مهمين والمحافظة عليهم وذلك من خالل التصنت المستمر لألسواق".
الفرع الثاني :مظاهر االرتباط األولية بين التسويق الدولي والمحلي
1
سمية شرفاوي ،محاضرات مقياس التسويق الدولي ،سنة ثالثة تجارة دولية وتسويق ،جامعة غرداية ،2020-2019 ،ص13-12
على ضوء ما اشير اليه ،فان هناك تشابه كبير بين التسويق الدولي والمحلي كظاهرة اقتصادية ،اال انه
هناك فرق وحيد هو انسياب السلع والتسويق الدولي في أكثر من دولة واحدة ،وبالتالي جوهر االختالف يمكن
2
في المحيط الذي تتعامل فيه معه ،ثقافته ،عاداته ،أسلوب حياته ،رقعته الجغرافية .....الخ.
وحسب الدكتور عبد السالم أبو قحف فان الفرق الوحيد بين مفهوم التسويق الدولي ومفهوم التسويق المحلي
يمكن في اختالف موقع او مكان الممارسة فقط .بغض النظر عن الدوافع واألسباب التي تدفع المؤسسة
لتسويق منتجاتها دوليا فانه يجب عليها ان تدرك تماما الفرق بين نشاط إو جراءات التسويق الدولي ،وان تضع
الخطط المناسبة لكل نوع كي تتجنب الصعوبات التي يمكن ات تواجهها في نشاطها الدولي سواء خارج او
داخل الحدود الوطنية ،فالتسويق الدولي أكثر صعوبة من التسويق المحلي لألسباب التالية:
يفرض التسويق الدولي على الشركة التحليل الدقيق للبيئة الدولية بهدف التكيف معها. -
يتطلب التسويق الدولي مهارات تسويقية كبيرة والقيام بعمليات التخطيط والرقابة. -
يحتاج الى مجازفة كبيرة من حيث االستثمار ودخول األسواق وتطوير منتجات جديدة لألسواق -
الدولية.
مواجهة عوائق كثيرة في األسواق األجنبية ،والسيما فيما يخص تحصيل الديون وطرق الدفع وتحويل -
العمالت والحماية بأشكالها المتعددة.
سيادة فكرة السيطرة ورغبة تحكم دولة في دولة أخرى واستغالل مواردها. -
الفرع الثالث :اهداف التسويق الدولي
تعد التجارة الدولية احدى الركائز األساسية في التنمية االقتصادية للدول التي تمارسها ،فهي مع غيرها
تساهم في رفع مستوى المعيشة ورفاهية مجتمعها ،وهذا ما يطلق عليه اصطالح التنمية االقتصادية .وتزداد
األهمية النسبية للدور الذي تلعبه التجارة الدولية والنشاط االقتصادية في حالة الدول النامية بصفة خاصة،
فهي -أي الدول النامية -في اشد الحاجة الى التجارة الدولية حتى تستطيع تحقيق أهدافها في التنمية ،حيث
تحتاج هذه الدول الى االستيراد السلع والمعدات الرأسمالية ومستلزمات اإلنتاج الالزمة لبرامجها التنموية ،كما
تحتاج الى تسويق وتصريف منتجات ،وال تتاح لها هذه العمليات اال عن طريق الدخول في المعامالت دولية
تجارية ،وهذا يعني ان التجارة الدولية ال تؤدي دو ار هاما للدول النامية وحسب ،بل تلعب من جهة نظر تلك
الدول الدور األساسي في التنمية ،وعلى ذلك تعتمد قدرة الدول على النمو الى حد كبير على مدى مقدرتها
2
سمية شرفاوي ،مرجع سبق ذكره ،ص 16-15
على االستيراد ،ومن هنا كان اهتمام هذه الدول بزيادة صادراتها ،والحيلولة دون تدهور معدالت تبادلها حتى
تبقى مقدرتها على االستيراد مرتفعة ،بمعنى انه كلما زادت نسبة صادرات الدول النامية كانت هذه الدول اقدر
على زيادة االستثمار وزيادة معدل النمو االقتصادي ،ومضمون هذا الحديث ان التجارة الدولية تزيد من طاقة
الدولية اإلنتاجية عن طريق اإلضافة الى رأس المال الثابت ،وهذا ما يزيد القدرة على اإلنتاج في الفترات
1
الالحقة.
وسوف نتناول ادناه الفوائد التي تعود على الدول من االستيراد والتصدير ،وذلك للتأكد على أهمية التبادل
الدولي.
فوائد االستيراد :ان طبيعة الفوائد المتوقعة الستيراد السلع االستهالكية تتضمن انخفاض السعر،
وزيادة العرض والتنويع في السلع التي يستطيع المستهلك االختيار من بينها ،كما ان االستيراد
الرأسمالي في بداية مراحل التنمية االقتصادية يساهم في نمو الدخل القومي بشكل غير مباشر ،عن
طريق تمكين االقتصاد القومي من مواجهة أعباء التنمية ،حيث يتم توفير المعدات والتجهيزات
والخبرات الالزمة لهذه التنمية .ان فائدة االستيراد األساسية في اتاحة الفرصة للحصول على بعض
السلع بكلفة أرخص من انتاجها محليا ،إو تاحة الفرصة للحصول على سلع ال تنتج بكميات كافية
محليا ،او تنتج مطلقا لعوامل مناخية او نتيجة لقلة الموارد الطبيعية ،ومثل هذا االستيراد سيؤدي
بالضرورة الى رفع مستوى المعيشة للدولة .فالدول النامية تعاني من نقص في بعض السلع الرأسمالية
يحول بينها وبين استغالل مواردها وتنمية اقتصاداتها ،وليس من سبيل للحصول على هذه السلع
الالزمة للتنمية اال عن طريق االستيراد ،ومن ثم يجب على الدول النامية ان تعرف الميزات النسبية
التي تتوفر لها من انتاج بعض السلع ،اذ ان تصديرها الى العالم الخارجي يسدد قيمة ما تحصل
عليه قيمة ما تحصل عليه من واردات.
فوائد التصدير :يعتبر التصدير أحد الطرق الرئيسية لتمويل وارادات الدولة بطريقة ال تؤثر سلبا على
ميزان دفوعاتها الخارجية ،فالتصدير ال يعمل فقط على توفير مورد مستمر لالستثمارات الرأسمالية،
بل يعمل أيضا على تنمية الصناعات المحلية ،وبالتالي قد يؤدي الى رفع القوة الشرائية للمستهلكين،
ورفع القوة الشرائية قد يتم من خالل دفع أجور عالية للعاملين في صناعات التصدير .فالتصدير قد
يكون الطريق الفعالية للتغلب على الظروف العامة للعمل والتقلبات االقتصادية في دولة ما ،ففي
1هاني حامد الضمور ،احمد محمود زامل ،التسويق الدولي ،الشركة العربية المتحدة للتسويق والتوريدات ،2013 ،ص15
حالة انهيار العمل ،وتعرضه للكساد في السوق المحلي ،فان التصدير قد يقلل من حدة هذه المشكلة،
وذلك عند فتح أسواق جديدة في دول اقل تعرضا للكساد االقتصادي فدورة التجارة trade cycleفي
بعض الدول قد تكون في اوج ازدهارها في حين انها في دول أخرى قد تكون في حالة كساد.
وتلعب الصادرات في الدول النامية دو ار كبي ار في النمو االقتصادي ،من خالل مساهمتها في نمو
الدخل القومي ،وذلك عن طريق االستغالل األمثل لإلمكانات والموارد المتاحة ،كما تؤدي الى إعادة
التوازن الى ميزان المدفوعات عن طريق الحصول على عمالت صعبة ترفد الميزان التجاري الذي
1
يشكل جزءا مهما في ميزان المدفوعات.
زيادة اإلنتاجية والفعالية :ان عملية التبادل التجاري لبعض الدول قد تؤدي الى استغالل عناصر
اإلنتاج بكفاءة وفعالية ،وهذا يعني ان عمليات االستيراد والتصدير قد يؤدي الى زيادة اإلنتاجية،
وأحيانا الى تعظيمها ،فعملية التصنيع والتجارة عملية ديناميكية متداخلة بعضها في بعض ،الن طرق
اإلنتاج تتغير باستمرار في الصناعات القديمة ،ودائما هناك أساليب جديدة في اإلنتاج تتطور وتنقل
من دولة الى أخرى ،فالتقدم التكنولوجي يخلق صناعات جديدة في الوقت نفسه ،وهذه التغيرات تنقل
حول العالم بواسطة التجارة الدولية .غير ان ازدياد اإلنتاجية وكفاءتها تعتمد على مدى استجابة
الصناعات المحلية للتحديات التي ترفضها المنافسة من الصناعات الجديدة ،ففي بعض الدول قد
تطلب الشركات المحلية للحصول على حماية لصناعاتها الناشئة من حكوماتها ،وهذه الحماية التي
تمنحها الحكومة قد يكون لها اثر سلبي في اإلنتاجية وكفاءتها ،ومن الممكن ان تكون االستجابة
إيجابية ،حينما تستطيع الشركات المحلية مواجهة تحديات هذه المنافسة بطرق تساعد على زيادة
اإلنتاجية ،وذلك عن طريق استخدام أساليب جديدة ،سواء في انتاج او التسويق وفي القدرة على
2
تحسين نوعية اإلنتاج وتخفيض تكاليفه.
التخصص الدولي :ان اهم الفوائد التي تكتسبها الدول من عملية التبادل التجاري هي تلك الناشئة
عن عملية التخصص الدولي ،فالتركيز على السلع الممكن انتاجها وتسويقها بصورة أفضل ،واستيراد
السلع المطلوبة من قبل مستهلكيها يساعد على تحقيق فاعلية وكفاءة أكثر في استخدام العناصر
1
هاني حامد الضمور ،احمد محمود زامل ،مرجع سبق ذكره ،ص16
2
هاني حامد الضمور ،احمد محمود زامل ،مرجع سبق ذكره ،ص16
اإلنتاجية ،وعلينا ان ندرك ان مدى التخصص الذي تحققه دولة ما يعتمد على درجة العوائق التجارية
1
الموجودة فالتخصص الكامل قد يحدث حينما ال توجد عوائق تجارية.
الفرع الرابع :أهمية التسويق الدولي
2
إذا ما ارادنا ان نؤشر أهمية التسويق الدولي فيمكن اجمالها بالتالي:
التصدير أحد الطرق للحصول على العملة الصعبة التي تحتاجها الدول الستيراد المنتجات التي -
تنتجها محليا ،وبالتالي فهو يعتبر كسبا قويا واضحا ،كما يؤدي الى رفع المعيشة والتنمية ،ورفع
القدرة الشرائية للمستهلكين.
يسمح ببيع فائض المؤسسة الى الخارج ،وخلق فرص للتوظيف ،فهو ضرورة حيوية خاصة. -
استفادة الدول النامية من االستثمارات األجنبية المباشرة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ،رغم ان الدول -
المستثمرة في الدول النامية ال تفعل اال مصلحتها الخاصة.
االسهام في دعم عجلة التنمية ،الن التسويق الدولي تحتاج الى مهارات ،ويخضع لعدة اعتبارات -
أخرى.
يساهم في خلق مناصب شغل من خالل التوسع في نشاط المؤسسة بغية تحقيق أكبر عائد من خالل -
رفع حجم اإلنتاج.
بناء سمعة جيدة على المستوى المحلي والدولي للمؤسسة. -
زيادة رقم اعمال المؤسسة (حجم المبيعات). -
يساعد المؤسسة من التصدي الهروب من حدة المنافسة او انخفاض الطلب من السوق المحلية. -
المساهمة في تشجيع اإلنتاج على نطاق واسع ،مما يخلق وفرات كبيرة. -
1
هاني حامد الضمور ،احمد محمود زامل ،مرجع سبق ذكره ،ص17
2
سامية بولعسل ،محاضرات مقياس التسويق الدولي ،سنة ثالثة تخصص تجارة دولية ،ص 2
سنتطرق في هذا المطلب الى التخصص وتقسيم العمل ،باإلضافة الى توازن في كل من ميزان
المدفوعات والمزيج التسويق ،مع تناول الميزة التنافسية مع القوة الشرائية في الدولة المستوردة.
حيث تخصص كل دولة في انتاج سلعة او مجموعة معينة من السلع ،وتتبادلها مع غيرها من الدول ،وترتبط
ظاهرة التخصص بين الدول المختلفة بظاهرة التجارة الدولية ارتباطا وثيقا ،فالتخصص يؤدي الى زيادة
اإلنتاج ،ومن ثم تتمكن كل دولة من انتاج السلع المتخصصة في انتاجها بكميات أكبر من حاجاتها
االستهالكية ،كما تترك انتاج السلع التي ليس لديها تخصص او تفوق في انتاجها الى الدول األخرى ذات
1
التخصص ،ويتم التبادل بين هذه الدول على أساس تخصص كل منها.
يتيح التسويق الدولي للدولة االستفادة من مزايا التصدير ،التي تتركز أساسا في الحصول على النقد األجنبي،
الذي يستفاد منه في تمويل االستيراد وسداد العجز في ميزان المدفوعات ،وعليه فان مبدأ توازن المدفوعات
2
من اهم المبادئ التي تحكم أنشطة التسويق الدولي ومساهمتها في تحقيق هذا التوازن.
يقصد به االهتمام بجميع عناصره األربعة (المنتوج ،السعر ،التوزيع ،الترويج) دون التركيز على أحدها على
حساب العناصر األخرى ،ويراعي ان توازن المزيج التسويقي من جهة نظر التسويق الدولي ال تقتصر على
3
ذلك فحسب ،بل تشمل أيضا ان يمكن المزيج التسويقي مالئما لقوى السوق الخارجية.
1فتيحة ديلمي ،مطبوعة بيداغوجية محاضرات في مقياس التسويق الدولي ،تخصص تسويق ،جامعة محمد بوضياف المسيلة ،2023-2022 ،ص12
2فتيحة ديلمي ،مرجع سبق ذكره ،ص13
3فتيحة ديلمي ،مرجع سبق ذكره13 ،
يضيف هذا المبدأ بعدا جديدا وهاما ألنشطة التسويق الدولي حيث ال تقوم الدولة بإنتاج المنتجات التي تكون
تكلفة انتاجها محليا اقل من تكلفة استيرادها فحسب ،بل االمر يمتد الى ابعد من ذلك ،حيث تختار الدولة
المنتجات التي تحقق لها ميزة تنافسية في مواجهة المنتجات التنافسية لها في األسواق الخارجية.
يرتبط التسوق الدولي بمدى القوة الشرائية للدولة المستردة ،والتي على أساس يتحدد الى أي مدى يكون دخول
السوق األجنبي ام ار مجديا في االجل الطويل ،ويقصد بالقوة الشرائية قدرة المستورد على الدفع بالعملة
المحلية ،وسعر تحويل هذه العملة المحلية بعمالت اجنبية أخرى ،ووفقا لذلك يتحدد حجم السوق ومدى جدوى
دخوله ،وتحديد أي االشكال سوف تنتجها الشركة ،هل يتم منح تراخيص لشركات وطنية ،او من االحسن
1
الدخول مع شركات أخرى في مشروعات مشتركة.
خاتمة