Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 10

‫إهداء خاص‬

‫الحمد هلل وكفى والصالة على الحبيب المصطفى وأهله ومن وفى أما بعد‪ :‬الحمد‬
‫هلل الذي وفقنا لتثمين هذه الخطوة في مسيرتنا الدراسية بمذكرتنا هذه ثمرة‬
‫والنجاح بفضله تعالى‪ ،‬الذي ال يطيب الليل إال شكره‪ ...‬وال يطيب النهار إال‬
‫بطاعته‪...‬وتجيب اللحظات إال بذكره وال تطيب اآلخرة إال بعفوه‪...‬وال تطيب الجنة‬
‫إال برؤيته‬
‫هللا عز وجل‬
‫إلى من بلغ الرسالة وأدى األمانة‪ ،‬ونصح األمة‪ ،‬إلى بني الرحمة ونور العالمين‬
‫سيدنا محمد صلى هللا عليه وسلم‬
‫إلى من ينبض القلب مع أنفاسنا‪ ،‬من تجعل لحياتنا معنى أسمى‪ ،‬وأعمق‪،‬‬
‫وأجمل‪ ...‬إلى معنى الحب والحنان‪ ،‬إلى بسمة الحياة وسر الوجود‪ ،‬إلى من كان‬
‫‪.‬دعائها سر نجاحنا وحنانها بلسم جراحنا‪ ،‬إلى أغلب الحبايب‬
‫أمنا الحبيبة‬
‫إلى من علله هللا بالهيبة الوقار‪ ،‬إلى من علمنا العطاء بدون إنتظار‪ ،‬إلى من نحمل‬
‫إسمه بكل إفتخار‪ ،‬نرجو من هللا أن يرفع قدرك‪ ،‬وستبقى كلماتك نجوم نهتدي بها‬
‫اليوم وفي الغد إلى األبد‬
‫والدنا العزيز‬
‫إلى منارة العلم والعلماء‪ ،‬والعباقرة والفقهاء جامعتنا الطيبة‪ ،‬إلى الذين حملوا‬
‫أقدس الرسائل في الحياة إلى األبد ومهدوا لنا طريق العلم والمعرفة والنجاح‬
‫أساتذتنا األفاضل إلى كل من رافقونا خالل هذه السنوات الدراسة‪ ،‬إلى من وضعوا‬
‫لنا العون والمساعدة‬
‫أصدقاؤنا األعزاء‬

‫‪1‬‬
‫كلمة شكر‬
‫إذا كان من احد يستحق الشكر واالمتنان فإننا لن نجد‬
‫افضل من استاذنا الدكتور متقي كريم الذي بالمناسبة‬
‫نهديه ثمرة جهدنا المتواضع لما قدمه لنا من مساعدات‬
‫واسداه الينا من نصائح و توجيهات اضاءت لنا الطريق‬
‫وكانت لنا بحق نبراسا ونورا‪ ،‬وكشفت عن الكثير من‬
‫الصعوبات التي اعترضتنا خالل اعداد هذا البحث آملين‬
‫‪.‬ان يكون شعلة لخدمة البحث العلمي‬
‫كما نتقدم بالشكر الجزيل الى طلبة القانون الذين‬
‫ساعدونا بتوجيهاتهم إرشاداتهم إلنجاح هذا العمل‬
‫وال يسعدنا في االخير إال ان نوجه أسمى عبارات‬
‫االحترام والتقدير لجميع االساتذة االجالء الذين لم‬
‫يبخلوا علينا بخبرتهم العلمية الذين قبلوا بتأطيرنا داخل‬
‫رحاب كلية الحقوق بفاس‬

‫‪2‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫وصلى هللا على نبيه الكريم‬

‫﴿سبحانك ال علم لنا إال ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم﴾‪.‬‬


‫البقرة‪ ،‬اآلية ‪.31‬‬

‫﴿ والبلد الطيب يخرج نباته ‪ ،‬بإذن ربه والذي خبث ال يخرج إال نكدا كذلك نصرف اآليات لقوم يشكرون ﴾ ‪.‬‬
‫‪.‬األعراف‪ ،‬اآلية ‪57‬‬

‫‪3‬‬
‫تقديم‪:‬‬
‫تعد األسرة سر ثنائية اإلنسان على األرض وسر استمراريته عليها قال تعالى في محكم كتابه " وأن ه‬
‫خلق الزوجين الذكر األنثى من نظفة إذا تمنى"‪ 1‬فال يوجد ألي كائن مجتمعي بدون أس رة‪ .‬إذ أن اإلنس ان‬
‫السوي ال يقوى على أن يعيش منفردا في استقرار وطمأنينة‪ .‬على قيام العف ة واإلخالص بين ال زوجين‪،2‬‬
‫قال تعالى "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحم ة إن في ذل ك‬
‫أليات لقوم يتفكرون "‪.3‬‬

‫له ذه الغاي ة أولت الش ريعة اإلس المية األس رة عناي ة خاص ة ‪،‬من حيث تنظيم أحك ام ال زواج و الطالق‬
‫والوصية والميراث وكل ماله عالقة باألسرة ‪،‬رعيا لما لهذه األخيرة من دور فعال في اإلصالح والبناء ‪:‬‬
‫بناء اإلنسان والمجتمع ‪،‬وهو ما أكده الدستور المغربي لسنة ‪ 2011‬إذ نص في الفقرة األولى من الفص ل‬
‫‪ 32‬منه على ما يلي ‪" :‬األسرة القائمة على عالق ة ال زواج الش رعي هي الخلي ة األساس ية للمجتم ع "‪،4‬‬
‫ومادام األوالد هم ثمرة الحياة الزوجية و غايتها وهم بهج ة ال دنيا وزينته ا فمن أج ل ذل ك ع ني اإلس الم‬
‫بشأنهم فش رع لهم من الحق وق م ا يحفظهم من االنحالل و الفس اد‪ ،‬وض من حقهم في االنتس اب إلى أب اء‬
‫معي نين ‪،‬يش كلون امت داد لهم‪ ،‬ل ذلك أولت الش ريعة اإلس المية النس ب مزي دا من العناي ة وأحاطت ه بب الغ‬
‫الرعاية و ال أدل على ذلك من جعله في طليعة الض روريات الخمس ال تي اتفقت الش رائع الس ماوية على‬
‫وجوب حفظها ورعايتها ‪،‬ومن أجل ذل ك ع ني اإلس الم عناي ة بتنظيم العالق ة بين الرج ل الم رأة ض مانا‬
‫لحماية االنساب وجعلها مبنية على أصول شرعية وحرم كل اتصال جنسي خارج إطار الشرعية ولم يبح‬
‫إال تلك القائمة على زواج شرعي بشروطه المعتبرة ومن مظاهر عناية اإلسالم بالنسب أيضا أنه بالغ في‬
‫تهديد لألبالء واألمهات حين يقدمون على إنكار نسب أوالدهم‪.5‬‬

‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "ايما رجل جحد ولده وهو ينظ ر إلي ه احتجب هللا من ه وفض حه على‬
‫رؤوس الخالئق "‪ ،6‬كما حرم اإلس الم على الم رأة أن تنس ب إلى زوجه ا من تعلم أن ه ليس من ص لبه‪،‬‬

‫‪ - 1‬سورة النجم اآليتين ‪.45-44‬‬

‫‪ - 2‬بنعيش عمر‪ ،‬تطور قواعد النسب في القانون المغربي "التصنيف واإلخراج الفني والطباعة ‪ MARKETIS SARL‬المغرب الطبعة‬
‫األولى ‪ 2013/1434‬ص‪.7‬‬
‫‪ - 3‬سورة الروم اآلية ‪.21‬‬
‫‪ - 4‬الدستور الجديد للمملكة المغربية صادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.91‬في ‪ 27‬من شعبان ‪ 29 " 1432‬يوليوز ‪2011‬‬
‫" بتنفيذ نص الدستور منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5964‬مكرر بتاريخ ‪ 30‬يوليوز ‪ ،2011‬ص ‪. 3600:‬‬
‫‪ - 5‬الدرقاوي عبد هللا ‪ :‬إثبات النسب بيت الشريعة والقانون على ضوء قانون األسرة ‪،‬مقال منشور بمجلة البحوث ‪،‬العدد الرابع ‪،‬‬
‫الستة الثالثة ‪،‬يونيو ‪ ، 2005‬ص ‪.104‬‬
‫‪ - 6‬رواه سليمان بن األشعت أبو داود السجستاني األزدي‪ ،‬سنن أبي داود‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬تحقيق محمد محيي الدين عب د الحمي د الج زء‬
‫األول كتاب ‪ 13‬الطالق باب التغليظ في االنتفاء ص ‪ 688‬حديث رقم ‪.2263‬‬
‫‪4‬‬
‫فقال‪ " :‬ايما إمرأة أدخلت على قوم من ليس منهم‪ ،‬فليست من هللا في شيء ولم ي دخلها جنت ه "‪ ،‬كم ا ق ال‬
‫عليه الصالة السالم" من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام"‪.7‬‬

‫واالثبات في اللغة يعني تأكيد حقيقة أي شيء بواسطة أي دليل‪ ،‬وفي اإلصطالح القانوني ه و تأكي د ح ق‬
‫متنازع فيه له أثر قانوني بالوسائل التي تسمح بها المشرع أمام القضاء‪.‬‬

‫والمقصود باإلثبات القضائي إقامة الدليل أمام القضاء بالطرق المح ددة قانون ا على وج ود واقع ة قانوني ة‬
‫‪8‬‬
‫ترتب أثارها‪.‬‬

‫وعرف ابن منظور النسب بما يلي ‪ " :‬يقال النسبة النسب القرابة وقي ل القراب ة مص در اإلنتس اب وجم ع‬
‫النسب أنساب وانتسب ذكر نسبه يق ال للرج ل إذا س ئل عن نس به اسنتس ب ‪ :‬أي استنس ب ح تى نعرف ك‬
‫ويقال نسبت فالنا إلى أبيه إذا رفعته في نسبه إلى جده األكبر ‪.⁵ ،‬‬

‫اصطالحا ‪ :‬فهو عزو شخص آلخر على أساس القرابة القائم ة على ص لى ال دم أي ه و م رج الم اء بين‬
‫الذكر األنثى على وجه الشرع "‪.9‬‬

‫وما تجدر اإلشارة إليه أن المشرع المغربي اهتم بدوره بموضوع النسب وأواله العناية الخاصة سواء في‬
‫مدونة األحوال الشخصية الملغاة أو في مدونة األسرة ‪ ،‬حيث خصص له في هذه األخيرة القسم األول من‬
‫الكتاب الثالث المتعلق بالوالدة ونتائجها تحت عنوان " البنوة النسب" وما يالح ظ أن الفقه اء المس لمين لم‬
‫يعطوا تعريفا موحدا لمفهوم النسب ‪،‬بل تحدثوا عن مسائله و عالجوا قضاياه ‪ ،‬وقد عرفته مدون ة األس رة‬
‫في المادة ‪ 150‬بأنه " لحمة شرعية بين األب وولده تنتقل من السلف إلى الخلف "‪.10‬‬

‫ويكتس ي موض وع النس ب أهمي ة قص وى ت برز في الج انب النظ ري في تع دد الق وانين ال تي تض منت‬
‫مقتضيات خاصة به أو مرتبطة به‪ ،‬ليس فقد في مدونة األسرة أو المواثيق الدولية‪ ،‬وإنما أيضا في ق انون‬
‫الحالة المدنية الذي أكد على إجبارية تسجيل الطفل في الحالة المدنية وذلك في المادة الثالثة التي جاء فيها‬
‫‪ " :‬يخضع لنظام الحالة المدنية جميع المغاربة ‪ ،‬كما يسري نفس النظ ام على األج انب بالنس بة لل والدات‬
‫والوفيات التي تقع فوق التراب الوطني "‪ .‬والتسجيل في الحالة المدنية كحق من حقوق الطفل ‪ ،‬لم يجعل ه‬
‫المشرع المغربي قاصرا على الطفل الشرعي المعلوم من جه ة انتس ابه ‪ ،‬ب ل م دده ح تى بالنس بة للطف ل‬
‫‪ - 7‬أخرجه محمد بن اسماعيل إبن ابراهيم بن بردز به الجحفي البخاري في صحيحه " صحيح البخاري " ‪ ،‬مكتب ة الص فا ‪ ،‬مط ابع‬
‫دار البيان الحديثة القاهرة الطبعة األولى ‪ 2003_1423‬م ‪ ،‬الجزء الثلث كتاب الف رائض ب اب ‪ :‬من ادعى إلى غ ير أبي ه ص ‪302‬‬
‫تحت رقم ‪.6766‬‬
‫‪ - 8‬إبن منظور جمال الدين‪ ،‬لسان العرب المحيط دار الجبل‪ ،‬بيروت الجزء السادس ص ‪.623‬‬
‫‪ - 9‬الرفعي عبد السالم " الولد للفراش في فقه النوازل واالجتهاد القضائي المغربي‪ ،‬مطبعة افريقيا الشرق المغرب طبعة ‪ 2006‬ص‬
‫‪.16‬‬
‫‪ - 10‬الزعيم سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫المجهول االب وين أو أح دهما ‪،‬وأك د على أن التص ريح بك ل والدة يحب أن يق ع داخ ل أج ل ثالثين يوم ا‬
‫ابتداءا من تاريخ وقوع الوالدة ‪،‬بل إن المشرع المغربي أوجد مقتضيات جنائية توجب التص ريح بازدي اد‬
‫ولد تحت طائلة العقاب الجنائي طبقا للفصل ‪ 468‬من القانون الجنائي ‪.‬هذا من جه ة ‪ ،‬ومن جه ة أخ رى‬
‫فقد حرص المشرع المغربي من خالل قانون الجنسية ‪11‬على التأكيد أن رابط ة ال دم من ط رف األب أو‬
‫األم هي أساس ثبوت الجنس ية األص لية لول د ينتس ب ألب مغ ربي أو أم مغربي ة س واء ول د في المغ رب‬
‫خارج ه ‪،‬وس ميت ه ذه الحال ة بالنس ب القتص ارها على الول د الش رعي ‪ ،‬حيث إلض فاء الجنس ية على‬
‫المنتسب ألب مغربي يجب استيفاء شرط الشرعية وفق مدونة األسرة ‪ ،‬أما من الناحية العلمية فإن النسب‬
‫له ارتباط وطيد بقضايا المجتمع على اعتبار أن قضايا النسب أصبحت تشكل أغلب الدعاوى المعروض ة‬
‫على القضاء األسري وما يث يره ذل ك من إش كاالت عملي ة لتب اين األحك ام القض ائية بخص وص القض ايا‬
‫المتش ابهة ‪ ،‬كم ا أن الموض وع يكتس ي أهمي ة مختلط ة وخاص ة المتمثل ة في تن اول الفق ه لتل ك األحك ام‬
‫القرارات واألوامر القضائية بالدراس ة التحلي ل التعلي ق ‪،‬كم ا أن ه نظ را ال هتم امي بم ادة األس رة ‪،‬كله ا‬
‫عوام ل دفعت بي إلى إختي ار موض وع البحث لعلي أتمكن من س بر أغ واره واس تجالء خفاي اه وذل ك‬
‫بالتطرق بالدراسة والتحليل والمناقشة للنسب وسائل إثباته و الكيفية التي تعامل القضاء به ا م ع ذل ك م ع‬
‫إبراز وجهات نظر الفق ه المختلط ة بخص وص أهم المس تجدات ال تي ج اءت به ا مدون ة األس رة ‪،‬ش بهة‬
‫الخطب ة (الم ادة ‪ )156‬والخ برة القض ائية كوس يلة إلثب ات النس ب ( الم ادة ‪ ) 158_153‬والعم ل ق در‬
‫المتيسر في إغناء ه ذا البحث باالجته اد القض ائي والبحث في التح ديات القانوني ة ال تي نتجت عن التق دم‬
‫العلمي وكذا التط ور الحق وقي ك بروز بعض الظ واهر اإلجتماعي ة ال تي ت ؤثر س لبا على النس ب وم دى‬
‫مواكبة المشرع المغ ربي له ذه المس تجدات على المس توى التش ريعي بالنص وص ال تي من ش أنها وقاي ة‬
‫المجتمع من اختالط االنساب‪.‬‬

‫وقد كان العرب يعرفون في جاهليتهم أنواعا من العالقات الجنسية التي تق وم بين الرج ل والم رأة‪ .‬وتبع ا‬
‫لذلك أحدثوا نظاما للنسب يساير تلك العالقات ‪ ،‬ويزكي ذلك األمر الواقع ‪ ،‬وهكذا كان نسب ماتلده المرأة‬
‫يقرر كما يلي ‪ :‬فالولد الذي تلده المرأة المتزوجة عن طريق الخطبة ينسب إلى زوجها ‪ ،‬والولد الذي تل ده‬
‫الزوجة من غير زوجها عن طريق االستبضاع ينسب إلى زوجها أيضا ‪ ،‬والول د ال ذي تل ده الم رأة ال تي‬
‫تعاشر أشخاصا معينين ( نكاح الره ط ) ينتس ب إلى الرج ل ال ذي تعين ه تل ك الم رأة من بين األش خاص‬
‫الذين كانوا يتصلون بها و الولد الذي تلده المرأة البغي ينسب إلى الرجل الذي يعينه القائف فيم ا إذا ادعى‬
‫شخصان‪ ،‬أو أكثر أنه ولدهما ‪ ،‬أو فيما إذا لم بدعه أي واح د من األش خاص ال ذين اتص لوا به ا ‪ ،‬أم ا إذا‬
‫ادعى أولئك األشخاص أنه أبوه ولم ينازعه غيره فإنه ينتسب إليه ‪،‬وال يحت اج حينئ د إلى الق ائف وأن م ا‬
‫تلده األمة ينسب إلى سيدها إن استلحقه "أي اعترف بأنه أب وه " ف إن نف اه عن ه لم ينتس ب ‪.‬ويطب ق حينئ د‬
‫‪ - 11‬ينص الفصل ‪ 6‬و(‪ 4‬مكرر) من قانون الجنسية على مايلي ‪ " :‬يعتبر مغربيا الولد المولود من أب مغربي أو أم مغربية " ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫الحكم المشار إليه في الحالة السابقة كما ك انت ع ادة التب ني ش ائعة بين الع رب ‪ ،‬و بمقتض اها يمكن ألي‬
‫شخص أن يتبنى شخصا آخر ولو كان له أب معروف ‪ ،‬حيث يجعله متبنيه ابنا له فيصبح حينئد كأنه ابن ه‬
‫الحقيقي ‪ ،‬حيث كان ينتسب إليه ‪ ،‬وتكون له كل حقوق اإلبن من الصلب‪.‬‬

‫ولما جاء اإلسالم نظم أحكام النسب تنظيميا مغايرا لهذه التقاليد المعروفة عن العرب حيث إنه لم يع ترف‬
‫‪12‬‬
‫بالبنوة الناشئة عن الزنى‪ .‬وفي ذلك يقول النبي صلى هللا عليه وسلم " الولد للفراش وللع اهر الحج ر "‬
‫ويعتبر نكاح االستبضاع ‪ ،‬ونكاح الرهط ونكاح البغايا زنى محضا ‪.13‬‬

‫كما أنه أبطل نظام التبني‪ .‬وفي ذلك يقول قوله تعالى‪ ":‬وما جعل أدعياءكم أبناءكم " ‪ 14‬ويق ول " ماك ان‬
‫محمد أبا أحد من رجالكم " ‪15‬كما أن اإلسالم أب اح للرج ل أن ي تزوج زوج ة متبن اه إذا طلقه ا أو ت وفي‬
‫عنها‪ ،‬مبطال بذلك ماكان عليه العرب من تحريم زوجة المتبنى واعتبارها كزوج ة اإلبن من الص لب وام‬
‫يلحق اإلسالم بالرج ل إال األوالد ال ذين تول دوا من ه بن اءا على عالق ة مش روعة ‪،‬لكن ه من جه ة أخ رى‬
‫حرص على أن ال يحرم األوالد من حقهم في أن يكون لهم نسب معروف ‪ ،‬واقارب يتصلون بهم يركنون‬
‫إليهم ‪ ،‬ولذلك توسع في مفهوم العالقة المشروعة التي ينتج عنها النسب حيث اعتبر ال زواج الفاس د ال تي‬
‫تختل بعض أركانه أو شروطه مثل الزواج الصحيح في ثبوت نس ب األوالد إلى ال زوج ‪،‬كم ا أن ه اعت بر‬
‫بعض العالقات الجنسية التي تقوم بين الرجل والمرأة اللذين ال تربطهما عالقة الزوجي ة كافي ة في إثب ات‬
‫ماينتج عنها من أوالد إلى ذلك الرجل مهما كانت تلك العالقة ال تشكل زنى محضا ‪.16‬‬

‫أما عن باقي التشريعات السماوية فقد انكرت بدورها قديما أي حق األبناء الم زدادين من زنى في النس ب‬
‫ألنها كانت تقوم على أساس أخالقية تنبذ الرذيلة وتقدس الزواج وتجعله اإلطار األمث ل اإلنج اب‪ ،‬لم ا في‬
‫ذلك من حفاظ على مفهوم العائلة الشرعية والخلية اإلجتماعية بأسرها‪ .‬من ذلك أن القانون الروماني كان‬
‫يلحق إبن الزنا بوالدته وال يقر له بأي حق في النسب‪ .‬إال أنه وانطالق ا من مالحظ ات بعض التش ريعات‬
‫غير اإلسالمية عدم مسؤولية ولد الزنا عن ا اقترف ه وال ده وص رورة إيالئ ه بعض العط ف والعناي ة‪ ،‬فق د‬
‫اعترفت له تلك تشريعات ببعض الحقوق تدريجيا حيث اعترف القانون الفرنسي القديم بأبناء الزنا‪ ،‬وأتاح‬
‫للطف ل المول ود خ ارج إط ار ال زواج الح ق في إثب ات بنوت ه‪ ،‬ولكن دون أن يس مح ل ه باالنتم اء العائل ة‬
‫الشرعية لوالده وذل ك حفاظ ا على وح دة تل ك العائل ة واس تقرارها ثم‪ ،‬وفي مرحل ة الحق ة حص ل بعض‬
‫التراجع‪ .‬فوقع االكتفاء بالسماح لوالدة الطفل الطبيعي التصريح بحملها ‪ ،‬ذلك في شكل قسم وق د اص طلح‬

‫‪ - 12‬أخرجه محمد بن إسماعيل إبن إبراهيم بن بردز به الجحفي البخاري في صحيحه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الجزء الثلث كتاب الحدود باب ‪:‬‬
‫الولد للفراش ص ‪. 312‬‬
‫‪ - 13‬ابن معجوز محمد‪ " ،‬أحكام األسرة في الشريعة اإلسالمية وفق مدونة األحوال الشخصية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة الثانية سنة‬
‫‪ 1994‬مطبعة النجاح الجديدة ص ‪.16-15‬‬
‫‪ - 14‬اآلية ‪ 4‬من سورة األحزاب‪.‬‬
‫‪ - 15‬اآلية ‪ 40‬من سورة األحزاب‪.‬‬
‫‪ - 16‬إبن معجوز محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪7‬‬
‫على تسمية هذا اإلجراء ‪ ، Ľ adage‬فإذا اقسمت والدة الطفل بأنها ق د حملت ب ه من ش خص معين ج از‬
‫لها أن تطالب ذلك الشخص بمدها ببعض المال الذي سمي ‪ Les Frais de gésine‬إال أنها تبقى مطالبة‬
‫بإرجاع ما تس لمته من الول د المزع وم إذا خ ابت في إثب ات النس ب ‪ ،17‬إلى أن حص ل في معظم ال دول‬
‫الغربية االعتراف بالمساواة بين اإلبن الطبيعي اإلبن الش رعي في الحق وق وفي إمكاني ة إثب ات نس به من‬
‫ابيه البيولوجي بعد العديد من التعديالت القانونية المتدرجة في الزمن وفق ماسنقف عليه في هذه الرس الة‬
‫الحقا‪.‬‬

‫أما في المجتمعات اإلسالمية فإن ابتعاد الناس عن الروح السمحة للشريعة اإلس المية جع ل النس ب ينقلب‬
‫من نعمة إلى نقمة ولمصدر الكثير من اإلشكاليات والنزاع ات ال تي غالب ا م ا تث ار بع د انفص ال العالق ة‬
‫الزوجية بل وحتى قبل نشوئها ‪،‬لذلك الغرابة اليوم أن نجد ه ذا الموض وع اض حى يش كل هاجس ا ل دى‬
‫التشريعات الحديثة التي حاولت استيعاب مجموعة من التح والت ال تي ط رأت على العالق ات األس رية ‪،‬‬
‫من استفحال ظاهرة التفكك األسري ‪ ،‬تراجع درو القيام في ظبظ العالق ات اإلجتماعي ة ‪ ،‬وتنتهي األفك ار‬
‫التحررية ‪ .‬وهي عوامل أدت إلى وجود واق ع يتجلى في األع داد المتزاي دة من األطف ال غ ير الش رعيين‬
‫واألمهات العازبات وهي ظاهرة التي حاول المشرع المغربي أن يبحث له ا عن حل ول من خالل الم ادة‬
‫‪ 156‬من مدونة األسرة ‪18‬واعتماد وسائل حديثة في إثبات النسب كالخبرة الطبية ‪.‬‬

‫إشكالية الموضوع‪:‬‬

‫تتجلى إشكالية البحث فيما يلي‪:‬‬

‫ما مدى فعالية هذه الوسائل في ثبوت النسب؟‬ ‫‪‬‬


‫كيف يتعامل القضاء بصفة عامة مع مستجدات أحكام النسب في مدونة األسرة؟‬ ‫‪‬‬
‫وماذا عن اإلشكاليات التي يفرزها التطبيق في قضايا النسب؟‬ ‫‪‬‬

‫منهجية البحث‪:‬‬

‫إن موضوع دراسة إشكالية إثبات النس‪SS‬ب في مدون‪SS‬ة األس‪SS‬رة يقتض‪SS‬ي اعتم‪SS‬اد منهجي‪SS‬ة‬
‫معينة لمعالجة هذا الموض‪SS‬وع‪ ،‬ومن هن‪SS‬ا ع‪SS‬الجت ه‪SS‬ذا الموض‪SS‬وع وف‪SS‬ق منهج تحليلي‪ ،‬من‬
‫خالل تحليل مجموعة من النصوص المتعلقة بالنسب المضمنة في مدونة األسرة‪.‬‬
‫‪ - 17‬سكمة أنيس‪ ،‬رسالة التخرج من المجلس األعلى للقضاء تحت عنوان ‪ :‬إثبات النسب بين أ ش و القانون عدد ‪ 75‬لسنة‬
‫‪. 1998‬منشور بموقع ‪ http://lejuriste.montadalhilal.com/t4059-topic‬تاريخ الزيارة ‪ 2015/05/13‬الساعة ‪00.50‬‬
‫د‪.‬‬
‫‪ - 18‬سعدون أنس مرجع سابق ص ‪.50‬‬
‫‪8‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬

‫بحث هذا الموضوع من خالل الخطة التالية‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬الوسائل الشرعية التقليدية إلثبات النسب‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫المبحث األول‪ :‬الفراش‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اإلقرار‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬البينة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفصل الثاني الخبرة الطبية كوسيلة علمية حديثة إلثبات النسب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الخبرة في الفقه اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دور الخبرة الطبية في إثبات النسب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬موقف القانون المقارن القانون المغربي في الخبرة الطبية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪9‬‬
10

You might also like