Professional Documents
Culture Documents
مصطلحات ونظام القرابة بالمجتمع القبائلي مقاربة أنتروبولوجيّة Terminology and Kinship System in Kabyle Society an Anthropological Approach
مصطلحات ونظام القرابة بالمجتمع القبائلي مقاربة أنتروبولوجيّة Terminology and Kinship System in Kabyle Society an Anthropological Approach
الملخص
يدرس هذا المقال موضوع مصطلحات ونظام القرابة بالمجتمع القبائلي من زاوية نظر الدراسات
أ ّ نتروبولوجية .وقد ُد َ
ّ أ
النظرية لمصطلحات وانظمة القرابة ،بالمجتمع رست فيه المفاهيم ال
التقليدي .و ّتم البحث في عالقة مصطلحات القرابة بالتنظيم الثقافي والجتماعيّ .
وتم ّ ّ
القبائلي
ّ ّ ّ أ
استنتاج ان مصطلحات القرابة بالمجتمع القبائلي متنوعة ومتعددة ،وهي ذات عالقة وطيدة
أ ّأ
خط احادي ابوي من حيث بالواقع الطبيعي البيولوجي وبنظام المصاهرة والزواج .والقرابة ذات
نظام الزواج والنسب واإلقامة والمتالك والميراث ،والنتماء للعرق والقبيلة والمكان.
أ
الكلمات المفاتيح :القرابة ،منطقة القبائل ،النتروبولوجيا ،الزواج ،النتساب ،اإلقامة
ّ
المؤلف المرسل
This article studies the subject of terminology and the system of kinship in
Kabyle society from the point of view of anthropological studies. In it, I
studied the theoretical concepts of kinship terms and systems in the traditional
Kabyle society. The relationship of kinship terms to cultural and social
organization was investigated. It was concluded that the terms of kinship in
Kabyle society are diverse and numerous, and are closely related to the natural
biological reality and the system of intermarriage and marriage. Kinship is
mono-patriarchal in terms of marriage, lineage, residence, property,
inheritance, and affiliation to race, tribe, and place.
Keywords: Kinship, Kabylia, Anthropology, Marriage, Affiliation,
Residence
1ـ مقدمة
أ ّ ّ
يدل مصطلح القرابة –في العربية -على القرب ،عكس البعد ،سواء ارتبط ذلك بالشخاص
أ أ أ أ أ أ
"القارب" او الماكن او الزمنة .ويستخدم في مجال الحقل العلمي النتروبولوجي للدللة على
ساسية .ويعد موضوع القرابة من منظور عالقات وتحالفات الزواج والمصاهرة بدرجة أا ّ
أ ساسيا ّ أالنتروبولوجيا موضوعا أا ّ
ومتميزا ،من بداية نشاة هذا العلم إلى يومنا هذا ،فقد تناولته
ّ
والبنيوية والوظيفية والرمزية...الخ. النظريات أالنتروبولوجية ّ
التطو ّرية،
أ
واهم موضوع في مجال "القرابة" ،هو ذلك الذي يعمل على رصد ووصف ودراسة
أ أ أ مصطلحاتها ،هذا الذي ّ
يجر إلى تصنيفها ّثم دراسة انظمتها وانساقها بمختلف اشكالها .نجد في
ّ أ ّ المجتمع القبائلي مصطلحات ّعدة ّ
الدم ،واخرى ذات البيولوجية بمعنى قرابة تدل على القرابة
ورمزية روحية .وتطرح مصطلحات القرابة مكانية ّ دللة على قرابة الزواج والمصاهرة ،أواخرى ّ
حد ذاتها"اللغوية" قضايا ذات صلة أبانواع القرابة ودرجاتها ،أوانظمتها الجتماعية ،والقرابة في ّ ّ
أ
مرتبطة بطبيعة انظمة الزواج والنتساب واإلقامة .جعلتنا هذه المالحظة اإلثنوغر ّافية
والنظرية ،نبحث في موضوع" :مصطلحات ونظام القرابة بالمجتمع القبائلي -مقاربة
أ ّ
نتروبولوجية" .وموضوع مصطلحات القرابة وانظمتها ،من المواضيع القديمة والجديدة في ا
ّ آ أ
حد الن ،وهنا ذات الوقت ،ل ّنه موضوع اختالف ونقاش منذ نهاية القرن التاسع عشر إلى
ّ
والعملية. جديته أوا ّ
هميته العلمية تكمن ّ
أ يطرح هذا الموضوع تساؤلت أا ّ
ساسية منها :ما مفهوم القرابة ،وما هي مصطلحاتها وانواعها
أ أ
وانظمتها؟ وما عالقة نظام القرابة بنظام الزواج والنتساب واإلقامة في الحقل النتروبولوجي
حل للتساؤلت السابقة سنعتمد على الواقع اإلثنوغرافي العام وبالمجتمع القبائلي؟ وإليجاد ّ
ّ أ
نتروبولوجية ،التي درست موضوع مصطلحات بمنطقة القبائل ،وعلى المناهج والنظريات ال
أ أ
القرابة وانواعها وانظمتها ،ووظائ فها.
التالية" :تيزي وزو" و"بجاية" و"بويرة" يضمان الوليات ّ والمالحظ أا ّن التقسيمين السابقين ّ
و"بومرداس" .وهي الوليات التي اعتمدنا عليها في غرف المادة اإلثنوغر ّافية لهذه الورقة ّ
البحثية.
2ـ 3ـ مفهوم النتروبولوجيا (ا إلناسة)
ّ ّ أ أ
مختص بدراسة اإلنسان والشعوب ،تعددت مصطلحاته ومفاهيمه النتروبولوجيا او اإلناسة علم
تمثل المرحلة الثالثة من الدراسة .فالمرحلة الولى، تطوره .واإلناسة ّ تعدد اتجاهاته ومراحل ّ مع ّ
أ
ُيطلق عليها "الناسوت" (اإلثنوغرافيا) « ،فالناسوت يتجاوب مع المراحل الولى من البحث:
ّ أ
المعاينة والوصف والعمل الميداني .والدروسة التي تدور حول مجموعة محصورة ّالنطاق بما
ّ أ
الشخصية يك في لجعل الباحث قادرا على تجميع القسم العظم من معلوماته بناء على خبرته
"النياسة" الثانيةُ ،يطلق عليها ّ الناسوتية بالذات )8(».والمرحلة ّ ّ تشكل نمط الدراسة وإنما ّّ
بعملية الجمع (اإلثنولوجيا) ،وهي ل أتتا ّسس فقط على المعرفة المباشرة بل يقوم فيها الباحث ّ
متعلقة بالجماعات افي ،إذا كان يهدف الجمع بين معارف ّ والتوليف وفقا ّ
لالتجاه الجغر ّ
ّ أ أ أ
معينين او ّعدة التاريخي إذا كان قاصدا ك تابة التاريخ بالنسبة لقوام ّ المتجاورة ،او وفقا لالتجاه
ّ أ أ أ
ثانية واخيرة من اقوام )9(...والمرحلة يطلق عليها "اإلناسة" (النثروبولوجيا) ،وهي مرحلة
توصلت إليها الناسوت واإلناسة .تهدف إلى اإلحاطة الجمع والتوليف .تستند إلى النتائج ّالتي ّ
بكل ّاتساعه الجغرافي والتاريخيّ .
تتطلع إجمالية ،تشتمل على موضوعها ّ بمعرفة اإلنسان معرفة ّ
()10 ّ أ أ أ أ إلى معرفة قابلة التطبيق على ّ
اإلنسانية إلى احدثها. التطور البشري باسره ،من اقدم العراق
والثالثة ّّ أ أ
فالمراحل الثالث يصعب الفصل بينها ل ّن ّ
بالثانية. الثانية مرتبطة قطعا بالولى،
أ وسنسعى في هذا البحث المتواضع أان ّ
نركز على المرحلة الولى "الناسوت"/اإلثنوغر ّافية ،في
دراسة نظام القرابة وما يتصل به من مصطلحات ونظام زواج وإقامة ونسب .وسندرس هذه
أ أ
النظمة في عالقتها بنظام واقع الخبرة للمجتمع القبائلي .وننتقل من حين لخر للمرحلة الثانية
ّ أ ّ أ
نتروبولوجية ،اي على اإلثنولوجية وال والثالثة من البحث لدراسة الظاهرة على سبيل المقاربة
أ أ
سبيل المقارنة بين مصطلحات وانظمة القرابة في ثقافات اخرى .
أ
ثمن محدود ببعض القرى وغير محدود ببعضها الخر .ويبقى في هذه الحالة مرتبطا بما يشترطه
أ أ أالب في ابنته .ول يكون ّ
حق العمامة للمراة بل لمن يمتلكها من الذكور كالب ّ ج.
الزو ()14
ّ ّ
البشرية ،الزواج ّ أ
المفضل. المحرم والزواج نجد من بين انظمة الزواج في المجتمعات
ضيق ويرتبط التحريم -وبصفة أاخص تحريم الزنا بالمحارم -بمفهوم الجماعة ،فقد يكون ّ
النطاق ،كما قد يكون واسعه .و«تعمل قواعد تحريم الزنا بالمحارم ،كوسيلة للحفاظ على
أ أ أ أ أ أ
الجماعة السرية...ولها وظيفة اخرى ابعد اثرا من ذلك ،ال وهي خلق روابط بين السر المختلفة
التاليف بينها في كيان كلي متعاون أاكبر ّ أ
...وتعد قواعد تحريم الزنا بالمحارم إحدى ومن ثم
()15
الوسائل التي تستهدف تحقيق هذه الغاية».
أ ّ
والمحرم بين الشخاص المرتبطين بدرجة قر ّابية تمنع وخارج نطاق الزواج الممنوع
المفضل كبديل .ومن أانواعه :الزواج الداخلي ،Endogamieالذي يتمّ اقترانهما ،أياتي الزواج ّ
أ
بين رجل وامراة داخل الجماعة المنتميين إليها ،وزواج الخارجي ،Exogamieالذي يكون من
أ ّ
المنتميين إليها ،والزواج الحادي ،Monogamieوهو النموذج المثالي لدى خارج الجماعة
ّ أ أ
الك ثير من الشعوب ،فالطفال فيه نتاج ابوين اثنين فقط ،والزواج التعددي ،Polygamie
أ
الذي يتجاوز فيه عدد الزواج -رجال ونساء -الواحد ،والزواج المتعاقب ،Polygynieحيث
ّ ّ أ يتزوج فيه الرجل ّعدة نساء دون الجمع ّ ّ
الخاص تعدد الزواج ،Polyandrie بينهن ،وهناك
أ ّ أ بزواج ام أراة واحدة من ّعدة رجال ،وهناك ما ّ
بتعدد الزواج الشقاء fraternelle يسمى
أ أ أ
.Polyandrieوتوجد انواع اخرى من الزواج ومنها :زواج اعلى ،L’Hypergamieوهو زواج
خاص بالزواج من زوج ذي من زوج ذي مرتبة اجتماعية أاعلى ،وزواج أادنى ّ ،L’Hypogamie
الميت ،وزواج اجتماعية أادنى ،وزواج السلفة ،Léviratوهو زواج أالخ من زوجة أاخيه ّ ّ مرتبة
أ ّ أ أ أ أال ّ
خية ،Sororatوهو زواج الرمل من اخت زوجته المتوفاة ،وهناك زواج الخية ،من الخت
خية الممدود ،Sororat étenduوالزواج من الصغرى ،Sororat de la cadetteوزواج أال ّ
()16 أ أ أ أ
الخت العاقر حيث يصير ابناء اختها ابناءها هي.
بشدة -مثلما نجدهما في الشريعة مطبقين ّ نجد بمنطقة القبائل تحريم الزنا وزواج المحارم ّ
حادي والداخلي .فمن النادر اللتجاء إلى الزواج المفضل هو الزواج أال ّ ّ اإلسالمية -والزواج
ّ ّ ّ أ ّ ّ ّ
التعددي ،وذلك في ظروف خاصة جدا ،كما ان الزواج الخارجي بالمناطق الجبلية العليا
"الداخلي" الزواج من القريةّ داخلي للغاية ،ول يعني مصطلح لجرجرة ،غير معمول به ،فالزواج ّ
أ ّ
والممتدة ،التي هي جزء من القرية التي ينحدر افرادها فحسب ،بل من داخل العائلة الكبيرة
جد مشترك ومن أالصل واحد .ويمنع الزواج بين أالصول الثالثة المتباينة ،بمعنى ل ّ
يتزوج من ّ
أ أ أ
المرابطون "السياد" من نساء القبائل "الحرار" ،ويستحيل اقتران المرابطين والحرار بالعبيد
أ ّ "الخدم" .وهكذا نلتمس صالبة القوانين ّ
"التقليدية" ،فهي ل تاخذ العرفية بقرى القبائل العليا
أ أ اإلسالمية إل ما يتماشى وبنية قوانينها ّ
ّ
العرفية .ويمكن ان نلتقي احيانا بالزواج من القوانين
ّ أ أ ّ
المتكرر في حالة الوفاة او الطالق ،وكذا زواج السلفة والخية .في حديثها عن طبيعة المجتمع
عامة من ثالث يتكون المجتمع القبائلي بصفة ّ القبائلي والزواج تقول "تسعديت ياسين" ّ «:
طبقات ّ
مدرجة :جماعة كبيرة من الالئكيين المقيمين والتي تمارس غالبا زواجا داخليا ...بالنسبة
للزواج مثال يميل الفالحون الصغار إلى تزويج بناتهم لفالحين متوسطي الدخل وزواجهم هم
أ أ
من الذين في مستوى طبقتهم او من طبقة ا ّقل مستوى منهم )17(».فيمكننا الحديث هنا عن
أ أ
الزواج العلى والزواج الدنى.
أ العم مع زيادة ذكر اسم ّ عن أالب البيولوجي .كما يقوله ابن أالخ وابنة أالخ عن ّ
العم ،مثل ابي
أ أ محمد .ويقوله أايضا الحفيد والحفيدة ّ العم ّ ّ
للجد من الب ومن ال ّم مع محمد ،إذا كان اسم ّ
للرب مع زيادة جدي .كما يقال ّ علي" ومعناه ّ الجد ،مثل َ"ب َابا َا ْعلي" أاي أ"ا ّبي ّ زيادة ذكر اسم ّ
أ أ أ أ أ
كلمة ّربي َ"ب َابا ِّّربي" ،اي "ابي َربي" .ويطلق ايضا على الولياء الصالحين احيانا ،وهو تعويض
أ أ
لمصطلح "سيدي" مثل "بابا الحاج" ،اي "ابي الحاج"...الخ.
أ أ أ
البيولوجية .كما يقوله الحفيد والحفيدة ّ ومصطلح َ"ي َّما" ،اي ا ّمي ،يقوله البن والبنت عن ال ّم
"جدتي فاطمة". الجدة ،مثل َ"ي َّما فاظمة" ،أاي ّ وال ّم ،مع زيادة ذكر اسم ّ أ أ
الجدة من الب عن ّ
"يما خديجة"" ،يما الوليات الصالحات ،مثل "يما قورايا"ّ ، ويطلق أايضا على بعض ّ
أ أ أ أ أ
ثيمزريث"...الخ ،اي "ا ّمي قورايا" ،و"ا ّمي خديجة" ،و"ا ّمي ثيمزريت"...الخ .ومصطلح الم
"للة" ،بمعنى ّ ّ الوليات الصالحات ّ الذي يطلق على ّ
السيدة". يعوضه مصطلح
أ َ أ َ ْ َو أ َ َّ ْ أ أ
وهناك مصطلح "ثار ا" او "اراو" ،اي البناء (ومعناه الحرفي المنجبون اي الذين انجبناهم)،
أ أ أ
يقوله البوان عن البناء ذكورا وإناثا .ويستخدم الزوج هذا المصطلح ايضا للحديث عن زوجته
أ أ أ أ
للغير .كما نجد مصطلح َ"ا ّ ِّمي" او َ"م ّ ِّمي" ،اي "ابني" ،يقوله الب وال ّم عن البن/الذكر ،وقد
أ ّ ّ أ
والجدة ايضا عن الحفيد ،يقال هذا مباشرة لالبن او عند الحديث عنه للغير .ويوجد يقوله الجد
ّ ّ أ أ ّ أ أ َّ أ
مصطلح "ي ِّلي" ،اي "ابنتي" ،يقوله الب والم عن البنت/النثى .وقد يقوله الجد والجدة ايضا
أ أ ْ أ
عن الحفيدة .يقال هذا مباشرة لالبنة او في الحديث للغير عنها .ومصطلح َ"اﭬ َمى" ،اي "اخي"،
أ أ أ أ أ أ أ
يقوله الخ والخت عند الحديث عن الخ من الب وال ّم نفسيهما .ويقال لالخ مباشرة او للغير
أ أ أ ْ
عندما يكون الحديث عنه .كما نجد مصطلح َ"و ْت َما" او َ"ول ْت َما" ،اي "اختي" ،مصطلح يقوله
أ أ أ أ أ أ
الخ والخت عن الخت عند الحديث عن اختهما التي هي من الب وال ّم نفسيهما ،ويقال
أ أ
لالخت مباشرة او للغير عندما يكون الحديث عنها.
الجدي. "جدي" ،يستخدمه الحفيد والحفيدة في حديثهم للغير عن ّ "ج ّدي" ،أاي ّ ومصطلح َ
ِّ
الجدة،"جدتي" ،يستخدمه الحفيد والحفيدة في حديثهم للغير عن ّ ومصطلح "ج َّيدة" ،أاي ّ
أ ّ ِّ
ْ
وهناك من يستخدم المصطلح للدللة عن القابلة التي ولدت الطفل ،وهناك مصطلحات اخرى
َ أ أ أ أ يستخدمها أالحفاد عن ّ
و"م َّاما" اي "امي" بالتقريب، الجدة ،مثل َ"ي ّما َع ُّزو" اي "ا ّمي العزيزة"،
ّ أ أ
للجدة او في الحديث عنها للغير. و"س ِّّتي" ،وهذه الخيرة تقال مباشرة َ
تعدد الزوجات. "الضرة" تطلقه الزوجة على زوجة زوجها أالخرى ،في حالة ّ ّ أ َ
و"ث ْك َنا" ،اي
أ أ أْ ْ أ
يب" ،اي "الربيب" او "ابن الزوج" تطلقه الزوجة على ابن زوجها من زوجة اخرى. و"ارب
َّ أ أ َ ْ ِّ ْ ْ أ
و"ثر ِّبيبث" ،اي "الربيبة" او "ابنة الزوج" تطلقه الزوجة على ابنة زوجها من زوجة اخرى" .يا"،
أ أ أ أ أ
اي "زوجة" يقال عن زوجة الخ والبُ ،فيقال عن زوجة الخ " َّيا َن ْاق ّما" وعن زوجة الب َّ"يا
أ أ أ أ
َا ْن َب َابا" ،فهما مصطلحان يقولهما اخوة واخوات الزوج عن زوجة اخيهم ،كما يقولهما ابناء
أ أ أ أ أ أ
وبنات الزوج عن زوجة ابيهم .و"ا ّي ْاو" ،اي "زوج اخت الزوجة" ،او اقاربه من الرجال ،يطلقه
أ أ الزوج أواهله على زوج أاخت زوجته أواهله من الرجالَ .
و"ث َّي ْاو ْث" ،اي "اخت زوج الزوجة"
أ أ
وقريباته ،يطلقه الزوج واهله على اخت الزوجة وقريباتها.
ابي هو «مجموعة من القواعد التي ابي ،والنظام القر ّ يرتبط نظام النتساب بطبيعة النظام القر ّ
أ ّ ّ
الجنسية ،وإقامة الفراد والجماعات ووضعهم، تحدد النسب ،واإلرث ،والزواج والعالقات
أ الزواجية .غير أا ّن الختصاصيين ّ
يشددون على ا ّن ّ الرحيمية والتحالفات ّ حسب روابط الصالت
مجتمعية ،إذ أانّ ّ (البيولوجية) ،بل هي تعني عالقة ّ رابطة ّالدم ل تعني مجرد العالقة الحياوية
ّ ّ
أ تضم أاشخاصا جرى ّ الجماعة القر ّابية الواحدة قد ّ
تبنيهم من قبل الجماعة ،كما ان الولد قد
()18 أ
يكون له اب ليس هو والده».
أ أ أ
ولكي نعرف طبيعة نظام السرة والزواج يجب ان نعرف ا ّول طبيعة نظام النتساب .هذه التي
أ
ّتتضح من معرفة طبيعة الجماعات َّالنسبية التي ينحدر منها الفراد المنتسبون إليها عبر جيل
وإما عبر النساء. من أالجيال السالفة« .ويتعاقب النسب عادة في طرف واحدّ ،إما عبر الرجال ّ
أ أ أ أ
فيكون والحالة هذه نسبا من طرف واحد ،اي ا ّنه من طرف الب في الحالة الولى ومن طرف
تشكل تضم جميع أافراد الساللة الواحدة منذ أالب أال ّول ّ أال ّم في الحالة الثانية .والمجموعة التي ّ
المتزوجة تظل ّ
منتمية "البطن أالبي" أاو "البطن أال ّمي" .ففي حالة البطن أال ّبي نجد أا ّن الم أراة ّ
أ أ أ أ
على الدوام إلى بطنها الصلي ،لكن اولدها ينتمون إلى بطن زوجها .في حين ا ّن هؤلء الولد
أ أ
يظلون ،في البطن ال ّمي ،ابناء لبطنها هي ويظلون تحت رعاية خالهم (سواء كان هذا الخال
ّ أ ّ أ ّ ()19 أ أ أ أ
اخ ال ّم او اخ الجدة ام الم)».
وال ّمي معاُ .وت ّ أ أ أ
سمى هذه ونادرا ما نجد لدى بعض المجتمعات ،ارتباط الولد بالبطن البي
أ أ
النظمة القر ّابية «"ثنائية الطرف" او "ذات النسب المزدوج" ،إذ يكون الفرد الواحد على صلة
أ أ أ أ
تضامنية وثيقة مع بطن ابيه ومع بطن ا ّمه ،في حين ا ّن تضامنه ،في السساتيم الحادية
الطرف ،ل يكون ّإل تضامنا ثانويا مع البطن الذي ل ينتسب إليه .ففي السستام الثنائي الطرف
أ أ
يكون الوالدان ،إذن ،هما وولدهما ابناء لجماعة واحدة ،لكن انسباء هذا الولد المتوازين
()20
يظلون خارج هذه الجماعة».
خطا بدل من الخطّ خط القرابة معيارا لتحديد انتماء الفرد للجماعة .ويتبع النتساب ّ ُوي ّت َخذ ّ
أ مومية ل تعني بالضرورة أا ّن النساء ّ آالخر « .فالعشائر أال ّ
هن الالئي يحكمن ،كما ا ّن العشائر
أ أ أ أ أ
البوية ل يعني ا ّن النساء يعتبرن اماء او منقولت .فسيطرة ال ّم (الحكم المطلق للنساء)...
أ أ
متطرفة نادرة ّكل الندرة .والواقع القائم في لالب )...حالت ّ وسيطرة الب (الحكم المطلق
أ أ أ أ
معظم المجتمعات (سواء كانت ا ّمية او غير ذلك) ا ّن الفروق بين مكانة الرجل والمراة طفيفة
ّ ()21
نسبيا».
لالب أاو لكليهما ،عند الك ثير من أالنتروبولوجيين ،بمرتبة كلّ أّ أ أ
وترتبط فكرة النتساب لالم او
ّ أ أ
من هما في المجتمع بما يمارسه من انشطة اقتصادية وبما ينتجه من مواد اساسية تحفظ بقاء
أ أ
لال ّم ّ أ أ
تمثل نواة السرة وهي واستمرار الجماعة« .فنجد عند اليروكوا ا ّن المراة في بدنة النتساب
ساسية ،كالذرة ،والفول ،والقرع .وتحتل تلك الغذائية أال ّ ّ المسئولة وحدها عن إنتاج المواد
ّ أ ّ
الغذائية ،وبالتالي عمليات إنتاجها ،مكانة اسمى بك ثير من المواد الغذائية المستمدة المواد
أ ّأ أ ّ
من عمليات الصيد البري وصيد السماك ،إذ ان العمليات الخيرة ليست بذات عائد مؤكد،
()22 على الرغم من أا ّن القبيلة تعيش في بيئة طبيعية ّ
غنية بها».
تمثل الضمان يجعلنا هذا نتساءل عن سبب كون المواد أال ّقل وفرة ،والتي تنتجها النساءّ ،
أ أ
الغذائي للجماعة بالمقارنة مع المواد ال ك ثر وفرة ،والتي ينتجها الرجال ،ويرجع ذلك إلى ا ّن
المستمرة ،وما تتطلبه من الحذر الدائم والستعداد للدفاع ،تجعل من ّ «حمالت اإلغارة
الصعب على الرجال تهيئة كميات كافية منها يمكن العتماد عليها .أا ّما المحصولت الزراعيةّ
ّ أ أ أ
تتميز با ّنها فهي ،على العكس من ذلك ،تمد السكان بمواد غذائية اك ثر انتظاما ،ل ّن المزارع
أ
قريبة مكانيا ومهمة حراستها واإلشراف عليها ايسر ك ثيرا .فالنساء يتمتعن ،إذن ،بسلطة
يدعمها ما يقدمنه من خدمات للمجتمع المحلي ،تبدو ظاهرة جلية في ّكل جانب من جوانب
()23 ّ
والدينية على السواء». ّ
والسياسية، ّ
والقتصادية، حياة قبائل اليروكواّ :
العائلية،
أ الدموية أاحيانا ّ
وإذا كان مفهوم النتساب مرتبطا بالقرابة ّ
فإنه غير ذلك في ك ثير من الحيان،
(الثقافي) .ويختلف ّ إذ يوجد فرق بين النتساب البيولوجي (الطبيعي) والنتساب الجتماعي
مفهوم النتساب عن مفهوم القرابة الدموية لدى ّكل المجتمعات «فمثال لدى المجتمعات التي
الدموية lien de بوي) توجد عالقة القرابة ّ تنتقل فيها القرابة عن طريق الرجال فقط (انتساب أا ّ
أ أ
consanguinitéبين الرجل وابن اخته (او ابن ابنته) ،ولكن ل توجد عالقة النتساب lien
فكل واحد منهما ينتمي إلى جماعتين قرابيتين مختلفتين .وبالمجتمعات التي ّ ،de filiation
أ أ
تنتقل بها القرابة عن طريق النساء (انتساب امومي) ،نجد عالقة دموية بين الب وابنه ،لكن
أ أ أ
(الجتماعية) موجودة بين ال ّم وابنها، ّ هذا الخير ينتمي للجماعة القر ّابية ل ّمه .فعالقة النسب
أ وبين أاخ أال ّم (الخال) وابن هذهّ ،
لكنها غير موجودة بين البن وابيه (فهذا ل يعتبر ّإل منجبا).
ّ أ
مضطرين إلى حفظ مصطلحات القرابة والنسب لستخدامها وهذا ما يجعلنا في النتروبولوجيا
ّ ()24 ّ
الجتماعي الخاص».
أ
ويعتبر النتساب بمنطقة القبائلي انتسابا اجتماعيا بالدرجة الولى .وهو متعاقب في طرف
أ ّ أ أ أ أ
تضم ّكل افراد الساللة الواحدة ال ّبية يشكلون مجموعة والحفادّ ... واحد هو طرف الب .فالبناء
أ أ أ أ
النسب .لكن المراة (الزوجة او الزوجات) تحتفظ بانتمائها إلى طرف او بطن ابيها .والمالحظ
أ أ أ أ
ا ّنه في الحالتين الثنتين يكون النتساب لالب .وهذه طبيعة النظمة ال ّبية النسب.
أ أ أ
ويعتبر القبائل ا ّن "الطفل الذي حملت به المراة اثناء فترة الزواج هو ابن الزوج...فاإلنكار
أ
بسبب الخيانة الزوجية غير مقبول إطالقا .ويمكن لهذا ان يحدث مع ذلك في حالة الغياب
تصرح في وقت مناسب حق الزوجة التي ّ الطويل للزوج وبالتالي ل تمنح أال ّبوةّ ،إل في حالة ّ
أ أ
الطبيعية .فالمولود الذي يولد خارج الزواج ّ با ّنها حامل لجنين راقد...والقبائل يرفضون ال ّبوة
أ أ أ
ئ ()25
ُيقتل هو وا ّمه .والمر نفسه في حالة الغياب او العجز الطار ».
أ أ وقد يحدث أاحيانا ّ
جدا ،ول يسمح فعله ّإل لالقارب ،ويشترط فيه ان يكون لكنه نادر ّ التبني ّ
تبني طفل .والطفل الذي المتب َّنى« .والم أراة التي هي محل وصاية ل يمكنها ّ سنا من َ متبني أاكبر ّ
ال ِّّ
ّ
الطبيعية )26(».وهكذا صليةتبنته ل يمكنه أان يرث ّإل عائلته أال ّ يعيش في عائلته الجديدة التي ّ
آ أّ أ أ
تكون سلطة النتساب ا ّبية بال منازع .ويكون الميراث ابيا ايضا ،إذ ينتقل من ذكر لخر عبر
أ
ساللة الب.
الثنائية ،Résidence bilocaleهي لكل واحد من هما .واإلقامة ّ أاحدهما ،وهي إقامة جديدة ّ
ّ أ اإلقامة التي يقيم فيها الزوجان ّإما عند أاهل الزوجّ ،
القتصادية وإما عند اهل الزوجة .والعوامل
تحدد إقامة الزوجين .اإلقامة المزدوجة ) ،Résidence duolocale ( ou natolocale هي التي ّ
الخاصة .واإلقامة فكل واحد يقيم عند أاسرته ّ هي اإلقامة التي يقيم فيها الزوجان منفصلينّ ،
التناوبية ،Résidence alternéeهي اإلقامة التي يقيم فيها الزوجان بالتناوب ،عند الزوج وعند ّ
أ أ أ
الزوجة ،او عند اهل الزوج وعند اهل الزوجة.
أ بوية ،أوا ّ وعندما يكون النتساب واإلقامة في آان واحد وبالتوالي أا ّ
مومية ،نكون حسب راي
ّ أ
انسجامي ،وفي الحالة المعاكسة ،تكون اإلقامة والنتساب "كلود ليفي ستروس" امام نظام
ويسمى هذا النظام بالنشطاري خط أال ّمّ ، خط أالب أواخرى ّ متضادتين ،فتتبع واحدة ّ ّ
()30
.dysharmonique
أ
يرتبط نظام اإلقامة غالبا بنظام النتساب .فالمجتمعات التي تنتسب لالب ترتبط باإلقامة
عامة، لكن هذا ل يعتبر قاعدة ّ لال ّم ترتبط باإلقامة أال ّميةّ . أ
ال ّبية ،والمجتمعات التي تنتسب
أ
حية عن اختالف ويقدم لنا أالنثروبولوجيون أامثلة ّ حتى وإن كان واقعا ملموسا في أاك ثر أالحوالّ . ّ
ويقدم سكان جزر "التروبرياند" ب "ميالنيزيا" نموذجا لالرتباط نظام النتساب عن نظام اإلقامةّ .
أ أ أ
المضاد بين نظام النتساب ونظام اإلقامة« .إذ ا ّنه على الرغم من ا ّن هذا المجتمع ياخذ بنظام
أ أ السكنى عند أالبّ ،
فإن العشائر تقوم على النتساب لال ّم .ولضمان ذلك ل يتلقى الطفال موارد
آ إعالتهم من أالبّ ،
وإنما من خالهم...الذي يعيش في قرية عشيرتهم ويزورهم من حين لخر
أ أ أ
ليحضر لهم الطعام ويسهر على تعليمهم وتاديبهم .وعند الزواج تنتقل المراة إلى قرية زوجها .ا ّما
()31 أ
الرجل فينتقل إلى عشيرة خاله ،لكي يك تسب وضعه المناسب في عشيرة اسالفه».
أ أ أ أ أ أ
وإذا تساءلنا على ا ّي اساس تكون اإلقامة ا ّمية او ا ّبية او مشتركة ،فتكون اإلجابة مرتبطة
الموفرة لستمرارية حياة الجماعة. بطبيعة مساهمة ّكل من الجنسين في أالنشطة القتصادية ّ
فمن الممكن تفسير الفروق في تحديد مكان اإلقامة «في ضوء الدرجة التي يتحتم بها على الرجل
ساسية في المجتمع ...عندما نجد أاو الم أراة التعاون في الضطالع بالوظائ ف القتصادية أال ّ
أ أ
المجتمع يستفيد من التجمع المعتاد للذكور في السرة لتكوين ّقوة عاملة فعالة ...ياخذ المجتمع
أ أ أ
بنظام اإلقامة عند الب .ولكن حيثما تعمل النساء عادة متعاونات في اداء العمال المختلفة
أ أ أ أ
(ول يفعل الرجل ذلك) ،نجد ا ّن السرة المشتركة القائمة على السكنى عند ال ّم ،هي النسب
()32
لهذه العادة».
أ
القبائلي ،فنجدها ا ّبية ،حيث يقيم الزوجان
ّ وإذا جئنا إلى طبيعة نظام اإلقامة بالمجتمع
عامة ،وهي تسير جنبا إلى جنب مع طبيعة نظام عند أاهل الزوج .ويمثل هذا النوع قاعدة ّ
خاصة ،لكن المجتمع بوي .وقد يحدث أان يسكن الزوج لدى أاهل زوجته ألسباب ّ النتساب أال ّ
أ أ
يسيء لمثل هذا النوع من اإلقامة .ويعتبر الزوج المقيم عند زوجته او اهلها مهينا مفتقرا
يدل معناها -بالمجتمع التقليدي -على القوام والستقاللية والسلطة للرجولة ،التي ّ
والسيادة...الخ.
بوية ،فواقع المنطقة القتصاديّ الزوجية أاصال أا ّ
ّ وإذا تساءلنا عن سبب كون اإلقامة
ّ ّ أ أ ّ
والمجتمعي يجيبنا عن ذلك .تمارس المراة بصفة خاصة كل النشطة القتصادية من حرف
صناعية تقليدية وتربية المواشي والبستنة...الخ ،وفي مقابل ذلك يمارس الرجل عمال ّ
فالحيا
ولما كان المجتمعواحدا متمثال في زراعة الحبوب .فهو يحرث أالرض فيزرعها ّثم يحصدهاّ .
ساسي ،وهي عمل يؤديه القبائلي مستقرا بالجبال ومعتمدا على الزراعة في غذائه اليومي أال ّ
أ الرجال بدرجة أا ّ
ساسية فكان هو الذي يمتلك الرض .وكما هو معروف على الصعيد المجتمعي،
أ أ
فالذكر (الرجل) هو المالك لالراضي وللعقار .ويرث اراضيه وعقاراته بعد موته الذكور الذين هم
من ساللته .أا ّما الم أراة فال تملك شيائ ول ّ
يحق لها الميراث.
.4خاتمة
تناول وعالج هذا المقال موضوع مصطلحات ونظام القرابة بالمجتمع القبائلي من زاوية نظر
ّ ّ أ أ
النظرية تمهيدية -دراسة المفاهيم وتمت في قسمه ال ّول –كمرحلة نتروبولوجيةّ .
ّ الدراسات ال
أ
لمصطلح ونظام القرابة ،ومنطقة القبائل ،والنتروبولوجيا (اإلناسة) .ولما كانت المقاربات
خص -قد ربطت مصطلحات وموضوع القرابة بالتنظيم والنتروبولوجية –بصفة أا ّّ أ
الجتماعية
الثقافي والجتماعي ،فقد عالجنا في القسم الثاني من البحث مصطلحات القرابة وعالقتها بنظام
الزواج ،والنتساب واإلقامة بالمجتمع القبائلي.
ّ
متنوعة ومتعددة ،وهي وخلصنا في نهاية البحث إلى أا ّن مصطلحات القرابة بالمجتمع القبائلي ّ
أ
ذات عالقة وطيدة بطبيعة التنظيم الجتماعي كنظام الزواج والنتساب واإلقامة .والمالحظ ا ّن
تتجسد في ارتباط بالواقع الطبيعي الخاص بالجانب الوراثي والبيولوجي الممثل قضايا القرابة ّ
لرابطة الدم والنحدار من جهة ،وبالنظام الثقافي والجتماعي المبني على النتماء المكاني
.26 Hanoteau. A, & Letourneau. A, La Kabylie et les coutumes kabyles (Vol. T2), p. 136.
27
.Aghassin. M & Autres, Les domaines de la parenté, filiation, alliance et résidencde, p.36.
28
Kashaura. A, Famille, sexualité et culture, Ed PA, Paris, France, 1973, p. 33.
. 29 Kashaura, A, Famille, sexualité et culture, p.34
30
.Aghassin. M. & Autres, Les domaines de la parenté, filiation, alliance et résidencde, p.36,
37.
ّ أالنتروبولوجيا أاسس، الجوهري محمد. 31
ّ نظرية وتطبيقات
.257 ،256 ص،عملية
ّ أالنتروبولوجيا أاسس، محمد الجوهري.32
ّ نظرية وتطبيقات
.256 ص،عملية